أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 01 تشرين الثاني 2016

 

موسكو تبدأ العد العكسي لـ «تطهير حلب»

موسكو – رائد جبر , لندن، نيويورك، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف البدء «بمراجعة لتقويم الوضع في شأن الهدنة» مطلقاً العد العكسي لـ «تطهير حلب» وأظهر استطلاع للرأي أن حوالى نصف الروس يخشون من أن تؤدي حملة القصف في سورية إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، في وقت أعلن الجيش النظامي السوري تصميمه على استعادة السيطرة على حلب. وربطت أنقرة رغبتها في عدم بدء الحملة لاستعادة الرقة من «داعش» قبل تحرير الموصل في العراق واستكمال طرد التنظيم من شمال سورية.

واعتبر لافروف أمس أن «فترة تعليق طلعات القوات الروسية وسلاح الجو السوري لنحو أسبوعين، كافية للفصل بين الإرهابيين والمعتدلين» وزاد إن الولايات المتحدة وحلفاءها، «لا يستطيعون ولا يريدون فعل ذلك». وقال إن الهجمات «تؤكد مرة أخرى أن كل المسلحين المتواجدين في حلب الشرقية، متواطئون في جرائم «جبهة النصرة ما يعني أنهم يغدون أهدافاً مشروعة».

واعتبرت أوساط عسكرية روسية هذه التصريحات تمهيداً لعملية واسعة النطاق. ورجحت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» نقلاً عن مصادر عسكرية أن تنطلق العملية فور اكتمال الاستعدادات ووصول حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» المتوقع خلال أيام والتي تنقل إلى سورية عشرات الطائرات و1960 عسكرياً وهي مزودة بصواريخ مجنحة مضادة للسفن من نوع «غرانيت»، وصواريخ «كلينوك» المضادة للأهداف الجوية، وأنظمة «كاشتان» الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات دفاعية متكاملة مضادة للغواصات.

وكان لافتاً أن اللهجة الروسية مالت إلى التشدد أخيراً، على رغم رفض الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام طلباً من وزارة الدفاع استئناف فوري للعمليات العسكرية، إذ استخدم الناطق باسم الكرملين للمرة الأولى أمس تعابير مثل «تطهير حلب» في أحاديثه اليومية مع الصحافيين.

وكانت صحيفة «تايمز» البريطانية نقلت أمس، عن مصادر استخباراتية غربية مطلعة أن روسيا ستطلق في غضون أيام عملية عسكرية واسعة النطاق ولفتت إلى أن المعلومات المتوافرة لديها أن مجموعة السفن الروسية الـ7 والتي تتقدمها «كوزنيتسوف» ستصل إلى الساحل السوري بين الأربعاء والجمعة المقبلين، بعدما تلتحق بها ثلاث غواصات ضاربة. ورجحت أن تكون هذه القوات رأس الحربة في عملية واسعة في حلب.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن رئيس الأركان السابق الفريق أول ليونيد إيفاشوف انه «سيتسنى للمرة الأولى استخدام الطائرات البحرية في قتال فعلي وعلى ما يبدو فإنه سيوكل للمروحيات والطائرات الحربية التي تحملها «كوزنيتسوف» الإقلاع وتنفيذ مهام معينة، فيما لم يسبق أن جرى استخدام الطائرات البحرية لتنفيذ مهام فوق اليابسة».

واظهر استطلاع أجراه مركز «ليفادا» المستقل الأسبوع الماضي أن 48 في المئة من الروس يخشون من أن يؤدي «التوتر المتصاعد في العلاقات بين روسيا والغرب إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة».

وكانت هذه النسبة لا تتعدى 29 في المئة في تموز (يوليو) الماضي. ورأى 32 في المئة أن الضربات الجوية التي تشنها روسيا في سورية تؤثر سلباً في سمعة روسيا في العالم. لكن 52 في المئة قالوا إنهم يدعمون الضربات بينما قال 26 في المئة إنهم يعارضونها.

وفي دمشق، أصدرت «القيادة العامة» للجيش السوري بياناً أمس قالت فيه إن «عدد القذائف التي سقطت على المناطق السكنية في حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ أكثر من مئة قذيفة هاون و50 صاروخ غراد و20 أسطوانة غاز، بالإضافة إلى أعمال القنص». وتابعت أن قيادة الجيش «تؤكد أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تثنيها عن مواصلة تنفيذ مهماتها الدستورية في حماية المواطنين وعزمها وإصرارها على متابعة حربها على الإرهاب وتخليص الوطن من شروره»,

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «وتيرة المعارك تراجعت» أمس، مشيراً إلى أن القصف الجوي على الجبهات مستمر، لكنه ليس كثيفاً. وأوضح أن الإنجاز الوحيد الذي حققته الفصائل منذ الأحد هو «السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة ضاحية الأسد»، مشيراً إلى أن قوات النظام «هي من يبادر للهجوم منذ الأحد».

وتتركز المعارك حالياً في منطقة «ضاحية الأسد» حيث تقع أكاديمية عسكرية. وكانت الفصائل تمكنت من السيطرة على الجزء الأكبر من «ضاحية الأسد» قبل أن تتراجع جزئياً في مواجهة هجوم مضاد من قوات النظام. وقال القائد الميداني في تحالف «جيش الفتح» سراب أبو عبدو: «الاشتباكات مستمرة بالأسلحة الخفيفة»، مؤكداً أن الفصائل لم تخسر المناطق التي سيطرت عليها في «ضاحية الأسد».

في نيويورك، مدد مجلس الأمن ولاية لجنة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية أسبوعين فقط في ضوء الخلاف الروسي – الغربي على كيفية التعامل مع نتائج التحقيق التي توصلت إليها اللجنة في تقاريرها السابقة وأكدت مسؤولية الجيش النظامي السوري عن ٣ هجمات، وتنظيم «داعش» عن هجوم بأسلحة كيماوية، بين العامين ٢٠١٤ و٢٠١٥.

ومدد المجلس في قرار صدر بالإجماع عمل اللجنة حتى 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، من دون تعديل في صلاحياتها. وسعت الدول الغربية إلى تجديد عمل اللجنة عاماً إضافياً لمواصلة التحقيق في الادعاءات التي تصلها من كل الأطراف في سورية في شأن هجمات بأسلحة كيماوية، لكن روسيا عارضت التجديد، مطالبة بتوسيع نطاق صلاحيات اللجنة لتركز على خطر حصول المنظمات الإرهابية على أسلحة كيماوية في كل من العراق وسورية، وليس سورية فقط.

 

موسكو ترجئ المحادثات السورية لأجل غير مسمى

موسكو – رويترز

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم (الثلثاء) إن فشل الغرب في كبح جماح المتشددين في سورية تسبب في إرجاء استئناف محادثات السلام لأجل غير مسمى.

وفي تصريحات بثها التلفزيون الروسي قال شويغو إن مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم الحكومات الغربية كانوا يهاجمون المدنيين في مدينة حلب السورية على رغم تعليق الضربات الجوية الروسية.

وأضاف «نتيجة لذلك فإن احتمالات بدء عملية التفاوض وعودة الهدوء للحياة في سورية أرجئت لأجل غير مسمى».

 

مقاتلتان روسية وأميركية «كادتا تصطدمان» فوق سورية

واشنطن – أ ف ب

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أمس، ان المقاتلتين الروسية والاميركية اللتين كادتا تصطدمان فوق شرق سورية، اقتربتا من بعضهما بحدود مسافة غير مسبوقة، منذ انخراط واشنطن وموسكو في النزاع في سورية.

وكاد الاصطدام يقع في وقت متأخر من يوم 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، عندما قامت طائرة حربية روسية كانت تواكب طائرة استطلاع اكبر حجماً بمناورات قرب طائرة حربية اميركية، واقتربت منها «مسافة اقل من 800 متر».

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك إن المسافة بين المقاتلتين «كانت الأقرب (…) حتى اليوم، ولهذا السبب كان ذلك مثيراً للقلق في شكل خاص»، معتبراً ان الحادث وقع في شكل غير مقصود.

وصرح مسؤول اميركي الاسبوع الماضي ان الطائرتين كانتا على مسافة قريبة الى حد ان الطيار الاميركي شعر بالذبذبات الصادرة عن محركات الطائرة الروسية.

واضاف ان الطيار الاميركي حاول بلا جدوى الاتصال بالطائرة الروسية عبر قناة لاسلكية للطوارئ، مضيفاً أن المسؤولين الروس اوضحوا لنظرائهم الاميركيين في اليوم التالي ان الطيار «لم ير» المقاتلة الاميركية.

وفتح التحالف الدولي بقيادة اميركية وروسيا خط اتصالات لتحديد مواقع طائراتهما التقريبية في الاجواء السورية.

وتنشط المقاتلات الروسية وتلك التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في شكل مستمر تقريبا في اجزاء من المجال الجوي السوري، وهذا النشاط من المتوقع أن يتكثف مع بداية العملية العسكرية لاستعادة الرقة السورية معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال كوك ان هذه العملية العسكرية يجب أن «تحدث قريباً، لأننا نعتقد أن تنظيم الدولة الاسلامية يتعرض لضغوط في سورية والعراق، ونفكر في أن هذا هو الوقت المناسب للبدء بدفع (الأمور) قدما في الرقة أيضاً»، فيما يدعم التحالف الدولي عملية عسكرية ضد المتطرفين في مدينة الموصل العراقية.

وقال كوك إن من المتوقع أن يزداد بسرعة عدد المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة مع بدء معركة الرقة.

 

المعارضة تصد هجمات مضادة للقوات النظامية في حلب

لندن، حلب – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

استمرت أمس المعارك في مدينة حلب، وسط محاولات جديدة قامت بها القوات النظامية وميليشيات متحالفة معها لاستعادة مناطق خسرتها خلال الأيام الماضية في الهجوم الضخم الذي شنته فصائل المعارضة على أحياء حلب الغربية بهدف اختراقها والوصول إلى شرق المدينة وفك الحصار عنها. لكن هجمات النظام وحلفائه لم تحقق غايتها، كما يبدو، إذ أكد المعارضون أنهم صدّوا كل محاولات التقدم نحو المواقع التي سيطروا عليها في المعركة التي أطلقوا عليها اسم «أبو عمر سراقب»، نسبة إلى القيادي في «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) الذي قاد المعركة الأولى لفك الحصار عن أحياء شرق حلب في الصيف الماضي قبل أن تعاود القوات النظامية إحكام الطوق حولها.

وبدأت فصائل المعارضة هجومها في حلب يوم الجمعة في محاولة ليس فقط لفك الحصار عن احيائها الشرقية بل وطرد القوات النظامية من مناطق سيطرتها في غرب حلب، وفق ما قال قادة المعارضة المشاركون في الهجوم. ويعيش اكثر من 250 الف شخص في الأحياء الشرقية ويعانون من نقص في المواد الغذائية والطبية، وكانوا قد تعرضوا خلال الأسابيع الماضية لحملة من القصف الجوي العنيف من الطيران السوري وحليفه الروسي، حصدت مئات القتلى.

وتتركز المعارك عند الأطراف الغربية لحلب وتترافق مع قصف من الفصائل المقاتلة وبينها مجموعات إسلامية على الأحياء الغربية وقصف جوي متقطع على مناطق الاشتباكات.

ويشارك في المعارك اكثر من 1500 مقاتل قدموا من محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن الاثنين إن «وتيرة المعارك تراجعت»، مشيراً إلى أن القصف الجوي على الجبهات مستمر، لكنه ليس كثيفاً. وأوضح أن الإنجاز الوحيد الذي حققه مقاتلو المعارضة منذ الأحد هو استعادة «السيطرة على بعض مناطق ضاحية الأسد»، مشيراً إلى أن النظام «يستعيد زمام المبادرة».

وتتركز المعارك في محيط هذا الحي الواقع جنوب غربي حلب قرب أكاديمية عسكرية. وكانت الفصائل تمكنت من السيطرة على غالبية الحي قبل ان تتراجع جزئياً في مواجهة هجوم مضاد من قوات النظام. وقالت فصائل المعارضة أمس إنها صدت هجوماً ثانياً شنته القوات النظامية على حي منيان وقتلت العديد من المهاجمين بينهم قرابة 24 شخصاً زعم المعارضون إنهم قُتلوا بـ «قناصات حرارية» متطورة. وكانت القوات النظامية استعادت الأحد جزءاً كبيراً من منيان قبل أن تعاود المعارضة السيطرة عليه مع حلول المساء. وكما يبدو من الهجوم الثاني أمس، فإن القوات النظامية مصممة على استعادة هذا الحي القريب من الأكاديمية العسكرية ومنطقة حلب الجديدة.

وكانت فصائل «غرفة عمليات جيش الفتح» اعتبرت في بيان صدر نهاية الأسبوع مناطق حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة والحمدانية وسيف الدولة والعامرية وأحياء حلب القديمة وسوق الهال والمشارقة والإذاعة وصلاح الدين مناطق عسكرية يُطبق عليها حظر للتجوال، وفق ما ذكرت شبكة «شام». وطالبت غرفة العمليات المدنيين بضرورة التزام منازلهم والأقبية والاستعداد التام في المناطق المذكورة لدخول فصائل «جيش الفتح» و «تحرير» مناطقهم. وأكد البيان انتهاء المرحلة الأولى من «معركة حلب الكبرى» بـ «تحرير ضاحية الأسد ومشروع 1070 شقة بالكامل»، مشيراً إلى عزم الفصائل على فك الحصار كاملاً عن مدينة حلب، ومتوعداً القوات الحكومية بـ «مفاجآت وضربات لا يتوقعها».

في المقابل، أصدرت «القيادة العامة» للجيش السوري بياناً أمس قالت فيه إن «عدد القذائف التي سقطت على المناطق السكنية في حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ أكثر من مئة قذيفة هاون و50 صاروخ غراد و20 إسطوانة غاز، بالإضافة إلى أعمال القنص»، متهمة «جبهة النصرة» («جبهة فتح الشام» حالياً) بأنها «تستغل فترة التهدئة للتحضير لشن عمليات واسعة واستهداف المدارس والمدنيين في الأحياء الآمنة لمدينة حلب». وتابعت أن قيادة الجيش «تؤكد أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تثنيها عن مواصلة تنفيذ مهماتها الدستورية في حماية المواطنين وعزمها وإصرارها على متابعة حربها على الإرهاب وتخليص الوطن من شروره»، مكررة اتهامها للمعارضة بأنها استخدمت الأحد «قذائف تحتوي غاز الكلور في اتجاه (حي) 1070 شقة وحي الحمدانية السكني في حلب ما أدى إلى حدوث 48 حالة اختناق».

وقال «المرصد السوري» إن لديه تقارير مؤكدة عن تسجيل حالات اختناق بين مقاتلي الحكومة في منطقتين قصفتهما قوات المعارضة إلا إنه لم يجزم ما إذا كان غاز الكلور هو السبب. وقال مقاتلو المعارضة، إن الجيش السوري قصف منطقة الراشدين التي تقع تحت سيطرتهم بغاز الكلور ونشروا تسجيلات مصورة تظهر ضحايا يعانون مشاكل في التنفس.

ومنذ الجمعة، قتل 48 مدنياً على الأقل بينهم 17 طفلاً في مئات القذائف التي اطلقها مقاتلو المعارضة على الأحياء الغربية، وفق آخر حصيلة لـ «المرصد السوري».

وأعرب الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الأحد عن «صدمته» ازاء «تقارير موثوقة نقلاً عن مصادر ميدانيّة» تشير إلى أن «عشرات من الضحايا المدنيين لقوا مصرعهم في غرب حلب، بمن فيهم عدد من الأطفال، وجُرح المئات بسبب الهجمات القاسية والعشوائية من جماعات المعارضة المسلحة». وأضاف في بيان صدر في جنيف «من يزعمون أن القصد هو تخفيف الحصار المفروض على شرق حلب ينبغي أن يتذكروا أنه لا يوجد ما يبرر استخدام الأسلحة العشوائية وغير المتناسبة، بما فيها الثقيلة، على مناطق مدنية، الأمر الذي يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب». وكرر الموفد الأممي تنديد الأمين العام للأمم المتحدة بالهجمات الأخيرة على مدارس في شرق حلب وغربها، اضافة الى الغارات الجوية على الأحياء السكنية.

وتابع في بيانه «لقد عانى المدنيون من كلا الجانبين في حلب بما فيه الكفاية بسبب محاولات غير مجدية وقاتلة، لإخضاع مدينة حلب، هؤلاء المدنيّون يحتاجون الى وقف دائم لإطلاق النار».

من جهة أخرى، قتل 72 مقاتلاً معارضاً و61 عنصراً من قوات النظام والمجموعات المقاتلة الى جانبها، وفق «المرصد» في المعارك. ويسعى مقاتلو المعارضة الى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء التي يسيطرون عليها، ما يمكنهم من فتح طريق الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب.

وفرّ عشرات المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، الأحد من حي ضاحية الأسد حاملين معهم بعض أغراضهم في اكياس بلاستيكية، وفق ما افاد مراسل لوكالة «فرانس برس».

ويأتي هجوم الفصائل المعارضة بعد هجوم نفذته في 22 ايلول (سبتمبر) قوات النظام على الأحياء الشرقية بهدف السيطرة عليها واستمر اسابيع مترافقاً مع قصف جوي عنيف، وتمكنت القوات من احراز تقدم طفيف على الأرض، بينما تسبب القصف بمقتل 500 شخص وبدمار هائل، ما استدعى تنديداً واسعاً من الأمم المتحدة ومنظمات دولية.

 

تحشيد متبادل لمعارك فاصلة

حلب: هدوء نسبي بين عاصفتين

علاء حلبي

خمسة أيام مضت على بدء الفصائل المسلحة هجومها على محور حلب الغربية ضمن المعارك التي حملت أسماء عديدة أبرزها: «ملحمة حلب الكبرى»، التي هدف المسلحون من خلالها إلى اختراق الأحياء الغربية للمدينة وكسر الطوق العسكري عن الأحياء الشرقية منها.

ونجح الجيش السوري في التصدي للمرحلة الأولى من الهجمة العنيفة التي شاركت فيها جميع الفصائل المسلحة على مختلف مشاربها، لتعيش المدينة هدوءاً مؤقتاً سيسبق العاصفة المقبلة، التي تشير جميع التوقعات إلى أنها ستكون مفصلية.

الهجمات الأولى للمسلحين أدت لانسحاب قوات الجيش السوري من ضاحية الأسد القريبة من الأكاديمية العسكرية، إضافة إلى التراجع عن منطقة منينان (بنيامين)، قبل أن تعود تلك القوات وتستعيد أجزاءً واسعة من منينان المحاذية لحي حلب الجديدة المكتظ بالسكان.

واستعملت الفصائل المسلحة في هجومها تحت قيادة «جبهة النصرة» المفخخات بشكل رئيسي إلى جانب القذائف الصاروخية، التي مثَّل الـ «غراد» أبرزها. وأشارت تقديرات ميدانية إلى أن عدد العربات المفخخة التي دخلت المعركة في المرحلة الأولى منها بلغ 18 مفخخة، نجح الجيش السوري في تفجير معظمها قبل أن تصل إلى أهدافها.

كذلك مثَّل «انغماسيو الحزب الإسلامي التركستاني» قوة ضاربة لدى الفصائل المسلحة، حيث تولى «الانغماسيون» مهمة اقتحام الصفوف الأولى من ضاحية الأسد بالإضافة إلى تنفيذ تفجيرين انتحاريين في منطقة مشروع 1070، الذي يتقاسم الجيش السوري والفصائل المسلحة السيطرة عليه، من دون أن تحقق هذه التفجيرات أي تقدم يذكر داخل منطقة المشروع.

سلاح الجو السوري كثف طلعاته خلال الأيام الماضية، كما شارك سلاح الجو الروسي الذي استهدف خطوط إمداد الفصائل المسلحة، الآتية من ريف حلب الغربي، بعمق يتجاوز العشرة كيلومترات بعيداً من حدود مدينة حلب، وذلك تبعاً للقرار الروسي القاضي بتعليق الطلعات الجوية في سماء حلب.

بعد هدوء ضجيج معارك الأيام الثلاثة الأولى، ومع نجاح الجيش السوري في استيعاب الهجوم، الذي وصفه مصدر عسكري تحدث إلى «السفير» بأنه «الأعنف الذي تشهده جبهة حلب الغربية»، استقدم الجيش تعزيزات عسكرية جديدة لتنفيذ عمل عسكري واسع على الجبهة المحاذية للمناطق المكتظة بالسكان، وذلك بهدف إبعاد ميدان المعارك عن المناطق السكنية، وتأمين الخاصرة الغربية للمدينة.

وأكد المصدر العسكري لـ «السفير» أن العقيد سهيل حسن الملقب بـ «النمر»، تولى عمليات المحور الغربي، آتياً من حماه التي نجح في استرجاع معظم المناطق التي اخترقها مسلحو «جند الأقصى» خلال الفترة الماضية في الريف الشمالي.

الفصائل المسلحة وبعد فشلها في تحقيق الخرق المرجوّ من الهجوم، برغم استعمال قوة كبيرة فيه ومشاركة أكثر من 20 دبابة، بالإضافة إلى الانغماسيين، توقفت مؤقتاً عن متابعة عملياتها القتالية. وفي هذا السياق، ذكر مصدر معارض لـ «السفير» أنّ الفصائل المسلحة تعمل في الوقت الحالي على إعادة تجميع قواتها، كما تحاول تثبيت مواقع سيطرتها قبل إطلاق المرحلة الثانية من العمليات.

وتوقع المصدر أن يطلق المسلحون هجماتهم مع عودة الأمطار الغزيرة إلى سماء حلب اليوم الثلاثاء، حيث يحاول المسلحون الاعتماد على الأمطار في تحييد ما يمكن تحييده من سلاح الجوّ.

الجيش السوري، وتمهيداً للمعركة المقبلة، أصدر بياناً شرح من خلاله وقائع الأيام الماضية.

وذكر البيان أن «التنظيمات الإرهابية تستغل فترة التهدئة لتصعيد هجماتها على مدينة حلب واستهداف المدنيين في الأحياء الآمنة»، وتابع «بلغ عدد القذائف التي أطلقتها التنظيمات الإرهابية خلال الأيام الثلاثة الماضية وسقطت على المناطق السكنية في حلب أكثر من مئة قذيفة هاون و 50 صاروخ غراد و 20 أسطوانة غاز إضافة إلى أعمال القنص، ما أدى إلى ارتقاء 84 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 280 بجروح مختلفة وإلحاق أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة».

وأضاف «هذا التصعيد بلغ ذروته بإقدام المجموعات الإرهابية على استخدام قذائف تحوي غاز الكلور على اتجاه 1070 شقة وحي الحمدانية السكني في حلب ما أدى إلى حدوث 48 حالة اختناق».

بيان الجيش السوري تزامن مع تصريح جديد لوزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف أكد من خلاله أن موسكو تعتبر جميع المسلحين في أحياء حلب الشرقية أهدافاً مشروعة، لكونهم متعاونين مع «النصرة». وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي في موسكو، أمس الإثنين، «يُعدّ تعليق طلعات القوات الجوية الفضائية الروسية وسلاح الجوّ السوري لمدة نحو أسبوعين، كافياً للفصل (بين الإرهابيين والمعتدلين). وإذا لم يحدث ذلك، فعلينا أن نراجع تقييماتنا السابقة بقدر ما».

لافروف أكد أيضاً خلال المؤتمر الصحافي أن الحوار الجادّ مع واشنطن مستمر، «بما في ذلك على مستوى العسكريين»، إلا أنه استدرك قائلاً «الولايات المتحدة وحلفاؤها لا يريدون عزل المعتدلين عن جبهة النصرة»، مشيراً إلى أن « المسلحين الموجودين في حلب الشرقية، يبقون، بإرادة أو بغير إرادة، متواطئين في جرائم النصرة».

بموازاة ذلك، نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصادر استخبارية غربية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يُخطّط لاستغلال الفراغ السياسي في واشنطن خلال الانتخابات الرئاسية وما بعدها، لضمان تحقيق نصر حاسم لمصلحة حليفه (الرئيس السوري بشار الأسد) في شرق المدينة، الذي يُسيطر عليه المُسلّحون، بحلول منتصف كانون الثاني المقبل». ونقلت الصحيفة تحليلات استخبارية تُفيد بأن «حاملات الطائرات الروسية التي تتموضع في شرق البحر المتوسط، ستُستخدم لتعزيز القوة النارية الروسية في حلب دعماً للنظام السوري».

بدورها، ذكرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أنّ ثلاث غواصات نووية روسية مزوّدة بصواريخ «كروز» في طريقها الى الشواطئ السورية، موضحة أن هذه الغواصات قد تساند في العمليات المرتقبة في حلب.

وتتوافق ميادين القتال مع التصريحات السياسية المرتفعة النبرة حول حلب، الأمر الذي يؤكد أن عاصفة المعارك المقبلة في المدينة ستكون عاتية، وذلك في حال التأكد من فشل مساعي إخراج المسلحين من الأحياء الشرقية للمدينة، واقتناع المسلحين بعدم جدوى الهجوم غرباً، خصوصاً أن التقديرات المبدئية تشير إلى مقتل أكثر من 200 مسلح وإصابة أكثر من 300 آخرين، معظمهم من «المهاجرين» (غير السوريين) من دون تحقيق الخرق المنتظر خلال هجوم الأيام الخمسة الماضية.

 

سيناريوهات «استعصاء الباب» واحتمالات المواجهة

تركيا تخطط لإنشاء «بعشيقة سورية»

عبد الله سليمان علي

تتسارع الخطوات التركية لتحويل «درع الفرات» من عملية يفترض أنها لمحاربة الإرهاب إلى احتلال فعلي للأراضي السورية، وفق سيناريو مشابه لـ «معسكر بعشيقة» في العراق.

يأتي هذا في وقت صعّدت فيه الآلة الإعلامية المقربة من الرئاسة التركية والحزب الحاكم في أنقرة من حملتها المسعورة بهدف إسقاط مدينة حلب ووضع ذلك في إطار التفاهم الروسي ـ التركي. فيما تتخذ التطورات في محيط مدينة الباب منحى تصاعدياً بات يهدد بحدوث سيناريوهات كارثية ما لم يجر تطويق الأزمة وإيجاد حل لها، كما حدث سابقاً مع استعصاء إعزاز.

وبعد رصد تحركات مشبوهة لبعض وحدات الجيش التركي في قرى واقعة بالقرب من الحدود السورية ـ التركية في ريف حلب الشمالي، تم التأكد من أن هناك مخططاً تركياً لإقامة منشأة عسكرية لم تعرف طبيعتها وغايتها حتى الآن، وفق ما قاله لـ «السفير» مصدر أمني.

وفي التفاصيل أن قرية الزيارة، والمقصود بها القرية الواقعة جنوب بلدة الراعي الحدودية وليس تلك التي تحمل الاسم نفسه وتقع بالقرب من عفرين، شهدت خلال الأسابيع الماضية تحركات غريبة من قبل بعض وحدات الجيش التركي. وعند الرصد والتدقيق تبين أن الهدف من هذه التحركات هو إنشاء قاعدة عسكرية لم تعرف طبيعتها بعد، ولكن من المتوقع أن تكون إما مطاراً عسكرياً وإما معسكراً يقيم فيه الجيش التركي، بذريعة تدريب عناصر تنضم لاحقاً إلى قوات عملية «درع الفرات» التي يقودها الجيش التركي مباشرةً.

وتكتسي هذه الخطوة التركية خطورة كبيرة لاعتبارات عدة، أهمها أنها تذكِّر بـ «معسكر بعشيقة» في العراق وكيف استغلته السلطات التركية أسوأ استغلال، ليس بهدف التدخل في الشؤون العراقية وحسب، بل بهدف المطالبة بحصتها التاريخية من بعض أراضي العراق مثل الموصل وكركوك، وهو ما تحدث عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من دون أية مواربة مؤخراً.

كما أن إقامة منشأة عسكرية ثابتة للجيش التركي فوق الأراضي السورية، يرفع عن عملية «درع الفرات» غطاء محاربة الارهاب، ويمنحها رسمياً صفة الاحتلال، خاصة أن هذه الخطوة تتم من دون رضا السلطات الشرعية في دمشق. ولكن الأخطر بالنسبة لسوريا، هو أن هذه الخطوة تأتي في ظل أحاديث إعلامية شبه مؤكدة بخصوص قيام الرئيس التركي بإجراء تعديل على «الكتاب الأحمر» الذي يتضمن الأسرار الاستراتيجية للدولة التركية ومنظومة أمنها القومي.

وبموجب هذا التعديل، حُدد خطان للدفاع عن تركيا، الخط الأول من الصومال إلى قطر، والثاني من أفغانستان إلى الموصل فالرقة فحلب، وهذا ما يؤكد أن الأطماع التركية في قسم من الأراضي السورية لم تعد مجرد «أضغاث أحلام عثمانية» بل إن هناك مخططاً عملياً يجري تنفيذه خطوة خطوة.

وقد يكون أحد المؤشرات المهمة على جدية الأطماع التركية وخروجها من إطار النظرية إلى إطار التطبيق العملي، ذلك الاستنفار الذي تعيشه وسائل الإعلام المقربة من السلطات الحاكمة في أنقرة على خلفية تصاعد المعارك في مدينة حلب، حيث تشن هذه الوسائل ومنها صحيفتا «يني شفق» و «يني أقيت» المقربتان من «حزب العدالة والتنمية» الحاكم ومن الرئيس أردوغان، حملة إعلامية شعواء بهدف إسقاط مدينة حلب وإظهار ذلك أنه يأتي في إطار التفاهم الروسي ـ التركي.

«يني أقيت» عنونت قبل يومين على صفحتها الأولى بـ «قادمون يا حلب انتظري»، فيما نشرت «يني شفق» ما قالت إنه معلومات خاصة من مصدر أمني تركي حول تفاصيل التفاهم الروسي ـ التركي، مشيرة إلى أنه يشمل الاتفاق على دخول الجيش التركي إلى مركز مدينة حلب، وانسحاب الجيش السوري إلى المنطقة الساحلية.

وبالرغم من أن هاتين الصحيفتين والعديد من وسائل الإعلام المقربة من أردوغان ما فتئت تنشر طوال الأعوام السابقة أنباء مضللة حول الأوضاع في سوريا، إلا أن ترديدها لصدى المعارك في حلب مع التذرع بالتفاهم مع روسيا، الذي لا تزال العديد من مضامينه غير معروفة، يؤكد أن ما تنشره هذه الصحف إنما يعكس رغبة الرئيس التركي وحزبه الحاكم، ولا شك في أن هذه الرغبة تأتي في سياق تحقيق الأطماع التركية ووضع التعديلات على «الكتاب الأحمر» موضع التنفيذ. ومن الجدير بالذكر أن جميع الدول التي وردت في الكتاب كخطوط دفاع عن تركيا أصبح للأخيرة قواعد عسكرية فيها.

كما أن هذه الحملة الإعلامية المواكبة للمعارك في حلب، والتي تضمنت في ما تضمنته إجراء مقابلة صحافية مع قاضي عام «جيش الفتح» السعودي عبدالله المحيسني، وقد صوّب من خلالها السهام على الدور الايراني في سوريا، وهو أمر من شأنه إثبات صحة ما ذكرته «السفير»، أمس، من أن «غزوة حلب» لم تنطلق إلا بعد حصولها على مباركة تركية.

على خلفية ما تقدم، يمكن فهم حالة «الاستعصاء» الميداني الحادّ الذي دخلت فيه التطورات العسكرية الجارية في محيط مدينة الباب، فالباب لم تعد مجرد بلدة أخرى يجري تطهيرها من تنظيم «داعش» عبر هذه القوة أو تلك، بل تحولت إلى قضية رمزية مفادها إما القبول بالاحتلال التركي أو رفضه ومقاومته.

ويبدو أن هذا الاستعصاء شكّل مفتاحاً لتنظيم «داعش» لترتيب انسحابات مبرمجة من المناطق التي يسيطر عليها في محيط الباب من دون أن يشعر بأي إحراج، لأنه سيتذرع بـ «عبقرية قادته» الذين يرمون عبر هذه الانسحابات إلى ضرب خصوم التنظيم بعضهم ببعض.

وبعد لغط ساد خلال الأيام الماضية حول مصير مدرسة المشاة العسكرية وعدد من القرى المحيطة بها، ومدى صحة انسحاب «داعش» منها، ومن هي الجهة التي سيطرت عليها، تبين أن التنظيم قام بالفعل قبل حوالي أسبوع بنقل عتاده الثقيل من هذه المناطق باتجاه غرب الباب، تاركاً بعض العناصر لتأمين الانسحابات، ما شكّل فرصة ذهبية أمام الجيش السوري وأمام «قوات سوريا الديموقراطية» للانقضاض على هذه المناطق والسيطرة عليها.

وفيما ذكرت بعض المصادر الإعلامية أن الجيش السوري سيطر على مدرسة المشاة وحقل الرامي، وهو ما لم يتسن التأكد من صحته حتى الآن، فقد سيطر «جيش الثوار» التابع لـ «قسد» على قرى «الوحشية، ومزرعتها ـ قرية كفر قارص ـ قرية تل سوسيان ـ قرية معراتة مسلمية ـ مزرعة فافين ـ مزرعة تل سوسيان ـ نقطة محطة القطار ـ نقطة معمل الإسمنت بالقرب من مزراع فافين»، وامس، ذكر «جيش الثوار» أنه استكمل العملية وسيطر على «حاسين وتل حاسين وحليصة»، ناشراً صوراً تؤكد هذه السيطرة، وهو ما يعني أنه أصبح على مسافة تقل عن ثمانية كيلومترات من مدينة الباب.

ووفق مصدر ميداني، فإن الجيش السوري كان يستطيع بسهولة التقدم إلى كل المناطق التي انسحب منها التنظيم وضمها إلى سيطرته، لكنه ترك لقوات «قسد» أن تتصدى لهذه المهمة.

وقد يكون سبب ذلك أن تقدم الجيش السوري، خصوصاً نحو حليصة، كان سيجعله وجهاً لوجه مع الجيش التركي، الذي يقود «ردع الفرات»، وبالتالي قد يتسبب ذلك باستعجال تفجير الأزمة والانزلاق نحو حرب إقليمية، وسيُتّهم الجيش السوري عندها بأنه هو الذي سعى إلى هذا التفجير بسبب تقدمه نحو مناطق سيطرة «درع الفرات» وتحرشه بها.

ولكن قد يكون هناك سبب آخر، وهو المرجح، وهو أن الجيش السوري أراد إرسال رسالة واضحة إلى تركيا مفادها أن تجاوزها للخطوط الحمراء والتقدم نحو مدينة الباب سيصار إلى الرد عليه، بالإضافة إلى التهديدات العسكرية التي أطلقها الجيش في وقت سابق، من خلال إفساح المجال أمام قوات «قسد» لوصل كانتون عفرين مع كانتونات الادارة الذاتية الأخرى، عبر المرور بقرى ريف الباب الجنوبي. وقد يقوم الجيش بتصعيد ردوده ورسائله على ضوء الانخراط التركي الأخير في معركة حلب ودعمها إعلامياً على الأقل.

ولا شك بأن هذا السيناريو لا يقل خطورة عن سيناريو التماس بين الجيشين، ولكن في السيناريو الثاني ستكون خيارات تركيا محدودة جداً، خصوصاً أنها أدركت من تجربة تل رفعت أنه من غير المسموح لها المساس بـ «قوات سوريا الديموقراطية»، التي تعتبر الحليف البري الأبرز للجيش الأميركي في معاركه ضد «داعش»، وهي القوة الوحيدة التي حسمت واشنطن أمر مشاركتها في معركة الرقة المرتقبة.

أما أخطر ما يمكن أن يحدث فهو إقدام الجيش التركي على تجاهل التهديدات السورية، فيعمد عندها إلى إكمال مغامرته نحو مدينة الباب ضارباً عرض الحائط بمصالح جميع الأطراف الأخرى، بما فيها الطرف الروسي الذي لم يقل كلمته حول الموضوع إلى الآن.

وعليه، فإن جميع السيناريوهات التي تتزاحم في أجواء مدينة الباب تنذر بشرّ مستطير لن يقتصر ضرره على المدينة وحدها، بل سيشمل محافظة حلب بأسرها، خصوصاً في ظل الارتباط الواضح بين تطورات حلب وتطورات الباب، هذا إذا لم يتوسع أكثر من ذلك وتكون له ارتدادات إقليمية إذا خرجت الأمور عن السيطرة.

 

مصادر سورية: الأمم المتحدة تجلي موظفيها الأجانب من حلب

دمشق- د ب أ – أجلت الأمم المتحدة موظفيها الاجانب من مدينة حلب بعد تعرض الفندق الذي يقيمون فيه لقصف مدفعي .

 

وقالت مصادر خاصة في محافظة حلب الثلاثاء، إن فندق شهباء حلب والذي يقيم فيه موظفو الأمم المتحدة في حلب تعرض لقصف بالدبابات دون وقوع إصابات بينهم .

 

وأكدت المصادر ، التي طلبت عدم ذكر أسمها ، أن ” الأمم المتحدة اتخذت على الفور قرارات بنقل موظفيها الأجانب من حلب إلى دمشق بشكل مؤقت في حين أبقت على الموظفين المحليين ” .

 

وذكرت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية، أن مسلحي المعارضة الذين يسيطرون على حي بستان القصر أطلقوا ثلاث قذائف دبابات على مبنى الفندق الواقع في الجهة الغربية من المدينة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية حيث أصابت واحدة منها الطوابق 15 و 16 و 17 من الفندق ، بينما سقطت قذيفتان على مبنى سكني أمام الفندق .

 

وأكدت المصادر أن القصف لم يتسبب بوقوع إصابات بين موظفي الأمم المتحدة أو نزلاء الفندق.

 

وتشغل الأمم المتحدة سبعة طوابق من مبنى فندق شهباء حلب، ثلاثة منها للمكاتب وأربعة لإقامة موظفيها.

 

الجيش السوري يقترب من معقل للمعارضة قرب دمشق… فصائل المعارضة تواصل هجومها على الأحياء الغربية في حلب

دمشق ـ «القدس العربي»: واصلت فصائل المعارضة السورية أمس هجومها على الأحياء الغربية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، فيما نددت الأمم المتحدة بمقتل مدنيين في القصف على هذه الأحياء.

وبدأ الهجوم منذ يوم الجمعة في محاولة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، والذي تفرضه قوات النظام منذ أشهر. ويعيش أكثر من 250 ألف شخص في هذه الأحياء ويعانون من نقص في المواد الغذائية والطبية، وتعرضوا خلال الأسابيع الماضية لحملة من القصف الجوي العنيف من الطيران السوري وحليفه الروسي، حصدت مئات القتلى.

وتتركز المعارك عند الأطراف الغربية لحلب (شمال) وتترافق مع قصف من الفصائل المقاتلة وبينها مجموعات إسلامية على الاحياء الغربية وقصف جوي متقطع على مناطق الاشتباكات.

ويشارك في المعارك أكثر من 1500 مقاتل قدموا من محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في هذا السياق قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش»سنقدم الدعم اللازم للجيش السوري الحر من أجل تطهير منبج (بريف حلب السورية) من تنظيم «ب ي د» الإرهابي.

جاء ذلك في تصريح صحافي خلال انعقاد مجلس الوزراء برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، أوضح فيه أن تركيا تواصل مفاوضاتها اللازمة من أجل تطهير منبج مع الأطراف المعنية.

من جانب آخر سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على منطقة استراتيجية في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، محكما قبضته على أكبر معقل للمعارضة قرب العاصمة.

وقال معارضون مسلحون إن الجيش اقتحم بلدة تل كردي أمس ليصبح على بعد بضعة كيلومترات من مدينة دوما قلب المنطقة الريفية شرقي دمشق المعروفة باسم الغوطة.

وسيطر الجيش السوري على تل كردي بعدما تقدم في بلدات حوش نصري وحوش الفارة وقبلهما دير العصافير وتوج ذلك بالسيطرة على حزام زراعي جنوبي.

والغوطة كثيفة السكان وتتألف من مزارع وبلدات تمتد إلى الشمال الشرقي من دمشق، وكانت في أيدي المعارضة منذ اندلاع الانتفاضة في 2011.

 

خبراء: الحشد الشعبي يسعى لفتح معبر أرضي بين إيران وسوريا الأسد

إسطنبول- الأناضول- حذر خبيران استراتيجيان من أن إعلان الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية عراقية) على لسان ناطقه الرسمي أحمد الأسدي، اعتزامهم القتال في سوريا بعد الانتهاء من معركة الموصل (شمال)، يعد مؤشرا على سعي إيران للتمدد في المناطق السنية باستخدام ميليشيات الحشد الشعبي، وجعل مدينة تلعفر (غرب الموصل) نقطة ارتكاز لربط إيران عبر طريق أرضي بسوريا الأسد ومنه إلى البحر الأبيض المتوسط عبر لبنان.

 

وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي، في مؤتمر صحفي بالعاصمة العراقية بغداد، السبت الماضي، إن “الساحتين السورية والعراقية متداخلتان، ما يستدعي الذهاب إلى أي مكان يكون فيه تهديد للأمن القومي العراقي، وهذا سيكون من خلال التنسيق بين الحكومتين”.

 

وفي هذا السياق، أوضح أنطوان بصبوص، مدير “مرصد الدول العربية”، في العاصمة الفرنسية باريس، إن “الحشد الشعبي صنع بأيدي عراقية بعد فتوى علي السيستاني (المرجع الشيعي الأعلى في العراق)، لكنه أفلت من هذه الأيدي، وجرى تأطيره من الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني”.

 

وأكد بصبوص، صاحب كتاب “التسونامي العربي” الصادر في 2011، للأناضول أن “الحشد الشعبي أصبح تابعا بالكامل لاستراتيجية إيران في المنطقة”.

 

وأوضح أن “طهران، تسعى لوضع يدها على العراق وسوريا وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط عبر لبنان، لتشكيل الهلال الشيعي”.

 

بصبوص، بيّن أن “تلعفر، محور رئيسي على طريق إيران سوريا، وهناك رغبة في ربط إيران عبر معبر أرضي بسوريا”.

 

وتابع: “المعبر الأرضي عبر الأنبار (محافظة غربي العراق) مكسور، والمعبر الآخر عبر نينوى (شمال العراق) مكسور، ومنها تأتي أهمية تلعفر، في فتح هذا الطريق”.

 

وفي هذا السياق أشار بصبوص، الخبير اللبناني المقيم في باريس، إلى أن الحشد الشعبي “التف على قرار منعه من المشاركة في معركة تحرير الموصل، وتوجه إلى جنوب المدينة، وينوي متابعة طريقه إلى تلعفر، ومنها إلى سوريا الأسد”.

 

وأضاف أن مسلحي الحشد الشعبي “لديهم الرغبة والتنظيم والسلاح، ولا يوجد أحد يقف في وجههم بشكل ذكي، إذا أزلنا تنظيم داعش، غير المقبول”.

 

من جانبه اعتبر أحمد يوسف، رئيس “مؤسسة معهد بيت الحكمة” الفلسطيني أن تحركات الحشد الشعبي باتجاه تلعفر، وإعلانه استعداده للتوجه للقتال في سوريا “كأنه توسع وتمدد لإيران في المنطقة السُنية؛ خاصة في العراق وسوريا”.

 

وقال يوسف، “أي تحركات للحشد الشعبي (في المنطقة السنية) يعتبر تمددا للمحور الشيعي في المنطقة”.

 

وأشار إلى أن اختيار الحشد الشعبي لتلعفر، على المحور الغربي لمعركة الموصل يهدف لجعلها “نقطة ارتكاز للتمدد الشيعي نحو سوريا”.

 

وتابع “العالم السني لديه توجسات من تحركات وممارسات الحشد الشعبي”.

 

وفي هذا الصدد لفت المحلل السياسي الفلسطيني إلى المواقف التركية المحذرة لأي تجازات للحشد الشعبي في الموصل.

 

وقال: “تحركات الحشد الشعبي في المنطقة دفعت تركيا لمتابعة ما يجري في الموصل، باعتبارها الطرف السني الوحيد القادر على رد أي تجاوزات للمليشيات الشيعية”.

 

ولم يستبعد يوسف، ارتكاب الحشد الشعبي مزيدا من التجاوزات في حق المدنيين على غرار ما حدث مؤخرا في مدينة “الرطبة”، غربي العراق، والتي تم فيها تدمير مسجدين، وحرق منازل السكان واختطاف آخرين.

 

وتساءل: “ما يمنع الحشد الشعبي من ارتكاب مزيد من التجاوزات في تلعفر، على غرار ما فعله في الرطبة”.

 

واعتبر أنه “من غير ضغط دولي قوي فلا شيء سيمنع الحشد الشعبي من ارتكاب مجازره في حق السنة”.

 

وأشار في هذا الخصوص إلى “تصريحات العديد من قادة الحشد التي تنذر بارتكاب مجازر في تلعفر”.

 

وذهب المحلل السياسي اللبناني أنطوان بصبوص، في نفس الاتجاه عندما قال “وكأنه لديهم (مسلحو الحشد الشعبي) رغبة في الانتقام”.

 

وأضاف: “سوف يتابعون ارتكاب نفس الجرائم التي ارتكبوها في جرف الصخرة والفلوجة وتكريت وغيرها”.

 

وأشار إلى أن “تلعفر، لم يبق فيها من أصل 350 ألف نسمة سوى 80 ألف فقط”.

 

حيث فر عشرات الآلاف من سكان تلعفر، من المدينة عندما سيطر عليها تنظيم “داعش” الإرهابي في 2014.

 

المعارضة تسيطر على قرية عند مدخل حلب الجديدة… والطائرات الروسية قتلت أكثر من 10 آلاف شخص خلال 13 شهرا في سوريا

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: استعادت قوات المعارضة السورية على قرية منيان عند مدخل حي حلب الجديدة، ضمن إطار العملية العسكرية التي أطلقتها الفصائل المنضوية تحت لواء جيش الفتح قبل 3 أيام، لكسر الحصار عن شرقي مدينة حلب.

ولدى تصريحاتهم أوضح القادة المشاركون في عملية كسر الحصار عن شرق حلب، أنّ قواتهم اضطرت إلى الانسحاب من مساكن 3000 (جنوب غرب المناطق المحاصرة) بعد أن اقتحموها، بسبب كثرة الغارات الجوية التي تنفذها مقاتلات النظام، مؤكدين في الوقت ذاته أنّ الاشتباكات ما زالت مستمرة في محيطها.

وأضاف القادة العسكريون أنّ قوات المعارضة تستهدف بالأسلحة الثقيلة مواقع النظام في حي جمعية الزهراء، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط قرية منيان (غرب المناطق المحاصرة) التي أحكمت قوات المعارضة سيطرتها عليها قبل يومين

يجدر بالذكر أنّ قوات المعارضة السورية المعتدلة بسطت سيطرتها يوم الجمعة الماضية على ضاحية الأسد، ليكونوا بذلك على بُعد 2.5 كيلومتر عن المناطق المحاصرة في شرق حلب.

وكان «جيش الفتح» (تحالف فصائل معارضة) تمكن من كسر حصار قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب (الأحياء الشرقية) في مطلع آب/ أغسطس الماضي بعد عملية واسعة استغرقت 7 أيام، ليعيد النظام والميليشيات المتحالفة معه حصارها بعد شهر بمساندة من سلاح الجو الروسي.

ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، غارات جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وتعاني أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، والتي يقطنها نحو 300 ألف شخص، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ عدة أسابيع، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية.

وأدى القصف السوري الروسي على حلب إلى مقتل عشرات آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليون شخص على مغادرة المدينة، التي تمنع قوات نظام الأسد، الأمم المتحدة من إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة فيها.

وقال الجيش السوري في بيان امس الاثنين إن «جبهة النصرة» وما وصفها بتنظيمات «إرهابية» أخرى قتلت 84 شخصا معظمهم من النساء والأطفال في حلب خلال الأيام الثلاثة المنصرمة وإن القصف تضمن أسلحة كيميائية وإطلاق صواريخ.

وانشقت جبهة النصرة عن تنظيم «القاعدة» وغيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» في تموز/ يوليو وهي واحدة من جماعات المعارضة الرئيسية التي تشارك في هجوم على غرب حلب الخاضع لسيطرة الحكومة بدأ يوم الجمعة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الاثنين بأن الطائرات الروسية قتلت أكثر من 10 آلاف شخص خلال 13 شهراً من ضرباتها الجوية والصاروخية على سوريا.

ولم يذكر المرصد الجهة التى استند اليها فى توثيق هذه المعلومات.

وكشف في بيان امس عن توثيق مقتل 10102 مدني ومقاتل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة و»جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم «الدولة»، خلال 13 شهراً من بدء الضربات الجوية الروسية على عدة محافظات سورية، منذ فجر 30 أيلول / سبتمبر عام 2015، وحتى الاحد 30 تشرين أول / أكتوبر.

وأشار المرصد إلى أن الحصيلة تضمنت مقتل 1013 طفلاً، و584 مواطنة و2565 رجلاً وفتى.

ولفت إلى مقتل 2861 عنصرا من تنظيم «الدولة»، و3079 مقاتلا من الفصائل المقاتلة والإسلامية و»جبهة فتح الشام» و»الحزب الإسلامي التركستاني» ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

 

جرائم القتل تنتشر في محافظة درعا السورية بسبب غياب الرادع الأمني

عامر الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: انتشرت مؤخرا جرائم القتل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة درعا في الجنوب السوري، وازدادت منذ مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر، في ظل غياب رادع أمني محكم، وتسيب الرقابة والضبط للأوضاع الأمنية من قبل فصائل «الجيش الحر»، حسب ما يرى ناشطون.

ومن بين الذين طالتهم جرائم القتل الشاب المغدور أحمد عبد الرحيم المصري، حيث روى عضو «مركز غزالة للإعلام» محمد خليل لـ«القدس العربي» ماجرى، قائلا: إن خلافاً جرى على طريق بلدة الغارية الشرقية – المسيفرة بريف درعا الشرقي، يوم السبت الماضي 22 تشرين الأول/اكتوبر، أودى بحياة عامل البناء أحمد المصري وهو «نازح من بلدة خربة غزالة».

وتدور تفاصيل الخلاف، أثناء بناء العمال لخزان مياه في مزرعة على الطريق، حيث انقطع كابل خلاطة الأسمنت المعروفة شعبياً «بالجبّالة»، ما أدى لغضب وهيجان صاحب البناء، فأحضر السلاح وأطلق النار عشوائياً بعد أن احتد الخلاف مع عماله، الأمر الذي أسفر عن إصابة عاملين، توفي إحداهما على الفور لإصابته بطلق ناري في الرأس، وفق الخليل.

وأردف، أن الجاني لاذ بالفرار لمدة يوم بعد إقدامه على قتل العامل، حتى ألقي القبض عليه وتم تسليمه لمحكمة دار العدل في حوران، مبيناً أن القضية ما تزال مجهولة المصير كون المحكمة لم تصدر حكماً قضائياً بخصوص الجريمة.

بدوره، يروي الإعلامي محمد أبو معاذ من مدينة الحارة، لـ«القدس العربي»، أن امرأة أرملة نازحة من بلدة الطيحة تدعى نوال السعدي تبلغ من العمر «45 عاماً»، قتلت خنقاً مع ابنتها المتزوجة سوزان رمضان «19 سنة»، عبر لف المناديل حول عنقيهما، في مدينة الحارة في ريف درعا الشمالي الغربي.

وأوضح أبو معاذ، أن الأهالي اكتشفوا جثتي الأم وابنتها مساء اليوم التالي، بعد خمس عشرة ساعة على وفاتهما، عقب سماع بكاء ابنة المقتولة سوزان رمضان، وتبين من خلال الطبيب الشرعي بعد فحص الجثتين، وقت وفاتهما في الساعة الثانية بعد منتصف ليلة يوم الأربعاء، مشيراً، إلى أن رقبة الابنة كانت ملتوية أيضاً.

وأضاف، أن الفصائل المقاتلة في المدينة والجهات المختصة بالتقصي عن الجريمة، فشلت في كشف ملابساتها وخفاياها والدوافع منها، أو حتى مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة، حسب وصفه.

وندد «إعلاميو حوران المستقلون»، عبر صفحتهم على «فيسبوك»، بتفاقم الجرائم في محافظة درعا، متسائلين عن موقف الجهات القضائية المختصة من الجرائم مما يحصل في الجنوب السوري، بعد حدوث جريمة قتل جديدة لرجل مسن 70 عاماً وزوجته، ذبحاً بالسكين في بلدة عين العبد بريف القنيطرة، وسرقة مليون ونصف ليرة سورية وثلاثين ألف دولار منهم، اكتشفت يوم الأحد 16 تشرين الأول/اكتوبر.

ويرى الناطق باسم «تجمع أحرار حوران»، الملقب بأبو محمود الحوراني، أن الجرائم غير محصورة في زمان أو مكان، فهي كانت تحصل من قبل اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2013، إلا أن غياب النظام وعدم وجود قوة رادعة وحاكمة في حوران في ظل الثورة، فاقم من أعداد الجرائم.

وتابع أن الأسباب التي ساهمت في ازدياد الجرائم بدرعا عديدة أبرزها انتشار السلاح بين عوام المدنيين لا سيما الأطفال ممن لم يبلغوا سن 18 عاماً، إضافة لانتشار المجرمين الذين أطلق النظام السوري سراحهم مع بدء الثورة وزج بهم في المناطق المحررة.

ومن باب الحلول للحد من هذه الجرائم، قال الحوراني، يجب على محكمة دار العدل في حوران، السلطة القضائية الوحيدة حالياً في المنطقة، الضرب بيد من حديد تجاه كل من يرتكب تلك الجرائم، من خلال القوة التنفيذية للمحكمة «قوامها فصائل ثورية كبرى في حوران»، وفرض قانون منع انتشار السلاح بين الناس والرقابة المكثفة من قبل الفصائل المقاتلة على عناصرها.

وهو يستبعد أن يكون التقصير في اتخاذ القرارات الصارمة وتنفيذها من قبل دار العدل، بل من الفصائل المشكلة للقوة التنفيذية التابعة لها، فهي الجهة الفاعلة، ويجب عليها الخضوع لأوامر المحكمة، في سبيل تحقيق الأمن والأمان في كل أرجاء المحافظة.

 

قتلى مدنيون بقصف الطيران الروسي و”داعش” في دير الزور

جلال بكور

قتل وجرح مدنيون، اليوم الثلاثاء، بقصف للطيران الروسي على مناطق تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في دير الزور، كما جرح آخرون بقصف من التنظيم على أحياء تخضع لسيطرة النظام السوري بالمدينة، في الوقت الذي أحبط “الجيش السوري الحر”، فجر اليوم، هجوما لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية على قريتي كفركلبين وكلجبرين، بريف حلب الشمالي.

ويتقاسم كل من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والنظام السيطرة على مدينة دير الزور وريفها، بينما يعاني المدنيون من حصار الطرفين في المدينة وريفها.

وفي السياق، صرح الناشط عامر هويدي، لـ”العربي الجديد”، بـ”مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفلة، جراء غارات جوية من الطيران الروسي على حي العمال ومنطقة حويجة صكر بمدينة دير الزور وبلدة حطلة في ريف المدينة”، مضيفاً أن “عددا من المدنيين أصيبوا، أيضاً، بغارات أخرى استهدفت بلدة الصالحية عند مدخل مدينة دير الزور الشمالي”.

وأكّد الناشط الإعلامي، كذلك، إصابة عشرات المدنيين بقصف مدفعي من تنظيم “داعش” على حيي الجورة والقصور الخاضعين لسيطرة النظام في المدينة، بينما ألقت طائرات مظلات يعتقد أنها تحمل مساعدات غذائية فوق مناطق خاضعة لقوات النظام.

وتزامن ذلك مع غارات من طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مواقع لـ”داعش” في حقلي العمر والتنك النفطيين بريف دير الزور الشرقي، حيث أسفرت عن حرائق في الحقلين.

وتشهد دير الزور منذ عامين معارك عنيفة بين تنظيم “داعش” وقوات النظام، وأعنفها تدور في القرى المحيطة بمطار دير الزور العسكري وجبل الثردة.

إلى ذلك، أحبط “الجيش السوري الحر”، فجر اليوم، هجوما لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية على قريتي كفركلبين وكلجبرين، الواقعتين بين مدينتي مارع وإعزاز بريف حلب الشمالي.

وأكّد مصدر عسكري، لـ”العربي الجديد”، أنّ الهجوم أتى بعد ساعات من هجوم شنه تنظيم “الدولة الإسلامية” على قرى برعان والواش وطنوزة وثلثانة وجب العاصي، في جنوب بلدة أخترين بريف حلب، حيث تدور معارك كر وفر مع “الجيش السوري الحر”.

وكانت “قوات سورية الديمقراطية” قد سيطرت، أمس الاثنين، على قرى فافين، وتل حاسين، وحاسين، وحليصة، قرب مدرسة المشاة بريف حلب الشمالي، إثر مواجهات مع تنظيم “داعش”، وانسحابه، قبل يومين، من مدرسة المشاة، وقرى تل شعير، وكفر قارص، وتل سوسيان، ومعامل الإسمنت الشمالية، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة مارع بريف حلب الشمالي، حيث أعلن النظام السوري لاحقاً سيطرته على تلك المواقع.

وتدعم واشنطن “قوات سورية الديمقراطية”، إذ تتخذها حليفة في الحرب ضد “داعش”، بينما تعتبرها أنقرة “منظمة إرهابية”، وتدعم، في المقابل، فصائل “الجيش السوري الحر” في عملياته ضدّ التنظيم.

ويشنّ “الجيش السوري الحر”، منذ 24 من أغسطس/آب الماضي، بدعم من الجيش التركي وطيران التحالف الدولي، عملية “درع الفرات” في شمال حلب، بهدف طرد “التنظيمات الإرهابية” من منطقة غرب الفرات.

وأسفرت العملية عن طرد “داعش” من مساحة تقارب 1350 كيلومترا مربعا، بينما تقول تركيا إنّ العملية تهدف للوصول إلى مدينتي الباب، الخاضعة لسيطرة التنظيم، ومنبج الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية”.

 

البنتاغون: تركيا لاعب رئيسي بمعركة “مليئة بالفرص” في الرقة

واشنطن ــ العربي الجديد

كرّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، التأكيد أنّ عملية استعادة مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ستبدأ خلال أسابيع، مشيرة إلى أنّ تركيا ستقوم بدور فيها.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بيتر كوك، أمس الاثنين، خلال تصريحات صحافية، “جميعنا يشعر بأنه من المهم المحافظة على الضغط على داعش في هذه اللحظة المهمة، فيما تلفحهم حرارة العمليات في الموصل بالعراق”.

 

ولفت إلى أنّ “جهود تحرير الرقة ستبدأ، كما قال وزير الدفاع آشتون كارتر، خلال أسابيع”، مضيفاً أنّه “من المتوقع أن يزداد بسرعة عدد المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة مع بدء معركة الرقة”.

 

واعتبر المتحدث، أنّ معركة استعادة الرقة ستكون مليئة “بالفرص المختلفة” التي يمكن لأعضاء التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، بما في ذلك تركيا، أن يقوموا بدور فيها، مشيراً إلى وجود حوارات مستمرة مع تلك الدول في هذا المجال.

 

ووصف كوك، الدور الذي قامت به تركيا في مجال مكافحة “داعش”، بأنّه كان “ناجحاً جداً في تأمين وتعزيز الانتصارات على طول الشريط الحدودي”، مضيفاً أنّ الأتراك “آذوا التنظيم”.

وشدّد على أنه “من مصلحة تركيا وعدد من شركائنا في التحالف الدولي لمحاربة داعش، أن يقوموا بدور رئيسي في تحرير الرقة”.

 

وتسود خلافات بين تركيا والولايات المتحدة حول إشراك القوات الكردية في عمليات تحرير الرقة، كجزء من “قوات سورية الديمقراطية” التي يشكل عناصر هذا التنظيم الجزء الأكبر منه، بينما ترفض تركيا الأمر، لكونه “يهدد أمن حدودها”.

وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة وتركيا تتفقان على تصنيف حزب “العمال الكردستاني” تنظيماً إرهابياً دولياً، ترفض واشنطن تصنيف الذراع السوري للحزب “الاتحاد الديمقراطي” وجناحه العسكري في الخانة نفسها، وتشركهما في محاربة “داعش” في سورية، بينما تصنّف تركيا، كلا الحزبين على قائمة الإرهاب.

 

على صعيد آخر، علّق كوك على واقعة المقاتلتين الروسية والأميركية اللتين كادتا تصطدمان فوق شرق سورية، يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أنّ المقاتلة الروسية “اقتربت إلى مسافة غير مسبوقة” من الطائرة الأميركية.

 

وكاد الاصطدام يقع، عندما قامت طائرة حربية روسية كانت تواكب طائرة استطلاع أكبر حجماً بمناورات قرب طائرة حربية أميركية، واقتربت منها مسافة أقل من 800 متر.

 

وأوضح كوك، أنّ المسافة بين المقاتلتين “كانت الأقرب حتى اليوم، ولهذا السبب كان ذلك مثيراً للقلق بشكل خاص”، معتبراً في الوقت عينه أنّ الحادث وقع “بشكل غير مقصود”.

 

وأكد مسؤول أميركي، الأسبوع الماضي، بحسب “فرانس برس”، أنّ المسؤولين الروس أوضحوا لنظرائهم الأميركيين في اليوم التالي، أنّ الطيار “لم ير” المقاتلة الأميركية.

 

وتنشط المقاتلات الروسية وتلك التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، بشكل مستمر تقريباً، في أجزاء من المجال الجوي السوري، وهذا النشاط من المتوقع أن يتكثف مع بداية العملية العسكرية لاستعادة الرقة.

 

حرب المدن: المسموح والممنوع لـ”جيش الفتح” في حلب

منهل باريش

مع اعلان “جيش الفتح” انتهاء “المرحلة الأولى” من “ملحمة حلب الكبرى” امتصت قوات النظام والمليشيات الشيعية المساندة لها، صدمة خسارتها ضاحية الأسد السكنية ومواقع معمل الكرتون ومناشر منيان جنوب غربي حلب.

 

ونجح “جيش الفتح” بخداع قوات النظام مرتين منذ بداية المعركة، فبدأ معركته من غرب “أكاديمية الأسد” للهندسة العسكرية، في حين كانت توقعات النظام، وأغلب المحللين والمراقبين، تفيد أن الهجوم سيبدأ على جبهة الراموسة و”مشروع 1070 شقة”. هذا الخداع سهّل على مقاتلي “جيش الفتح” التقدم في المناشر ومعمل الكرتون خلال ساعات قليلة، بعد تمهيد ناري كثيف تلاه تفجير سيارتين مفخختين ليتقدم بعدها اقتحاميو “جيش الفتح” ويحكمون السيطرة على تلك النقاط.

 

واستمر الخداع، بعد وصول “جيش الفتح” إلى أسوار “أكاديمية الأسد”، فتأهبت قوات النظام لصد الهجوم المحتمل على “الأكاديمية”، فشنّ “جيش الفتح” هجوماً على “ضاحية الأسد” من ثلاثة محاور؛ محور معمل الكرتون ومحور الراشدين الرابعة ومحور سوق الجبس. فيما بقيت الرشاشات الثقيلة والمدفعية تقصف جبهة “مشروع 3000 شقة” بشكل مستمر ليعتقد قادة عمليات النظام أنها محور الاقتحام القادم. واستغلت عمليات “جيش الفتح” هذا التخبط في صفوف قوات النظام لتقتحم “ضاحية الأسد” من الجهة الغربية، ويتوغل مقاتلوها شرقاً ليسيطروا على كامل الضاحية، ويثبتوا نقاط دفاع بين الضاحية غرباً وبين “مشروع 3000 شقة” شرقاً. وبعد السيطرة على “ضاحية الأسد” أصبحت “الأكاديمية” تحت نيران المعارضة المسلحة، لأول مرة منذ انطلاق الثورة السورية قبل خمسة أعوام ونصف.

 

وفي استمرار تكتيك الضربات غير المتوقعة، شنت غرفة عمليات “فتح حلب” هجوماً واسعاً على محاور جمعية الزهراء شمال غربي حلب. وسيطر مقاتلو “فتح حلب” على المواقع الثلاثة المحيطة بمدفعية الزهراء؛ مجمع “الفاميلي هاوس” و”مزارع الأوبري” و”بيوت مهنا” مساء الجمعة، إلا أن القصف العنيف من “كتيبة المدفعية” منع المعارضة من الثبات في النقاط التي تقدمت إليها، واضطرت للانسحاب منها بعد مقتل نحو ثلاثين مقاتلاً معظمهم من “جيش إدلب الحر” وجرح العشرات.

 

وتحولت تلك المحاور إلى عقدة الفصائل، بعدما سيطرت عليها أربع مرات وتراجعت نتيجة القصف من “كتيبة مدفعية الزهراء” التي تحكم نارياً كامل المنطقة المحيطة ابتداءً من “البحوث العلمية” جنوباً وصولاً إلى الراشدين الشمالية والليرمون و”جمعية المالية” شمالاً ومحيط “المخابرات الجوية”.

 

ويبدو أن “جيش الفتح” قد تعلم من درسه الأخير في معركة الراموسة عندما استسهل اختيار السيطرة على مدراس الراموسة العسكرية بهدف السيطرة على مخازن الأسلحة والعتاد العسكري، وسحب منها عشرات مدافع الميدان. لكن المناطق الخالية سهّلت القصف الجوي الروسي على مقاتلي “جيش الفتح” ما أوقع خيرة إنغماسيي واقتحاميي الفصائل بين قتيل وجريح.

 

وبعد استعادة الراموسة من قبل قوات النظام، فضّل قائد “جيش الفتح” الجديد د.أبوحسين الأردني، نقل المعارك إلى داخل المدن، الأمر الذي سيخفف من القصف الجوي بسبب كتل الأبنية في “مشروع 3000 شقة” أو في حي حلب الجديدة الجنوبي، في حال اختيار أي منهما كمحور للهجوم النهائي. ورغم أن التوقعات تُرجح حتى الآن، أن يكون “مشروع 3000 شقة” هو الطريق الأسهل، فالسيطرة عليه تعني عملياً الوصول إلى حلب الشرقية تقريباً وكسر الحصار عنها.

 

في المقابل، فحرب المدن ورغم تفوق مقاتلي المعارضة نظرياً على مقاتلي النظام والمليشيات، إلا أنها ستنهك المعارضة على المستويين المادي والمعنوي، وستحتاج الفصائل كي تتقدم على الأرض، إلى نحو ثلاثة شهور من العمل العسكري اليومي. وسيزيد من صعوبة العمل دخول فصل الشتاء الذي يتحمل عبئه المهاجمون دائماً.

 

ومن المستغرب استبعاد “جيش الفتح” محاور الريف الجنوبي ومنطقة الكاستللو من خطة العمل حتى اللحظة. وربما كان فتح طريق الكاستللو هو الأقل تكلفة عسكرية، لو سخّرت المعارضة لذلك المقاتلين والمفخخات التي استخدمت في الاقتحام الحالي للأحياء الغربية، لتمكن “جيش الفتح” من كسر الحصار من المحور الشمالي للمدينة.

 

وستتلقى الدول الداعمة ضغوطاً في حال استمر الهجوم من المحاور الحالية، فالرغبة الأميركية في كسر الحصار عن حلب الشرقية، لا تعني بحال من الأحوال، السماح لـ”جيش الفتح” باقتحام المناطق السكنية التي تضم نحو نصف مليون مدني يعيشون في الحمدانية وجوارها والذين يشكلون ثلث سكان حلب الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام. ويبدو أن هذا الحساب خارج معادلة “جيش الفتح” حتى اللحظة، إلا إذا كانت “المرحلة الأولى” هي إشغال وارباك لتشتيت تركيز قادة عمليات النظام والمليشيات.

 

وتُعتبر معركة “ملحمة حلب الكبرى” أول اختبار عسكري كبير، للقيادي في “جبهة فتح الشام” أبو حسين الأردني، الذي تسلم قيادة “جيش الفتح” خلفاً للنقيب المهندس أسامة نمورة الملقب “أبو عمر سراقب”، والذي سميت الملحمة باسمه. وكان نمورة قد قضى في غارة جوية أميركية استهدفت مقر قيادة عمليات “جيش الفتح” في ريف حلب الغربي في 9 أيلول/سبتمر.

 

درعا: “صدّ البغاة” تتعرض لنكسة كبيرة

عمر البلخي

خسرت فصائل المعارضة، مجموعة كاملة من الاقتحاميين لديها ضمن معركة “صد البغاة” ضد قوات النظام، الأحد، من أجل استعادة السيطرة على “كتيبة الدفاع الجوي” الواقعة غربي الطريق الدولي دمشق-عمان، بالقرب من بلدة إبطع في ريف درعا الغربي.

 

وبدأت معركة “صدّ البغاة” بتمهيد ناري كثيف بالأسلحة المدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة المتوسطة، من قبل فصائل المعارضة، التي استطاعت كسر خطوط الدفاع الاولى لقوات النظام في المنطقة وتكبيدها خسائر كبيرة، بحسب ما أكده لـ”المدن” قائد المجلس العسكري لقوات “شباب السنة” التابعة للجبهة الجنوبية، العقيد الطيار نسيم أبو عرة.

 

وقال أبو عرة، إن فصائل المعارضة استطاعت تدمير أربع دبابات وعربة “شيلكا” لقوات النظام، كانت تتموضع خلف السواتر الترابية المحيطة بالكتيبة، بالإضافة إلى تدمير قاعدة اطلاق للصواريخ من نوع “فيل” وتدمير مدفع رشاش من عيار 23.5 ميليمتر. وأسفرت عملية الهجوم عن مقتل عدد من عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية لها، ومن بينهم ضابط برتبة نقيب وقائد من مليشيا “حزب الله” اللبناني.

 

وأضاف العقيد الطيار، إن المعركة كانت تسير وفق ما خطط له، واستطاعت عربات الاقتحاميين من الوصول إلى السواتر الترابية التي كانت تحتمي خلفها قوات النظام. لكن تلك القوات كثّفت من قصفها بالمدفعية الثقيلة والصواريخ وسط غارات للطيران على المنطقة، ما أسفر عن انقطاع التواصل بين غرفة العمليات وعناصر المعارضة. واستمر انقطاع الاتصال لأكثر من ساعتين، ليتبين بعد ذلك أن مقاتلي المعارضة وقعوا في كمين لقوات النظام التي كانت تختبئ ضمن حفر أرضية مغطاة بألواح معدنية، عند محاولتهم دخول الكتيبة ليلاً.

 

وقتل 26 مقاتلاً من المعارضة خلال المعركة، ينتمون إلى “جيش اليرموك” ولواء “المهاجرين والأنصار” وفرقة “فلوجة حوران” و”جبهة فتح الشام” وتنظيم “جند الملاحم”، واستطاعت قوات النظام سحب الجثث ونقلها إلى بلدة الشيخ مسكين.

 

و”كتيبة الدفاع الجوي” كانت موقعاً سابقاً للنظام أخلاه قبل انطلاق الثورة، وأُطلق عليها تسمية “الكتيبة المهجورة”، وهي ذات موقع استراتيجي مهم، عاد إليها النظام مطلع الشهر الماضي، وباتت تمثل خط الدفاع الأول عن مواقع قوات النظام في مدينة الشيخ مسكين، ونقطة انطلاق وتجمع للهجوم على مدينة داعل وبلدة ابطع. وتقع الكتيبة على طريق درعا-دمشق القديم، ومنذ سيطرة قوات النظام عليها، عملت على تدعيمها بشكل كبير بالصواريخ والدبابات، لما لها من أهمية كبيرة في محاولة استعادة السيطرة على قرى ريف درعا الغربي وفصلها عن الريف الشرقي.

 

وفي حال سيطرة المعارضة على هذه الكتيبة، فستتمكن من دخول بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية وتصبح مواقع النظام في الشيخ مسكين و”اللواء 82” ومدينة ازرع تحت نيرانهم.

 

بدوره، أكد القائد في “فرقة صلاح الدين” أحمد الحريري، لـ”المدن”، أن كل ما ورد من أحاديث واشاعات عن انسحاب عدد من فصائل “الجبهة الجنوبية” من المعركة، أو خيانة أحد القادة وتعامله مع قوات النظام، هو محض افتراء وعار عن الصحة. وأشار الحريري إلى أن النظام يحاول زرع الفتنة بين الحاضنة الشعبية والفصائل المقاتلة في الجنوب، عبر وسائل إعلامه ومجموعة من النشطاء الإعلاميين الذين يعملون لصالحه عبر ترويج تلك الاشاعات.

 

وأضاف الحريري أن المعركة مستمرة، وأن “دماء الشهداء الذين سقطوا في كتيبة المهجورة” ما هي إلا بداية انطلاقة جديدة، ومعركة عنيفة ضد قوات النظام في جميع مناطق الجنوب السوري. وأشار الحريري إلى أنه قد تم تغيير اسم المعركة من “صدّ البغاة” إلى “الثأر لشهداء حوران”.

 

وأوضح الحريري أن قادة الفصائل أعادوا رسم خطة جديدة لمعركة “الثأر لشهداء حوران”، وأن تجمعات قوات النظام أينما وجدت، ستكون هدفاً لنيران مدفعية وصواريخ الجيش الحر.

 

«كماشة» إيرانية تحيط بالأردن في العراق وسوريا

بسام البدارين

 

لا أحد يعرف ما الذي فعله السفير الأردني في طهران عبدالله أبو رمان لأسابيع في بلاده دون العودة لمزاولة أعماله حتى بعد الازدياد الواضح في عدد السياسيين الذين يستغربون الاسترسال في القطيعة السياسية مع إيران بدون إعلان رسمي مجاملة على الأرجح للسعودية.

لا يؤثر ذلك كثيرا في حجم ونوع ومستوى المساعدات السعودية للأردن رغم أن السفير أبو رمان «سحب للتشاور» بعد حادثة الاعتداء على مقر السفارة السعودية في إيران ولازال «مسحوبا» لكن بدون تشاور من أي نوع حسب خبراء في وزارة الخارجية.

لم تحدد طبيعة المشاورات التي تجري مع السفير أبو رمان في عمان ويشكك كثيرون بأنها تجري أصلا خصوصا وأن وزير الخارجية ناصر جوده المعني مباشرة بالموضوع ليس طرفا بأي مشاورات بالخصوص، الأمر الذي يوحي ضمنيا بأن الهدف بحد ذاته هو فكرة «بقاء السفير في عمان للتشاور».

طبعا حصل ذلك بعد الزيارة اليتيمة التي قام بها للعقبة الأمير السعودي محمد بن سلمان.

بعدها تجنبت السلطات الإعلان عن أي مشاورات ومن الملاحظ وجود حركة نشطة للسفير أبو رمان في عمان وبعيدا عن عمله المباشر وخصوصا بالقرب من صديقه رئيس الوزراء الحالي الدكتور هاني الملقي حيث يقدم الأول بعض «النصائح» والاستشارات «الإعلامية» للثاني بحكم خبراته ككاتب صحافي سابقا وكوزير سابق للإعلام.

في منطقة النخبة الوزارية والسياسية التي تعتبر إيران «دولة مارقة» ولا تتحمس سياسيا وأمنيا لأي اتصالات معها يشار للسفير أبو رمان بإعتباره «من المتحمسين أكثر مما ينبغي» للعلاقات مع إيران ولاستئناف عمله، بل أكثر من الإيرانيين أنفسهم في بعض الحالات.

السلطة المرجعية في الأردن لا زالت متحفظة جدا إزاء إطلاق أي مبادرات للتواصل مع طهران رغم دورها الفاعل في المنطقة كما يؤكد أمام «القدس العربي» السياسي المخضرم طاهر المصري.

ثمة أدلة على ذلك، سفير عمان «أطال الإقامة» في بلده بعد استدعاء التشاور وبدون مشاورات وحليف إيران العلني الراحل الكاتب والسياسي ناهض حتر رفضت الإدارة السماح أمس الأول بإقامة حفل تأبين له بعد اغتياله وسط العاصمة منذ أكثر من شهر وسفير طهران في عمان «لا يتصل به أحد».

لا يوجد أي مظهر يوحي بأن عمان في طريقها لتخفيف حدة قطيعتها مع النفوذ الإيراني فأحد الوزراء أكد مباشرة لـ «القدس العربي» بأن إيران بالتصنيف الأردني «دولة مارقة» لإنها تحارب السعودية وتدمر في اليمن ولبنان وسوريا والأهم «تتجسس» على الأردن.

موقف الدولة المرجعية لا يعجب العديد من الساسة الخبراء في عمان الذين يؤمنون بأن مصالح الأردن الحيوية تتطلب تقييم مؤشرات التخاصم والعداء السياسي لإيران على اعتبار انها «قوة أساسية» ومركزية في المنطقة والإقليم.

المصري مثلا يعتبر أن النفوذ الإيراني بدأ يحكم معادلات المنطقة منذ توقيع الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني وهي مسألة يقول «ليس صحيحا إننا في الأردن ينبغي أن نتجاهلها».

وعندما يتعلق الأمر بالخيارات الإقليمية السياسية والاقتصادية لا يمانع الرئيس السابق للوزراء سمير الرفاعي من التحدث عن ضرورة «تنويع» الخيارات والآفاق مع كل الأطراف في المعادلة السورية والعراقية وغيرهما.

سياسي آخر يلاحظ ما يلي: نائب المرشحة هيلاري كلنتون «تيم كين» سيكون الشخص ذاته الذي وقف في الكواليس وراء «هندسة» الاتفاق النووي، وإيران بعد جلوس الرئيس ميشال عون على كرسي رئاسة الجمهورية اللبنانية أصبح لها «موطئ قدم» لا يمكن تجاهله على البحر المتوسط حتى إذا افترض الخبراء بأن روسيا ستقربها على السواحل السورية.

إيران نافذة في قطاع غزة وحاضرة شمالي العراق وحلفاؤها في حزب الله متواجدون في قلب درعا والميليشيات العراقية التي تدعمها تطل برأسها بين الحين والآخر في الأنبار شرقي الأردن وتحاول البحث عن اختراق في القدس والضفة الغربية بعمليات ملموسة يعرفها الأمن الأردني.

في جلسة تشاورية مغلقة تماما لاحظ سياسي كبير من حجم عبد الكريم الكباريتي وبالحسبة التجارية والاقتصادية والمالية ان حدود الأردن مع العراق وسوريا مغلقة بالرغم من اعتماد الاقتصاد الأردني الكبير عليهما حيث توجد إيران في «الطرف الآخر».

قارئون متميزون لمسار الأحداث يؤكدون صعوبة الاستمرار في تجاهل هذا «الواقع» في الزمن الإيراني الجديد فيما لا يزال السفير أبو رمان مستعدا للدفاع عن وجهة نظره التي يرفضها تماما وزير الخارجية الأسبق المخضرم عبد الإله الخطيب والقائلة بأن السياحة الإيرانية الشيعية قد تساهم في «إنقاذ جزئي» لمشكلة الأردن المالية.

 

احتدام معارك غربي حلب وقصف للنظام بريف حمص  

احتدمت المعارك في جبهات غربي حلب، وواصل جيش الفتح والمعارضة المسلحة صد هجمات النظام بالمنطقة، في حين كثف النظام الغارات والقصف بأرياف حمص والغوطة الشرقية موقعا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

 

وقالت شبكة شام إن المعارك متواصلة بشكل عنيف بين جيش الفتح وفصائل المعارضة المسلحة مع قوات النظام في محاور أطراف منيان وضاحية الأسد ومشروع 1070 شقة والفاميلي هاوس.

 

وتستمر المعارك أيضا في محاور البحوث العلمية والأكاديمية العسكرية والشيخ سعيد بأطراف حلب الجنوبية والغربية، وسط قصف جوي وصاروخي عنيف ومكثف من قبل قوات النظام والطائرات الحربية.

وقال جيش الفتح إنه صد محاولة تقدم للمليشيات الأجنبية وقوات النظام السوري للمرة الثانية خلال 24 ساعة على محور قرية منيان غربي حلب والتي أحكمت المعارضة المسلحة السيطرة عليها، كما أعلن مقتل العشرات في المواجهات العسكرية بالمنطقة.

 

وأعلن جيش الفتح الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام السوري وحلفائه منطقة عسكرية، وطالب الأهالي بالتزام منازلهم أو اللجوء إلى الأقبية، كما قالت مصادر في المعارضة المسلحة إنها قتلت أفرادا من القوات المهاجمة، بعضهم من حركة النجباء العراقية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام.

 

وأوضح القادة المشاركون في عملية كسر الحصار في حلب أن قواتهم اضطرت إلى الانسحاب من مشروع مساكن 3000 جنوب غرب المناطق المحاصرة بعد أن اقتحموها أول أمس الأحد، بسبب كثرة الغارات الجوية فيما تتواصل الاشتباكات في محيطها.

 

واستهدفت فصائل المعارضة مواقع تمركز قوات النظام في مشروع مساكن 3000 شقة بحي الحمدانية بقذائف المدفعية الثقيلة.

غارات بحمص والغوطة

وفي حمص، كثف جيش النظام السوري غاراته بالريف الشمالي للمحافظة. وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل ثلاثة أشخاص وجرح العشرات جراء غارات لطيران النظام السوري على قرية الزعفرانة، ومن بين الضحايا مصور قناة الجسر الفضائية. كما تسببت الغارات بدمار في الأبنية السكنية والممتلكات.

 

واستهدفت قوات النظام بالمدفعية أيضا مناطق في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، كما تجددت الاشتباكات في الأطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.

 

وفي الغوطة الشرقية بـريف دمشق تجددت الاشتباكات بعنف بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة في محور الريحان-سجن النساء عقب هجوم لقوات النظام في مسعى للتقدم نحو بلدة الريحان، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة كفربطنا بمنطقة المرج ومدينتي دوما وعربين في الغوطة الشرقية.

 

وقال مراسل الجزيرة إن عددا من المدنيين -بينهم أطفال- أصيبوا بجروح جراء قصف جوي على مدينة سقبا بغوطة دمشق الشرقية تلاه قصف مدفعي استهدف موقع الغارات.

 

وقالت شبكة شام إن مقاتلي المعارضة المسلحة تمكنوا من تدمير عربة “بي أم بي” لقوات النظام على جبهة بلدة الريحان. وتشهد مناطق الغوطة مواجهات وتقدما لجيش النظام على حساب المعارضة بمحيط مدينة دوما.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

التقسيم أفضل أمل للسلام بسوريا  

علق مقال بصحيفة فايننشال تايمز على تفاقم الحرب الأهلية في سوريا ونارها -التي تكتوي بها مدينة حلب والخطط التي يطرحها السياسيون والمفكرون لإدارة الحرب، مثل المناطق الآمنة والممرات الإنسانية وخطط إعادة توطين اللاجئين والمبادرات الدبلوماسية- بأن المشكلة في هذه الخطط هي أنها لن تنهي الحرب فعليا.

 

ويرى كاتب المقال راي تقية -وهو باحث إيراني أميركي في شؤون الشرق الأوسط- أن السبيل الوحيد لكي يعم السلام في سوريا هو أن تقوم الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون بوضع خطة تقسيم للبلد ومن ثم نشر قوات بأعداد كبيرة لتنفيذها.

 

وألمح إلى أن نهج وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن سوريا يذكرنا بمحاولات إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت في منتصف السبعينيات عندما كان لبنان دولة منقسمة دينيا، مثل سوريا الآن، وكيف حاولت القوى الإقليمية التوسط وفي مراحل مختلفة كانت هناك اتفاقيات لكن مصيرها جميعا كان الفشل.

 

وقال الكاتب إن الإستراتيجية الأميركية في سوريا اليوم تقوم على فكرة أن أي اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة يمكن أن يتبعه لاحقا تقارب بين الخصمين الإقليميين إيران والسعودية ومن ثم يفرض على الفاعلين المحليين تماما كما كان في لبنان، لكن هذه الفكرة تتجاهل حقيقة أن روسيا والولايات المتحدة على خلاف بشأن مجموعة كاملة من القضايا وليس فقط سوريا.

واعتبر الخطأ الرئيس في دبلوماسية كيري هو اعتقاده بأنه يمكن إعادة تشكيل سوريا بدعم روسي وإيراني، وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق فمن غير المرجح أن توقف القوى المحلية القتال.

 

ومن الصعب تصور أولئك الذين فقدوا ذويهم تحت وابل قنابل البراميل المتفجرة التي يمطرهم بها الأسد أن يذعنوا لسيطرته المستمرة على قطعة صغيرة من سوريا.

 

وإن تنظيم الدولة الإسلامية -في مهمته لإعادة الخلافة المفقودة- سيبقى دائما بشكل أو بآخر بينما الأقلية العلوية -التي تخشى الانقراض- لا ترى سببا كافيا للتخلي عن القتال.

 

وأضاف أن الدولة القوية والموحدة كالتي حكمت سوريا لفترة طويلة لم تعد قابلة للحياة، وأن أفضل ما يمكن تمنيه الآن هو مجموعة من الكانتونات المبتورة تتعايش بصعوبة تحت نوع من الترتيب الفدرالي الذي سوف يستغرق عقودا ليتطور.

 

والخيار الحقيقي الوحيد الذي لدى الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين مثل بريطانيا وفرنسا هو صياغة مجموعة من المبادئ لتقاسم السلطة ومن ثم نشر قوة هائلة لدوام الإذعان.

 

ومضى الكاتب بأن مخطط التقسيم هذا سيقر بالاختلافات العرقية والدينية في سوريا ويسعى لتقسيم البلد على طول هذه الخطوط، وسيتم منح العلويين إمارة وكذلك المجموعات العرقية الأخرى، ويمكن للسنة أن يكون لديهم عالمهم الخاص بمجرد تطهيرهم من التأثير السام لتنظيم الدولة، والمرجو أن تتمكن هذه المجموعات من التعايش في ظل هيكل فدرالي ضعيف تنتقل فيه معظم القوة إلى المحيط الخارجي وبعيدا عن المركز.

 

وأضاف أن مثل هذا النظام يمكن أن يتطور فقط في ظل احتلال خارجي ممتد تكرر فيه الدول الغربية دور قوى الانتداب التي لعبت دورا في بداية القرن العشرين، وهذا سيتضمن قوات غربية تسبب وتعاني خسائر في الأرواح.

 

وختم بأنه لهذا السبب لن تنتهي الحرب الأهلية السورية في أي وقت قريب، وكل الأطراف ترى سببا لمواصلة القتال، في حين أن الولايات المتحدة التي لها القدرة على إنهاء الحرب تتردد في القيام بذلك، وفشلها في إعادة تشكيل العراق من خلال استخدام القوة سيطاردها لعقود قادمة.

 

وفي هذه الأثناء، سيستمر الدبلوماسيون والمبعوثون في لقاءاتهم وتقديم خططهم، وسيقترح السياسيون أنصاف حلول ليس لديها أي فرصة للنجاح وسيستمر الحريق في سوريا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

مئات النازحين يعودون إلى جرابلس بعد استقرارها  

تشهد مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي يوميا توافد العشرات من أبنائها والنازحين إليها من مناطق منكوبة في الداخل السوري  ومن المدن والمخيمات التركية بعد أن عادت آمنة وبعيدة عن خط المعارك.

 

وتعيش المدينة منذ سيطرة الجيش السوري الحر عليها بدعم تركي حالة من الاستقرار والحماية مما حولها إلى منطقة آمنة بحكم الواقع، ويعيش في المدينة حاليا قرابة عشرين ألف شخص، وقد عاد إليها ثلثا سكانها حتى الآن.

 

وفي ظل وجود مؤشرات على عدم تجدد المعارك تجري عمليات تأهيل المدارس والمشافي ورفع أداء الإدارة المحلية، إضافة إلى البدء بتأسيس نظام أمني وقضائي على أمل إخلاء المدينة من المظاهر العسكرية.

 

وسيطر الجيش السوري الحر على المدينة بدعم تركي أواخر أغسطس/آب الماضي ضمن عملية درع الفرات ليبسط سيطرته لاحقا على عدد من البلدات والقرى في ريف حلب الشمالي الشرقي، مما جعل المدينة آمنة إلى حد بعيد ومقصدا لسكانها ولاجئين من مناطق أخرى ما زالت تشهد اشتباكات.

 

ويقول رئيس المجلس المحلي في مدينة جرابلس وريفها المهندس محمد حبش إن أهالي المدينة الذين نزحوا باتجاه تركيا عادوا إليها، كما جاء عدد آخر من مناطق أخرى.

 

ويشير إلى أن المدينة -التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية بداية عام 2014- لم تعد تتسع للقادمين إليها، وهي تحتاج إلى مخيمات في انتظار بناء مجمعات سكنية تؤويهم.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

“فيسبوك” جريمة تهدِّد المحامين في سوريا

اقتراحات بمصادرة أملاك معارضي الأسد وبيعها بالمزاد لصالح ذوي قتلى ومصابي جيشه!

العربية.نت – عهد فاضل

صدر تعميم رسمي في سوريا، بمنع المحامين من نشر شكاواهم وانتقاداهم على صفحات الموقع الاجتماعي الشهير “فيسبوك”. وصدر ذلك التعميم تحت طائلة الملاحقة والمعاقبة.

وقال نزار علي السكيف، نقيب محامي سوريا اللصيق بنظام بشار الأسد، في تصريحات صحافية نشرت بين الأمس الاثنين واليوم الثلاثاء، إن تعميماً صدر بهذا الشأن، يتضمن منع المحامين من التعرض للقضاء أو المحاماة، عبر صفحات “فيسبوك”، مؤكداً في تصريحاته أن كل محام “يرتكب هذا الفعل” ستتم محاسبته “مسلكياً” ومشيراً في الوقت نفسه، أنه بدأ بالفعل باتخاذ خطوات على الأرض بمعاقبة بعض المحامين “بسبب نشاطهم على هذه الصفحات (فيسبوك)”.

وكان بعض محامي سوريا نشروا على “فيسبوك” بعضاً من انتقاداتهم وشكاواهم بحق ممارسات القضاء التي يعانون منها في إجراءات التقاضي، طالبين معاملتهم “باحترام” في المؤسسات القضائية.

وسبق للقاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي، أن قال في وقت سابق من عام 2015 إن بعض القضاة يتعاملون بتكبّر مع المحامين والناس، على حد سواء. وأضاف أن بعض هؤلاء القضاة “يستهزئ” بالمحامين الجدد.

ويشهد سلك القضاء في عهد نظام الأسد تدهوراً ملحوظاً في مصداقيته، بسبب الفساد الذي ضربه من كل الجوانب، الأمر الذي دفع بالقاضي الشرعي الأول بدمشق، للمطالبة بإصلاح “القضاة والمحامين معاً” كما نقل عنه في تصريحات صحافية عام 2015.

يشار إلى أن نزار علي السكيف نقيب محامي سوريا الذي أصدر تعميماً بمعاقبة المحامين الذين ينشرون انتقاداتهم وشكاواهم على “فيسبوك”، كان عرضة لانتقاد حاد واستياء عارم من قبل مختلف الأوساط، عندما قال بعد اجتماعه بالأسد مطلع هذا العام، بمناسبة اجتماع رئيس النظام السوري بمجلس نقابة المحامين: “إن شعور الجالس بجانب هكذا هرم وطني وقومي عريق (الأسد) لا يقل عن شعور من يجلس بجوار الكعبة!”. ونشر صورة له تجمعه بالأسد فوق نص منشوره السالف، ونشرت ذلك “العربية.نت” في حينه.

إلى ذلك، فإن اقتراحات قانونية شهدها برلمان الأسد في اليومين الأخيرين، طالبت بمصادرة أملاك المعارضين للنظام السوري، ثم توزيعها على ذوي قتلاه ومصابيه، وذلك وفقاً لما نشره نبيل صالح العضو في برلمان الأسد عن مدينة “جبلة” اللاذقانية، في 30 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، مؤكداً أن هناك اقتراحات بهذا الخصوص قدّمت للنقاش في البرلمان لـ”بيع أملاك” المعارضين “وبيعها بالمزاد” لصالح عائلات قتلى ومصابي جيش الأسد.

 

لاجئة سورية وطفلتاها.. ضحايا جريمة مروعة في الدنمارك

العربية نت، كوبنهاغن- فرانس برس

عثرت الشرطة الدنماركية، الاثنين، على جثث مهاجرة سورية وطفلتيها في الثلاجة في شقتهن، وبدأت عملية بحث عن والد الطفلتين. وعثر على جثة الأم (27 سنة) والطفلتين (7 و9 سنوات) داخل الجزء المخصص للتجميد في الثلاجة في شقتهن الواقعة في بلدة ابينرا الدنماركية، بعدما أبلغ أقاربهن الشرطة بعد أن انقطعت أخبارهن لأيام عدة.

وأفاد بيان للشرطة المحلية بأن “الشرطة دخلت الشقة وعثرت على الجثث الثلاث في الثلاجة”.

وأضاف البيان أن “زوج المرأة ووالد الطفلتين لم يكن متواجداً في الشقة، ويجري البحث عنه”.

وكانت هذه العائلة السورية وصلت إلى الدنمارك العام 2015، وحصلت على اللجوء. واستقبلت الدنمارك 21 ألف مهاجر في 2015. وتباطأ تدفق المهاجرين بعد أن أعادت الدنمارك فرض ضوابط حدودية مطلع 2016.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي السورية صورة الأم وابنتيها بكثافة.

تجدر الإشارة إلى أن الزوج مطلوب الآن من قبل الشرطة لاستجوابه، إذ بدأت الشرطة تحقيقاتها، وقامت باستجواب الجيران والناس الذين قد يعرفون الأسرة.

يذكر أن المرأة وزوجها هم أولاد عمومة، وجاؤوا مع ابنتيهما كـلاجئين إلى الدنمارك، وحصلوا على حق اللجوء في صيف العام الماضي 2015.

 

الأمم المتحدة : طرفا الحرب في سوريا ربما يرتكبان جرائم حرب في حلب

(رويترز) – قالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان خلال لقاء معتاد لعرض أحدث التطورات بمقر المنظمة الدولية في جنيف يوم الثلاثاء إن قوات المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في سوريا ربما تكون ارتكبت جرائم حرب من خلال هجماتها العشوائية في حلب.

 

وأضافت “كل الأطراف في حلب تقوم بأعمال قتالية تسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا من المدنيين وتخلق مناخا من الرعب لمن مازالوا يعيشون في المدينة.”

 

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

الكرملين: هجمات المسلحين في حلب تهدد استمرار تعليق الغارات الجوية

موسكو (رويترز) – قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين يوم الثلاثاء إن حكومته لن تكون قادرة على تمديد الوقف المؤقت للغارات الجوية على أهداف في مدينة حلب في حال استمرت الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في هجماتها على الأرض.

 

وقال بيسكوف للصحفيين “في هذه اللحظة فان فترة التوقف مستمرة وتتاح الفرصة للمدنيين للخروج من شرق حلب ويجري تهيئة الظروف (لإدخال) المساعدات الإنسانية.”

 

ومضى في القول “لكن كل ذلك سيكون مستحيلا في حال استمر الإرهابيون في قصف الأحياء والطرق التي تسلكها المساعدات الإنسانية وفي شن الهجمات وفي الاختباء خلف الدروع (البشرية). هذا لن يتيح الاستمرار في فترة التوقف الإنسانية.”

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى