أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 07 حزيران 2016

«داعش» يتراجع في سورية… ومخاوف من موجة نزوح ضخمة

بيروت، دمشق، لندن، موسكو- «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تشتّت عناصر تنظيم «داعش» على جبهات في معاركه ضد «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية التي شدّدت الخناق على معقل التنظيم في منبج شرق حلب، حيث بدأ آلاف من المدنيين ينزحون هرباً من المعارك. واقتربت قوات النظام السوري تحت غطاء جوي روسي من الطبقة في اتجاه الرقة، معقل التنظيم في شمال شرقي البلاد، بالتزامن مع هجمات «قوات سورية الديموقراطية» من ريف الرقة الشمالي، فيما سقط عشرات بين قتلى وجرحى بغارات على دير الزور في الشرق.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الاشتباكات في محيط منبج والتقدم السريع لقوات النظام في الرقة، تُظهر أن التنظيم غير قادر على صد الهجمات على رغم استعداداته لها». وتمكّنت قوات النظام السوري ومقاتلون من «صقور الصحراء» وهم موالون درّبتهم موسكو من التقدُّم داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة بدعم جوي روسي، وباتوا «على مسافة أقل من 30 كيلومتراً من مطار الطبقة العسكري ونحو 25 كيلومتراً من بحيرة الفرات»، وفق «المرصد» الذي اعتبر ذلك التقدُّم الأبرز «في عمق محافظة الرقة» التي دخلتها قوات النظام السبت، للمرة الأولى منذ نحو سنتين.

وتنتشر «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من أميركا على بعد 60 كيلومتراً شمال شرقي الطبقة من دون أن تُحرز أي تقدم، كون «معركتها الأساسية» الآن هي تحرير منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأشار «المرصد» إلى غارات جوية كثيفة نفّذها التحالف الدولي وطاولت منطقة منبج دعماً لتلك القوات التي تضم فصائل عربية وكردية.

وتعدّ منبج إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا، معاقل رئيسة لـ «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولمنبج أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيس للتنظيم بين الرقة معقله في سورية، والحدود التركية.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس، بأن الهجوم على منبج تسبّب في نزوح حوالى 20 ألف مدني، ويمكن أن يتسبّب في نزوح حوالى 216 ألفاً آخرين إذا استمر، لافتاً إلى احتمال أن يواجه الناس «عراقيل» أمام الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، ومشدداً على حاجة ملحة لأن يتوافر لهم المأوى ومياه الشرب والطعام والرعاية الصحية.

وقال ناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» إن المقاتلين حاصروا منبج من ثلاث جهات، بينما يواصلون معركتهم ضد «داعش» قرب الحدود مع تركيا. وأفاد «المرصد» بمقتل «17 مدنياً بينهم 8 أطفال بقصف نفّذته طائرات حربية في أول أيام شهر رمضان، استهدف سوقاً شعبية مكتظة في بلدة العشارة التي يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي». وزاد: «لم يتضح هل الطائرات سورية أم روسية».

في دمشق، اختار مجلس الشعب (البرلمان) الجديد في أول جلسة عقدها بعد انتخابه، النائبة هدية عباس لرئاسته لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في سورية. وفازت عباس بالتزكية كونها المرشحة الوحيدة لرئاسة المجلس، بعد أداء أعضائه الـ250 اليمين الدستورية، في جلسة رأسها أكبر الأعضاء سناً الشيخ عبدالعزيز طراد الملحم، ونقل التلفزيون السوري الرسمي وقائعها مباشرة على الهواء.

 

الأمم المتحدة: الحكومة السورية تمنع دخول مساعدات إلى داريا

جنيف – رويترز

قال مسؤولون في الأمم المتحدة اليوم (الثلثاء)، إن المنظمة الدولية ما زالت بانتظار موافقة الحكومة السورية على دخول قافلة مساعدات إلى بلدة داريا المحاصرة، بعد ما حصلت على موافقة جزئية اعتبرتها «غير كافية».

قال الناطق باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي، إن «منع المساعدات قضية سياسية»، وأضاف: «تبعد داريا 12 كيلومتراً عن دمشق وبالتالي فإن التنفيذ ممكن لكننا بحاجة إلى موافقة سياسية من الحكومة».

 

لافروف : سندعم الجيش السوري إذا تعرضت حلب ومحيطها لتهديد

المصدر: (و ص ف، رويترز)

صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بأن موسكو “ستدعم بقوة” الجيش السوري اذا تعرض لتهديدات في حلب ومحيطها.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي تيمو سويني: “بالنسبة الى ما يحصل في حلب ومحيطها، فقد حذرنا الاميركيين. فهم يعرفون أننا سندعم بقوة الجيش السوري جواً لمنع الارهابيين من الاستيلاء على أراض”.

واضاف: “سنتخذ قراراتنا بناء على تطورات الوضع. نحن على اتصال بالاميركيين كل يوم… لذا، لن تكون هناك مفاجأة”.

وصدرت هذه التصريحات بعدما أحرز تحالف عربي – كردي بدعم أميركي تقدماً في محافظة حلب حيث بات يهدد المحور الذي يستخدمه تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) لعبور المقاتلين والاسلحة والاموال من الحدود التركية الى الرقة.

وكان لافروف بحث مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاسبوع الماضي على الهاتف في ضرورة قيام “عمل مشترك حاسم” ضد “جبهة النصرة”، الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”.

وأبدى الوزير الروسي “استعداد دوماً لتنسيق المهمات القتالية مع الطيران الاميركي ضد الارهابيين في سوريا”. وأشار الى ان موسكو “تعارض محاولات المماطلة” في قيام تنسيق روسي- اميركي، اذا كان هدفها السماح “للمعارضة باستعادة قواها ومواصلة هجومها”.

الى ذلك، اوردت وكالة “ريا نوفوستي” نفي وزارة الدفاع الروسية ان تكون طائراتها حلقت أمس فوق بلدة العشارة في محافظة دير الزور، حيث استهدفت السوق بغارات جوية أوقعت 17 قتيلاً.

وأكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين أن الضغط على دمشق ليس وسيلة لحل المشاكل التي تعانيها سوريا، مشيرا إلى أن على جميع أطراف المفاوضات ممارسة المرونة. وقال في كلمة ألقاها خلال اجتماع خاص بالتعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بمشاركة الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني: “من الضروري ان يفهم بوضوح أن الضغط على دمشق لن يؤدي إلى تحقيق النتيجة المرجوة، ومن ينبغي حقاً ممارسة الضغط عليهم هم من يواصل دعم الإرهابيين، بما في ذلك جبهة النصرة، ويتعين على جميع الأطراف أن يمارسوا المرونة في المفاوضات”.

ووصف موقف بعض أعضاء الهيئة العليا للتفاوض، التي تمثل المعارضة السورية في المفاوضات في شأن تسوية الأزمة في البلاد، بأنه عقبة أساسية على طريق تحقيق حل سياسي للمشكلة.

 

تقدم متزامن للنظام والأكراد في شمال سوريا على حساب “داعش” مقتل 17 مدنياً بينهم 8 أطفال في غارات على سوق بدير الزور

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أحرزت قوات النظام السوري تقدماً جديداً أمس داخل محافظة الرقة، المعقل الابرز لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا، وقت باتت “قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم فصائل كردية وعربية تقود هجوماً على مشارف مدينة منبج، أبرز معاقل الجهاديين في محافظة حلب.

أفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان “الاشتباكات في محيط منبج والتقدم السريع لقوات النظام في الرقة تظهر ان التنظيم غير قادر على صد الهجمات حتى اللحظة على رغم استعداداته لها”.

وقال إن قوات النظام السوري ومقاتلين من “صقور الصحراء” الموالين لها والذين درّبتهم موسكو تمكنوا من التقدم داخل الحدود الادارية لمحافظة الرقة بدعم جوي روسي، وباتوا “على مسافة أقل من 30 كيلومتراً من مطار الطبقة العسكري ونحو 25 كيلومتراً من بحيرة الفرات”.

واعتبر ان هذا التقدم هو الابرز “في عمق محافظة الرقة” التي دخلتها قوات النظام السبت للمرة الاولى منذ نحو سنتين.

وبدأت قوات النظام هجوما الخميس جنوب مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات على مسافة 50 كيلومتراً غرب مدينة الرقة، بعد أيام من هجوم آخر كانت شنته “قوات سوريا الديموقراطية” بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من جهة الشمال في اطار عملية واسعة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من ريف الرقة الشمالي.

وأوضح عبد الرحمن ان “قوات سوريا الديموقراطية” تنتشر حالياً على مسافة 60 كيلومترا شمال شرق الطبقة من غير ان تحرز أي تقدم، لأن “معركتها الاساسية هي تحرير منبج” في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وبث تلفزيون “المنار” لـ”حزب الله” اللبناني والمرصد السوري أن “داعش” هاجم مواقع للجيش السوري في محافظة حماه.

وأوضح المرصد أن هجوماً للتنظيم على المنطقة “أدى الى قطع الطريق الذي يصل (بلدتي) أثريا وسلمية” وهي المنطقة التي قال الجيش الأسبوع الماضي إن الهجوم الجديد يجري عندها. وأكد تلفزيون “المنار” الموالي لدمشق أن الجيش صد الهجوم.

 

هجوم منبج

وفي اطار هجوم بدأته قبل أسبوع، تخوض “قوات سوريا الديموقراطية” اشتباكات عنيفة ضد الجهاديين عند المدخل الجنوبي الشرقي لمدينة منبج، غداة وصولها الى مسافة خمسة كيلومترات من المدينة.

وتحدث المرصد عن غارات جوية كثيفة شنها الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ صباح أمس على منطقة منبج دعما لهذه القوات التي تضم فصائل عربية وكردية، أهمها “وحدات حماية الشعب” الكردية.

وأعلن الناطق باسم “مجلس منبج العسكري” شرفان درويش المدعوم من الولايات المتحدة أن مقاتلي “داعش” يرحلون عن مدينة منبج السورية مع أسرهم وان الهجوم أدى إلى مقتل أكثر من 150 متشدداً. وقال إن أكثر من 50 من جثث مقاتلي “داعش” في حوزة “قوات سوريا الديموقراطية”. وأضاف مستشهداً بتقارير من المدينة “هناك الكثير الكثير من البيوت كانت داعش استولت عليها ويسكنون فيها في منبج باتت الآن فارغة. فقد حملوا كل ما يستطيعون حمله وخرجوا من المدينة”.

وتعد منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل رئيسية للتنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولمنبج تحديداً أهمية استراتيجية لأنها تقع على خط الامداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سوريا، والحدود التركية.

وخلال اسبوع، تمكنت “قوات سوريا الديموقراطية” من قطع خط الامداد الرئيسي هذا بين الرقة ومنبج، كما سيطرت على 42 قرية ومزرعة.

ورأى رئيس مركز جاين لبحوث الارهاب وحركات التمرد ماثيو هينمان أن هدف “قوات سوريا الديموقراطية” من هجوم الطبقة هو “تشتيت واضعاف قدرة تنظيم الدولة الاسلامية على الدفاع عن منبج، التي تعد حالياً نقطة تركيزها الاساسية”.

وتحظى مختلف الهجمات على “داعش” في شمال سوريا بدعم جوي واسع من المقاتلات الروسية أو تلك التابعة للائتلاف الدولي.

وأشار عبد الرحمن الى ان تزامن هذه الهجمات “يأتي بتنسيق دولي بين روسيا والولايات المتحدة”.

ولاحظ مصدر مقرب من الحكومة السورية أن “من غير الممكن ان يشن الطرفان غارات جوية في معركتي الرقة من دون التنسيق بينهما”. وقال إن “الهجمات الكبرى تشرف عليها غرفة عمليات عسكرية مشتركة سورية عراقية موجودة منذ أشهر في بغداد ويدعمها الروس والاميركيون على حد سواء”.

وفي رأي هينمان أنه في ظل الضغوط المتزايدة على الجهاديين، بات “داعش” “معرضاً لان يخسر مناطق خاضعة لسيطرته” في سوريا، لأن قدرة الجهاديين على “المناورة تتراجع ببطء”.

وعلى رغم ذلك، يتوقع هينمان ان المعارك “قد تطول أشهراً” لأن التنظيم المتطرف “سيدافع حتى آخر نفس عن مناطق تعد حيوية بالنسبة اليه مثل منبج والباب والمعابر الحدودية المتبقية معه فضلاً عن مدينة الرقة بحد ذاتها”.

 

غارات على دير الزور

وفي شرق سوريا، قتل 17 مدنياً على الاقل بينهم ثمانية أطفال في غارة لطائرات حربية “لم يعرف ما اذا كانت سورية أم روسية، استهدفت في أول أيام شهر رمضان سوقاً شعبياً مكتظاً في بلدة الشعارة التي يسيطر عليها “داعش” في ريف دير الزور الشرقي.

وقال المرصد إن هذه السوق في بلدة الشعارة تعد “سوقاً رئيسياً لقرى وبلدات آخرى في المنطقة”.

واعلن انه منذ صباح أمس تستهدف غارات مكثفة قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي فضلاً عن الاجزاء الخاضعة لسيطرة “داعش” في مدينة دير الزور، مركز المحافظة.

ويسيطر “داعش” منذ عام 2013 على الجزء الاكبر من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وحقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الاكثر انتاجا في سوريا. ويسعى منذ أكثر من سنة للسيطرة على كامل المحافظة حيث لا يزال المطار العسكري واجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام.

 

روسيا للمسلحين في سوريا:انتهت المهلة ونعود بقوة إلى حلب

لوحت موسكو بأوضح التعابير، أمس، أن «عاصفة السوخوي» الروسية ستعود قريباً لتهب على حلب، خصوصاً بعد انتهاء المهلة التي طلبتها واشنطن لفصل المسلحين «الأخيار» عن الإرهابيين، اذ حذر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذين لم ينفصلوا عن الإرهابيين حتى الآن ألا يلوموا إلا أنفسهم. وانتقد الولايات المتحدة لمحاولتها إبطاء عملية التنسيق بين الطيران الروسي والأميركي بهدف إعطاء المجموعات المسلحة وقتاً لاستعادة قدراتها واستئناف الهجمات.

في هذا الوقت، واصلت القوات السورية تقدمها على الطريق الواصل إلى مطار الطبقة جنوب غرب الرقة، فيما كانت «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة تقترب أكثر فأكثر من منبج.

وأعلن لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي تيمو سويني في موسكو، أن «المهلة الزمنية المعطاة للمعارضة السورية كانت كافية للتنصل من الإرهابيين»، مؤكداً أنه «على أولئك الذين بقوا مع الإرهابيين أن يلوموا أنفسهم».

وقال إن «واشنطن تطلب من روسيا والقيادة السورية تأجيل توجيه غارات جوية إلى الإرهابيين في سوريا، لأن المواقع الجغرافية للمعارضين الأشرار والأخيار مختلطة. إننا نعتبر أنه كان هناك أكثر مما يكفي من الوقت منذ شباط الماضي (الإعلان عن الهدنة)، لكي تنفصل المعارضة العقلانية عن الإرهابيين، وعلى أولئك الذين لم ينفصلوا عن الإرهابيين، أن يلوموا أنفسهم. لقد قلت ذلك بمنتهى الوضوح لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات للحيلولة دون تسلل الإرهابيين والأسلحة من تركيا إلى سوريا».

وتابع لافروف «إننا سنتخذ القرارات حول عمل القوات الجوية الروسية انطلاقاً من رؤيتنا للوضع، ونحن نبلغ الشركاء الأميركيين بهذه الرؤية، خلال المشاورات اليومية عبر دائرة الاتصال المغلقة بين قاعدة حميميم ومركز القيادة الأميركي في العاصمة الأردنية عمان، ولذلك لن تكون هناك أية مفاجآت بالنسبة للأميركيين».

وأكد أن «موسكو ما زالت مستعدة لتنسيق العمليات القتالية بين الطيران الروسي والطيران الأميركي ضد الإرهابيين في سوريا، لكنها لن تقبل محاولات إبطاء عملية وضع آلية لمثل هذا التنسيق، والهادفة إلى إعطاء المعارضة المسلحة في سوريا وقتاً لاستعادة قدراتها واستئناف الهجمات».

وقال «في ما يخص التطورات في حلب وحولها، فقد أبلغنا الأميركيين مسبقاً، وهم على علم بأننا سنعمل بمنتهى الفعالية لدعم الجيش السوري من الجو من أجل منع استيلاء الإرهابيين على الأراضي». وأعرب عن أمله في أن «يتعامل شركاء روسيا معها بنزاهة، من دون محاولات سوء استغلال الاتصالات المنتظمة مع الجانب الروسي من أجل تنفيذ خطط بديلة ب وت وث وراء ظهر موسكو».

وأكد لافروف أن «روسيا قلقة من ازدياد قصف البلدات من قبل الإرهابيين في سوريا»، مشيراً إلى أن «روسيا تعتبر تصرفات المعارضة التي تقوم بها، بدعم من تركيا، أمرا غير مقبول». وقال «طبعا هذا أمر يقلق، نحن نرى ما الذي يجري على الأرض. وخلال الأسبوع الأخير تحدثت 3 مرات مع جون كيري وجذبت انتباهه بإصرار إلى عدم جواز الإجراءات التي تتخذها المعارضة بدعم مباشر من تركيا، التي تسلل عبر أراضيها إلى سوريا خلال الأيام العشرة الماضية أعداد كبيرة من المسلحين والأسلحة».

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، رداً على سؤال حول التنسيق بين موسكو وواشنطن لتحرير الرقة، أن «تبادل المعلومات بين روسيا والولايات المتحدة حول عمليات محاربة الإرهاب في سوريا مستمرة بشكل منتظم». وقال «نتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة مرتين كل يوم».

ميدانياً، حاول عناصر «داعش» قطع الطريق بين اثريا والسلمية في ريف حماه، لكن الجيش السوري استطاع صد الهجوم.

وأحرزت «قوات سوريا الديموقراطية» والقوات السورية تقدماً ضد تنظيم «داعش» في ابرز معاقله شمال سوريا. وتمكنت القوات السورية من التقدم مجدداً داخل محافظة الرقة، في حين باتت «قوات سوريا الديموقراطية» على مشارف مدينة منبج، ابرز معاقل «داعش» في ريف حلب.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لوكالة «فرانس برس»، إن «الاشتباكات في محيط منبج والتقدم السريع لقوات النظام في الرقة تظهر أن التنظيم غير قادر على صد الهجمات حتى اللحظة، رغم استعداداته لها».

وباتت القوات السورية وعناصر «صقور الصحراء» على «بعد اقل من 30 كيلومتراً من مطار الطبقة العسكري جنوب غرب الرقة، ونحو 25 كيلومتراً من بحيرة الفرات». واعتبر عبد الرحمن أن هذا التقدم هو الأبرز «في عمق محافظة الرقة» التي دخلتها القوات السورية السبت الماضي للمرة الأولى منذ نحو عامين.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش سيطر، في أحدث هجوم له، على تقاطعات طرق، يمكنه من خلالها التقدم صوب الرقة أو دير الزور أو شرق حلب.

وتخوض «قوات سوريا الديموقراطية» اشتباكات عنيفة ضد عناصر «داعش» عند المدخل الجنوبي الشرقي لمدينة منبج، غداة وصولها إلى مسافة خمسة كيلومترات عن المدينة، التي تتعرض إلى غارات مكثفة تنفذها طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتعد منبج، إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا، معاقل رئيسية للتنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولمنبج تحديداً أهمية إستراتيجية، كونها تقع على خط الإمداد الرئيسي لتنظيم «داعش» بين الرقة والحدود التركية.

إلى ذلك، أشارت صحيفة «التايمز» البريطانية، في تقرير أمس، إلى وجود قوات بريطانية خاصة على جبهات القتال في سوريا تعمل إلى جانب فصائل مسلحة تقاتل «داعش».

ونقلت الصحيفة عن قادة عسكريين أن «القوات البريطانية الخاصة الموجودة في الأردن تدخل إلى سوريا بشكل متكرر، لمساعدة جيش سوريا الجديد الذي يسيطر على معبر قرية التنف جنوبي شرق سوريا».

وأشارت إلى أن «جيش سوريا الجديد يتألف من قوات خاصة سورية انشقت عن الجيش السوري، وأعيد تشكيلها بمساعدة من البريطانيين والأميركيين». وقال الملازم أول في «القوات الخاصة» السورية محمد الصالح إن الهجمات الانتحارية التي شنها عناصر «داعش» دمرت بنية قاعدة التنف، وأن القوات البريطانية عبرت من الأردن لمساعدتهم لإعادة بناء تحصيناتهم الدفاعية.

(«السفير»، «سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

الأسد : الصراعات الدولية أفرزت صراعات إقليمية انعكست على المنطقة وسوريا

القاهرة – د ب أ – أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن الشعب السوري فاجأ العالم مرة أخرى بمشاركته غير المسبوقة في انتخابات مجلس الشعب واختيار ممثليه.

 

وقال الأسد ، في كلمة أمام مجلس الشعب بمناسبة الدور التشريعي الثاني “أبارك لكم وللشعب السوري بشهر رمضان الفضيل وأتمنى أن يأتي العام القادم وتكون سوريا استعادت عافيتها”.

 

وأضاف :” ليكن منهجنا ودليلنا في المرحلة المقبلة العمل من أجل الغير لا من أجل الذات كما فعل الشهيد والجريح وكل من ضحى” ، مشيراً إلى أنه “عندما نعمل بصدق واخلاص للوطن وليس للذات تصبح رقابتكم على السلطة التنفيذية فاعلة وحقيقية”.

 

وقال إن ” الصراعات الدولية أفرزت صراعات إقليمية وانعكست بشكل مباشر على المنطقة وعلى سوريا بشكل خاص” ، لافتاً إلى “أننا نشهد صراعات دولية أفرزت صراعات إقليمية بين دول تسعى إلى الحفاظ على سيادتها واستقلالها وبين دول تعمل على تنفيذ مصالح الآخرين ولو كان ذلك على حساب مصالح شعوبها “.

 

وأشار إلى أنه “لم يعد خافياً على أحد، أن جوهر العملية السياسية بالنسبة للدول الداعمة للإرهاب يهدف إلى ضرب جوهر مفهوم الوطن وهو الدستور” ، قائلاً “كانوا على يقين بأن الأساس في مخططهم السياسي بعد فشل مخططهم الإرهابي، هو ضرب الدستور وبالتالي خلق الفوضى”.

 

ولفت إلى أن المخطط كان أن يأتي الإرهاب ويسيطر بشكل كامل، ومن ثم يعطى صفة الاعتدال.

 

وقال الأسد إن “نظام ( الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان الفاشي كان يركز على حلب، لأنها الأمل الأخير لمشروعه الأخونجي .. ولكن حلب ستكون المقبرة التي تدفن فيها أحلام وآمال هذا السفاح”، مضيفاً أن “الفتنة في سوريا ليست نائمة بل ميتة… والتفجيرات الإرهابية لم تفرق بين السوريين”.

 

وأشار إلى أن “إرهاب الاقتصاد وإرهاب المفخخات والمجازر والقذائف واحد، لذلك أؤكد لكم أن حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب، فهم من فرض الحرب علينا لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد، ومهما ألبس من أقنعة”.

 

وأضاف “كما حررنا تدمر وقبلها كثير من المناطق، سنحرر كل شبر من سوريا من أيديهم فلا خيار أمامنا سوى الانتصار”.

 

آلاف المدنيين يفرون من مدينة منبج مع اقتراب قوات سوريا الديموقراطية منها

بيروت – أ ف ب – فرّ آلاف المدنيين الثلاثاء من مدينة منبج في محافظة حلب، مع اقتراب قوات سوريا الديموقراطية في اطار هجوم تشنه لطرد تنظيم الدولة الاسلامية منها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، ان “تنظيم الدولة الاسلامية بدأ بالسماح للمدنيين بالفرار من منبج باتجاه مناطق سيطرته غرباً، فيما كان يحظر عليهم سابقاً الخروج من المدينة”.

 

وأضاف “فرّ آلاف المدنيين من المدينة في وقت كان الجهاديون يحافظون على مواقعهم فيها”.

 

وبحسب المرصد، فإن عشرين ألف مدني كانوا يتواجدون في المدينة عند بدء الهجوم.

 

وقبل بدء النزاع السوري، كان عدد سكان المدينة يبلغ 120 الف شخص ربعهم من الأكراد فيما الغالبية من العرب وبعض التركمان، وفق الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.

 

وحققت قوات سوريا الديموقراطية خلال الليل وبغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن وفق عبد الرحمن، “تقدماً اضافياً باتجاه مدينة منبج، حيث باتت حالياً على بعد نحو خمسة كيلومترات منها من جهة الشمال”.

 

وتتقدم قوات سوريا الديموقراطية باتجاه منبج من ثلاث جهات، وباتت على بعد كيلومترين جنوب المدينة وسبعة كيلومترات من الجهة الشرقية. وتسعى الى تطويق المدينة من ثلاث جهات وترك منفذ واحد من جهة الغرب ينسحب من خلاله الجهاديون، وفق المرصد.

 

وفي حال سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على منبج، يصبح بامكان قوات سوريا الديموقراطية قطع طريق الإمداد الرئيسي للجهاديين بين الرقة معقلهم الرئيسي في سوريا، والحدود التركية بشكل كامل.

 

ويشارك في معركة منبج وفق عبد الرحمن، أربعة آلاف مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية، غالبيتهم من المقاتلين الأكراد.

 

وبالتزامن مع هجوم منبج، تخوض قوات سوريا الديموقراطية معركة أخرى ضد تنظيم الدولة الاسلامية في إطار عملية أطلقتها الشهر الماضي لطرده من ريف الرقة الشمالي، انطلاقاً من محاور عدة أحدها باتجاه مدينة الطبقة، الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً غرب مدينة الرقة.

 

وتتواجد قوات سوريا الديموقراطية حالياً على بعد ستين كيلومتراً شمال شرق مدينة الطبقة، التي تتقدم قوات النظام السوري باتجاهها ايضاً من الجهة الجنوبية اذ باتت حالياً على بعد حوالى 25 كيلومتراً من مطارها العسكري.

 

سوريا: 17 قتيلا مدنيا بينهم ثمانية أطفال في غارة على سوق في أول أيام رمضان

روسيا تتعهد بتقديم الدعم الجوي «الأكثر فاعلية» في حلب وحولها

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قتل 17 مدنيا على الأقل بينهم ثمانية أطفال الاثنين في غارات شنتها طائرات لم يعرف إذا كانت سورية او روسية في أول أيام شهر رمضان، واستهدفت سوقا مكتظا في محافظة دير الزور في شرق البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس «قتل 17 مدنيا بينهم 8 أطفال في قصف لطائرات حربية في أول أيام شهر رمضان استهدف سوقا شعبيا مكتظا في بلدة الشعارة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» في ريف دير الزور الشرقي»، موضحا أنه «لم يتضح إذا كانت الطائرات سورية أم روسية».

وأشار عبد الرحمن إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة».

وتعد هذه السوق في بلدة الشعارة، بحسب المرصد، «سوقا رئيسيا لقرى وبلدات آخرى في المنطقة».

وتستهدف منذ صباح أمس غارات مكثفة قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي فضلا عن الأجزاء الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة دير الزور، مركز المحافظة.

ويسيطر تنظيم «الدولة» منذ عام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وحقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الأكثر انتاجا في سوريا. ويسعى منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل المحافظة حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام.

وحقق التنظيم المتطرف منذ كانون الثاني/يناير تقدما في مدينة دير الزور مسيطرا على أحياء عدة وبات موجودا في أكثر من 60 في المئة منها.

وتدور منذ صباح الاثنين، بحسب المرصد، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين له من جهة وتنظيم «الدولة» من جهة أخرى في محيط مطار دير الزور العسكري.

من جهة أخرى قالت روسيا أمس الاثنين إن قواتها الجوية ستقدم الدعم «الأكثر فعالية» للقوات الحكومية السورية حتى لا تسقط مدينة حلب الاستراتيجية والمنطقة المحيطة بها في أيدي «الإرهابيين».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات صحافية «ما يحدث في حلب وحولها الآن هو ما حذرنا الأمريكيين منه مسبقا وهم يعلمون أننا سندعم الجيش السوري بأكثر الطرق فعالية من الجو حتى لا نسمح للإرهابيين بالاستيلاء على هذه الأراضي».

 

أربعة أسباب تمنع تركيا وألمانيا من التهور بتخريب العلاقات وصولاً لـ«القطيعة التامة»

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: نفق مظلم ليس له أية نهاية في المدى المنظور دخلت فيه علاقات أنقرة وبرلين على خلفية اعتراف البرلمان الألماني قبل أيام بأحداث عام 1915 على أنها «إبادة جماعية» ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن، وما تبعه من سحب تركيا لسفيرها في برلين، وسط سلسلة تهديدات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

والأحد، شن أردوغان هجوماً غير مسبوق على ألمانيا ودول أوروبية أخرى، قائلاً: «الدول التي استعمرت أفريقيا، نهبت جميع موارد القارة، بزعم أنها تنقل الحضارة إليها، وارتكبوا المذابح خلال تحقيق ذلك»، مضيفاً: «حين ترفعون ستار البهاء، الذي تشاهدونه اليوم في عواصم غربية، ستجدون تحتها مآسي ودموع ملايين الأفريقيين.. الأرصفة الأنيقة ببرلين وباريس وبروكسل، مبنية على أرواح ودماء وعناء وعرق جبين الأفريقيين»، منتقداً الدول «التي تحاول إعطاء تركيا دروسا في حقوق الإنسان، في حين أن تاريخها في القارة ملطخ بالمجازر والإبادة الجماعية والدموع والدماء».

وحول قرار البرلمان الألماني، قال الرئيس التركي: «إذا كنتم تبحثون عن شريك لجرائمكم ضد الإنسانية، فنحن لسنا ذلك الشريك، ابحثوا عنه في مكان آخر، فأنتم تحاولون تحقيق مطامعكم القذرة عبر السياسة والبرلمانات، لا عن طريق بحوث علمية ودراسات أكاديمية»، وتابع: «لن نحني رأسنا أمام الدول التي لجأت إلى هذه الأساليب الرخيصة من أجل أن تخفف وطأة جرائمها»، مطالباً ألمانيا بدفع فاتورة الهولوكوست وقتلها لأكثر من 100 ألف شخص في جمهورية ناميبيا (جنوب غربي أفريقيا)».

لكن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية «ستيفن سيبرت» أكد أنّ ألمانيا وتركيا ترتبطان بعلاقات متينة، على رأسها الاتفاقية الخاصة بأزمة اللاجئين، وأنّ اختلاف وجهات النظر حيال بعض المسائل لا يمكن أن يلحق الضرر بهذه العلاقات، على حد تعبيره، كما عبر عن أمله في ألّا ينعكس القرار المُتّخذ سلباً على علاقات الدولتين، وأنّ يستمر الجانبان في الالتزام بالاتفاقيات المبرمة بينهما على كافة الأصعدة، ولفت إلى أن ثلاث مليون مواطن تركي في ألمانيا، سيبقون جزءا من الدولة الألمانية.

وفي الوقت الذي توقع فيه مراقبون ومحللون تصاعد الأزمة بين البلدين وصولاً لـ«القطيعة التامة»، تبدو المصالح الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية التي تربط البلدين أكبر من الخلافات الأخيرة الأمر الذي قد يمنع كلا البلدين من المغامرة بمصالحهم المصيرية.

 

اتفاق اللاجئين

 

يعتبر اتفاق اللاجئين من أهم الأسباب التي من المفترض أن تدفع أنقرة وألمانيا نحو تهدئة الأزمة ومحاولة البحث عن حلول مشتركة خشية انهيار الاتفاق الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي، والذي من المتوقع أن يؤدي أي تراجع أكبر في العلاقات بين البلدين إلى تسريع انهياره.

وقبيل أزمة الأرمن تعيش العلاقات التركية الألمانية حالة احتقان كبيرة على خلفية تهديد أردوغان بنسف اتفاق اللاجئين في حال لم يلتزم الاتحاد الأوروبي بشرط رفع التأشيرة عن دخول المواطنين الأتراك لدول الاتحاد مع حلول نهاية الشهر الجاري.

ويرى مراقبون أن تأزم العلاقات أكثر من ذلك سيؤدي إلى تنفيذ أنقرة لتهديداتها بنسف اتفاق اللاجئين، وبالتالي دخول مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد في جمود لسنوات طويلة وربما عقود، وهو ما لا تريده أنقرة بنفس الدرجة التي لا تريد فيها برلين انهيار الاتفاق الذي قد يؤدي لوصول مئات آلاف اللاجئين الجدد إلى أراضيها.

وبحسب موقع خبر 7، فإن الحكومة التركية علقت قرار إعادة قبول اللاجئين غير الشرعيين المتفق عليه مع الاتحاد الأوروبي، وذلك لعدم التوصّل إلى نتائج فيما يخص مباحثات إلغاء التأشيرة عن المواطنين الأتراك.

 

العلاقات الاقتصادية

 

لا يبدو في حسابات الحكومة التركية على الإطلاق الدخول في مخاطرة قد تكلف الاقتصاد التركي الذي يعاني من تبعات الأزمات السياسية مع العديد من الدول مزيد من المتاعب والخسائر، لا سيما وأن ألمانيا تعتبر من أكبر شركاء تركيا الاقتصاديين.

ويصل حجم التبادل التجاري بين تركيا وألمانيا إلى قرابة 35 مليار دولار، وفي الوقت الذي يحاول فيه خبراء اقتصاديين أتراك إظهار أن ألمانيا ستكون المتضرر الأكبر من انعكاس الأزمة السياسية على الاقتصاد، يشير آخرون إلى أن الاقتصاد التركي لم يعد بحاجة إلى انتكاسات جديدة تضاف إلى التبعات الاقتصادية للأزمة السياسية المتواصلة بين تركيا وروسيا.

ويبلغ حجم التصدير إلى ألمانيا 13.4 مليار دولار، فيما يبلغ حجم الاستيراد 21.3 مليار دولار، بالإضافة إلى ذلك ينشط في ألمانيا قرابة 80 ألف رجل أعمال من أصول تركية، مسؤولين عن توظيف واستخدام 370 ألف عامل، ويبلغ صرف هذه الشركات في السنة 35 مليار يورو، بحسب موقع خبر 7 التركي.

وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة لهم، إلا أن العديد من المصادر تُقدر عدد الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا بقرابة 4 مليون نسمة، ليكونوا بذلك أكبر جالية تركية خارج البلاد، وأكبر جالية أجنبية في ألمانيا.

ومنذ اندلاع أزمة الأرمن يواصل الآلاف من أبناء الجالية تنظيم مظاهرات تندد بمساعي البرلمان الألماني، وسط تخوفات من تصاعد هذه الاحتجاجات وتحولها إلى صدامات مباشرة مع السلطات الألمانية ودخول البلاد في اضطرابات على خلفية قومية، وهو سيناريو تخشاه برلين ولا تتمناه.

وحذر مراقبون من أن تدهور أكبر في العلاقات لن يكون في صالح الجانبين فيما يتعلق بالجالية التركية في ألمانيا، فأنقرة لا ترغب في جلب المتاعب لجاليتها الكبيرة والتي تعتبر قوة انتخابية لا يستهان بها، وميركل لن تكون معنية في تصاعد الاحتجاجات الأمر الذي قد يعزز المعسكر المعارض لها وزيادة شعبيته في البلاد.

 

أكثر من 5 مليون سائح ألماني

 

تعتبر ألمانيا أكثر الدول المصدرة للسياح إلى تركيا، حيث بلغ عدد السياح الألمان عام 2015 أكثر من 5.5 مليون سائح، ليحتل الألمان المرتبة الأولى بعد أن كان السياح الروس يتصدرون هذه المرتبة.

وتشكل هذه النسبة نقطة ضغط كبيرة على الحكومة التركية التي تعتمد ميزانيتها على السياحة بشكل كبير، لا سيما وأن هذه الأزمة تأتي بعد أشهر فقط من تراجع أعداد السياح الروس بشكل كبير جداً على خلفية الأزمة بين البلدين التي أعقبت حادثة إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا.

وفي آخر البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة السياحة التركية، فإن عدد السياح الأجانب الذين وصلوا إلى تركيا في نيسان الماضي انخفض بنحو 30 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وهو رقم يعكس قلق السياح إزاء الوضع الأمني في تركيا.

وقالت وزارة السياحة: «إن أكثر من 1.75 مليون أجنبي دخلوا إلى تركيا في نيسان الماضي بانخفاض قدره 28.70 بالمئة مقارنة بشهر نيسان عام 2015 وشهد عدد الزائرين الروس تراجعا حادا بلغ 3ر97 بالمئة». كما انخفض عدد الزوار الألمان إلى تركيا بنسبة 53 بالمئة، وهذا الانخفاض الحاد لعدد الزوار في نيسان الماضي هو الأكبر هذا العام ويعزز قلق القطاع السياحي الذي بلغت عائداته 28 مليار يورو عام 2015.

وتصاعدت أزمة الخلاف بين ألمانيا وتركيا، بعد مصادقة أغلبية مجلس النواب الألماني «البوندستاغ»، الخميس، على قرار يعتبر مقتل الأرمن على أيدي القوات العثمانية في عام 1915 «إبادة جماعية»، وسحبت أنقرة سفيرها في برلين ردا على القرار، الذي وصفه أردوغان، بأنه خطير وسيؤثر سليا على علاقات البلدين. كما استدعت وزارة خارجيتها، القائم بأعمال السفارة الألمانية في أنقرة، روبرت دولغر، وأعربت له عن انزعاجها حيال قرار برلمان بلاده.

ويعتبر نهاية الشهر الجاري تاريخ هام لمعرفة سير العلاقات بين تركيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بشكل عام، وذلك مع انتهاء المهلة التي منحتها تركيا للاتحاد من أجل رفع التأشيرة عن مواطنيها قبل وقف الالتزام في الاتفاق، وهو ما صرح به أردوغان بشكل مباشر بالقول إن بلاده ستتوقف عن صد المشاكل والمخاطر المحدقة بأوروبا ما لم تتعاون دولها مع تركيا بشكل أفضل.

 

25 مجزرة في سورية الشهر الماضي

لبنى سالم

وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، وقوع 25 مجزرة على يد أطراف النزاع في سورية، خلال مايو/أيار الماضي.

وأوضحت “الشبكة السورية”، في تقرير صادر اليوم الثلاثاء، أنّ “16 مجزرة منها وقعت على يد القوات الحكومية؛ 5 في إدلب، و4 في حمص، و2 في كل من حلب، وريف دمشق ودير الزور، وواحدة في الرقة”.

وبحسب تقرير الشبكة الحقوقية، فقد ارتكبت القوات الروسية 3 مجازر؛ واحدة في إدلب واثنتين في حلب، بينما ارتكب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) 5 مجازر؛ 3 في اللاذقية، ومجزرة واحدة في كل من حمص وطرطوس، أما قوات التحالف الدولي فقد ارتكبت مجزرة في حلب.

وبيّن التقرير، أن الأطفال والنساء يشكلون 45 في المائة من ضحايا تلك المجازر، التي تسببت بمقتل 302 شخص، بينهم 72 طفلاً، و63 امرأة.

ولفت إلى أن حجم المجازر، التي ترتكبها القوات الحكومية وطبيعتها، ومستوى القوة المفرطة المستخدمة فيها، والطابع العشوائي للقصف والطبيعة المنسقة للهجمات، لا يمكن أن يكون ذلك إلا بتوجيهات عليا وسياسة دولة.

توصيات

أوصى التقرير بإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإلزام الحكومة السورية بإدخال جميع المنظمات الإغاثية والحقوقية، ولجنة التحقيق الدولية، والصحافيين وعدم التضييق عليهم، فضلاً عن إدراج المليشيات التي تحارب إلى جانب الحكومة السورية، والتي ارتكبت مذابح واسعة، كـ”حزب الله” اللبناني والألوية الشيعية الأخرى، وجيش الدفاع الوطني، و”الشبيحة” على قائمة “الإرهاب الدولية”.

 

قوات “سوريا الديمقراطية” تواصل التقدم نحو منبج شرق حلب

أحمد حمزة

تتواصل لليوم الثامن على التوالي، العمليات العسكرية التي تشهدها مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي، والتي تسعى من خلالها قوات “سوريا الديمقراطية” للسيطرة على مدينة منبج، التي تُعتبر من أبرز معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) في حلب، ويبدو واضحاً أن القوات البرية المهاجمة المسنودة جوياً من طيران التحالف الدولي، تحقق تقدماً سريعاً في هجومها المتواصل، منذ أسبوع، على المدينة، خاصة أنها تزحف نحوها من جهات الشرق والشمال والجنوب.

 

وتواصلت المعارك، اليوم الثلاثاء، في مناطق جنوب المدينة، وحققت فيه قوات “سوريا الديمقراطية” تقدماً كبيراً، إذ سيطرت خلال الأيام القليلة الماضية، على عشرات المزارع والقرى الصغيرة المتناثرة جنوب منبج، وشمال قرى الخفسة، ورأس عين الحمر، وتل جودان، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، عن أن القوات المهاجمة “تمكنت من التقدم والسيطرة على قريتي كابر كبير، وجب الكلب، بعد سيطرتها على قرى أخرى خلال الساعات الفائتة”، وأضاف المرصد أن هذه القوات باتت على بعد كيلومترين من الأطراف الجنوبية لمنبج.

 

وتشهد مناطق جنوب منبج، طلعات جوية مكثفة لطائرات التحالف، إذ تمهد لتقدم “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، وقوتها الرئيسية، فيما تنضوي ضمنها مجموعات صغيرة من مكونات أخرى.

 

إلى ذلك، تشير آخر المعلومات الواردة من مناطق منبج، إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” المتقدمة جنوب المدينة باتت على بعد مئات الأمتار منها فقط، وهذه القوات تتقدم بالتوازي من الأطراف الشرقية لمنبج، وباتت على بعد نحو ستة كيلومترات منها، وينسحب نفس الأمر بالنسبة للجهة الشمالية، التي فَقَدَ عناصر تنظيم “داعش” قدرتهم على التحرك فيها، بعد خسارتهم قرى عدة ومزارع هناك، كان آخرها، يوم أمس الإثنين، قريتي الدادات، ومجرى النهر التحتاني، الواصلتين بين طريقي منبج وجرابلس.

 

وتستمر هذه العملية العسكرية في ريف حلب الشرقي، وسط تحذيرات من موجات نزوح كبرى قد تشهدها المنطقة، التي يقطنها عشرات آلاف المدنيين، إذ ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أنّ نحو 200 ألف مدني في مدينة منبج وقرىً بريفها مهددون نتيجة العمليات العسكرية الدائرة في المنطقة بين قوات “سوريا الديمقراطية” وتنظيم “داعش”، لافتاً إلى أنّ “طائرات التحالف قتلت خمسة وعشرين مدنياً في محيط منبج وريفها، منذ بدء العمليات هناك”.

 

مرونة تركية لعبور أكراد سورية غرب الفرات

إسطنبول ــ باسم دباغ

أكّد وزير الخارجية التركية، مولود جاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، أنّ أنقرة حصلت على ضمانات من الولايات المتحدة بأنه لن يبقى أي من عناصر حزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في منطقة منبج بعد انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وفي مقابلة أجرها مع القناة التركية الخبرية الرسمية، أوضح جاووش أوغلو: “أن قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، إن أرادت أن تعبر غرب الفرات لتقديم دعم لوجستي، فهذا أمر مختلف، ولكن بعد انتهاء العمليات، لا نريد أن نرى أياً من عناصر الاتحاد الديمقراطي غرب الفرات، وقدمت لنا الولايات المتحدة في هذا الشأن ضمانات”.

وشدّد على ضرورة وجود استراتيجية قوية لمحاربة “داعش”، معتبراً أنّ “تركيا هي أقوى الدول في محاربة داعش، وبأنها ستقوم بتقديم دعم قوي للمعركة التي بدأت لاستعادة الموصل من التنظيم”.

وتطرق وزير الخارجية إلى العلاقات التركية الإسرائيلية، قائلاً إنّ “اللقاءات لإعادة التطبيع بين الجانبين وصلت إلى نهايتها”، لافتاً إلى أنه “بقي اجتماع أو اثنان للوصول إلى اتفاق”.

وعن التصويت الألماني لصالح الأرمن، وجّه جاووش أوغلو انتقادات للبرلمان الألماني لموافقته على القرار الذي يصف ما تعرض له الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى بـ”جرائم إبادة جماعية”، قائلاً: “إنه لأمر مثير للسخرية أن يتصدى عدد من الساسة ممن يفتقدون للمعلومات التاريخية لإعطاء تركيا درساً”.

كذلك، تناول الموقف التركي من إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة السفر إلى منطقة شينغن، مؤكّداً أنّه في حال لم يتم تنفيذ ذلك فإن بلاده لن تنفذ الاتفاق مع أوروبا المتعلق باللاجئين، مضيفاً أن “الأتراك يفقدون الثقة بالاتحاد الأوروبي”.

وعن العلاقات مع روسيا، أكّد جاووش أوغلو أنّه لا توجد أي لقاءات مباشرة بين المسؤولين الأتراك والروس لتجاوز الأزمة، التي اندلعت بين الجانبين إثر قيام سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة روسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد اختراقها للأجواء التركية، متهماً اللوبي الأرمني في روسيا بقيادة حملة معارضة لبلاده في وسائل الإعلام الروسية.

 

مقتل أحد قادة لواء “فاطميون” وعسكريين إيرانيين في سورية

طهران ــ فرح الزمان شوقي

أكدت مواقع إيرانية خبر مقتل أحد قادة لواء “فاطميون”، وهو الضابط محمد حسن حسيني، المعروف باسم سيد حكيم، خلال اشتباكات مسلحة وقعت في تدمر في سورية.

وبحسب المصادر، فحسيني كان نائب قائد اللواء الذي يضم مقاتلين من الأفغان الشيعة المقيمين في إيران.

وقد أكدت مواقع، في وقت سابق، مقتل قائد اللواء، الملقب أبو حامد، فضلا عن قائد “كتيبة عمار” في اللواء ذاته، مصطفى صدر زاده.

في السياق ذاته، ذكر موقع “تسنيم” الإيراني، أن العقيد إبراهيم عشيريه قتل، بدوره، في حلب، شهر مارس/آذار الماضي، لكن المعنيين لم يستطيعوا التأكد من صحة الخبر حتى الآن، إذ لم تصل جثته بعد إلى إيران.

ويعد عشيريه أحد ضباط منطقة مازندران، الواقعة شمالي إيران، والتي قتل منها 21 عسكريا إيرانيا حتى الآن، منهم 13 مستشارا عسكريا قضوا في معارك خان طومان بالقرب من حلب.

ونقلت مواقع أخرى، أن العسكري الإيراني مهدي طهماسبي لقي مصرعه هو الآخر في سورية، وأنه يبلغ من العمر عشرين عاما فقط، ويعد أحد أبناء ضباط الحرس الثوري، حيث ذهب إلى سورية من مدينة قم الإيرانية لـ”الدفاع عن مرقد السيدة زينب ضد الهجمات التكفيرية”، بحسب وصف المصادر.

كما شيّع إيرانيون، صباح اليوم الثلاثاء، جثمان العسكري رضا خرمي في ميدان خرسان، الواقع جنوب العاصمة الإيرانية، بعد أن قتل، مؤخرا، جنوب غربي حلب، في عملية تفجير.

وكشفت مواقع إيرانية، في وقت سابق، أن ضابطين من الحرس الثوري، هما مرتضى مسيب زاده وقدرت عبدياني، وقبلهما العسكري مرتضى رستمي، قتلوا بالقرب من حلب، إثر اشتباكات مسلحة.

 

تجدد القصف في حلب.. وقتلى بغاراتٍ روسية شرقي حمص

أحمد حمزة

تجددت غارات الطيران الحربي في محافظة حلب، صباح اليوم الثلاثاء، بعد يومٍ دامٍ سقط فيه عشرات القتلى والجرحى بهجماتٍ جوية، استهدفت مناطق مختلفة في المدينة وريفها، فيما أدت غاراتٌ روسية إلى مقتل وإصابة العشرات في ريف حمص الشرقي.

 

وقال المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي”، محمد السباعي، لـ”العربي الجديد”، اليوم، إن “الطائرات الروسية ارتكبت مجزرة في منطقة أبو زورة شرق السخنة، راح ضحيتها 5 أطفال وعشرات الجرحى”، مشيراً إلى أن “قوات النظام سيطرت على صوامع الحبوب شرق مدينة تدمر، وتقدمت باتجاه قرية أرك، بعد اشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بغطاء جوي روسي”.

 

وفي محافظة حلب، ذكرت مصادر محلية أن “الطيران الحربي نفذ عدة غاراتٍ بريف حلب الغربي فجر اليوم، مستهدفاً قرية قبطان الجبل ومناطق حولها”، كما أن “منطقة دارة عزة غربي حلب تعرضت ليلاً لغارةٍ أدت إلى مقتل مدني واحد على الأقل وإصابة آخرين”.

 

وتعرض حي الشعار، كذلك، لقصفٍ من الطيران الحربي ليلا، دون ورود أنباءٍ عن وقوع إصابات.

 

وتأتي هذه التطورات بعد يومٍ سقط فيه عشرات القتلى والجرحى في حلب، إذ تواصل طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري شن غاراتٍ كثيفة هناك، وقد تسببت، أمس، في مقتل نحو خمسة عشر مدنياً وإصابة العشرات.

 

وكان الناشط الإعلامي محمد الحلبي قد ذكر، لـ”العربي الجديد”، أنّ “طائرات النظام الحربية استهدفت بالصواريخ منطقة جسر الحج في مدينة حلب، ممّا أدى إلى إزهاق أرواح ثلاثة مدنيين وجرح خمسة آخرين”، مشيراً إلى “مقتل ثلاثة آخرين في غارة روسية على حي المرجة”.

 

كما أدى القصف الجوي إلى “إصابة خمسة عشر مدنياً في غاراتٍ ضربت بلدة كفرحمرة بريف حلب الغربي”، وتسبب هجمات مماثلة في وقوع إصابات في حي القاطرجي، فيما طاول القصف مناطق أخرى، أبرزها أحياء الميسر، وجب القبة، والقاطرجي، ومساكن هنانو، وبعيدين، والحيدرية، الصاخور، والمشهد.

وخسرت قوات النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معها، أمس، مواقع كانت تسيطر عليها في محيط بلدة خان طومان الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي، وذلك بعد خسارتها لمواقع أخرى الجمعة الماضية، عقب هجماتٍ نفذتها فصائل “جيش الفتح” جنوبي حلب.

 

أما في ريف المحافظة الشرقي، فقد واصلت “قوات سورية الديمقراطية” أمس، تقدمها في المعركة التي تهدف للوصول إلى مدينة منبج، أحد أهم معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) شرقي حلب، حيث سيطرت القوات على قرى جديدة شمال وشرق منبج.

 

وقال مسؤول المكتب الإعلامي في “لواء أحرار الرقة”، كنان الفراتي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “مقاتلي المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها سيطروا، الإثنين، على قريتي الدادات ومجرى النهر التحتاني، الواصلتين بين طريقي منبج وجرابلس، بالإضافة إلى قريتي فرس الصغير وخربة الماشي، شمالي شرقي منبج، وقرية خربة عيوش شرقها، في ظل غارات مكثّفة لطائرات التحالف”.

 

وتستمر المعارك في ريف حلب الشرقي وسط تحذيرات من موجات نزوح كبرى قد تشهدها المنطقة، التي يقطنها عشرات آلاف المدنيين، إذ ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ نحو 200 ألف مدني في مدينة منبج وقرىً بريفها مهددون نتيجة العمليات العسكرية الدائرة في المنطقة بين “قوات سورية الديمقراطية” وتنظيم “داعش”، لافتاً إلى أنّ “طائرات التحالف قتلت خمسة وعشرين مدنياً في محيط منبج وريفها، منذ بدء العمليات هناك”.

 

سوريا الديموقراطية” تحاصر منبج.. و”داعش” يسمح للمدنيين بالنزوح

عدنان الحسين

تمكنت “قوات سوريا الديموقراطية”، من السيطرة على قرى ومناطق جديدة في محيط منبج في ريف حلب الشرقي، بعد انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” منها. ودخلت حملة منبج يومها العاشر، وشهدت سيطرة لـ”قوات سوريا الديموقراطية” المعروفة اختصاراً بـ”قسد”، على مناطق واسعة وأكثر من 50 قرية ومزرعة، معظمها لا تحمل أي أهمية استراتيجية.

 

وتمكنت “قسد” من حصار منبج من ثلاثة محاور؛ وسيطرت الإثنين على قريتي عون الدادات وبوزكييج شمالي المدينة بمسافة 7 كيلومترات، وتقدمت باتجاه معمل البطاطا ومزارع الجيلاوية على مسافة 5 كيلومترات من منبج، من دون أي مواجهة مع “داعش”. كما تقدمت من الجهة الشرقية الشمالية من محور جسر قره قوزاق وسيطرت على قريتي حية صغير وحية كبير، وجرت اشتباكات في محيط قرية الكرسان على بعد 15 كيلومتراً شرقي منبج، وقتل فيها 10 عناصر من “داعش” بعد محاولة تسلل إلى قرية خرفان شرقي الكرسان.

 

وواصلت “قوات سوريا الديموقراطية” تقدمها جنوبي منبج وأصبحت على بعد 5 كيلومترات من المدينة باتجاه الغرب، وسيطرت على قرية جب الكلب بعد قصف عنيف لطيران “التحالف الدولي” على القرية، فيما انسحب التنظيم من قرى الشبالي والذيبات والماصي، باتجاه قرية المشيرفة جنوب غربي منبج.

 

وبعد انسحاب “داعش” من مجمل القرى التي تقدم إليها التحالف العربي-الكردي “سوريا الديموقراطية” الذي تقوده “وحدات حماية الشعب” الكردية، تسعى الأخيرة إلى حصار منبج بشكل كامل، ويلاحظ ذلك بوقف تقدمها باتجاه المدينة من الجهتين الشمالية والجنوبية، بعد وصولها إلى مسافة أقل من 5 كيلومترات منها. وتوجهت “سوريا الديموقراطية” لتوسيع سيطرتها على قرى تقع إلى الجهة الغربية من منبج، من الشمال إلى قرية بوزكيج، ومن الجنوب إلى قرية جب الكلب. ويبدو أنها تريد حصار المدينة بشكل كامل، عبر إطباق فكي كماشة عليها من الغرب.

 

وتصدى تنظيم “داعش” لمحاولة تقدم “سوريا الديموقراطية” من الجهة الجنوبية في قرية جب الكلب، محاولاً وقف تقدمها باتجاه الغرب، حيث آخر طرق إمداده إلى منبج. وحدثت اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الحملة، وحسم طيران “التحالف الدولي” المعركة بعد تدميره للقرية بشكل شبه كامل.

 

طول جبهات المعارك دفع “قوات سوريا الديموقراطية” إلى جلب تعزيزات كبيرة إلى محيط منبج. وأفادت مصادر محلية بأن ما يقارب 200 عربة تابعة لـ”جيش الصناديد”، المنضوي في “سوريا الديموقراطية”، تحمل مئات المقاتلين وصلت إلى محيط منبج قادمة من ريف الحسكة. وتقدمت هذه التعزيزات من سد تشرين إلى محوري قره قوزاق وجنوبي منبج.

 

كذلك وصل مئات المقاتلين من “وحدات حماية الشعب” الكردية إلى محور قره قوزاق-عون الدادات، قادمين من الحسكة وريف الرقة. واستلمت “وحدات الحماية” الكردية قيادة العمليات جنوبي وشرقي منبج، والقيادة والعمليات الحربية شمالي المدينة. الأمر الذي يتناقض مع تصريحات سابقة وتطمينات عن هدف “وحدات الحماية” في تأمين خطوط الإمداد من دون المشاركة في اقتحام المدينة. ويظهر من الوقائع أن “الوحدات” هي القوة الأهم المتواجدة حول منبج، وتلعب بقية مكونات “قسد” دوراً شكلياً في العمليات القتالية.

 

في المقابل، دفع “داعش” بتعزيزات كبيرة من عناصره داخل المدينة، وقام بنشر مدافع بين المنازل وفي المزارع المحيطة بمركز منبج، كما قام بنشر عدد كبير من القناصين على أسطح المباني المرتفعة، ما يشير إلى أن التنظيم سيقاتل داخل المدينة، ولن ينسحب منها.

 

وقال الناشط الإعلامي من داخل منبج أبو يمان الحلبي، لـ”المدن”، إن التنظيم بدأ بتحريض المدنيين ضد القوات المهاجمة، وطلب منهم الإلتحاق بصفوفه لمواجهة “قوات سوريا الديموقراطية”. وأشار الحلبي، إلى انضمام عشرات الأطفال واليافعين إلى التنظيم الذي قام بتسليحهم على الفور وزجهم على حواجز ومداخل المدينة. كما أجلى التنظيم عوائل عناصره الأجانب والسوريين، باتجاه مسكنة والطبقة.

 

وأوضح الحلبي، بأن تعزيزات التنظيم تضمنت أسلحة ثقيلة ورشاشات وعناصر من قواته الخاصة، قادمة من مدينة مسكنة عبر طرق فرعية، مؤكداً انتشارهم في منبج واستمرار حظر التجوال فيها من الثامنة مساء حتى السابعة صباحاً، كما تنتشر دوريات ليلية عبر درجات نارية وسيارات “الحسبة” التي تجوب مختلف أحياء المدينة، خوفاً من حركات تمرد داخلها، وذلك بعد يومين من إطلاق نار استهدف سيارة تابعة لـ”الحسبة”.

 

وسمح “داعش” للأهالي بمغادرة منبج مع اقتراب المعركة منها، وسط تخوف للمدنيين من القصف والاشتباكات المتوقع حصولها داخل المدينة ومحيطها. ونزح معظم المدنيين إلى ريف منبج الغربي وهو المنفذ الوحيد المتبقي، فيما نزح قسم أخر باتجاه ناحية الخفسة وبلدة مسكنة جنوبي منبج. وقُتل مدنيان في قصف جوي لـ”التحالف الدولي” على قرية الكرسان شرقي المدينة، أثناء محاولة “سوريا الديموقراطية” التقدم والسيطرة على القرية.

 

رمضان سوريا: مجازر الأسد تلاحق الصائمين

حتى في مستهل شهر الصيام، يمنع نظام بشار الأسد السوريين من الشعور بأي لحظة أمان.. في الأسواق الشعبية، في المنازل، في الشوارع.. يقع المئات منهم أطفالاً ونساء ومدنيين ضحايا لصواريخ وقنابل الموت الروسية ـ الأسدية. أول أيام رمضان حوّلته طائرات الموت إلى يوم دموي، بصواريخها الفراغية التي سقطت على رؤوس المدنيين الصائمين في دير الزور وحلب وحمص، متسببة بمجازر راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.

 

ففي دير الزور ارتكبت طائرات روسيا ونظام الأسد مجزرة في سوق إحدى البلدات فيما كان سكان عدد من القرى يتسوقون لإفطار أول يوم صوم. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: «قتل 17 مدنياً بينهم 8 اطفال في قصف لطائرات حربية في اول ايام شهر رمضان استهدف سوقا شعبية مكتظة في بلدة العشارة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش« في ريف دير الزور الشرقي»، موضحا انه «لم يتضح اذا كانت الطائرات سورية ام روسية». ومن بين القتلى بحسب عبد الرحمن، «افراد ينتمون الى عدد من العائلات، اذ قتل رجل وزوجته واثنان من اطفاله، وقتل رجل آخر وزوجته وثلاثة من اولاده، واصيب آخر فيما قتل اطفاله الثلاثة». واشار عبد الرحمن الى ان «عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة».

 

وفي موسكو، نقلت وكالات أنباء عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف قوله إن القوات الجوية الروسية لم تنفذ أي مهام قتالية في المنطقة.

 

وتعد هذه السوق في بلدة العشارة بحسب المرصد، «سوقا رئيسية يقصدها زوار من القرى والبلدات المجاورة، وكانت مكتظة بعائلات تتسوق لشهر رمضان».

 

وفي شرق حمص، قضى خمسة أطفال في حصيلة أولية، وأصيب عشرة مدنيين أغلبهم نساء وأطفال في إثر استهداف الطيران الروسي لمنزل يقطنه نازحون في منطقة السخنة الخاضعة لسيطرة «داعش« بريف حمص الشرقي بغارة جوية.

 

وأفادت صفحة ««السخنة الحدث« عبر حسابها في «فايسبوك« أن مجزرة مُروعة قام بها الطيران الروسي عشية شهر رمضان المبارك باستهدافه منطقة أبو زورة شرق مدينة السخنة، حيث استهدف منزلاً «يسكنه الكثير من الأطفال والنساء الذين لجأوا إليه سابقاً هرباً من القصف على مدينة السخنة«.

 

وفي بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق، قضى مدني صباح أمس من جراء استهدافه من قبل قناصة ميليشيا «حزب الله«. وأفادت الهيئة الطبية في مضايا، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن أول شهيد في أول أيام رمضان المبارك في سوريا استشهد فجر أمس هو رضوان حليمة الملقب بأبي عمار.

 

وفي بلدة بقين المجاورة أيضاً، استهدفت قوات النظام البلدة بالرشاشات والأسلحة المتوسطة ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات واندلاع حرائق ضخمة في ما تبقى من أشجار في الجبل الشرقي وحرش بقين.

 

وفي حلب، قتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرون من جراء استهداف الطيران الحربي عدة غارات على منطقة جسر الحج بحلب. وقتل 4 آخرون في قصف لقوات النظام على حي المرجة، دمر 5 منازل للمدنيين.

 

وفي المقابل استعاد الثوار عصر امس السيطرة على مستودعات خان طومان بعد طرد ميليشيات الأسد من كل النقاط التي تقدموا إليها في الصباح على جبهة الحميرة ومعراتة موقعين أكثر من ثلاثين قتيلاً ومدمرين عدة آليات.

 

وفي منبج، باتت «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصاراً باسم «قسد» على مشارف مدينة منبج التي يسيطر عليها «داعش» منذ نحو عامين، حيث تقدمت من عدة محاور وباتت على بعد 8 كيلومترات منها.

 

ونقلت مصادر ميدانية أن «قسد» التي تشكّل «وحدات حماية الشعب« الكردية عمادها الرئيس، تقدمت من الجهة الشرقية والشمالية للمدينة حيث سيطرت على عدة قرى في المنطقة.

 

وبالترافق مع ذلك، شنّت طائرات التحالف الدولي غارات مكثفة على مواقع تنظيم الدولة في محيط منبج، فانسحب مقاتلو التنظيم من عدة مواقع.

 

وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش إن مقاتلي التنظيم يرحلون عن مدينة منبج مع أسرهم، بينما تقترب القوات الكردية مسافة نحو ستة كيلومترات من المدينة في هجوم أدى إلى مقتل أكثر من 150 مقاتلاً من التنظيم، بحسب قوله.

 

ومع تصاعد القتال، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس إن المعارك تسببت في نزوح نحو 20 ألف مدني ويمكن أن تتسبب في نزوح نحو 216 ألفاً آخرين إذا استمرت.

 

وفي جنوب دمشق، أعلنت ألوية الفرقان التابعة للجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر امس، اطلاق معركة «لبيك داريا« التي تهدف لتحرير عدة نقاط في ريف القنيطرة.

 

وقال الناطق باسم ألوية الفرقان صهيب الرحيل في حديث خاصة لـ»الهيئة السورية للإعلام«، إن «الهدف من المعركة هو تحرير تل كروم وبلدة الدوحة بريف القنيطرة، وتخفيف الضغط عن مدينة داريا المحاصرة، وتم سحب عدد من الآليات وناقلات الجند نحو خان أرنبة من ريف دمشق«.

 

وعلى صعيد آخر، اعلن المتحدث باسم الامم المتحدة ان المنظمة الدولية تواصل التشديد على ضرورة السماح لها بالوصول براً الى كل البلدات المحاصرة في سوريا، ولم تطلب بعد من السلطات السورية اذناً ببدء القاء المساعدات جواً.

 

وكانت الامم المتحدة اعلنت الجمعة الماضي رغبتها بان تطلب الاحد اذناً لإلقاء المساعدات جواً.

 

وقال المتحدث الدولي ستيفان دي جاريك «ارسلنا البارحة (الاحد) طلباً شفوياً الى وزارة الخارجية السورية نطلب اذناً بتسليم مساعدات عبر طريق البر الى كل البلدات» التي تريد الامم المتحدة الوصول اليها في حزيران وهي 34 بلدة يعيش فيها مليون ومئة الف نسمة.

 

وتابع دو جاريك «ننتظر الجواب» من دون ان يحدد اي موعد لاحتمال وصول جواب الحكومة السورية.

 

وقال ايضاً «نركز حالياً على تسليم المساعدات عبر طريق البر بسبب المشاكل اللوجستية والامنية التي تعترض ايصالها عبر اسقاطها من الجو»، مضيفاً «ان الامر اكثر اماناً عبر البر وبإمكاننا ان نرسل مساعدات اكثر» مما يمكن ارساله عبر الجو.

 

ومن اصل 34 طلب تسليم لم توافق السلطات السورية سوى على ارسال مواكب برية الى 23 منطقة محاصرة او من الصعب الوصول اليها، خلال شهر حزيران.

 

وكانت القوى الكبرى اتفقت الشهر الماضي على اللجوء الى القاء المساعدات من الجو ابتداء من الاول من حزيران في حال تعذر ارسالها براً.

 

ولم ينف دوجاريك احتمال ان تلجأ الامم المتحدة في نهاية المطاف الى طريق الجو «كملاذ أخير»، مضيفاً «في حال وجدنا في وقت من الاوقات ان الوصول عبر طريق البر لن يسمح لنا القيام به، فإننا ننوي عندها اللجوء الى الاسقاط من الجو».

(أ ف ب، رويترز، أورينت نت، الهيئة السورية للإعلام)

 

قوات سوريا الديمقراطية على مشارف منبج  

قالت مصادر للجزيرة إن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على قرية الراعي وباتت على مشارف مدينة منبج، بينما شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مضادا في شمال المدينة.

 

وذكرت المصادر أن قوات سوريا الديمقراطية -وعمادها قوات حماية الشعب الكردية- تمكنت أيضا من السيطرة على عدة مواقع شمال مدينة منبج وشرقها، وتحدثت عن حركة نزوح لعشرات العوائل من القرى التي وصلت الاشتباكات إليها.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية باتت على بعد “كيلومترين من المدينة من الجهة الجنوبية، وستة كيلومترات من الشمال، وسبعة من الشرق”.

 

وأكد مراسل الجزيرة من غازي عنتاب معن خضر أن تقدم قوات سوريا الديمقراطية جاء بفضل الدعم الجوي الكبير من التحالف الدولي الذي شنَّ عشرات الغارات خلال الأيام الماضية على مواقع تنظيم الدولة.

 

في المقابل، أكدت مصادر مقربة من تنظيم الدولة أن عناصره شنوا هجوما معاكسا على قوات سوريا الديمقراطية في قرية عون الدادات، وقتلوا وجرحوا عددا من العناصر.

 

وأوضحت المصادر أن مقاتلا من تنظيم الدولة فجر نفسه في تجمع لقوات سوريا الديمقراطية التي تنفذ منذ أسبوع هجوما يهدف لاستعادة السيطرة على مدينة منبج من التنظيم.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس أنها تلمس تقدما إيجابيا على الأرض في معركة منبج، بينما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الهجوم لاستعادة منبج تسبب في نزوح نحو عشرين ألف مدني، ويمكن أن يتسبب في نزوح نحو مئتي ألف آخرين إذا استمر، لافتا إلى أن النازحين يواجهون عراقيل أمام خروجهم.

 

وإلى جانب بلدتي الباب وجرابلس المحاذيتين للحدود مع تركيا، تعد منبج من أهم معاقل تنظيم الدولة في شمال سوريا، وهي تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سوريا، والحدود التركية.

 

عشرات الضحايا بغارات على حلب ودير الزور  

قتل خمسة أشخاص في غارات نفذتها طائرات روسيا وقوات النظام على حلب وريفها فجر اليوم الثلاثاء، ليرتفع عدد القتلى فيهما إلى 81 خلال 24 ساعة إلى جانب عشرات الجرحى، كما قتل وجرح العشرات في غارات روسية على دير الزور.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن عشرات الجرحى سقطوا أيضا إلى جانب القتلى في حلب جراء 150 غارة شنتها طائرات روسية وسورية على أحياء مدينة حلب.

وتزامنت الغارات مع بدء قوات النظام السوري عملية عسكرية برية ضد مواقع المعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي، لكن شبكة شام قالت إن المعارضة قتلت العشرات من مقاتلي المليشيات الشيعية واستعادت مناطق بأطراف بلدة خان طومان بعد ساعات من خسارتها.

 

وفي الريف الشرقي لحلب تدور معارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية، حيث سيطرت الأولى على قريتي فرس كبير وخربة الماسي قرب منبج، كما شهد الريف الغربي غارات على بلدتي كفر داعل وكفر حلب، مما أدى إلى سقوط عدة جرحى.

 

وفي دير الزور أفاد مراسل الجزيرة بمقتل 35 شخصا -بينهم ثمانية أطفال من عائلة واحدة- وإصابة العشرات في غارات شنتها طائرات روسية على المدينة، لكن وزارة الدفاع الروسية نفت أن تكون طائراتها قد شنت غارات على المنطقة.

 

أما وكالة سانا الرسمية للأنباء فقالت إن قوات النظام اشتبكت مع مسلحي تنظيم الدولة في عدة مواقع بدير الزور وقتلت عددا منهم.

 

ووثقت شبكة شام مقتل وإصابة مدنيين آخرين في إثر غارات للطيران الروسي على بلدات القورية والشحيل وسعلو وبقرص والمريعية والجفرة، وعلى أحياء عدة بمدينة دير الزور.

 

وفي ريف دمشق دارت اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة بمدينة داريا ومنطقة الديرخبية اللتين تعرضتا بالإضافة إلى خان الشيح والزبداني ومضايا وبقين لقصف النظام، مما أدى لسقوط قتيل وعدة جرحى.

 

من جهة أخرى، قالت المعارضة المسلحة إنها سيطرت على قرية الدوحة بمحافظة القنيطرة، مؤكدة سعيها إلى السيطرة على تل كروم القريب من مدينة البعث أهم معاقل قوات النظام هناك.

 

وتدور معارك أيضا في جبل التركمان بـاللاذقية مع تقدم للمعارضة، كما استهدفت المعارضة بلدتي الفوعة وكفريا بعد قصف طال مناطق مدنية مجاورة بريف إدلب، بينما رصد ناشطون وقوع عدة أعمال قصف وغارات في محافظتي حماة وحمص، مما تسبب بمقتل خمسة أطفال في مدينة السخنة.

 

فايننشال تايمز: مخاوف من مواجهة روسية أميركية بالرقة  

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن هناك مخاوف من تحريض روسي أميركي متبادل، قد يصل إلى مواجهة بين البلدين أثناء الجهود التي تتم الآن لتحرير مدينة الرقة.

 

وعلق وليام ووليس على معركة استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة، بأن فيها مخاطرة بتحريض الروس على الأميركيين.

 

وأشار الكاتب -في مقال له بصحيفة فايننشال تايمز- إلى أنه منذ استيلاء التنظيم على المدينة أصبحت هدفا للقوات الجوية الروسية والسورية الحكومية والأميركية والفرنسية والأردنية، ويبدو الآن أنها ستصير مسرحا لقوات برية متعددة.

ويرى ووليس أن تحرك القوات المدعومة من أميركا وروسيا من الشمال والجنوب الغربي باتجاه المدينة، محفوف بالمخاطر الإستراتيجية. وأوضحُ هذه المخاطر هي أن السباق للسيطرة على الرقة يمكن أن ينتهي بتأليب الأميركيين -الذين لديهم قوات خاصة مع قوات الثوار- ضد الروس -الذين يدعمون قوات بشار الأسد- في وقت من المفترض فيه أن يقوم الطرفان بتعزيز السلام عن طريق تسوية سياسية.

 

وبالمثل يمكن أن يغري هذا الأمر الروس بدفع القوات الحكومية لشق طريقها قبل الثوار المدعومين من أميركا، كوسيلة لإهانة الأميركيين في المكان الذي طالما تحدثوا عن المساعدة في استعادته.

 

والأسوأ -كما يقول الكاتب- هو أن يشق الطرفان طريقهما إلى الداخل وينتهي الأمر بمواجهة مباشرة بينهما.

 

وختم الكاتب بأنه بالرغم من التنسيق الظاهري بين الروس والأميركيين، فإن هذا الأمر في حد ذاته له مخاطره، ولا سيما بالنسبة للأميركيين الذين يمكن أن يعرضوا الثقة بين الثوار للخطر إذا كانت هناك شكوك بأنهم على استعداد للتعامل مع القوات الحكومية من أجل المصلحة الكبرى، دحر التنظيم.

 

الإرهابي قاسم سليماني “مستشار” للحكومة العراقية

عمان (الأردن) – نادر المناصير

قال وزير الخارجية العراقي، ابراهيم الجعفري، إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، يعمل مستشاراً عسكرياً لدى حكومة بلاده.

جاء تصريح الجعفري خلال مؤتمر صحفي عقده الاثنين في مقر السفارة العراقية بالعاصمة الأردنية عمان. وأضاف الجعفري أنه ليس أمرا مستغرباً أن يظهر سليماني في جبهات القتال، وآخرها في الفلوجة . وقال إن عناصر تنظيم داعش الموجودين في العراق قدموا من نحو 100 دولة.

إلى ذلك، عزا الجعفري البطء في التقدم بمعارك الفلوجة إلى حرص القوات العراقية على سلامة وحياة المدنيين بالفلوجة.

وقال الجعفري إنه سلم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رسالة من رئيس الوزراء حيدر العبادي، تتعلق بالأوضاع الدائرة حالياً في العراق، وتحمل تأكيداً على مواصلة العمل لمحاربة تنظيم داعش، وتحرير كامل التراب العراقي. وأضاف أن بلاده بحاجة لدعم كبير من الدول العربية والعالمية في حربها على ضد الإرهاب.

وعلى صعيد آخر، دان الجعفري، الهجوم الإرهابي على مكتب المخابرات العامة في البقعة شمال العاصمة عمّان، صباح الاثنين، وأسفر عن مقتل 5 من مرتباته. ووصف الهجوم بالجبان، موضحاً أن الإرهاب لا يتجزأ وهو ذاته الذي يضرب العراق.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني استقبل وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، الاثنين، الذي نقل للملك رسالة من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى مجمل التطورات في العراق.

وشدد الملك على دعم بلاده لمساعي الحكومة العراقية في مواجهة العصابات المتطرفة، مشيداً بما يبذله الجيش العراقي من جهود في التصدي لعصابة داعش الإرهابية ودحرها.

من جهة أخرى، التقى الجعفري نظيره الأردني ناصر جودة وبحث معه العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في العراق والمنطقة.

وأكد وزير الخارجية الأردني على أن بلاده في طليعة الحرب على خوارج العصر والإرهابيين الذين يستهدفون المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن الجهد يجب أن يكون مكثفاً وشاملاً ودولياً في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، وأن الأردن يتعاون دائماً مع مختلف الجهات ذات العلاقة بهذا الإطار.

 

داعش يعدم 19 فتاة حرقاً

العربية.نت

تناقلت عدد من المواقع العراقية خبراً عن قيام تنظيم داعش بإحراق 19 فتاة إيزيدية في الموصل. وفي التفاصيل، أن التنظيم الإرهابي نصب الخميس الماضي أقفاصاً حديدية ووضع في داخلها 19 فتاة إيزيدية وأضرم النيران فيهن، بالطريقة نفسها التي أحرق بها داعش الطيار الأردني معاذ الكساسبة ونشر فيديو لإعدامه حرقا في القفص، في فبراير من العام الماضي.

وقال ما يسمى مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني، الأحد، نقلاً عن شاهد عيان، إن “الإعدام جرى بسبب رفض الفتيات التحوّل إلى جاريات لخدمة المتطرفين”

في حين نقلت مواقع عراقية كردية عن مصادر عراقية محلية، أن داعش أعدم الفتيات حرقاً في براميل معدنية. وأشار موقع ARA News أن 6 عناصر من داعش أقدموا على سكب مادة البنزين على 19 فتاة وامرأة إيزيدية في مدينة الموصل، بعد وضعهن في براميل معدنية، ثم أضرموا النار بهن حتى الموت، بعد أن قاموا بداية بوضعهن في أقفاص وداروا بهن شوارع المدينة.

يذكر أن داعش اجتاح قضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل)، الذي تقطنه أغلبية إيزيدية، في 3 أغسطس عام 2014؛ ما أدى إلى نزوح الآلاف إلى جبل سنجار القريب في وضع إنساني صعب، كما تحدثت تقارير صحفية عن ارتكاب عناصر التنظيم جرائم بشعة بحق الإيزيديين، في مقدمتها القتل والخطف والسبي.

 

قوات بريطانية خاصة تشارك في تشكيل “جيش سوريا الجديد

دبي – قناة العربية

كشفت صحيفة “تايمز” البريطانية عن دور سري تقوم به قوات بريطانية خاصة داخل الأراضي السورية حيث تشارك تلك القوات في ما يعرف بتشكيل “جيش سوريا الجديد” في معاركه ضد تنظيم “داعش” جنوب شرقي البلاد.

فبعد صعود نجم “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أميركياً وقوات “صقور الصحراء” المدعومة روسياً، كشفت الصحيفة معلومات بشأن سير معارك هذه القوات المعارضة التي تتشكل من قوات خاصة سورية انشقت عن قوات النظام وأعيد تشكيلها بمساعدة من البريطانيين، وتضم فصائل سورية معارضة متعددة كانت منضوية تحت الجيش الحر، وقوامها نحو 1000 عنصر، وتضع المنطقة الشرقية في سوريا أولوية لها، هدفها قطع خطوط إمداد “داعش” بين سوريا والعراق.

تقرير “تايمز” أشار لوجود قوات بريطانية خاصة على جبهات القتال في سوريا تعمل إلى جانب جيش سوريا الجديد في قتال “داعش”، وهو ما اعتبر دليلاً على المشاركة المباشرة للقوات الخاصة البريطانية وعدم اقتصار مهامها على تدريب مسلحي المعارضة فقط.

وأضافت الصحيفة أن تلك الاستراتيجية برزت بعد فشل رئيس الوزراء دايفيد كاميرون بإقناع البرلمان بتفويضه شن ضربات جوية ضد النظام في سوريا.

وبحسب الصحيفة، تسيطر تلك القوات على معبر التنف الحدودي الذي يبعد نحو 200 كيلومتر عن مدينة تدمر، والذي يقع في منطقة استراتيجية بالقرب من الأردن والعراق، حيث قامت القوات بإعادة بناء تحصيناتها الدفاعية هناك بعد تمكن التنظيم من تدمير بنية المعبر الأساسية أثناء احتلاله في مايو من العام الماضي، قبل أن تستعيد قوات “جيش سوريا الجديد” السيطرة عليه.

ولا يوجد تأكيد رسمي على هذا التقرير حتى الآن وذلك لأن الحكومة البريطانية غالبا ما ترفض التعليق على أي دور لقواتها الخاصة خارج حدود البلاد كما هي الحال في سوريا أو في ليبيا.

 

قوات سوريا الديمقراطية تتأهب لـ”اقتحام” مدينة منبج الشمالية

أفراد الدفاع المدني يبحثون عن ناجين بعد القصف الذي تعرضت له مناطق حلب

أفادت مواقع كردية بأن “قوات سورية الديمقراطية” انتشرت على ثلاثة محاور في محيط منبج: محور سد تشرين، ومحور قراقوزاك، ومحور الجبال المطلة على الفرات حيث توقعت بعض المصادر اقتحام القوات لمنبج خلال اليومين القادمين.

وكانت قوات سورية الديمقراطية قد سيطرت صباح الاثنين على قريتي ‏الريفية وعظام الواقعتين غرب ‏نهر الفرات بريف مدينة منبج الجنوبي.

ويصل بذلك مجموع ما سيطرت عليه تلك القوات إلى أكثر من 42 قرية وبعض النقاط الإستراتيجية منذ إعلان حملة السيطرة على المدينة الأسبوع الماضي، مؤكدة أن القوات باتت على مسافة كيلو متر واحد.

وقد شن تنظيم “الدولة الإسلامية” هجوماً معاكساً على قرية أم عظام ومحيطها بريف منبج، في محاولة لاستعادة السيطرة عليها، وأفادت تقارير بوقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين خلال الاشتباكات.

غارات جوية

وأغار الطيران الحكومي فجر الثلاثاء على بلدات في الريف الشمالي لحلب، وعلى طريق الكاستيلو والملاح ومخيم حندرات شمال حلب، بحسب مصادر المعارضة.

واستهدفت الغارات الحكومية – بحسب المصادر – بلدات كفر حمرة وعندان وحريتان في الريف الشمالي، وفي ريف حلب الجنوبي أغار الطيران الحكومي على محيط قرية الحميرة، وفي مدينة حلب نفذت طائرات حربية عدة غارات على دوار جسر الحج وحيي الصاخور والمرجة.

وتقارير تفيد بأن قوات كردية تنتشر على عدة محاور في محيط منبج تمهيدا لاقتحامها خلال اليومين القادمين.

وأحبطت القوات الحكومية في بادية حماة الشرقية – خلال تقدمها نحو الطبقة فالرقة – محاولة التفاف لمسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة إثريا – الشيخ هلال وقطعت الطريق الدولية، مكبدة إياه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بحسب بيان عسكري.

وأمَّنت قوات الحكومة الطريق بشكل كامل من حلب إلى خناصر فإثريا فسلمية، وتمكنت من السيطرة على نقطة تقاطع “الرصافة” ومخفر شرطة الطرق العامة على الطريق الدولي الرقة حلب، لتصبح بذلك على بعد 18 كيلو متراً من تقاطع مدينة الطبقة.

وذكر مصدر عسكري أن “الطيران الحربي السوري نفذ الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء طلعات جوية على غرب مفرق الرصافة” في ريف الرقة الجنوبي الغربي.

وكانت القوات الحكومية خلال العملية العسكرية التي بدأتها الخميس الماضي بإسناد جوي سوري روسي قد سيطرت على عقدة طرق زكية/مفرق دير حافر وعلى جبال أبو الزين ومنطقة المسبح و قرى أبو العلاج وبير امباج وبير زيدان ومفرق الحباري وعدد من التلال في منطقة إثريا.

دير الزور

ونفذ الطيران الحكومي فجر الثلاثاء أيضا غارات على تجمعات وتحصينات التنظيم، بحسب مصدر عسكري، و”دمر معملا لتفخيخ السيارات في قرية الشولا” جنوب غرب مدينة دير الزور بنحو 30 كم.

كما أسفرت الغارات الحكومية عن تدمير عشرات العربات المصفحة والمزودة برشاشات جنوب المطار العسكري وقريتي البغيلية وعياش” غرب مدينة دير الزور. ودمرت أيضا عددا من الآليات لمسلحي التنظيم في محيط حاجز البانوراما وفي محور جبل الثردة ومنطقة حويجة صكر.

وقد شن الطيران الحربي عشرات الغارات على تجمّعات التنظيم في أحياء الصناعة التكايا العرضي الكنامات الحويقة الجبيلة ومحيط جسر السياسية بالمدينة. ومناطق المريعية والجفرة ومدخل المدينة الجنوبي وعلى بلدة “بقرص وبادية سعلو” وبلدتي “الشحيل والعشارة” بريف دير الزور.

 

الجيش السوري وقوات تدعمها واشنطن يتقدمان بشكل منفصل ضد الدولة الإسلامية

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية السورية مدعومة بغطاء جوي روسي صارت على بعد نحو 25 كيلومترا من بلدة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الرقة يوم الثلاثاء في وقت أفادت فيه وسائل إعلام حكومية بشن ضربات جوية ضد الجهاديين في المنطقة.

 

وقال متحدث باسم قوات مدعومة من الولايات المتحدة لرويترز إن القوات في حملة منفصلة متزامنة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا استعادت مناطق جديدة كان استولى عليها التنظيم بالقرب من مدينة منبج في محافظة حلب. وقال المرصد إن هذه القوات صارت على بعد كيلومترين من المدينة التي يسيطر عليها التنظيم.

 

وبدأت العمليتان الأسبوع الماضي في مواجهة التنظيم بمناطق تمثل لوجوده في سوريا أهمية استراتيجية كبرى.

 

وتتزامن العمليتان كذلك مع هجوم للجيش العراقي ضد التنظيم في مدينة الفلوجة وهي معقل للتنظيم بالقرب من العاصمة بغداد. وتمثل الهجمات المتزامنة بأعداد كبيرة من القوات على جبهات مختلفة واسعة النطاق ضغطا كبيرا على تنظيم الدولة الإسلامية لم يواجهه منذ إعلانه الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا قبل عامين.

 

وقال المرصد ووسائل إعلام موالية للحكومة السورية إن تقدم الجيش السوري غير المعلن نحو الرقة يستهدف بشكل مبدئي بلدة الطبقة التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم.

 

وتمثل محافظة الرقة قاعدة رئيسية لعمليات التنظيم وهي مقر لمدينة الرقة التي يعتبرها التنظيم عاصمة له.

 

وقالت قناة الإخبارية السورية الرسمية يوم الثلاثاء إن القوات الجوية السورية استهدفت مواقع للتنظيم المتشدد في الطبقة ما أسفر عن تدمير عدد من المركبات المزودة بمدافع آلية.

 

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش السوري. لكن مصدرا عسكريا قال لرويترز يوم الاثنين إن الجيش تقدم نحو أطراف محافظة الرقة حيث يمكنه التحرك باتجاهات متعددة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ونقل المرصد عن نشطاء ميدانيين تابعين له أن التنظيم نقل أسلحة ومقاتلين من مدينة الرقة إلى بلدة الطبقة.

 

وتهدف الحملة المنفصلة المدعومة من الولايات المتحدة والتي بدأت الأسبوع الماضي إلى طرد مقاتلي التنظيم من آخر موطئ قدم لهم على الحدود السورية التركية وقطع الطريق الرئيسي الذي يربطهم بالعالم الخارجي ويجلب لهم مكاسب مادية ومقاتلين.

 

وتقاتلهم على الأرض قوات سوريا الديمقراطية المشكلة من تحالف يضم وحدات حماية الشعب الكردية وجماعات عربية موالية لها. وثبت أن هذه القوات تشكل أول قوة قتالية ذات تأثير دعمتها واشنطن على مدار خمسة أعوام من الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا.

 

وقال شرفان درويش المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج الذي هو أيضا جزء من القوات التي تدعمها الولايات المتحدة إن القوات تتقدم على كل جبهات القتال.

 

وتواصل الولايات المتحدة بإصرار رفضها لفكرة الشراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتقول إنه يجب عليه أن يترك السلطة. واتهم بعض المعارضين للأسد وحدات حماية الشعب الكردية بالتنسيق مع القوات الحكومية وهو ما ينفيه الأكراد.

 

(إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى