أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 05 أيلول 2107

 

 

 

«سورية الديموقراطية» تسيطر على الجامع الكبير في الرقة

لندن، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

تكبد تنظيم «داعش» أمس خسارتين كبيرتين في سورية، إحداهما في مدينة الرقة والأخرى في مدينة دير الزور. وأعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أمس، أن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من واشنطن سيطرت على المدينة القديمة في الرقة ومسجدها التاريخي مع تقدمها في الهجوم على تنظيم «داعش».

وكانت «قسد»، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية، قالت الأسبوع الماضي إنها طردت التنظيم من آخر أحياء المدينة القديمة بالرقة.

وقال الكولونيل الأميركي ريان ديلون الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»: «حققت قوات سورية الديموقراطية مكاسب إضافية متماسكة في المنطقة الحضرية من المدينة وتقاتل في بناية تلو الأخرى». وذكر أن «قسد» طهرت الجامع الكبير في الرقة، وهو أقدم مساجد المدينة، ووصف التقدم بأنه «علامة فارقة» في معركة الرقة.

من جهة أخرى، وفي تقدم مفاجئ عبر صفوف تنظيم «داعش»، اقتربت القوات النظامية السورية وحلفاؤها من فك حصار التنظيم مدينةَ دير الزور وحاميتها العسكرية، اللواء 137، و93 ألف مدني منذ سنوات. ويمثل التقدم في المدينة الواقعة شرق البلاد ضربة قاصمة أخرى لـ «داعش»، الذي كان منتصراً ذات يوم لكنه يتقهقر سريعاً في سورية والعراق.

ويعتبر هذا التقدم من جانب القوات النظامية وحلفائها انتصاراً مهماً، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لمدينة دير الزور لكونها قلب قطاع النفط السوري الذي كان مصدر ثروة للتنظيم وخسارة فادحة لدمشق. ومع تقدم الجيش شرقاً في الشهور الماضية، استعادت الحكومة السيطرة مجدداً على حقول النفط والغاز، وهي تبحث في إعادة تأهيل الحقول واستغلال الآبار لتمويل الخزينة ودفع تكاليف الحرب.

ومع حلول مساء أمس، لم يعد يفصل القوات النظامية التي تقدمت من بادية دير الزور الغربية عن القوات المحاصرة داخل اللواء 137 في المدينة سوى مئات من الأمتار، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ورجح «المرصد» أن تكون عملية تفكيك وإزالة الألغام في المنطقة الفاصلة بين القوتين النظاميتين (المتقدمة والمحاصَرة) والتي كانت تعيق عملية التقائهما انتهت بعد أكثر من 32 شهراً على محاصرة التنظيم اللواء 137.

وأكد «المرصد السوري» استماتة التنظيم لمنع التقاء القوتين عبر تفجير ما لا يقل عن 8 عربات مفخخة، وتفجير عناصر من «داعش» أنفسهم بأحزمة ناسفة. ونقل عن «مصادر موثوقة» أن عناصر التنظيم الذين لم يقتلوا على هذه الجبهة انسحبوا من المنطقة.

وكان محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمرة، قال إنه يتوقع وصول الجيش إلى المدينة بحلول مساء الثلثاء (اليوم)، وإن تقدم القوات النظامية دفع الناس للخروج إلى الشوارع للاحتفال.

وقال قيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الرئيس بشار الأسد: «التنظيم مربَك ولا توجد لديه قيادة وسيطرة مركزية».

ومع تطويقه على جميع الجبهات، يتراجع تنظيم «داعش» في دير الزور آخر معاقله عند مصب نهر الفرات في مدينتي الميادين والبوكمال قرب الحدود مع العراق.

وكانت القوات النظامية تمكنت من التقدم وفرض سيطرتها على بلدتي كباجب والشولا الواقعتين على الطريق الرئيسي بين مدينة السخنة ومدينة دير الزور، ومكَّنها هذا من الاقتراب كذلك من مطار دير الزور العسكري المحاصر هو الآخر من جانب «داعش»، وباتت على مسافة 12 كيلومتراً من أسوار المطار المحاصر منذ كانون الثاني (يناير) 2017.

 

نصف الروس يريد إنهاء التدخل العسكري في سورية

دبي – «الحياة»

أظهر استطلاع للرأي أن الروس لا يؤيديون قرار الرئيس فلاديمير بوتين التدخل العسكري في سورية، والذي يدخل عامه الثالث قريباً، بسبب ارتفاع حصيلة القتلى الروس، وفق ما ذكرت مجلة «نيوزويك» الأميركية.

وأجرى الاستطلاع «مركز ليفادا» المستقل لاستطلاعات الرأي لحساب وكالة «أنترفاكس» للأنباء التي نشرت نتائجه اليوم (الثلثاء)، وتبين بموجبه أن أقل من ثلاثين في المئة فقط من الذين أجابوا عن الأسئلة يريدون استمرار العملية العسكرية الهادفة إلى دعم نظام بشار الأسد.

ووجد الاستطلاع أن 49 في المئة من الذين شملهم يعتقدون أن موسكو يجب أن تنهي تدخلها في سورية، في حين لم يدل 22 في المئة برأي محدد. وقال 56 في المئة أنهم يتابعون المستجدات المتعلقة بالملف السوري.

ويأتي نشر الاستطلاع بعد يوم على إعلان روسيا مقتل اثنين من جنودها في منطقة دير الزور السورية، ما يرفع عدد قتلى القوات النظامية الروسية إلى 12 منذ بدء التدخل في أيلول (سبتمبر) 2015، لكن تقديرات وكالة «رويترز» تشير إلى أن عدد القتلى من الجنود الروس والمتعاقدين الخاصين يصل إلى أربعين.

وكانت وسائل إعلام روسية نسبت إلى استطلاع رأي أعده مركز تموله الحكومة في نيسان (أبريل) الماضي، قوله أن 53 في المئة من الروس يؤيديون التدخل العسكري في سورية.

وأظهر استطلاع «ليفادا» الجديد أن 32 في المئة من المشاركين عبروا عن خوفهم من أن تتحول سورية بالنسبة ‘لى روسيا إلى ما كانته أفغانستان بالنسبة إلى الاتحاد السوفياتي السابق. لكن 40 في المئة لا يرجحون مثل هذا الاحتمال، فيما يستبعده 11 في المئة تماماً.

 

الجيش السوري يكسر حصار «داعش» لمدينة دير الزور

دمشق، موسكو- رويترز، أ ف ب

أفاد الاعلام الرسمي السوري اليوم (الثلثاء) بأن الجيش السوري وحلفاءه تمكنا من كسر الحصار عن مدينة دير الزور الذي فرضه تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) منذ أكثر من عامين.

ونقلت وكالة «الانباء السورية الرسمية» (سانا) في بيان أن «كسر الجيش العربي السوري ظهر اليوم الحصار عن مدينة دير الزور بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي الى مقر الفوج 137»، وهي قاعدة عسكرية محاذية لاحياء في غرب المدينة يسيطر عليها الجيش السوري.

وهنأ الرئيس السوري بشار الأسد وحدات الجيش في اتصال هاتفي أجراه مع قادة القوات التي كانت محاصرة في دير الزور، وقال وفق ما نقلت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، «ها أنتم اليوم جنباً الى جنب مع رفاقكم الذين هبوا لنصرتكم وخاضوا أعتى المعارك لفك الطوق عن المدينة، وليكونوا معكم في صف الهجوم الأول لتطهير كامل المنطقة من رجس الاٍرهاب، واستعادة الأمن والأمان الى ربوع البلاد حتى آخر شبر منها».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الفرقاطة الروسية «الأميرال إيسين» أطلقت صواريخ كروز على أهداف لـ «داعش» قرب دير الزور في سورية اليوم، لدعم هجوم للجيش السوري في المنطقة.

وأضافت الوزارة أن «الضربة التي وجهت من البحر المتوسط دمرت مواقع قيادة واتصالات، بالإضافة إلى مستودعات ذخيرة ومنشأة لإصلاح المركبات المدرعة، ومجموعة كبيرة من المتشددين»، متابعة أن «الضربة استهدفت مقاتلين من تنظيم داعش من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق».

وكانت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلت عن وزارة الدفاع الروسية أمس، أن جنديين روسيين قتلا في دير الزور بعدما قصف «داعش» قافلة كانا برفقتها. وأوضحت الوزارة، أن القافلة كانت تنقل عسكريين من الجيش الروسي يراقبون وقف إطلاق النار عندما تعرضت لهجوم بقذائف مورتر.

وتابعت أن أحد الجنديين لقي حتفه على الفور، بينما توفي الآخر متأثراً بجروحه في المستشفى، وأن الاثنين منحا جوائز عسكرية بعد الوفاة.

ويسيطر التنظيم منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق، وعلى نحو 60 في المئة من مساحة مدينة دير الزور. ومنذ مطلع العام 2015، تمكن التنظيم من حصار عشرات آلاف المدنيين والعسكريين السوريين في احياء في غرب مدينة دير الزور ومطارها العسكري بشكل مطبق.

ويقدر عدد المدنيين الموجودين في الأحياء تحت سيطرة قوات النظام بمئة ألف محاصرين، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن وجود أكثر من عشرة آلاف مدني في الاحياء تحت سيطرة التنظيم. وتشير تقديرات أخرى الى أن العدد أكبر.

 

مجزرة طائفية تودي بـ 17 مدنياً بينهم أطفال في حماة

“القدس العربي” – دمشق – هبة محمد: قتل أكثر من 15 مدنياً، من بينهم 11 شخص من عائلة واحدة بينهم سبعة أطفال، على يد عناصر المخابرات العسكرية وميليشيات الدفاع الوطني في مرزعة الهوات التابعة لقرية “معرزاف” بريف حماة.

 

وهاجمت قوة من ميليشيات الدفاع الوطني وعناصر المخابرات العسكرية قرية الهوات وقتلوا حوالي 17 مدنياً بينهم نساء وأطفال جميعهم من أبناء الطائفة السنية، ثأراً لمقتل أحد عناصر الدفاع الوطني حيدر مرهج الذي ينحدر من قرية “أصلية” ذات الغالبية العلوية، حيث وجدت جثته مرمية على الطريق الواصل بين قريتي ” معرزاف وأصلية” غرب حماة.

 

وأفاد مصدر مطلع لـ”القدس العربي” ان معظم عائلة مرهج هم متطوعون لدى المخابرات العسكرية وعلى رأسهم ابن أخ القتيل حسام مرهج، وهو أحد منظمي الميليشيات التي هاجمت العائلات السنية وقتلت 17 منهم انتقاماً لمقتل عمه.

 

وأكد المصدر أن من بين القتلى 11 ضحية من عائلة “الجويد” وهم من أهالي قرية الهوات الواقعة تحت سيطرة قوات النظام غرب حماة بحوالي 20كم، فيما بقي قاتل حيدر مرهج مجهول الهوية.

 

وعرف من الضحايا كل من محمد عليوي الجويد، وسارة الجويد، وعمر محمد الجويد، وآلاء محمد الجويد، وياسمين رمضان، ويسرى النزال، وعيسى الهزاع، وصفوان الهزاع، وجمعة الهزاع، وشحادة الهزاع، وشاب من عائلة الصفوق من بلدة المجدل، بالإضافة إلى سبعة أطفال.

 

النظام السوري يكسر حصار تنظيم “الدولة” لقواته في دير الزور

بيروت – (رويترز) :  قالت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري إن قواته انضمت اليوم الثلاثاء إلى قوات كان تنظيم “الدولة الإسلامية” يحاصرها منذ سنوات في مدينة دير الزور في شرق البلاد كاسرا الحصار.

 

وقال حزب الله وهو حليف رئيسي للنظام “قوات النظام السوري وحلفاؤه يقتربون من فك الحصار على مدينة دير الزور وباتت عشرات الأمتار تفصل قوات النظام والحلفاء المتقدمة من ريف دير الزور الجنوبي الغربي بالقوات المتواجدة في الفوج 137 غرب مدينة دير الزور”.

 

ويحاصر تنظيم “الدولة الإسلامية” جيبا يسيطر عليه النظام ويسكنه 93 ألف مدني ويضم ثكنة عسكرية منذ عام 2014.

 

وكانت قوات النظام ومسلحي حزب الله اللبناني قاموا بتسوية أوضاع مسلحين من تنظيم “الدولة” أمس الإثنين، بعد رفض التحالف الدولي وصول الحافلات التي تقل مسلحي “داعش”، الذين تم ترحيلهم من منطقة القلمون في ريف دمشق الشمالي الغربي إلى مدينتي البو كمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي، وعليه قام 113 عنصراً من مسلحي التنظيم بتسليم أنفسهم إلى قوات النظام وتسوية أوضاعهم، واشترط على العناصر القتال في غير جبهات دير الزور.

 

النظام السوري يقترب من فك حصار مدينة دير الزور الذي يفرضه تنظيم «الدولة»

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي»: اقتربت قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية كثيراً من فك الحصار الذي يفرضه تنظيم الدولة الإسلامية على أحياء الجورة والقصور وهرابش في مدينة دير الزور شرقي سوريا.

ويقول الصحافي السوري ومدير شبكة فرات بوست أحمد رمضان لـ»القدس العربي»: إن المعارك بين قوات النظام وتنظيم الدولة تجري بمحيط منطقة كباجب عند مدخل مدينة ديرالزور، حيث لا تزال قوات النظام وميليشياته تبعد حتى اللحظة عن مركز المدينة حوالي19 كم.

وأضاف رمضان في حديثه لـ «القدس العربي»: إن قوات النظام سيطرت على جبل البشري ومنطقة هريبشة بعد انسحاب تنظيم الدولة منهما، فيما انتشرت اقاويل حول وصول قوات النظام والميليـشيات الطائفية إلى أحياء الجورة والقصور، قادمين من طريق ديرالزور – دمشق لفك الحصار عن مناطق النظام المحاصرة، إلا أن هذه الأقاويل لا صحة لها، حيث ما حدث فعلاً هو مسير قافلة من عربات محملة بعنــاصر الأفرع الأمـنية وميلـيشيات الدفاع الوطني، في اسـتعراض عسـكري مع إطـلاق أعيـرة نارية.

وأشار رمضان إلى أن الغموض لايزال يلف الوضع الميداني في محافظة دير الزور، خصوصاً بعد الاتفاقية الأخيرة في القلمون الغربي ما بين قوات النظام وتنظيم داعش، لافتاً إلى أن 100 عنصر من التنظيم وصلوا البارحة إلى الريف الشرقي، برعاية وحماية من النظام وميليشياته، وأن عدداً آخر من مقاتلي داعش ما يزالون في البادية في مناطق معدة لاستقبالهم.

وأوضح انه في ظل كل هذه المعطـيات اختلـطت الأوراق وعـمت الفوضـى وحالات الاغتيـال والتـصفية بين صفوف القوى المقتتلة، كما كثف التحــالف عمليات الإنزال في ريف ديرالزور، بيـنما كشـف تنظــيم داعــش عن هـرب عدد من قـادته الأمنـيين، وارتبـاطهم بأجــهزة الاستـخبارات الدوليـة والاسـتخبارات الإســرائيلية.

وحسب رمضان فإن دير الزور اليوم باتت قاب قوسين أو أدنى من انهيار تنظيم داعش ودخول قوات النظام وميليشياته، ما ينذر بمجازر واستهدافات مقبلة لأبناء المنـطقة الذين لم يسـلم حـتى من حـاول الفـرار منـهم.

ويرى المتحدث الرسمي باسم تجمع المنطقة الشرقية مضر حماد الأسعد أن تنظيم داعش سيقوم على غرار القلمون بتـسليم مدينة دير الزور إلى منطقة معمل الغاز كونيـكو في شـرق المدينـة القريـب من بلـدة خشـام.

وأضاف في حديثه لـ «القدس العربي»: إن هذا الأمر سيتم من خلال الاتفاقية التي جرت الشهر الماضي في قرية عياش بين داعش والنظام السوري بتسهيل من قبل بعض الضباط الروس، حيث يتضمن احد البنود انتقال عناصر التنظيم إلى مدينة ادلب وبعض المناطق في ريفي حلب وإدلب وكذلك ترحيل عائلات بعض القيادات العسكرية والأمنية والادارية في داعش عبر الانزالات الجوية.

وحسب الاسعد فإن الاتفاق يتم تنفيذه حالياً، لذلك نجد النظام في الوقت الراهن يعمل بخطى متسارعة للوصول إلى ديرالزور لأن تقاسم النفوذ بين الروس والأمريكان ينص على أن تكون ديرالزور الشامية تحت هيمنة الروس بينما ديرالزور الجزيرة تحت النفوذ الأمريكي. وأوضح ان هذا الاتفاق الزم جميع الدول المشاركة في تشكيل واختراق تنظيم داعش أن تسحب مخابراتها، وهذا ما تم بالفعل خلال الأيام الماضية عبر الانزالات الجوية الكثيرة التي تمت في قرى ومدن الكبر والموحسن والبوليل والميادين والبوكمال وأبو خشب وبقرص في ريف دير الزور.

يشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية كان قد فرض حصارا على ثلاثة أحياء هي الجورة والقصور وهرابش في مدينة دير الزور شرقي البلاد، وذلك منذ بداية عام 2015، في حين يسيطر التنظيم حالياً على باقي أحياء المدينة وريفها الغربي والشرقي.

 

حملة «مخيمات الموت» تعلن ريفي الرقة ودير الزور منطقة منكوبة

بسبب قصف التحالف وروسيا

حلب – «القدس العربي»: أعلنت»حملة مخيمات الموت»، في شمالي سوريا، أن المناطق الواقعة بين ريف الرقة الشرقي وريف دير الزور الغربي «منكوبة بالكامل»، بسبب القصف الذي تتعرض له من قبل طائرات التحالف الدولي والروسي.

وجاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»، انه لأكثر من شهر ومناطق الريف الشرقي لمحافظة الرقة، والمنطقة المتصلة بها جغرافياً من ريف دير الزور الغربي التي تمتد لأكثر من 100 كيلومتر على يمين نهر الفرات تتعرّض لقصف من قبل طائرات التحالف الدولي وحلفائه ومن قبل الطيران الروسي وطيران النظام السوري بمختلف الأسلحة بما فيها المحرّمة دوليًا.

وأضاف البيان إن عدداً كبيراً من المدنيين سقطوا قتلى، حيث وصل عددهم لأكثر من 100 مدني أغلبهم من النساء والأطفال مما تسبب في موجة نزوح واسعة للأهالي المدنيين، لافتاً إلى أن هذه المناطق إلى شبه خاوية مع ارتفاع شديد بالأسعار ونقص مقومات الحياة الإنسانية من غذاء وماء وانقطاع للتيار الكهربائي وعدم وجود مراكز صحية لإسعاف المصابين والمرضى بعد خروجها عن الخدمة.

وحمّل البيان المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري قانونياً وأخلاقياً، مُطالباً بعمل سريع وطارئ لإنقاذ المدنيين والحفاظ على حياتهم وفق القوانين الدولية والصلاحيات التي تحملها مؤسسات المجتمع الدولي الإنسانية.

 

أهالي السويداء السورية يختطفون دورية أمن تورطت في خطف فتاة قاصر

دمشق ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد: أقدمت مجموعة من أهالي محافظة السويداء أمس الاثنين على اختطاف دورية أمن أثناء مرورها في أحد أحياء المدينة على خلفية اتهام أحد عناصرها باختطاف فتاة قاصر اختفت الأسبوع الفائت.

وقالت مصادر في المدينة إن مقربين من المفقودة كاترين هيسم مزهر، 17 عاما، اختطفوا دورية الأمن بكامل عناصرها المسلحين، وأنهم حققوا مع الشخص المتهم بالجريمة مما أدى لاعتراف الدورية باختطاف الفتاة وأنها محتجزة حاليا في اللاذقية.

 

النظام السوري يسوي أوضاع 113 مسلحا من «الدولة»

واشنطن بوست: مسلحو قافلة التنظيم وصلوا إلى العراق

حلب ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان: كشف مصدر في محافظة دير الزور أن قوات النظام السوري ومسلحي «حزب الله» اللبناني سينقلون عددا من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» وعائلاتهم إلى مدينة تدمر وسط البادية السورية، وهذه أول حالة تسوية يقوم بها النظام السوري لمسلحي التنظيم المتطرف.

وقال مدير شبكة «فرات بوست»، المتخصصة بنقل أخبار المنطقة الشرقية، أحمد الرمضان، لوكالة الأنباء، أمس الاثنين، إن «قوات النظام ومسلحي حزب الله اللبناني بعد رفض التحالف الدولي وصول الحافلات التي تقل مسلحي داعش، الذين تم ترحيلهم من منطقة القلمون في ريف دمشق الشمالي الغربي إلى مدينتي البو كمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي، فإن 113 عنصراً من مسلحي التنظيم قاموا بتسليم أنفسهم إلى قوات النظام وتسوية أوضاعهم، واشترط على العناصر القتال في غير جبهات دير الزور، وكان الضمان في عدم الغدر من قبلهم الإبقاء على عوائلهم في مدينة تدمر تحت الرقابة الأمنية من قبل قوات النظام في ريف حمص الشرقي».

وتابع الرمضان أن حوالى مئة من مسلحي داعش وعائلاتهم وصلوا إلى مدينة البو كمال على الحدود السورية العراقية، بعد قيام مهربين بنقلهم من البادية صباح يوم الجمعة الماضي.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أمس، أن ناشطين سوريين ومسؤولين عراقيين أكدوا أن عدداً من عناصر التنظيم الذين أوقفت قافلتهم ربما وصلوا إلى الأراضي العراقية. وأكدت «واشنطن بوست» في تقرير لها أن معظم مسلحي داعش شقوا طريقهم إلى داخل العراق، فيما أشار مسؤولان عراقيان إلى أنهما يعتقدان بأن جميع مسلحي داعش وأسرهم وصلوا إلى قضاء راوه الواقع غرب محافظة الأنبار في الأيام الأخيرة.

وذكرت عضو مجلس محافظة الأنبار، أسماء العاني، أن بعضاً من أهالي راوه أخبروها أن نحو 700 من مقاتلي التنظيم وأسرهم وصلوا إلى منازل فارغة، مبينة أن «هذه التعزيزات سيكون لها تأثير سلبي على الوضع العسكري للعمليات المقبلة»، حيث تنوي القوات الأمنية استعادة المنطقة التي تعد واحدة من آخر الجيوب المتبقية في العراق التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وأوضحت الصحيفة أن الجيش الامريكي رفض التعليق على ما إذا كان من المحتمل ان يكون أي من مسلحي التنظيم قد وصل إلى الأراضي العراقية، ولكنه قال إنه يواصل مراقبة الحافلات.

هذا واقتربت قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات أجنبية كثيراً من فك الحصار الذي يفرضه تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة دير الزور شرقي سوريا. من جهة أخرى قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أمس الاثنين، إن فصائل سورية مدعومة من واشنطن سيطرت على المدينة القديمة في الرقة ومسجدها التاريخي مع تقدمها في الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الصحافي السوري ومدير شبكة «فرات بوست» أحمد رمضان لـ«القدس العربي»: إن المعارك بين قوات النظام وتنظيم الدولة تجري بمحيط منطقة كباجب عند مدخل مدينة دير الزور، حيث لا تزال قوات النظام وميليشياته تبعد حتى اللحظة عن مركز المدينة حوالى 19 كم، بينما ذكرت وكالات الأنباء أن قوات الأسد أصبحت على بعد 3 كيلومترات من مشارف المدينة.

من جهته يرى المتحدث الرسمي باسم تجمع المنطقة الشرقية، مضر حماد الأسعد، أن تنظيم «الدولة» سيقوم على غرار القلمون بتسليم مدينة دير الزور إلى منطقة معمل الغاز كونيكو في شرق المدينة القريب من بلدة خشام». وأضاف في حديثه لـ«القدس العربي»: أن هذا الأمر سيتم من خلال الاتفاقية التي جرت الشهر الماضي في قرية عياش بين داعش والنظام السوري بتسهيل من قبل بعض الضباط الروس، حيث يتضمن أحد البنود انتقال عناصر التنظيم إلى مدينة ادلب وبعض المناطق في ريفي حلب وإدلب، وكذلك ترحيل عائلات بعض القيادات العسكرية والأمنية والإدارية في داعش عبر الإنزالات الجوية.

 

المعارضة السورية: مقتل 15 من قوات النظام في جنوب حلب

حلب – “القدس العربي” – عبد الرزاق النبهان: قتل أكثر من خمسة عشر من عناصر قوات النظام، الثلاثاء، خلال اشتباكات مع فصائل المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الجنوبي شمال البلاد.

 

وجاء ذلك في بيان نشره فيلق الشام التابع للمعارضة السورية المسلحة، بعد تصديه لهجمات قوات النظام على المنطقة، على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي.

 

وقال البيان أن مجموعة هندسية تابعة للنظام السوري مؤلفة من 15 عنصراً حاولت التقدم إلى نقاط الرباط في منطقة خلصة في ريف حلب الجنوبي، وتم التعامل معهم وسقطوا بين قتيل وجريح.

 

يشار إلى أن فصائل المعارضة السورية المسلحة كانت قد استعادت السيطرة على بلدة خلصة في جنوب حلب بعد معارك مع قوات النظام والمليشيات الموالية له منذ ما يقارب العامين.

 

فرقاطة روسية تطلق صواريخ كروز على أهداف لتنظيم الدولة قرب دير الزور في سوريا

القدس العربي- وكالات: قالت وزارة الدفاع الروسية إن الفرقاطة الروسية الأميرال إيسن أطلقت صواريخ كروز على أهداف لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) قرب دير الزور في سوريا الثلاثاء لدعم هجوم لقوات النظام السوري في المنطقة.

 

وأضافت الوزارة أن الضربة التي وجهت من البحر المتوسط دمرت مواقع قيادة واتصالات بالإضافة إلى مستودعات ذخيرة ومنشأة لإصلاح المركبات المدرعة ومجموعة كبيرة من المتشددين.

 

وتابعت أن الضربة استهدفت مقاتلين من تنظيم الدولة (داعش) من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

 

مركز أبحاث: عملية تركية روسية إيرانية ستبدأ في إدلب

إسطنبول – العربي الجديد

 

أكد مركز أبحاث دولي أن تركيا ستنفذ، الشهر الجاري، بالتعاون مع كل من روسيا وإيران عملية عسكرية واسعة ضد المسلحين المتشددين في محافظة إدلب السورية.

 

وبحسب تقرير “مؤسسة الثقافة الإستراتيجية”، فإنه بعد الضربات الجوية سيبدأ الجيش التركي بعملية عسكرية كبيرة ضد المتشددين في إدلب انطلاقا من الحدود الشمالية، بينما سيتقدم كل من الجيشين الروسي والإيراني من الجنوب”، فيما يبدو توسعة لعملية درع الفرات التي شنتها القوات التركية بالتعاون مع مجموعات المعارضة المسلحة المعتدلة في ريف حلب الشرقي، الأمر الذي كان قد أكده الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في وقت سابق من الشهر الماضي.

 

وبحسب المركز، فإن العمليات ستبدأ بعد انتهاء المحادثات التي ستعقد في أستانة بين 13 و15 من الشهر الجاري، في إطار اتفاقية خفض التصعيد في المنطقة، مع استمرار سيطرة “هيئة تحرير الشام” على إدلب، حيث سيكون مركز العمليات في العاصمة الروسية موسكو، التي ستتعاون مع كل من إيران وتركيا فيما يخص المعلومات الاستخباراتية، وستبقي الأجواء في محافظة إدلب مفتوحة للطائرات من دون طيار.

 

وأشار التقرير إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تعاون عسكري بين كل من أنقرة وموسكو، حيث بدأ التعاون بينهما خلال عمليات درع الفرات، عندما شاركت أربع مقاتلات روسية من طراز سو 24 وأربع أخرى من طراز سو 25 وقاذفة من طراز سو 34، بالتعاون مع 8 مقاتلات إف 16 تركية، في توجيه الضربات لمواقع تنظيم “داعش” الإرهابي، خلال السيطرة على كل من جرابلس والباب ودابق.

 

النظام السوري يفكّ عقدة ديرالزور

أعلن التلفزيون السوري الرسمي، الثلاثاء، دخول قوات النظام إلى مدينة ديرالزور، بعد وصول “الجيش السوري وحلفائه” إلى تخوم “اللواء 137″، الذي يعتبر نقطة التقاء قوات النظام داخل المدينة وخارجها، وبوابة لفك حصار تنظيم “الدولة”.

 

التلفزيون الرسمي أشار إلى سيطرة القوات النظامية على “مجبل الإسفلت”، وأضاف أن “الجيش السوري يتأهب للوصول إلى الفوج 137 الذي لا يبعد سوى كيلومترات قليلة”، فيما نقلت وكالة “سانا”، أن “الجيش السوري كسر ظهر اليوم الثلاثاء الحصار عن مدينة دير الزور بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي إلى اللواء 137”.

 

في غضون ذلك، استهدفت فرقاطة روسية معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في بلدة الشولا، بصواريخ “كاليبر”، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية عن مقتل اثنين من جنودها إثر قصف بقذائف الهاون استهدف قاقلة عسكرية، بينما دخلت قوات النظام المدينة، بحسب ما قال التلفزيون السوري الرسمي.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن فرقاطة من مجموعة السفن الحربية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط نفذت ضربة بصواريخ “كاليبر” المجنحة على مواقع لتنظيم “داعش” في ريف دير الزور.

 

وأوضح بيان للوزارة، أن الفرقاطة “الأميرال إيسن”، التي تقوم حاليا بمهمات قتالية ضمن مجموعة السفن الحربية الروسية في المتوسط، أطلقت، صباح الثلاثاء، صواريخ مجنحة من طراز “كاليبر” على مواقع محصنة للتنظيم في محيط بلدة الشولا.

 

وأشار البيان، إلى أن الجيش الروسي تأكد من فعالية ضرباته الصاروخية بواسطة طائرات استطلاع وأخرى مسيرة، موضحا أن الضربة أسفرت عن تدمير مراكز قيادة وعقدة اتصالات، إضافة إلى مستودعات أسلحة وذخيرة وورشة لصيانة المدرعات ونقطة تمركز لـ”الإرهابيين”.

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، الاثنين، عن مقتل اثنين من جنودها في دير الزور، إثر سقوط قذائف الهاون أطلقها عناصر “داعش”، وزعمت في بيان، أن الجنديين كانا يرافقان قافلة من المركبات العسكرية التابعة للمركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا.

 

وأفاد البيان، أن “القافلة تعرضت لقصف هاون من قبل إرهابيي داعش، أثناء توجهها إلى ريف دير الزور.. وجراء هذا القصف قتل جندي روسي وأصيب آخر بجروح خطيرة نقل على إثره إلى المستشفى .. إلا أنه توفي”.

 

بدوره، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن اشتباكات عنيفة وقصف مكثف شهدتهما المنطقة المحيطة بـ”اللواء137″، بالتزامن مع اقتراب عناصر القوات النظامية من أطراف القاعدة في مسعى لفك الحصار عنها وعلى منطقة حي الجورة المجاورة.

 

وبدأ جيش النظام السوري، منذ أسابيع، عملية عسكرية واسعة باتجاه محافظة دير الزور، وتمكن من دخولها من ثلاثة محاور رئيسية هي جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلا عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية.

 

من جهتها، نقلت وكالة “فرانس برس”، عن مصدر عسكري قوله، إن “التنظيم استقدم تعزيزات من المقاتلين غالبيتهم من الأجانب لمحاولة منع الجيش من الالتحام مع القوات المتواجدة في اللواء”.

 

يشار إلى أن “داعش” يسيطر، منذ صيف 2014، على أجزاء واسعة من المحافظة ونحو ستين في المئة من مساحة مدينة دير الزور، ويحاصر منذ مطلع العام 2015 أحياء عدة داخلها فضلاً عن مطارها العسكري وهي المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها التنظيم جيش النظام.

 

الجيش الموحد للثورة السورية”..المبادرة تتوسع

اتفقت الحكومة السورية المؤقتة، وفصائل عسكرية معارضة، على تسمية رئيس الحكومة التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، جواد أبو حطب، للقيام بمهمات وزير الدفاع، وذلك بعد اجتماع جرى بين الحكومة والفصائل التي انضمت إلى مبادرة “الجيش الموحد للثورة السورية”.

 

وقال بيان صدر عن الحكومة المؤقتة، إنه تم الاتفاق على “قيام السيد رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور جواد أبوحطب بمهام وزير الدفاع، وتشكيل لجنة مفوضة من الفصائل، مكلفة باختيار رئيس هيئة الأركان للجيش الموحد للثورة السورية بالتشاور مع رئيس الحكومة”.

 

وأضاف البيان، أن المجتمعين اتفقوا كذلك على أن “يقوم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان بتشكيل لجنة تقنية متخصصة، مهمتها وضع هيكلية واضحة للجيش الموحد للثورة السورية، واستمرار التواصل مع كل الفصائل الثورية على امتداد المناطق المحررة لتأسيس الجيش الموحد للثورة السورية”.

 

وأورد بيان الحكومة المؤقتة 3 بنود في الاتفاق، تضمّنت “أهمية الاستمرار بخطوات الإصلاح الداخلي التي شرع بها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وضرورة الإسراع بها”، وأن “مرجعية القضاء في المناطق المحررة (هي) مجلس القضاء الأعلى بعد التوصل لاعتماده، والتزام الفصائل بقراراته”، و”توحيد الجهود السيياسية للمؤسسات الثورة كافة”.

 

وختم البيان “إن الفصائل المشاركة ترى أن هذا المشروع هو خطوة هامة وضرورية للحفاظ على مكتسبات الثورة، وحماية أهلنا في المناطق المحررة، وبث الامل في نفوس أهلنا في المناطق المحتلة، بإنهاء حقبة الظلم والاستبداد”.

 

على صعيد متصل، كشفت “الجبهة الجنوبية” التابعة لـ”الجيش الحر”، الثلاثاء، أنها تنتظر خطوات عملية قبل تحديد موقفها من المشاركة في “الجيش الوطني الموحد”، مرحبة بأي مبادرة للتوحد.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم “الجبهة” عصام الريس، إنها “لم تحدد موقفها بعد من تشكيل الجيش الموحد (…) وتنتظر خطوات عملية”، لافتاً إلى أن “الجبهة” لم تحضر اجتماع رئيس الحكومة المؤقتة مع باقي فصائل “الحر”، “بسبب عدم وجود ممثلين لنا في تركيا، ولكننا ننتظر تحديد موعد اجتماع أخر”.

 

من جهته، قال رئيس “المجلس الإسلامي السوري” أسامة الرفاعي، إنهم تأخروا  بإبلاغ “الجبهة الجنوبية” وطرح المبادرة عليها لأن “الأمر طرح على عجل”، لافتاً الى وجود تواصل بين الطرفين.

 

وفي السياق نفسه، أصدر “المجلس”، الثلاثاء، بياناً رحب فيه باستجابة فصائل المعارضة المسلحة لدعوته التي كان أصدرها، الخميس الماضي، بهدف “تشكيل جيش ثوري واحد يشمل أرجاء سوريا المحررة”.

 

وقال بيان المجلس، “بفضل الله تعالى تمت الاستجابة الكريمة مما يزيد عن أربعين فصيلاً لدعوة المجلس الإسلامي السوري لتشكيل جيش وطني واحد منبثق عن وزارة دفاع تابعة للحكومة المؤقتة”، لافتاً إلى اجتماع رئيسه بممثلي الفصائل والحكومة المؤقتة وبعض الضباط.

 

وأشاد بيان المجلس، بـ”الاستجابة التي تدل على الوعي والشعور بالمسؤولية والتسامي على الفصائلية…”، لافتاً إلى أنه سيواصل عمله لدعم “كل توجه يلبي طموحات الشعب السوري في الحرية والكرامة والاستقلال وطرد المحتل”.

 

الرقة: المعركة تقترب من نهايتها

عبدالقادر ليلا

أكثر من 200 غارة جوية وأكثر من ألف قذيفة، كانت حصَّة مدينة الرقة خلال أيام عيد الأضحى؛ لم يُمنح الأهالي هدنةً للعيد ليرفعوا فيها الأنقاض عن جثامين أحبائهم أو يسعفوا جرحاهم أو يدفنوا ضحايا القصف العشوائي الذين تجاوز عددهم 45 قتيلاً مدنياً، منهم ثلاث عائلات بأكملها.

 

هذا الأسبوع شهد تقدماً سريعاً ومهماً لـ”قوات سوريا الديموقراطية” على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” في جميع محاور القتال في المدينة: من جهة الغرب تقدمت “قسد” وسيطرت على كامل حي الدرعية “التصحيح” بعد تطبيقها تكنيك “فكّي الكماشة”، إذ التقت قواتها القادمة من الكتل السكنية المحيطة بجامع النور مع أخرى قادمة من منطقة المرور. وانتقلت المعارك إلى المشفى الوطني الذي أصبح في مرمى نيران “قسد”، وتمت السيطرة على أجزاء منه ليبقى الإعلان عن السيطرة عليه بشكل كامل خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

وفي خط الاشتباك الشرقي أحرزت “قسد” تقدماً استراتيجياً على التنظيم مخترقةً المدينة القديمة إلى شارع الوادي، ليصبح شارع تل أبيض، السوق المركزي والأهم، خط نار ومواجهة. وبذلك تكون أزقته الفرعية مع شارع الوادي قد أصبحت مساحات كرّ وفرّ بين “قسد” شرقي المحور وتنظيم “داعش” غربه.

 

وستسيطر”قسد”على ما يقارب 75 في المئة من مساحة المدينة، عند وصولها إلى الملعب البلدي، في حال التقت قواتها المتقدمة جنوبي حارة البدو بأُخرى قادمة من مشفى الطب الحديث عَبْر منطقة الفردوس. وتكون بذلك “قسد” قد بسطت سيطرتها تلقائياً على مُجمَل حي الثكنة وحي الشراكسة، ليسهل تقطيع أوصال تلك الأحياء بواسطة تكتيك فكّ الكماشة أيضاً.

 

في المدينة القديمة، داخل سور الرقة الأثري، تمت السيطرة على الجامع القديم الذي يعتبر معلماً بارزاً لأهميته المعنوية، وكان المتحدث باسم “التحالف” الكولونيل ريان ديلون، قد أكد منذ أيام على أهمية السيطرة عليه.

 

ويعتمد التنظيم على شبكة معقدة من الأنفاق التي أقامها قبل إحكام حصار المدينة وانتقال المعارك إلى محيطها القريب، ما ضاعف مقدرة التنظيم على الالتفاف خلف خطوط التماس والانغماس المفاجئ في مناطق “قسد”، وساعد في تأمين انسحاب الانغماسيين بسهولة وسريَّة ومن ثم الهجوم المباغت بتكتيك الكرّ والفرّ. إلا أن أدوات التنظيم القتالية من العربات المفخَّخة والألغام الأرضية أصبحت محدودة الفاعلية بعدما صارت عُرضة لاستهداف طيران “التحالف” منذ خروجها من مخابئها، لتفقد بذلك عنصر المباغتة. في آب/أغسطس لوحده دفع التنظيم بـ14 عربة مفخخة، يقود معظمها مصابو الحرب.

 

التنظيم في الرقة في قمة انحداره، وما يعيشه الآن هو آخر أيامه، وتهاويه سيكون أسرع مما كان مخطَّطاً له بعد أن فقد السيطرة على أجزاء كبيرة من المدينة. وربما تنهار خطوط التنظيم الدفاعية المتبقية، في أيّ لحظة، ليختفي من بعدها مقاتلوه، ويقتل جزء منهم كما حصل في الموصل.

 

التنظيم وقع في خطأ استراتيجي في معركة الرقة، عندما ترك الأرياف وأطراف المدينة، وذهب للتمترس داخل أحياء المدينة، معزولاً بشكل كامل. التنظيم وجد نفسه محاصراً بطوق ناري في معركة صار متأكداً فيها من هزيمته. وسبب الخطأ الرئيسي هو اعتماد التنظيم على الدعويين والشرعيين في قيادة المعركة، ربما لأن العسكريين قد قتلوا أو انسحبوا إلى الشرق، بأمر من “الخليفة” البغدادي، فتَرَكَ من يريد الموت في الرقة، إذ ليس من المعقول أن تسقط عاصمة “الخلافة” وتُسلَّم من دون قتال “أسطوري” يليق بها وبسمعتها كعاصمة “المسلمين”. أو كما قال أحد قادة التنظيم في خطبة الجمعة: “لن نسلم المدينة إلا هكذا”، وأشار بإصبعيه كمَن يذر الملح.

 

أبو أسامة التونسي، مغني الراب السابق، قتل قبل أيام في الرقة، وهو يعتبر أحد أهم أمراء الدعوة، والذي سبق وأعلن “دولة الخلافة” في ساحات المدينة. وقبله أيضاً، قتل أبو غريب الألماني، أحد الشرعيين ممن كان يقود مجموعة من المقاتلين. تسلم أمثال أولئك الدعويين المهام القتالية، يعني نقص القادة العسكريين.

 

أغلب المقاتلين المحليين هربوا، فلا يكلِّف الأمر إلا حلق اللحية، والتواصل مع أحد الوجهاء العشائريين في مناطق سيطرة “قسد”، ليقوم بتسوية وضعه خلال ساعات، وبعدها يندسّ في صفوف المدنيين الهاربين وكأن شيئاً لم يكن.

 

حكايا انقلاب عناصر التنظيم، بدأت مع تقدم “قسد” في ناحية الكرامة، المعقل المهم للتنظيم شرقي مدينة الرقة، قبل شهر تقريباً، حينها هرب مقاتلوه بشكل جماعي، وسلَّمت المنطقة من دون قتال، ما ترك الجهة الشرقية مكشوفة بعدما ظنّ التنظيم أنها خط دفاع قوي. قبل ذلك، تضمنت”التسوية” التي تمت بعد سيطرة “قسد” على قرية المعيزيلة، نقل عناصر التنظيم البندقية من كتف إلى آخر، فأصبح بعضهم مقاتلاً وقيادياً في “قسد”، مع ضمان عدم محاسبته عن تاريخه. “قسد” تبدو متسامحة مع هؤلاء المجرمين الهاربين، إذ شوهد العشرات منهم في مدينة الطبقة، وكذلك تكررت الحادثة في قرية السحل مسقط رأس أمير التنظيم.

 

المعلومات القليلة الواردة من داخل الرقة، تقدِّر أن عدد المتبقين من مقاتلي التنظيم، لا يتجاوز 500 مقاتل، أغلبهم من جنسيات عربية وأجنبية وبعض السوريين.

 

وتنتشر حال الفوضى واليأس والغضب بين صفوف التنظيم، حتى أن بعض المقاتلين أعلن صراحة أنه لم يعد يعترف بـ”أبو بكر” أميراً للمؤمنين، وأن لكل منطقة قتال الحق في مبايعة أميرها الذي يقاتل في صفوفها، لأنه وبحسب القاعدة الفقهية: “لا ولاية لقاعد على مجاهد”.

 

عمليات الإعدام التي يقوم بها التنظيم أصبحت متكرّرة وتطال على الأغلب مقاتلي التنظيم، والجرم دائماً هو التواصل مع “الكفار والمرتدين”، وقد بلغ عدد من أعدموا خلال آب/أغسطس المنصرم أكثر من 30 شخصاً.

 

معركة الرقة تدخل فصلها الأخير، والنهاية بيد “التحالف الدولي” الذي سيقرر متى يعلن النصر الكبير على الإرهاب، وهذا يتطلب ظرفاً سياسياً بعدما كاد ينجز الشرط الميداني.

 

الأردن يضبط علاقاته مع سوريا: تطبيع مع النظام وتعاون مع المعارضة

لا شك في أن أي تطور دولي أو رؤية إقليمية جديدة للصراع في سوريا لا بد وأن يكون للأردن دور فيهما وذلك لأبعاد إستراتيجية وجغرافية من ناحية ولعلاقة الأردن بمختلف الأطراف الفاعلة والمؤثرة في الملف السوري من ناحية أخرى. من هنا لا يرى المتابعون مفاجأة في تصريحات المسؤولين الأردنيين التي توحي بانفتاح الأردن على النظام السوري، خاصة وأن عمان حافظت على حد أدنى من العلاقات مع النظام السوري مقابل استقبال أطراف من المعارضة السورية ضمن سياسة حاولت قدر الإمكان تحقيق معادلة متوازنة تضمن لها أمن المملكة الهاشمية بالدرجة الأولى.

 

بالمرصاد لكل ما يهدد الداخل الأردني

 

عمّان – تتجه العلاقات بين الأردن والنظام السوري نحو عودة المياه إلى مجاريها بعد جمود دام سبع سنوات؛ وهي عودة مشروطة تفرضها المتغيرات السورية والإقليمية وتأتي ضمن وضع “رؤية جديدة” حول تسوية الأزمة في سوريا ومستقبل الأسد والتعاون مع المعارضة.

 

كان الأردن من أوائل الدول التي استقبلت قيادات الجيش الحر والمعارضة السياسية ممن انشقوا عن النظام السوري. واستضاف “غرفة الموك”، وهي عبارة عن غرفة عسكرية خارجية ومقر قيادة وتنسيق وإصدار أوامر تديرها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا والأردن وبعض دول الخليج تشكلت في عام 2013 وتطورت عام 2014، وتضم فصائل عدة من الجيش الحر في درعا والقنيطرة وريف دمشق وريف حلب الشمالي.

 

لكن مع تعقد المشهد السوري بعد ظهور التنظيمات الإسلامية المتشددة ودخول إيران مع ميليشياتها متعددة الجنسيات، راجع الأردن حساباته وبدأ في فتح خطوط خلفية مع النظام السوري على المستوى الأمني. وأبقى السفارة السورية مفتوحة، لكنه صعّد في المقابل من تعاونه مع المعارضة السورية ضمن مواقف يفرضها بشكل رئيسي القرب الاستراتيجي والجغرافي بين الأردن وسوريا المجاورة له، كما يفرضها دور عمّان باعتبارها رمانة ميزان المنطقة.

 

ويرى خبراء أن السياسة الأردنية المتبعة في الأزمة السورية ليست جديدة بمقدار ما هي إعادة لإنتاج سياسة سابقة اتبعها الأردن خلال الحرب على العراق، حيث كانت له علاقات متينة مع الرئيس السابق صدام حسين وبنفس الوقت استضاف معارضته ونسّق مع الدول الراغبة في إسقاط النظام العراقي السابق. وبالنسبة للأزمة السورية، حافظ الأردن على توازنات في علاقاته بين المعارضة والنظام في سوريا.

 

ويقول الكاتب والإعلامي الأردني عامر السبايلة لـ “العرب”، “من الواضح أن الرسائل الأردنية السورية تشير إلى بداية مرحلة جديدة تهيئ التفاهمات بين الطرفين ويمكن رصدها بسهولة في تصريحات أردنية أهمها التصريح الأخير للناطق باسم الحكومة محمد المومني”.

 

وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني صرح مؤخرا بأن العلاقات مع النظام السوري مرشحة لمنحى إيجابي. واعتبر أن اتفاق التهدئة بين المعارضة والنظام السوري في الجنوب صامد كمؤشر دعم للتحرك الروسي في هذه الاتفاقات. وقال إن ذلك “يؤسس للمزيد من الخطوات التي ترسخ الاستقرار في جنوب سوريا وباقي أرجائها خلال المرحلة المقبلة”، مؤكدا أن سلطات بلاده تتطلع في المرحلة المقبلة إلى ترسيخ هذا الاتفاق.

 

وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية أن “علاقتنا مع الأشقاء في سوريا مرشحة لأن تأخذ منحى إيجابيا”، وأضاف “نذكر بأنه حينما قررت الجامعة العربية إغلاق السفارات السورية، طلبنا الاستثناء في هذا الأمر، نظرا لخصوصية العلاقة بيننا وبين سوريا”، لكنه شدّد في نفس الوقت على أن وجود أي ميليشيات طائفية على حدود المملكة الهاشمية أمر مرفوض وغير مقبول على الإطلاق، وأن عمّان ستتخذ الإجراءات الضرورية للتأكد من أمن واستقرار الحدود.

 

ورجح سامح المحاريق، الكاتب الأردني، مسعى الأردن إلى تطبيع العلاقات مع سوريا حيث توجد وجهة نظر مؤيدة لذلك ضمن بنية الدولة الأردنية التي تنظر إلى سوريا ضمن معادلة تقليدية تقضي بأن للخصومة حدودا معينة يجب عدم تخطيها ووصولها إلى درحة القطيعة بين البلدين. ويضيف في تصريح لـ “العرب” أنه “وفي المقابل فإن حدودا أخرى ترسم الحد الأقصى للعلاقة ويتمسك به الطرف الأردني ويقتضي ألا تتحول عمّان إلى مجرد فلك في مدار دمشق وحساباتها الخاصة والمعقدة”.

 

ويرى المحاريق أن هناك تيارين في الأردن بخصوص التعامل مع سوريا: تيار يرى ضرورة التعجيل في التطبيع مع سوريا وطي صفحة السنوات الأخيرة، أخذ دفعة إضافية بالتطورات الأخيرة في سوريا وما بدا للمهتمين بالشأن السوري وكأنه إعلان مبكر للنصر من قبل دمشق؛ وتيار ثان يرى أن الأردن يجب أن يتخذ موقفا حذرا من سوريا وأن يتمهل.

 

انفتاح أردني

 

لم تكن تصريحات المومني هي الأولى أردنيا في التلميح إلى الانفتاح على الأسد، فقد قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات في أواخر العام الماضي “لا ولم نعمل ضد نظام دمشق. ندعم العشائر الحدودية لمكافحة الإرهاب”، كاشفا عن دواعي إعادة المملكة الهاشمية تقييم موقفها من سوريا بالقول “نقلق ونحذّر من الممرّ الذي تعده إيران لاختراق العراق والوصل مع لبنان من خلال شمال سوريا”.

 

والتقط النظام السوري الإشارات الأردنية بسرعة، فقد أشارت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للأسد، إلى أن العلاقة بين سوريا والأردن، الذي يشترك معها بحدود برية يزيد طولها على 370 كيلومترا، مرشّحة لأن تكون جيدة في المستقبل، متوقعة فتح المعابر وعودة التجارة بين الأردن وسوريا.

 

ويفسر المحلل السياسي الأردني زيد النوايسة التقارب بين الأردن وسوريا باعتباره نتيجة التقدم العسكري الذي حققه النظام السوري على المعارضة والتنظيمات المتشددة بدعم روسي. ويقول لـ”العرب”، “يدرك الأردن اليوم بعد جملة التطورات الإستراتيجية المتسارعة التي حصلت بعد عودة حلب إلى النظام السوري وهزائم داعش المتتالية في تدمر والقلمون وأطراف حلب أنه معني أولا بقراءة هذه التطورات كما بقية الأطراف الإقليمية والدولية”.

 

لم يقطع الأردن علاقاته مع دمشق بشكل كامل حيث بقيت خطوط تواصل عبر الدوائر الأمنية مستمرة ولعل أبرزها قيام رجل الأمن القوي في دمشق علي مملوك بزيارة عمان مرتين كما تسرب حينها؛ وفق تقدير النوايسة، الذي يضيف أن الأردن، ومنذ بدأ الصراع في سوريا، كان يقرأ “خطورة توسع الأزمة وإطالة أمدها خشية من وصول مفاعيلها إلى الساحة الأردنية المتداخلة جغرافيا وعشائريا، بالإضافة إلى أهمية سوريا كمعبر اقتصادي بري حيث يصدّر الأردن ما يقارب ثلث صادراته وخاصة الزراعية إلى أوروبا عبر معبري جابر ونصيب في درعا، فضلا عن أن الاستيراد عبر ميناء طرطوس أقل كلفة على المستوردين الأردنيين وأقرب مسافة؛ لذلك حرص على استثنائه من قرارات المقاطعة التي فرضتها جامعة الدول العربية”.

 

ويركز عامر السبايلة على الجانب الاقتصادي في قراءته لإبقاء الأردن على شعرة معاوية مع سوريا وإعادة العلاقات برؤية جديدة عن تلك التي تبناها الأردن بداية الأزمة. ويضوح أنه “بالنسبة للأردن تشكل سوريا الآن بوابة اقتصادية مهمة خصوصا على صعيد التبادل التجاري وحركة المرور وملف إعمار سوريا. بالنسبة لسوريا خطوة الانفتاح على الأردن تأتي في وقت تسعى سوريا لإنجاز انتصار سياسي خارج الحدود الجغرافية عبر فتح الحدود وإعادة العلاقات مع عمقها الجغرافي. عدا عن ملف التعاون الأمني الذي يمس الطرفين خصوصا بعد سقوط تنظيم داعش”.

 

وذات التوجه يتبناه سامح المحاريق مشيرا إلى أن الأردن يعتبر افتتاح المنافذ الحدودية مع سوريا والعراق في وقت متزامن بمثابة “طوق الانقاذ في وضع اقتصادي سلبي يتحمل تبعاته المواطن الأردني ليشكل طرفا ضاغطا تجاه القبول بالحلول والمواقف التي يمكن ترجمتها إلى مكتسبات اقتصادية في المدى المنظور حتى لو كانت آثارها السلبية يمكن أن تظهر لاحقا”.

 

لكن البعد الاقتصادي القوي لا يلغي الغايات السياسية، خاصة وأن انفتاح الأردن على النظام السوري يأتي، وفق ما صرحت به أوساط دبلوماسية عربية في العاصمة الأردنية، ضمن موقف إقليمي جديد يحرص بالدرجة الأولى على الحفاظ على الدولة السورية بمختلف مؤسساتها والفصل في التعاطي بينها وبين الأسد.

 

ويعتقد المحاريق أن “وجود الأردن على علاقات طيبة مع دمشق يمكن أن يمنحه خيارات تفاوضية أفضل على الأقل من خلال الظهور بصيغة المتخفف من الضغوط على حدوده الشمالية والتي كانت تمثل ضغطا على عمان لما كانت ستشكله أي صفقة حول التسوية من بوابة خروج يمكن أن يدخلها الأردن مندفعا ودون وقفة للتأمل في الحسابات الخاصة بهذه الصفقة، كما أن استقرار الوضع في سوريا حسب ما تتأمله عمان في هذه المرحلة سيسهم ولو بصورة غير مباشرة في إدارة أفضل للتفاوض حول الوضع الفلسطيني ذي الوزن النسبي بالغ الأهمية بالنسبة للأردن”.

 

ويشدد الخبير الأمني الأردني عمر الرداد على أن مصالح الأردن في التطبيع أبعد من مجرد كونها قضايا اقتصادية “هناك مصالح للأردن في جعل سوريا مستقلة آمنة، لأن أخطر سيناريو على الأردن هو أن تؤول سوريا إلى دولة فاشلة، وقد تترتب على ذلك أعباء عسكرية وأمنية واقتصادية إضافية على كاهل الأردن، ثم إن هذا التطبيع إن تم سيسهم في فك الحصار الاختياري على الأردن، حيث يجب أن لا ننسى أن الأردن أغلق أيضا حدوده مع العراق ولذات الأسباب التي دفعته إلى إغلاق حدوده مع سوريا”.

 

ولا يرى الرداد أن التطبيع بين البلدين سيأخذ وقتا أطول مما يتوقعه الكثير من المراقبين. ويقول لـ”العرب”، “في البداية سيكون التقارب محدودا في إطار فتح المعابر بين البلدين، وتقديرنا أن الأمر مرتبط بمعرفة التوجهات السورية وكيفية إدارة السلطات السورية لهذه العلاقات، إذ أنها أمام خيارين؛ الأول نهج تصالحي تمثل في تصريحات المستشارة بثينة شعبان حول علاقات مستقبلية إيجابية، والثاني التصريحات المتشنجة التي يصدرها السفير السوري السابق في عمان بهجت سليمان، لكن من الواضح أن مدرسة شعبان هي الأقرب للنهج المستقبلي للحكومة السورية”.

 

ويشير النائب السابق في البرلمان الأردني محمد الحجوج إلى البعد الجغرافي بين البلدين، ويقول لـ”العرب” إن “الحدود التي تربط الأردن وسوريا يزيد طولها على 370 كيلومترا، لهذا فإن الدولة الأردنية من الدول التي حافظت على ثبات موقفها من الملف السوري منذ بدايته، فالحكومة الأردنية تريد أن تكون سوريا دولة واحدة موحدة مستقرة خالية من الإرهاب والفوضى، وتريد أن تتعامل مع الدولة السورية المستقرة وليس مع دولة تخوض صراعات وحروبا لأن هذا الأمر يشكل ضررا على الأردن، وهو ما عانت منه عمّان خلال السنوات الأخيرة”.

 

ويؤكد الحجوج الدور البناء للأردن في الشأن السوري، مشيرا إلى أنه “على ضوء التهدئة بالجنوب السوري التي جرت في السابع من يوليو الماضي باشر مركز عمّان لمراقبة وقف إطلاق النار في جنوب سوريا (درعا وريف السويداء والقنيطرة) أعماله بمشاركة ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة“.

 

الهدوء في الجنوب

 

جاء مركز المراقبة ضمن بنود الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الثلاث في 7 يوليو الماضي، لوقف إطلاق النار في جنوب سوريا.

 

ويهدف المركز إلى مراقبة وتثبيت وتعزيز وقف إطلاق النار في الجنوب، وصولا إلى إقامة منطقة خفض تصعيد هناك، حسب ما أعلنت الدول الثلاث في أعقاب التوقيع على الاتفاق. كما يأمل الأردن أن يؤدي وقف إطلاق النار الذي لا يزال صامدا إلى الآن إلى تهيئة الظروف لعودة اللاجئين إلى ديارهم، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين في المرحلة الحالية.

 

وحقق الأردن أهدافه من الاتفاق من حيث المبدأ، ويقول المحاريق “فمن ناحية كان الاتفاق هو المدخل للحديث عن علاقات أفضل مع الجارة الشمالية، كما أنه أعطى الأردن اعترافا بأحقيته في التدخل في الوضع بالجنوب السوري غير المستقر نسبيا بما يضمن تحقيق مصالحه الأمنية“.

 

وفي ما يتعلق بعلاقات الأردن بالمعارضة السورية، لا يعتقد النوايسة أن الأردن يعول كثيرا عليها، فهو يحتاج إلى جهة قوية تضمن مصالحه، والمعارضة السورية اليوم في حالة انكشاف ورفع الغطاء الإقليمي والدولي عنها. ويعتقد الأردن في هذا السلوك بأن هناك ميلا إلى المقاربة المصرية التي بدأت تنخرط في الملف السوري.

 

ويعتقد المحاريق أن المعارضة السورية فوتت العديد من الفرص الكبرى في السنوات الماضية وهو ما يجعلها الطرف الأضعف في المعادلة الجارية المتعلقة بمستقبل سوريا. ويقول “ولكن جرت العادة في الأردن أن يتعامل بحساسية مع ملف المعارضين السياسيين والشخصيات غير المرغوب فيها، كما يحدث مع ابنة الرئيس العراقي السابق صدام حسين مع الفارق الكبير عن حالتها مقارنة بحالة المعارضة السورية، ودمشق ربما تدرك بأنها لا يمكن أن تدفع إلى إحراج الأردن في هذه المرحلة من خلال ملف المعارضة، ولكنها ستضع قائمتها الخاصة والتي ترتبط بالخطوط الحمراء المتعلقة بالمعارضة السورية المقيمة في الأردن”.

 

ويضيف “كما أنه من الممكن أن يلعب الأردن دورا في إعادة تأهيل المعارضة المتصلة معه على أساس أنها جزء من المعارضة التي يمكن أن يستعاد إدماجها في المرحلة المقبلة في دمشق ولو لأغراض استكمال الشكل البروتوكولي للترتيبات المقبلة في سوريا“.

 

يستطيع الأردن التوفيق في علاقاته مع المعارضة السورية عسكريا وسياسيا ومع الحكومة السورية، حسب تقدير عمر الرداد الذي يوضح أن ذلك يمكن أن يتم “من خلال توفير الحماية لهذه المعارضة إلى حين اتضاح ملامح الحل النهائي، وربما تكون مدخلا للمزيد من تطبيع العلاقات لاحقا، من خلال ممارسة الأردن ضغوطا على هذه المعارضة للقبول بحلول مستقبلية، خاصة وأن الأردن نأى بنفسه تاريخيا عن استخدام المعارضات لتهديد الأنظمة والدول المجاورة”.

 

وبخصوص أبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود، يقول النوايسة إن “طبيعة العلاقات التي نسجها الأردن مع موسكو في ما يتعلق بالأزمة السورية بشكل عام والملف في جنوب سوريا تضمنت حصول الأردن على ضمانات قاطعة بإبعاد خطر وجود قوات إيرانية على حدوده وربما بعمق يتجاوز 50 كم، وهو ما شكل ارتياحا لعمان ولعل تواتر الأخبار والتسريبات تزداد في عمان عن قرب عودة عبدالله أبورمان السفير الأردني في طهران إلى مركز السفارة هناك”.

 

ستشهد المرحلة القادمة في العلاقات الأردنية السورية، وفق تقديرات الحجوج، تطورات إيجابية، “إلا أن التفعيل الحقيقي من قبل الحكومة الأردنية للجانبين الدبلوماسي والسياسي سيكون تطبيعا تدريجيا إلى حين انتهاء المفاوضات الخليجية الروسية”. ويضيف الحجوج أن “الدولة الأردنية يعنيها بالدرجة الأولى أن تكون هناك ضمانة على حدودها وأعتقد الضمان الروسي أفضل الخيارات”.

 

حكومة المعارضة السورية تُشكّل “وزارة الدفاع

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 5 سبتمبر 2017

روما- أعلنت الحكومة السورية المؤقتة، الذراع التنفيذي للإئتلاف الوطني السوري المعارض، عن تشكيل وزارة للدفاع يرأسها رئيس الحكومة المؤقتة نفسه، وينضوي تحت إدارتها أكثر من 44 فصيلاً عسكرياً مًعارضاً. وقامت الحكومة، التي تُعاني من ضائقة مادية دفعتها للتوقف عن دفع رواتب لموظفيها، بتشكيل لجنة مفوضة من الفصائل لاختيار رئيساً لهيئة أركان ما دعتّه بـ (الجيش الموحد) بالتشاور مع رئيس الحكومة.

 

ونتيجة اجتماع الحكومة المؤقتة مع الفصائل العسكرية المعارضة، وبمساع من (المجلس الإسلامي السوري)، تم تكليف جواد أبو حطب، رئيس الحكومة المؤقتة، بمهام “وزارة الدفاع للثورة السورية”، على أن يتم اختيار رئيساً للأركان، ليقوما معاً بتشكيل لجنة تقنية متخصصة مهمتها وضع هيكلية واضحة لـ “الجيش الموحد للثورة السورية”.

 

وقالت الحكومة المؤقتة إنها والفصائل قررت إيجاد مرجعية للقضاء في “المناطق المحررة”، أي التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، من خلال مجلس للقضاء تعتمده الفصائل وتلتزم بمقرراته، كما قضت المقررات بتوحيد الجهود السياسية للمؤسسات الثورية كافة.

 

ومن أبرز الفصائل العسكرية المعارضة المشاركة في وزارة الدفاع و”الجيش الموحد”: أحرار الشام، فيلق الشام، جيش الإسلام، جيش ادلب الحر، الفرقة الأولى الساحلية، الفرقة الوسطى، جيش النخبة، الجيش الثاني، جيش أسود الشرقية، قوات الشهيد أحمد العبدو، حركة نور الدين الزنكي، الجبهة الشامية، فرقة السلطان مراد، فرقة الحمزة، لواء صقور الشمال، لواء السلطان سليمان شاه، لواء المعتصم، لواء سلطان عثمان، جيش الأحفاد، لواء الشمال، الفرقة التاسعة، ثوار الجزيرة، لواء المغاوير، الفرقة 23، مجلس دير الزور العسكري، لواء أنصار السنة، كتلة النصر، لواء شهداء القريتين، الضباط المنشقين، جيش النصر، جيش العزة، فيلق المجد، لواء النور، فرقة الصفوة، الفوج الأول، الفوج الخامس، تجمع أحرار العشائر، جبهة الأصالة والتنمية، حركة تحرير الوطن، تجمع فرسان الشرقية، لواء المنتصر بالله، لواء السمرقند، لواء السلطان محمد الفاتح وغيرها.

 

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها المعارضة السورية بتشيل “وزارة للدفاع”، ضمن الحكومة  المؤقتة.

 

الجيش السوري وحلفاؤه يكسرون حصارا للدولة الإسلامية في دير الزور

من إلن فرنسيس

بيروت (رويترز) – قالت وسائل إعلام رسمية إن قوات الحكومة السورية يوم الثلاثاء وصلت إلى قوات تحاصرها الدولة الإسلامية منذ سنوات في مدينة دير الزور بشرق البلاد وهي واحدة من آخر المعاقل الكبيرة للتنظيم المتشدد.

 

وزحفت الدبابات والقوات سريعا على جيب تسيطر عليه الحكومة بالمدينة حيث تحاصر الدولة الإسلامية آلاف المدنيين والجنود السوريين منذ عام 2014.

 

وقال الإعلام الحربي لجماعة حزب الله حليفة سوريا في الصراع ”الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء يفكون الحصار عن مدينة دير الزور الذي كان يفرضه تنظيم داعش منذ أكثر من 3 سنوات وذلك عقب التقاء قوات الجيش المتقدمة من ريف دير الزور الجنوبي الغربي بالقوات المتواجدة في الفوج 137 غرب مدينة دير الزور“.

 

وأفاد التلفزيون الرسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان أيضا بأن القوات السورية المتقدمة انضمت لقوات الحكومة المحاصرة في حامية على المشارف الغربية للمدينة.

 

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن السكان داخل المدينة يحتفلون بتقدم الجيش.

 

وتسيطر الدولة الإسلامية على معظم محافظة دير الزور بما في ذلك نصف مدينة دير الزور.

 

وقال المرصد إن المتشددين ما زالوا يحاصرون قاعدة جوية قريبة في جنوب المدينة وثلاثة أحياء مجاورة.

 

وقال محافظ دير الزور محمد ابراهيم سمره إن القوات الحكومية تتقدم صوب القاعدة الجوية وتحاول كسر حصارها.

 

وحقق الجيش وحلفاؤه تقدما سريعا في الأيام الأخيرة وتوغل عبر خطوط الدولة الإسلامية بمساعدة المدفعية الثقيلة والضربات الجوية الروسية.

 

وانعزلت المنطقة عن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة منذ عام 2013 بعد أن بدأت جماعات المعارضة المسلحة محاربة الرئيس بشار الأسد. واجتاحت الدولة الإسلامية بعد ذلك مواقع للمعارضة وتحاصر الجيب الحكومي والقاعدة الجوية القريبة بالمدينة منذ 2014.

 

وخلال الحصار الطويل كانت الإمدادات تصل للمدينة عن طريق الإسقاط الجوي من ارتفاعات عالية. وقالت الأمم المتحدة في أغسطس آب إنها تقدر أن هناك 93 ألف مدني في الأجزاء الخاضعة لسيطرة الحكومة من دير الزور حيث الأوضاع ”صعبة للغاية“.

 

وتقع دير الزور جنوب شرقي مدينة الرقة المعقل السابق للتنظيم في سوريا والتي انتزعت قوات سورية تدعمها الولايات المتحدة السيطرة على معظمها في هجوم منفصل.

 

ويعتقد أن مقاتلي الدولة الإسلامية هربوا إلى بلدات حول دير الزور بعد مهاجمتهم في الرقة.

 

وتقع المدينتان في مناطق غنية بالنفط على نهر الفرات.

 

إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير نادية الجويلي

 

بوتين يشيد في برقية للأسد “بالنصر الاستراتيجي” في دير الزور

موسكو (رويترز) – ذكر الكرملين يوم الثلاثاء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل برقية لنظيره السوري بشار الأسد أشاد فيها بكسر القوات الحكومية الحصار الذي يفرضه تنظيم الدولة الإسلامية على منطقة تسيطر عليها الحكومة في مدينة دير الزور.

 

وأبلغ المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الصحفيين في مؤتمر بالهاتف أن بوتين أشاد بذلك التقدم ووصفه ”بالنصر الاستراتيجي“ على متشددي الدولة الإسلامية.

 

وقال بيسكوف إن القتال يدور حاليا من شارع إلى شارع في دير الزور.

 

وأضاف أن الضربات الجوية الروسية التي أصابت أهدافا للدولة الإسلامية اليوم ساعدت القوات الحكومية السورية في المنطقة على التقدم بسرعة وذلك نقلا عن تقرير رفعته وزارة الدفاع الروسية إلى بوتين.

 

إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح

 

روبرت فورد: حذرت إدارة أوباما من مغبة الفراغ الأمني شرق سورية

العربي الجديد

 

قال السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، في لقاءٍ مطوّل مع “التلفزيون العربي” إنه حذّر الإدارة الأميركية من مغبة التخلي عن دعم المعارضين والفراغ في شرق سورية.

 

وأوضح فورد خلال لقائه في برنامج “وفي رواية أخرى”، أنه بعد إغلاق السفارة الأميركية في دمشق وعودته إلى واشنطن، أكّد على ضرورة تقديم دعم لوجستي للمعارضة السورية وإرسال قوات أميركية إلى شرق سورية، لأن تلك المناطق تقع بالقرب من المناطق العراقية التي ينتشر فيها متطرفون إسلاميون.

 

واستعرض الدبلوماسي الأميركي السابق ظروف تعيينه سفيراً في دمشق، موضحاً أن مجلس الشيوخ شهد جدلاً كبيراً حول إرسال سفير إلى سورية، بسبب التوتر الطاغي على طبيعة العلاقة بين البلدين.

 

وأوضح أنه كان من المفترض أن يبقى في دمشق لفترة سنة، لكن اندلاع الثورة السورية ومواقفه المعلنة أقنعا المعارضين لتعيينه سفيراً بضرورة وجوده في سورية “للحفاظ على المصالح الأميركية”.

 

وقال فورد إنه بحث في أول لقاءاته مع رئيس النظام السوري بشار الأسد قضايا حقوق الإنسان، خصوصاً قضية اعتقال الناشطين هيثم الملاح ورياض سيف، لكن الأسد غضب وقال له: “إن واشنطن ليس لها الحق في طرح قضايا حقوق الإنسان على سورية”.

 

اندلاع الثورة

 

وأوضح فورد أن الثورة السورية اندلعت بعد ستة أسابيع من تعيينه سفيراً في دمشق، قائلاً إن “أولى المظاهرات كانت في شهر فبراير/ شباط 2011 في سوق الحريقة وكانت سلمية”.

 

وأضاف آخر سفير أميركي في سورية قبيل الثورة أن “ما حدث مأساة كبيرة، ولم نكن نتصور أن تشهد سورية حرباً أهلية، إذ كانت المظاهرات سلمية ولم تستخدم قوات النظام العنف بشكل مكثف ضد المعارضين مع بدايات الثورة”.

 

وقال إن واشنطن دعت منذ البداية النظام والمعارضين إلى الحوار خلف الأبواب المغلقة لإجراء إصلاحات في البلد، موضحاً أن “العنف المكثف بدأ أواسط شهر نيسان/ إبريل، إذ كان يزيد عدد القتلى في كل جمعة وكنا نشهد ازدياد حدة العنف من أسبوع إلى آخر”.

 

وحول الاتهامات التي أطلقها النظام بشأن لجوء المعارضين إلى العنف، أوضح أن المظاهرات شهدت في بداياتها بعض أعمال العنف من قبل المعارضين “لكن أكثر من 95% من المظاهرات قبيل الثورة السورية كانت سلمية”.

 

وبيّن فورد أنه مع تزايد أعمال العنف قام بإرسال دبلوماسيين من السفارة إلى الشوارع لمراقبة المظاهرات، وشهدوا أن الشرطة السورية هي التي كانت تطلق النار على المتظاهرين.

 

زيارة حماة

 

وقال فورد: “مع زيادة حدة التوتر، خصوصاً احتمال حدوث مجازر، كان عليّ كسفير اتخاذ موقف معلن، لكي أرسل رسالة إلى النظام بأن واشنطن تأخذ الخسائر البشرية في سورية على محمل الجد، لذا قررت السفر إلى حماة”.

 

وذكر السفير الأميركي السابق أنه أرسل نائبة القنصل إلى حماة قبل التوجه إليها، وأنها “شاهدت المظاهرة الضخمة التي نظمها المعارضون في ساحة العاصي وسط المدينة وأبلغتني بأن العدد كان يزيد على 100 ألف، وذكرت أن المظاهرات لم تشهد أعمال عنف”.

 

وقال إن النظام حاصر المدينة بعد المظاهرة الضخمة، وكنّا نخشى وقتها من دخول الجيش إلى المدينة ووقوع مجزرة مثل تلك التي وقعت في الثمانينيات.

 

وتابع: “وصلت قبل ساعتين من الموعد المحدد للمظاهرة لتجنّب الوجود بين حشود المتظاهرين، فقد كانت الزيارة لمراقبة الوضع وليس المشاركة”.

 

وأوضح أنه غادر حماة سريعاً ولم يشهد ذلك اليوم أعمال عنف ضد المتظاهرين، لكن العنف وقع بعد ثلاثة أسابيع من تلك الزيارة.

 

وبيّن فورد أن زيارته إلى حماة رافقت ردود فعل غاضبة من أنصار النظام، إذ هاجموا السفارة الأميركية ومنزل السفير واعتبروا تلك الزيارة تدخلاً في الشأن السوري.

 

تردد أوباما

 

وقال السفير الأميركي السابق في سورية إن واشنطن قرّرت الجلوس مع المعارضة السورية نهاية عام 2011، واجتمعت الخارجية الأميركية بالمجلس الوطني السوري في جنيف، إذ لم يتسن للسفارة الأميركية التواصل مع النشطاء في الداخل، بسبب الرقابة التي كانت تفرضها أجهزة المخابرات السورية.

 

وأضاف أن إقناع المعارضة بالجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام استغرق وقتاً طويلاً. وأن الولايات المتحدة الأميركية بدأت التواصل مع الجيش السوري الحر في عام 2012، لكنها لم تدعمه إلا في عام 2013.

 

وبين الدبلوماسي السابق أن الـ”سي آي إيه” بدأ بدعم بعض فصائل الجيش السوري الحر بالسلاح والذخيرة أواسط عام 2013، لكنه أطلع فيما بعد، خلال لقاء بأحد قادة حركة حزم، على أن الذخيرة لم تكن كافية.

 

وحسب فورد، فقد كانت “جبهة النصرة” تحصل على ذخيرة وتموين، لكن في المقابل لم تحصل الفصائل الأخرى على مثل هذه الإمكانات، لذا “أوصيت الإدارة الأميركية بدعم المعارضة المعتدلة بالذخيرة لتفادي انخراط المعارضين في صفوف جبهة النصرة”.

 

وحول تردد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في دعم المعارضين، قال فورد إن “أوباما كان يخشى من أن يشكل دعم المعارضة السورية بداية انزلاق إلى حرب مثل العراق”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى