أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 01 أذار 2016

 

 

 

روسيا لا تعارض الحل الفيديرالي في سورية

لندن، موسكو، جنيف، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

عززت موسكو أمس دعمها لأكراد سورية بإعلانها عدم معارضتها إقامة دولة فيديرالية، الأمر الذي يمكن أن يزيد قلق تركيا من منعكسات التدخل العسكري الروسي، في وقت حققت القوات النظامية السورية تقدماً استراتيجياً شرق دمشق وسط تحذير المعارضة من احتمال «إلغاء كامل» للهدنة في يومها الثالث. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من «تقويض» الاتفاق. واستأنفت الأمم المتحدة إدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق تحاصرها قوات النظام بالتزامن مع عقد اجتماع دولي في جنيف لبحث خروقات الهدنة لتمهيد الأرضية لاستئناف مفاوضات السلام الأسبوع المقبل.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مؤتمر صحافي في موسكو أمس أنه إذا توصل السوريون خلال المفاوضات إلى «أن نظام الدولة في المستقبل الذي يعتمد النموذج (الاتحادي) سيخدم مهمة الحفاظ على سورية موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة، فمن سيعترض على ذلك حينها؟».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد لم يستبعد في تصريحات صحافية فكرة النظام الاتحادي، لكنه قال إن أي تغيير يجب أن يكون نتيجة لحوار بين السوريين واستفتاء لإدخال التعديلات اللازمة على الدستور، في وقت انتقدت الحكومة السورية تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «تقسيم» سورية. وقال ريابكوف إن موسكو لن تعترض أيضاً على «أي نموذج آخر لسورية شريطة ألا يكون من إملاء شخص على بعد ألف كيلومتر من سورية».

ويعني اعتماد النظام الفيديرالي في سورية، تعزيز موقع الأكراد الذين أقاموا ثلاث إدارات محلية في الجزيرة وعين العرب (كوباني) شرق وعفرين شمالاً، ما يعزز من مخاوف تركيا من قيام «كردستان سورية» قرب حدودها علماً أن هذه الإدارات فتحت مكتب تمثيل في موسكو. وسعت أنقرة إلى منع ربط إقليمي شرق سورية بشمالها في منطقة عفرين.

وعلى صعيد الهدنة في يومها الثالث، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن القوات النظامية «تمكنت من التقدم في غوطة دمشق الشرقية مجدداً والسيطرة على منطقة الفضائية الواقعة بين منطقتي بيت نايم وحرستا القنطرة بعد اشتباكات دارت خلال الـ 24 ساعة المنصرمة». وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة أن النظام خرق مرات عدة الهدنة، فيما أعلن كبير المفاوضين أسعد الزعبي: «نحن لسنا أمام خرق للهدنة… نحن أمام إلغاء كامل للهدنة».

ودعت فرنسا إلى اجتماع عاجل لمجموعة العمل المنبثقة من «المجموعة الدولية لدعم سورية» لبحث الخروق اثر استمرار الغارات الروسية والسورية على مناطق مختلفة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في جنيف إن هدف الاجتماع «منع وقوع حوادث بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، خشية تقويضه». وزاد: «يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموماً على رغم أننا سجلنا بعض الحوادث». وقال الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ في الكويت: «رأينا علامات مشجعة على أن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات». وفي أبيدجان، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «أن وقف إطلاق النار سار على ثلث الأراضي السورية وآمل أن يتوسع ليشمل الأراضي كافة»، مضيفاً: «للأسف تتواصل الهجمات كل يوم». لكن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قال إن «الإجراءات الاساسية اتخذت والعملية لا تزال جارية»، موضحاً في الوقت ذاته «أننا نعلم مسبقاً أن ذلك لن يكون سهلاً». وقال مسؤول أميركي: «سيكون اتفاقاً صعب التطبيق ونحن نعلم أن العقبات كثيرة».

وللمرة الأولى بعد سريان الهدنة، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري «أن عشر شاحنات من أصل 51 شاحنة» دخلت إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غربي دمشق. وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في جنيف إن «التجويع المتعمد للشعب محظور في شكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب»، مضيفاً أن «الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الأخرى تمنع من الدخول في شكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف». وتخطط الأمم المتحدة لإرسال مساعدات في الأيام المقبلة إلى 154 ألف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة.

 

بان كي مون ولافروف يتفقان على الالتزام بالهدنة السورية

جنيف، موسكو – رويترز

قالت الأمم المتحدة في بيان إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتفقا اليوم (الثلثاء)، على الحاجة الماسة لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية وعودة الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات السياسية.

وذكر البيان الذي صدر بعدما أجرى الاثنان محادثات في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف أن بان شكر لافروف على “دوره الكبير في تحقيق التقدم الأخير في سورية”.

وأضاف البيان: “اتفقا على أهمية التحرك على وجه السرعة وفي شكل متزامن لتطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية وتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية للمدنيين والعودة للمفاوضات السياسية”.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها انها “تواصل الامتناع عن مهاجمة المناطق التي تحترم فيها المعارضة المعتدلة اتفاق وقف إطلاق النار”.

وقالت الوزارة إنها سجلت 15 انتهاكاً للهدنة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة.

وحذرت روسيا من تنامي خطر استخدام تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وجماعات أخرى للأسلحة الكيماوية في الشرق الأوسط، ودعت إلى مفاوضات دولية للتوصل إلى اتفاق جديد للتصدي لما وصفته بأنه “واقع خطير في زماننا”.

وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف في مؤتمر عن نزع السلاح ترعاه الأمم المتحدة في جنيف انه “أصبح هذا الخطر ملحاً في شكل بالغ الآن في ضوء حقائق تكشفت أخيراً تظهر استخداماً متكرراً ليس للكيماويات الصناعية السامة وحسب بل ولعناصر حرب كيماوية كاملة من جانب “داعش” وجماعات إرهابية أخرى في سورية والعراق”.

وأضاف: “هناك خطر متزايد لارتكاب جرائم مماثلة على أراضي ليبيا واليمن”.

وقال لافروف إن  موسكو تريد إغلاق الحدود التركية – السورية لأنها تستخدم في إمداد الإرهابيين بالأسلحة التي قال إن بعضها يجري إخفاؤه وسط المساعدات الإنسانية.

 

كيري يعمل على التحقق من انتهاكات للهدنة في سورية

واشنطن – رويترز

دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، إلى بذل جهود للتحقق من انتهاكات مزعومة لوقف الأعمال القتالية في سورية، وأكد أنه «لا توجد حالياً أدلة تشير إلى أن الخروقات تزعزع السلام الهش في البلد الذي تعصف به حرب أهلية منذ عام 2011».

وقال كيري في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: «إننا ندقق في العملية التي أنشأناها لمعرفة هل حدث انتهاك فعلاً أو أنه كان في الواقع اشتباكاً مشروعاً ضد جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».

وأضاف كيري أنه «توجد تقارير عن انتهاكات، إلا أن غالبية المناطق السورية شهدت انخفاضاً في العنف… ولهذا نحن ندعو جميع الأطراف إلى عدم البحث عن وسيلة للتملص من المسؤولية التي يفرضها اتفاق وقف الأعمال القتالية، بل إن العملية تساعدها في معاودة محاسبة نفسها».

وقال مسؤول بارز من «الهيئة العليا للتفاوض»، أمس، إن «وقف الأعمال القتالية يواجه الإلغاء الكامل، لأن هجمات الحكومة السورية تنتهك الاتفاق».

واتفاق وقف الأعمال القتالية هو ترتيب أقل رسمية من وقف لإطلاق النار، ويهدف إلى السماح باستئناف محادثات السلام ووصول المساعدات إلى القرى المحاصرة.

ولا يشمل الاتفاق جماعات متطرفة مثل «داعش» و«جبهة النصرة». وأوضحت روسيا، التي تساند الحكومة السورية في الحرب بضربات جوية، إنها تنوي مواصلة قصف هاتين الجماعتين.

وقال كيري إنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على العمل على آلية لضمان أن تقتصر الضربات الجوية في سورية على «داعش» و«جبهة النصرة». وأبلغه أنه قلق في شأن تقارير تشير إلى أن الحكومة السورية تضع عراقيل أمام تسليم المساعدات الإنسانية، واستيلاء موظفيها وجنودها على الأدوية وإمدادات الشحنات.

 

مركل تندد بتشديد القيود الأوروبية على اللاجئين

برلين – اسكندر الديك

أثينا، بودابست، بروكسيل – أ ف ب، رويترز – حاول مئات المهاجرين اقتحام حدود مقدونيا أمس، من معبر ايدوميني اليوناني، حيث علق أكثر من 6 آلاف شخص بعد إغلاق دول بلقانية عدة معابرها بوجههم، فيما انتقدت ألمانيا دولاً أوروبية لتركها أثينا تغرق في الفوضى. وأطلقت الشرطة المقدونية أمس، غازاً مسيلاً للدموع على مجموعة من 300 سوري وعراقي، حاولت اقتحام السياج الحدودي بين اليونان ومقدونيا ومنعتهم من دخول اراضيها.

وتمكن مهاجرون من خرق الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة اليونانية واقتحموا خط سكك الحديد وحطموا قسماً من سياج الأسلاك الشائكة على الحدود مع مقدونيا. وردت الشرطة المقدونية بإطلاق الغاز المسيل للدموع ومنعت المهاجرين من اجتياز الحدود.

وكانت الحدود اليونانية المقدونية أُغلقت مجدداً أمس، بعد السماح فجراً بعبور 300 مهاجر فقط إلى مقدونيا، في حين ارتفع عدد العالقين في الجهة اليونانية إلى أكثر من 6 آلاف شخص.

من جهة أخرى، أجمع مراقبون أمس على أن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ألقت أول من أمس، ليس فقط بكامل وزنها، بل وبمستقبلها السياسي أيضاً للدفاع عن موقفها الثابت الرافض لتحديد سقف أعلى لاستقبال اللاجئين في ألمانيا. وبدا واضحاً رفض مركل الضغوط التي تمارسها أطراف نافذة في حزبها المسيحي الديموقراطي، وفي قيادة الحزب المسيحي الاجتماعي (البافاري) الشقيق بصورة خاصة، لاتباع مثال النمسا والسويد.

وذكر محللون أمس أن مركل أرسلت رسالة واضحة جداً إلى خصومها في الحزبين المذكورين، مفادها أنها هي المسؤولة عن تحديد سياسة حكومتها، وأنها مقتنعة كل الاقتناع بأن حل موضوع اللاجئين لا يكون بالمواقف الأحادية الجانب التي تطيح بأوروبا الموحدة، وإنما بإعادة العمل بـ «اتفاقية شنغن» القاضية بإبقاء حدود أوروبا مفتوحة. ويدعم مركل في توجهها إلى جانب حليفها في الحكومة الحزب الاشتراكي الديموقراطي، كل من حزبَي المعارضة في البرلمان الاتحادي: «حزب اليسار» و «حزب الخضر». ورغم تراجع التأييد الشعبي لها في البلاد وامتناع غالبية الدول الأوروبية عن استقبال لاجئين، واصلت مركل الدفاع عن رأيها القائل بضرورة ايجاد حل أوروبي للقضية بالاتفاق مع تركيا التي تحتضن مع لبنان والأردن 5 ملايين لاجئ تقريباً. وأكدت مركل عزمها دعم اليونان التي تشهد إغراقاً في أعداد اللاجئين الواصلين إلى شواطئها في ظل إقفال دول البلقان ودول أوروبا الشرقية حدودها في وجههم.

وقالت المستشارة في حوار تلفزيوني: «لم نكافح من أجل إبقاء اليونان في منطقة اليورو كي نتركها في النهاية تغرق في الفوضى بسبب اللاجئين» المتدفقين إليها من تركيا. وأضافت أن جهودها لإيجاد حل أوروبي «ستنهار في حال فرضت ألمانيا سقفاً أعلى لعدد اللاجئين إليها». وأضافت: «واجبي هو أن تجد أوروبا طريقاً مشتركاً، لذا سنناقش الإثنين المقبل في قمة الاتحاد الأوروبي كيفية إعادة ترميم نظام شنغن، خطوة بخطوة مع اليونان»، مشيرةً إلى أنها على اتصال بصورة منتظمة مع رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس.

 

مجموعة سوريا تتمسك بالهدنة وروسيا لا تمانع بجمهورية فيديرالية

جنيف – موسى عاصي

لم تتأثر الامم المتحدة ومجموعة العمل الدولية المنبثقة من مؤتمر ميونيخ كثيراً بالشكاوى التي إنهالت على غرفة عمليات جنيف والاتهامات المتبادلة بخرق وقف الاعمال العدائية في سوريا. وبعد اجتماع دام أكثر من ساعتين، صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا لمراسل “النهار”، بأن ما يجري من أحداث لا يمكن مقارنته بالاعمال العدائية التي كانت تجري قبل دخول وقف النار حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة – السبت الماضيين، وأبرز رسماً بيانياً يظهر ان اعمال العنف تراجعت الى الصفر في 28 شباط، والى مستويات منخفضة جداً في الايام الاخيرة بشكل عام “مقارنة بأيام قليلة قبل تاريخ دخول قرار وقف الاعمال العدائية حيز التنفيذ”.

 

واكد دو ميستورا ان الامم المتحدة ومجموعة العمل الدولية تعملان على محاصرة الاحداث (الخروقات) وعلى تشجيع التزام القرار، مشدداً على ان الناس في سوريا لمسوا الفرق و”علينا ان نشجع على الاستمرار في هذا الاتجاه”.

وجددت أوساط الدول المشاركة في مجموعة العمل الدولية ان الاتفاق الروسي- الاميركي بدأ بعد ثلاثة ايام من دخول اتفاق وقف الاعمال العدائية حيز التنفيذ صلباً، وأن كثرة الشكاوى من أي طرف لا تفيد ولا تؤثر “إذ ان الطرفين يملكان الوسائل التقنية واللوجستية الكافية للتحقق من صحة الاتهامات بالخروقات واماكن وجودها وحجمها”.

من جهة أخرى، قال الامين العام للأمم المتحدة بان كي -مون الذي زار غرفة عمليات جنيف حيث يعمل خبراء عسكريون روس واميركيون، ان الهدف الاساس للأمم المتحدة هو وقف النار تماماً، ولكن على الاقل يجب ان يستمر هذين الاسبوعين من أجل ايصال المساعدات الانسانية وفتح الطريق أمام بدء العملية السياسية.

 

محادثات أميركية – روسية

وأجرى (الوكالات) مسؤولون من وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” محادثات مع نظرائهم الروس في اطار سلسلة المناقشات الهادفة الى تجنب أية حوادث عسكرية بين البلدين في سوريا.

وتشن روسيا والائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة حملتين عسكريتين في سوريا ، ويخشى مسؤولو البلدين حصول أي صدام بين مقاتلات الطرفين أو اية حوادث عسكرية اخرى.

وأفاد الناطق الصحافي باسم “البنتاغون” بيتر كوك في بيان ان “الجانبين ناقشا الاجراءات لتعزيز سلامة العمليات بما في ذلك طرق تجنب الحوادث والمواجهات غير المقصودة بين قوات التحالف والقوات الروسية في أي وقت يقوم فيه الطرفان بعمليات في المكان نفسه تقريباً”.

وجرت المناقشات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في اطار “مذكرة التفاهم” التي تم التوصل اليها في تشرين الاول 2015.

واضاف كوك: “بالتأكيد لا وقف للاعمال العدائية” ضد التنظيم المتطرف.

وصرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست بأن الإدارة الأميركية “توقعت أن تكون هناك تقارير عن حصول انتهاكات وأننا سنواجه بعض المعوقات على طريق تنفيذ (الاتفاق) بنجاح”.

 

موسكو والفيديرالية

وفي موقف روسي لافت، قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في مؤتمر صحافي إن بلاده تؤيد ما يتوصل إليه المشاركون في المفاوضات السورية بما في ذلك فكرة إنشاء جمهورية فيديرالية.

واستبعد تطور الأحداث في سوريا وفق “سيناريو كوسوفو”، وأبرز ضرورة وضع معايير محددة للهيكلة السياسية في سوريا في المستقبل، تعتمد على الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، بما في ذلك إمكان إنشاء جمهورية فيديرالية، خلال المفاوضات السورية – السورية.

وتساءل: “إذا تم تشكيل معايير الهيكلة بهذه الصورة، فمن سيعترض على ذلك؟”

وفي ما يتعلق بموقف تركيا رأى ريابكوف أن تصرفاتها بمثابة قنبلة موقوتة تحت طاولة الهدنة في سوريا، مشيراً إلى أن أنقرة لم تتراجع عن فكرة توجيه ضربات الى مناطق سورية. وقال : “الأتراك لم يتراجعوا عن فكرة توجيه ضربات عبر الحدود، وفكرة إنشاء مناطق ما على طول الحدود التركية في الأراضي السورية. وهنا يكمن الوضع الخطير، اذا نظرنا إلى تصرفات أنقرة المحتملة”. وأضاف أن التحضيرات العسكرية من دول متاخمة لسوريا لا يمكن الا أن تثير قلق موسكو.

ودعا الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف شركاء روسيا الأجانب إلى التحلي بالحذر في ما يتعلق بالتعامل مع موضوع الهدنة في سوريا، وعدم توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا بخرق شروط التهدئة.

وسبق لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن أعلن أنه سيبحث مع حلفاء الرياض في الانتهاكات للهدنة في سوريا التي قال إن الجيش السوري والطيران الروسي يتحملان المسؤولية عنها.

 

السعودية العمل البري

وأمس، كشف مساعد وزير الدفاع السعودي الناطق باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن العميد أحمد عسيري، أن وزراء الدفاع للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” بحثوا في إمكان التوغل بريا في سوريا قبل نحو أسبوعين لكنهم لم يتخذوا قراراً حتى الآن.

وقال: “لقد نوقش الأمر قبل نحو أسبوعين في بروكسيل… نوقش على المستوى السياسي ولكن لم تتم مناقشته كمهمة عسكرية”.

وأضاف: “بمجرد تنظيم هذا واتخاذ قرار في شأن عدد القوات وكيف سترسل وإلى أين سترسل… سنشارك في ذلك… ينبغي أن ندرس الأمر على المستوى العسكري بشكل مستفيض مع الخبراء العسكريين لضمان أن تكون لدينا خطة”. وأبدى استعداد المملكة مستعدة الآن لقصف “داعش” من قاعدة إنجيرليك الجوية في جنوب تركيا والتي وصلت الى أربع مقاتلات سعودية الأسبوع الماضي، موضحاً أن المقاتلات لم تشارك حتى الآن في أي هجمات.

 

المعارضة السوريّة تتّهم دمشق بـ”إلغاء كامل للهدنة” مساعدات إلى مناطق محاصرة والأمم المتحدة تحذّر من الجوع

المصدر: (و ص ف، رويترز)

حذّرت المعارضة السورية الرئيسية أمس من أن المحاولة المهمّة الأولى لوقف القتال بعد خمس سنوات من الحرب تواجه خطر الانهيار الكامل بسبب هجمات قوات الحكومة، بينما اتهمت دمشق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بمحاولة احباط الهدنة.

صرح رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض التي تضم طيفاً واسعاً من المعارضة السورية أسعد الزعبي لقناة “العربية الحدث” التي تبث من دبي: “نحن لسنا أمام خرق للهدنة… نحن أمام إلغاء كامل للهدنة”. وقال: “أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماماً في كل الاختبارات… عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام”. وأضاف: “لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة” لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم معاودتها في 7 آذار.

وأعلنت الهيئة العليا للتفاوض أن الحكومة السورية انتهكت اتفاق وقف العمليات القتالية 15 مرة في اليوم الأول وإن ثمة انتهاكات أخرى من روسيا و”حزب الله” اللبناني وكلاهما حليف للرئيس بشار الأسد.

وتحدثت فرنسا عن تقارير عن هجمات على فصائل المعارضة في خرق للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة – السبت وإن الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا ستجتمع لاحقاً لاستجلاء الوضع. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك آيرو في جنيف: “تلقينا مؤشرات لتواصل هجمات بعضها جوي على مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة… كل هذا يحتاج إلى تحقق”.

وأفاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أن وقف الأعمال القتالية في سوريا متماسك إلى حد كبير، لكن هناك بعض الحوادث التي يأمل في احتوائها.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الهجمات لا تزال مستمرة في أجزاء من سوريا ، وإنه يأمل في توسيع وقف النار ليشمل سوريا كاملة. وأضاف: “نشعر بالقلق من الحشد العسكري الروسي في سوريا”، سواء كان قوة عسكرية أو جوية.

وأبدى الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس شتولتنبرغ قلقه من تقارير عن انتهاكات لوقف النار. وقال: “رأينا علامات مشجعة على ان وقف النار صامد الى حد كبير، ولكن في الوقت عينه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات”.

 

الوضع الميداني

ولا يشمل الاتفاق جماعات جهادية مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” جناح تنظيم “القاعدة” في سوريا. وكانت روسيا قد أكدت عزمها على مواصلة قصف تلك الجماعات.

ورأت فصائل المعارضة المسلحة أن العنف دون مستويات ما قبل وقف الأعمال العدائية في بعض المناطق، لكنه لم يتغير على نحو يذكر في مناطق أخرى.

وأبلغ قائد “الفرقة الشمالية” المنضوية تحت لواء “الجيش السوري الحر” العقيد فارس البيوش “رويترز” أن الغارات الجوية كانت كثيفة أمس وخصوصاً تلك التي تشنها الطائرات الروسية.

وروى المقاتل مع جماعة “أجناد الشام” في شمال غرب سوريا أبو البراء الحموي أن الحكومة قصفت عدداً من القرى. وأوضح أن هذا قصف معتاد وأن “النظام” بعد الهدنة لا يختلف عما قبلها.

سجل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له تراجعاً كبيراً للعدد اليومي للقتلى منذ أن دخل اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “أمس قتل نحو 20 شخصاً من المقاتلين والمدنيين. قبل ذلك كان المتوسط نحو 180 شخصاً يومياً. هذا تراجع كبير في الخسائر البشرية”.

وفي الوقت عينه استعادت قوات الحكومة السورية السيطرة على طريق خناصر إلى مدينة حلب في الشمال بعدما أحرزت تقدماً على حساب مقاتلي “داعش”.

وقصفت القوات التركية مواقع لـ”داعش” في سوريا بالتنسيق مع الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وقالت وكالة “دوغان” التركية للأنباء ان المدفعية التركية اطلقت 50 الى 60 قذيفة من مدافع “هاوتزر” منتشرة في منطقة كيليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع لـ”داعش” في شمال محافظة حلب السورية.

 

ادخال مساعدات

وفي اليوم الثالث للهدنة، اعلنت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري “ان عشر شاحنات من أصل 51 شاحنة” دخلت مدينة معضمية الشام التي تحاصرها قوات النظام جنوب غرب دمشق.

واشارت الى ان الشاحنات “محملة بمواد غير غذائية من اغطية وفوط للكبار والصغار وصابون ومسحوق غسيل قدمها صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة “اليونيسيف” والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتحاصر قوات النظام معضمية الشام منذ مطلع العام 2013. وتم قبل سنة تقريباً التوصل الى هدنة، مما أدى الى تحسن الظروف الانسانية والمعيشية فيها.

وهي القافلة الأولى تدخلها الأمم المتحدة الى المدينة منذ بداية تطبيق الاتفاق، لكنها الثالثة خلال الشهر الجاري.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن “التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب”، وأن “الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الاخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف”.

 

دمشق

واعتبرت الحكومة السورية أن الجبير يحاول إحباط اتفاق وقف الأعمال العدائية باقتراحه خطة بديلة في حال فشل الاتفاق.

ونقلت وسائل إعلام حكومية سورية عن مصدر في وزارة الخارجية السورية في بيان: “ما يردده عادل الجبير… وحديثه عن وجود خطة باء إزاء التطورات الراهنة في سوريا هو مجرد وهم في ذهن نظام بني سعود… تصريحات الجبير تمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2268 ومحاولة لإفشال وقف الأعمال القتالية”.

 

الأسد: الهدنة في سوريا “بصيص أمل

وصف الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الثلاثاء، الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سوريا يوم السبت الماضي بأنها “بصيص أمل”، داعياً “المعارضة المسلحة” إلى إلقاء السلاح والعودة إلى الحياة المدنية.

وأكد الأسد خلال مقابلة لقناة “أي أر دي” الألمانية، بثت مقتطفات منها، أن الحكومة السورية تقوم بدورها لدعم الهدنة، عارضاً “العفو الكامل” على مقاتلي “المعارضة” مقابل “التخلي عن السلاح”.

وأضاف “الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي قانونياً ودستورياً، واستناداً إلى مصلحة الشعب السوري والمبدأ الذي تقوم عليه أي دولة هو أنه لا يُسمح لك، كمواطن، أن تحمل الأسلحة الرشاشة وتُلحق الأذى بالأشخاص أو الممتلكات”.

وتابع “كل ما عليك فعله هو التخلي عن سلاحك، سواء أردت الانضمام إلى العملية السياسية أو لم تكن مهتماً بالعملية السياسية، ولم يكن لديك أي أجندة سياسية، لا يهم” مؤكدا “هذا هو كل ما نطلبه. نحن لا نطلب شيئاً. كما قلت، فإننا نمنحهم العفو الكامل، وقد حدث ذلك، وانضموا إلى الجيش السوري، وبعضهم انضم إلى الحياة السياسية”.

ورداً على سؤال عن الخطوات التي تنوي الحكومة السورية اتخاذها للحفاظ على الهدنة قال: “الإرهابيون خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الاولى. نحن، كجيش سوري نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق، هذا ما نستطيع فعله”، وتابع “لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الاخر”.

ولفت  الأسد الإنتباه إلى أن الوضع الذي يعيشه الشعب السوري يُعد “كارثة انسانية”، نافياً اتهامات بأن القوات السورية تمنع نقل مؤن وادوية الى المناطق التي تسيطر عليها “المعارضة”.

(“سانا”، “روسيا اليوم”، أ ف ب)

 

قنبلة «الفدرالية السورية»: لماذا ألقاها الروس؟

كتب محرر الشؤون العربية:

الحديث الروسي عن خيار «الجمهورية الفدرالية» في سوريا، سيثير عاصفة من التساؤلات في ركود أيام الهدنة. أسئلة حائرة عن المضمون والمغزى والتوقيت، وهل كلام نائب وزير الخارجية الروسي كان مجرد تحليل شخصي، أم أنه رسالة مقصودة وُجّهت الآن في المرحلة الفاصلة ما بين بداية الهدنة، واستئناف المفاوضات السورية في السابع من آذار الحالي؟

ومن شأن القنبلة الروسية التي جاءت في سياق اقتراح، ومرهونة بعدم فرضها من على بعد «آلاف الكيلومترات» كما قال الديبوماسي الروسي سيرغي ريابكوف، أن تثير حيرة كثيرين عما اذا كانت مرتطبة بالكلام الأميركي المتكرر حول «الخطة باء» في حال فشل التسوية السياسية الحالية، والتي سارع السعوديون الى تبنيها، من دون أن يعرف أحد مضمونها، ام أنها محاولة من نائب وزير الخارجية الروسي الى فتح الأبواب أمام الاقتراحات الممكنة للنقاش السوري، ما دامت الاطراف السورية دخلت مرحلة التفاوض وان كان متعثر البدايات؟

ويمكن لكثيرين القول إن الفكرة الروسية ليست أكثر من محاولة من موسكو التي لا يمر يوم من دون أن تتبادل الاتهامات القاسية مع حكم رجب طيب اردوغان، وآخرها اتهامه بتسهيل عبور مقاتلي «داعش» لاختراق مدينة تل ابيض في الشمال السوري، انما تحاول إثارة الخصم التركي الذي هدد مئات المرات خلال الاسابيع القليلة الماضية وحدها، بأنه لن يسمح للشريط الكردي بأن يمتد أمامه في الشمال السوري، بالحديث عن مكوّنات «فدرالية»، سيكون للأكراد السوريين حصة فيها.

واذا كان من السابق لأوانه الاستنتاج أن نائب سيرغي لافروف، يتحدث هنا عن «فدرالية سورية» على أسس عرقية وطائفية، ام عن «فدرالية» إدارية، إلا انه كان واضحا عندما أشار الى ان أحداً لا يتوقع تطور الأحداث السورية الى «سيناريو كوسوفو»، وهو موقف يعني بوضوح استبعاده التفكيك الدولي الذي لحق بجمهورية يوغوسلافيا في تسعينيات القرن الماضي. كما انه من الضروري الاشارة الى ان المسؤول الروسي تناول الفكرة في سياق حديث أشار فيه ايضا الى ان المفاوضين السوريين قد يعتمدون «نموذجاً آخر.. ولن تكون تلك قضيتنا».

ومهما يكن، فإن مجرد رمي فكرة «الجمهورية الفدرالية» وفي هذا التوقيت السوري، والاقليمي، والكل يرى ما جرى ويجري في العراق، يثير الكثير من الهواجس لا في سوريا وحدها، وانما في لبنان والاردن والعراق وغيرها، ذلك أن تطوراً كهذا، إن صحت الاستنتاجات بشأنه، لن تكون تداعياته على السوريين وحدهم، وقد تكون نيرانه لو قدر له أن يقام بما لا ترتضيه إرادات شعوب المنطقة وحكوماتها، عابرة للحدود.

وبكل الأحوال، لا بد من انتظار مسارات التفاوض السورية المرتبطة بجزء منها، في ما لو قدر لها الاستمرار، بعملية إعداد دستور جديد وانتخابات تعيد تشكيل الحياة السياسية في سوريا وفق الروزنامة التي تبناها الروس والاميركيون ووافقت عليها دمشق بذهابها الى «جنيف 3». كما ان من الضروري الالتفات الى المواقف التي قد تصدر عن دمشق تعليقا على الكلام الروسي، خصوصا ان العديد من المراقبين رصدوا إشارات تباين سياسي، خصوصا في الاسبوعين الاخيرين حول مستقبل الخيارات السياسية للأزمة السورية.

وعلى الرغم من إعلان وزارة الخارجية السورية أمس رفضها الكلام السعودي عن وجود «الخطة باء»، فإنه من الضروري الانتباه ايضا الى المواقف التي قد تصدر عن عواصم اخرى كطهران وأنقرة بشأن فكرة «الفدرالية»، والالتفات الى الاشارات التركية التي قد تصدر للتعبير عن ضيق الخيارات أمام اردوغان بعد الاقتحام الروسي والاميركي للمشهد السوري في اطار التسوية وسقوط رهاناته العسكرية وصولا الآن الى الهدنة التي تجري مراقبتها من مراكز روسية واميركية، ثم دوي قنبلة «الفدرالية»، وخصوصا التي قد ينالها الاكراد، بما يعنيه ذلك من تزايد النعرات الانفصالية داخل تركيا ذاتها. فهل تكون ورقة «الفدرالية» فاعلة في كبح الجموح التركي، و «عقلنة» خيارات اردوغان، تدفعه ربما الى إعادة التموضع، ومراجعة خياراته في الموقف من دمشق؟

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد تحدث مؤخرا عن احتمال الوصول الى مرحلة تلاشي امكانية بقاء سوريا كدولة موحدة، ثم تناول بعدها الكلام عن «الخطة باء» خلال الشهور المقبلة اذا لم تثمر العملية السياسية، من دون ان يشير الى طبيعتها. ثم عادت الخارجية الاميركية لتقول ان الخطة التي اشار اليها كيري لا تتعلق بخيار العمل العسكري البري الذي كثر الحديث عنه وقتها من جانب السعوديين والأتراك، بل ترتبط بخطوات وضغوط ديبلوماسية. ثم عادت الخارجية الاميركية لتتحدث أمس عن ان الحديث عن خطة بديلة في سوريا في بدايته ولم يجر التوصل إلى قرار نهائي بشأن تفاصيلها.

وفي كل الأحوال، ليس واضحا ما اذا كان هناك ارتباط بين ما يسمى «الخطة باء» والكلام الروسي عن «الفدرالية». وهناك بالتأكيد من سيربط بين الامرين، خصوصا ان الطرفين الاميركي والروسي أظهرا قدراً عالياً من التفاهم والتواصل في انخراطهما في التعامل مع ملف الحرب السورية خلال الشهور الاخيرة، اكبر بكثير مما كان يتصوره المتفائلون. الايام المقبلة قد تحمل العديد من الاجابات على كل ذلك.

وكان ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قد أعلن في مؤتمر صحافي في موسكو، أن بلاده تؤيد ما يتوصل إليه المشاركون في المفاوضات السورية، بما في ذلك فكرة إنشاء جمهورية فدرالية. وبرغم استبعاد ريابكوف تطور الأحداث في سوريا وفق «سيناريو كوسوفو»، فإنه شدد على «ضرورة وضع معايير محددة للهيكلة السياسية في سوريا في المستقبل، تعتمد على الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، بما في ذلك إمكانية إنشاء جمهورية فدرالية، خلال المفاوضات السورية ـ السورية». وتساءل «إذا تم تشكيل معايير الهيكلة بهذه الصورة، فمن سيعترض على ذلك، وفي حال اعتماد نموذج آخر فلن تكون تلك قضيتنا، شرط ألا يكون مفروضاً من على بعد آلاف الكيلومترات من سوريا، وفي حال التوصل إليه عن طريق المحادثات».

وكرر ريابكوف انتقاد تركيا، التي قصفت مدفعيتها لليوم الثاني على التوالي، مناطق في تل ابيض، التي يشن تنظيم «داعش» هجوماً عليها. واعتبر أن تصرفات تركيا بمثابة قنبلة موقوتة تحت طاولة الهدنة في سوريا. وقال «الأتراك لم يتراجعوا عن فكرة توجيه ضربات عبر الحدود، وفكرة إنشاء مناطق ما على طول الحدود التركية في الأراضي السورية. وهنا يكمن الوضع الخطير، إذا نظرنا إلى تصرفات أنقرة المحتملة».

 

تنسيق أميركي – روسي

وسبق اجتماع لجنة الهدنة السورية في جنيف، اتصال بين لافروف وكيري امس الاول، تمحور حول التطورات في سوريا بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الوزيرين تبادلا تقييماتهما لكيفية تطبيق وقف الأعمال القتالية، وإلى أهمية التنسيق العسكري الوثيق بين موسكو وواشنطن في الشأن السوري. وشدد الوزيران على عدم قبول ضخ تقارير إعلامية استفزازية حول الخروقات المزعومة لوقف إطلاق النار في البلاد.

واجتمعت مجموعة الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا في جنيف، وسط شكاوى متبادلة من انتهاك وقف الأعمال العدائية، بينما طلبت فرنسا معلومات عن تقارير أفادت باستمرار الهجمات على مواقع مقاتلي «المعارضة المعتدلة».

وأعلن المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك أن مسؤولين من وزارة الدفاع الاميركية أجروا محادثات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع نظرائهم الروس، في إطار سلسلة المناقشات الهادفة الى تجنب وقوع أية حوادث عسكرية بين البلدين في سوريا. وقال ان «الجانبين ناقشا الإجراءات لتعزيز سلامة العمليات، بما في ذلك طرق تجنب الحوادث والمواجهات غير المقصودة بين قوات التحالف والقوات الروسية في أي وقت يقوم فيه الطرفان بعمليات في المكان نفسه تقريبا». وأضاف «بالتأكيد لا وقف للأعمال العدائية» ضد «داعش».

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى «انخفاض حصيلة القتلى في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا انخفاضاً ملحوظاً، منذ بدء تطبيق وقف الأعمال العدائية». وأحصى «المرصد» «مقتل 20 شخصاً من مدنيين وجنود ومقاتلين السبت، في اليوم الأول لبدء سريان الهدنة، مقابل مقتل 20 الأحد»، مشيراً إلى «مقتل 144 شخصا الجمعة».

وأعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا سيرغي كورالينكو أن «ضباط المركز الروسي وممثلي القوات الحكومية السورية ووحدات الحماية الشعبية سجلوا 7 حالات لخرق الهدنة، بما فيها اعتداء مسلحي جبهة النصرة على المقاتلين الأكراد في محيط بلدة الأشرفية في ريف حلب، وذلك باستخدام نيران المدفعية، ومواصلة عناصر داعش قصف الطريق الرابط بين مدينتي حماه وحلب في منطقة خناصر – رسم النفل».

لكن واشنطن والأمم المتحدة رمتا بثقلهما خلف الهدنة. وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن «الإدارة الأميركية توقعت أن تكون هناك تقارير عن حدوث انتهاكات، وأننا سنواجه بعض المعوقات على طريق تطبيق (الاتفاق) بنجاح»، لكنه شدد على أن البيت الأبيض «لا يزال ملتزماً بهذه العملية».

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن وقف إطلاق النار «صامد عموما». وقال، بعد اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف، «يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموماً، رغم أننا سجلنا بعض الحوادث»، مضيفا أن مجموعة العمل حول الهدنة في سوريا «تحاول الآن العمل على عدم اتساع نطاق هذه الأمور واستمرار وقف الأعمال العدائية».

وقال ديبلوماسي غربي إن دي ميستورا يقول إن عدد الضربات الجوية انخفض من 100 إلى نحو ما بين 6 و8 في اليوم، وبالتالي كان لا بد من أن تكون هناك رؤية للموقف. وأضاف «نحتاج إلى الحصول على تفسير من الروس عن الضربات التي حدثت يوم الأحد».

وأعلن مستشار وزير الدفاع السعودي العميد احمد عسيري، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، أن التحالف، بقيادة أميركا، بحث قبل أسبوعين إمكانية التوغل برياً في سوريا لكن لم يتخذ قرار بعد.

وقال عسيري «لقد نوقش الأمر قبل نحو أسبوعين في بروكسل. نوقش على المستوى السياسي، لكن لم تتم مناقشته كمهمة عسكرية. بمجرد تنظيم هذا، واتخاذ قرار بشأن عدد القوات وكيف سيتم إرسالها وإلى أين سيتم إرسالها سنشارك في ذلك». وأضاف «ينبغي أن ندرس الأمر على المستوى العسكري باستفاضة مع الخبراء العسكريين لضمان أن تكون لدينا خطة».

وأشار عسيري إلى أن السعودية مستعدة الآن لقصف تنظيم «داعش» من قاعدة إنجيرليك التركية، حيث وصلت أربع مقاتلات سعودية الأسبوع الماضي.

 

كيري: انتهاكات وقف اطلاق النار لا تهدد الهدنة في سوريا

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الإثنين، أن بلاده تتعامل مع التقارير عن وجود انتهاكات للهدنة في سوريا بكل جدية، لكنه لفت الإنتباه إلى عدم وجود أدلة تشير إلى أن الانتهاكات تزعزع السلام في سوريا.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في واشنطن: “ندقق في العملية التي أنشأناها لمعرفة هل حدث انتهاك فعلا أو أنه كان في الواقع اشتباك مشروع ضد جبهة النصرة فقط أو داعش فقط”.

وأضاف أنه على الرغم من وجود تقارير عن انتهاكات، إلا أن “الغالبية العظمى من مناطق سوريا شهدت تراجعا في العنف، ولهذا نحن ندعو جميع الأطراف ألا تبحث عن وسيلة للتملص من المسؤولية التي يفرضها اتفاق وقف الأعمال القتالية بل أن تساعد العملية على أن تحاسب نفسها”.

وأوضح أنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على العمل على آلية لضمان أن تقتصر الضربات الجوية في سوريا على “”داعش” و”جبهة النصرة”، مشيراً إلى أنهما اتفقا على عدم الخوض في نقاش علني بشأن التقارير عن الانتهاكات من الجانبين، مضيفاً أن فرقاً في جنيف والعاصمة الاردنية عمان تتولى النظر في تلك التقارير.

وأعرب عن قلقه بشأن تقارير بأن الحكومة السورية تضع عراقيل أمام تسليم المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة.

من جهة ثانية، اعتبر وزير الخارجية الاميركي أن ازمة اللاجئين التي يتخبط فيها الاتحاد الاوروبي حالياً هي أزمة ذات بعد “عالمي”، وليست مجرد ازمة “اقليمية” تعني فقط اوروبا والشرق الاوسط.

وقال إن “الولايات المتحدة تعتبر ازمة اللاجئين ازمة عالمية (…) هذا ليس تحديا اقليميا (..) انه اختبار لنا جميعا”.

ولفت الإنتباه إلى ان “الاردن ولبنان وتركيا هي حتما اول من يشعر بوطأة” ازمة اللاجئين السوريين، كون هذه الدول الثلاث تستضيف منذ اربع سنوات ملايين السوريين الذين فروا من النزاع الدائر في بلدهم، معتبراً أن الأزمة “ليست مشكلة شخص آخر بل هي تحد عالمي”.

(“روسيا اليوم”، أ ف ب، رويترز)

 

روسيا تروّج لسوريا «فدرالية» وحديث أمريكي عن «الخطة ب» بعد خرق الهدنة

تقدم لقوات النظام شرق دمشق وقصف تركي لمواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» شمال حلب

عواصم ـ من تمام البرازي ووكالات:  قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام السوري سيطرت على أراض إلى الشرق من دمشق أمس الاثنين في اليوم الثالث لمحاولة دولية هشة لوقف القتال المستمر منذ خمس سنوات تقريبا.

وأضاف المرصد أن القوات الحكومية السورية سيطرت على قطعة من الأرض لها أهمية استراتيجية بين حيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وقال المرصد إن السيطرة على الأرض بين بيت نايم وحرستا القنطرة جاءت بعد أن قاتلت القوات السورية ومسلحون متحالفون معها فصائل إسلامية لنحو 24 ساعة.

وبعد الخروقات العديدة لاتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا والذي بدأ يوصف بأنه وقف إطلاق نار هش ومؤقت، توجهت الأنظار نحو الخطة «باء» او الخطة البديلة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي وأجابه عليها رئيس اللجنة السيناتور الجمهوري بوب كوركر بأنها غير واقعية.

ويرفض المسؤولون الأمريكيون الحديث عن تفاصيل الخطة، ولكن وفقا للجنرال الأمريكي جيمس سترافيدس القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) فإن الخطة «باء» التي تكلم عنها كيري في حال فشل اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا قد تتضمن عملا بريا وإقامة منطقة حظر للطيران، وأن هذه الخطة ستتضمن مشاركة قوات أردنية وسعودية، وهو أمر ناقشه الرئيس الأمريكي باراك اوباما مع الملك الأردني عبد الله الثاني أثناء اجتماعهما مؤخرا في واشنطن. كما أن المبعوث الرئاسي الأمريكي للتحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» قال في البيت الأبيض خلال لقاء مع الصحافيين إنه يجري البحث مع الأردنيين حول وقف تقدم قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» في جنوب وجنوب غربي سورية انطلاقا من تدمر.

وفيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الاثنين، أن وقف إطلاق النار»صامد عموماً» في سوريا رغم بعض «الحوادث المعزولة» التي سجلت في نهاية الأسبوع، قال مسؤول في المعارضة السورية لتلفزيون «العربية الحدث»إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت أصبح يواجه «إلغاء كاملاً» بسبب هجمات من جانب القوات الحكومية قال إنها انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا.

وقال بان كي مون للصحافيين في جنيف «يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموماً رغم أننا سجلنا بعض الحوادث»، مضيفاً أن مجموعة العمل حول الهدنة في سوريا «تحاول الآن العمل على عدم اتساع نطاق هذه الأمور واستمرار وقف الأعمال العدائية».

وقال أسعد الزعبي رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للتفاوض التي تتخذ السعودية مقرّا لها، إن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر يوم السبت «انهارت قبل أن تبدأ».

إلى ذلك أوضح وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، أن «الغارات ضد المعارضة المعتدلة في سوريا، تواصلت رغم اتفاق وقف الأعمال العدائية».

جاء ذلك في تصريحات صحافية في مدينة جنيف السويسرية، قبيل اجتماع لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، حيث قال «بحسب المعلومات التي وصلتنا فإن الغارات الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة مستمرة».

جاء ذلك فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في إفادة صحافية أمس الاثنين، إن من الممكن أن تصبح سوريا دولة اتحادية إذا كان هذا النموذج سيخدم الحفاظ على وحدة البلاد.

وقال ريابكوف «إذا خلصوا – نتيجة للمحادثات والمشاورات والمناقشات بشأن نظام الدولة في سوريا في المستقبل – إلى أن النموذج (الاتحادي) سيخدم مهمة الحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة فمن سيعترض على ذلك حينها؟».

وفي مقابلة في أيلول/ سبتمبر لم يستبعد الرئيس السوري بشار الأسد فكرة النظام الاتحادي، لكنه قال إن أي تغيير يجب أن يكون نتيجة لحوار بين السوريين واستفتاء لإدخال التعديلات اللازمة على الدستور.

وقال ريابكوف إن موسكو لن تعترض أيضا على «أي نموذج آخر لسوريا شريطة ألا يكون من إملاء شخص على بعد ألف كيلومتر من سوريا».

وقصفت القوات التركية مواقع لتنظيم «الدولة « في سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام المحلية الاثنين.

وقالت وكالة «دوغان» الخاصة للأنباء إن المدفعية التركية أطلقت 50 إلى 60 قذيفة من مدافع هاوتزر منتشرة في منطقة كيليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع لتنظيم «الدولة» في شمال محافظة حلب السورية.

 

قوات النظام السوري تقصف مواقع للمعارضة في ريف اللاذقية

هطاي – الأناضول – شنت قوات النظام السوري، الثلاثاء، هجمات على مواقع تابعة لفصائل المعارضة، بمنطقتي بايربوجاق(جبل التركمان)، وجبل الأكراد، بريف اللاذقية شمال غربي البلاد.

وذكرت مصادر محلية، أن “مدفعية النظام، بدأت بقصف نقاط المعارضة، ظهر اليوم، بصواريخ وقذائف مدفعية”، دون أن تورد عن معلومات فيما إذا سقط ضحايا.

وأوضحت المصادر، أن القصف استهدف محيط قريتي “أقجه باير”(البيضاء)، و”الصراف”، ببايربوجاق، ومواقع للمعارضة في أطراف قرية التفاحية بجبل الأكراد.

ولفتت المصادر ذاتها، إلى تحليق كثيف لطائرات بدون طيار فوق المنطقة.

يذكر أن قوات النظام السوري، تواصل هجماتها على منطقة بايربوجاق ومحيطها بريف اللاذقية الشمالي، منذ بدء سريان اتفاق “وقف الأعمال العدائية” بسوريا، في 27 فبراير/ شباط الماضي.

وكان مجلس الأمن الدولي، اعتمد الجمعة الماضي، بالإجماع، قرارًا أمريكيًا روسيًا حول “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، والسماح بـ “الوصول الإنساني للمحاصرين”، بدأ سريانه اعتبارًا من بعد منتصف ليل الجمعة-السبت 27 فبراير/ شباط الماضي، ويستمر لأسبوعين، وسجلت عشرات الخروقات للاتفاق من قبل القوات الروسية وقوات النظام خلال الأيام الأولى لسريانه.

 

روسيا تستخدم طائرات إسرائيلية بدون طيار في سماء سوريا

لندن ـ «القدس العربي»: كشف موقع «i24news» الإسرائيلي، أن الجيش الروسي يستخدم طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع في الحرب الدائرة على الأراضي السورية.

وبحسب الموقع الإسرائيلي فإن الصناعات العسكرية الإسرائيلية، «باعت هذه الطائرات إلى الجيش الروسي، شريطة ألا تقوم روسيا ببيع منظومتها الدفاعية (إس 300) إلى الإيرانيين»، مؤكدا أن روسيا أخلفت وقامت «ببيع هذه المنظومة للجيش الإيراني».

ويشير الموقع، أنه للمرة الأولى، ومنذ بدء التدخل الروسي في الحرب داخل سوريا، يتضح أن الجيش الروسي «يقوم باستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية ضد معارضي النظام السوري»، لافتا أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن «الطائرة الإسرائيلية بدون طيار من طراز «سيرتشر 2» تحولت إلى أداة بيد المحور الروسي- الإيراني- السوري وحزب الله».

ونوه الموقع، أن الطائرة الإسرائيلية غير المأهولة «شوهدت في القاعدة الجوية في حميميم السورية، بريف اللاذقية والقريبة من البحر الأبيض المتوسط»، منوها أن الشركات الإسرائيلية التي تنوي تصدير معدات عسكرية إلى روسيا، تحتاج الآن إلى «تقديم طلبات جديدة للحصول على تصريح للتفاوض حول بيعها لروسيا، وتصاريح جديدة لتصدير مثل هذه المعدات إليها».

ويدور الحديث حول طائرة متخصصة بالتجوال وجمع المعلومات الاستخباراتية، وهي تمتلك القدرة أن تبقى في الجو لمدة 15 ساعة، وأن تصل إلى مدى 250 كيلومترا، وعلى ارتفاع 20 ألف متر، بحسب توضيح الصناعات العسكرية الإسرائيلية.

كما يمكن تزويد هذا النوع من الطائرات بكاميرات للتصوير اليومي والليلي، وتمتلك القدرة على التقاط الصور من فوق الغيوم.

 

«حزب الله» يعلن استعادة جثة علي فياض قائد عملياته الخاصة في سوريا

بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: بعد إعلان سقوطه في سوريا وفقدان أثره خلال فتح طريق خناصر في حلب، نجح «حزب الله» في استرجاع جثمان القيادي علي أحمد فياض (المعروف بعلاء البوسنة لمشاركته سابقاً في تدريب مسلمي البوسنة والهرسك خلال المواجهات مع الصرب عام 1993). وفياض الذي استعيدت جثته من تلة الحمام في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد عملية نفّذتها ليل الأحد قوات خاصة من «حزب الله» والجيش السوري، يعتبر مسؤولاً على مستوى كبير من الأهمية، وكان يدير العمليات في المنطقة منذ أن دخل الحزب إلى سوريا. وقد سقط معه في معارك حلب عنصران للحزب هما أحمد سبيتي من بلدة عين قانا الجنوبية، وعلي كوكب.

وبعد استرجاع جثمانه تمت دعوة أهله لإعادة تقبل التعازي وفتح مجالس العزاء مجدداً بعدما تم الغاء التعازي على افتراض أن مصيره لا يزال مجهولاً، حيث لم يعثر عليه مع اثنين من مقاتلي «حزب الله»، وقيل إن أمين عام «حزب الله» طلب من عائلته وقف مراسم التعزية، حيث انتشرت أخبار عن أنه إما أُسر من قبل مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» أو أصيب ويختبئ في مكان ما. ومن المتوقع أن تجري مراسم دفن فياض اليوم في بلدته أنصار الجنوبية.

وعلم أن لفياض تاريخاً في معارك جنوب لبنان وسوريا، كما أن له دورا مهما في الدفاع عن بغداد عند دخول تنظيم «الدولة» إليها. وأعدّ الكمين الذي عرضته «المنار» منذ أسبوع في سهل الغاب، وكذلك أعدّ الكمين في بلدة العتيبة لـ 176 مسلحاً أثناء عبورهم من الأردن إلى غوطة دمشق في 26 شباط/فبراير 2014 والذي شكّل ضربة قوية لجيش الإسلام. وأفيد أن عدداً من ضباط الحرس الجمهوري قدموا التحية بطلب خاص من الرئيس بشار الأسد بعد استعادة السيطرة على بلدة شبعا الاستراتيجية على طريق مطار دمشق الدولي، وهو كان على رأس قيادة عمليات عزل المسلحين في جنوب دمشق خاصةً في معارك «الحجّيرة» و«السبينة» الصغرى والكبرى التي أبعدت مسلحي المعارضة السورية عن منطقة السيدة زينب، وبعيداً عن دمشق نحو تلال النبي يونس في أعلى شمال اللاذقية التي حُفرت بصماته عليها بأسلوب مرن وخطط متقنة فعلت فعلها في استعادة التلال والمراصد على نمط التكتيكات التي عُمل بها في جنوب لبنان أثناء الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت مصادر إعلامية مرتبطة بـ»حزب الله» الليلة قبل الماضية أن «علاء البوسنة» كان داخل سيارة مع ضباط يعملون ضمن فريقه عندما وقع في مكمن في منطقة متقدمة على طريق خناصر ـ اثريا، وأن المجموعة فقدت ولم يعثر على جثث أفرادها، وتوقعت المصادر وقوع علي فياض أسيراً لدى تنظيم «الدولة» قبل التأكد من موته.

 

موسكو تريد نظاماً مستقراً وموالياً لها في دمشق… ولن تقوي النظام ولن تحارب من أجله إلى الأبد

كيري تبنى المشروع الروسي في سوريا وطوعه لخدمة مصالح أمريكا وحلفائها

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: زاد عدد قتلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا وذلك في الآونة الأخيرة ومن بينهم ضباط وجنرالات ومعظمهم سقط في المعارك حول مدينة حلب في شمال سوريا.

ولم يكن قادة الحرس الثوري يعلنون عن مقتل عناصرهم لكن جنازاتهم أصبحت واضحة في طهران كما هي في الضاحية الجنوبية ببيروت حيث زاد عدد قتلى حزب الله الذي دخل للقتال حماية لنظام الرئيس بشار الأسد وكذا في مقبرة السلام في النجف جنوبي العراق حيث تصل أكفان الذين سقطوا في المعارك من عناصر الميليشيات الشيعية.

ولم يعد دور الحرس الثوري في الحرب السورية سراً مكتوماً، فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، اللواء قاسم سليماني وهو يوزع الحلوى على أطفال من بلدتي الزهراء ونبل الشيعيتين بريف حلب الشمالي.

وظهر سليماني في المقطع وحوله مجموعة من الأطفال يوزع الحلوى عليهم. وهذا هو الفيديو الثاني. وشارك سليماني في الهجوم الأخير الذي شنته قوات النظام السوري على مواقع المعارضة السورية في شرق حلب حيث قاد ميليشيات عراقية وأفغانية وعناصر من حزب الله ومن الحرس الثوري. وتحفل مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية بأخبار القتلى من الحرس الثوري في سوريا. وكان الجنرال حسين الهمداني الذي قتل العام الماضي من بين عدد من الضباط الكبار الذين خسرهم الحرس الثوري في معارك سوريا. وكان قادة الحرس مثل بقية الميليشيات يغلفون مشاركتهم في الحرب السورية تحت غطاء الدفاع عن «المزارات» الشيعية.

مستعد للتضحية بأبنائي

وفي هذا السياق كتب أنتوني لويد من طهران عن عزاء لمقاتل اسمه مسعود قتل في معركة حلب. وقال صحافي «التايمز» إن عائلته علقت على واجهة البيت يافطة «عزيزي مسعود، مبروك لقد نلت الشهادة» رغم أن جو العزاء في شقة والديه بالطابق الثاني كان يسوده الحزن والفخر في الوقت نفسه.

وقال والد مسعود، سفدر أصغري «أنا مستعد لمنح ابني الثاني للدفاع عن المزارات وكذا الثالث إن كانت هناك حاجة له». ويقول لويد إن ابنه قتل في الليل في معركة مع الثوار حول مدينة حلب بعيداً عن بيته 800 ميل.

ولم يكن مسعود واحداً من مئات الألوف من السوريين الذين ماتوا دفاعاً عن نظام الأسد بل عنصراً تلقى تدريباً جيداً في قوات الباسيج، الميليشيا التابعة للحرس الثوري الإيراني. ويضيف لويد أن قرار عائلته الحديث عن وفاته يقدم صورة عن الحرب السرية التي خاضها الحرس الثوري في الأسابيع السابقة في سوريا، وهي الحملة التي أدت إلى حرف ميزان الحرب لصالح النظام مما زاد من نفوذ إيران في المنطقة في الوقت الذي تراجع فيه التأثير الأمريكي. وفي حداثته قرر مسعود الذي كان مبرزاً بدراسته الإنضمام إلى الباسيج أو «قوات التعبئة الشعبية».

وعندما وصل العشرين من عمره كان قد تلقى تدريباً كجندي وطيار وخبير في أساليب الدفاع عن النفس وكسائق.

وتغطي صوره جدران شقة والديه الصغيرة في حي أبوزر في جنوب- غرب العاصمة طهران. ويقول والده إن مسعود جاءه في ربيع العام الماضي وطلب إذنا منه للتطوع والخدمة العسكرية كـ «مدافع عن المزارات» في إشارة إلى مقام السيدة زينب في جنوب العاصمة دمشق. ويقول والده «كنت فخوراً أنه ذهب إلى هناك».

ويعلق الكاتب أن المستشارين الإيرانيين لعبوا دوراً قيادياً منذ عام 2012 وتحت قيادة اللواء سليماني في تدريب وتمويل الموالين للنظام الذين يتفوق عليهم على عدد عناصر الجيش التابع للحكومة. وأضاف لويد أن عدد العناصر التابعين من حزب الله والأفغان والباكستانيين الشيعة قد زاد في الأشهر.

وتزامن وصولهم مع الحشود البرية التي تجمعت ولقيت تغطية جوية من روسيا وتم قصف مواقع المعارضة المسلحة.

ويقول لويد إن عدد عناصر الباسيج والحرس الثوري غير معروف «وهو سر محفوظ إلا أن صور «الشهداء» منتشرة حول العاصمة طهران. وفي مقبرة بهشت الزهراء للشهداء دفن مسعود في قبر قريب من قبور المقاتلين الذين سقطوا معه في سوريا. وكتب على شهادة قبر «يا زينب، كلنا إخوانك».

ويقول إن الجنرال سليماني المسؤول عن العمليات الخارجية وتحول إلى «محارب معاصر» في نظر الكثير من الإيرانيين لعب دوراً في إنقاذ نظام الأسد من الإنهيار. فقبل عام كانت الولايات المتحدة تتوقع انهياره في وقت قريب. فيما أصرت القوى الغربية على رحيله كشرط لتحقيق السلام. ولكن الوضع الآن تغير فبمساعدة من الحرس الثوري والطيران الروسي يبدو الأسد اليوم قويا.

وكان مسعود قبل مقتله في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 قد قضى ثلاث مهام في سوريا. وتقول عائلته إنه في زياراته لهم لم يكن يتحدث عما فعله هناك سوى التحدث بفخر عن مرافقته مرة اللواء سليماني في رحلته إلى سوريا.

وتتذكر والدته زهرة قائلة «اخبرنا أنهما التقيا أكثر من مرة وتبادلا النكات» و»في اليوم الذي قتل فيه انضم سليماني إلى عزاء نظمه له أصدقاؤه في سوريا وقدم تعازيه لهم ورفع من معنوياتهم». وتقول إنها شعرت قبل ساعات من مقتل ابنها بهواجس عميقة عما سيأتي «عند الغروب شعرت بألم في قلبي بأن أمراً مشؤوماً سيحصل لابني» و»عندما جاءوا في اليوم الثاني ليخبروني أن ابني مسعود مات قلت لهم إنني أعرف ماذا حدث له». قتل مسعود يوم الخميس ونقلت جثته التي تأثرت بفعل انفجار يوم الجمعة إلى إيران ودفن يوم الأحد إلى جانب إيرانيين قتلوا معه في الحادث نفسه.

لن تتغير السياسة

ورغم الخسائر المتزايدة للحرس الثوري إلا أن السياسة الخارجية لن تتأثر بنتائج الانتخابات البرلمانية التي حقق فيها الإصلاحيون نتائج جيدة، خاصة في العاصمة.

ومع أن الحرب السورية لا تحظى بشعبية واسعة إلا أن الكثير من الإيرانيين يتعاملون معها كحرب نبيلة لأنها تجمع بين الواجب الديني والدفاع ضد توسع تنظيم «الدولة» حسبما يقول لويد. وتطوع شقيق مسعود، محسن، 29 عاماً في سوريا وتقول عائلته إن 200 من الشباب عبروا عن رغبة للقتال بعد مقتل مسعود وأربعة مقاتلين من الحي نفسه. ويقول محسن «هناك أربعة أسباب للقتال، للدفاع عن المستضعفين والدفاع عن المزارات ووقف تقدم العدو دفاعاً عن الكرامة الوطنية».

وقالت أخرى «يحتل قاسم سليماني مكاناً مهماً في حياتنا، وهناك عدد كبير من الشهداء لكن هذا لا يثير الحزن فشجرة الثورة تنمو كل يوم». ويظهر مقتل عناصر الباسيج والحرس الثوري أن الذي يقرر مسار العلاقات الخارجية الإيرانية خاصة مع جيرانها هم قادة الحرس الثوري وليس وزارة الخارجية وعليه فمن الباكر الاحتفال بنتائج الإنتخابات البرلمانية التي فاز فيها الإصلاحيون بمقاعد مهمة.

وكما علقت صحيفة «التايمز» فلا تزال إيران دولة راعية للإرهاب. ولهذا فنتائج جولة انتخابات واحدة لن تغير من منظور الدولة ورؤيتها للعالم كما ولا تعتبر تأكيداً على ما حققه اتفاق نووي طبخ على عجل، أي عودة إيران للمجتمع الدولي وكبلد تغير سلوكها كما يؤمن الرئيس باراك أوباما.

ومن منظور صناديق الإقتراع فالنتائج هي تعبير عن تحول وليس «ربيعاً فارسياً» وهي مكافأة من الناخبين للرئيس روحاني الذي يتوقع أن يفوز بدورة رئاسية العام المقبل.

وتظل خطوة مهمة تزامنت مع بدء تطبيق الهدنة في سوريا التي لا تزال صامدة رغم بعض الخروقات التي رافقت بدء تطبيقها. ولا بد من الإشارة إلى أن الهدنة هي تحرك روسي تم بشروط روسية وبدون تأثير أمريكي ولهذا يخشى المقاتلون في المعارضة أن يكون وراء الهدنة والإنسجام الأمريكي معها حيلة.

لا أفراح

وقالت شبكة أنباء «سي أن أن» الأمريكية أن وقف «الأعمال العدائية» وإن أدت لتخفيف الغارات الجوية إلا أن المعارضة والسكان في مناطقها لا يحتفلون.

وبحسب كلاريسا وورد، مراسلة الشبكة التي استطاعت دخول مناطق المعارضة في حلب، وهي المناطق التي شهدت قصفاً مكثفاً في الأشهر الماضية. فقد حدة الغارات الجوية لكن الناس لا يعبرون عن فرحهم.

وقالت إن الساعات التي سبقت بدء الهدنة تميزت بقصف مكثف كما نقلت شك الناس بالتزام نظام الأسد ويعتقد السكان أن الهدنة هي محاولة لمنح النظام الوقت للسيطرة على أراض جديدة «ولهذا السبب فالكثير من الناس الذين تحدثنا إليهم هم ضد وقف إطلاق النار».

وسجل فريق «سي أن أن» تظاهرة ضد الهدنة رفع فيها المتظاهرون يافطات كتب عليها «وقف إطلاق النار خيانة للشهداء»، وهتف المتظاهرون «يجب أن نواصل القتال» و»يجب أن نتحد». ودعا إمام مسجد في خطبة يوم الجمعة المصلين لعدم الإلتزام بوقف إطلاق النار. وتعلق وورد «أعتقد أن هذا الوضع يظهر الإنفصال الحاصل بين الناس الذين يقاتلون ويموتون في الميدان وبين الذين يتوصلون لاتفاقيات».

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل فصائل المعارضة قد أكدت أن 97 من الفصائل التابعة وافقت على الهدنة التي ترى صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها أنها «اللعبة الوحيدة» المتوفرة.

الخيارات الروسية

وقالت «لقد طال أمد الحرب ولم تثبت الدبلوماسية نجاعة فيها حيث كان يؤمل بأن تنهي الحرب أو توضع تحت السيطرة وهو ما بدا أنه صعب المنال». ولاحظت الصحيفة أن اتفاق وقف الأعمال العدائية يبدو حتى هذ الوقت صامداً.

ويعطي المراقبون فرصة النجاح للهدنة ليس لأنها تعبير عن تغير في مواقف المشاركين في الحرب، فلا يزال كل طرف يكره الطرف الآخر. إلا أن الهدنة تخدم مصالح اللاعبين في الأزمة من أجل ملاحقة أهدافهم وتحقيقها بطريقة مختلفة.

ولا يستثنى في هذا العنف ولكنه يقلل من دوره في النزاع. وتضيف أن سوريا هي مسألة معقدة وخطيرة وتدفع الدول التي تواجه بعضها البعض للتعاون من أجل منع مخاطر لا يمكن لطرف مواجهتها بنفسه.

وتصف الصحيفة سوريا بأنها تقاطع معقد على طريق سريع في يوم طقسه سيئ يهدد بتراكم الحافلات والعربات في أي لحظة. ويجب التأكيد هنا أن الهدنة تمت بشروط روسية وتخدم النظام السوري حيث ستستمر الخروقات وكذا مخاطر مواجهة روسية- تركية.

وتعتقد الصحيفة أن المخاوف من توسع الحرب كانت الدافع الرئيسي وراء المفاوضات التي انتهت باتفاق الهدنة.

وأشارت إلى الأثر الذي تركه التدخل الروسي على الحرب السورية فقد «هز الشجرة» على حد تعبير العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني و»بالتأكيد فقد غير قرار الرئيس فلاديمير بوتين إرسال قوات كبيرة إلى سوريا الوضع في ذلك البلد».

وقوى التدخل العسكري النظام بطريقة جعل من الإطاحة به أمراً بعيد المنال. ووضع التدخل العسكري المعارضة في حالة حرجة وحرمها من تحقيق هدفها الرئيسي وهو الإطاحة بالأسد. لكن النجاح الروسي جلب معه مشاكله لأن شن الحرب أسهل من تحقيق تسوية سياسية.

وعلى ما يبدو لا يريد الروس تقوية نظام الأسد عسكرياً ولا القتال من أجله للأبد. فهدف موسكو كما تقول الصحيفة هو تحقيق الإستقرار في سوريا بنظام صديق وموالٍ لها وهذا الهدف يتناقض مع الدعم المطلق للأسد أو مساعدته استعادة السيطرة على كامل سوريا. وقالت الصحيفة إن روسيا التي اتصلت بعدد من رموز المعارضة السورية ربما فهمت الآن أن عدداً قليلاً منهم لن يقبل بتغيير تجميلي لنظام لا يتغير ولا بد من تسوية نهائية تقبل بها الدول العربية السنية والأكراد.

أين أمريكا؟

وتعتقد أن التدخل الروسي ونتائجه ستؤثر على حملة مشتركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية مثلما سيجعل من مهمة إعادة سوريا لما كانت عليه أمراً معقداً، وهي مهمة ضخمة فعلاً. وتنبع ضخامة المهمة من تخلي الولايات المتحدة عن دورها في سوريا. فقد بدا جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي الطرف الأضعف في محادثات الهدنة. وخسرت واشنطن مصداقيتها عندما هدد باراك أوباما بضرب الأسد ولم ينفذ تهديداته بعد استخدام السلاح الكيميائي عام 2013. ولم تحقق واشنطن مكاسب سريعة في حملتها ضد تنظيم الدولة في العراق. وبات تأثيرها على هذا البلد ضعيفاً ولا يثير الإعجاب.

ومن هنا فما قام كيري بعمله هو تبني المشروع الروسي في سوريا وتطويعه بشكل يخدم المصالح الأمريكية والأوروبية والدولة المعنية بالنزاع. وتختم «الغارديان» بالقول «أمريكا وروسيا بحاجة لبعضهما البعض ولكن كل منهما يحاول استغلال الآخر. وقد ينحرف مسارهما لكن المشكلة أن هذه هي اللعبة الوحيدة المتوفرة في المدينة، وهي اللعبة الوحيدة التي يمكن أن تحمل وعوداً للسوريين بتخفيف معاناتهم».

وعبر عن الموقف نفسه ديكستر فيلنكس في «نيويوركر» حيث كتب متحدثاً عن ظروف الهدنة ووعودها ببدء المفاوضات من جديد لكنه قال «في ظروف صعبة كالتي تشهدها سوريا- حيث قتل نصف مليون نسمة وشرد نصف عدد السكان من بيوتهم- فأي اتفاق مهما كان محدوداً ويعد بتخفيف المعاناة يجب الإحتفال به». ولكن الهدنة ليست سوى مصادقة على «الوضع القائم» الذي بدأ عندما أمر بوتين قواته بالتدخل في روسيا.

 

مفتي النظام السوري أحمد حسون الذي هدد بتفجير أوروبا يزور بولندا ويخطب داخل برلمانها عن «الإرهاب»

حازم داكل

ستوكهولم ـ «القدس العربي»: أعلنت رابطة المغتربين العرب السوريين في بولندا التي يديرها مقربون من النظام السوري عن دعوة وجهت للجالية السورية هناك لحضور مؤتمر برعاية «المجموعة البرلمانية الوطنية الديمقراطية البولونية» في مبنى البرلمان في العاصمة وارسو، تحت عنوان «النتائج الثقافية والسياسية لما يسمى بالدولة الإسلامية» بحضور كل من مفتي النظام السوري أحمد حسون، و الأب لوقا الخوري النائب البطريركي للروم الارثذوكس في العاصمة السورية دمشق، وشخصيات رسمية سورية أخرى في يوم الجمعة 18 من آذار/مارس وهو يوم يصادف ذكرى انطلاق الثورة السورية.

وتعد تلك الزيارة لشخصيات رسمية دينية هي الأولى من نوعها منذ أعوام، خصوصاً بعد أن توعد مفتي النظام السوري أحمد حسون أمريكا وأوروبا بعمليات «استشهادية» على أراضيهم في أواخر عام 2011 بعد انطلاق الثورة السورية بأشهر قليلة. وأطلقت شخصيات ومنظمات غير حكومية في بولندا بالتعاون مع نشطاء سوريين حملة سموها «المفتي الذي هدد بتفجير أوروبا قادم إلى بولندا» هدفها مقاطعة تلك الزيارة والضغط على الحكومة اليمينية لعدم استقبال تلك الشخصيات المتورطة بدماء السوريين، بحسب تعبيرهم.

وقال بسام العويل البروفيسور في جامعة «كاجيميج» وأحد أعضاء البيت السوري «المعارض» في بولندا إن البيت السوري في وارسو يعمل بكل الوسائل المتاحة لإفشال تلك الزيارة، وإنهم أرسلوا اعتراضاً رسمياً إلى جهات رسمية مختلفة لقطع الطريق أمام هذه الخطوة غير المسبوقة على المستوى الأخلاقي.

وأضاف أن «بعض وسائل الإعلام البولندية تناولت خبر قدوم مفتي النظام السوري حسون ووصفته بـ»الإرهابي»، وما زلنا نتابع التواصل مع الخارجية البولندية ومكتب الأمن القومي بهدف الاعتراض على تلك الزيارة».

أما الناشط السوري سامر المصري مدير منظمة «سوريا حرة» فقال في حديث خاص لـ «القدس العربي» إن موالي النظام السوري وجدوا بؤرة لهم في العاصمة وارسو، هناك سياسيون بولنديون يمينيون يريدون التعاون مع النظام السوري وروسيا وهم من يفتحتون لهم الأبواب وينسقون لهم الزيارات الرسمية.

وأضاف أن بولندا أصبحت ملاذاً آمناً للصف الثاني من النظام السوري وأنهم بدأوا بإدارة أملاك ومشاريع وهم بطور توسيع نشاطهم ولهذا بدأ البعض منهم بالتقرب من السياسيين البولنديين اليمينيين، وخلال تلك الزيارة سيتم حشد موالي النظام في مسيرات ترحب بتلك الزيارة، وختم قوله بأن «منظمة سوريا حرة تريد أن تقنع الحكومة البولندية بأن تلك الزيارة ستسيء لسمعة البلاد لأن تلك الزيارة وتنظيم هذا المؤتمر غير متوافق مع سياسة بولندا الخارجية خصوصاً وأنها عضو في الاتحاد الأوربي».

وقال أحد أعضاء النادي السوري في بولندا المقرب من النظام السوري إن ذلك المؤتمر كان من المقرر أن يعقد في 26 من شباط/ فبراير الماضي، لكنه تأجل بعد طلب من الخارجية البولندية لدراسته، وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن رئيس البرلمان برونيسواف كوموردفكس أبدى موافقة أولية على عقد هذا المؤتمر داخل مبنى البرلمان البولندي لكن وزارة الخارجية لم تعط الموافقة النهائية بعد، وأنهم لم يصدروا أي تأشيرات سفر لتلك الزيارة.

 

الروس يتسوقون و«السوخوي» في إجازة مؤقتة… واستراحة في داريا وجوبر والغوطة

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: مؤقتاً.. لليوم الثالث على التوالي يبدو اتفاق وقف إطلاق النار صامداً في سورية، ما تزال الوسائط النارية شبه صامتة في أغلب الجبهات الرئيسية التي اعتادت الحرب طوال السنوات الماضية.

قاذفات السوخوي الروسية أخذت قسطاً من الراحة فيما وجد الطيارون والفنيون الروس أن لديهم بعض الوقت لقضاء أوقات ممتعة على شاطئ مدينة اللاذقية وفي مطاعمها ريثما يعاودون طلعاتهم الجوية.

شوهد بعض الطيارين يتسوقون ملبوسات من محال المدينة الساحلية التي بات ريفها الشمالي بالكامل تحت سيطرة الجيش السوري. أما مروحيات الجيش السوري فاكتفت بإلقاء منشورات فوق عدد من بلدات الغوطة الشرفية بريف دمشق لاسيما فوق جوبر وزملكا تخاطب المسلحين بعبارة: سلّم تسلم دون أن تٌغفل تلك المنشورات الإشارة لما سمتها المصالحة الوطنية. في هذه الأثناء استثمرت السلطات السياسية السورية الوقت الضائع في حقل الانتخابات التشريعية المقبلة، فأفردت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة القريبة من السلطة مساحات من بثها الإعلامي للحديث عن التحضيرات للانتخابات البرلمانية.

لم تُسمع مدفعية قاسيون منذ يومين في أجواء دمشق، فقد أخذ جنود الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة استراحة في جبهات داريا وجوبر ودوما وحرستا وفي عمق الغوطة الشرقية.

ووجدت المؤسسة العسكرية السورية في وقف إطلاق النار فرصة للتفرغ نحو تنظيمي «الدولة» و»النصرة» في أرياف حمص وحماه ودير الزور الشرقي فأوقعت هجمات جوية للمقاتلات السورية أكثر من عشرين قتيلاً من تنظيم «الدولة ـ داعش» في مدينة البوكمال 130 كم شرق دير الزور.

 

رابع أيام “الهدنة السورية”: قصف ومناشير ورقية لترك السلاح

أحمد حمزة

شهدت مناطق سيطرة المعارضة السورية صباح اليوم الثلاثاء، تحليقاً للطيران الحربي، في سماء غوطة دمشق الشرقية، كما تعرضت قريةٌ بريف حماة الجنوبي، لقصفٍ مدفعي وجوي.

وقال المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي” محمد السباعي لـ “العربي الجديد”، إن “مدفعية النظام قصفت صباحاً قرية حر بنفسه” بريف حماة الجنوبي، المتاخم لريف حمص الشمالي، كما “شن الطيران الحربي قرابة الساعة العاشرة صباحاً (التوقيت المحلي) غارتين بالصواريخ الفراغية في ذات القرية التي لم تتوقف محاولات قوات النظام للتقدم فيها، منذ بدء وقف إطلاق النار ليلة الجمعة/السبت الماضية.

يأتي هذا فيما أكدت مصادر محلية في ريف دمشق، تحليق الطيران الحربي في سماء الغوطة الشرقية، إذ ألقى مناشير ورقية، تحمل عبارات إن “الحرب تقترب من نهايتها، والجيش السوري يحقق المزيد من الانتصارات”، وأنه “سيتم العفو عن المسلحين الذين يتخلون عن سلاحهم طواعية، وكذلك الأشخاص الذين غرر بهم ولن يتم ملاحقة أي منهم”.

ويختتم المنشور الذي حصل “العربي الجديد” على نسخة منه، بعبارة “إن اختيارك لطريق السلم والأمان هو أفضل بكثير من اختيارك لطريق الحرب والدمار”.

وكانت الاشتباكات تواصلت أمس على جبهات المرج وسط الغوطة الشرقية لدمشق، والتي لم تتوقف منذ بداية “الهدنة”، حيث تعرضت مناطق المعارضة هناك لقصفِ مدفعية النظام، مع إحراز قواته لتقدمٍ ضئيل في تلك الجبهة.

 

الأسد يدعو المعارضة لإلقاء السلاح..وقواته تواصل خرق الهدنة

وصف الرئيس السوري بشار الأسد اتفاق “وقف الأعمال العدائية” بأنه “بصيص أمل” لحل الأزمة السورية، متعهداً بالمساعدة على إنجاحه. وقال الأسد، خلال مقابلة أجراها مع تلفزيون “ARD” الألماني، إن “الإرهابيين خرقوا الاتفاق منذ الساعة الأولى”،  مشيراً إلى أن “الجيش السوري يمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على الاتفاق.. لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الآخر”.

 

ودعا الأسد المعارضة المسلحة إلى إلقاء السلاح والعودة إلى الحياة المدنية، مشيراً إلى أنه “سواء أراد (المسلح) الانضمام إلى العملية السياسية، أو لم يكن مهتماً بالعملية السياسية، ولم يكن لديك أي أجندة سياسية، لا يهم. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي قانونياً ودستورياً، واستناداً إلى مصلحة الشعب السوري والمبدأ الذي تقوم عليه أي دولة هو أنه لا يُسمح لك، كمواطن، أن تحمل الأسلحة الرشاشة وتُلحق الأذى بالأشخاص أو الممتلكات. هذا هو كل ما نطلبه. نحن لا نطلب شيئاً. إننا نمنحهم العفو الكامل، وقد حدث ذلك، وانضموا إلى الجيش السوري، وبعضهم انضم إلى الحياة السياسية”، على حد تعبيره.

 

الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة/السبت، نتيجة اتفاق أميركي-روسي، سجّلت 15 خرقاً خلال 24 ساعة الماضية، في أرياف دمشق، وحلب، وحمص، واللاذقية، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، في حين نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا لم تنتهك وقف الأعمال القتالية في سوريا، مشيراً إلى أن بلاده لم تتلق أي شكاوى من قبل المعارضة السورية. وأكّد أن القصف الروسي مستمر ولكن “ليس في مواقع المعارضة”.

 

في المقابل، وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” حالات خرق للهدنة ارتكبها النظام وروسيا، ما يدحض مزاعم الأسد وبوغدانوف. وقال التقرير إن ما تمّ توثيقه حتى ظهر الثلاثاء، بلغ 44 حالة خرق، تراوحت ما بين أعمال عسكرية وأعمال اعتقال. وقامت القوات الحكومية بـ20 عملية قتالية خرقت من خلالها الهدنة، وكان نصيب محافظتي إدلب وحماة 5 خروقات لكل محافظة، في حين بلغ عدد الخروقات في كل من حمص وريف دمشق 4 خروقات قتالية في كل محافظة، فيما تمّ خرق الهدنة في اللاذقية بعمليتين قتاليتين.

 

وقامت القوات الروسية بتنفيذ 6 خروق للهدنة، توزعت على الشكل التالي: 5 في محافظة حماة، وخرق واحد في محافظة حلب. وشهدت حلب خرقاً آخر للهدنة من قبل قوات الإدارة الذاتية الكردية، وسقط ضحية هذه الخروق 13 قتيلاً مدنياً، إضافة إلى  6 قتلى من مسلحي المعارضة. أما خرق الهدنة عن طريق الاعتقال، فقد تمّ عبر اعتقال 17 شخصاً من قبل القوات الحكومية توزعوا على عدد من المحافظات السورية على الشكل التالي: 4 معتقلين من محافظة دمشق، 3 من كل من اللاذقية، وريف دمشق، وحلب، ومعتقلان في كل من حماة وحمص.

 

من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الثلاثاء، في المؤتمر الدولي لنزع السلاح المنعقد على هامش الدورة الـ31 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلى بدء مشاورات دولية حول منع وقوع أسلحة الدمار الشامل بأيدي الإرهابيين، وإلى وضع اتفاقية دولية حول التصدي لـ”الإهاب الكيماوي”. معتبراً أن الجميع بات يعترف بتنامي خطر وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي كيانات غير دولية، في إشارة إلى أنباء تحدثت عن استخدام مواد سامة من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة مارع السورية، محذراً من خطر وقوع هجمات مشابهة في كل من ليبيا واليمن.

 

وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري قد قال في مؤتمر صحافي، عقده مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الليلة الماضية، إن بلاده تبذل جهوداً للتحقق من الانتهاكات المزعومة لوقف الأعمال القتالية في سوريا. مشيراً إلى أن أميركا تدقق “في العملية التي انشأناها لمعرفة هل حدث إنتهاك فعلاً، أو أنه كان في الواقع اشتباكاً مشروعاً ضد جبهة النصرة فقط أو داعش فقط”. وأكّد على أنه بالرغم من وجود تقارير عن انتهاكات للهدنة إلا أن غالبية المناطق السورية شهدت إنخفاضاً في أعمال العنف، داعياً “جميع الأطراف ألا تبحث عن وسيلة للتملص من المسؤولية التي يفرضها اتفاق وقف الأعمال القتالية”.

 

وأعلنت الإدارة الأميركية أن مسؤولين في البنتاغون عقدوا، الاثنين، اجتماعاً عبر الفيديو، مع مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، تباحثوا خلاله في سلامة العمليات العسكرية الجوية في سوريا. ووفقاً للاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو في تشرين الأول/أكتوبر حول التنسيق في الأجواء السورية، فإن البلدين يجريان مباحثات منتظمة من أجل تحسين سبل وآليات التواصل بين العسكريين لتجنب وقوع أي حادث اصطدام أو اشتباك بين الطرفين. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك، إن الاجتماع بحث سلامة الطلعات الجوية “حصراً”، مشيراً إلى عدم التطرق إلى مسألة وقف إطلاق النار. وأكّد كوك، أن تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا يبحث حالياً، بين أميركا وروسيا، على المستوى الدبلوماسي وليس العسكري.

 

أميركا تُشرك السوريين بمراقبة الهدنة: إعلان موجّه إلى القتلى

نذير رضا

ليس الإعلان الأميركي الذي نُشر في الصحف صباح الاثنين، للابلاغ عن خرق الهدنة السورية، إشراكاً للمواطن العادي في مراقبة اتفاق “وقف الاعمال العدائة في سوريا” فحسب. هو استدعاء لتفعيل كل المشتبه بامكانية خرق الإتفاق، إلى الحياد، وفق القاعدة المتبعة في علم النفس التربوي: “حمّله المسؤولية لتكتفي شرّه”.

 

غير أن الإعلان، في انطباعاته الأولى، يوحي بانتقاص أميركي من دوره الذاتي، كمراقب دائم للهدنة، وعنصر فاعل في ضبطها. قد يقود الاعتقاد، للوهلة الأولى، إلى أن الولايات المتحدة الأميركية، أقوى الدول، وأكثرها امتلاكاً لآليات الرصد والمتابعة على الاطلاق، تستعين بمن لا يمتلكون حولاً ولا قوة. تستدعي جهودهم، كما لو كانت عاجزة.. وهي الدولة التي رصدت مواقع انتشار الاسلحة الكيميائية في السابق، وكانت إحدى الجهات المشرفة على اتفاقية إزالتها. فكيف لها، ولأقمارها الاصطناعية، ومنصاتها الالكترونية، ألا ترصد انتهاكاً لوقف إطلاق النار؟ وكيف للولايات المتحدة ألا تكون الرائدة في موقع ضمان تنفيذ الاتفاق؟

 

في الانطباع الأول، تبدو واشنطن قد حولت ضماناتها لتنفيذ الاتفاق، إلى إعلان. مجرد ورقة وصورة، تلي خمس سنوات من القتل، والقتل المضاد. للوهلة الأولى، يعتقد المتلقي، الذي صادفه الإعلان، أن واشنطن تحتاج إلى من يخبرها بأن هناك من يقتل. تالياً، يعتبر ذلك دعوة صريحة للقتلى في الماضي، والقتلى الحاليين، وهم ضحايا خرق اتفاق الهدنة، والقتلى المستقبليين، إلى الإبلاغ عن قتلهم، مما يشير إلى أن الاتفاق بأكمله هشّ، ويستلزم جهود فاقدي القوة والحياة، للإبلاغ عن دمائهم، وهو ما يستحيل، وما يكشف عورة الاتفاق نفسه.

 

غير أن شكل الإعلان، ليس إلا فرضية من غايات نشره. وأمام المعرفة المسبقة بقوة أميركا، وقدرتها على رصد الانتهاك، مطلق انتهاك، إذا توفرت الجدية لمنع حدوثه، ومعاقبة المسؤولين عنه، تنتفي الفرضيات السابقة.

 

وعليه، يُقرأ الإعلان على أنه استدعاء للمواطن السوري، المقيم واللاجئ، ليتحول إلى عنصر فاعل في تنفيذ الخطة. دور المقيم، تتمثل في المشاركة بالفعل، عبر الابلاغ والرصد.. أما دور اللاجئ، فيتمثل في الضغط على المقيم ليكون عنصراً فاعلاً في تنفيذ الاتفاق. وهكذا، يصبح المقيم جزءاً من الفعل، مدافعاً عنه، وحريصاً على عدم انتهاكه، كما أن يكون مسؤولاً عن تطبيقه ورعايته.

 

اشراك المشتركين بالهدنة قسراً، يحيلهم إلى موقع المسؤولية، وليس موقع المراقب فحسب. يصبح كل منهم الفرد الضامن للاتفاق، والمنقذ له. يتساوى هنا بينه وبين العنصر الأميركي أو الروسي الذي يراقب سير تنفيذ الاتفاق.. ويتفوق على العنصر النظامي، أو المعارض، بالمسؤولية عن حسن سيره.

 

هو، إذن، إعلان ردعيّ لانتهاك محتمل. وبه، يتم تحييد جزء من العازمين على انتهاكه. بمعنى آخر، هو لا يشبه الاعلانات المطلوب من اللبناني نشرها في الجريدة الرسمية، للإبلاغ عن عاملة منزلية اختفت، أو رجل هرم “خرج ولم يعد”، أو الإعلان عن فقدان جواز السفر. هو إشراك بالاتفاق، كما لو كان الفرد أحد المبادرين لاقرار، والساعين لتطبيقه.. وإبلاغ، لمن يعنيه الامر، بأن الاتفاق ليس برعاية أميركية وروسية فحسب.. هو قائم، بضمانة المواطنين أنفسهم.

 

«يديعوت أحرونوت»: الأسد يستخدم طائرات إسرائيلية

الهدنة السورية تترنّح وروسيا تجاهر بالتقسيم

بعد أسبوع على تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن تقسيم سوريا إذا فشلت الهدنة، سيكون أمراً واقعاً، جاهرت موسكو بأن التقسيم تحت مسمى الفدرالية، ممكن إذا كان هذا الأمر «يفيد وحدة البلاد»!.

 

ووسط هذا التقاطع الأميركي ـ الروسي عند التقسيم، يظهر الشبح الإسرائيلي في ظلال المشهد السوري، تارة عبر التنسيق مع موسكو في تقاسم الأجواء السورية وطوراً في المحادثات مع واشنطن في خصوص الشأن السياسي السوري، وأخيراً عبر ما كشفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» بشأن استخدام نظام بشار الأسد في حربه ضد معارضيه طائرات إسرائيلية بلا طيار كانت موسكو اشترتها في وقت سابق.

 

ومسألة تقسيم سوريا ليست أمراً مستجداً، وما الجديد في ذلك سوى التصريحين الأميركي والروسي، إذ كشفت تقارير عدّة في وسائل إعلام غربية وعربية وإسرائيلية، أن التدخل الروسي الموافق عليه أميركياً، إنما جاء لينقذ رأس نظام الأسد ويفرض حزام أمن لما تعتبره موسكو «سوريا المفيدة»، وهو عبارة عن الطريق الدولية الممتدة من الحدود الأردنية حتى الحدود التركية، في منطقة تتضمن دمشق وحمص وحلب والساحل السوري وأريافه.

 

والسؤال الذي يُطرح بقوّة يتعلق بدور إيران و»حزب الله» في هذا الشأن من خلال القتال والموت في سبيل بقاء نظام الأسد؛ وسؤال ثانٍ يُطرح، هو ما إذا كانت تركيا ترضى بتقسيمات «سوريا المفيدة» وفق التصور الروسي/ الأميركي، بما يشمل مناطق يريد الأكراد إقامة كيان لهم فيها، وهذا يهدد وحدة الأراضي التركية خصوصاً المناطق ذات الغالبية الكردية؛ وثالثاً: هل تقبل الدول العربية أن تُقَسَّم دولة عربية مركزية، وتؤسس بالتالي لإعادة رسم حدود كل الدول العربية؟.

 

إذاً، فبعد أسبوع على تصريح كيري، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في إفادة صحافية أمس إن من الممكن أن تصبح سوريا دولة اتحادية، إذا كان هذا النموذج يخدم الحفاظ على وحدة البلاد. وقال ريابكوف «إذا خلصوا.. نتيجة للمحادثات والمشاورات والمناقشات بشأن نظام الدولة في سوريا في المستقبل.. إلى أن النموذج (الاتحادي) سيخدم مهمة الحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة، فمن سيعترض على ذلك حينها؟».

 

وأكد ريابكوف أن موسكو لن تعترض أيضاً على «أي نموذج آخر لسوريا شريطة ألا يكون من إملاء شخص على بعد ألف كيلومتر من سوريا«.

 

وكان وزير الخارجية الأميركي حذر الأربعاء الماضي في تصريح أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، من صعوبة منع تقسيم سوريا. وقال إنه طالما «استمر القتل، فإن هذه الدائرة المدمرة ستغذي نفسها« وإنه «من الصعب جداً الحفاظ على وحدة الدولة إذا لم يتوقف القتال في البلاد قريباً«.

 

ولا تبدو الهدنة ناجحة وإن انخفض عدد ضحايا القصف الروسي ـ الأسدي. وفي هذا السياق أعطى رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض لمحادثات السلام أسعد الزعبي، تقويماً متشائماً للهدنة. وقال لقناة «العربية الحدث» التلفزيونية «نحن لسنا أمام خرق للهدنة… نحن أمام إلغاء كامل للهدنة». وأضاف من دون إسهاب «أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماماً في كل الاختبارات… عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام». وتابع «لا تبدو أي مؤشرات لتهيئة بيئة» لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من آذار المقبل.

 

وقالت الهيئة العليا للتفاوض إن الحكومة السورية انتهكت اتفاق وقف العمليات القتالية 15 مرة في اليوم الأول وإن ثمة انتهاكات أخرى من روسيا و»حزب الله» وكلاهما حليفان للأسد.

 

وقال العقيد فارس البيوش قائد الفرقة الشمالية المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، إن «الضربات الجوية كثيفة اليوم ولا سيما التي تقوم بها الطائرات الروسية». وقال أبو البراء الحموي وهو مقاتل مع جماعة «أجناد الشام» في شمال غرب سوريا، إن الحكومة قصفت عدداً من القرى. وأضاف أن هذا قصف معتاد وأن النظام بعد الهدنة لا يختلف عما قبلها.

 

واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في إفادة صحافية أن بعض الانتهاكات كانت متوقعة. وأضاف أن الإدارة الأميركية «توقعت أن تكون هناك تقارير عن حدوث انتهاكات وأننا سنواجه بعض المعوقات على طريق تطبيق (الاتفاق) بنجاح».

 

وأجرى مسؤولون من وزارة الدفاع الأميركية محادثات مع نظرائهم الروس في إطار سلسلة المناقشات الهادفة الى تجنب وقوع أي حوادث عسكرية بين البلدين في سوريا.

 

وقال المتحدث الصحافي باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان إن «الجانبين ناقشا الإجراءات لتعزيز سلامة العمليات بما في ذلك طرق تجنب الحوادث والمواجهات غير المقصودة بين قوات التحالف والقوات الروسية في أي وقت يقوم فيه الطرفان بعمليات في المكان نفسه تقريباً«.

 

وأضاف كوك «بالتأكيد لا يوجد وقف للأعمال العدائية» ضد التنظيم المتطرف، في إشارة الى اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل يومه الثالث في سوريا والذي لا يشمل العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» وجبهة النصرة التابعة للقاعدة.

 

وفي موقف مماثل، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس للصحافيين في جنيف بعد محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وقبل اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا، «بشكل عام يصمد وقف الأعمال القتالية على الرغم من وقوع بعض الحوادث». وأضاف «لكن مجموعة العمل والأعضاء الآخرين في المجموعة الدولية لدعم سوريا يحاولون الآن ضمان ألا يمتد أكثر و(ضمان) استمرار وقف الأعمال القتالية».

 

وفي فيينا، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرلوت للصحافيين في مبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «تلقينا مؤشرات على أن هجمات بعضها جوية استمرت ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة». وأضاف «كل هذا يحتاج إلى تحقق. لذلك طلبت فرنسا أن تجتمع قوة العمل المكلفة بالإشراف على وقف الأعمال القتالية من دون تأخير».

 

وتواصل الأمم المتحدة إدخال مساعدات إنسانية الى إحدى المدن المحاصرة في سوريا، محذرة من أن الجوع قد يودي بحياة الآلاف.

 

وللمرة الأولى بعد سريان الهدنة، بدأت قافلة مساعدات غير غذائية بالدخول الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق. وأعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري مساء «أن عشرين شاحنة من أصل 51 شاحنة» دخلت الى المدينة.

 

وفي جنيف، عقدت مجموعة العمل المكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار اجتماعاً لتقويم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروق، من دون إصدار أي بيان رسمي، تزامناً مع إعلان موسكو والهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، عن خروق جديدة.

 

وأعلن الجنرال سيرغي كورالينكو رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السوريين من مقره في مطار حميميم غرب سوريا «تسجيل سبعة انتهاكات لوقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الأخيرة».

 

وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات في بيان من جهتها تسجيل أربعة انتهاكات على الأقل الاثنين، اثنان من قوات النظام في محافظة درعا (جنوب) واثنان من الطيران الروسي في محافظة حماة (وسط).

 

واستبق الأمين العام للأمم المتحدة الاجتماع موضحاً «يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموماً رغم أننا سجلنا بعض الحوادث».

 

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست «نعلم بوجود تقارير عن خروق (..) وسنواجه بعض العثرات على طريق تطبيق الاتفاق بنجاح»، مؤكداً في الوقت ذاته أن البيت الأبيض «لا يزال ملتزماً بهذه العملية».

 

وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس عن قلقه إزاء تقارير حول انتهاكات لوقف إطلاق النار المستمر منذ ثلاثة أيام في سوريا، وحض جميع الأطراف على احترام وقف الأعمال العدائية. وقال في مؤتمر صحافي في الكويت «رأينا علامات مشجعة على أن وقفاً لإطلاق النار صامد الى حد كبير، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات». وأضاف «بطبيعة الحال، هذا مصدر قلق لأنه من المهم أن تحترم جميع الأطراف الاتفاق» الذي اعتبره أفضل وسيلة لتجديد الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي للنزاع.

 

وقال مساعد لوزير الدفاع السعودي لـ»رويترز» إن وزراء دفاع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» بحثوا إمكانية التوغل برياً في سوريا قبل نحو أسبوعين لكنهم لم يتخذوا قراراً حتى الآن.

 

وصرح العميد أحمد عسيري في مقابلة هاتفية من الرياض «لقد نوقش الأمر قبل نحو أسبوعين في بروكسل… نوقش على المستوى السياسي لكن لم تتم مناقشته كمهمة عسكرية«. وأضاف «بمجرد تنظيم هذا واتخاذ قرار بشأن عدد القوات وكيف سيتم إرسالها وإلى أين سيتم إرسالها… سنشارك في ذلك«. وتابع قوله «ينبغي أن ندرس الأمر على المستوى العسكري بشكل مستفيض مع الخبراء العسكريين لضمان أن تكون لدينا خطة«.

 

وقال عسيري أيضاً إن المملكة مستعدة الآن لقصف تنظيم «داعش» من قاعدة إنجيرليك الجوية في جنوب تركيا حيث وصلت أربع مقاتلات سعودية الأسبوع الماضي. وأضاف أن المقاتلات لم تشارك حتى الآن في أي هجمات.

 

وفي سياق مقارب، قال دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موعد زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو لم يحدد بعد، والدعوة التي وجهها إليه الرئيس بوتين تبقى مفتوحة.

 

وكذلك في سياق الأزمة السوري، لفت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الى أن وقف إطلاق الذي أعلن في سوريا الأسبوع الماضي يشمل ثلث البلاد فقط، وأنه يأمل في توسعته ليشمل سوريا بالكامل. وقال في مؤتمر صحافي مشترك في أبيدجان مع رئيس ساحل العاج حيث يقوم بزيارة رسمية لغرب أفريقيا، إن الهجمات لا تزال مستمرة في أجزاء من سوريا.

 

وقالت وكالة «دوغان« الخاصة للأنباء إن المدفعية التركية أطلقت 50 الى 60 قذيفة من مدافع هاوتزر في منطقة كيليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع لتنظيم «داعش» في شمال محافظة حلب السورية.

 

وتعقيباً على الموقف التركي، قال ريابكوف إن روسيا قلقة من استعدادات للجيش التركي على الحدود السورية وإن أي تدخل عسكري لأنقرة سيكون «ضربة قاصمة» لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. وأضاف: «مع الأسف لم يتخل زملاؤنا الأتراك عن فكرة الهجمات عبر الحدود«.

 

في غضون ذلك، أكد تقرير اطلعت عليه «المستقبل» على موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية ونشره مترجماً إلى العربية موقع «الجزيرة.نت»، أن قوات الأسد تستخدم طائرات من دون طيار إسرائيلية الصنع، كانت قد بيعت إلى الجيش الروسي.

 

وكشف المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» يوآف زيتون، أن النظام السوري استخدم طائرة إسرائيلية مسيرة في حربه ضد معارضيه، وذكر أن هذا يعني أن الطيران الإسرائيلي يساعد نظام الأسد وحلفاءه من إيران وحزب الله في الحفاظ على بقائه والانتصار على المعارضين.

 

وأضاف يوآف زيتون أن هذه الطائرة التي التقط مواطن سوري صورة لها في أجواء مدينة اللاذقية شمال سوريا، من طراز «سيرتشر» من إنتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية تم بيعها لروسيا، وهي ذات حجم متوسط معدة لاستخدامات المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية، ضمن مسافات تصل الى مئات الكيلومترات.

 

وفي شمال سوريا، أعدم تنظيم «داعش» ثمانية مقاتلين هولنديين في صفوفه بعد اتهامهم بمحاولة «الانشقاق الجماعي» والتحريض ضده، واعتقل أكثر من 65 آخرين يحملون الجنسية ذاتها، كما أفادت حملة «الرقة تذبح بصمت» وكالة «فرانس برس«.

 

وقال «أبو محمد» أحد مؤسسي الحملة المناهضة للتنظيم عبر الانترنت إن «تنظيم داعش أعدم ثمانية مقاتلين هولنديين في صفوفه يوم الجمعة في مدينة معدان في محافظة الرقة» أبرز معاقل التنظيم في سوريا «بعد اتهامهم بمحاولة الانشقاق الجماعي والتحريض ضد التنظيم».

 

وبحسب بيان نشرته الحملة على موقعها الالكتروني، فإن نحو 75 مقاتلاً هولندياً بينهم مقاتلون من أصول مغربية يحملون الجنسية الهولندية، انشأوا تجمعاً خاصاً بهم في الرقة، وكانوا على علاقة متوترة مع القيادات العراقية في التنظيم.

(أ ف ب، رويترز، بي بي سي، الجزيرة.نت، «المستقبل»، روسيا اليوم)

 

روسيا تنكر انتهاك هدنة سوريا والمعارضة توثق الخروق  

أنكرت روسيا اليوم الثلاثاء انتهاكها الهدنة في سوريا، كما أعلنت الأمم المتحدة أنها اتفقت مع موسكو على الحاجة الماسة لتنفيذ الهدنة، وأنها شكرت روسيا على “تحقيق التقدم” في سوريا، في حين وثقت جهات معارضة وحقوقية عشرات الخروق للهدنة في الأيام الثلاثة الأولى من قبل قوات النظام وروسيا.

 

وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي لوكالة رويترز اليوم إن روسيا لم تنتهك اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، وإنها لم تتلق أي شكاوى من المعارضة السورية.

 

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي “توقفنا عن قصف أي أحد منذ بدء وقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أن القصف الروسي مستمر ولكن “ليس في مواقع المعارضة”.

 

وذكر بوغدانوف أن روسيا تأمل في صمود اتفاق الهدنة الذي لا يشمل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

 

وبدورها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها “تواصل الامتناع” عن مهاجمة المناطق التي تحترم فيها “المعارضة المعتدلة” الهدنة، وأضافت أنها سجلت 15 انتهاكا للهدنة في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، حسب وكالة إنترفاكس الروسية.

 

في الأثناء، قال بيان للأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “اتفقا على أهمية التحرك على وجه السرعة، وبالتزامن، لتطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية وتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية للمدنيين والعودة للمفاوضات السياسية”.

 

وذكر البيان الذي صدر بعد محادثات بين الطرفين في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف أن بان شكر لافروف على “دوره الكبير في تحقيق التقدم الأخير في سوريا”.

 

وبدوره، وعد رئيس النظام السوري بشار الأسد بأنه سيفعل ما هو منوط به لإنجاح الهدنة، وتحدث عن استعداده لتقديم “عفو” لمقاتلي المعارضة مقابل تسليم أسلحتهم والكف عن القتال، وذلك في مقابلة مع التلفزيون الألماني العام نشرت مقتطفات منها وستبث كاملة مساء اليوم.

 

توثيق الخروق

في المقابل، قالت الهيئة العليا للمفاوضات (المعارضة) إن الأيام الثلاثة الأولى لاتفاق الهدنة في سوريا شهدت 26 خرقا، وأضافت أن سلاح الجو الروسي شن 10 غارات جوية بينما شن طيران النظام 16 غارة، ما أدى إلى مقتل 18 شخصا وجرح 68 آخرين.

 

وبدورها، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا سجلت فيه 44 خرقا خلال أمس وحده، وقالت إن مجموع الخروق خلال الأيام الثلاثة الأولى بلغ 79.

 

وبالأمس، أعلنت الإدارة الأميركية أن مسؤولين في البنتاغون عقدوا اجتماعا عبر الفيديو مع نظرائهم الروس، وتباحثوا بشأن ضمان سلامة العمليات العسكرية الجوية التي ينفذها البلدان في سوريا، دون التطرق إلى مسألة وقف إطلاق النار.

 

وأوضحت البنتاغون أن مسألة تطبيق وقف إطلاق النار تبحث حاليا بين موسكو وواشنطن، ولكن على المستوى الدبلوماسي وليس العسكري.

 

كما صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس بأنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على ألا يناقشا انتهاكات “مزعومة” لخطة وقف العمليات العسكرية في سوريا، وأن يكثفا العمل لوضع آلية لضمان أن “أي ضربات جوية في سوريا ستقتصر على استهداف تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة”.

 

قصف للنظام في حمص وغارات روسية بحماة  

يتواصل خرق النظام السوري وروسيا للهدنة في يومها الرابع، حيث قُتل شخص في قصف مدفعي بريف حمص. كما قصفت طائرات روسية بلدة حربنفسه جنوبي حماة، بينما شهد ريف دمشق ومدينة حلب عدة اشتباكات.

 

وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل شخص في قصف مدفعي لقوات النظام بعد منتصف الليل على بلدة تير معلة بريف حمص الشمالي، وهي منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة ومشمولة بالهدنة. كما أطلقت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، دون أنباء عن خسائر بشرية.

 

كما قصفت طائرات روسية بلدة حربنفسه التي تسيطر عليها المعارضة جنوبي حماة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأضاف المرصد أن قوات النظام أطلقت قذيفة صباح اليوم الثلاثاء على منطقة في بلدة اليادودة بمحافظة درعا، وأن طائرات حربية أغارت بعد منتصف الليل على منطقة حويجة صكر في أطراف مدينة دير الزور.

 

وفي ريف دمشق، تجددت بعد منتصف الليل الاشتباكات بين فصائل معارضة مقربة من تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة الضمير، وأسفرت عن مقتل خمسة عناصر من المعارضة.

 

كما شهدت مدينة حلب اشتباكات في الليل بين قوات النظام والمعارضة، وتحدث ناشطون عن قصف من الأولى على حي الصاخور.

 

ويوم أمس، أدى القصف الروسي إلى سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح في قرى عدة بريفي إدلب الجنوبي والغربي ومدينة خان شيخون، رغم أن المنطقة خالية من عناصر تنظيم الدولة.

 

ردٌّ سوري عاصف على خامنئي: أنتَم شرٌّ من داعش

العربية.نت – عهد فاضل

أصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً يدين فيه تصريحات مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي اتّهم فيها الشعب السوري بالكفر.

وقال البيان إنه تابع ما نشر على وسائل الإعلام من تصريحات لخامنئي قال فيها إن “إيران تقاتل الكفار في سوريا”.

وجاء في البيان أن إيران “خدعت المسلمين” بشعاراتها التي تطلقها منذ ثورة الخميني. وقال إن المرشد الإيراني “سلك منهج التكفيريين” متسائلاً: “فبم يفترق هذا المرشد عن داعش؟”.

ويضيف البيان قائلاً: “وإذا كان الدواعش حدثاء الأسنان، فالمرشد كبير القوم، فعلى هذا أنتم شرٌّ من داعش”.

وتوجه البيان في مضمونه أيضاً، إلى الإيرانيين قائلاً: “إن المجلس الاسلامي السوري يخاطب الأحرار والشرفاء في إيران، فيقول لهم: إن هؤلاء الدجاجلة لن يغنوا عنكم من الله شيئاً”.

وكان مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قد قال إن إيران “تقاتل الكفار في سوريا” (“العربية.نت 25 فبراير 2016)، مضيفاً: “إن جنودنا يطلبون الإذن للقتال في جبهة الإسلام ضد الكفر في سوريا” على حد زعمه.

 

المجموعة الدولية لدعم سورية تدرس ملفا عسكريا مرتبط بقرار وقف إطلاق النار

روما (1 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن المجموعة الدولية لدعم سورية تدرس ملفاً تفصيلياً للوضع العسكري في سورية يحدد وضع القوى العسكرية المختلفة والمناطق التي سيراقب فيها وقف إطلاق النار، وقالت إن الملف يُفصّل بالقرار الأممي 2268 ومرتبط به.

 

وأشارت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى وجود ملف من 58 صفحة مرتبط بوقف إطلاق النار، وفيه قوائم لقوى المعارضة السورية المسلحة المشمولة بالهدنة وقوات النظام، بالإضافة إلى توزع هذه القوى وأماكن سيطرتها، فضلاً عن تفاصيل عن تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وقوى أخرى مرتبطة بالنظام وغير مشمولة بالهدنة.

 

وقالت المصادر إن هذا الملف مرتبط بالقرار الأممي 2268 الذي صدر عن مجلس الأمن بالإجماع يوم الجمعة الماضي وصادق على الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن وقف الأعمال العدائية في سورية وبدأ تنفيذه فجر يوم السبت.

 

ووفق المصادر، فإن الخرائط وتوزع مناطق وقف إطلاق النار أوسع وأعم من كل الخرائط التي تم تداولها، ولم تخضع لرؤية طرف واحد فقط بل هي حصيلة توافق أمريكي روسي، مع الأخذ بعين الاعتبار آراء دول أوربية وإقليمية لها علاقة وثيقة بالشأن السوري.

 

والمشكلة حول رسم خرائط توزع المقاتلين المعتدلين والتنظيمات الإرهابية، مازالت قائمة بين وزارتي الدفاع الروسية والأمريكية، وتُصرّ المعارضة السورية على ضرورة أن تتوصل واشنطن وموسكو لخريطة واحدة لجبهات القتال وتحديد مناطق انتشار تنظيم الدولة وجبهة النصرة، المستثنيان من الاتفاق، إذا تخشى هذه المعارضة من أن تستخدم روسيا والنظام حجّة جبهة النصرة كذريعة لقصف الكثير من المناطق.

 

وكانت روسيا قد وزّعت خريطة حددت فيها منطقة الهدنة بمساحة صغيرة جداً تكاد تكون غير منظورة تضم 17 منطقة تُشكّل أقل من 1% من مساحة سورية، بينما وافق أكثر من مائة فصيل سوري معارض مسلّح مقبول غربياً على شروط وقف إطلاق النار وهم يسيطرون على نحو 10% من مساحة سورية، على الأقل.

 

تقرير ايطالي: تعليق شنغن سيكلف البلاد عشرة مليارات يورو سنويا

روما (1 آذار/مارس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

رأى تقرير نشرته جمعية ايطالية أن “التعليق المحتمل لمعاهدة منطقة التأشيرة الموحدة (شنغن) قد يكلف إيطاليا أكثر من عشرة مليارات يورو”، سنويا

 

وتوقع مكتب بحوث جمعية حرفيي الشركات الصغيرة في ميستري (شمال) أن “يكون هناك مشهدين، الأول بوجود ضوابط أقل صرامة”، والثاني “بنشاط أكثر تشددا من قبل شرطة الحدود”، الذي “يترجم إلى زيادة في فترات الانتظار بالنسبة لمن يريد عبور الحدود”، وبشكل خاص “سياح اليوم الواحد وعطلة نهاية الأسبوع”، الذين “قد يدفعهم الأمر إلى التخلي عن فكرة إمضاء عطلة لبضعة أيام في إيطاليا”، حسب نص التقرير

 

وقال منسق مكتب البحوث في الجمعية باولو تزابيو، إن “عمال الحدود أيضا الذين سيخضعون يوميا لتفتيش وثائقهم، وكذلك سائقي سيارات النقل، الذين سيشهدون إطالة أوقات الدخول والخروج من إيطاليا بشكل ملحوظ”، مما “سيؤدي أيضا إلى زيادة أسعار السلع المستوردة إلى إيطاليا”، مبينا أن “الإعادة الممكنة لوضع الحدود حتى لو كانت مؤقتة، ستجعلنا جميعا نشعر بأننا أقل أوروبية”، وفق تقديره

 

وخلص تزابيو إلى القول إنه يُضاف إلى ما سلف ذكره كل ما يترتب عليه من “تداعيات سلبية للاقتصاد من ناحية نشاط التصدير”، وإختتم بالقول “الذي أذكِّر فقط بأنه قدّم لنا العام الماضي فائضا تجاريا بـ45 مليار اليورو”، على حد وصفه

 

أوروبا قلقة جراء “تمرد” المهاجرين على الحدود اليونانية المقدونية

بروكسل (1 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبرت المفوضية الأوروبية عن قلقها تجاه الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام منذ يوم أمس بشأن أحداث الشغب على الحدود بين مقدونيا واليونان، حيث يتكدس طالبو اللجوء والمهاجرون بانتظار عبورهم الحدود لمتابعة طريقهم نحو دول أوروبية أخرى.

 

ولكن المفوضية تجنبت التعليق على استخدام الشرطة المقدونية للغاز المسيل للدموع لتفريقهم، حيث رات أن “حراسة الحدود المقدونية هي مهمة السلطات في هذا البلد”، حسب تعليق المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي.

 

وأشار ماغاريتس شيناس، إلى أن ما حدث أمس يظهر بوضوح أن حل أزمة الهجرة لا يمكن أن يكون إلا أوروبياً جماعياً، وأن نقاط التفتيش الفردية على حدود الدول لن تحل المشكلة.

 

ولكن المتحدث تحفظ على الادلاء بأي تعليق بشأن يتردد بأن مقدونيا تعمل تلبية لطلبات من النمسا خصوصاً، التي لا تريد رؤية مزيد من المهاجرين وطالبي اللجوء على أراضيها.

 

وتخشى المفوضية الأوروبية من أن يساهم تكدس المهاجرين وطالبي اللجوء على الحدود بين مقدونيا واليونان في مزيد من التشنج بين الدول الأوروبية، وكذلك في حدوث أزمة إنسانية في الداخل اليوناني.

 

ومن أجل تجنب الأمر، ستطلق المفوضية الأوروبية غداً، خلال اجتماعها الدوري في بروكسل، آلية مساعدة إنسانية داخل أوروبا، وهو أمر فريد من نوعه، إذ أن الاتحاد الأوروبي كان يخصص، حتى الآن، مساعداته الإنسانية للدول النامية والشريكة، وليس لدوله الأعضاء.

 

وتهدف هذه الالية لضخ مساعدات إغاثية الطابع لليونان من أجل مساعدتها على التعامل مع أعداد اللاجئين المتزايدة التي تصل كل يوم، و”سيتم توفير الأموال من الموازنة الأوروبية قبل اللجوء إلى وسائل تمويل أخرى”، حسب ماغاريتس شيناس.

 

وتؤكد مصادر المفوضية أن بعض الأموال التي لم تستخدم لمساعدات انسانية خارجية سيتم تحويلها لليونان، رافضة، في الوقت نفسه، تأكيد أو نفي معلومات مفادها أن الأمر يتعلق بمبلغ 13 مليون لصالح اليونان.

 

وتأتي كل هذه التطورات قبل أيام من إنعقاد القمة الأوروبية– التركية، المخصصة لاجراء استعراض شامل لكيفية إدارة ملف الهجرة.

 

ولاتزال المفوضية الأوروبية، ترفض، رغم كل الانتقادات، الحديث عن فشل استراتيجيتها العامة بشأن الهجرة، مشددة على أن المشكلة تكمن في تقاعس الدول وليس في محتوى الاستراتيجية نفسها.

 

وتشهد العلاقات الأوروبية – التركية مرحلة شد وجذب بسبب ملف الهجرة ووجود عثرات على طريق تطبيق مخطط العمل المشترك، الذي تم التوصل إليه نهاية العام الماضي بين بروكسل وأنقرة، لإدارة هذا الملف.

 

ويعتقد الكثير من المراقبين أن أوروبا تخضع لمساومات تركية كبيرة على خلفية أزمة اللاجئين.

 

حصري-دي ميستورا قد يؤجل محادثات سوريا ويدعو أمريكا وروسيا لضمان الهدنة

من توم مايلز

جنيف (رويترز) – قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا لرويترز يوم الثلاثاء إنه يجب على الولايات المتحدة وروسيا العمل على نجاح اتفاق وقف الاقتتال في سوريا وإلا سيكون من الضروري تأجيل استئناف محادثات السلام.

 

ومنذ بدء تنفيذ الاتفاق يوم السبت تبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات بانتهاكه لكن مراقبين دوليين يقولون إن أعمال العنف تراجعت.

 

وقال دي ميستورا إنه إذا لم يحدث تقدم بشأن وقف الاقتتال وبشأن وصول المساعدات الإنسانية فقد يؤجل الجولة التالية من محادثات السلام “قليلا”. وتقرر مبدئيا استئناف المحادثات يوم الاثنين السابع من مارس آذار.

 

وتابع يقول “القرار بشأن ما إذا كانت ستجرى يوم الاثنين أو بعد ذلك بفترة قصيرة سيتخذ في الأيام القليلة القادمة بناء على التطورات على الأرض.”

 

وأضاف “لا نريد أن تكون المناقشات في جنيف محادثات بشأن انتهاكات لوقف إطلاق النار.. نود أن تتصدى فعليا لجوهر كل شيء.”

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

إنترفاكس: روسيا تريد إغلاق الحدود التركية السورية لوقف تدفق الأسلحة

Tue Mar 1, 2016 12:01pm GMT

جنيف (رويترز) – نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله يوم الثلاثاء إن موسكو تريد إغلاق الحدود التركية السورية لأنها تستخدم في إمداد الإرهابيين بالأسلحة التي قال إن بعضها يجري إخفاؤه وسط المساعدات الإنسانية.

 

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى