أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 10 أيار 2016

 

 

 

 

تصميم أميركي – روسي على تسوية سياسية في سورية

الرياض، باريس – «الحياة»

جددت السعودية، خلال جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إدانتها «حرب الإبادة» التي ترتكبها قوات بشار الأسد ضد المدنيين في سورية، ومنها المجزرة البشعة في مخيم الكمونة بريف إدلب. وشددت على أن هذه المجازر البشعة ومنع المساعدات الإنسانية للشعب السوري تُعد جرائم حرب وتمثّل تحدياً صارخاً للقوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية.

وجاء الموقف السعودي قبيل لقاء في باريس مساء أمس جمع وزراء دول غربية وعربية لمناقشة أزمة سورية.

واستبقت موسكو الاجتماع بالإعلان عن اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري (الذي حضر الاجتماع الفرنسي) طالب فيه الأول بممارسة ضغوط من أجل وقف الإمدادات التي تصل إلى «المتطرفين» في سورية عبر الأراضي التركية، على ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية. لكن موسكو وواشنطن تعهدتا، في بيان مشترك، على التصميم وضم جهودهما من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سورية وتوسيع الهدنة لتشمل كل أنحاء البلاد.

وعلّق وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت على ذلك مساء أمس، بالقول إن البيان المشترك الأميركي- الروسي «جيد ومهم… لكن العبرة في التنفيذ». وأضاف بعد انتهاء اجتماع وزاري عربي- غربي في العاصمة الفرنسية، أن كيري قدّم للمجتمعين في باريس شرحاً للبيان الذي اتفق عليه مع لافروف ويتألف من خمس نقاط تؤكد على ما جاء في «بيان فيينا» الذي صدر نهاية العام الماضي في خصوص التهدئة في سورية وإطلاق مسار الحل السياسي.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اجتماع منفرد مساء مع الوزير إرولت، إن اجتماع باريس لأصدقاء سورية ناقش «أهمية وقف النار في سورية وإدخال المعونات الإنسانية وأفضل الوسائل لدعم المعارضة السورية»، موضحاً أن المجتمعين استمعوا من رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب، إلى شرح عن آخر التطورات. وقال: «أكدنا كمجموعة باريس على دعم المعارضة والوصول إلى حل سلمي مبني على بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الرقم 2254»

وقال الجبير: «نحن ملتزمون دعم أشقائنا في سورية لأن ينالوا حقوقهم لبناء دولة جديدة مبنية على المساواة لا تشمل بشار الأسد، دولة تكون مستقلة وتحافظ على وحدة أراضيها».

وفي موسكو (أ ف ب)، تعهدت روسيا والولايات المتحدة في بيان مشترك «مضاعفة جهودهما» من أجل التوصل إلى التسوية السياسية وتوسيع نطاق الهدنة. وتحدث الطرفان عن «تقدم» لوقف الأعمال العدائية، لكنهما شددا على أن «صعوبات» لا تزال قائمة في «مناطق معينة». وأضافا: «قررنا أن نؤكد مجدداً التزامنا تجاه وقف القتال في سورية وتعزيز الجهود الرامية الى ضمان تنفيذه على المستوى الوطني». وفيما ستعمل روسيا «مع السلطات السورية لتقليل عدد العمليات الجوية وخصوصاً في المناطق المأهولة بالمدنيين وفي المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار»، ستلتزم واشنطن من جهتها «بزيادة الدعم والمساعدة لحلفائها الإقليميين لمساعدتهم على منع تدفق المقاتلين والأسلحة أو وسائل الدعم المالي للمنظمات الإرهابية عبر حدودهم».

ووزع تنظيم «القاعدة» كلمة صوتية أمس لحمزة أسامة بن لادن، نجل زعيمه الراحل، حملت عنوان «ما القدس إلا عروس مهرها دمنا». وعلى رغم أن الكلمة ركّزت على فلسطين، إلا أنها تناولت ما وصفه المتحدث بـ «الجهاد في الشام»، داعياً «المجاهدين» هناك إلى توحيد صفوفهم، وحض من يستطيع المشاركة في «الجهاد» على الالتحاق بسورية. وشدد حمزة بن لادن، الذي لا يُعرف منصبه في «القاعدة»، على ضرورة «عدم التعصب للجماعة»، قائلاً إن «الولاء والبراء لا يجب ان يكون بمدى الانضمام إلى فصيل معين».

 

 

تمديد “نظام التهدئة” في حلب… ومقتل 10 أشخاص بضربات جوية في إدلب

بيروت – رويترز

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضربات جوية على مدينة في محافظة إدلب شمال غرب سورية، أسفرت عن سقوط عشرة قتلى على الأقل اليوم (الثلثاء).

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن القتال مستمر على ما يبدو داخل مدينة حلب الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من مدينة إدلب وهناك اشتباكات أشرس حول حلب.

وأعلن الجيش السوري تمديد وقف إطلاق النار في حلب في وقت متأخر أمس الاثنين. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على تمديد “نظام التهدئة” في مدينة حلب السورية 48 ساعة أخرى اعتباراً من اليوم الموافق العاشر من أيار (مايو).

وقصفت غارات جوية شنتها طائرات حربية إما سورية أو روسية مدينة بنش الواقعة على بعد ستة كيلومترات من العاصمة الإقليمية إدلب. وقال المرصد إن الضربات أسقطت أيضاً عدداً من المصابين.

وأضاف المرصد أن قائداً لفصيل محلي من بين القتلى. ولم ترد على الفور تفاصيل أخرى عن القتلى والجرحى. ومحافظة إدلب الواقعة على الحدود مع تركيا تقع تماما تقريباً تحت سيطرة جماعات للمقاتلين بما في ذلك “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” و”حركة أحرار الشام الإسلامية”.

 

اجتماع باريس يطالب روسيا بـ «الضغط على الأسد»

باريس – «الحياة»

اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الذي استضافت بلاده مساء أمس اجتماعاً في باريس لمعارضي النظام السوري، القوات الحكومية السورية وحلفاءها بأنهم قصفوا مستشفيات ومخيمات للاجئين. وأضاف: «إنها ليست (جماعة) داعش التي يهاجمونها في حلب… إنها المعارضة المعتدلة».

وقال إيرولت لراديو «آر.تي.إل» قبل بدء الاجتماع الذي يضم وزراء من الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات وتركيا وبريطانيا: «يجب أن تستأنف المحادثات… المفاوضات هي الحل الوحيد».

وقال: «لقد اتصلت بوزير الخارجية الأميركي جون كيري هذا الأسبوع وهو مدرك تماماً أننا معطلين في ما يخص سورية، فالمسار السياسي متوقف، والمفاوضات في جنيف لا يمكن أن تتم معاودتها طالما النظام مستمر في خرق وقف القتال الذي يستمر ونظام بشار الاسد يقصف مستشفيات ومخيمات اللاجئين. ليست (جماعة) داعش هي المستهدفة في حلب… ولكن المعارضة المعتدلة هي المستهدفة، وهذه المعارضة نستضيفها اليوم في مؤتمرنا»، في إشارة إلى حضور رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية.

وسُئل ايرولت إذا كانت السعودية وقطر تدعمان هذه المعارضة المعتدلة، فرد قائلاً: «بالتأكيد». لكنه أضاف أنهما ليستا وحدهما من يقوم بذلك بل «فرنسا والمانيا وايطاليا والولايات المتحدة وكل الدول الممثلة في هذا الاجتماع». وتابع: «سنطلب خلال هذا الاجتماع أن تقوم موسكو بالضغط على نظام دمشق ليوقف قصفه. فنحن نتحاور ونناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذه مفاوضات دولية تتطلب من جانبنا قوة كبرى وعزماً، ولذا بادرت بهذا الاجتماع مساء اليوم (امس) وأنا أتمنى أن يعقد الاجتماع الآخر في فيينا بأسرع وقت وتشارك فيه – اضافة الى الدول المشاركة اليوم – روسيا وايران أيضاً، وهذا مطلب مستمر من قبلنا كي يتاح إدخال المعونات الإنسانية مع وقف القتال. وليس هناك أي حل إلا بالتفاوض السياسي».

وقال: «التقينا الأسبوع الماضي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في برلين وهو يريد القيام بمهمته ولكن هذا غير سهل، وينبغي احترام قرار مجلس الأمن الذي ينص على مرحلة انتقالية في سورية، ويجب الا تعم الفوضى خلال هذه الفترة الانتقالية، مثلما حدث بعد التدخل الاميركي في العراق. ينبغي إذاً في هذه المرحلة أن يتم تقاسم المسؤوليات في الجيش والمخابرات، ثم وضع دستور وانتخابات وطبعاً رحيل الأسد، فمستقبل هذا البلد لا يمكن أن يكون مع الأسد والكل مدرك لذلك بما في ذلك روسيا وأنا متأكد من ذلك».

 

الرياض تتهم دمشق بـ «جرائم حرب»

الرياض – «الحياة»

< جددت السعودية، خلال جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إدانتها «حرب الإبادة» التي ترتكبها قوات بشار الأسد ضد المدنيين في سورية، ومنها المجزرة البشعة في مخيم الكمونة بريف إدلب. وشددت على أن هذه المجازر البشعة ومنع المساعدات الإنسانية للشعب السوري تُعد جرائم حرب وتمثّل تحدياً صارخاً للقوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية. وجاء الموقف السعودي قبيل لقاء في باريس مساء أمس جمع وزراء دول غربية وعربية لمناقشة أزمة سورية.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عقد اجتماعاً ثنائياً مع وزيري الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، والأميركي جون كيري كل على حدة، على هامش الاجتماع الوزاري الذي دعت إليه فرنسا دول «النواة الصلبة» الداعمة للمعارضة السورية في العاصمة باريس.

وتم خلال الاجتماع مناقشة العلاقات الثنائية، وما تم إنجازه من خطوات في سبيل دعمها وتعزيزها في العديد من مجالات التعاون.

كما جرى بحث نتائج الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه فرنسا في إطار الجهود القائمة لوقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، إضافة إلى حل الأزمة السورية وفق مبادئ إعلان (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان له أمس – بحسب وكالة الأنباء السعودية – أن «الجبير وكيري استعرضا خلال اللقاء العلاقة القوية والدائمة بين أميركا والمملكة، وناقشا أيضاً القضايا الإقليمية بما في ذلك التطورات في اليمن وسورية وإيران». وأضاف كيربي أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول محادثات السلام اليمنية التي تُعقد حالياً في الكويت، ومكافحة تنظيم داعش الإرهابي. وأعرب عن تقدير حكومة بلاده للدور الرئيس للمملكة في مكافحة الإرهاب ومكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وفي اليمن على وجه الخصوص، لافتاً إلى أن «القيادة في المملكة أنشأت مركزاً للعمليات وأسهمت بأكبر عدد من القوات التي لا غنى عنها، وخصوصاً في النجاح الأخير في مدينة المكلا». وأفاد كيربي أن وزير خارجية بلاده قدم عرضاً عن المحادثات الأخيرة والوضع على الأرض في سورية، مشيراً إلى أن الجبير وكيري أكدا أهمية الاحترام الكامل ووقف الأعمال العدائية بين جميع الأطراف.

 

أوروبا تبحث عن بدائل لاتفاق تقييد الهجرة مع تركيا

برلين – اسكندر الديك

أعلنت وزارة الداخلية الألمانية في برلين أمس أن أعداد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا تابعت تراجعها خلال نيسان (أبريل) الماضي، بينما نقلت صحيفة «بيلد» اليومية عن «مصادر مأذونة» أن الاتحاد الأوروبي يفكر حالياً في وضع بدائل لاتفاقية وقف الهجرة التي وقعها مع تركيا بسبب التهديدات التي يطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وجه بروكسيل، بخاصة بعد فرضه الاستقالة على رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي يُعتبر مهندس الاتفاقية.

وأعلنت الداخلية الألمانية في بيان تسجيل حوالى 16 ألف لاجئ فقط خلال الشهر الماضي مقابل 20 ألف لاجئ في آذار (مارس) الذي سبقه.

وكان دخل إلى ألمانيا 60 ألف لاجئ تقريباً في شباط (فبراير) الماضي، وحوالى 90 ألف لاجئ في كانون الثاني (يناير) الماضي. ويعود السبب الأساس في انخفاض أعداد اللاجئين إلى إغلاق طريق البلقان مطلع آذار الماضي وتوقيع الاتفاقية مع أنقرة. وارتفع عدد طلبات اللجوء الجديدة المقدمة الشهر الفائت من قبل اللاجئين السابقين إلى حوالى 61 ألف طلب، بسبب تأخر المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين في البت بطلبات قسم كبير من اللاجئين عقب وصولهم إلى ألمانيا العام الماضي. ويزيد عدد طلبات اللجوء الذي لم يبت فيه المكتب حالياً على 430 ألف طلب.

ونظراً إلى المخاوف المتزايدة من فشل الاتفاقية الموقعة بين بروكسيل وأنقرة لتنظيم تدفق اللاجئين إلى أوروبا، ناقش رؤساء حكومات بعض الدول في الاتحاد الأوروبي بدائل للاتفاقية. وذكرت صحيفة «بيلد» الصادرة أمس، واستناداً إلى مصادر «مقربة من دائرة النقاش» أن الاتحاد الأوروبي «يفكر حالياً في جعل جزر يونانية مراكز رئيسية لاستقبال اللاجئين في حال أوقفت تركيا العمل بالاتفاقية وفتحت الحدود من جديد أمام اللاجئين للانتقال إلى دول الاتحاد الأوروبي».

ويرى البديل المفترض «تسجيل اللاجئين في هذه الجزر، وتعليق حركة النقل بالعبارات إلى البر اليوناني». ونقلت الصحيفة عن وزير في إحدى دول الاتحاد قوله إن «هذا الإجراء المقترح سيجعل اللاجئين عالقين في الجزر»، مضيفاً أنه «سيكون بالإمكان بعد ذلك ترحيل طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم إلى بلدانهم مباشرةً من هناك».

وتبعاً للصحيفة أيضاً، سيتم وقف المساعدات المالية، البالغة قيمتها 6 بلايين يورو، التي تعهد الاتحاد الأوروبي بمنحها إلى تركيا في حال فشل الاتفاقية، وستوجّه إلى اليونان.

وفي حال عدم التزام الرئيس التركي أردوغان بالاتفاقية، قال كارل-غيورغ فيلمان النائب عن الحزب المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل: «يتعين علينا في هذه الحالة اتخاذ بعض التدابير كحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، والنظر في طلبات اللجوء في الجزر اليونانية وليس في البر اليوناني، وترحيل اللاجئين غير الشرعيين».

وعقب استقالة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أعرب أردوغان عن رفضه تعديل قوانين مكافحة الإرهاب التركية وفق طلب الاتحاد الأوروبي وتوجه إليها بالقول: «عندها نقول لكم اذهبوا في حالكم، ونحن نذهب في حالنا». ويعد هذا التعديل من الشروط المهمة المطلوبة لإلغاء تأشيرة دخول الأتراك إلى الاتحاد الذي تطالب به أنقرة، وإلا ستنهار الاتفاقية كلها.

في سياق آخر، أعلنت السلطات السلوفاكية إن ضباطاً بالجمارك أصابوا امرأة سورية أمس، عندما أطلقوا النار على سيارة تهرّب مهاجرين من هنغاريا إلى سلوفاكيا.

 

واشنطن وموسكو تضاعفان جهودهما من أجل هدنة تشمل كل سوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أب، روسيا اليوم)

تعهدت روسيا والولايات المتحدة أمس “مضاعفة جهودهما” من أجل التوصل الى تسوية سياسية للنزاع في سوريا وتوسيع نطاق وقف الاعمال العدائية، الذي دخل حيز التنفيذ في بعض المناطق السورية في 27 شباط ، ليشمل كل أنحاء البلاد.

وأعلنت موسكو وواشنطن اللتان رعتا اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا، في بيان أورده موقع وزارة الخارجية الروسية، ان “روسيا الاتحادية والولايات المتحدة مصممتان على مضاعفة الجهود من أجل التوصل الى تسوية سياسية للنزاع السوري”.

وتحدث كلا الطرفين في البيان عن “تقدم” في ما يتعلق بوقف الاعمال العدائية في سوريا، لكنهما أقرا بان “صعوبات” لا تزال قائمة في “مناطق معينة من البلاد” وقد ازدادت في الايام الاخيرة، كما ان هناك “مشاكل في وصول المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة… لذلك قررنا ان نؤكد مجدداً التزامنا حيال وقف القتال في سوريا وتعزيز الجهود الرامية الى ضمان تنفيذه على المستوى الوطني”، مشيرين الى انهما “سيعززان جهودهما لضمان وصول المساعدات الانسانية الى جميع المحتاجين”.

وستعمل روسيا “مع السلطات السورية لتقليل عدد العمليات الجوية في مناطق مأهولة خصوصا بمدنيين، وفي المناطق المشمولة بوقف اطلاق النار”.

وفي المقابل، تلتزم واشنطن “زيادة الدعم والمساعدة لحلفائها الاقليميين لمساعدتهم على منع تدفق المقاتلين والاسلحة او وسائل الدعم المالي للمنظمات الارهابية عبر حدودهم”.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية ان وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري شددا خلال محادثة هاتفية على “ضرورة مواصلة المفاوضات بين السلطات السورية وجميع اعضاء المعارضة في اشراف الامم المتحدة، مع الالتزام الشديد لوقف النار من جانب النظام السوري”. وتم التوصل الى هدنة موقتة بين قوات النظام وجماعات المعارضة الاسبوع الماضي بضغط من موسكو وواشنطن في حلب، بعدما سقطت هدنة سابقة دخلت حيز التنفيذ في ثانية كبرى المدن السورية في 27 شباط.

والهدنة المقررة أصلاً لمدة يومين والتزم بها اطراف النزاع والتي مددت حتى منتصف ليل الاثنين- الثلثاء، تم التوصل اليها بعد معارك أدت الى مقتل نحو 300 شخص منذ 22 نيسان في حلب.

وفي وقت متقدم اعلن الجيش السوري تمديد الهدنة في حلب 48 ساعة اعتباراً من صباح الثلثاء.

 

كيري

وصرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ختام اجتماع لممثلي نحو عشر دول عربية وغربية داعمة للمعارضة السورية في باريس، بأن واشنطن وموسكو وطهران ستضغط على قوات المعارضة والحكومة السورية لالتزام اتفاق وقف النار الهش في سوريا.

وقال: “علينا مسؤولية التأكد من التزام المعارضة لهذا وعلى روسيا و إيران مسؤولية ضمان التزام نظام (الرئيس بشار) الأسد لهذا”. وأوضح أنه “بعد مناقشات دامت ساعات طويلة… أوضح الروس أن هذا هو المسار الذي يستعدون للمضي فيه”.

 

اجتماع باريس

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت:”نعبر عن رغبتنا في أن تعاود المفاوضات في أسرع وقت ممكن”، مطالباً بـ”ضمانات ملموسة للحفاظ على الهدنة” واتاحة دخول المساعدة الانسانية الى البلاد.

ولاحظ ان “الأزمة السورية باتت في مرحلة حرجة ويجب ان نضاعف جهودنا لاعادة احياء عملية السلام” التي علقت في نهاية نيسان في جنيف لعدم احراز تقدم ملحوظ.

وأضاف ان اجتماعاً للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 بلدا “قد ينعقد الاسبوع المقبل في فيينا لهذه الغاية”.

واتهم النظام السوري بأنه المسؤول عن “العديد من الانتهاكات للهدنة” وعن “عرقلة القوافل الانسانية” وبـ”عدم اظهار أي رغبة في احراز تقدم” خلال مفاوضات جنيف.

ورحب ايرولت بالاعلان الذي صدر عن موسكو وواشنطن قبل ساعات وتضمن تعهدهما “مضاعفة جهودهما” للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع في سوريا وتوسيع نطاق وقف الاعمال العدائية، واصفاً اياه بأنه “تصريح ايجابي”. و”نتمنى ان ينفذ. يجب ألا يكون مجرد تصريح اضافي”.

وضم اجتماع باريس وزراء الخارجية لكل من المانيا والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وايطاليا وقطر وتركيا والاتحاد الاوروبي، فضلا عن ممثلين للاردن والمملكة المتحدة.

 

السعودية

ونددت السعودية بالغارات الجوية على مخيم للاجئين السوريين غرب حلب الأسبوع الماضي مما أدى الى مقتل 28 شخصاً وقالت إنها جزء من “حملة الإبادة التي يرتكبها بشار الأسد وقواته ضد المدنيين في سوريا”.

وقال مجلس الوزراء السعودي في بيان إن الغارات على المخيم “تعد جرائم حرب لا ينبغي السكوت عنها كما تمثل تحدياً صارخاً للإرادة الدولية وانتهاكاً سافراً لكل القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية”.

 

الوضع الميداني

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن الطائرات الحربية واصلت قصف المنطقة المحيطة بخان طومان “كما ارتفع إلى أكثر من 90 عدد الغارات الجوية التي نفذتها طائرات حربية ومروحية منذ صباح الأحد وحتى اللحظة على مناطق في بلدة خان طومان ومحيطها ومحاور قربها بريف حلب الجنوبي”.

وبثّ تلفزيون “المنار” التابع لـ”حزب الله” اللبناني أن القوات دمرت دبابة تابعة لمقاتلي المعارضة وقتلت بعض من كانوا فيها.

 

أسرى ايرانيين

وفي طهران، كشف رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشورى الايراني إسماعيل كوساري أن المعارضة السورية المسلحة أسرت ما يصل إلى ستة جنود إيرانيين في معركة خان طومان بريف حلب الجنوبي.

ونقلت عنه وكالة “ميزان” الإخبارية على الإنترنت أنه “وفقا لأحدث الأرقام … قتل 13 من المدافعين عن الضريح وأصيب 18 وأسر خمسة أو ستة”.

ومعلوم ان إيران تطلق على قواتها في سوريا وصف “المدافعون عن الضريح” في إشارة إلى مسجد السيدة زينب الذي دفنت فيه قرب دمشق.

 

لا «خطة ب» روسية في سوريا.. ونقاش دستوري مع واشنطن

محمد بلوط

هل تملك روسيا «خطة ب» في سوريا؟

البيان الروسي ـ الأميركي يجدد رهان موسكو على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل خروجه من البيت الأبيض كفرصة أخيرة لحل سياسي في سوريا، أو مواجهة حرب استنزاف.

على المدى المباشر والأقصر، يبعث البيان في توقيت إصداره، برسائل تلتف على من اجتمعوا في باريس أيضاً أمس من وزراء خارجية وممثلي 10 دول، هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وقطر والسعودية وتركيا والإمارات والأردن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين التزموا بلهجة «تهدئة» مشابهة ودعوة إلى استئناف الحوار، بعدما كان الهدف من دعوة الفرنسيين للاجتماع هو تقديم التغطية السياسية لرئيس وفد الرياض رياض حجاب، ومن خلفه السعودية في اندفاعها نحو معركة حلب، التي مددت الهدنة فيها لمدة 48 ساعة.

البيان يبادل موافقة أميركا تحديد مناطق وجود «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» مقابل الضغط الروسي على دمشق «كي تقلل من استخدام الطيران في المناطق التي يكثر فيها المدنيون أو التنظيمات التي تلتزم الهدنة».

قبول واشنطن المستجد بوضع «جبهة النصرة» رسمياً في دائرة الاستهداف أسوة بـ «داعش» يتناقض وموقفها الداعم على الأرض للجبهة، خصوصا أنها تلعب دوراً كبيراً في هجوم «جيش الفتح» على جبهات حلب، بدعم سعودي – تركي، ذلك أن واشنطن لم تتوقف عن مطالبة موسكو بعدم الإغارة على مواقع «النصرة» منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي.

العبارات الأخرى لا تبدو قابلة للتصديق، أو حتى للتحقيق. الالتزامات التي قدمتها واشنطن بالضغط على حلفائها الإقليميين لتنفيذ القرار 2253 وعرقلة «وصول المساعدات العينية أو المادية للإرهابيين، ومنعهم من عبور حدودهم»، لم تحترمها واشنطن نفسها في الماضي. وهي لم تتوقف خلال العملية العسكرية الروسية – السورية المشتركة عن إعادة ترميم البنى التحتية التسليحية، لكل المجموعات المسلحة.

وكانت مجلة «جينز» المتخصصة بشؤون الدفاع قد كشفت، قبل شهر، عن إرسال الأميركيين ثلاثة آلاف طن من الأسلحة، تضم بنادق كلاشنيكوف ومدافع عيار 12.7 و14.5 ومتفجرات، وما يقارب الـ800 صاروخ «فاكتوريا» المضادة للدبابات والمدرعات. وكانت الشحنة الأولى التي تضم 994 طناً قد انطلقت من ميناء في بلغاريا في 4 كانون الأول الماضي، أي بعد 20 يوما على تفاهم فيينا الأميركي الروسي على إطلاق العملية السياسية في سوريا، لتصل بعد 10 أيام في 81 حاوية إلى ميناء العقبة الأردني.

ويمكن التشكيك أيضاً ليس في مصداقية الأميركيين وجدية تفاهمهم مع الروس، بل التساؤل عما إذا كان هذا التفاهم من «جانب روسي» واحد. إذ انطلقت عملية إعادة التسليح الأميركية نحو الموانئ الأردنية والتركية، بعد مرور شهر بالتمام من إعلان الهدنة في سوريا، وهو ما يعني أن إعداد الولايات المتحدة، ومعها الأطراف الإقليمية الأخرى لإعادة التسليح، وبناء ما دمرته الغارات الروسية من مستودعات أسلحة وبنى تحتية بلغت 80 في المئة من قدراتها، كان يسير بالتوازي مع «التفاهم» مع الروس، ليس للدخول في تسوية جدية وإنما لانتهاز الهدنة وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، أو المربع الذي كانت عليه ما قبل انطلاق العملية الروسية نهاية أيلول الماضي.

ويشيع ديبلوماسيون روس قي قلب الملف السوري تفاؤلاً أبعد من مجرد الإصرار على هدنة تبدو حتى الآن من جانب واحد، وثقة بحسن النيات الأميركية. ومن نافل القول إن الجيش السوري يدفع ثمنها قبل غيره، بعد الانسحاب الجزئي الروسي المفاجئ في شباط الماضي، والمجاني، في لحظة اقتراب الجيش السوري وحلفائه من قلب موازين القوى في سوريا، وفي قلبها حلب بعد سلسلة العمليات التي أفضت خلال الخريف وجزء من الشتاء، إلى استعادة شطر كبير من الطوق الحلبي شمالا وشرقا وجنوبا، من أيدي المجموعات المسلحة.

والاهم أن القرار الروسي بالذهاب إلى الهدنة من دون ضمانات حقيقية تحصن الهدنة، كإغلاق الحدود مع تركيا، ومن دون «خطة ب» للعودة بسرعة إلى الميدان، حال دون الحصول على أي تنازلات في «جنيف 3» من الولايات المتحدة والسعودية ووفد الرياض، بل إن التفاوض من دون الضغط العسكري لدعم العملية السياسية أدى في النهاية إلى تآكل جزء كبير من مفاعيل العملية الروسية، التي أخرجت الجيش السوري من جدران سوريا المفيدة، وأعادته إلى قلب المناطق التي لم يدخل الكثير منها منذ 3 إلى 4 أعوام في شمال اللاذقية وأرياف حلب والغوطة.

وتبين في ما بعد أن الخطأ التكتيكي الروسي قد أضاع على دمشق والسوريين والمنطقة فرصة حقيقية لإخراج الأتراك من الشمال السوري، وضرب العمود الفقري للمجموعات التي تدعمها، وعزل «النصرة» والمتطرفين وفتح الطريق أمام تسوية محتملة للحرب المستمرة منذ خمسة أعوام، وتقوية عناصر الحل الداخلي وإعادة جزء كبير من القرار السوري إلى الداخل، والكتلة التي يمثلها الجيش والدولة السورية، على حساب القوى الدولية والإقليمية، وهي فرصة قد لا تتكرر.

ويقول مسؤول روسي في الخارجية، يمثل الجناح الأقرب إلى التسوية مع الأميركيين، «إننا والأميركيين حريصون على الوصول إلى تفاهم قبل آب المقبل، لأنه سيكون شهراً مفصلياً في تاريخ الأزمة السورية». يمثل آب هاجساً كبيراً لموسكو، بإخراجه الإدارة الأميركية من حيز السياسة الخارجية، ودخول أميركا مرحلة الانتخابات الرئاسية، واستنكاف الرئيس الأميركي عن اتخاذ المزيد من القرارات التي تلزم في الأشهر الأخيرة الإدارة المقبلة.

وشرح المسؤول الروسي، أمام مقربين في عاصمة عربية زارها في الساعات الماضية، سبب الرهان على الهدنة رغم انهيارها، بأن الإدارة الروسية تسابق الوقت للتوصل إلى «الآليات لتنفيذ التفاهمات مع الأميركيين قبل رحيل الإدارة الحالية، وهو أمر صعب ومعقد». ويقول المسؤول إن «العناوين العريضة للتفاهمات مع الأميركيين حول سوريا، قد وُضعت، وان الرئيس فلاديمير بوتين لن يخاطر بتأجيلها حتى رحيل إدارة باراك اوباما، لأننا لا نثق بالإدارة المقبلة، كما أننا نسابق الوقت لعقد صفقة في ملفات أخرى ضاغطة وإقليمية وعالمية».

وجلي أن الروس قد قطعوا شوطا بعيدا في التفاهم مع الأميركيين على سيناريو للحل السياسي. اذ يقول المسؤول الروسي إن «الدستور سيوضع موضع التنفيذ في آب المقبل، ونحن نواصل التفاهم مع الأميركيين حوله». وتطرح مجموعة من 25 إلى 30 فقرة دستورية نقاشاً واسعاً بين الطرفين، لاشتمالها على المواد المتعلقة بالصلاحيات الرئاسية. ويقول المسؤول إن «نسخة قد عرضت على الرئيس بشار الأسد، وقد أبدى ملاحظاته على بعض مواده».

ويذهب الرهان الروسي على صلابة التفاهم إلى القول بأنه أعاد خلط الأوراق كلياً في المنطقة إلى حد انقلاب المشهد الإقليمي، وان «هناك اليوم خلافا كبيرا بيننا نحن الروس والأميركيين من جهة والدول الإقليمية من جهة أخرى، كإيران وتركيا والسعودية، لان هذه الدول لا تريد التسليم بالوقائع الجديدة التي خلقها الانخراط الروسي في سوريا، والتفاهم مع الأميركيين».

 

المرصد: مقتل عشرة في ضربات جوية في إدلب بسوريا

بيروت – رويترز – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن ضربات جوية على مدينة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، أسفرت عن سقوط عشرة قتلى على الأقل الثلاثاء.

 

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا، أن القتال مستمر على ما يبدو داخل مدينة حلب الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من مدينة إدلب، وهناك اشتباكات أشرس حول حلب.

 

وأعلن الجيش السوري تمديد وقف إطلاق النار في حلب في وقت متأخر الاثنين.

 

وقصفت غارات جوية شنتها طائرات حربية إما سورية أو روسية مدينة بنش الواقعة على بعد ستة كيلومترات من العاصمة الإقليمية إدلب. وقال المرصد إن الضربات أسقطت أيضاً عدداً من المصابين.

 

وأضاف المرصد أن قائداً لفصيل محلي من بين القتلى. ولم ترد على الفور تفاصيل أخرى عن القتلى والجرحى.

 

ومحافظة إدلب الواقعة على الحدود مع تركيا تقع تماماً تقريباً تحت سيطرة جماعات للمقاتلين، بما في ذلك جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وحركة أحرار الشام الإسلامية.

 

مقتل ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني في ريف حلب

السعودية: الأسد يرتكب «جرائم حرب»… موسكو وواشنطن ستضاعفان جهودهما من أجل حل سلمي

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلنت وسائل إعلام إيرانية، وجود ضباط رفيعي المستوى في الحرس الثوري الإيراني بين قتلى الاشتباكات التي اندلعت يوم الجمعة الماضي مع فصائل من المعارضة، في منطقة خان طومان جنوب غربي حلب في سوريا.

وأكدت الوسائل مقتل 14 عسكرياً من الحرس الثوري في الاشتباكات المذكورة، حيث أشارت إلى أن من بين القتلى العميد جواد دوربين، والعقيد رحمن قابيلي، والرائد محمد بلباسي.

كما نشرت وسائل الإعلام أسماء باقي القتلى، منهم علي جمشيدي، وسيد حسن رجايفر، وسيد رضا طاهر، وعلي رضا بربري، وحسين مشتاقي.

وكان موقع «عصر إيران» المقرب من الرئيس حسن روحاني، ذكر السبت الفائت أن ما بين 20 إلى 50 جنديا إيرانيا، قتلوا في كمين نصبته المعارضة السورية، لوحدة عسكرية مؤلفة من 100 جندي، تابعين للحرس الثوري، في المنطقة المذكورة، فيما أعلن الحرس الثوري في بيان له مقتل 13 عسكرياً وإصابة 21 آخرين في الاشتباكات.

جدير بالذكر أن الخسائر البشرية الإيرانية في سوريا ارتفعت في الفترة الأخيرة، حيث فقدت طهران خلال أبريل/ نيسان الماضي 5 قادة كبار، أحدهم برتبة عقيد، إضافة إلى 26 عسكريًا.

إلى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية والقوات الموالية لها اشتبكت مع مقاتلي المعارضة قرب حلب امس الاثنين كما شنت طائرات حربية المزيد من الغارات حول بلدة استراتيجية سيطر عليها إسلاميون الأسبوع الماضي.

وذكر المرصد أن الطائرات الحربية واصلت قصف المنطقة المحيطة بخان طومان امس الاثنين «كما ارتفع إلى أكثر من 90 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية ومروحية منذ صباح يوم أمس الاول وحتى اللحظة على مناطق في بلدة خان طومان ومحيطها ومحاور قربها بريف حلب الجنوبي.»

وقال المرصد إن الطائرات قصفت مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة في وقت مبكر من صباح امس بينما أطلق مقاتلو المعارضة قذائف على الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة على الرغم من تمديد نظام التهدئة ليشمل مدينة حلب.

جاء ذلك فيما تعهدت روسيا والولايات المتحدة الاثنين بـ»مضاعفة» جهودهما من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا وتوسيع نطاق وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في بعض المناطق السورية في 27 شباط/فبراير، ليشمل جميع أنحاء البلاد.

وأعلنت موسكو وواشنطن اللتان رعتا اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الروسية أن «روسيا الاتحادية والولايات المتحدة مصممتان على مضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع السوري».

من جانبها وصفت المملكة العربية السعودية المجازر التي شنتها قوات بشار الأسد ضد المدنيين في سوريا في مخيم الكمونة بريف إدلب بأنها «جرائم حرب».

وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي في بيانه عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء السعودي امس الاثنين برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز إن «مجلس الوزراء استعرض جملة من التقارير عن مستجدات الأوضاع وتطوراتها في المنطقة والعالم. مجددا» إدانة السعودية لحرب الإبادة التي ترتكبها قوات بشار الأسد ضد المدنيين في سوريا، ومنها المجزرة البشعة التي ارتكبتها تلك القوات في مخيم الكمونة بريف إدلب وأسفرت عن مقتل العشرات».

وشدد المجلس «على أن هذه المجازر البشعة ومنع المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق، تعد جرائم حرب وتمثل تحدياً صارخاً لكل القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية».

وأضاف الوزير الطريفي في بيانه أن مجلس الوزراء السعودي «رحب بالقرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في ختام اجتماعه غير العادي بالقاهرة، وما تضمنه من إدانات واستنكار لممارسات النظام السوري الوحشية ضد السكان المدنيين العزل في حلب وريفها، وضد المواطنين في كل أنحاء سوريا».

 

المعارضة في دمشق تعلن توحدها لمنع تصدير الاقتتال الفصائلي الحاصل في الغوطة الشرقية

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: أعلنت فصائل المعارضة المسلحة في حي القابون الواقع على تخوم العاصمة السورية دمشق، إنهاء الحالة الفصائلية بين المجموعات المسلحة في الحي والتي تتبع لكل من «كتائب أحرار الشام السلامية»، و»جيش الإسلام»، و»فيلق الرحمن»، وإعلان مجلس عسكري موحد تحت مسمّى «تجمع ثوار القابون» الذي يضم الفصائل الآنفة الذكر، خوفاً من تمدد نيران الاقتتال الداخلي الحاصل بين فصائل المعارضة المرابطة في الغوطة الشرقية إلى داخل حي القابون، وخاصة بعد أن واجه الحي موجة صراعات بين «فيلق الرحمن» و»جيش الإسلام» إبان إعلان الطرفين الحرب في ريف دمشق الشرقي.

وقال عضو المكتب الإعلامي لحي القابون عدي عودة لـ «القدس العربي»: «إن إعلان القيادات العسكرية في الحي بمشاركة كل من «أحرار الشام»، و»فيلق الرحمن»، و»جيش الإسلام»، توحدها ضمن مجلس عسكري أعلى، تحت مسمّى تجمع ثوار القابون، جاء نظراً للاقتتال الذي حصل في منطقة الحفيرية داخل الحي قبل أيام، والذي نشب بين أهالي القابون من جهة وأهالي حفير الفوقا من جهة ثانية مخلفاً قتلى بين الطرفين، وخوفاً من تمدد معارك الغوطة الشرقية إلى المناطق المجاورة.

وذهب المتحدث إلى إن هذا التوحد جاء في الوقت المناسب لتأمين الحي من عودة الاقتتال بين أهالي المنطقتين وحرصا على مصلحة «اللواء الثامن» التابع لـ «جيش الإسلام» الذي يرابط في حي القابون، على أنه يشكل مع المقاتلين الذين يتحدرون من بلدة «حفير الفوقا» كتلة عسكرية واحدة.

ونظم المجلس العسكري بمساعدة شعبية من أهالي حي القابون تظاهرة حضرها عسكريون ومدنيون بوجود قيادات المجموعات العسكرية، بمناسبة توحد الفصائل.

وتشهد الغوطة الشرقية منذ قرابة الأسبوعين مواجهات عنيفة بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» بالتعاون مع جيش الفسطاط الذي يضم «جبهة النصرة» و»لواء فجر الأمة»، على خلفية اتهامات وجهت لـ «جيش الإسلام» بالوقوف وراء محاولة اغتيال الشيخ سليمان طفور أحد أبرز القضاة في الغوطة، فيما امتنع «جيش الإسلام» عن تسليم المطلوبين للقضاء، الأمر الذي أجج الصراع بين الجانبين.

كما شهدت المواجهات سجالاً إعلامياً بين أطراف النزاع، حيث وجّه أحد «شرعيي جيش الإسلام» اتهاما لـ»فيلق الرحمن» بـ»العمالة لأمريكا»، وهاجم «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة»، لينتهي المطاف أخيراً بتنازل الجيش والفيلق لمطالب المدنيين والقبول بلجنة حكم قضائية مستقلة، يقوم كل طرف فيها بتقديم ثلاثة أسماء ليمثلوه فيها.

اقتتال أخوة السلاح كما يصفه ناشطو الغوطة، أدى إلى مصرع ما يزيد عن 250 مقاتلاً من الجانبين فضلا عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، فيما فقد «جيش الإسلام» العشرات من عناصره الذين تم أسرهم، كما اعتقل «جيش الإسلام» مجموعات من مقاتلي الفيلق و»جبهة النصرة» و»لواء فجر الأمة».

 

الجبير لـ”لوموند”: ندعم سورية من دون الأسد

باريس ــ عبد الإله الصالحي

أدلى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بحوار مُطوّل لصحيفة “لوموند” الفرنسية، تطرق فيه إلى الوضع الراهن، الأزمة السورية، الخلاف مع إيران، والعلاقات بين الرياض وواشنطن وباريس.

وقال الجبير، الذي شارك في اجتماع باريس حول الأزمة السورية، أمس الإثنين، إنّ أهداف المشاركين بالاجتماع مشتركة وتتمثل في التأسيس لعملية انتقال سياسي بالاستناد إلى بيان مؤتمر جنيف (1) المنعقد في يونيو/حزيران 2012. وإنشاء حكومة انتقالية تملك صلاحيات واسعة تمكّنها من وضع دستور جديد وتنظيم انتخابات تتمخض عن حكومة جديدة من دون الرئيس السوري بشار الأسد. لكن المشكل الراهن هو أن الأسد وحلفاءه لا يحترمون الهدنة.

واعتبر الجبير، أن “الأوضاع في سورية توجد حالياً في طريق مسدود. وأن المعارضة برهنت على مقاومة بطولية باحتفاظها بغالبية مواقعها على الأرض على الرغم من أن ميزان القوى العسكري ليس في صالحها، وهذا ما يعكس رغبة السوريين في طي صفحة النظام”.

ولفت الجبير إلى أنّ “فكرة مفاوضات جنيف والقرار الأممي رقم 2254 كانت تتمثل في جس نبض النظام السوري ومدى جديته. وحتى الآن من الواضح أن هذا النظام هو العقبة الأساس في وجه الحل. إنّه يرفض الحوار مع المعارضة ويعتبرها غير موجودة أصلاً، وأن هناك إرهابيين فقط. كيف يمكن إذن التقدم في اتجاه حل سياسي؟ ليس هناك سوى حلين: زيادة الضغط على الأسد وحلفائه أو تكثيف الدعم العسكري للمعارضة”.

وعن الدور الروسي في الأزمة السورية، قال وزير الخارجية السعودي، إنّ “الروس يقولون إنّهم يريدون حلاً سياسياً يقرّره السوريون فقط. لكنهم يذهبون في الاتجاه الخطأ لأن الأسد لن يتخلى عن السلطة ما دام يتمتع بدعم خارجي”.

ورداً على سؤال حول الدور الأميركي ومدى قوة مساندته للمعارضة، رأى الجبير أنّ الأميركيين “يساندون المعارضة عسكرياً وسياسياً وأنّهم يريدون رحيل الأسد، غير أن الإشكال يكمن في كيف؟ ومتى؟، ولهذا فإنّ اجتماع باريس مهم من هذه الناحية لأنّه يوضح مواقف الأطراف الداعمة للمعارضة ويجنبنا سوء الفهم. فمثلاً، أنا لا أعتقد أن الأميركيين أعطوا الضوء الأخضر لهدنة تستثني مدينة حلب مثلما روجت بعض وسائل الإعلام. واشنطن حاولت التنسيق مع موسكو لتحديد مواقع المعارضة المعتدلة كي لا يطاولها القصف لكنها لم تنجح واستمر الروس في قصفها. من الوارد أن هناك بعض سوء الفهم والثغرات في التواصل لكنني أقيم الدور الأميركي بما يفعلونه في الميدان، وأنا أرى أنهم يواصلون مد المعارضة بالسلاح”.

وفي ما يخص العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما وما يروج حول وجود توتر بين البلدين، أكّد الجبير أن العلاقات بين البلدين متماسكة جداً. وقال “إن علاقاتنا ليست مبنية على الأشخاص وإنما هي علاقات راسخة بين المؤسسات. مصالحنا الاستراتيجية واحدة. ونحن نتطلع سوية إلى سورية من دون الأسد. أيضاً نريد عراقاً مستقراً من دون تدخلات إيرانية ونريد الاستقرار في مصر واليمن وليبيا”.

اعتبر الجبير، في الوقت نفسه، أنّ ثمة خلافات مع واشنطن “لكنها تكتيكية” ولا تمس جوهر الأهداف الاستراتيجية. وأضاف “نحن نساند بقوة المعارضة في سورية والأميركيون يعتقدون بأنه يجب منح المزيد من الوقت للمفاوضات. وفيما يخص النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، نحن نؤمن سوية بحل الدولتين. لكن واشنطن تفضل معالجة متدرجة للنزاع بينما نحن نفضل اقتراح حل ووضعه الآن على طاولة المفاوضات”.

وجواباً عن سؤال حول مستقبل العلاقات مع إيران، قال الجبير نحن مستعدون لاستئنافها، لكن “يجب على إيران أن تتوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية وعن قتل دبلوماسيينا وإدخال المتفجرات إلى أراضينا وأراضي الجيران. على إيران أن تتوقف عن تصدير التعصب وإرسال قوات دول المنطقة وتأهيل المليشيات مثلما تفعل مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن”.

وعن الاتهامات التي تُوجه للسعودية خاصة “تصديرها” للمذهب “الوهابي”، الذي تعتبره بعض الدول الغربية مرادفاً للتطرف الديني، أوضح الجبير أنّه من الخطأ القول، إنّ الوهابية والإرهاب وجهان لعملة واحدة. وقال، إن “القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تهاجمان السعودية وهما عَدوان. لقد وضعنا خطة لمحاربة التطرف الديني في بلادنا واعتقلنا، العام الماضي، 700 شخص مرتبط بداعش. إن الاعتقاد أننا نمول ونساند أيديولوجيا الناس التي تحاربنا وتريد تدميرنا أمر في غاية العبث”.

وفي ختام حواره مع صحيفة لوموند، تطرق الجبير إلى العلاقات بين باريس والرياض، قائلاً إنّ مواقف فرنسا بخصوص إسرائيل، فلسطين، لبنان، سورية، إيران، العراق، اليمن، تتوافق كلها تقريباً مع مواقفنا. وأضاف “أنّ لفرنسا دوراً خاصاً ومهماً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونحن نثمن هذا الدور والعلاقات بين البلدين قوية جداً على كافة المستويات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية”.

 

عشرة قتلى بغارات للنظام السوري بريف إدلب وقصف بالزبداني

أحمد حمزة

شنّ الطيران الحربي، قبل ظهر اليوم الثلاثاء، غارتين جويتين على الأقل، في بلدة بنش بريف إدلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص كحصيلة أولية، بينهم أحد قياديي الفصائل العسكرية المقاتلة للنظام السوري، كما قصفت مدفعيته مدينة الزبداني بريف دمشق، والتي تعتبر مع بنش من المناطق التي توقفت فيها العمليات العسكرية، بعد توقيع اتفاقية الزبداني – الفوعة، قبل نحو ثمانية أشهر.

 

وذكرت مصادر محلية في إدلب، لـ”العربي الجديد”، أن “الحصيلة الأولية لغارات طيران النظام الحربي، بلغت نحو عشرة قتلى، إضافة إلى عدد من الجرحى في بنش”، التي تعتبر من البلدات المشمولة باتفاقية الفوعة – الزبداني، والموقّعة بين ممثلين عن “حركة أحرار الشام الإسلامية” ومسؤولين إيرانيين، في سبتمبر/أيلول الماضي.

 

” كما تحدثت “تنسيقية مدينة بنش” عن مقتل عبدالغفار حرب “القائد العسكري لكتيبة أحمد عساف، جراء الغارة الجوية التي استهدفت بنش اليوم”، وكانت ذات البلدة تعرضت لغارة ليل السبت، أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة مدنيين آخرين.

 

إلى ذلك، قصفت مدفعية النظام، اليوم الثلاثاء، مدينة الزبداني بريف دمشق الشمالي الغربي، وقال عضو “المجلس المحلي لمدينة الزبداني”، عامر برهان، إن “مدفعية أغلب الحواجز المحيطة بالزبداني قصفت وسط المدينة” التي تشهد هدوءاً نسبياً منذ سبتمبر/أيلول الماضي، بعد توقيع اتفاقية هدنة لمدة ستة أشهر.

 

لكن الهدوء النسبي الذي شهد عدة خروقات، بقي سارياً في الزبداني، وفي مناطق إدلب المشمولة بالاتفاقية رغم انتهاء مدتها، إذ إن هذه المناطق كانت دخلت حينها مع مختلف المحافظات السورية، في هدنة “وقف الأعمال العدائية”، التي استثنت مناطق تواجد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) و”جبهة النصرة” وبدأت في السابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي.

 

هدوء في حلب بعد تمديد الهدنة وتواصل الغارات بريفها

أحمد حمزة

ساد الهدوء في مختلف أنحاء مدينة حلب، صباح اليوم الثلاثاء، وذلك بعد تمديد الهدنة ليومين إضافيين، في حين تعرضت مناطق بريف المحافظة الجنوبي لغاراتٍ ليلية، بعد يومٍ واحد من مقتل أكثر من اثني عشر مدنياً بقصفٍ جوي للنظام في محافظة إدلب.

 

ونشرت، مساء أمس، وكالة “سانا” التابعة للنظام، بياناً صادراً عن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة”، جاء فيه، إنه “يتم تمديد سريان مفعول نظام التهدئة في حلب وريفها وريف اللاذقية لمدة 48 ساعة إضافية اعتباراً من الساعة الواحدة صباح اليوم الثلاثاء وحتى الساعة 24 من يوم غد الأربعاء”.

يعتبر هذا التمديد، الثالث للهدنة الجزئية والمؤقتة في مدينة حلب، إذ أعلن عن “نظام التهدئة” هناك، مساء الأربعاء الماضي، لمدة يومين، قبل أن يقرر تمديدها ثلاثة أيامٍ لاحقة، بدأت فجر الجمعة، وانتهت ليل أمس.

 

وعاشت أحياء حلب، خلال الأيام الخمسة الماضية، هدوءاً نسبياً، وعادت الحياة تدريجياً إلى مختلف مناطق المدينة، التي عاشت نحو أسبوعين داميين قبل ذلك، استهدف خلالها الطيران الحربي الأحياء الشرقية بأكثر من 300 غارة، أدت لمقتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين.

في غضون ذلك، واصل الطيران الحربي، حتى ساعات ليل أمس، شن غاراته بمناطق أرياف حلب الغربي والجنوبي والجنوبي الغربي، وطاولت الهجمات الجوية والقصف بالبراميل، مناطق الزربة وخان طومان ومحيطها، وخان العسل وكفرناها وغيرها.

 

إلى ذلك، قُتل عشرة مدنيين، وأصيب أكثر من عشرة آخرين، مساء أمس الإثنين، بقصف جوي نفّذته طائرة حربية تابعة للنظام، على قرية حفسرجة غرب مدينة إدلب.

وقال الناشط الإعلامي، مصطفى أبو محمد، لـ”العربي الجديد”، إن “طائرة تابعة لسلاح الجو السوري استهدفت قرية حفسرجة مساء بثلاث ضربات جوية، أسفرت إحداها عن إصابة بناء مؤلف من طوابق عدة، ودماره بشكل كامل، مما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين، وإصابة ما لا يقل عن عشرة آخرين”، مشيراً إلى أن “من بين القتلى ثلاثة أطفال وسيدة”.

وكانت طائرات النظام الحربية والمروحية استهدفت مدينتي إدلب ومعرة النعمان، وبلدات التمانعة وسنجار بالعديد من الغارات يوم أمس، مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة نحو عشرين آخرين.

وكان مسؤول الإعلام العسكري في “حركة أحرار الشام” أبو اليزيد التفتنازي، قد أوضح لـ”العربي الجديد” أمس، أن “فصائل من غرفة عمليات (جيش الفتح) ردّت على خرق الهدنة وقصف مدن وبلدات إدلب، باستهداف قريتي الفوعة وكفرية الخاضعتين لسيطرة مليشيات موالية للنظام، بالعديد من القذائف والصواريخ محلية الصنع”.

 

أطفال معضمية الشام يعانون بعد 136 يوماً من الحصار

ريان محمد

مع مرور نحو 136 يوماً من حصار القوات النظامية لمدينة معضمية الشام في الريف الغربي للعاصمة السورية دمشق، يجدد أطفال من المدينة عبر اعتصام على بعد عشرات الأمتار من حاجز القوات النظامية، مناشدتهم للمنظمات الدولية والمجتمع الدولي لفك الحصار المفروض عليهم وإدخال المواد الغذائية والطبية لهم.

 

وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر فيه عدد من الأطفال يحملون يافطات كتب على بعضها “أين رغيف الخبز والدواء…نريد أن نعيش”، و”نريد فتح الطريق”، في حين أسرّ عدد من الأطفال بأحلامهم فمنهم من طلب “شاورما”، و”بسكويت”، و”دجاجة”، و”فتح الطريق”، وأخرى كتب عليها “والله أنا سوري”.

 

وفي فيديو آخر ظهر رجل في الخمسينات من عمره، يتحدث عن حالهم داخل المدينة ويقول: “جاوزنا 130 يوماً دون أن يدخل لنا أحد أية معونات إنسانية، استنفدنا خلالها كل مدخراتنا من المواد الغذائية، لا نزيد سوى فتح الطريق ورفع المعاناة”، واعتبر أن الأمم المتحدة تصمّ آذانها عن معاناتهم.

 

وقال الناشط الإعلامي في معضمية الشام كنان نتوف، لـ”العربي الجديد”، إن “القوات النظامية تفرض على أكثر من 45 ألف مدني يعيشون في معضمية الشام حصاراً خانقاً، ويُمنع دخول المواد الغذائية والطبية، كما تُمنع حركة دخول وخروج المدنيين، ما تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع، وتزايد حالات سوء التغذية، ومن المحتمل في حال لم تقدم لهم الرعاية اللازمة أن يفقدوا حياتهم”.

 

وأضاف “يعاني المركز الطبي والكادر العامل فيه من تردي الأوضاع الصحية عند أصحاب الأمراض المزمنة لعدم توفر الأدوية اللازمة، ما يهدد بموتهم في حال استمرار الحصار ومنع إدخال المواد الطبية الضرورية”.

 

 

 

وأوضح أن “أطفال المدينة اعتصموا اليوم طلباً للحياة، مؤكدين أنهم سوريون مناشدين المنظمات الدولية لفتح الطريق الذي تغلقه القوات النظامية وتمنع عنهم الطعام والدواء”.

 

يشار إلى أن القوات النظامية تحاصر العديد من المدن والبلدات والأحياء السكنية في محافظات سورية عدة، خصوصاً الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، بحجة وجود “إرهابيين” بداخلها، في حين يدفع الثمن الأكبر المدنيون الذين تمنع عنهم أبسط متطلبات الحياة، وسبق أن سجلت عشرات حالات الموت جوعاً في بعض تلك المناطق.

 

اعتقال شيخ يفجر الغضب في جرمانا

مجد الخطيب

ساد جو من الغليان الشعبي في مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية في ريف دمشق، بعد اعتقال قوات النظام الشيخ مؤنس حمزة رافع، ابن إحدى كبرى عائلات جرمانا. وقامت كتيبة من “المهام الخاصة” تابعة لفرع “المخابرات الجوية” باعتقال الشيخ رافع، عند الساعة الرابعة من ظهر الإثنين، عبر كمين أمام بيته، بعد تعقب اتصالاته، واقتادته مباشرة إلى سجن “مطار المزة العسكري”، على خلفية تهم تتعلق بحيازة أسلحة غير مرخصة.

 

وفور شيوع نبأ اعتقال الشيخ، تجمهر أهالي من مدينة جرمانا، وعدد من رجال الدين في ساحة البلدة، وتم قطع الطرقات، ومنع الدخول والخروج عبر الشوارع الرئيسية، مطالبين بالافراج عن الشيخ.

 

النظام حاول تهدئة الناس عبر إرسال وعود من قبل عضو مجلس الشعب السابق مصعب الحلبي، الذي قال إن هنالك مساعِي جادة لاطلاق سراح الشيخ، وطالب الأهالي بفض اعتصامهم. لكن الأهالي رفضوا المغادرة، وأمهلوا النظام حتى منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء، لإخلاء سبيل الشيخ.

 

ورافق الاحتجاجات نوع من حظر التجول غير المعلن، حيث مُنع دخول وخروج السيارات من المدينة، وأغلقت المحال في السوق التجاري، وتراجعت حركة المشاة في الشوارع، وانسحب عناصر الأجهزة الأمنية من المدنية. ورافق ذلك قطع للاتصالات وشبكة الانترنت عن المنطقة التي تشهد الاحتجاجات.

 

الاحتجاجات لم تقتصر على المطالبة بالافراج عن الشيخ المعتقل، بل طالب المحتجون بضرورة حصول تضامن بين رجال الدين والمجتمع لمنع النظام من اقتياد الشباب إلى الخدمة الإلزامية بالقوة. وذلك على غرار ما تفعله “حركة مشايخ الكرامة” في السويداء، واعتبر المحتجون أن هنالك ظلماً واضطهاداً ممنهجاً تتعرض له المدينة من قبل قوات النظام بسبب موقف الدروز المحايد منذ العام 2011.

 

وفور انتهاء المهلة التي أعطاها المحتجون لقوات النظام، هاجم بعضهم حاجز الباسل، وهو الحاجز الرئيس لقوات النظام في البلدة والمطل على طريق المطار. وبعدها اتجه المحتجون إلى مفرزة “الأمن السياسي” في حي الحمصي جنوبي جرمانا، فاقتحموها وقاموا بتكسيرها وتحطيم محتوياتها.

 

قائد حركة “مشايخ الكرامة” في السويداء الشيخ أبو رأفت وحيد البلعوس، أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من رجال الدين في المدينة وأبدى استعداد “مشايخ الكرامة” لتقديم أي معونة بالمال أو العتاد، إذا تطلب الأمر ذلك.

 

رجال الدين الدروز، خاصة الشباب منهم، الذين كانوا في كل مشكلة بين قوات النظام والأهالي يميلون إلى أخذ موقف الحياد أو التهدئة، تغير موقفهم الإثنين، وشكلوا العديد من المجموعات لمنع الاخلال بالأمن بعد انسحاب عناصر الحواجز الأمنية المحيطة بجرمانا. وطالب العديد منهم، بالاستمرار في قطع الشوارع وإعلان العصيان حتى خروج الشيخ المعتقل. وهذا ما فسره البعض بمحاولة المؤسسة الدينية في فرض حالة من الهيبة لها، وإرسال رسالة للجميع أن المس برجل دين يعتبر خطاً أحمر.

 

وعلى الرغم من عدم إخلاء سبيل الشيخ رافع، حتى الآن، فقد عادت الحياة طبيعية في المدينة، وسط وعود النظام بإطلاق سراح الشيخ، وتهديد الأهالي بالاعتصام مجدداً. ويشير البعض إلى أن النظام سيتمهل قبل الإفراج عن الشيخ، لجسّ نبض الأهالي، ومنعهم من التجمع والاحتجاج مجدداً عند وقوع حوادث مماثلة. ما يضع هيبة النظام وهيبة المؤسسة الدينية الدرزية الموالية له، في موقع تعارض، قد تتحول إلى صدام نتيجة استمرار الإحتقان لدى الأهالي.

 

الجهات المعارضة في البلدة، نأت بنفسها عن المشاركة في الاحتجاجات، ولكنها اعتبرت ان ما حدث هو استمرار لمسلسل استهانة أجهزة النظام بكرامات الناس والاعتداء عليهم بهدف تطويعهم.

 

“المدن” التقت بأحد رموز المعارضة في البلدة، وهو رجل قانون، وقال: “إننا ضد أي اعتقال تقوم به قوات النظام، وما قام به قوات الأسد اليوم من اعتقال الشيخ مؤنس وضربه، هو رسالة واضحة إلى أهالي البلدة وتحديداً للمجتمع الديني فيها، وهي أن النظام ليس لديه خصوصية لأحد، وإشارة إلى أن سياسة الحذاء العسكري لا زالت مستمرة”. وأضاف أن هذه البلدة لديها عشرات المعتقلين في أقبية المخابرات التابعة للنظام، والعديد منهم قتلوا تحت التعذيب، وكانت هناك محاولة من قبل النظام وعدد من الزعمات التقليدية لخنق أي احتجاج فيها، ولكن الآن وعلى ما يبدو أن ظلم النظام بدأ يطال أيضأ أشخاصاً محسوبين على المؤسسة الدينية، التي بات مطلوباً منها أن تتخذ موقفاً أكبر من ذلك.

 

المعارض الجرماني يعتقد بأن حركة رجال الدين، الإثنين، هي محاولة من بعض الرجال المحسوبين على المؤسسة الدينية، للعمل على فرض معادلة شبيهة بتلك التي لـ”مشايخ الكرامة” في السويداء، مع مراعاة القبضة الأمنية التي تعانيها جرمانا بسبب قربها من العاصمة، والخليط السكاني الكبير فيها، فضلاً عن التواجد العسكري والأمني فيها.

 

أجواء الاحتجاجات التي شهدتها جرمانا ليلاً، والتي كانت في أغلبها تحاكي ظاهرة “مشايخ الكرامة” في السويداء، شكّلت اختباراً كبيراً للمؤسسة الدينية في جرمانا، في ظل وجود أكثر من 1200 من أبناء المدينة، مطلوبون للخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف قوات النظام، يرفضون الالتحاق بها. وفي هذا السياق، يمكن إدراج الحراك الأخير، وما سيتبعه، كمحاولة ضغط من عائلات المدينة لفرض واقع شبيه لما يحدث في السويداء، من منع أجهزة النظام الأمنية من اعتقال الشباب، وسوقهم للخدمة الإلزامية.

 

تعهد روسي-أميركي بخفض غارات الأسد “إلى الحد الأدنى

قال وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت، إن على موسكو وواشنطن أن تنفذا تعهدهما بخصوص الضغط على أطراف الأزمة السورية لتنفيذ اتفاق “وقف الأعمال العدائية في سوريا” والعودة إلى المحادثات في جنيف. كلام ايرولت جاء عقب اجتماع وزاري في باريس، شاركت به قطر والسعودية والأردن وألمانيا وتركيا وأميركا، بالإضافة إلى المعارضة السورية ممثلة بالمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب.

 

وكانت باريس قد طلبت هذا الاجتماع، وقالت إنه يأتي تحضيراً لمحادثات فيينا التي تعقدها المجموعة الدولية لدعم سوريا، الأسبوع المقبل، وللمرة الأولى سيحضر وفد من الحكومة السورية في هذه الاجتماعات.

 

وتحمّل فرنسا، وألمانيا، نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية التصعيد الأخير في حلب، وتقولان إن أي طلب للعودة إلى محادثات السلام في جنيف سيكون مرهوناً بمدى التزام النظام بوقف عملياته العسكرية في حلب.

 

وقبيل اجتماع باريس، أعلنت الولايات المتحدة وروسيا، في بيان مشترك، تعهداً يقضي بالعمل مع نظام الأسد للتقليل من استخدام الطيران فوق المناطق المأهولة بالمدنيين، وكذلك المناطق التي تخضع إلى سيطرة فصائل من المعارضة السورية تلتزم باتفاق “وقف الأعمال العدائية”.

 

ولا يشير التعهد إلى وقف الغارات نهائياً، بل استخدمت فيه عبارة التقليل من استخدام الطيران “إلى الحد الأدنى”.

 

وتعليقاً على البيان، قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري، من باريس، إن واشنطن وموسكو وطهران ستضغط على قوات المعارضة والحكومة السورية للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الهش في سوريا. وأضاف في حديث للصحافيين “علينا مسؤولية التأكد من التزام المعارضة بهذا وعلى روسيا وإيران مسؤولية ضمان التزام نظام (الرئيس بشار) الأسد بهذا”. وأضاف “بعد مناقشات دامت ساعات طويلة.. أوضح الروس أن هذا هو المسار الذي يستعدون للمضي فيه”.

 

وجاء في البيان الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية، إن روسيا والولايات المتحدة تؤكدان على التزامهما بضمان عمل نظام وقف الأعمال القتالية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير/شباط الماضي، على كافة أراضي سوريا. واعتبر البيان أن “نظام الهدنة في سوريا حقق تقدماً ملموساً”، ما أدى إلى “تحسين الأوضاع الخاصة بإمكانية دخول المساعدات الإنسانية” إلى المناطق السورية المحاصرة.

 

وتزعم موسكو وواشنطن، بحسب البيان المشترك، أن جهودهما في تطبيق نظام الهدنة الجديد، الذي أطلقت عليه دمشق تسمية “نظام الصمت”، مكّنت من تخفيض مستوى العنف في شمال محافظة اللاذقية، ومنطقة الغوطة الشرقية بشكل كبير.

 

ولفت البيان إلى أن روسيا واميركا تقران في الوقت ذاته، بأن تنفيذ اتفاق الهدنة في بعض المناطق في سوريا تعترضه مشاكل كثيرة، وأكد أن العمل على توسيعه ليشمل كل الأراضي السورية سيكون في صلب اهتمام الجانبين. وتعهدت واشنطن بتكثيف جهودها لمنع حصول تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”جبهة النصرة”، على التمويل، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2243، الصادر في ديسمبر/كانون الأول من العام 2015.

 

ويُفسر التعهد الأميركي في البيان على أنه اتهام غير معلن لتركيا بتمويل جماعات إرهابية في سوريا، حيث ورد فيه أن الولايات المتحدة ستقوم بزيادة الدعم لحلفائها الإقليميين، لمساندتهم في منع نقل المسلحين، والأسلحة، والأموال، إلى التنظيمات المتطرفة عبر الحدود المشتركة للدول المجاروة لسوريا.

 

ويشير البيان إلى أن إجراءات جديدة سيقوم بها الجانبان، من أجل صياغة فهم مشترك للتهديد الذي يشكله تنظيم “داعش”، و”جبهة النصرة”، وذلك سيتحقق من خلال تحديد الأراضي التي يسيطر عليها التنظيمان داخل سوريا.

 

تركيا كانت أول من علق على البيان الأميركي-الروسي، إذ اعتبرت الخارجية التركية أن اتفاقيات وقف إطلاق النار مجرد حبر على ورق. وقال الناطق باسم الخارجية التركية طانجو بيلغيج، إنه ما لم تتوقف موسكو والنظام السوري عن استهداف المدنيين وقتلهم، فإن أي اتفاق حول وقف إطلاق للنار سيكون بلا معنى.

 

وأشار بيلغيج إلى أن الأوضاع المأساوية في سوريا بلغت حداً لا يصدق، وأكد أن هدف تركيا الرئيسي هو التوصل إلى اتفاق حقيقي لوقف إطلاق النار في سوريا، وليس تضليل الرأي العام، في إشارة إلى الاتفاقات الروسية- الأميركية حول هذا الأمر. وشدد على أن تركيا تدعم المباحثات في جنيف، لكن شرط أن تتزامن مع وقف موسكو والنظام عن استهداف المدنيين، وقبول الخوض في مفاوضات حول الانتقال السياسي.

 

من يضمن اتفاق سجن حماة المركزي الشفهي؟

علي دياب

قال رئيس “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” والمعتقل السابق مازن درويش، لـ”المدن”، إن ما يحصل في سجن حماة هو نتيجة مباشرة لفشل المجتمع الدولي و”الأمم المتحدة” في الايفاء بالتزاماتهم السياسية والاخلاقية تجاه الملفات الانسانية المطروحة على جدول المفاوضات في جنيف، خصوصاً في ضوء إشارة قرار مجلس الأمن رقم 2254 والقرارات السابقة الى أن ملفات المناطق المحاصرة واستهداف المدنيين والمعتقلين هي ملفات انسانية تندرج في اطار مرحلة بناء الثقة، لا في إطار إيجاد حل للصراع العسكري والسياسي. ودرويش كان على تواصل مستمر مع المعتقلين بشكل تعسفي في سجن حماة المركزي، ومع المفاوضين منهم، ضمن مجموعة عمل من ناشطين إعلاميين وحوقيين وسياسيين.

 

وقامت قوات الأمن السورية، باعتقال أحد المفرج عنهم من سجن حماة المركزي، وهو أحمد نواف شعيب، بعد خروجه من السجن، الإثنين، أثناء توجهه إلى منزله في جبل الشيخ في ريف دمشق، من قبل أحد الحواجز التابعة لـ”الأمن العسكري-فرع سعسع”. وشعيب كان قد اعتقل في تشرين الثاني 2012، وأفرج عنه ظهر الإثنين، على الرغم من تعهد وزيري الداخلية والعدل في النظام السوري، والوسيط نواف الملحم، بعدم اعتقال أو مساءلة أي مفرج عنه، كما تمت مداهمة منزل أحد المفرج عنه حديثاً في مدينة حماة.

 

وكانت الحياة في سجن حماة المركزي، قد عادت إلى وضع شبه طبيعي، الإثنين، ونفّذ المعتقلون حملة نظافة ذاتية في السجن، وتم فتح المؤسسة الإستهلاكية والمطاعم الموجودة داخله، وتم طلب فواتير شراء الخضار ليوم الثلاثاء. وقامت إدارة السجن بتوزيع الفطور على المعتقلين، وعُرض الجرحى والمصابون بحالات الربو والإختناق، نتيجة استخدام الغاز المسيل للدموع سابقاً، على قسم الطبابة، وتمت معالجتهم من قبل الطبيب عزام المناوب، وهو من مورك في ريف حماة.

 

وبعد منتصف ظهيرة الإثنين، دخل وزيرا الداخلية والعدل مع رؤساء الفروع الأمنية وضباط الأمن مع مجموعة إعلامية، وأجروا مقابلة إعلامية مع رئيس الجناح المعتقل أبو غالب، وتحدثوا مع بعض المعتقلين الموجودين لصالح “المحكمة الميدانية” في صيدنايا، ووعدوا معتقلي “الميدانية” بإعادة النظر في أوضاعهم. وأكد الوفد للمعتقلين أن الإتفاق الشفوي الذي تم الأحد، سيتم تنفيذه بأوامر من رئيس النظام بشار الأسد، وأظهروا للإعلام أن الأمور في السجن عادت لطبيعتها.

 

وفي تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً، صدرت قائمة، تتضمن أسماء 10 معتقلين لإخلاء سبيلهم، ثم أضيف اسم معتقل آخر، خرجوا إلى باب السجن، بوجود “صوري” لـ”الهلال الأحمر”. وأفاد مصدر “المدن” من داخل السجن، بأن النظام وعلى لسان مدير السجن، أعلمهم بعدم إمكانية ايصال المفرج عنهم إلى المناطق المحررة، في قلعة المضيق، وقال: “أنتم هنا داخل السجن وباستخدام أنابيب المياه استعصيتم، فكيف سيكون الحال إذا ذهبتم إلى الشمال. حينها ستحملون السلاح ضدنا”. وعاد المصدر وقال إنه تم إعلام المعتقلين، بأن “الهلال الأحمر” موجود ومن يريد التوجه إلى الشمال يمكن إيصاله إلى هناك، وقد توجه 7 معتقلين من أصل 11، إلى قلعة المضيق، بواسطة سيارة تابعة لـ”الهلال الأحمر السوري”.

 

وقال درويش إن النظام أقحم “الهلال الأحمر السوري” في عملية الإفراج عن المعتقلين، بشكل صوري، نتيجة الضغط الدولي والإعلامي لاشراك “الصليب الأحمر الدولي” في ملف سجن حماة. وذلك ليقطع النظام الطريق على تدخل “الصليب الأحمر” الأمر الذي رفضه بشدة منذ البداية. كما أن تدخل “الهلال” محدود ويقتصر على ايصال من يريد من المعتقلين إلى المناطق المحررة، من دون أن يكون له دور، كضامن للاتفاق.

 

وكان وزيرا الداخلية والعدل ورؤساء الأجهزة الأمنية في حماة، ومدير السجن، قد حضروا صباح الأحد للتفاوض مع المعتقلين، بصحبة أمين عام “حزب الشعب السوري” نواف طرّاد الملحم، الذي دخل على خط المفاوضات السبت. والملحم محسوب على ما يسمى بـ”المعارضة الوطنية” وعضو وفد معارضة القاعدة الروسية في حميميم. وقد استعان النظام بنواف طراد الملحم بسبب تجربة سابقة له في حل استعصاء سجن حمص المركزي. وقد أسفر الاجتماع عن اتفاق شفهي، بضمانة ممثلين النظام، وينص على ما يلي:

 

إنهاء الإستعصاء من قبل المعتقلين، وأن تتم إعادة الكهرباء والمياه والطعام والدواء وكافة مقومات الحياة إلى السجن. وأن يتم إطلاق سراح كافة المعتقلين، سواء الموجودين لصالح “المحكمة الميدانية” في صيدنايا أو المعتقلين الموجودين لصالح “محكمة الإرهاب”، وبمن فيهم من صدرت بحقهم أحكام، وأن تتم دراسة كافة الأضابير وإطلاق سراحهم على دفعات يومية، من دون تحديد مدة زمنية محددة، أو تحديد عدد المعتقلين في الدفعة المطلق سراحها. وأن لا يتم طلب أي معتقل إلى أي فرع أمني، أو “سركلة” او ترحيل أي معتقل إلى أي فرع أمني، أو إلى معتقل صيدنايا، أو أي سجن خارج حماة. كما تضمن الاتفاق “عدم إجراء أي تأمين أو دخول الشرطة إلى جناح الشغب قبل يوم السبت القادم”، و”عدم سحب الجوالات الموجودة بحوزة المعتقلين”.

 

ويُرجح بأن النظام استخدم نواف الملحم، كوسيط في التفاوض، كإشارة إلى حظوة “المعارضة الوطنية” لدى النظام، ودورها “الفاعل”، مقابل عجز المعارضة السورية عن حماية معتقليها.

 

وتمت إعادة التيار الكهربائي، الأحد، وضخ المياه إلى السجن، وادخال الطعام إلى الندوات، الأماكن التي يباع فيها الطعام للمعتقلين. فيما لم تدخل المؤن إلى مطبخ السجن، الذي يقدم الطعام مجاناً. وتم فتح الباب الأبيض، الذي يفصل بين مكاتب الضباط ومبنى إدارة السجن من جهة، وبين الطابق الأرضي في السجن من جهة أخرى، فيما بقي باب “جناح الشغب” مغلقاً. وتبع ذلك الإفراج عن 22 معتقلاً من ضمنهم 14 كانت عملية الإفراج عنهم قد تعثرت سابقاً.

 

وكانت قوات النظام، قد نفّذت أخر هجوم لها بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، السبت، كرسالة استفزازية للسجناء بعد التهديد والوعيد باقتحام السجن. وذكر مصدر “المدن” أن نواف الملحم، كان قد بدأ تفاوضه مع المعتقلين، السبت، بالتكلّم مع وفد السجناء المفاوض من خلف الباب، بعدما رفضوا استقباله. واستمر التفاوض لساعات، في ظل استمرار الاستفزازات من قبل قوات النظام. وطالب السجناء، بوقف الاستفزازات وبأن تنسحب قوات النظام من سطح السجن، وتم ذلك، وتوقف اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وبقي فقط عناصر الشرطة المسؤولين عن حراسة السطح. وبدأ التفاوض بين نواف الملحم، كوسيط عن النظام، وبين رئيس “جناح الشغب” المهندس مصطفى شعيرة “أبو غالب”، والوفد المفاوض عن المعتقلين. وقام أبو غالب بتسليم الملحم مطالب المعتقلين وشروطهم لفك الاستعصاء، مع جملة تأكيدية: “أما أن نخرج جميعنا من هنا أو نموت كلنا هنا فهنا نحن ميتون ميتون”. ووعد الملحم بنقل مطالب المعتقلين لبشار الأسد مباشرة.

 

درويش أوضح لـ”المدن” أن المحكومين في سجن حماة، هم قسمان؛ قسم حكمت عليه “محكمة قضايا الإرهاب” بدمشق، وهم بحاجة إلى عفو خاص من قبل “رئيس الجمهورية” لمن استنفذ سبل الطعن. والقسم الثاني حكمت عليهم “محكمة الميدان العسكرية” الأولى والثانية، وهم بحاجة إما إلى عفو خاص أيضاً، أو قبول التظلم من قبل وزير الدفاع. وكما الاعتقال والمحاكمة، فالاحكام تتم بقرار أمني-سياسي بعيداً عن العدالة، كما أن الافراج عنهم هو قرار أمني-سياسي، قبل أي شيء، بحسب درويش.

 

أميركا تحاكم عضواً في “الجيش السوري الالكتروني

يمثُل، اليوم الثلاثاء، أحد أعضاء “الجيش السوري الالكتروني” أمام محكمة اتحادية في مدينة الكساندريا في ولاية فيرجينيا، وذلك بعدما سلمته السلطات الألمانية للولايات المتحدة إثر اتهام الأخيرة له بـ”الابتزاز” و”غسل الأموال”، على ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.

 

وأفادت الصحيفة الأميركية، استناداً إلى مصدر في جهات إنفاذ القانون بأنه من المنتظر أن يمثل بيتر رومار، أحد قراصنة الإنترنت من أصل 3 مطلوبين، أمام المحكمة إثر تورطه أيضاً بغرض فك المعلومات.

 

وكانت وزارة العدل الأميركية قد أعلنت في آذار/مارس الماضي أنّ “سلطات البلاد وجهت اتهامات بالتآمر في ما يتعلق بالقرصنة لثلاثة سوريين، كانوا أو ما زالوا، أعضاء في الجيش السوري الإلكتروني”. وأضافت الوزارة أن أحمد عمر أغا (22 عاما) وفراس دردار (27 عاما) واجها اتهامات جنائية بينها “التحايل فيما يتعلق بهجوم إرهابي” و”محاولة اختراق القوات المسلحة الأميركية”. وقالت الوزارة إن دردار وشخصا ثالثا يسمى بيتر رومار (36 عاما) واجها في قضية منفصلة اتهامات تآمر أخرى.

 

بدوره، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي، في 22 مارس/آذار، عن إضافة اسمي أغا ودردار لقائمة المطلوبين للجرائم الإلكترونية وعرض مكافأة قدرها مئة ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليهما.

 

ووفقا للبيان، فثمة اعتقاد بأن أغا ودردار ما زالا في سوريا وأن أنشطتهما بدأت في 2011 تحت شعار “الجيش السوري الإلكتروني” دعما للحكومة السورية، وهؤلاء استخدموا هجوما شائعا غير معقد لإرسال رسائل مضللة بالبريد الإلكتروني في محاولة لدفع مستقبليها لفتح روابط وتحميل ملفات ضارة.

 

واستهدفت الحملة أجهزة تابعة لعدد من وسائل الإعلام بينها شبكة “سي إن إن” الإعلامية والإذاعة الوطنية العامة “إن بي آر” ووكالتي “أسوشيتد برس” و”رويترز” للأنباء بالإضافة إلى مواقع تخص شركة “مايكروسوفت” وجامعة هارفارد ومنظمة “هيومن رايتس ووتش” حسبما ذكرت وزارة العدل. ويتهم الثلاثة أيضا بمحاولة اختراق أجهزة البيت الأبيض مرارا رغم أن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح.

 

أسرى إيرانيون بيد المعارضة السورية في حلب

كشف عضو بارز في البرلمان الإيراني، الاثنين، عن وقوع أسرى من القوات الإيرانية بيد المعارضة، خلال المعارك الأخيرة التي تصاعدت في بلدة خان طومان في الجنوب الغربي من حلب.

 

ونقلت وكالة “ميزان” الإخبارية، عن رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الإيراني إسماعيل كوساري، قوله إنه “وفقا لأحدث الأرقام .. قتل 13 من المدافعين عن الضريح (التسمية التي تطلقها إيران على مقاتليها في سوريا) وأصيب 18 وأسر خمسة أو ستة”.

 

من جهة ثانية، توعد أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بالرد على مقتل 13 من المستشارين العسكريين الإيرانيين خلال معاك مع المعارضة السورية و”جبهة النصرة” في خان طومان في ريف حلب، فيما اعتبر أمين سر مجمع تشخيص مصلحة النظام، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي، إن السعودية وتركيا كان لهما دور في “الدعم الناري للتكفيريين” الذي قتلوا العناصر الإيرانيين.

 

وقال شمخاني، الاثنين، إن “جبهة النصرة هي من كان يقف وراء أحداث خان طومان”، وأشار إلى “التطورات في سوريا أثبتت أن التهدئة كانت فرصة للمجموعات الارهابية لاعادة التسلح من قبل الدول الداعمة لها”، في حين قال رضائي إن طهران “ستنتقم أشد انتقام من التكفيريين عملاء الصهاينة على فعلتهم، في خان طومان”.

 

في السياق، نفى مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن تكون إيران قد أرسلت قوات مقاتلة، أو وحدات خاصة، إلى سوريا للقتال مع قوات النظام السوري. وقال إن طهران أرسلت “مستشارين عسكريين من حرس الثورة، متخصصين بمكافحة الإرهاب” بناء على طلب من الحكومة السورية، وأكد في تصريحات نقلتها قناة “العالم”، إن “المرحلة الراهنة تشهد وجود مستشارين من الجيش الإيراني ايضا لدعم عمل مستشاري حرس الثور الإسلامية الموجودين في سوريا”.

 

وفي تعليقه على القتلى الثلاثة عشرة، قال “هؤلاء مستشارون عسكريون فقط، لكن للضرورة، كانوا متواجدين في مسرح الأعمال القتالية واستشهدوا. أولئك الذين يحاربون في سوريا، هم الجيش السوري وكذلك بعض المتطوعين من الدفاع الشعبي، الذين يحاربون الإرهاب على الأراضي السورية”.

 

يشار إلى أنه للمرة الأولى تعترف طهران بمقتل هذا العدد من الإيرانيين في سوريا، خلال يوم واحد من المعارك، حيث نقلت وسائل الإعلام الرسمية، والمقربة من الحرس الثوري أسماء القتلى جميعاً، كما أن رضائي قام بنشر صور عدد منهم على حسابه الشخصي في موقع “انستغرام”، وأرفقها بعبارة: “لكل حرب هناك نجاحات وإخفاقات ونصر وانتكاسة”.

 

تدهور الليرة السورية: النظام يستهلك الاحتياطي

مرشد النايف

سجل سعر صرف الليرة السورية مستوى قياسياً جديداً لم يسجله طيلة السنوات الخمس الماضية، حين وصل قبل إلى 625 ليرة للدولار الواحد.

 

الهبوط الحاد لسعر الصرف دفع خبراء ماليين وإقتصاديين إلى التحذير الجدي من هذه الخطوة. واعتبر أستاذ النقد في “جامعة حلب” عبد الله حمادة أن الليرة السورية تفقد عوامل الاستقرار، وخصوصاً تلاشي الاحتياطي النقدي الأجنبي من المصرف المركزي، وتوقف عجلة الإنتاج في سوريا”.

أضاف حمادة في حديثه لـ”المدن” أن التدهور الحاصل في سعر الصرف يؤكد أن نظام الأسد “استهلك احتياطيات النقد الأجنبي التي كانت بحدود 19.5 مليار دولار في نهاية عام 2010، وتناقصت إلى نحو 14 مليار دولار في نهاية عام 2011، لتنخفض إلى 3 مليارات عام 2012، ومن ثم إلى 1.8 مليار دولار خلال عام 2013، لتلامس 600 مليون دولار في 2015 .

 

وحدد مصرف سوريا المركزي سعر صرف الدولار الشهر الماضي بـ442 ليرة في السوق الرسمية. واضطر إلى رفع السعر يوم الأحد الماضي اإلى 512 ليرة. وعلّق المركزي على التراجعات القاسية لليرة امام الدولار بأنها “تأتي ضمن الحملة الشرسة للضغط على الشعب السوري”. وأعلن المركزي في بيان، أنه “يسعى جاهدا وبكامل كوادره للدفاع عن سعر صرف الليرة السورية، مشيراً إلى أن اعتماد المستهلك على المنتج المحلي والعزوف عن المستورد والحد من عمليات التهريب تسهم بشكل إيجابي في تخفيف الطلب التجاري على القطع الأجنبي”.

 

وبسبب جفاف الاحتياطي فقد المركزي القدرة على طرح كتل دولارية بشكل يومي في السوق، تُمكّن الليرة من مواجهة ضغوط الطلب.

 

وسياسة بيع شرائح دولارية، كل أسبوع او كل شهر، هي الأداة النقدية الوحيدة التي يلجأ إليها الحاكم أديب ميالة منذ عام 2011، والعملية تتم عن طريق بيع الدولارات لشركات ومكاتب الصرافة المرخصة حصراً. ويراوح الطرح من بضعة ملايين ويصل أحياناً إلى 150 مليون دولار.

 

تراجع سعر الليرة أدى إلى ارتفاعات موازية في السلع والمواد الأساسية وبلغت نسبة التضخم في بعض السلع نحو 500% وفق تقديرات دراسة لمركز “ادراك للدراسات والاستشارات” السوري، بعنوان “أسباب ونتائج التضخم الاقتصادي في سوريا.. قبل وبعد”.

 

وعدم القدرة على الوصول إلى الاحتياجات الأساسية يدفع بالمزيد من السوريين نحو دوائر الفقر. وتشير اللجنة الإقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة “إسكوا” في تقرير لها للعام 2016 بعنوان “سوريا: خمس سنوات في خضم الحرب” إلى أن “أكثر من 80% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، كما يُحرم الملايين من الضروريات الأساسية للحياة”.

 

ويلحظ “المركز السوري لبحوث السياسات”، وهو مؤسسة بحثية مقرها دمشق، في تقرير بعنوان “مواجهة التشظي” نشر في شباط الماضي، أن التراجع الحاد في سعر صرف الليرة اتخذ منحى تصاعدياً منذ الربع الثالث من العام الماضي، فقد ارتفع بنسبة 10.7 في أيلول مقارنة بحزيران/ يونيو من العام نفسه، وتواصل التراجع في الربع الرابع. وسجلت أسعار المستهلك زيادة سنوية بنسبة 53.4 % العام الماضي مقابل 25.8% في العام 2014 بسبب تراجع قيمة الليرة السورية وتحرير أسعار بعض السلع المدعومة. وبشكل عام شهد العام الماضي ارتفاعاً كبيراً في تكاليف المعيشة الذي انعكس مزيداً من تدهور معيشة الأسر ولاسيما الأسر الأشد فقراً، بحسب المركز.

 

ويؤكد حمادة على ان جفاف الاحتياطي ليس السبب الرئيس لتدهور سعر الليرة. أي ان المشكلة ليست بجفاف الإحتياطي نفسه، فقط، بل تنتقل الأزمة إلى روافد الإحتياطي، التي تضررت هي الأخرى، فقد تقلصت روافد الاحتياطي التي كانت تؤمن قنوات التمويل للمستوردات مثل تحويلات السوريين العاملين في الخارج، والبالغة نحو 800 مليون دولار سنوياً، وهروب نحو 22 مليار دولار من رؤوس الأموال المحلية للخارج. يضاف إلى ما تقدم جمود الصادرات عند حدود “صفر” تقريباً، وتوقف إيرادات السياحة التي كانت تدر نحو 5 مليارات دولار سنوياً، وكذلك “تراجع” إيرادات النفط المقدرة بنحو 4 مليارات دولار، بحسب تقديرات حمادة.

 

“انفروا”: كلمة الظواهري “الشامية”

عقيل حسين

تطابق عنوان الكلمة الأخيرة لزعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري، مع شعار حملة “انفروا” التي أطلقها مؤخراً الداعية السعودي الناشط في الشمال السوري عبدالله المحيسني، لحث الشباب على التوجه إلى القتال في سوريا. وعنونت مؤسسة “السحاب” الإعلامية التابعة لـ”القاعدة” الكلمة بـ”انفروا”، إلا أن الظواهري لم يستخدم هذه المفردة إلا مرة واحدة في كلمته، ما يمكن اعتباره مؤشراً أولياً على أن ما أراده كان ما قاله في المتن، لا في عنوان الكلمة، التي بدت “شامية” بامتياز رغم تنوع الرسائل فيها.

 

غازل الظواهري بشكل متكرر السوريين وامتدح ثورتهم، التي وصفها بأنها “الأفضل بين ثورات الربيع العربي، لأنها انتهجت الطريق الصحيح.. طريق الدعوة والجهاد لاقامة الشريعة وتحكيمها”.

 

وعلى مدار الكلمة التي استمرت عشر دقائق تقريباً، كان الظواهري يستحضر هذه الرسالة باستمرار، من خلال الثناء على “مجاهدي الشام” الذين وصفهم بـ”الأنصار والبواسل الميامين” مرة، وبالذين “ثبتوا ولم تزحزهم الخدع والأكاذيب” مرة أخرى. بل وأكثر من ذلك، فقد استحضر بعض الشعارات التي رددها السوريون في هتافات مظاهراتهم، مثل “قائدنا للأبد سيدنا محمد” و”الموت ولا المذلة”.

 

لغة تتماهى مع الثورة السورية، إلى حد الاندماج فيها، وهو خطاب لم يكن الأول من جانب “القاعدة”، حيث دأبت “جبهة النصرة”، فرع التنظيم السوري، خلال الأشهر الماضية، على تكثيف استخدام هذا الخطاب، على عكس السنوات السابقة من عمر الثورة. مع الظواهري، فإن الخطاب بهذه اللغة يبلغ مداه.

 

لغة يبدو واضحاً فيها، كما يرى البعض، مدى استشعار تنظيم “القاعدة” نجاح “جبهة النصرة” في الساحة السورية، كما لم يحدث مع أي من فروع التنظيم العابر للحدود، وهو واقع لا يمكن لخصوم “القاعدة” أن ينكروه، وإن اعتقدوا أن التنظيم يبالغ في تقييمه.

 

ما كان واضحاً في كلمة الظواهري، تكرار الهجوم على تنظيم “الدولة الإسلامية” في جميع محاور الكلمة. فمرة تعرض الظواهري لـ”دولة ابراهيم البدري”، وهي المرة الأولى التي يذكر فيها الظواهري اسم زعيم تنظيم “الدولة”. ومرة انتقص من شرعية “الدولة الإسلامية” باعتبارها “دولة متغلبة لم تقم بالشورى”، ولأنها “قامت على القتل والتكفير”.

 

زعيم تنظيم “القاعدة” لم يكتف فقط بوصف تنظيم “الدولة” بالـ”الخوارج الجدد”، ولا مجرد اعتبار أنها “خلافة على منهج الحجاج”، تقوم على “فلق الرؤوس وحز الأعناق”، وهو ما رأى فيها المعلقون من أنصار “الدولة” أنه يأتي في سياق المتوقع والمستهلك. الظواهري أكد بشكل مركز ومن جديد، على تمايز “القاعدة” عن تنظيم “الدولة” فكراً وأسلوباً.

 

هذا الهجوم المركز في كلمة الظواهري على تنظيم “الدولة”، يمكن القول إنه الأول من نوعه بالنسبة لزعيم تنظيم “القاعدة” الذي انتقد وهاجم الجماعة في غير مرة. نعم، لكنه لم يسبق أن تحدث بهذه المباشرة والوضوح ضد خصم “القاعدة” ومنافسها اللدود تنظيم “الدولة”. الأمر الذي يؤكد بالفعل، بحسب المحللين، شعور “القاعدة” باستعادة الروح والثقة بالنفس، التي اهتزت خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

 

وإلى جانب الهجوم على تنظيم “الدولة”، حملت الكلمة هجوماً موازياً ليس فيه من ناحية الشكل جديد، على النظام السعودي، الذي وصفه الظواهري بأنه “ربيب بريطانيا وأميركا”، وحذّر الثوار السوريين منه بشدة.

 

رسالة ليس فيها ما يخفَى، حتى وإن لم يقل فيها الظواهري كل ما أراد قوله، فكما أن “القاعدة” تعتبر تنظيم “الدولة” الخطر الأكبر عليها داخل دائرة التيار الجهادي، فإنها تعتبر اليوم، وعلى عكس السنوات السابقة، أن القيادة الجديدة في السعودية، باتت تشكل تهديداً كبيراً لمشروعها السياسي، القائم على “إفلاس الأنظمة العربية وعجزها”، بعد تحرك المملكة ضد الحوثيين في اليمن، ونشاطها من أجل تشكيل تحالف عسكري إسلامي.

 

وإذا كان الكلام في العام ضد السعودية يكفي في عجالة الظواهري هذه لمخاطبة الأمة، فإن الكلام الخاص بدا ضرورياً في ما يتعلق بالثورة السورية، التي تدعم المملكة العديد من فصائلها. وهاجم الظواهري “مؤتمر الرياض” وما مهّد له من محادثات في جنيف، ووصفها بـ”الأكاذيب والخدع”، قائلاً إن المملكة تسعى لإقامة “حكم إسلامي مزيف، بما يتناسب ورضى المسيطرين على النظام العالمي”.

 

الرسالة الأخيرة التي ركز عليها الظواهري في كلمته “انفروا”، واستحوذت على الوقت الأكبر منها، كانت مخصصة للحديث فيما يعرف بقضية ارتباط “النصرة” بالـ”القاعدة”، ودعوة كُثر لفك هذا الارتباط المضر بالثورة السورية” كما يؤكدون. وتساءل زعيم التنظيم عما يمكن أن يؤدي إليه فك الارتباط من نتائج بالفعل.

 

رأي الظواهري في هذا الأمر لم يخرج عن رأي “جبهة النصرة” وأنصارها، الذين طالما تساءلوا عن جدوى فك الارتباط، وهل سيغير موقف العالم من نظام بشار الأسد ومن تعاطيه مع قضية تسليح الثورة ودعمها بجدية. وخلص زعيم التنظيم إلى نفس النتيجة التي يؤكدها اتباعه، وهي أن “النظام العالمي متآمر على هذه الثورة، لأنه لا يريد إقامة نظام إسلامي حقيقي”.

 

“فالقضية ليست قضية النصرة والقاعدة” يقول الظواهري، والحل كما يؤكد، هو في وحدة الفصائل، وتبنيها هدفاً واضحاً هو إقامة “الحكومة الإسلامية الرشيدة، التي تنشر العدل وتعيد الحقوق وتحي الجهاد وتعيد الخلافة”، وهو ما يتحقق من خلال تجنب السقوط في فخ “الدولة الوطنية والديموقراطية العفنة”، التي ستقود من يقبل بها إلى السجون في النهاية، كما حدث مع “الاخوان المسلمين” في مصر، وقبلهم “جبهة الإنقاذ الجزائرية”.

 

على الرغم من وضوح عناوين رسائل أيمن الظواهري في كلمته الأخيرة هذه، إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين، وفي مقدمتهم الممثلين لتوجهات قوى الثورة السورية، أو المعبرين عن طيفها العام، من تسجيل العديد من الملاحظات عليها.

 

وفي مقدمة تلك الملاحظات، تأتي قضية العلاقة الملتبسة بين “جبهة النصرة” والثورة، حيث يرى هؤلاء مجدداً، أن التنظيم يصر على “قعدنة الثورة” وتكثيف الدعاية بهذا الاتجاه، وصولاً إلى تصديق زعيم “القاعدة” نفسه لهذه التصور، كما يقولون.

 

ويدلل هؤلاء على صحة وجهة نظرهم، بالإشارة أولاً إلى إعلان الظواهري تنبي “القاعدة” لحملة “انفروا”، التي اتُهم مطلقوها منذ البداية، بأنهم يروّجون باسم الثورة، لتجنيد مقاتلين جدد في صفوف “القاعدة”، لتأتي هذه الكلمة وبهذا العنوان مؤكدة هذا الاتهام، حسب رأيهم.

 

وثانياً، فهم يرون في إصرار زعيم التنظيم على عدم مناقشة قضية فك ارتباط “جبهة النصرة” بـ”القاعدة”، بشكل جدي وعلمي، دليلاً جديداً على الرغبة في تكريس “القاعدة” سورياً، باعتبار أن “جبهة النصرة” باتت اليوم متنفس التنظيم الوحيد عملياً، بعد أن تركه تنظيم “الدولة” يعاني بشدة في كل المناطق الأخرى.

 

يأتي ذلك على الرغم من أن الظواهري أكد وكرر في كلمته، كما في كل اطلالاته السابقة، على ضرورة اجتماع الفصائل حول مشروع إسلامي واضح، وعلى أن “القاعدة” سترضى بأي حكومة تقيم الشريعة في “الشام”.

 

أمر يرى فيه الخصوم، منافاة للواقع، الذي يسجل على الأرض، كما يقولون، سعياً محموماً من جانب فرع التنظيم في الشام، “جبهة النصرة” للتوسع والاستحواذ والسيطرة، ومواجهة الجميع، حتى القريبين منها فكرياً، بمختلف الوسائل، من أجل فرض نفسها ومشروعها، وبما يؤدي في النهاية إلى النتائج ذاتها التي تحققت لتنظيم “الدولة”، الذي ينتقده الظواهري ويهاجمه من أجل ذلك، وهو الأمر شديد الغرَابة.

 

معارضون: أهداف روسية إيرانية مشتركة لمهاجمة حلب

أكدوا تعليق المفاوضات حتى لا تكون غطاء لجرائم الاسد

د أسامة مهدي

إيلاف من لندن: أكد مفاوضون سوريون معارضون انهم علقوا المفاوضات مع النظام حتى لا تكون غطاء لجرائم النظام وحلفائه من الإيرانيين والروس، وقالوا إن ما جرى في حلب حاليًا ليس معارك وإنما مجازر يرتكبها النظام الذي نفذ ضدها خلال الثلاثة عشر يومًا الماضية 300 غارة جوية وضربها بـ60 برميلاً متفجرًا و25 صاروخ أرض أرض لتحقيق هدف روسي إيراني مشترك.

 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عبر الانترنت تحت عنوان “جبهات الحرب في سوريا ومعاركها يديرها قادة الحرس الإيراني”، وشارك فيه العميد الركن بالجيش السوري الحر مثقال بطيش النعيمي، وجورج صبرا نائب رئيس فريق المفاوضين السوريين مع وفد النظام، وسنابرق زاهدي رئيس اللجنة القضائية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وتابعته “إيلاف” اليوم.

 

غارات جوية وبراميل متفجرة على حلب

 

وفي بداية المؤتمر الصحافي، قدم الصحافي الميداني السوري هادي عبدالله شرحًا لما يجري من أحداث دامية في مدينة حلب، حيث سقوط البراميل المتفجرة واشلاء الشهداء التي تنتشل من تحت الأنقاض، كما قال.

وأضاف موضحًا “حلب المدينة التي تنام وتستيقظ على الموت والقتل وخلال ثلاثة عشر يوماً من القصف المتواصل الذي لا يكاد يهدأ على أحيائها ومناطق ريفها من قبل سلطات نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس، حيث هناك حملة إبادة جماعية لسكان المدينة وحملة تدمير ممنهج للمنازل.

 

وأشار إلى أنّ القصف لا يهدأ على أحياء مدينة حلب ومناطق ريفها بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة، بالإضافة إلى القصف المدفعي وصواريخ أرض أرض التي تتساقط على منازل المدنيين، فيما تهدمت مئات الأبنية بشكل كامل، وسقط حوالى المائتين وخمسين شهيداً كلهم من المدنيين خلال 13 يوماً الماضية، بالإضافة إلى مئات الجرحى كلهم من المدنيين.

 

وأشار إلى أنّ الايام الثلاثة عشر الماضية شهدت تنفيذ 300 غارة جوية تم أحصاؤها من قبل فرق الدفاع المدني، وأكثر من 80 برميلاً متفجراً سقط على منازل المدنيين، و25 صاروخ أرض أرض سقط على أحياء حلب في حملة تدمير ممنهج بكل ما تعنيه الكلمة، يقوم بها نظام الأسد وحليفته إيران.

 

صبرا: علقنا المفاوضات حتى لا تكون غطاء لجرائم الاسد

 

ومن جهته، قال القيادي السوري المعارض عضو وفد المفاوضات جورج صبرا، “في حلب ليس هناك صراع سياسي ولا حتى حرب، وانما هناك مجزرة منظمة ومستمرة يقوم بها النظام السوري بدعم من حلفائه في كل من طهران وموسكو، وللأسف العالم ينظر إلى هذه الجريمة الدموية المستمرة دون أن يفعل شيئاً”.

 

وأضاف قائلاً “علّقنا الاشتراك في هذه المفاوضات حيث أن العملية السياسية برمتها مرتبطة بما يجري في الداخل السوري.. ذهبنا إلى المفاوضات من أجل حقن دماء السوريين، ولم يحصل ذلك.. ذهبنا إلى المفاوضات من أجل إدخال المساعدات الإنسانية ومنع قتل السوريين من الجوع في المدن الواقعة تحت الحصار، ولم تنجح الأمم المتحدة في إدخال سلة غذاء ولا رغيف خبز إلى مدينة داريا… علقنا المفاوضات لأسباب جوهرية لأننا ببساطة لا يمكننا أن نقبل أن تكون المفاوضات غطاءً لاستمرار الإجرام في سوريا”.

 

وعن العلاقة بين المعارضة السورية والمقاومة الإيرانية، اوضح صبرا ان هذه العلاقة ألبسها الواقع ولم تكن بإرادة أي طرف من الطرفين.. فالمعركة المشتركة أوجدتها أي إنها ولادة طبيعية للنضال المشترك للشعبين السوري والإيراني للخلاص من الطغمة الحاكمة في كل من دمشق وطهران، وهذه أروع الولادات أن تكون ولادة طبيعية تلبّي الحاجة المشتركة”.

 

زاهدي: خطة مهاجمة حلب أمر بها خامنئي قبل تسعة أشهر

 

بعد ذلك، تطرق رئيس اللجنة القضائية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية سنابرق زاهدي إلى المعلومات الجديدة الموثوقة الواردة من شبكات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من داخل النظام الإيراني ومن داخل قوات الحرس الثوري الإيراني بشكل خاص، والتي تم تأييدها من قبل مصادر الجيش السوري الحر، تؤكد أن خطة الهجوم على حلب بدأت بالاعداد منذ تسعة أشهر بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي، وتم تنظيم وتنفيذ هذه الخطة في الأساس من قبل قوات الحرس الإيراني، حيث لا يوجد عناصر من الجيش السوري في المنطقة.

 

وأشار إلى أن عمليات القصف الجوي والبري خلال الأسبوعين الماضيين ضد سكان حلب التي نفّذت من قبل القوات الجوية السورية والقوات الروسية، والتي أدّت إلى مقتل مئات المدنيين الأبرياء، كان هدفها تمهيد الأرضية لتقدم قوات الحرس وعملائهم.

 

واوضح انه كانت لقوات الحرس خطة كبيرة في ضواحي حلب في اكتوبر عام 2015 باسم “عملية محرم”، لكن هذه الخطة أصيبت بنكسة كبيرة بعد مقتل عميد الحرس حسين همداني القائد العام لقوات النظام الإيراني في سوريا في السابع من أكتوبر عام 2015 في محيط حلب ومقتل عدد كبير من جنرالات وقادة الحرس في تلك المنطقة.

 

وقال إنه بعد ذلك، أمر خامنئي في ديسمبر من عام 2015 بأن لا يحق لقوات الحرس الانسحاب من منطقة حلب وصرّح أنهم إذا انسحبوا من هذه المنطقة فسيكون مصيرهم ما حدث في نهاية الحرب الإيرانية العراقية وستلحق بهم هزيمة نهائية ولهذا السبب قامت قيادة قوات الحرس في يناير عام 2016 بمضاعفة قواتها في سوريا وقامت هذه القوات بهجمات واسعة في منطقة حلب، لكن هذه القوات لم تستطع  السيطرة على ريف حلب الجنوبي. وفي شهر مارس عام 2016 وبعد ما شعر النظام الإيراني بأنه غير قادر على تنفيذ خطته في محيط حلب فقد اصيب الحرس بمأزق وهنا أمر خامنئي بدخول قوات الجيش النظامي وبشكل خاص قوات المغاوير الخاصة وضاعف النظام من جديد حجم قواته في محيط حلب ووضعت قيادة هذه القوات أمامها خطة كبيرة بهدف الاستيلاء على المدينة، وخلال هجمات لقوات الحرس والجيش في هذه المنطقة خلال شهر أبريل الماضي لقي العشرات من افراد قوات النظام الإيراني ومن قادة الجيش والحرس وعملائهم الأجانب مصرعهم، وبينهم من العراقيين واللبنانيين والأفغان وحزب الله.

 

وأضاف زاهدي أن قوات الحرس الإيراني قامت بتقسيم سوريا إلى خمس جبهات لا يلعب الجيش السوري فيها غير دور الإسناد في المعارك، حيث أن الهجمات تنفذها قوات الحرس الثوري والمتعاونون معها من المليشيات الخارجية.

 

هدف روسي إيراني مشترك من الهجوم على حلب

 

وتحدث العميد الركن في الجيش الحر مثقال بطيش النعيمي عن وجود القوات الإيرانية في سوريا، مؤكدًا أن أكثر من أربعين من جنرالات الحرس الثوري سقطوا في منطقة حلب، وبعدما دخلت سوريا في العمليات الجوية صارت حلب هدفًا مشتركًا رئيسيًا للنظامين الروسي والإيراني ضد سكان ثاني أكبر مدينة في سوريا.

 

وأوضح أن هناك هدفاً مشتركاً من الهجوم على حلب القريبة من الحدود التركية، فروسيا تريد أن تكون ورقة ضغط على تركيا حتى تستطيع مع الأكراد التأثير على الداخل التركي وادخاله في مرحلة من الاضطرابات خاصة بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا.. وإيران تريد الحفاظ على بقاء بشار الأسد وعدم فقدانه لهذه المدينة الاستراتيجية المهمة، لأن سيطرة المعارضة عليها ستكون ضربة قاصمة تعجل بإسقاطه، خاصة بعد فقدانه لاكثر من ثلثي جيشه.

 

وأكد أن عدد افراد الجيش السوري سابقًا بحدود ثلاثمائة وخمسين ألفاً، وانشق عن النظام بحدود المائة ألف، وهؤلاء متطوعون ومجندون، والجيش كان يعتمد على المجندين، وفي هذه الظروف فهم يرفضون الخدمة الإلزامية مثل ما كان سابقًا في الجيش، وقلّ حتى تأثير السلطات عليهم، وبدأت الفوضى وهرب حوالي مائتي ألف عسكري، فلم يبقَ هناك سوى خمسين ألفًا، ولذا زجّوا بالمليشيات الاجنبية القادمة من الخارج، لكن هؤلاء خسروا في أكثر من جبهة، وتم أسر الكثيرين منهم وأصبح تدخل إيران واضحًا للعالم.

 

وأضاف القائد العسكري السوري المعارض أن النظام الإيراني دفع منذ ثلاثة اشهر بقوات من غير الحرس الثوري، أي من الجيش النظامي، يسمونهم بجيش المغاوير، وهنا قاموا بالاتفاق مع النظام السوري على تقسيم البلد إلى خمس جبهات عسكرية ليس لقوات النظام السوري دور فيها، سوى أن يكونوا أدلّاء للإيرانيين، والمهمة الآن على الجيش النظامي الإيراني والميليشيات التي جاؤوا بها من جميع أنحاء العالم.

 

11 قتيلا في غارات للنظام على ريف إدلب  

أفاد مراسل الجزيرة بسقوط 11 قتيلا وجرح آخرين جراء غارات للنظام السوري على بنش في ريف إدلب، في وقت أعلن فيه النظام تمديد تطبيق الهدنة في حلب وريفها 48 ساعة إضافية بدأت فجر اليوم.

 

وذكر مراسل الجزيرة أن قوات النظام قصفت أيضا بالمدفعية مدينة الزبداني المحاصرة في ريف دمشق.

 

وقال مراسل الجزيرة في إدلب في وقت سابق، إن رجلا وأبناءه الثلاثة قتلوا وجرح آخرون جراء غارات جوية شنها سلاح الجو السوري على مواقع مختلفة وسط مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.

 

وذكر المراسل أن مدنيين أصيبوا بجروح إثر غارات شنتها طائرات سورية وأخرى روسية استهدفت مدينتي معرة النعمان وأريحا وبلدة أورم الجوز في ريف إدلب.

 

وفي وقت سابق، قتل مدني وأصيب نحو عشرين آخرين -حالة بعضهم حرجة- إثر قصف مدفعي من قبل قوات النظام استهدف سوقا شعبية للخضار في مدينة عربين بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

 

وفي حلب استمر القصف الجوي السوري الروسي على بلدة خان طومان (15 كيلومترا جنوب غرب المدينة) التي استولى عليها جيش الفتح قبل أسبوع تقريبا، كما شمل القصف بلدات أخرى في ريف حلب الجنوبي.

 

واستهدفت غارات أخرى بلدات في ريف حلب الغربي، على غرار خان العسل الخاضعة للمعارضة السورية المسلحة.

 

هدنة

في الأثناء، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن القيادة العامة لجيش النظام أنه جرى تمديد وقف إطلاق النار في حلب 48 ساعة، بدءا من الساعة الواحدة من صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي.

 

وبدأت الهدنة في حلب الخميس الماضي لمدة 48 ساعة، وتم تمديدها 72 ساعة يوم السبت، وتزامن ذلك مع جهود أميركية روسية لإحياء اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا الذي صمد منذ نهاية فبراير/شباط الماضي وانهار مع تكثيف القصف على حلب.

 

وتشكك المعارضة السورية بالتزام النظام السوري في تطبيق نظام التهدئة.

 

رسائل إيران من نعي قتلاها بسوريا  

محمد كناص-غازي عنتاب

بدا ملفتا أن ينعي الحرس الثوري الإيراني في السابع من الشهر الجاري 13 مستشارا عسكريا إيرانيا دفعة واحدة، قال إنهم قتلوا خلال مواجهات مع المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الجنوبي، تلك البقعة الجغرافية التي تحولت إلى ما يشبه الثقب الأسود بالنسبة للإيرانيين وقوات النظام والمليشيات المساندة لها من لبنان والعراق.

 

وجاء في تفاصيل النعي أن هؤلاء المستشارين من مازندران (شمال إيران)، وأغفل الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني خلال تصريحه لوكالة أنباء “فارس” رتبهم العسكرية.

 

وكانت العادة جرت أن ينعي الحرس الثوري قتلاه على دفعات، وينشر أخبارهم بشكل منفرد ومتقاطر على عدة أيام.

نحن هنا

يرى المحلل العسكري العقيد أديب العليوي إن الإيرانيين شعروا بالحرج عندما قلل الروس من شأنهم في خريطة الصراع بسوريا، لا سيما بعدما أعلنت روسيا انسحابها المزعوم، حيث بدت من خلال ذلك أنها الداعم الأقوى واللاعب الأبرز في المعادلة السورية.

 

ويضيف للجزيرة نت أن إيران أرادت من هذا النعي الجماعي لـ13 مستشارا عسكريا أن تقول للجميع إنها موجودة على الأرض السورية، وإنها تبذل الدماء هناك، وإنها يوما ستأخذ ثمن تلك الدماء من خلال خريطة الحل التي يمكن أن تطبق في سوريا، ولا بد أن يحسب حسابها في “الكعكة السورية”.

 

وبحسب العليوي، فإن إيران لم تعد تكتفي بالإعلان عن قتلاها، وإنما لجأت إلى تضخيم مشاركتها في سوريا، حتى ترسل رسائل للمجتمع الدولي واللاعبين في المشهد السوري بأن تلك التضحيات لقواتها لا بد أن يحسب حسابها، وأن تطرح على طاولة التفاوض ليكون لها مقابل.

 

رسائل لروسيا

من جهته، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء مأمون أبو نوار أن إعلان الإيرانيين عن قتلاهم بهذا الشكل يحمل في طياته عدة رسائل؛ أبرزها رسائل موجهة إلى روسيا، حيث تريد إيران أن تقول إنها حاضرة بقوة في سوريا، وإنها تقاتل على الأرض، وإنها تملك ناصية الصراع في مناطق جغرافية عدة مهمة ومؤثرة مثل مدينة حلب وريفها الجنوبي الإستراتيجي.

 

ويضيف أبو نوار للجزيرة نت أن إيران أرادت تأكيد أن روسيا لن تكون منفردة في صناعة مصير النظام السوري ورأسه، إذ إنها على ما يبدو ترى إمكانية أن يتخلى الروس عن الرئيس بشار الأسد ما دامت ضمنت مصالحها في سوريا، ومن ثم تريد إيران التذكير دوما بأنها متغير قوي على الخارطة العسكرية في سوريا.

 

وأضاف أن الخسائر التي باتت تتكبدها إيران في ريف حلب الجنوبي تعود إلى إعادة تفعيل غرفة عمليات “جيش الفتح” التابعة للمعارضة المسلحة، بعدما أثبتت نجاعة وأعطت نتائج حقيقة على الأرض من خلال تجربة السيطرة على كامل مدينة إدلب خلال فترة قصيرة، حيث باتت المعارضة تستنسخ التجربة في ريف حلب الجنوبي.

 

ويرى اللواء أبو نوار أن غياب الغطاء الجوي للقوات الإيرانية، وقوات النظام إلى جانبها، أدى أيضا إلى تكبدها خسائر فادحة في الأرواح البشرية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن جبهة النصرة حاضرة بقوة في ريف حلب الجنوبي ضمن غرفة عمليات جيش الفتح، وهي إلى جانب جند الأقصى، والحزب الإسلامي التركستاني، تتبع تكتيكات قوية من خلال استخدام المفخخات وعنصر المفاجأة أو الصدمة النفسية للعدو، وهو نوع لا تبدو قوات النظام والمليشيات الإيرانية وغيرهما مدربة على مواجهته.

 

تجزئة الهدنة في سوريا.. الأسباب والأهداف  

محمد كناص-غازي عنتاب

 

منذ الساعات الأولى لاتفاق التهدئة بين النظام السوري وبين المعارضة المسلحة في فبراير/شباط الماضي، لاحظت وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية الخروق التي بلغت ذروتها الشهر الماضي، وهو ما دفع بالمعارضة إلى تعليق مشاركتها في مفاوضات جنيف.

 

ويقول مراقبون إنه بالرغم من حالة الجمود التي تعيشها الهدنة الهشة، فإن النظام استثمر فيها عسكريا ضد خصومه، حيث جمد بعض الجبهات لحساب دعم أخرى، وعمد إلى الالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار في مناطق في حين هاجم أخرى بعنف.

 

وكانت أطراف الصراع في سوريا توصلت في 27 فبراير/شباط الماضي إلى هدنة برعاية روسية أميركية شملت عموم البلاد، عدا المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

 

ففي ريف حلب الجنوبي أعاد النظام الزخم لمعاركه هناك ضد قوات المعارضة المسلحة، حيث يحاول الوصول إلى طريق دمشق حلب الدولي وبالتالي إلى بلدتي كفريا والفوعة المواليتين له في ريف إدلب الشمالي، كما أن النظام قتل أكثر مئتي مدني وجرح نحو ثلاثمئة خلال هجمات جوية مكثفة ومستمرة منذ 12 يوما.

 

وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، ما زال النظام مستمرا في هجومه من أجل فصل منطقة المرج التي تشكل أحد آخر الشرايين الغذائية للغوطة الشرقية المحاصرة منذ ثلاث سنوات.

 

لكن على الضفة الأخرى، ما زالت المنطقة الجنوبية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في درعا والقنيطرة تشهد حالة من الهدنة، حيث انخفضت وتيرة المعارك بين النظام والمعارضة إلى حد كبير ويمكن القول إنها انعدمت، مع تسجيل خروق بسيطة قياسا بالخروق في مناطق المعارضة في حلب وإدلب واللاذقية.

 

النقص في الموارد

يقول الناطق باسم الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر الرائد عصام الريس إن النظام أوقف هجماته في درعا والقنيطرة لتخوفه من فصائل الجيش الحر “المقبول دوليا”، في حين يكثف هجماته في مناطق أخرى حتى يقدم نفسه دوليا على أنه يحارب فصائل إسلامية “متطرفة”.

 

وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن ممثل النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري حاول منذ اليوم الأول لمفاوضات جنيف القول إن الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر إرهابية، لكنه لم يستطع تسويق تلك الفكرة كون الجيش الحر -والذي تشكل درعا أحد أهم معاقله- يلقى قبولا دوليا.

 

وأضاف الريس أن هدوء الجبهة الجنوبية يعود أيضا لحسابات عسكرية خاصة بقوات النظام، حيث إن نقص العدد البشري الذي يغطي معاركه، واعتماده على مرتزقة لا يعرفون طبيعة الأرض ولا يؤمنون بالمعركة، دفعه إلى التركيز على جبهات دون أخرى، فهو لا يستطيع تغطيتها جميعها في الوقت نفسه.

 

وقال الريس إن النظام يعمل على التحشيد حاليا مستغلا انشغال الجيش الحر في محاربة تنظيم الدولة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، وهذا دليل على طبيعة العلاقة التي تحكم النظام والتنظيم.

 

وجود الداعمين

أما المحلل العسكري فايز الأسمر، فيقول -في حديث للجزيرة نت- إن الشريط الحدودي مع تركيا أو المدن التي تسيطر عليها المعارضة والتي لها منافذ مع تركيا، لا تزال تشهد خروقا كبيرة، وكأن النظام -وبإيحاء من حليفته روسيا- يريد معاقبة تركيا من خلال إغراقها بأعداد كبيرة من اللاجئين جراء قصف الأحياء السكنية والمدن.

 

ويرى أن تصعيد النظام في حلب يعود إلى وجود فصائل إسلامية قوية فيها، مشيرا إلى أن شوكة الفصائل التي تقاتل هناك أقوى من الفصائل التي تقاتل في الجنوب السوري، وهذا ما يجعل النظام يركز عليها.

 

وأضاف الأسمر أن المثلث المتشكل من التقاء أرياف درعا ودمشق والقنيطرة في المنطقة الجنوبية والموازي للأراضي الفلسطينية المحتلة، بات من الصعب على النظام التحليق فيه بسبب التفاهمات التي تصدر عن غرفة التنسيق بين موسكو وتل أبيب.

 

وتابع أن النظام بات أيضا منهكا عسكريا لا يستطيع تغطية جميع جبهاته بالمقاتلين، ففي معارك حلب استقدم تعزيزات من جبهات تدمر بريف حمص، ومن اللواء 65 التابع للجيش الإيراني، ومن لواء “فاطميون” الأفغاني الذي شكلته إيران ويقاتل في جنوب سوريا، كما أن وجود “وحدات حماية الشعب الكردية” كقوات داعمة للنظام تنسق بشكل أو بآخر معه في المعارك، دفعه للتصعيد في حلب.

 

واشنطن و”إبادة حلب”.. عجز أم تجاهل؟  

بينما يستمر قصف النظام السوري وروسيا على حلب لليوم العاشر على التوالي، لا تبدو هناك خُطة أميركية واضحة لوقف هذا الهجوم حيث اكتفت واشنطن بالإدانة ودعوات وقف إطلاق النار، كما يرى هاردن لانغ كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي بواشنطن، والخبير في شؤون الأمن القومي والشرق الأوسط.

 

وفي تصريحات لـ الجزيرة، قال لانغ إن حلب تُركت في وضع عصيب، فلا الإدارة الأميركية ولا أوروبا ولا اللاعبون الإقليميون مثل تركيا والسعودية المشغولة بـ اليمن، يبدو أنهم مستعدون للقيام بعمل تجاه الأزمة الإنسانية في حلب.

 

كما غاب دور الإدارة الأميركية لوقف ما يجري في حلب، فقد غابت جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان المدينة عن غالبية وسائل الإعلام الأميركية المنشغلة بحملات الانتخابات الرئاسية.

 

لكن الدور الأميركي في المقابل كان حاضرا عن طريق التصريحات، حيث قالت الخارجية إن “النظام السوري يصعد الصراع باستهدافه المدنيين، وإن واشنطن تعمل على مبادرات للحد من العنف في سوريا”.

 

وأكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن تعتبر وقف إراقة الدماء في حلب أهم الأولويات، وأن الوزير جون كيري أوضح للمبعوث الدولي ستفان دي ميستورا وللمعارضة السورية أن واشنطن حثت روسيا على الضغط على حكومة الأسد لوقف الهجمات على حلب.

 

وشدّد كيري -الذي سيجتمع  في جنيف اليوم الأحد بوزيري خارجية الأردن والسعودية ومبعوث الأمم المتحدة لبحث الشأن السوري- على أن جهود وقف العمليات القتالية ليست قاصرة على اللاذقية والغوطة الشرقية بل تشمل حلب أيضا.

 

موقف ضعيف

ووفق جيمس جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق فإن موقف واشنطن الضعيف مما يجري في حلب يعود إلى عدم رغبة الرئيس بارك أوباما في التدخل، وإن وزير الخارجية يقوم بعمليات تفاوضية لا تعني شيئا، على الرغم من أن واشنطن يمكنها القيام بالكثير في مثل هذا الوقت لكنها لا تفعل.

 

وأضاف في تصريح للجزيرة أن واشنطن تستطيع أن تعلن غدا أنها ستقوم بنشر صواريخ باتريوت في تركيا، والأتراك سيكونون سعداء بهذا بحيث تسقط أي طائرة تحلق فوق حلب.

 

وتابع “كان يمكن أيضا لواشنطن أن توجد منطقة آمنة لوقف تدفق اللاجئين وحماية الناس من الهجمات التي نراها على التلفزيون، كما يمكنها أن تقدم صواريخ مضادة للطائرات لبعض قوات المعارضة “كي تستهدف الطائرات المهاجمة، لكنها لم تقم بأي من هذه الإجراءات”.

 

أما مدير مركز التحليل السياسي العسكري بمعهد هدسون الأميركي ريتشارد وايتز، فاعتبر أن اهتمام بلاده بالوضع في سوريا أقل بكثير من الاتفاق النووي مع إيران، أو مساعدة العراق على إعادة السيطرة، وأن إدارة أوباما يرغب في الانتقال السياسي بسوريا، لكنها لا تملك أكثر من الرغبة.

 

طائرات الأسد تقصف إدلب وحلب تدخل هدنة من 48 ساعة

دمشق – وكالات

كثف الطيران الحربي لنظام الأسد غاراته على مدن وبلدات محافظة إدلب حتى ساعات متأخرة من ليل الاثنين، مخلفا ضحايا مدنيين ودمارا بالأحياء السكنية بينما دخلت فترة جديدة من الهدنة حيز التنفيذ في محافظة حلب عقب ساعات من توصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق جديد حول توسيع الهدنة في سوريا لتشمل مدينة حلب وتحسين الأوضاع وإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

وكان جيش النظام السوري أعلن الاثنين، تمديداً جديداً للتهدئة في مدينة حلب في شمال سوريا لـ48 ساعة تنتهي منتصف ليل الأربعاء-الخميس.

وقالت القيادة العامة لجيش النظام في بيان إنه تم “تمديد نظام التهدئة بحلب وريفها 48 ساعة اعتباراً من الساعة الواحدة صباح يوم الثلاثاء (الاثنين 22,00 ت.غ) وحتى الساعة 00 من يوم الأربعاء” بالتوقيت المحلي (الثلاثاء 21,00 ت.غ).

وشهدت حلب تصعيدا عنيفا في القتال خلال الأسابيع الماضية، عصف باتفاق شمل عموم الأراضي السورية لوقف الأعمال القتالية، وأدى لتعليق مباحثات السلام في جنيف.

وفي محاولة لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية طبقت اتفاقات هدنة لمدد قصيرة في مدن معينة منذ 29 أبريل الماضي، كانت الأولى حول منطقة دمشق واللاذقية في شمال البلاد وبعد ذلك حلب.

ودخلت هدنة حلب حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، لكن دارت بعض المعارك بين المعارضة وقوات بشار الأسد.

ووقعت أسوأ أعمال العنف إلى الشمال الغربي من حلب حول بلدة خان طومان التي سيطرت عليها المعارضة يوم الجمعة الماضي في انتكاسة لقوات النظام وحلفائها من القوات الإيرانية التي تكبدت خسائر فادحة في القتال.

 

أبرز مساعدي قاسم سليماني بين القتلى الإيرانيين في حلب

العربية.نت – إيليا جزائري

في حين كشفت بعض وسائل الإعلام الإيرانية مقتل أحد ضباط فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني في معركة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، أكدت بعض المصادر المطلعة لـ “العربية.نت” أن الضابط المقتول الذي يدعى “شفيق شفيعي” أحد أبرز مساعدي قاسم سليماني قائد فيلق القدس.

وحسب تقارير وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحرس الثوري، أمضى “شفيع شفيعي” السنوات الثلاث الأخيرة في جبهات القتال في محافظة حلب السورية.

ووفق التقارير ذاتها، فإن القوات الإيرانية وقوات نظام بشار الأسد لم تفلح في سحب جثة الضابط الإيراني من خان طومان حتى الآن.

وسيطر مقاتلو جيش الفتح يوم الجمعة على قرية خان طومان على بعد نحو 15 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من حلب وقتلوا عدداً من الجنود الإيرانيين ليكبدوا طهران إحدى أكبر خسائرها في سوريا.

وكان إسماعيل كوثري رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الإيراني أعلن أن قوات جيش الفتح أسرت حوالي ستة جنود إيرانيين.

ونقلت وكالة ميزان التابعة للقضاء الإيراني عن إسماعيل كوثري قوله “وفقاً لأحدث الأرقام (..) قتل 13 من المدافعين عن الضريح وأصيب 18 وأسر خمسة أو ستة.”

وتطلق إيران على قواتها في سوريا وصف “المدافعون عن الضريح” في إشارة إلى مسجد السيدة زينب- حفيدة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم- والذي يقال إنها دفنت به قرب دمشق.

ولكن عدد ضحايا القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها خاصة من الأفغان التابعين لفيلق “الفاطميون” ليس معلوماً حتى الآن. إذ أعلن موقع “تابناك” الإخباري المقرب من النظام الإيراني عن مقتل ما لا يقل عن 80 من العسكريين الإيرانيين والمليشيات المدعومة من إيران، الخبر الذي تم حذفه بعد ساعات من نشره.

 

8 ملايين جائع في سوريا.. و7 ملايين في اليمن

العربية.نت

بعد أكثر من 5 سنوات على الأزمة السورية ونهج النظام السوري في اتباع سياسة الحصار والتجويع بات حوالي 8 ملايين إنسان في سوريا يعانون الجوع، هذا ما كشفته أرقام وإحصائيات برنامج الأغذية العالمي. أما في اليمن فقد أدى الحصار الذي تفرضه الميليشيات على بعض المناطق والمدن إلى وضع أكثر من سبعة ملايين يمني في خانة “الجائعين”، وأضحوا بحاجة إلى مساعدات غذائية.

ففي حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” ، شددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إرثاين كوزين، على أهمية الجهود التي تبذلها السعودية لمحاربة الجوع حول العالم، مؤكدة أن السعودية قدمت الدعم الأكبر في تاريخ برنامج الأغذية العالمي.

وأضافت أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية شريك استراتيجي في مكافحة الجوع بالعالم، لافتة إلى أن 795 مليون شخص حول العالم يعانون من أزمة الجوع، ولذلك يعد نقص الغذاء إحدى أهم القضايا الإنسانية في العالم.

وذكرت أن الصراع الذي يعيشه اليمن أدى إلى تفاقم الأزمة بصورة كبيرة، وتسبب في تجويع أكثر من 3 ملايين إنسان خلال عام واحد، ليبلغ إجمالي محتاجي المساعدات الغذائية في اليمن أكثر من 7.6 مليون نسمة، وهو ما يعني أن 3 من كل عشرة يمنيين في حاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة، مشيرة إلى أن البرنامج وقع ومركز الملك سلمان للإغاثة اتفاقية في سبتمبر عام 2015 تبرعت بموجبها السعودية بـ143 مليون دولار أميركي، وهو جزء من مساهمة سعودية بلغت في مجملها 274 مليون دولار تلبية للنداء الإنساني العاجل الذي أطلقته الأمم المتحدة لإغاثة اليمن.

الأزمة السورية واللاجئون

وعلى صعيد الأزمة السورية وموجة اللاجئين التي خلفتها، أكدت أن استمرار الصراع يزيد الاحتياجات، قائلة “إن برنامج الأغذية العالمي يقدم الغذاء لأكثر من 4 ملايين شخص كل شهر من السوريين في الداخل، وهناك نحو 8.7 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الغذائية، إذ يعاني ثلاثة من كل أربعة أشخاص في سوريا من الفقر، وضع الأمن الغذائي في المناطق المحاصرة بشكل خاص مقلق، فهذه المناطق ليست معزولة عن الإمدادات الغذائية فقط، بل تعاني من ارتفاع الأسعار وتذبذب الأسواق، كما انقطعت سبل العيش، ما يجبر الأسر على استنزاف مدخراتها، وفي المناطق الريفية المحاصرة يتمكن بعض السكان من الزراعة، ولكن في المدن المحاصرة فالوضع خطير”.

 

أغنية ساخرة للاجئ سوري تحصد ملايين المشاهدات

دبي – العربية.نت

من قال إن “المأساة” لا يمكن أن تطعم بلمسة من الفكاهة، ومن قال إن السوريين الذين عانوا ولا يزالون يعانون من أفظع كارثة منذ الحرب العالمية كما وصفتها تقارير الأمم المتحدة، لا يمكن للبسمة أن تشق طرقهم بكل عفوية وبساطة. هذا ما أثبته مازن أوطه باشي في فيديو بسيط سجله عبر استخدامه تطبيق SMULE.

فقد تناقل مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعية ثنائيا غنائيا يجمع بين المغنية البريطانية جيسي جي ولاجئ سوري يدعى مازن أوطه باشي مقيم في هولندا.

في الفيديو سخر مازن من وضعه كلاجئ، وانتقاله من خيمة اللجوء إلى غرفة صغيرة، واصفاً بعض التفاصيل بطريقة “مضحكة مبكية” أو على طريقة الكوميديا السوداء، بلهجة شامية صرفة فيها من الخفة والبساطة الكثير الكثير.

بتعابير سورية محلية وصف الأصدقاء والحالة المزرية وغيرها، مخاطباً المغنية البريطانية ومتفاعلاً معها، ماسكاً سيجارته ومتمادياً في وصف ما يعيشه.

وبعد انتشار الفيديو بشكل واسع نشر مازن (وهو من عائلة سورية فنية) على صفحته على الفيسبوك فيديو يشكر فيه كل شخص ساهم في انتشاره، وناسباً الفضل في شهرته إلى كل فرد شاهده وتفاعل معه. وكتب على صفحته “أنا ما عملت شي بس حبكم عمل المعجزات بحبكم من قلبي.”

“بالحب نتغلب على الحروب”

 

وفي تصريح لـ”العربية.نت” أكد مازن أن رسالته الوحيدة في هذا الفيديو كانت “الحب ونشر المحبة”. وأضاف قائلاً:” أتمنى أن أفتح معهدا نتعلم فيه الحب، فإذا تعلمنا الحب نتغلب على الحروب، رح نعرف قيمة بعض، ونعرف قيمة الوطن، رح نقدر نتقن كل شي بحياتنا، لأن رسالتي بالفيديو كانت مجروحة ومتعطشة للحب”.

وعن دراسته أوضح مازن لـ”العربية.نت” أنه درس الفنون في دمشق، ثم أكمل مسيرته في جنوب إفريقيا، حيث درس الفنون المسرحية، وشارك في بعض الأعمال الفنية. وفي العام 2010 قرر العودة إلى سوريا والعمل مع والده الفنان السوري الراحل فاروق اوطه باشي، ولكن الحرب دفعته إلى الرحيل، فسافر إلى مصر، حيث تعرف إلى الكاتب والمخرج الراحل حامد أبو النجا، والفنان أحمد الشاويش، وقدموا عملاً مسرحياً على خشبة مسرح الشرقية، إلا أن الأمور تعقدت من جديد فاضطر إلى الانتقال إلى تركيا.

إلا أن مازن لم يستطع التأقلم في تركيا، فقرر اللجوء إلى هولندا.

أما اليوم بعد أن منح الإقامة واستقرت أوضاعه نسبياً، استأنف مازن عمله، واعداً محبيه أن يقدم أعمالاً جديدة تلامس قلوب متابعيه، وترسم الابتسامة على وجوههم.

إذاً هي رسالة حب أرادها مازن على طريقته الخاصة، في بلد يغرق بالمآسي والدمار والعنف، رسالة أمل وبسمة يرسمها رغم الصعاب.

 

بالصور: أبووهيب “رامبو” داعش و”دنجوانه”.. هل خسر التنظيم فعلا وجهه الترويجي؟

بالصور: أبووهيب “رامبو” داعش و”دنجوانه”.. هل خسر التنظيم فعلا وجهه الترويجي؟بالصور: أبووهيب “رامبو” داعش و”دنجوانه”.. هل خسر التنظيم فعلا وجهه الترويجي؟بالصور: أبووهيب “رامبو” داعش و”دنجوانه”.. هل خسر التنظيم فعلا وجهه الترويجي؟بالصور: أبووهيب “رامبو” داعش و”دنجوانه”.. هل خسر التنظيم فعلا وجهه الترويجي؟بالصور: أبووهيب “رامبو” داعش و”دنجوانه”.. هل خسر التنظيم فعلا وجهه الترويجي؟بالصور: أبووهيب “رامبو” داعش و”دنجوانه”.. هل خسر التنظيم فعلا وجهه الترويجي؟بالصور: أبووهيب “رامبو” داعش و”دنجوانه”.. هل خسر التنظيم فعلا وجهه الترويجي؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أعاد الإعلان الأمريكي عن قتل القيادي في داعش “أبووهيب” إلى الأذهان ما سبق للقيادي المتشدد القيام به من عمليات دموية، كما أعاد التذكير بالصورة التي كان التنظيم يحرص من خلالها على إظهاره ضمن أسلوبه بجذب المقاتلين الجدد.

 

وتراوحت طريقة عرض شخصية أبووهيب بين تصويره من قبل الإعلام على أنه “رامبو” داعش في بعض الأحيان، و”دنجوان” التنظيم في أحيان أخرى، فهو ظهر في لقطات كان فيها أشبه بغيفارا مع نظرات حالمة، في حين ظهر بلقطات أخرى وهو ينفذ مناورات صعبة ويُظهر مهارات عسكرية متقدمة.

 

وظهر أبو وهيب في أكثر من تسجيل وهو يوجه رسائل تهديد بلسان داعش، كما كان له حضوره في تسجيلات أخرى تُظهر عمليات قتل.

 

ويعتقد أن الاسم الحقيقي لأبووهيب هو شاكر وهيب الفهداوي، وفي في مطلع العقد الثالث من عمره وعراقي الجنسية، وقد سبق له دراسة الكمبيوتر قبل أن ينضم لصفوف القاعدة، وقد اعتقلته القوات الأمريكية في فترة سابقة وسلمته للجانب العراقي لكنه فر من السجن قبل تنفيذ الأحكام بحقه.

 

وكان الظهور المدوي الأول لأبووهيب في تسجيلات كان فيها يقول بعمليات قتل عشوائية لسائقين كانوا يعبرون الأراضي العراقية والسورية بعد توجيه أسئلة دينية إليهم وفشلهم في الرد عليها. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يُعلن فيها عن قتل أبووهيب، إذ سبق أن صدرت إعلانات مشابهة لأكثر من مرة في السنوات الماضية اتضح لاحقا عدم دقتها.

 

بوتين يأمل أن يغير التعاون مع أمريكا الوضع جذريا في سوريا

سوتشي (روسيا) (رويترز) – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء إن الوضع في سوريا لا يزال معقدا لكن روسيا تأمل أن يؤدي التعاون مع الولايات المتحدة إلى تغييرات جذرية في هذا البلد.

 

وخلال اجتماع مع كبار قادة الجيش في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود قال بوتين إن القوات الجوية الروسية نفذت أكثر من 10 آلاف طلعة جوية منذ بداية الحملة العسكرية التي قادتها موسكو في سوريا العام الماضي.

 

وقال بوتين إن قاذفات القنابل الاستراتيجية نفذت 178 طلعة في سوريا وإنه تم إطلاق 115 صاروخ كروز من سفن حربية وغواصات وقاذفات قنابل استراتيجية روسية لقصف أهداف في سوريا.

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

رياض حجاب: استمرار العملية السياسية في سورية مرتبط بالتنفيذ الفوري للقرارات الأممية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 10 أيار/مايو 2016

روما- أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب على “ضرورة ربط استمرار العملية السياسية بالتنفيذ الفوري وغير المشروط لقرارات مجلس الأمن”.

 

وأشار في هذا الصدد إلى القرارات  الخاصة فيما يتعلق بـ”وقف العنف، ورفع المعاناة عن الشعب السوري وفك الحصار وإيصال المساعدات لمن هم في حاجة إليها، وإطلاق سراح المعتقلين ووقف تنفيذ أحكام الإعدام وغيرها من الإجراءات التعسفية التي يمارسها نظام الأسد في حق المدنيين”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف الوطني خلال مشاركته ووفد من الهيئة العليا للمفاوضات لاجتماع مجموعة أصدقاء سورية يوم أمس الاثنين في باريس

 

وشدد حجاب على “ضرورة تبني الأمم المتحدة إستراتيجية جديدة للدفع بالعملية السلمية من خلال تبني سياسة أكثر حزماً إزاء الانتهاكات التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه”. وحذر من أن “التصعيد الأخير سيكون له تبعات ميدانية وإنسانية خطيرة، حيث يؤدي القصف الهمجي إلى تفاقم أزمة اللجوء إلى دول الجوار”. وأشار إلى “الوضع الإنساني المتدهور في مدينة حلب وسائر المحافظات السورية جراء تصعيد النظام عمليات القصف الجوي والمدفعي على المناطق الآهلة بالسكان”، داعياً المجتمع الدولي إلى “وقف العمليات العدائية والتصدي للانتهاكات المروعة التي يرتكبها النظام وحلفاؤه بحق المدنيين في مختلف المحافظات السورية”.

 

ورأى المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، أن “الخروقات الخطيرة للنظام وحلفائه للهدنة، التي لم يعد لها أي وجود فعلي على الأرض؛ تؤكد سعيهم لإفشال العملية السياسية والتهرب من استحقاقاتها”.

 

شكوك حول مصير الجولة الثالثة من مؤتمر جنيف السوري

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 أيار/مايو 2016 المبعوث الأممي لسورية

المبعوث الأممي لسورية

روما- تُثار شكوك حول إمكانية انعقاد الجولة الثالثة من مفاوضات مؤتمر جنيف الثالث بين النظام السوري والمعارضة، وفيما تسعى روسيا للضغط على المعارضة لعودتها لطاولة المفاوضات بسقوف منخفضة، يعتقد معارضون أن الجولة الثالثة حتى لو عُقدت فإنها لن تكون مجدية ولا ذات معنى.

 

وبعد انتهاء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف3، التي عُقدت في الفترة من 13 ولغاية 27 نيسان/أبريل الماضي، لم يحدد المبعوث الأممي موعداً جديداً للجولة القادمة، وحاول الروس التدخل وتحديد موعد يُفرض على الجميع لكن أحداً لم يأخذ به.

 

وكان لتصعيد النظام السوري أثر كبير في دفع المعارضة لرفض العودة لطاولة المفاوضات في المرحلة الحالية، حيث جددت مطالبتها بـ”احترام البنود التمهيدية الواجب تنفيذها” قبل المفاوضات، وعلى رأسها “احترام الهدنة في كل سورية، وعدم عرقلة النظام لإدخال المواد الغذائية والأدوية إلى المناطق المحاصرة، وضرورة تنفيذ بند الإفراج عن المعتقلين الوارد في القرار الدولي 2254″.

 

وأكّد المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا في وثيقة قدّمها لمجلس الأمن أن الجولة الثالثة يجب أن تبحث في كيفية ممارسة الحكم للسلطة خلال المرحلة الانتقالية، بما في ذلك ما يتعلق بالرئاسة والصلاحيات التنفيذية والرقابة على المؤسسات الحكومية والأمنية، والاستراتيجية والهيئات المشتركة وآليات التنسيق التي لابد من وضعها لمكافحة الإرهاب ولضمان حماية حدود سورية وسلامتها الإقليمية، وكيفية إنشاء بيئة هادئة ومحايدة تكفل السلامة للجميع بوسائل منها اتخاذ تدابير لحماية جميع الفئات واستمرار مؤسسات الدولة وإصلاحها”.

 

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن روسيا “تسعى بكل جهدها لإعادة المعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات لكن بسقوف أدنى، وهي تأمل إنجاز حل للأزمة السورية قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نهاية العام الجاري”، وفق تقديره.

 

ويقول المعارض السوري سمير عيطة إن انعقاد الجولة القادمة من المفاوضات “مرهونٌ بمبادرات المتطرّفين ومن ورائهم، وبردّ الروس والأميركيين، لكن ليس واضحاً إذا انعقدت هذه الجولة إن كانت الأمور ستذهب إلى النهايات وإلى التفاصيل التي تجعل الحل السياسي ممكناً، سواء على صعيد الملف السياسي أو على صعيد الملف الإنساني”.

 

وتسعى روسيا لتمرير مشروعها أو مشروع حليفها النظام السوري، وهو مشروع يؤكد على أن الرئيس السوري بشار الأسد “خط أحمر”، ولا يتضمن انتقالاً سياسياً شاملاً، بل تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها المعارضة بنسبة محددة وكذلك شخصيات مستقلة، تعمل وفق دستور 2012 الحالي الذي يمنح الرئيس صلاحيات ضخمة جداً، (23 مادة تحدد صلاحيات الرئيس وتشمل غالبية الصلاحيات التنفيذية والتشريعية والقضائية)، على أن يتبعه في مرحلة لاحقة كتابة دستور جديد وانتخابات رئاسية.

 

ويشدد وفد المعارضة السورية على أن المطلوب من المفاوضات هو هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا دور لرأس النظام فيها، والحفاظ على مؤسسات الدولة شرط إصلاحها، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والجيش وإعادة تبعيتهما إلى الهيئة الانتقالية.

 

ويُعتقد أنه من الصعب انطلاق الجولة الثالثة للمفاوضات مادام الروس مصرّين على ضغطهم المتواصل على المعارضة أو لم يتخلّوا عن هذه الضغوط، وبحال استؤنفت الجولة الثالثة فستكون غير مباشرة كسابقاتها، وسيشارك على هامشها جماعة موسكو وجماعة القاهرة وجماعة قاعدة حميميم، والتي يُصنفها المبعوث الأممي كأطراف معارضة وترفض الهيئة العليا للمفاوضات هذا التوصيف، فضلاً عن خبراء المجلس الاستشاري النسائي وممثلين عن المجتمع المدني دعاهم المبعوث الأممي على مسؤوليته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى