أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 23 تشرين الأول، 2012


إشارات “مشجعة” لوقف النار من الأسد

طهران تتحدث عن حوار وطني قريباً

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

تضاربت المعلومات عن احتمالات التوصل الى هدنة في سوريا خلال ايام عيد الاضحى الذي يبدأ الجمعة كما اقترح الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي. وبقي القتال على اشده في مدينة حرستا بريف دمشق مترافقاً مع  قصف لمدينة دوما وجديدة عرطوز. وانفجرت عبوتان ناسفتان احداهما في حي ركن الدين بدمشق مما اسفر عن اصابة شخص بجروح بالغة. واستمرت الاشتباكات في مدينة حلب وفي محيط مدينة معرة النعمان بمحافظة ادلب. 

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعمه لاقتراح وقف النار خلال الاضحى، وكرر رفض بلاده تدخلاً عسكريا في سوريا. وقال في مقابلة مع صحيفة “روسيسكايا غازيتا” ان بعض الدول جعل من الرئيس السوري بشار الاسد غطاء للعبة جيوسياسية كبيرة، وان ما يجري الآن هو اعادة لرسم خريطة جيوسياسية جديدة للشرق الاوسط. (راجع العرب والعالم)

ووقت اعلنت جامعة الدول العربية بلسان نائب امينها العام  أحمد بن حلي ان “الامل ضعيف” في تطبيق الهدنة، تلقى الابرهيمي “اشارات مشجعة” من الرئيس السوري بشار الأسد في شأن وقف النار خلال عطلة العيد. وأكد وكيل الأمين العام للمنظمة الدولية لعمليات السلام ارفيه لادسوس أن ثمة استعدادات جارية لنشر قوة لحفظ السلام في الأراضي السورية في حال وقف العنف وإذا أجاز ذلك مجلس الأمن.

وعلمت “النهار” من مصادر واسعة الإطلاع في المنظمة الدولية أن دائرة عمليات حفظ السلام في نيويورك أعدت سلسلة خيارات للوضع في سوريا. وأوضحت أن الدائرة أطلعت الابرهيمي على جملة خيارات واتفقت معه في النهاية على “أربع خيارات”: الأول يتعلق بامكان فشل التوصل الى أي وقف للنار وبدء أي عملية سياسية، والثاني يرتبط بامكان التوصل الى وقف للنار مع بدء عملية سياسية، والثالث يمكن أن ينشأ عن التوصل الى اتفاق لوقف النار من دون بدء عملية سياسية، والرابع ينطلق من حال عدم التوصل الى وقف للنار ولكن مع بدء عملية سياسية.

ورفض قادة ميدانيون للمعارضة الهدنة. واعتبر الناطق باسم “القيادة المشتركة للجيش السوري الحر” في محافظة حمص العقيد قاسم سعد الدين أن هذه الهدنة مجرد فقاعة إعلامية، متسائلا من ذا الذي سينفذها ويشرف عليها. وتحدث قيادي آخر في المعارضة بدمشق طلب  عدم ذكر اسمه بلهجة أكثر حدة قائلاً: “لن تحدث الهدنة. ولن نقبلها. فإنها ليست في مصلحتنا”، مضيفاً أن الهدنة لمدة ثلاثة أيام لن تحقق شيئا يذكر على أي حال.

تفاؤل ايراني

ودعا نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد محادثات مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف في طهران، طرفي الصراع في سوريا إلى وقف دائم  للنار، مشيراً الى ان الجانبين يبدآن بالتقارب. وقال: “تتقارب آراء الأطراف المختلفين وقد خلصوا إلى أنه ينبغي لهم البحث عن حل سياسي في سوريا”. واضاف ان الحوار الوطني سيجري قريباً في طهران او احدى دول المنطقة.

عبدالله الثاني وأشتون

وفي عمان، جدد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين لدى استقباله الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية، دعوته الى حل سياسي في سوريا يحفظ وحدة البلاد.

حدائق حلب مقابر لأبنائها في انتظار الفرج

جبرائيل سعود

لم يراود فكر أم حسام الخمسينية يوماً أنها قد تقتل في مطبخ بيتها برصاص قناص، كما لم يجل في خاطرها أن الحديقة الصغيرة المهملة أمام منزلها في منطقة السيد علي في حلب، والتي مشت بقربها مئات المرات من دون مبالاة، ستكون مقبرتها التي ستدفن فيها.

الأفكار والخواطر هذه لا تصبح واقعا إلا في وطن تحول إلى حلبة صراع، وباتت اللغة الوحيدة التي تفهم فيه هي الموت، الموت المجاني والعبثي، خاصة لمن لا ناقة لهم بمعاركه ولا جمل، والذين لا يبغون شيئاً من وطنهم سوى العيش الآمن والحياة الكريمة.

فأم حسام قتلت على يد قناص في مطبخها، لا لشيء سوى لأنها في الزمان والمكان الخاطئ، وأولادها الذين تعذر عليهم تأمين طريق آمن للمقبرة، التي تبعد عن بيتهم مئات الأمتار القليلة نتيجة الاشتباكات والقصف التي يشهدها بعض من شوارع المدينة، اضطروا لدفن والدتهم في حديقة شجرات النخيل المتعبة قرب منزلهم.

حال أم حسام كحال العشرات من أبناء منطقتها والمناطق الساخنة في حلب. كثر من أبنائها لم يستطيعوا مع بدء الأحداث تأمين مدفن لموتاهم في مقابر العائلة والمدينة، لكون المدافن الستة عشر الموزعة معظمها شرق المدينة تقع تحت سيطرة مسلحي المعارضة، وبات الوصول إليها طريقاً للموت وسبباً لتشييع آخر.

فمع اشتداد المعارك في المدينة أعيدت الحياة لتراب حديقة السيد علي لتستقبل الموت والعديد من المقابر فتحت فيها. وعندما غصت بالقبور ذوات الشواهد الفقيرة البدائية، انتقل الموت للحديقة المجاورة الأكبر حجماً، بعدما بات مشهد الدفن والقتلى والشهداء شبه يومي، فالحي يقع على خطوط التماس الملتهبة.

منذ بداية الأحداث سيطر المسلحون، من ضمن المناطق التي توسعوا فيها على مكتب دفن الموتى، الجهة المسؤولة عن عمليات الدفن وتنظيمها التابع إدارياً لبلدية المدينة، فتوقف نشاطه، بالتزامن مع الفوضى التي عمّت المدينة وتقطع الحركة بين أوصالها، نتيجة فقدان الوقود بشتى أنواعه وانقطاعه كلياً عن حلب.

ولحرمة الموت وأهمية ما يحدث، ونقلاً عن أبناء المنطقة المحيطة بمكتب الدفن، زار أحد قياديي ألوية المعارضة المسلحة المكتب بعد مدة من إغلاقه وأمر بإعادة تفعيل العمل به، من تنظيم ودفن، وأعاد قيمة رسوم الجنازة وبأسعار أقل بكثير من السعر القديم المحدد من البلدية. لكن لم يمنع هذا التفعيل حصول مراسم الدفن مع صعوبة الوصول للمقابر، فالقصف مستمر وخطورة التجمعات في مكان واحد، أو إقامة خيم عزاء عادة ما تكون هدفا سهلا للطائرات أو سلاح المدفعية وقذائف الهاون المجانية المجهولة المصدر غالباً.

ومع تصاعد الاشتباكات وتزايد حدة المعارك، أغلقت المقبرة الإسلامية الحديثة، التي تقع تحت سيطرة المسلحين، في المدينة أبوابها، لعدم قدرتها على استقبال أعداد إضافية للدفن، بعد نفاد القبور فيها، ما اضطر البعض لدفن أكثر من جثة في القبر الواحد، بحسب إفادة بعض الأشخاص.

والمناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش النظامي، والتي تعتبر أكثر «أمنا»، ليست بأفضل حال، فسكانها يعانون أيضاً كيفية دفن موتاهم، فمقابر المدينة بعيدة جغرافياً عنهم وهي في الجهة المقابلة ويصعب في الوقت الحالي الوصول إليها، ما اضطر البعض لدفن قتلاهم في مقابر الريف القريب كبديل من مدافن المدينة.

إحدى العائلات اضطرت لدفع مبلغ 20 ألف ليرة سورية لبعض الأشخاص من «تجار الأزمات» لقاء دفن جثة ولدهم في مكان مناسب، ليفاجأ الأهل بعد يومين باتصال من إحدى الفروع الأمنية تطالبهم بالمجيء والتعرف على جثة ابنهم، فقد تم إلقاء القبض على الأشخاص وهم ينقلون الجثة على إحدى الحواجز المنتشرة في المدينة ظناً منهم أنه من مقاتلي المعارضة، ولم يعرف بعدها ما هو مصير الجثة ومصير من كان برفقتها.

ويقول أبناء أم حسام إن دفن والدتهم في الحديقة مؤقت، فهم بانتظار هدوء المعارك والفرصة المناسبة لنقل رفاتها إلى مقبرة العائلة القريبة. وبالرغم من قصف مكتب دفن الموتى في وقت لاحق بعد تفعيله، وبقاء آلة الموت تحصد يومياً العشرات في حلب، فإن تراب الوطن يضيق يوماً بعد يوم عن احتضان أبنائه، ويبقى الحل مقتصراً، على ما يبدو، بحدائق المدينة العامة إلى حين نضوج ساعة الفرج.

لافروف يعتبر الأسد ضامناً للأقليات ويحذر من إعادة رسم خريطة المنطقة

الأمم المتحدة ترمي كرة «المراقبين» في سوريا

كشفت الأمم المتحدة، أمس، أنها تعد خططاً لنشر قوة مراقبين في سوريا إذا توقف إطلاق النار ووافق مجلس الأمن الدولي على هذا الأمر، فيما أعلنت إيران أن «الحوار الوطني السوري سيعقد قريبا في إحدى دول المنطقة، أو ربما طهران، بمشاركة ممثلين من كل أبناء الشعب والطوائف والمجموعات السياسية والمعارضة وممثلي الحكومة السورية».

وفيما أعلنت موسكو دعمها لدعوة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى هدنة في عيد الأضحى الجمعة المقبل، أعربت الجامعة العربية عن تشكيكها في إمكانية حصول هذا الأمر، معتبرة أن «الأمل ضعيف» في تطبيقها. وشكك «قائد المجلس العسكري في حمص» قاسم سعد الدين في إمكانية تطبيقها أيضا، معتبراً أن «هذه الهدنة عبارة عن فقاعة إعلامية فقط». وقال «قائد» لمسلحين في دمشق «هذه الهدنة لن تتم. لن نقبل بها، لأنها ليست في مصلحتنا».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات السورية والمسلحين في مناطق مختلفة في سوريا «أودت بحياة العشرات». وأضاف «أدت أعمال العنف إلى مقتل 84 شخصا، هم 22 مدنيا و25 مسلحا و37 جنديا نظاميا». وانفجرت عبوة في حي ركن الدين شرقي في شمال دمشق قرب مبنى إذاعة خاصة، وثانية «كانت موضوعة تحت سيارة رباعية الدفع أمام مفرزة الاستخبارات الجوية قرب المدخل الرئيس لحديقة التجارة» في شمال العاصمة.    وأعلنت دمشق أن شركة «هوت بيرد» الفرنسية حجبت قناة «الفضائية السورية» و«الدراما» عن قمرها الاصطناعي. (تفاصيل صفحة 13)

وأعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو، في مؤتمر صحافي في نيويورك، «جاهزية الأمم المتحدة لإعادة نشر بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بمجرد توقف أعمال العنف بين القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة، وصدور تفويض من مجلس الأمن بهذا الخصوص».

وأضاف «إننا نفكر بعمق بشأن ماذا يمكن أن نفعل لحماية المدنيين في سوريا في حالة صدور تفويض من مجلس الأمن، لكن من السابق لأوانه الحديث عن أية أرقام لحجم القوة التي سيتم نشرها». وتابع «نحن مستعدون لمثل هذه الخطوة، والتركيز الآن على الجهود التي يقوم بها الإبراهيمي للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، والذي نتمنى أن يكون دائما».

وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» نشرت أمس، أن «بشار الأسد يعد شخصية تضمن أمن الأقليات التي تقطن سوريا، بما في ذلك الأقلية المسيحية. وحتى حسب أكثر التقديرات تحفظاً التي يوردها أصدقاؤنا الغربيون في اتصالات خاصة معنا، فإن ما لا يقل عن ثلث السكان لا يزالون يؤيدونه، باعتباره شخصية دعت إلى عدم السماح بأن تتحول سوريا إلى دولة لا يمكن للأقليات أن تعيش فيها».

وكرر ان «وصفات مفروضة من الخارج لن تؤدي أبدا إلى تحقيق نتائج قادرة على الاستمرار»، مضيفا انه «لا يمكن تحقيق مثل هذه النتائج إلا عن طريق الحوار». وتابع «نحن نأمل أن يحاول الإبراهيمي، الذي يجب أن يصل إلى موسكو بعد أسبوع لإجراء مشاورات، إضفاء بعد عملي على المبادئ التي يتضمنها بيان جنيف».

وقال لافروف «جعلوا منه (الأسد) فزاعة»، مضيفا «في حقيقة الأمر فإن كل الاتهامات التي تطلق بشكل قطعي، والقائلة انه يتحمل كل الذنوب، تستخدم كغطاء للعبة جيوسياسية كبيرة»، موضحا أنه «تجري الآن عملية جديدة لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، يحاول مختلف اللاعبين خلالها ضمان مواقفهم الجيوسياسية». وأضاف «ما يشغل بال الكثيرين ليس سوريا، بل إيران أساساً. وتجري أيضا أحاديث علنية، حول انه يجب حرمان إيران من حليفها الأقرب الذي يرونه في شخص بشار الأسد».

وأعلن لافروف أن «دعوة الإبراهيمي إلى هدنة في سوريا خلال أيام عيد الأضحى مسألة مهمة وجاءت في الوقت المناسب»، مؤكداً وقوف روسيا إلى جانب هذه الهدنة.

وفي طهران، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، خلال لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن «إيران تسعي للتحرك علي أساس المبادئ الإنسانيّة والاضطلاع بمسؤوليتها في تقديم المساعدة من أجل عودة السلام والاستقرار المستديم إلى سوريا».

وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، بعد لقائه بوغدانوف، أن «الحوار الوطني السوري سيعقد قريبا في إحدي دول المنطقة، أو ربما طهران، بمشاركة ممثلين من كل أبناء الشعب والطوائف والمجموعات السياسية والمعارضة وممثلي الحكومة السورية». وأضاف ان «بعض مجموعات المعارضة رفضت هذا الموضوع، إلا أن المساعي مستمرة لإقناعها بالمشاركة».

وعبر عن اعتقاده بأن «اقتراح إيران، الذي قدم الأسبوع الماضي لإقرار الهدنة في سوريا وحظي بتأييد الإبراهيمي والعديد من الأطراف، يمثل الخطوة الأولى والأهم لإقرار الاستقرار والأمن ومنع تصدير الأزمة وانعدام الأمن إلى بعض دول الجوار».

وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي، على هامش مؤتمر دولي حول الطاقة في دبي، إن «الأمل ضعيف في تطبيق هدنة عيد الأضحى حتى الآن مع الأسف. لكن هناك جهودا تبذل على كل المستويات».

وبالرغم من تقليله من حجم الأمل بتطبيق الهدنة في عيد الأضحى، شدد بن حلي على أهمية هذه الخطوة.

(«السفير»، «ارنا»، ا ف ب،

ا ب، رويترز، ا ش ا)

الرئيس السوري يصدر عفوا عاما عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم

دمشق- (ا ف ب): اصدر الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم مستثنيا منها الجرائم المتعلقة بالارهاب والمتوارين.

وبث التلفزيون السوري في شريط عاجل أن الأسد “يصدر المرسوم التشريعي رقم 71 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل 23 تشرين الاول/ اكتوبر”.

انفجار عبوتين ناسفتين في العاصمة السورية

عواصم ـ وكالات ـ انفجرت الاثنين عبوتان ناسفتان في حيين بشمال العاصمة السورية دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “انفجرت عبوة ناسفة بحي ركن الدين شرقي (في شمال دمشق) قرب مبنى اذاعة خاصة”، كما انفجرت عبوة “كانت موضوعة تحت سيارة رباعية الدفع امام مفرزة المخابرات الجوية قرب المدخل الرئيس لحديقة التجارة” في شمال العاصمة ايضا.

وقتل شخص واحد، الاثنين، بانفجار عبوة ناسفة بمنطقة ركن الدين في العاصمة السورية دمشق.

وقالت مصادر محلية إن عبوة ناسفة كانت موضوعة تحت سيارة مدنية في شارع برنية بمنطقة ركن الدين في دمشق، انفجرت وأدّت الى مقتل شخص واحد.

وأوضح المصدر أن العبوة التي انفجرت في منطقة ركن الدين ذات الاغلبية الكردية، أدّت أيضاً الى جرح عدد من الأشخاص لم يعرف عددهم على الفور.

وتشهد سوريا منذ 15 آذار/مارس عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تحوّلت الى مواجهات بين قوى مسلّحة وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت الى مقتل الآلاف من الطرفين.

وفيما تتهم المعارضة الحكومة بأنها تقصف البلدات وتقتل من تصفهم بـ”المتظاهرين السلميين”، تقول السلطات السورية إنها تخوض حرباً مع من تصفهم بـ”المجموعات الإرهابية المسلّحة” التي تقول إنها مدعومة من الخارج، وتتحدث عن إستقدام المعارضة آلاف المقاتلين العرب والأجانب من أصحاب الخلفيات الأصولية للمشاركة في القتال.

عشرات السوريين يحرقون خيامهم في مخيم الزعتري بالأردن

عمان- (د ب أ): أشعل عشرات السوريين النار في خيامهم بالأردن مساء الاثنين في أحدث حلقة من سلسلة أعمال شغب اندلعت احتجاجا على ظروف المعيشة في مخيم اللاجئين السوريين شمال المملكة.

وقال مصدر أمني أردني إن حوالي 200 سوري أضرموا النار في أكثر من 30 خيمة في مخيم الزعتري بمدينة المفرق الحدودية احتجاجا على ما وصفوه بعد استعداد مسؤولي الإغاثة لموسم الشتاء المقبل.

وذكر بعض سكان المخيم أن عشرات المحتجين بدأوا في إضرام النار بالخيام التي قدمتها الأمم المتحدة بدعوى أنها لا توفر لهم الحماية المناسبة من العواصف الرملية والرياح الباردة التي تهب في المساء.

وقال أبو يوسف (44 عاما)، الذي ينتمي إلى محافظة درعا السورية وقضى أكثر من شهر في المخيم، إن المحتجين أرادوا توصيل رسالة معينة.

وأضاف أن سكان المخيم باتوا يفضلون العيش في العراء بدلا من هذه الخيام.

وأفاد المصدر الأمني بأن أفراد الأمن الأردنيين تمكنوا من احتواء الحريق وتفريق الحشد دون ورود تقارير بشأن أي اعتقالات أو إصابات.

ويمثل حادث يوم الاثنين أحدث حلقة في سلسلة من أعمال الشغب بالمخيم الصحراوي، الذي يأوي الآن ما يربو على 35 ألف سوري.

وأثارت الرياح القوية والطقس البارد سلسة من الاحتجاجات العنيفة في وقت سابق الشهر الجاري بالمخيم، مما دفع مسؤولي الإغاثة المحليين والدوليين إلى إخلاء المخيم عدة مرات.

ويقول سكان الزعتري إن الخيام التي قدمتها الأمم المتحدة لم توفر لهم الحماية من الطقس الصحراوي ويعترضون على سياسة عمان التي تمنعهم من مغادرة المخيم.

ويواصل الأردن تبني سياسة فتح الحدود التي سمحت بدخول أكثر من 210 آلاف سوري، وهو أكبر عدد من اللاجئين تستقبلهم إحدى الدول المجاورة لسورية.

أوباما يؤكد أن أيام الأسد معدودة

بوكا راتون- (ا ف ب): اعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ثقته بان أيام الرئيس السوري بشار الأسد “معدودة” فيما دعا خصمه الجمهوري ميت رومني إلى “تسليح” المعارضة الساعية إلى اطاحة النظام، وذلك خلال المناظرة الثالثة والاخيرة بينهما مساء الاثنين قبل الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر.

وردا على سؤال حول الازمة في سوريا خلال المناظرة التي جرت في بوكا راتون بولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة، قال اوباما انه “واثق من ان ايام الاسد معدودة” لكنه اكد انه “سيترتب في نهاية المطاف على السوريين ان يحددوا مستقبلهم بانفسهم”.

وقال معلقا على النزاع الجاري في سوريا “اننا نساعد المعارضة على تنظيم صفوفها ونحرص بصورة خاصة على التثبت من انهم يعملون على تعبئة القوى المعتدلة في سوريا” واصفا الاحداث الجارية في هذا البلد حيث قتل اكثر من 33 الف شخص منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد النظام في اذار/ مارس 2011 بانها “مؤلمة”.

لكنه تابع “علينا ان نقر بان التدخل اكثر عسكريا في سوريا سيكون خطوة خطيرة وعلينا ان نتصرف بحيث نكون واثقين ممن نساعد وباننا لا نضع اسلحة بايدي اشخاص قد يوجهونها في نهاية المطاف ضدنا او ضد حلفائنا في المنطقة”.

وقال في انتقاد لخصمه “ما لا يمكننا القيام به هو ان نلمح مثلما فعل الحاكم رومني في بعض الاحيان الى ان امداد المعارضة السورية باسلحة ثقيلة على سبيل المثال هو اقتراح قد يجعلنا اكثر امانا على المدى البعيد”.

ومن جهته لفت رومني إلى أن “رؤية سوريا تطيح الأسد هي أولوية كبرى بالنسبة لنا” وقال “انني اؤمن بان على الاسد ان يرحل واعتقد انه سيرحل” مشيرا إلى أن “سوريا هي حليف ايران الوحيد في العالم العربي وهي طريقها الى البحر، وطريقها لتسليح حزب الله في لبنان الذي يهدد بالطبع حليفتنا اسرائيل”.

واذ اعرب عن رفضه “التدخل عسكريا” في سوريا مؤكدا “لا نريد ان نتورط في نزاع عسكري” دعا الى “تسليح الثوار والتثبت من ان الثوار الذين يصبحون مسلحين هو الاشخاص الذين سيصبحون الاطراف المسؤولة”.

لكنه اكد ردا على سؤال عما اذا كان يوصي بفرض مناطقة حظر جوي فوق سوريا “لا اريد اقحام قواتنا العسكرية في سوريا، لا اعتقد ان ثمة حاجة لتدخل قواتنا في سوريا في الوقت الراهن”.

واوضح “اهدافنا تقضي باستبدال الاسد وقيام حكومة جديدة تكون صديقة لنا، حكومة مسؤولة اذا امكن الامر، واريد التثبت من ان يتم تسليحهم وتكون لديهم الاسلحة الضرورية للدفاع عن انفسهم وانما كذلك لاطاحة الاسد”.

وعرض خطته للتحرك في سوريا داعيا الى “العمل مع شركائنا وبمواردنا الخاصة لتحديد اطراف مسؤولة داخل سوريا وتنظيمها وجمعها معا .. في مجلس يمكنه تولي القيادة في سوريا والتثبت من امتلاكهم الاسلحة الضرورية للدفاع عن انفسهم”.

واكد على ضرورة “تنسيق هذا المجهود مع حلفائنا وعلى الاخص اسرائيل” مشيرا إلى أن “السعوديين والقطريين والاتراك معنيين للغاية بهذا الامر وهم على استعداد للعمل معنا”.

ورد أوباما مؤكدا انه في ما يتعلق بملف الازمة في سوريا “اننا نلعب دورا قياديا” موضحا “لقد نظمنا (اصدقاء سوريا) ونعمل على تعبئة الدعم الانسانية والدعم للمعارضة ونتثبت من ان الذين نساعدهم هم الذين سيكونوا اصدقاء لنا على المدى البعيد واصدقاء لحلفائنا في المنطقة على المدى البعيد”.

رياض حجاب يلتقي آشتون في عمان ويدعو إلى إنهاء معاناة الشعب السوري

عمان- (يو بي اي): دعا رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب خلال اجتماعه مع مسؤولة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في عمان، دول العالم إلى إنهاء معاناة الشعب السوري.

وقال بيان صادر عن مكتب حجاب الصحافي وزع في ساعة متأخرة من ليل الإثنين أن “دولة الرئيس (رياض حجاب) أكد خلال لقائه الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون”، التي تزور العاصمة الأردنية على ضرورة “أن يقف العالم تجاه مسؤولياته في إنهاء معاناة الشعب السوري في الداخل و الخارج”.

ولفت البيان إلى أن حجاب شدد على ضرورة “تأمين كل أنواع الدعم الإغاثي والمادي واللوجستي اللازم لهذا الشعب ( السوري ) الأعزل لحين تخطيه لهذه المحنة التي يمر بها والوصول إلى الدولة المدنية الديمقراطية التعددية “.

وأوضح البيان أن حجاب وآشتون بحثا خلال اللقاء “أخر مستجدات الأوضاع في سوريا وسبل وقف آلة القتل اليومي التي يستخدمها النظام ضد المدنيين العُزل”.

وأشار البيان إلى أن اللقاء تناول أيضاً “أوضاع اللاجئين والنازحين في الداخل السوري وخارجه في كل من لبنان والأردن وتركيا والعراق”.

وكان حجاب إنشق عن نظام الرئيس بشار الأسد في أغسطس/ آب الماضي.

لا تؤبنوا الاسد بعد

صحف عبرية

تجري على سوريا في السنتين الاخيرتين مأساة لا نرى نهايتها الى الآن، برغم ان حكماء في العالم الغربي أبنوا بشار الاسد ونظامه قبل سنة أو أكثر. ولا شك في ان الاسد ما كان ليبقى لولا دعم روسيا والصين وايران. ولا شك، بنفس القدر، بأن الدعم الخارجي ما كان ليُجدي زمنا طويلا لولا انه كان الى جانب الاسد أكثر بِنية الشعب السوري. وانتبهوا الى أنني لم أقل أكبر عدد منه.

وبنفس القدر مرة اخرى نقول ان التمرد ما كان ليبقى ويقوى لولا دعم مكثف من الغرب. وهو دعم فاعل ناجع أثار المنتقمين الراقدين في حماة وحمص والضواحي المهملة، ودفع اليهم وأرسل السلاح والمرشدين. وتجري منذ سنتين في سوريا في واقع الامر المعركة الدامية الاولى في الحرب الباردة الثانية ـ حرب القرن الواحد والعشرين ـ بين الغرب المريض وبين الكتلة الشرقية الصاعدة. وهي حرب باردة ستسخن وتسفك أنهارا من الدم مرة هنا ومرة هناك.

فعل الاسد الأب وابنه بعده ثلاثة اشياء ثبتت مكانتيهما وزادت في قوتهما وقوة القلة العلوية التي يضطهدها الاسلام الذي نشأت منه. فقد تبنيا أول كل شيء عقيدة حزب البعث الذي ضمن مساواة كاملة بين جميع الديانات والطوائف: العلويين، والسنيين العلمانيين والمسيحيين والاكراد والدروز والأرمن وغيرهم. وهي أقليات يراها الاسلام المتطرف المتحصن في حماة وحمص والذي يطمح الى تنفيذ أحكام الشريعة الاسلامية في سوريا كلها، يراها مواطنين من الدرجة الثانية. وضمنا ثانيا الدراسة الجامعية للجميع على حساب الدولة، وهكذا جعلا كثيرا من السنيين يُغيرون دينهم لأن المثقفين أدركوا ماذا تعني سيطرة الشريعة الاسلامية على مصيرهم الشخصي. وانشآ ثالثا جيشا ضخما مسلحا كما ينبغي يقوده علويون وناس مختارون من شركائهما من الموالين للبعث.

تأثر التمرد في سوريا في الحقيقة بالثورة العربية في ميدان التحرير وفي تونس واليمن، لكنه يختلف عنها في جوهره وروحه ومقاصده. فهناك هبت الطبقة المثقفة الليبرالية على الاستبداد الشره المتسلط والمنتقم، ونجحت في اسقاط النظام. وفي سوريا وقفت الطبقة المثقفة جانبا وهي التي نمت من سنة الى اخرى بفضل الدراسة الجامعية بالمجان الى جانب النظام المستبد العلماني الذي أسسه حزب ذو إجلال عرف قبل ثلاثين سنة كيف يُخمد تمرد الاخوان المسلمين بدم مسفوح لعشرات آلاف الثائرين.

ان أكثر بنية الشعب السوري تحيا حياة عصرية وترفض ان ترجع الى الوراء الى حضن الاسلام المتطرف الذي يستخف بالأقليات ويحاول ان يفرض عليها وعلى نسائها قوانين الشريعة الاسلامية المتشددة. ويعد الاسد ونظامه بأن الامور التي تحدث في الدول العربية الاخرى لن تحدث في سوريا. فحلب مثلا مدينة عصرية مفتوحة للنساء الأنيقات وللثقافة الغربية. ولن يتخلى السوريون عن التحرر من محرمات الدين وهو ما يضمنه لهم النظام القائم. ويريد المتمردون الانتقام وأحكام الشريعة الاسلامية وتطوير الريف ولا تتساوق هذه الأمور لهذا فان الحل ليس قريبا وليس سهلا.

لم يبدأ التمرد في سوريا في الميادين. فما كانت مشاعر الانتقام الأصيلة وظلم الأرياف لتبلغ حد القتل المتبادل الوحشي جدا لولا قرار الاسد السياسي على رفض مراودة الغرب والانضمام الى ‘محور الشر’. وقد نبع هذا القرار المصيري من فهم الاسد ورعاياه ان الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة قد احتضن العدو الاسرائيلي.

فُتحت سوريا للتأثير الروسي وأصبحت مرعية موسكو قبل سنين كثيرة لهذا السبب فقط لا حبا للشيوعية، فقد فتح الاسد الأب قلبه وأبوابه للروس لكنه تحفظ من آيات الله في ايران. وفهم الابن الى أين تتطور الحرب الباردة في القرن الجديد وأخضع نفوره العلوي من الشيعة للمصلحة السياسية العليا وانضم الى ‘محور الشر’.

ليس عندي تفسير لشيء واحد هو القسوة المجرمة لطبيب العيون الذي رفض في حينه ان يقبل السلطة. والحل عند إله العلويين.

أمنون شيموش

يديعوت – 22/10/2012

برنار ليفي ومثقفون فرنسيون يأملون ان يتدخل الغرب في سورية لمحاربة الاسد و’التطرف الاسلامي

باريس ـ ا ف ب: قال اربعة مثقفين وسياسيين فرنسيين بينهم برنار هنري ليفي وبرنار كوشنير، في مقال نشر الاثنين ان على الدول الغربية ان تتدخل بشكل عاجل لقتال ‘استبداد آل الاسد’ و’التطرف الاسلامي’ وذلك بهدف ‘وقف انهار الدم التي تسيل’ في سورية.

ووقع المقال الصادر في صحيفة ‘لوموند’ المفكر السياسي برنار هنري ليفي، ووزير الخارجية السابق برنار كوشنير، واندريه غلوكسمان المفكر الذي تحول من الماوية الى مناصرة النزعة الاطلسية، وجاك بيريس جراح الحروب المعروف من فيتنام حتى حمص.

وكتبوا في مقالهم ‘كفى هروبا، كفى جبنا، ان المستقبل الديمقراطي في سورية يتطلب مساعدة حاسمة’.

واضاف المثقفون ان على فرنسا وبريطانيا ان تتحركا ‘من خلال تحييد الطيران الذي يقصف المدن والقرى وتزويد التيارات الديموقراطية من المقاتلين بالاسلحة المناسبة وطمانة ومنح الامل للعلويين بمن فيهم من هم في دوائر الحكم ويرغبون في التخلص من المجرمين على راس الدولة’.

وتابعوا ‘حين نقدر (جميعا)، كما نفعل نحن، ان استبداد الاسد مدان وان التطرف الاسلامي يشكل خطرا على مستقبل البلاد، حينها يفرض واجب التدخل نفسه’.

وحذر هؤلاء المثقفون من تزايد تاثير عناصر اسلامية في صفوف المعارضة المسلحة في سورية. وكتبوا ‘نعم هناك عدد متزايد من المتطرفين في المعارضة السورية. نعم هناك جهاديون اجانب ياتون لتعزيز صفوف المقاتلين. نعم ان هذه الالاف القليلة من المتعصبين من الداخل او من الخارج ترتكب اعتداءات انتحارية يجب ادانتها’. ودعوا الغرب الى الالتفاف على مجلس الامن الدولي ‘المشلول بفعل الفيتو الروسي الصيني’.

واعتبروا ان ‘اي تحالف آخر مبرر لوقف انهار الدم التي تسيل في المدن السورية’.

واضافوا ان ‘عدم التدخل في الوقت الذي تتسارع فيه المجزرة بحق الابرياء يعني توجيه اسوأ الرسائل وتعزيز المشاعر المعادية للغرب’ في المنطقة.

يديعوت أحرونوت’: الأسد رفض عروضا أمريكية لتهدئة الاحتجاجات في سورية شريطة التعاون مع تل أبيب

زهير اندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ على الرغم من النفي المطلق لكلٍ من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه، إيهود باراك، بأنهما لم يُوافقا خلال محادثات سرية مع الرئيس السوري، د. بشار الأسد، الانسحاب الكامل من الجولان العربي السوري، مقابل السلام، على الرغم من ذلك، واصل المحلل المخضرم في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، شيمعون شيفر، بنشر تفاصيل جديدة عن القناة السرية بين نتنياهو والأسد، والتي توقفت مع بداية الأحداث في سورية، فقد كشف سيفر، صاحب الباع الطويل في المؤسسة السياسية الإسرائيلية والأمريكية، النقاب عن أن الرئيس الأسد رفض عروضا، قُدمت له من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تؤدي إلى هدوء الاضطرابات في سورية، مشيرا إلى أن العديد من المندوبين والدبلوماسيين والمبعوثين الغربيين قاموا خلال اجتماعاتهم معه بتقديم أفكارٍ لتسوية من هذا القبيل مع كل من واشنطن وتل أبيب، لكن الرئيس السوري، أضافت المصادر السياسية، بحسب ‘يديعوت أحرونوت’ بقي يرفض أي مبادرة قُدمت له، ووصف المعلق للشؤون العسكرية في الصحيفة ، أليكس فيشمان، الذي لا يُخفي ارتباطه بالمؤسسة الأمنية في الدولة العبرية، الرئيس السوري بأنه بات أسدا آخر، وأكثر تعلقا بالإيرانيين.

وبحسب فيشمان، يبدو أن إسرائيل والولايات المتحدة بلغتا حد اليأس منه، إلى حد أنهما لم تعودا معنيتين بالاستماع إليه. علاوة على ذلك، أكد فيشمان أن هذه العروض قُدمت في الأشهر الأولى من عام 2011، وهي تشكل فصلا إضافيا للاتصالات الأمريكية التي جرت مع الرئيس الأسد، في ربيع ـ صيف عام 2010، التي كشف عنها شيفر الأسبوع الماضي، ولفت فيشمان في سياق تقريره إلى أن الأمريكيين قاموا بتقديم ما أسماه طوق نجاة للرئيس السوري، يتمثل في إطلاق مبادرة سياسية جديدة، لافتا إلى أن صناع القرار في واشنطن حاولوا قبل كل شيء إقناعه بأن مبادرة سياسية دراماتيكية جديدة ستصيب الشارع السوري والعربي بصدمة، وتوقف موجة الاضطرابات التي تزداد قوة في جميع أنحاء سورية، لكن الأسد رفض هذه المبادرة باحتقار، وهو ما شكل خاتمة للفصل الثاني من رواية الاتصالات الأمريكية معه، على حد تعبير المصادر الأمنية والسياسية في تل أبيب.

بالإضافة إلى ذلك، قال المحلل الإسرائيلي إن هذا الفصل بدأ بمحادثات استقصاء بين شخصيات في الإدارة السورية وصلت إلى العاصمة الأمريكية ودبلوماسيين سابقين عملوا برعاية وزارة الخارجية الأمريكية ومباركتها، مشددا على أن الدولة العبرية كانت على علم بذلك، وساق قائلا إنه بعد هذه الخطوة وصل المبعوثون الأمريكيون إلى دمشق وعرضوا على الرئيس الأسد تجديد الاتصالات مع إسرائيل مع تقديم خطوات تعبر عن حسن نية لبناء ثقة متبادلة كأن يساعد على الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي كان أسيرا لدى المقاومة الفلسطينية، غلعاد شاليط، أو إعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي تم إعدامه في دمشق منتصف الستينيات من القرن الماضي. لكن المصادر التي اعتمد عليها المحلل أكدت، كما كشف، على أن الرئيس السوري رفض جميع المحاولات، وبالتالي فإن هذه المحاولات كان مصيرها الفشل.

أما في ما يتعلق بالفصل الأول من الاتصالات الأمريكية مع الرئيس السوري في العام 2010، فرأى المحلل أنه ليس من قبيل الصدفة إجراؤها، في الوقت الذي كان التوتر قد ارتفع مستواه بين سورية وإسرائيل التي تابعت بقلق المحاولات التي بذلها حزب الله لنقل وسائل قتالية وصواريخ أرض ـ أرض من طراز (سكود ـ دي)، وصواريخ مضادة للطائرات متطورة من طراز (SA17)، وأيضا إمكان نقل أسلحة كيميائية إلى لبنان.

علاوة على ما ذُكر أنفا، كشف المحلل الإسرائيلي في تقريره الحصري النقاب عن أن حزب الله اللبناني حاول خداع الاستخبارات الإسرائيلية وتهريب منظومات السلاح، الأمر الذي أثار الرعب في وزارة الخارجية الأمريكية من حدوث اشتعال في المنطقة، وكان من مصلحة إسرائيل، حينها، التهدئة، ولهذا سمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك لمسؤول ملف العملية الانتقالية في سورية في الإدارة الأمريكية آنذاك، فريديريك هوف، بالاستمرار في الاتصالات، حتى لو أفضى ذلك إلى بدء تفاوض على التنازل عن هضبة الجولان، وأن لا أحد من المسؤولين الإسرائيليين كان على اقتناع بإمكان نجاح هوف.

بموازاة ذلك، قال المحلل إن الرئيس السوري كان، على حد وصفه، صلفا وواثقا من نفسه بقدر كافٍ كي يرد على الوسيط الأمريكي بالرفض. وبعد هذه الخطوات، أضافت الصحيفة العبرية، انخفض مستوى التوتر العسكري بين إسرائيل وسورية، كذلك أشارت المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية إلى تراجع دوافع تهريب السلاح من سورية إلى لبنان.

وأكد فيشمان أن الرسالة الأخيرة التي وصلت إلى الأسد كانت قبل بضعة أشهر، وشملت تهديدا بشن هجوم عسكري مباشر على خلفية معلومات استخبارية أمريكية بإمكان سقوط إحدى المنشآت غير التقليدية في أيدي المتمردين، لافتا إلى أن البيت الأبيض قام بتحذير سورية أيضا من أنه إنْ لم يعد الوضع إلى ما كان عليه فستتعرض لهجوم عسكري إسرائيلي أمريكي ساحق، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الجيش العربي السوري أعاد السيطرة على المنشأة، ونُقل بعض المواد القتالية إلى منشآت جديدة يستطيع الجيش حمايتها.

وبرأي المحلل الإسرائيلي، فإنه بحسب التقديرات الاستخبارية في الدولة العبرية فإن سورية لم تعد تشكل تهديدا عسكريا مباشرا لإسرائيل، بل إن ما بقي منها ينطوي على احتمال تشكيل تهديد في المستقبل. وفي ضوء ذلك باتت المتابعة الاستخبارية لما يحدث هناك تختلف عما كانت عليه في الماضي، وأصبحت متابعة الأسلحة الإستراتيجية في بلاد الشام أهم من عدد الدبابات في هضبة الجولان، إضافة إلى متابعة نشاط التنظيمات الإسلامية المتطرفة والوضع على الحدود المتاخم لهضبة الجولان.

في موازاة ذلك، أضاف المحلل، أدرك المسؤولون عن الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية أن سورية التي عرفها الإسرائيليون في الثلاثين سنة الماضية لم تعد موجودة، إذ كانت الاستخبارات في عام 2007، قادرة على تحليل صورة اتخاذ القرارات في الجانب السوري، أما الآن فلم يعد واضحا من الذين يتشاور معهم الأسد بعد القضاء على العديد من مستشاريه، وحل مكانهم آخرون.

وخلص المحلل الإسرائيلي إلى القول إن المستشارين الاستراتيجيين الحقيقيين هم مسؤولون إيرانيون من المستوى العالي، الذين يقومون مع الرئيس السوري بتحديد الإجراءات العسكرية والسياسية، على حد تعبيره.

شكوك في «هدنة الأضحى» ومجلس الأمن يدعمها ببيان

دمشق، بيروت، موسكو، نيويورك، لندن – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

باتت الشكوك تحيط بشدة بنجاح تنفيذ الهدنة بين الاطراف المتقاتلة في سورية خلال عيد الاضحى، وهو الاقتراح الذي عرضه المبعوث الدولي – والعربي الاخضر الابراهيمي خلال زيارته لدمشق ورد عيله الطرفان بحذر. وآخر الشكوك في شأن خطة الابراهيمي جاء امس على لسان نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الذي اعتبر ان هناك «بارقة امل ضعيفة» في التوصل الى وقف للنار. واعتبر ان رد الحكومة السورية والمعارضة «لا يبدي أي علامات على رغبة حقيقية في تنفيذ وقف النار».

من جهة اخرى قال العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم «الجيش السوري الحر» في الداخل ان اقتراح الهدنة هو «فقاعة اعلامية» اذ لا يوجد من سيفرض الهدنة او يراقبها.

وتوقعت مصادر مجلس الأمن في نيويورك أن يعود الإبراهيمي الى نيويورك لإحاطة مجلس الأمن قريباً «بعد عطلة عيد الأضحى» بحث المجلس أمس مشروع بيان يؤيد دعوة الإبراهيمي الى وقف لإطلاق النار في سورية خلال عيد الأضحى «كخطوة أولية لعملية سياسية». وقال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسوس إن المنظمة الدولية «ستنظر بجدية في إرسال قوة حفظ سلام الى سورية في حال قرر مجلس الأمن ذلك». وأضاف في مؤتمر صحافي: «إننا مستعدون للمساعدة في تحقيق حل للأزمة في سورية وتطبيق هذا الحل، ونحن ندرس خططاً أولية»، رافضاً تحديد عديد قوة حفظ السلام التي يمكن أن ترسل الى سورية. وشدد ديبلوماسيون في مجلس الأمن على «ضرورة توفر شروط أساسية لنشر قوة حفظ سلام في سورية أولها التوصل الى وقف لإطلاق النار، يتبع بعملية سياسية تتقيد بموجبها الحكومة السورية أولاً ثم الأطراف الأخرى بوقف تام لإطلاق النار».

واقترحت روسيا مشروع بيان أمس في مجلس الأمن «يرحب بمبادرة» الإبراهيمي «المهمة والعاجلة الى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف بكل أشكاله خلال فترة عيد الأضحى». وأثنى مشروع البيان، الذي كان يناقش بعد ظهر أمس، على الدعوة المشتركة للأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى كل اللاعبين الإقليميين والدوليين لدعم المبادرة». وبحسب مشروع البيان، يدعو مجلس الأمن «الحكومة السورية وكل المجموعات المعارضة الى الاستجابة الإيجابية لمبادرة» الإبراهيمي «كخطوة أولى نحو وقف دائم للعمليات القتالية وإطلاق عملية سياسية تؤدي الى تغيير ديموقراطي في سورية لما فيه مصلحة كل مواطنيها».

واقترحت روسيا على مجلس الأمن مشروع بيان آخر أمس «يدين بأقسى العبارات الاعتداء الإرهابي في دمشق» الأحد. ويعتبر مشروع البيان أن «الإرهاب بكل أشكاله واحد من أكثر التهديدات للسلم والأمن الدوليين جدية» ويدعو «الدول الى محاربة الإرهاب بكل أشكاله».

وفي اطار الجهود الديبلوماسية التي تبذل لحل الازمة السورية، وصل صباح امس الى طهران نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، بدعوة من نظيره حسين امير عبد اللهيان للبحث في القضايا الاقليمية والوضع في سورية. وسيلتقي المسؤول الروسي وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دافع، في حديث صحافي الى صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية، عن الرئيس الاسد. وقال انه يعتبر «ضامنا لحقوق الاقليات القومية والدينية في سورية، بما في ذلك المسيحية، ويتمتع بدعم ما لا يقل عن ثلث الشعب السوري». كما وجه لافروف انتقادا حادا للغرب، موضحا أنهم جعلوا من الرئيس السوري «فزاعة»، وأن ما يشغلهم حقيقة ليس سورية بل إيران.

ووجه لافروف انتقادات شديدة إلى المعارضة السورية، قائلا إنها تلجأ أكثر فأكثر إلى القيام باعمال ارهابية. وقال: «من المحزن ن شركاءنا الغربيين، على الرغم من التقاليد القائمة من زمن والممارسة الراسخة، يرفضون ادانة هذه الاعمال في مجلس الامن. أما شركاؤنا الاميركيون، فقد جاء على لسان الناطقة الرسمية باسم الخارجية الاميركية ان استمرار بشار الاسد في السلطة يؤجج الميول المتطرفة. وهذا يعتبر تبريرا غير مباشر للاعمال الارهابية».

واشار لافروف الى ان الابراهيمي سيزور موسكو في غضون اسبوع. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن لافروف قوله «نأمل حقا في ان يحاول الابراهيمي «اعطاء بعد ملموس للمبادىء التي نص عليها اعلان جنيف».

في هذا الوقت قالت الشبكة السورية لحقوق الاسنان ان مئة شخص على الاقل قتلوا في سورية امس نتيجة الاشتباكات المستمرة بين قوات النظام والمعارضة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش النظامي قصف مدينتي دير الزور ودرعا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون كما وقعت اشتباكات واسعة في مختلف انحاء العاصمة دمشق وريفها وخصوصاً في حرستا وجديدة عرطوز وداريا.

وقال المرصد أن النيران شوهدت وهي تشتعل في حاجز الزعلانة لقوات النظام في محيط معسكر وادي الضيف قرب معرة النعمان وذلك بعد هجوم عنيف نفذه مقاتلون من «جبهة النصرة» ومن مقاتلي المعارضة الآخرين على الحاجز وعلى معسكر وادي الضيف منذ صباح امس. وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة أدت إلى تدمير اربع آليات ومقتل ما لا يقل عن تسعة جنود وجرح اكثر من عشرين عنصراً من القوات النظامية. واتسعت الاشتباكات مع قوات النظام في بلدات في ريف المعرة ادت الى سقوط قتلى وجرحى من هذه القوات ومن المعارضين.

الأسد يصدر عفوا عاما عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم

أ. ف. ب.

 دمشق:  اصدر الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم مستثنيا منها الجرائم المتعلقة بالارهاب والمتوارين.

وبث التلفزيون السوري في شريط عاجل ان الاسد “يصدر المرسوم التشريعي رقم 71 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل 23 تشرين الاول/اكتوبر”.

 بغداد: دمشق وافقت على تسليم المعتقلين العراقيين “دون قيد او شرط”

من جهة أخرى اعلنت وزارة العدل العراقية ان دمشق وافقت على تسليم بغداد المعتقلين العراقيين في سوريا “دون قيد او شرط”، مؤكدة انها تعمل على توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب السوري “في اسرع وقت”.

وقال وزير العدل حسن الشمري بحسب ما نقل عنه بيان نشر الاثنين على موقع الوزارة “ان الحكومة فاتحت الجانب السوري ووافق على تسليم المعتقلين العراقيين دون قيد او شرط”.

 واضاف ان “رئاسة مجلس الوزراء وافقت على اتفاقية استلام المعتقلين العراقيين وتخويل اللجنة الوطنية للمعاهدات الدولية على ابرام مذكرة التفاهم مع الجانب السوري”.

وتابع ان “التوصيات التي ستصدر عن اللجنة الوطنية سيتم ارسالها الى وزارة الخارجية لمفاتحة الجانب السوري لتخويل الجهة التي ستوقع مذكرة التفاهم مع الجانب السوري، مع تحديد خيارات لتوقيع الاتفاقية في بغداد او في عمان في اسرع وقت ممكن”.

ويشترك العراق مع سوريا التي تشهد نزاعا داميا بين القوات النظامية ومجموعات معارضة مسلحة، بحدود بطول نحو 600 كلم.

ورفض مصدر رفيع المستوى في وزارة العدل تحديد عدد المعتقلين العراقيين في سوريا التي استضافت عشرات الاف العراقيين الهاربين من العنف في بلادهم والذين عاد عدد كبير منهم الى العراق خلال الاشهر الماضية بسبب تفاقم النزاع في سوريا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/769591.html

أوباما: أيام الأسد معدودة.. رومني: يجب تسليح المعارضة

أ. ف. ب.

بوكا راتون: اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن ثقته بان ايام الرئيس السوري بشار الاسد “معدودة” فيما دعا خصمه الجمهوري ميت رومني الى “تسليح” المعارضة الساعية الى اطاحة النظام، وذلك خلال المناظرة الثالثة والاخيرة بينهما مساء الاثنين قبل الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر.

وردا على سؤال حول الازمة في سوريا خلال المناظرة التي جرت في بوكا راتون بولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة، قال اوباما انه “واثق من ان ايام الاسد معدودة” لكنه اكد انه “سيترتب في نهاية المطاف على السوريين ان يحددوا مستقبلهم بانفسهم”.

وقال معلقا على النزاع الجاري في سوريا “اننا نساعد المعارضة على تنظيم صفوفها ونحرص بصورة خاصة على التثبت من انهم يعملون على تعبئة القوى المعتدلة في سوريا” واصفا الاحداث الجارية في هذا البلد حيث قتل اكثر من 33 الف شخص منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد النظام في اذار/مارس 2011 بانها “مؤلمة”.

لكنه تابع “علينا ان نقر بان التدخل اكثر عسكريا في سوريا سيكون خطوة خطيرة وعلينا ان نتصرف بحيث نكون واثقين ممن نساعد وباننا لا نضع اسلحة بايدي اشخاص قد يوجهونها في نهاية المطاف ضدنا او ضد حلفائنا في المنطقة”.

وقال في انتقاد لخصمه “ما لا يمكننا القيام به هو ان نلمح مثلما فعل الحاكم رومني في بعض الاحيان الى ان امداد المعارضة السورية باسلحة ثقيلة على سبيل المثال هو اقتراح قد يجعلنا اكثر امانا على المدى البعيد”.

من جهته لفت رومني الى ان “رؤية سوريا تطيح الاسد هي اولوية كبرى بالنسبة لنا” وقال “انني اؤمن بان على الاسد ان يرحل واعتقد انه سيرحل” مشيرا الى ان “سوريا هي حليف ايران الوحيد في العالم العربي وهي طريقها الى البحر، وطريقها لتسليح حزب الله في لبنان الذي يهدد بالطبع حليفتنا اسرائيل”.

واذ اعرب عن رفضه “التدخل عسكريا” في سوريا مؤكدا “لا نريد ان نتورط في نزاع عسكري” دعا الى “تسليح الثوار والتثبت من ان الثوار الذين يصبحون مسلحين هو الاشخاص الذين سيصبحون الاطراف المسؤولة”.

لكنه اكد ردا على سؤال عما اذا كان يوصي بفرض مناطقة حظر جوي فوق سوريا “لا اريد اقحام قواتنا العسكرية في سوريا، لا اعتقد ان ثمة حاجة لتدخل قواتنا في سوريا في الوقت الراهن”.

واوضح “اهدافنا تقضي باستبدال الاسد وقيام حكومة جديدة تكون صديقة لنا، حكومة مسؤولة اذا امكن الامر، واريد التثبت من ان يتم تسليحهم وتكون لديهم الاسلحة الضرورية للدفاع عن انفسهم وانما كذلك لاطاحة الاسد”.

وعرض خطته للتحرك في سوريا داعيا الى “العمل مع شركائنا وبمواردنا الخاصة لتحديد اطراف مسؤولة داخل سوريا وتنظيمها وجمعها معا .. في مجلس يمكنه تولي القيادة في سوريا والتثبت من امتلاكهم الاسلحة الضرورية للدفاع عن انفسهم”.

واكد على ضرورة “تنسيق هذا المجهود مع حلفائنا وعلى الاخص اسرائيل” مشيرا الى ان “السعوديين والقطريين والاتراك معنيين للغاية بهذا الامر وهم على استعداد للعمل معنا”.

ورد اوباما مؤكدا انه في ما يتعلق بملف الازمة في سوريا “اننا نلعب دورا قياديا” موضحا “لقد نظمنا +اصدقاء سوريا+ ونعمل على تعبئة الدعم الانسانية والدعم للمعارضة ونتثبت من ان الذين نساعدهم هم الذين سيكونوا اصدقاء لنا على المدى البعيد واصدقاء لحلفائنا في المنطقة على المدى البعيد”.

القتل والإرهاب

من جهة أخرى اعتبر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني انه “ليس بالقتل فقط” ستتمكن الولايات المتحدة من القضاء على التهديد الارهابي لتنظيم القاعدة، وذلك خلال المناظرة الثالثة مع الرئيس باراك اوباما في مدينة بوكا راتون بولاية فلوريدا الاثنين.

وقال رومني “ليس بالقتل فقط سنتخلص من هذه الفوضى. سيتعين علينا وضع استراتيجية كاملة متينة لمساعدة العالم الاسلامي واجزاء اخرى في العالم لنبذ التطرف الراديكالي العنيف”.

واضاف رومني الذي يسجل معدلات شعبية متقاربة جدا مع الرئيس الاميركي في استطلاعات الراي “اهنأ (اوباما) على تصفية اسامة بن لادن ومطاردة قيادة القاعدة”.

الا ان المرشح الجمهوري اعتبر ان الولايات المتحدة تفتقر للاستراتيجية في مواجهة الاسلام المتطرف الذي تجلى في مناسبات عدة منذ بداية الربيع العربي. وتطرق خصوصا الى الوضع في ليبيا التي شهدت هجوما شنه “ارهابيون” على القنصلية الاميركية في بنغازي، وفي مالي حيث ينشط اشخاص من “شاكلة القاعدة” في شمال البلاد او في مصر التي يحكمها رئيس منبثق من الاخوان المسلمين.

واعتبر ان القاعدة “مجموعة موجودة في 10 او 12 بلدا وتمثل تهديدا هائلا على المدى الطويل لاصدقائنا، للعالم، لاميركا وعلينا امتلاك استراتيجية كاملة للمساعدة على نبذ هذا النوع من التطرف”، من دون تحديد ماهية هذه الاستراتيجية.

العلاقة مع إسرائيل

من جهته أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الولايات المتحدة ستقف الى جانب اسرائيل في حال تعرضها الى اي هجوم، وذلك بعد انتقادات وجهها رومني بشأن تراجع في العلاقات مع الدولة العبرية، وذلك في المناظرة الاخيرة بين المرشحين مساء الاثنين.

وقال الرئيس الاميركي “ساقف الى جانب اسرائيل اذا تعرضوا لهجوم”.

واضاف “اسرائيل صديقة حقيقية. انها حليفنا الافضل في المنطقة”.

وجاءت تصريحات اوباما ردا على مداخلة لرومني في هذه المناظرة المخصصة لملفات السياسة الخارجية في مدينة بوكا راتون بولاية فلوريدا (جنوب)، ابدى خلالها “اسفه” للتوتر الذي شاب العلاقات الاميركية الاسرائيلية في عهد الرئيس اوباما.

وقال رومني الذي تمثل العلاقة مع اسرائيل اولوية استراتيجية في سياسته “علينا ايضا الوقوف الى جانب حلفائنا. اعتقد ان التوتر الذي حصل بن اسرائيل والولايات المتحدة امر مؤسف”.

واضاف رومني “اعتقد ايضا ان سحب برنامجنا للدفاع الصاروخي خارج بولندا بالطريقة التي قمنا بها كان ايضا امرا مؤسفا لجهة تعكير العلاقة التي كانت بطريقة ما بيننا”.

وسعت بولندا التي تحولت عضوا اساسيا في الحلف الاطلسي، الى استضافة برنامج للدفاع الصاروخي، الا ان اوباما تراجع عن المشروع بعد ضغوط من روسيا.

كما اخذ رومني على اوباما عدم اتخاذه مواقف مساندة للتظاهرات المعارضة للنظام في ايران عام 2009.

وقال “صمت الرئيس كان برايي خطأ جسيما. علينا الدفاع عن مبادئنا، الوقوف مع حلفائنا، الدفاع عن جيش اقوى واقتصاد اقوى”.

النووي الإيراني

واكد اوباما ان “ايران لن تمتلك سلاحا نوويا” خلال وجوده في البيت الابيض، وبعد نفيه اي اتفاق مع ايران للبدء بمفاوضات ثنائية بعد الانتخابات الرئاسية تتناول برنامج طهران النووي، ذكر اوباما بان الهدف يكم بمنع ايران من التزود بالسلاح الذري من خلال “عقوبات ساحقة” اعتبر انها “تعمل” جيدا.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت الاحد ان واشنطن وطهران ستباشران اجراء مفاوضات مباشرة بعد انتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، وهو ما سارع البلدان الى نفيه.

وبعد التراجع في انتاجها النفطي والتدني الكبير لقيمة عملتنها، بات “الاقتصاد (الايراني) منهارا” بحسب اوباما.

وقال الرئيس الاميركي ان “السبب الذي من اجله افتعلنا ذلك هو ان وجود ايران نووية تهديد لامننا القومي وتهديد لامن اسرائيل”، مضيفا “لا يمكننت السماح بحصول سباق تسلح نووي في المنطقة الاكثر اضطرابا في العالم”.

واكد الرئيس الاميركي ان “كل الخيارات واردة” في حال لم تنجح العقوبات بحمل طهران على التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل.

واضاف “خلافي مع الحاكم رومني هو انه، خلال هذه الحملة، قال مرارا انه يتعين علينا التحسب لعمل عسكري وقائي. اعتقد ان هذا خطأ”.

من جانبه دعا المرشح الجمهوري الى تشديد العقوبات على ايران وعزلها على الصعيد الدبلوماسي.

وقال رومني “ساقوم بما يلزم كي تتم معاملة دبلوماسييهم في العالم كاشخاص غير مرغوب فيهم كما هو حالهم، بالطريقة نفسها التي تعاطينا فيها مع الدبلوماسيين الجنوب افريقيين في عهد الفصل العنصري”.

وبشان القيام بعمل عسكري بحق ايران، اعتبر المرشح الجمهوري ان هذه الخطوة “يجب ان نلجا اليها كخيار اخير بعد استنفاد كل السبل الاخرى”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/769558.html

النظام السوري يصعد حملاته في ريف دمشق ويفتح جبهات جديدة في حلب

اختطاف المحامي العام الأول في درعا على يد مجهولين

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

في الوقت الذي عمدت فيه قوات الأمن السورية بالأمس إلى تصعيد حملتها العسكرية في مناطق ريف دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال ناشطون من حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام يستشرس بحملته على المدينة، وهو فتح جبهة جديدة من الشمال حيث تدور اشتباكات عنيفة»، بالتزامن مع إعلان الجيش الحر في مدينة حلب التمكن من قطع جميع طرق الإمداد على قوات النظام في معرة النعمان. وقد أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط نحو 100 قتيل أمس، أغلبهم في دمشق وريفها.

وتحدث المرصد عن وقوع اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة حرستا المتاخمة للعاصمة، «بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة». وأوضح المرصد أن المدينة «تتعرض للقصف يرافقه تحليق للطائرات الحربية»، لافتا إلى مقتل مقاتلين ورجلين وسيدة إثر إطلاق نار وقصف على البلدة.

في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) باختطاف المحامي العام الأول تيسير الصمادي في مدينة درعا أمس على يد مجهولين، وقالت الوكالة إن «ستة إرهابيين اختطفوا الصمادي من أمام محكمة البداية المدنية في درعا إلى جهة مجهولة».

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن الصمادي خطف على يد «مسلحين مجهولين»، مشيرا إلى خطف مسؤول آخر من درعا هو عضو قيادة شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، محمود فواز أكراد.

وفي ريف العاصمة، تعرضت بساتين جديدة عرطوز للقصف قبل بدء اقتحامها من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أكد مقتل مقاتلين اثنين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دوما وبلدة جديدة عرطوز. كما قتل جندي منشق خلال اشتباكات مع القوات النظامية في ريف دمشق.

ووصف الناشط أحمد الشامي، من مدينة جديدة عرطوز، الوضع بأنه «مزر جدا»، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر «سكايب»: «هناك اعتقالات عشوائية للسكان، كما يتم نهب البيوت وحرقها، ويتم ذلك بشكل فوضوي، فتارة يتم اختيار بيوت ناشطين لنهبها وحرقها، وتارة أخرى يتم ذلك بشكل انتقامي من كل سكان المدينة». وأضاف: «قتل شخصان أمس، كما يوجد 3 جثث في محيط جامع خديجة لا أحد يجرؤ على الاقتراب منها، وهناك خسائر كبيرة وعمليات تدمير واسعة في شارعي الجلاء والبلدية»، مشيرا إلى «قيام جنود النظام والشبيحة بتصرفات استفزازية في ساحة البلدة»، مؤكدا أنهم «رقصوا وغنوا فوق جثث ضحاياهم مبتهجين بالنصر».

وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن القصف المتواصل بالمدفعية الثقيلة يشمل جميع أنحاء بلدة حرستا في ريف دمشق، وإن 5 أشخاص تم توثيق مقتلهم، في حين يواصل عناصر الجيش الحر محاولاتهم التصدي لقوات النظام مع تردد أصوات الانفجارات منذ الأحد.

وبينما أفيد بارتفاع عدد القتلى في بلدة الزبداني بريف دمشق إلى 13، استقبل أحد المشافي الميدانية نحو 50 جريحا تم إسعافهم صباح أمس، وقال ناشطون إن القصف العنيف بالدبابات و«الهاون» تواصل منذ الصباح على مدن زملكا وعين ترما بريف دمشق من حواجز جيش النظام المحيطة بالمنطقة.

وكان الناشطون قد تحدثوا ليل الأحد عن عمليات مشابهة في قرى الغوطة الملاصقة للعاصمة دمشق، في حين أكدوا صباحا وقوع انفجار عنيف هز حيي الزاهرة والميدان وسط العاصمة، وذلك بعد يوم من انفجار سيارة مفخخة أمام مخفر للشرطة في حي باب توما الدمشقي، والذي ذهب ضحيته ما لا يقل عن 15 شخصا وفقا لإفادة التلفزيون السوري.

وفي حلب، أفاد المرصد باستمرار القصف على حي الفردوس منذ ثلاثة أيام، وباشتباكات في محيط فرع المداهمة بحي الميدان، بالإضافة إلى اشتباكات متقطعة في حي صلاح الدين ومحيط حي الإذاعة وأحياء حلب القديمة أسفرت عن مقتل مقاتل. وتحدث محمد الحلبي، الناشط من مدينة حلب، لـ«الشرق الأوسط»، عن «استشراس النظام في معاركه في المدينة»، كاشفا أنه «فتح جبهة جديدة من جهة الشمال وبالتحديد من جهة دوار الليرمون حيث تدور اشتباكات عنيفة جدا». وقال: «يمكن الحديث أيضا عن تكثيف عمليات القصف وعن محاولات جديدة لاقتحام المدينة من الجبهة الغربية والشرقية وحتى الشمالية».

وأكد الحلبي أن الجيش الحر لا يزال يسيطر على كل المناطق التي سيطر عليها منذ 4 أشهر، لافتا إلى أن أجزاء واسعة من حي الميدان وحي سليمان الحلبي بالكامل تمكن الجيش الحر من إعادة السيطرة عليها. وقال: «النظام يستخدم مؤخرا وبكثافة راجمات الصواريخ، مما يؤشر إلى شح الأسلحة لديه».

وتتزامن هذه التطورات مع تجدد القصف من الطيران الحربي على بلدة دير حافر بريف حلب، كما قصف جيش النظام مدينة إعزاز، المجاورة للحدود مع تركيا، من داخل مطار «منغ» العسكري. وإلى الشرق من إعزاز، يواصل الجيش النظامي قصفه لمدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار قبل أسبوعين شمال محافظة إدلب، في حين يدفع الجيش الحر تعزيزاته باتجاه مصدر النيران في وادي الضيف القريب من المدينة استعدادا للاشتباك.

وفي هذا السياق، أفاد الناطق الإعلامي باسم شبكة «شام» الإخبارية في إدلب وريفها، أحمد قدور، بأن «الجيش الحر أعلن بدء عملية تحرير وادي الضيف (أكبر معاقل النظام في ريف معرة النعمان في إدلب)، حيث بدأت الاشتباكات منذ الصباح الباكر»، لافتا إلى أن «هذه الاشتباكات تتزامن مع القصف العنيف على الحي الشمالي من المدينة وبعض قرى الريف». وأوضح قدور أن الجيش الحر سيطر على حاجز الكازية في سلقي بإدلب بعد محاصرته أياما عدة، مشيرا إلى أن «هناك معلومات تشير إلى وجود قنابل عنقودية في المدينة ألقتها قوات النظام في وقت سابق». وأضاف أنه «تم العثور على جثتين مجهولتي الهوية في تل شرق مدينة سراقب في إدلب».

وأوضح المرصد أن «النيران شوهدت وهي تشتعل في حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف، وذلك بعد هجوم عنيف نفذه مقاتلون من (جبهة النصرة) ومقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على الحاجز وعلى معسكر وادي الضيف منذ صباح أمس». وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة أدت إلى «تدمير 4 آليات ومقتل ما لا يقل عن 9 جنود وجرح أكثر من 20 عنصرا من القوات النظامية».

وفي ريف حمص، أوقعت الاشتباكات التي جرت في مدينة القصير بحياة 3 مقاتلين. وأشار المرصد إلى وفاة مقاتل في بلدة تلبيسة، بينما كان يقوم بتجربة صاروخ محلي الصنع.

من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 21 جنديا نظاميا خلال العمليات العسكرية التي تجري في كل من إدلب ودرعا وحلب وحمص وريف دمشق، دون أن يوضح المزيد من التفاصيل. كما عثر الناشطون على جثث 4 قتلى قالوا إنهم أعدموا ميدانيا في مدينة بصرى الشام بريف درعا أثناء اقتحام قوات جيش النظام للمدينة.

إلى ذلك، لفتت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام تشن حملة دهم واعتقالات في منطقة بستان الزيتون في اللاذقية.

«هدنة» الإبراهيمي.. ترحيب واسع وآمال «متضائلة»

الجامعة العربية ترى الأمل «ضعيفا».. وموسكو تعلن عن زيارة المبعوث قريبا.. وأشتون في جولة شرق أوسطية

لندن: «الشرق الأوسط» موسكو: سامي عمارة

في ظل عدم الإعلان بوضوح عن توصله إلى «اتفاق صريح» مع الرئيس السوري بشار الأسد لوقف إطلاق النار، تتضاءل الآمال في تنفيذ مقترح المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بتفعيل «هدنة» في عيد الأضحى بين طرفي النزاع في سوريا.

ورغم التأييد الواسع للمقترح – من حيث المضمون – فإن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أعلن أمس أن «الأمل ضعيف» في تطبيق هدنة بمناسبة عيد الأضحى في سوريا، ليؤكد أحد ممثلي الجامعة العربية، وهي إحدى المنظمتين اللتين عينتا الإبراهيمي كمبعوث إلى سوريا مع الأمم المتحدة، صعوبة المهمة.

ويضاف ذلك الموقف إلى مواقف المعارضة السورية المتشككة في «احترام النظام السوري» لوقف إطلاق النار، ناهيك باشتراط الأسد – خلال لقائه بالإبراهيمي – بضرورة وقف الإرهاب قبل قبول مقترحات مبادرته، وكذلك التساؤلات الدولية حول «ماهية الآليات وعناصر الخطة التي يتبناها الإبراهيمي».

وقال بن حلي، على هامش مؤتمر دولي حول الطاقة تستضيفه دبي، إن «الأمل ضعيف في تطبيق هدنة عيد الأضحى حتى الآن مع الأسف.. لكنّ هناك جهودا تبذل على كل المستويات». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الأمل ضعيف لأن المؤشرات الموجودة على الساحة ورد فعل الحكومة، حتى إعلاميا، والأجواء كلها لا تشير إلى وجود رغبة حقيقية بالتجاوب مع هذه المبادرة».

وكان الإبراهيمي دعا، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد الأحد في دمشق، طرفي النزاع في سوريا إلى وقف القتال «بقرار منفرد» خلال عيد الأضحى، مشيرا إلى أن كل طرف يمكن أن يبدأ بهذا «متى يريد، اليوم أو غدا»، موضحا أنه سيعود إلى دمشق بعد العيد.

وعلى الرغم من تقليله من حجم الأمل بتطبيق الهدنة في عيد الأضحى، شدد بن حلي على أهمية هذه الخطوة الأولى على حد قوله. وقال إن «الأمر الهام الذي لا بد من العمل على تنفيذه هو الهدنة، وكلنا نعتقد أنه إذا استطعنا تنفيذ هذه المبادرة واستجابت الحكومة السورية والمعارضة، فسيفتح أفقا – ربما -مبشرا ببدء العملية الأساسية لحل الأزمة». واعتبر أن «الهدنة ليست حلا لكنها فقط تفتح نافذة للحل»، مشيرا إلى أن «جهودا تبذل على المستوى العربي والدولي للضغط على الطرفين لتنفيذ هذه الهدنة». وإذا ما فشلت الهدنة، قال بن حلي إن الأمم المتحدة والجامعة العربي «ستواصل جهودها ومساعيها، لأن هناك مسؤولية إنسانية وأخلاقية على الكل إزاء الأزمة في سوريا».

من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الإبراهيمي سيزور موسكو «في غضون أسبوع» – دون تحديد يوم معين – لإجراء مشاورات حول سوريا. كما قال، في بيان نشرته وزارته أمس على موقعها الإلكتروني: «إن موسكو تعتبر المبادرة التي تقدم بها الأخضر الإبراهيمي بشأن الهدنة في سوريا خلال أيام عيد الأضحى مسألة مهمة، وجاءت في الوقت المناسب».

وأضاف لافروف أن «روسيا وقفت – ولا تزال تقف – إلى جانب وقف كل أعمال العنف في سوريا من أي جهة كانت، وإلى جانب التسوية السلمية للأزمة دون أي تدخل خارجي».. ودعا الحكومة السورية وكل أطراف المعارضة للتجاوب بشكل إيجابي مع اقتراح الإبراهيمي، واستطرد ليشير في بيانه إلى اعتقاده في إمكانية المضي بذلك لخطوة ضرورية أخرى على طريق التوصل إلى وقف إطلاق النار لآماد بعيدة، والبدء في العملية السياسية سعيا وراء تأمين عملية التحديث الديمقراطي لسوريا بما يخدم مصالح كل مواطنيها، على حد تعبيره.

وفي غضون ذلك وصل نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط والممثل الخاص لفلاديمير بوتين ميخائيل بوغدانوف صباح أمس إلى طهران «بدعوة من نظيره حسين أمير عبد اللهيان للبحث في القضايا الإقليمية والوضع في سوريا»، بحسب وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، مشيرة إلى أن بوغدانوف سيلتقي أيضا في طهران وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.

وفي سياق متصل، بحثت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس في عمان «تطورات الأزمة في سوريا» مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وذلك في بداية جولتها في الشرق الأوسط التي تدوم خمسة أيام ستقودها أيضا إلى لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، على ما أعلن مكتبها.

وأوضح البيان أن الملك عبد الله «جدد التأكيد على موقف الأردن الداعم والداعي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، يحافظ على وحدة سوريا»، مشيرا إلى «حجم الجهد الذي يبذله الأردن في تقديم مختلف خدمات الإغاثة الإنسانية للاجئين السوريين».

من جانبها، أشادت أشتون «بمتانة العلاقات بين الأردن والاتحاد الأوروبي المبنية على التعاون والشراكة الاستراتيجية»، وأعربت عن «تقدير الاتحاد ودعمه للأردن لتمكينه من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين السوريين».

وزارت أشتون مخيم اللاجئين السوريين بالزعتري، ترافقها سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن يؤانا فرونيسكا، واطلعت على أوضاع اللاجئين داخل المخيم. وقدم ممثل المفوضية السامية للاجئين بالأمم المتحدة في الأردن أندرو هاربر عرضا تفصيليا لأشتون عن الجهود المضنية التي تبذلها المفوضية بالشراكة والتنسيق المستمرين مع الهيئة الخيرية الهاشمية وبعض الشركاء.

والتقت أشتون عددا من اللاجئين الموجودين في مركز الخدمة الاجتماعية في المفوضية، واستمعت إلى شرح عن معاناتهم أثناء نزوحهم والتحديات التي واجهتهم والأسباب التي دفعتهم للنزوح. وقدمت شكرها لجميع الدول المانحة، التي بادرت بتقديم مساعداتها إلى اللاجئين في جميع مناطق شتاتهم، داعية إلى الاستمرار في تقديم الدعم تجنبا لحدوث كوارث إنسانية مستقبلا.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الحكومة الهولندية والحكومات الغربية تعارض بشدة تدخلا عسكريا أجنبيا بسوريا لأسباب كثيرة، أهمها أن «الوضع في سوريا هو مأساة، لكن التدخل العسكري الأجنبي في سوريا سيحول الأمور من سيئ إلى أسوأ»، مضيفا أنه «في الوقت نفسه فإننا لاحظنا أن دول الجوار مع سوريا، وليس فقط الأردن، تعارض هذا التدخل الأجنبي».

مدير مكتب المجلس الوطني السوري بالقاهرة: نخشى اقتصار محادثات الإبراهيمي على معارضين تابعين للنظام

جبر الشوفي لـ «الشرق الأوسط» : اتجاه لتقليل عضوية الأمانة العامة

القاهرة: أدهم سيف

عبر جبر الشوفي مدير مكتب المجلس الوطني السوري بالقاهرة، عن خشيته من أن تقتصر محادثات المبعوث العربي – الأممي الأخضر الإبراهيمي على معارضين تابعين للنظام. وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه يجب على الإبراهيمي تحديد الأطراف التي يتفاوض معها وتتكلم باسم الشعب السوري، «لأن هنالك من يزعمون أنهم من المعارضة وهم في الحقيقة أقرب للنظام الحاكم ويتحركون وفق ما يملى عليهم من دمشق».

وعما إذا كان الإبراهيمي يتواصل مع وجهة نظر المجلس الوطني أو الجيش الحر بشأن الأزمة، قبل أن يخرج باقتراح الهدنة، قال: «لا أعتقد أنه أجرى تواصلا حقيقيا حول هذا الموضوع». وأضاف الشوفي أن قوى النظام قد تستغل محاولات فرض هدنة خلال عيد الأضحى لتنظيم صفوفها لاستئناف التصعيد ضد الشعب بشكل أكبر من السابق.

وقال الشوفي عن الأوضاع والتطورات الأخيرة بشأن الثورة السورية، إن أعضاء في الأمانة العامة للمجلس أبدوا احتجاجا على ارتفاع عدد أعضائها إلى 600 عضو، وطلبوا تخفيضه إلى 400 فقط التزاما بقرار سابق لأحد اجتماعاتها. وأضاف الشوفي، بعد أيام من انعقاد اجتماع للأمانة العامة للمجلس الوطني في العاصمة القطرية الدوحة، قائلا إنه من المقرر عقد اجتماع جديد للهيئة العامة للمجلس بتشكيلتها الجديدة، وستتبعه انتخابات للأمانة العامة ثم انتخابات المكتب التنفيذي وصولا إلى انتخابات الرئيس.

وتابع أنه تقرر أن يكون للمرأة 15 في المائة من عدد الأعضاء وزيادة مشاركة الحراك الثوري بحيث لا يقل عن 33 في المائة، قائلا إن الأكراد سيكونون مدعوين إلى مؤتمر توحيد المعارضة في 7 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لكنه أوضح أن الأكراد ربما يتحفظون على الحضور لأن لهم رؤية عن حق تقرير المصير والفيدرالية السياسية.

وعن هدنة عيد الأضحى، قال إنها جيدة، لكن «نحن في المجلس الوطني ننظر إلى دور أكبر من هذا لوقف دائم للقتل، وهذه المهلة في حال إن حدثت ربما تكون ضمن تكتيكات معينة، لأن الإبراهيمي ينطلق من الجزئيات البسيطة وصولا إلى ما هو أكبر، والسؤال الأهم: ما مدى إمكانية الأخضر الإبراهيمي لتنفيذ وقف مسار الدم أولا، وإقناع النظام السوري من أجل التغيير الوطني والديمقراطي ثانيا؟».

وأضاف الشوفي قائلا: «أرى في ظل تشتت المجتمع الدولي وطبيعة التجاذب والتقاذف بين الدول في المسؤوليات أن هدنة الإبراهيمي حتى الآن هي مبادرة مشلولة وتدور في فراغ، وإذا كان المجتمع الدولي يريد أن تنجح مبادرة المبعوث العربي والأممي فعلا فعليه أن يتكاتف ويدعم بقوة مبادرة حقيقية للانتقال السلمي للسلطة. وواضح أن النظام السوري أفشل كل المبادرات السابقة ولن يخضع لها إلا مجبرا، وحتى الآن ما زال النظام يملك قوة قمعية عسكرية قادرة على إفشال أي مبادرة، والنظام سيلتف على المبادرة ثم إفشالها ككل المبادرات، لذلك هذا يتطلب موقفا حازما يفرضه المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن الدولي أو خارجه».

وعما إذا كانت موافقة إيران وتركيا تعني موافقة سوريا على مبادرة الإبراهيمي، قال الشوفي: «النظام السوري أعلن بشكل أولي على موافقته، مع الانتباه إلى أن قوى النظام قد تستغل وقف إطلاق النار بين الطرفين على أنه فرصة لإعادة تنظيم صفوفها ودفعها بشكل أكبر باتجاه التصعيد العنيف، والموافقة ستكون لصالح النظام وهي بمثابة فرصة له، وهذه من بعض محاذير هذه المهلة، علما بأن النظام دائما يعلن موافقة مبدئية، ثم يتهرب ليتابع المسار الأمني، متذرعا بأن الثورة لم تتوقف وبصف الثورة بالإرهابيين».

وحول ما إذا كان الإبراهيمي يتواصل مع وجهة نظر المجلس الوطني السوري أو الجيش الحر بشأن الأزمة ليخرج بقرار الهدنة، قال الشوفي: «لا أعتقد أن السيد الإبراهيمي أجرى تواصلا حقيقيا حول هذا الموضوع، ومع المعنيين بالدرجة الأولى بهذه المهلة، وهم القوى الثورية، وهم الأقدر على رؤية واقع الحال ومدى فاعلية هذه الهدنة أو مدى تأثيرها وتناسبها مع مصلحة الثورة». وأضاف: «يجب على السيد الإبراهيمي تحديد الأطراف التي يتفاوض معها وتتكلم باسم الشعب السوري، لأن هنالك من يحسبون على المعارضة، وهم حقيقة أقرب إلى النظام الحاكم ويتحركون وفق ما يملى عليهم من دمشق».

وعن السبب وراء قول البعض بتراجع الدور التركي في دعم الثورة السورية، أوضح الشوفي أن الموقف التركي يخضع لعوامل متعددة، قائلا إنه من «ضمن طموحات تركيا أن تكون لاعبا إقليميا مؤثرا؛ لكنها تخضع للعديد من المشكلات والضغوطات، وقد يبدو في البداية أنها لاقت دعما دوليا وإقليميا للمساهمة بشكل جدي لإنهاء مرحلة الأسد، ولكن لم تستطع أن تحصل على التوافق الدولي من جهة، ومن جهة ثانية التخوفات الحقيقية من دفع النظام السوري وبقوة حزب العمال الكردستاني وترك المجال له في المنطقة الحدودية للضغط والتأثير، كما أن هناك معارضة سياسية تتمثل في قوى قومية تركية ومواطنين أتراك ينتمون إلى الطائفة العلوية». وأضاف أن «السلطات التركية تحسب حساب كل هذه المعطيات، وحتى الآن تركيا لا تريد أن تدخل في علاقة صدامية مع إيران وروسيا، لذلك تأتي مواقفها مترددة رغم ما قدمه الأتراك من مساعدات للشعب السوري، خاصة اللاجئين والمجلس الوطني وبعض الحركات الثورية». وقال إنه «حتى تتخذ تركيا موقفا ودورا إيجابيا تجاه الثورة السورية، يجب أن تكون مدعومة من حلف الناتو وتوافق عربي ودولي، ولكن هذا ليس في متناول اليد».

القيادة المشتركة للجيش الحر بدأت توزيع رواتب شهرية على المقاتلين في الداخل السوري

المسؤول المالي في حلب: نعطي كل عنصر 150 دولارا

بيروت: بولا أسطيح

أعلن مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، فهد المصري، عن بدء توزيع رواتب شهرية أشبه بمبالغ رمزية للمقاتلين على الجبهات في الداخل السوري لإعالة أنفسهم وأسرهم.

وأوضح المصري أن التجربة بدأت في بعض المحافظات، وليس في كل أنحاء سوريا، باعتبار أن أسبابا أمنية لم تسمح بعد بالوصول إلى كل المقاتلين في كل المحافظات، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما نسعى إليه حاليا هو توحيد كامل القوى العسكرية لنتمكن بعدها من تمويل كل الثوار في الأيام المقبلة».

وعن مصادر التمويل، لفت المصري إلى أنها – بمعظمها – من رجال أعمال سوريين، ومن بعض الدول العربية، وقال: «ما يحصل عليه المقاتلون ليس رواتب شهرية بما للكلمة من معنى، بل مبالغ مالية رمزية. ففي حمص مثلا يتقاضى العنصر الذي يعيل أسرة نحو 5000 ليرة سورية (نحو 75 دولار) فيما يتقاضى الفرد الأعزب 3000 ليرة سورية».

ومن داخل حلب، أكد الشيخ عبد الرحمن، قائد لواء حلب الشهباء، لـ«الشرق الأوسط» إن كل عنصر قد سجّل اسمه في لوائح المقاتلين في صفوف الجيش الحر قد تلقى مبلغا قدره 150 دولارا، على أن يكون بمثابة راتب شهري يؤمنه المجلس العسكري لكل مقاتل في مدينة حلب. ونقل عبد الرحمن عن المقاتلين في كتيبته، التي تضم نحو 1000 عنصر، فرحتهم بالمبلغ حتى ولو كان ضئيلا كونه يؤمن بعض حاجاتهم. وأضاف: «لا شك أن هذا المبلغ شكل عنصرا محفزا للمقاتلين، وهو ما أثبتته إنجازاتهم الميدانية في اليومين الماضيين».

وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» مقطع فيديو يظهر الضابط في الجيش الحر عبد السلام الحميدي، والذي عين مسؤولا ماليا في المجلس العسكري الثوري في حلب، يوزع أموالا على الثوار. ولفت الحميدي إلى أن المجالس العسكرية الثورية تهدف من خلال هذا المشروع إلى دعم الثوار المقاتلين في صفوف الجيش الحر وتأمين رواتب شهرية لهم ليتمكنوا من إعالة أنفسهم في بعض المصاريف الشخصية. وقال: «كتجربة أولى نعطي كل عنصر 150 دولارا، والأولوية لمقاتلي الصفوف الأمامية». وقد ظهرت في الفيديو لوائح بأسماء المقاتلين الذين كانوا يطبعون بصمتهم فور حصولهم على المال، وقال أحدهم وقد بدا سعيدا بالمبلغ: «هذا المبلغ مصروف شخصي كما مصروف لعائلتي، وهي المرة الأولى منذ 6 أشهر – أي منذ بدأت أقاتل في صفوف الجيش الحر – التي أتقاضى فيها أجرا محددا».

بدوره، قال مقاتل آخر أصغر سنا إنه، وبعد 3 أشهر على انشقاقه من الشرطة، وبعدما كان يتلقى مصروفه الشخصي من عائلته، بات اليوم يعتمد على نفسه. وأضاف: «هنا في لواء التوحيد لا نحتاج إلى شيء، إذ يصلنا الطعام والشراب.. والآن المال».

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي، أكد أن الجيش الحر لا يوزع الأموال على عناصره باعتبار أنه «لا وجود للأموال أصلا»، لافتا إلى أن الدعم الذي يصل للقيادة يكاد يكون معدوما. وأوضح الكردي أن القيادة المشتركة هي التي توزع الأموال على المقاتلين في الداخل. وأضاف: «نحن نرزح تحت وضع صعب للغاية، حتى أننا نؤمن للمقاتلين وبصعوبة الطعام والماء».

رئيس الوزراء الياباني: على الأسد أن يفسح المجال للآخرين وسوريا وصلت لطريق مسدود

يوشيهيكو نودا أكد لـ «الشرق الأوسط» أن الاستيطان الإسرائيلي يعارض جهود المجتمع الدولي من أجل السلام

مساعد الزياني

دعا رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الرئيس السوري بشار الأسد إلى وجوب إفساح المجال للآخرين، مشيرا إلى أن الوضع في سوريا يتفاقم مع سلسلة متواصلة من العنف، مبديا قلقه الشديد من تأثيرات الأزمة على المنطقة كلها، إضافة إلى الأوضاع الإنسانية.

وقال نودا في حوار مع «الشرق الأوسط» من طوكيو، إن بلاده ستدعم جهود القوات المعارضة للتكامل، وكذلك موقف الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا، مؤكدا في الوقت ذاته أن اليابان ستواصل زيادة الضغط على الحكومة السورية بفرض عقوبات خاصة، وكذلك باستضافة المؤتمر المقبل لمجموعة العمل الدولية الخاصة بالعقوبات.

ولفت رئيس الوزراء الياباني إلى قلقه حيال الوضع الحالي في عملية السلام بالشرق الأوسط، حيث أشار إلى تعطل المفاوضات الرسمية والمباشرة بين الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، لأكثر من سنتين، على الرغم من أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط هو أمر حيوي من أجل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كلها، معتقدا أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال المفاوضات الجدية بين الطرفين.

وبين أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي يعارض الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي، وقال: «سوف تستمر اليابان في مطالبة إسرائيل بشدة بوقف الأنشطة الاستيطانية»، كما تحدث رئيس الوزراء الياباني عن علاقة طوكيو بدول الربيع العربي، وتحدث عن علاقته بالسعودية، كما أرسل رسالة للعالم العربي من خلال الحوار التالي:

* كيف ترى وتقيم الوضع السوري الحالي؟

– إن الوضع في سوريا يتفاقم مع سلسلة متواصلة من العنف. أشعر بقلق شديد ليس من تفاقم الأوضاع الإنسانية فحسب، ولكن أيضا من تأثيرات الأزمة على المنطقة كلها، مثل التوترات المتنامية في منطقة الحدود بين تركيا وسوريا، أو التزايد السريع في عدد اللاجئين إلى البلدان المجاورة. إن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لن يتخلى عن القتال، ويتجاهل الضحايا المدنيين الأبرياء، يجب عليه أن يفسح المجال للآخرين، فالمجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن، لم يقدر على إيجاد حل فعّال. وبالإضافة إلى ذلك، لا تملك المعارضة السورية ما يكفي من قوة التكامل. وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن الوضع في سوريا وصل إلى طريق مسدود، ولكن، أود أن أقول إن على المجتمع الدولي أن لا يتوقف عن جهوده في مجال المساعدات الإنسانية وعن دعمه لعملية التحول الديمقراطي. حتى الآن، قدمت اليابان مساهمة بمبلغ قدره 13 مليون دولار لدعم اللاجئين. ومع اقتراب فصل الشتاء، ينبغي للمجتمع الدولي أن يعزز أنشطة الدعم للاجئين السوريين الذين يزداد عددهم. أما عملية الانتقال، فلا بد للشعب السوري أن يأخذ المبادرة إليها. ستدعم اليابان جهود القوات المعارضة للتكامل، وكذلك موقف الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا. وستواصل اليابان زيادة الضغط على الحكومة السورية بفرض عقوبات خاصة بنا، وكذلك باستضافة المؤتمر المقبل لمجموعة العمل الدولية الخاصة بالعقوبات وغيرها. سوف نبذل أقصى جهودنا بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وذلك لحل المشكلات في سوريا.

* ما موقف اليابان مما حدث في الربيع العربي، وما توقعاتك للتعاون مع الحكومات العربية الجديدة؟

– نقدر أن عملية الديمقراطية في بلاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسير بشكل ثابت. ومن ناحية أخرى، أرى أن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، مثل ارتفاع معدل البطالة بين الشباب، لا تزال في طريق الحل في هذه البلدان.

تحرص اليابان على أن تكون «شريكا» مع هذه البلاد في مرحلتها الانتقالية، التي بدأت بالفعل في شقّ طريقها لبناء مجتمع ديمقراطي وتنمية اقتصاد مستدام، وسوف تقدم الدعم على المدى الطويل. عندما حضرت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال خريف العام الماضي، تعهدت بتقديم دعم بمليار دولار أميركي. منذ ذلك الحين، قدمت أو وعدت اليابان بتوقيع قروض جديدة بما يعادل 4.1 مليار دولار، وذلك للمغرب وتونس ومصر والأردن. إلى جانب ذلك، قدمت اليابان مساهمة بمبلغ قدره 4.27 مليون دولار لليمن لدعم تنظيم الانتخابات الرئاسية والمساعدات الإنسانية. سوف تواصل اليابان دعمها من أجل الديمقراطية وجهود الإصلاح في البلاد التي تمر بمرحلة انتقالية، وذلك باستخدام تقنياتنا ومعرفتنا وخبرتنا المكتسبة من الأنشطة الداعمة للتنمية الاقتصادية، وكذلك بتثبيت الديمقراطية التي تحققت في البلدان الآسيوية.

* ما رأيك في عملية السلام في الشرق الأوسط؟

– أشعر بالقلق حيال الوضع الحالي، حيث تعطلت المفاوضات الرسمية والمباشرة بين الطرفين؛ إسرائيل وفلسطين، لأكثر من سنتين، على الرغم من أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط هو أمر حيوي من أجل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كلها، أعتقد أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال المفاوضات الجدية بين الطرفين. إنه من المهم للغاية أن يبذل كلا الطرفين جهودا لبناء الثقة المتبادلة، من أجل استئناف المفاوضات المباشرة. ومن وجهة النظر هذه، فإن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي يعارض الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي. ولذلك، سوف تستمر اليابان في الطلب من إسرائيل بشدة وقف الأنشطة الاستيطانية. قلت هذا الرأي لمحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، عندما قام بزيارة إلى اليابان في شهر أبريل (نيسان) من هذا العام. إن اليابان تبذل جهودها من أجل دعم مساهمة المجتمع الدولي لتقدم عملية السلام، مثل التواصل السياسي مع الطرفين، ودعم الفلسطينيين لبناء دولتهم في المستقبل، والتواصل من أجل تعزيز التفاهم المتبادل بين كلا الطرفين. تقوم اليابان بتقديم مساهمات مالية إلى فلسطين منذ عام 1993، بمبلغ إجمالي قيمته 1.3 مليار دولار، إن اليابان مصممة على استمرار المساهمات، مثل «مفهوم خلق ممر السلام والازدهار»، الذي تهدف من خلاله إلى خلق فرص العمل والاعتماد الاقتصادي الذاتي لفلسطين. بالإضافة إلى ذلك، فإن اليابان تنوي التعاون النشط مع دول شرق آسيا التي حققت التطور الاقتصادي، مثل إندونيسيا أو ماليزيا، من أجل دعم الفلسطينيين.

* ما الرسالة التي تريد توجيهها إلى العالم العربي؟

– أود أن أعرب عن رغبتي العميقة في تعميق علاقات ودية طويلة الأمد بين اليابان وأصدقائنا في العالم العربي على مستويات مختلفة، وكذلك تعزيز العلاقات الاقتصادية، هذا ليس مجرد كلام فحسب، بل هو عزم اليابان البيّن على التعاون مع الدول العربية من أجل السلام في الشرق الأوسط والتحديات المختلفة في المنطقة، علاوة على ذلك، فإنني أؤمن بالإمكانيات الاقتصادية للبلدان العربية. وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) من هذا العام، سوف يتم عقد الاجتماع الثالث للمنتدى الاقتصادي العربي الياباني في طوكيو، يحضره وزراء وممثلون على مستوى رفيع من القطاعين الخاص والعام من اليابان والدول العربية. إضافة إلى ذلك، ستتم استضافة حوار المستقبل بين اليابان والعالم الإسلامي في طوكيو في شهر ديسمبر (كانون الأول)، أتمنى أن تعزز اليابان والعالم العربي علاقات التعاون متعددة المستويات، وتقوية العلاقات المفيدة للجميع من خلال هاتين المناسبتين.

* توجد علاقة خاصة بين اليابان والسعودية فيما يتعلق بالنفط، هل هناك جهود للدعم؟

– إن المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة مصدرة للنفط الخام إلى بلادنا، وتستورد اليابان 30 في المائة من إجمالي استيرادها من النفط الخام من المملكة العربية السعودية، هي شريك مهم جدا من حيث أمن الطاقة. ويشترك البلدان في تاريخ طويل من الصداقة والتعاون، جوهره العلاقات الودية بين الأسرة المالكة السعودية والأسرة الإمبراطورية اليابانية، لقد تعززت العلاقات بين البلدين بشكل أكبر وعلى المستويات المختلفة. هناك زيارات متبادلة بين الوزراء لكلا البلدين لعقد الحوارات السياسية واجتماعات دورية على مستوى العمل، وكذلك إطار الحوارات في مجال الأعمال التجارية، بالإضافة إلى ذلك، تشهد السنوات الأخيرة تطورا في التعاون بين البلدين، في مجالات أوسع نطاقا، مثل مجال المياه والطاقة المتجددة والتنويع الصناعي والتدريب المهني، وتبادل زيارات الشباب وغيرها، أود الاستمرار في تعزيز العلاقات متعددة المستويات مع المملكة العربية السعودية.

120 قتيلا بسوريا واشتباكات عنيفة بحرستا

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 120 شخصا قتلوا أمس بنيران قوات النظام معظمهم في دمشق وريفها وحلب ودير الزور، فيما تحدث ناشطون عن وقوع اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة حرستا المتاخمة للعاصمة دمشق بين الثوار والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة.

كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل ثمانية أشخاص بينهم أطفال ونساء في قصف لقرية الحسينية بدير الزور.

واتسع نطاق القتال في سوريا أمس الاثنين ليشمل جبهات كثيرة في دمشق وريفها وحلب وإدلب وحمص ودرعا والرقّة وسط قصف جوي وبري أوقع نحو تسعين قتيلا وفق حصيلة ضحايا مؤقتة أوردتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

واستمرت المعارك بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر بوتيرة عالية في غياب أي علامة على إمكانية التوصل إلى هدنة خلال عيد الأضحى.

ففي دمشق، قصف الجيش النظامي حي جوبر، بينما قام جهاز الأمن بحملة اعتقالات في حي المزة. من جهتها قالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش النظامي قصف أحياء عدة بمدينة حلب. كما استهدف القصف بلدة الشحيل وأحياء عدة بدير الزور. وفي درعا جنوبا قصفت قوات النظام بلدات طفس والطيبة وقرى اللجاة.

جبهات مشتعلة

وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات جرت أو تجري بين الجيشين النظامي والحر في محافظات ريف دمشق وإدلب وحلب وحمص ودرعا التي تشهد في الوقت نفسه هجمات من القوات النظامية لاستعادة مناطق تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.

ففي ريف دمشق, قصف الجيش النظامي حرستا, وحشد قوات لاقتحامها في محاولة لإخراج مقاتلي الجيش الحر منها. وقالت لجان التنسيق المحلية إن خمسة على الأقل قتلوا في القصف على حرستا, في حين قتل 17 بينهم نازحون من دوما وحرستا في قصف بالطائرات على قرية أوتايا بريف دمشق أيضا حسب المصدر ذاته.

وشمل القصف أيضا بلدات عربين وزملكا وعين ترما, وتواصل في الوقت نفسه الحصار على جديدة عرطوز, بينما تعرضت الزبداني سابقا لقصف أوقع ما لا يقل عن 13 قتيلا وفقا لناشطين.

وفي دمشق نفسها, قتل عنصر من الجيش الحر خلال اشتباك في حي القدم, سبقته اشتباكات في العسالي. وغير بعيد عن دمشق, سجلت اشتباكات في اللجاة بدرعا تمكن خلالها مقاتلو الجيش الحر من تدمير دبابتين وفقا للجان التنسيق المحلية التي أشارت إلى قصف على بلدة الطيبة بالمحافظة نفسها.

وتواصلت المعارك في إدلب, خاصة حول معسكر وادي الضيف شرقي مدينة معرة النعمان, التي يحاول الجيش الحر منذ أيام الاستيلاء عليها. ونقل مراسل الجزيرة عن مقاتلين أن الجنود السوريين المحاصرين في المعسكر باتوا بلا كهرباء, بينما تضاءلت إمدادات الغذاء والدواء إليهم.

وتحدثت لجان التنسيق عن اشتباك عنيف حول حاجز الحامدية بالمنطقة نفسها, بينما قصفت القوات النظامية بلدات سلقين وحيش ومعرة النعمان بالمدفعية.

وفي حلب, سجلت أمس اشتباكات في عدة محاور بينها حي صلاح الدين, وكذك في محيط ساحة السبع بحرات حيث قتل عنصر من الجيش الحر الذي قال في وقت سابق إنه استولى على طريق الراموسة الحيوي بالمدينة.

وفي الوقت نفسه, تعرضت المدينة مجددا لقصف صاروخي ومدفعي أوقع ثلاثة قتلى وعددا من الجرحى في حي مساكن هنانو, كما شمل القصف بلدات في ريف حلب بينها الأتارب. وتجدد القتال أيضا في حمص, وخاصة في محيط بلدة القصير حيث تمكن الجيش الحر من تحرير حاجز سويد, وهو الحاجز الرابع الذي يستولي عليه بالمنطقة.

وقتل أربعة من الثوار خلال الهجوم على الحاجز وفقا للمصدر ذاته. وتحدثت لجان التنسيق عن محاصرة الجيش الحر رتلا للقوات النظامية في منطقة “العلي باجليه” بالرقة، بينما أشار ناشطون إلى قصف على مناطق في دير الزور.

انفجاران

وأمس الاثنين انفجرت عبوتان ناسفتان في حيين بشمال العاصمة السورية دمشق، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان إن عبوة ناسفة انفجرت بحي ركن الدين شرقي (في شمال دمشق) قرب مبنى إذاعة خاصة، كما انفجرت عبوة كانت موضوعة تحت سيارة رباعية الدفع أمام مفرزة المخابرات الجوية قرب المدخل الرئيسي لحديقة التجارة في شمال العاصمة أيضا.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الانفجار الأول في ركن الدين استهدف سيارة ضابط متقاعد في الأمن، مشيرا إلى أنه أدى إلى أضرار مادية وإصابة شخص بجروح بالغة.

من جهته أفاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط إخباري بانفجار عبوة ناسفة تحت سيارة في نهاية شارع برنية في ركن الدين، دون أن يدلي بتفاصيل إضافية.

وأوضح عبد الرحمن أن الانفجار الثاني وقع في شرق التجارة في نقطة تعرف بما بين الحديقتين، قبالة مبنى المخابرات الجوية، واقتصرت أضراره على الماديات.

استقالة المتحدث باسم الإبراهيمي

واشنطن- سكاي نيوز عربية- جيسي المر

قالت الأمم المتحدة إن المتحدث باسم المبعوث الدولي في سوريا الأخضر الإبراهيمي، أحمد فوزي، قدم استقالته الاثنين من منصبه.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق في تصريحات خاصة لسكاي نيوز عربية إن “استقالة فوزي كانت متوقعة، حيث عبر عن رغبته في الاستقالة من فترة من أجل العودة إلى عائلته في لندن”.

وأضاف حق  أن استقالة فوزي تسري من الثلاثاء، فيما سيستمر في توفير الاستشارة للإبراهيمي إن تطلب الوضع ذلك.

وقال مصدر مقرب من فوزي قال إن “ثمة خلافات كانت بين الإبراهيمي والمتحدث باسمه حول تأسيس مكتب مجموعة الوساطة في القاهرة، حيث عارض فوزي أن تكون القاهرة هي المقر باعتبار أن لديه تاريخ عمل في تلك العاصمة ولا يريد العودة اليه”. ولم يدل المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، مزيدا من التفاصيل.

ونفى حق من جانبه علمه بوجود خلافات قد تكون سببا في استقالة فوزي.

180 قتيلا في سوريا ومعارك قرب دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد قتلى المواجهات في سوريا الاثنين إلى 180 قتيلا سقطوا في مناطق مختلفة من البلاد، بينهم أكثر من 20 شخصا قضوا في قصف جوي بطائرات “ميغ” المقاتلة على حرستا وأوتايا بريف العاصمة دمشق.

ووقعت اشتباكات “عنيفة” بين الجيشين النظامي والحر في حرستا بالقرب من العاصمة وفي عدد من المناطق السورية وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن الناشطين عثروا على 4 جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في بصرى الشام، في حين هزت انفجارات متتالية منطقة زمرين واللجاة في درعا.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن القوات الحكومية ارتكبت ما وصفته بـ”مجزرة” في الزبداني عبر إطلاق النار خلال اقتحامها البلدة. وفي يبرود استمر القصف المدفعي وسط انقطاع للتيار الكهربائي.

وشهدت عين ترما بريف العاصمة قصفا عنيفا بالدبابات والمدفعية، وسقط جرحى في أوتايا وداريا بقصف لطائرات من نوع ميغ، بينما عثر على 3 جثث مجهولة الهوية في بلدة التل وفقا لما ذكرت لجان التنسيق المحلية التي أشارت إلى اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي القابون.

أما في إدلب، فشهدت بلدة سرمين “خرابا ودمارا” كبيرين بعد أكثر من شهرين على قصفها بالصواريخ، واستمر القصف المدفعي على معرة النعمان وفقا لما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية.

وفي حمص استمر القصف من حاجز ملوك على مختلف أنحاء المدينة وخاصة جوبر والسلطانية، ونشبت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر وفقا لمصادر المعارضة.

وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن وحدات من القوات المسلحة استهدفت فجر الاثنين تجمعات “للإرهابيين” في حي السلطانية بحمص والبحصات قرب بحيرة قطينة بريف المحافظة وأوقعت في صفوفهم خسائر وصفتها بالفادحة.

وشهد حي كازو في حماة إطلاق رصاص كثيف من أسلحة ثقيلة ومتوسطة من الحاجز العسكري قرب مديرية الجمارك وفقا للجان التنسيق.

واشتبكت القوات النظامية والجيش السوري الحر على طريق البليرمون في حلب، وقصفت المدفعية والدبابات السورية حيي ميسلون وأقيول في المدينة القديمة.

وانشق في اللاذقية ثمانية مقاتلين من القوات النظامية من حرس محافظ المدينة، بينما قصف جبل الأكراد ومدينة الحفة بالبراميل المتفجرة، كما استهدف جبل التركمان بإطلاق للنار. ونشبت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي قرب قمة النبي يوسف بعد سيطرة مقاتلي المعارضة عليها حسبما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية.

وفي دير الزور تجدد القصف العنيف براجمات الصواريخ على المدينة من قبل القوات الحكومية الموجودة بجانب مبنى المحافظة الجديد وفقا لناشطين.

بينما قالت “سانا” إن القوات المسلحة السورية “طهرت” بعض أحياء دير الزور ومناطقها وريفها من “المجموعات الإرهابية المسلحة” وهو الاسم الذي تطلقه السلطات السورية على مقاتلي المعارضة.

وكان الأحد شهد مقتل 135 شخصاً، معظمهم في دمشق وريفها، بينما هزت انفجارات مناطق عدة في دمشق والرقة وحلب.

سوريا تشتري 100 ألف طن قمح

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت المؤسسة السورية العامة لتجارة وتصنيع الحبوب الاثنين إنها اشترت 100 ألف طن من قمح البحر الأسود بسعر 287 يورو للطن شاملا تكاليف الشحن.

وأبلغ مسؤول بالمؤسسة رويترز بالهاتف “جرى شراء القمح من شركة تجارة شرق أوسطية.”

كانت صفقة الحبوب السابقة للمؤسسة في الثامن من أكتوبر عندما اشترت في مناقصة 100 ألف طن من القمح الأوكراني بنفس السعر.

وعقب ذلك طرحت المؤسسة في التاسع من أكتوبر مناقصة لشراء واستيراد 100 ألف طن من القمح اللين المستخدم في صناعة الخبز للشحن خلال شهرين من فتح خطاب الائتمان.

انفجاران في حي التجارة وركن الدين بدمشق

184 عدد القتلى ومجزرة في المعضمية ذهب ضحيتها 40 شخصاً

بيروت – فرانس برس

انفجرت عبوتان ناسفتان، الاثنين، في حيين بشمال العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان: “انفجرت عبوة ناسفة بحي ركن الدين شرقي قرب مبنى إذاعة خاصة”، كما انفجرت عبوة كانت موضوعة تحت سيارة رباعية الدفع أمام مفرزة المخابرات الجوية قرب المدخل الرئيس لحديقة التجارة” في شمال العاصمة أيضاً.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي أن الانفجار الأول في ركن الدين “استهدف سيارة ضابط متقاعد في الأمن”، مشيراً إلى أنه أدى إلى أضرار مادية وإصابة شخص بجروح بالغة.

وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن الانفجار “هز الحي بالقرب من هيئة الإمداد والتموين”.

ومن جهته أفاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط إخباري عن “انفجار عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون تحت سيارة في نهاية شارع برنية في ركن الدين”، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية.

وأوضح عبدالرحمن أن الانفجار الثاني وقع في “شرق التجارة في نقطة تعرف بما بين الحديقتين، قبالة مبنى المخابرات الجوية”، واقتصرت أضراره على الماديات.

وشهدت العاصمة السورية سلسلة تفجيرات منذ بدء النزاع السوري قبل 20 شهراً، آخرها انفجار قرب قسم للشرطة الأحد في حي باب توما المسيحي، أدى الى مقتل 10 أشخاص بحسب المرصد السوري.

اشتباكات عنيفة بالقرب من دمشق

وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين أمس الاثنين بالقرب من العاصمة وفي عدد من المناطق السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة حرستا المتاخمة للعاصمة، “بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة”.

وأوضح المرصد أن المدينة “تتعرض للقصف يرافقه تحليق للطائرات الحربية”.

وفي ريف العاصمة، تعرضت بساتين جديدة عرطوز للقصف قبل بدء اقتحامها من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اكد مقتل مقاتلين اثنين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دوما وبلدة جديدة عرطوز.

مجزرة في المعضمية

ومن ناحية أخرى أفادت الهيئة العامة للثورة بارتكاب جيش النظام مجزرة في معظمية الشام سقط فيها أكثر من 40 شخصاً، يأتي هذا فيما ارتفع عدد القتلى إلى 180 شخصاً أمس معظمهم في دمشق وريفها وحلب، حسب ما أفادت به لجان التنسيق.

وأوضح المرصد أن “النيران شُوهدت وهي تشتعل في حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف”، وذلك بعد “هجوم عنيف نفذه مقاتلون من جبهة النصرة ومقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على الحاجز وعلى معسكر وادي الضيف منذ صباح اليوم”.

وأدت الاشتباكات الى “تدمير أربع آليات ومقتل ما لا يقل عن تسعة جنود وجرح اكثر من 20 عنصراً من القوات النظامية”، بحسب المرصد.

ويقع هذا المعسكر على الجانب الشرقي من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي تتعرض بدورها للقصف.

وسمحت سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه المدينة بقطع محور الطرق الرئيسي الذي تستخدمه القوات النظامية للتزود بالتعزيزات العسكرية اللازمة لعمليات الشمال.

حجب التلفزيون السوري على القمر الأوروبي “هوت بيرد

نُشر على موقع وزارة الإعلام تنويه بإمكانية متابعة القنوات على القمر الروسي

واشنطن – محمد زيد مستو

أعلنت الحكومة السورية، الاثنين، أن إدارة القمر الاصطناعي الأوروبي “هوت بيرد” حجبت التلفزيون السوري بدءاً من صباح أمس، وذلك تنفيذاً لعقوبات سابقة اتخذتها الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي بحق وسائل الإعلام السورية.

وذكر التلفزيون السوري خبراً مقتضباً نُشر على الموقع الإلكتروني لوزراة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أمس، إنه “تنفيذاً للعقوبات الجائرة ضد الإعلام الوطني السوري تم اليوم حجب القناة الفضائية السورية وقناة الدراما على القمر هوت بيرد”، منوهاً إلى أنه يمكن لمشاهديه متابعة بث هذه القنوات على القمر الروسي، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

ودان اتحاد الصحافيين السوريين قيام شركة “هوت بيرد” بحجب القناة الفضائية السورية وقناة دراما، معتبراً أن هذا الإجراء “يهدف إلى منع وصول الصوت السوري إلى الرأي العام العربي والعالمي”.

وقال الاتحاد في بيان إن “هذا الإجراء انتهاك صارخ لمبادئ العمل الصحافي وحرية الرأي والتعبير ويأتي في إطار الحملة العدوانية التي تستهدف سوريا”.

وتأتي تلك الخطوة بعد أن كانت كل من إدارة القمر الاصطناعي العربي “عرب سات” والشركة المصرية للأقمار الاصطناعية “نايل سات” قد أوقفت في يوليو/تموز الماضي بث قناة تلفزيون “الدنيا” المقرّبة من السلطات والمفروض عليها عقوبات أوروبية. كما اتخذت خطوات مشابهة بحق القناة الفضائية والإخبارية التابعتين للحكومة.

واتخذت إدارة الأقمار العربية الخطوة تنفيذاً لطلب مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية مطلع يونيو/حزيران الماضي من إدارة القمرين اتخاذ ما يلزم لوقف بث هذه القنوات.

كما فرض الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي عقوبات على القنوات التلفزيونية الحكومية السورية كجزء من عقوبات أوسع على النظام السوري.

تحريض

ويتهم الإعلام الرسمي السوري ووسائل الإعلام المقربة منه بتأجيج العنف ومظاهر الكراهية في تغطيته للأحداث الدائرة في البلاد، وشن هجوم عنيف على دول عربية وغربية يتهمها النظام السوري بالتآمر على الحكومة السورية ومحور “المقاومة”.

وقال إياد شربجي، رئيس تحرير مجلة “شبابلك” السورية، في تصريحات سابقة له على “العربية.نت”، إن تغطية الإعلام الحكومي لما يجري في البلاد، ساهمت فعلياً بتحريض الموالين للنظام ضد مواطنيهم، وسجّلت عدة حالات اعتداء موصوفة، بموجب الافتراءات التي بثها الإعلام السوري ضد الثوار، معتبراً أن السخرية من مقولة السلمية، واتهام الثوار برفع علم إسرائيل وقتل المتظاهرين، ساهمت في تأجيج العنف والكراهية تجاههم.

وأضاف شربجي أن الإعلام السوري “صنع الفتنة وليس فقط ساعد على تأجيجها”، مؤكداً أن العديد من حالات القتل والتصفية تمت تحت عناوين السلفيين والمتآمرين، وأن هناك ملفات جنائية خطيرة ستفتح تحت هذا العنوان لاحقاً.

وفيما أعلن العديد من الصحافيين العاملين في المؤسسات السورية الرسمية انشقاقهم، احتجاجاً على مشاركة مؤسساتهم بقمع الثورة السورية، تعرض صحافيون آخرون للقتل والخطف جراء عملهم في وسائل الإعلام الحكومية.

الأمم المتحدة تعد خططاً لقوة سلام في سوريا

نيويورك – فرانس برس

أعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو، أمس الاثنين، أن المنظمة الدولية تعد خططاً لقوة لحفظ السلام في سوريا في حال توقف إطلاق النار بشكل دائم في هذا البلد.

وقال لادسو في مؤتمر صحافي في نيويورك تزامن مع زيارة الموفد الدولي لخضر الإبراهيمي لدمشق: “أؤكد أننا نفكر في ما سيحصل في حال توقف إطلاق النار وتبلور حل سياسي، في ما يمكننا القيام به للمساهمة في الأمن وحماية المدنيين”.

وأضاف “اننا نستعد للتحرك إذا كان ذلك ضرورياً وإذا ما وافق مجلس الأمن” على نشر هذه القوة.

وأعضاء مجلس الأمن الـ15 منقسمون حول الازمة السورية، وتحمي روسيا والصين حليفهما السوري من أي ضغط عبر استخدام حقهما في النقض.

وأشار لادسو إلى أنه “من السابق لأوانه ذكر عدد” يتعلق بعناصر هذه القوة المحتملة.

ودعا الإبراهيمي الذي التقى الأحد في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد فريقي النزاع إلى هدنة في عيد الأضحى من 26 الى 28 تشرين الاول/اكتوبر الجاري.

وأسفرت أعمال العنف في سوريا عن أكثر من 34 ألف قتيل خلال 19 شهراً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت بعثة من 300 مراقب عسكري غير مسلح من الأمم المتحدة قد انتشرت في سوريا ثلاثة أشهر ثم سحبت بسبب استمرار المعارك بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة.

وقال لادسو أيضاً “في الوقت الراهن نركز فعلاً على جهود لخضر الإبراهيمي للتوصل إلى وقف موقت أو دائم لإطلاق النار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى