أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 09 كانون الأول 2014

 

الغارات الإسرائيلية قرب دمشق دمّرت أسلحة لـ «حزب الله»

لندن، جنيف، طهران، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –

 

تأكد أمس أن الغارات التي شنتها قاذفات إسرائيلية قرب دمشق أول من أمس استهدفت مستودعات أسلحة وصواريخ لـ «حزب الله»، وترددت أنباء عن مقتل بعض عناصره في مواقع تابعة لـ «الفرقة الرابعة» بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري.

 

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المقاتلات الإسرائيلية قصفت مستودعات أسلحة في مناطق تتمركز فيها الفرقة الرابعة في قوات النظام في منطقة الديماس في ضواحي العاصمة دمشق، غالبيتها مخزَّن فيها أسلحة لـ «حزب الله»، وأحد المستودعات على الأقل هو للصواريخ، وأشار «المرصد» إلى أن عدداً من عناصر الحزب قتلوا في الغارات.

 

واستهدفت غارة مستودعات الصادرات والواردات في القسم العسكري من مطار دمشق الدولي، وكانت تضم مؤناً ومعدات لقوات النظام وكمية صغيرة من الأسلحة.

 

وأكدت إسرائيل بطريقة غير مباشرة استهداف «حزب الله»، اذ قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينيتز: «لدينا سياسة دفاع صارمة تهدف قدر الإمكان إلى منع نقل أسلحة متطورة إلى منظمات إرهابية». وامتنع شتاينيتز، وهو عضو في حزب «ليكود» الذي يرأسه بنيامين نتانياهو، من تأكيد شن إسرائيل الغارات أو نفيه، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن لا شك في حقيقة وقوف إسرائيل وراء الغارتين اللتين استهدفتا مواكب أو مخزونات أسلحة «متطورة» (صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض – جو) كانت في طريقها إلى «حزب الله».

 

من جهة أخرى، قال رئيس «الائتلاف الوطني» السوري المعارض هادي البحرة، إنه «يدين الاعتداء الذي ​نفذته القوات الإسرائيلية.. منتهكة الأجواء السورية، ونؤكد مسؤولية نظام الأسد عن جر سورية إلى الدمار الذي لحق بالبلاد».

 

في طهران، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده تعمل مع روسيا وإيران على حل سياسي للأزمة السورية يقوم «على الحوار بين السوريين من دون أي تدخل خارجي». وقال إنه سيلتقي اليوم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري «وستكون بيننا أمور مشتركة لا سيما على صعيد التنسيق الأمني».

 

والتقى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في غازي عنتاب التركية أمس، رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة أحمد طعمة وقادة فصائل تقاتل قوات النظام في حلب شمال البلاد، لعرض خطة لـ «تجميد» القتال، في وقت وصل السفير رمزي عزالدين رمزي -نائب دي ميستورا- إلى بيروت في طريقه الى دمشق حيث سيجري محادثات مع المسؤولين السوريين بعد غد.

 

ميدانياً، قال ناشطون معارضون إن «ما لا يقل عن 20 مدنياً بينهم أطفال استشهدوا وعشرات أصيبوا بجروح إثر غارات جوية شنّتها مقاتلات الأسد على مناطق في غوطتي دمشق الغربية والشرقية».

 

وفي جنوب سورية، ذكر موقع «الدرر الشامية» أن «جبهة ثوّار سورية» أعلنت أن «الثوّار تمكّنوا من تحرير عدة مناطق استراتيجية في مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا». وفي الشرق، أفادت وكالة «مسار برس» المعارضة، أن «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) استهدف مطار دير الزور العسكري وبلدة الجفرة في الريف الشرقي بسيارتين مفخختين، ما أجبر قوات الأسد على الانسحاب من داخل المطار وسيطر التنظيم عليها». كذلك أكد «المرصد» أن «داعش» شن حملة اعتقالات في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في ريف دير الزور الشرقي طاولت 60 مقاتلاً سابقاً في «جبهة النصرة» و «اقتادهم التنظيم إلى جهة مجهولة، وسط معلومات عن إجبارهم على القتال على جبهة مطار دير الزور».

 

وفي جنيف، قال انطونيو غوتييريس المفوض الاعلى للاجئين انه لمساعدة 58 مليون شخص يعتبرون بين الاكثر تأثراً بالنزاعات في العالم تحتاج وكالات الامم المتحدة الى 16,14 بليون دولار، لافتا الى ان نصف هذا المبلغ سيخصص للازمة السورية، وذلك لمساعدة 12,2 مليون شخص في الداخل وستة ملايين لاجئ في دول الجوار.

 

كيري يرى احتمالاً لتعاون إسرائيل والعرب في ائتلاف إقليمي واسع ضد التطرف

المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم

في موازاة الائتلاف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، تحدث وزير الخارجية الاميركي جون كيري في خطاب القاه الاحد في مؤتمر نظمه “منبر صبان” التابع لمؤسسة بروكينغز للابحاث، عن احتمالات تطوير ائتلاف اقليمي واسع ضد التطرف في المنطقة يفتح مجالات جديدة للتعاون بين الدول العربية واسرائيل.

 

وأتى حديثه بعد ساعات من الغارات الاسرائيلية على منطقة قريبة من مطار دمشق الدولي وعلى منطقة الديماس قرب العاصمة السورية، وتأكيد اسرائيل تصميمها على منع “نقل اسلحة” من سوريا الى “حزب الله” اللبناني، ممتنعة في الوقت عينه عن تاكيد او نفي شن هذه الغارات. بينما نددت موسكو بالغارات وطالبت تل ابيب بايضاحات. واعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بعد اجتماع مع نظيره السوري وليد المعلم في طهران ان الغارات الاسرائيلية تجعل الدولة العبرية في الخندق نفسه هي والمجموعات المتطرفة.

ومع اعلان المعلم ان بلاده تعمل مع روسيا وايران على حل سياسي للازمة السورية يقوم “على الحوار بين السوريين من دون اي تدخل خارجي” ، بدأ المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا محادثات في تركيا مع المعارضة السورية في شأن تجميد المعارك في حلب بين النظام والمعارضة.

 

كيري

وقال كيري ان الائتلاف الدولي يحرز تقدما تدريجيا وملموسا في حربه على “داعش” وقد ارغمه على التراجع على مختلف المستويات والجبهات، منها الانسحاب من اراض كان يحتلها، وحرمانه بعض مصادر تمويله، الى دحض ادعاءاته الاسلامية وكشف عدم شرعيتها.

ورأى أن وجود السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والاردن وقطر معاً ” في مواجهة هذا التحدي، هو مؤشر لامكانات جديدة للتعاون الاقليمي في مجال الامن ومكافحة الارهاب يمكن ان يفتح مجالات جديدة لنا جميعا، بمن في ذلك اسرائيل والفلسطينيون والاردن ومصر”. وبعدما اشار الى ان روح هذا التعاون لا تزال في بداياتها، اضاف :” لكنها بالغة الاهمية وحقيقية”.

وتطرق في خطابه الطويل امام جمهور متعاطف مع اسرائيل اكثر من مرة الى ” بروز هذا التحالف الاقليمي الجديد المبني على نبذ المتطرفين … لكنني سأقول لكم ما يقولونه لي. هم يقولون لي انهم مستعدون للتوصل الى سلام مع اسرائيل، ويقولون لي انهم يؤمنون بان هذه اللحظة تشمل القدرة على ايجاد تحالف اقليمي جديد ضد تنظيمات مثل حماس وداعش واحرار الشام وبوكو حرام وغيرها”. ولاحظ انه “سوف نتهاون اذا لم نحاول اغتنام هذه الفرصة”. ولفت الى ان مثل هذا الامكان كان مستحيلاً قبل ستة اشهر، بينما بات من الواضح الان ان الحاق الهزيمة بالارهابيين العنيفين وتعزيز التعاون الاقليمي هما وسيلتان لبناء مستقبل افضل للشرق الاوسط “ومستقبل اكثر أمانا لاسرائيل وجيرانها”.

وفي سياق حديثه عن ضرورة تحقيق السلام بين الفلسطينيين واسرائيل والضمانات الامنية لاسرائيل، ذكر أن دولاً أخرى في المنطقة اضافة الى الاردن ومصر يمكن ان تساهم في ضمان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين و”لهذا نواصل استشراف كيفية استخدام هذه الديناميات الاقليمية الجديدة المتعلقة بداعش والعالم العربي لتعزيز أمن اسرائيل وجيرانها. نعم ، نحن ندرك ان اسرائيل يجب ان تكون قوية كي تحقق السلام، لكننا نعلم أيضاً أن السلام الحقيقي سوف يجعل اسرائيل أقوى”.

وأفاد أن أكثر ما يثير اهتمامه هذه الايام هو التفكير في الاحتمالات التي يمكن ان تنتج من هذا التحالف الجديد، قائلاً: ” عندما اجتمع بالرئيس (المصري عبدالفتاح) السيسي أو (الشيخ) محمد بن زايد (ولي عهد دولة الامارات) او العاهل السعودي الملك عبدالله، فانهم جميعا يتحدثون عن كيف ستكون المنطقة اذا تحقق فيها السلام… وهم يرون القوة الاقتصادية لاسرائيل ميزة لهم جيمعا”. وفي هذا المجال أوضح تصوره لتعاون اقليمي في مجالات الزراعة والطاقة في منطقة شرق المتوسط والعراق، من شواطئ المتوسط الى نهري دجلة والفرات.

وعن الوضع في سوريا، كرر كيري ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته، وحمّل الاسد مسؤولية قتل مئتي الف سوري. وتناول الغارات الجوية التي تستهدف “داعش” ومنشآتها وقال:” ونحن نعمل على اقامة مراكز اقليمية لتدريب وتسليح المعارضة السورية المسلحة المعتدلة، التي سنساعدها اكثر في الاسابيع والاشهر المقبلة”.

ودحض ادعاءات الاسد أنه خط الدفاع الاخير ضد “داعش”، مشيرا الى العلاقة التكافلية بين النظام السوري والتنظيم المتطرف. لكنه أكد ايضاً أن لا حل عسكرياً للنزاع في سوريا. وانه ناقش هذه المسألة اخيراً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

 

دوميستورا التقى المعارضة

 

في غضون ذلك، صرحت الناطقة باسم المبعوث الاممي الى سوريا جولييت توما في اتصال هاتفي من بيروت: “بدأت المحادثات اليوم (امس) مع ممثلين لمجموعات مسلحة وأخرى غير مسلحة في غازي عينتاب (تركيا)”. وقالت إن بعثة الامم المتحدة تضم أربعة أشخاص بينهم دوميستورا.

ولم تشأ الناطقة التعليق على ما أوردته صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات عن رغبة دمشق في حصر وقف النار في حلب وحدها، في حين تطالب المعارضة بتوسيعه ليشمل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. وأضافت ان “الخطة قيد البحث حاليا ولا نعرف حدودها الجغرافية حاليا”.

وفي غازي عينتاب، حيث اتخذت السطات اجراءات أمنية مشددة، مثل الوفد المعارض خصوصا قيس الشيخ رئيس مجلس قيادة الثورة وهو تحالف يضم نحو 20 مجموعة من المعتدلين اسلاميين وعلمانيين.

 

الصمت الإسرائيلي والعدوان على سوريا: استمرار لسياسة معركة ما بين حربين

حلمي موسى

كعادتها، التزمت إسرائيل الرسمية الصمت تجاه الغارات التي نفذتها طائراتها ضد أهداف سورية، وتركت المجال واسعاً للمعلقين. ولكن خلافاً لغارات سابقة، وبسبب التوجه نحو انتخابات مبكرة، لمّح معارضون إسرائيليون الى أن دوافع الغارات انتخابية. ولكن، من تحت الطاولة وفوقها، خرج متحدثون حزبيون موالون لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ليعلنوا أن مثل هذه الاتهامات غير مسؤولة.

وفي كل حال، اعتبر المعلق العسكري لـ«هآرتس» عاموس هارئيل أن الغارة «المنسوبة» لسلاح الجو الإسرائيلي على موقعين في سوريا «تبدو استمراراً للسياسة التي رسمتها إسرائيل بشأن الحرب الأهلية في سوريا قبل أكثر من ثلاثة أعوام. فإسرائيل، رسمياً، لا تنفي ولا تؤكد مسؤوليتها عن القصف. لكن زعماءها حرصوا، في مناسبات مختلفة، على إيصال رسائل صريحة سرية وأحيانا علنية لدمشق. وقد رسمت إسرائيل خطوطاً حمراء في الجبهة الشمالية ــ نقل منظومات سلاح متطورة من سوريا إلى حزب الله أو المساس بالسيادة الإسرائيلية. في حالات كهذه، هي على استعداد لاستخدام القوة لإحباط نيات الطرف الخصم».

واعتبر هارئيل أن غارة أمس الأول، جاءت بعد فترة طويلة نسبياً من الهدوء. وأشار إلى أن الغارة «استثنائية، لثلاثة أبعاد على الأقل: تمت بعدما بذل حزب الله جهداً لوضع قواعد لعبة جديدة مع إسرائيل في الحلبة الشمالية، وبعدما غيّرت الأسرة الدولية سلّم أولوياتها بشأن الحرب في سوريا (من إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أولا، إلى هزيمة خصومه في تنظيم «داعش» حاليا) وهذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها إسرائيل في سوريا منذ إعلان نتنياهو نيته الذهاب إلى انتخابات جديدة».

وخلص معلق «هآرتس» إلى أن النظام السوري قد يمتنع عن الرد، سواء مباشرة أو غير مباشر، على الغارة الإسرائيلية لأسباب بينها الحملة الجوية الغربية على تنظيم «داعش» الذي غدا العدو الرقم واحداً للولايات المتحدة. وأشار إلى أن سوريا، بحسب تقديره، ليس لها مصلحة في الانزلاق نحو صراع جانبي مع إسرائيل يقود إلى تعقيد الوضع.

وقال إن «رد فعل حزب الله يصعب تقديره. فحزب الله في العام الأخير يوحي بثقة أكبر بالنفس في استفزازاته لإسرائيل. والسؤال: هل موضع الهجوم، في الجانب السوري من الحدود، سيشكل في نظره مبرراً مقنعاً بما فيه الكفاية للرد».

وكان المعلق العسكري لـ»موقع يديعوت»، رون بن يشاي أكثر صراحة حين كتب أن الغارة «أعدت كما يبدو لمنع نقل شحنة وسائل قتالية متقدمة من طراز حديث من إيران إلى حزب الله. فالحرس الثوري الإيراني يواصل اللعب بالنار، ويزوّد حزب الله بأسلحة يمكن أن توقع خسائر ودماراً كبيراً في إسرائيل». واعتبر أن تقديره مبني على واقع أن الغارات تمت على موقعين بعيدين بعضهما عن بعض، مضيفاً أن الاحتمالات كبيرة جداً في أن الغارة تمت بناء على معلومات استخبارية دقيقة وبعدما درست إسرائيل كل الأبعاد العملياتية والاستراتيجية لها.

وحول الهدف من العملية، كتب بن يشاي أن هذه الغارة تشبه تلك التي شنت في أيار العام 2013، حينما جرى الحديث عن استهداف صواريخ «فاتح 110» من الطراز الأشد تطوراً ودقة. ولاحظ أن رجالاً من «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، أكثروا في الأسابيع الأخيرة من الحديث عن صواريخ أرض-أرض نوعية تسمح للحزب بالوصول بدقة إلى كل هدف في إسرائيل.

وكرر احتمال أن الحديث يدور عن صواريخ «فاتح 110» التي من المحتمل أن تكون شحنات منها قد وصلت فعلاً إلى «حزب الله» في لبنان، وأن الغارة رمت إلى منع وصول المزيد منها.

وأبدى بن يشاي، هو الآخر، تقديره بأن الغارة «لن تسبب اندلاعاً واسعاً للنيران بين إسرائيل وسوريا. فالأسد غير معتاد على الرد على غارات تستهدف شحنات أسلحة لحزب الله على أراضيه من أجل ألا يتورط في صدام مدمر مع إسرائيل في وقت يحارب فيه المتمردين ضد نظامه». وأشار كذلك إلى ترجيح أن لا يرد «حزب الله» أيضاً، لأنه اعتاد أن يرد على غارات تقع على الأراضي اللبنانية، بوصفه المدافع عنها ولا يريد أن يظهر بأنه يتلقى شحنات سلاح من إيران عبر الأراضي السورية. ومع ذلك استدرك بن يشاي وكتب أن «لا أحد يضمن أن يواصل حزب الله وسوريا هذه السياسة، ما يستدعي من الجيش الإسرائيلي تأهباً في الشمال».

من جانبه، أشار المعلق العسكري لـ»القناة العاشرة» الإسرائيلية، ألون بن دافيد، إلى خطأ رجال السياسة الإسرائيليين الذين سارعوا إلى إضفاء أبعاد انتخابية على الغارة.

وكتب أن الغارة لا تتم إلا بعد أسابيع وربما شهور من مراقبة مسارات السلاح، والأمر يتطلب جملة مصادقات طويلة، «من دون أن يعني ذلك أنه لا يستبعد أن يكون نتنياهو فرحاً لتزامن هجوم كهذا مع المعركة الانتخابية. لكن الجيش الإسرائيلي، لا يعرف، وأيضاً لم يكن ليوافق، على تكييف نفسه مع أجندة حزبية».

وكرر بن دافيد القول إن «الإيرانيين ثرثروا في الشهر الأخير عن تزويد حزب الله بالجيل الرابع من صواريخ فاتح 110 والتي يبلغ مداها 300 كيلومتر، وأن نائب الأمين العام لحزب الله (الشيخ نعيم قاسم) اعترف بأن رجاله تدربوا عليها وبدأوا في تسلمها». وأكد أن إسرائيل ترى في نشر مثل هذه الصواريخ في لبنان خطاً أحمر قد يهدد جوهرياً مواقع استراتيجية إسرائيلية.

أما محرر مجلة «إسرائيل ديفنس» عمير ربابورات، فكتب أن رئيس شعبة الاستخبارات الجنرال هرتسي هاليفي عرض على الحكومة أمس الأول، التقدير السنوي لشعبة الاستخبارات للعام 2015. وقال إن شعبة الاستخبارات ترى أن احتمال اندلاع المواجهات على الجبهة الشمالية ليس ضئيلاً. ومع ذلك، فإن الغارة التي تمت بعد ساعات من هذا العرض لا ترتبط بهذا التقدير.

واعتبر ربابورات أن الغارة هي جزء مما يسميه الجيش الإسرائيلي «معركة ما بين حربين»، وهي تجري لإحباط نقل أسلحة استراتيجية. وأقر بأن إسرائيل ليست الجهة الوحيدة التي تحدد قواعد اللعبة، فـ»حزب الله» أيضاً يحاول ذلك، وقد نفذ هجمات عدة على الحدود، وامتنعت إسرائيل عن الرد.

المعلق العسكري لـ»يديعوت»، أليكس فيشمان، اعتبر أن إسرائيل بهذه الغارة نقلت القرار بشأن أجندة الانتخابات المقبلة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. فالطريقة التي سيرد بها على الغارة هي ما سيملي عناوين الصحف والانشغال الإسرائيلي في الأسابيع والشهور القريبة.

وأشار فيشمان إلى أن التقديرات السائدة هي أن الأسد لن يرد لاعتبارات كثيرة، واستدرك قائلاً «لكن تقديرات الاستخبارات في كل ما يتعلق بما يجري في أدمغة الزعماء العرب صحيحة، على وجه العموم، بنسبة 50 في المئة. إما كذا أو كذا».

 

فشل محاولة ثانية لاقتحام مطار دير الزور العسكري

«شرطة إسلامية» لملاحقة الفارين من القتال

تمكن الجيش السوري أمس، من إفشال المحاولة الثانية التي قام بها مسلحو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» لاقتحام مطار ديرالزور العسكري، وذلك بعد ساعات فقط من إفشاله المحاولة الأولى، فيما استمرت الاشتباكات في عدد من مناطق وأحياء مدينة ديرالزور وسط غارات كثيفة يشنها الطيران الحربي على طول جبهات القتال.

وفي سيناريو متكرر، نفذ أحد مسلحي «داعش»، سعودي الجنسية، ويدعى أبو عمر الجزراوي عملية انتحارية بعربة مفخخة في محيط المطار، والهدف المعتاد لهذه العمليات هو إحداث ثغرة في أسوار المطار على نحو يتيح، لمجموعة من الانغماسيين المستعدين لاقتحام المطار، نقل القتال إلى داخله. ولكن العربة المفخخة انفجرت قبل بلوغ غايتها نتيجة استهدافها بقذائف «آر بي جي» من قبل حامية المطار.

وعلى وقع انفجار العربة، هجمت مجموعة الانغماسيين ظنّا منها أن العملية حققت هدفها حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بينها وبين حامية المطار، ما أوقع العديد من عناصرها بين قتيل وجريح، لتضطر بعدها إلى الانسحاب.

وقد ذكرت بعض الصفحات الإعلامية التابعة لـ«داعش» أن عناصر داعش تمكنوا من أسر جنود سوريين جراء هذه العملية، من دون أن يتم عرض صور تثبت ذلك.

في المقابل، استمر الطيران الحربي السوري بشن غاراته على مناطق انتشار «داعش» سواء في محيط المطار أو في الأحياء التي يسيطر عليها داخل مدينة ديرالزور، بهدف الضغط على مسلحي التنظيم من جهة، وتوسيع دائرة تأمين المطار من جهة ثانية. وكان أبرزها ست غارات استهدفت رتلاً من السيارات بالقرب من بلدة الشولا في ريف ديرالزور الغربي، وأدت إلى تدميرها بشكل كامل. كما استهدف الطيران حويجة صكر بغارتين أعقبهما تجدد الاشتباكات في تلك المنطقة التي لم تهدأ فيها المواجهات منذ أسابيع. وكذلك طالت الغارات معاقل «داعش» في حي الصناعة الذي شهد أمس، اشتباكات وصفت بالأعنف.

وسقط نتيجة هذه المواجهات عدد من القتلى في صفوف «داعش»، أبرزهم السعودي صالح سالم الهمامي ويلقب بـ«أبو ثابت»، ويعتبر من القيادات الميدانية للتنظيم، حيث سبق له القتال في كل من اللاذقية وحمص التي خاض فيها مؤخراً معركة حقل الشاعر، قبل أن ينتقل إلى معركة مطار ديرالزور حيث لقي مصرعه، كما قتل العراقي الملقب بـ«فلوجة الأنصاري».

وذكرت صفحة «كتائب البعث» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أن طائرة من نوع «اليوشن» حطت أمس، في مطار ديرالزور، وأفرغت حمولتها ثم أقلعت بشكل طبيعي، في إشارة منها إلى استعادة حالة الأمان في محيط المطار، لأنه من المعروف أن طائرات «اليوشن» تحتاج إلى الطيران المنخفض لمسافة عشرة كيلومترات قبل أن تهبط، ويكون استهدافها سهلاً خلال هذه المسافة.

إلى ذلك، ولمواجهة ظاهرة الفرار والتسرب من صفوفه، لجأ تنظيم «داعش» إلى إحداث جهاز جديد أطلق عليه اسم «الشرطة العسكرية الإسلامية».

ومهمة هذا الجهاز هو ملاحقة عناصر «داعش» الفارين من جبهات القتال وإلقاء القبض على أي عنصر متواجد خارج الجبهات من دون «ورقة مهمة»، وإجباره على العودة أو إحالته إلى القضاء الشرعي.

 

سوريا.. فصائل مسلحة تعلن اندماجها مع أحرار الشام الإسلامية

إسطنبول – الأناضول – أعلنت عدد من الفصائل الإسلامية المسلحة في سوريا، مساء الاثنين، عن اندماجها بشكل كامل مع حركة “أحرار الشام الإسلامية”، وذلك في بيان مصور بثته الحركة عبر مواقعها، من بينها الجبهة الإسلامية الكردية.

 

وحسب البيان المصور، فقد تضمن كلمة لأحد القادة، أكد فيها أنه “امتثالًا لأمر الله بالاعتصام، وتأكيدًا على استمرار الجهاد على خطى الشهداء، وتجسيدًا لعمق الأخوة بين مكونات الشعب السوري من عرب وكرد وغيرهم، وتأكيدًا على ثبات الجهاد رغم الخروج من مدينة حمص، أعلن عن اندماج حركة أحرار الشام، ولواء الحق، والجبهة الإسلامية الكردية، تحت مسمى حركة أحرار الشام الإسلامية”.

 

وأوضح البيان أن “الاندماج هو اندماج كامل تذوب فيه المسميات والكيانات، ليولد جسد أكثر قوة، وقادرًا على التصدي لتحديات المرحلة، فضلًا عن أنه خطوة في طريق توحيد الكتائب المجاهدة على أرض الشام”، على حد تعبيره.

 

وتعهد القادة في البيان بأنهم “يعدون أبناء الشعب بأنهم كانوا وسيبقون أبناءه البررة، وجنده الأوفياء، وسيستمرون محافظين على خط الثورة الأصيل، حتى إسقاط النظام المجرم، ونيل الحقوق في الحرية والكرامة، في ظل الشريعة الإسلامية الغراء، وعلى أرض سوريا الحبيبة”، على حد وصف البيان.

 

وأسست حركة “أحرار الشام”، مع بداية عسكرة الثورة السورية، بعد أشهر من اندلاعها في مارس/آذار 2011، وبرزت كقوة عسكرية فاعلة في معارك خاضتها ضد قوات النظام السوري، خاصة في شمال سوريا بريفي حلب، وإدلب، وفي معارك خاضتها أيضًا ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف باسم (داعش) في شمال شرقي سوريا، خلال الأشهر الماضية.

 

ونعت “الجبهة الإسلامية”، أكبر الفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، مسؤولها السياسي وقائد حركة أحرار الشام المنضوية تحت لوائها “حسان عبود” الشهير باسم أبو عبد الله الحموي، ونحو 45 عضوًا من قيادات الصف الأول والثاني في الحركة الذين قتلوا في تفجير مجهول المصدر استهدف اجتماعًا لهم في ريف إدلب قبل أشهر، وذلك دون أن تتبنى أية جهة مسؤوليتها عن العملية.

 

معارض سوري يتوعد النظام بمعركة فاصلة بـ”نبل” و”الزهراء” بحلب

حلب – الأناضول – توعد القائد العسكري في “فيلق الشام”، “عقبة الباشي أبو يزن”، النظام السوري، بمعركة فاصلة في بلدتي نبل والزهراء، شمال حلب، مشيرًا إلى “أن البلدتين أصبحتا مرتعًا لعناصر حزب الله والميلشيات الشيعية العراقية والأفغانية”.

 

وأوضح “أبو يزن”، أن “المعركة الفاصلة سيشارك فيها العديد من فصائل المعارضة، من بينها جبهة النصرة، والجبهة الإسلامية، وفيلق الشام، وجيش المجاهدين”، لافتًا إلى أنهم جهزوا أكثر من 1000 قذيفة مدفع جهنم، ونحو 500 صاروخ غراد، و2000 قذيفة هاون، بأحجام مختلفة من أجل المعركة المرتفبة.

 

وأكد “أبو يزن” أن “المعركة القادمة ستكون قصيرة، ولن يطول الوقت حتى تصبح البلدتين في يد المعارضة”، ولفت إلى أنهم “تمكنوا في المعركة السابقة التي جرت قبل نحو أسبوعين من السيطرة على مواقع مهمة حول البلدتين، وتكبيد النظام خسائر فادحة في الأرواح”، مضيفًا: “أن السيطرة على البلدتين سيفتح الباب لتحرير حلب بشكل كامل”.

 

أما عن دور “وحدات حماية الشعب” الكردية ،، فقد وصفه “أبو يزن” بالسلبي، محذرًا إياها من تقديم أي نوع من المساعدة لقوات النظام، وهدد بأن فصائل المعارضة سترد على أي تسهيلات لمرور قوات النظام وفتح الإمداد لها، عن طريق مدينة عفرين المحاذية لبلدتي نبل والزهراء، والتي تسطير عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

وتقبع بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية، تحت حصار قوات المعارضة، منذ أكثر من عامين، وتشهد محيطها معارك بين الجانبين على فترات متقطعة، وتقوم قوات النظام بإنزال الإمدادات لقواته الموجودة في البلدتين من خلال المظلات التي تلقيها الطائرات.

 

وكانت فصائل من المعارضة تتقدمها جبهة النصرة، شنت هجومًا عنيفًا قبل أسبوعين على البلدتين، وتمكنت من السيطرة على عدة مواقع حول بلدة الزهراء.

 

وترافقت تلك المعارك باتهامات لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، بمساعدة النظام لوجستيًا، وهو ما نفته الوحدات على لسان أحد مسؤوليها في مدينة عفرين.

 

منظمات دولية تدعو الدول الغنية الخليجية والأوروبية لاستيعاب اللاجئين السوريين الضعفاء

دراسة صينية تحاول التوصل لعدد قتلى الانتفاضة السورية عبر درجات الإنارة… كل عائلة على طرفي النزاع لديها قصتها عن أبناء فقدوا في أتون الحرب الأهلية

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي» من الصعب فهم الدمار الذي أصاب سوريا ليس لأن عدد الضحايا ضخم جدا، بل لأن الأرقام حول الحرب غير واضحة، فعدد القتلى وصل حسب بعض التقديرات إلى 200.000 الذي تقول صحيفة «واشنطن بوست» إنه جاء من منظمة في كافنتري- إنكلترا لا تقدم معلومات عن الطريقة التي تتوصل فيها لمعلوماتها.

وهذا تعليق قدمته مجلة «أتلانتك مونثلي» في تقرير لها عن طريقة مختلفة لإحصاء عدد الضحايا بقياس نسبة البيوت المضيئة في الليل لتلك المظلمة.

وتقول المجلة إن مسألة ارقام الضحايا هي محل للجدال بين الأطراف وفي مرحلة ما توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء عدد القتلى السوريين. لكن باحثين في جامعة «وهان» الصينية لجأءا إلى طريقة أخرى غير تقليدية لمعرفة أثر الحرب على السوريين.

ففي دراسة نشرت في «المجلة الدولية للاستشعار عن بعد» قام كل من تشي لي وديرين لي بتجاوز أرقام القتلى واستخدما الأقمار الصناعية الأمريكية التي تحلق على بعدد 500 من مستوى سطح الأرض.

وناقش الباحثان ان المنظر التي تقدمه الأقمار الصناعية من الفضاء يتيح مصدرا مهما وموضوعيا للمعلومات عن الأزمة.

 

اختفاء النور

 

وفي محاولة لتقييم محتوى الصور توصل الباحثان إلى تراجع الأنوار الليلية بنسبة 74% في كل أنحاء سوريا في الفترة ما بين آذار/ مارس 2011 وشباط/ فبراير 2014.

والاستثناء كانت العاصمة دمشق ومدينة القنيطرة القريبة من الحدود الإسرائيلية حيث تراجعت الإضاءة الليلية فيها بنسبة 35% مقارنة مع مدينة حلب التي تراجعت الإضاءة فيها بنسبة 88%، وبعبارات أخرى فسوريا تضيء ليلها بنسبة ربع ما كان عليه الحال قبل الحرب.

والصور التي وفرتها الدراسة قدمت ملمحا عن الإضاءة في سوريا في الليل في آذار/ مارس 2011 وكيف اطفئت الأنوار في الكثير من المناطق وتراجعت إمدادات الكهرباء خاصة في مدينة حلب، خاصة عندما تقارن صور سوريا في الليل بتلك في الدول المجاورة: تركيا ولبنان والأردن وإسرائيل حيث لم تتغير مستويات الإضاءة فيها منذ ثلاث سنوات.

ولا يعني الظلام الذي يخيم على سوريا الدمار والموت فقط ولكنه يشير إلى تلاشي النشاطات الإنسانية ونضب الإمدادات الكهربائية وتدمير البنايات. وكذلك يؤشر أيضا إلى تهجير نصف السكان السوريين، وعندما يهجر الناس بيوتهم تطفأ الأنوار.

وبناء عليه لاحظ الباحثان علاقة بين عدد المشردين في داخل وطنهم في كل محافظة ومستوى الإضاءة في الليل.

وتقول المجلة إن الحرب السورية لا تعتبر فقط حالة إنسانية طارئة وجبهة جديدة للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب ولكنها واحدة من النقاط العمياء الواضحة. وفي غياب الصحافيين الأجانب فالصور التي تلتقط عبر الأقمار الصناعية تقدم بديلا يرصد حركة كل شيء من حركة الأسلحة الكيميائية إلى زيادة أعداد المخيمات التي تستقبل اللاجئين وإلى تدمير المعالم التاريخية والأثرية المهمة.

ويرى الباحثان الصينيان أن الصور الفضائية تقدم تكنولوجيا للحصول على المعلومات والبيانات عن النزاع. وتمنح طريقة لفهم العلاقة بين المشردين وقلة نسبة مستخدمي الكهرباء مما قد يساعد الباحثين على تقدير حجم الهاربين من العنف.

 

ساعدوا اللاجئين

 

وفي الوقت الحالي ما يهم اللاجئين السوريين هو البحث عن أمان وتوفر الخدمات في المناطق التي هربوا إليها. ومع دخول فصل الشتاء هناك مخاوف من تعرض اللاجئين للبرد والجوع والأمراض التي تأتي مع الفصل القارص عادة في سوريا ودول الجوار المحيطة بها.

ولهذا دعت منظمات دولية مثل «أمنستي إنترناشونال» و «أوكسفام» الدول الغنية لاستيعاب اللاجئين.

وتحدثت هيرييت شيروود مراسلة صحيفة «الغارديان» في القدس عن تحالف مكون من 36 منظمة دولية دعت الدول الغربية الغنية لإعادة توطين اللاجئين.

وتناقش هذه المنظمات أن الدول الجارة لسوريا التي بدأت تتأثر بالحرب الدائرة فيها لم تعد تستطيع تحمل المسؤولية عن أزمة تعتبر الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت المنظمات إن الدول الغنية يجب أن تستوعب نسبة 5% من 3.6 مليون نسمة بنهاية عام 2015.

وجاءت الدعوة لحماية وتوفير الأمن للسوريين قبل انعقاد مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة في جنيف اليوم الثلاثاء ويهدف لدفع الدول استيعاب أعداد إضافية من اللاجئين السوريين. ومن بين المنظمات التي تدعو لحماية السوريين بالإضافة لأمنستي وأوكسفام، هناك «أكشن إيد» و «سيف ذا تشيلدرن» و «إسلاميك ريليف».

ووصف مارك غولديرينغ من أوكسفام أزمة اللاجئين السوريين بالقول «هذه أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، فقد أدت لتشريد مليوني مدني معظمهم من النساء والأطفال، ونحن نعول على الحكومات في جنيف للتحرك وإظهار التضامن الدولي المطلوب وتقديم المساعدة الماسة للاجئين الذين تتعرض حياتهم للخطر».

ويقول إن غالبية الذين شردتهم الحرب منذ عام 2011 استقبلتهم خمس دول في المنطقة وهي تركيا ولبنان ومصر والأردن.

وتلقت كل من السويد وألمانيا حوالي 100.000 طلب لجوء من لاجئين سوريين. فيما تعهدت فرنسا وبريطانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا تقاسم واستقبال 2.000 لاجئ. ورفضت بريطانيا الانضمام لبرنامج إعادة التوطين للاجئين السوريين الضعفاء واالذي دعت إليه الأمم المتحدة.

وبحسب أرقام أمنستي فلم تستقبل بريطانيا سوى 90 لاجئا. ولم تقدم دول الخليج أي عروض لاستقبال سوريين حيث يقول السيد علي من أمنستي إنترناشونال ان «غياب الجاهزية من دول الخليج تحديدا لتوطين سوريين يعتبر مخجلا، فالعلاقة اللغوية والدينية يجب أن تجعل دول الخليج في مقدمة من يقدم الملجأ الآمن للسوريين الهاربين من الاضطهاد وجرائم الحرب في سوريا».

وفي تطور جديد قد يؤثر على وضع اللاجئين قام الأردن وتركيا ولبنان بوضع قيود على حركة تدفق السوريين إلى أراضيها في الأشهر.

وفي الإسبوع الماضي قرر برنامج الغذاء العالمي تعليق عمليات توزيع المواد الغذائية لآلاف السوريين بعد أن فشل في تمويل عملياته لشهر كانون أول/ ديسمبر.

وجاء هذا في وقت حذرت فيه منظمة الطفولة العالمية (يونيسيف) من تعرض أكثر من 15 مليون طفل في العالم خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويواجه السوريون الهاربون من الحرب مشاكل تتعلق بتوفير الملجأ والمعيشة وتجاوز الآثار النفسية للحرب، وتأمين التعليم لأبنائهم فهناك جيل ضائع من الأطفال ممن أصبحوا اليوم عرضة للاستغلال وأجبروا على العمل في مهن صعبة لمساعدة عائلاتهم. كما ويعاني معظم العائلات التي هاجرت من الفقدان والتشتت.

 

البحث عن المفقودين

 

وهناك بعض العائلات التي تنتظر عودة المفقودين. ففي تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» عن عائلات فقدت أبناءها في الحرب.

وجمع التقرير شهادات أمهات فقدن أبنائهن الذين اختفوا بدون أثر، وهي قصص من طرفي النزاع، فمن هؤلاء غدير ملوك من مصياف السورية سمعت أن ابنها العامل في الخدمات الطبية قد قتل، وظلت تنتظر وصول جثته وحضرت له قبرا، لكن الجيش اتصل بها وأخبرها أن ابنها لم يمت ولكنه مفقود.

وفي المقابل ففريزة وهبة من بلدة دوما التي تعتبر واحدة من معاقل الثورة السورية لم تسمع ومنذ عامين عن ابنها الذي كان يعمل سائقا لسيارات الهلال الأحمر واتصل بها قائلا إنه ينقل جرحى ومن ضمنهم شقيقه الذي كان يقاتل إلى جانب المعارضة.

ويرى التقرير أن الأمهات اللاتي قسمتهن الحرب والولاء ينتظرن عودة أبنائهن وهناك من ينتظرن عودة الأزواج ويعشن بين الحزن والأمل. فهيام مخلوف (29 عاما) زوجة ضابط في الجيش السوري تقول إنها لم تره منذ عامين، وآخر مرة جاء للبيت كانت في عيد ميلاد ابنه.

 

قصة وهبة

 

وتبلغ السيدة وهبة من العمر 72 عاما، وكان زوجها يعمل حدادا، وكذا اثنان من ابنائها حيث انضم احدهما غيلان البسواني للجيش السوري الحر فيما أصبح الثاني سائق سيارة إسعاف. وتقول وهبة إن ابنها كان شخصا وديا ويريد مساعدة الناس «وكنت سعيدة عندما بدأ العمل مع الهلال الأحمر». وفي بداية عام 2012 بدأ الجيش بقصف المناطق السكنية في دوما.

وفي 29 حزيران/يونيو بدأ النظام هجوما كبيرا على دوما، حيث جلست السيدة وهبة مع زوجها في البيت وزوجات أبنائها وحفيدتها.

وتقول إن اشتباكات حدثت حول الحي. واتصل غيلان بالبيت وقال إنه سيحضر بالسيارة لمساعدة العائلة على الهرب.

وأخبرها بأنه أخذ معه شقيقه علاء الذي أصيب بجراح.

وبعد ذلك اتصل وأخبرها أنه لم يستطع الوصول إليهم «وهذه هي المرة الأخيرة التي سمعت صوته».

وفيما بعد سمح للهلال الأحمر بدخول دوما حيث قام المسعفون بجمع 500 جثة نتيجة للهجوم الذي نفذه الجيش حسبما قال عامل في الهلال الأحمر.

وفي الوقت الذي ألقى فيه الجيش باللوم على المقاتلين لما حدث من قتل في دوما، قال شهود عيان إن المسؤولين عن القتل هم الجنود.

وبعد شهر قتل ابنها عماد وهو يقاتل مع المعارضة قرب دمشق. وقام أصدقاؤه بدفنه خارج دوما وأعادوا متعلقاته الشخصية «لم أزر بعد قبره» تقول والدته، وتم اعتقال رابع أولادها عبد الناصر حيث أخذته القوى الأمنية ولم يعد.

 

قصة ملوك

 

ويحاول التقرير المقارنة بين المفقودين للعائلات السنية وتلك العلوية. حيث يشير إلى غدير ملوك، حيث كان ابنها وئام يوسف مع قافلة خدمات طبية عندما ضربها صاروخ من المقاتلين التابعين للجيش السوري الحر. وكان يوسف طالب تمريض قبل الحرب.

وفقدت السيدة ملوك زوجها الذي كان عقيدا في الجيش قبل الحرب، وقامت بتربية ثلاثة أولاد وابنيها في دمشق، وانضم أحد ابنائها للجيش فيما عملت واحدة من بناتها كممرضة.

وفي 21 تموز/يونيو 2012 تلقت ملوك خبرا أن ابنها قتل، وبعد اسبوع أخبرها الجيش أنه مفقود.

وكان وئام كما يقول شقيقه حسام دافعه للانضمام للجيش حيث يعمل مع القوات المرابطة قرب حرستا.

ويقول إنه قابل أحد الناجين من هجمات المعارضة وأخبره ان وئام لا يزال على قيد الحياة. ورغم محاولاته ووالدته البحث عن شقيقه في مستشفيات دمشق ومشارحها ولكن بدون نتيجة.

ولكن سجينا لدى المعارضة تم إطلاق سراحه في عملية تبادل تعرف على صورة وئام وقال إنه تلقى علاجا من إصابة في البطن والكتف ثم نقل لسجن التوبة.

ويقول عبدالرحمن الشامي المتحدث باسم جيش الإسلام إنه لا يعرف عن وئام يوسف ولكن عددا من جنود النظام هم سجناء في ذلك السجن.

وفـي الوقت الذي تقدر فيه منظمات أعـداد القتلى إلا أن من اختفوا أثناء الـحرب التي مر عليها أكثر من ثلاثة أعوام غير معروف.

وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن اختفاء 85.000 سوري.

وأسرت المعارضة 7.000 من جنود النظام السوري حيث استخدم بعضهم في عمليات تبادل السجناء.

وتقدر وزارة المصالحة الوطنية التابعة للحكومة عدد الذي اختفوا في النزاع بحوالي 20.000 شخص، ورفض علي حيدر، وزير المصالحة تقديم أرقام عن المفقودين في سجون النظام.

 

الأردن: عدد السوريين في بعض القرى الأردنية أكــثر مــن المواطــنين … الأزمــة ستمتد

من بسام البدارين:

عمان ـ «القدس العربي» لا يمكن فصل سؤال المجتمع عن سؤال الإعلام عندما يتعلق الأمر بملف اللاجئين في الأردن حيث تتفاعل نخبة من المؤسسات السيادية والرسمية المهمة على صعيد إعادة تقييم ملفات اللاجئين واستضافتهم على أسس سياسية ومصلحية.

المعهد الأردني للإعلام استضاف في البحر الميت أمس الاثنين ندوة متخصصة لمجموعة من الخبراء تضمنت الإطلاع على نحو 54 ورقة عمل على الأقل تحاول الإجابة على سؤال المجتمع والنهايات كما قالت إدارة المعهد.

قبل ذلك اندفعت المؤسسات السيادية لمراجعة كل تفاصيل أزمة اللاجئين السوريين في ظل اتجاهين برزا مؤخرا على مستوى صناعة القرار الأردني الأول يحاول جميع الحيثيات والبيانات الرقمية والإحصائية والثاني لرسم خطة للتوظيف والاستثمار في المجال السياسي وحتى الإقتصادي.

تم في هذا الإتجاه إعداد قراءات وأوراق خاصة في مركز الأزمات وحتى في مؤسسة الديوان الملكي وكذلك على مستوى رئاسة الوزراء خصوصا ان الرئيس الدكتور عبدالله النسور قد أكد أمام «القدس العربي» عدة مرات ومباشرة أن بلاده لن تغير قواعد استقبال اللاجئين وستقوم بواجبها في كل الأحوال.

رئيس المعهد الأردني للإعلام الدكتور باسم طويسي بدأ الندوة بالتركيز على الحقيقة التي تقول اليوم بأن الأردن هو ثاني دولة في العالم تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين بعد الحرب العالمية الثانية مما جعل البلاد في حالة «طوارئ» دائمة على حد تعبير الطويسي.

أوراق معهد الإعلام الأردني المتخصصة في هذا الموضوع قد تكون الأكثر أهمية من حيث قيمتها الاستراتيجية ليس فقط في باب الإجابة على تساؤلات المجتمع الحادة والحارة بالخصوص على رأي عضو البرلمان محمد حجوج ولكن أيضا على صعيد مساعدة القرار السياسي والاسترايجي للدولة الأردنية في تحصيل بيانات تحدد جميع تفاصيل أزمة اللاجئين وتنير الطريق نحو تحصين القرار السياسي على الأقل بسلسلة حمايات لتبادل المنافع.

في الندوة التي أقيمت في البحر الميت تجنب وزير التخطيط الأردني الدكتور إبراهيم سيف ولأسباب مفهومة تجنب التحدث في الجانب السياسي من مسألة اللاجئين ومال إلى عرض الحقائق والوقائع الرقمية مشيرا في لقطة مسيسة إلى ان سبب تأخره عن الحضور للندوة أصلا هو اللاجئون حيث كان يعقد إجتماعا صباحيا بالخصوص مع رئيس الوزراء.

المنطلق الإنساني البحت كان بنية النظرة الأردنية في التعامل مع اللاجئين السوريين حسب الوزير سيف مما تطلب التركيز على المدارس والصحة والخدمات الإنسانية وكل ذلك حصل في ظل انطباع جماعي بأن الربيع العربي سيقرر تحولات جذرية في المحيط.

لاحقا شدد الوزير سيف على أن الانتقال لاحقا للبعد التنموي وليس الإنساني فقط تطلبته أعداد السوريين مشيرا إلى ان من يتنقل في المدن الأردنية يشعر بالوجود السوري وفي بعض القرى أصبح عدد اللاجئين أكثر من عدد السكان مما يساهم في تعزيز العبء المالي والخدماتي وحتى الإداري والأمني بما في ذلك فرض تحديات «تنموية» حيث تم إطلاق وثيقة الخطة الأردنية على أساس ان أزمة اللجوء ليست محلية بعد تشكيل مجموعات عمل مع المؤسات الدولية.

وفي الحديث عن البنية الاقتصادية والعبء الاقتصادي اعترف وزير التخطيط الأردني بأن اللاجئ السوري «أقل تعليما» وأكثر فقرا قياسا باللاجئ العراقي مشيرا إلى ان ذلك قد يتطلب انتقال إدارة الملف اردنيا ودوليا على أساس البعد التنموي وليس الإنساني فقط.

قال الوزير سيف: بعد تحديد الاحتياجات تم تحديد الإمكانات ونحن نتحدث هنا عن وثيقة مرجعية يعود لها الجميع، مؤكدا وجود تحديات لهذا العمل أهمها احتمالات انكفاء المجتمع الدولي والتوقف عن تقديم المساعدة للأردن بسبب الاستقرار، وما نتحدث عنه ضمان التوازن بين مساعدة اللاجئين مباشرة ومساعدة المجتمعات المضيفة مع احتواء سلبيات اللجوء.

وختم مشاركته في الندوة قائلا: خسارة الأردن من اللجوء حوال 1% من الناتج القومي حسب تقديرات البنك الدولي وما يبدو لنا ان الأزمة ستطول في سوريا والمهم ضمان استمرار تقديم الدولة الأردنية لخدماتها والقيام بواجباتها.

 

حملة التبرع بدولار واحد للاجئين السوريين تنجح في استئناف المساعدات

عبد الحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: : أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، أن السابقة التي أطلقها برنامج الأغذية العالمي بتوجية نداء عام للتبرع بدولار واحد للاجئين السوريين بعد أن أعلن البرنامج عن نفاد ميزانيته المخصصة لمساعدة 1.7 مليون لاجئ سوري وعدم وفاء الدول المانحة بتعهداتها قد نجحت وأن البرنامج سيستأنف عملياته الإنسانية.

فخلال الساعات الأربع والعشرين الأولى، بلغت التبرعات التي قدمها الأفراد والشركات نحو 21 مليون دولار أي ثلث مبلغ 64 مليون دولار المطلوب لاسئناف المساعدات الغذائية. وقالت آرثارين كازين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي «الناس مهتمة، ولم ينسوا اللاجئين السوريين. ونظراً لأنه يتم توفير المساعدات الغذائية للاجئين من خلال قسائم إلكترونية، سنبدأ على الفور خلال الأيام القادمة إعادة تشغيل هذه القسائم لعدد من أفقر وأضعف الأسر، وخاصة النساء والأطفال.»

وأعلنت أن البرنامج سيواصل هذه الحملة إلى أن يجمع المبلغ الذي يحتاجه البرنامج الآن وهو 42.5 مليون دولار. وقال مهند هادي، منسق الطوارئ الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لأزمة سوريا. «النجاح في جمع ثلث المبلغ المطلوب في الأربع وعشرين ساعة الأولى يبعث على الأمل. يجب علينا أن نضمن ألا يجوع أي طفل هذا الشهر. يجب ألا يضطر برنامج الأغذية العالمي أن يختار من بين الأطفال الذين يعانون من الجوع أيهم يحتاج إلى الطعام أكثر من الآخر».

وكان برنامج الأغذية العالمي قد نجح منذ اندلاع الصراع فـــي ســـوريا في عام 2011، على الرغم من القتال ومشاكل اإيصال المساعدات، في تلبية الاحتياجات الغذائية للملايين من النازحين داخل سوريا وحوالي 1.7 مليون لاجئ في الدول المجاورة في لبنان والأردن وتركيا والعراق و مصر.

 

خبراء أمريكيون: مكاسب واشنطن ضد «داعش» تافهة مقارنة مع زيادة الخطر الطائفي

واشنطن ـ «القدس العربي»: تعانى الاستراتيجية الأمريكية في العراق وسوريا من عيب قاتل حيث ركز الرئيس الأمريكي باراك اوباما فقط على «إهانة» وتدمير تنظيم «الدولة الإسلامية» ولكنه استبعد مصالح الامن القومي الأمريكية الاخرى، وبغض النظر عن احتمال نجاح الادارة الأمريكية على المدى الطويل في حملتها الحالية الا ان النجاحات كانت محدودة ومعزولة في نفس الوقت عن المخاوف الامنية الحقيقية.

وقال خبراء أمريكيون أن النهج الأمريكي الحالي عزز على وجه الخصوص موقف إيران وقواتها المسلحة ووكلائها في العراق وسمح لجبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة بتوسيع سيطرتها ونفوذها في سوريا ومن المرجح ان تستمر الاخفاقات الأمريكية على المدى الطويل اذا تابعت ادارة اوباما أستراتيجيتها الحالية.

وقالت الدكتورة كيمبرلي كاغان رئيسة معهد دراسات الحرب في شهادة امام مجلس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي أن استراتيجية الولايات المتحدة في العراق تتكئ على مزيج من القوات العراقية ووحدات التعبئة الشعبية الشيعية التى تم تدريبها على عجل لمحاربة « داعش» وعدد محدود من المتطوعين السنة والحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس الإيراني.

واكدت الاستراتيجية الأمريكية تكمل الاهداف الإيرانية ربما بدون قصد ولكن المشكلة الحقيقية هي ان إيران تحاول توسيع استراتيجتها في العراق ومتابعتها في سوريا حيث انها خلقت في العراق هيكلا امنيا تقوده مليشيات مناهضة للولايات المتحدة ومدعومة من طهران، وتعمل جنبا إلى جنب وبشكل علني مع قوات الامن العراقية الامر الذي يتناقض مع المصالح الأمريكية على المدى الطويل ويرسخ النفوذ الإيراني في المنطقة.

وما تزال استراتيجية اوباما في سوريا غير واضحة حيث اقتصرت الجهود الأمريكية على عدد محدود من الغارات الجوية ضد «داعش» ومجموعة خراسان، وفي مناسبات نادرة تم ضرب جبهة النصرة ولم تتخذ الولايات المتحدة أي تدابير لاضعاف نظام الاسد عسكريا، ومن هذا المنطلق كما تضيف كاغان، يواصل الاسد ارسال المقاتلات الحربية والطائرات المروحية لتنفيذ هجمات بالبراميل المتفجرة وغيرها من الاعمال الوحشية ضد شعبه.

وما زال تنظيم « الدولة الإسلامية» يسيطر على الكثير من الاراضي في شرقي سوريا وذهبت الاراضي التى كانت بحوزة الجماعات المعتدلة التى تدعمها الولايات المتحدة في درعا والقنيطرة جنوب دمشق إلى جبهة النصرة.

ووفقا لقراءة معهد دراسات الحرب حول المسار الحالي في سوريا فانه من المرجح ان تؤدى الاوضاع الحالية إلى سيطرة جبهة النصرة وحلفائها من السلفيين على مناطق واسعة في جنوب دمشق وريف ادلب في حين سيحتفظ تنظيم «الدولة»على جزء كبير من وادي نهر الفرات، وسيواصل نظام الاسد القتال من اجل السيطرة على دمشق والطرق السريعة المؤدية إلى حماة اضافة إلى منطقة الساحل،اما المعارضة السورية المعتدلة المهمشة على ارض الواقع فهي غير قادرة على تشكيل المعركة بشكل محسوس بسبب اصرار اوباما على التعامل مع المشكلة بمعزل عن السياق العام للازمة.

وتعيد شهادة كاغان إلى الذاكرة سوء تقدير ادارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش للمشكلة العراقية قبل عام 2007 حينما اعتقد بان الدعوة لعملية سياسية شاملة مع تقديم المساعدة للقوات العراقية الوليدة سيحل المشكلة ولكن الادارة تورطت لاحقا في فخ التركيز على حماية مساحات صغيرة من الاراضي في حين تورطت القوات العراقية «الواعدة» بعمليات تطهير طائفية زادت من حجم المشكلة الاساسية.

وكما حدث مع ادارة بوش فإن ادارة اوباما تركز على التباهي باحراز تقدم في مناطق محدودة والتفاخر بالغارات الجوية التى تصيب مواقع «داعش» وهذه بالتاكيد مكاسب تكتيكية محدودة القيمة وربما تافهة كما قالت كاغان امام مجلس الشيوخ أمام امتداد الخطر الطائفي وزيادة النفوذ الإيراني وانتشار قواتها الامنية على الارض.

الخلاصة التى قدمتها كاغان إلى المشرعين الأمريكيين تتمحور حول ضرورة ان ترفع الولايات المتحدة من بصيرتها قليلا فوق تكتيكات القتال ضد « داعش « والبحث عن استراتيجية تحد من النفوذ الإيراني في المنطقة بدلا من مساعدة طهران في هذا الاتجاه وتطوير قوات الامن العراقية بشكل شامل بدلا من الاتكاء او غض الطرف عن الوحدات الطائفية التى ترتبط مصالحها مع المليشيات المسلحة وفيلق القدس اضافة إلى حث القبائل السنية في العراق مرة اخرى إلى العودة لطاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الحكومة التى تهيمن عليها المليشيات الشيعية في بغداد.

اما توصيات معهد دراسات الحرب فيما يتعلق بالاستراتيجية الأمريكية في سوريا فهي تركز على التاكيد على عدم السماح لتنظيم الدولة او جبهة النصرة باستقطاب السنة وعدم ترك الاسد في السلطة وطرد حزب الله اللبناني من سوريا وبناء معارضة سورية معتدلة قوية تضم ايضا الاكراد وابناء الطائفة العلوية،وهي اهداف تحاول تقديم وصفة افضل من حروب الوكالة الطائفية والاقليمية الحالية قبل ان تتكرر كارثة العراق إلى سوريا.

 

كيري يتوقّع تحالفاً عربياً إسرائيلياً قريباً “لمواجهة التطرّف

واشنطن ــ منير الماوري

اتّسمت كلمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يوم الأحد، أمام حشد من المؤيدين لإسرائيل والمهتمين بقضايا الشرق الأوسط، بصراحة فائقة غير مسبوقة. ففي كلمته التي ألقاها في منتدى “سابان” التابع لمعهد “بروكينغز” في واشنطن، في حضور عدد كبير من الإسرائيليين والمؤيدين لإسرائيل، فجّر كيري مفاجآت غير متوقعة، معلناً عن معادلات جديدة محتملة في المنطقة، تشمل تحالفاً عربياً إسرائيلياً ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وحركة “حماس”، كما تحدث عن تقارب سعودي عراقي لمواجهة التطرف. ووضع كيري حدّاً لكل ما يتعلق بسورية، مؤكداً أن “لا مستقبل لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد، ولا قبول به كخط دفاع أخير ضد داعش، ولا يجب تخيير الشعب السوري بين داعش والأسد”.

 

وكانت مفاجأة كيري الأولى من العيار الثقيل، حين توقّع “نشوء تحالف إقليمي جديد ضد التطرف في المنطقة، يشمل دولاً عربية مع إسرائيل جنباً إلى جنب، وقد يفتح باباً جديداً للسلام”. وأضاف كيري، في لغة صريحة مفرطة وغير معهودة من وزير خارجية أميركي، أن “وجود السعوديين والإماراتيين والأردنيين والقطريين وغيرهم، في مواجهة التحدي الذي يشكله داعش هو مؤشر على وجود منظومة جديدة من احتمالات المشاركة الإقليمية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف، قد تفتح نوافذ جديدة للجميع، بما في ذلك إسرائيل والفلسطينيين والأردن ومصر”.

 

وتابع كيري قائلاً “في خضمّ أعمال الإرهاب، نشهد إمكانات ظهور تحالف إقليمي جديد، يجمع بين أعضائه قاسم مشترك، هو النفور من التطرف والمتطرفين”. وكشف عن أن “دولاً عربية (لم يسمّها) أبلغته استعدادها لصنع السلام مع إسرائيل والتحالف معها ضد التطرف”.

 

وقال “دعوني أخبركم ماذا أبلغوني، إنهم يقولون لي بأنهم أصبحوا مستعدين للوقوف من أجل صنع السلام مع إسرائيل، ويبلغونني كذلك اعتقادهم بأن لديهم القدرة في هذه اللحظة، لإقامة تحالف إقليمي جديد ضد حماس وداعش وأحرار الشام وبوكو حرام، إلى آخر ذلك من منظمات التطرف في المنطقة”.

 

واعتبر كيري أنه “لا يجوز إهمال مثل هذه الفرصة التاريخية بعدم الاستفادة منها، فقد كانت من قبيل المستحيل قبل ستة أشهر فقط. الآن، أصبح واضحاً للجميع، أن هزيمة التطرف وتعزيز التعاون الإقليمي، طريقان لبناء مستقبل أفضل لمنطقة الشرق الأوسط، ومستقبل أكثر أمناً لإسرائيل وجيرانها”.

 

وعن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل، جزم أنه “لا ينبغي لأحد أن يشككّ للحظة بمتانة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، وستبقى قوية كما دائماً”. وأوضح أن “الخلافات بين الأميركيين والإسرائيليين تكتيكية وليست استراتيجية”. وضرب كيري مثلاً على ما وصفه بـ”الخلافات التكتيكية” بالحديث عن المستوطنات، التي اعتبرها أنها “تقوّض فرص السلام وتؤدي إلى عزلة إسرائيل في المجتمع الدولي”.

 

وتابع كيري “من المهم أن نعالج هذه الأنواع من الخلافات مباشرة وباحترام متبادل”. وشدد على أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ومستقبلها هو “التزام حديدي”، مشيراً إلى أن “إطلاق الصواريخ أثناء حرب غزة وصل إلى مقربة من مطار بن غوريون وبدقة أكبر”.

 

وتطرق كذلك إلى آلاف الضحايا في الجانب الفلسطيني، بينهم نساء وأطفال، لكنه حمّل حركة “حماس” المسؤولية في سقوط هذه الأعداد الكبيرة، بسبب “خيارات الحركة الخاطئة”، حسب تعبيره. واستعرض كيري أحداث القدس المحتلة، متحدثاً عن أعمال عنف متبادلة، وخلص إلى القول بأن “الحس السليم والتحليل الاستراتيجي يقول لنا: هذا العنف لا يمكن أن يستمر”.

 

وكما فتح الخطر الذي يمثله تنظيم “داعش” أفقاً جديداً لتحالف إقليمي عربي إسرائيلي ضد التطرف، حسب رأيه، فقد خلق هذا الخطر من وجهة نظره، “تقارباً شيعياً سنياً في المنطقة العربية، أو تقارباً سعودياً عراقياً، غير مسبوق، ومن أبرز علاماته أن السعودية قررت أن تعيد فتح سفارتها في بغداد للمرة الأولى منذ حرب الخليج، كما أبدت استعدادها لاستقبال مسؤولين عراقيين من حكومة العبادي، في تغيير ملموس يقوده أقدم وزير خارجية في العالم، هو وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل”.

 

وعلى الصعيد السوري، ذكر كيري سورية في سياق كلمته 13 مرة، تضمنت مقاطع من الهجوم الحاد الشديد اللهجة على الأسد، قائلاً إنه “ديكتاتور طاغية لا شرعية له، بعد أن أباد ما يقارب المئتي ألف من أبناء شعبه”. وأضاف أن “الولايات المتحدة ترفض القبول بالأسد كخط دفاع أخير ضد الإرهابيين في سورية، فطغيان الأسد على أبناء شعبه هو الذي أدى لبزوغ إرهاب داعش”.

 

واعتبر أنه “عندما يتعلق الأمر بمستقبل السوريين، فلا يجب تخييرهم بين الطاغية والإرهابيين (الأسد وداعش). ونحن نفضل الخيار الثالث، المتمثل بالمعارضة السورية المعتدلة، التي تقاتل التطرف والأسد معاً”. وختم كيري معتبراً أن “ما يجري في الشرق الأوسط من صراع ملحمي، يكاد لا يصدق من منطقة الساحل إلى المغرب، ومن اليمن إلى سورية، والولايات المتحدة ملزمة بالانخراط في هذا الصراع ودخلته رغماً عنها”.

 

ديمستورا يلتقي ممثلي المعارضة السورية في حلب

حلب ــ رامي سويد

وصل المبعوث الأممي الخاص، ستيفان ديمستورا، اليوم الإثنين، إلى مدينة غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود السورية، لإجراء محادثات مع قادة فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب حول مقترحه المتجسد بتجميد القتال في مدينة حلب.

 

وعلم “العربي الجديد”، من مصادر خاصة في المعارضة السورية المتواجدة في المدينة التركية الحدودية، أن “المبعوث الدولي سيقسم لقاءاته مع المعارضة السورية في غازي عنتاب إلى قسمين. إذ يلتقي في القسم الأول منها رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أحمد الطعمة، ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة، سليم إدريس، وممثلين عن النخب المدنية والسياسية والناشطين المتواجدين في المدينة. أما في القسم الثاني من اللقاءات، فسيجتمع مع قادة فصائل المعارضة السورية التي تقاتل في مدينة حلب وريفها”. وأشارت المصادر، إلى أن ممثلين عن فصائل “حزم”، “لواء الأنصار”، حركة “نور الدين زنكي”، وممثلين عن “الجبهة الاسلامية” و”المجلس العسكري في حلب” سيلتقون على انفراد بالمبعوث الدولي”.

 

وتستهدف اللقاءات، بحسب المصادر، مناقشة الشروط التي يطلبها ممثلو فصائل المعارضة السورية لتجميد القتال في مدينة حلب وريفها، ذلك أن المبعوث الدولي يسعى، من خلال زيارته إلى مدينة غازي عنتاب ولقائه بممثلي قيادات قوات المعارضة، إلى تكوين رؤية كاملة حول وجهة نظر قيادة مختلف فصائل المعارضة في حلب، التي يعتزم المبعوث الدولي جعلها أول مدينة سورية يطبق فيها خطته الهادفة إلى تجميد القتال.

 

وأشارت المصادر إلى خلافات في وجهات النظر بين قيادات مختلف فصائل المعارضة لجهة الشروط الواجب توفرها لوقف القتال، الأمر الذي حال دون لقائها المبعوث الدولي في اجتماع واحد. كما أشارت المصادر إلى أن المبعوث الدولي أراد من خلال اللقاءات المنفردة سماع مختلف وجهات النظر، وإفساح المجال لجميع ممثلي الفصائل لعرض شروطه وطلباته.

 

وأوضحت المصادر أن المبعوث الدولي يصر على لقاء رئيس الحكومة السورية المؤقتة وأعضائها بشكل منفصل عن لقاءاته بممثلي فصائل المعارضة، بسبب قناعته بوجود خلافات كبيرة بين قيادة فصائل المعارضة والحكومة السورية المؤقتة.

 

سورية: مقتل طاقم قناة “أورينت نيوز” بدرعا بصاروخ موجّه

إسطنبول ــ عبسي سميسم

قتل طاقم قناة “أورينت نيوز” الفضائية، اليوم الاثنين، في مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، إثر استهداف طيران النظام السوري له بصاروخ موجّه، أثناء تغطية مباشرة للمعارك الدائرة في المدينة منذ أسابيع.

 

وأوضح معدّ البرامج في مكتب “أورينت نيوز” في اسطنبول، محمد حاج بكري لـ”العربي الجديد” أن “الزميلين المراسلين يوسف الدوس، وأحمد العاسمي، والزميل المصوّر سالم خليل، قضوا بصاروخٍ موجّه من قبل طيران النظام السوري، خلال تغطية مباشرة للمعارك الدائرة في مدينة الشيخ مسكين”.

 

بدوره، كتب مدير القناة، غسان عبود، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” “يا وجعي! خسر فريق الأورينت اليوم فريق التغطية في حوران المجد والعطاء، الزملاء الثلاثة رامي العاسمي، ويوسف الدوس، وسالم خليل، بصاروخ موجه من طائرة أسدية، استهدفتهم مباشرة، كهدف واحد وحيد، ولم يكن هناك معارك في المنطقة التي يمرون بها”.

 

وأضاف “زملائي فريقي أورينت الإعلامي وأورينت الإنساني: كُتب عليّ أن أعزي في مصائبكم من أسد الوغد بشكل شبه يومي! طائرات أسد البارحة، توارت كالجرذان عندما هجم الطيران الإسرائيلي، واليوم تستنسر على قلمكم وكاميراتكم!؟ كُتِب عليكم أن تكونوا فرق حملة الراية، التي لا تمل في عطائها الإنساني وفي سعيها نحو الحرية”.

 

سوريا تتهم وإيران تندد.. وإسرائيل تحافظ على صمتها

المدن – عرب وعالم

استهدفت طائرات حربية إسرائيلية، الأحد، مستودع الصادرات والواردات، والذي كان يحتوي على أسلحة، والواقع في القسم العسكري لمطار دمشق الدولي، كما استهدفت في منطقة الديماس هنغارات تحتوي على أسلحة، يعتقد بأنها كانت في طريقها للتسليم إلى حزب الله اللبناني.

 

وطالبت الخارجية السورية مجلس الأمن بالتحرك ضد إسرائيل، متهمة إياها بتنفيذ العملية دعماً لتحركات جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، بينما حافظت إسرائيل على صمتها، حيال اتهام دمشق لها بتنفيذ غارات جوية ضد أهداف مجاورة للعاصمة. ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى رئيس مجلس الأمن، اتهمت فيهما إسرائيل بـ”ارتكاب عدوان إجرامي جديد على حرمة أراضي سوريا وسيادتها”.

 

بدورها، دانت الخارجية الإيرانية، الإثنين، بشدة، الغارات الإسرائيلية على سوريا. وقالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، إن “هذا العدوان يؤكد تعاون الكيان الصهيوني مع الجماعات الإرهابية الرامية إلى تدمير سوريا وقتل الناس الأبرياء”، داعية الأمم المتحدة إلى القيام بمسؤولياتها لوقف الهجمات الإسرائيلية. واعتبرت أفخم أن “إسرائيل تحاول استغلال الأزمة في سوريا، إلاّ أن تداعيات إشعال فتيل الحرب ستطاولها أيضاً”.

 

وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية، قد ذكرت بأن الغارات استهدفت مستودعات خاصة بتخزين صواريخ برية. وأضافت القناة أن “هذه الصواريخ كانت على الأغلب في طريقها إلى حزب الله اللبناني”. وتابعت القناة “إن 10 غارات استهدفت شحنات صواريخ لحزب الله”. وأكدت القناة إن “المنشآت التي قصفت قرب المطار الدولي في دمشق كانت تستخدم لتطوير سلاح كيمياوي، وأن هذا الهدف قصف عام 2013”.

 

في حين، قالت القناة الثانية الإسرائيلية إن “المعارضة الإسرائيلية ربطت الغارات التي على سوريا، الأحد، بالانتخابات الإسرائيلية وفشل نتنياهو في تشكيل حكومة بديلة عن تلك التي أعلن حلها الأسبوع الماضي”. وقالت النائبة في الكنيست الإسرائيلي عن حزب “هناك مستقبل” يفعات قريب، إن نتنياهو لم ينجح في تشكيل ائتلاف بديل للحكومة، وبذلك قرر الذهاب لطريق إشعال الشرق الأوسط في بداية حملته الانتخابية. وأضافت قريب “لن تنطلي علينا هذه اللعبة”. من جانبه قال عضو الكنيست فريج عيساوي، عن حزب ميرتس اليساري، إن “نتنياهو يسعى دائما لتعليق فشله على شماعات خارجية ليعلق عليها فشله، وفي في حال السؤال عن أداؤه في الحكومة والتسبب في غلاء المعيشة، يقول إيران السبب وفي حال سؤاله عن النظام الصحي فيتهم حزب الله”. وعن حزب العمل، قال موشي مزراحي، في تعليقه على الهجوم “قبل الانتخابات ستتداخل الأمور ببعضها، لذلك فإن أملي أن لا يصاب أحد بالجنون حتى موعد الانتخابات”.

 

وكان وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شطاينيتس، قد أوضح الإثنين، إن إسرائيل لديها سياسة متشددة في شأن منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، لكنه رفض تأكيد أو نفي شن إسرائيل غارات قرب دمشق. وقال شطاينيتس للإذاعة الإسرائيلية إن “إسرائيل لديها سياسة أمنية متشددة جداً، وتحاول بقدر الإمكان منع نقل أسلحة متطورة وكاسرة للتوازن إلى تنظيمات إرهابية”. ورد شطاينيتس على اتهامات سياسيين إسرائيليين لرئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، بأنه أمر بتنفيذ الغارات قرب دمشق من أجل تحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات العامة الإسرائيلية القريبة، ووصفها بأنها “سخيفة ومهينة للذكاء البشري”.

 

وكان نتانياهو، قد استبق الغارات بتصريح خلال جلسة الحكومة، بأن إسرائيل “تتعقّب الأوضاع في الشرق الأوسط وما يحدث فيه باهتمام كبير، وبفارغ الصبر وبعيون مفتوحة، وهناك الكثير مما يحدث. وسنبقى طوال الوقت نضع أيدينا على الزناد وسنعالج هذه التهديدات والتحديات التي لا تتوقف. سنعالجها بالمسؤولية ذاتها التي عالجناها فيها حتى الآن”.

 

وتحت عنوان “تمّ عبور الخط الأحمر”، كتبت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “إسرائيل كانت قد بعثت برسالة واضحة إلى سوريا تحدّد فيها ما هي الخطوط الحمر التي لا يمكنها أن تقبل تجاوزها، وهي: المساس بالسيادة الإسرائيلية، نقل أسلحة كيماوية إلى لبنان ونقل أسلحة نوعية لحزب الله من شأنها أن تخلّ بالتفوق الإسرائيلي العسكري”. وتابعت بأن القصف، لم يكن ضمن ألاعيب نتانياهو الانتخابية، لأن الجيش لا يسمح بذلك. ولكن ما لا شك فيه أن توجيه الضربة في مثل هذا الوقت، لدى افتتاح المعركة الانتخابية، يعني أن نتانياهو سلّم بشار الأسد مسؤولية إقرار أجندة الانتخابات المقبلة في إسرائيل. فالأسد من يقرّر الآن ماذا يشغل بال الإسرائيليين في المعركة الانتخابية: الأمن أو غيره، وذلك بحسب الصحيفة.

 

من جهة أخرى، كشفت تقارير مراقبي الأمم المتحدة في هضبة الجولان، خلال الأشهر الـ18 الأخيرة، عن نمط ونطاق التعاون بين إسرائيل وتنظيمات المعارضة السورية. وذُكر في التقارير، التي قُدمت للاطلاع عليها إلى 15 الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتظهر في موقع الإنترنت للأمم المتحدة، تفاصيل عن اللقاءات التي تجري على الحدود بين ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، ومسلحين من المعارضة السورية.

 

ففي آذار/مارس 2013، بدأت إسرائيل باستيعاب جرحى سوريين للعلاج الطبي في أراضيها. وأقام الجيش الإسرائيلي على مقربة من الحدود، مستشفى ميداني في هضبة الجولان، ونقل جرحى سوريين للعلاج الطبي في مستشفيات ميدانية في صفد ونهريا. بعد ذلك، حين ازداد نقل الجرحى السوريين للعلاج في إسرائيل، ادعى الجيش الإسرائيلي أن عملية نقل واستيعاب الجرحى يتم بالتنسيق مع مواطنين سوريين وليس مع تنظيمات المعارضة المختلفة. لكن تقارير مراقبي الأمم المتحدة في السنة الأخيرة تُظهر أن اتصالاً مباشراً يجري بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين من تنظيمات المعارضة في سوريا.

 

ويذكر بأن التعاون، بين الجيش الإسرائيلي ومعارضين سوريين، الذي كُشف عنه في تقارير مراقبي الأمم المتحدة، لا يشمل فقط نقلاً للجرحى من جانب إلى آخر. وفي التقرير رصد لحادثة جرت في 10 حزيران/يونيو 2014، حيث ذكر مراقبو الأمم المتحدة، أنهم لاحظوا جنوداً من الجيش الإسرائيلي يسلمون المعارضة السورية صندوقين.

 

وكانت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، قد أشارت الإثنين، عن حدوث لقاءات شبه يومية بين ضباط الجيش الإسرائيلي وجبهة النصرة. وخبر الصحيفة، يستند إلى التقارير الموزعة على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، التي تحدثت عن لقاءات شبه يومية منذ 18 شهراً، وتخص بالذكر اللقاء الذي تم في العاشر من حزيران/يونيو 2014، وسلم خلاله الجيش الإسرائيلي صناديق لم يعرف محتواها إلى المجموعات السورية المسلحة.

 

“ليبراسيون” تطرقت أيضاً، إلى بروز القائد العسكري في صفوف قوات النظام سهيل الحسن، الملقب بالنمر، وتعتبر “ليبراسيون” أن شعبيته بلغت حدّاً قد يقلق الرئيس الأسد القابع في قصره، والذي يواجه غضب طائفة العلويين التي ينتمي إليها، منذ أن تعبت من التضحية بأبنائها. فيما يرى المقربون منه، أنه مرشح ليصبح رئيس سوريا المقبل، بمساندة النظام الإيراني الذي يدعمه ويثق به، بحسب الصحيفة.

 

العكيدي لـ”المدن”:للقاء دي ميستورا بوفد موحّد لتوسيع دائرة المسؤولية

عقيل حسين

يحاول فريق المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، توسيع دائرة الفئات التي سيلتقيها من المعارضة السورية؛ فبعد العديد من اللقاءات والاتصالات التي أجراها الفريق المساعد لميستورا، مع قادة وممثلين عن المعارضة السورية، وناشطي الثورة، وصل الفريق إلى مدينة غازي عنتاب التركية، مساء الأحد، على أن يبدأ لقاءاته يوم الإثنين.

 

ويبدو أن العدد الكبير من الجهات التي شملها جدول مواعيد الفريق، قد أدى إلى إثارة لغط كبير، حتى قبل وصول الرجل إلى المدينة التركية الجنوبية، والتي يتركز فيها وجود المعارضة السورية، وفيها مقر الحكومة المؤقتة التابعى للائتلاف أيضاً.

 

وقد سبق لقاءات دي ميستورا المقررة الإثنين، إشاعات حول أخرى عقدها المبعوث الدولي وفريقه مع اللجنة التحضيرية لقوى الثورة في حلب، وكذلك مع ممثلين عن الفصائل العسكرية الرئيسية الثلاثة في المحافظة التي تشكل محور مبادرة دي ميستورا.

 

لكن مصادر متطابقة في المعارضة وأخرى على اطلاع بجدول مواعيد الفريق الدولي، أكدت لـ”المدن” عدم صحة هذه المعلومات، وقالت إن كافة اللقاءات مع الممثلين عن المحافظة من عسكريين ومدنيين ستجري الإثنين، وإن المبعوث الدولي لم يلتق بشكل رسمي بعد بأحد منهم.

 

عضو اللجنة التحضيرية المنبثقة عن اللقاء التشاوري الأول لقوى الثورة في حلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، أكد لـ”المدن” أن دي ميستورا لم يلتق اللجنة الأحد، كما أكد عدم صحة ما قيل عن لقائه بممثلي الفصائل العسكرية حتى منتصف ليل الأحد.

 

وحول الاتصالات التي أجراها فريق المبعوث الدولي مع اللجنة التحضيرية لقوى الثورة في حلب، قال العكيدي إن “اللجنة عرضت أن نلتقي مع دي ميستورا قبل أو بعد لقائه مع ممثلي الفصائل العسكرية في حلب وهي الجبهة الإسلامية، وجيش المجاهدين، وحركة نور الدين زنكي، الأمر الذي رفضناه بعد تشاور مع المشاركين في اللقاء التشاوري الأول لممثلي وناشطي المؤسسات الثورية العاملة على الأرض في حلب، وطلبنا أن يكون اللقاء بوفد موحد يشمل كذلك ممثلين عن مجلس قيادة الثورة”.

 

ونوّه العكيدي إلى أن هذا الطلب جاء بعد لقاء اللجنة، السبت، مع رئيس مجلس قيادة الثورة المشكل حديثاً، القاضي قيس الشيخ، وأن الهدف من ذلك، بحسب قوله، هو توسيع دائرة المسؤولية والاهتمام ليكون وطنياً، وعلى مستوى سوريا كلها، وليس خاصاً بحلب وحدها، والحديث بصوت واحد، وعدم منح دي ميستورا وفريقه، فرصة الاستفراد بأي طرف من الأطراف.

 

من جهتها، رجحت مصادر مقربة من الفريق الدولي، عدم الموافقة على هذا الطرح، بسبب ما قالت إنه “يتعارض والبرنامج المقرر قبل الوصول إلى غازي عينتاب، والذي يقضي بلقاء كل طرف بشكل مستقل، وأنه من غير الممكن تغيير هذا الجدول في هذا التوقيت”.

 

وبينما لم تتمكن “المدن” من الحصول على تصريحات من قادة الفصائل العسكرية الثلاثة بهذا الخصوص، طالب أعضاء في اللجنة المنبثقة عن المؤتمر التشاوري لقوى الثورة في حلب، بأن يدخل ممثلو الفصائل العسكرية، الاجتماع، بموقف منسق، يضمن الحديث بصوت واحد، وإظهار موقف موحد من المبادرة، التي تقضي بتجميد القتال في حلب، كمرحلة أولى يمكن البناء عليها لاحقاً.

 

فصائل حلب تنجز ترتيباتها لبحث خطة دي ميستورا وسؤاله عن الضمانات

بيروت: نذير رضا

أنجز قادة الجيش السوري الحر في تركيا أمس، كل الترتيبات اللازمة مع معاوني المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا تمهيدا للقاء يجمعهم به كان يفترض أن يُعقد مساء أمس أو صباح اليوم، للاطلاع على موقفهم من خطته لتجميد القتال في مدينة حلب (شمال سوريا)، بالتزامن مع تصعيد عسكري كبير في المدينة، تمثل في اشتباكات اندلعت على أكثر من محور فيها بين قوات النظام والمعارضة.

وقال الناطق باسم هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» رامي دالاتي لـ«الشرق الأوسط»، إن دي ميستورا وصل بالفعل إلى مدينة غازي عنتاب في تركيا لعقد لقاء معهم، مشيرا إلى «أننا التقينا معاونيه وأنجزنا الترتيبات للقائه، وحددنا المحاور التي سنبحث فيها». وقال: إن أهم المحاور التي سنناقشها هي «الأسئلة عما إذا كان هناك أي جديد عما طرحه عن المرات السابقة، والضمانات الدولية التي سترافق تجميد القتال، والتعهدات الدولية بأن يؤدي ذلك إلى منح النظام القدرة على التقاط أنفاسه».

كانت المتحدثة باسم الموفد الدولي قالت أول من أمس إن دي ميستورا «سيتوجه قريبا جدا إلى غازي عنتاب لمناقشة خطته مع أبرز قادة الفصائل الموجودة على الأرض في حلب، من أجل إعطاء دفع لهذه الخطة»، كما أكد صبحي الرفاعي، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس قيادة الثورة الذي يضم عددا كبيرا من المجموعات المقاتلة: «إننا مستعدون للمشاركة في أي اجتماع وفي حوار مع أي طرف من أجل مناقشة الموضوع السوري».

ويضم المجلس نحو عشرين مجموعة مقاتلة ضد النظام السوري بينها العلمانية والإسلامية، وبينها حركة حزم والجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سوريا وجيش المجاهدين وحركة نور الدين الزنكي وغيرها… ولا وجود للتنظيمات الجهادية، وأبرزها جبهة النصرة وتنظيم «داعش» في مدينة حلب.

وأكدت مصادر المعارضة أن موقف الفصائل العسكرية من خطة دي ميستورا «تتوقف على إيضاحاته لطبيعة المبادرة»، مشددا على أنه «إذا كانت بالصيغة السابقة، فإننا سنرفضها التأكيد». وقال دالاتي إن أفكار دي ميستورا «كانت أقرب إلى الحلول الإنسانية منها إلى الحلول السياسية»، إذ «لم تتضمن رؤية للنظام ولم تشعرنا أنها مبادرة سياسية للحل الكامل». وأشار إلى «أننا وضعناه في السابق بالصورة بأننا لا نرفض المبادرة بالمطلق ولا نرضى بها كما هي»، مشيرا إلى أن الملاحظات عليها «لا تعني رفضها».

وأعرب دالاتي عن مخاوف المعارضة من «تجميد القتال في حلب من غير أن ينسحب ذلك على مناطق أخرى، ما يعني منح النظام فرصة لالتقاط الأنفاس ونقل جهوده العسكرية إلى مناطق أخرى».. وهي هواجس تتقاسمها جميع فصائل المعارضة في حلب، إذ أكد أبو أحمد العاصمي، عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أيضا الهواجس نفسها، مشيرا إلى أن المبادرة «تسمح للنظام بالتقاط الأنفاس ونقل جهوده العسكرية إلى جهات أخرى بهدف تعزيزها، ما يعني أن تصب لصالح النظام».

بدوره، قال دالاتي لـ«الشرق الأوسط» إننا نبحث ما إذا كانت حشود النظام ودباباته ستبقى في مواقعها وفق خطة التجميد، موضحا أنه «إذا كانت ستبقى، بضمانة دولية، يعني أننا لن نكون قد أعطينا النظام فرصة للتصعيد في جبهات أخرى، وهو ما لم يعطنا دي ميستورا إجابة عليه في مرات سابقة، ولم يعطنا أي ضمانات بعدم سحب الحشود إلى مناطق أخرى». وأضاف: «النقطة الثانية التي نريد استيضاحها تتمثل في السؤال عما إذا «كانت الخطة بديلا عن المنطقة العازلة التي نعتبرها مطلبنا الأساسي في شمال وجنوب سوريا، ومن غير ضمانات بتحقيقها، فإننا لن نقبل بالخطة كما هي».

وكان دي ميستورا أعلن خلال زيارته دمشق في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) أن الحكومة السورية أبدت «اهتماما بناء» بخطة الأمم المتحدة. وأضاف أن السلطات السورية «تنتظر اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى والمنظمات والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم، من أجل ضمان إمكانية المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام».

ويتزامن اللقاء مع تصعيد عنيف في حلب، منذ يومين، ووصول القتال إلى مدينة حلب القديمة التي كانت شهدت هدوءا نسبيا منذ 5 أشهر. ونفى دالاتي أن يكون هناك أي رابط بين لقاء دي ميستورا، والتصعيد العسكري، موضحا أن النظام «حاول اختراق خطوط التماس المرسومة عن طريق الأمن العسكري، لكنه فوجئ برد عنيف من قوات المعارضة، ما اضطره إلى الانكفاء». وقال: «كانت عمليات تسلل واضحة من قوات الشبيحة والدفاع الوطني الذين قتلنا واعتقلنا عددا منهم»، مشيرا إلى أن تفجير المسجد «جاء بالتزامن مع العملية».

وتصاعدت وتيرة القتال في حلب منذ ليل السبت الأحد قرب حلب القديمة وفي عمق المدينة، وشهدت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل الجيش السوري الحر.

وقال العاصمي لـ«الشرق الأوسط» إن النظام «حاول التقدم بموازاة البحث في خطة دي ميستورا، بهدف استعادة السيطرة على مناطق أوسع من نطاق سيطرته، ليحتفظ بها في حال تم الاتفاق على خطة دي ميستورا»، مشيرا إلى أن «تلك الجهود العسكرية باءت بالفشل». وأشار إلى أن المعارضة «لا تملك أجوبة واضحة عن مصير مناطق اشتباك لم تُرسم بموجبها خطوط التماس مثل بستان القصر وغيرها، لأنها مناطق نزاع، ولا نعرف بيد من ستكون في حال التوصل إلى اتفاق، في حين يجهد النظام لإحكام سيطرته عليها».

وبالتزامن، اندلعت اشتباكات على مداخل حلب الشمالية، إذ أفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم (جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة، وقوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في منطقتي البريج ومناشر البريج على المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب.

 

موغيريني: دعم تركيا وتصميم على العمل على حل الأزمة السورية

بروكسل (9 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اثناء زيارتها المستمرة منذ يوم أمس لتركيا على رأس وفد من المفوضية الأوروبية، أعربت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، عن تصميم الاتحاد الإستمرار في تقديم الدعم للاجئين السوريين والمجموعات المضيفة لهم في تركيا

 

واشارت موغيريني، التي تشغل أيضاً منصب نائب رئيس المفوضية الأوروبية، إلى قرار الجهاز التنفيذي الأوروبي، اليوم، ضخ مساعدات جديدة لصالح اللاجئين السوريين في تركيا تصل إلى عشرة ملايين يورو

 

وشددت موغيريني، في تصريحات نُقلت عنها بهذا الخصوص، على نية الاتحاد العمل من أجل مساندة تركيا في تحمل عبء اللاجئين

 

ومضت المسؤولة الأوروبية تقول، “كما أننا في أوروبا مصممون على لعب دورنا على أكمل وجه من أجل تحقيق حل سياسي دائم للآزمة السورية، التي تأخذ أبعاداً إقليمية”، حسب قولها

 

وفي السياق نفسه، أشار بيان للمفوضية الأوروبية الى أن المبالغ الجديدة ستخصص لتقديم معونات اغاثية للاجئين السوريين في تركيا وكذلك للاجئين داخل سورية الذين يمكن الوصول لهم عبر المعابرالحدودية بين تركيا وسورية

 

ويرافق موغيريني في زيارتها الحالية لتركيا كل من مفوض شؤون التوسيع يوهانس هان، والمفوض المكلف بشؤون إدارة الأزمات والمساعدات الانسانية كريستوس ستيليانيدس

 

يذكر أن المفوضية الأوروبية قد أعلنت خلال اليومين الماضيين عن عدة مبالغ تخصص لتغطية جوانب مختلفة من احتياجات اللاجئين السوريين، سواء لجهة التعليم أو الاغاثة والاحتياجات الأولية

 

وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن المساعدات التي قدمت هذا العام ركزت بشكل خاص على اللاجئين السوريين الذين يعيشون خارج المخيمات الرسمية، “منذ بدء الأزمة في سورية قدمت المفوضية، وحدها، مبالغ تتجاوز المائة وسبعة وثمانين مليون يورو على شكل مساعدات للاجئين السوريين في تركيا”، وفق البيان

 

وتقدم المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء مساعدات أيضاً للاجئين السوريين والمجموعات المضيفة لهم في كل من لبنان والأردن حيث يعاني البلدان، ولبنان بشكل خاص، من قلة الموارد والضغط الشديد على البنية التحتية والتركيبة السكانية

 

برنامج الأغذية العالمي يستأنف مساعدة اللاجئين السوريين

بيروت (رويترز) – استأنف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تقديم المساعدات الغذائية لنحو 1.7 مليون لاجئ سوري في الأردن وتركيا والعراق ومصر بعد أن تلقى منحا كافية لتمويل البرنامج المتوقف.

 

وقال البرنامج في الأول من ديسمبر كانون الأول إنه مضطر لوقف المساعدات بسبب نفاد الأموال. وذلك يعني عدم صرف كوبونات الطعام الإلكترونية التي تسمح للاجئين بشراء الغذاء من المتاجر مما يعرضهم لخطر الجوع في فصل الشتاء القارس.

 

وأضاف البرنامج يوم الثلاثاء أن حملة لجمع التبرعات منذ ذلك الحين جمعت 80 مليون دولار مما يسمح بتوزيع حوالي 30 دولارا لكل فرد أسرة بحلول منتصف ديسمبر كانون الأول كما سيتبقى بعض التمويل للشهر المقبل.

 

وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي ارثارين كازين في بيان “تدفق الدعم في مثل هذه الفترة القصيرة لم يسبق له مثيل.”

 

وأضاف البيان أن المنح الحكومية مثلت الجزء الأكبر من الأموال بينما قدم الافراد ومانحون من القطاع الخاص في 158 دولة 1.8 مليون دولار. ولم يذكر البيان الدول المانحة.

 

وقال لاجئون سوريون توقفت عنهم المساعدات الغذائية إنهم لن يتمكنوا بمفردهم من اطعام انفسهم أو تعليم أطفالهم أو تدفئة خيامهم في الشتاء الذي تصل درجات الحرارة فيه إلى التجمد.

 

وتدخل الحرب الأهلية في سوريا رابع فصل شتاء ولم تقدم الدول المانحة أكثر من نصف الأموال التي طلبتها الأمم المتحدة هذا العام.

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

الدولة الإسلامية تقطع رأس رجل بتهمة “سب الذات الالهية” في سوريا

بيروت (رويترز) – قال موقع لمتشددين على الإنترنت والمرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء إن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد قطع رأس رجل في شمال سوريا بعد اتهامه “بسب الذات الالهية”.

 

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن الرجل قتل في ميدان عام في مدينة سلوك يوم الاثنين امام حشد من الناس بينهم أطفال.

 

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الدولة الإسلامية قطعت رؤوسا ورجمت كثيرا من الأشخاص حتى الموت في مناطق تسيطر عليها في سوريا والعراق عقابا على أفعال تقول إنها تخالف تفسيرها للشريعة الإسلامية مثل الزنا والسرقة والكفر. وقتل التنظيم أيضا عددا أقل من الرهائن الأجانب.

 

وذكر بيان نشر على موقع جهادي على الإنترنت أن الرجل اعترف بالكفر قبل قتله في ريف محافظة الرقة الذي تسيطر عليه الدولة الإسلامية.

 

ونشر الموقع صورا لحشد من الناس في ميدان. واظهرت احدى الصور الرجل وهو معصوب العينين ويركع ويضع رأسه على كتلة خشبية بينما يرفع رجل ملثم سيفا فوق رقبته.

 

وقال المرصد الذي يتابع الصراع عبر شبكة من المصادر على الأرض الشهر الماضي إن الدولة الإسلامية قتلت 1432 سوريا بعيدا عن ساحة المعركة منذ نهاية يونيو حزيران عندما اعلنت قيام خلافة إسلامية على الأراضي التي تسيطر عليها.

 

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

سوريا تطلب من الامم المتحدة فرض عقوبات على اسرائيل بعد ضربات جوية

الامم المتحدة (رويترز) – طلبت سوريا من مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الاثنين فرض عقوبات على اسرائيل بعد يوم من إتهامها لجارتها بقصف مناطق قرب مطار دمشق الدولي وفي بلدة الديماس قرب الحدود مع لبنان.

 

وشنت اسرائيل ضربات جوية داخل سوريا بضع مرات منذ بداية الصراع السوري قبل اكثر من ثلاث سنوات ودمرت في معظمها اسلحة من بينها صواريخ قال مسؤولون اسرائيليون انها كانت في طريقها الى جماعة حزب الله خصم اسرائيل اللدود في لبنان.

 

وفي رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون والسفير التشادي الذي ترأس بلاده مجلس الامن هذا الشهر قالت سوريا ان مثل هذه الاعتداءات لن تمنعها من مكافحة الارهاب بجميع اشكاله في كامل اراضيها.

 

ودعت سوريا في الرسالة المجتمع الدولي ومجلس الامن الى الاضطلاع بمسؤولياتهما وإدانة “هذا الهجوم الوحشي” بقوة والتوقف عن التستر عليه تحت اي ذريعة.

 

وقالت الرسالة ان سوريا تدعو ايضا الى فرض نظام للعقوبات على اسرائيل وتطالب بضرورة اتخاذ جميع الاجراءات المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة لمنع اسرائيل من تكرار ارتكاب مثل هذه الاعتداءات.

 

واتهمت سوريا اسرائيل ايضا بشن الضربات الجوية للتغطية على الانقسامات الاسرائيلية الداخلية وصرف الانتباه عن انهيار الحكومة الائتلافية الاسرائيلية وسياسات اسرائيل المتطرفة وخصوصا استمرار احتلالها للارض العربية.

 

ويقصف ائتلاف تقوده الولايات المتحدة ايضا اهدافا في سوريا تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية المتشدد وهو احد أشد خصوم الرئيس السوري بشار الاسد.

 

(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى