أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 10 تشرين الأول 2017

«عاصفة الجزيرة» تطوّق «داعش» في الرقة

موسكو – رائد جبر لندن – «الحياة»

بدأت «قوات سورية الديموقراطية» عملياتها العسكرية في قلب مدينة الرقة، بهدف إنهاء تواجد «داعش» نهائياً في المحافظة، التي أعلنها عاصمة لـ «خلافته» في سورية. وعلى رغم طرد التنظيم من نحو 90 في المئة من مساحة الرقة، إلا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في مساحات محدودة يتواجد فيها «داعش»، خصوصاً في وسط المدينة. وتسعى «سورية الديموقراطية» إلى التقدم من الجهتين الشمالية والشرقية، لإحكام طوقها على فلول «داعش». وقال قياديون فيها إن أمامهم ثلاثة أهداف ميدانية صعبة قبل إعلان تطهير الرقة، وهي الملعب البلدي، ودوار النعيم الذي باتت كُنيته «دوار الجحيم» بسبب قيام «داعش» بتنفيذ عمليات الإعدام الجماعية فيه، وأخيراً مستشفى الرقة العام، الذي حوّله «داعش» ثكنة عسكرية محصّنة. في موازاة ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بانسحاب «داعش» من قرى واقعة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات والمقابلة لمدينة دير الزور وامتدادها الشمالي الغربي.

وقال «المرصد» إن «سورية الديموقراطية» تقود عملية «عاصفة الجزيرة» بعد هذا الانسحاب، موضحاً أنها تمكنت من السيطرة على قريتي حوايج بومصعة ومحيميدة الغربية. كما تمكنت من الوصول إلى منزل شيخ عشيرة البكَّارة في قرية محيميدة، والذي يقاتل عدد من أفراد عشيرته إلى جانب قوات النظام في معارك دير الزور ضد «داعش». وبذلك تكون «سورية الديموقراطية» قد التقت بقواتها المتواجدة على الضفاف المقابلة لمدينة دير الزور وامتدادها الشمالي الغربي. ونقل «المرصد» عن مصادر وصفها بالثقة أن «داعش» يعمد إلى الانسحاب من الجبهات المشتعلة مع «سورية الديموقراطية»، ليركّز عملياته في مواجهة القوات النظامية المدعومة بالطيران الروسي، ما يُعقّد المعارك أمام القوات النظامية التي تتقدم ببطء في دير الزور.

إلى ذلك، يحاصر عناصر من «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي العمود الفقري لـ «قوات سورية الديموقراطية»، المستشفى الوطني في الرقة، حيث يُعتقد أن عناصر «داعش» يتخذون من مدنيين داخله دروعاً بشرية، كما يحضّرون لهجوم على الملعب البلدي إلى الشمال منه، في إطار معارك الحسم في الرقة. ومن المفترض بعد السيطرة على الملعب، وفق علي شير، القيادي الميداني في الوحدات الكردية، أن تتجه «سورية الديموقراطية» إلى السيطرة على دوار النعيم، الذي اعتاد التنظيم تنفيذ عمليات إعدام جماعية فيه. وأوضح شير أنه بعد الانتهاء من الملعب والدوار، «لن يبقى سوى المستشفى، وحينها سنوجه نداءات إليهم للاستسلام، وفي حال لم يلتزموا بالأوامر، سنضطر إلى كسر الحواجز ودخول المستشفى». وأضاف: «نراهم يتحركون، وأحياناً ندخل إلى مبنى ونجدهم فيه».

وتحول المستشفى الوطني، بحسب الناطق باسم «التحالف الدولي» ريان ديلون، قاعدة عسكرية «محصنة بشدة» لـ «داعش». وأوضح ديلون أن مستشارين من القوات الخاصة للتحالف قد يرافقون «سورية الديموقراطية» في تقدّمها نحو المستشفى، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك «وحدات تكتيكية كاملة للتحالف تهاجم المستشفى».

من جهتها، قالت قائدة حملة «غضب الفرات» روجدا فلات، إن «داعش لا يزال يتحصن في الأنفاق»، كما لا يزال يلجأ إلى القناصة والانتحاريين.

تزامناً، انطلقت أمس في سوتشي على البحر الأسود، اجتماعات اللجنة الحكومية الروسية- السورية الدائمة للتعاون الاقتصادي التجاري والعلمي والتقني بين البلدين، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ونائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين، وسط توقعات بأن تركز المحادثات على مشروعات إعادة الإعمار في سورية.

وقالت مصادر روسية إن الجانبين يبحثان مشروع بروتوكول تعاون اقترحه الطرف الروسي للاتفاق على خريطة طريق لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وفق جدول عمل زمني محدد.

ويُنتظر أن يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولة محادثات غداً الأربعاء مع نظيره السوري، في اختتام أعمال اللجنة الحكومية المشتركة.

 

10 بلايين دولار كلفة استضافة اللاجئين السوريين في الأردن

عمّان – أ ف ب

أعلنت وزارة الخارجية الأردنية اليوم (الثلثاء) أن كلفة استضافة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين على أراضي المملكة تجاوزت عشرة بلايين دولار.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن «كلفة استضافة اللاجئين السوريين والأزمة السورية المباشرة على المملكة منذ بداية الأزمة ولغاية العام الحالي (2017) بلغت حوالى عشرة بلايين و301 مليون دولار».

وأوضحت أن هذه المبالغ «تشمل كلفة التعليم والصحة ودعم الكهرباء والمياه والصرف الصحي واستهلاك البنية التحتية والخدمات البلدية والمواد والسلع المدعومة وخسائر النقل والعمالة غير الرسمية والكلفة الأمنية».

وبحسب البيان «تبلغ الكلفة التقديرية المباشرة لاستضافة اللاجئين السوريين والأزمة السورية المقدرة لعام 2017 حوالى 1,7 بليون دولار».

وتؤوي المملكة حوالى 680 ألف لاجئ سوري فروا من الحرب في بلدهم منذ آذار (مارس) 2011 ومسجلين لدى «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» التابعة للأمم المتحدة، يضاف إليهم بحسب الحكومة، حوالى 700 ألف سوري دخلوا الأردن قبل اندلاع النزاع.

وكان وزير التخطيط الأردني عماد الفاخوري أبلغ السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة نيكي هيلي خلال زيارتها الأردن في 22 أيار (مايو) الماضي أن المملكة بلغت «الحد الأقصى» في قدرتها على تحمل أعباء اللاجئين السوريين.

وأكد «أهمية استمرار دعم الأردن وزيادة مستويات هذا الدعم لتمكين الأردن من الاستمرار في تقديم الخدمات للاجئينن». ويعتمد اقتصاد المملكة إلى حد ما على المساعدات، وخصوصاً من الولايات المتحدة.

 

تحطم طائرة عسكرية روسية في سورية ومقتل طاقمها

موسكو، أنقرة – أ ف ب، رويترز

تحطمت قاذفة روسية من طراز «سوخوي-24» اليوم (الثلثاء) عند إقلاعها من القاعدة الجوية الروسية في حميميم غرب سورية، ما أدى إلى مقتل طاقمها المؤلف من رجلين، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع في موسكو.

وقالت الوزارة في بيان «خرجت القاذفة سو-24 عن المدرج خلال إقلاعها من مطار حميميم، ووقع الحادث بينما كانت تزيد سرعتها لتقلع». وأضافت أن «طاقم الطائرة لم يكن لديه الوقت ليقذف بنفسه منها وقتل». وأشارت إلى أن خللاً فنياً ربما يكون السبب في الحادث.

وتستخدم روسيا قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية لشن غارات جوية على معارضي الرئيس السوري بشار الأسد منذ تدخلها للمرة الأولى في الصراع السوري في أيلول (سبتمبر)2015. وفقدت روسيا طائرتين، «سوخوي-33» و«ميج-29»، قبالة ساحل سورية العام الماضي، بعد انطلاقهما من حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأميرال كوزنيتسوف.

وفي شأن آخر، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم إن العمليات العسكرية التركية في محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية، تهدف إلى الحيلولة دون تدفق موجة هجرة إلى تركيا.

وأضاف في اجتماع برلماني لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم أن «تركيا تستهدف أيضاً تأسيس نقاط سيطرة في إدلب، لنشر المزيد من القوات في المستقبل». وأكدت القوات المسلحة التركية أمس أنها بدأت أنشطة استطلاع داخل إدلب.

 

قتلى وجرحى من قوات “سوريا الديمقراطية” في ريف دير الزور الغربي

“القدس العربي” – وكالات: سقط عشرات القتلى والجرحى من قوات “سوريا الديمقراطية” المعروفة باسم “قسد” في هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على قرى في ريف دير الزور شرق سوريا .

 

وقال مصدر في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، إن ” مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية شنوا هجوماً ليل الاثنين /الثلاثاء على بلدة محيميدة وقريتي حوائج ذياب وحوائج بومصعة في ريف دير الزور الغربي “.

 

واشار إلى أن التنظيم بدأ الهجوم بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين لقوات سوريا الديمقراطية ما أدى لمقتل أكثر من 27 عنصراً من قوات “قسد” وإصابة 13 بجروح بعضهم في حالة حرجة .

 

وحسب المصدر ، قتل تسعة عناصر من “قسد” في الهجوم على بلدة محيميدة وأصيب أربعة آخرون ، وانسحبت قوات قسد من قريتي حوائج ذياب وحوائج بومصعة دون قتال بعد سيطرة عناصر داعش على بلدة محيميدة .

 

وفي ريف الزور الشرقي واصلت قوات سوريا الديمقراطية تقدمها حيث سيطرت على بلدة مراط وعدة قرى اخرى .

 

وقال قائد عسكري في قوات سوريا الديمقراطية لـ (د.ب. أ) إن ” قوات مجلس دير الزور العسكري سيطرت اليوم على بلدة مراط بريف دير الزور الشرقي بعد معارك عنيفة مع مسلحي داعش الذين اعتمدوا على المفخخات والانفاق في وقف تقدم قواتنا التي سيطرت مساء امس على قرية الملحة قرب بلدة الصور التي سيطرت عليها قواتنا بداية الشهر الجاري “.

 

واطلقت قوات سوريا الديمقراطية عملية “عاصفة الجزيرة” منذ شهر تقريباً للسيطرة على ريف دير الزور وطرد تنظيم داعش بمساعدة طائرات وقوات التحالف الدولي وسيطرت على مساحات واسعة في الريف الشرقي أبرزها السيطرة على بلدة الصّور أهم معاقل داعش شرق نهر الفرات .

 

يلدريم: الهدف من العملية التركية في إدلب هو التصدي لموجة هجرة

“القدس العربي”- وكالات: قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الثلاثاء إن العمليات العسكرية التركية في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية تهدف إلى الحيلولة دون تدفق موجة هجرة إلى تركيا.

 

وقالت تركيا إنها ستساعد مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم منذ فترة طويلة مع تنفيذها اتفاق عدم التصعيد الذي يهدف إلى تقليص القتال مع القوات الموالية للحكومة في المنطقة وهي أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان من بين المناطق التي ما زالت تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في سوريا.

 

وتفقد فريق استطلاع تابع للجيش التركي محافظة إدلب يوم الأحد قبل عملية عسكرية متوقعة لفرض السلام في شمال غرب سوريا الذي يشهد صراعا عنيفا.

 

وقال يلدريم في اجتماع برلماني لحزب العدالة والتنمية الحاكم إن “السبب وراء أنشطتنا هو تمهيد الطريق ومنع تدفق موجة محتملة من المهاجرين إلى بلدنا والحد من التوترات”.

 

وتستضيف تركيا بالفعل نحو ثلاثة ملايين سوري وهي أحد أكبر أنصار مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد خلال الحرب الدائرة منذ ستة أعوام ونصف العام ولكن تركيزها تحول من إسقاط الأسد إلى تأمين حدودها في مواجهة المتشددين والجماعات الكردية.

 

وقال يلدريم أيضا إن تركيا تهدف أيضا إلى تأسيس نقاط سيطرة في إدلب لنشر المزيد من القوات في المستقبل وإن أنشطة القوات المسلحة في إدلب ستساعد في منع نشوب صراعات داخلية بين المدنيين والجماعات المتشددة في المنطقة.

 

وزير الدفاع التركي: يجب أن نظل في إدلب السورية حتى زوال الخطر

 

قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي لقناة (سي.إن.إن ترك) وشبكات أخرى الثلاثاء، إن تركيا يجب أن تظل في محافظة إدلب السورية حتى زوال التهديد الذي تتعرض له أنقرة.

 

وذكرت تركيا أنها ستقدم المساعدة لمعارضين تدعمهم منذ فترة طويلة في إطار اتفاق على عدم التصعيد يهدف للحد من العنف في إدلب. وتفقد فريق استطلاع من الجيش التركي المنطقة يوم الأحد قبل عملية عسكرية متوقعة.

 

سوريا: حملة ترويج للانتساب لـ«الفيلق الخامس»… و400 دولار أجر العنصر شهريا

قيادته تخضع للأوامر الروسية بشكل مباشر وتهدف لاستقطاب المقاتلين الأكراد

حلب ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان: قال ناشطون سوريون لـ«القدس العربي»، إن القوات الروسية الموجودة في مناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب YPG» في شمالي حلب افتتحت مؤخراً مكتباً خاصاً لاستقبال الراغبين بالالتحاق بالفيلق الخامس الذي أعلن عن تشكيله قبل نحو عام في سوريا.

وأكد الصحافي السوري في موقع NSO ضرار الخطاب لـ«القدس العربي»: أن عدد المنتسبين قد بلغ منذ ثلاثة أسابيع حتى بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر نحو 150 عنصراً معظمهم مقاتلون سابقون في «قوات سوريا الديمقراطية»، حيث يستقبل المركز الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً.

وأضاف أن الشخص الراغب بالالتحاق يوقع عقداً مدته عامان، يتمتع خلالها بحماية أقرب إلى الحصانة، حيث لا سلطة لأي من قيادات «قسد» أو «قوات الأسد» على العنصر الذي يلتحق بالفيلق الخامس، وهي إحدى الميزات الأساسية التي يتم استغلالها في الترويج للالتحاق بالفيلق.

وبحسب الخطاب فإن التركيز يتم على المناطق العربية التي تسيطر عليها فصائل تابعة لـ»قوات سوريا الديمقراطية»، في حين يبلغ أجر العنصر الواحد 400 دولار أمريكي شهرياً، وهو أربعة أضعاف ما يتقاضاه عناصر «قسد» شهرياً.

وأشار الخطاب إلى أن الروس يحاولون استمالة أهالي مناطق ريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب YPG»، على عكس ما تفعل سلطة حزب «PYD» التي تفرض المناهج الدراسية الخاصة بها في المنطقة، وتسعى بشكل مستمر إلى التضييق على المدنيين لدفعهم إلى هجر منازلهم والتوجه إما إلى مناطق نظام الأسد أو المعارضة المسلحة. وأوضح أن مناطق وجود عناصر الفيلق الخامس في ريف حلب الشمالي ستكون ضمن مدينة عفرين وريفها، لافتاً إلى أنه من الممكن نقلهم إلى مناطق المواجهة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.

ورأى الخطاب أن القوات الروسية تسعى في المنطقة إلى الحد من نفوذ «وحدات حماية الشعب YPG» من خلال إغراء الشبان في المنطقة بالأجور العالية من أجل الالتحاق بالفيلق الخامس، وبالفعل فقد تسرب عشرات العناصر من فصائل «قوات سوريا الديمقراطية» التي تديرها فعلياً «وحدات حماية الشعب YPG»، متوجهين إلى الفيلق الخامس.

من جانبه وصف رئيس المكتب السياسي لجيش سوريا الوطني، أسامة بشير، التشكيل بالأقرب لشركة حماية بدلا من تشكيل عسكري. وأوضح في حديثه لـ«القدس العربي» أنه حسب معرفته بشركات الحماية في أوروبا الشرقية وروسيا فالطريقة نفسها تتبعها شركات الحماية من عقود ورواتب وحتى العمر.

ورأى بشير أن الفيلق الخامس يعمل حالياً على إضعاف القوى الكردية، خاصة الانفصاليين، وضم الشباب لهذا الفيلق وأيضاً ضم من لم ينضم لقوات بشار الأسد، واصفاً الفيلق بأنه شبيه بفيلق سلافي الروسي الذي تنبثق منه كل شركات الحماية الروسية.

وحسب بشير فإن الفيلق الخامس ليس فقط لخدمة روسيا وإنما سيخدم تركيا مستقبلاً نتيجة هروب عناصر كثيرة من قوات «قسد» والانضمام للفيلق، خاصة أن العامل المادي يلعب دوراً كبيراً هنا. وتوقع في ختام حديثه لـ«القدس العربي»أن يلعب الفيلق الخامس دوراً كبيراً في الساحة السورية، وربما نرى أيضاً مقاتلين من الفصائل ينضمون إليه، فالوضع المادي صعب جداً لمقاتلي الفصائل، لذلك فإن الترويج لتشكيل الفيلق وبهذا الراتب سيكون فخاً للجميع بجذبهم إليه.

أما الناشط السياسي السوري درويش خليفة فقال لـ«القدس العربي» إن السوق السورية يبدو أنها لم تعد لبيع وشراء الحاجيات فقط إذ أن التجارة الرائجة حالياً هي الانتقال من فصيل لآخر حسب الراتب، وما يرافقه من مزايا قد تضمن للبائع (المقاتل) استقراراً أطول مع من يريد الانضمام له. وأضاف أن معظم العناصر في الحقيقة التي تنقلت من قوة لأخرى عبارة عن مرتزقة لا قضية لهم ولا وطن يحملون همومه، حيث نرى مؤخراً انه لا تضرب طلقة في سوريا إلا بتوجيه من الدولة الداعمة. وأكمل حديثه لـ«القدس العربي» أن المقاتلين المهووسين بحمل السلاح «للمرآة» باتوا أكثر بكثير من حمله للدفاع عن قضيتهم او للردع والحد من الإجرام بحق أبناء بلدهم.

يشار إلى أن الفيلق الخامس هو تشكيل عسكري أعلن نظام الأسد تشكيله في 22 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2016، إلا أن قيادة الفيلق تخضع للأوامر الروسية بشكل مباشر، وقد افتتحت مراكز استقبال للراغبين بالالتحاق في مناطق سورية عدة في دمشق واللاذقية وحمص ودرعا والسويداء، إلا أن الترويج للالتحاق بالفيلق في مناطق لا تخضع لسيطرة نظام الأسد لم يجر من قبل في أي منطقة.

 

تركيا: هدفنا من نشر قوات في إدلب وقف الاشتباكات والتمهيد للمرحلة السياسية في سوريا

«المعركة المؤجلة في المدينة»… وتعزيزات عسكرية إلى الحدود

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: أعلن الجيش التركي الاثنين أنه يجري منذ الاحد عملية استطلاع في محافظة إدلب السورية بهدف اقامة منطقة لخفض التوتر. وأفاد بيان له أن «القوات المسلحة التركية بدأت في 8 تشرين الأول/اكتوبر انشطة استطلاع بهدف اقامة مراكز مراقبة في اطار العملية التي ستتم في محافظة ادلب». مؤكداً انّ هدف انقرة من نشر قوات في إدلب، هو «وقف الاشتباكات تماماً والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد».

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أعلن السبت انطلاق عملية عسكرية جديدة داخل سوريا تنفذها فصائل من المعارضة السورية المسلحة بدعم من الجيش التركي. وتعد العملية جزءاً من الجهود التي تبذلها تركيا إلى جانب روسيا وايران لإقامة المنطقة تماشيا مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال محادثات السلام التي جرت في استانة بهدف وضع حد للنزاع الدامي في سوريا. واتفقت الدول الثلاث على إقامة أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا تمهيدا للمفاوضات.

وهناك حالياً ثلاث مناطق يسري فيها اتفاق خفض التوتر تضم الغوطة الشرقية قرب دمشق ووسط حمص إضافة إلى اجزاء من جنوب سوريا حيث تراقبها قوات من الشرطة العسكرية الروسية. وتخضع ادلب بمعظمها لسيطرة هيئة تحرير الشام، وهي مجموعة تعد أبرز مكوناتها جبهة النصرة سابقاً، والتي قامت بطرد المقاتلين المعارضين الأكثر اعتدالاً خلال الأشهر الأخيرة. وستحتاج القوات المؤيدة لتركيا إلى انتزاع المنطقة من قبضة هيئة تحرير الشام للسماح للقوات الإيرانية والروسية والتركية بإقامة منطقة خفض التوتر.

وكانت آخر مرة تنخرط القوات التركية على الأرض في سوريا في آب/اغسطس الماضي، عندما أطلقت أنقرة عملية درع الفرات التي استمرت ثمانية أشهر ضد المقاتلين الإسلاميين المتشددين والأكراد في محافظة حلب الواقعة في شمال البلاد.

 

تعزيزات عسكرية تركية

 

وفي السياق نفسه تموضعت أعداد كبيرة من ناقلات جنود وعربات مصفّحة تابعة للجيش التركي، في قضاء ريحانلي بولاية هطاي المتاخمة للأراضي السوري، استعداداً للانتقال إلى محافظة إدلب. والتحركات العسكرية التركية في ولاية هطاي وقضاء ريحانلي، استمرت طوال ليلة الأحد، وفي ساعات الصباح من أمس الاثنين.

واتجهت المعدات والعربات العسكرية إلى النقاط الحدودية مع سوريا، فور وصولها إلى قضاء ريحانلي.

والسبت أكّد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أنّ هدف بلاده من نشر قوات في إدلب، هو «وقف الاشتباكات تماماً والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد».

 

توجس أنقرة

 

وفي تفسيره لأسباب التدخل التركي الأخير قال اردوغان الأحد «اذا تجاهلنا التطورات في سوريا، فهل سننجو من تداعيات الأزمة؟ «. وأضاف «لهذا السبب لا نذهب نحن إلى سوريا بل سوريا تأتي إلينا». ورغم أن موسكو تدعم الرئيس السوري بشار الأسد فيما تؤيد تركيا فصائل في المعارضة تسعى إلى الإطاحة به، إلا أن البلدين عملا معا بشكل مكثف خلال الأشهر الأخيرة في محاولة لانهاء النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 330 ألف شخص حتى الآن.

وحسب مصادر مطلعة فإن لدى تركيا مخاوف كثيرة، على خلفية تدخلها في ادلب، اهمها حذرها من التورط في حرب مفتوحة مع جبهة النصرة، فمن يعرف طبيعة ادلب، يعرف ان هناك الكثير من الجبال والتلال والمغارات والتلال الصخرية وغير ذلك مما يجعل من الصعب في ذلك المكان نجاح حرب الجيوش فيها، فقد رأى الخبير العسكري احمد رحال ان «ادلب اشبه باليمن من حيث الصعوبة، بينما لحرب العصابات ارضية قوية في تلك المنطقة (جبل الزاوية وادلب) وبالتالي تخشى تركيا ان تتورط بمثل هذه الحرب، ثم يتم دعم جبهة النصرة بطرق خفية، من قبل قوى دولية تريد جر انقرة لتتورط في الوحل السوري، واعادة الحرب بطريقة ثانية كما حصل في افغانستان».

 

هجمات انتقامية

 

القاعدة العسكرية الروسية حميميم في سوريا توقعت الاثنين، بان الجيش التركي الذي سينتشر خلال وقت قصير في محافظة إدلب شمالي سوريا سيتعرض لما اسمته «هجمات انتقامية» ضد الجيش التركي، وبينت القاعدة، بأن الهجمات ضد الجيش التركي ستكون على مستوى الأفراد والمجموعات المتشددة في البداية، حيث ذكرت بأن هذه الهجمات قد تتطور إلى صراع عسكري بين جبهة النصرة من جهة والقوات التركية مع القوات الحليفة لها من الجيش الحر من جهة أخرى حسب المصدر.

وكانت قد أوردت حميميم، بأن «دخول القوات التركية إلى مناطق في محافظة إدلب السورية يندرج ضمن اتفاق تفعيل منطقة خفض التوتر الرابعة، ومن المرجح أن تشهد المنطقة صراعاً مسلحاً بين القوات التركية والوحدات المرافقة لها من الجيش الحر من جهة ومقاتلي جبهة النصرة من جهة أخرى. هذا وقد نقل التنظيم جزءاً كبيراً من مقاتليه بغرض مواجهة التدخل البري التركي» وفقًا للمصدر الروسي.

وعززت المصادر رؤيتها بما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأحد بأن تركيا «مضطرة لعرقلة الحزام الإرهابي المراد إنشاؤه من أقصى شرق سوريا إلى البحر المتوسط» حيث قال الرئيس التركي: «لا يمكننا السماح بتنفيذ هذا المشروع، ولو تحقق ذلك فإننا سنواجه أحداثاً مماثلة لتلك التي حصلت في كوباني «مدينة عين العرب».

العميد احمد رحال قال في تصريح خاص لـ»القدس العربي» ان معركة ادلب هي المعركة المؤجلة، كانت التي تنتظر مخرجات «استانة» او تنتظر توافقات امريكية روسية تركية، فيما حاولت إيران ان تعطل هذا الاتفاق قدر الامكان لانها كانت تأمل ان يكون هناك حل عسكري في ادلب، وهو ما كانت تطمح له طهران وتسعى لتحقيقه، انما وبسبب ضغوط معينة مورست، جعلت التوافق الروسي التركي سيد الموقف.

تركيا بحثت عن حل سياسي، كما أن لها اهدافاً سياسية للحفاظ على الامن القومي التركي، وخاصة ان هناك مشاريع انشاء الدولة الكردية، ومدها إلى المتوسط، وبالتالي فإن السيطرة على ادلب بدخول القوات التركية اليها سوف يقطع الطريق على المشروع الكردي، كما كانت قد قطعت انقرة عبر درع الفرات المنطقة الممتدة مابين جرابلس واعزاز، وبالتالي فإن السيطرة على منقطة دارة عزة وعفرين والسيطرة على جبل التركمان وجبل الأكراد بالساحل اضافة إلى ادلب ووضعها تحت النفوذ التركي، تكون انقرة قد حطمت هذا المشروع وخصوصاً اننا نعيش مفاعـيل استـفتاء كردسـتان.

 

التدخل التركي في إدلب: مراقبون وجيوب انفصالية

نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” تحليلاً إخبارياً حول التحركات العسكرية الأخيرة في محافظة إدلب، لا سيما التحرك العسكري التركي، الذي سيفضي، بحسب الصحيفة، إلى إمكان إنشاء تركيا “جيوبا انفصالية” في المحافظة الحدودية، فضلاً عن نشر مراقبين أتراك إلى جانب مراقبين من روسيا وإيران.

 

وبعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن إطلاق عملية عسكرية في محافظة إدلب السورية بغطاء جوي روسي، أكدت وسائل الإعلام، أن التوصل إلى الاتفاق بين البلدين، تم خلال لقاء الرئيسين الروسي والتركي، في أنقرة أواخر أيلول/سبتمبر.

 

وتشير الصحيفة، إلى أنه وعلى الرغم من الاتفاق فإن العلاقات بين البلدين ليست على درجة كبيرة من السلاسة، فقد اتهم وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، روسيا بأنها تقوم بـ”قصف عشوائي للمدنيين والمعارضة المعتدلة في إدلب”، فيما أفادت وسائل الإعلام التركية، بأن الاستخبارات التركية هي التي أبلغت قيادة المجموعة العسكرية الروسية في سوريا عن مكان مرابطة الفصائل المسلحة.

 

ونقلت الصحيفة، عن الخبير العسكري، الفريق يوري نيتكاتشيف، قوله: “يبدو أن الهدف من تصريحات جاويش أوغلو هو التدخل في نشاط القوة الجوية الروسية وقوات الحكومة السورية، لأن تقارب واشنطن وأنقرة مع اقتراب نهاية الإرهابيين في سوريا أمر متوقع تماما، في حين أن الجانبين يعارضان نظام الأسد”.

 

ووفق معطيات رئيس إدارة الاستخبارات في هيئة الأركان الروسية، الفريق أول إيغور كوروبوف، يبلغ عدد مسلحي “جبهة النصرة” في إدلب زهاء 9 آلاف شخص، تقف في مواجهتهم مجموعات المعارضة المعتدلة الموالية لتركيا. وقد أعلن أردوغان عن تعزيز هذه المجموعات بفصائل من “الجيش السوري الحر”، التي تشترك في عملية “درع الفرات”، وعلاوة على هذا، من المتوقع وصول وحدات عسكرية تركية وروسية وإيرانية إلى منطقة وقف التصعيد في إدلب.

 

وبموجب تصريحات جاويش أوغلو، ستنتشر مجموعة مراقبين من إيران وروسيا على حدود إدلب، بمشاركة مراقبين من تركيا، وأضاف أن “البعثة التركية ستنتشر فقط في الأماكن الآمنة لتجنب المخاطر”، وأوضح أن موعد وصولها سيحدد استنادا إلى المعلومات الاستخبارية.

 

وبحسب وكالة “الأناضول”، يبلغ عدد سكان منطقة وقف التصعيد في إدلب 2.4 مليون شخص، إضافة إلى 1.3 مليون نازح، ويبدو أنهم سيكونون تحت حماية الشرطة العسكرية الروسية والإيرانية، فيما يبقى صعباً التكهن بكيفية تطور الأوضاع في المحافظة بعد دخول فصائل “الحر”، لأن ممثلي الأخير والقيادة التركية أعلنوا مراراً عن معارضتهم لنظام بشار الأسد، لذلك ليس مستبعداً إنشاء جيوب انفصالية في المناطق الموالية لتركيا بدعم من أنقرة.

 

ريف حماة الشرقي:كيف وصل”داعش”إلى الرهجان؟

أسامة أبوزيد

اجتاح تنظيم “الدولة الإسلامية”، الإثنين، نحو 13 قرية في هجوم مفاجئ على منطقة الرهجان الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، شرقي محافظة حماة. وسرعان ما شنَ مقاتلو “تحرير الشام” هجوماً عكسياً استعادوا من خلاله 5 قرى، بالإضافة إلى محاصرة التنظيم في المنطقة.

 

وكان نحو 300 مقاتل من تنظيم “الدولة” قد تسللوا، ليل الأحد/الإثنين، قادمين من آخر نقاط سيطرتهم في ريف سلمية الغربي، عبر وادي العزيب، إلى منطقة الرهجان. وكان اتفاق محلي سابق، مبرم بين “هيئة تحرير الشام” و”الدولة الإسلامية”، قد نص على سماح “الهيئة” لـ”الدولة” بدخول مناطق سيطرتها شرقي حماة، شريطة تسليم كامل سلاح عناصرها. إلا أن “تحرير الشام” فوجئت بالهجوم، الذي أسفر عن وقوع 4 أسرى بيد تنظيم “الدولة” وسيطرته على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

 

وفيما توعدت “هيئة تحرير الشام” بالرد القاسي على هجوم التنظيم، عبر بيان، وصفت فيه عناصر تنظيم “الدولة” بأن: “دينهم الغدر ومصيرهم الدحر”، إلا أن أهالي المنطقة حمّلوا “الهيئة” مسؤولية ما ستؤول إليه المنطقة، مع دخول تنظيم “الدولة” إليها، بعد تهاون “الهيئة” في أخذ الاحتياطات، خصوصاً أن التنظيم سبق ونقض اتفاقات مماثلة مع “جبهة النصرة”، ما أدى إلى توسيع نفوذه.

 

مصدر قيادي من “هيئة تحرير الشام”، قال لـ”المدن”، إن تنظيم “الدولة” استغل خوض مقاتلي “قطاع البادية” في “تحرير الشام” معارك على جبهة أبو دالي، وتزامن هجومه على الرهجان مع سيطرة “تحرير الشام” على أبو دالي. وأوضح القيادي أن “الدافع وراء إبرام الهيئة للاتفاق مع تنظيم الدولة هو انقاذ المدنيين المحاصرين في ناحية عقيربات، استجابة إلى نداءات الاستغاثة، في ظل ما يعانيه أهالي المنطقة من حصار وخوف من مجازر قد ترتكبها قوات النظام”. وأشار القيادي إلى أن مقاتلي “داعش”: “ما كانوا ليسمحوا بخروج المدنيين وحدهم”.

 

وأشارت مصادر خاصة لـ”المدن”، بأن الاتفاق بين “تحرير الشام” و”الدولة الإسلامية”، يعود إلى منتصف آب/أغسطس، حين شنّ التنظيم هجوماً ضد قوات النظام على طريق أثريا-خناصر، بالتزامن مع هجوم لـ”تحرير الشام” على الطريق ذاته من الطرف المقابل. الهجوم لم يحقق غايته في كسر الحصار عن التنظيم في عقيربات شرقي حماة. وأعقب ذلك، مطلع أيلول/سبتمبر، موجات نزوح من أهالي عقيربات وقرى مجاورة عبر بلدة السعن إلى منطقة الرهجان، الواقعة تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام”.

 

ومع دخول “داعش” إلى دائرة الصراع في أكبر منطقة تخضع لسيطرة “هتش” وفصائل معارضة شمالي سوريا، وتمتد من شرقي حماة إلى شمالي إدلب، يبقى الخوف الأكبر من ظهور خلايا نائمة للتنظيم في المنطقة، خصوصاً مع تحول إدلب إلى قبلة “المنشقين” من تنظيم “الدولة” في الفترة الأخيرة بالتزامن مع تقهقره شرقي سوريا، بالإضافة إلى وجود مقاتلين كانوا في صفوف تنظيم “جند الأقصى” المناصر لـ”داعش” وذوبانهم بين مقاتلي “هتش”، واعتزال آخرين منهم القتال، ممن قد يعاود “داعش” استقطابهم. وعزز مصدر لـ”المدن” احتمال استقطاب “داعش” مقاتلي “جند الأقصى” السابقين ممن لا زالوا في المنطقة، كونهم قد يحملون دوافع انتقامية لما شهدته فترة إقتتالهم مع فصائل المعارضة و”هتش”.

 

ظهور خلايا نائمة تابعة لـ”داعش”، بات أمراً متكرراً، نظراً لاعتماد التنظيم على تحريك تلك الخلايا في أسلوب جديد لخوض معاركه. الأمر الذي ظهر قبل أيام في استعادة التنظيم لبلدة القريتين جنوب شرقي حمص، من قوات النظام، في أسلوب أشبه بانقلاب أبيض من داخل المدينة. الأمر ذاته ينطبق على سيطرته على مواقع في محيط السخنة على طريق ديرالزور.

 

الأمر الأكثر إثارة في وصول “داعش” من عقيربات المُحاصرة من قبل قوات النظام، إلى الرهجان الواقعة تحت سيطرة “هتش”، هو كيفية انتقال عناصر التنظيم بعتادهم الثقيل إلى المنطقة، عابرين أكثر من 10 كيلومترات ضمن مناطق سيطرة النظام. وتفرض مليشيات النظام حصاراً خانقاً على منطقة عقيربات، خاصة أن المنطقة ما زالت في إطار المعركة التي أطلقها النظام لبسط السيطرة على ريف السلمية الغربي، والذي سبق وأعلن النظام “تطهيره” من تنظيم “الدولة” قبل أيام. ويُرجّحُ ذلك فرضية، تسهيل النظام لعملية تسلل مقاتلي التنظيم بسلاحهم الثقيل إلى الرهجان، بغرض استنزاف المنطقة الواقعة تحت سيطرة “تحرير الشام” والمعارضة في اقتتال داخلي مفتوح.

 

وأشارت مصادر خاصة لـ”المدن”، إلى أن خروج مقاتلي “الدولة” جاء على خلفية المفاوضات التي تجري في مدينة القريتين بين التنظيم والنظام. وسبق أن ذكرت “المدن” أن الاتفاق يدور حول فتح معبر للمحاصرين من التنظيم في ريف حماة الشرقي، مقابل خروج التنظيم من بلدة القريتين شرقي حمص، وهو ما يجنب النظام استنزاف مقاتليه في معركة القريتين، في ظل خوضه معركة ديرالزور. وأشارت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام، الثلاثاء، أنها علمت عن مصادر “شبه مؤكدة” بأن اتفاقاً بين “داعش” والنظام يجري التفاوض عليه حالياً من أجل خروج التنظيم من القريتين من دون قتال.

 

تواجد “داعش” في جبهة قتال جديدة مع المعارضة و”هتش”، قد يتسبب في خلط الأوراق مجدداً في منطقة يصعب التنبؤ بمصيرها، خصوصاً أنها تتزامن مع دخول تدريجي للقوات التركية إلى إدلب، والتي تقتصر حالياً على نقاط محددة على جبهة القتال مع “قسد” في عفرين. دخول “داعش” إلى منطقة مفتوحة حتى إدلب، قد يعرقل أيضاً مساعي تركيا، التي تحاول تجنيب المنطقة أي تدخل عسكري دولي، في ظل وجود “هتش” فيها.

 

الرقة:مفاوضات”داعش”و”قسد”..قد تنهي المعركة خلال ساعات

انتشرت أخبار، شبه مؤكدة، عن مفاوضات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” و”وحدات حماية الشعب” الكردية، لتأمين ممر خروج آمن لمقاتلي “داعش” من آخر معاقلهم في الرقة وتسليم المدينة لـ”قوات سوريا الديموقراطية”.

 

مراسل “المدن” عبدالقادر ليلا، أشار إلى توقف القصف الجوي والمدفعي على المدينة، منذ صباح الإثنين، كما أعلن ما يُشبه “الهدنة الضمنية” على خطوط الجبهات. وبحلول ليل الإثنين/الثلاثاء، عاد القصف الصاروخي وغارات الطيران، ويبدو أن المفاوضات قد تعثرت، أو لتحسين شروط الاتفاق، أو أن هناك عناصر من “داعش” مترددين بالموافقة. ويوجد في صفوف المقاتلين جناح متشدد وملتزم بأوامر “أمير المؤمنيين” أبو بكر البغدادي، الذي دعا في رسالته الأخيرة لعدم الاستسلام و”القتال  حتى الموت في سبيل الله”.

 

وتقضي خلاصة المفاوضات باخلاء المقاتلين وعائلاتهم، بسلاحهم الخفيف، أما نحو البادية في ريف حماة الشرقي، أو نحو الشرق باتجاه البوكمال. وقد تعترض روسيا على الخيار الأول، وقد يقودها ذلك لاستهداف أرتال التنظيم، كما هددت سابقاً لمنع اتفاق بخروج مقاتلي التنظيم إلى مدينة السخنة في البادية السورية، مطلع عمليات السيطرة على الرقة، في حزيران/يونيو.

 

الخيار الثاني، التوجه باتجاه مدينة البوكمال، للمُهاجرين، عبر الأراضي التي تسيطر عليها “قسد”، ويحق فيه لمقاتلي التنظيم السوريين الاختيار بين الرحيل إلى البوكمال أو البقاء كي تعفو عنه “قسد”، بحسب ما تسرب من المفاوضات.

 

الثقة ما زالت مفقودة بين الطرفين، وقد تدخل وسطاء محليون في غرفة عمليات “التحالف” لاتمام الصفقة. ويذكر أن اتفاقاً مشابهاً، جرى في مدينة الطبقة، في نيسان/أبريل، قضى بخروج من يرغب، وعند خروج الحافلات استهدفها طيران “التحالف” بحجة أن لا علم له بالاتفاق بين التنطيم و”قسد”. لذلك، يُصرُّ التنظيم على التفاوض مع الجانب الأميركي، بشكل مباشر، عبر “غرفة عمليات الجزيرة”.

 

ويبدو أن “قسد” مستعجلة حسم معركة الرقة، والاتجاه نحو ديرالزور، للحيلولة دون سيطرة النظام على حقل العمر النفطي الاستراتيجي، أكبر الحقول النفطية في سوريا.

 

وفي السياق، تصب تصريحات الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديموقراطي” الهام أحمد، بأنه “خلال عشرة أيام سيتم إعلان تحرير الرقة”. إلا أن تطورات الأمور، توحي بأن الحسم عبر التفاوض قد يكون الثلاثاء أو الأربعاء، وإن لم يتوصل الطرفان لصيغة تفاهم، فليس لدى التنظيم ما يخسره.

 

ديرالزور: “قسد” تتقدم.. وقوات النظام لم تدخل الميادين

محمد حسان

يواصل “مجلس ديرالزور العسكري” و”قوات سوريا الديموقراطية”، تقدمهما في ريف ديرالزور الغربي، على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي تشهد جبهاته مع تلك القوى عمليات انسحاب متتالية، وبات تركيز التنظيم على جبهات القتال ضد قوات النظام.

 

وتمكن “مدع” و”قسد”، ليل الإثنين/الثلاثاء، من السيطرة على قرية حوايج بومصعة وبلدة محيميدة في ريف ديرالزور الغربي، بعد انسحاب عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، وما تزال المعارك مستمرة على أطراف بلدة سفيرة تحتاني. وسيطرة “مدع” و”قسد”، جاءت بعد تقدمهما من محورين؛ الأول من جهة قرية زغير جزيرة بموازاة طريق ديرالزور-الرقة. والثاني من جهة البادية الشمالية الغربية انطلاقاً من حقل “ديرو” النفطي، بمساندة جوية من طيران “التحالف الدولي” الذي استهدف مواقع “داعش” قبل انسحابه من حوايج بومصعة ومحيميدة باتجاه بلدة سفيرة وقرية الحصان.

 

وخسر التنظيم أكثر من 6 عناصر نتيجة غارات “التحالف”، فيما خسر “مدع” و”قسد” 5 عناصر. وتمكنت القوات المتقدمة من السيطرة على أسلحة وذخائر تركها عناصر “داعش”، أثناء انسحابهم من تلك المناطق.

 

ويهدف “مدع” و”قسد”، من خلال تحركاتهم العسكرية، للتقدم شرقاً باتجاه سفيرة تحتاني والحصان والجنينة والحسينية، ثم منطقة الصالحية، للالتقاء مع القوات المتقدمة من المحور الشمالي من جهة المدينة الصناعية ومنطقة الـ”7 كم”. كما تحاول “قسد” تطويق المناطق التي تقدمت إليها مليشيات النظام، على الأطراف الجنوبية لبلدتي مظلوم وحطلة ومنعها من التقدم أكثر شمالي نهر الفرات.

 

تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يتراجع في ريف المحافظة الغربي، حاول التقدم في الريف الشرقي عبر هجوم عناصره على معمل غاز “كونيكو”، لكن “قسد” و”مدع” تمكنا من صد الهجوم وقتل مجموعة من عناصر التنظيم، إضافة للاستيلاء على عربة “هامر” تابعة للتنظيم.

 

جبهات “مدع” و”قسد” في ريف ديرالزور الشمالي، تشهد حالة ركود منذ أيام بعد إيقاف عملية التقدم في محور قرى نهر الخابور، ويكتفي الطرفان بعملية تأمين المناطق التي تم انتزاعها مؤخراً من قبضة “داعش”. ويعود سبب توقف تلك الجبهات لتوجه معظم القوى العسكرية للمشاركة في معركة طرد “داعش” من مدينة مركدة، التي تعتبر آخر معاقل التنظيم في ريف الحسكة الجنوبي.

 

انسحاب “داعش” أمام “قسد” يقابله ثباته على جبهات القتال مع مليشيات النظام، حتى الآن. وتحاول مليشيات النظام بدعم جوي وبري روسي، التقدم والسيطرة على مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي، خاصة مدينة الميادين.

 

وتتقدم مليشيات النظام، من محور الطريق الدولي الموازي لقرى ريف ديرالزورالشرقي من الجهة الجنوبية، وتعمل على السيطرة على مناطق البادية المطلة على مراكز المدن والبلدات الممتدة من المريعية والبوعمر حتى مدينة الميادين، وتقوم بوضع آليات ومدرعات إضافة لنشر نقاط عسكرية، في محاولة لرصد جميع تحركات “داعش” داخل تلك المناطق.

 

وحاولت مليشيات النظام، خلال الأيام الثلاثة الماضية، التقدم إلى أطراف مدينة الميادين الجنوبية والجنوبية الغربية من جهة البادية، لكن “داعش” تمكن من صدّ الهجوم، وكبدها خسائر تجاوزت 30 عنصراً والعديد من الجرحى. وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في بادية المدينة الجنوبية بالقرب من قلعة الرحبة الأثرية.

 

وتهدف مليشيات النظام من خلال عملياتها العسكرية إلى السيطرة على مدينة الميادين، وقطع طريق إمداد التنظيم البري القادم من البوكمال عن عناصره المتواجدين في مناطق البلعوم وبقرص والطوب والبوليل وموحسن والبوعمر والمريعية. فيما يرى محللون أن هدف مليشيات النظام ليس قطع طريق الامداد فقط، وإنما التقدم من جهة الميادين إلى قرية الحوايج شمالي الفرات، عبر النهر، ومنها إلى حقل “العمر” النفطي لقطع الطريق على “قسد” التي تحاول التقدم إليه من محوري خشام فوقاني عبر البادية، ومن محور مدينة الصور شمالاً.

 

محاولات مليشيات النظام التقدم في المحافظة، تأتي في ظل حملة قصف جوي من الطيران الروسي، بشكل يومي يستهدف مدن وبلدات الريف الشرقي وأحياء مدينة ديرالزور. وتستخدم الطائرات الروسية في عمليات القصف القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الأبيض، ما تسبب في مقتل المئات من المدنيين، ودمار كبير لحق بالبنى التحتية ومنازل المدنيين.

 

القصف العنيف والمجازر اليومية التي تتعرض له محافظة ديرالزور، دفع نشطاء المحافظة  لإطلاق حملة في مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم: “#هولوكوست_ديرالزور”، لتسليط الضوء على الجرائم التي يرتكبها أطراف الصراع في المحافظة مؤخراً، ولمطالبة المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته، من أجل تحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، ومنع استهدافهم تحت أية ذريعة.

 

أحد المشرفين على حملة “#هولوكوست_ديرالزور”، الناشط فراس علاوي، قال لـ”المدن”، إن الحملة بدأت بعد اشتداد وتيرة القصف الجوي من الطيران الروسي وطيران “التحالف الدولي” على المحافظة، وتعمد أطراف الصراع استهداف المدنيين بشكل مباشر، والذي شمل المعابر النهرية التي يسلكها الفارون من المناطق المستهدفة، ما تسبب بحدوث مجازر راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.

 

وأضاف علاوي “القائمون على الحملة، وثقوا تعرض محافظة ديرالزور، منذ مطلع آب حتى اللحظة، لأكثر من 1950 غارة جوية، خّلفت أكثر من 820 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال وعدد كبير من الجرحى، إضافة لنزوح أكثر من 300 ألف مدني من عموم المحافظة”.

 

خارطة طريق سرية بين تركيا وإيران للهيمنة في سوريا

أنقرة تنسق مع الإرهابيين والمعارضة وتغيّر تحالفاتها لضمان السيطرة على شمال سوريا.

أنقرة – أثار التدخل التركي في إدلب عبر فصائل محسوبة على الجيش الحر، وتحت مسوغ مواجهة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا)، تساؤلات حول خفايا المجازفة باجتياح شمال سوريا لو لم تكن تركيا قد تلقت ضوءا أخضر من روسيا وإيران، وسط تسريبات عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجح في زيارته الأخيرة لإيران في الاتفاق مع المسؤولين الإيرانيين على خارطة طريق سرية لإدارة الصراع في سوريا والعراق، وخاصة ما تعلق بتحجيم الدور الكردي.

 

واعتبر متابعون للشأن التركي أن أنقرة، التي تقول إن الهجوم يأتي تنفيذا لاتفاق أستانة بشأن إقامة منطقة خفض توتر في إدلب، تسعى لاستئناف ما فشلت في تحقيقه خلال الهجوم الذي شنته منذ أشهر لإقامة منطقة آمنة على حدودها مع سوريا، وخاصة لمنع سيطرة الأكراد السوريين على أراض حدودية.

 

وكانت تركيا فشلت في تحقيق نتائج ذات قيمة في ذاك التدخل بسبب وقوف الولايات المتحدة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكلت بدعم أميركي لطرد داعش من الرقة، وخاصة لتكون ورقة ميدانية قوية تفاوض بها واشنطن لتحديد شكل الحل السياسي المستقبلي في سوريا قبل أن تتغير المعادلة على الأرض لفائدة روسيا ومن ورائها إيران وقوات الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال المتابعون إن الوضع الآن تغير بشكل كامل، فتركيا، التي اختلفت مع الحليف الأميركي رغم كونها وضعت بيضها في سلة واشنطن، ليست معزولة تماما، وعلاقتها صارت قوية مع روسيا وإيران بعد أن قبلت أن يكون تحركها في سوريا تحت المظلة الروسية التي مهدت لتلطيف الأجواء بينها وبين طهران وبين دمشق رغم ما يبديه الإعلام الموالي للأسد من هجوم على الدور التخريبي لتركيا شمال البلاد.

 

وأكد الجيش التركي الاثنين أنه بدأ أنشطة الاستطلاع في محافظة إدلب بسوريا قبل عملية عسكرية متوقعة في المنطقة المتنازع عليها في شمال غرب سوريا.

 

وأضاف “أن الخطوة شملت إقامة نقاط مراقبة وأنه يقوم بمهامه بما يتماشى مع قواعد الاشتباك المتفق عليها في عملية أستانة”، في إشارة إلى اتفاق جرى التوصل إليه الشهر الماضي في عاصمة كازاخستان.

 

وتقول تركيا إنها تقدم مساعدة لمقاتلي المعارضة السورية الذين تساندهم منذ فترة طويلة بهدف تنفيذ اتفاق عدم التصعيد الذي يهدف إلى تقليص العمليات القتالية مع القوات الموالية للحكومة في المنطقة التي تعد أكثر المناطق سكانا الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

 

لكن خبراء عسكريين ومعارضين سوريين قالوا إن تركيا تلعب على مختلف الواجهات لتحقيق استراتيجيتها في خلق حزام حدودي موال لها ويكون أداة لخدمة أجندتها سواء ما تعلق بالضغط على الأسد، والمشاركة في تحديد مستقبل سوريا، أو ما تعلق بقطع الطريق على الحلم الكردي في سوريا قبل أن يمتد لأكرادها.

 

وأشار هؤلاء الخبراء والمعارضون إلى أن تركيا نسقت لأجل تمرير استراتيجيتها مع جهات متناقضة المصالح مثل الجماعات الإسلامية المتشددة المصنفة إرهابية، ومع فصائل وقيادات من الجيش الحر أغلبها انشقت عن النظام وتحمل أفكارا ليبرالية، فضلا عن تنسيق أنقرة مع طهران، والذي تدعم خلال زيارة أردوغان لإيران الأربعاء الماضي، والتي تم فيها وضع خارطة طريق للعمل الإيراني التركي المشترك في سوريا والعراق، وأن بغداد ودمشق مجرد متفرجين في لعبة الأمم الجارية الآن.

 

وكشف معارض سوري عن أن التدخل شمال سوريا هدفه حماية الأمن القومي لتركيا، وأن الحرب على الإرهاب مجرد يافطة للتغطية على الغاية الحقيقية للتدخل، مشددا على أن تركيا لو كانت تحارب الإرهاب لمنعت الآلاف من الإرهابيين من استعمال مطاراتها للانتقال إلى سوريا.

 

ويرى محمد صبرا، كبير المفاوضين في المعارضة السورية، أن الغياب الأميركي عن المشهد السوري مهد لجميع القوى الإقليمية الطريق لملء الفراغ من خلال تدخلها المباشر على الأرض.

 

وأربكت استراتيجية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في سوريا إدارة خلفه دونالد ترامب التي لم تجد من حل سوى مجاراة الأدوار التي اكتسبتها روسيا وإيران وتركيا، والرهان على ورقة الأكراد للاستفادة منها في مواجهة داعش وفي التشريع لموقع قدم أميركي للتأثير ولو بشكل محدود في الملف السوري.

 

وقال صبرا في تصريح لـ “العرب”، “نحن في لحظة اشتباك إقليمي هائل وكبير جدا وبالنسبة للنظام فإنه ومنذ عام 2012 تحول إلى مجرد أداة من أدوات (المرشد الإيراني) علي خامنئي في السيطرة على المنطقة”، ملاحظا أن تركيا يبدو أنها “تريد تقليد النموذج الإيراني مع بشار الأسد فعمدت إلى تطويع بعض فصائل المعارضة لتكون أداة بيدها تنفذ من خلالها سياستها”.

 

وأوضح أن هذه المنطقة عاشت تاريخيا عبر توازنات القوة والضعف لثلاثة عناصر حضارية هي العرب والفرس والأتراك واستقرار المنطقة مرتبط بالتوازن بين هذه العناصر، “لكن ما نشهده منذ عام 2003 هو تمدد إيران خارج إقليمها مع ما يحمله هذا التمدد من مشروع امبراطوري بالهيمنة والسيطرة وتفتيت نسيج المنطقة وتدمير مفهوم الدولة الوطنية لصالح ميليشيات كما هو في العراق ولبنان وسوريا”.

 

وعبر صبرا عن اعتقاده بأن “تركيا الآن أيضا خرجت خارج إقليمها، وهذا خطير جدا وهو تأكيد لغياب المشروع العربي، وهذا قد يفضي إلى حروب إقليمية كبرى إن لم تدرك الدولتان أنهما لن تستطيعا السيطرة على المنطقة”.

 

لكن مراقبين للمشهد السوري حذروا من أن تنقل المواقف التركية بين الرهان على واشنطن وموسكو يجعل من الصعب عليها اكتساب حليف استراتيجي يمكن أن يساعدها على إيجاد حزام حدودي موال لها شمال سوريا، فضلا عن أن الفصائل المحلية الحليفة لها قد تغير موقعها بحثا عن تحالف جديد يضمن لها دورا في مستقبل سوريا بعيدا عن الحسابات التركية المعقدة والمتناقضة أحيانا.

 

ويتوقع القيادي في تيار الغد السوري منذر آقبيق أنه خلال الأشهر القادمة سوف تتضح خطوط جغرافية لتقاسم النفوذ في سوريا بين روسيا والولايات المتحدة وإيران وتركيا.

 

ويقول آقبيق في تصريح لـ”العرب” إن “كلا من هذه الدول تملك جيشا في سوريا. ولديها أيضا ميليشيات محلية مسلحة تعمل لحسابها”، لافتا إلى أنه “وحسب التفاهمات الروسية التركية الإيرانية فإن إدلب ستكون من حصة تركيا مع شرط تفكيك جبهة النصرة، ورغم أن تركيا كانت الداعم الرئيسي للفصائل الإسلامية السلفية ومنها جبهة النصرة منذ سنوات، إلا أنها الآن لن تتردد في إنهاء هذه الجبهة من أجل مصالحها”.

 

ويؤكد آقبيق أن “النظام السوري من جهته في وضع ليس بأفضل من معارضيه، فهو رهينة بيد الروس والإيرانيين ولا يملك من أمره شيئا، حتى اتفاقيات خفض التصعيد والمناطق الآمنة تتم من قبل روسيا دون مشاركة النظام، أو بمشاركة رمزية، وأن عليه أن ينفذ ما تتفق عليه تلك الدول بين بعضها البعض”.

 

ويرى آقبيق أن سيطرة إخوان سوريا على مجالس المعارضة العسكرية والسياسية قد أسهمت إلى حد بعيد في تساهل تلك القوى مع تنظيمات إرهابية عابرة للحدود مثل جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا، وذلك بسبب الأيديولوجيا المتقاربة بينهم.

 

معركة الرقة تشارف على النهاية

قوات سوريا الديمقراطية تستعد للمرحلة الأخيرة من معركة الرقة، وتحاصر ما تبقى من جهاديي تنظيم داعش في جيب قرب وسطها.

قرب نهاية حملة التحرير

 

الرقة (سوريا) – تقترب القوات التي تقاتل تنظيم داعش بدعم أميركي من خوض “الأسبوع الأخير” من معركة الرقة، على ما أعلنت قائدة هذه الحملة لوكالة فرانس برس الأحد.

 

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية على نحو تسعين في المئة من المدينة التي شكلت معقلا للتنظيم المتطرف في سوريا، وحاصرت ما تبقى من جهادييه في جيب قرب وسطها.

 

وأكدت قائدة حملة “غضب الفرات” روجدا فيلات ان عناصرها يتقدمون إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش على جبهتين في شمال المدينة وشرقها.

 

وصرحت لوكالة فرانس برس من الضواحي الغربية للرقة الاحد “في حال التقاء المحورين نستطيع ان نقول اننا دخلنا الأسبوع الأخير من حملة تحرير الرقة”. واضافت “في غضون ثلاثة او أربعة أيام، يمكننا ان نتخذ القرار ببدء الحملة النهائية”.

 

وأشارت فيلات إلى استمرار المعارك الشرسة على الجبهة حيث يستخدم الجهاديون القناصة والانتحاريين ومواقع محصنة في أنفاق للتصدي لتقدم قوات سوريا الديمقراطية.

 

وأفاد علي شير، القائد الميداني في “وحدات حماية الشعب” التي تشكل المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، بأنّ عناصره حاصروا منطقة مستشفى الرقة وبدأوا الأحد يعدّون لهجوم في محيط الملعب شمالا.

 

وصرّح قائلا “سنحرر المناطق شمال الملعب. سنتقدم ليلاً على الأقدام وندخل نقاطا جديدة شمال الملعب. هذه أول مرة نستخدم هذا الأسلوب في الرقة”.

 

وانهمك شير بتلقيم خزان رشاش أثناء حديثه في أحد المباني السكنية المتضررة التي سيطر عليها مقاتلوه لمراقبة مختلف أنحاء الملعب.

 

ووفّرت إحدى الغرف مشهدا واضحا لأطراف الملعب والمباني المحيطة به، انبطح فيها قناص على فراش في احدى الزوايا وهو يعاين الخارج من ثقب صغير في الجدار ويده على الزناد.

 

وقال عناصر قوات سوريا الديمقراطية إنّهم يعتقدون ان مقاتلي التنظيم المتطرف يحتمون بمدرجات الملعب او غرفه الواقعة تحت الأرض.

 

وأوضح شير أنّ “المعركة في خطواتها الأخيرة. عندما ننتهي من المنطقة شمال الملعب، يمكننا ان نهاجم الملعب ونصل إلى دوار النعيم”.

 

وعُرف دوار النعيم بعدما نفّذ فيه التنظيم المتطرف عمليات اعدام جماعية بقطع الرأس او الصلب في السنوات الثلاث التي سيطر فيها على المدينة.

 

وفر عشرات آلاف المدنيين من الرقة جراء المعارك التي بدأت منذ دخول قوات سوريا الديمقراطية إلى المدينة. لكن قد يكون التنظيم احتجز آلاف الأشخاص ليستخدمهم دروعا بشرية.

 

وكان قنديل، القناص المتحدّر من الأقلية الايزيدية، مرابطا في موقعه داخل مبنى يطل على الملعب، عندما رأى مدنيين يخرجون فجراً من المباني المجاورة.

 

وقال “كانت الساعة الرابعة أثناء مرابطتي وكنت أراقب في المنظار. لقيت عائلة، بالبداية لم أعرف انها عائلة، أطلقت عليهم نار وانصاب شخص منهم، بعدها ذهبنا اليهم وأعطيناهم مياه وطالعناهم”.

 

واضاف “بعدها بتقريبا نصف ساعة، طلعت مجموعة ثانية من تقريبا 20 او 25 شخص. كان المجمل 35 شخصا. أخذناهم معا إلى الخطوط الخلفية”.

 

ومن بين هؤلاء، ادريس محمد الذي فر من ذلك الحي حيث كان يسكن مع زوجته وابنتيه ماريا وسيرين.

 

وقال ادريس لفرانس برس “طلعنا من خلف بناية الجميلة عن طريق الملعب. حاولوا (مقاتلو تنظيم داعش) لمدة أربع أيام او أسبوع يخرجونا إلى حي البدو ليحصرونا معهم ولم نقبل. قلنا نريد ان نبقى هنا، نريد ان نبقى هنا حتى في النهاية وجدنا طريق وخرجنا”. واضاف ان قوات سوريا الديمقراطية اتت ولاقتهم في الطريق.

 

وتتوالى الهزائم الميدانية التي يمنى بها داعش في سوريا والعراق وانحسار نفوذ “الخلافة” على الأرض. غير ان التنظيم المتطرف تمكن الاحد من إبعاد قوات النظام السوري من معقله مدينة الميادين في شرق سوريا، وذلك بعد بضعة أيام فقط من دخول هذه القوات إلى أطراف المدينة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 الف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

مصادر بالمعارضة السورية: روسيا تشترط سيطرة النظام على درعا البلد لفتح المعبر مع الأردن

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 10 أكتوبر 2017

روما- قالت مصادر عسكرية تابعة للمعارضة السورية في جنوب البلاد إن الأردن أجّل فتح معبر نصيب الرسمي بين البلدين، والذي من المفترض أن تشرف عليه المعارضة أمنياً، بعد ضغوط روسية تشترط إفراغ (درعا البلد) من المقاتلين وتسليمها للنظام.

 

وقال إياد بركات، من الجيش السوري الحر في جنوب سورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أجّل الأردن افتتاح معبر نصيب الحدودي بعد أن كان قد اتّفق على كافة التفاصيل مع فصائل المعارضة السورية ومع الروس كوسطاء عن النظام السوري، وقد مارس الروس ضغوطاً جديدة واشترطوا تسليم درعا البلد للنظام وإفراغها من المقاتلين، وهو ما ترفضه فصائل المعارضة السورية لأنه سيؤدي إلى حصارها، ما يُسهّل حصرها بين فكي كماشة النظام وتنظيم الدولة (داعش)”.

 

وأضاف “يريد الروس أن تعود درعا البلد إلى يد النظام، لينشر فيها قواته، وتُحاصر المعارضة السورية من ثلاث جهات، والجهة الرابعة الجنوبية ستكون الحدود الأردنية التي لا يمكن للمقاتلين اجتيازها، وهذا ما عطّل افتتاح المعبر بعد الاتفاق على 90% من التفاصيل، رغم تقديم فصائل المعارضة لتنازلات من أجل افتتاح المعبر”.

 

واستبعد بركات أن يقبل الأردن، ومن خلفه الولايات المتحدة، التي ترعى اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية، هذا الأمر، وقال “نعتقد أن الأمر محاولة روسية ستبوء بالفشل، لأن الأمريكيين يدركون أن عودة درعا ليد النظام أمنياً يعني سهولة القضاء على المعارضة السورية، وهو ما من شأنه انهيار كل اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية”.

 

إلى ذلك أعلن الأردن أنه أنجز جزءاً كبيراً من سياج إلكتروني مُكهرب للمراقبة في شمال الأردن على طول الحدود مع سورية، وهو سياج مراقبة بصري وإلكتروني بمجسات بارتفاع 3.8 م، وسيواصل العمل به ليشمل كل الحدود الشمالية مع سورية بطول 375 كم.

 

وأفاد العميد محمود الزعبي، قائد أحد ألوية حرس الحدود في الأردن بأن معبر جابر الأردني المقابل لمعبر نصيب السوري،  المعبر الرئيس بين البلدين “مؤمنٌ بالكامل من الجانب الأردني”. وأوضح أن قوات حرس الحدود مستعدة لإفراغ مواقع داخل معبر جابر للأجهزة الأمنية الأردنية الأخرى، كالجمارك والأمن العام، فور الإعلان عن افتتاح المعبر، وقال إن ذلك “بات واردًا في فترة قريبة”.

 

وحول سيطرة النظام في دمشق على طول الشريط الحدودي من الجانب السوري مع المملكة، قال الزعبي في تصريح صحفي “جيش النظام السوري أصبح مسيطراً باتجاه مناطق الشرق، وبالنسبة لنا لا مشكلة لدينا من الجانب الأردني بالنسبة للمعبر”.

 

وفد عسكري تركي ينهي زيارة للداخل السوري ويحدد مواقع المراصد

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 أكتوبر 2017

 

 

روما- بعد زيارة استمرت نصف يوم، غادر وفد عسكري وتقني تركي محافظة إدلب شمال غرب سورية، بعد أن اختار مواقع ونقاط نشر مراكز للمراقبة والاستطلاع للجيش التركي في المحافظة وفي ريف حلب الغربي. كما حدد الوفد مواقع الحواجز والطرق التي يمكن أن تسلكها القوات التي ترعاها تركيا في المدينة وحولها، لمنع تقدّم أو الميليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي نحو المحافظة، وتحديد المناطق التي ستكون بمأمن عن قصف الطيران الروسي.

 

ودخل وفد يضم خبراء ومستشارين عسكريين أتراك إلى سورية صباح الأحد، من معبر أطمة برفقة وتأمين من (هيئة تحرير الشام)، ومن بينهم مقاتلون من جبهة النصرة.

 

وأكّدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الجيش التركي لن يدخل المنطقة إلا بعد أن تنتشر قوات درع الفرات السورية المدعومة من أنقرة، وسينتشر في المرحلة الأولى نحو مائة مقاتل من هيئة تحرير الشام في هذه المراصد، التي ستكون خمسة في المرحلة الأولى، وقد تصل إلى 20 مرصداً وحاجزاً في مرحلة لاحقة.

 

وستكون هذه المراصد في جبل الشيخ بركات في دارة عزة، وستُشرف على منطقة عفرين حيث معاقل وتجمعات ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يعتبر الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي الذي تُصنّفه تركيا كمنظمة إرهابية.

 

ووفق المصدر العسكري، فإن تركيا “تعهدت لفصائل الجيش الحر العاملة في المنطقة والتي تتعاون مع تركيا أن لا يقوم الطيران الروسي بقصف مواقعها، وسيتم تزويد الروس بهذه المواقع لتفادي أي ضربة جوية عليها أو قربها، وفي مرحلة لاحقة، سيتم تأمين غطاء جوي روسي لحماية هذه الفصائل”، وفق قولها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى