أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 12 آب 2014

المالكي يحتّج على تكليف العبادي: ما حصل خرق دستوري
بيروت – “الحياة”
رفض رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة. واصفاً ما جرى من قبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم بأنه “خرق دستوري”. مؤكداً أن الولايات المتحدة ساهمت بهذا الخرق.

وجدد المالكي تأكيده على مضيّه في الترشح الى منصب رئاسة الوزراء،

وقال المالكي في مؤتمر صحافي بثته قنوات تلفزيونية على الهواء مباشرة: “أنا رئيس “تحالف دولة القانون” التي تشكلت من مجموعة من الكتل ورئيسها المالكي وانا رئيس كتلة الدعوة وليس من حق احد ان يتصرف بالكتلتين الا بإذن مني”، موضحاً: “هذه عملية التفافية على الدستور”.

وتوجه الى الشعب العراقي بالقول “نطمأن الشعب ان هذه الخطوة غير دستورية وقرارات المحكمة الاتحادية توضح ذلك”.

وقال: “قدمنا طعناً والمعطيات لصالحنا ولدينا 103 مقعداً ولا يمكن الالتفاف علينا”.

و قال حلفاء المالكي في وقت سابق من اليوم إن “الرجل الذي سيحل محله في رئاسة الوزراء (حيدر العبادي) ليست له شرعية”.

ودعا العبادي العراقيين إلى “التوحد ضد الحملة الهمجية التي يشنها مسلحو “الدولة الإسلامية” (داعش)”.

من هو رئيس الحكومة العراقية الجديدة حيدر العبادي؟
بيروت – “الحياة”
كلّف الرئيس العراقي فؤاد معصوم رسمياً القيادي في حزب الدعوة الإسلامي حيدر العبادي تشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الذي رفض ترشيحه كونه رئيساً لكتلة “ائتلاف دولة القانون”.

وحيدر جواد العبادي من مواليد بغداد 1952، حصل على البكالوريوس من الجامعة التكنولوجية في بغداد عام 1975، حيث عمل معيداً في قسم الهندسة الكهربائية. ومن أهم إنجازاته العلمية أنه سجل عام 2001 براءة إختراع في لندن لعمله في مجال النقل السريع “سنكروريل” باستخدام تكنولوجيا حديثة، باعتماد اطروحته لشهادة الدكتوراه في جامعة مانشستر اللندنية عام 1980 حيث بقي ولم يعد الى العراق إلا بعد اسقاط نظام صدام حسين في 2003.

وفي بداياته السياسية، انضم الى حزب الدعوة الإسلامية عام 1967 بعد نكسة حزيران (يونيو) وكان عمره آنذاك خمسة عشر عاماً. وفي العام 1980 تولى مسؤولية مكتب الشرق الاوسط للحزب حين كان مقره في بيروت، قبل أن يتم سحب جواز سفره بأمر من الاستخبارات بتهمة ممارسة نشاط معادي، إذ تولى مسؤولية التحدث باسم حزب الدعوة الإسلامية في بريطانيا والخارج منذ عام 1977.

وكان والده جواد العبادي مفتش عام وزارة الصحة إلى حين إحالته على التقاعد في 1979 ضمن قائمة من 42 طبيباً بقرار من النظام لعدم ولائهم للبعث. وتوفى ودفن في الخارج لعدم سماح البعث للمعارضين بدفن موتاهم في بلدهم.

في العام 1980 اعتقل نظام البعث اثنين من اخوته، وتم اعدامهما عام 1982 بتهمة الإنتماء لحزب الدعوة الاسلامية. وفي العام 1981 إعتُقل اخوه الثالث وقضى في السجن عشر سنين بالتهمة نفسها.

وبعد عودته إلى العراق عام 2003، اصبح العبادي وزيراً للإتصالات، قبل تعيينه منسقاً عاماً لمدينة تلعفر في 2005. وانتخب في 2006 عضواً في اول مجلس نواب دستوري عن مدينة بغداد، وشغل رئاسة لجنة الإقتصاد والإستثمار والإعمار حتى 2010، ولجنة المالية النيابية بين 2011 و2014.

وفد عشائر في الأنبار يفاوض «داعش» لوقف الانتقام
لندن – «الحياة»
جرت في منطقة الأنبار معقل «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق، مفاوضات بين «مسؤول ملف العشائر» في التنظيم ووجهاء بلدة في شمال شرقي سورية تعرضت لإنذار من مقاتلي «داعش»، في وقت واصل التنظيم إجراءاته القمعية ضد معارضيه وكتائب «الجيش الحر».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «داعش» صادر الأسلحة والعتاد العسكري من فصائل معارضة كانت تقاتل النظام السوري في مدينة دير الزور في شمال شرقي البلاد «بعد رفضها مبايعة أمير تنظيم الدولة الإسلامية ابو بكر البغدادي وقرارها حل نفسها واعتزال القتال».

وكان «داعش» خيّر عدداً من الكتائب والألوية بين «مبايعة» تنظيم «الدولة» و «الخليفة» البغدادي أو تسليم السلاح الموجود لديها. واعتقل عناصر التنظيم قبل يومين قيادياً في «لواء العباس» وثلاثة مقاتلين من اللواء الذي يعد من الألوية التي سهلت دخول التنظيم إلى مدينة دير الزور الشهر الماضي، كما حكمت في الخامس من الشهر الجاري محكمة تابعة لـ «داعش» على شجاع نويجي، قائد «لواء المهاجرين إلى الله»، وشقيقه بـ «النفي خارج دير الزور».

في موازاة ذلك، جرت في منطقة الأنبار العراقية، معقل «داعش»، مفاوضات بين «مسؤول ملف العشائر» في التنظيم ووجهاء من بلدة الشعفة في الريف الشرقي لدير الزور، حول الإنذار الذي وجّهه التنظيم الى أهالي البلدة بوجوب تسليمهم مطلوبين لجأوا إليها من البلدات التي يقطنها مواطنون من أبناء الشعيطات التي سيطر عليها التنظيم في ريف دير الزور. وأفاد «المرصد» بأنه تم الاتفاق «على عدم تسليم أي نازح من بلدات أبناء عشيرة الشعيطات، وأنه في حال وجود مطلوبين لتنظيم الدولة الإسلامية، فسيتم تسليمهم من طريق وسطاء ووجهاء من بلدة الشعفة من دون استخدام القوة».

وكان «داعش» أمهل أهالي الشعفة 12 ساعة لتسليم رجال وشبان من عشيرة الشعيطات «ممن يتواجدون لديهم بعد نزوحهم من بلدات أبو حمام والكشكية وغرانيج في الريف الشرقي» إثر سيطرة التنظيم عليها.

في سيدني، قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، إن الصورة التي تظهر طفلاً يرفع رأساً مقطوعاً لجندي نظامي سوري ونشرتها وسائل الإعلام الأسترالية أمس، تبرز مدى وحشية مسلحي «داعش». والتقطت الصورة في مدينة الرقة في شمال شرقي سورية، وأظهرت طفلاً (7 سنوات) يُعتقد أنه ابن جهادي من سيدني يدعى خالد شروف.

سياسياً، منع النظام السوري امس «معارضة الداخل» من عقد مؤتمر صحافي، في إجراء «خطر» وغير مسبوق منذ بدء النزاع قبل ثلاثة أعوام، وذلك بعد يوم على تكليف الرئيس بشار الأسد القيادي في حزب «البعث» الحاكم رئيس الوزراء وائل الحلقي تشكيل حكومة جديدة. وكان المؤتمر مخصصاً لإعلان مذكرة تفاهم بين «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» و «جبهة التغيير والتحرير»، وهما من معارضة الداخل المقبولة من نظام الأسد، تشدد على إنهاء «النظام الاستبدادي».

ليلة الانقلاب على المالكي تستنفر بغداد معصوم كلّف العبادي بمباركة أميركية
المصدر: العواصم الأخرى – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم – بغداد – فاضل النشمي
كلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم امس النائب الاول لرئيس مجلس النواب حيدر العبادي تأليف حكومة جديدة لينهي ثماني سنوات أمضاها نوري المالكي في السلطة، لكن الزعيم المخضرم رفض تسليم السلطة، مع نشر ميليشيات وقوات خاصة في الشوارع، معتبراً قرار الرئيس العراقي بمثابة “انتهاك خطير” للدستور.

وسارعت الولايات المتحدة الى الترحيب بتكليف العبادي، وجددت التزامها توفير الدعم الكامل لحكومة جديدة تمثل مختلف الاطياف السياسية، وتحديدا لمواجهة خطر تنظيم “الدولة الاسلامية”، بينما حذرت المالكي من عرقلة هذه العملية، او كما قال وزير الخارجية جون كيري من مغبة “تعكير المياه”، وذلك بعد ليل طويل راقب خلاله المسؤولون الاميركيون التطورات الميدانية في بغداد ومحيطها بما في ذلك نشر قوات عسكرية وامنية في المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الاميركية، الأمر الذي رأى فيها المسؤولون محاولة اخيرة ويائسة من المالكي للتصدي لمحاولات التخلص منه.
واسترعت الانتباه السرعة التي رحبت بها واشنطن والامم المتحدة والعواصم الغربية بتعيين العبادي خلفا للمالكي، الذي لا يزال من غير الواضح كيف سيتعامل مع هذا التحدي الكبير بعدما وجد انه فقد الغطاء الخارجي، وحتى جزءا مهماً من الغطاء الشيعي في الداخل.
وقال رئيس الوزراء في كلمة متلفزة ومن حوله حلفاؤه السياسيون، إن قرار الرئيس العراقي تعيين العبادي ليخلفه في رئاسة الوزراء “خرق خطير” للدستور بدعم اميركي. واضاف: “سنصحح الخطأ حتما”. وخاطب أفراد الجيش وقوى الأمن قائلاً إنهم يشاركون في حرب مقدسة ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي اجتاح مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.
وصرح حسين المالكي صهر المالكي لـ”رويترز” بأن معسكره سيقاتل القرار “غير القانوني” وأن مؤيدي المالكي لن يقفوا صامتين وسيلجأون للمحكمة الاتحادية للاعتراض عليه.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بما وصفه بأنه “تحرك الى الامام نحو تأليف حكومة في العراق”، مشيدا بقرار الرئيس العراقي بتكليف العبادي تأليفها.
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند العبادي الى تأليف حكومة وحدة وطنية بسرعة.
وجاء في بيان لمكتبه انه خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي المنتخب رجب طيب اردوغان، اعرب كلاهما عن “املهما في ان يؤلف رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي سريعا حكومة وحدة وطنية”. وأضاف انهما “اكدا ضرورة ايجاد الظروف السياسية في العراق التي تسمح بقتال فعال ضد تنظيم الدولة الاسلامية كما تستجيب لتطلعات العراقيين”.
الى ذلك، ايد الفاتيكان الغارات الاميركية على تنظيم “الدولة الاسلامية” لحماية الاقليات في العراق، معللا ذلك بوجود خطر جسيم استثنائي.

إبطاء وليس إضعافاً
في غضون ذلك، أفادت الشرطة العراقية إن المتشددين استولوا على بلدة جلولاء على مسافة 115 كيلومترا شمال شرق بغداد بعد طرد القوات التابعة لحكومة اقليم كردستان العراق منها.
وقالت مصادر قريبة من تفكير ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ان واشنطن، حتى في حال تأليف حكومة عراقية جديدة، لا تعتزم تصعيد عملياتها العسكرية في العراق جذرياً، كما لا تعتزم توجيه أي ضربات جوية الى قوات “الدولة الاسلامية” في سوريا. وحذرت من خطأ اعتبار الاجراءات العسكرية الاميركية المحدودة بانها تمثل بداية تحول نوعي في موقف الرئيس اوباما من استخدام القوة في العراق او ان يكون ذلك بمثابة تغيير في استراتيجيته الحذرة في التعامل مع الازمتين السورية والعراقية. ولفتت الى ان اهم ما قاله اوباما في الايام الأخيرة هو تأكيده عندما اعلن عن اول عمل عسكري ضد “الدولة الاسلامية” انه لن يسمح “بجر الولايات المتحدة الى الدخول في حرب اخرى في العراق”، وانه لا يزال يرى ان المسؤولية الاساسية عن انقاذ العراق تقع على عاتق العراقيين الذين يحظون بالدعم الخارجي.
وأوضح المسؤول الرفيع المستوى في وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” الليفتنانت جنرال وليم ميفيل أن الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في الايام الاخيرة عطلت موقتاً تقدم “الدولة الإسلامية” نحو أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي ولكن من المستبعد أن تكون قد أثرت على عمليات التنظيم في أجزاء أخرى من العراق أو سوريا.
وقال إن التنظيم الاصولي لا يزال قويا وأنه “لا يزال يركز على تأمين الأراضي التي سيطر عليها واكتساب أراض إضافية في انحاء العراق وسيواصل هجماته على القوات العراقية والكردية ومواقعها إلى استهداف الايزيديين والمسيحيين والاقليات الاخرى”.

“الدولة الإسلامية” سحقت قبيلة الشعيطات دمشق منعت مؤتمراً صحافياً لمعارضة الداخل
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له إن تنظيم “الدولة الإسلامية” سحق أحد جيوب المقاومة لسيطرته على شرق سوريا فصلب شخصين وأعدم 23 آخرين خلال الأيام الخمسة الاخيرة.
وقال المرصد وسكان في شرق سوريا إن مقاتلين من عشيرة الشعيطات في دير الزور الشرقية حاولوا التصدي لتقدم “الدولة الإسلامية” هذا الشهر، الا أن التنظيم قطع رأسي رجلين من هذه العشيرة الاحد في بلدة الشعفة على ضفاف نهر الفرات، وأمهل السكان 12 ساعة لتسليم أفراد آخرين منها.
وفي مناطق أخرى من محافظة دير الزور، صلب المتشددون رجلين بتهمة “التعامل مع مرتدين” في مدينة الميادين، ورجلين بتهمة “الكفر وسب الذات الالهية” في بلدة البوليل.
وأضاف المرصد أن 19 شخصا آخرين من عشيرة الشعيطات أعدموا الخميس، 18 بالرصاص بينما قطع رأس واحد على مشارف مدينة دير الزور، موضحاً إن الرجال كانوا يعملون في منشأة نفطية.
وتقول مصادر في العشائر إن الصراع بين “الدولة الإسلامية” وعشيرة الشعيطات التي تعد 70 ألف شخص استعر بعدما سيطر التنظيم على حقلي نفط في تموز. وأحد هذين الحقلين هو حقل العمر، أكبر حقول النفط والغاز في دير الزور، ومصدر مربح للتمويل لجماعات مقاتلي المعارضة.
ودعا شيخ عشيرة الشعيطات رافع عكلة الرجو في شريط فيديو العشائر الأخرى الى الانضمام الى المعركة ضد “الدولة الإسلامية”. وقال الرجو في الشريط الذي ورد على موقع “يوتيوب” الأحد: “أناشدهم الوقوف إلى جانبنا لأن الدور جاي عليهم… حاليا جميع مقاتلي داعش يتجهون نحو عشيرة الشعيطات… إذا خلصت عشيرة الشعيطات فهم بعد الشعيطات… هم الدائرة اللي بعد الشعيطات”.
وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان من دير الزور هرب إلى تركيا العام الماضي إن المقاتلين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد تراجعوا إلى المناطق التي تسيطر عليها عشيرة الشعيطات، وهم يحاولون من هناك تصعيد المقاومة لتوسع “الدولة الإسلامية”. ولفت الى أن المقاومة سحقت في الأيام الأخيرة، و”الوضع سيئ جدا لكن الناس لا يستطيعون التصدي لهم”، مضيفاً أنه الى حملته العنيفة يتولى التنظيم أيضا توزيع الغاز والكهرباء والوقود والغذاء لانتزاع تأييد السكان المحليين، “فهذه منطقة فقيرة وهم ينالون التأييد بهذه الطريقة. هم نالوا الكثير من التأييد بهذه الطريقة. فهم يضعون حداً للسرقة ويعاقبون اللصوص. هذا يمنحهم أيضا صدقية”.
وقال عبدالله النعيمي، وهو أحد سكان المنطقة، إن البلدات الاربع للشعيطات “سقطت في أيدي الدولة الإسلامية بعد انسحاب المقاتلين. الشباب الذين عثر عليهم أعدموا أو قطعت رقابهم لانهم قاتلوا ضد الدولة الإسلامية”.
وأفاد سوري يعيش في منطقة يسيطر عليها التنظيم قرب الرقة أن أعداد المقاتلين في الشوارع زادت كثيرا في الأسابيع الاخيرة، وخصوصاً منذ سقوط الفرقة 17 التابعة للجيش السوري في يد التنظيم في نهاية تموز. وقال الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف امنية إن التنظيم فرض الجزية على غير المسلمين، وساعد على توطين المقاتلين الأجانب في المنازل المصادرة.
ومع ذلك، نال التنظيم درجة من الاحترام من السكان المحليين، كما هو الحال في دير الزور، نتيجة الحد من الجرائم من طريق تطبيق الحدود. وتمثل الرواتب التي يدفعها للعاطلين عن العمل أحد المصادر القليلة للدخل.

المعارضة السورية
على صعيد آخر، أفاد معارضون أن الاجهزة الامنية السورية منعت أمس معارضة الداخل المقبولة لدى النظام من عقد مؤتمر صحافي، في إجراء “خطير” وغير مسبوق منذ بدء النزاع قبل ثلاث سنوات.
وكان المؤتمر مخصصاً لاعلان مذكرة تفاهم بين “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي” و”جبهة التغيير والتحرير”، وهما من معارضة الداخل المقبولة لدى النظام تشدد على انهاء “النظام الاستبدادي”.
وفي كانبيرا، قال رئيس الوزراء الأوسترالي طوني أبوت إن الصورة التي تظهر طفلاً يرفع رأسا مقطوعا لجندي سوري والتي نشرتها وسائل الإعلام الأوسترالية أمس تبرز مدى وحشية مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”.

أردوغان الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية: تعزيز الاستبداد في الداخل.. والتوتر مع الخارج!
محمد نورالدين
لم يكن مفاجئاً انتصار رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية. كل استطلاعات الرأي كانت ترجح ذلك واحياناً بفارق كبير. ولكن بدلاً من نسبة الـ52 في المئة التي نالها، كانت تعطيه حتى الـ57 في المئة.
رهان المعارضة في تحقيق مفاجأة لم يكن أيضاً من دون أساس. فمجموع أصوات حزبي «الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية» وحدهما في الانتخابات البلدية السابقة كان 43 في المئة. ومجموع ما نالاه من أصوات حينها كان حوالي 19 مليوناً.
اليوم نال إكمال الدين إحسان أوغلو حوالي 14 مليوناً، يعني أن خمسة ملايين صوت من الحزبين لم تذهب إلى إحسان أوغلو ولكنها لم تذهب إلى أردوغان إلا بالنزر اليسير. تراجع نسبة المشاركة في التصويت من 90 في المئة في الانتخابات البلدية إلى 77 في المئة في الانتخابات الرئاسية كشف الحقيقة، وهي أن ربع ناخبي حزبي المعارضة امتنعوا عن التصويت فخسر إحسان أوغلو الرهان على تحقيق مفاجأة كانت إلى حد ما بمتناول اليد.
يعيد المحللون السبب إلى أن إحسان أوغلو لم يشكل خياراً مبدئياً للكتلة العلمانية الصلبة من جهة، فامتنع الكثير من الذهاب إلى الانتخابات وخصوصاً العلويين المكتوين بنار أي مرشح له بعد مذهبي.
أيضاً يبدو أن العديد من ناخبي «الحركة القومية»، ولاسيما في أنقرة فضّلوا أن يصوتوا لأردوغان نفسه على مرشح آخر يشترك في دعمه «حزب الشعب الجمهوري».
مع ذلك فإن تجربة تقديم مرشح مشترك لم تكن سيئة، بل كانت أول محاولة للتحالف والتنسيق بين حزبين معارضين في وجه «حزب العدالة والتنمية» منذ 12 عاماً، وقد تؤسس لتحالفات مستقبلية في الانتخابات النيابية والبلدية مستفيدين من ثغرات التجربة الرئاسية.
لكن الظاهرة الأبرز التي نتجت عن الانتخابات الرئاسية كانت من دون منازع هي نسبة الأصوات التي نالها مرشح الكتلة الأوجلانية صلاح الدين ديميرطاش والتي بلغت 9,7 في المئة، بعدما كانت ستة في المئة في الانتخابات البلدية.
وارتفع عدد الأصوات المؤيدة له من 2,7 مليون إلى أربعة ملايين، ما يعني بحساب بسيط: برغم ازدياد عدد الذين يحق لهم الانتخاب، نال أردوغان عشرين مليوناً من دون أي زيادة عن الانتخابات البلدية. وإذا جمعنا الأصوات التي نالها إحسان أوغلو وديميرطاش لبلغت قرابة 18 مليوناً. ولو أن نصف الممتنعين فقط من حزبي «الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية» قد ذهبوا إلى صناديق الاقتراع وانتخبوا إحسان أوغلو لما أمكن لأردوغان أن يفوز من الدورة الأولى. ولو تحالفت المعارضة في الدورة الثانية لكانت هزيمة أردوغان مؤكدة.
لكن شيئاً من هذا لم يحدث، وخطأ المعارضة أن بعض قواعدها غلّبت الاعتبارات الشخصية والحساسيات السياسية وغيرها على هدف إسقاط سلطة «حزب العدالة والتنمية».
حصول ديميرطاش على أكثر من تسعة في المئة أخرجه من أن يكون مرشح الأكراد فقط. وهنا نال ديميرطاش بحملة انتخابية ناجحة وواضحة تأييد فئات غير كردية وخارج منطقة جنوب شرق الأناضول أو كردستان تركيا، إذ نال تأييداً لم يكن من قبل من مناطق الغرب التركي والبحر الأسود مع ترجيح أن تكون هذه الفئات ذات ميول علمانية ويسارية.
ولكن حصول ديميرطاش على هذه النسبة ستضغط حتماً على أردوغان كي يتعامل بواقعية وتفهم مع المشكلة الكردية، ويدرك أنه لا يستطيع إغفال النمو الملحوظ في تأييد الجمهور للمنحى الأوجلاني في تركيا، وما كان يسعى لتجنبه بواسطة الفوز من الدورة الأولى واجهه في نسبة التأييد التي نالها ديميرطاش.
غير أن ثابتاً وحيداً بقي، وهو أن كردستان تركيا لم تسمح لـ«حزب العدالة والتنمية» أن يزيد من شعبيته في المناطق الكردية وأن يبقيها في حدود الربع أو الثلث على الأكثر ولعوامل دينية إسلامية. وهذه النتيجة تعتبر بشكل أو بآخر هزيمة كما لأردوغان، كذلك لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الحليف القوي لأردوغان الذي لم يتحرك لدعم أكراد سوريا في وجه «داعش» إلا بعدما دق خطره باب أربيل.
أما أردوغان فتكفيه هذه النسبة من الأصوات (52 في المئة) التي كان يتمنى أن تكون أكبر بقليل ولو بنقطة واحدة، كي يخرج ويعلن انتصاره وبالتالي ليدخل مشاريعه حيز التنفيذ. في مقدمة هذه المشاريع الانتقال إلى نظام رئاسي.
لا يمكن لأردوغان صاحب الشخصية التسلطية أن يكون رئيساً شكلياً أو مقيد الصلاحيات والحركة. هو يريد أن تكون السلطة حيث يكون. حتى بالصلاحيات الحالية المعطاة لرئيس الجمهورية لن يكون من الصعوبة أن يفسرها أردوغان ويمارسها على أنها حق له، خصوصاً إذا لم يكن عبدالله غول هو رئيس الحكومة المقبل.
وكل من هو مرشح لرئاسة الحكومة والحزب ليس سوى خاتماً في أصبع أردوغان، وعلى رأس هؤلاء علي باباجان أو أحمد داود أوغلو أو محمد علي شاهين. حتى بولنت أرينتش الرجل القوي في الحزب كانت مواقفه المعترضة احياناً على أردوغان تنتهي بتراجعه. أردوغان هو ولي نعمة الجميع وبالتالي تركيا اليوم أمام مرحلة جديدة بالكامل عنوانها سلطة الشخص الواحد وليس الحزب الواحد حتى لو لم يتغير النظام إلى رئاسي، فكيف إذا ما تم ذلك عبر استفتاء شعبي؟ الانتقال إلى نظام رئاسي يهدف، فضلاً عن تحقيق غريزة أساسية لدى أردوغان في التسلط، إلى منع انهيار «حزب العدالة والتنمية» من بعده. ذلك أن الابقاء على النظام البرلماني الحالي يمنع رئيس الجمهورية من التدخل في الشأن الحزبي ويفتح أمام وهن في بنية «العدالة والتنمية» بغياب الشخصية الجامعة المؤثرة. فيما يؤمن الانتقال الى نظام رئاسي عودة اردوغان رئيساً للحزب مع بقائه رئيساً للجمهورية وبالتالي حفظ الحزب بزعامته من التشرذم والانقسام. مع ذلك فإن السيناريوهات والتوقعات كثيرة ومرهونة بأوقاتها.
لقد أطلق أردوغان عبر «خطاب البلكون» بعد انتصاره رسائل متعددة أهمها أنه لن يكون رئيساً لفئة من الأتراك بل لكل الأتراك، وأنه يريد عهداً من خطاب الانفتاح والمصالحة وحل المشاكل بما فيها المشكلة الكردية. لكنه خطاب ليس بجديد وكان يكرره أردوغان بعد كل انتصار في انتخابات سابقة، غير أنه كان يعمل بخلافه.
بل إن الانتخابات الرئاسية الأخيرة عرفت أكبر ارتفاع في جرعة النزعة المذهبية لديه، التفريق علناً بين السنة والعلويين وبهجومه الشهير على الشيعة قبل أشهر معدودة كما في دق إسفين التفرقة بين الأكراد أنفسهم. كما عبر عن نزعة إتنية مقيتة عندما تعرض لمن يتهمه بأن أصله أرمني أو جورجي معتبراً أن من أقبح الأشياء أن يكون أصله ارمني أو جورجي كما لو أن الانتماء إلى هذين العرقين جريمة أو عار، قائلاً: «بل أنا تركي»!
ولم تتوقف آلة عمل الأجهزة الرسمية من اعتقال كل المعارضين له ولا سيما جماعة فتح الله غولين حيث لا تزال فضيحة الفساد تلاحق أردوغان وحزبه، ولم يقدم أحد حتى الآن إلى القضاء الذي يبدو أنه سيبرئ جميع المتهمين لأن المسلم لا يسرق ولا يقتل!
وقبل أيام، بل ساعات من بدء الانتخابات، كان أردوغان يتعرض علناً للصحافية عمبرين زمان ويتهمها بقلة الأدب (أدبسز) لأنها استغربت كيف يمكن للأخلاق أن تنهار في بلد مسلم مثل تركيا ليستأنف بذلك «تعنيف المرأة والحرية معاً»، بعدما سبقه رفيق دربه بولنت أرينتش بتوبيخ النساء اللواتي يقهقهن في الشارع أو يخرجن إلى العطلة من دون اصطحاب أزواجهن، ومضافاً إليها تحذير أحد المحافظين من أن يقوم الرجال والنساء معاً برقص الدبكة التركية لأن هذا حرام في الإسلام.
وإلى ذلك كان أردوغان يضغط على رئيس تحرير صحيفة «حرييت» أنيس بربر أوغلو، فيستقيل هذا، فضلاً عن اعتقال الصحافي المعروف محمد برانسو قبل أن يطلق سراحه.
هذا «الأردوغان» بهذه السلوكيات، كيف يمكن له أن يتغير بين ليلة وضحاها وهو خاض كل معاركه منذ عشرة أعوام من أجل أن يتفرد وينفرد بالسطة ويلغي كل شركائه من اليساريين والديموقراطيين إلى نجم الدين أربكان إلى فتح الله غولين، ولم يبق سوى أن يلغي نفسه بنفسه؟
لم يعط «خطاب البلكون» أي أمل بالتغيير الجدي الذي يبدأ من تلبية مطالب الأكراد والعلويين، ولا يتوقف عند إعادة الاعتبار للمؤسسات والحريات والديموقراطية. وما عدا ذلك، فإن المتوقع أن تكون تركيا في ظل أردوغان الرئيس، أقل علمانية وحرية وديموقراطية وأكثر دينية وعرقية ما يفتح على اضطرابات اجتماعية وسياسية متعددة.
أما على صعيد السياسة الخارجية، فلم يعط خطابه ما يشير إلى أي تغيير في السياسة الخارجية، بل عاد مجدداً الى نغمة المتاجرة بالقضية الفلسطينية من خلال قوله إنه سيعالج الجرحى الفلسطينيين في تركيا تماماً كما يعالج جرحى «داعش» في المستشفيات التركية والموثقة بالصوت والصورة في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وصول أردوغان الى الرئاسة سيعزز قبضته على مركز القرار في تركيا بعيدا عن احتجاجات المعارضة، وبالتالي الإمعان في سياسات الانحياز والتورط في المنطقة بعدما كان وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالطاغية، وباتت علاقاته بالسعودية والإمارات وقبلهما سوريا والعراق مقطوعة بالكامل.
ومع انه حافظ على كل علاقاته الجيدة مع اسرائيل برغم آلاف الشهداء والجرحى في غزة، غير أن خطابه المعادي لها يفاقم أيضاً من عزلته. واضطرار الغرب الى التعاون معه للضرورات الإستراتيجية لا تعني أن العلاقات مع الغرب ستتحسن، بل ربما نشهد المزيد من تراجع تركيا على صعيد التزام المعايير الأوروبية على جميع الأصعدة.
وسط هذا التشاؤم في مسار الاستقرار الداخلي والتوتر مع الخارج، ربما يكون باب الخروج منها هو على قاعدة «اشتدي أزمة تنفرجي»، وأبواب الانفراج متعددة.. وقد تكون غير متوقعة.
محمد نور الدين

«الجهاديون».. أوائل المهنئين!
عبدالله سليمان علي
لم يكن مفاجئاً أن يكون بعض قادة الفصائل الموسومة بـ«الجهادية» في سوريا من أوائل المهنئين بفوز رجب طيب أردوغان برئاسة تركيا في الانتخابات التي جرت أمس الأول، فالعلاقة الوطيدة بين تركيا عبر أجهزة استخباراتها من جهة وبين بعض هذه الفصائل من جهة ثانية من شأنها تبرير هذه التهنئة المبكرة، إلا أن فوز أردوغان في المقابل كشف عن جانب من تناقضات المشهد «الجهادي» السوري سواء لجهة اختلاف ردود الأفعال بخصوصه، أو لجهة قفز البعض على مبادئهم ومواثيقهم في سبيل الحفاظ على مصالحهم مع الحليف التركي.
ووصف قائد «ألوية صقور الشام» أبو عيسى الشيخ، فوز أردوغان بانتخابات الرئاسة بأنه «نصر الله الذي يفرح له المؤمنون» مهنئاً الشعب التركي بمن أسماه «الرئيس العادل».
وفي إشارة لا تخلو من دلالة، وجه الشيخ التهنئة كذلك إلى الشعب السوري لأنه على حد قوله فاز «بملاذ آمن وسند وظهير». ومن المعروف أن أبو عيسى الشيخ يتحدر من عائلة إخوانية وسبق لوالده أن قاتل في أحداث الثمانينيات في سوريا، لذلك لا غرابة أن يتخذ هذا الموقف برغم أنه لم يبق وفياً لإخوانيته، حيث انقلب عليها مؤخراً نحو مزيد من التشدد والتطرف عندما تبرأ من آرائه السابقة واعتنق مبادئ جديدة أقرب إلى «السلفية الجهادية»، وبدا هذا الانقلاب واضحاً من خلال انضمامه إلى «الجبهة الإسلامية» عند تشكيلها أواخر العام الماضي.
في المقابل، يأتي صمت قائد «جيش الاسلام» زهران علوش وعدم توجيهه تهنئة بفوز أردوغان، مؤشراً على طبيعة التنافس الإقليمي الذي ينعكس حتى على مواقف الحلفاء في جبهة واحدة.
وزهران علوش هو رجل السعودية الأول بين قادة الفصائل في سوريا وبالتالي من الطبيعي أن يعبر عن الفتور الذي يسود في العلاقة بين الرياض وأنقرة، وبالرغم من أن علوش يقضي الكثير من وقته في تركيا إلا أنه لا يستطيع إلا أن يضع مسافة بينه وبين جماعة «الإخوان المسلمين» المغضوب عليها سعودياً في هذه المرحلة.
ولم يصدر موقف رسمي من تنظيم «الدولة الإسلامية» حول فوز أردوغان، غير أن بعض الإعلاميين المقربين منه تولوا التعبير عن الموقف الذي يعكس توجهات قادته، حيث أكدوا أن «أردوغان مجرد طاغوت آخر» وأنه «لا يحكِّم شرع الله ولا يسعى إلى تحكيمه»، الأمر الذي لا يخرجه من دائرة التكفير التي يرسمها التنظيم المتشدد حول من يطلق عليهم اسم «الطواغيت».
ومع ذلك تبدو العلاقة بين تركيا وبين «الدولة الإسلامية» أكثر تعقيداً وتشابكاً مما تظهره بعض التصريحات العلنية، فهي من جانب تقوم على تقديم خدمات متبادلة سواء لجهة فتح الحدود أمام قوافل «المقاتلين الأجانب» أو لجهة استمرار «داعش» بحماية ضريح سليمان شاه كاستثناء وحيد من سياسة هدم الأضرحة التي تمارسها في سوريا والعراق من دون أي تردد.
ومن جانب آخر تتخذ هذه العلاقة طابع الحذر ورغبة كل طرف باتقاء شر الطرف الآخر، فلا تركيا راغبة برؤية «الدولة الإسلامية» على حدودها، ولا «الدولة الإسلامية» يرغب باستثارة غضب تركيا ضده.
ولم يسجل صدور أي موقف عن «جبهة النصرة» التي تكاد علاقتها مع تركيا أن تكون من أكثر ألغاز الأزمة السورية غموضاً، ففي العلن تساير الحكومة التركية توجهات الدول الأوروبية وتقوم بتصنيف «جبهة النصرة» على أنها إرهابية، لكنها في المقابل تصمت عن تواجدها وقيامها بأنشطة أمنية وعسكرية على حدودها ولا تمانع في تحالفها العسكري مع بعض الفصائل المحسوبة عليها.
أما أمير «حركة أحرار الشام الإسلامية» حسان عبود (أبو عبدالله الحموي) فقد رأى في تغريدة له على حسابه على «تويتر» أن فوز أردوغان «فرحت له جموع المسلمين والمستضعفين في الجهات الأربع»، وذلك بالرغم من أن «أحرار الشام» ذات التوجه «السلفي الجهادي القاعدي» تنظر إلى الديموقراطية والانتخابات على أنها أعمال كفريّة، وبالتالي كان عليها انسجاماً مع مبادئها أن ترفض ما تؤدي إليه هذه الانتخابات من نتائج، لأن «ما بني على باطل فهو باطل».
غير أن زعيم الحركة لم يجد بدّاً من القفز فوق هذه المبادئ في سبيل الحفاظ على المصالح التي تؤمنها له العلاقة مع الجانب التركي، لاسيما أن الحركة تحتكر إدارة بعض المعابر الحدودية مع تركيا مثل معبر باب الهوى الذي يعتبر أحد الطرق المفضلة لدخول شحنات الأسلحة إلى الداخل السوري.

دمشق تمنع «معارضة الداخل» من عقد مؤتمر صحافي
روسيا تلغي صفقة صواريخ اس 300 كانت تنوي بيعها لسوريا
عواصم ـ وكالات :قالت روسيا إنها قررت وبشكل نهائي إلغاء تزويد سوريا بشحنة لأنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة التي كانت تنوي بيعها للنظام السوري الأسلحة .
وكانت موسكو قد علقت هذه الصفقة بسبب العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد عام 2013.
ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عن كونستانتين بيريولين، أحد المسؤولين في قطاع صناعة الأسلحة في روسيا، قوله امس الاثنين في موسكو إن روسيا لم تعثر على مشتر آخر لنظام الدفاع الصاروخي اس 300.
وكانت موسكو قد وعدت حليفتها الوثيقة دمشق بتزويدها بأسلحة ولكنها عدلت عن تنفيذ هذا الوعد في ظل الانتقادات الدولية للنظام السوري جراء كثرة القتلى بين المدنيين في سورية خلال الحرب الأهلية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
من جهة اخرى منعت الاجهزة الامنية السورية امس الاثنين معارضة الداخل المقبولة من النظام من اقامة مؤتمر صحافي، في خطوة غير مسبوقة من بدء النزاع قبل ثلاثة اعوام، بحسب ما افاد معارضون سوريون.
وكان المؤتمر مخصصا لعرض مذكرة تفاهم بين «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» و»جبهة التغيير والتحرير» التي تشدد على حل سياسي ينهي «النظام الاستبدادي».
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان امس ان وزارة الاعلام وبناء على «أوامر من المكتب الاعلامي في رئاسة النظام السوري»، طلبت من الصحافيين في دمشق «عدم تغطية اي مؤتمر صحافي للمعارضة الموجودة في دمشق» وعدم استضافة اي من المعارضين على الشاشات الفضائية.
وقال منسق «هيئة التنسيق» حسن عبد العظيم في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من بيروت «كان ثمة مؤتمر صحافي عند الساعة 12,00 (09,00 تغ) دعت اليه لجنة مشتركة من قيادة جبهة التغيير والتحرير وهيئة التنسيق الوطنية، لاعلان مذكرة تفاهم بين الطرفين تتضمن مبادئ اساسية لحل سياسي تفاوضي في سوريا يضمن وحدة البلاد».
واضاف ان عناصر من اجهزة الامن «قاموا بمنع عقد هذا المؤتمر، ومنعوا دخول الصحافيين الى مقر جبهة التغيير» في حي الثورة وسط دمشق.
واوضح عضو الهيئة صفوان عكاش الذي كان من المقرر ان يشارك في المؤتمر، ان «حاجزا مؤلفا من ثمانية عناصر بالزي العسكري بينهم ضابط، نصب على مدخل المقر».
واضاف ان كل صحافي «كان يهم بالدخول اوقف وقيل له انه لا يملك تصريحا اعلاميا لمتابعة هذا النشاط، على رغم ان الصحافيين جميعا مصرحون من وزارة الاعلام».
وتابع ان «كل شخص من قبلنا يحمل حقيبة اوقف للتفتيش واذا وجدت معه كاميرا او كومبيوتر محمول، كان يمنع من الدخول»، مؤكدا ان هذه الخطوة «سلوك جديد وهو سلوك مدان بالطبع».
واشار الى ان معارضة الداخل «كانت تعقد مؤتمراتها الصحافية من دون ان يتعرض لنا احد» منذ اندلاع النزاع منتصف آذار/مارس 2011.
وهدف المؤتمر الى عرض مذكرة تفاهم بين الهيئة والجبهة التي تضم قوى معارضة شاركت في الحكومة السورية، ابرزها نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل الذي اعفي من منصبه في تشرين الاول/اكتوبر 2013.
وقال عكاش «تقديرنا ان مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها تمثل تغييرا من قبل «جبهة التغيير والتحرير» التي (…) انتقلت عمليا الى المعارضة من خارج النظام وهذا بالنسبة له امر مزعج».
وتتضمن المذكرة التي نشرتها الهيئة تفاهمات ابرزها «الحفاظ على وحدة سوريا» و»رفض اي تدخل عسكري خارجي» و»نبذ العنف بكل اشكاله (…) واوهام الحل العسكري»و»مواجهة خطر ارهاب المجموعات الاصولية التكفيرية».
وبعد اكثر من ثلاثة اعوام على اندلاعه، بات النزاع السوري الذي اودى بأكثر من 170 الف شخص، متشعبا ومتعدد الجبهات، لا سيما مع تصاعد نفوذ تنظيم «الدولة الاسلامية» الجهادي وسيطرته على مناطق واسعة في شمالي البلاد وشرقها، تزامنا مع اتساع مناطق سيطرته في العراق.

سوريا تستقبل ألف أسرة عراقية مهجرة من جبل سنجار
دمشق- (أ ف ب): استقبلت السلطات السورية نحو ألف عائلة عراقية نزحت عن جبل سنجار الموطن الرئيسي للاقلية الايزيدية في شمال غرب العراق اثر سيطرة مقاتلي “الدولة الاسلامية” عليه مطلع اب/ اغسطس الى سوريا التي تشهدا نزاعا منذ نحو اربعين شهرا.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط “انه تم تأمين مجمع في منطقة المالكية بمحافظة الحسكة (600 كلم شمال شرق دمشق) لايواء نحو الف اسرة عراقية مهجرة من جبل سنجار جراء الارهاب الذي يمارسه تنظيم ما يسمى (دولة العراق والشام) الارهابي”.

وطالبت الوزيرة برنامج الأغذية العالمي “بزيادة المخصصات الاغاثية المقدمة الى محافظة الحسكة عبر الجسر الجوي ليصار الى تلبية الاحتياجات المطلوبة والمتزايدة في المحافظة”.

وأكدت شماط حرص الوزارة على “تقديم المساعدات الاغاثية الى جميع الاسر السورية والعراقية على السواء المتضررة جراء اعتداءات التنظيمات الارهابية المسلحة”.

وافادت الوكالة عن توافد عدد كبير من الاسر العراقية الى مناطق محافظة الحسكة حيث “تم وضعهم في مدارس وتامين بعض المستلزمات الضرورية لهم، كما تم نصب نحو 700 خيمة في عين الخضراء بالمالكية لهذه الغاية”.

ونزح أكثر من عشرين الف شخص من الايزيديين العراقيين، اغلبهم نساء واطفال، عن موطنهم الاصلي في جبل سنجار في شمال غرب العراق، بعد ان سيطر مقاتلو “الدولة الاسلامية” في الثالث من الشهر الحالي، على مدينة سنجار. وتشن القوات الاميركية ضربات منذ الخميس على معاقل “الدولة الاسلامية” في شمال العراق.

ويسعى التنظيم إلى اقامة “دولته” على المنطقة الممتدة من الرقة شمالا إلى الحدود السورية العراقية في الشرق حيث كثف عملياته ضد القوات النظامية السورية واستولى على مواقع عسكرية في شمال وشرق البلاد.

علويون يطلقون “صرخة” ضد الأسد: الكرسي لك والتوابيت لأولادنا
علاء وليد- الأناضول: أطلق ناشطون من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد، حملة ضد بقاء الأخير في الحكم واستنزاف أبناء الطائفة في حرب الدفاع عنه المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.

وعلى صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، عرضت تنسيقية “صرخة”، اليوم الثلاثاء، عشرات الصور لمنشورات ورقية معارضة للأسد تم توزيعها في عدد من شوارع وساحات مدينة طرطوس الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط غربي سوريا والتي تعد المعقل الأكبر للطائفية العلوية في البلاد.

وحملت تلك المنشورات التي رفع بعضها أشخاص لم يظهروا وجوههم في الصور المعروضة عبارات مثل “الكرسي لك (الأسد) والتوابيت لأولادنا!” و”الشارع بدو(يريد) يعيش”، “حتى البحر تعب و بدو يعيش بسلام” و”صرخة ضد القتل والدمار والطائفية”.

وفي تصريح لوكالة “الأناضول”، قال سالم الطرطوسي أحد المشرفين على الصفحة التي أنشئت قبل نحو 3 أشهر، إن الحملة تدعم الثورة السورية ضد بشار الأسد وتؤيد استمرارها وترفض الحرب الطائفية والقتل والدمار، في سبيل بقاء قلة قليلة من النظام على كراسي الحكم وفي مقدمتهم بشار الأسد، بينما أبناء الطائفة العلوية هم من يدفعون الثمن.

وأشار الطرطوسي الذي اتخذ من هذا اللقب الوهمي اسماً على شبكات التواصل الاجتماعي، خوفاً من ملاحقة وعقاب قوات الأمن، إلى أن نحو 330 ألف عنصر من جيش النظام والميليشيات التي شكلت مؤخراً لدعمه تحت اسم “جيش الدفاع الوطني” قتلوا بينهم 60 ألف ضابط خلال سنوات الصراع، لافتاً إلى أن أكثر من ثلث هؤلاء من الطائفة العلوية التي لا يتعدى عددها 11% من عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5، بحسب إحصاءات رسمية.

ولفت المشرف إلى أن حملة “صرخة” المستمرة منذ أسابيع، ليست الأولى في مناطق سيطرة النظام بل سبقها عدد من الحملات المشابهة في منطقة الساحل والعاصمة دمشق، إلا أن أثرها لم يظهر بشكل كبير كون الساحل السوري ودمشق عموماً تحكم قوات أمن النظام وشبيحته قبضتهم الأمنية عليها.

وتتزايد حالة من الاحتقان لدى مؤيدين للأسد، خاصة مع ارتفاع الخسائر في صفوف الجيش النظامي وجيش الدفاع الوطني والميليشيات المسلحة الموالية، ووصول تلك الخسائر إلى مستويات قياسية خلال الشهرين الماضيين.

ولم تشهد منطقة الساحل عموماً التي تضم محافظتي “اللاذقية وطرطوس″ ذات الغالبية العلوية، أحداثاً أمنية كبيرة خلال سنوات الثورة، باستثناء معركة “الساحل” التي أطلقتها فصائل إسلامية وأخرى في الجيش الحر مارس/آذار الماضي، واستهدفت مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.

واستطاعت قوات المعارضة خلال المعركة المذكورة السيطرة على مدينة “كسب” الاستراتيجية شمالي اللاذقية، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل “السمرا” أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها، قبل أن تتمكن قوات النظام من استعادتها بعد أسابيع.

ومنذ مارس/ آذار 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم نظام بشار الاسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران بالشكل الرئيس.

وتقول إحصائيات للأمم المتحدة إن نحو 10 ملايين سوري من أصل عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5 مليوناً، نزحوا عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقتل فيه أكثر من 150 ألفاً، بحسب منظمات حقوقية سورية معارضة.

صعود البغدادي مرتبط بسياسات الغزو الأمريكي أكثر من الأزمة السورية
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: اتهمت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمسؤولية عن تقدم قوى الإسلاميين في العراق وسوريا لرفضه الاستماع لنصائحها ومدير الاستخبارات السابق دعم المعارضة السورية.
وقالت المسؤولة السابقة التي تخوض حملة إعلامية تحضيرا للسباق الرئاسي في عام 2016 «تحتاج الأمم العظيمة للمبادئ المنظمة وفكرة «لا ترتكب حماقة» ليست مبدأ منظما».
واستخدمت كلينتون لغة حادة في الهجوم على الرئيس وسياسته من سوريا والعراق، مما يزيد من الهجمات عليه خاصة بعد أن أمر بعملية جوية محدودة ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ولمنعهم كما قال من التقدم نحو إربيل عاصمة إقليم كردستان.
وترى كلينتون أن «فشل» السياسة الأمريكية نابع من قرار الوقوف موقف المتفرج خلال الوجه الأول من وجوه الحرب الأهلية السورية.
وقالت «ساعد الفشل على بناء قوة قتالية فعالة من الأشخاص الذين بدأوا الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسدـ وكانوا إسلاميين وعلمانيين وكانوا أشخاصا معتدلين والفشل في فعل هذا ادى لفراغ ملأه الجهاديون». وكما كتبت في مذكراتها «خيارات صعبة» فإنها كانت تدعو من داخل الإدارة لمساعدة المقاتيلين السوريين.
ويقول داعموا موقفها إن ما دعت إليه أثبتت صحته الاحداث الأخيرة. ويقول جيفري غولدبيرغ الذي أجرى المقابلة معها إن معسكر كلينتون يتوقعون قيامها في وقت قريب بتحديد مواقفها والابتعاد عن الرئيس أوباما الذي يعاني من تدن في شعبيته، حيث وضعته بعض الاستطلاعات بأنه الأدنى شعبية منذ الحرب العالمية الثانية. ولاحظ غودلبيرغ هذه النزعة طوال حديثه معها، واشتف من كلامها أنها ستترشح للانتخابات مع أن عباراتها في هذا الصدد كانت غامضة.
ورغم أنها عبرت عن تعاطف وإعجاب بالرئيس «الخارق الذكاء» وتفهمت الظروف الصعبة التي يواجهها إلا أنها وجدت مدخله للسياسة الخارجية مبالغا في الحذر. وقالت إن أمريكا بحاجة لقائد يجعل منها قوة لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق الخير العالمي.
واعترفت أن أوباما في حذره ومحاولته تجنب فعل حماقات مثل سلفه «كان يحاول التواصل مع الشعب الأمريكي من أنه لن يقدم على ارتكاب أفعال جنونية» لكنها أكدت أن الولايات المتحدة ونظرا لسياسة أوباما بدت وكأنها قد انسحبت من المسرح الدولي.
وقالت «عندما تنحني وتتمترس وتتراجع فإنك لن تتخذ القرار المناسب مثلما تتخذه عندما تدفع نفسك وبقوة وبحزم للأمام».
وعندما سألها إن كانت ستترشح للرئاسة قالت إنها «تبحث في الأمر ومن أكثر من طريقة».

مكافحة الشيوعية والإسلامية

وتعتقد أن قوة وتوسع وتصميم الإرهاب الإسلامي يتطلب من الولايات المتحدة تطوير استراتيجة شاملة لمواجهتها، وقارنت الكفاح ضد الإرهاب الإسلامي بالحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضد الإتحاد السوفييتي السابق «أحد من الأسباب التي تجعلني أشعر بالقلق لما يجري في الشرق الأوسط حاليا هي قدرة الجهاديين التي يمكن أن تؤثر على أوروبا والولايات المتحدة»، مضيفة أن «الجماعات الجهادية تسيطر على مناطق، ولن يبقوا فيها مع أنهم مندفعون للتوسع، وما يدفعهم هو عداؤهم للغرب والصليبيين، كيف يمكننا احتواؤهم، وأنا أفكر كثيرا حول الإحتواء، الردع والهزيمة».
مضيفة أن الغرب لعب دورا مهما في احتواء الإتحاد السوفييتي «ولكننا ارتكبنا الكثير من الأخطاء، فقد دعمنا رجالا أشرارا، وفعلنا أشياء لسنا فخورين بها في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، لكن كانت لدينا سياسة شاملة حول ما يجب علينا فعله وهو ما قاد لهزيمة الإتحاد السوفييتي وانهيار الشيوعية، كان هذا هدفنا وهو ما قمنا بتحقيقه» وهو ما يفتقده أوباما فيما يتعلق بمواجهة التهديد الإسلامي.

غزة

وبعيدا عن هذا دافعت كلينتون دفاعا حارا عن اسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وقالت «أعتقد أن إسرائيل فعلت ما كان عليها أن تفعله للرد على الصواريخ»، و»لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، فالخطوات التي اتخذتها حماس لوضع الصواريخ في الأنفاق ووضع منشآت القيادة والتحكم في المناطق المدنية عقد من مهمة إسرائيل».
وعندما سألها إن كانت إسرائيل فعلت ما يجب لتجنب قتل المدنيين أجابت « كما نحاول في الولايات المتحدة ان نكون حذرين قدر الإمكان في تجنب المدنيين»، لكن هذا لا يعني عدم ارتكاب اخطاء «لقد ارتكبناها، ولا أعرف أمة مهما كانت قيمها لم ترتكب أخطاء ولكن المسؤولية في النهاية تتحملها حماس».
وذهبت بعيدا للقول «من الصعوبة التعرف على ما حدث من خلال غبار الحرب، فبعض التقارير تقول إنه المدرسة التي قصفت لم تكن بالضبط تابعة للأمم المتحدة، ولكن هناك مبنى تابعا لها كانوا يطلقون منه الصواريخ، وأعتقد كما هو الحال فالشعور بالغضب الذي تشعر به بسبب التغطية، وصور النساء والأطفال يجعل من الصعوبة التوصل للحقيقة». وأضافت «لا شك لدي ان حماس هي التي بدأت بالحرب.. وعليه فالمسؤولية الكبرى تقع على عاتق حماس والقرار الذي اتخذته».

الموقف الدولي

وعندما سألها عن الموقف الدولي من الحرب على غزة كانت سريعة بربطه بالمشاعر المعادية للسامية كعامل رئيسي في انتقاد إسرائيل «من المدهش أن هناك أكثر من 170.000 سوري قتلوا في سوريا، ولديك كتائب روسية تحشد، حيث قامت روسيا بضم أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة… لكن رد الفعل ضد إسرائيل مع أن لها الحق في الدفاع عن النفس وطريقة الدفاع عن النفس، هذا الرد لم يكن عادلا».
ومضت للقول «لا يمكنك استبعاد العداء للسامية خاصة في ضوء ما يجري في أوروبا اليوم، فهناك مظاهرات ضد إسرائيل أكثر من تلك التي نظمت احتجاجا على ضم روسيا أجزاء من اوكرانيا أو إطلاق النار على طائرة ركاب مدنية (الطائرة الماليزية)، مما يعني ان هناك شيئا آخر غير ما تراه معروضا على شاشات التلفاز».
كما تحمل كلينتون حماس طريقة «إدارة النزاع»، «ما تراه هو ما يقدمه الصحافيون الغربيون الذين تدعوهم حماس لتغطية الحرب في غزة، وهي مشكلة علاقات عامة قديمة تعاني منها إسرائيل.
نعم هناك عداء جوهري كبير ومعاداة للسامية ضد إسرائيل لأنها دولة قوية وقوة عسكرية فاعلة، فيما تصور حماس نفسها على أنها المدافعة عن حقوق الفلسطينيين وحقهم في دولتهم، وعليه فمعركة العلاقات العامة عادة ما تعمل ضد إسرائيل».

الدفاع عن نتنياهو

وعلى ما يبدو فكلينتون تلمح لمعارضتها للطريقة التي انتقدت فيها الإدارة الامريكية نتنياهو الذي قال إن صعود التطرف الإسلامي في الشرق الأوسط يعني أن إسرائيل لن تنسحب من الضفة الغربية في المستقبل القريب.
وتقول «لو كنت رئيس وزراء إسرائيل فستكون محقا، وأتوقع أن اسيطر على الأمن لأنني حتى لو كنت أتعامل مع عباس الذي يبلغ من العمر 79 عاما وأعضاء فتح الآخرين، الذي يتمتعون بمستوى من المعيشة جيد، ويحصلون على المال من كل شيء لكن هذا لا يحمي إسرائيل من تدفق حماس أو الهجمات الحدودية من أي مكان، والوضع الحالي في العراق وسوريا فهذا يعني تهديدا كبيرا، وعليه فنتنياهو لا يمكنه عمل هذا وضميره مرتاح».
وربطت كلينتون حرب غزة مع ما تراه محاولة حماس للرد على الأوضاع التي جرت في مصر من إطاحة نظام محمد مرسي «فقد وجدت نفسها بالزاوية ولهذا لم أفاجأ من قيام حماس باستفزاز هجوم آخر».

المشكلة الشريرة

وتتمسك كلينتون بموقفها من ناحية فشل الولايات المتحدة دعم جماعات معينة من المعارضة السورية وتسليحها لما كان الوضع كما هو الآن.
مع أنها خصصت في مذكراتها فصلا لسوريا تحت عنوان «مشكلة شريرة» وفيه أشارت لاقتراحات روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا. وترى لو تم فعل هذا لكان للولايات المتحدة القدرة على معرفة ما يجري على الأرض من خلال الجماعات التي دربتها أمريكا ولساعدت هذه الجهود المعارضة السياسية في خارج سوريا، مشيرة إلى ان المعارضة في الخارج كانت تعاني من مشاكل بسبب الخلاف بين الداخل والخارج. وما حدث في النهاية هو أن الرجال الذين يملكون البنادق هم من فاز بالساحة. وعلى ما يبدو فكلينتون تربط صعود الدولة الإسلامية بسوريا لكنها تنسى أن جذورها تعود إلى السياسات الأمريكية في العراق وغزوه عام 2003.
وتقدم صحيفة «نيويورك تايمز» مثالا عن هذا في شخصية زعيم داعش أبو بكر البغدادي الذي اعتقله الأمريكيون في عام 2004 عندما داهموا الفلوجة، وكان في ذلك الوقت في الثلاثين من عمره ونقلوه إلى كامب بوكا، وسجل تحت اسم إبراهيم عواد إبراهيم البدري، وأصبح العالم اليوم يعرف هذه الشخصية الثانوية في الجهاد العراقي باسم أبو بكر البغدادي ألذي نصب نفسه في حزيران/يونيو خليفة للمسلمين.
وينقل التقرير عن مسؤول في البنتاغون «كان بلطجيا عندما اعتقلناه عام 2004». ومن «الصعب تخيل ما سيحدث ولو كان عندنا بلورة للتنبؤ بالمستقبل وأنه سيصبح قائدا لداعش».
وترى الصحيفة أن تطور البغدادي قد تشكل في مرحلة من مراحله بالدور الأمريكي في العراق، وكل التحولات السياسية التي دفعت به ليكون في المقدمة كان نتيجة للتدخل الأمريكي في العراق.
فقد وعد البغدادي على ما يبدو أتباعه بأنهم سيواجهون الولايات المتحدة مباشرة، وهذا ما يجري حاليا بعد قرار الرئيس أوباما توجيه ضربات لمقاتلي الدولة الإسلامية. ولكن صعود البغدادي لم يكن من خلال السلك العسكري في القاعدة بقدر ما كان مرتبطا بدراسته الدينية. وهو في الأربعينات من عمره اليوم، ورغم صعوده على المسرح السياسي الدولي لا يزال لغزا محيرا للكثيرين.
وفي الوقت الذي كرس الأمريكيون فرقا لمتابعته والبحث عنه والتنقيب في حياته وتحليل ما هو متوفر عنه من معلومات إلا أن واشنطن لم تحقق نجاحا وبالضرورة العراقيين.

الظهور الأول

وكان ظهوره في المسجد النوري في الموصل الأول حيث تعرف العالم على هذه الشخصية، وما هو معروف عنه هو حصوله على درجة الدكتوراة في العلوم الشرعية وأنه سليل عائلة تنتسب للدوحة النبوية وخارج هذا فكل المعلومات عنه تدخل في منطقة الغموض والتخبط.
وفي الوقت الذي تقول فيه البنتاغون إن البغدادي اطلق سراحه من المعتقل الأمريكي في نفس العام إلا أن هشام الهاشمي الذي بحث في حياته بناء على طلب من المخابرات العراقية توصل إلى أن البغدادي قضى في السجن 5 أعوام.
ويقول الهاشمي إن البغدادي ينحدر من عائلة مزارعة فقيرة ذات نزعة صوفية، وعندما جاء لبغداد في بداية التسعينات من القرن الماضي بدأت ملامح التشدد تظهر عليه.
ومع بداية المقاومة العراقية ضد الأمريكيين بعد الإطاحة بصدام حسين، برز أبو مصعب الزرقاوي كزعيم للقاعدة أقسم الولاء لزعيمها أسامة بن لادن، ولا يعرف المنصب الذي احتله البغدادي في ظل الزرقاوي.
ويقول مسؤول سابق في المخابرات المركزية الأمريكية ويعمل حاليا في معهد بروكينغز إن البغدادي سافر لأفغانستان وعمل مع الزرقاوي هناك.
ولكن مسؤولين آخرين لا يعتقدون أنه غادر العراق في حياته أبدا فضلا عن سفره لأفغانستان. وبعد مقتل الزرقاوي عام 2006 ركزت الولايات المتحدة جهودها على التخلص من القاعدة وفي السنوات الأخيرة للوجود الأمريكي في العراق قتل الأمريكيون عام 2010 زعيمي القاعدة وذلك في غارة على تكريت، وبعد شهر منها ظهر بيان من القاعدة بتعيين البغدادي مما جعله الأول على قائمة المطلوبين من الولايات المتحدة.
وكانت حظوظ البغدادي في النجاح قاتمة فبحسب تقرير أعده مركز «ستراتفور» للخدمات الأمنية عام 2010 في محاولة لتحليل هذه المجموعة فقد توصل إلى ان المستقبل قاتم. وأشار التقرير إلى المجموعة باسم «الدولة الإسلامية في العراق» وهو اسم تنظيم القاعدة في العراق.
ويربط التقرير بين أزمة القاعدة في العراق والفرصة التي منحتها الانتفاضة السورية للتنظيم، وهو ما أدى بكلينتون وعدد من النواب في الكونغرس لتحميل أوباما مسؤولية صعود القاعدة ، بالانسحاب من العراق بدون ترك قوات لمساعدة الجيش العراقي، وبتردده في دعم المعارضة السورية.
ورغم كل هذا فالبغدادي يظل عراقيا وملتزما بالهم العراقي وصهرته الحرب في بلاده ونشأ في أتون الغزو الأمريكي. واستفاد البغدادي كما يقول المحللون من حالة الحنق التي أصابت السنة بعد الإطاحة بصدام، وعندما تولى إدارة التنظيم عين كما يقول مسؤولون عراقيون، جنرالا في الجيش السابق اسمه الحاج بكر، قائدا عسكريا للتنظيم، وقتل الحاج بكر العام الماضي في سوريا على ما يعتقد البعض.
وقد انتقد البغدادي في أوساط الجهاديين لاعتماده على الضباط البعثيين لكن نجاحاته العسكرية اسكتت الناقدين.
ويقول بريان فيشمان من «نيو أمريكان فاونديشن» ان البغدادي يتمتع بمصداقية لأنه يدير نصف سوريا ونصف العراق».

صراع على شرعية المحاكم بين «النصرة» و«الجيش الحر» في درعا السورية
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» أخلت الهيئة الشرعية في الريف الغربي لدرعا جنوب سوريا مسؤوليتها في قضية اعتــــقال قائد لواء الحرمين والقيادي في الجيش الحر شريف الصفوري، الذي اعتقلته جبهة النصرة مؤخرا مبـــررة اعتقالها هذا بأنه احتكام لأوامر محكمة «الكوبرا» الخاضعة للنصرة.
فيما أشار ناشطون إلى أن هذا التصرف يعني تورط الجبهة في عملية الاعتقال دون خلفية قضائية.
وبحسب بيان أصدرته المحكمة حصلنا على نسخة منه، إننا «نخلي مسؤوليتنا من عملية الاعتقال، حيث لم نوجه أي شكوى بخصوص الصفوري، وبناء عليه فلا تتم مراجعة المحكمة في هذا الموضوع».
واعتبر ناشطون ميدانيون بأن عملية الاعتقال التي نفذتها النصرة لقائد اللواء، والتي تبعتها مصادرة لأسلحة لواء الحرمين بعد اقتحامه دون وجه حق، اعتبروا تصرف النصرة تصرفا منفردا، ويصل إلى حد السطو المسلح ، طالما أنه بدون خلفية قضائية وشرعية، وبحسب الكثير من هؤلاء الناشطين فإن هذه العملية تعري جبهة النصرة وتصرفاتها.
من جهته قال الناشط الإعلامي معاوية الزعبي إن عمليات الاعتقال التي تنفذها النصرة ممثلة بمحكمة «الكوبرا» غير مجمع عليها بحوران في الأساس، واستنادا على ذلك فإن عمليات الاعتقال التي تقوم بها يشوبها بعض اللبس، وخصوصا فيما يتعلق بقضية قائد لواء الحرمين شريف الصفوري.
وعن موقف الناشطين من عمليات الاعتقال هذه والسبيل لوقفها يقول الزعبي «برأيي نحتاج لمثل هذه المحكمة، ولكن ينقصها الغجماع من كل الفصائل على الأرض، و حتى تنال هذه المحكمة الاجماع لابد من أن تتمتع بالشفافية والمساواة في الأحكام».
ويضيف الزعبي، إن الناشطين حينما اعتقل زميلهم «ملهم الكايد» لدى النصرة إثر إشكال بسيط أثروا على المحكمة، واستطاعوا من خلال الضغط المكثف عليها، من إطلاق سراحه، حيث تجاوبت المحكمة معهم حينما وجدتهم يدا واحدة».
ويؤكد الزعبي بأن تعدد المحاكم، وخشية الصدام مع أي منها، يؤثر على طبيعة عملها، ولذلك فإن السبيل الوحيد لحل هكذا معضلات هو توحد المحاكم والهيئات القضائية، لوقف العشوائية في اتخاذ القرار، ولإيجاد مرجعيه موحدة للمحكمة.
الجدير بالذكر بأن غالبية القوى التنفيذية في «محكمة الكوبرا» من العناصر المنتمين للنصرة، وتتنافس الكوبرا مع «محكمة غرز» التي تتبع بشكل كامل للجيش الحر، والتي ينتقدها ناشطو درعا لضعف أدائها، وعدم قدرتها على البت في الأمور الحساسة نتيجة المحسوبية داخل المحكمة.
وفي الوقت نفسه يرى ناشطون آخرون، أن محكمة غرز تعد رغم جميع سلبياتها، أفضل بألف مرة من محكمة الكوبرا، التي تعتبر بالنسبة إليهم شبيهة بأفرع مخابرات النظام السوري، حيث أن الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، بحسب وصفهم و ذلك لتكتم «الكوبرا» الشديد على القضايا و المعتقلين.

السوريون يحتفلون بفوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية
محمد إقبال بلّو
انطاكيا ـ «القدس العربي» : ملأت أجواء البهجة والفرح قلوب السوريين لدى إعلان الحكومة التركيا فوز رجب طيب أردوغان برئاسة البلاد وتفوقه على منافسيه بنسبة عالية، حيث تبادل السوريون التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، إذ شعروا أن إعادة انتخاب رئيس الوزراء السابق كرئيس للبلاد نقطة هامة تصب في صالح السوريين، وخاصة الذين يقيمون في مدن وبلدات تركيا.
ورغم التزام السوريين المقيمين في تركيا بيوتهم يوم الأحد، وفقاً للتعليمات التي صدرت عن الداخلية التركية خشية حدوث أي نزاع أو احتكاك سلبي بين السوريين المؤيدين لأردوغان، وبين شبان من المعارضة التركية، إلا أنهم خرجوا إلى شوارع المدن التركية للاحتفال مع مؤيدي الرئيس رجب طيب أردوغان في الشوارع والأماكن العامة.
بينما أكد ناشطون من حلب شمال سورية، تلك المدينة القريبة من الحدود التركية أن العديد من أحيائها الخارجة عن سيطرة النظام السوري شهدت مظاهرات تعبر عن سعادة الحلبيين بفوز أردوغان، والذي اعتبره السوريون صاحب موقف مشرف بالنسبة للقضية السورية ودعمه الدائم للثورة.
فيما يبدو أن أردوغان شعر بهذه الفرحة وعرف ما يعنيه بالنسبة للسوريين، أكد في خطابه الذي ألقاه في أنقرة بعد صدور نتائج الانتخابات التي جعلت منه رئيساً للبلاد، أن انتصاره في هذه الانتخابات ليس انتصاراً للأتراك فقط بل هو «نصر لدمشق وحلب وحمص وغزة ورام الله» إذ عرف الرئيس المنتخب قربه من شعوب تلك المدن التي ذكرها، وأدرك أن مواقفه تجاههم لا بد أنها موضع تقدير لديهم. كما أن صفحات الثورة السورية على فيسبوك ومواقعها الإخبارية على تنوع وجهاتها، أعطت مساحة كبيرة لصور رجب طيب أردوغان، إذ لم يخل أي موقع سوري أو صفحة لناشطين ثوريين من صوره مع كل خبر عن الانتخابات، بل تتبعت كل المواقع السورية سير العملية الانتخابية باهتمام بالغ، ومن ثم عملية فرز الأصوات، وكانت قلوب الجميع تخفق فرحاً مع كل تقدم لأردوغان أثناء الفرز، ووثقوا النتائج الأولية في كل مرة يعلن عن نسبة ما تم فرزه من الأصوات ونسبة الأصوات التي حصدها.
وتحدث ناشطون عن سبب موقفهم الإيجابي والمساند لأردوغان في حملته الانتخابية، حيث قالت الناشطة مجد نبهان «من الطبيعي أن نحب رجب طيب أردوغان كسوريين، فهل هنالك من وقف مع ثورتنا كما وقف هو؟ وهل من دولة فتحت ذراعيها للسوريين كما فتحت ذراعيها تركيا؟ لا بد لنا من أن نسعد بفوزه لاسيما أن معارضيه كانوا يعدون أنصارهم أن يقوموا بطردنا في حال نجاحهم وفوزهم على أردوغان».
وأضافت «في تركيا نعيش جميعاً كأي مواطن تركي، فلدينا التأمين الصحي ولدينا حق افتتاح مدارس لتعليم أبنائنا، كما نتمتع بحق التجول في المدن التركية والعمل وكل الحقوق التي يمتلكها الأتراك، هل توجد دولة في العالم سمحت للسوريين بالدخول إلى أراضيها حتى في حال انتهاء صلاحية جوازات سفرهم؟ كل هذا يجعلنا نسعد بنجاح من وقف إلى جانبنا وساندنا ونحن في أسوأ ظرف مر على السوريين بالمطلق».
يذكر أن أردوغان صرح تصريحات عديدة ضد النظام السوري، ووصفه بشتى الأوصاف التي تعبر عن مجازره التي نفذها بحق الشعب السوري، وحضر الكثير من السوريين خطابه الذي ألقاه في أنطاكية ضمن برنامج حملته الانتخابية منذ أسابيع، حيث طالب أهالي إقليم هاتاي الذين يؤيد معظمهم نظام بشارالأسد بالوقوف ضده، وسألهم مستنكراً «كيف تقبلون أن تقفوا إلى جانب القاتل؟ لا يجوز أن تقفوا في صفه لأنه فقط من طائفتكم، لقد قتل مئة وخمسين ألف سوري».

توقف عمل الجمعيات الإغاثية داخل حي الوعر في حمص بسبب الحصار.. والنظام يبيع المساعدات في الحي
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي» أعلنت الجمعيات الإغاثية العاملة داخل حي الوعر في مدينة حمص السورية عن توقف عملها داخل الحي بسبب الحصار الذي تفـــرضة قـــوات النــــظام على الحي منذ 8 أشهر متتالية، بالإضافة إلى منعـــه دخول سيارات المساعدات الأممــية وسيارات الهلال الأحمر إلى داخل الحي، فيما قال ناشطون إن المســـاعدات التي سمح النظام بدخولها إلى الحـــي مؤخرا تم بيعها في الحي من قبل القائم على دخول سيارات المساعدات.
وقال الناشط محمد الحميد : إن جمعيات أهلية كانت أعلنت خلال فترات سابقة توقفها عن الإغاثة، كجمعية «أهل الخير» وجمعية «البر»، التي تعطل عملهم داخل الحي منذ 6 أشهر، بسبب معوقات فرضها النظام السوري
وبعد تحول حي الوعر إلى ملجأ لمئات النازحين من أحياء المدينة والريف الحمصي على حد سواء، عملت مجموعة كبيرة من الجمعيات ذات الأهمية الإغاثية في محافظة حمص، بشكل متواصل داخل الحي، في محاولة لتأمين بعض من أهم أساسيات الحياة، بحسب ما تحدث به الناشط الإعلامي محمد الحميد.
بدوره، قال الناشط من حي الوعر بيبرس التلاوي، إن السيارات الغذائية التي دخلت حي الوعر في الفترة السابقة، وتم تصوريها على أنها مساعدات للأهالي، لقد تم بيعها للمدنيين واستلام ثمنها من قبل القائمين على دخول السيارات، في الوقت الذي تنعدم فيه القدرة الشرائية لدى سكان الحي بسبب التوقف عن العمل خلال فترة الحرب الدائرة في البلاد والحصار المطبق على الحي لما يزيد عن عام.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الناطقة باسم النظام السوري «سانا» نشرت، أحداث ومجريات إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية إلى المدنيين في حي الوعر، بالتزامن مع ما بثته قناة «سما» الفضائية الناطقة باسم النظام أيضا من فيديوهات عن استئناف عمليات إدخال المساعدات الإغاثية المتتالية، كمساعدة إنسانية للحي، مشيرة إلى أن ما اسمته «المجموعات الإرهابية المسلحة» تمنع الأهالي من ممارسة حياتهم الطبيعية.
وكان النظام السوري أعلن أن أجواء التهدئة التي يعيشها الحي ساعدت على استئناف دخول المواد الأساسية إليه وإن قوافل المساعدات مستمرة مع استمرار أجواء التهدئة في الحي.
ويشتهر حي الوعر لدى أواسط أهالي حمص بحي النازحين نسبة لنزوح أغلب المتضررين إليه جراء قصف جيش النظام على أحياء حمص القديمة والخالدية، وريف محافظة حمص، ليرتفع عدد قاطنيه لأكثر من 300 ألف نسمة في أقل التقديرات.
وتعود محاولات التهدئة إلى 16 أيار/مايو الماضي، حيث دخل ممثلو النظام مع لجنة من أهالي الحي للتفاوض.
ومنع عن الحي المحاصر إدخال كافة أنواع المواد الطبية أو الإغاثـــية أو المحروقات فضلا عن قطع الكهرباء طيلة فترة الحصار، ليتهاون بعدها نظام الأسد في تطبيق الحصار مع بدء تنفيذ اتفاق إخراج المحاصرين من حمــص القديمة حيز التنفيذ في شهر أيار/مايو الماضي بحسب الناشط الإعلامي محمد الحميد.

دورٌ أميركيّ في تكليف العبادي رئاسة حكومة العراق
واشنطن ــ منير الماوري
بدأت الحقائق تتسرّب عن كيفية تكليف، حيدر العبادي، تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. فقد كشف صحافي أميركي بارز، أن إدارة الرئيس، باراك أوباما، كان لها دور فعّال في إيصال العبادي إلى القيادة في العراق، بالرغم من إدراكها أنه لن يكون أداة طيّعة في يدها. كما أن “فعل” الإدارة الأميركية، يتناقض مع ما يردده أوباما، وكبار المسؤولين الأميركيين، من أن مسألة اختيار من يقود العراق، هو حقّ حصريّ للشعب العراقي، وأن الإدارة الأميركية لن تنوب عن العراقيين في تحديد خياراتهم.

وجاء في تقرير للصحافي، إيلي ليك، على موقع “ذي ديلي بيست”، أن “أوباما ظلّ صادقاً في هذا الالتزام، ونأى بنفسه عن تفاصيل الشأن العراقي، حتى شهر يونيو/ حزيران الماضي، حين استولى مسلّحو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، على الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، فكان الاستيلاء، نقطة تحوّل في سياسة أوباما، اللامبالية في شأن العراق”.

وأوضح التقرير أن أوباما أصدر توجيهاته، أواخر شهر مايو/أيار الماضي، إلى المسؤولين الدبلوماسيين الأميركيين في واشنطن وبغداد، بـ”التسوّق”، لإيجاد بديل لرئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي. ووفقاً لليك، فإن “فترة التسوّق لم تطل، كون الدبلوماسيين الأميركيين دعموا العبادي بصمت، منذ حوالى 40 يوماً”.

وذكر التقرير أن “نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون العراق وإيران، بيرت ماكغورك، والسفير الأميركي في العراق، روبرت بيكروفت، لعبا دوراً محورياً في إقناع السياسيين العراقيين، خلف الأبواب الموصدة، بتمهيد الطريق للعبادي”.

وضرب الكاتب مثالاً على ذلك، بما جرى في منتصف الشهر الماضي، عند التنافس على منصب النائب الأول لرئيس البرلمان، ولفت الى أن “السفير الأميركي، طلب، شخصياً، من البرلماني العراقي، أحمد الجلبي، عدم ترشيح نفسه للمنصب، بالتوافق مع العديد من كبار الطائفة الشيعية، الذين طلبوا من الجلبي الأمر عينه”.

وعندما لم يستمع الجلبي للنصائح، فوجئ في الجولة الأولى بحصول العبادي، على 149 صوتاً، في مقابل 107 أصوات له، فترك الجولة الثانية للعبادي، الذي حقق فيها اكتساحاً سهلاً.

ولم يكن منصب نائب رئيس البرلمان، سوى خطوة أساسية للترقّي نحو المنصب الأهم، وهو ما تحقق مساء الأحد الماضي، حين حصل العبادي، على أغلبية أصوات التحالف الشيعي، الداعم سابقاً للمالكي.

وأقرّ الكاتب بأن “الدور الأميركي لصالح العبادي، لم يكن هو العامل الوحيد في إيصاله إلى أعلى سلم القيادة، وإنما كانت هناك عوامل محلية عدة، من بينها رسالة المرجع الشيعي، علي السيستاني، إلى المالكي، وطلبه منه عدم ترشيح نفسه لفترة ثالثة. وهي الرسالة التي ساهمت إلى حدّ كبير، في إقناع الكثير من أعضاء كتلة المالكي بالتخلي عنه”.

واستدرك ليك، قائلاً “لا يعني الدور الأميركي في إيصال العبادي، إلى منصب رئيس الحكومة، إطلاقاً، أن الرجل سيكون أداة طيّعة في يد واشنطن”.

وفي السياق، لفت مسؤول أميركي متابع للشأن العراقي إلى أن “العبادي ليس رجلنا، ولكنه ليس المالكي، بل هو شخص يمكننا العمل معه”.

وبرّر المسؤول الدعم الأميركي للعبادي، بأن “تقييم واشنطن لخلفية الرجل، تشير إلى أنه قادر على إشراك الجميع، وقادر كذلك على حكم العراق، والاهتمام بمصالح العراق، لا بمصالحه الضيّقة، كما كان الحال عليه مع سلفه”.

ومما يدعم صحة المعلومات التي أوردها موقع “ذي ديلي بيست”، مسارعة أوباما، بإعلان وقوف الولايات المتحدة إلى جانب العبادي، حتى أن الرئيس الأميركي، قطع جزءاً من إجازته التي يقضيها في جزيرة مارثاز فاينيارد، في ولاية ماساشوسيتس، ليقدّم للأميركيين، اسم رئيس وزراء العراق الجديد، في خطاب متلفز، كرّسه لقطع الطريق على المالكي، في مقاومة التغيير.

وأشار أوباما، إلى أنه اتصل، ونائبه جو بايدن، بالعبادي، لـ”تهنئته، وحثّه على تشكيل حكومة جديدة، في أسرع ما يمكن، كما تعهّدت له بدعمه، ودعم الرئيس فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، طالما أنهم يعملون سوياً على تشكيل الحكومة”.

وحثّ أوباما، في كلمته، بقية السياسيين العراقيين، على العمل سلمياً من خلال العملية السياسية، في الأيام القليلة المقبلة، معرباً عن تعاضده مع القيادة العراقية الجديدة، في المهمة الصعبة.
وجدّد تعهده بمساندتها، خصوصاً إذا “عملت على استعادة ثقة مواطنيها، وأشركت الجميع في العملية السياسية، واتخذت خطوات لإثبات تصميمها على تحقيق ذلك”.

وبخروج المالكي من الموقع الذي كان وجوده فيه، عقبة أمام التعاون الثنائي العراقي ــ الأميركي الكامل، فإن أوباما أصبح أكثر جهوزية من الناحية النفسية، لمساندة الحكومة العراقية المقبلة، على مواجهة التحديّات والتنسيق مع الدول العربية المجاورة للعراق، لمواجهة خطر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

كما أن إخراج المالكي، من السلطة، لم تكن في مثل صعوبة إخراج الرئيس الراحل، صدام حسين، ولكن تشبّث رئيس الوزراء المنتهية ولايته بالسلطة، لم يكن يقلّ درجة عن تشبّث حسين بها. ومن المفارقات، أن الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، أزاح صدام حسين، من السلطة بالقوة العسكرية، وبتكاليف مرهقة، في حين أن أوباما يزيح المالكي، من السلطة، بانقلاب دبلوماسي ناعم، وتكاليف تكاد لا تذكر.

لبنان: “النصرة” تريد حرية جمانة حميّد
بيروت ــ ثائر غندور
هل تذكرون جمانة حميّد؟ في فبراير/شباط الماضي، أوقف الجيش اللبناني سيارة فيها ثلاث نساء وتقودها جمانة، وتبيّن لاحقاً أن السيارة مفخخة. أطلق سراح السيدتان لاحقاً لعدم ثبوت تورطهما بالملف، وبقيت جمانة في السجن بسبب دورها في نقل سيارات مفخخة إلى بيروت وتسليمها لانتحاريين. كانت السيارات تصل من جرود القلمون إلى عرسال، ومنها تنقلها حميّد للانتحاريين.

حميّد، هي المطلب الأول لـ”جبهة النصرة” للمبادلة مع العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى “النصرة” وتنظيم “داعش”، الذي لا يزال يصرّ على إطلاق سراح أبو أحمد جمعة، قائد لواء فجر الإسلام الذي بايع “داعش” منذ ستة أسابيع. وصلت هذه المطالب إلى الوفد المفاوض الذي انتدبته هيئة العلماء المسلمين لإكمال المفاوضات بعد إصابة الشيخ سالم الرافعي، الذي ترأس الوفد، خلال دخوله إلى طرابلس. لكنها لم تُنقل بعد إلى السلطات اللبنانية. يسعى المفاوضون إلى الحصول على تنازلات من الجهات الخاطفة، خصوصاً لجهة إطلاق سراح حميّد، لأن هذا الأمر إذا ما حصل، قد يؤدي إلى إشكال كبير في لبنان.

المفاجأة الأخرى في عمليّة التفاوض، هي دخول المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، على خط التفاوض. دخول إبراهيم ليس جديداً، إذ إنه بدأ عمليّة التفاوض منذ اللحظة الأولى مع “أبو طلال”، وهو نائب جمعة. وبحسب ما نقل “أبو طلال” للوفد المفاوض، فإن إبراهيم قال له إنه على استعداد لإطلاق جمعة خلال 72 ساعة، مقابل إطلاق سراح العسكريين.

وتعود معرفة إبراهيم بهذه المجموعة إلى مرحلة معركة يبرود والمفاوضات على إطلاق سراح راهبات معلولة المخطوفات. وقاد إبراهيم هذه المفاوضات بنجاح، رغم الشرط الذي وضعه الخاطفون في الساعات الأخيرة وهو إطلاق سراح المواطنة العراقية سجى الدليمي وأطفالها، والتي تبيّن لاحقاً انها على صلة قرابة بأحد قياديي “داعش”.

مطالبة “النصرة” لإطلاق سراح حميّد، مضافاً إلى الخطوات التي قامت بها هذه الجبهة، في معارك عرسال يُثبت أنها النسخة الأكثر ذكاء من “القاعدة” حتى الآن، وهو ما يجعلها الأخطر. فإذا كان “داعش” النسخة الأكثر دمويّة، والذي لا يأبه لأوضاع المدنيين، وهو أمر تكرر في عرسال، وفي سورية والعراق، فإن “النصرة” هي النسخة الأكثر استفادةً من تجارب “القاعدة”. وفي إعادة قراءة هادئة لمعارك عرسال، لا بد من تسجيل النقاط الثلاث التالية:
1 ــ لم يكن الجيش اللبناني مستعداً لهكذا مواجهة. وتبين أن هناك نقصاً استخبارياً جدياً، أو أن هناك من يُريد أن يُخطف العسكريين؛ فرغم مناشدات أهالي عرسال لحواجز الجيش بأخذ الحذر، وإبلاغهم بأن المسلحين باتوا محيطين بهم، فإن أي إجراء لم يُتخذ، ولم تصل أي تعزيزات عسكرية رغم وجود فاصل من خمس ساعات بين اعتقال القيادي في “داعش”، أحمد جمعة وبدء الاشتباكات.

2 ــ أثبت “داعش” مجدداً، أن مصالحه تتقاطع أحياناً كثيرة مع مصالح النظام السوري، وأن الطرفين يُقدمان خدمات متبادلة. سلوك يُمارسه التنظيم، حتى يتمكّن من هذه المنطقة أو تلك. فمعركة عرسال وجهت ضربة قاسية لحرب العصابات التي كان مقاتلو القلمون (كتائب سورية معارضة وجبهة النصرة) يخوضونها ضد الجيش السوري وحزب الله.

3 ــ قدّمت النصرة لمن يُمكن أن يتقبلها لبنانياً، أوراق اعتمادها. فعند بدء معارك عرسال، دخل مقاتلو “داعش” إلى البلدة واصطدموا بأهلها. في المقابل، دخلت “النصرة” وعملت على إخراج مقاتلي “داعش”، ووضعت حماية المدنيين السوريين واللبنانيين ودخول المساعدات الطبية كأولوية لها خلال المفاوضات. كما لم يتواجه عناصرها مع أبناء عرسال.

انطلاقاً من هذه النقاط، لا بدّ من التساؤل حول سبب عدم إرسال تعزيزات للجيش إلى المراكز المتقدمة له. لكن الأهم، تفرض القراءة الهادئة لأحداث عرسال وضع خطة وطنية لمواجهة خطر تمدد “النصرة” في لبنان، وإمكانية وصول “داعش” بأعداد كبيرة إلى الحدود اللبنانية السورية. يقول مسؤولون أمنيون سابقون، عملوا بشكلٍ كبير على ملف الجهاديين في لبنان، إن البلد يمرّ بأخطر مرحلة لجهة خطر الجهاديين عليه. ويلفت هؤلاء إلى أن الخطورة الأبرز هي أن أي تعاطٍ خاطئ مع الموضوع، قد يؤدي إلى تحوّل الأمر إلى انقسام داخلي لبناني. لذلك يقول هؤلاء، إن الحلول الامنيّة ليست حلولاً وحيدة، بل يجب أن تكون جزءاً من سياسة وطنية.

طفل يُنتشل من تحت ركام منزله في حلب حياً
الأناضول
تمكّن فريق الدفاع المدني في مدينة حلب من انتشال طفل في الثالثة من عمره كان لا يزال حياً، من تحت أنقاض بيته الذي دمّر على أثر استهداف النظام السوري حيّ باب النيرب في حلب بأربعة براميل متفجرة. وحتى الآن، ما من أخبار مؤكدة حول نجاة أحد من أفراد عائلته.

وكان عدد قتلى البراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات تابعة للنظام السوري الإثنين على مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب، قد ارتفع إلى 25 قتيلاً من بينهم نساء وأطفال. كذلك، تسبّب القصف بجرح العشرات.

وقد عملت طواقم الدفاع المدني على انتشال جثث القتلى من تحت أنقاض المباني المدمّرة، بإمكانياتها المحدودة. وتجدر الإشارة إلى أن مسجداً دمّر وشبّ حريق في أحد البيوت، في حين انقطعت الكهرباء والماء عن مناطق سيطرة المعارضة من جرّاء القصف.

“فرّامة”: من سائق “بيك أب” لأمير في “داعش”
دمشق ــ جديع دواره
يكتنف الغموض العديد من الشخصيات القيادية في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في سورية، والتي تتجنب الظهور الإعلامي، وتتصف عادة بالغموض والتكتم.

ومن بين تلك الشخصيات، رجل “داعش” الأول جنوبي دمشق، أبو صياح طيارة، الملقب بـ”فرّامة”، والمحاصر مع المئات من عناصره في منطقة الحجر الأسود، من قبل فصائل المعارضة المسلحة منذ نحو أسبوعين، وفقاً لمعلومات حصل عليها “العربي الجديد” من مصادر عدة.

ويوضح أحد المصادر من بلدة يلدا، والذي يرفض الكشف عن اسمه، بأن الاسم الكامل لأمير “داعش” في منطقة جنوب دمشق، هو عبد الله طيّارة، ويلقب بـ “فرّامة”. وهو سوري الجنسية من سكان بلدة يلدا، ويبلغ من العمر نحو 37 عاماً، وينتمي إلى أسرة فقيرة وغير متعلمة.

ويضيف المصدر أن “فرّامة” شخص أمّي لا يجيد القراءة والكتابة، كان يعمل قبل انطلاق الثورة كسائق سيارة “بيك أب” للحمولة. وعمل لفترة من الزمن في جمع “الألمنيوم” وصَهْرِه لإعادة بيعه في السوق السوداء، وأغلب الوقت كان عاطلاً عن العمل.

ويعود مصدر آخر إلى فترة الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003، ليكشف بأن “فرّامة” كان من بين العشرات، الذين ذهبوا من ريف دمشق من أجل “الجهاد”، في العراق، ليعود بعد فترة وهو مصاب، ويتم اعتقاله من قبل الاستخبارات السورية بتهمة الانتماء إلى تنظيم “القاعدة”، ثم يفرج عنه بعد أشهر عدة.

وعن سلوكه قبل اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس/آذار، 2011 في سورية، تتقاطع المعلومات بأنه غالباً ما كان يقع في مشاكل مع محيطه، بسبب تعصبه ومغالاته في تقديم نفسه كوصي على تطبيق “شرع الله على الأرض”، رغم أن من يعرفه عن قرب ويعرف كل خفايا سلوكه يكتشف مدى التناقض في شخصيته، وزيف ادعاءاته.

والملفت، بحسب أحد مصادر “العربي الجديد”، أن “فرّامة” تعرض للاعتقال مرة ثانية في الأشهر الأولى للثورة، بتهمة الانتماء للجماعات الإسلامية المتشددة، ثم أطلق سراحه بعد نحو ثمانية أشهر، مثله مثل العديد من القيادات الإسلامية، التي خرجت من سجون النظام السوري.

ومن أشهر هؤلاء، قائد “جيش الإسلام”، زهران علوش، قائد حركة “أحرار الشام”، حسّان عبّود (الملقّب بأبي عبدالله الحموي)، قائد لواء “صقور الإسلام”، عيسى الشيخ، وزعيم جبهة “النصرة”، أبو محمد الفاتح الجولاني، الذين أمضوا سنوات سويّة في المعتقل، بعد اعتقالهم في حوادث متفرّقة بسبب نشاطاتهم الدينيّة.

فقد أفرج عن جميع المذكورين من سجن صيدنايا في منتصف عام 2011، بموجب أوّل مراسيم العفو الرئاسيّة بتاريخ 31 مايو/أيار2011 بعد اندلاع الثورة السوريّة، والذي سوّقه إعلام النظام على أنه مكرمة من الرئيس بشار الأسد، للشعب السوري.

وإن كان من المعروف أن علوش وعبود والشيخ، كانت تجمعهم صداقة داخل وخارج صيدنايا، لكن من غير المعروف ما إذا كان “فرّامة” قد التقى بتلك الشخصيات في السجن، أم أنه أمضى فترة اعتقاله في مكان آخر غير صيدنايا.

بعد خروجه من السجن، عمل “فرامة” مع آخرين على تأسيس فصيل مسلح يتبع لجبهة “النصرة”، جنوبي دمشق. ولم يمض وقت طويل حتى أصبح أميراً في جبهة “النصرة”، على منطقة “جنوب دمشق”، بحسب مصدر مطلع.

ويشير المصدر إلى أنه بعد ظهور الخلافات بين البغدادي والجولاني، انحاز “فرّامة” لصالح أبو بكر البغدادي وانتقل من أمير في “النصرة”، ليصبح أميراً في تنظيم “داعش”، عن منطقة جنوبي دمشق (ولاية دمشق، القاطع الجنوبي)، بحسب التعبير الحرفي لمنشورات “فرامة”، وآخر البيانات المذيلة باسمه بهذا الصدد، إذ أعلن التأييد والمباركة لـخلافة البغدادي في الموصل.

وحول سبب إطلاق لقب “فرّامة” على الأمير “الداعشي”، يوضح المصدر، أن ذلك يعود إلى كثرة مَن قتل من العسكريين التابعين للنظام، في وقت كانت فيه فصائل المعارضة الأخرى تصفح عنهم. ويضيف بأنه كان يقتل مباشرة وبطريقة الذبح، مستهتراً بدماء البشر، ومستسهلاً تكفير الآخرين، الأمر الذي كان مستهجناً في المنطقة.

ويقدر المصدر عدد أتباع “فرّامة” في أوج قوته بنحو 700 عنصر، ويؤكد أنه كان يستميل لطرفه أسوأ الناس ويشكّل غطاءً لأصحاب الأسبقيات في المنطقة.

وعن شخصيته القيادية، يرى المصدر أن “فرّامة” قائد صاحب قرار مؤمن بالنهج، الذي يسير عليه، وليس من السهل أن يسلم نفسه للفصائل التي تحاصره.

من الجدير ذكره، أن فصائل المعارضة جنوبي دمشق، اصطدمت منذ نحو أسبوعين مع “داعش” بقيادة “فرّامة”. وجاء في الأسباب التي أوردتها، أن الأخير كان يستفزّ الكتائب المقاتلة بافتتاحه مقرّات بجوارها لتوسيع نفوذه، فضلاً عن رفضه الانصياع لرأي الجماعة، بتأسيس هيئة شرعية، وكذلك استغلال قوته في تخزين السلاح والطعام.

وبحسب تلك الفصائل، فإن تنظيم الدولة عثر على موطئ قدم له في أحياء دمشق الجنوبية، قبل سبعة أشهر تقريباً، وأعدم حينها قادة في “الجيش الحر” بتهمة الخيانة وتكديس الطعام”.

ووفقاً لمصدر صحافي يعمل مع “الجيش الحر”، فإن “فرامة” وقبل يومين من استسلام العشرات من أتباعه، ممن كانوا يتحصنون في منزله، في بلدة يلدا لفصائل المعارضة المسلحة، تسلل إلى الحجر الأسود، وهو محاصر الآن من قبل معظم فصائل المعارضة مع عدد يقدر بين 150 و250 مقاتلاً من عناصره، وعدد من القيادات البارزة في “داعش”، بينهم (أبو مجاهد وأبو سالم العراقي وأبو الزهراء) وغيرهم في منطقة صغيرة وسط الحجر الأسود، رافضين الاستسلام.

ونقل المصدر أن قتالاً نشب يوم السبت الماضي بين الطرفين، قتل في إثره نحو أربعة عناصر من مقاتلي الفصائل التي تُحاصر “فرّامة” وعناصره، في محاولة غير ناجحة لاقتحام المكان، الذي يتحصنون فيه.

الشبل تطلب من مراسلي الفضائيات عدم استضافة المعارضين
لندن _ العربي الجديد
أبلغت لونا الشبل، مديرة المكتب الصحافي في رئاسة النظام السوري، ليلة أمس الأحد، الصحافيين العاملين لدى مكاتب قنوات فضائية موجودة في العاصمة السورية دمشق، وبشكل شفهي غير مكتوب، عدم تغطية أي مؤتمر صحافي للمعارضة في دمشق، إلا بعد الحصول على أمر خطي.
الخبر “نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان” على موقعه، بحسب مصادر موثوقة وقال إن الأمر الشفهي لمديرة المكتب الصحافي لم يحدد اسم الجهة التي على الصحافيين تقديم طلباتهم الخطية إليها، للحصول على الموافقة.
من جهة أخرى، تمنت الشبل على المراسلين عدم إظهار أي معارض على شاشاتهم من العاصمة دمشق. ويأتي هذا الطلب بالتزامن مع المؤتمر الصحافي الذي كان من المزمع أن تعقده قيادة هيئة التنسيق للتغيير الوطني الديمقراطي، اليوم الإثنين، في العاصمة دمشق.
يذكر أن هذه الطلبات ليست جديدة على وزارة إعلام النظام، فقد اعتاد أن يوحي بمثلها منذ سنوات، فقد وضع حظرا على الوجوه السورية ذات الميول المعارضة من مثقفين وناشطين سياسيين، ولم تتم استضافتهم على القنوات التلفزيونية أو المحطات الإذاعية، أو الصحف المملوكة للحكومة أو حزب البعث. ولم تجر العادة على استضافة شخصيات معارضة من قبل مراسلين لصحافة عربية ودولية. وكان المراسلون يتعرضون إلى التهديد بعدم تجديد الإذن بالمراسلة في حال أخلوا بالمطلوب منهم، والذي يكون على الأغلب، شفهيا.
لونا الشبل انطلقت من خلال “قناة الجزيرة” قبل عدة سنوات، ثم استقالت لتعمل مستشارة لبشار الأسد.

اشتباكات في حلب.. وداعش تحذر الفصائل في دير الزور
دارت فجر الثلاثاء اشتباكات عنيفة في محيط الفئة الثانية من المدينة الصناعية في الشيخ نجار، وفي محيط سجن حلب المركزي، وفي البريج شمال شرق مدينة حلب، بين قوات المعارضة المسلحة تساندها جبهة أنصار الدين وجبهة النصرة من طرف، وبين قوات النظام يدعمها لواء القدس الفلسطيني ومليشيا حزب الله اللبناني من طرف أخر. في حين استمرت الاشتباكات بمحيط مبنى فرع المخابرات الجوية، ومحيط جامع الرسول الأعظم في حي جمعية الزهراء غرب حلب. بالتزامن مع فتح الطيران الحربي لنيران رشاشاته الثقيلة على المنطقة. كما اندلعت معارك بالقرب من حمام يلبغا، وطلعة خان الوزير، في محيط قلعة حلب.

وفي ريف حلب دارت اشتباكات في محيط جبل عزان بريف حلب الجنوبي، تبعه قصف مدفعي من قوات النظام على عدة قرى في الجبل. وقتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال جراء قصف بالبراميل المتفجرة بالقرب من الكراج في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. ونفذ الطيران الحربي غارة قرب جامعة الإتحاد في منبج. في حين تعرضت مدن إعزاز ودارة عزة، لقصف الطيران الحربي.

وفي ريف دمشق قصفت قوات النظام فجر الثلاثاء، مدينة دوما بالغوطة الشرقية. في حين وقعت اشتباكات في جرود القلمون، وأنباء عن تقدم لمقاتلي المعارضة، وسط خسائر بشرية للطرفين. وضربت قوات النظام طوقاً حول بلدتي الرحيبة وجيرود، ومنعت الدخول والخروج منهما. وقتل ثمانية مقاتلين خلال اشتباكات مع قوات النظام في المليحة. كما قصفت قوات النظام فجر الثلاثاء، منطقة المرج بالغوطة الشرقية. وقتل شخصان من المعارضة خلال اشتباكات في الجبهة الشمالية من مدينة داريا.

وقتل ثلاثة أشخاص من درعا تحت التعذيب في معتقلات النظام. وقتل شخصان من مدينة إنخل جراء انفجار لغم بسيارة كانوا يستقلونها. بينما قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين بلدة الشيخ مسكين. فيما نفذ الطيران الحربي غارتين على الحي الشرقي بمدينة نوى. وقصف الطيران المروحي ببرميل متفجر بلدة المزيريب، وبأربعة براميل مدينة إنخل.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية، قد أعدم ثلاثة رجال من قرية البوعمر قرب مدينة موحسن في ريف دير الزور الشرقي، وقام بصلبهم بتهمة “تسليم مجاهد للمخابرات النصيرية”. في حين قتل رجل تحت التعذيب في سجون النظام، من بلدة الخريطة. وارتفع إلى 18 عدد الذين قتلوا أو أعدموا من عشيرة الشعيطات، في بلدات أبو حمام وغرانيج والكشكية، بريف دير الزور الشرقي، خلال اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية، والتي انتهت بسيطرة داعش على البلدات الثلاث، خلال الأسبوع الماضي. واستخدمت داعش خلال الاشتباكات، عربات همفي الأميركية. كما اعتقل التنظيم عشرات الرجال من القرية، وقام بالتحقيق معهم.
وأصدرت الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور، بياناً دعت فيه الفصائل المقاتلة إلى “المسارعة في تثبيت وتوثيق أسمائهم وهوياتهم عند مكتب العلاقات العامة وقبول التوبات، في المدينة”. وتابع البيان “إن كل متخلف عن الحضور في هذا الأجل، يعرض نفسه للملاحقة الأمنية والمساءلة الشرعية، كما سيخضع بعدها كل المراجعين لدورة شرعية مكثفة، تُحدد في وقتها وتراعى فيها نوبات المرابطين على جبهات القتال مع النظام النصيري، والحضور فيها ضروري ومتأكد”.

خبير قانوني يحسم: تكليف العبادي دستوري وديموقراطي
د أسامة مهدي
ائتلاف علاوي يدعو لحكومة تنقذ العراق من المحاصصة السياسية
حسم خبير قانوني عراقي الخلاف بشأن دستورية تكليف العبادي بتشكيل الحكومة، مسقطًا ذرائع المالكي، بتأكيده أن تجاوز الموعد المحدد لتكليف رئيس الوزراء لعدة ساعات فقط مقارنة بالظروف الحالية لا يعد مخالفة دستورية.

لندن: فيما يعتمد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في تبرير تشبثه بترشحه لرئاسة الحكومة الجديدة على ما يقول إنها مخالفة دستورية ارتكبها الرئيس معصوم بتجاوز المدة المحددة لتكليف مرشح لرئاسة الحكومة في مواجهة داعمي قرار الرئيس، فقد حسم خبير قانوني عراقي الخلاف بالتأكيد إن التكليف قانوني ولم يؤثر عليه تجاوز المدة لساعات قليلة.. فيما دعا ائتلاف علاوي الى تشكيل حكومة تنقذ العراق من المحاصصة السياسية.

وفي وقت يعيش فيه العراق ظروفاً صعبة تشهد مشاحنات سياسية بين رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي وخصومه حول قانونية تكليف خليفة له، فإن المحكمة الاتحادية العليا المكلفة بحسم النزاعات السياسية قد نأت بنفسها عن الدخول في خضم هذا الخلاف، وتركت الامر للسياسيين لتقرير من هي الكتلة الاكبر التي تكلف بتقديم مرشح يشكل الحكومة، وهو ما ترك الابواب مفتوحة امام تنازع التفسيرات حول هذه الكتلة، حيث يصر المالكي على ان ائتلافه دولة القانون هو الكتلة البرلمانية الاكبر، بينما يؤكد رئيس التحالف الشيعي ابراهيم الجعفري ان كتلة التحالف هي الاكبر، وان ائتلاف المالكي هو جزء منها.

ثم عاد المالكي وتشبث بمنصبه، فإتهم الاحد الماضي الرئيس معصوم “بخرق الدستور مرتين :الاولى حين مدد موعد اعلان تكليف مرشح الكتلة النيابية الاكبر الذي انتهى يوم الخميس الماضي المصادف في السابع من الشهرالحالي.. والثانية: حين تعمد ومع سبق الاصرار على خرق الدستور بعدم تكليف مرشح ائتلاف دولة القانون، وهي الكتلة البرلمانية الاكثر عددًا التي تحددت في الجلسة الاولى لمجلس النواب حسب قرار المحكمة الاتحادية”، على حد قوله.

لكن الخبير القانوني موفق حرب حسم اليوم الثلاثاء الخلاف حول دستورية تكليف العبادي بتشكيل الحكومة، مسقطًا ذرائع المالكي، بتأكيده أن تجاوز الموعد المحدد لتكليف رئيس الوزراء لعدة ساعات فقط مقارنة بالظروف الحالية التي يمر بها العراق لا يعد مخالفة دستورية.

وقال حرب في تصريح صحافي مكتوب تلقته “إيلاف” إن سلطة رئيس الجمهورية في التكليف نافذة في فترة التكليف وبعد انقضاء هذه الفترة، فإختيار حيدر العبادي لتشكيل الحكومة من بين الاسماء الكثيرة المرشحة لهذا المنصب من خارج كتلة دولة القانون حقق الدستورية والديمقراطية في آن واحد.

وأشار إلى أن قرار الرئيس معصوم امس الاثنين بتكليف العبادي بتشكيل الحكومة قام على الاساس الدستوري واعتمد المبدأ الديمقراطي.. موضحاً أن الدستورية تحققت في هذا القرار لان العبادي عضو في الكتلة النيابية الاكثر عدداً، وهي كتلة دولة القانون وهذا يعني ان القرار التزم باحكام المادة 76 من الدستور الخاصة بتكليف مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددًا لتشكيل الحكومة.

وأضاف حرب ان الديمقراطية في الترشيح تحققت ايضًا عندما ايّد اكثر من نصف عدد نواب هذه الكتلة حيدر العبادي في الترشيح لهذا المنصب، وذلك أن 50 نائبًا من كتلة دولة القانون عاضدوا العبادي في الترشيح من مجموع عدد نواب هذه الكتلة الذين يبلغ عددهم اقل من 100 نائب، وهذه الصفة الديمقراطية والتأييد العددي اكسبا العبادي الصفة الشرعية التي تفوق الترشيح الشكلي من الكتلة لهذا المنصب.

وتوقع حرب أن يشكل العبادي الحكومة الجديدة ضمن المدة الدستورية الممنوحة له وفق الدستور، والتي تنتهي في التاسع من الشهر المقبل، حيث سيعقد مجلس النواب جلسة للتصويت على التشكيلة الوزارية في ذلك التاريخ. وأشار الى انه في حال اخفق العبادي في تشيكل الحكومة أو لم تنل تشكيلته الوزارية ثقة مجلس النواب فإن لرئيس الجمهورية أن يكلف أي شخص آخر بتشكيل الحكومة دون شرط أن يكون مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر. وتوقع حرب أن يتمكن العبادي من تشكيل الحكومة في المدة الدستورية، مشيراً الى أن هناك شبه اجماع لدى الكتل السياسية على دعم العبادي.

ائتلاف علاوي يدعو لحكومة تخرج العراق من الطائفية السياسية

ومن جهته، دعا ائتلاف الوطنية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي القوى السياسية والعراقيين الى دعم وتشجيع خطوة التغيير التي صمم عليها التحالف الوطني الشيعي ودولة القانون من اجل طي صفحة الماضي واحدى عشرة سنة عانى منها العراقيون من الطائفية السياسية، وتعدد مراكز القوى وغياب القرار الوطني وانعدام المنهج المؤسساتي، كما قال.

واضاف القيادي في ائتلاف الوطنية حامد المطلك في مؤتمر صحافي بمبنى البرلمان في بغداد اليوم أن الشعب العراقي ينتظر من الحكومة الجديدة الكثير لذا يجب الاسراع بتشكيلها.. مشدداً على ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة لكل العراقيين تمثل وحدتهم الوطنية وتختار الاشخاص والاكفاء منهم، وتنهي مساوئ الطائفية السياسية، وتوحد جهد العراقيين جميعًا ضد الارهاب بكل انواعه.

وطالب بأن يأخذ القضاء دوره المستقل والفاعل في تحقيق العدالة الاجتماعية وأن يكون القانون هو الفيصل في تحديد الحقوق والواجبات، وان تضع الحكومة بمقدمة اولوياتها معالجة الفساد المالي والاداري واستغلال المال العام، وتطهير مؤسسات الدولة من السراق واللصوص والقتلة والمجرمين ومركز القوى.

وطالب الحكومة المقبلة بالعمل بجد وسرعة على “إلغاء القوانين الجائرة والظالمة بحق الكثير من المواطنين، وتفعيل قانون العفو العام واخراج الابرياء من السجون وأن تعمل بجد على تحقيق الامن واعادة المهجرين والنازحين وتعويض المتضررين وأن تلتفت الى البناء الاقتصادي وتطوير الزراعة والصناعة والتربية والخدمات وتحقيق النمو وايجاد فرص العمل”. وأكد المطلك ضروة شروع الحكومة القادمة فورًا في بناء مؤسسات الدولة وفق القانون ومفهوم المواطنة وتعطي الاهمية القصوى للجيش وقوى الامن.

يذكر أن المادة الدستورية 76 بفقرتها الاولى قد حددت رئيس الجمهورية بتكليف مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددًا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية الذي تم في 24 من الشهر الماضي.. فيما نصت بفقرتها الثانية على أن يقوم رئيس مجلس الوزراء المكلف تسمية اعضاء وزارته خلال مدة أقصاها ثلاثون يومًا من تاريخ التكليف على أن يقوم رئيس مجلس الوزراء المكلف بعرض اسماء اعضاء وزارته وبرنامجها الوزاري على مجلس النواب، ويعد حائزاً ثقتها عند الموافقة على الوزراء منفردين والمنهاج الوزاري بالاغلبية المطلقة أي 165 نائبًا من مجموع عدد نواب مجلس النواب البالغ 328 عضوًا.

انطلاق مباحثات تشكيل الحكومة واوباما يتصل بالمكلف مهنئًا
العبادي يدعو السياسيين “بقلب مفتوح” للجلوس وحل أزمات العراق
د أسامة مهدي
دعا رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، حيدر العبادي، القوى السياسية إلى الجلوس معًا ليس لتشكيل الحكومة فقط، وإنما لوضع رؤية وطنية مشتركة لحل مشكلات العراق الدستورية والسياسية والاقتصادية، بينما انطلقت مفاوضات تشكيل الحكومة في وقت اتصل الرئيس اوباما بالعبادي مهنئًا، وداعيًا لتشكيل حكومة جامعة بأسرع ما يمكن.

لندن: في أول رسالة له إلى العراقيين بعد 24 ساعة من تكليف الرئيس فؤاد معصوم له، بتشكيل الحكومة الجديدة، قال العبدي في رسالة حصلت “إيلاف” على نسخة منها، إن العراق يواجه اليوم العديد من التحديات التي تستهدف وحدته ونسيجه الاجتماعي، ومكوناته، مما يتطلب تضافر جميع الجهود لمواجهة خطر الارهاب الذي يعد من اولوياتنا، باعتباره يستهدف العراق كدولة ويستهدف شعبنا بجميع فئاته واطيافه “.
واضاف قائلاً “وفي هذا الصدد نوجه دعوتنا إلى القوات المسلحة والأمنية والمجاهدين والمتطوعين والعشائر الثائرة إلى المرابطة والدفاع عن الوطن ونشيد بحجم التضحيات التي قدموها من أجل وحدة العراق وسلامة ابنائه”. ودعا ” الدول الشقيقة والصديقة وجميع القوى والمنظمات الدولية والاقليمية إلى الوقوف مع العراق في هذا الظرف الحساس، لمواجهة داعش وقوى الارهاب، التي ارتكبت مجازر بحق جميع مكونات الشعب العراقي، والتي تشكل تهديدًا لجميع دول المنطقة والأمن والسلم الدوليين”.

واشاد العبادي بدور المرجعية الشيعية العليا التي قال إنها وقفت وما زالت تقف بمواقفها الشجاعة دفاعًا عن العراق وجميع مكوناته، وأكد “اننا نستمد من توجيهاتها الرشيدة منهجاً لما نقوم به باعتبارها علامة مضيئة في الطريق الصعب”. وقدم شكره الجزيل للشعب العراقي وما قدمه من تضحيات وصبره على كل الصعاب التي المت به ، معاهدًا ” عهد الوفاء لهذا الشعب المضحي بأننا سنكون عوناً لهم في تجاوز هذه الازمات والعيش بأمن وسلام ورفاهية “. واشاد بـالتحالف الوطني الشيعي ومنها مكونات ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الاسلامية الذي نهض بمسؤولياته الثقيلة في هذا الظرف الحساس، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المهام التي تنتظر هذا التحالف .
واشار العبادي إلى ما اسماه “الجهود الهائلة ” التي بذلها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومجلس الوزراء، على طريق مواجهة الإرهاب وبناء الدولة.. وقال “ان المالكي سيبقى اخًا ورفيق درب وشريكاً اساسيًا في العملية السياسية”.

بدء مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة واوباما يهنئ العبادي
ومن جهة أخرى، اعلن تيار الإصلاح الوطني الذي يتزعمه ابراهيم الجعفري أن مفاوضات التحالف الوطني مع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة الاتحادية التي سيرأسها حيدر العبادي انطلقت منذ يوم امس مع تكليف العبادي بتشكيلها.
وقال النائب عن التيار توفيق الكعبي في تصريح نقله موقع “خندان” الكردي اليوم إن “حيدر العبادي هو مرشح التحالف الوطني لمنصب رئيس الوزراء بموافقة اغلبية نواب التحالف”، مبينًا أن “المفاوضات انطلقت منذ يوم امس مع الكتل السياسية لتشكيل حكومة قوية ورصينة لانهاء المشاكل السياسية والامنية والاقتصادية”. واشار إلى أن “الدعم السياسي المحلي والاقليمي، وكذلك الدولي سيعطي القوة للاسراع بتشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة”.
لكن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي قال إنه لن يشارك في تشكيلة الحكومة الجديدة “لعدم اعترافه بشرعية تكليفها”، موضحًا أنه سلّم المحكمة الاتحادية ادلة الطعن بتكليف العبادي. وقال النائب عن دولة القانون هيثم الجبوري في تصريح صحافي اليوم، إن ائتلاف دولة القانون مسجل رسميًا لدى مفوضية الانتخابات برئاسة المالكي الذي هو الامين العام لحزب الدعوة كما مثبت رسميًا أيضاً.

واشار إلى أن مكونات التحالف الوطني لم ترشح رئيسًا للتحالف من قادة الهيئة السياسية، وكذلك لم ينتخب أعضاء التحالف رئيسًا بالاقتراع، ما يعني أن الجعفري قانوناً ليس رئيسًا للتحالف الوطني وغير مخول بالحديث باسم التحالف، على حد قوله.
واشار إلى ان ائتلافه سلّم هذه الأدلة إلى المحكمة الاتحادية للطعن بتكليف العبادي لاسيما وأن دولة القانون لاتزال هي الكتلة الأكبر التي حازت اكثر عدد من المقاعد ولايحق لغيرها ترشيح رئيس الوزراء… وتوقع أن يتمكن العبادي من تشكيل الحكومة الجديدة خلال السقف الدستوري . عازيًا ذلك إلى ان “الكثير من الكتل التي ناصبت العداء للمالكي، ولدولة القانون ستصوت للعبادي بغضاً وكرهاً بالمالكي لا حبًا بالمرشح “، بحسب قوله. وشدد بالقول إن ائتلافه لن يشارك “في حكومة لا يعترف بشرعية تكليفها وسيتخذ خطوات جادة بعد اعلان قرار المحكمة الاتحادية في دعوى الطعن بتكليف العبادي”.

ومن جهته، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إن العراق اتخذ خطوة مهمة بتكليف رئيس وزراء جديد داعيًا إلى تشكيل حكومة تضم جميع الأطياف. وقال أوباما في بيان تلاه الليلة الماضية إنه ونائبه جو بايدن اتصلا برئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي وحثاه على تشكيل حكومة عراقية جامعة بأسرع ما يمكن.

وأكد أوباما أن لا حل عسكريًا للأزمة في العراق وأنه من الضروري تشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب العراقي، وقال إن العراق اتخذ خطوة مهمة نحو هذا الهدف بتكليف رئيس وزراء جديد.
واعتبر أوباما أن العراق واجه أيامًا صعبة وسيواجه أيامًا صعبة، وأن القيادة العراقية الجديدة لديها مهمة صعبة وعليها العمل حثيثًا لكي تنال ثقة شعبها. ودعا أوباما العراقيين إلى “البناء على انجاز اليوم وتشكيل حكومة تضم الجميع” متعهدًا أن تعمل واشنطن مع شركائها الدوليين لمساعدة الشعب العراقي.
أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فقد اشار الثلاثاء إلى أن الولايات المتحدة ستدرس تقديم مساعدات إضافية في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية للعراق بمجرد تشكيل حكومة جديدة تشمل جميع الأطياف. وحث كيري العبادي على الإسراع بتشكيل حكومة قائلاً إنه يتعين على قادة العراق استعادة ثقة المواطنين باتخاذ خطوات تدل على قوة عزيمتهم.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل ونظيريهما الاستراليين “نحن على استعداد لدراسة اختيارات سياسية واقتصادية وأمنية إضافية، فيما يبدأ العراق تشكيل حكومة جديدة.”
ومن جهته، اشار هاغل الى أن الولايات المتحدة على استعداد للنظر في إمكانية زيادة الدعم العسكري للعراق لكنه استبعد إرسال قوات برية مقاتلة. وقال “سننتظر لنرى ما هي مطالب هذه الحكومة الجديدة منا في المستقبل وسندرسها بناء على هذه المطالب.

قطع الرؤوس والصلب أدوات تنظيم الدولة الإسلامية مع اجتياحه شرق سوريا

اعلنت منظمة مراقبة امس ان تنظيم الدولة الإسلامية سحق أحد جيوب المقاومة أمام سيطرته على شرق سوريا فصلب شخصين وأعدم 23 آخرين خلال الأيام الخمسة الاخيرة.

ويحكم المتشددون المسلحون الذين يحققون أيضاً مكاسب سريعة في العراق سيطرتهم في سوريا التي يسيطرون على نحو ثلث أراضيها تحديداً في المناطق الريفية في الشمال والشرق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا وسكان في شرق سوريا إن مقاتلين من عشيرة الشعيطات في دير الزور الشرقية حاولوا التصدي لتقدم الدولة الإسلامية هذا الشهر.

وفي بلدة الشعفة على ضفاف نهر الفرات قطع التنظيم رأسي رجلين من عشيرة الشعيطات الاحد على ما أفاد المرصد السوري. وأمهل التنظيم السكان 12 ساعة لتسليم أفراد من العشيرة. وفي مناطق أخرى من محافظة دير الزور صلب المتشددون رجلين بتهمة «التعامل مع مرتدين» في مدينة الميادين ورجلين آخرين بتهمة «الكفر وسب الذات الآلهية» في بلدة البوليل.

وحقق تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقاتل الجيش السوري والميليشيات الكردية وقوات العشائر السنية مكاسب سريعة في سوريا منذ أن سيطر على مدينة الموصل أكبر مدن شمال العراق يوم العاشر من حزيران وأعلن الخلافة الإسلامية في الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.

وذكر المرصد أن 19 شخصا آخرين من عشيرة الشعيطات أعدموا يوم الخميس. وقتل 18 بالرصاص بينما قطع رأس واحد على مشارف مدينة دير الزور. وقال المرصد إن الرجال كانوا يعملون في منشآة نفطية. وقال أحمد زيادة القيسي وهو أحد المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية في اتصال عبر سكايب من الميادين «لن يجرؤ أحد من العشائر الأخرى على التحرك ضد الدولة الإسلامية بعد هزيمة الشعيطات».

وتقول مصادر في العشائر إن الصراع بين الدولة الإسلامية وعشيرة الشعيطات التي يبلغ عدد أفرادها سبعين ألفاً استعر بعد أن سيطر التنظيم على حقلي نفط في تموز. وأحد هذين الحقلين هو حقل العمر أكبر حقول النفط والغاز في دير الزور وهو مصدر مربح للتمويل لجماعات مقاتلي المعارضة. ودعا شيخ عشيرة الشعيطات رافع عكلة الرجو في مقطع فيديو العشائر الأخرى للانضمام للمعركة ضد الدولة الإسلامية. وقال الرجو في الفيديو الذي نشر على موقع يوتيوب الأحد: «أناشدهم الوقوف إلى جانبنا لأن الدور جاي عليهم. حالياً جميع مقاتلي داعش يتجهون نحو عشيرة الشعيطات. إذا خلصت عشيرة الشعيطات فهم بعد الشعيطات. هم الدائرة اللي بعد الشعيطات».

وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان من دير الزور هرب إلى تركيا العام الفائت إن المقاتلين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد تراجعوا إلى المناطق التي تسيطر عليها عشيرة الشعيطات ويحاولون من هناك تصعيد المقاومة ضد توسع الدولة الإسلامية. وقال طالباً عدم نشر اسمه إن المقاومة سحقت في الأيام الأخيرة «الوضع سيئ للغاية لكن الناس لا يستطيعون التصدي لهم».

وذكر أنه جنباً إلى جنب مع حملته العنيفة يقوم التنظيم أيضاً بتوزيع الغاز والكهرباء والوقود والغذاء لنيل تأييد السكان المحليين. وتابع «هذه منطقة فقيرة وهم ينالون التأييد بهذه الطريقة. هم نالوا الكثير من التأييد بهذه الطريقة. فهم يضعون حداً للسرقة ويعاقبون اللصوص. هذا يمنحهم أيضاً مصداقية.» وقال عبد الله النعيمي وهو أحد سكان المنطقة إن بلدات الشعيطات الأربع سقطت. واضاف «هذه المناطق سقطت في أيدي الدولة الإسلامية بعد انسحاب مقاتلي (الشعيطات). الشباب الذين عثر عليهم أعدموا أو قطعت رقابهم لانهم قاتلوا ضد الدولة الإسلامية».

وقتل أكثر من 170 ألف شخص في الحرب الأهلية السورية التي يواجه فيها مقاتلون أغلبهم من السنة الرئيس السوري الذي ينتمي للأقلية العلوية مدعوماً من ميليشيات شيعية في العراق ولبنان. وانقسمت المعارضة بين فصائل متنافسة وبرز تنظيم الدولة الإسلامية كأقوى هذه الفصائل.

وفي الرقة وهي مركز قوة الدولة الإسلامية في سوريا تزداد سيطرة التنظيم على ما يبدو حتى في الوقت الذي تكثف فيه قوات الحكومة غاراتها الجوية على الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم. وقال سوري يعيش في منطقة يسيطر عليها التنظيم قرب الرقة إن أعداد المقاتلين في الشوارع زادت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة لا سيما منذ سقوط الفرقة 17 التابعة للجيش السوري في يد التنظيم في نهاية تموز. وأضاف الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب المخاوف الأمنية إن التنظيم فرض الجزية على غير المسلمين وساعد على توطين المقاتلين الأجانب في المنازل المصادرة.

لكن رغم ذلك فقد نال التنظيم درجة من الاحترام من السكان المحليين كما هو الحال في دير الزور بسبب الحد من الجرائم عن طريق تطبيق الحدود. وتمثل الرواتب التي يدفعها التنظيم للعاطلين عن العمل أحد المصادر القليلة للدخل. وقال الرجل في محادثة عبر سكايب «الدولة الإسلامية تتمتع بالاحترام والمكانة وصوتها مسموع».
رويترز

حملة “علوية” ضد الأسد.. الكرسي إلك والتابوت لولادنا
دبي ـ يزن التيّم
في تطور جديد ولافت على الساحة السورية، وعقب سخط كبير إبّان أعداد القتلى الكبير في صفوف قوات النظام وميليشياته خلال الـ45 يوماً الماضية، ساد الفئة الموالية للنظام سخط كبير، وبات واضحاً للعيان، خصوصا بعدما ظهر على صدر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعية، مثل تويتر وفيسبوك، مستنكرين في الوقت ذاته التراجع الكبير والأخير لقوات النظام أمام الثوار في عدة مناطق في سوريا، أهمها القلمون وريف حماة وريف حمص وريف دمشق.

وأفادت مصادر لـ”العربية.نت” عن إطلاق ناشطين من الطائفة العلوية حملة، تحت مسمى “الكرسي إلك والتابوت لولادنا”، تعبيراً من الطائفة عن الاستنكار لسياسة النظام في التحكم في أبناء طائفته العلوية وتوجيهيهم إلى مرامي القتال ضد الثوار على الجبهات الأولى، في حين ينعم آل الأسد وحاشيته بعيش كريم آمن.

وقد تم توزيع مناشير مطبوعة كبداية لعمل الحملة في مدينة طرطوس الموالية للنظام وخاصة للخسائر التي تتكبدها المدينة والريف من خسائر في صفوف أبنائهم المتطوعون في جيش النظام وميليشياته من لجان الدفاع الوطني واللجان الشعبية.

وأكّد ناشطو الحملة من خلال منشوراتهم مقتل ما يزيد عن 330 ألف مقاتل من صفوف النظام منذ بداية الثورة السورية، بينهم 60 ألفاً برتبة ضابط بين قتيل وجريح.

كما تحدثت المنشورات عن مقتل 40,000 من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة جلّهم من الطائفة العلوية، إضافة إلى مقتل4500 برتبة صف ضابط, علاوة على 130,000 مشرّد ومصاب في صفوف النظام من دون أدنى عناية تقدم لهم, ووجود 189,000 مقاتل رفعت بهم تذكرة بحث وتعميم للقبض عليهم بتهمة التخلف عن الجيش أو الانشقاق عن صفوف قوات النظام, وجميع ذلك بحسب إحصائيات نشرتها المنشورات التي يتم توزيعها.

وقد تم رصد المنشورات في كثير من شوارع مدينة طرطوس وقريباً ستجوب الحملة معظم المناطق الموالية للنظام والتي زج النظام بأبنائهم في الحرب الدائرة ضد الشعب السوري والمدنيين العزّل.

يشار إلى أنّ الحملة تأتي بعد توارد عدة أنباء عن خلافات تجوب ساحة الطائفة العلوية والعائلات الكبرى، وخاصة في مدينة القرداحة مسقط الرئيس بشار الأسد وعدة مناطق أخرى عقب تشييع مئات المقاتلين في الأيام الأخيرة في تلك المدن والقرى التي كانت تعد من أكبر الخزانات البشرية لشبيحة النظام السوري.

عشرات البراميل المتفجرة على حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال نشطاء المعارضة السورية إن مدينة حلب، شمالي البلاد، تعرضت منذ صباح الاثنين وحتى ساعات الفجر لأكثر من 40 برميلاً متفجراً وصاروخاً فراغياً أدت إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى، فيما بلغ عدد قتلى المعارك في مختلف أنحاء سوريا الاثنين 50، غالبيتهم في حلب وإدلب.

وقال ناشطون إن 10 سوريين على الأقل، بينهم عائلة من 4 أفراد، قتلوا في غارات جوية شنتها الطائرات الحكومية على حي تسيطر عليه المعارضة في حلب.

واستهدف القصف الجوي أحياء عدة في المدينة، منها باب النيرب ومساكن هنانو والشيخ النجار وطريق الباب وباب الحديد والسكن الشبابي والشعار، حسب ما ذكر نشطاء المعارضة السورية.

وفي جبال القلمون، تمكن مسلحو المعارضة من السيطرة على حاجزين في محيط بلدة معرة يبرود بعد اشتباكات عنيفة دامت لساعات، سقط فيها قتلى وجرحى من القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها.

وأفاد مركز حماة الإعلامي أن 10 أفراد من القوات الحكومية قتلوا في مورك بريف حماة الشمالي.

وأضاف أن المدينة تعرضت لقصف بالطيران الحربي، بينما قامت القوات الحكومية بمحاولات للتقدم نحو المدينة وفتح الطريق الدولي بين حماة وحلب.

وقصف الطيران الحربي كفرزيتا والزوار والحويجة بريف حماة، فيما دارت إشتباكات عنيفة على جبهة عيدون بريف حماة الجنوبي، وسط قصف مدفعي على قرى التلول الحمر.

وذكر نشطاء المعارضة أن 4 أفراد من عناصر القوات الحكومية قتلوا باشتباك في جبهة أم شرشوح بريف حمص.

وفي داريا قتل عنصران من الجيش الحر باشتباكات مع القوات الحكومية على الجبهة الشمالية للمدينة الواقعة في ريف دمشق.

وشهدت مدن إنخل والشيخ مسكين ونوى في محافظة درعا قصفاً بالبراميل المتفجرة.

مسيحيون سوريون يتداعون لمؤتمر “قومي إنقاذي”
روما (12 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
دعت أحزاب وتكتلات وناشطون مسيحيون سوريون إلى عقد مؤتمر “قومي” عام وشامل من أجل تقييم ما حصل لآشوريي ومسيحيي العراق واحتمالات تكراره في سورية وبحث الخيارات المستقبلية لإنقاذ الوجود المسيحي في المنطقة.

ودعا ناشطون لمشاركة جميع الأحزاب والحركات والمنظمات والمؤسسات السياسية والقومية والدينية والاقتصادية والمدنية والحقوقية، الآشورية-السريانية-الكلدانية والمسيحية في المشرق، داخل سورية وخارجها، لدراسة وتقييم ما حصل بكل حيثياته وأبعاده وتداعياته الخطيرة على الوجود المسيحي في المنطقة ولبحث الخيارات المستقبلية الممكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الوجود.

وتجاوبت أحزاب وتنسيقيات كردية معارضة مع دعوات أطلقها ناشطون سياسيون آشوريون سوريون لعقد مؤتمر آشوري-مسيحي مشرقي عام شامل، ومن بينها المنظمة الآثورية الديمقراطية واتحاد تنسيقيات شباب السريان الآشوريين وتنسيقيات آشورية وسريانية، والعديد من الناشطين السياسيين السوريين المسيحيين.

وأيّدت المنظمة الآثورية الديمقراطية هذه الدعوة، وشددت على أن ما يقوم به تنظيم دولة الخلافة في سورية والعراق هو “جريمة إرهابية خطيرة بحق الإنسانية”، ورأت أنها تستهدف تصفية عرقية ودينية ووجودية لمسيحيي الشرق الأوسط، ودعت بدورها جميع القوى والأحزاب المسيحية والمؤسسات الكنسية لمؤتمر قومي عام لوضع رؤية وخطة عمل مشتركة من أجل “التعاطي مع الخطر الوجودي”.

واقترح بعض الناشطين عقد المؤتمر في لبنان فيما أشار بعضهم الآخر إلى ضرورة أن يُعقد في دولة أوروبية غربية.

وحذّر سياسيون مسيحيون سوريون من مغبّة عقد هكذا مؤتمر وشددوا على أنه لن يكون مجدياً في الظروف الراهنة، كما “سيزيد التشرذم والتطرف أكثر”، واعتبروا أن البدائل عن مثل هذا المؤتمر هو مؤتمر تحت “عنوان المواطنة”، على أن يضم شخصيات وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية وقومية وثقافية وعشائرية ومنظمات مجتمع اهلي ومدني ومن كل الطوائف الدينية والقوميات السورية، كوسيلة لوضع حد للتهجير والقتل في البلاد عموماً.

باحث فرنسي: تنظيم الدولة الاسلامية قد يرسل إرهابيين لأوروبا على شاكلة مهدي نموش
بروكسل (12 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبر الباحث الفرنسي المختص بشؤون الشرق الأوسط جان بيير فيليو، عن خشيته أن يرسل تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام “إرهابيين جدد إلى أوروبا على شاكلة مهدي نموش”، الذي قام بارتكاب جريمة في المتحف اليهودي في بروكسل في آيار/مايو الماضي راح ضحيتها أربعة أشخاص.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه إذاعة آر، تي، بي إف المحلية اليوم، حيث كان يعلق على التطورات في سورية والعراق وآثارها على أوروبا، مشدداً على قناعته أن هذا التنظيم هو من أرسل مهدي نموش إلى بروكسل لارتكاب جريمته وقد يرسل آخرين في المستقبل، على حد رأيه

ووصف الباحث الفرنسي تحركات المجتمع الدولي لتطويق هذا التنظيم بأنها “على الرغم من جديتها، جاءت متأخرة جداً”، وقال “كان يجب التدخل لمنع تقدم عناصر ما يسمى بالدولة الإسلامية قبل عام أو عامين أما الآن فقد أصبح الوقت متأخراً”، حسب كلامه.

وأوضح فيليو أن نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية ليس بالكابوس الذي سيختفي فور أن نفتح عيوننا، وقال “الآن لم تعد توجد حلول جيدة ولكن هذا لا يعني الاستسلام والتغاضي عن وجود الوحش الإسلامي الذي ابتلع مسيحيي العراق ويزيديه”، وفق تعبيره.

ووصف فيليو تنظيم الدولة بـ”الخطر العالمي”، مشدداً على أن عناصره وقادته يتحركون في الوقت الذي لا زال المجتمع الدولي يعيش في حيرة ويطرح على نفسه مزيدا من الأسئلة.

ورأى إلى أن الوضع الحالي غير مفاجئ، “فهو نتيجة منطقية للفوضى التي خلفها الأمريكيون في العراق و للتراخي الدولي في التعامل مع الأزمة السورية”، على حد وصفه.

كما أكد على وجود “مؤشرات واضحة” بأن عناصر الدولة الإسلامية لاينوون البقاء في منطقة الشرق الأوسط، فهم يسعون للتمدد، ملمحاً أن ما حدث في بروكسل قبل أشهر ليس إلا دليلاً على هذا الخطر القادم، على حد تقديره

وحذر من إمكانية أن يعود هؤلاء للتمركز بشكل أكثر قوة في سورية في حال تم طردهم من العراق، مؤكداً على وجود معلومات تقول أنهم استبقوا الأمر وأبقوا على جزء هام من ترسانتهم العسكرية في المناطق التي يحتفظون بالسيطرة عليها في سورية.

وختم الباحث الفرنسي كلامه بالقول أن على المجتمع الدولي أن يعي أن التنظيم “دولة بالفعل وتسعى للتمدد، وتمتلك موازنة أكبر بألف مرة مما كان يمتلك أسامة بن لادن، وهذا يدعنا نتصور حجم الرعب والضرر الذي ستسببه”، على حد تعبيره.

ويذكر أن مجلس الأمن الدولي يسعى منذ يوم أمس إلى استصدار قرار يساعد في تطويق هذا التنظيم، بينما يعقد سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم اجتماعاً طارئاً في بروكسل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى