أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 07 نيسان 2015

 

مجلس الأمن يدعو إلى «ممر آمن» في اليرموك

موسكو – رائد جبر – غزة – فتحي صباح – بيروت، نيويورك، لندن – «الحياة»، أ ف ب –

 

عقد مجلس الأمن جلسة مشاورات لبحث أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك جنوب دمشق. ودعا أعضاء المجلس إلى «حماية المدنيين في المخيم وضمان الوصول الإنساني بما في ذلك المساعدة في إنقاذ الأرواح، وضمان المرور الآمن لإجلاء المدنيين». ودان أعضاء المجلس «الجرائم التي يرتكبها داعش وجبهة النصرة ضد 18 ألف مدني في المخيم»، ودعوا إلى معاقبة التنظيم والجبهة.

 

وحقق مقاتلو «الجيش الحر» تقدماً جزئياً في ريف درعا جنوب البلاد، وخطف مقاتلون إسلاميون 300 كردي شمال سورية، أفيد مساء أنهم أطلقوا. وسادت نقاشات ساخنة وخلافات بين المعارضين السوريين في الجلسة الأولى لـ «منتدى موسكو» قبل لقائهم وفد النظام غداً. (للمزيد)

 

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن «الاشتباكات تجدَّدت بين مقاتلي أكناف بيت المقدس وفصائل إسلامية داعمة لهم من طرف، وتنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر في مخيم اليرموك، الذي يشهد منذ أيام اشتباكات بين الطرفين». ولفت إلى استمرار القصف لليوم الثاني على المخيم بعد إلقاء الطيران المروحي 13 «برميلاً متفجراً» على المخيم.

 

في نيويورك، عقد مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة بطلب من رئيسة المجلس للشهر الجاري مندوبة الأردن السفيرة دينا قعوار لبحث الوضع المأسوي في اليرموك، واستمع الى إحاطة من المفوض العام لـ «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) لإجلاء ١8 ألف شخص من المخيم. وقال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن على المجلس أن «يتحمل مسؤولياته لتوفير ممرّات آمنة» وعلى كل الدول «توفير أماكن آمنة لأبناء المخيم الفلسطيني» لئلا يتعرّضوا إلى «إبادة أو قتل جماعي». ولفت إلى أن ١٥٠ ألفاً كانوا في المخيم وأصبحوا الآن ١٨ ألفاً أُخرِج ألفان منهم. وشكر منصور الأردن لـ «جهود استصدار قرار أو بيان يمكّن أونروا من توفير الممرات الآمنة وحض الدول على توفير أماكن آمنة للمحاصرين في المخيم».

 

في غزة، نظّم نواب حركة «حماس» في المجلس التشريعي في حضور قياديين من فصائل مختلفة، وقفة تضامنية مع اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك.

 

وفي جنوب البلاد، أكد «المرصد» أن مروحيات النظام السوري ألقت 21 «برميلاً» متفجّراً على بلدتي زمرين وسملين في ريف درعا الشمالي الغربي، وأشار إلى «مقتل سبعة مواطنين بينهم سيدة و4 أطفال نتيجة قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجّرة على مناطق في مدينة بصرى الشام بريف درعا» بين دمشق والأردن. وأفادت «الهيئة السورية للإعلام» المعارضة، بأن «الثوار أسقطوا طائرة حربية من نوع ميغ في قرية جدية بصاروخ حراري واستطاعوا التقدُّم في بلدة كفر شمس والسيطرة على حاجزين للنظام». وأعلنت مؤسسة «المنارة البيضاء» التابعة لـ «جبهة النصرة»، تمكُّن عناصر الجبهة من «تحرير الحاجز الجنوبي في بلدة كفر شمس.

 

سياسياً، بدأت المناقشات في «منتدى موسكو»، في حضور 34 شخصية معارضة وسط أجواء خلافات على طريقة توجيه الدعوات، إذ اعترض بعضهم على دعوة معارضين وتجاهل آخرين. كما دارت مناقشات ساخنة حول القضايا الأساسية المطروحة للنقاش بموجب الدعوة الروسية التي أبرزت الملفات الإنسانية ومسألة مكافحة الإرهاب. وانقسمت الآراء بين طرفين، اعتبر أحدهما أن «الملفات الإنسانية تحظى بأولوية، خصوصاً ما يتعلق بملف المعتقلين وإجراءات بناء الثقة»، فيما ركّز طرف آخر على «أهمّية التأكيد على القاعدة السياسية للحوار مع ممثلي النظام، الممثلة في بيان جنيف-1».

 

وقال لـ «الحياة» رئيس «هيئة التنسيق» حسن عبد العظيم، إن «الحديث عن أُسس التفاوض سابق لأوانه، ولا بد من تهيئة الأجواء الإنسانية وتوسيع الحاضنة الشعبية والإقليمية والدولية للشروع في الحوار السياسي».

 

وعلى رغم الخلافات الظاهرة على إقرار جدول أعمال للحوار، لم تستبعد الأطراف الحاضرة التوصُّل إلى ورقة عمل مشتركة لتقديمها غداً أمام وفد النظام «تُركّز على القضايا الإنسانية وتتناول ملفات المعتقلين وإجراءات بناء الثقة وتقويم الوضع الميداني، واستفحال ظاهرة الإرهاب وتمدده في الأراضي السورية»، وفق المصادر المطّلعة.

 

روسيا تستضيف محادثات في شأن سورية

موسكو – رويترز

 

استضافت روسيا محادثات بين الحكومة السورية وشخصيات في المعارضة اليوم (الاثنين)، لكن الائتلاف المعارض الرئيس لم يشارك فيها، ومن غير المتوقع إحراز تقدم كبير بإتجاه إنهاء الصراع في سورية.

وقال مبعوثون إنهم يتوقعون أن يركز الإجتماع الذي يستمر أربعة أيام على الشؤون الإنسانية وإن الهدف هو إلى حد كبير بناء الثقة بعد أربع سنوات من الحرب التي قتل فيها أكثر من 220 ألف شخص في سورية.

 

وقاطع الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب ومقره اسطنبول الإجتماع، وقال إنه لن يشارك إلا إذا أدت المحادثات إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن “موسكو ما زالت تأمل في تنفيذ الإتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف في حزيران (يونيو) 2012″، وأشار إلى أنه يجب عدم التهويل بشأن غياب جماعة للمعارضة عن المحادثات.

 

وأضاف بعد محادثات مع وزير خارجية مدغشقر أنه “سفكت دماء كثيرة فعلاً في سورية وكان هناك العديد من البدايات الخاطئة، لذا يجب ألا ننقاد وراء حقيقة أن أحدهم أعلن جماعة معارضة هي الجماعة الرئيسة وجعل هذا هو الأساس لمحاولة الوصول إلى نتيجة.”

وكانت وثيقة وضعت مسودتها في مؤتمر جنيف العام 2012 ووافقت عليها واشنطن وموسكو دعت إلى تشكيل هيئة حكومية انتقالية بموافقة الطرفين.

 

وذكرت وكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء أن “بشار الجعفري مندوب سورية لدى الأمم المتحدة يترأس وفد الحكومة السورية في المحادثات بموسكو”.

 

وأضافت أن “قائمة المشاركين تشبه نظيرتها في الجولة الأولى من المشاورات في العاصمة الروسية في كانون الثاني (يناير) والتي لم تسفر عن انفراجة”.

 

وحضر أكثر من 30 ممثلا لجماعات مختلفة الإجتماع السابق ومعظمهم ينتمون الى جماعات إما موالية للأسد أو ترى أن من الضروري العمل مع دمشق لمواجهة صعود تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

وتقول روسيا أكبر داعم دولي للأسد في الحرب الأهلية إنه يجب أن تكون لمحاربة الإرهاب في سورية الأولوية القصوى الآن، ودعت المعارضة إلى العمل مع الأسد لتحقيق هذا الهدف.

 

أوباما يتعهّد مواجهة الدور الإيراني «المزعزع للاستقرار» في الشرق الأوسط

واشنطن – أ ف ب

 

تعهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن تواصل الولايات المتحدة التعاون مع شركائها لمواجهة النشاطات الإيرانية «المزعزعة للاستقرار» في الشرق الأوسط، وذلك بعد أيام على التوصل إلى اتفاق إطار حول البرنامج النووي الإيراني.

 

وخلال مكالمة هاتفية مع سلطان عُمان قابوس بن سعيد، وعد أوباما بـ«العمل مع عُمان وشركاء إقليميين آخرين لمواجهة النشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة».

 

وتتهم دول عربية عدة إيران بتأجيج النزاعات في المنطقة، وبالسعي إلى توسيع رقعة نفوذها، عبر حلفائها المحليين في سورية والعراق ولبنان واليمن.

 

والأسبوع الماضي، أعلن أوباما نيته الاجتماع مع قادة دول الخليج العربية في منتجع كامب ديفيد، في قمة تبحث تعزيز التعاون، ومحاولة حلّ النزاعات في الشرق الأوسط.

 

مجلس الأمن يُطالب بـ”ممر آمن” لإخراج المدنيين من مخيَّم اليرموك

نيويورك – علي بردى

طالب أعضاء مجلس الأمن بـ”ممر آمن” لإجلاء المدنيين من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك قرب دمشق، محذراً من اتخاذ “اجرءات إضافية” لتوفير الحماية لهؤلاء بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على المخيم خلال الأيام المقبلة.

 

وهذه المرة الأولى يتفق الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن على ضرورة توفير “ممر آمن” لسكان مدنيين في اطار الحرب السورية المتواصلة منذ أكثر من أربع سنوات.

وتلت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأردنية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة دينا قعوار “عناصر بيان للصحافة” جاء فيها أن الأعضاء عبروا عن “قلقهم العميق” من “الوضع الخطر” في مخيم اليرموك. ونددوا “بأشد العبارات” بـ”الجرائم الخطيرة” التي يرتكبها تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” في حق 18 ألفاً من المدنيين في المخيم، مشددين على “الحاجة الى أن لا تبقى جرائم كهذه من دون عقاب”.

ودعا أعضاء المجلس الى “حماية المدنيين في المخيم، وضمان ايصال المساعدات الإنسانية الى المنطقة من طريق توفير المساعدة التي تحفظ الحياة، وضمان الممر الآمن والإجلاء للمدنيين”. ورحبوا بجهود وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى “الأونروا” في “حماية اللاجئين الفلسطينيين ومساعدتهم”، داعين الى امداد “الأونروا” بـ”الموارد الضرورية للقيام بمهمتها في سوريا”.

 

رسالة دعم أميركية نقلها إلى المسؤولين بلينكن: لا مكان لنظام الأسد الوحشي

في بيان مكتوب أدلى به من المصيطبة حيث إلتقى رئيس الحكومة تمام سلام، أكد نائب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن دعم بلاده للبنان ولمؤسساته العسكرية، مجدداً الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية، ومشدداً على ضرورة مواجهة الارهاب والتنظيمات الارهابية. وهاجم “حزب الله” الذي “يبقي نظام الديكتاتور الأسد ويطيل أمد الازمة”.

 

وقال: “عرضنا الاتفاق بين مجموعة 1+5 وايران حول البرنامج النووي الايراني والصراعات في سوريا واليمن ومستقبل سلام الشرق الأوسط”.

وأضاف: “تحدثنا عن جهود مواجهة عنف المتطرفين والقضاء على تهديد “داعش” وغيرها لنا. وهذا لا يتطلب ردا عسكريا فحسب، بل انخراطا عالميا لعكس اتجاه دعاية الجماعات المتطرفة وتمويلها وتدفق المقاتلين الاجانب. كما يتطلب التوصل إلى أولئك الذين قد يكونون قابلين للتجاوب مع نداء التطرف العنيف، والعمل على وضع استراتيجيات لمنعهم من الانضمام الى تلك الجماعات. ولبنان شريك قوي في هذه الجهود. لذلك قمنا بالتعجيل في وتيرة مساعداتنا له”.

وتابع: “نريد أن نساعد في تعزيز مؤسسات الدولة والقادرة على تأمين حدودها، وفقا لقرار مجلس الأمن 1701، وإعلان بعبدا، ونستمر في دعم الأجهزة الأمنية، ومساعداتنا الأمنية بلغت أكثر من مليار دولار مدى السنوات التسع الماضية، وهي تعزز قدرات الحكومة على حماية اللبنانيين، وهزيمة المتطرفين، وتأمين الحدود. عندما وضعت أحداث الخريف الماضي في عرسال تحديا جديدا أمام قواتكم الامنية، ردّت الولايات المتحدة بمساعدة عملية وسنواصل القيام بذلك”.

وأكد التزام بلاده “المساعدة في إحداث تحول سياسي في سوريا يؤدي إلى تشكيل حكومة تضم الجميع وتؤمن مستقبلاً من الحرية والكرامة والأمن للشعب السوري. والكرامة لا يمكن أن تتحقق إذا بقي الديكتاتور الحالي الذي يقصف شعب سوريا بالغاز والبراميل. وكما أكد وزير الخارجية كيري، إن ديكتاتورا وحشيا مثل الأسد لا مكان له في هذا المستقبل.

وفي هذا الصدد، إن دعم حزب الله للأسد – بل في الواقع شريان الحياة الذي يقدمه – لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع والمعاناة، ويقدم لداعش أداة لتجنيد المقاتلين، ويدفع باللاجئين للفرار إلى لبنان. إن أعمال حزب الله في سوريا سيئة لشعبيّ سوريا ولبنان.

إن حكومتنا تدعم عمل الحكومة والمجتمع لإستيعاب اللاجئين، ونحن ملتزمون تقديم الدعم لهم، وللمجتمعات المضيفة. ونبقى أكبر جهة مانحة بعد تقديم نحو 800 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للبنان”.

ورأى انه “لا يمكن مواجهة التحديات التاريخية مع كرسي فارغ. فانتخاب رئيس لن يحل جميع المشاكل، إنما سيكون بمثابة خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح، والى أن يُملأ هذا الكرسي، لن يتمكن لبنان من اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بالسياسات، من شأنها العمل على تحسين حياة شعبه.

وحضّ “زعماء لبنان على ألا ينظروا خارج وطنهم من أجل حل للجمود الرئاسي، بل العمل على حل من الداخل، والأصوات المسؤولة في المجتمع الدولي ستدعمكم. ولكن اذا لم يتم، وحتى اختيار رئيس، فإن الوضع لن يؤدي الا الى تعميق تآكل المؤسسات السياسية”.

وجدّد دعوة “البرلمان الى انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن، وفقا للدستور والميثاق الوطني. إن انتخاب الرئيس هو قرار يعود اتخاذه كليا الى اللبنانيين، ولكن عليهم أن يتخذوه، والذين يعرقلون تأمين النصاب البرلماني ينبغي أن يخضعوا للمساءلة العامة”.

وكان بلينكن التقى رئيس المجلس نبيه بري، ثم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فقائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة.

وكان رئيس اللقاء “الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط استقبله في دارته مساء الأحد في حضور هيل وأركان السفارة وحضر تيمور جنبلاط، والوزيران وائل ابو فاعور، وأكرم شهيب، والنائبان مروان حماده وغازي العريضي، والنائب السابق غطاس خوري، ونائب رئيس الحزب دريد ياغي.

وإستبقى جنبلاط ضيوفه إلى العشاء.

 

بدء جولة جديدة من المحادثات بين المعارضة السورية والنظام في موسكو “جبهة النصرة” خطفت 300 كردي و”داعش” فجّر كنيسة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

استضافت روسيا محادثات بين الحكومة السورية وشخصيات في المعارضة، لكن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” لم يشارك فيها، ومن غير المتوقع إحراز تقدم كبير في اتجاه إنهاء الصراع في سوريا. وأفاد مسؤول كردي أن “جبهة النصرة”، الجناح السوري لتنظيم “القاعدة”، خطفت 300 كردي في شمال سوريا.

 

قال مبعوثون إنهم يتوقعون أن يتركز الاجتماع السوري في روسيا والذي يستمر أربعة أيام على الشؤون الإنسانية، وإن هدفه هو إلى حد كبير بناء الثقة بعد أربع سنوات من الحرب التي قتل فيها أكثر من 220 ألف شخص في سوريا.

وقاطع الائتلاف الوطني، ومقره اسطنبول، الاجتماع، قائلاً إنه لن يشارك إلا إذا أدت المحادثات إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو لا تزال تأمل في تنفيذ الاتفاقات التي أمكن التوصل إليها في جنيف في حزيران 2012، مشيرا الى أنه يجب عدم التهويل بغياب جماعة للمعارضة عن المحادثات. وقال بعد محادثات مع وزير خارجية مدغشقر: “سفكت دماء كثيرة في سوريا، وكان هناك الكثير من البدايات الخاطئة.. لذا يجب ألا ننقاد وراء حقيقة أن أحدهم أعلن أن جماعة معارضة هي الجماعة الرئيسية، وجعل هذا الامر اساساً لمحاولة التوصل إلى نتيجة”.

ويدعو بيان جنيف الذي وضع في مؤتمر جنيف 2012 ووافقت عليه واشنطن وموسكو، إلى تأليف هيئة حكومية انتقالية بموافقة الجانبين.

وأفادت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة للأنباء أن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري يرأس وفد الحكومة السورية في محادثات موسكو، وأن قائمة المشاركين تشبه نظيرتها في الجولة الأولى في العاصمة الروسية في كانون الثاني والتي لم تسفر عن انفراج.

وقال المعارض السوري البارز لؤي حسين الذي يرأس تيار “بناء الدولة” السبت انه ممنوع من السفر الى موسكو لرفض دمشق رفع الحظر المفروض عليه منذ اطلاقه في 25 شباط.

وأعلن عضو المكتب التنفيذي لـ”هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي” يحيى عزيز ان على رأس جدول أعمال الوفد في موسكو “البحث في الملف الانساني، ومن الناحية السياسية البحث في مخرجات من اجل احياء مؤتمر جنيف”.

وتحدث ديبلوماسي عربي مواكب للاجتماعات عن سعي روسيا الى ضمان مشاركة المعارضة الجديدة في مفاوضات مع النظام في موسكو في المستقبل القريب، “لكن مصير الاسد يبقى القضية الاساسية”.

وأواخر كانون الثاني الماضي، شارك في المحادثات في موسكو نحو 30 معارضاً، بينهم ممثلون لـ”هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي”، ووفد من دمشق. ولم يتح اللقاء احراز تقدم ملموس في ما عدا توقيع اتفاق على اجراء مفاوضات جديدة ونص اطلق عليه اسم “مبادئ موسكو”، يتضمن سلسلة من النقاط الغامضة.

 

خطف وتبادل أسرى

في غضون ذلك، كشف المسؤول في منطقة كوباني إدريس ناسان أن رجالاً أكراداً خطفوا مساء الاحد، بينما كانوا في طريقهم من بلدة عفرين إلى مدينتي حلب والعاصمة دمشق، مضيفاً أن الخاطفين تركوا النساء والأطفال وأخذوا 300 من الرجال والشبان.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقرا له أن إسلاميين متشددين ومقاتلين موالين للحكومة السورية تبادلوا أسرى، في خطوة نادرة إذ أطلق الإسلاميون 25 شخصا بين نساء وأطفال مقابل أحد قادتهم. وقال إن الإسلاميين كانوا خطفوا عشرة أطفال و15 امرأة قبل أكثر من سنة في بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين بمحافظة حلب. وأضاف أن الاتفاق حصل بين جماعة “جيش المجاهدين” الإسلامية المتشددة وجماعة موالية للحكومة، وأن “وحدات حماية الشعب” الكردية توسطت فيه.

ولم تورد وسائل الاعلام الرسمية السورية شيئا عن تبادل الأسرى.

الى ذلك، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” إن مسلحين من “الدولة الإسلامية” فجروا كنيسة يعود تاريخها إلى 80 سنة في محافظة الحسكة الأحد أثناء الاحتفالات بعيد الفصح. وأوضحت أن المتشددين زرعوا متفجرات داخل كنيسة السيدة العذراء في قرية تل نصري جنوب تل تمر غرب مدينة الحسكة، وهي قرية آشورية في منطقة تقاتل فيها فصائل مسيحية وكردية تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

اليرموك

والاحد، صرح رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق انور عبد الهادي أن 400 عائلة اي ما يقارب ألفي شخص، تمكنت من مغادرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، بعد سيطرة “الدولة الاسلامية” على اجزاء واسعة منه. وقال: “فتحنا معبراً آمنا من بيت سحم والبلدية وتمكنا يومي الجمعة والسبت بمساعدة الحكومة ومنظمات اغاثة من اخراج نحو 400 عائلة أي ما يقارب الفي شخص الى حي الزاهرة” المجاور والخاضع لسيطرة قوات النظام.

بينما قال الناطق باسم وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الاونروا” كريس غينيس ان “94 مدنياً، بينهم 43 امرأة و20 طفلا، تمكنوا من الهرب من المخيم صباح الاحد بعد اشتباكات عنيفة ليلا”. وهذه المرة الاولى يجلى مدنيون عن مخيم اليرموك منذ اقتحمه الاربعاء الماضي مقاتلو “الدولة الاسلامية” الذين خاضوا اشتباكات عنيفة ضد مقاتلين فلسطينيين وتمكنوا في اليومين الاخيرين من السيطرة على أجزاء واسعة من المخيم.

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحد الى “ايجاد حل لحماية” سكان المخيم الذين قال انهم “يدفعون ثمن حروب واعتداءات لا علاقة لهم بها”.

 

انطلاق مفاوضات «موسكو 2»: التركيز على القضايا الإنسانية

بدأت في موسكو، أمس، مفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة، في محاولة روسية جديدة للتقريب بين الطرفين.

وبحسب مصدر في الوفد الحكومي السوري، فان المعارضة اجتمعت وحدها أمس، ومن ثم تلتقي الروس اليوم قبل أن تجتمع بالوفد الحكومي غدا بإشراف موسكو، على أن يختتم المؤتمر الخميس. وقال إن «الفكرة الأساسية هذه المرة هي التوصل إلى اتفاق على برنامج محدد لمتابعة المفاوضات».

وسيركز لقاء «موسكو 2» على القضايا الإنسانية، بعد فشل إحراز تقدم على الجبهة السياسية منذ الجولة الأولى من اللقاءات التي عقدت في كانون الثاني الماضي وانتهت دون نتائج ملموسة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي، إن «موسكو لا تضع حدوداً زمنية لعملية تسوية الأزمة السورية»، مؤكداً «ضرورة الانطلاق من الواقع في سياق هذه الجهود السلمية».

وأشار إلى «توسع دائرة المشاركين في لقاءات موسكو الخاصة بالتسوية السورية، بالمقارنة مع الجولة السابقة من اللقاءات». وقال «يشارك في اللقاءات الراهنة عدد أكبر من ممثلي مجموعات المعارضة السورية بالمقارنة مع لقاءات كانون الثاني، ولا يسرنا أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفض من جديد إرسال ممثليه إلى موسكو، لكن ذلك لا يعني إشارة إلى رفض جهودنا، بل يبدو أن لدى (قيادة الائتلاف) اعتبارات خاصة».

وتابع لافروف «نحن لا نضع أية أطر زمنية صارمة، فبعد إراقة الدماء في سوريا على هذا النطاق الهائل، وكل المحاولات الفاشلة لإطلاق عمليات (التسوية)، علينا أن ننطلق، ليس من قرار طرف ما تعيين مجموعة واحدة من المعارضة (السورية) كمجموعة رئيسية، بل من الواقع، وعلينا أن نحقق ما اتفقنا عليه في حزيران العام 2012 وما سُجّل في بيان جنيف، أي ضرورة إشراك ممثلي كافة أطياف المجتمع السوري في الحوار السوري الشامل».

وطلبت المعارضة مساعدة موسكو لتمكين رئيس «حزب بناء الدولة السورية» لؤي حسين المشاركة في المؤتمر، لكن السلطات السورية منعته من السفر، حيث من المقرر أن يحاكم طليقاً بتهمة «إضعاف الشعور القومي».

ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن معارضين قولهم إن «لؤي حسين أبدى رغبة بالمشاركة في لقاء موسكو 2، إلا أن النظام منعه من السفر، وقد طلبنا مع عدد من مشاركي اللقاء، من الجانب الروسي التدخل للسماح له بالسفر إلى موسكو للمشاركة في اللقاء».

وقال نائب المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطنية» عارف دليلة، في مقابلة مع وكالة «ايتار تاس»، إن «المعارضة الداخلية تطالب بالعودة إلى عملية جنيف التفاوضية، وذلك من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة». وأكد أن «هيئة التنسيق كانت دائما ضد الحرب والتدخل الأجنبي»، مشدداً على «ضرورة بذل كل الجهود لوقف الحرب والدمار في البلاد، إضافة إلى الإفراج عن جميع المسجونين وضمان حقوق الإنسان».

(«سبوتنيك»، «روسيا اليوم»،

ا ف ب، رويترز)

 

لافروف: روسيا لا تضع حدودا زمنية لعملية التسوية السورية

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لا تضع حدودا زمنية لعملية تسوية الأزمة السورية، مؤكدا على ضرورة الانطلاق من الواقع في سياق هذه الجهود السلمية.

وأشار الوزير في مؤتمر صحفي بموسكو الاثنين 6 أبريل/نيسان، إلى توسع دائرة المشاركين في لقاءات موسكو الخاصة بالتسوية السورية، بالمقارنة مع الجولة السابقة من اللقاءات والتي جرت بالعاصمة الروسية في يناير/كانون الثاني الماضي.

 

وقال: “يشارك في اللقاءات الراهنة عدد أكبر من ممثلي مجموعات المعارضة السورية بالمقارنة مع لقاءات يناير، ولا يسرنا أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفض من جديد إرسال ممثليه إلى موسكو، لكن ذلك لا يعني إشارة إلى رفض جهودنا، بل يبدو أن لدى (قيادة الائتلاف الوطني) اعتبارات خاصة”.

 

وأردف قائلا: “نحن لا نضع أية أطر زمنية صارمة، فبعد إراقة الدماء في سوريا على هذا النطاق الهائل، وكل المحاولات الفاشلة لإطلاق عمليات (التسوية)، علينا أن ننطلق ليس من قرار طرف ما تعيين مجموعة واحدة من المعارضة (السورية) كمجموعة رئيسية، بل من الواقع، وعلينا أن نحقق ما اتفقنا عليه في يونيو/حزيران عام 2012 وما سُجّل في بيان جنيف،  أي ضرورة إشراك ممثلي كافة أطياف المجتمع السوري في الحوار السوري الشامل”.

 

هذا وقد انطلق في موسكو الاثنين 6 أبريل/نيسان منتدى تشاوري بشأن سوريا في جولته الثانية، وذلك بمشاركة وفد حكومي وممثلين عن أطياف المعارضة، بغياب الائتلاف السوري المعارض.

تعليق مراسلنا في موسكو

 

حمو: الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا ومن يراهن على الحلول العسكرية فهو واهم

 

نمرود سليمان: الحوار هو الأمل لإنقاذ ما تبقى من سوريا

 

سمير العيطة: هناك تطور في مستوى تمثيل المعارضة السورية في مؤتمر موسكو التشاوري

 

وستستمر المشاورات المغلقة، التي أرسلت عشرات الدعوات للمشاركة إليها، حتى الخميس، كما ستختلف هذه الجولة عن الجولة الأولى من حيث جدول الأعمال المثبت مسبقا.

 

وطلب الجانب السوري المعارض مساعدة روسيا في تمكين المعارض لؤي حسين من الحضور، وهو رئيس حزب بناء الدولة السورية الذي جرى الإفراج عنه منذ فترة قريبة من السجن، إلا أنه منع من السفر خارج سوريا، ومن المقرر أن يصدر في 29 أبريل/نيسان الجاري حكم عليه بتهمة “إضعاف الشعور القومي”.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن معارضين قولهم إن “لؤي حسين أبدى رغبة بالمشاركة في لقاء “موسكو – 2″ إلا أن النظام منعه من السفر، وقد طلبنا مع عدد من مشاركي اللقاء، من الجانب الروسي التدخل للسماح له بالسفر  إلى موسكو للمشاركة في اللقاء”.

 

هذا وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن هذه المشاورات تعكس “الخط الثابت للاتحاد الروسي من حيث عدم وجود بديل عن تسوية الأزمة سياسيا ودبلوماسيا بالطرق السلمية”.

 

يذكر أن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري سيترأس وفد الحكومة السورية.

 

وكان اللقاء الأول عقد أواخر يناير/كانون الثاني الماضي وانتهى باتفاق وفدي الحكومة والمعارضة على مبادئ تضمنت عشر نقاط سميت بمبادئ موسكو.

 

وأبرز هذه النقاط الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وحل الأزمة بطرق سياسية، بناء على مبادئ بيان جنيف الأول، وعدم قبول أي تدخل خارجي، ورفض أي وجود عسكري أجنبي على الأراضي السورية.

 

المعارضة الداخلية تدعو إلى العودة إلى عملية جنيف

 

من جانبه، أعلن نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية عارف دليلة أن المعارضة الداخلية في بلاده تطالب بالعودة إلى عملية جنيف التفاوضية، وذلك من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وعشية اللقاء التشاوري في موسكو أشار دليلة لوكالة “تاس” إلى أن الأزمة السورية تحولت إلى قضية دولية مزمنة وشديدة التعقيد لكن لا شيء تم تنفيذه لوقف هذه الأزمة.

 

وأكد دليلة أن هيئة التنسيق الوطنية كانت دائما ضد الحرب والتدخل الأجنبي، لكنه أشار إلى أن القوى التي تدخلت في الشؤون السورية كانت مهتمة باستمرار الحرب.

 

وشدد القيادي السوري المعارض على ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لوقف الحرب والدمار في البلاد، إضافة إلى الإفراج عن جميع المسجونين وضمان حقوق الإنسان.

 

صور العلويات المقاتلات في صفوف النظام تتصدر لوحات الشرف في الساحل السوري

البعض اعتبرها اقتراحا إيرانيا لكسر التململ بين الجنود

ريف اللاذقية – «القدس العربي» من سليم العمر: في تطور جديد ولافت في الساحل السوري فإن صور القتلى على لوحات الشرف التي أنشأها النظام السوري لم تعد تقتصر على الرجال أو الشبان من العلويين، بل شملت ايضا الفتيات اللواتي حملن السلاح وقاتلن في صفوف النظام، وقتلن في «سبيل الوطن» كما هو مكتوب على هذه اللوحات، وأضيف مصطلح « شهيدات الوطن».

وقد باتت صور العلويين الشباب مشهداً اعتيادياً في الساحل، إلا أن الأمر لم يعد كذلك مؤخراً بعد انضمام العنصر النسائي إلى صفوف القتال ضد من يصفونهم بـ»الإرهابيين». وصور القتيلات أضافت لوناً جديداً من الإثارة، حسب الشاب خالد، الذي ينتمي للطائفة السنية، والذي قال لـ»القدس العربي»: «تعرّفت على فتاة كانت تدرس معي، وكانت تمارس علينا التشبيح، وقد لفت انتباهي وجود صورتها بين قتلى قوات النظام ضمن لائحة شهداء الوطن. وأضاف خالد «الأمر بالنسبة لي هو دليل ضعف النظام»، متوقعاً أن تملأ صور القتيلات الجدران مستقبلاً. وأكد الشاب أنه سيتم سحبه قسرياً إلى الخدمة الاحتياطية خلال الفترة القادمة.

لا يقتصر الأمر الجديد على مدينة اللاذقية، بل يتعداها إلى مدن الساحل وأبرزها طرطوس التي تعتبر خزاناً بشرياً مؤيداً للنظام. وأكد ناشطون أن هذا الأمر يدل على حالة الإفلاس التي وصل إليها النظام السوري مؤخراً، الأمر الذي يعكس مدى جدية سلطات النظام في الزجّ بكل من تستطيع في حرب لم يعد أحد يستطيع تحمل نتائجها الكارثية.

في السياق نفسه أوضحت السيدة «أم سامر» من اللاذقية لـ «القدس العربي»: أن النظام يحاول كسر حالة التململ في صفوف مقاتليه بإدخال عنصر نسائي ربما يبعد الملل قليلاً عن جنوده على حد قولها. وأضافت: «الجميع يعلم الغاية من إدخال الفتيات إلى الجيش»، مشيرةً إلى «زواج المتعة» المتبع في إيران، حليفة الأسد. ولم تستبعد أم سامر أن يكون الإيرانيون هم من طلب إدخال الفتيات العلويات إلى صفوف القتال، واختلاطهن بالرجال.

وكان تقرير صحافي تحدث عن كتيبة الفتيات في القوات الخاصة التي تقاتل إلى جانب قوات النظام على تخوم حي جوبر الدمشقي، قد أظهر العديد من الفتيات العلويات يحملن السلاح، ويفتخرن بقتل العديد من قوات المعارضة، وتدمير العديد من المنازل في الحي.

وأشار ناشطون معارضون داخل اللاذقية إلى أن الفتيات عرفن من خلال لهجتهن الساحلية، وكان كل من ظهر في التقرير من الطائفة العلوية.

ويحاول النظام في سوريا أن يزجّ بالمزيد من أطياف الشعب بالحرب إلى جانبه، ويعوّل على وجود تنظيم «الدولة الإسلامية»، إضافةً إلى صفة الإرهاب التي تلاحق كل من يقول «لا للأسد».

وتشير الأنباء الواردة من الشارع العلوي إلى حالة التململ مما يجري في ساحة الصراع، خصوصاً بعد عجز النظام عن تحقيق أي تقدم خلال العام الحالي رغم وعود الأسد المتكررة على مدى سنوات بإنهاء الأزمة، لكنهم يدركون مدى سطوة النظام على من يعارض الحكم، خصوصاُ أن العديد من أقاربهم كانوا جلادين في أقبية المخابرات ضد المعارضين.

 

الطائفية أخرجت رأسها البشع في الشرق الأوسط.. ووسائل التواصل الإجتماعي تسهم في نشر سمومها سريعا

من الصعب أن تكون سنياً في العراق والإقامة في بغداد تحتاج إلى كفيل

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: يعيش السنة في العراق حالة من الخوف والاضطهاد لدرجة يضطرون فيها لتغيير أسمائهم وهو ما يذكرهم بالأيام السود التي أعقبت الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 والإطاحة بنظام صدام حسين وما أعقب ذلك من حرب طائفية بين السنة والشيعة أدت لقتل وتشريد الآلاف. وفي ظل الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يسيطر على معظم مناطق السنة في الأنبار أصبح السنة تحت رحمة الميليشيات الشيعية التي مارست التمييز والقتل ضدهم في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وعادت بعد بروز تنظيم الدولة إلى بناء نفسها تحت مسمى «الحشد الشعبي» وتلعب دورا مهما في العمليات التي تخوضها الحكومة العراقية ضد تنظيم الدولة.

وكانت عمليات استعادة مدينة تكريت قد قادتها قوة من 30.000 مقاتل في الحشد الشعبي بدعم من المستشارين الإيرانيين وتوجيه من قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني. ولهذا لم يكن مفاجئا أن يقوم عمر مازن الذي هرب من مدينة بعقوبة بعد أن حرق بيته واختفى والده بالبحث عن طرق لحماية نفسه. فقد قرر الهرب نحو بغداد، لكنه قبل ذلك قرر التخلي عن هويته/ اسمه. وكانت الرحلة صعبة كما يقول مراسل صحيفة «االغارديان» فعلى كل حاجز تفتيش كان عناصر الميليشيات الشيعية والجنود العراقيون ينظرون بشك إلى أوراقه واسمه المتداول بين السنة. ويقول عمر «لم أرد الكشف عن هويتي»، و «كنت خائفا في كل الوقت ولهذا السبب اختفى الكثير من السنة عند نقاط التفتيش ومن بينهم والدي».

واستطاع عمر بطريقة أو بأخرى المرور من الطريق الذي كانت تدور فيه المعارك ضد تنظيم الدولة، ولكنه وجد صعوبة في التأقلم والعيش في العاصمة التي ينظر فيها للسنة بالشك ويتهمون بمساعدة المتطرفين أو يعملون معهم. ولهذا قرر تغيير اسمه إلى اسم محايد مثل عمار. وفي شباط (فبراير) ذهب إلى مكتب الإقامة وبدأ عملية تغيير الإسم حيث لقي مساعدة من مسؤولي الحكومة وأعلموه أن الإجراءات تحتاج شهرا.

ضطهاد

ويعلق كاتب التقرير مارتن شولوف أن معضلة عمر مازن تعكس الوضع السياسي في العراق حيث تدخل الحرب ضد تنظيم الدولة عامها الثاني. وخلال الأشهر العشرة الماضية شرد عدد ضخم من السكان من مناطقهم وأجبر العديد منهم على الهرب إلى مناطق الأكراد في شمال البلاد. فالمجتمعات السنية التي عادت إلى مناطقها بعد أن خفت حالة العنف في عام 2008 أجبر أفرادها على الهرب مرة ثانية عندما دخل مقاتلو تنظيم الدولة مناطقهم. وقدم التنظيم نفسه هذه المرة كحارس على السنة. وفي المناطق التي تقوم فيها الميليشيات الشيعية بمواجهة تنظيم الدولة مثل بعقوبة يقوم عناصرها بعمليات لا تميز بين المدني والمقاتل. وفي مدينة تكريت التي خرج منها تنظيم الدولة الأسبوع الماضي تحدثت تقارير عن عمليات نهب وتخريب قام بها «الغزاة» الشيعة هذه المرة. ويقول إن عودة التمرد من جديد إلى العراق أدى إلى زيادة في التفجيرات التي تستهدف مناطق شيعية في العاصمة بغداد التي يجد فيها الكثير من الهاربين من ساحات الحرب التخلي عن هويتهم وماضيهم من أجل النجاة في مجتمع بات معاديا للسنة.

مصير العراق

ويتساءل الكاتب هنا عن ما سيحدث للعراق الذي طبع تاريخه بالتنوع السكاني ويجيب أن هذا محلا للنقاش. ويقول محمد أبو بكر، وهو طالب من بلدة اليوسفية جنوب بغداد إن الجواب على السؤال يعتمد «فيما إن كنت سنيا أم شيعيا»، ويضيف «مجتمعي وعائلتي يقولون إن البلد مدمر ولا توجد ثقة ونحن نعيش في ظل دولة دينية شيعية». ويقول مسؤولون إنهم يقومون بفحص موجة تغيير الأسماء لكنهم لا يريدون التدخل في القرار الذي يتخذه الأفراد.

ويقول الجنرال تحسين عبد الرزاق مدير مكتب الإقامة في بغداد «تلقينا في الشهر الماضي طلبات لتغيير الأسماء سنية أو شيعية» وأضاف أن «أكثر الأسماء التي يريد أصحابها تغييره هو عمر إلى عمار أو طلبات تغيير اسم العائلة من هوية المواطنة وتلقينا الكثير من الطلبات ولكن ليس بالمستوى الكبير». ويقول شولوف إن القادة السياسيين يحاولون الآن فهم الأسباب التي تدعو إلى تغيير الأسماء وأثر هذا على المجتمع العراقي المنقسم بسبب الخلافات السياسية لا الطائفية. وينقل عن رئيس الوزراء السابق أياد علاوي والذي يشغل حاليا منصب نائب الرئيس لشؤؤن المصالحة الوطنية «حتى أكون صادقا، من المرعب أن تكون سنيا الآن».

و «لا يشعرون بالأمن وأشعر بالشفقة عليهم». ويعلق شولوف أن علاوي كلف بمهمة وهي تحقيق المصالحة، ولم تتحقق منذ قيام الولايات المتحدة بتغيير قاعدة السلطة في البلاد عام 2003. ويقول علاوي إن السنة الذين يريدون العودة إلى بيوتههم في المناطق التي شهدت معارك تعرضوا إلى تدقيق غير مريح يقوم به أفراد من الميليشيات وقوى الأمن ويعاملون بطريقة تمييز ضدهم على يد مسؤولي الحكومة في بغداد «يخبرني المشائخ الذين يأتون لمشاهدتي من الأنبار عن الطريقة التي عوملوا بها على نقاط التفتيش وهي معاملة لا تطاق». وينقل عن الشيخ مصطفى وهو إمام في مسجد أبو حنيفة في حي الأعظمية الذي يقطنه السنة أن التمييز ضد السكان واللاجئين السنة يعتبر الآن «مشكلة كبيرة». وقال أن أي سني قادم من خارج بغداد لا يمكنه العيش فيها بدون «كفيل» ويجب أن تتوفر في الكفيل عدة شروط منها «أن لا يكون عضوا في داعش، ولا يمكننا السماح بحدوث هذا هنا لأنه لو اندلعت حرب طائفية جديدة فستتحول بغداد إلى حمام دم». وفي «مول» الأعظمية نقل شولوف عن جمال عبد الناصر وهو طالب جامعة «هناك البعض في جامعتي يتحدثون عن السنة وكأنهم داعش ولا يريدون الارتباط بنا، وهذه المجموعة لا تمثل الغالبية ولكننا نسمع الكثير، ولا زلت اعتقد أن هناك إمكانية للعيش معا، وفي الشهر الماضي تقدم شقيقي لخطبة فتاة شيعية».

ويقول إن الشبان السنة مثله يواصلون مناقشة موضوع التعامل مع تنظيم الدولة الذي يزعم أنه يمثل مصالح السنة الذي تعرضوا للحرمان على يد الطبقة السياسية. ويقول عبد الناصر «لا أفهم لماذا يعتقد بعض السنة أن وجود داعش في العراق يساعد على إحداث توازن في الوقت الذي تتدخل فيه إيران بالشأن العراقي». ويضيف «يقولون إن إيران تتدخل في كل مكان مثل العراق، سوريا، لبنان والآن اليمن، لا أصدق هذا. المشكلة الحقيقية في العراق هي أن كل واحد طائفي وأن الساسة كلهم طائفيون». ويعتقد أن «الفرصة الوحيدة لحدوث مصالحة حقيقية هي تغيير الساسة الفاسدين سنة وشيعة، فمنذ الغزو لا نرى سوى نفس الوجوه التي تغير مواقعها بشكل دائم». وينقل عن عمار الحكيم، زعيم المجلس الإسلامي الأعلى أن المصالحة الآن مهمة أكثر من أي وقت مضى. ويقول «نحن بعيدون عن تحققيق الهدف» و «علينا فهم محدودية ما يمكن فعله، إن أخذنا بعين الإعتبار ما مررنا به، ويجب أن ننظر أين كنا وأين وصلنا، فنحن نتقدم بالسرعة الصحيحة وفي الاتجاه الصحيح».

ويضيف «هذه فرصة تاريخية لتحقيق المصالحة الحقيقية، وفي كل مرة نتحرك فيها بوصة يمكننا أن نرفع أصواتنا.

فنحن لا نقاتل من أجل القتال نفسه ولكن للعيش». وواصل قائلا «كل المشاركين في النزاعات يجب عليهم اللجوء إلى إجراءات هشة، ولا نلوم الآخرين على طموحاتهم ولكننا نلوم أنفسنا لأننا أصبحنا أداة في أيديهم».

ويقول الحكيم وهو جزء من «الحشد الشعبي» إن التعاون مع السنة كان ناجحا خاصة حول تكريت. ويقول الشيخ أحمد الجبور إن بلدته العلم التي خرج منها تنظيم الدولة تم تنظيفها وعودة السكان إليها بتعاون مع ميليشيات الحشد الشعبي، لكن لم يكن هذا هو القاعدة العامة ففي مناطق آخرى فالخوف من الإسم وتغييره يثير قلقا لدى القادة الدينيين والسياسيين. ويقول عمار الحكيم «نعترف بوجود المشكلة ونحاول تغييرها»، مضيفا «الآن لدينا عمر يغير اسمه ليعيش في بغداد وفي الماضي كان لدينا عمار يعيش في ألأنبار واضطر لمغادرتها مدة 12 عاما». ويعمل عمر مازن الآن في مركز شيعي، شمال بغداد، وأكمل عملية تغيير اسمه وربما اكتملت العملية بتشيعه، حيث يبرر هذا بالقول «أريد أن أعيش حياتي وأحمي عائلتي».

المسألة الطائفية

ولم يعد الخلاف الطائفي حكرا على السنة والشيعة في العراق ففي كل أنحاء الشرق الأوسط صار الشخص يشعر بالحرج من سؤال شخص عن طائفته ودينه حتى لو كانت هويته الطائفية واضحة من لهجته أو اسمه أو المكان الذي يعيش فيه والمكان الذي يصلي فيه. ولم يكن الانتماء الطائفي يعني الكثير لسكان المنطقة، خاصة أن سنوات ما بعد الإستعمار ركزت على إنشاء هوية قومية عروبية. وفي يوم من الأيام كانت سوريا تفخر على العرب بأنها «قلب العروبة النابض» يعيش فيها موزاييك من الطوائف السنية والعلوية والدرزية والمسيحية بكل طوائفها. وحتى في لبنان الذي يقوم فيه النظام السياسي على المحاصصة الطائفية ظلت الهوية الطائفية كما يقول إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «الغارديان» «شأنا خاصا» وظل التزاوج بين الطوائف أمرا شائعا.

ويقول إن مؤسس حزب البعث العربي الإشتراكي كان مسيحيا وهو ميشيل عفلق، وكذا زعيما فصيلين من فصائل المقاومة الفلسطينية، جورج حبش ونايف حواتمة.

يضاف إلى هذا أن مؤرخ القومية واليقظة العربية جورج أنطونيوس كان مسيحيا. ويشير إلى الحالة العراقية في طوائفها السنية والشيعية والكردية حيث حاول صدام السيطرة عليهم وانتهى الأمر به لاضطهادهم جميعا. لكن التغير في المسألة الطائفية حصل في عام 1979 مع اندلاع الثورة الإسلامية في إيران.

ورد صدام محاولات تصدير الثورة الإيرانية بالحرب التي بدأت عام 1980 وانتهت عام 1988 وقدمت على أنها حرب عربية ضد الفرس الإيرانيين وأسهمت فيها ماليا الدول الخليجية. وفي عام 2003 عندما أطاح الأمريكيون بصدام حسين احتفل الشيعة واستعادوا مقتل الإمام حسين بن علي عام 680 ميلادية على يد الخليفة الأموي يزيد. ويرى الكاتب أن الطائفية تعكس عادة الخلافات الدينية التي تعلم «الآخر» ولكنها ارتبطت دائما بالسلطة والمصادر والأرض.

ويشير هنا إلى البحرين حيث تحكم عائلة آل خليفة غالبية شيعية وتتهم في الوقت نفسه إيران بإشعال الفتنة في البلاد. وفي السعودية تتهم الحكومة إيران بإثارة المشاكل في المنطقة الشرقية التي يعيش فيها الشيعة. وفي الحالتين تعكس الإتهامات مشاكل محلية حقيقية. وفي سوريا توسعت الحرب وأصبح ينظر إليها خلال الأربع سنوات الماضية من خلال المنظور الطائفي حيث يتم ربط كل العلويين بنظام بشار الأسد أما السنة فيربطون بالمعارضة.

ويؤكد حزب الله اللبناني المدعوم من إيران والذي يقف وراء الأسد هذه الثنائية. ومع ذلك فالتقسيم هذا يتجاوز فكرة الإنقسام الحاصل داخل الطائفة نفسها فيما تتجاوز العلاقات الأخرى البعد الديني وتتفوق عليه. ويشير الكاتب إلى رفض بعض الجماعات السنية المتشددة الشيعة بالصفويين حكام إيران الشيعة.

ولكن استهداف وعداء الشيعة أصبح جزءا لا يتجزأ من ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية. وهذا الوضع بخلاف تنظيم القاعدة الذي انشغل بمحاربة العدو البعيد، والولايات المتحدة تحديدا.

ورفض زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي الاستجابة لدعوات أيمن الظواهري، زعيم القاعدة لتجنب استهداف الشيعة. وأدت مشاركة حزب الله في الحرب إلى جانب النظام السوري لشجبه وأصبح البعض يطلق عليه «حزب الشيطان» وليس حزب الله ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي.

ويرى بلاك أن الطائفية أخرجت رأسها البشع في السنوات الماضية، ولم تخرج إلا بسبب عمل الكثير من الأطراف وساهمت وسائل التواصل الإجتماعي بانتشار سمها ورسائلها المتعصبة. ومع ذلك فالطائفية ليست السبب الوحيد وراء نشر الفرقة في الشرق الأوسط. ومثال هذا ما يجري في اليمن، فالطائفة الزيدية التي تنتمي إليها جماعة الحوثيين قريبة من الغالبية السنية. والدعم الذي تلقاه من إيران هو مرتبط بالحصول على حلفاء مثلما يرتبط التدخل السعودي في اليمن.

ويعلق جوان كول، الأكاديمي والمعلق الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط قائلا إن الحديث عن دعم إيران الحوثيين لأسباب دينية مثل القول إن «البريسبتيريان الأسكتلنديين سيدعون دائما المعمدانيين الجنوبيين لأنهم جاءوا من البروتستانتية».

ويرى أن السياق الجيوسياسي هو ما يعطي هذا النزاع مسحة طائفية وليس العكس. ويشير بلاك إلى الصراع السياسي في مصر الذي دفع الأقباط لدعم النظام السابق وعرضهم بالتالي لهجمات الإسلاميين. وفي شمال المغرب الذي انطلق منه الربيع العربي لا تعتبر الطائفية مشكلة بقدر ما اصبح فيه التشدد المشكلة والذي انتشر في مناطقه بسبب الحرب في سوريا وصعود تنظيم الدولة.

ويذكر الكاتب بالقول إن الثورات العربية بدأت بدعوات لللإصلاح العلماني ونظرا للطريقة التي حدث فيها التحول وبدء النزاعات الاضطهادية وجد الناس أن أفضل ملجأ وحام لهم هي طائفتهم أو هويتهم الدينية. وكما أشار طلال سلمان في «السفير» اللبنانية فالعرب اليوم هم أشقاء وأعداء في نفس الوقت وكل جماعة تلوح بالهوية الدينية والطائفية لمواجهة الجماعة الأخرى في حرب عبثية الكل فيها خاسر .

وباختصار فانهيار العروبة كهوية جامعة ستؤدي إلى سلسلة من الحروب الأهلية بين الأشقاء. وعندما تبدأ هذه الحروب فلا يعرف إلى متى وكيف ستتوقف».

وفي لبنان الذي ينتمي إليه سلمان تقاتل المسيحيون والمسلمون فيما بينهم وخاضوا حربا طويلة لم تحقق الكثير.

العداء ليس جديدا

وفي هذا السياق كتب روبرت فيسك في صحيفة «إندبندنت» معلقا على مظاهر العداء والنزعات الجديدة التي أدت لولادة تنظيم الدولة الإسلامية. ويشير إلى معاناة المسيحيين وتدمير كنائسهم على يد التنظيم والتي تذكر بممارسات في الحرب الأهلية اللبنانية. ويرى أن هناك حاجة للتفكير فيما يجري للمسيحيين في الشرق الأوسط. ورغم اعتماد تنظيم الدولة على التكنولوجيا الصادمة إلا أن وحشية التنظيم ليست جديدة.

ويشير إلى أن جرائم التنظيم تشبه فظائع الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية. ويحاول ربط الممارسات بمذابح الأرمن في أثناء الدولة العثمانية عام 1916. ويختم مقالته بالقول إن مأساة الشرق الأوسط اليوم فظيعة ولكن هناك أمل. ففي لبنان حيث واجه المسلمون المسيحيين بدعم من القوى الخارجية بما فيها سوريا والولايات المتحدة وقتل في الحرب أكثر من 150.000 شخص. ومع ذلك فاللبنانيون، مسلمون ومسيحيون يقدمون الحماية لبعضهم البعض ضد العواصف المحيطة بهم، لماذا؟ يتساءل فيسك «لأنهم اليوم أكثر تعلما، يقرأون ولديهم الكتب والمعرفة، ومن التعليم يأتي العدل، ولهذا السبب تعتبر الدولة الإسلامية دول أرواح ضائعة إن قورنت بلبنان».

 

شاب ينجح في الانشقاق عن الجيش بعد وفاة أبيه تحت التعذيب

مصطفى محمد

ريف حلب (سوريا) – «القدس العربي» يتجه الشاب إبراهيم حال وصوله إلى مدينته مارع في ريف حلب الشمالي إلى المقبرة التي دفن فيها والده أحد ضحايا التعذيب في فروع المخابرات السورية قبل عامين من الآن، وذلك بعد فترة غياب دامت ثلاثة أعوام، أمضاها الأخير قسراً وهو محتفظ به في صفوف قوات النظام، وفور وصوله إلى المقبرة يتبين لمحمد أن عدد القبور ازداد بحيث يصعب عليه تحديد أماكن مراقد أقاربه سابقاً. لا يبالي إبراهيم بقبور من ماتوا، هو يقصد قبراً واحداً الآن، يبطئ في خطاه قليلاً ليترك المجال لأخيه حتى يرشده إلى قبر أبيه، تتوسع حدقتاه مع كل خطوة يقترب فيها، يتعاظم الشعور بالذنب لديه، ومن ثم يحتضن التراب، ليتعالى بكاء الجميع.

إبراهيم يمسح دموعه وهو يقول لـ «القدس العربي»: لم تفلح مساعي والدي الرامية إلى تهريبي حين زارني في الثكنة العسكرية بسبب الانتشار الكثيف للحرس حينها، ومع انتهاء وقت الزيارة وعدني بأن يعاود الكرة مجدداً، ولكن ذلك الوعد لم يتحقق فلم يصل حينها إلى البيت.

ويوضح إبراهيم ما قصد فيقول: «بعد أن استقل والدي الحافلة التي كانت متجهة إلى مدينة حلب، بدأ يتبادل الحديث مع الشخص الذي يجلس بجواره، وبنية طيبة سرد أبي كل ما جرى معه لهذا الشخص الغريب، ولكن لم يعرف أن هذا الحديث سيقوده إلى حتفه لأن هذا الشخص الجالس إلى جانبه ينتمي إلى مدينة نبل الشيعية الواقعة شمال حلب، وهو ليس إلا مخبراً لدى النظام». ويتابع: انتهت تلك الرحلة المشؤومة به في أقبية فرع المخابرات الجوية في مدينة حلب، بعد أن تم اعتقاله في مركز انطلاق الحافلات «البولمان» في مدينة حلب، ولم تدم فترة اعتقاله أكثر من شهر. هذا الشهر من التعذيب كان كفيلاً بأن يلقى حتفه، تماشياً مع عدة أمراض مزمنة كان يعانيها.

هذا وتمّ العثور على جثة الوالد مصادفة، وهي مسجاة داخل «ثلاجة حفظ الموتى» في مشفى حلب الجامعي، إثر تعرف أحد الممرضين العاملين في المشفى على الجثة، ليتولّى هذا الممرض إعلام ذوي القتيل بالنبأ، والأسرة بدورها تدبرت عملية إحضار الجثة ودفنها. وبقي الغموض يكتنف مصير ما جرى للوالد، إلى حين خروج أحد السجناء الذي تعرّف على الضحية أثناء الاعتقال، ليكشف للعائلة كل ماجرى، والتي قالها له الضحية قبل الموت.

وبالعودة إلى إبراهيم فقد استطاع الانشقاق أخيراً، واستغرق طريق وصوله إلى مدينة حلب ثلاثة أشهر، لم يترك خلالها قرية ومدينة خارجة عن سيطرة النظام إلا واستقر فيها، برفقة رجال المعارضة الذين تولّوا أمر إيصاله إلى بيته، بعد أن ذاق ألم الفراق واليتم معاً على مدار الأيام التي قضاها بعيداُ عن أهله.

 

سورية: مقتل 8 في قصف استهدف السلمية بريف حماة

اسطنبول ـ سما الرحبي

قتل ثمانية أشخاص وأصيب حوالى 30 آخرين، بينهم أطفال، نتيجة استهداف مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، بصواريخ أرض أرض، مساء اليوم الإثنين.

 

وقال الناشط أبو اسماعيل السلموني من تنسيقية السلمية لـ”العربي الجديد”، إن “عدداً من الصواريخ مجهولة المصدر سقطت على مدينة السلمية، وأودت بحياة 8 أشخاص موثقين بالإسم، وأنها حصيلة أولية قابلة للارتفاع بسبب وجود حالات خطرة بين الجرحى، ونقص في المعدات الطبية”.

 

ورجح أبو اسماعيل، أن يكون مصدر الصواريخ “الجهة الغربية من السطحيات وتلول الحمر، حيث تتمركز جبهة النصرة وفصائل معارضة، منها فيلق حمص وكتيبة شهداء البياضة”. وقد “تبع سقوط القذائف، استهداف مروحيات النظام للجزء الغربي من ريف سلمية”، وفقاً للناشط.

 

وتشهد مدينة السلمية حالة من الخوف والهلع، بحسب أبو اسماعيل، الذي أكد أن “سيارات الإسعاف تنقل الجرحى، ونداءات في الجوامع للأطباء والمساعدين للتوجه إلى المشفى الوطني لعلاج المصابين والتبرع بالدم”.

 

وانتقد ابو اسماعيل “متاجرة الكل بدم شباب السلمية، فالخوف والرعب محيط بالمدينة، الأهالي والمدنيون يعيشون بين نارين، فمن جهة داعش والخوف من اقتحام المدينة وارتكاب المجازر خاصة بعد أحداث قرية المبعوجة المحاذية للمدينة، ومن جهة أخرى شبيحة النظام وممارساتها العشوائية من سرقة واعتقال وخطف وتجنيد إجباري”.

 

وذكرت صحافية من مدينة سلمية فضلت عدم ذكر اسمها لـ”العربي الجديد” أن “ثلاثة قذائف صاروخية سقطت على مدينة سلمية واحدة بالقرب من معمل البصل، وقذيفتان بالقرب من مقام الإمام اسماعيل أدت إلى مقتل شابة بالقرب معمل البصل وأربعة أشخاص بالقرب من مقام الإمام إسماعيل من عائلات خديجة والزير وشاهين والحموي”.

 

ويذكر أن مدينة سلمية التي يقطنها خليط متنوع من الطائفة الاسماعيلية والسنية والمسيحية، كانت من أوائل المدن التي خرجت في تظاهرات، طالبت بإسقاط نظام الأسد منذ انطلاق الثورة عام 2011.

 

سورية: إطلاق سراح 300 كردي اختطفوا في إدلب

حلب ــ رامي سويد

أُطلق سراح 300 كردي، اختطفتهم فصائل سورية مقاتلة، اليوم الإثنين، في محافظة إدلب، شمال غرب سورية، كانوا في طريقهم الى مدينة حلب، في وقت واصل فيه النظام قصف مناطق في المحافظتين.

 

ونقلت وكالة “رويترز”، عن مسؤول كردي، قوله إن “المختطفين قد أطلقوا”.

 

وكانت وكالة (فرانس برس)، قد نقلت عن المتحدث باسم حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي”، نواف خليل، قوله إن “نحو 300 مدني كردي يتحدرون من مدينة عفرين في محافظة حلب، خُطفوا أثناء مرورهم على حاجز مفاجئ في منطقة الدانة، غرب مدينة حلب”.

 

وكان المختطفون “يستقلون خمس حافلات وباصاً صغيراً ومعظمهم كان في طريقه الى مدينة حلب لقبض رواتبهم”، بحسب خليل.

 

وفي وقت اتهم فيه خليل “الهيئة الشرعية في جبهة النصرة بإيقاف الحافلات وخطف المدنيين بعد اطلاق سراح النساء”، لم يحدد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، جهة معينة، واكتفى باتهام “مقاتلين من كتائب إسلامية” بالوقوف وراء عملية الخطف في ريف إدلب الشمالي.

 

ولفت المرصد إلى أن “الخاطفين طالبوا السلطات الكردية في عفرين بالإفراج عن ثلاثة رجال تم اعتقالهم في وقت سابق”، مؤكداً أن “مفاوضات تجري بين الطرفين لإجراء عملية تبادل بينهما”.

 

وأكد الناشط شيرو علو لـ”العربي الجديد” أن “حاجز النصرة أوقف خمس باصات كبيرة على الأقل من نوع بولمان، كانت تحمل المئات من المدنيين المتوجهين إلى حلب ودمشق، ليقوم بإنزال الرجال والسماح للنساء والاطفال بمتابعة طريقهم إلى حلب أو العودة إلى عفرين”.

 

لكن شبكة “ولاتي” الإخبارية الكردية، نقلت عن رئيس هيئة الدفاع المشتركة التابعة لقوات حماية الشعب الكردية في عفرين، عبدو ابراهيم ، قوله إن “قوات جيش الإسلام، نفذت عملية الخطف”.

 

وأوضح أن “القوات التي اعتقلت المدنيين تذرعت باعتقال إدارة منطقة عفرين التابعة لقوات حماية الشعب لثلاثة أشخاص حيثُ أوضح إبراهيم بأن الأشخاص الثلاثة اعتقلوا أثناء تنقيبهم عن الآثار في وقت سابق من قبل قوات الآسايش وهم تجار آثار وليسوا مسلحين”.

 

وفي إدلب أيضاً، قصف طيران النظام المروحي بالبراميل المتفجرة أطراف بلدة الترنبة، كما جدد قصفه مناطق في بلدة فيلون بريف المدينة، وفقاً للمرصد السوري.

 

وفي حلب، قصف طيران النظام ببرميل متفجر مناطق في حي الفردوس وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب “المرصد السوري”، الذي أشار أيضاً، إلى اشتباكات متقطعة بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، في محيط قرية باشكوي وبمحيط حندرات وفي المزارع الجنوبية بدوير الزيتون بالقرب من مفرق باشكوي في ريف حلب الشمالي.

 

درعا: إدارة مدنية لمعبر “نصيب”.. واجتماع قريب مع الأردن

مهند الحوراني

يستعيد معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن حالة الاستقرار، عقب ضبط الأمور من قبل تحالف “صقور الجنوب” التابع للجبهة الجنوبية، التي سلّمت إدارته إلى مجلس محافظة درعا، وذلك بعدما شهد حالة من الفوضى وعمليات السلب والنهب من قبل مدنيين ومسلحين، مستغلين القصف العنيف الذي استهدف المعبر وشتت قوة العناصر التي كانت موكلة بحمايته.

 

عن هذا الموضوع، قال المتحدث الإعلامي باسم مجلس محافظة درعا، مالك الزوباني، لـ”المدن”: “لاحظنا بعد يوم من تسلمنا إدارة المعبر عشرات من المواطنين وعناصر من الجيش الحر يقومون برد الآليات والسيارات وبعض المعدات إلى المعبر، بعد شعورهم بالمسؤولية جراء ما وجّه للثورة من إساءات بسببهم، وحرصاً منهم أيضاً على أن تعود الحقوق لأصحابها، وتجاوباً مع النداءات التي أطلقت” من أجل إعادة المسروقات، لافتاً إلى تعيين القيادي في “جيش اليرموك”، عماد أبوزريق، لتولي تأمين المعبر.

 

وأشار الزوباني إلى أن مجلس المحافظة شارك ضمن اجتماع، الأحد، مع الفصائل التي سيطرت على المعبر، بإشراف “دار العدل في حوران”، وخرج الاجتماع باتفاق بتسليم إدارة المعبر لسلطة مدنية متمثلة بمجلس المحافظة. وأضاف “بعد ذلك قمنا في مجلس المحافظة بزيارة المعبر والمنطقة الحرة ووصلنا إلى آخر نقطة فيها، والعمل جارٍ على تقييم الأضرار وكيفية معالجتها”.

 

وعن الموقف الرسمي الأردني عقب سقوط المعبر من تحت سيطرة النظام، قال الزوباني إنه كان من المقرر عقد اجتماع، الأحد، بين مجلس المحافظة، وجهة أردنية- رفض تسميتها-، بغية التباحث في إمكانية إعادة تشغيل المعبر والخطوات اللازمة لذلك، إلا أن ظروفاً معينة طرأت وأجلت الاجتماع إلى موعد لاحق. ولفت إلى أنهم التقوا أيضاً برجال أعمال سوريين ومستثمرين في المنطقة الحرة، ممن لهم محال تجارية ومستودعات ومعامل، وذلك ضمن اجتماع مطول، أبدى خلاله المستثمرون استعدادهم للاستثمار في المنطقة للحرة في حال تسلمتها هيئة مدنية واستقر الوضع الأمني فيها.

 

وحول قدرة مجلس المحافظة على إدارة المعبر ووجود الكفاءات اللازمة لذلك، قال الزوباني “نحن قادرون على إدارة المعبر بشكل كامل” ولفت إلى أنهم بدأوا باستقبال السير الذاتية لمن يمتلكون الخبرة في العمل الجمركي “ليتم تشكيل كادر للمعبر”. وأشار إلى أن المنشقين عن معابر أو نقاط جمركية أخرى، ستكون لهم الأفضلية في الحصول على هذه الوظائف.

 

وبين الزوباني أن أبرز الصعوبات التي من الممكن أن تواجههم، في حال وافق الأردن على إعادة فتح معبر جابر، المقابل لنصيب في الجهة الأردنية، إعلان النظام أن أي عبور من خلال معبر نصيب سيعتبر غير قانوني، مما قد يشكل معوقاً للعديد من التجار والمستثمرين، كون الختم على الأوراق الثبوتية سيكون ختم الحكومة المؤقتة ومجلس المحافظة.

 

وعما إذا كان مجلس محافظة درعا قد تلقى وعوداً من الأردن بإعادة العمل في المعبر، قال الزوباني “تلقينا العديد من الوعود، إلا أنها غير رسمية، وهي من رجال أعمال، سوريين وأردنيين” أكدوا خلالها أن “الأولوية (بالنسبة للأردن) إعادة الاستقرار للمعبر والسوق الحرة، وضبط الأمور وتسلم الإدارة من جهة مدنية، وتلك الإجراءات هي التي ستسهل أو تعرقل فتح المعبر مجدداً”.

 

وحول الجهة العسكرية التي ستكلف بحماية المعبر، قال الزوباني “بشكل مبدئي تم تكليف تحالف صقور الجنوب لاستلام حراسة المعبر في الخارج” وأشار إلى أن وجود مقاتلي التحالف في داخل المعبر مؤقت “إلى حين تشكيل قوة شرطية مدنية تتخذ من مراكز الشرطة في المعبر مقرات لها”.

 

في المقابل، تشير مصادر مطلعة لـ”المدن” إلى أن إعادة فتح المعبر قد تكون صعبة جداً بالنسبة لعمّان، حيث يجري حديث، منذ المعركة الأولى التي شنّها الجيش الحر على المواقع العسكرية قرب معبر نصيب أواخر العام الماضي، عن ضرورة باتت ملحة في الأردن للبحث عن معبر بديل لنصيب، وكل الترجيحات أشارت إلى معبر “الرويشد” غير الرسمي في الصحراء السورية، في الشمال الشرقي لمحافظة السويداء ضمن امتداد أراضي محافظة ريف دمشق، التي تتصل مع الأراضي الأردنية، وهذه الخطوة تتطلب تنسيقاً بين عمّان ودمشق، الأمر الذي لا يعرف مدى إمكان حصوله.

 

مخيم اليرموك..على طريق الحسم

فادي خطاب

بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” بحشد قواتهما، الإثنين، عند مداخل بلدة يلدا، قرب مخيم اليرموك بريف دمشق، تمهيداً لاقتحامها، وذلك وسط حركة نزوح للمدنيين من المخيم باتجاه يلدا. وألقى الطيران المروحي ستة براميل متفجرة على المخيم، الأحد، و13 برميلاً السبت. وذلك، وسط إعادة انتشار لقوات التنظيم في المخيم، حيث سحب مقاتليه من الشوارع، وحصر انتشارهم ضمن محاور المواجهات، مع قوات النظام من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى.

 

وتركزت المعارك، في محيط جامع صلاح الدين وثانوية اليرموك، حيث تمترس المقاتلون الفلسطينون من كتائب “أكناف بيت المقدس” و”جيش التحرير الفلسطيني الحر” و”سرايا اليرموك” في عدد من الأبنية، لوقف تقدم تنظيم الدولة الذي استقدام تعزيزات من مدينة الحجر الأسود. تبع ذلك انسحاب مقاتلي الأكناف إلى أول جسر المخيم ليل السبت-الأحد، ما تسبب بانهيار الجبهة وسيطرة التنظيم على كامل المخيم. ويُقدر عدد مقاتلي تنظيم الدولة في هذا المحور بـ400 مقاتل، مقابل 100 مقاتل فلسطيني، تسليحهم خفيف ويعانون من شح الذخيرة والإنهاك.

 

في الوقت ذاته، تركز قصف حوامات النظام، بالبراميل المتفجرة، السبت، على محيط جامع فلسطين ودوار فلسطين، الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، كما سقطت البراميل على حارة المغاربة التي تشهد اشتباكات بين “لواء أبابيل حوران” و”شام الرسول” مع تنظيم الدولة. في حين تقدمت “أجناد الشام” إلى منطقة الحجر الأسود من جهة القدم، وخاضت اشتباكات مع تنظيم الدولة على محور الأعلاف-فرن العائدي.

 

وأصدرت جبهة النصرة، السبت، بياناً تعلن فيه الوقوف على الحياد، وهو أمر نفاه ناشطون في المخيم، وأطلقوا هاشتاغاً بعنوان: #النصرة_تكذب. حيث ما زالت قوات الجبهة تقاتل إلى جانب تنظيم الدولة على كل المحاور. كما أن النصرة ما زالت تمنع دخول الإمدادات العسكرية من قوى المعارضة السورية المسلحة، لدعم الأكناف. وفي الإعلام، اعلن “جيش الإسلام” محاولة قواته دعم الأكناف، وهو الأمر الذي نفاه ناشطون على الأرض.

 

وشهد المخيم اشتباكات متواصلة، من دون توقف، لأربعة أيام، بين “أكناف بيت المقدس” وتنظيم الدولة، بعد اغتيال “الدولة” للقيادي في حركة “حماس” يحيى الحوراني، قبل 48 ساعة من هجوم مباغت شنّته عبر محاور شارع الـ15 وشارع العروبة وشارع الجاعوني باتجاه المخيم، انطلاقاً من الحجر الأسود. والحوراني هو مدرب دولي في الصليب الأحمر ومسؤول ساحة حماس في سوريا، ويمثل مفصلاً مهماً للعمل الإغاثي في المنطقة الجنوبية، وقد أنشأ ودرب العشرات من النقاط الطبية، ودعم الكثير من المؤسسات الإغاثية. ويتمتع الحوراني بسمعة طيبة لدى معظم الفصائل العسكرية المعارضة، في المنطقة الجنوبية، كما أنه يمثل شخصية إجماع وطني فلسطيني ضمن المخيم.

 

ويتهم نشطاء مجموعة أبو جهاد الزعطوط، الموالية لحركة “فتح”، بفتح ثغرة في المربع الأمني التابع للزعطوط في شارع الجاعوني، دخلت منه مجموعات من “جبهة النصرة” وتنظيم الدولة إلى المخيم، الخميس، دون أن يتم التصدي لهم.

 

وقد رفعت قوات تنظيم الدولة، في اليوم الأول للهجوم، رايات جبهة النصرة، مستغلة رفض “الأكناف” قتال النصرة، ما يؤكد تواطؤ النصرة مع تنظيم الدولة.

 

انهيار قوات الأكناف، واستيلاء تنظيم الدولة على معظم المخيم، تمّ بعد الإسناد الناري، الذي قدمته قوات النظام المتمركزة في حاجز البشير ومنطقة القاعة، و”الجبهة الشعبية-القيادة العامة” المتمركزة عند مشفى الرحمة، و”فتح الإنتفاضة”. الإسناد الناري كان عبر القصف المدفعي، والاشتباك البري، حيث وقعت قوات الأكناف بين فكي كماشة؛ تنظيم الدولة والنصرة من جهة الحجر الأسود، وقوات النظام والمتحالفين معها في أول المخيم.

 

“حركة أحرار الشام الإسلامية” المسيطرة على غربي اليرموك وساحة الريجة، كانت قد وقفت على الحياد بشكل كامل، وأصدرت، الخميس، بياناً بأنها لن تشارك في المعارك “حقناً لدماء المسلمين”. وتعتبر جبهة غربي اليرموك، خطاً ساخناً للمواجهات مع قوات النظام، والتي ظلت هادئة طيلة فترة الاشتباكات الأخيرة.

 

جبهة النصرة والتنظيم كانوا قد أعدوا للمعركة، منذ ثلاثة أشهر، من خلال تلغيم بعض الأبنية وتجهيز تحصينات مسبقة، مستغلين غياب قوات المعارضة الفلسطينية، وانشغالها بمحاور الجبهة مع قوات النظام. وتعتبر هذه الخطوة مقدمة لانهاء وجود حركة حماس في المخيم.

 

ويعتبر نشطاء، أن كلام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، حول عدم وجود أي قوات مسلحة تابعة لحماس في المخيم، يدل على توجه لدى حماس، لرفع الغطاء عن الأكناف.

 

النصرة كانت قد اختطفت وفداً من الأكناف يضم 25 شخصاً، حاولوا التواصل معها، بناء على علاقات شخصية تربط الطرفين، بغرض سؤالها عن دخول داعش تحت راياتها. النصرة اختطفت الوفد وقامت باحتجازهم وتعذيبهم، ثم أطلقت سراح 20 منهم، وقتلت 3، ولا يزال مصير اثنين منهم مجهولاً. وهناك من يقول في المخيم بإن التنظيم وعد النصرة في حال بايعته، باعطائها مخيم اليرموك، رداً عن خسارتها في منطقة بيت سحم، بعد أن طردتها كتيبة “شام الرسول”.

 

ويُعتقد بأن الأسباب البعيدة وراء اندلاع المعارك، ومحاولة التنظيم والنصرة السيطرة على  المخيم، ترجع إلى حالة الإحتقان والحرب غير المعلنة بين التنظيم والفصائل الفلسطينية التي طردته من المخيم وبلدة يلدا، قبل أشهر، واعتقلت الكثير من مجموعاته. كما أن طرد “شام الرسول” للنصرة من بيت سحم، يعود إلى رفض النصرة أية تسوية أو هدنة مع النظام، ومحاولة عرقلتها إدخال الأغذية للمناطق المحاصرة، التي سجلت عدد كبير من حالات الوفاة بسبب الجوع. يُضاف إلى ذلك الإغتيالات والخطف في المخيم، لعدد كبير من قادة الأكناف العسكريين، والنشطاء وعمال الإغاثة.

 

“داعش” يصدر الصحف الورقية.. ويعتقل رواد الانترنت

أصدر تنظيم “داعش” صحيفتين جديدتين تنطقان باسمه باللغة العربية في المناطق التي يسيطر عليها في شمال سوريا والعراق، لتضافا بذلك إلى ماكينة البروباغندا الواسعة التي يمتلكها، في وقت ضاعف قيوده على الناشطين الاعلاميين ومستخدمي الانترنت، إذ اعتقل 15 شخصاً في دير الزور من مقهى للإنترنت، كما أفاد ناشطون سوريون مدنيون.

 

ونشرت حسابات موالية للتنظيم في “تويتر”، الأحد، صوراً ومقاطع فيديو تظهر توزيع أتباع التنظيم لصحيفة “اليراع” على المدنيين في مدينة حلب السورية وصحيفة “الجريدة” في “ولاية دجلة” العراقية، ويبدو أنهما صحيفتان صغيرتان “تابلويد” بجودة طباعة عالية، دون توفر معلومات عن دورية صدورهما.

 

الصحيفتان الجديدتان تتألفان من ثماني صفحات مخصصة لنشر أخبار “انتصارات” التنظيم المزعومة، وعمليات الإعدام التي ينفذها أعضاؤه بحق المدنبين في مناطق انتشاره، إضافة إلى دعوات لتجنيد الاطفال من خلال تسجيلهم في مكاتب “أشبال الخلافة” التي أنشأها التنظيم أخيراً في مدن سورية وعراقية متعددة.

 

يذكر أن “داعش” يمتلك ماكينة إعلامية كبيرة خاصة به في المناطق التي يسيطر عليها، مثل صحيفة “النبأ” اليومية وإذاعتا “البيان” في كل من “الرقة” و”نينوى”، إضافة لمجموعة النشرات الدعوية التي يوزعها بانتظام في المناطق المختلفة.

 

وفي غضون ذلك، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” اليوم الاثنين، بأن “داعش” نفذ مداهمات لمقاهي انترنت في مدينة دير الزور، حيث صادر معدات وأجهزة من المقاهي إضافة لاعتقاله نحو 15 مواطن واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

 

الحل السياسي في سوريا بين مسارين

المعارضة السورية: لا سبيل لإعادة إنتاج الأسد

بهية مارديني

في وقت يجتمع في موسكو ممثلون عن النظام السوري وبعض أطياف المعارضة داخل سوريا، قررت معارضة الخارج أن يكون اجتماعها المقبل في القاهرة مطلع أيار، ولا يبدو أن ثمة قاسماً مشتركاً بين هذين اللقاءين.

بهية مارديني:  قال معارض سوري في حديث لـ”إيلاف”، إن اجتماعي موسكو والقاهرة استحقاقان سياسيان يجب أن يمرا في ظل عدم وجود بدائل مطروحة حاليًا للحل السياسي وانشغال المجتمع الدولي وواشنطن عن الملف السوري.

 

وأكد قاسم الخطيب عضو الهيئة العامة في الائتلاف الوطني السوري المعارض وعضو لجنة المتابعة في اجتماع القاهرة “أن اجتماع القاهرة القادم هو لقاء وطني عام سيحضره جزء كبير من داخل سوريا وممثلون حقيقيون عن الثورة من الداخل وستراعى به الجغرافيا السورية، حيث سيكون الحضور من كل المحافظات”.

 

وأضاف أن “اجتماع القاهرة ليس بديلاً عن الائتلاف الوطني السوري المعارض أو هيئة التنسيق الوطنية ، ولن يكوّن جسمًا سياسيًا”.

 

اجتماع القاهرة يؤكد مرجعية جنيف

 

وأوضح الخطيب “أن المشاركين في اجتماع القاهرة القادم سيقدمون الدعم الكامل للحل السياسي، ولما جاء في جنيف 2 ووثائق القاهرة أي وثيقة العهد الوطني والوثيقة السياسية”. وأشار الى “أن الشعار الذي تتمسك به لجنة المتابعة في اجتماع القاهرة ، هو ثوابت الثورة السورية”، ونفى الاتهامات الموجهة للجنة بأنها تسعى إلى إعادة إنتاج نظام  بشار الاسد.

 

معارضة وليدة النظام

 

وانتقد عضو لجنة المتابعة في اجتماع القاهرة، وليد البني، ملتقى موسكو والشخصيات التي تمت دعوتها للمشاركة فيه.

 

وقال البني: “إن  تركيبة الوفد الذي سيفاوض بإسم المعارضة، والذي اختاره طرف منحاز للنظام أصلاً ( الحكومة الروسية) دون أية مشاركة سورية أو إقليمية لا تجعل السوريين مطمئنين بأن هذا الوفد سيسعى الى تلك المخرجات”.

واعتبر أنه “بالنتيجة أصبح من المؤكد أن تطبيق وثيقة جنيف لن يكون هدف هذا الإجتماع، الأمر الذي لم يعد يخفيه لا الروس ولا النظام ولا الكثير من الشخصيات التي ستشارك بإسم المعارضة السورية”.

 

وشدد “أن موسكو ليست مكاناً حيادياً ولا مناسباً، كونها عاصمة إحدى الدول التي تقدم للنظام ٨٠٪ من السلاح، الذي يقتل السوريين ويدمر مدنهم طيلة السنوات الأربع الماضية، وبإعتراف طاغية دمشق في لقاء تلفزيوني قبل أيام”.

 

وكشف أن الروس لم يلتزموا بتفاهم مع وفد سوري معارض “يتضمن ضرورة إشراك القوى الإقليمية والدولية المؤمنة بالحل السياسي في محادثات موسكو ليكونوا ضامنين فعليين لتطبيق مدرجات وثيقة جنيف ونقل التفاهمات التي ستجري في موسكو حول آليات تطبيقها الى الأمم المتحدة”.

 

تبادل نادر لمعتقلين بين فصائل معارضة وميليشيات موالية للأسد

رام الله: كفاح زبون- لندن: «الشرق الأوسط»

شهدت مدينة حلب السورية أمس عملية نادرة، لتبادل أسرى ومختطفين بين ميليشيات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وفصائل معارضة. وشمل التبادل 10 أطفال و15 امرأة من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، مقابل القائد العسكري في «جيش المجاهدين» يوسف زوعة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «عملية التبادل تمت بوساطة وحدات حماية الشعب الكردي»، موضحا أن «زوعة كان أسيرا منذ العام الماضي لدى مسلحين موالين للنظام من بلدتي نبل والزهراء».

 

إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات أمس بين مسلحي تنظيم داعش، وكتائب «أكناف بيت المقدس» في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق. وطالب مجلس الأمن الدولي بالسماح بإدخال المساعدات إلى المخيم ودعا إلى حماية المدنيين.

 

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إسلاميين متشددين ومقاتلين موالين للحكومة السورية تبادلوا أسرى في خطوة نادرة، إذ أطلق الإسلاميون سراح 25 شخصا بين نساء وأطفال مقابل أحد قادتهم العسكريين.

وأشار المرصد إلى أن «عملية تبادل أسرى ومختطفين جرت بين المسلحين الموالين للنظام في بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بريف حلب الشمالي وبين فصائل إسلامية»، لافتا إلى «تبادل 10 أطفال و15 مواطنة من بلدتي نبل والزهراء مقابل القائد العسكري في جيش يوسف زوعة».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: إن «عملية التبادل تمت بوساطة وحدات حماية الشعب الكردي»، موضحا أن «زوعة هو أحد القادة العسكريين في جيش المجاهدين الإسلامي وكان أسيرا منذ العام الفائت لدى مسلحين موالين للنظام من بلدتي نبل والزهراء».

وأكد الناشطون لموقع «عكس السير» أن زوعة كان قد اختطف قبل بضعة أشهر بالقرب من بلدة الزهراء، عندما كان في طريقه إلى مدنية مارع.

وأشاروا إلى أن «جيش المجاهدين كان قد اختطف النساء والأطفال قبل أكثر من عام لدى مرورهم على أحد حواجزه خلال توجههم من نبل والزهراء إلى دمشق وحلب».

يذكر أن وسائل إعلام مؤيدة زعمت أن الجيش النظامي قام بتحرير عدد من مختطفي نبل والزهراء، الأمر الذي نفته مصادر عكس السير.

وتنتشر في سوريا عمليات الخطف لطلب فدية، لكن تبادل الأسرى بين أطراف مختلفة في الصراع غير شائع. وتحاصر فصائل مسلحة بينها جيش المجاهدين بلدتي نبل والزهراء منذ أكثر من 18 شهرا.

ومن جهة أخرى، أفرجت فصائل مسلحة مساء أمس عن نحو 300 مدني كردي كانت قد اختطفتهم صباحا في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، أثناء توجههم إلى مدينة حلب (شمال)، وفق ما أعلنت مصادر كردية.

وقال المتحدث باسم حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» في أوروبا نواف خليل لوكالة الصحافة الفرنسية مساء أمس: «تم الإفراج عن نحو 300 مدني كردي كانوا محتجزين لدى جيش الإسلام»، موضحا أن إطلاق سراحهم جاء بعد إفراج القوات الكردية عن 3 معتقلين متشددين لديها.

ويقاتل «جيش الإسلام»، إلى جانب «جبهة النصرة» التي بسطت سيطرتها بالكامل على مدينة إدلب السبت الماضي.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان نبأ الإفراج عن المخطوفين الأكراد. وقال إن ذلك جرى «مقابل الإفراج عن 3 رجال معتقلين لدى قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) منذ فترة بتهمة التنقيب عن الآثار في منطقة عفرين».

وخطف نحو 300 مدني كردي من مدينة عفرين في محافظة حلب أثناء مرورهم صباح الاثنين على حاجز مفاجئ في منطقة الدانا، غرب مدينة حلب. وقال خليل إنهم «كانوا يستقلون 5 حافلات وحافلة صغيرة ومعظمهم كان في طريقه إلى مدينة حلب لقبض رواتبهم».

وقال الصحافي الكردي المقيم في عفرين علي عبد الرحمن للصحافة الفرنسية إن المدنيين خطفوا في منطقة الدانة الواقعة بين ريف إدلب وحلب، والخاضعة لسيطرة فصائل متشددة عدة، بينها جبهة النصرة، لافتا إلى أن «الخاطفين أطلقوا سراح النساء وأبقوا على الرجال والأطفال محتجزين».

 

بلينكن: لا حل سياسيا في سوريا بوجود الدكتاتور  

أكد طوني بلينكن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط أن الحل السياسي للأزمة السورية غير ممكن في ظل وجود الرئيس بشار الأسد الذي وصفه بأنه دكتاتور يقصف الشعب بالغازات والبراميل.

 

وأكد بلينكن -بعد محادثات أجراها في بيروت مع عدد من المسؤولين اللبنانيين- أن واشنطن تلتزم  بإحداث تحول سياسي في سوريا، وتشكيل حكومة تضم الجميع، وتحقق مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة والأمن.

 

لكن المسؤول الأميركي استدرك بالقول إن تلك المطالب لا يمكن أن تتحقق في ظل بقاء الدكتاتور الحالي الذي يقصف شعبه بالغاز والبراميل. في إشارة إلى استعمال قوات النظام السوري الغازات السامة والبراميل المتفجرة.

 

واستشهد بلينكن في تصريحه بما قاله وزير الخارجية جون كيري سابقا عندما وصف الأسد بأنه دكتاتور وحشي ولا مكان له في سوريا.

 

وبشأن تورط حزب الله اللبناني في القتال الدائر في سوريا، قال المسؤول الأميركي إن تدخل حزب الله في الأزمة السورية يسيء إلى شعبي لبنان وسوريا، ويؤدي إلى إطالة أمد الصراع والمعاناة.

 

إسقاط طائرة للنظام بدرعا والمعارضة تتقدم بالريف الشمالي  

أكدت مصادر في المعارضة السورية المسلحة أنها تمكنت من إسقاط طائرة حربية لقوات النظام بعد استهدافها بصاروخ حراري في منطقة الجدية بريف درعا، وقد بث ناشطون تسجيلا مصورا لما قالوا إنها لحظة إسقاط الطائرة.

 

ونقلت شبكة سوريا مباشر عن “لواء سيف الشام” أنه تمكن بالتعاون مع لواء “الحسن بن علي” من إسقاط طائرة للنظام الاثنين، كما بث “اللواء” تسجيلا مصورا يظهر لحظة استهداف الطائرة بصاروخ حراري، وتلا ذلك انطلاق دخان أبيض من الطائرة الحربية.

 

وكان مراسل الجزيرة في درعا قد نقل عن مصادر معارضة في 26 من الشهر الماضي أن طائرة استطلاع سقطت بمدينة الصنمين في درعا بعد استهدافها من قبل الثوار، وذكرت المصادر أن الطائرة ربما تكون إيرانية.

 

وفي 23 من الشهر نفسه، أسقطت كتائب المعارضة مروحية لجيش النظام فوق جبل الأكراد في ريف محافظة اللاذقية، وفقا للهيئة العامة للثورة السورية.

 

انطلاق مشاورات موسكو-2 بين النظام السوري والمعارضة  

انطلقت صباح اليوم الاثنين في العاصمة الروسية موسكو أولى جلسات لقاء “موسكو-2” التشاوري الذي يجمع بين ممثلين للنظام السوري وقسم من المعارضة، وذلك وسط مقاطعة من قبل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وشخصيات معارضة أخرى، بينما توقع محللون التمهيد لاتفاقية تضمن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة فترة انتقالية.

 

ومن المقرر مناقشة خمس نقاط وضعها الجانب الروسي كورقة عمل، والخروج بتصور أو رؤية موحدة، ليتم طرحها على النظام الذي من المخطط أن يلتقي وفد المعارضة في اليوم الثالث من اللقاء.

 

ونقلت وكالة الأناضول عن ممثل هيئة العمل الوطني محمود مرعي أن النقاط الخمس التي وضعها الجانب الروسي تتلخص في تقييم الوضع في سوريا، والنظر في إمكانيات ومهام القوى الوطنية في البلاد للمشاركة في مواجهة التحديات التي تشمل الإرهاب، واتخاذ تدابير بناء الثقة من قبل الطرفين، وبحث أسس العملية السياسية، والاتفاق على خطوات يمكن اعتمادها للاقتراب من المصالحة الوطنية.

 

مشاركة ومقاطعات

وبدأت الجلسات التي ستستمر أربعة أيام في مبنى معهد الاستشراق الروسي التابع لوزارة الخارجية الروسية، حيث يديرها رئيس المعهد فيتالين نعومكين الذي أدار جلسات اللقاء التشاوري الأول. وتقتصر جلسات اليوم على أطراف وشخصيات من المعارضة السورية وممثلين عن المجتمع المدني والعشائر.

 

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري يرأس وفد النظام في المحادثات، وأن قائمة المشاركين تشبه نظيرتها في لقاء “موسكو-1” المنعقد في يناير/كانون الثاني الماضي.

 

وبلغ عدد حضور جلسة اليوم الصباحية 31 شخصية من المعارضة والمجتمع المدني والعشائر، وأفاد عضو هيئة التنسيق الوطني عبد المجيد حمو أن من المتوقع أن يصل اليوم إلى موسكو المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم وعضوان آخران.

 

ومن بين الوجوه الجديدة في وفد المعارضة اليوم كل من عارف دليلة نائب المنسق العام لهيئة التنسيق، وممثلة الجبهة السورية لمى الأتاسي، والعضوة السابقة في تيار بناء الدولة ريم تركماني.

 

وتغيّب عن لقاء موسكو-2 كل من الفنان المعارض جمال سليمان الذي حضر اللقاء الأول، والرئيس السابق لهيئة التنسيق في الخارج هيثم مناع، كما قاطعه الرئيس الأسبق للائتلاف أحمد معاذ الخطيب، ومجموعة عمل قرطبة، واعتذرت عن المشاركة كيانات وشخصيات معارضة أخرى.

 

وكان الائتلاف الوطني السوري -أكبر كيانات المعارضة- قد اتخذ قراراً بعدم المشاركة في لقاء موسكو-2، واعتبره إعادة إنتاج للأسد، وأكد ضرورة الالتزام باتفاقية جنيف في يونيو/حزيران 2012، حيث وافقت واشنطن وموسكو آنذاك على تشكيل هيئة حكومية انتقالية بموافقة الطرفين.

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو ما زالت تأمل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف، وقال “يجب ألا ننقاد وراء حقيقة أن أحدهم أعلن أن جماعة معارضة ما هي الجماعة الرئيسية وجعل هذا هو الأساس لمحاولة الوصول إلى نتيجة”.

 

تنبؤات وتفاؤل

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس كريم بيطار قوله إن لقاء اليوم هو الاجتماع الأول بعد توقيع الأميركيين والإيرانيين اتفاق إطار (بشأن الملف النووي)، والأول بعد تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنه لا يستبعد إجراء مفاوضات مع الأسد، مضيفا أنه يمكن تعليق الآمال على تحقيق تقدم هذه المرة.

 

كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي عربي أن هدف روسيا ضمان مشاركة المعارضة الجديدة في مفاوضات مع النظام في موسكو بالمستقبل القريب، وأن من بين الحلول المقترحة إمكانية بقاء الأسد في السلطة لمدة عامين أو ثلاثة تمهيدا لمرحلة انتقالية، حيث تخشى موسكو وواشنطن أن يؤدي سقوط النظام إلى فوضى إقليمية.

 

وتنقل الوكالة عن مصدر معارض مشارك في المفاوضات أن “هذا الحل سيسمح لكل الأطراف بحفظ ماء وجهها”.

 

البحرية التركية تنقذ 51 #لاجئاً_سورياً بعد غرق قواربهم

دبي – قناة العربية

 

تمكنت فرق من خفر السواحل التركية من إنقاذ قرابة 51 لاجئاً سورياً بعد غرق القوارب التي كانوا على متنها في حادثتين منفصلتين على السواحل الغربية لتركيا.

 

وتم انتشال قرابة 13 ألف لاجئ سوري من عرض البحر في أكثر من 500 حادثة خلال العام الماضي، أثناء محاولتهم الفرار من الحرب الدائرة في بلادهم، بحسب البحرية التركية.

 

مخيم اليرموك: مجلس الأمن يتهم تنظيم “الدولة الإسلامية” وجبهة النصرة بارتكاب جرائم خطيرة

اتهم مجلس الأمن تنظيم “الدولة الإسلامية” وجبهة النصرة بارتكاب “جرائم خطيرة” في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.

 

وطالب بحماية المدنيين في المخيم.

 

وصفت الدول الأعضاء في المجلس الوضع في المخيم بأنه “على درجة خطيرة من اللاإنسانية.”

 

وكان مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” قد بثوا شريط فيديو يظهر سيطرتهم على المخيم الذي يعيش الآن عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.

 

وتحذر الأمم المتحدة من أن الغذاء والماء مفقودان في المخيم، والأدوية شحيحة، والناس محاصرون في منازلهم بينما تدور المعارك في الشوارع.

 

وتقول تقارير إن جبهة النصرة، التي يعتقد بأنها تتبنى فكر تنظيم القاعدة، ساعدت مسلحي تنظيم الدولة على دخول المخيم والسيطرة عليه.

 

وقالت دينا قعوار، مندوبة الأردن والرئيس الحالي لمجلس الأمن، إن الدول الأعضاء “استنكرت بأقوى العبارات الجرائم الخطيرة التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ضد 180 ألف مدني في المخيم.”

 

وأضافت أن الأعضاء “يشددون على الحاجة لعدم ترك هذه الجرائم تمر دون عقاب.”

 

كما دعا الأعضاء، حسب قعوار، إلى “حماية المدنيين في المخيم لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة بما في ذلك تقديم المساعدة اللازمة لإنقاذ الحياة وتأمين مرور وإخلاء آمن للمدنيين.”

 

وقد تردت الأوضاع في المخيم منذ شن مسلحو “الدولة الإسلامية” هجوما عليه في الأول من إبريل/نيسان.

“يجب أن يتوقف هذا”

 

وقال بيير كراهينبول، ممثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” أونروا”، في تقرير قدمه لمجلس الأمن إن “الوضع ( في المخيم الواقع جنوب العاصمة السورية) أسوأ من أي وقت مضى”.

 

وقال المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور إن إنقاذ اللاجئين الفلسطينيين هو أهم ما تقوم عليه سياسة حكومته.

فلسطينيون ومقاتلو الجيش السوري الحر المعارض يواجهون تنظيم “الدولة الإسلامية” في المخيم.

 

وقال أحمد مجدلاني المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية إن وفدا فلسطينيا يتوجه إلى دمشق لمناقشة فتح ممر إنساني للمخيم مع الحكومة السورية وفصائل فلسطينية في سوريا.

 

ويقول مراقبون إن مسلحي تنظيم الدولة وجبهة النصرة يقاتلون جنبا إلى جنب في محاولة لدخول المخيم.

 

وأفادت تقارير أن بضع مئات من سكان المخيم تمكنوا من مغادرته.

 

يذكر أن مخيم اليرموك اقيم عام 1948 لإسكان اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة مدنهم وقراهم الفلسطينية بعد إقامة دولة إسرائيل.

 

وقد بلغ عدد سكان المخيم 150 ألف نسمة قبل بدء النزاع المسلح في سوريا، وكان فيه مدارس ومساجد ومؤسسات حكومية.

 

وقد خضع المخيم للحصار منذ عام 2012.

 

الجيش الأمريكي: التحالف بقيادة أمريكا ينفذ 8 ضربات جوية بالعراق و5 في سوريا

واشنطن (رويترز) – قال الجيش الأمريكي إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدف تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد بثماني ضربات جوية في العراق ونفذ خمس ضربات جوية في سوريا.

 

وقالت قوة المهام المشتركة في بيان إن الضربات التي نفذت منذ صباح الأحد استهدفت مناطق قرب بيجي والموصل والرمادي في العراق ودمرت مواقع قتالية ومواقع لقذائف مورتر وموقعا للقناصة.

 

وأضاف البيان أن الضربات الجوية في سوريا دمرت ثمانية مواقع قتالية ونظاما للأنفاق ومركبة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية قرب الحسكة ومركبة قرب الرقة ومبنيين في كوباني.

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

 

مجلس الأمن يبحث كيفية مساعدة المدنيين في مخيم اليرموك بسوريا

من ميشيل نيكولز

الأمم المتحدة (رويترز) – قال مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين إنه سيبحث كيفية مساعدة نحو 18 ألف لاجئ فلسطيني ومدني سوري في المخيم الذي سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على معظم أرجائه. واقترح مسؤول كبير في الأمم المتحدة أن يدرس المجلس إجراءات لإجلاء السكان.

 

وأطلع بيير كراهينبول رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون والمجلس المكون من 15 عضوا على الوضع في مخيم اليرموك الواقع على أطراف دمشق على بعد كيلومترات قليلة من قصر الرئاسة السورية.

 

وقال كراهينبول للصحفيين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من الأردن “إن أكثر ما يهم المدنيين في اليرموك في الوقت الراهن هو مجرد النجاة. الأمر بهذه البساطة.”

 

وسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على معظم أنحاء مخيم اليرموك منتزعين إياها من جماعات منافسة بينما يحاصر الجيش السوري المنطقة بحسب ما قاله المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من سوريا والعراق وهو هدف لحملة جوية تقودها الولايات المتحدة.

 

وقال كراهينبول إن الدول التي تملك تأثيرا على الأطراف المتحاربة يتعين عليها أن تضغط من أجل حماية المدنيين. ودعا المجلس إلى “دراسة الإجراءات المحتملة التي من شأنها تسهيل الإجلاء الآمن والمنظم لمن يرغب في مغادرة المخيم.”

 

وأضاف “هذا مهمة معقدة للغاية في بيئة حساسة وخطيرة كالوضع في اليرموك حاليا.. ولكن تلك ستكون خطوات ملموسة يتعين النظر فيها.” وتابع أن أونروا لم تجر أي اتصال مع مقاتلي الدولة الإسلامية.

 

وقال مجلس الأمن في بيان إنه سيدرس مزيدا من التدابير التي يمكن اتخاذها للمساعدة في توفير الحماية والمساعدات اللازمة.” ودعا إلى تسهيل مرور المساعدات إلى اليرموك وإلى “ممر آمن وإجلاء المدنيين.”

 

وصارت اليرموك ساحة معارك قبل الحصار ودمرها قتال الشوارع والضربات الجوية والقصف. وقالت الأمم المتحدة إن 94 مدنيا فروا من المخيم يوم الأحد لكن نحو 3500 طفل ما زالوا عالقين هناك.

 

ووجه المراقب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور مناشدة من أجل مساعدة دولية “بأي صورة أو شكل” لضمان طريق آمن لإجلاء المدنيين من اليرموك.

 

وقبل بدء الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان مخيم اليرموك يضم نصف مليون فلسطيني. وأدت الحرب إلى مقتل 220 ألف شخص وشردت ملايين السوريين.

 

واقترح كراهينبول أن يوفد مجلس الأمن مندوبين لزيارة اليرموك لأنه “لا شيء يعادل مشاهدة الوضع مشاهدة مباشرة ومواجهة الحقائق على الأرض.”

 

(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير محمد عبد العال)

 

روسيا تستضيف محادثات بشأن سوريا ولا توقعات كبيرة

موسكو (رويترز) – استضافت روسيا محادثات بين الحكومة السورية وشخصيات في المعارضة يوم الاثنين لكن الائتلاف المعارض الرئيسي لم يشارك فيها ومن غير المتوقع إحراز تقدم كبير باتجاه إنهاء الصراع في سوريا.

 

وقال مبعوثون إنهم يتوقعون أن يركز الاجتماع الذي يستمر أربعة أيام على الشؤون الإنسانية وإن الهدف هو إلى حد كبير بناء الثقة بعد أربع سنوات من الحرب التي قتل فيها أكثر من 220 ألف شخص في سوريا.

 

وقاطع الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب ومقره اسطنبول الاجتماع وقال إنه لن يشارك إلا إذا أدت المحادثات إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو ما زالت تأمل في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف في يونيو حزيران 2012 وأشار إلى أنه يجب عدم التهويل من شأن غياب جماعة للمعارضة عن المحادثات.

 

وأضاف بعد محادثات مع وزيرة خارجية مدغشقر “سفكت دماء كثيرة بالفعل في سوريا وكان هناك العديد من البدايات الخاطئة.. لذا يجب ألا ننقاد وراء حقيقة أن أحدهم أعلن أن جماعة معارضة ما هي الجماعة الرئيسية وجعل هذا هو الأساس لمحاولة الوصول إلى نتيجة.”

 

وكانت وثيقة وضعت مسودتها في مؤتمر جنيف عام 2012 ووافقت عليها واشنطن وموسكو دعت إلى تشكيل هيئة حكومية انتقالية بموافقة الطرفين.

 

وذكرت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة يرأس وفد الحكومة السورية في المحادثات بموسكو.

 

وأضافت أن قائمة المشاركين تشبه نظيرتها في الجولة الأولى من المشاورات بالعاصمة الروسية في يناير كانون الثاني والتي لم تسفر عن انفراجة.

 

وحضر أكثر من 30 ممثلا لجماعات مختلفة الاجتماع السابق ومعظمهم ينتمون لجماعات إما موالية للأسد أو ترى أن من الضروري العمل مع دمشق لمواجهة صعود تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وتقول روسيا أكبر داعم دولي للأسد في الحرب الأهلية إنه يجب أن تكون لمحاربة الارهاب في سوريا الأولوية القصوى الآن ودعت المعارضة إلى العمل مع الأسد لتحقيق هذا الهدف.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى