أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 28 أيار 2013

«حزب الله» يشارك في معارك دمشق وأدلة فرنسية على استخدام «الكيماوي»

البحر الميت (الأردن) – راغدة درغام؛ بروكسيل – نورالدين الفريضي؛ الرياض – حياة الغامدي

لندن، اسطنبول، باريس، بروكسيل – «الحياة»، رويترز، ا ف ب – وسع مقاتلو «حزب الله» نطاق عملياتهم العسكرية لمساندة قوات النظام السوري، ووصلت مشاركتهم الى ريف دمشق ومناطق مختلفة في الاراضي السورية مع استمرار القتال في مدينة القصير، في وقت عاد الى الواجهة ملف استخدام النظام للسلاح الكيماوي، مع اعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان «فرضيات استخدام هذا السلاح تزداد قوة». وجاء كلام فابيوس قبل لقائه مساء امس في باريس نظيريه الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف للتحضير لمؤتمر «جنيف – 2».

وفي حديث الى «الحياة»، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن روسيا ترحب بمشاركة إسرائيل في «جنيف – 2». ونقل عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه «لم يرفض» مشاركة إيران في المؤتمر. وقال غاتيلوف إن دور الحكومة الانتقالية وصلاحياتها وموقع الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية وما بعدها أمور يقررها السوريون أنفسهم من خلال الحوار. واضاف أن واشنطن تراجعت عن شرطها المسبق بضرورة تنحي الأسد أولاً قبل البدء في عملية الانتقال السياسي، وقال ان روسيا «على الخط نفسه مع الولايات المتحدة» في مسألة انخراط طرفي النزاع في سورية في الحوار و»الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية».

وأكد وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، أن استخدام القوة والتدخل الخارجي في القضية السورية سيزيدها تعقيداً ويؤدي إلى حرب أهلية. وأضاف: «نسعى إلى حل سلمي توافقي، ونأمل من الأطراف الأخرى خصوصاً النظام في سورية، أن يعي أن أي تدخلات أجنبية خارجية ليست في مصلحة القضية السورية وبالتالي يجب أن يكون الحل سلمياً توافقياً وأن تُؤخذ بعين الاعتبار المطالب المشروعة للمعارضة في سورية».

ودعا فابيوس خلال اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسيل الى الحفاظ على وحدة الموقف الأوروبية لأن انقسام الدول الأعضاء «سيضعف دور اوروبا في مؤتمر جنيف». وأوضح في نهاية الجلسة الصباحية التي ظلت خلالها مواقف دول الاتحاد متباعدة، أنه يجب «أن يتمكن مقاتلو المعارضة من الحصول على امكانات عسكرية لتقوية صمودهم… وإذا تم تزويدهم بالسلاح يجب أن تتم مراقبتهم». ودافع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ عن ضرورة رفع الحظر، قائلا: «معظم دول العالم لا تعطي المقاتلين المعتدلين في المعارضة الوسائل للدفاع عن انفسهم، ما يؤدي الى زيادة التطرف وتشدد الناس. ووصلنا الى حد (التساؤل) الى اي مدى بامكاننا الاستمرار في هذا الوضع».

وقطع فابيوس مشاركته في اجتماع بروكسيل وعاد إلى باريس للقاء كيري ولافروف على عشاء عمل. وقال: «يجب أن يكون الحل سياسيا» من خلال مؤتمر جنيف «ويجب أن تكون المعارضة ممثلة وأن يضم المؤتمر ممثلين عن النظام والدول المعنية وأن يقود إلى حل سياسي». ورأى فابيوس وجوب استبعاد ايران بسبب دورها السلبي في الأزمة السورية اذ «تزود النظام السوري بالسلاح والمقاتلين. كما اكد حزب الله من ناحيته إرساله مقاتلين. ونريد تفادي الخلط بين الأزمة السورية ومشكلة الملف النووي الايراني».

وقال فابيوس ان فرنسا تتشاور مع شركائها بخصوص طريقة الاستجابة للادلة المتزايدة على استخدام اسلحة كيماوية في سورية. واضاف: «ثمة أدلة واضحة متزايدة على استخدام اسلحة كيماوية على نطاق محلي. لا بد من التحقق من كل ذلك ونحن نفعل ذلك مع شركائنا».

ونشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية امس تحقيقا تضمن شهادات لمصابين بالسلاح الكيماوي قرب دمشق. وجاءت فيه روايات لشهود عن تنفيذ قوات الأسد هجمات بأسلحة كيماوية خلال المواجهات مع قوات المعارضة في ضاحية جوبر الملاصقة لدمشق في نيسان (ابريل) الماضي، وكانت مجلة «باري ماتش» الفرنسية نشرت تحقيقاً في وقت سابق تحدث عن استخدام الجيش السوري غازات سامة.

من جهة اخرى اكد المتحدث باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد صالح في اسطنبول امس وجود تقارير ان «حزب الله» وسع عملياته لتتجاوز حدود بلدة القصير الى داخل العاصمة السورية. واوضح صالح: «لدينا ايضا شيء خطر جدا بدأ يحدث، اذ بدأت ميليشيات حزب الله التحرك الى الريف في دمشق. هذا تطور جديد لم نكن نتوقعه لاننا نعرف ان ميليشيا حزب الله موجودة بالفعل في القصير وتحارب هناك. يبدو لي ان ميليشيا حزب الله متورطة تماما في سورية وهذا يؤكد تقارير المخابرات التي تلقيناها من الكثير من الدول الحليفة». وافادت قناة «العربية» ان الحزب ارسل عناصره الى مدينة طرطوس على الساحل السوري. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس ان عدد عناصر «حزب الله» الذين قتلوا خلال الاشهر الفائتة في ريفي دمشق وحمص ارتفع الى 141، بينهم 79 مقاتلا قتلوا خلال الفترة الممتدة بين 19 الشهر الجاري ويوم امس.

وفيما بثت شبكة «سي ان ان» ان السناتور الجمهوري جون ماكين دخل إلى سورية والتقى معارضين، اتهمت المعارضة القوات النظامية باستخدام اسلحة كيماوية في منطقة حرستا قرب دمشق، وقالت ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب نحو 200 بعد التعرض لغاز الأعصاب (السارين) وفقا لتقارير وردت مساء اول امس. وقال الناطق باسم «الائتلاف» امس: «في الليلة الماضية بدأنا الحصول على تقارير حول استخدم كميات بسيطة من غاز السارين في ريف دمشق.»

وتواصلت جهود دول غربية وعربية مع قادة «الائتلاف الوطني» امس للوصول الى قرار في شأن توسيعه واضافة قوى ديموقراطية وعلمانية اليه بعدما فشلت جهود ضم 25 عضواً اضافياً الى هيئته العامة نتيجة فوز ثمانية اشخاص فقط في التصويت، الامر الذي قابلته كتلة نائب رئيس «الائتلاف» رياض سيف بالتلويح بالانسحاب من التكتل المعارض.

سورية: رفع بدل الإعفاء من التجنيد في الجيش 200%

دمشق – الأناضول

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً ينص على رفع قيمة البدل النقدي الذي يدفعه المكلف بالخدمة في الجيش نظير عدم أدائها، من 5 آلاف دولار أميركي إلى 15 ألفاً، وذلك للمقيم في دول عربية أو أجنبية لمدة لا تقل عن خمس سنوات.

كما نص المرسوم على دفع المكلف 500 دولار أميركي لمن ولد في دولة عربية أو أجنبية، وأقام فيها أو بغيرها إقامة دائمة حتى سن التكليف، وكذلك فرض بدل نقدي مقداره 800 ألف ليرة سورية (نحو 8 آلاف دولار) من الطيار المدني المكلف بالخدمة العسكرية ويعمل لدى مؤسسة الطيران السورية، بحسب صحيفة “الوطن” الموالية للنظام السوري في عددها الصادر اليوم الثلاثاء.

وكان الأسد أصدر في آب/أغسطس 2011 مرسوماً نص على تخفيض رسم البدل النقدي من المكلفين المقيمين خارج سورية لمن كانت إقامتهم دائمة لا تقل عن أربع سنوات إلى خمسة آلاف دولار بعد أن كانت 6500 دولار للمقيمين لمدة خمس سنوات.

ويأتي رفع البدل النقدي مع ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية خلال الفترة الماضية بنسبة وصلت إلى 200%، والنقص الحاد في احتياطي النقد الأجنبي لدى مصرف سورية المركزي الذي انخفض من 18 بليون دولار قبل الأزمة التي تمر بها البلاد  إلى 4 بليونات دولار فقط، وفق محلليين مصرفيين واقتصاديين.

كما يأتي المرسوم في ظل الارتفاع الكبير في أعداد المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة العسكرية في الجيش النظامي في ظل الأحداث الجارية في البلاد منذ مارس/آذار 2011 والتي تهدف إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وتعتبر الخدمة العسكرية إلزامية في سورية لكل مواطن له أشقاء ذكور من كلا الوالدين وتجاوز الثامنة عشرة من عمره.

وتبلغ مدة الخدمة ثمانية عشر شهراً تبدأ من تاريخ الالتحاق. أما المكلفون الذين لم ينجحوا في الصف الخامس من مرحلة التعليم الأساسي وما دون، فتصل مدة خدمتهم الإلزامية إلى 21 شهراً.

الاتحاد الأوروبي قرّر رفع الحظر على إرسال السلاح إلى سوريا

كيري ملتزم مبادئ جنيف ولافروف يقر بـ”صعوبة” تنظيم “جنيف – 2”

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

أقر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي التقى نظيره الاميركي جون كيري في باريس امس، ان مسألة تنظيم مؤتمر جنيف -2 لايجاد تسوية سلمية للنزاع السوري “مهمة صعبة”، فيما اكد كيري التزام البلدين المبادئ التي تضمنها بيان جنيف الذي صدر في 30 حزيران 2012 الذي دعا الى تأليف حكومة انتقالية بموافقة النظام والمعارضة.  وحتى ساعة متقدمة من الليل اتفق وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي على رفع الحظر على ارسال الاسلحة الى سوريا. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بعد مناقشات عسيرة أن الوزراء توصلوا إلى هذا الاتفاق (لكن لا قرار فورياً ببدء إرسال السلاح إلى المعارضة). وكانت النمسا قد هددت بسحب جنودها من قوة الامم المتحدة لفك الاشتباك في هضبة الجولان السورية المحتلة في حال اتخاذ قرار برفع الحظر الذي يفترض ان ينتهي مفعوله في الاول من حزيران.|

كذلك استمرت الخلافات تعصف بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المجتمع في اسطنبول من دون التوصل الى قرار بتوسيع قاعدة الائتلاف او بالمشاركة في مؤتمر جنيف – 2. ومع استمرار المواجهات العنيفة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في مدينة القصير الاستراتيجية ومحيطها، تجدد الحديث عن لجوء القوات السورية النظامية الى استخدام الاسلحة الكيميائية في هجمات على المعارضة المسلحة والمدنيين بريف دمشق. ودخل السناتور الاميركي الجمهوري البارز جون ماكين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية عبر تركيا والتقى رئيس اركان “الجيش السوري الحر” العميد سليم ادريس الذي طالب بالاسراع في تسليح المعارضة السورية.

 كيري ولافروف وفابيوس

وصرح كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف عقب محادثات بينهما في احد فنادق باريس إن واشنطن وموسكو ملتزمان مبادئ اجتماع جنيف في شأن سوريا في 2012 والذي دعا إلى تأليف حكومة انتقالية بموافقة حكومة الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة.  وقال: “عبرنا عن مخاوفنا المشتركة من أي استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية وضرورة التوصل إلى الأدلة والتأكد مما حدث في هذا الشأن. ترفض روسيا والولايات المتحدة ذلك بشدة … إذا كانت قد استخدمت”.

أما لافروف، فقال إن ترتيب مؤتمر السلام الخاص بسوريا “مهمة صعبة”. ورأى انه “يجب توسيع قائمة المشاركين في جنيف – 2”. وأضاف: “يجب ألا نحدد مواعيد مصطنعة لتنفيذ قرارات المؤتمر حول سوريا… ونأمل في ان تكون مواقف المعارضة السورية حيال جنيف -2 بناءة”.

ولاحقاً، اجتمع كيري ولافروف مع نظيرهما الفرنسي لوران فابيوس الى عشاء.

وتستضيف طهران غداً مؤتمرا دوليا سعيا الى التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية بمشاركة وفود من 40 بلدا إلى المبعوث الأممي العربي السابق إلى سوريا كوفي انان. وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها ان وفداً من وزارة الخارجية الفرنسية يزور طهران للبحث في الازمة السورية.

وزراء خارجية أوروبا يفشلون في جَسْر الهوة بشأن رفع الحظر

هيغ لـ«السفير»: نجاح جنيف بتسليح السوريين

وسيم ابراهيم

«لا اتفاق» بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن تسليح السوريين. بهذه الجملة لخص وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، حصيلة اليوم الطويل لاجتماع الوزراء في بروكسل.

وأعلن ديبلوماسيون أن دول الاتحاد الأوروبي توصلت إلى اتفاق سياسي لتمديد جميع العقوبات المالية والاقتصادية على سوريا، لكنها فشلت في الاتفاق على تمديد حظر الأسلحة، وهو ما وصفه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأنه باب لتسليح السوريين، بالرغم من تأكيد الديبلوماسيين أن حكومات الاتحاد الأوروبي ستمتنع في الوقت الحالي عن تسليم أي أسلحة إلى سوريا.

وبالرغم من أنها تعلن أن دعم مؤتمر «جنيف 2» يأتي بالعمل لتحقيق توازن عسكري مع النظام وتوريد السلاح إلى المعارضة، إلا أن بريطانيا لا تجد بديلاً عن تفاوض النظام والمعارضة برغم صعوبته.

ورداً على سؤال طرحته «السفير» حول أساس التفاوض، قال وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ، خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس، «ما اتفقنا عليه في جنيف العام الماضي: تشكيل حكومة انتقالية مع كامل السلطات التنفيذية عبر توافق متبادل».

يلتقط أنفاسه كما لو أنه يسمع تردد صدى جملته الأخيرة قبل أن يعلق قائلاً «هذه عملية صعبة جداً، ولكن علينا أن نحاول، لأن البدائل كلها أسوأ من ذلك بكثير. نريد أن نأخذ كل الإجراءات الممكنة التي تزيد من فرص (تحقيق) مفاوضات ناجحة في جنيف». وربطاً بذلك، ترى بريطانيا أن الإجراء الأنجع الآن لزيادة «حظوظ» نجاح التفاوض، هو توريد الأسلحة إلى المعارضة.

مصدر ديبلوماسي أوروبي حضر نقاشات الوزراء، يوضح لـ«السفير» أن المفاوضات كانت «صعبة جداً»، مشيراً إلى أن موقف هيغ كان صارماً أمام نظرائه، وهو «قال لهم إما أن نعدّل الحظر، أو ستذهب بريطانيا إلى هذا الأمر وحدها»، في إشارة إلى إرسال الأسلحة إلى المعارضة.

الشيء الواضح أن الجميع مصرّون على مؤتمر جنيف، وعلى المعارضة والنظام تدبير أمريهما للوصول إلى هناك. ولكن هل هناك بالفعل تفاهمات تنتظرهم لتفرض التسوية؟ وما الذي دفع الآن برعاة مؤتمر «جنيف 2» إلى ضرب كفيهما، والقول «هذا جيد حان الآن وقت التفاوض». ما التغيير المعتبر الذي حصل الآن مقارنة بمؤتمر «جنيف 1»؟

ورداً على تلك الأسئلة، اعتبر هيغ أن الزخم المتوفر لمؤتمر «جنيف 2» لا يعني أن إنجازاً تحقق وسيتم حمله إلى طاولة التفاوض، إذ يقول «حول ما إذا تغيّرت المواقف حقاً منذ العام الماضي، أعتقد أننا بحاجة إلى مفاوضات، ونحن بحاجة إلى مؤتمر في جنيف، أو في أي مكان، من أجل معرفة ذلك». ويضيف «فلنجمع الناس حــول طاولــة المفاوضـــات لنرى ما إذا تغــيّرت مواقفهم منذ العام الماضي».

المتفائلون سيأملون بالطبع ألا يكون جلب السوريين للتفاوض هو كل رأسمال الجهد الديبلوماسي الدولي، ولو أن كلام هيغ يشير إلى أنه «المتغيّر» الوحيد بين مؤتمري جنيف الأول والثاني.

النقاش الأوروبي حول «جنيف 2»، كما ينقل مصدر ديبلوماسي، يذهب إلى الحديث عن «عملية سلام وليس جــولة مفاوضـــات واحدة».

وعلى الطرف الآخر، كانت النمسا تتقدّم مناوئي رفع الحظر، وتبذل جهـــوداً يائسة لصقل حججها. لم تتحدث عن القلق على جنودها، وهم أكثر من ثلث قوة الأمم المتحدة المرابطة في الجولان السوري المحتل.

وزير خارجية النمسا ميخائيل شبندليغر اعتبر، في حديث إلى «السفير»، أن المسألة تتعلّق بمبادئ الاتحاد الأوروبي. وقال «في الصراعات كنا دائماً لا نؤيد أياً من الجانبين بشأن إيصال أسلحة. نحن مجتمع سلمي ونودّ أن نبقى مجتمعاً سلمياً».

وبالنسبة لشبندليغر فثمة قاعدة أوروبية ثابتة، وهي استمرار الضغط «ضد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». ومن ثم يوضح أنه «لكن من ناحية أخرى يجب ألا نتورط في هذا الصراع لمجرد تسليم الأسلحة، وبرأيي سيكون ذلك تحـــوّلاً في سياستـــنا في الاتحاد الأوروبـــي المتبـــعة مـــنذ سنـــوات عدة».

استحقاق جنيف يبدو «حاسماً»، كما توحي جميع المواقف بما فيها صعوبة المفاوضات الأوروبية التي طالت أكثر من المتوقع. ولهذا، فإن البديل الذي يقدمه الوزير النمساوي عن رفع حظر الأسلحة لم يكن حتى قريباً من تقليل التصلب البريطاني، بقدر ما كان مبرراً لتقويته. بديل شبندليغر كما قال «هو بطبيعة الحال تجديد عقوباتنا ضد نظام الأسد، ولكن ليس رفع حظر الأسلحة لمصلحة المعارضة». وأضاف «يمكننا أن نناقش المزيد من الإجراءات لحماية المدنيين في هذا الصراع. ويمكننا إجراء نقاش حول كيفية دعم المعارضة السورية وعدم فرض عقوبات مدنية ضدهم».

مصدر ديبلوماسي حضر النقاشات، بيّن أن المسألة برمّتها بنيت على حكم سياسي، «من جهة البعض كان يقول إن رفع الحظر قد يعرض مسيرة جنيف كلها للخطر، وطرف آخر يقول إن عدم خلق التوازن العسكري بين النظام والمعارضة هو الذي يجلب هذا الخطر».

ألمانيا كانت في مجموعة «الجسر» بين الموقفين، كما قال وزير خارجيتها غيدو فسترفيله. وهو أصرّ على ضرورة الخروج بموقف أوروبي «مشترك»، فهو الشيء الوحيد القادر على «زيادة نفوذ» الأوروبيين لتحقيق التأثير الذي يريدونه في الصراع السوري ومحطة جنيف المقبلة.

ولكن حتى بين المجموعة الوسط، وهي الغالبية، كان هناك من يميل إلى الموقف البريطاني. ورداً على سؤال «السفير» حول موقف بلاده من التباين الحاصل، قال وزير خارجية هولندا فرانس تمرمانس «برأيي من الواضح تماماً أنه إذا كان أي من الطرفين يعتقد أنه يستطيع الحصول على النصر العسكري، فهذا لن يحفزهما على الذهاب إلى طاولة المفاوضات في جنيف».

ويشدد تمرمانس على أنه يقصد بكلامه النظام بشكل خاص، ويقول «لأننا نعرف أن هذا الرجل (الأسد) سيفعل أي شيء حتى يربح، وأكثر الأفعال وحشية وإرهـــاباً»، مضيفاً إنه «إذا كان تعديل حظر الأسلحـــة يمكن أن يرسل رسالة واضحة إلى الأسد، تقول إن الأطراف الأخرى ستتـــمكن أيضاً من الحصول على أسلحة، فأنا أعتـــقد أنه في هذا السيــاق يمكــن أن يكـــون مفـــيداً جــداً أيضـــاً».

وفي النهاية، لا بد من الحل الوسط كما يقول الوزير الهولندي «لأن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى بذل كل ما في وسعه للتأكد من أن الأطراف تذهب إلى طاولة المفاوضات في جنيف».

وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو دعا الاتحاد الأوروبي إلى «رفع الحظر عن الشعب السوري». وقال «إنْ عجزنا عن ذلك في مجلس الأمن فعلينا على الأقل دعم حق السوريين في الدفاع عن النفس».

لا مفاجآت في لقاء كيري ولافروف: حكومة سورية انتقالية بتوافق الطرفين

لم تخرج مواقف مدوية بشأن سوريا من وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بعد لقائهما الثنائي الذي استكملاه بلقاء آخر في مطعم باريسي يشتهر بوجبات السمك انضم اليه نظيرهما الفرنسي لوران فابيوس. لكن تشديد الوزيرين الاميركي والروسي على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية باتفاق طرفي السلطة والمعارضة ربما يكون الاكثر بروزا في تصريحاتهما التي تأتي في ظل تصاعد وتيرة الاتصالات والضغوط والتحضيرات من اجل الإعداد لمؤتمر «جنيف 2» في حزيران المقبل.

لكن لافروف أكد، بعد الاجتماع مع كيري في باريس، أن تنظيم المؤتمر الدولي لتسوية النزاع السوري لن يكون «مسألة سهلة»، بالرغم من انه كان يتسلح بإعلان السلطات السورية موافقتها المبدئية على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، فيما لم يتمكن كيري من الحصول على إعلان رسمي من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بالمشاركة فيه، ولا عن تركيبة الوفد المفترض ان يمثل القوى المعارضة ولا مطالبها.

في هذا الوقت، أعلنت جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع وزاري طارئ في 5 حزيران المقبل لبحث مشاركة «حزب الله» في المعارك في سوريا وتأثير هذا الأمر على امن لبنان واستقراره، فيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إن القوات السورية زادت من ضغطها على المسلحين المتحصنين في جزء من القصير، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة داخل المدينة وفي مطار الضبعة القريب منها، مشيرا إلى أنها سيطرت على قرية الحميدية بالكامل، وتحاول حاليا السيطرة على قرية حارة التركمان في ريف القصير.

وقال لافروف، في تصريح مقتضب بعد اجتماعه مع كيري في احد فنادق باريس، إن تنظيم المؤتمر الدولي حول الشأن السوري لن يكون «مسألة سهلة، ولكني آمل انه عندما تأخذ الولايات المتحدة وروسيا مثل هذه المبادرة، فان هناك فرصة لتحقيقها». وتحدث بطريقة مبطنة عن تواصل الخلاف حول مشاركة إيران في المؤتمر الدولي، موضحا انه يجب ان يشارك فيه المزيد من الأطراف اكثر مما كان في مؤتمر «جنيف 1».

واضاف لافروف: «لدينا فهم مشترك بأنه يجب ألا نحدد مواعيد مصطنعة لإحراز نتائج معينة، وأنه يجب ألا يشغل اللاعبون الخارجيون أماكن الأطراف السورية، لكن عليها أن تتفاوض في ما بينها حول مستقبل بلادها وكيفية تنفيذ اتفاقيات جنيف، بما في ذلك تشكيل جهة تنفيذية انتقالية، على أساس توافق الحكومة والمعارضة، لإعداد الإصلاحات التي سيقبلها جميع السوريين». وأعرب عن أمله في أن «تكون مواقف المعارضة السورية من المؤتمر بناءة». وتابع: «اتفقنا (مع كيري) على أن المهمة رقم واحد هي تحديد من سيمثل الأطراف السورية»، مشيرا إلى أن الحكومة في دمشق أعربت عن دعمها لـ«جنيف 2»».

وقال كيري، من جهته، انه ولافروف ملتزمان بشدة بمبادئ بيان اجتماع جنيف في حزيران الماضي، الذي يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية يتفق عليها النظام السوري والمعارضة. وأعلن أنهما ملتزمان بدء عملية انتقال سياسي «تسمح للشعب السوري تقرير مستقبل سوريا»، مضيفا: «كلانا نريد أن يحصل هذا المؤتمر، إذا أمكن، مع انضمام دول عديدة إليه». وتابع: «نأمل بأن نخرج من هنا مع وضوح اكبر حول القضايا التي يجب العمل عليها في الأيام المقبلة».

وأضاف: «عبرنا عن مخاوفنا المشتركة بشأن أي استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية، وضرورة التوصل إلى الأدلة والتأكد مما حدث في هذا الشأن. ترفض روسيا والولايات المتحدة ذلك بشدة… إذا كانت قد استخدمت».

ويأتي الاجتماع الثنائي بين لافروف وكيري في باريس، بعد يومين من إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، من بغداد، موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في المؤتمر الدولي، وبعد جولة للوزير الأميركي في المنطقة، شارك خلالها في اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في العاصمة الأردنية عمان، والتقى قادة في «الائتلاف الوطني» المعارض الذي يصارع من اجل البقاء موحدا، بعد أن مني بانتكاسة كبيرة إذ فشل أعضاؤه في التوافق على ضم مجموعة من الأعضاء الجدد، ولم يصوّتوا إلا على انضمام ثمانية من أصل 22 مرشحاً، وهو أمر قد يغضب الرياض، كما انه لم يصدر أي بيان واضح بالمشاركة في «جنيف 2».

وانضم فابيوس إلى اجتماع كيري ولافروف، في احد مطاعم باريس. وكان فابيوس عاد خائبا من اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بروكسل، لم يتم الاتفاق خلاله على رفع الحظر الأوروبي عن تسليح السوريين. (تفاصيل صفحة 14)

وكان لافروف قال، في ختام اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي في بشكيك، إن «البيان المشترك الذي وقع عليه الوزراء يتضمن فقرة موسعة حول سوريا، بما في ذلك تأييد المبادرة الروسية – الأميركية لعقد مؤتمر لتسوية المشكلة السورية».

ودعت دول المنظمة، في بيان، إلى «إيقاف العنف في سوريا، مهما كان مصدره بأسرع وقت»، مؤكدة «ضرورة إطلاق الحوار السياسي الواسع بين السلطة والمعارضة من دون شروط مسبقة، ومواصلة الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمصلحة جميع مواطني سوريا».

الجامعة العربية وإيران

وفي القاهرة، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أن «مجلس الجامعة سيناقش في اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية في 5 حزيران المقبل الأزمة السورية وتداعيات تدخل حزب الله فيها وبلورة الرؤية العربية قبيل مؤتمر جنيف 2».

وقال بن حلي إن «مجلس الجامعة العربية سيناقش العواقب الخطيرة لتلك المواقف والأحداث على أمن لبنان واستقراره، وذلك حرصا على مصلحة لبنان العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، وهو ما ترجم عمليا بسياسة النأي بالنفس التي انتهجتها الحكومة اللبنانية في تعاملها مع مجريات الأزمة السورية خلال الفترة الماضية». وأوضح أن «الاجتماع سيناقش الموقف العربي الواجب اتخاذه لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية في ضوء قرارات القمة العربية والمجلس الوزاري بشأن ضرورة تحقيق تطلعات الشعب السوري والانتقال بسوريا إلى مرحلة جديدة بطريقة سلمية».

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران ستستضيف غدا «مؤتمرا دوليا» بهدف التوصل إلى «تسوية سياسية» للنزاع في سوريا. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان «ينتظر مشاركة أكثر من 40 بلدا، إضافة إلى ممثل للامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان» في مؤتمر طهران. وأضاف: «ما سنفعله في طهران وما ستفعله الأطراف الدولية في جنيف 2 يجب أن يتيح توفير الظروف ليتمكن السوريون من تحديد مستقبل بلدهم». وأوضح أن الهدف من مؤتمر طهران هو «تمهيد الطريق لإنهاء العنف والمساعدة في تنظيم انتخابات تحت إشراف دولي».

إلى ذلك، قال المتحدث باسم السناتور الجمهوري جون ماكين، وهو من أبرز الداعين لتسليح المعارضة، إن ماكين التقى مع معارضين مسلحين في سوريا خلال زيارة مفاجئة، وذلك بعد أسبوع من موافقة لجنة بمجلس الشيوخ على تزويد المعارضة السورية بالسلاح.

وكانت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية ذكرت ان ماكين دخل الى سوريا عبر تركيا، والتقى «رئيس المجلس العسكري للجيش الحر» سليم ادريس وقادة مجموعات مسلحة. وأشارت إلى أن المسلحين طالبوه بتسليحهم وإنشاء منطقة حظر جوي.

(ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

هيغ: من حق بريطانيا تسليح مقاتلي المعارضة السورية من الآن

لندن- (رويترز): قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء ان بريطانيا ليست مضطرة للانتظار حتى الاول من اغسطس حين يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مرة اخرى قبل ان تتخذ قرارا بتسليح مقاتلي المعارضة السورية لكنه أكد ان بلاده لم تتخذ قرارا بهذا الصدد بعد.

واضاف هيغ لهيئة الاذاعة البريطانية “يجب أن أصحح شيئا مثار قلق. أعرف انه دارت بعض المناقشات حول مهلة الاول من اغسطس. وهذا ليس الوضع″ مضيفا ان بريطانيا “ليست مستبعدة” من تسليح المعارضة قبل أول اغسطس اب وانها لن تتحرك بمفردها اذا اختارت ان تفعل ذلك.

المخابرات السورية اعتقلت الممثل المسرحي نوار بلبل وشقيقته بعد سحلهما في الطرقات

دمشق- (د ب أ): قال شهود عيان إن أجهزة الأمن السورية اعتقلت الثلاثاء الفنان المسرحي نوار بلبل وشقيقته سمية في منطقة ركن الدين بدمشق بعد أن أوسعتهم ضربا وسحلتهم في الشارع العام.

وأكد شهود العيان من أهالي الحي لوكالة الأنباء الألمانية أن “عناصر المخابرات أجهزوا بالضرب على نوار وشقيقته سمية وسال دمهم وتمزقت ثياب شقيقته، قبل أن يقوم عناصر المخابرات بوضعهم في صندوق سيارة مغلقة واقتيادهم إلى جهة غير معلومة”.

والممثل السوري نوار وشقيقته هما أبناء الكاتب المسرحي المعروف فرحان بلبل ابن مدينة حمص. والعائلة من معارضي النظام السوري.

المعارضة السورية تعتبر رفع الحظر الأوروبي عن الأسلحة غير كاف ويأتي متأخرا

اسطنبول- (ا ف ب): قال المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض المجتمع في اسطنبول الثلاثاء ان قرار الاتحاد الاوروبي رفع الحظر عن تسليم السلاح للمعارضة السورية المسلحة، هو قرار “غير كاف” وياتي “متاخرا جدا”.

واوضح لؤي صافي لوكالة فرانس برس ان القرار “بالتاكيد خطوة ايجابية لكننا نخشى ان يكون غير كاف وجاء متاخرا جدا”.

من جانبه قال قاسم سعد الدين المتحدث باسم قيادة مجموعة الجيش السوري الحر اهم قوى الائتلاف المعارض “نأمل أن يكون قرارا فعليا وليس مجرد كلام”.

وكان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي قرروا مساء الاثنين ببروكسل رفع الحظر عن تزويد المعارضة السورية بالسلاح.

غير انه لا بلد من هذه البلدان يعتزم ارسال سلاح في الشهرين القادمين وذلك بهدف عدم افشال مبادرة السلام الاميركية الروسية التي ينتظر ان يعقد في اطارها مؤتمر جنيف 2 حول الازمة السورية في حزيران/ يونيو القادم.

واضاف صافي ان “الشعب السوري خاب امله. كان يعتقد ان الديموقراطيين يهتمون بمن يرغبون في الديموقراطية”.

وتابع “نحن بحاجة الى اسلحة لحماية المدنيين والشعب السوري. الاسلحة هي احد العوامل لكننا نريد ايضا من الاتحاد الاوروبي ان يتخذ موقفا اكثر جدية واكثر حزما”.

وعبرت روسيا من جانبها عن اسفها للقرار الاوروبي واعتبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف انه “يضر بشكل مباشر” بالجهود القائمة لعقد مؤتمر دولي لحل النزاع السوري.

ليبرمان: إيران وسوريا وحزب الله وحماس تجاوزوا كافة الخطوط الحمراء

تل أبيب- (يو بي اي): أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أفيغدور ليبرمان الثلاثاء أن “المحور الراديكالي”، في إشارة إلى إيران وسوريا وحزب الله وحماس، تجاوز كافة “الخطوط الحمراء”.

وقال ليبرمان لدى افتتاحه اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست المخصص لبحث التقليصات المتوقعة في ميزانية الأمن الإسرائيلية إن “الفترة الأخيرة تتميز بتجاوز كافة الخطوط الحمراء من جانب المحور الراديكالي”.

وكرر ليبرمان أقوالا أطلقها مؤخرا حول أنباء باستخدام النظام السوري السلاح الكيميائي ضد المتمردين وقال إنه “لا يوجد تساؤل اليوم حول ما إذا تم استخدام السلاح الكيميائي من جانب قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد”.

وأضاف أن “مقتل 90 ألف شخص لم يحظ برد من جانب المجتمع الدولي، والرد الذي حصلنا عليه هو أنهم سيخلون مراقبي الأمم المتحدة”.

وتطرق ليبرمان إلى إيران قائلا إنه “لا شك في أنهم يجرون بوتيرة جنونية نحو قنبلة نووية، وآمل أننا سنعرف كيف نتخذ القرارات الصحيحة”.

وفي ما يتعلق بحزب الله وحماس قال ليبرمان إنه “عندما أنظر إلى ما يحدث من جانب حزب الله وحماس، فإنه هنا يوجد تجاوز لخطوط حمراء أيضا، والوضع الذي فيه بإمكان أي منظمة إرهابية أن تلحق الأذى بإسرائيل هو تجاوز للخطوط، وأنا أعرف أن الرد هو بزيادة الميزانيات، لكني أعتقد أن ثمة حاجة لمزيد من القرارات والحزم”.

من جانبه قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن “إننا نواجه توجهين في الآن نفسه، والأول والأهم هو تفعيل القوة العسكرية في جبهات مختلفة وعلى ضوء أحداث تحدث هناك وعلى ضوء التطورات التي قد تحدث”.

واضاف أن “الجانب الثاني هو بناء القوة (العسكرية) بنظرة طويلة الأمد على ضوء مجمل القيود والموارد الموجودة” في إشارة إلى تقليص أنشطة عسكرية للجيش الإسرائيلي في أعقاب تقليص ميزانية الأمن.

ويذكر أن الموازنة العامة الإسرائيلية التي أعلنت عنها الحكومة تشمل تقليص ميزانية الأمن بثلاث مليارات شيكل، لكن المعارضة الإسرائيلية وتقارير صحفية أكدت أنه تتم زيادة هذه الميزانية بمليارات الشواقل كل عام بعد إقرار الميزانية.

وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الثلاثاء إن غانتس سيهدد خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن بأن الجيش الإسرائيلي سيوقف تطوير أسلحة، بينها منظومة (العصا السحرية) لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى، وسيتم إلغاء كافة تدريبات قوات الاحتياط حتى نهاية العام الحالي.

مناظرة: غالبية ترى أن رحيل الأسد عن السلطة ضرورة لمستقبل سوريا

القاهرة- (رويترز): قال غالبية الحضور في مناظرة عقدت بالقاهرة مساء الاثنين إن بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم ليس في مصلحة سوريا ولا يمكن ان يكون الحل للحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين وسقط خلالها نحو 80 ألف قتيل.

وأيد 77.9 بالمئة من حضور كبير أغلبه من الشبان “انتقال السيطرة الى المعارضة المسلحة” بينما قال 22.1 بالمئة إن “مصلحة سوريا في بقائه تحت حكم الأسد”. وتقلص هذاالفارق بعد اعادة التصويت في نهاية المناظرة الى 70.3 بالمئة مقابل 29.7 بالمئة.

واجريت المناظرة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ضمن سلسلة حلقات (حوارات العرب الجديدة) التي يديرها الإعلامي البريطاني تيم سيباستيان بين الدكتور يزن عبد الله عضو مشروع الحوار السوري الذي تبنى وجهة النظر المؤيدة لبقاء الأسد والدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية الذي تبنى وجهة النظر الأخرى.

وجادل الدكتور عبد الله بأن سوريا في السنوات العشر الأخيرة التي عاشت فيها تحت حكم بشار الأسد كانت في أفضل حال سواء من حيث الاقتصاد أو التعليم أو الصحة وإن الانتقاد الوحيد كان لضعف الحرية السياسية بينما هي الآن تعيش في عنف وقتل بدعوى التحرر والثورة.

ورد عليه الدكتور السيد بأن المعارضة في سوريا تتعرض للقمع ليس فقط منذ بداية عهد الأسد لكن منذ عهد أبيه حافظ الأسد وإن سوريا لم تشهد اي انتخابات رئاسة تعددية بل لم تشهد اي انتخابات حرة نزيهة منذ الستينات.

وشكك الدكتور عبد الله في التقاير الدولية والحقوقية التي تتهم الأسد ونظامه بارتكاب جرائم حرب وتساءل “من يكتب هذه التقارير وهل هي جهات مستقلة أم مدفوعة سياسيا؟”.

واضاف ان ما يذاع على الفضائيات العربية هي مجرد دعاية “هوليوودية” في اطار الحملة الموجهة ضد سوريا ونظام الرئيس الأسد تمولها بشكل رئيسي قطر ودول غربية.

ورد الدكتور السيد بان الأسد مجرم حرب ويجب ان يقدم للمحاكمة لأنه لم يكتف باطلاق يد الجيش لإبادة المعارضة بل استعان بالشبيحة وعناصر من الخارج مثل حزب الله اللبناني وغيره.

وأكد ان “الإبقاء على الأسد في الحكم معناه استمرار معاناة الشعب السوري وإن رحيله عن السلطة هو مجرد مرحلة أولى لاعادة سوريا الى الطريق الصحيح”.

وكانت أبرز نقاط الخلاف في المناظرة جماعة (جبهة النصرة) الاسلامية التي تقاتل في صفوف المعارضة المسلحة السورية وترتبط بتنظيم القاعدة ومصير سوريا اذا وصلت هذه الجماعة للسلطة او استولت على الاسلحة الكيماوية والصواريخ التي في حوزة الأسد.

وتبث المناظرات عبر فضائية دويتشه فيله الألمانية باللغتين العربية والانجليزية وعبر الشبكات المرتبطة بها. وتبث أيضا النسخة العربية من المناظرة عبر القناتين المصريتين اون تي في والقاهرة والناس.

وجاءت المناظرة في الوقت الذي تجري فيه جهود دولية لعقد مؤتمر جنيف 2 بشأن الأزمة السورية والذي اعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن قبول بلاده المبدئي للمشاركة فيه.

حضر المناظرة بعض السوريين الذين يعيشون خارج بلدهم بعد ان فروا من الصراع هناك وتقدر الأمم المتحدة عددهم بأكثر من 1.5 مليون لاجىء.

معارك متواصلة في القصير.. ومقتل لبنانية بقصف صاروخي على الهرمل

لا اتفاق اوروبيا حول رفع الحظر على الاسلحة للمعارضة

ايران: سورية قد تفتح جبهة الجولان اذا استمر تدفق المسلحين

دمشق ـ بيروت ـ بروكسل ـ اسطنبول ـ وكالات: تواصل القوات النظامية السورية خوض معارك عنيفة في مدينة القصير الاستراتيجية وفي محيطها وسط البلاد، فيما أعلن مصدر أمني لبناني أن أربعة صواريخ سقطت مساء الاثنين في منطقة ‘الهرمل’ مصدرها الجانب السوري وقتلت فتاة وأصيبت أخرى بجروح.

جاء ذلك في الوقت الذي حذر فيه مسؤول ايراني من ان سورية قد تفتح جبهة جديدة ضد اسرائيل في الجولان اذا لم يتم وقف تدفق السلاح والمسلحين اليها، وقال ان اجراءات تتخذ لحماية العتبات الشيعية المقدسة في دمشق.

ونقل تلفزيون ‘العالم’ الايراني عن مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان قوله ان سورية ‘يمكن ان تفتح جبهة جديدة ضد كيان الاحتلال في الجولان المحتل اذا لم يتم ضبط الحدود من قبل الدول المجاورة ومنع تهريب السلاح والمقاتلين الى الاراضي السورية عبرها’.

وأشار الى ‘اجراءات يتم اتخاذها لحماية المراقد والعتبات المقدسة والمهمة على صعيد العالم الاسلامي والتشيع′. ووصف المرحلة الحالية في الازمة السورية بانها ‘مصيرية جدا’.

ومع استمرار النزاع السوري لاكثر من عامين، شهدت باريس الاثنين لقاء فرنسيا امريكيا روسيا للبحث في التحضيرات لمؤتمر دولي لحل الازمة، بينما استضافت بروكسل اجتماعا اوروبيا للبحث في رفع حظر الاسلحة على سورية، ما قد يمهد لتسليح المعارضة.

وفشل وزراء الخارجية الاوروبيون حتى مساء الاثنين في التوصل الى توافق حول تسليح مقاتلي المعارضة في سورية وهو ملف تنقسم بشأنه دول الاتحاد الـ27 منذ اشهر.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى مغادرته اجتماع بروكسل للعودة الى باريس حيث استقبل مساء نظيريه الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ‘لا اتفاق’.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا البلد الرئيسي الذي يطالب بتسليح المعارضة السورية في اجراء يرمي الى ‘توجيه رسالة واضحة الى (الرئيس السوري بشار) الاسد’.

وبناء عليه سيتواصل النقاش في العواصم قبل اتخاذ قرار نهائي على المستوى الاوروبي على الارجح الجمعة.

في باريس، بحث وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وروسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري مساء الاثنين، في المؤتمر الدولي الذي دعت اليه موسكو وواشنطن سعيا للتوصل الى حل للأزمة السورية بمشاركة طرفي النزاع.

في المقابل، لم يتوصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع في اسطنبول منذ الخميس الى اتفاق حول المشاركة في المؤتمر.

كما تعرض الائتلاف فجر الاثنين لانتكاسة في جهوده الرامية إلى توحيد صفوف المعارضين، اذ فشل اعضاؤه في التوافق على توسيع قاعدته، ووافقوا بالتصويت على انضمام ثمانية من اصل 22 مرشحا. وابرز المنضمين الجدد المعارض المخضرم ميشيل كيلو (73 عاما).

ونشرت صحيفة ‘لوموند’ الفرنسية الاثنين شهادة اثنين من مراسليها كانا في ضواحي دمشق وقالا ان الجيش السوري استخدم اسلحة كيميائية.

وقال المراسل فيليب ريمي انه كان مع زميله ‘شاهدين لعدة ايام متتالية’ على استعمال متفجرات كيميائية وانعكاساتها على مقاتلي المعارضة في حي جوبر في شرق دمشق.

تزامنا، حذرت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة من ‘كابوس′ ترتسم معالمه في سورية. وقالت في افتتاح الدورة الثالثة والعشرين لمجلس حقوق الانسان في جنيف ان ‘كارثة انسانية وسياسية واجتماعية تعصف حاليا (بسورية) وما ينتظرنا هو كابوس حقيقي’.

ميدانيا، افادت قناة ‘الاخبارية’ ان مراسلتها يارا عباس (26 عاما) قتلت بعدما استهدفها ‘ارهابيون’ (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) بالقرب من مطار الضبعة شمال مدينة القصير في محافظة حمص، والذي يحاول النظام استعادة السيطرة عليه.

من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الصحافية، وهي من حمص، قتلت ‘اثر اصابتها برصاص قناصة’ قرب المطار، متحدثا عن اصابة عدد من افراد طاقم القناة.

كما قتل اربعة اشخاص على الاقل واصيب عشرات اخرون في انفجار سيارة مفخخة الاثنين في احد احياء مدينة حمص، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ان ‘اربعة اشخاص قتلوا في حي الوعر في حمص في انفجار سيارة مفخخة واصيب عشرات اخرون بعضهم جروحه بالغة’.

وقال المرصد السوري الاثنين ان ‘عدد عناصر حزب الله اللبناني الذين قتلوا خلال الاشهر الفائتة في ريفي دمشق وحمص ارتفع الى 141، بينهم 79 مقاتلا قتلوا خلال الفترة الممتدة بين فجر 19 ايار (مايو) الى فجر الاحد’.

ماكين يدخل الاراضي السورية ويلتقي قادة في المعارضة المسلحة

واشنطن ـ ف ب: اعلن المتحدث باسم السناتور الامريكي الجمهوري جون ماكين الاثنين ان الاخير دخل امس الاثنين الاراضي السورية اتيا من تركيا حيث التقى قادة في المعارضة السورية المسلحة.

وقال بريان روجرز مستشار ماكين لوكالة ‘فرانس برس′، ‘استطيع ان اؤكد حصول هذه الرحلة التي تمت الاثنين’ ليؤكد بذلك ما نقله موقع ‘ذي دايلي بيست’ الاخباري على الانترنت.

وبحسب هذا الموقع فان السناتور ماكين امضى بضع ساعات داخل الاراضي السورية والتقى اللواء سليم ادريس قائد اركان الجيش السوري الحر اضافة الى ضباط اخرين في المعارضة المسلحة.

واضاف الموقع ان قادة المعارضة المسلحة طالبوا الولايات المتحدة بزيادة دعمها لهم عبر تقديم اسلحة ثقيلة واقامة منطقة حظر جوي وتوجيه ضربات جوية الى مواقع تابعة للنظام، وقوات حزب الله التي تزيد نشاطها في سورية’.

واضاف إدريس ‘نحن بحاجة لمساعدة الأمريكيين من أجل تغيير على الأرض. نحن حالياً في وضع حرج للغاية’.

ويعارض السناتور ماكين سياسة الرئيس باراك اوباما بالنسبة الى سورية ويطالبه بتزويد المعارضة بالسلاح بدلا من الاكتفاء بتقديم المساعدات الانسانية.

وقبل نحو اسبوعين قام السفير الامريكي المكلف الملف السوري روبرت فورد بزيارة مماثلة داخل الاراضي السورية وتطرق مع القادة العسكريين للمعارضة الى مسألة التزود بالسلاح النوعي القادر على مواجهة ترسانة النظام الهائلة.

ثوار القصير يحتفظون بجثث 4 مقاتلين من حزب الله ومستعدون لمبادلتها بأسرى

بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: بين عمليات الكر والفر في معارك القصير، ذكرت أنباء صحافية أن قوات المعارضة السورية استطاعوا ان يسحبوا 4 جثث لعناصر من حزب الله ويبدون استعداداً للتفاوض عليها وطلبهم هو: 63 أسيراً سوريا يقولون إنهم لدى ‘حزب الله’، و50 اسيراً لدى النظام، و6 جثث لمقاتلين.

وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله ‘يحتفظ ثوار القصير، وتحديداً فرقة ‘الفاروق المستقلة’ بقيادة موفق أبو السوس، بأربع جثث لعناصر من ‘حزب الله’، واحدة منها مجهولة الهوية. واحدى الجثث تعود الى قيادي وتم التأكد من ذلك في نعي الحزب له’.

ولفت الى ‘أن القلادة الحديد التي حفر عليها الرقم المميز لعناصر ‘حزب الله’، اضافة الى هواتف بشرائح لبنانية وخرائط ووصولات استلام ذخائر، هي المقتنيات المشتركة بين الجثث الاربع، اضافة الى ان اصحابها كانوا ببذاتهم العسكرية، واسلحتهم كلاشنيكوف روسي الصنع′. وبحسب العبدالله، فان الجثث موجودة ‘في مكان ما داخل القصير في احدى الغرف، وليست في برادات خاصة لحفظها’.

سورية: كيماوي الـ’فيسبوك’ يثير الرعب

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: هاجس السلاح الكيماوي بات يسكن عقول السوريين إلى حد تخيله واعتقاد استنشاقه، قصة السلاح الكيماوي بدأت من خان العسل بريف حلب عندما أفاق السوريون على أنباء تفيد بإصابة عشرات الأشخاص بحالات اختناق واختلاجات جراء استنشاقهم ما قيل أنه غاز كيماوي أُطلق من مسلحين على أطراف حي خان العسل في التاسع عشر من آذار (مارس) الماضي ليل كيماوي، أو بالأصح أوهام ليل كيماوي أطبق على الأجزاء الشرقية من ضواحي العاصمة دمشق.

وانتشرت فوبيا الكيماوي بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأحد ليتناقل الجميع أنباء عن وصول عشرات المصابين باختناق إلى عدد من مشافي دمشق أبرزها المشفى الفرنسي بحي القصاع، لكن أحداً لم يؤكد إن كانت تلك الحالات ناتجة عن سلاح كيماوي.

السلطات السورية لم تتحدث عن إطلاق ميليشيات المسلحين لقذائف كيماوية ولم ترد أية أنباء رسمية عن ضحايا جراء هكذا قذائف، فيما تحدثت صفحة ما تُعرف بالثورة السورية عن إصابة مسلحين بحرستا في ريف دمشق بحالات اختناق قالت انها ناجمة عن مواد كيماوية، زعمت أن الجيش السوري استخدمها ليل يوم الأحد.

وعلى موقع ‘يوتيوب’ ظهر مقطع فيديو نشرته’ تنسيقية حرستا’ يعرض ما قالت التنسيقية انها حالات اختناق بالسلاح الكيماوي، لكن معاينة بسيطة لهذا المقطع لا توحي بأن أحداً ممن ظهر في الفيديو هو بحالة حرجة أو أن وجهه شاحب لا بل أن أحد المصابين يظهر أكثر من مرة ممدداً على سرير بمشفى ميداني وهو يقّلب بجهازه الخليوي.

الرواية التي بدت أكثر واقعية تفيد بأن عناصر من الجيش السوري استهدفوا بقذائف صاروخية أو مدفعية مستودعاً لمسلحي المعارضة على أطراف حرستا، المستودع يحوي مواد تستخدم لصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة ومواد أخرى تدخل في صناعة القنابل الدخانية كالتي تستخدمها عادة شرطة مكافحة الشغب، ونتيجة وجود رياح خفيفة انتقلت روائح المواد المتفجرة وأبخرتها في محيط المكان فاستنشقها مسلحو المعارضة هناك وعدد من المدنيين وجنود الجيش السوري في منطقة العباسيين وكراجها، فكان التأثير النفسي للاستنشاق كفيلاً بدفع الجميع للاعتقاد أنه قد استنشق سلاحاً كيماوياً خالصاً، يقول أستاذ بقسم الكيمياء بكلية العلوم في جامعة دمشق: لا شيء يُثبت استخدام أحد ما للسلاح الكيماوي في سورية حتى الآن، ويُضيف: الخوف الناجم عن استنشاق روائح كيماوية غريبة ربما يدفع المصاب للاعتقاد أنه قد تعرض لهجوم كيماوي لكن السلاح الكيماوي لن يتسبب له بغثيان أو مجرد اختناق بل سيقتل كل مَن يستنشقه.

المعركة في سورية تنتقل الى لبنان

صحف عبرية

لم تُحدث أشهر من المعارك دامية في شمال لبنان وشرقه جلبة كبيرة كالتي أحدثتها قذيفتا الكاتيوشا اللتان سقطتا (الاحد) صباحا في الضاحية، وهي الحي الشيعي في جنوب بيروت، وجرحتا اربعة من المواطنين. إن لبنان، ينزلق على الدوام الى الحرب الأهلية القاتلة في سورية.

لم تتضح بعد هوية مُطلقي القذيفتين الدقيقة، لكن يُخيل إلينا أنه لا توجد صعوبة في فهم البواعث وراء هذا العمل، فان اطلاق القذيفتين كهجمات سابقة للمتمردين السوريين ومجموعات سنية لبنانية مناصرة وجهت على أهداف حزب الله داخل لبنان، ينقل المعركة السورية الى قلب الدولة والى بيروت نفسها هذه المرة.

في 2008 عرضت اسرائيل نظريتها المتعلقة بالضاحية، التي هددت بتدمير الحي الشيعي من بيروت في حال وقوع هجوم آخر من حزب الله على الجليل. وأمس عُرضت نظرية الضاحية السنية التي تقول إنه اذا شارك حزب الله علنا في المعارك في سورية الى جانب نظام الاسد وساعده على ذبح معارضين، فسيوجد من يهتم بالرد على ذلك في بيته هو.

جاء الاطلاق بعد أقل من يوم من خطبة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، التي اعترف فيها أول أمس علنا بمشاركة منظمته في القتال في سورية، لكنه دعا اعضاءه الى عدم الرد بحرب في طرابلس في لبنان، بل الى اجراء الحرب على الارض السورية. وتم الحصول على رد على هذا الكلام باطلاق النار على الضاحية. إن نصر الله الذي بدا أكثر انضغاطا مما هو في العادة، استعمل خطابا شديدا لا اعتذار فيه. وقد أعلن بأنه سيساعد الاسد على الحفاظ على حكمه في وجه جهود الولايات المتحدة واسرائيل والمتمردين السوريين لاسقاطه.

وحذر نصرالله في مبالغة متعمدة من ان سقوط الاسد سيفضي الى سقوط فلسطين. وتبتعد السلطة الفلسطينية في الضفة، وحماس في غزة ايضا، عن تأييد ما لنظام الاسد. فللسلطة حساب طويل مع الطاغية السوري، لكن حتى مسؤول حماس الكبير موسى أبو مرزوق، الذي كان يتمتع الى ما قبل اكثر من سنة، بضيافة الرئيس في دمشق، قد دعا الاسد في الآونة الاخيرة الى التنحي عن منصبه. في سورية نفسها يتابع جيش الاسد ورجال حزب الله حصار آخر مواقع المتمردين في بلدة القصير في مركز الدولة، قرب الحدود مع لبنان. وفي المعارك في المدينة في الاسبوع الماضي، التي فاز فيها النظام بانتصار غير عادي قتل أكثر من 30 من رجال حزب الله. وعلى العموم فان هذه الفترة غير سيئة بالنسبة للاسد بعد شهور كثيرة نالته فيها في الأساس هزائم نقطية على أيدي المتمردين، وفقد بالتدريج سيطرة على أجزاء من الدولة.

ما زالت سورية تنفصم عُراها، لكن النظام القديم لا يهرب الآن الى المنطقة العلوية شمال غرب الدولة، بل يتابع القتال للسيطرة على دمشق وعلى الممر المفضي منها الى حمص وحلب والمنطقة العلوية. وما زال الاسد ايضا يسيطر على مخزونات السلاح الكبيرة لجيشه، وفيها سلاح غير تقليدي، رغم أنه يبدو انه تخلى في هذه المرحلة عن نية محاولة اعادة السيطرة على المناطق التي انتقلت الى العصابات المسلحة الطائفية، كالمنطقة الكردية شرق الدولة.

ويتبين بالتدريج ان العنف المفرط الذي يستعمله النظام يساعد الى الآن في وقف اسقاطه. وهذا صحيح بالطبع الى اللحظة التي نُبشر فيها بأن المعارضة نجحت في نهاية الامر في جهودها للقضاء على الرئيس. ويُثار في هذه الاثناء سؤال ما اذا كانت الحرب في سورية التي خُيل الينا أن أكثرنا اعتمدنا في استنتاجاتنا عنها بقدر كبير على الاستعراض في الشبكات الاجتماعية، وعلى النهج المعادي للنظام السافر لقناة ‘الجزيرة’، تجري على نحو يختلف عما بدا عليه الى الآن. ويتضح بالتدريج ان الاسد قد يكون ضعيفا في اليوتيوب، لكنه أقل ضعفا على الارض.

من بين الخبراء الاسرائيليين في الاستخبارات والجامعات ووسائل الاعلام، كان البروفيسور ايال زيسر، هو الاول الذي انتهج نهجا متشككا دائما في احتمال سقوط الاسد سريعا. وكتب زيسر في نشرة عن مركز ديان في جامعة تل ابيب، نشرت (الاحد) أن ‘النظام السوري ما زال واقفا على رجليه، بل إنه يرد في هذه الحرب الصاع صاعين. وقد نجح في الحفاظ على تكتله وعلى وحدة الصف بين الجيش وقوات الامن’.

عاموس هرئيل

هآرتس 27/5/2013

انتكاسة للائتلاف الوطني السوري في جهوده لتوحيد المعارضة

اسطنبول ـ ا ف ب: مني الائتلاف الوطني السوري المعارض فجر الاثنين بانتكاسة خطيرة في جهوده الرامية إلى توحيد معارضي نظام الرئيس بشار الاسد اذ فشل اعضاؤه المجتمعون في اسطنبول منذ اربعة ايام في التوافق على ضم مجموعة من الأعضاء الجدد ولم يصوتوا الا على انضمام ثمانية من اصل 22 مرشحا، مما يلقي بظلال من الشك على مشاركته في مؤتمر جنيف-2.

وبعد اربعة ايام من المحادثات الشاقة في اسطنبول للتوصل الى قائمة من 22 شخصية معارضة للانضمام الى الائتلاف، جرت فجر الاثنين عملية تصويت على عضوية هؤلاء ولكن ثمانية اسماء فقط نالت اكثرية الثلثين اللازمة للفوز بعضوية ابرز هيئة في المعارضة السورية.

وفي ختام عملية التصويت قال المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح ان الشخصيات الثمانية التي تمت الموافقة على انضمامها هي ميشيل كيلو وفرح الاتاسي وجمال سليمان واحمد ابو الخير شكري وعالية منصور وانور بدر وايمن الاسود ونورا الأمير.

وابرز المنضمين الجدد المعارض العتيق ميشيل كيلو (73 عاما) وهو مثقف ماركسي علماني من اسرة مسيحية امضى سنوات عديدة في سجون النظام السوري.

وطرح العديد من المعارضين علامات استفهام على تداعيات هذا التصويت الذي يكرس برأيهم الانقسامات داخل المعارضة السورية في وقت هي احوج ما تكون اليه الى التوحد عشية اجتماعات بالغة الاهمية مقررة الاثنين.

وقال سفير الائتلاف في فرنسا منذر ماخوس ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عن نتيجة التصويت ‘هذا امر سيئ جدا، هذه كارثة’.

ويجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسل للبحث في امكانية رفع الحظر المفروض على ارسال اسلحة الى سورية مما يعني في حال تمت الموافقة على هذا الامر فتح الباب امام تسليح المعارضة السورية وبالتالي زيادة الضغوط على نظام الاسد للقبول بحل سياسي للنزاع.

ومساء الاثنين يستضيف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس نظيريه الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في اجتماع يبحث في ترتيبات عقد مؤتمر جنيف-2 للتوصل الى حل سلمي للنزاع السوري، والمقرر عقده في حزيران (يونيو) برعاية امريكية ـ روسية مشتركة.

واعلنت دمشق الاحد موافقتها المبدئية على المشاركة في هذا المؤتمر.

واضافة الى هذين الاجتماعين البالغي الاهمية، فان اخفاق الائتلاف في توسيع مروحته التمثيلية يأتي ايضا في وقت تواجه فيه المعارضة المسلحة احد اصعب امتحاناتها الميدانية مع المعارك الشرسة الدائرة في مدينة القصير الاستراتيجية في ريف حمص (وسط) بين مقاتليها والجيش النظامي السوري مدعوما من مقاتلي حزب الله اللبناني.

واكد معارضون السبت ان الانقسامات داخل الائتلاف سببها خصوصا صراع النفوذ الدائر داخله بين معسكر موال لقطر وتركيا من جهة ومعسكر ثان موال للسعودية والامارات.

واوضح صالح ان اجتماعات الائتلاف ستتواصل الاثنين للاتفاق على موقف رسمي لجهة المشاركة في مؤتمر جنيف-2 من عدمها.

ازدياد المخاوف من امتداد العنف لدول الجوار.. وشبكات تجنيد علنية لشيعة العراق

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ حزب الله يقاتل علنا في سورية، ويؤكد ان وجوده مرتبط بوجود النظام السوري، هكذا بدأت قصة التورط الشيعي اللبناني ومعها الميليشيات العراقية في سورية.

بدأت القصة بادعاء توفير ‘حراسة’ لمقام السيدة زينب في جنوب دمشق، ثم تطورت الى ‘حراسة’ القرى الشيعية قرب الحدود اللبنانية وما جرى في النهاية تورط علني ودفاع واضح عن الاسد. قد يكون هذا مفهوما من جانب حزب الله الذي كان زعيمه حسن نصر الله واضحا يوم السبت، لكن ما هو الداعي لدفاع المقاتلين الشيعة من العراق عن النظام السوري، هل هو الدفاع عن الطائفة؟ حماية السيدة زينب؟ هناك مقامات ومزارات كثيرة في العراق تحتاج الى الحماية خاصة ان العنف في البلاد لم يتوقف؟ ام ان الامر لا يتعدى كونه اوامر ايرانية، فقد اشارت الصحافة الامريكية ان قاسم سليماني قائد ‘فيلق القدس′ هو الذي امر حزب الله في لبنان وعصائب الحق وحزب الله العراق للقتال في سورية.

وتشير صحيفة ‘واشنطن بوست’ الى فيديو ظهر فيه احد قادة الميليشيات الشيعية واسمه ابو سجاد، وهو يقول ‘انتم ابناء العراق والاسلام’ حيث قدم الشريط كدليل على الدور الذي يلعبه المقاتلون الشيعة في الدفاع عن النظام. ومع انه لا يوجد ما يؤكد هذا الشريط الا ان تورط الجماعات الشيعية العراقية في سورية ظل وحتى وقت قريب مغلفا بالسرية خاصة ان حكومة نوري المالكي تنكر اي دعم للنظام السوري. ولكن مقابلات اجرتها الصحيفة مع مقاتلين ومحللين ونقلت عن مسؤولين عرب كشفت عن طبيعة هذا الدور. وتكشف المقابلات عن وجود ظاهرة بين الشيعة الذي ينظرون وبشكل متزايد الى المشاركة في سورية على انها حرب ضد القاعدة وجزء من معركة اوسع طائفية الطابع بين السنة والشيعة.

وفي مركز الحراك الشيعي في المنطقة تقع ايران التي تحاول الحفاظ على تأثيرها في المنطقة من خلال شبكة من الجماعات الشيعية تدعم النظام السوري، فبالاضافة للمساعدة العسكرية بالخبرة والمقاتلين من ايران، وقوات من حزب الله اللبناني، هناك جماعات مقاتلة عراقية مدعومة من ايران تشارك في القتال.

التجنيد علني

وفي الوقت الذي لا يعرف فيه عدد المقاتلين من العراق الذين ذهبوا لسورية الا ان ابو سجاد حددهم بحوالي 200 والذي قال ان العدد في تزايد وان ما يدفعهم للذهاب الى هناك هي رسالة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في شباط (فبراير) الماضي والتي مدح فيها بطولات المقاتلين السوريين الذين يقاتلون ضد الاسد وايران، اضافة لاعلان جبهة النصرة الولاء للقاعدة. وقال ابو سجاد ‘اصبح عاديا لدى الناس ان يقولوا انهم ذاهبون للقتال في سورية’، مضيفا ‘لماذا يستطيع الظواهري قولها علنا وعلينا ان نبقيها سرا؟’. ولا يكشف ابو سجاد ولا ابو آية، زعيم اخر لجماعة مقاتلة عن الطريقة التي دخلوا فيها الى سورية ورفضوا التعليق عن دور ايران الا انهما قالا ان بعض المعارك التي شاركوا فيها ادت الى حرف ميزان المعركة لصالح الاسد.

ووصف ابو سجاد مهمته المنظمة حيث قضى مع 10 من المقاتلين المحترفين شهرين في سورية وقدم لهم الجيش السوري السلاح والعربات والامدادات. وزعم ان جماعته متخصصة في العمليات الخاصة حيث كانت تقوم بتحرير مناطق وبعدها يأتي الجيش السوري كي يقيم قواعد. ورفض ابو سجاد الكشف عن اسم الجماعة العراقية التي ينتمي اليها المقاتلون، الا ان البعض يقول انهم من مدينة الصدر وجماعتهم يطلق عليها ‘عصائب الحق’. ويقول سكان وصحافيون في بغداد والمدن العراقية في الجنوب ان الجماعة تقوم بحملة سرية لتجنيد وارسال المقاتلين الى سورية. وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة الايرانية ان المقاتلين من ايران والعراق يذهبون لسورية لحماية السيدة زينب، لكن تزايد التقارير عن وصول الجثث لمقاتلين قتلوا في سورية تقترح انهم يشاركون في معارك ابعد من ‘حماية’ السيدة زينب. ويقول ابو سجاد وابو آية ان المقاتلين العراقيين شاركوا في معارك ضد المقاومة السورية في دمشق وحلب وحمص والقصير. ونقلت عن صحافي في النجف قوله ان جنازة تقام كل يوم لمقاتلين قتلوا في سورية، وقال ان معظم المقاتلين يتم تجنيدهم من ‘عصائب الحق’ و’كتائب حزب الله’. ويتفاخر ابو سجاد بقوله ان مقاتليه كانوا اشجع من الجيش السوري، حيث اظهر عددا من الصور التي التقطت على الهواتف او سجلت بالكاميرا. وفي الآونة الاخيرة ظهرت عدة اشرطة على الانترنت تشير للدور العراقي الشيعي في سورية.

الى سورية وليس فلسطين

خطاب الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني ذكر الكاتب روبرت فيسك بما قاله الشيخ نفسه قبل 13 عاما من ان حركته لن تجتاز جبهات القتال مع اسرائيل لان تحرير الاقصى هو مهمة الفلسطينيين، عندما اعلن نهاية الاسبوع الماضي عن اجتياز قواته الحدود مع سورية، بل ولم يقف عند هذا الحد بل قال انه سيقاتل حتى النهاية للدفاع عن الرئيس بشار الاسد، مشيرا ان حزب الله ‘يدخل مرحلة جديدة’.

ويقول فيسك مراسل صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية انه استمع الى خطابه الاول في بنت جبيل حينها كان نصرالله يتحدث شخصيا وبين مؤيديه، خلافا لوضعه الحالي حيث يعيش في الخفاء خشية اغتياله من الاسرائيليين. ويكتب بنوع من السخرية عن ما قاله نصر الله انه يتلقى رسائل من امهات المقاتلين تدعوه لارسالهم الى سورية.

الاخطر منذ عام 1973

ويضيف فيسك ان نصر الله في خطابه الاخير تحدث كثيرا عن الفلسطينيين والاقصى ولكن جنوده لم يكونوا يتقدمون نحو الجنوب بل يتحركون نحو سورية، وعليه فسيحاكم التاريخ نصر الله على خطابه هذا. وناقش فيسك تبرير زعيم حزب الله للقتال في سورية وهو قتال من اسماهم بـ’التكفيريين’ و’المتطرفين’ الذين قال انهم لا يمثلون خطرا على سورية فقط بل وعلى لبنان. وما لم يقله نصر الله ان جنوده الشيعة يقاتلون السوريين السنة الذين يمثل اخوانهم في لبنان نسبة 30 بالمئة من مجموع السكان، وهذا يفسر اندلاع المعارك بين السنة والعلويين في طرابلس في اليوم الذي اعلن فيه حسن نصر الله عن دخول قواته سورية.

ومن هنا يرى فيسك ان الوضع الحالي يمثل الاخطر الاكبر على الشعب اللبناني ـ العلاقات الطائفية والسيادة منذ الحرب الاهلية في 1975-1990. ويعيد نصر الله قراءة خطابه الذي قال فيه انه في حالة ‘وقوع سورية في يد الامريكيين والاسرائيليين والتفكيريين فسيتم حصار المقاومة وستدخل اسرائيل لبنان’ بالقول ان نصر الله عنى ان سقوط الاسد يعني توقف الدعم العسكري والسياسي الايراني عبر سورية ‘ولن يبقى حزب الله كي يواجه اسرائيل ويطردها مرة اخرى من لبنان’.

الاثار الاقليمية

وتظهر الاحداث الاخيرة في لبنان وتعرض الضاحية الجنوبية في بيروت لهجمات صاروخية، اضافة الى دخول المقاتلين الشيعة الى الخطر الذي بات يمثله الصراع على المنطقة، فتركيا تحذر يوميا ويؤكد رئيس حكومتها على قرب نهاية الاسد، بل وهاجم طيب رجب اردوغان حسن نصرالله مقترحا تسيمة حزبه بـ ‘حزب الشيطان’، وتبدو المنطقة على ابواب حرب شاملة، غارات اسرائيلية على دمشق، وتحضيرات، ولاجئون يتدفقون بالالاف الى الاردن وتركيا ولبنان. ومع ان المرحلة الحالية تتسم من جانب بعض الدول بالخطابية الا ان المرحلة مهيأة للتطور طالما تحولت سورية الى ساحة حرب بالوكالة بين الاطراف الاقليمية والدولية. ويقول تقرير في صحيفة ‘الغارديان’ ان تركيا التي استقبلت جماعات مسلحة وغير مسلحة قام تقييمها على فهم خاطىء وهو ان نظام الاسد سينتهي قريبا وعليه قامت بدعم المعارضة المنقسمة على نفسها. وتواجه الحكومة التركية ضغطا من المعارضة ومن الطائفة العلوية التي تقيم في المناطق الجنوبية خاصة اقليم هاتاي. ودفعت تركيا حتى الآن ثمنا سياسيا وانفجارات اضافة الى العبء الملقى عليها حيث استقبلت اكثر من 300 الف لاجىء حيث تحملت وحدها فاتورة العناية بهم (750 مليون دولار). اما الاردن فقد استقبل اكثر من نصف مليون لاجىء ويشتكي من قدراته المالية على استيعابهم وتوفير احتياجاتهم.

حملة الدمار السورية

وفي هذا السياق حذرت صحيفة ‘التايمز′ في افتتاحيتها من مخاطر انتشار اثار الحرب الاهلية في سورية الى دول الجوار، مشيرة بالتحديد الى لبنان وقالت ‘مع تدهور الاوضاع في سورية فمخاطر انتشار العنف الى دول الجوار اصبح اكثر حدة’. وقالت انه في الوقت الذي تتردد فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون من التدخل، حيث يقيد تحركها الموقف الروسي والصيني فحلفاء الاسد في المقابل يدعمونه بشكل واضح. وقالت ان سورية في ظل ديكتاتورية الاسد عملت كدولة وكيلة عن ايران في المنطقة فيما كان حزب الله امتدادا لها. واشارت الصحيفة الى ان حزب الله يقاتل الى جانب الحكومة السورية منذ مدة. وهناك ما يقرب من 1500 مقاتل في سورية الآن، وقالت ان الحزب ارتكب فظائع في داخل وخارج سورية، مشيرة الى الهجوم على حافلة السياح في بورجاس البلغارية العام الماضي. وتحدثت عن الانتقادات داخل لبنان لدور حزب الله مثنية بالتحديد على سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل الذي تعرض عدد من نوابه وافراده للاغتيال، ولم تستبعد الصحيفة اصابع سورية وراءها. وقالت ان حملة الدمار التي يقوم بها الاسد تجر اليها دولا اخرى، مثل اسرائيل وتركيا.

توجه صائب

لكن صحيفة ‘فايننشال تايمز′ قالت ان بريطانيا وفرنسا مصيبتان في طلبهما. وتحدثت عن زيادة حراك في الدبلوماسية الدولية باتجاهين وخلال الايام المقبلة. واهم موضوع على الاجندة هو المؤتمر الدولي الذي يعقد برعاية روسية وامريكية، مع ان الكثيرين يشككون في امكانية نجاحه وتحقيق تسوية الا ان الادارة الامريكية تعتقد انه لا خطأ في المحاولة. اما الامر الثاني فهو النقاش الاوروبي حول تسليح المعارضة واستخدام الفيتو البريطاني والفرنسي مما يعني فتح الباب امام وصول السلاح للمعارضة السورية. وتشتري الصحيفة في هذا السياق تبرير هيغ على انه لا تناقض بين الدعوة للسلام والدعوة لتسليح المعارضة، فوصول السلاح اليها محاولة لزيادة الضغط على بشار الاسد واجباره على القدوم لطاولة المفاوضات والالتزام بما سيتم الاتفاق عليه. على الرغم من ان النظام هو الذي وافق مبدئيا على المشاركة في الوقت الذي اختلفت فيه المعارضة، على الاقل في الوقت الحالي. وتعترف الصحيفة ان موقع الاسد على الارض قوي وان الاسلحة للمعارضة لن تحرف ميزان المعركة، وان ما تحتاجه ليس السلاح بل التنسيق والتدريب. وتقول الصحيفة ان الدعوة البريطانية والفرنسية مبررة بناء على انها تقوي الجماعات المعتدلة خاصة جناح سليم ادريس، فوصول السلاح اليه يعني تقوية موقعه على حساب الجماعات الجهادية الاخرى. وفي النهاية تطالب الصحيفة بالاستجابة لمظاهر قلق العمال والمعارضة التي تريد تأكيدات بعدم وقوع الاسلحة بيد الجماعات المتطرفة، اضافة الى ان وصول الاسلحة من بريطانيا يعني انها ستكون عرضة للاتهامات والادانة حالة ارتكبت الجماعات التي تلقتها انتهاكات حقوق الانسان.

مسؤولة اممية: العنف في سورية بلغ ‘مستويات مرعبة

جنيف ـ ا ف ب: اعلنت المسؤولة عن مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الاثنين ان مستوى انتهاكات حقوق الانسان في الحرب في سورية اصبح ‘مروعا’ وذلك وسط جهود دبلوماسية لعقد مؤتمر جديد في جنيف لانهاء النزاع.

وقالت بيلاي لدبلوماسيين لدى افتتاحها احدى الدورات الاربع السنوية لمجلس حقوق الانسان في جنيف ‘اننا نواجه كارثة انسانية وسياسية واجتماعية وما يلوح في الافق هو فعلا كابوس′.

وحذرت من ان انتهاكات حقوق الانسان في سورية ‘بلغت ابعادا مروعة’ واصفة الوضع في البلاد بانه ‘تحد غير مقبول للضمير الانساني’.

وقالت ‘نشعر بخوف كبير اذ نشهد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وحياة الانسان من كافة الاطراف’ مضيفة ‘ان المجتمع الدولي عاجز عن الالتزام بابسط تعهداتنا حيال الضحايا’.

واضافت ‘يبدو وكأننا بالكاد يمكننا ان نصرخ في الظلام ونحصي القتلى’ معلقة على النزاع المستمر منذ 26 شهرا والذي اسفر عن مصرع اكثر من 94 الف شخص ولجوء 1.5 مليون سوري الى الدول المجاورة.

وذكرت بيلاي ان النظام يستخدم ‘قوة غير متكافئة ومن دون تمييز في المناطق السكنية’ بما في ذلك تقارير عن استهداف مباشر للمدارس والمستشفيات.

كما اشارت ايضا الى ‘انتهاكات لحقوق الانسان’ من قبل مقاتلي المعارضة بما في ذلك اعدامات تعسفية ومعلومات عن ارغام نساء وفتيات على الزواج من مقاتلين.

كما ذكرت بيلاي المعارك المستمرة للسيطرة على مدينة القصير الاستراتيجية قرب الحدود اللبنانية مع تقارير عن سقوط مئات القتلى والجرحى وعن وجود المئات المدنيين فيها.

وبالرغم من الوضع الميؤس منه قالت بيلاي ان هناك مجالا لتحرك الاسرة الدولية داعية مجلس الامن الدولي الى احالة ملف سورية على محكمة العدل الجنائية في لاهاي.

وقالت ‘لا يمكن ان يفلت المسؤولون عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية من العقاب’.

وتأتي تعليقات بيلاي قبل اجتماع رفيع المستوي في باريس بين وزراء خارجية فرنسا وروسيا والولايات المتحدة للحث على عقد مؤتمر سلام دولي. كما يجتمع وزراء الخارجية الاوروبيون الاثنين في بروكسل للبحث في احتمال رفع الحظر على الاسلحة الى سورية لتسليح مقاتلي المعارضة.

والجمعة الماضي دعت الولايات المتحدة وتركيا وقطر الى مباحثات طارئة حول الوضع في سورية وخصوصا في مدينة القصير امام مجلس حقوق الانسان.

وقالت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة في جنيف الاين تشامبرلاين دوناهيو للمجلس الاثنين ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد ‘تسبب في قتل او جرح عدد كبير من المدنيين’.

حض الائتلاف الوطني السوري المعارض مرة جديدة الاثنين الاتحاد الاوروبي على رفع الحظر المفروض على شحنات الاسلحة الى المعارضين المسلحين للنظام السوري، في حين يبحث وزراء خارجية الاتحاد الـ 27 الامر وسط انقسام كبير في ما بينهم.

واعلن المتحدث باسم الائتلاف خالد الصالح لوكالة فرانس برس ان ‘الشعب السوري يواصل المطالبة باسلحة لحماية نفسه، وخصوصا لحماية نفسه. آمل وارجو ان يتفهم الوزراء الذين يجتمعون في بروكسل ذلك’.

وقال الصالح ‘امس، استخدم النظام اسلحة كيميائية في عدة مدن. انه يتقدم في القصير ويتقدم ايضا في ريف دمشق، نحن على شفا كارثة’.

واضاف المتحدث باسم الائتلاف ‘ان من مسؤولية الاتحاد الاوروبي ان يتخذ قرارا بالفعل. انها لحظة الحقيقة التي ننتظرها منذ اشهر. دعوا السياسيين جانبا، فكروا في السوريين’.

“لوموند” توثّق استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي في ريف دمشق

ساره الشمالي

ينفي النظام السوري قصف المعارضين بقنابل الغاز، وكذلك ينفي الروس، لكن مراسلًا ومصورًا تابعين لصحيفة لوموند الفرنسية شهدا استخدام هذه القنابل في الغوطة الشرقية، ووثقا شهادات أطباء ومصابين.

تستمر الأدلة على استخدام جيش الأسد السلاح الكيميائي في ريف دمشق بالظهور، على الرغم من بيانات النفي الصادرة عن أركان النظام السوري واعوانه، مع اتهامهم قوات المعارضة باستخدام غاز سارين ضد الآمنين. لكن صحيفة لوموند الفرنسية نشرت اليوم الاثنين شهادات موثقة على استعمال الجيش السوري النظامي سلاحًا كيميائيًا ضد مقاتلي المعارضة قرب دمشق، إذ نقلت شهادة اثنين من مراسليها كانا في ضواحي دمشق يؤكدان هذه الواقعة.

فقد قال مراسل لوموند جان فيليب ريمي إنه كان مع زميله شاهدين لأيام متتالية على استعمال متفجرات كيميائية وعلى تداعياتها الصحية على مقاتلي المعارضة في محور جوبر، الحي الواقع عند مدخل دمشق والذي دخلته المعارضة في كانون الثاني (يناير) الماضي.

كما شهد المصور لوران فان در ستوك، في 13 نيسان (ابريل) الماضي كيف بدأ المقاتلون يسعلون، ثم يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز من دون تسرع، “لأنهم في الحقيقة تعرضوا لذلك من قبل، وقد جلس بعضهم القرفصاء وهم يختنقون ويتقيأون”.

 شهادات موثقة

 ولم يكتف الصحافي والمصور بشهادتهما هذه عن جوبر، بل اهتما بجمع شهادات أخرى عن استعمال تلك المواد في محيط واسع حول العاصمة السورية. فقد روى مقاتلون وطبيب في تسجيل فيديو صوره فان در ستوك، وتبثه لوموند على موقعها الالكتروني، إصابتهم بالاعراض التي تسببها تلك المواد، مثل الصعوبة في التنفس والاوجاع في الرأس والتوسع في حدقة العين والتقيؤ.

وشهد في الشريط طبيب في مستشفى الفاتح في كفربتنا في منطقة الغوطة على مشارف دمشق، طلب إخفاء هويته: “إذا لم نبادر إلى علاجهم فورًا فسيموتون”. واكد اطباء أن عينات سحبت من الضحايا يجري تحليلها حاليًا.

وكتب ريمي قائلًا: “تستخدم قنابل الغاز على الجبهات من حين لآخر، تفاديًا لانتشارها بكثافة، وتجنبًا لتشكل أدلة دامغة تدين النظام”، في حين يستمر النظام السوري في نفي تهم استعمال اسلحة كيميائية.

 وذكر مقال ريمي ايضًا مصدرًا غربيًا حسن الاطلاع، أفاد أن السلطات السورية تلجأ إلى خلط الغازات السامة بالغازات المسيلة للدموع ليصعب التعرف إلى طبيعة المواد عبر إخفاء الاعراض.

 أمس واليوم

تزامنًا مع تقرير لوموند، أعلن إتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن قوات النظام أفرطت أمس واليوم في استخدام الأسلحة الكيميائية في مناطق في الغوطة الشرقية. وأكدت تغريدات الاتحاد على موقع تويتر توثيق ستة شهداء وعشرات الاصابات بحالات اختناق جراء القصف بالمواد الكيميائية على مدينة حرستا. ورد الاتحاد هذا الافراط إلى عجز قوات النظام عن تحقيق أي تقدم يذكر على الرغم من الاشتباكات العنيفة في حرستا، وإلى تكبده خسائر فادحة. وأكدت مصادر المعارضة في ريف دمشق أن تأثير الغاز لم يقتصر على حرستا فقط ، إذ تم تسجيل اصابات عديدة في جوبر والقابون والبحارية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق

وكان إعلام المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي أعلن أمس تعرض جوبر للقصف بمواد كيميائية وتسجيل عدد من الاصابات، ووصول تأثيرها إلى أحياء داخل العاصمة كالعباسيين والقصور وشارع بغداد، حيث انتاب المواطنون نوبات من السعال التحسسي الناتج من انتشار مواد كيميائية في الجو. ولوحظ أمس ارتداء عناصر جيش النظام أقنعة واقية في المناطق القريبة من حي جوبر. إلى ذلك، تم تسجيل نحو 40 إصابة بعضها خطرة في البحارية أمس، نتيجة التعرض للغاز. وقد شكت المعارضة من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية اللازمة لمعالجة هذه الاصابات في مناطق وبلدات الغوطة الشرقية.

 نفي روسي

 هذا ودعت الامم المتحدة الاربعاء الماضي دمشق مجددًا لافساح المجال أمام خبرائها للتحقيق في سوريا حول استخدام الاسلحة الكيميائية في المعارك، متحدثة عن مزيد من المعلومات حول هذه المسألة.

وفي انتظار موافقة دمشق، يلجأ محققو الامم المتحدة إلى جمع المعلومات المتوافرة خارج سوريا، وخصوصًا عبر الاتصال بأطباء لاجئين إلى البلدان المجاورة.

 من ناحية اخرى، أكد نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن القومي الروسي، غياب الدليل القاطع على استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي ضد ما أسماها المجموعات المسلحة.

 وقال باتروشيف في حديث صحافي الأحد: “تعرب الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية مرارًا عن قلقها حيال احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ونحن لا نملك أية دلائل واقعية تشير إلى استعمال القوات الحكومية هذه الأسلحة”.

 أضاف: “نفت الحكومة السورية في كل مرة شكوك الغربيين حول استخدام السلاح الكيميائي خلال العمليات العسكرية، وأعلنت أنها لا تستعمله، في حين أننا لم نسمع من المسلحين التأكيدات نفسها”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/814707.html

المعارضة السورية تعتبر القرار الأوروبي غير كافٍ ويأتي متأخرًا

وكالات

اعتبر الائتلاف السوري المعارض أن القرار الأوروبي برفع الحظر عن السلاح للمعارضة السورية هو قرار غير كافٍ، فيما أمل المتحدث باسم الجيش الحر أن يكون قراراً فعليًا وليس مجرد كلام.

بروكسل: قال المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض المجتمع في اسطنبول الثلاثاء إن قرار الاتحاد الاوروبي رفع الحظر عن تسليم السلاح للمعارضة السورية المسلحة، هو قرار “غير كافٍ” ويأتي “متأخراً جدًا”. وأوضح لؤي صافي لوكالة الأنباء الفرنسية أن القرار “بالتأكيد خطوة ايجابية لكننا نخشى أن يكون غير كافٍ وجاء متأخرًا جدًا”.

من جانبه، قال قاسم سعد الدين المتحدث باسم قيادة مجموعة الجيش الحر اهم قوى الائتلاف المعارض “نأمل أن يكون قرارًا فعلياً وليس مجرد كلام”. واضاف صافي أن “الشعب السوري خاب امله. كان يعتقد أنّ الديموقراطيين يهتمون بمن يرغبون في الديموقراطية”.

وتابع :”نحن بحاجة إلى أسلحة لحماية المدنيين والشعب السوري. الاسلحة هي أحد العوامل لكننا نريد ايضًا من الاتحاد الاوروبي أن يتخذ موقفًا اكثر جدية واكثر حزمًا”.

أسف روسي

أما روسيا، حليف النظام السوري، أسفت للقرار الأوروبي واعتبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه “يضر بشكل مباشر” بالجهود القائمة لعقد مؤتمر دولي لحل النزاع السوري. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف كما نقلت عنه وكالة ايتار تاس: “هذا الامر يضر مباشرة بأفاق عقد مؤتمر دولي” مقرر في حزيران (يونيو) بمبادرة روسية-اميركية ويعرف بمؤتمر جنيف 2.

واضاف ريابكوف “أن الحظر رفع رغم كل تصريحات الاتحاد الاوروبي المؤيدة لتسوية على اساس اعلان جنيف ورغم الاتفاق على ضرورة تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا”. وتابع: “هذا يتعارض مع سياسة الاتحاد الاوروبي نفسها”.

واعتبر ريابكوف أن عدم وجود قيادة للمعارضة يشكل “العقبة الاساسية” امام تنظيم مؤتمر دولي. وقال ريابكوف إن “عدم قدرة المعارضة” على تعيين “ممثل يحظى بالشرعية اللازمة” ويمكنه التحدث باسم كل مجموعات المعارضة السورية يشكل اليوم “العقبة الاساسية امام هذا المؤتمر”.

القرار الأوروبي

وقرر وزراء الخارجية الأوروبيون مساء الاثنين في بروكسل رفع الحظر المفروض على الاسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين، مع استمرار تطبيق بقية العقوبات التي فرضت منذ عامين على النظام السوري.

وينسجم هذا القرار مع رغبة بريطانيا وفرنسا، البلدين الوحيدين في الإتحاد الأوروبي اللذين يطالبان منذ اشهر عدة بامكان تسليح المعارضين السوريين المعتدلين. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اثر الاجتماع منتصف ليل الاثنين الثلاثاء “هذا المساء، قرر الإتحاد الأوروبي وضع حد للحظر على الاسلحة للمعارضة السورية وابقاء العقوبات الاخرى بحق النظام السوري”.

واضاف “تلك هي النتيجة التي كانت تأمل بها بريطانيا”. واعتبر هيغ “أنه القرار السليم” لأنه “يوجه رسالة بالغة القوة من أوروبا الى نظام الأسد”. ولكن هذا الامر لن يغيّر شيئًا بالواقع بالنسبة لمقاتلي المعارضة الذين يواجهون هجوم الجيش السوري في مدينة القصير (وسط).

ومن ناحيته، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن إن الدول الـ27 “تعهدت بالامتناع عن تصدير السلاح في هذه المرحلة وتطبيق عدد من المعايير القاسية لاحتمال تصدير السلاح في المستقبل”. لكن هيغ أكد في المقابل أن بلاده لا تنوي إرسال أسلحة الى المعارضين “على الفور”، موضحًا أن رفع الحظر “يتيح لنا امكان القيام بذلك في حال تدهور الوضع”.

وأفاد بيان وزراء الاتحاد الأوروبي أن الدول الأعضاء سوف “تمضي قدمًا في سياساتها الوطنية” في ما يتعلق بإمداد الائتلاف الوطني السوري المعارض “بالعتاد العسكري أو المعدات التي قد تستخدم في القمع الداخلي” وتهدف إلى حماية المدنيين.

ولن يتم ارسال أية قطعة سلاح قبل الاول من آب (اغسطس) التاريخ الذي حدده الوزراء “لإعادة درس” موقفهم. ويجب أن تؤدي هذه المهلة الى وضع حصيلة اولية عن مؤتمر “جنيف 2” المقرر عقده في حزيران (يونيو) بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا.

ومهما كان القرار، فإن دولاً أوروبية عدة مثل النمسا والسويد وبلجيكا وهولندا اعلنت أنها لا تنوي تسليح المعارضة. وقال وزير خارجية النمسا مايكل سبينديليغر الذي كان صارمًا ضد موقف فرنسا وبريطانيا إن “ارسال اسلحة يتعارض مع مبادىء” الإتحاد الأوروبي الذي هو “مجموعة سلام”.

واتخذ هذا القرار بعد اجتماع استمر لاثنتي عشرة ساعة واستغرق وقتًا اطول بكثير مما كان مقررًا بسبب “المشاورات الصعبة” بين الوزراء، وفق دبلوماسيين. وابدت دول عدة بينها النمسا وجمهورية تشيكيا رفضها الشديد لرفع الحظر.

واكدت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أن تقديم السلاح “يهدف الى حماية المدنيين” ويخضع لعدد من الشروط، وخصوصاً لجهة مراقبة الجهات التي سيسلم لها السلاح بهدف تجنب وصوله الى مجموعات متطرفة.

وسيقوم الإتحاد الأوروبي “بتقييم موقفه قبل الاول من آب (اغسطس)”، خصوصاً في ضوء نتائج مؤتمر جنيف-2 الذي بادرت الولايات المتحدة وروسيا الى اقتراح تنظيمه. واوضحت اشتون أنه تم تمديد بقية العقوبات بحق النظام السوري لاثني عشر شهرًا، علماً بأنها تستهدف شخصيات وكيانات في النظام وتلحظ ايضًا سلسلة تدابير تجارية ومالية.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/814780.html

عبدالحليم خدام: حزب الله سيدفع ثمن تدخله في سوريا

وكالات

أكد نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام في تسجيل نشر على الانترنت أن النظام السوري سيحاول المناورة في مؤتمر جنيف- 2 ، محذرًا من إسقاط الأسد دون إسقاط نظامه. وهاجم خدام حزب الله متوقعًا أن النظام الجديد في سوريا سيقتلع حزب الله.

بيروت: حذر عبدالحليم خدام من مناورات النظام السوري السياسية خلال مؤتمر جنيف- 2 ومن خطر إسقاط الرئيس بشار الأسد دون إسقاط نظامه.

وقال خدام الذي شغل منصب نائب الرئيس السوري قبل أن ينشق عن نظامه عام 2005 “منذ أيام عقد اتفاق بين أميركا وروسيا لعقد مؤتمر في جنيف من أجل سوريا والوصول إلى حل تفاوضي للأزمة الدامية، ومع الأسف فإن الدولتين لم تأخذا في الاعتبار أن أي حوار لا يكون بين قوتين متوازيتين ستكون الغلبة فيه للأقوى. بشار الأسد يمتلك كل وسائل القتل والتدمير والشعب السوري يمتلك الإيمان بالله والتصميم على التحرير دون توازن بالسلاح”.

وأضاف خدام في تسجيل نشره على الانترنت الثلاثاء “إذا فرضنا أن اتفاقاً على تشكيل حكومة اتفاقية بين ممثلين للمعارضة والنظام فهذه الحكومة ستكون إحدى الفرص المعطاة لبشار الأسد لمزيد من القتل والتدمير ولن تستطيع هذه الحكومة اتخاذ أي قرار، فإذا طلبت المعارضة تسريح أي مسؤول أو ضابط من جماعة النظام فسيواجه معارضة، وبالتالي فهذه الحكومة ستبقى معطلة”.

وشكك خدام في صحة تمثيل الائتلاف الوطني السوري، قائلاً إنه قام في الأساس على أنقاض المجلس الوطني بهدف “إعداده للتفاوض مع النظام” مضيفًا: “ليست للائتلاف القدرة والصلاحية على التفاوض باسم الشعب السوري، الجهة الوحيدة التي لها هذه الشرعية هي مؤتمر وطني شامل أساسه الداخل السوري، أولئك المواطنون الذين يقاتلون في سبيل الحرية والخلاص”.

وتابع خدام بالقول: “هذا الأمر سيأخذ وقتاً طويلاً حتى انتهاء الفترة الرئاسية للسفاح بشار الأسد، عندها ستبدأ مرحلة جديدة، هذه المرحلة ستكون مليئة بالاحتمالات، رحيل بشار الأسد لا يعني رحيل النظام، بشار هو رئيس النظام بينما النظام هو مؤسسة أسسها حافظ الأسد من بداية السبعينات واعتبرها بديلاً للدولة وحلت محل المؤسسات الدستورية”.

ورأى خدام “الصراع ليس بين الشعب السوري وبشار الأسد فقط، بل بين الشعب وبشار الأسد والنظام الذي أسسه حافظ الأسد، والفارق بين الأب والابن هو التدخل الإيراني، بعد اغتيال الحريري لم يكن لبشار من طريق لحماية نفسه ونظامه إلا الارتماء بأحضان إيران التي أعطته حزب الله ليستخدمه بأي زمان ومكان”.

اقتلاع حزب الله

وتوقع نائب الرئيس السوري السابق أن يدخل الجيش السوري الجديد بعد رحيل الأسد لبنان لـ”اقتلاع” حزب الله، وحذر الدول العربية من وصول نفوذ إيران إليها إن انتصرت في دمشق.

وقال “لم يقدر خطورة ما أقدم عليه بدخول الأراضي السورية وقتل السوريين،” وأضاف: “هذا الأمر سيرتد عليه، النظام سيسقط والنظام الجديد في سوريا سيدخل لبنان ويقتلع حزب الله.. دماء السوريين ليست رخيصة، حزب الله سيدفع ثمنها بعد أن يصبح الشعب السوري سيد نفسه”.

واتهم خدام النظام السوري بـ”زج الطائفة العلوية في صراع لا مصلحة لها به” مضيفًا: “هذا النظام سيدفع الثمن وجميع الذين ساندوه وقاتلوا معه سيحاسبون، لن تستطيع الوساطات أو الضغوط الدولية أن تنقذ المجرمين” كما اتهم إيران بأنها “تستخدم الاحتقان الطائفي لتحويل الشيعة في العالم إلى قوى نائمة تستخدمها عندما تحتاج مصالحها”.

وتوجه خدام إلى الدول العربية بالقول: “على العرب أن يدركوا خطر ما يحصل في سوريا، ليس على سوريا فحسب، بل على المنطقة، إذا انتصرت إيران في دمشق فلن تقف عند حدود هذا الانتصار بل ستأتي للجميع وتفرض سياستها، وما يدعو للاستغراب هو لماذا تصمت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على إيران؟” وختم بتوجيه التحية إلى السوريين قائلاً: “مهما كانت الظروف صعبة ومهما تعقدت، فإنكم ستنتصرون”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/814828.html

ماكين يدخل سوريا سرا من «باب الهوى» ويلتقي قادة الجيش الحر

المعارضة تؤكد فشل الهجوم على القصير.. ودمشق تعيش أجواء رعب بسبب «الكيماوي»

بيروت: ثائر عباس و كارولين عاكوم – لندن: «الشرق الأوسط»

دخل السيناتور الأميركي جون ماكين، أمس الاثنين، الأراضي السورية المحررة من تركيا، وفق ما أكدته وسائل إعلام أميركية، ليكون بذلك المسؤول الأميركي الأرفع الذي يزور سوريا منذ بدء النزاع السوري. والتقى ماكين رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر العميد سليم إدريس وعددا من قادة «الجيش الحر».

ويعد ماكين، المنحدر من ولاية أريزونا، من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي المطالبين بتدخل أكبر للولايات المتحدة الأميركية من أجل وضع حد للأزمة السورية وهو من أبرز المتحمسين والمطالبين بتسليح المعارضة السورية. وأكد مدير مكتبه الإعلامي بريان روجرز لقناة الـ«سي إن إن»، صحة ما نقلته صحيفة «ديلي بيست» الأميركية عن دخول ماكين أمس الاثنين سوريا عبر تركيا.

وأكد النقيب حسام أبو محمد من غرفة عمليات الجيش الحر التابعة للمجلس العسكري في حلب لـ«الشرق الأوسط» أن السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين «دخل إلى سوريا اليوم (أمس) برفقة رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس».

ولفت النقيب المنشق إلى أن «ماكين دخل من معبر باب الهوى وبقي في باب الهوى حيث لم يدخل عميقا في الداخل السوري».

وأوضح أن ماكين «التقى وفدا من هيئة أركان الجيش الحر بالإضافة إلى مجموعة من القادة الثوريين الميدانيين».

من جهته، أكد المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن «ماكين التقى اليوم (أمس) اللواء إدريس على الحدود السورية – التركية»، مضيفا أن «اللقاء تطرق إلى مناقشة الكثير من المواضيع». ولفت المقداد إلى أن ماكين «شدد على ضرورة تسليح الجيش الحر تزامنا مع أي حل سياسي».

على الصعيد الميداني تستمر معركة القصير لليوم الثامن على التوالي بين الجيش الحر وبعض المجموعات المسلحة الأخرى من جهة وقوات النظام وحزب الله من جهة أخرى، في وقت تتضارب فيه المعلومات حول الوقائع العسكرية والميدانية على الأرض. إذ أعلن النظام سيطرته على ثمانين في المائة من المدينة، بينما أكد الجيش الحر وناشطون أن محاولات اقتحامها على وقع الغارات الجوية لم تنجح، والسيطرة لا تزال للمعارضة. وهذا ما أكده الرائد عبد الحليم غنوم، قائد لواء الفتح في القصير لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن قوات النظام وبعد أكثر من أسبوع من القتال لم تستطع الخروج عن المربع الأمني الموجود في القسم الشرقي للمدينة الذي كانت تسيطر عليه قبل بدء المعركة، إضافة إلى أجزاء بسيطة في الريف، من دون أن ينفي أن بعض المناطق تشهد عمليات كر وفر، ومحاولات اقتحامها من محاور عدة إنما تبوء بالفشل. في موازاة ذلك قال ناشطون إن خسائر حزب الله وصلت يوم أمس إلى 22 قتيلا، وأفيد عن تشييع عدد منهم يوم أمس، منهم اثنان في منطقة زحلة في البقاع اللبناني، بينما أعلن الجيش الحر عن «وجود حشود لعناصر حزب الله في مدينة طرطوس».

من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد عناصر حزب الله اللبناني الذين قتلوا خلال الأشهر الماضية في ريفي دمشق وحمص ارتفع إلى 141، بينهم 79 قتلوا منذ بدء المعركة في 19 مايو (أيار) الحالي، وذلك إثر انفجار ألغام واستهداف برصاص قناصة واشتباكات في مدينة القصير وريفها، وأربعة قتلوا في ريف دمشق خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى 20 آخرين، بينهم 10 من اللبنانيين المقيمين داخل الأراضي السورية، سقطوا خلال الاشتباكات التي دارت في النصف الأول من الشهر الحالي بريف القصير، و38 قتلوا منذ خريف العام الماضي في ريف القصير بمحافظة حمص وفي ريف دمشق.

وجدد الطيران الحربي قصفه للقصير بالتزامن مع محاولات عناصر من حزب الله اقتحام قرية الحميدية في ريف المدينة، بحسب ما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، بينما قال المرصد السوري إن خمسة عناصر من كتائب المعارضة قتلوا خلال اشتباكات مع مقاتلين من حزب الله اللبناني والقوات النظامية في المدينة صباح أمس، وقتل أربعة آخرون خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة تلبيسة بريف حمص، مشيرا إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الأمن إثر تفجير عبوات ناسفة بسيارات كانت تقلهم قرب بلدة السخنة بريف حمص.

وفي حين أعلنت كتائب «الفاروق» عن استيلائها على جثث 4 من عناصر حزب الله، أحدهم قيادي قتل في القصير، أكد لؤي المقداد، المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر، الخبر لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن الكتائب المقاتلة على الأرض نجحت في اعتقال عدد من عناصر الحزب بعتادهم وهوياتهم، إضافة إلى أكثر من 5 جثث، إحداها تعود إلى قيادي. ورفض المقداد إعطاء المزيد من التفاصيل عن الموضوع، تاركا – بحسب ما قال – «القضية لأهل الأرض». ولم تتوقف الاشتباكات وعمليات القصف في معظم المناطق السورية، بينما لفت أمس إعلان «المركز الإعلامي السوري» عن استخدام قوات النظام لما قيل إنها «قنابل كيماوية» على بلدتي حرستا والبحارية في ريف دمشق وحيي جوبر والقابون بدمشق، حيث قتل خمسة أشخاص بينهم مقاتلون في الجيش الحر، وأصيب أكثر من 100 شخص بحالات اختناق. وبث ناشطون صورا لمن قالوا إنهم مصابون يتلقون علاجا جراء التعرض لتلك الغازات في عدد من المستشفيات الميدانية.

وعاشت العاصمة دمشق، لا سيما الأحياء الشرقية منها، أجواء من الذعر الليلة قبل الماضية مع انتشار أنباء عن استخدام قوات النظام غازات سامة في القصف على عدة مناطق في الغوطة الشرقية، لا سيما في منطقة حرستا من جهة أوتوستراد دمشق، التي قيل إن 6 أشخاص قتلوا فيها جراء استنشاق الغازات السامة وأصيب نحو سبعين. وقال ناشطون إن النظام السوري قصف حرستا من جهة الأوتوستراد بمواد كيماوية، وامتدت الغازات إلى حي القابون، وأحياء شرق العاصمة، منها التجارة والعدوي والعباسيين، وشعر السكان في أحياء المزرعة والصالحية وسط العاصمة بأعراض تحسس. ونقل عن سكان في حي العباسيين أن حالات اختناق كثيرة وصلت إلى مشفى العباسيين، وخمس عشرة حالة اختناق وصلت إلى المشفى الفرنسي.

وعلى الفور، وجه الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي نداءات لسكان الأحياء الشرقية ووسط العاصمة بإحكام إغلاق النوافذ ووضع كمامات منزلية مبللة بالماء ومحشوة بالفحم. وتناقلت النداءات الصفحات المؤيدة للنظام والمعارضة، بينما ذكرت الصفحات المؤيدة أن «قوات النظام قصفت معملا لتصنيع المتفجرات تابعا للعصابات الإرهابية في منطقة حرستا، مما أدى إلى انتشار غازات وروائح كيماوية». أما الإعلام الرسمي، فلم ينف التقارير التي بثها ناشطون معارضون في وسائل الإعلام الخارجية وعلى مواقع الإنترنت، كما لم يؤكد الروايات التي أوردتها الصفحات المؤيدة.

طرابلس في هدنة هشة يخرقها رصاص القناصة

اشتعال فتيل المواجهات إثر حوادث فردية.. والجيش يعزز وجوده

طرابلس: سوسن الأبطح

لم يكد الطرابلسيون يتنفسون الصعداء صباح أمس، وتبدأ المحال التجارية بفتح أبوابها، ويذهب بعض الطلاب إلى المدارس بعد ثمانية أيام من الشلل التام الذي عاشته المدينة، حتى ظهر القناصون في الميدان من جديد، وأخذوا يصطادون المارة، مما أوقع خمسة جرحى خلال ساعات قليلة، لتعود الاشتباكات على الأثر، وبوتيرة مرتفعة، إلى بعض المحاور. وبدا أن ثمة من يعمد إلى إشعال الفتيل، من خلال أحداث فردية متنقلة، يقوم بها عابثون بأمن المدينة، تؤرق السكان.

وكان الجيش اللبناني انتشر صباح أمس في المنطقتين المتقاتلتين، جبل محسن (أغلبية علوية) وباب التبانة (أغلبية سنية)، بعد أن أزال الدشم والمتاريس واختفت المظاهر المسلحة، وسير دوريات مؤللة لحفظ الأمن. وخيم هدوء حذر على المحاور الساخنة في المنكوبين والريفا والبقار والشعراني، وعاد بعض السكان لتفقد منازلهم، بعد أن فتحت كل الطرقات، لا سيما الطريق الدولية إلى سوريا التي تمر بالملولة، إحدى أخطر نقاط القنص. لكن الهدنة الهشة، سرعان ما خرقها رصاص القنص على نطاق واسع، خصوصا بعد سقوط جرحى. وتجددت الاشتباكات ليستدعي الجيش اللبناني، تعزيزات كبيرة وصلت بسرعة إلى المكان، في محاولة لقمع المسلحين، حيث رد الجيش بقوة على مصادر النيران. والملاحظ، أنه حتى في ساعات الهدنة، استمر العبث الفوضوي في أمن المدينة، حيث حاولت مجموعة مسلحة إغلاق مغسل للسيارات في قلب طرابلس، لأسباب مذهبية بحتة، وبحجة أن صاحبه من جبل محسن، مما استدعى تدخل الجيش اللبناني، علما بأن المغسل نفسه كان قد تعرض للاعتداء مرتين، منذ عدة أشهر. وشهدت المدينة عدة أحداث فردية وإطلاق نار، مما أعاد الشلل إلى شوارعها. واعتراضا على الإغلاق المتكرر للمتاجر الذي تتسبب فيه المعارك، اعتصم تجار وأصحاب المحلات بطرابلس في شارع عزمي، بمشاركة هيئات المجتمع المدني. وعمد التجار إلى تجميع مفاتيح محلاتهم ومؤسساتهم ووضعوها في صندوق بهدف إرسالها إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، تعبيرا عن سخطهم على الوضع التجاري المزري الذي وصل إليه الحال، بعد أن بات أصحاب المصالح يقضون غالبية أيامهم مختبئين في المنازل.

وخلال جلسة لمجلس الوزراء أمس، سأل رئيس الشباب والرياضة فيصل كرامي: «كيف لا تلتئم حكومة تصريف الأعمال للبحث في الأوضاع الأمنية بطرابلس بينما هي تنعقد من أجل الانتخابات؟». واعتبر أنه «كان يجب أن تكون الجلسة طرابلسية بامتياز، وعلى مجلس الوزراء أن يعطي غطاء للجيش للتدخل».

مقاتلون من ميليشيات شيعية عراقية يتفاخرون بقتالهم مع الأسد

أبو سجاد: نقوم بمهمات خاصة فقط وعندما نستولي على موقع نسلمه للقوات السورية

بغداد: أبيغايل هاوسلونر*

كان المقاتلون العراقيون الذين ظهروا في الفيديو يحملون البنادق الهجومية وقاذفات «آر بي جي» وهم يسيرون على الطريق السريع الذي اصطفت على جانبيه أشجار السرو يبتسمون وهم يسجلون بهواتفهم الجوالة وكاميرات الفيديو مشاعرهم في أعقاب معركة شرسة خاضوها لتأمين مطار حلب من محاولات الثوار السوريين الاستيلاء عليه. صاح أحد قادة هذه المجموعة: «أنتم أبناء العراق وأبناء الإسلام».

بعد أسابيع عرض أبو سجاد، وهو اسم مستعار لقائد الميليشيا العراقية الذي ظهر في الفيديو، متفاخرا، هذا المقطع في بغداد كدليل على الدور المحوري الذي لعبته ميليشيات شيعية في العراق في دعم الرئيس السوري بشار الأسد في الصراع الذي تحول بصورة متزايدة إلى حرب طائفية وإقليمية. بيد أنه لم يتسن التأكد من المكان أو الظروف التي تم تصوير الشريط فيها.

حتى وقت قريب، كانت مشاركة الشيعة العراقيين في الحرب السورية مغلفة بالسرية هنا في العراق، حيث دأبت حكومته على نفي أي مشاركة لها في الصراع. لكن المقابلات الأخيرة مع مقاتلين ومحللين ومسؤولين بحكومات عربية وأبناء المدن الشيعية في العراق، كشفت عن توجه متنام لإعلان هذا الأمر لاعتقاد المقاتلين العراقيين أن مشاركتهم جزء من صراع إقليمي لهزيمة «القاعدة»، وما يقولون إنه جهود واسعة من قبل المنطقة السنية للقضاء على الشيعة.

وإلى جانب المقاتلين المنتمين إلى القوات الأمنية الإيرانية ومقاتلي حزب الله الموالين للأسد يشارك مقاتلون عراقيون ينتمون في غالبيتهم إلى المجموعات المقاتلة المعروفة بتلقيها دعما إيرانيا.

يثير دور المقاتلين الشيعة العراقيين في سوريا تساؤلات حول تواطؤ محتمل من الحكومة العراقية، وهو ما انتقده مسؤولون أميركيون أخيرا بالسماح لإيران باستخدام المجال الجوي العراقي للرحلات التي يزعم أنها تنقل الأسلحة والقوات والإمدادات إلى حكومة الأسد. ويقول مسؤولون عراقيون إنهم وافقوا على طلبات الولايات المتحدة بتفتيش الرحلات الإيرانية. لكن كريم نوري، المتحدث باسم وزارة النقل، قال: «إن عمليات التفتيش العشوائية الأخيرة لم تكشف عن أي شيء غير شرعي».

وأضاف: «نحن لا نؤيد المعارضة أو النظام في سوريا، ولن نجعل العراق جزءا من الحرب هناك». غير أن مسؤولين عراقيين حذروا مرارا وتكرارا من أن سقوط الأسد يمثل كارثة للعراق، فقد صرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوكالة «أسوشييتد برس» في فبراير (شباط) أن انتصار الثوار في سوريا من شأنه إحياء حرب طائفية في العراق. بينما قال سامي العسكري، النائب الشيعي المقرب من المالكي، في مقابلة أجريت معه، إن الحكومة «تغض الطرف» عن تدفق المقاتلين الشيعة إلى سوريا، كما هو الحال بالنسبة للسنة العراقيين الذين يساعدون الثورة في سوريا.

ويقول محللون وقادة الميليشيات الشيعية إنه لم يتضح بعد عدد الشيعة العراقيين الذين شاركوا في القتال في سوريا، لكن أبو سجاد يقدر أعدادهم بنحو 200 مقاتل، مشيرا إلى أن الأعداد في تزايد. وقال إن بيان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي أشاد فيه بمقاتلي المعارضة السورية في قتالهم ضد الأسد والإيرانيين، و«جبهة النصرة» التي تعهدت أخيرا بالولاء لـ«القاعدة»، هو ما أثار حمية المقاتلين الشيعة.

وقال أبو سجاد «أصبح من الشائع جدا الآن أن يقول أحدهم (أنا ذاهب إلى سوريا للقتال)، لماذا يقول الظواهري ذلك علنا، بينما نبقيه نحن سرا؟».

وفي مقابلة في بغداد، رفض أبو سجاد وأحد قادة الميليشيا الآخرين، أبو آية، الإفصاح عن كيفية دخولهم إلى سوريا أو الدور الإيراني في العملية. لكنهم قالوا إن بعض عملياتهم ساعدت في ترجيح كفة حكومة الأسد، التي حققت انتصارات على المعارضة في الآونة الأخيرة.

ووصف أبو سجاد مهمته التي امتدت لشهرين في ربيع هذا العام بأنها كانت منظمة للغاية. وقال إنه انضم إلى عشرة من المقاتلين، يتمتعون جميعهم بمهارات قتالية عالية بفضل السنوات التي قضوها في قتال القوات الأميركية في العراق، وإن الجيش السوري زودهم بالأسلحة والمركبات والإمدادات.

وقال: «القوات العراقية تقوم بمهمات خاصة فقط. نحن نقاتل وعندما نحرر مكانا يأتي الجيش السوري ليقيم قاعدة فيه».

وقال الرجلان إنهما ينتميان إلى ميليشيا شيعية لكنهما رفضا التصريح باسمها. لكن شيعة من مدينة الصدر في بغداد يعرفونهما قالوا إنهم أعضاء في جماعة «عصائب أهل الحق» المسؤولة عن الهجمات الأميركية في العام الأخير من الحرب العراقية.

ويقول صحافيون وسكان في بغداد والعديد من المدن الشيعية الأخرى في جنوب العراق، إن الجماعة تقوم بجهود مريبة لتجنيد المقاتلين وإرسالهم للقتال في سوريا.

على الصعيد العلني، يقول قادة الميليشيات والمسؤولون الحكوميون ورجال الدين الشيعة في بغداد وطهران، إن شيعة العراق يقصدون سوريا لسبب وحيد، وهو حماية ضريح السيدة زينب جنوب دمشق. وقال مسعود جزايري، المتحدث باسم هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية، لقناة «المنار» الإخبارية اللبنانية الأسبوع الماضي، إنه «تم اتخاذ العديد من التدابير لتشكيل قوات لحماية الأضرحة الشيعية في سوريا».

ويقول ويل فولتون، محلل الشؤون الإيرانية في معهد «إنتربرايز» الأميركي في واشنطن والذي شارك في كتابة تقرير صدر أخيرا عن استراتيجية إيران في سوريا، إن عددا كبيرا من التقارير الإخبارية حول الجثث التي تعود إلى العراق من سوريا وجنازات المقاتلين الشيعة الذين قتلوا هناك تشير إلى أن نشاط شيعة العراق في المعارك يتعدى منطقة السيدة زينب، التي تنخفض فيها حدة القتال.

وقال أبو سجاد وأبو آية إنه كانت هناك معارك بين المسلحين العراقيين والثوار المناهضين للأسد في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك في دمشق وحلب وحمص ومنطقة القصير الاستراتيجية على طول الحدود مع لبنان.

وقال سكان المدن الشيعية الجنوبية إن المقاتلين يتم تجنيدهم في الاجتماعات مع الأحزاب السياسية الشيعية والميليشيات، وإنهم عادة ما يسافرون عبر إيران.

ويقول صحافي في مدينة النجف، طلب عدم ذكر اسمه لتجنب لفت أنظار الميليشيا إليه: «في كل يوم تخرج جنازتان أو ثلاث لأشخاص قتلوا في سوريا. 90 في المائة من هؤلاء قامت جماعة (عصائب أهل الحق) وجماعة (كتائب حزب الله)، المدعومة من إيران، بتجنيدهم».

وأضاف أبو سجاد وأبو آية أنه في كثير من الحالات، كانت وحدات شبه عسكرية متخصصة من المقاتلين الشيعة العراقيين المدربين تدريبا جيدا ومقاتلي حزب الله اللبناني، تقوم بشن هجمات ضد قوات الثوار لأن كتائب الجيش السوري تخشى القيام بها.

وأظهر الرجلان أكثر من اثني عشر شريط فيديو تم تصويرها بهاتف جوال قالا إن أبو سجاد ومقاتليه قاموا بتصويرها خلال المعارك في سوريا. وكانت العديد من أشرطة الفيديو وغيرها قد عرضت على شبكة الإنترنت خلال الشهرين الماضيين تظهر عراقيين يقاتلون في سوريا.

أحد أشرطة الفيديو التي التقطها أبو سجاد تظهر مقاتلين عراقيين يرتدون زيا أخضر يجهزون للهجوم على قوات الثوار في ضاحية جوبر بدمشق، وصاح أبو سجاد مشيرا إلى مجموعة من الرجال في الفيديو: «انظر هذا هو الجيش السوري الحر لا يحرك ساكنا لأنهم خائفون، وهذا أنا».

وقال أبو سجاد إن وحدته تمكنت من تحقيق انتصارات حاسمة على الثوار السوريين، وأسرت جواسيس مشتبها بهم، وأنقذت مطار حلب الاستراتيجي من تهديد القصف.

وأضاف أبو سجاد أن وحدته تمكنت في نهاية مهمته الأولى في جوبر، بمساعدة الاتصالات اللاسلكية العادية مع حزب الله، من التوغل في المناطق التي يسيطر عليها الثوار وقتلت الكثير من الأفراد.

وذكر أنه قبل البدء في تنفيذ الهجوم، قال لقائد الجيش السوري: «الآن سترون ما سيفعله العراقيون». وعندما انتهوا قاموا بتسليم المنطقة إلى الجيش السوري، وانتقل إلى المهمة التالية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

كيلو يتهم الائتلاف بعدم ملاقاة اليد الممدودة.. و«الحر» يرفض عرضا للانضمام

المعارضة السورية تفشل في توسيع عضويته وتمدد النقاش بشأن «جنيف 2»

بيروت: «الشرق الأوسط»

فشل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أمس، في ضم أعضاء جدد إلى عضويته، وأفضت الجلسة المخصصة لانتخاب قائمة من 25 عضوا ينتمون إلى مجموعة «القطب الديمقراطي»، برئاسة المعارض السوري ميشيل كيلو، إلى انتخاب 8 أعضاء فقط، مما أثار استياء الأخير الذي اتهم الائتلاف بأنه «لا يريد أن يصافح اليد الممدودة»، بينما قال متحدثون باسم الائتلاف إن ما جرى «عملية ديمقراطية».

ولم ينجح الائتلاف كذلك في استقطاب ممثلين عن «الجيش الحر»؛ إذ أفاد الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية العليا للجيش الحر العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين «الشرق الأوسط» بأن القيادة رفضت، أمس، عرضا من الائتلاف بأن تسمي القيادة 20 من أعضائها لعضوية الائتلاف.

وقال سعد الدين إن المجلس العسكري الأعلى «رفض هذا التمثيل، واشترط أن يشمل جميع أعضاء المجلس، وعددهم 30». وكانت القيادة قد وجهت في وقت سابق من أبريل (نيسان) الماضي رسالة سرية إلى «الائتلاف»، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، مطالبة بتوسيعه لتتمثل فيه قوى الداخل والجيش الحر بنسبة 50 في المائة، وبشكل ثابت مهما تغير عدد أعضائه.

وقلل أعضاء في الائتلاف من تداعيات استياء كيلو وكتلته السياسية، فقال رئيس لجنة الانتخابات في الائتلاف هيثم المالح لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية الانتخاب كانت ديمقراطية»، مؤكدا أن «الكتل التي وعدت المرشحين بالتصويت لصالحهم، المتمثلة بالمجلس الوطني وكتلة إعلان دمشق، نكثت بوعودها».

وأشار إلى أن «المرشحين لم يحصلوا على النسبة المطلوبة من الأصوات التي يجب أن تصل إلى 43»، لافتا إلى أن «المشاورات لا تزال جارية لإعادة طرح قائمة جديدة من الذين تجاوزوا الـ40 صوتا لإجراء دورة انتخابية تفضي إلى ضم أعضاء جدد لم يحالفهم الحظ في الدورة السابقة».

وكان كيلو قد أعلن في كلمة أمام الائتلاف أنه «كان يتحدث عن 25 اسما كأساس للمفاوضات ثم كان هناك اتفاق بعد ذلك على 22، والآن انخفض الرقم إلى 20، ثم بعد ذلك إلى 18، ثم إلى 15، وبعد ذلك إلى خمسة». وقال مصدر في كتلة كيلو، وفق ما نقلته عنه وكالة «رويترز»، إن «المجموعة ستعقد اجتماعا لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستنسحب من مؤتمر المعارضة».

وقدم كيلو قائمة بـ25 اسما من أبرزهم سمير عيطة وفايز سارة وعمار القربي، لكن انحصرت الشخصيات الثمانية التي ووفق على انضمامها إلى جانب ميشيل كيلو بفرح الأتاسي والممثل جمال سليمان وأحمد أبو الخير شكري وعالية منصور وأنور بدر وأيمن الأسود ونورا الأمير. بينما تسعى كتل سياسية أخرى للانضمام إلى الائتلاف كالمجلس الوطني الكردي والمجلس التركماني السوري اللذين يطالبان بـ4 أعضاء لكل منهما.

وقرر الائتلاف تمديد اجتماعاته في إسطنبول يومين إضافيين لحسم القرار بشأن المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، وانتخاب رئيس جديد خلفا لمعاذ الخطيب، وأشار في بيان إلى أن «الهيئة العامة لم تتخذ قرارا بخصوص المشاركة في المؤتمر».

في المقابل، شن أمين عام تيار التغيير الوطني عمار القربي الذي كان من الأسماء المطروحة هجوما على الائتلاف، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «بعض أعضائه يفكرون بذهنية (الرئيس السوري) بشار الأسد». وقال: «توقعنا أن يعترض الإخوان المسلمون على انضمامنا إلى الائتلاف، لكن الاعتراض جاء من قوى أخرى تنصب نفسها وصية على الثورة».

وكشف أن «هذه القوى اشترطت كي تقبل بانضمامنا القبول بجورج صبرا رئيسا للائتلاف ومصطفى الصباغ أمينا عاما، وهما أمران لا يمكن أن نقبل بهما»، لافتا إلى «وجود وسطاء يبذلون جهودا لحث الائتلاف عن التراجع عن قراره وزيادة عدد المنضمين إلى 12».

ولم يتطرق الائتلاف إلى هذه التباينات في وجهات النظر، حيث اكتفى بإصدار بيان مقتضب مساء أمس، قال فيه إن «اجتماعات الهيئة العامة تتواصل في إسطنبول، ولا يزال على جدول أعمالها كثير من النقاط المهمة التي لم يتم تناولها بعد». وأكد أن «الهيئة العامة لم تتخذ بعد أي قرار نهائي بخصوص المشاركة في مؤتمر (جنيف 2)».

من ناحيته، أعلن المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي أن «الائتلاف يريد أن يكون (جنيف 2) إطارا للتفاوض من أجل نقل السلطة وليس للحوار مع النظام». ويرجح أن يؤدي فشل الائتلاف في ضم أعضاء جدد إلى إضعاف موقف المعارضة في (جنيف 2) في حال مشاركتها فيه، إذ تطالب الدول الغربية بأوسع مشاركة لأطياف المعارضة السورية في هذا المؤتمر. وأضاف الصافي: «نحن لسنا بصدد الحوار اليوم، بل بصدد الدخول في مفاوضات تهدف إلى نقل السلطة إلى الشعب، أي التحول الديمقراطي، وهذا يعني طبعا أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من سوريا المستقبل».

وفي موازاة ذلك، حض الائتلاف الوطني السوري المعارض الاتحاد الأوروبي على رفع الحظر المفروض على شحنات الأسلحة إلى المعارضين المسلحين للنظام السوري، بالتزامن مع اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس، خصص للبحث في تزويد المعارضة بالأسلحة، وهو ملف ينقسم بشأنه أعضاء الاتحاد الـ27 بشدة.

وأعلن المتحدث باسم الائتلاف خالد الصالح أن «الشعب السوري يواصل المطالبة بأسلحة خصوصا لحماية نفسه»، آملا أن «يتفهم الوزراء الذين يجتمعون في بروكسل ذلك». وأشار، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، إلى «استخدم النظام أسلحة كيميائية في عدة مدن، وتقدم القوات النظامية في القصير وفي ريف دمشق، بينما المعارضة على شفا كارثة». وأضاف الصالح: «من مسؤولية الاتحاد الأوروبي أن يتخذ قرارا بالفعل. إنها لحظة الحقيقة التي ننتظرها منذ أشهر. دعوا السياسيين جانبا، فكروا في السوريين».

قتلى وقصف بسوريا وقتال محتدم بالقصير

                                            اشتد القتال حول مدينة القصير في ريف حمص بين مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري مدعومة بعناصر حزب الله التي تحاول اقتحام المدينة منذ تسعة أيام. وذلك في وقت قتل فيه 15 شخصا وتواصل القصف على مدن عدة في مناطق مختلفة من سوريا.

وقالت مصادر المعارضة إن تعزيزات من الثوار أرسلت إلى القصير، لكن ناشطا قال إنها لا تزال على أطراف المدينة، ولم تتصل بعد بالمدافعين عنها. ونشرت المعارضة تسجيلا مصورا لمقاتلين في منطقة قالت إنها وسط القصير.

وفي المقابل، قالت مصادر موالية للنظام السوري إن القوات النظامية قسمت القصير حاليا إلى أربعة قطاعات وحققت مكاسب كبيرة فيها جميعا، ما عدا القطاع الذي يضم وسط المدينة، وأضاف أن جميع طرق الإمداد لمقاتلي المعارضة قطعت تماما.

ونقلت رويترز عن ناشط لم تسمه أن “قوات بشار الأسد تسيطر الآن على نحو ثلثي بلدة القصير” بينما يسعى مقاتلو المعارضة لتعزيز عملياتهم بمناطق أخرى في سوريا للتخفيف من هذا الضغط، وفق الناشط.

وتمثل القصير رابطا حيويا بين دمشق ومدن موالية للأسد على ساحل البحر المتوسط، كما أن استعادتها يمكن أن تقطع الروابط بين المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشمال وجنوب سوريا.

قتلى وقصف واشتباك

من جهتها وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 15 بمحافظات مختلفة، قالت إن 13 من بينهم من الجيش الحر، أربعة منهم في دير الزور وثلاثة بحلب ومثلهم في درعا، واثنان في إدلب، وقتيل بحمص وآخر بحماة وآخر بالحسكة.

ففي دمشق قالت شبكة شام الإخبارية إن حي برزة تعرض لقصف عنيف بالمدفعية والدبابات، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في محيط الحي بين الجيش الحر وقوات النظام.

وفي ريف دمشق أفادت الشبكة أن قصفا جويا بطيران ميغ شوهد على بلدتي النشابية والبحارية بمنطقة المرج بالغوطة الشرقية بريف دمشق. كما أن مدينة يبرود بمنطقة القلمون بريف دمشق تعرضت لقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام.

وتعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدن وبلدات عين ترما وحرستا وداريا ومعضمية الشام وبلدة إفرة بمنطقة وادي بردى، بالإضافة إلى اشتباكات على أطراف طريق المتحلق الجنوبي قرب زملكا.

وفي حلب قالت الشبكة إن الطيران الحربي قصف بالرشاشات الثقيلة حي طريق الباب، كما استهدف محيط سجن حلب المركزي بقصف من الطيران الحربي كذلك.

وقال مراسل الجزيرة نت مدين ديرية بريف حلب، إن مدفعية الجيش النظامي قصفت عدة مواقع للثوار على أطراف بلدة عندان، موضحا أن مستشفى البلدة استقبل أعدادا من الجرحى، بينما شوهد نزوح عدد من السكان إلى بلدات مجاورة.

وشمل قصف بالمدفعية الثقيلة بلدة الدار الكبيرة بريف حمص، كما تعرضت معظم أحياء دير الزور لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة.

أما في درعا وريفها فقد تعرضت أحياء طريق السد ومخيم النازحين وأحياء درعا البلد لقصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات، وكذلك مدينة بصرى الشام وبلدة معربة، وسط اشتباكات عنيفة بمدينة بصرى الشام بين الجيش الحر وقوات النظام.

ومن جهته قال المركز الإعلامي السوري إن عدة أشخاص قتلوا وأصيب عشرات آخرون بحالات اختناق بغازات سامة بالريف الدمشقي جراء استخدام قوات النظام السلاح الكيمياوي في عدة مناطق بريف دمشق.

يُشار إلى أن موضوع السلاح الكيمياوي قد عاد إلى السطح من جديد مع إعلان السلطات الفرنسية أنها تدرس عينات هربها صحفيان من صحيفة لوموند من ضحايا ما يعتقد أنه سلاح كيمياوي استخدمه النظام السوري.

روسيا تقلل من فرص انعقاد جنيف 2 في يونيو

                                            اعتبرت غياب قيادة للمعارضة السورية العقبة الأساسية

قللت روسيا من فرص عقد مؤتمر جنيف 2 حول السلام في سوريا في يونيو/حزيران المقبل كما كان متوقعا، واعتبرت أن عدم وجود قيادة للمعارضة السورية يشكل العقبة الأساسية أمام تنظيم المؤتمر، بعد تأكيدها في وقت سابق أن تنظيم المؤتمر مهمة صعبة لكن هناك فرصة للنجاح.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للصحفيين في موسكو إن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان غير قادرتين على الاتفاق حول بعض أوجه تسوية الأزمة السورية.

وأكد أن هناك فرصا جيدة لعقد المؤتمر الدولي في جنيف ولا يجب التقليل منها، كما لا يجب تجاهل الصعوبات التي يواجهها عقد هذا المؤتمر. مؤكدا أن عدم قدرة المعارضة على تعيين ممثل يحظى بالشرعية اللازمة ويمكنه التحدث باسم كل مجموعات المعارضة السورية يشكل العقبة الأساسية أمام هذا المؤتمر.

وقال المسؤول الروسي إن موسكو لا توافق على عقد مثل هذا المؤتمر بينما يحاول مشاركون محتملون فيه فرض حلول خارجية على الشعب السوري وتحديد أبعاد العملية الانتقالية مسبقا، في إشارة على ما يبدو لمطالب المعارضة السورية ودول عديدة أخرى بعدم مشاركة الرئيس بشار الأسد في أي تسوية أو حكومة انتقالية محتملة.

وأكد ريابكوف أنه لا بجب تحديد موعد غير واقعي لعقد هذا المؤتمر، وقال إنه لا يستطيع تأكيد وجود اتفاق بشأن احتمال عقد مؤتمر جنيف 2.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال من جانبه بعد اجتماعه بنظيره الأميركي جون كيري إن تنظيم مؤتمر السلام الخاص بسوريا مهمة صعبة، لكنه أكد أن هناك فرصة للنجاح.

المشاركون بالمؤتمر

وقال لافروف إن الاجتماع ناقش جهود عقد المؤتمر والمشاركين فيه والذين سيشملون المشاركين بمؤتمر جنيف 1 الذي عقد في صيف العام الماضي، مع إمكانية توسيع المشاركة لتشمل “كل اللاعبين الرئيسيين في المنطقة” دون أن يحددهم، وترغب موسكو في أن تشارك إيران في العملية التفاوضية، وهو ما ترفضه الدول الغربية ودول عربية.

وبشأن المشاركة من سوريا أوضح وزير الخارجية الروسي أن الاجتماع ناقش تحديد المشاركين من كل من الحكومة والمعارضة، وكانت دمشق أعلنت موافقتها المبدئية على إرسال ممثلين لها إلى المؤتمر في حين لم تؤكد المعارضة السورية مشاركتها على خلفية انقسامات في صفوفها.

من جهته أكد كيري عزم واشنطن وموسكو على تنفيذ “المبادئ التي اعلنت في جنيف”، خصوصا تشكيل “حكومة انتقالية بقبول متبادل تتمتع بسلطة كاملة للسماح للسوريين بتقرير مستقبل سوريا”.

ومن المقرر أن يلتقي مسؤولون دبلوماسيون روس وأميركيون قريبا للمضي قدما في مناقشة آلية تنظيم المؤتمر.

وكان مؤتمر جنيف الأول ضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى العراق والكويت وقطر وتركيا والأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية وممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.

السلاح الكيمياوي

من جهة أخرى أعرب كيري ولافروف عن قلقهما من استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا.

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال في وقت سابق الاثنين إن “فرضيات استخدام أسلحة كيمياوية تزداد قوة في سوريا.

ويثير موضوع استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا جدلا دوليا واسعا واتهامات متبادلة بين النظام والمعارضة. ودعت الأمم المتحدة مجددا الأربعاء دمشق إلى إفساح المجال أمام الخبراء الدوليين  للتحقيق.

تباين بشأن رفع حظر السلاح للمعارضة السورية

                                            تباينت ردود الأفعال على قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن إرسال السلاح إلى سوريا، فرحبت به بريطانيا والمعارضة السورية التي رأته متأخرا وغير كاف، في حين رأت روسيا أنه يضر بآفاق عقد مؤتمر جنيف 2 الدولي لسوريا، واعتبرته إيران قرارا خطيرا.

وقال المتحدث باسم قوى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمعة بإسطنبول الثلاثاء إن قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليم السلاح للمعارضة السورية المسلحة قرار “غير كاف” ويأتي “متأخرا جدا” مؤكدا في نفس الوقت أن القرار “بالتأكيد خطوة إيجابية”.

وأضاف لؤي صافي أن “الشعب السوري خاب أمله. كان يعتقد أن الديمقراطيين يهتمون بمن يرغبون في الديمقراطية”. وتابع “نحن بحاجة إلى أسلحة لحماية المدنيين والشعب السوري. الأسلحة هي أحد العوامل لكننا نريد أيضا من الاتحاد الأوروبي أن يتخذ موقفا أكثر جدية وأكثر حزما”.

وقال الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية للجيش السوري الحر العقيد قاسم سعد الدين، باتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية من لبنان “نبارك هذه الخطوة ونأمل لو أنها اتخذت سابقا. نتمنى أن يكون القرار فعليا وليس أقوالا”.

ترحيب بريطاني

وفي نفس المسار، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالقرار، وشدد على أن التركيز سينحصر الآن في مجال ضمان تحقيق نتائج ناجحة في مؤتمر جنيف المقبل.

وقال هيغ إن القرار كان صعباً بالنسبة لبعض الدول لكنه كان ضرورياً وقراراً صحيحاً لتعزيز الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في سوريا، ورأى فيه رسالة أوروبية مهمة وواضحة تحث نظام الرئيس السوري بشار الأسد على “التفاوض بجدية” لأن كل الخيارات ما تزال مطروحة على الطاولة إذا رفض القيام بذلك.

وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي وافقت أيضا على إطار عمل مشترك للدول التي قد تقرر في المستقبل تزويد الائتلاف الوطني السوري بمعدات عسكرية، ومن شأن هذه الضمانات المتفق عليها أن تكفل بأن معدات من هذا القبيل سيتم تقديمها للائتلاف فقط من أجل حماية المدنيين.

وأوضح أن هذا “لا يعني أننا اتخذنا أي قرار في المملكة المتحدة بإرسال الأسلحة إلى الائتلاف الوطني، ولكن صارت لدينا الآن مرونة للرد في المستقبل إذا استمر الوضع في التدهور ورفض نظام الأسد التفاوض”.

خيبة روسية

في المقابل، أعربت روسيا عن خيبة أملها وأسفها للقرار الأوروبي، واعتبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه “يضر بشكل مباشر” بالجهود القائمة لعقد مؤتمر دولي لحل النزاع السوري.

كما نقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن قرار الاتحاد الأوروبي رفع حظر أسلحة لسوريا “مثال على ازدواجية المعايير” ويمكن أن يضر بالمؤتمر الدولي المخطط عقده حول سوريا بجنيف.

ووصف سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي ألكسندر غروشكو القرار الأوربي بأنه بمثابة صب الزيت على النار. وأكد أن روسيا ستنفذ تعهداتها التجارية العسكرية فيما يتعلق بتسليم سوريا بطاريات دفاع جوي متطورة من طراز أس 300.

أما إيران فقد رأت القرار خطيرا، ووصف المتحدث باسم الخارجية عباس عراقجي القرار بأنه “خطير” وقال إن أوروبا من خلال اعتماد السياسات الخاطئة تساعد على اقتراب الإرهابيين من أراضيها. وأضاف أن قرار القادة الأوروبيين سيعقّد ويطيل من عمر الأزمة في سوريا.

وأشار -وفق وكالة مهر للأنباء- إلى أن هذا الأمر “مؤسف حقا” وأن القادة الأوروبيين أذكى بكثير من أن يتبنوا مثل هذا القرار الخطير حيث يعد موقفاً مزدوجاً ويتعارض مع مبدأ مكافحة الإرهاب.

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون قد أعلنت أمس أن الاتحاد قرر رفع الحظر الذي فرضه على إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية، بعد مفاوضات مشحونة استمرت ساعات، كما اتفق وزراء الاتحاد على عدم إرسال أي أسلحة قبل أغسطس/آب المقبل، وذلك بهدف عدم إفشال مبادرة السلام الأميركية الروسية.

هل زار رئيس الاستخبارات الألمانية دمشق؟

                                            الجزيرة نت-برلين

قال الموقع الإخباري للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني (أي آر دي) إن رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي أن دي) غيرهارد شيندلر زار العاصمة السورية دمشق في الأسبوع الأول من مايو/أيار الجاري، وأجرى مباحثات للاستفادة من معلومات نظرائه في الاستخبارات السورية عن “إسلاميين” اعتقلهم النظام السوري في الشهور الأخيرة أثناء قتالهم ضد قواته.

وتحت عنوان (ماذا يفعل “بي أن دي” في سوريا؟) قالت القناة الألمانية الأولى إن المعلومات التي توصل إليها مكتبها في العاصمة الأردنية عمان حول الزيارة السرية لشيندلر -بصحبة رئيس قسم مكافحة الإرهاب الدولي في جهازه- إلى دمشق، أظهرت رغبة الألمان في استعادة “علاقتهم التقليدية الجيدة” مع الاستخبارات السورية.

وأضافت أن هذه الزيارة عكست اهتمام الاستخبارات الألمانية بالحصول من السوريين على معلومات عن المعتقلين لديهم من “المقاتلين الإسلاميين المتشددين” أعضاء جبهة النصرة ومجموعات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة.

وأشارت القناة -في  التقرير الذي نشرته مساء أمس الاثنين على موقعها الإخباري- إلى أن المعلومات الواردة من دمشق تفيد بأن رئيس الاستخبارات الألمانية لم يكن الضيف الوحيد من نوعه الذي حل بدمشق، حيث سبقه بزيارة العاصمة السورية قادة استخبارات إيطاليا والإمارات واليمن.

تداعيات الزيارة

ورأت القناة الألمانية شبه الرسمية أن تأكيد حدوث زيارة شيندلر أو غيره من قادة استخبارات دول أخرى لدمشق “غير ممكن” لعدم وجود مصادر موثوقة للمعلومات بشأن ما يجري في سوريا، ولفتت إلى أن جهاز “بي أن دي” لا يقدم في العادة معلومات حول الرحلات الخارجية السرية لرئيسه.

لكن نقلت عما سمتها “دوائر قريبة” من الاستخبارات الألمانية قولها إن زيارة شيندلر لسوريا “لم تحدث، والمعلومات المثارة حولها مختلقة”.

واعتبرت القناة أن ثبوت قيام رئيس الاستخبارات بزيارة سوريا “لا يعني تغيرا في الموقف تجاه الأزمة السورية” من جانب برلين المتمسكة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، والمؤيدة لسلسلة من الإجراءات العقابية السابقة لعزله ونظامه على الصعيد الدولي.

وقالت إن زيارة شيندلر لدمشق -إن كانت حدثت- ستجعل النظام السوري يرى فيها “دليلا على أن أعداءه بالخارج أعادوا تقييم تقديراتهم للأوضاع السورية، ونظروا إليها بنفس منظار الأسد”.

ولفتت القناة إلى أن النظام السوري يصور المعارضة المسلحة ضده كمجموعات من “المتعصبين الدينيين المناوئين للأسد المدافع عن سوريا العلمانية والحامي للأقليات”.

توسيع الائتلاف المعارض.. انتقادات ورفض وهجوم

                                            أحمد السباعي-الجزيرة نت

لم ينزل خبر توسعة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بردا وسلاما على الأعضاء الجدد الذين انتخبوا للدخول في هذا المجلس، وتحديدا المعارض البارز ميشيل كيلو الذي رفض أن يقتصر قرار الانتخاب على عدد محدود وأقل بكثير مما طلب، وهدد بتقديم استقالته إن لم يُستجب لمطالبه، بل وهاجم الائتلاف وأعضاءه، محملا إياهم مسؤولية الحالة التي وصلت إليها الثورة السورية.

ورغم أن الائتلاف وافق على توسيع عدد أعضائه وضم ثمانية أعضاء جدد، ينتمي معظمهم لتيارات ليبرالية بينهم فرح الأتاسي (التي أعلنت لاحقا انسحابها) والفنان جمال سليمان وأيمن الأسود وكيلو نفسه، إلا أن الأخير أعلن عدم رضاه عن النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات، وكشف عن اتفاق مع الائتلاف بانتخاب بالقائمة و17 مرشحا متوافقا على أسمائهم، لكنهم “أوقعونا بمقلب” فنجَّحوا سبعة أعضاء وأسقطوا عشرة، وهدد بالانسحاب رسميا من التحالف إن “لم يتم تغيير الوضع اليوم”.

ائتلاف منتحر

وتابع أنه منح الائتلاف مهلة حتى نهاية اليوم “لتصحيح خطأ أمس” وإجراء الانتخابات كما “اتفقنا” على مبدأ القوائم، لأن جميع الأطراف المتنافسة لديها قوائم جاهزة. ووصف حال الائتلاف “بالمنتحر”، وفي مقابل عدم الاستقالة من الائتلاف، طالب بنجاح الأعضاء العشرة الباقين المتفق عليهم وأقرت أسماؤهم في “نقاشات استغرقت 14 ساعة متواصلة”.

وأوضح أن الاتفاق كان ينص على 17 اسما متوافقا عليها، إضافة إلى مقعدين للائتلاف، واثنين للمجلس الوطني، وواحد لمعاذ الخطيب، وحين “ذهبنا للانتخابات قالوا إن انتخاب القائمة ممنوع، ويجب أن يتم على أساس فردي وسري، وهذا بعكس اتفاقنا”، ويوحي هذا -حسب كيلو- بأنهم يرفضون توسعة الائتلاف وفقا للاتفاق.

وتحدث عن أن الذي يسيطر على الائتلاف هو “اللاعقل والمكائد وانعدام الرؤية السياسية والأنانيات”. وحمل كيلو الائتلاف -ومن قبله المجلس الوطني- مسؤولية الدماء التي تسفك في الداخل، وأشار إلى أن أعضاء الائتلاف لا يريدون قوى جديدة “لخوفهم على مقاعدهم، وأن دخول كفاءات من الشعب السوري سيضعهم جانبا، ولديه إحساس بعدم الثقة في أي تطور سياسي مفتوح الأفق يتفق وخيارات الشعب السوري”، وتابع أنهم “أخذوا السلطة في غفلة من الزمن ويريدون الحفاظ عليها”.

وخلص إلى أن سبب التأخر في اتخاذ القرارات مرده للانقسام الحاد والتنافس بينهم على “نصف وحتى ربع مقعد”، وقال إنه بعد يوم من وصولهم بدأت تنتشر أحاديث تتهم كيلو وقائمته بأنهم “جماعة سفارات يريدون تحويل الائتلاف لعلماني وعلوي، والذهاب لجنيف لنسلم السلطة للنظام”.

تهديدات بالدول

رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف خالد الصالح لم يرد على اتهامات كيلو بطريقة مباشرة، وأوضح أنهم دخلوا في مفاوضات لأيام لإيجاد صيغة لإدخال قائمة كيلو المؤلفة من 22 اسما للائتلاف، لكن النظام الداخلي الذي يحدد العلاقة بين أعضاء الائتلاف لا يسمح بهذا.

وكان هناك أمامهم خياران -يواصل صالح-إما التصويت على القائمة كاملة، وخلال الأشهر الستة الماضية لم ينجح أي تصويت يتطلب الثلثين سوى مرتين، ولهذا “كان لدينا تخوف من أنه إذا تم التصويت على القائمة بشكل كامل ستسقط ولن يدخل الائتلاف أحدا منها”.

وعليه طرح التصويت الفردي لضمان دخول عدد من أعضاء القائمة، وأوضح أن جميع مرشحي المجلس الوطني خسروا. ونفى وجود انقسامات داخل الائتلاف، لافتا إلى أن كيلو انتدب “أشخاصا خاطئين” لمفاوضة أعضاء الائتلاف نيابة عنه، وهؤلاء الأشخاص “تلفظوا بعبارات أثارت حفيظة الكثير من أعضاء الائتلاف من تهديدات بالدول وما إلى ذلك وهذا ما سبب المواقف الحادة تجاههم”.

الصالح نفى وجود انقسامات بين أعضاء الائتلاف حول المواضيع المثارة

وتحدث عن أنه من السهل جدا “التنظير وكيل الاتهامات ومهاجمة الأطراف جميعها” ولكن ما يحتاجه السوريون اليوم-يتابع الصالح- هو الدخول والمشاركة في العملية السياسية “المرهقة”، ومفاوضة الدول لرفع حظر التسليح. وأكد أنه لن يتم الحديث مرة أخرى عن الانتخابات والمقاعد، وأن الأشخاص المنتخبين أعضاء في الائتلاف، متسائلا “من الذي يتحدث الآن عن المحاصصة والسلطة”.

وأضاف أن عليهم أن يشاركوا في أول اجتماع يعقد اليوم “لبحث استخدام الكيمياوي بدمشق وريفها، والاطلاع من نائب رئيس الأركان على آخر تطورات جبهة القصير التي يسقط مزيد من قراها في يد النظام، والوضع المزري في الغوطة الشرقية، ثم ستبحث مسألة المشاركة بمؤتمر جنيف2 وموضوع الحكومة المؤقتة التي سيعرض رئيسها تشكيلته وبعدها انتخاب الهيئة الرئاسية”.

خوف على الثورة

المعارض السوري المستقل غسان إبراهيم دعا جميع الأطراف إلى التنازل لأن القضية ليست تقسيم الكراسي لإرضاء بعض الأطراف وميولها الأيدولوجية والحزبية، ووصف المسؤولية في هذه الأوقات بأنها “أمانة تجب تأديتها لخدمة الثورة لا سلطة للمحاصصة”.

ودعا الائتلاف الوطني إلى تحمل المسؤولية بشفافية ومكاشفة الشعب السوري بشجاعة تخرج للعلن وتكشف عما يحصل داخل هذا الجسم المعارض.

وعبر إبراهيم عن تخوفه من ضياع الثورة ومكاسبها في أروقة اجتماعات كهذه احتاج المشاركون فيها لأربعة أيام للوصول لتقاسم الحصص، بدلا من الولوج مباشرة لجدول أعمال دسم مطروح أمامهم يبدأ بالمشاركة بمؤتمر جنيف والجبهات الكثيرة المشتعلة في الداخل.

روسيا تؤكد عزمها تسليم صواريخ “أس300” لدمشق

إسرائيل تستبعد هجوما كيمياويا من سوريا

                                             استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون هجوما كيمياويا من جانب النظام السوري، واصفا منح روسيا صواريخ “أس300” المتطورة لسوريا بأنه تهديد لإسرائيل. وكانت موسكو قد أكدت اليوم أنها عازمة على تسليم هذه الصواريخ لدمشق.

وقال يعالون أثناء اجتماع لقيادة الجبهة الداخلية في مدينة الرملة لتقييم سير مناورة تجريها الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي، إن “تقييماتنا الاستخباراتية لا تشير إلى هجوم كيمياوي من جانب سوريا”، لأن النظام في دمشق يتعامل مع إسرائيل بشكل مختلف عن تعامله مع من وصفهم بالمتمردين، فهو يخشى مواجهة إسرائيل بخلاف تعامله مع مواطنيه.

من جهة أخرى ووصف الوزير الإسرائيلي تسليم روسيا لدمشق صواريخ “أس300” الروسية المتطورة المضادة للطائرات بأنه يشكل تهديدا لإسرائيل.

وذكر أن هذه الأسلحة لم تشحن إلى سوريا بعد و”آمل ألا يتم ذلك، ولكن إذا وصلت فسنعرف ما علينا أن نفعله”، دون أن يشير إلى أية إجراءات محتملة في هذا الصدد.

وتأتي تصريحات يعالون بعد تأكيد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الثلاثاء، أن بلاده لا تنوي إعادة النظر في موقفها بشأن تسليم صواريخ “أس300” لسوريا.

وقال ريابكوف إن هذه الصواريخ تشكل عامل “استقرار” هدفه ردع أي مخطط لتدخل خارجي في النزاع بسوريا على حد قوله، مشيرا إلى أن مثل هذه الخطوات “ستساعد بشكل كبير في ردع بعض المتهورين من تحويل الوضع (في سوريا) إلى نزاع دولي محتمل، بمشاركة القوى الخارجية التي لا تعارض هذه الفكرة”.

وتعتبر إسرائيل أن هذه الصواريخ ستخل بالتوازن في حال وصولها إلى سوريا التي تعرضت لغارات جوية إسرائيلية في عمق أراضيها نهاية الشهر الماضي وفي يناير/كانون الثاني الماضي.

وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في مدينة سوتشي قبل أسبوعين، بعدم تنفيذ صفقة الصواريخ، لكن تقارير إسرائيلية قالت إنه فشل في ذلك، وإن موسكو أعادت طرح تنفيذ الصفقة بعد الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

وبدأت قيادة الجبهة الداخلية مناورات الأحد، وتأتي تحسبا لتعرض إسرائيل لهجمات صاروخية من سوريا ولبنان وقطاع غزة.

اللواء إدريس يمهل لبنان 24 ساعة لوقف هجوم حزب الله

رئيس أركان الجيش الحر نفى سيطرة حزب الله على 80% من القصير

دبي – قناة العربية

أمهل رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الحر، اللواء سليم إدريس، الرئيس اللبناني وأمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام الأمم المتحدة مدة 24 ساعة لإخراج عناصر حزب الله من الأراضي السورية.

وحذر في حديثه إلى برنامج “استوديو الحدث” من مغبة استمرار عمليات حزب الله، مضيفاً أن الجيش الحر سيلاحق مليشياته حيثما حلت، حسب تعبيره. وحمّل الرئيس ميشال سليمان مسؤولية ما يحصل في سوريا.

كما نفى إدريس ما صرّح به مصدر من حزب الله عن سيطرة قوات النظام وعناصر الحزب على 80% من مدينة القصير في ريف حمص.

وتحدث عن وجود مقاتلين من العراق وإيران في سوريا بدعم روسي، معتبرا أن سوريا تتعرض لـ”غزو إيراني”.

وفي سياق آخر، ثمّن إدريس القرار الأوروبي القاضي برفع حظر التسليح عن الجيش الحر. كما أشاد بزيارة السيناتور الأميركي جون ماكين للأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الحر ورغبته بدعم المعارضة في وجه نظام الأسد.

مشادة حادة بين السفير الفرنسي وأعضاء في الائتلاف الوطني

شوفالييه “لقد قلت إن هناك اتفاقاً على 22 عضواً في الائتلاف وأنتم توصلتم إلى 8 فقط”

العربية نت

كشف مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” سجالاً حاداً بين السفير الفرنسي السابق في سوريا إيريك شوفاليه، وبين أعضاء من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في إسطنبول.

السجال، وبحسب الفيديو، بدأ بعد أن انتقد شوفالييه الائتلاف لاختياره ثمانية أعضاء جدد، رغم الاتفاق على 22 عضواً، وليرد عليه بعض الأعضاء معتبرين أنه شتم الشعب السوري وهدده بقطع إمداد السلاح عنه.

وقال السفير بلهجة حادة ” لقد قلت إنه كان هناك اتفاق على 22 عضوا في الائتلاف، وأنتم توصلتم إلى 8 فقط”، ومن ثم يبدو وكأنه يوضح تصريحات سابقة له، متوجهاً لأحد الواقفين معه من المعارضة السورية “إنكم لا تستحقون الجهود التي نبذلها”.

ويستنكر شوفالييه سؤال أحد المعارضين “هل ستقطعون المساعدات المسلحة عنا؟”، فيرد “هل قلت ذلك؟”، مؤكداً أن الشعب السوري يستحق أن “ينتزع حريته”. وتساءل معارض آخر “أين السلاح الذي أعطانا ليقطعه عنا؟”.

ويظهر في المقطع أحد المعارضين وهو يستنكر قائلاً إن السفير “ليس له الحق في شتمنا والصراخ علينا. هو شتم الشعب السوري!”، وطلب شخص آخر من السفير الاعتذار.

وقال معارض آخر يدعى عبد الأحد كما يظهر عندما ناداه أحد الواقفين على ما يبدو “السفير أهانني. والله نحن لسنا بحاجة إلى أناس كهذا”، مؤكداً أن السفير وجه حديثه إلى كافة الشعب السوري “قال أنتم ولم يقل أنت” عندما قال: “إنكم لا تستحقون أشياء عدة”.

والفيديو المسرب أثار غضباً عاماً لدى السوريين، وامتلأت صفحاتهم بتعليقات غاضبة وشاتمة وأحيانأً ساخرة من المعارضة التي “تبهدلت” بحسب تعبيرهم من قبل السفير الفرنسي، عدا عن غضبهم من تأخر المعارضة في الاتفاق وتسمية رئيس للائتلاف.

مقاتلون شيعة يهاجمون “عندان” معقل الثوار في ريف حلب

حلب – وائل عصام

تشهد مدينة “عندان” في ريف حلب الشمالي، مواجهات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر من جهة ومقاتلين شيعة وأكراد، وقد خلفت 19 قتيلاً في يومين. ووقع الاشتباك الأبرز بين مقاتلين من مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين للنظام ومقاتلي مدينة “عندان” أبرز المدن الثائرة ضد النظام في ريف حلب الشمالي.

وحاولت مجموعة من مسلحي المدينتين الشيعيتين مدعومين بآليات وجنود الجيش النظامي، التقدم باتجاه مدخل “عندان” الشمالي حيث تسللوا ليلاً في منطقة مقالع حجرية، وقاموا برفع علم النظام صباحاً، لكن سرعان ما تم رصدهم من قبل عناصر لواء أحرار سوريا، لتندلع معركة شرسة شاركت فيها عدة فصائل للجيش الحر.

وتمكّن الثوار من محاصرة القوة المهاجمة ما استدعى تدخل دبابات النظام التي جاءت من داخل مدينة نبل لفكّ الحصار عنهم وعادت بهم الى داخل المدينة، كما تمكن الثوار من صد الهجوم واستعادة منطقة المقالع ولكنهم فقدوا 7 مقاتلين معظمهم من عندان.

وطوال يوم كامل كنا نعيش أجواء حرب أهلية حقيقية، فأهالي “عندان” طلبوا المؤازرة من مدينتين سنيتين مجاورتين هما حريتان وبيانون، بعدما سرت إشاعات ان مدينة الزوق الكردية التي تحد عندان من الشمال سهلت دخول مسلحي نبل والزهراء بالتنسيق مع قوات الحماية الشعبية الكردية.

ويقول محمد بلو، الناطق باسم لواء أحرار سوريا، لـ”العربية نت” إن “بعض المقاتلين شاهدوا عدداً من مسلحي نبل والزهراء يلجأون الى بلدة الزوق الكردية، لكننا لم نتأكد من ذلك، وقد أغلقنا الطريق بيننا وبين بلدة الزوق وهو نفسه المؤدي الى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا”.

وقبل يومين عاد التوتر ليطبع العلاقة بين الثوار وقوات الأكراد فيما يخص نبل والزهراء، عندما نصبت قوات” YPG” الكردية، كمينا قرب بلدة عقيبة لقائد ميداني بارز في لواء التوحيد كبرى فصائل الثوار في حلب المدينة.. ليقتل محمود حافظ عيسى الملقب بشامل مع 9 من مجموعته.

ويقول لواء التوحيد إن الاشتباك وقع بسبب تعاون مقاتلين أكراد في بلدتي عقيبة والزيارة مع النظام في نبل والزهراء في محاولة لفك الحصار عن المدينتين الشيعيتين، حيث طلب “شامل” القائد الميداني للواء التوحيد من المقاتلين الاكراد تسليمه حاجز يحيط بنبل والزهراء قرب قرية عقيبة الكردية، متهماً إياهم بتسهيل المرور لداخل المدنيتين المحاصرتين، ما ادى للاشتباك.

وأصدر لواء التوحيد بياناً يتهم فيه حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) بأنه يحضّ المقاتلين الاكراد السوريين على التنسيق مع النظام، وأعلن عن عملية سمّاها “صدى القصير” هاجم فيها المسلحين الاكراد في قرية عقيبة في ريف حلب الشمالي، في وقت قتل فيه عدد من المسلحين في اشتباكات وقعت أيضاً بين “لجان حماية الشعب” الكردية ومجموعات معارضة تقودها جبهة النصرة، لكن هذه المرة بعيداً عن نبل والزهراء، حيث دار القتال في بلدة راس العين الحدودية مع تركيا أدت، بحسب مصادر غير مؤكدة، لقتيلين على الاقل.

طائرات “سرفيس” عندان

ويضرب مقاتلو المعارضة المسلحة حصاراً خانقاً على مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين منذ أشهر، ويقول أحمد الزعيم، نجل “الرج” أحد وجهاء عندان الذي اغتاله النظام في بداية الثورة، وهو قائد ميداني في كتيبة رجال الله المنتمية لعندان، متحدثاً لـ”العربية نت” إن “نبل والزهراء هم جيراننا في عندان لمئات السنين لكنهم اختاروا الوقوف مع النظام ونحن نحاصرهم لأنهم يأوون شبيحة، كما أن النظام يقوم بإمدادهم بالذخائر بواسطة المروحيات وهاهم يهاجموننا مجدداً”.

ويتندر سكان عندان بتسمية مروحيات النظام التي تهبط يومياً في نبل والزهراء، ويطلقون عليها “سرفيس” عندان، مشيرين الى عجز النظام عن الوصول براً الى أنصاره في المدينتين.

وبدا الهجوم الأخير من المدينتين الشيعيتين في شمال عندان منسقاً بشكل كبير مع جيش النظام الذي هاجم عندان من الجنوب، حيث نجح في السيطرة على منطقة صغيرة جنوب عندان تدعي ضهرة عبدربه.

حزب الله وإيران.. الحضور الدائم

ويقول مقاتلو المعارضة إنهم شاهدوا جنوداً ملتحين وسمعوا نداءات عبر أجهزة اللاسلكي العسكرية تشير لوجود مقاتلين شيعة من العراق ولبنان، وكانوا يقاتلون بشراسة غير معهودة من جيش النظام.

يقول أحمد عفش، قائد لواء أحرار سوريا، إن مدربين إيرانيين ومن حزب الله موجودين منذ أشهر في مدينتي نبل والزهراء ويقومون بتدريب الشباب هناك على القتال.

ويطلب عفش من أحد مرافقيه جلب أحد الاسرى الذين يعتقلهم من نبل، ليأتي رجل ملتحٍ يقول عفش إنه أحد منسقي حملات التدريب، ويبدأ الرجل بالإدلاء بأقوال لا يمكن الاستدلال بها لوضعه كأسير، لكن الناشط الإعلامي أبورائد الحلبي يقول لـ”العربية نت”: “لقد صوّرنا وثائق وهويات عناصر إيرانية قتلوا في اشتباكات سابقة وقمنا بنشرها فأي دليل أكثر من ذلك؟”.

لكن في المقابل، يقول السيد علي الزم، أحد رجال الدين الشيعة في نبل والزهراء الذي تحدثت معه عبر الهاتف الأرضي: “كل هذا الكلام ليس صحيحاً نحن نريد التعايش مع القرى السُّنية المحيطة، ولكنهم يحاصروننا لدرجة أن كل المواد الغذائية ارتفعت أسعارها، كالطحين والطماطم، ومسلحو القرى المحيطة بنا يخطفون أبناءنا على الحواجز، كما نتعرض للقصف منهم باستمرار، وقد قتلت طفلة قبل ايام”.

ويمتلك كل طرف عشرات الرهائن المحتجزين، يتم اعتقالهم على الهوية في بعض الأحيان، من غير أن يكونوا مقاتلين، ويتم تبادلهم في صفقات تحدث بين فترة وأخرى، في مشهد يؤشر لحالة الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي الذي بات يشكل جوهر الصراع القائم في سوريا.

روسيا: لن نتراجع عن تزويد سوريا بالصواريخ

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكدت روسيا، الثلاثاء، أنها لن تتراجع عن تسليم سوريا أنظمة دفاع جوي، في حين هددت إسرائيل بـ”الرد” في حال مضت موسكو قدما في تلك العملية التي لاقت معارضة شديدة من عدة دول غربية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، إن “الشحن (الأسلحة) لم يتم وآمل ألا يتم. لكن إذا وصلت (صواريخ أس-300) إلى سوريا، فسنعرف ما علينا أن نفعله”.

واعتبرت إذاعة الجيش الإسرائيلي تصريحات يعالون تلميحا إلى غارات جوية جديدة يمكن أن تشنها إسرائيل على سوريا، على غرار تلك الغارات التي استهدفت مواقع عسكرية في دمشق وريفها مطلع مايو الجاري.

وكانت موسكو جددت تمسكها بإتمام صفقة الأسلحة مع الحكومة السورية، مؤكدة أن اعتراضات الدول الغربية لن تقف حائلا أمام هذه العملية التي تراها أنها تردع أي مخطط لتدخل خارجي في النزاع في هذا البلد.

وغداة رفع الاتحاد الأوروبي الحظر على تسليم أسلحة للمعارضين السوريين، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قال إن الصواريخ أرض جو المتطورة من طراز أس-300 المقرر تسليمها إلى سوريا تشكل عامل “استقرار”.

وتبدي إسرائيل قلقها من أن تمد روسيا سوريا بأنظمة أسلحة متقدمة، وقال وزير الشؤون الاستراتيجية والمخابرات الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، إن نظام أس-300 يمكن أن يصل إلى عمق إسرائيل ويهدد الرحلات الجوية فوق مطارها التجاري الرئيسي قرب تل أبيب.

مقتل 3 جنود لبنانيين على الحدود مع سوريا

إيهاب العقدي- بيروت – سكاي نيوز عربية

قتل 3 جنود من الجيش اللبناني، منتصف ليل الثلاثاء، بعد أن أطلق مسلحون مجهولون الرصاص على حاجز للجيش في منطقة البقاع شرقي البلاد.

وقالت مصادر أمنية لـ”سكاي نيوز عربية” إن المسلحين عمدوا إلى الفرار إلى المناطق الجبلية النائية بعد أن هاجموا حاجزا للجيش في بلدة عرسال القريبة من الحدود السورية.

وأضافت تلك المصادر أن الحادث وقع في وادي حميد، وهي منطقة نائية تقع في خراج عرسال وتستخدم في عمليات التهريب بين الأراضي اللبنانية والأراضي السورية.

ولاحقا، قال الجيش إن قواته تلاحق المسلحين الذين قتلوا الجنود بعد فرارهم باتجاه الأراضي السورية، في حين أكد رئيس بلدية عرسال أن “مجهولين من خارج البلدة نفذوا الهجوم”.

واستنكر الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، الهجوم، داعيا إلى “تكثيف التحريات لمعرفة الفاعلين، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الاعتداء على الجيش والقوى الأمنية”.

كما طالب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، تمام سلام، في معرض تعليقه على الهجوم، كافة “الأطراف السياسية إلى عدم توفير أي جهد من أجل تخفيف حدة الاحتقان القائم في البلاد، والذي يشكل أرضا خصبة للخروقات الأمنية المتكررة”.

أما رئيس تيار المستقبل رئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري، فشدد على “ضرورة تمكين الجيش من أداء مسؤولياته في حماية السلم، والابتعاد عن العمليات الجارية على قدم وساق لزج لبنان في القتال داخل سوريا”.

وكانت بلدة عرسال التي تملك حدودا طويلة مع سوريا شهدت في الأشهر الماضية حوادث أمنية على خلفية النزاع في سوريا، كان أبرزها مقتل جنديين في فبراير الماضي، ما خلف توترا بين سكان البلدة والجيش.

يشار إلى أن بعض الأحزاب اللبنانية المتحالفة مع الحكومة السورية تتهم أهالي بلدة عرسال بالتعاطف مع المعارضة السورية، وتشير إلى عمليات تهريب السلاح إلى سوريا على نطاق واسع في المنطقة.

ويأتي هذا الحادث بعد تصاعد حدة التوتر في لبنان لاسيما بعد الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله، حسن نصرالله، الذي أكد فيه أن عناصر من حزبه تشارك في القتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.

وأعقب ذلك الخطاب سقوط صاروخين، الأحد الماضي، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، والتي تعد معقلا لحزب الله، كما زادت حدة المعارك في مدينة طرابلس شمالي البلاد بين موالين للنظام السوري ومؤيدين للمعارضة السورية.

الجيش الحر لـ آكي: قرار أوروبا رفع الحظر عن تسليح المعارضة إيجابي جداً

روما (28 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد الناطق باسم الجيش السوري الحر أن قرار الاتحاد الأوروبي رفع حظر السلاح عن المعارضة السورية خطوة “إيجابية جداً”، وأوضح أن الشروط الأوروبية للبدء بإرسال السلاح متفق عليها وعلى رأسها ضبط استعماله ووجود آليات واضحة لجمعه بعد سقوط النظام

وحول رأي الجيش الحر بالخطوة الأوربية، قال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، الثلاثاء، “إننا ننظر إلى القرار الأوروبي كخطوة إيجابية جداً ومفصل حقيقي في معركتنا مع هذا النظام المجرم الذي أمعن في قتل الشعب السوري، ونأمل أن يُترجم هذا القرار بأسرع وقت على أرض الواقع لأن كل دقيقة إضافية في عمر هذا النظام ثمنها أرواح السوريين الأبرياء” حسب تأكيده

وكان وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ قد أعلن في وقت متأخر من يوم الاثنين أن الاتحاد الأوروبي وافق على رفع حظر السلاح عن المعارضة السورية، وهو حظر لاقى على مدى الأشهر الستة الأخيرة خلافات أوروبية بين مؤيد لتخفيفه عن المعارضة وحدها وبين مؤيد لوجوده خوفاً من وقوعه بأيد غير أمينة

وفيما إن كانت هناك شروط أوروبية لتسليح المعارضة، أعرب المقداد عن “الاعتقاد بأن الشروط الأساسية قد تم التجاوب معها من قبل هيئة أركان الجيش السوري الحر، وهي ضبط هذا السلاح ووجهة استعماله، مع وجود آليات واضحة لجمعه بمجرد سقوط النظام” وفق تأكيده

وكان هيغ قد أوضح خلال إعلانه القرار الأوربي برفع حظر السلاح عن المعارضة السورية أن هذا القرار يبعث رسالة قوية من أوروبا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بأن عليه التفاوض بشكل جدي، وبأن كل الخيارات مازالت على الطاولة إن رفض ذلك، وأوضح أنه ليس هناك خطط فورية لإرسال السلاح للمعارضين السوريين بعد قرار رفع الحظر

وحول موعد بدء بيع السلاح للمعارضة السورية، قال الناطق باسم الجيش الحر “إذا كان حقيقة أن القرار يعطي مهلة ثلاثة أشهر للبدء بتوريد السلاح إفساحاً في المجال أمام الحل السياسي، فنحن نعتقد أنها مهلة جديدة للقتل تُعطى لنظام بشار الأسد وخصوصاً أننا قدّمنا كل الضمانات اللازمة لضبط هذا السلاح وطريقة استعماله وجمعه في مرحلة ما بعد النظام” حسب تأكيده

وتابع “نعتقد أنه لا حل سياسي في سورية دون تقوية الجيش السوري الحر والثوار ومواقعنا على الأرض لعدة اعتبارات أهمها خلق ضغط حقيقي على النظام والجهات التي تدعمه ولتثبيت مواقع الجيش الحر على الأرض لما به مصلحة سورية ونسيجها الاجتماعي” على حد تعبيره

وحول مصادر التمويل التي يمكن أن يتبعها الجيش الحر لتمويل شراء السلاح، قال المقداد “هناك عدة آليات من الممكن أن تتبع في هذا الموضوع، ولا أعتقد أن الموضوع المالي سيكون إحدى العقبات في مجال تسليحنا”، وفيما إن كان لهذا القرار تأثير حقيقي على الأرض في القريب العاجل، أوضح “بالتأكيد، إذا تمت المباشرة بتنفيذ هذا القرار سيكون له انعكاسات إيجابية على الأرض، وبشكل سريع جداً، وسيُسهم تطبيق هذا القرار بحماية المناطق المحررة والمدنيين القاطنين بها، كما سيسهم بإسقاط النظام بشكل دراماتيكي وسريع” وفق قناعته

وطوال سنتين استخدم الثوار أسلحتهم الفردية التي غنموها من الجيش، كما قام رجال أعمال سوريين بتمويل شراء سلاح خفيف ومتوسط من دول الجوار حيث تنشط سوق سوداء للسلاح، وأمدتهم بعض الدول العربية الخليجية بشكل غير مباشر بأسلحة تساعدهم على الصمود لكنها لا تمكّنهم من الانتصار، وبقيت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوربا حذرة من بيع أسلحة أو إرسالها للثوار في سورية متذرعة بحجة الخوف من أن تقع الأسلحة في أيدي جماعات “غير منضبطة” حسب وصفها

إيطاليا: لا أسلحة للثوار السوريين رغم رفع الحظر الأوروبي

بروكسل (28 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت وزيرة الخارجية الايطالية إيمّا بونينو إن رفع الحظر الأوروبي عن توريد الإسلحة للثوار السوريين، والذي أقره وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الليلة الماضية بعد مفاوضات قاسية، لا يعني أن إيطاليا سترسل أسلحة للثوار

وفي تصريحات للصحافيين في بروكسل الثلاثاء، بعد اجتماعها بالأعضاء الإيطاليين في البرلمان الأوروبي، أضافت الوزيرة بونينو “واضح جدا أن الأمر يرتبط بصلاحيات الحكومة”، من “جانبي سأبلغ رئيس الوزراء (إنريكو ليتّا)، ووزير الدفاع (ماريو ماورو)، باقتراحي حول عدم إرسال الأسلحة إلى المعارضة السورية” حسب قولها

أما بشأن قرار رفع الحظر الأوروبي عن تسليح المعارضة السورية، فقد رأت بونينو إن “النتيجة غير مشرفة من وجهة نظر المشروع الأوروبي”، وأردفت “من الواضح أن هذا الحل كان الوحيد الممكن عند منتصف الليلة الماضية”، ورأت أن “النتيجة غير مجيدة ليس من ناحية ما قد تتمخض عنه من أمور في الأشهر المقبلة”، بل “لأنه كان واضحا جدا الإغراء الكامن في إعادة تأميم بعض الصلاحيات التي كانت قد اتخذت سياقا أوروبيا” على حد تعبيرها

روسيا تقول إنها سترسل إلى سوريا صواريخ “لردع التدخل الأجنبي

قالت روسيا إنها ستمضي قدما في تسليم سوريا صواريخ متطورة من طراز إس-300 المضادة للطائرات، وإن هذا النوع من الأسلحة سيساعد في ردع أي تدخل أجنبي.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الثلاثاء بأن هذه الصواريخ تشكل عامل “استقرار” هدفه ردع أي مخطط لتدخل خارجي في النزاع في هذا البلد.

وقال ريابكوف للصحفيين “نعتبر عملية التسليم هذه عامل استقرار ونرى أن إجراءات كهذه تردع إلى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير في سيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دوليا بمشاركة قوات أجنبية”.

وأضاف “أن الأمر يتعلق بتسليم أسلحة دفاعية لحكومة البلاد للدفاع عن البنى التحتية والجيوش”.

وأدلى المسؤول الروسي بهذه التعليقات غداة رفع الاتحاد الأوربي الحظر على تسليم أسلحة للمعارضين السوريين، وهو القرار الذي انتقدته موسكو معتبرة أنه يضر بجهود تنظيم مؤتمر دولي للوصول إلى تسوية سلمية.

وأكد ريابكوف أن العقد المتعلق بصواريخ إس-300 وقع “قبل سنوات” مع الحكومة السورية.

وقد نشرت الصحافة الأميركية في مطلع مايو/أيار معلومات من مصادر إسرائيلية مفادها أن تسليم هذه الأنظمة الدفاعية المتطورة وشيك.

تحذير

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون الثلاثاء من أن إسرائيل “تعرف ما ستفعله”، إذا سلمت روسيا أنظمة دفاع جوي إلى سوريا.

وقال يعالون إن “شحن الأسلحة لم يتم وآمل ألا يتم. لكن اذا وصلت الصواريخ إلى سوريا، فسنعرف ما علينا أن نفعله”.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن يعالون يلمح بذلك إلى غارات جوية جديدة يمكن أن تشنها إسرائيل، كما فعلت مطلع الشهر الجاري قرب دمشق.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن القصف هدف إلى منع عمليات نقل أسلحة إلى حزب الله.

عرسال

على صعيد آخر، قال مسؤولون في الجيش اللبناني إن مسلحين هاجموا حاجزا للجيش في وادي البقاع، مما أدى لمقتل ثلاثة من الجنود، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار إلى داخل سوريا.

ووقع الهجوم قرب بلدة عرسال.

ويذكر أن المعارضين السوريين يستخدمون المناطق المحيطة ببلدة عرسال لتهريب أسلحة ومقاتلين إلى داخل سوريا.

مقاتلون أجانب

من ناحية أخرى، يناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأربعاء مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وتركيا وقطر يدين استخدام الحكومة السورية لمقاتلين أجانب في المعارك الدائرة في بلدة القصير.

ويدين مشروع القرار “تدخل المقاتلين الأجانب في القتال نيابة عن النظام السوري في القصير”، وذلك في إشارة ضمنية إلى مشاركة مقاتلي حزب الله اللبناني في القتال إلى جانب القوات السورية في بلدة القصير ذات الأهمية الإستراتيجية.

ويحذر مشروع القرار، الذي سيكون غير ملزم في حال المصادقة عليه، من أن وجود المقاتلين الأجانب في القصير “يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار الإقليمي.”

كما يدعو مشروع القرار السلطات السورية إلى “السماح للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بالوصول إلى المدنيين الذين تأثروا بالعنف، وعلى الأخص في القصير.”

وتقول التقارير الأخبارية إن القتال في هذه البلدة قد أسفر عن مقتل المئات من المدنيين منذ شن النظام هجومه عليها في التاسع عشر من الشهر الجاري.

وأكد مشروع القرار على “ضرورة مقاضاة المسؤولين عن المجزرة التي وقعت في القصير وكل المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة للقوانين الإنسانية الدولية في سوريا بشكل عام.”

وكانت مشاركة مقاتلي حزب الله في القتال إلى جانب القوات السورية قد أثارت العديد من الإدانات والإنتقادات الدولية، إذ قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إنه “قلق جدا” للدور الذي يؤديه حزب الله في سوريا.

BBC © 2013

المعارضة “توثق” ما حدث في البيضا وبانياس في سوريا

أيان بانيل

بي بي سي نيوز

يقول نشطاء بالمعارضة السورية إنهم وثقوا عمليات قتل نحو مئتي شخص بينهم نساء وأطفال في أحدى أسوأ “المذابح” خلال الصراع الدائر في سوريا.

يأتي هذا بينما أعلنت الحكومة السورية في مطلع شهر مايو/آيار الحالي إنها قامت بعملية “تطهير للإرهابيين” في بلدتي البيضا وبانياس غربي البلاد.

لكن المقاطع المصورة والشهادات الحية تميل إلى تأييد رواية المعارضة.

“الدماء في كل مكان”

تقول أم عبيد، التي اتشحت بالسواد ورفضت ذكر اسمها الحقيقي خوفا من الانتقام، “مهما وصفنا ما رأينا أو سمعنا من فظائع ارتكبت في البيضا لن يقترب مما حدث في الواقع”.

وتابعت السيدة، وهي أم لطفلين، وهي تغالب دموعها “لم يكن بامكانك السير لأن الجثامين كانت في كل مكان إما محروقة أو مذبوحة. كان الدم في كل مكان”.

ففي الثاني من مايو/آيار دخلت القوات الحكومية ومليشيات مسلحة إلى بلدة البيضا شمالي طروطوس الواقعة على البحر المتوسط ثم هاجمت مدينة بنياس المجاورة في اليوم التالي.

ووصفت القوات النظامية تلك الهجمات بأنها “ضربات موجهة للمسلحين المتشددين”.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه وسائل الإعلام المحلية الرسمية مقتل 40 ممن وصفتهم بمقاتلي المعارضة، قال نشطاء حقوقيون إن نحو 200 من المدنيين قتلوا بينما اعتبر المئات في عداد المفقودين في “هجمات طائفية استهدفت مدنيين”.

هجوم عسكري

وأظهرت المقاطع المصورة التي نشرها النشطاء بقايا وأشلاء لجثث بعضها محترقة.

وبالرغم من صعوبة التحقق من تلك المقاطع من مصادر مستقلة إلا أن مقابلات اجرتها بي بي سي مع سيدات في هذه المدن دعم روايات ارتكاب مذابح بهما.

وبينما اختلفت الأراء حول السبب الذي أشعل هذه الأحداث إلا أن ثمة اتفاق بين الرواية الحكومية وما تقوله المعارضة بأن قوات المعارضة المسلحة نصبوا كمينا للقوات النظامية صباح ذلك اليوم.

وبمجرد دخول القوات النظامية إلى البيضا مدعومة بقوات من الدفاع الوطني شبه العسكرية، احتشدت الأسر في أماكن واحدة وحين ذلك بدأت عمليات النهب والحرق، بحسب روايات لسكان البلدة.

وقالت أم عبيد “بدأ الجنود بنعتنا بألفاظ بذيئة ثم طالبونا بإخراج الرجال من المنازل حتى لانُقتل جميعا”.

وأظهر مقطع مصور مسرب يبدو أنه تم تصويره بواسطة أحد عناصر القوات النظامية ما قد يؤيد رواية سكان البيضا حيث يظهر حركة الكاميرا مرورا على طريق في ميدان البيضا الممتلئ بعناصر القوات النظامية بينما نشبت النيران في سيارات ومنازل.

كما تركز الكاميرا في المقطع نفسه علي أحد الجثامين لرجل تحيط الدماء برأسه ثم تنتقل عدسة الكاميرا لتظهر المشهد الأكثر اتساعا وفيه تظهر عددا من الجثث المسجاه في صفوف على الأرض.

“صراخ”

لم تكن المقاطع المصورة التي قيل إنها من بانياس أقل ترويعا

وقالت أم أحمد وهي سيدة أخرى من سكان البيضا “بدأنا في سماع أصوات صراخ شديد ونشم رائحة حرائق لكننا لم نتمكن من ترك منازلنا قبل السادسة مساء وحينها روعنا ما شاهدناه”.

وأضافت “كان هناك جثث لعشرات الرجال كان من بينها جثمانا زوجي ووالده وقد قتلا بالرصاص بطلقات في الرأس”.

ويقول سكان البلدة إن القوات انتقلت فيما بعد إلى مدينة بانياس السنية ايضا في إشارة إلى الطابع الطائفي الذي اصطبغت به الأحداث حيث أن القوات الموالية للأسد تنتمي للطائفة العلوية.

“جثث متفحمة”

ولم تكن المقاطع المصورة من بانياس أقل ترويعا حيث أظهرت منازلا محترقة وعائلات بالكامل تم ذوحها وجثثا مشوهة وقد تم تجميعا فوق بعضها البعض لسيدات وأطفال ورجال.

وتقول أم عابد من مدينة بانياس “كان هناك جثث متفحمة ودماء في كل مكان”.

ويظل الشيء المؤكد رغم الغموض أن ما حدث في البيضا وبانياس ليس الأول وربما لن يكون الأخير.

ففي الوقت الذي يعول فيه البعض في المجتمع الدولي على مؤتمر جينيف 2 لجلب السلام إلى سوريا، يرى آخرون أن فرص تحقيقه أصبحت شبه منعدمة ليظل المدنيون هم من يدفع الثمن طالما يصر كل طرف على أن النصر حليفه.

BBC © 2013

فرنسا تقول انها يمكنها تسليح المعارضة السورية الان لكن ليست هناك خطط فورية

باريس (رويترز) – قالت فرنسا يوم الثلاثاء انها تحتفظ بحق ارسال اسلحة على الفور الى مقاتلي المعارضة السورية الذين يخوضون قتالا منذ اكثر من عامين لكنها ليس لديها خطط لان تفعل ذلك رغم موافقة دول اوروبية على تأجيل أي شحنات محتملة حتى الأول من اغسطس اب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو للصحفيين ان باريس تأمل في ان تتحقق انفراجة بايجاد حل سياسي خلال الشهرين القادمين لكن قرار الاتحاد الاوروبي اعلان سياسي ليس له اساس قانوني.

وعندما سئل ان كان هذا يعني ان فرنسا يمكنها ان تسلم اسلحة قبل الاول من اغسطس إذا اعتبرت ان ذلك ضروريا قال لاليو “نعم.”

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى