أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء, 10 أيار 2011

 

بدء تنفيذ العقوبات ضد نظام الأسد

بدأ اليوم رسميا تطبيق قرار العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على النظام السوري على خلفية اتهامه بمواصلة قمع المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ مارس/آذار الماضي.

وتشمل العقوبات حظرا على الأسلحة ومنع 13 مسؤولاً على رأسهم ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري من دخول دول الاتحاد وتجميد أصولهم.

وبموجب القرار -الذي نشر في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي- يحظر على الدول الأعضاء في الاتحاد أن تبيع سوريا أسلحة أو أن تزودها بها وتصدرها لها، بالإضافة إلى المواد التي يمكن أن تستخدم في القمع الداخلي.

وشملت العقوبات 13 شخصية سورية، رأى الاتحاد أنها على صلة بالعنف ضد المتظاهرين، ومن هذه الشخصيات ماهر الأسد -قائد اللواء المدرع الرابع- الذي اعتبره الاتحاد المشرف الأول على العنف ضد المتظاهرين.

كما شملت العقوبات أيضاً مدير الاستخبارات السورية علي مملوك، ووزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار، والرئيس السابق للأمن السياسي في درعا عاطف نجيب، ورئيس قسم دمشق بالفرع الداخلي لأمن الدولة حافظ مخلوف، ورئيس الأمن السياسي محمد ديب زيتون.

كما تشمل العقوبات أيضاً رئيس الأمن السياسي في بانياس أمجد العباس ورجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خالة الرئيس بشار الأسد، ورئيس الاستخبارات العسكرية عبد الفتاح قدسية، ورئيس الاستخبارات في سلاح الجو جميل حسن، ورئيس استخبارات ريف دمشق رستم غزالة.

كما شملت قريبَي الرئيس السوري فواز ومنذر الأسد لارتباطهما بما وصفه الاتحاد الأوروبي بمليشيا الشبيحة، التي يتهمها المحتجون بمهاجمتهم.

وأفادت تقارير بأن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى سيلتقون في وقت لاحق اليوم لمناقشة احتمال إضافة اسم الرئيس بشار الأسد إلى اللائحة في حال استمرار أعمال العنف ضد المتظاهرين.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت أيضاً عقوبات على النظام السوري استثنت منها الرئيس الأسد.

يو بي آي

سورية: «عزل» المعضمية و«تقسيم» حمص وفرنسا «قلقة» من توغل الجيش في المدن

دمشق، نيقوسيا، لندن، باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب

في تكثيف لنهج «عزل» المدن والضواحي السورية عبر قطع الطرق والاتصالات، قال ناشطون وشهود إن قوات الأمن قسمت مدينة حمص أمس إلى أجزاء لمنع السكان من التجمع في تظاهرات كبيرة. كما ذكر شهود إن إطلاقاً كثيفاً للنار سمع في منطقة المعضمية، أحدى الضواحي الغربية للعاصمة، بعدما حاصرتها قوى الأمن وعزلتها عن دمشق وقطعت خطوط الاتصالات فيها، وأن سحابة من الدخان الأسود كانت ترتفع فوقها.

وأفاد ناشطون بأن السلطات تعتمد منهج «العزل» بين المدن والضواحي أو داخلها كي تعوق التواصل بين المحتجين وتسهل على قوى الأمن اعتقال الناشطين الذين حوصروا في أحيائهم وبيوتهم.

وتزامن ذلك مع حملة اعتقالات شملت مئات الناشطين، تمت في مداهمات من بيت إلى بيت، وتركزت على أربعة مناطق هي: وسط حمص وبانياس وضواحي دمشق وقرى درعا. وقال شهود لوكالة «اسوشيتدبرس» إن الاعتقالات استهدفت خصوصاً أئمة المساجد وأفراد عائلات معروفة بتأييدها للاحتجاجات.

وذكر شهود ومواقع إلكترونية مؤيدة للمحتجين إن قوات الجيش السوري تحركت فجر أمس نحو منطقة المعضمية وقطعت الطرق المودية إليها ثم انتشرت مع دباباتها في الشوارع الرئيسية، وبينها «شارع الروضة» و»المسجد العمري»، بينما تمركز قناصة فوق المباني العالية. وقال مصدر مطلع لمحطة «بي بي سي» البريطانية إن قوات الجيش شنت حملة اعتقالات شملت العشرات ممن شاركوا في التظاهرات خلال الأسبوعين الماضيين، مشيراً إلى أن حواجزها تحقق في هويات كل من يريد الخروج من المعضمية أو الدخول إليها.

وأكد شاهد لوكالة «فرانس برس» إن «الطريق المؤدية من هذه البلدة إلى العاصمة مقطوعة». كما أشار الشهود إلى سماع صوت أعيرة نارية في ضاحية داريا قرب العاصمة، موضحين أن قوى الأمن كثفت عملياتها حول دمشق.

في موازاة ذلك قال ناشطون إن المزيد من قوى الأمن دخل إلى وسط حمص، حيث انتشرت القوات مدعومة بالدبابات في الشوارع الرئيسية وواصلت حملتها لاعتقال الناشطين. وقال أحد سكان المدينة لـ « بي بي سي» إن قوات الأمن قسمت حمص أمس إلى أجزاء لمنع السكان من التجمع في تظاهرات كبيرة.

وفي بانياس، اعتقلت قوات الأمن قادة حركة الاحتجاج. وأفاد رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» بأن حملة الاعتقالات التي استمرت ليلاً «تستند إلى قوائم» تضم «اكثر من 300 شخص». وقال إن من بين المعتقلين «الشيخ انس عيروط الذي يعد زعيم الحركة وبسام صهيوني» الذي اعتقل مع والده وأشقائه. كما أوضح أن «مئات النساء تحدين الأمن وقوات الجيش وخرجن إلى الشوارع واقتحمن مراكز الجيش للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين» في بانياس.

وفي مدينة دير الزور، شرق سورية، قال شهود لوكالة «رويترز» إن قوات الأمن قتلت متظاهرين اثنين امس. وقال رضوان زيادة الناشط الحقوقي السوري لـ «بي بي سي» إن «الوضع يبعث على القلق الشديد».

في موازاة ذلك جرى التأكيد خلال لقاء الرئيس بشار الأسد يوم امس مع رجال دين من ريف دمشق، على دعم مسيرة الإصلاح، وأهمية مكافحة الفساد، و»وضع الرجل المناسب في المكان المناسب»، إضافة إلى تعزيز اللحمة الوطنية لمواجهة محاولات الاستهداف الخارجي، وذلك بالتزامن مع طرح الحكومة السورية قانون الإدارة المحلية للنقاش العام، وعقد لجنة مكافحة الفساد أولى اجتماعاتها، بهدف «تحديد جرائم الفساد وتوصيفها، ووضع آلية ملاحقة مرتكبيها ومعاقبتهم» و»اقتراح الآليات اللازمة لتعزيز النزاهة وإعمال مبدأ الشفافية».

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن عشرة مدنيين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون على طريق حمص – دمشق بأيدي «مجموعات إرهابية مسلحة» أثناء عودتهم من لبنان بسيارة نقل عامة، فيما ذكرت وزارة الداخلية السورية أن «عدد الذين سلموا انفسهم للسلطات المختصة من المتورطين بأعمال شغب وصل إلى 915 شخصاً في مختلف المحافظات تم الإفراج عنهم فوراً بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن».

وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية أن اعتقال «شخصيات معتدلة ومسالمة غير مقبول» منددة « باستمرار القمع في سورية، ومعربة عن قلقها «من تدخل الجيش السوري في مدن عدة في البلاد».

وفي نيويورك، قال الناطق باسم الامم المتحدة فرحان حق امس ان سورية لم تسمح لفريق انساني من المنظمة الدولية بدخول درعا، واضاف «لم تتمكن بعثة تقييم الوضع الانساني من دخول المدينة. نحاول استيضاح اسباب ذلك كما نحاول الوصول الى أماكن اخرى في سورية».

وسئل اذا كانت دمشق تراجعت عن اتفاق سابق بهذا الخصوص، فقال «نحاول الحصول على ايضاح لاسباب عدم تمكن البعثة من الدخول وسنرى ان كانت ستتمكن من الدخول في الايام المقبلة».

حمص وبانياس في قبضة الأمن

والبعثة الدولية لم تدخل درعا

شددت القوات السورية، يدعمها قناصة يعتلون سطوح المباني، قبضتها على حمص ثالثة كبرى المدن السورية، كذلك واصلت وحدات أخرى عمليات الدهم في أحياء مدينة بانياس بعدما دفع الرئيس السوري بشار الأسد بالدبــابــــات في حملة تزداد شراسة على احتجاجات تستهدف حكمه.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة مدنيين قتلوا أمس في حمص المدينة التجارية التي يسكنها مليون نسمة على مسافة 165 كيلومتراً شمال دمشق. وأضاف ان عشرات الأشخاص اعتقلوا في حمص وبانياس، فبات مجموع المعتقلين يعدّ بالآلاف.

وأفاد أن نحو 200 شخص تظاهروا مساء في ساحة عرنوس بوسط دمشق مطالبين بفك الحصار عن المدن، فسارعت قوى الأمن وفرقتهم واعتقلت عدداً كبيراً منهم بينهم الكاتب والصحافي عمار ديوب والطبيب جلال نوفل.

وفي نيويورك، صرح ناطق باسم الأمم المتحدة بأن بعثة تقويم انسانية تابعة للمنظمة الدولية لم تتمكن بعد من التوجه الى مدينة درعا في جنوب سوريا. وقال الناطق باسمها فرحان حق إن “بعثة التقويم الانسانية التابعة للامم المتحدة لم تتمكن من التوجه الى درعا، مهد الاحتجاجات على النظام السوري”. وأضاف: “نحاول استيضاح سبب رفض السماح لهم بالدخول. نحاول الوصول الى أمكنة أخرى في سوريا”.

العقوبات الأوروبية

• في بروكسيل، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً جاء فيه “أن المجلس (الأوروبي) تبنى قراراً يفرض حظراً على صادرات الأسلحة والمعدات التي يمكن استخدامها لقمع السكان الى سوريا، الى منع تأشيرات دخول وتجميد أرصدة”.

وأوضح ان قرار منع تأشيرات الدخول الى الاتحاد الأوروبي وتجميد أرصدة، يستهدف 13 مسؤولاً ومقرباً من النظام السوري حددوا على انهم مسؤولون عن القمع العنيف الذي يمارس ضد السكان المدنيين. وقال إن هذه الاجراءات ستنشر الثلثاء في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي مما يعني انها ستدخل حيز التنفيذ في اليوم عينه.

البيت الأبيض

وفي واشنطن،  صرح الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني بأن الحملة الدموية التي تشنها قوى الأمن السورية لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاضطرابات في البلاد، داعياً حكومة دمشق إلى تلبية مطالب المحتجين والدخول في حوار مع المعارضة.

وقال : “نأمل في أن تؤدي العزلة التي تشعر بها سوريا إلى التأثير على سلوكها، وقد أوضحنا مراراً أن الحملة الأمنية التي تشنها الحكومة السورية لن تستعيد الاستقرار ولن توقف المطالبة بالتغيير، والإجراءات التي تتخذها السلطات السورية هي إجراءات عقيمة تماماً، إذ أنها  عوض أن تؤدي إلى الاستقرار ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار”.

وأضاف: “كل ما ينشده المحتجون هو أن يسمع صوتهم وترد حقوقهم وأن تصغي الحكومة إلى شكاويهم وأن تحترم تطلعاتهم… والاستقرار لا يأتي إلا إذا فعلت الحكومة ذلك، ودخلت في حوار مع المعارضة، وحققت الإصلاح السياسي الذي وعدت به القيادة ولم تف به”.

(رويترز، و ص ف، ي ب أ)

المعارضة تحشد لـ “ثلاثاء النصرة” للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين

وكالات

مستشارة الرئيس السوري تؤكد أن النظام يسيطر والسلطات تعتقل 30 ناشطاً

تواصل المعارضة السورية دعواتها إلى التظاهر اليوم تحت اسم ثلاثاء النصرة، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين على خلفية الإحتجاجات، في وقت اعتبرت مستشارة للرئيس السوري أن الأخطر في الثورة قد مرّ وأصبح وراءنا.

دمشق: تتابع المعارضة السورية تحركاتها، خاصة في مدينتي حمص وبانياس، وبلدة المعظمية في ريف دمشق، التي شهدت مواجهات ساخنة، ودعت الى مواصلة الاحتجاجات اليوم، فيما أسمته “ثلاثاء النصرة” للمطالبة بالافراج عن المعتقلين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء ان السلطات الأمنية السورية شنت امس حملة اعتقالات واسعة في منطقة السلمية (وسط) طالت خمسين ناشطا سياسيا بينهم قيادي في حزب العمل الشيوعي ونجله ومعارض كان سجينا سياسيا في الماضي.

وذكر المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان ان “السلطات الامنية السورية شنت يوم الاثنين حملة اعتقالات في منطقة السلمية وسط سوريا طالت 50 ناشطا سياسيا”. واضاف المرصد ان من ابرز المعتقلين “القيادي في حزب العمل الشيوعي والسجين السياسي السابق حسن زهرة ونجله والمعارض والسجين السياسي السابق علي صبر درويش”.

وقال المرصد ان “الاجهزة الامنية السورية اعتقلت خلال الاسابيع الماضية آلاف الناشطين في اطار حملته لقمع وانهاء التظاهرات التي انطلقت في سوريا منذ 15 اذار/مارس وما زالت مستمرة حتى الان”.

ودان المرصد “بشدة” استمرار السلطات الامنية السورية في “ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي على الرغم من رفع حالة الطوارئ”.

وجدد المرصد مطالبته للسلطات السورية “بالافراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها”.

من جانبها، اعتبرت مستشارة للرئيس السوري بشار الاسد الاثنين في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” ان الاخطر في الثورة التي عصفت بسوريا منذ حوالي الشهرين قد مرّ “واصبح وراءنا”. وقالت بثينة شعبان “آمل اننا نعيش المرحلة النهائية من هذه القصة”.

واضافت “اعتقد ان الاخطر اصبح وراءنا. امل ذلك، واعتقد ذلك”. واوضحت مستشارة الرئيس الاسد “نريد ان نعتبر ما حدث في سوريا بمثابة فرصة. انها فرصة يجب ان ننتهزها للتقدم في مجالات عدة، وخصوصًا في المجال السياسي”.

من ناحيته، قال مراسل نيويورك تايمز في مقاله انه سمح له بالدخول الى سوريا لساعات عدة فقط من اجل اجراء هذه المقابلة التي استمرت ساعة. وقالت بثينة شعبان ايضا في هذه المقابلة “لا يمكن ان نكون متسامحين مع اناس يقومون بتمرد مسلح”.

في إطار الأحداث الميدانية، شكلت بلدة المعضمية في ريف دمشق، واحدة من أكثر المناطق السورية سخونة، أمس، بعد درعا وحمص وبانياس، حيث استفاق السكان على إطلاق نار كثيف، بالتزامن مع حصار كامل فرضته القوات السورية، التي دخلت البلدة من 3 محاور، في ظل قطع شبكة الاتصالات والكهرباء وإغلاق الطريق المؤدي إلى دمشق.

هذا وتظاهر المئات الاثنين في دمشق وبانياس (شمال غرب) تنديدا بالقمع في سوريا، حيث تصاعدت وتيرة الاعتقالات، وذلك عشية “ثلاثاء تضامني مع المعتقلين”. من جانبه، تبنى الاتحاد الاوروبي رسميا حظرًا على الاسلحة يستهدف سوريا، اضافة الى منع 13 مسؤولاً سوريًا اعتبروا مسؤولين عن القمع من الحصول على تأشيرات دخول للاتحاد الاوروبي وتجميد ارصدتهم، على ان تدخل هذه الاجراءات حيز التطبيق الثلاثاء.

ومساء الاثنين، تظاهر نحو مئتي شخص في وسط دمشق، مطالبين برفع الحصار عن المدن السورية، قبل ان تعمد قوات الامن الى تفريقهم، وتعتقل العديد منهم، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان ان “المتظاهرين تجمعوا في ساحة عرنوس في وسط العاصمة السورية، وادوا النشيد الوطني السوري واناشيد وطنية اخرى”، لافتا الى ان قوات الامن اعتقلت العديد منهم، على غرار الكاتب والصحافي عمار ديوب والطبيب جلال نوفل. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “فكوا الحصار عن المدن” و”الحوار الوطني هو الحل” و”نحو مجتمع مدني حر” و”سوريون لن تفرقنا الطائفية”، وفق المصدر نفسه.

وكان رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إن “عمليات تفتيش المنازل تواصلت ليل الاحد الاثنين وصباح الاثنين في مدينة بانياس (…) التي لا تزال الدبابات فيها، بينما استمر قطع المياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية عنها”.

وكشف عبد الرحمن ان حملة الاعتقالات التي تواصلت ليلاً “تستند الى قوائم تضم اكثر من 400 شخص” في المدينة، موضحًا انها شملت “مساء الاحد قادة الاحتجاج”، وبينهم الشيخ انس عيروط، الذي يعد زعيم الحركة الاحتجاجية، وبسام صهيوني الذي اعتقل مع والده واشقائه.

واضاف عبد الرحمن ان اصحاب متجر لبرمجة الانترنت في بانياس اعتقلوا ايضًا. واشار الى ان “بعض المعتقلين يزجّون في الملعب البلدي، حيث ينهال عليهم رجال الامن بالضرب، قبل ان يفرج عن عدد منهم”. ولفت عبد الرحمن الى ان اهل بانياس “كانوا يتوقعون من الجيش القاء القبض على العناصر المسلحة التي تروّع السكان، ولكن على ما يبدو القي القبض على مدنيين عزل”. واشار الى ان “الحل الامني والعسكري لم ولن يجدي نفعًا، ولا تحلّ الامور الا من خلال مجتمع ديموقراطي يضم جميع ابنائه”.

على الصعيد الدولي، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين ان اعتقال “شخصيات معتدلة ومسالمة غير مقبول” في سوريا ونددت “بقوة” باستمرار القمع في هذا البلد. وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو في تصريح ان “الاعتقالات المكثفة والعشوائية تترافق في غالب الاحيان مع تعذيب ومعاملة مذلة من جانب قوات الامن”.

واضاف ان فرنسا تعتبر ان “مسؤولية السلطات السورية قائمة، لا سيما عبر اجهزتها الامنية او المجموعات التابعة لها، في اعمال العنف التي وقعت منذ 18 اذار/مارس في سوريا”. واعلن المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق ان بعثة انسانية تابعة للمنظمة الدولية منعت من التوجه الى مدينة درعا (جنوب) مهد حركة الاحتجاج في سوريا.

من جهته، قال المتحدث باسم وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “اونروا” كريستوفر غينس ان الوكالة قلقة “من عدم تمكنها من تقديم خدماتها الى نحو ثلاثين الف لاجىء فلسطيني في درعا”، وخصوصًا “120 مريضًا”.

كما اوضح رامي عبد الرحمن ايضًا ان “السلطات السورية افرجت صباح الاثنين عن المعتقلين الذين يزيد عمرهم عن اربعين عاما”، من دون ان يتمكن من تحديد عدد المفرج عنهم. واضاف ان “مئات النساء تحدين قوات الامن والجيش وخرجن الى الشوارع واقتحمن مراكز الجيش للمطالبة بالافراج عن المعتقلين” في بانياس. وتابعت النسوة اعتصامهن الذي كان مستمرا حتى بعد ظهر الاثنين “رغم اطلاق النار لتخويفهن وتفريقهن” بحسب عبد الرحمن.

من جهة ثانية، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية الاثنين نقلاً عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ان عدد الذين سلموا انفسهم من “المتورطين” (في الاحتجاجات) وصل حتى اليوم الاثنين الى “1083 شخصًا في مختلف المحافظات”. واشار المصدر الى ان السلطات “افرجت عنهم فورًا، بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن”.

يذكر أن وزارة الداخلية كانت اصدرت بيانا بداية ايار/مايو، دعت فيه “كل من غرر بهم وشاركوا أو قاموا بأعمال يعاقب عليها القانون من حمل للسلاح أو إخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضللة، إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات المختصة والإعلام عن المخربين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة”. وحددت لذلك مهلة لغاية 15 ايار/مايو “لإعفائهم من العقاب والتبعات القانونية وعدم ملاحقتهم” في حال بادروا الى ذلك.

ايلاف

غارديان: على الأسد أن يذهب

انتقد الكاتب سيمون تيسدال التبريرات التي تُقدم لتفسير سبب استمرار بريطانيا وغيرها من الدول الغربية والعربية في اعتبار الرئيس بشار الأسد رئيسا شرعيا لسوريا. وقال تيسدال في مقال نشره بصحيفة غارديان إن هذه التبريرات مجرد كلام أجوف، يبدأ من الإفلاس الأخلاقي إلى المصالح الذاتية المكشوفة، وفاقت في سوئها بكثير ضحايا الأسد الذين وصلوا إلى ثمانمائة قتيل، بالإضافة إلى عشرات آلاف المعتقلين الذين عذبوا وأرهبوا. ومن الواضح أن هذا التقليد الأعمى لسياسة صدام حسين لم يعد قابلا للاستمرار، كما يحذر محللون متخصصون في المنطقة.

وقال تيسدال إن النظام السوري يبالغ في القمع، متبعا قول العقيد الليبي معمر القذافي في مطاردة خصومه “زنقة زنقة، بيت بيت، غرفة غرفة”، فيرسل قوات مدعومة بالدبابات على البلدات المستهدفة ليلا، تحطم الأبواب وتعتقل أي شخص يشتبه في معاداته للنظام، وتقتل من يقاوم الاعتقال، أما المعتقلون فيختفون ببساطة.

وقال تيسدال إن هذه التكتيكات المرعبة، المدعومة بتدريب إيراني، قد طبقت في مدينة حمص -ثالثة المدن السورية- في عطلة نهاية الأسبوع، حيث توغل الجيش في ثلاث مناطق سكنية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “مناطق كانت تحت الحصار الشامل، وهناك تعتيم كامل على أعداد القتلى والجرحى. وجرى قطع الاتصالات السلكية واللاسلكية والكهرباء. كما حدث الشيء نفسه في بلدة طفس الجنوبية، حيث لجأ محتجون من درعا، مهد انتفاضة مارس/آذار.

وأوضح الكاتب أن كثيرا من المدن السورية حوصرت واحدة تلو الأخرى، وتعرضت لاعتداءات فاضحة وانتهاكات لحقوق الإنسان. وبعد قرابة شهرين من أعمال العنف المتصاعدة، فإن وعود الأسد غرقت في بحر من الدموع وهو لن يتراجع حتى يتم قمع المتظاهرين بشكل شامل. ومن الواضح أيضا أنه فقد كليا الشرعية السياسية التي يدعيها الآن.

وباستثناء الحكومات الغربية والدول المجاورة التي حتى الآن ترفض أن ترى الأمر بهذه الطريقة. فقد شددت الإدارة الأميركية عقوباتها لكنها ترفض دعوة الأسد إلى الاستقالة، على عكس ما فعلته مع حسني مبارك (الذي كان رده على الانتفاضة في مصر غاية في التحفظ) أو مع القذافي في ليبيا. كما أن جامعة الدول العربية والدول المجاورة مثل تركيا تدخلت بشكل لطيف ونظرت بطريقة مختلفة، فخلافا لليبيا تُعد سوريا قريبة جدا من الحكام العرب غير المنتخبين الذين يخشون من أن يكون سقوط الأسد نذيرا بسقوطهم.

وانتقد الكاتب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي لخص وجهة النظر السائدة في مقابلة مع بي بي سي مؤخرا، عندما قال “يمكنك أن تتخيله كمصلح، فإحدى الصعوبات في سوريا هي أن سلطة الرئيس الأسد تعتمد على مجموعة واسعة من الناس، في عائلته وغيرها من أعضاء حكومته، وأنا لست متأكدا من مدى حريته وهو يسعى لتنفيذ جدول إصلاحاته”. فقال إن هذا التقدير السخي لبشار الأسد، مهندس “ربيع دمشق” قبل عشر سنوات بإصلاحات اقتصادية محدودة، أُحبطت بقسوة من قبل “الحرس القديم”، هو اليوم يواجه المتظاهرين بعناد رغم ارتفاع أكوام الجثث.

كما انتقد الكاتب أيضا تحليلات تبدو وكأنها أعذار للتقاعس عن الخمول الدولي، مستشهدا بقول أندرو تابلر من معهد سياسة الشرق الأدنى لصحيفة واشنطن بوست “لقد سمعنا أن الحرس القديم كان يشده إلى الوراء، لكننا لم نعرف من هؤلاء الحرس” مشيرا بإصبع الاتهام مباشرة إلى الأسد. كما أن كاتب العمود بالصحيفة ذاتها، جاكسون ديل، له الرأي ذاته، حيث قال “كثيرا ما يقال إن كارثة العنف والفوضى والتطرف ستحاصر سوريا إذا سقط الأسد”.

ولكن أين هو دليل ذلك؟ فحتى الآن، لم يكن هناك أي صراع طائفي، لا انتحاريو القاعدة، ولا انقسام على غرار العراق. وكان المتظاهرون يرفعون شعار الله، الحرية، سوريا، وهو شعار يدل على الوحدة الوطنية وليس الانقسام.

وأكد الكاتب أنه ليس بيد الدول الغربية أن تحدد ما يجري في سوريا وتخاطر بإنشاء عراق آخر، فهذا الدور غير مرغوب فيه ولا ينبغي لها أن تحاول. كما أنه ليس من النزاهة الذهاب في إلقاء اللوم على الذين من حوله، مثل شقيقه ماهر المسؤول عن معاناة سوريا، كما اعترف عدد متزايد من المتظاهرين.

وأكد الكاتب أن التغيير الفوري للنظام ليس احتمالا. ولكن الانتفاضة يمكن أن تؤدي إلى إجراء تغيير في قيادة النظام (كما في مصر)، فالأسد أهدر فرصته لأنه ذهب أبعد مما ينبغي. وينبغي على بريطانيا وحلفائها قطع العلاقات معه والمطالبة بتنحيه، لأنه يجب أن يذهب.

الجزيرة نت

سورية: الجيش يدخل ضاحية المعضمية بدمشق

دخلت قوات الجيش السوري إلى ضاحية المعضمية بدمشق فجر الاثنين، حيث قامت بعمليات تمشيط ودهم بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية على خلفية الاحتجاجات الاخيرة في المدينة.

ونقلت مصادر موثوقة من مدينة دمشق لبي بي سي ان الاتصالات الخلوية والارضية والكهرباء قد قطعت عن المعضمية وانه سمع صوت اطلاق نار كما انتشرت حواجز للامن والجيش في احياء المدينة.

وافاد سكان في المنطقة ان قوات الامن ترابض قرب جامعي الروضة والعمري في المدينة اللذين كانا منطلقا للتظاهرات الاحتجاجية ايام الجمعة في المدينة، وان القوات تقوم بالبحث عن مطلوبين للسلطات السورية على وفق قوائم معدة مسبقا.

وقال ناشط حقوقي لبي بي سي ان أصوات الطلقات النارية تسمع في بلدة داريا قرب المعضمية في ريف دمشق منذ فجر اليوم حيث دخلتها قوات الجيش والامن، واشار إلى أن عمليات اعتقال واسعة تجري في المعضمية.

وكان ناشطون في مجال حقوق الانسان قالوا إن اصوات اطلاق نار كثيف سمعت في احدى الضواحي الجنوبية الغربية للعاصمة السورية دمشق صباح الاثنين، وان قوات الجيش طوقت المنطقة.

وكانت قوات الامن قد نشرت حواجز لها حول المعضمية للتدقيق بالهويات الشخصية للداخلين والخارجين منها منذ اسبوعين

هدوء حذر

وبدأت آليات الجيش ومدرعاته التي اقتحمت مدينة بانياس الساحلية السورية بالتجمع في منطقة القوز على الطريق المؤدي الى مدينة القدموس ومصياف قرب بانياس بعد عمليات تمشيط ومداهمات واسعة للجيش في المدينة على مدى يومين تخللتها اشتباكات في المدينة وفي القرى المحيطة مثل المرقب والبيضا والبساتين.

ونقل سكان في بانياس لبي بي سي ان هدوءا حذرا ساد المدينة ليلة امس الاحد، وافادوا ان قوات الامن قامت باعتقال اكثر من 400 شخص من سكانها من ابرزهم الشيخ انس عيروط.

ولم يتأكد اعتقال كل من انس الشغري ومحمدعلي بياسي اللذين تتهمهما السلطات بالوقوف خلف الاحداث الاخيرة التي سيطرت على المدينة منذ اسابيع.

كما اعيد فتح الطريق الدولي باتجاه اللاذقية شمال بانياس مساء الاحد وسط حصار يفرض على مداخل المدينة.

دير الزور

وكان شهود عيان قد افادوا الاحد بان متظاهرين اثنين على الاقل قتلا واصيب عدد غير معروف عندما فتحت قوات الامن النار على متظاهرين ليلا في مدينة دير الزور الواقعة شرقي البلاد.

ونقلت رويترز عن احد شهود العيان ان هناك جثتين على الارض ولا احد يمكنه الوصول اليهما بسبب استمرار اطلاق النار والناس تفر من موقع التظاهرة الواقع قرب موقع المطار القديم”.

وتشهد المدينة مظاهرات ليلية مستمرة منذ الجمعة الماضي والتي قتل فيها اربعة متظاهرين حسبما افاد ابناء المدينة.

من جهة اخرى افادت وكالة انباء سانا الحكومية في وقت متأخر يوم الاحد ان عشرة من العمال السوريين القادمين من لبنان قد قتلوا عندما تعرضت الحافلة التي كانوا يستقلونها لاطلاق نار من قبل جماعات مسلحة قرب مدينة حمص.

ونقلت الوكالة عن طبيب في مستشفى حمص الوطني والتي نقل جثث العمال اليها ان الجثث تحمل اثار اطلاق نار في مناطق البطن والصدر والرأس ومن مسافة قريبة.

اعتقالات

وفي مدينة حمص ايضا تواصلت حملة الاعتقالات والمداهمات مع استمرار دوي اطلاق النار وقطع الاتصالات والكهرباء عن احياء باب عمرو وباب السباع والدريبة.

كما قتل في المدينة صبي في الثانية عشر من العمر فيما اعتقل طفل اخر في العاشرة من العمر.

وكانت المدينة قد شهدت اطلاق نار كثيف مع دخول دبابات الجيش لعدد من الاحياء التي تشهد مظاهرات مناوئة لنظام الحكم.

وكان 16 متظاهرا قد قتلوا في حمص يوم الجمعة الماضي عندما فتحت قوات الامن النار على تظاهرة وصلت الى باب دريب في وسط المدينة وذلك وفقا لمنظمة “انسان” السورية للدفاع عن حقوق الانسان.

وقال الجيش إنه يواصل عملياته التي تستهدف “الارهابيين” مضيفا ان العمليات الاخيرة التي جرت في مدن حمص وبانياس والقرى المحيطة بدرعا قد اسفرت عن مقتل ستة من رجال الجيش والشرطة واصابة آخرين بجروح.

وقال احد سكان مدينة حمص لم يشأ الافصاح عن اسمه لبي بي سي: “لن نستطيع البقاء في المدينة لوقت طويلة في مواجهة هذه المدافع، فعلى الغرب او دول اخرى او تركيا ان يفعلوا شيئا.”

كما أكد مصدر موثوق لبي بي سي ان وحدات من الجيش اقتحمت صباح الاحد بلدة طفس في محافظة درعا من أربعة محاور حيث سمع اطلاق نار، ولم يبلغ حتى الآن عن وقوع اصابات.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن شهود عيان أن ثمان دبابات على الأقل تابعة للجيش دخلت إلى البلدة التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف شخص.

وأضاف شهود العيان أن قوات الأمن اقتحمت المنازل لاعتقال شبان من البلدة.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد قال إن المئات من المعارضين قد اعتقلوا في بانياس يوم السبت.

اما في درعا التي تشهد وجودا عسكريا مكثفا منذ اسبوعين، فقد سمح للسكان بمغادرة دورهم لبضع ساعات لشراء الضروريات قبل ان يعاد فرض نظام حظر التجول.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى