أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 12 كانون الأول 2016

موسكو تبحث عن «ترتيبات» في حلب

لندن، نيويورك، طهران، حلب، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

تكثفت اتصالات موسكو مع كل من واشنطن وطهران وأنقرة وفصائل سورية محسوبة عليها، للوصول إلى ترتيبات في شرق حلب بالتزامن مع طرح مشروع قرار دولي في مجلس الأمن تضمن الدعوة إلى هدنة في المدينة، في وقت قُتلت طبيبة وممرضة في قصف على مستشفى روسي في حلب وتمكنت فصائل معارضة أمس، من استرجاع أحياء في شرق المدينة كانت القوات النظامية سيطرت عليها الأحد.

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع واشنطن يقضي بخروج الفصائل من حلب، محذراً من أن بلاده ستعتبر «كل من يرفض الخروج إرهابياً وهدفاً مشروعاً». وأشار إلى «اقتراحات جديدة قدمتها واشنطن تنسجم مع موقفنا»، معرباً عن أمله في التوصل قريباً إلى اتفاق روسي- أميركي «ينهي قضية حلب» وينص على خروج جميع المسلحين من المدينة».

وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفيليبيني في موسكو أمس، أن بلاده تصر على أن الاتفاق «يجب أن ينص بوضوح على خروج جميع المسلحين، وسيتم التعامل مع من يرفضون الخروج باعتبارهم إرهابيين. وسندعم الجيش السوري في عملياته ضد هذه العصابات المسلحة». وأضاف أن خبراء روساً وأميركيين سيبدأون العمل في جنيف قريباً، من أجل إتمام صوغ الاتفاق (الترتيبات)، مؤكداً أمل موسكو في نجاح الجهود الجارية لإنهاء أزمة المدينة وإعلان وقف إطلاق النار هناك وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. لكن فصيلين معارضين هما «حركة نور الدين الزنكي» و «جيش الإسلام» رفضا أي اقتراح لإخراج عناصرهما من الأحياء الشرقية لحلب، وأكدا العزم على القتال «حتى آخر نقطة دم».

وأجری الموفد الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، محادثات في طهران مع نظيره الإيراني حسين جابري أنصاري تناولت آخر المستجدات في سورية والمحادثات التي يجريها الجانب الروسي في تركيا مع ممثلي فصائل معارضة، بمساعدة ممثلي الحكومة التركية، لتأمين خروج الفصائل المسلحة من حلب مع بقاء مؤسسات مدنية تديرها المعارضة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مستشفى عسكرياً روسياً قرب حلب تعرض لهجوم بقذائف هاون أمس، ما أسفر عن مقتل طبيبة وممرضة. لكن نشطاء معارضين قالوا إن الموقع هو نقطة عسكرية تابعة للجيش الروسي. وأقرت وزارة الدفاع الروسية بتحطم مقاتلة من طراز «سوخوي -33» في البحر المتوسط أثناء محاولة للهبوط على متن حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» المتواجدة قبالة سواحل سورية، لتغدو المقاتلة الثانية التي تخسرها روسيا بالطريقة ذاتها خلال ثلاثة أسابيع.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات النظامية وميليشيات حليفة تمكنت من استعادة السيطرة على حي قاضي عسكر في شرق حلب. وأضاف أن قرابة ثلثي أحياء حلب الشرقية باتت تحت سيطرة القوات النظامية، بعدما كانت الفصائل تسيطر منذ العام 2012 على الأحياء الشرقية فيما تسيطر القوات النظامية على الأحياء الغربية من المدينة. وشنّت الفصائل هجوماً معاكساً تمكنت فيه من استرجاع عدد من الأحياء التي فقدتها منذ ليل الإثنين.

وفي نيويورك، خيمت أجواء حبس الأنفاس على المجلس حتى الدقائق الأخيرة أمس، في انتظار موقف روسيا من مشروع قرار كان مقرراً أن يطرح على التصويت مساء، يدعو إلى هدنة في حلب خلال ٢٤ ساعة تشمل كل العمليات العسكرية بما فيها القصف الجوي. وفيما استمرت الدول الثلاث الراعية مشروع القرار، مصر وإسبانيا ونيوزيلندا، في مشاورات مكثفة حتى ربع الساعة الأخير، قال ديبلوماسيون إن «البحث، خصوصاً مع روسيا، تركز على توقيت طرح مشروع القرار».

وأوضحت مصادر أن البعثة الروسية في نيويورك «أصرت على إرجاء طرح مشروع القرار على التصويت»، معتبرة أن «مجلس الأمن يتحرك بسرعة ستقوض قناة المشاورات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا حول سحب المقاتلين من حلب». وقال ديبلوماسيون إن روسيا تريد البحث في إخراج الفصائل من حلب قبل بدء أي هدنة هناك، وهو عكس ما يطرحه مشروع القرار الذي ينص على الهدنة أولاً، وفصل المعارضة نفسها عن «جبهة النصرة» ثانياً.

وقال ديبلوماسي أوروبي من الدول الدائمة العضوية، إن بلاده «تدعم مشروع القرار الذي كان يجب أن يصدر قبل أسابيع عدة، وليس هناك ما يستدعي الاعتراض عليه من جانب روسيا». وأضاف: «دعونا روسيا إلى التصويت لصالح القرار أو على الأقل الامتناع عن التصويت، لأنه يشكل ضرورة ملحة، نظراً لفداحة الكارثة في حلب». وأضاف أن تصريحات وزير الخارجية الروسي الذي اعتبر فيها مشروع القرار المطروح «استفزازياً»، «انعكست في المشاورات الجارية في نيويورك»، في إشارة إلى تصلب في موقف المفاوضين من البعثة الروسية.

إلى ذلك، عين تنظيم «داعش» الناطق الجديد وسمّاه «أبو الحسن المهاجر» الذي دعا عناصر التنظيم في سورية والعراق إلى الثبات في المعركة و «عدم الفرار». كما حض أنصار التنظيم في كل أنحاء العالم على مهاجمة «الحكومة التركية» وسفاراتها وقنصلياتها، رداً على تدخلها في سورية، بحسب التسجيل الصوتي الذي بثته «الفرقان».

 

قوات النظام تتراجع في حلب بعد هجوم معاكس للفصائل

لندن، حلب، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

تمكنت فصائل المعارضة السورية أمس، من استرجاع أحياء في شرق مدينة حلب كانت القوات النظامية وميليشيات حليفة قد سيطرت عليها ليلة الأحد. ولو استطاع النظام الاحتفاظ بالأحياء الجديدة التي سيطر عليها لكان ذلك سيشكّل ضربة قوية للفصائل التي ستخسر الجزء الأوسط من شرق المدينة المحاصر بعدما كانت فقدت الجزء الشمالي منها عقب بدء القوات الحكومية هجومها الواسع الشهر الماضي.

وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية وميليشيات حليفة تمكنت من استعادة السيطرة على حي قاضي عسكر في شرق حلب بعد ساعات من «سيطرتها بالكامل» على أحياء كرم الميسر وكرم القاطرجي وكرم الطحان المجاورين له. وأضاف أن قرابة ثلثي أحياء حلب الشرقية باتت تحت سيطرة النظام، بعدما كانت الفصائل تسيطر منذ العام 2012 على الأحياء الشرقية فيما تسيطر القوات الحكومية على الأحياء الغربية من المدينة.

وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس» إن القوات النظامية خاضت الإثنين معارك في حي الشعار «تمهيداً للسيطرة عليه»، موضحاً أنها «باتت تحاصره من ثلاث جهات، بعدما تركت ممراً لمقاتلي الفصائل للانسحاب منه نحو الأحياء الجنوبية». ولفت إلى أن استكمال السيطرة على حي الشعار «يجعل مقاتلي المعارضة محاصرين في جبهة صغيرة تشكل ثلث الأحياء الشرقية»، متوقعاً أن «تبدأ بعدها قوات النظام عملية قضم تدريجي للأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل». وبحسب عبدالرحمن، تخوض قوات النظام «عملية استنزاف للمقاتلين من الذخيرة عبر فتح أكثر من جبهة في الوقت ذاته، في حي الشعار حالياً مثلاً، في وقت تستمر المعارك في حيي الشيخ سعيد والشيخ لطفي في جنوب الأحياء الشرقية، تزامناً مع هجمات من داخل الأحياء الغربية على حيي بستان القصر وصلاح الدين».

وإزاء هذا التقدم للقوات النظامية، شنّت الفصائل هجوماً معاكساً تمكنت فيه من استرجاع عدد من الأحياء التي فقدتها منذ ليل الإثنين. وأعلن «المرصد» من جهته، أن الفصائل «تحاول معاودة التقدم في المناطق التي خسرتها»، مشيراً إلى أنها أعطبت عربات مدرعة وآليات للقوات الحكومية في محور بستان القصر، أما شبكة «الدرر الشامية» فأوردت بدورها أن الفصائل استعادت السيطرة على مستشفى العيون في حي قاضي عسكر، بالإضافة إلى حي القاطرجي و «غالبية حي الميسر»، ودمّرت 4 دبابات وعربة «شيلكا» مصفحة وقتلت «أكثر من 30 عنصراً» للقوات الحكومية و «أسرت 5 عناصر آخرين في محيط مستشفى العيون». وكان مراسل للتلفزيون الحكومي السوري بث صباحاً مشاهد من المستشفى المترامي الأطراف بعد قليل من انتزاع القوات النظامية السيطرة عليه، قبل أن تشن الفصائل هجومها المعاكس وتتمكن من استعادته على ما يبدو. وفي هذا الإطار، نقلت وكالة «سمارت» المعارضة عن ياسر عبدالرحيم قائد «غرفة عمليات فتح حلب» تأكيده «استعادة (مقاتلي) الفصائل العسكرية السيطرة على كامل حيي الميسر والقاطرجي بعد سيطرة قوات النظام على أجزاء منهما، كما استعادوا السيطرة على دوار الحاووظ ومستشفى العيون في حي قاضي عسكر، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة في محيط المستشفى». وأشار عبدالرحيم إلى أسر الفصائل خمسة عناصر من القوات النظامية في حي الميسر، وتدمير عدد من الآليات، بينها دبابات وعربة شيلكا وسيارات ذخيرة.

وكانت القوات النظامية تمكنت الأحد من السيطرة على كامل حي كرم الطراب في القسم الشرقي المحاصر من حلب، كما تقدمت في حي الميسر، وفق «سمارت».

ونسبت «رويترز» أمس إلى زكريا ملاحفجي، وهو قيادي في جماعة «فاستقم» (مقره تركيا)، أن القوات الحكومية توغلت في حي الشعار وأن الاشتباكات بدأت ليلاً وكانت لا تزال مستمرة الإثنين. كما نقلت عن مقاتل من جماعة «نور الدين الزنكي» في حلب، أن قوات الحكومة حققت تقدماً على جبهات عدة، ما زاد الضغط على حي الشعار، لكن الحي لم يُحاصر بالكامل بعد. كذلك قال قيادي في فصيل «الجبهة الشامية» إن حي الشعار سقط فعلياً، لأن القوات الحكومية سيطرت على مناطق قريبة تتحكم في مداخله. وقال القيادي لـ «رويترز» متحدثاً من تركيا، إنه يمكن اعتبار أن كرم الجبل والشعار سقطا.

وفي الإطار ذاته، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مراسلتها في غرب حلب، أن دوي القصف والغارات في الجزء الشرقي من المدينة كان يسمع بوضوح في أرجاء المدينة الإثنين تزامناً مع تصاعد أعمدة الدخان من الأحياء الشرقية. كما نقلت «فرانس برس» عن مراسل لها في شرق حلب، أن السكان عاشوا «ليلة مرعبة» تخللها قصف جوي ومدفعي عنيف، وانتشرت رائحة البارود في الأجواء. وأشار إلى أن السكان أقدموا على إطفاء الأنوار داخل منازلهم ليلاً وامتنعوا عن تشغيل المولدات الكهربائية خشية استهدافهم بالقصف. وأمضى كثيرون ليلتهم مختبئين في الطوابق الأرضية ومداخل الأبنية مع ارتفاع حدة القصف.

وبدأت القوات النظامية هجوماً في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وأحرزت تقدماً ثابتاً خلال الأيام العشرة الأخيرة.

وعلى صعيد ميداني آخر، أفاد «المرصد» بأنه «ارتفع إلى 8 بينهم مواطنة و4 أطفال من عائلة واحدة واثنان آخران من عائلة ثانية، عدد الشهداء الذين قضوا جراء مجزرة جديدة نفذتها الطائرات الحربية باستهدافها مناطق في مدينة إدلب». وشهدت محافظة إدلب سلسلة مجازر مروعة الأحد أوقعت أكثر من 70 قتيلاً في غارات شنتها طائرات يُعتقد أنها تابعة للحكومة السورية أو حليفتها روسيا، التي تقول إنها تشن بالفعل غارات على هذه المحافظة التي تُشكّل معقلاً لفصائل «جيش الفتح».

كما أشار «المرصد» إلى تجدد الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، وفصيل «جيش الإسلام، من جهة أخرى، في بلدة الميدعاني بالغوطة الشرقية «إثر هجوم معاكس نفذه جيش الإسلام في البلدة، في محاولة لاستعادة الأجزاء التي سيطرت عليها قوات النظام… واستعادة نقاط أخرى في محيط» البلدة. ولفت أيضاً إلى اشتباكات بين القوات النظامية وفصيل «فيلق الرحمن» في منطقة المحمدية بالقطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية.

 

… وفصيلان معارضان يرفضان الخروج

 

بيروت – أ ف ب – رفض فصيلان سوريان معارضان أي اقتراح لإخراج مقاتليهما من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وأكدا العزم على القتال «حتى آخر نقطة دم»، وفق ما أكد مسؤولان في فصيلي «حركة نور الدين الزنكي» و «جيش الاسلام» لـ «فرانس برس».

وجاء هذا الرفض بعد إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الاثنين أن محادثات بين الروس والأميركيين ستجري في جنيف الثلثاء او الاربعاء، حول خروج «كل مقاتلي» المعارضة من حلب.

وأكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين الزنكي»، أبرز الفصائل في حلب لـ «فرانس برس» أن أي اقتراح خروج مقاتلي الفصائل «مرفوض»، موضحاً أن «أجندة الروس القضاء على الثورة شمال سورية وهذا لن ينالوه». ودعا اليوسف «الروس للخروج من حلب وإخراج الميليشيات الطائفية من حلب ومن سورية وعدم التدخل في الشأن الداخلي للسوريين» مضيفاً: «لن يرحمهم التاريخ ولا الشعوب على ارتكابهم مجازر حرب وجرائم ضد الانسانية ودعمهم لديكتاتور قاتل فاقد الشرعية».

من جهته، شدد أبو عبدالرحمن الحموي من «جيش الإسلام» على أن «الثوار لن يخرجوا من شرق حلب وسيقاومون الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم». وأضاف: «هذه أرضنا وأرض أجدادنا ونحن باقون فيها وسندافع عنها»، مؤكداً ان «الثورة مستمرة حتى نفوز بحريتنا وكرامتنا وكرامة شعبنا». وأكد الطرفان موافقتهما حصراً على إدخال المساعدات الانسانية والغذائية الى شرق حلب وإخلاء الجرحى، وفق ما ورد في مبادرة سابقة للأمم المتحدة.

 

النظام يسيطر على أحياء جديدة في حلب وفيتو روسي – صيني على مشروع هدنة

المصدر: (و ص ف، رويترز)

استخدمت روسيا والصين حق النقض “الفيتو” أمس في مجلس الأمن ضد مشروع قرار اقترحته نيوزيلندا ومصر واسبانيا يطالب بهدنة مدتها سبعة أيام في مدينة حلب السورية، اذ رأت موسكو أن الهدنة ستسمح لمقاتلي المعارضة بإعادة تنظيم صفوفهم.

وهذه المرة السادسة تنقض روسيا مشروع قرار لمجلس الأمن في شأن سوريا منذ 2011 والمرة الخامسة تقدم الصين على خطوة كهذه. كما صوتت فنزويلا ضد مشروع القرار في حين امتنعت أنغولا عن التصويت. وصوتت الدول الإحدى عشرة الاخرى على المشروع.

وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه على ثقة أن روسيا والولايات المتحدة يمكنهما التوصل إلى اتفاق في محادثات هذا الأسبوع في شأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة من شرق مدينة حلب السورية. وأوضح في مؤتمر صحافي إنه فور التوصل الى اتفاق، سيعامل المقاتلون الذين يرفضون مغادرة الجزء المحاصر من المدينة باعتبارهم إرهابيين وستدعم روسيا عملية الجيش السوري ضد أي مقاتلين معارضين يبقون في شرق حلب.

وقال: “تلك الجماعات المسلحة التي ترفض مغادرة شرق حلب ستعتبر إرهابية… سنعاملها على هذا الأساس كجماعات إرهابية وسندعم عملية الجيش السوري ضد هذه الفرق الإجرامية”.

وأكد إن روسيا والولايات المتحدة ستبدآن محادثات في شأن الانسحاب في جنيف مساء الثلثاء أو صباح الأربعاء وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أرسل مقترحاته عن مسارات الانسحاب وتوقيته.

وأضاف: “نحن نعتقد أن الأميركيين عندما اقترحوا مبادرتهم حول انسحاب المسلحين من شرق حلب كانوا يدركون الخطوات التي يتعين عليهم وعلى حلفائهم من أصحاب النفوذ على المقاتلين المحاصرين في شرق حلب اتخاذها”.

 

الميدان

ميدانياً، أورد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان قوات النظام وحلفاءها تمكنت من استعادة السيطرة على حي قاضي عسكر في شرق حلب بعد ساعات من سيطرتها تماماً على احياء كرم الميسر وكرم القاطرجي وكرم الطحان المجاورة له.

وقال ان قرابة ثلثي احياء حلب الشرقية باتت تحت سيطرة قوات النظام، بعدما كانت الفصائل المعارضة تسيطر منذ عام 2012 على الاحياء الشرقية فيما تسيطر قوات النظام على الاحياء الغربية من المدينة.

ولفت مدير المرصد رامي عبد الرحمن، الى إن استكمال السيطرة على حي الشعار “يجعل مقاتلي المعارضة محاصرين في جبهة صغيرة تشكل ثلث الاحياء الشرقية”، متوقعاً ان “تبدأ بعدها قوات النظام عملية قضم تدريجي للاحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل”.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلي المعارضة السورية قصفوا عمداً مستشفى عسكرياً روسياً ميدانياً في حلب مما أدى إلى مقتل اثنتين من مسعفيها وإصابة آخر.

وصرح الناطق باسم الوزارة الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف بأن مقاتلي المعارضة وجهوا نيران المدفعية صوب المستشفى الميداني المتنقل بعدما بدأ استقبال المدنيين ووجهوا ضربة مباشرة الى مكتب الاستقبال.

وفي المقابل، تحدث المرصد غارات جوية قتل فيها 73 شخصا على الأقل في منطقة تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب منهم 38 في مدينة معرة النعمان الأحد.

 

تحطم مقاتلة روسية

وأقر الجيش الروسي بأن طائرة عسكرية روسية من نوع “سوخوي 33” تحطمت في البحر بعدما فشل هبوطها على حاملة الطائرات الروسية “الاميرال كوزنيتسوف” العاملة في البحر المتوسط في اطار العمليات العسكرية في سوريا.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية ان الحادث وقع نتيجة “انقطاع الحبل” الذي يفترض ان يعلق بالطائرة لتخفيف سرعتها عند هبوطها، مشيراً الى ان الطيار نجح في قذف نفسه في الوقت المناسب واستخدام المظلة من غير ان يصاب بأذى.

 

«فيتو» روسي ـ صيني يبدّد اقتراح «هدنة» ويستعجل الحسم

معركة حلب تحتدم في حي الشعّار

محمد بلوط

لا صفقة روسية ـ تركية على حلب، و «لا» روسية وصينية في مجلس الامن الدولي لمشروع مصري – نيوزيلندي يمنح هدنه أممية للمجموعات المسلحة وفرصة إعادة ترتيب الصفوف. رسالة «الفيتو» المزدوج أن موسكو ستواصل الحرب مع الجيش السوري على ما بقي من مقاتلين في شرق حلب ولن تتوقف قبل انتصار حاسم أو جلاء جميع المسلحين عن شرق المدينة. وزاد من حدة «الفيتو» أنه صادف قصف المعارضة لمشفى ميداني روسي في حلب أدى إلى مقتل طبيبتين روسيتين.

الروس أعادوا التأكيد لدمشق، أنه لا صفقة على أولوية دخول الجيش السوري الى مدينة الباب. التأكيدات صدرت قبل أسابيع، بعد انتعاش التفاهمات الروسية التركية بشأن سوريا، بعد الانتصارات الميدانية التي حققها الجيش السوري في عاصمة سوريا الاقتصادية، وعلى المسرح الاول الذي تشتبك حوله وفيه القوى الاقليمية والدولية. المصادر السورية قالت إن تمهل الجيش السوري في التقدم نحو الباب، لا يعود الى أي صفقة تمنح الاتراك أولوية الوصول الى مدينة الباب، وضمان إبعاد الكرد عنها، وشق ريف حلب الشمالي نهائيا، بعمق يتجاوز الثلاثين كيلومترا وفصل مناطق شرق الفرات عن غربها، ومعها المشروع الكردي الفدرالي، الذي يشكل الهاجس الاول لأنقرة.

التمهل السوري الذي لم يطلق عملية واسعة في الباب، يعود الى أن التطمينات التي قدمت الى دمشق، تجعله قادرا على الانتظار، خصوصا لحظة وصول عملية حلب الى مرحلة حاسمة، والاجماع بين روسيا وسوريا على ضرورة مواصلة التركيز على إنهاء العمليات العسكرية في المدينة، قبل نهاية العام، والانتقال في ما بعد الى مدينة الباب. ويعتبر السوريون أنه من البديهي الوصول الى الباب، ذلك أن عودة المجموعات المسلحة الى تهديد حلب، سيكون حتميا، لو أن الأتراك دفعوا بقوات «درع الفرات» الى المدينة، وهو أمر سيعيد تهديد مشاريع إنعاش الدور الحيوي لحلب في قلب المشروع السياسي والاقتصادي السوري، فضلا عن أن وقوف الاتراك على مبعدة كيلومترات من العاصمة الثانية لسوريا، وقلبها الاقتصادي، سيؤدي الى تجويف الانتصار في حلب من معانيه السياسية والاستراتيجية، ويوفر للاتراك منصة للتأثير على كل التفاهمات السورية المقبلة. ولن يكون الانتصار السوري وحده مهددا بتلك الصفقة مع الاتراك إن وجدت، بل إن الانجاز الروسي سيكون رهينة تفاهمات مع قيادة تركية مزاجية ومتقلبة، وغير موثوقة ولا قادرة على احترام التفاهمات المعقودة معها. كما أن الانجاز الروسي لن يكتمل إلا باستعادة السيادة والسيطرة على المراكز الحيوية، والسكانية الكبرى في سوريا. فليس إنجازا أن تستعاد حلب وتسلب الباب، وأن تتوزع الشمال السوري خريطة نفوذ تركية أو كردية أو أميركية.

ولا يتناقض انتفاء الصفقة على الباب، مع استئناف المفاوضات في انقرة بين الروس والاتراك، وممثلي المجموعات المسلحة التي تقاتل في حلب باستثناء «النصرة»، إذ إن المطروح على طاولة المفاوضات لا يزال إصعاد المسلحين من المجموعات كافة، الى الباصات التي حملت المئات قبلهم الى إمارة ابو محمد الجولاني في ادلب، وآخرهم مئات المسلحين بالامس من بلدة الكسوة، في ريف دمشق الغربي.

ويذهب الروس في رفع سقف اللهجة الى حد وصف وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، لمشروع قرار مصري – نيوزيلندي في مجلس الامن يقر هدنة في حلب، بأنه استفزازي في أحد جوانبه. ويسعى الروس الى كسب المزيد من الوقت، والعمل بعيدا من الضغوط وتأمين أفضل الشروط لحسم عملية حلب بإجلاء المسلحين أو هزيمتهم بأسرع وقت، وقبيل وصول الادارة الاميركية الجديدة، وهو أمر لا يزال متاحا مع تواصل شبه اجتياح الجيش السوري لأحياء شرق حلب. ومسبقا كان مشروع القرار المصري – النيوزيلندي محكوما بالفشل، لضيق صدر لافروف بأي هدنة لأنها، كما قال ستساعد المسلحين على إعادة ترتيب أوضاعهم، وتعويض ما خسروه، وهي المرة الاولى التي يرفض فيها الروس هدنة لحلب بهذه القوة لتعارض توقيتها مع اقتراب العمليات العسكرية من حسم الموقف في المدينة، وانتهاز فرصة التفاهم مع الاتراك حتى النهاية، وقبل تغيير المواقف، من أجل التخلص من كل العقبات التي تحول دون تحقيق انتصار روسي سوري حاسم في المعركة الاقليمية والدولية الكبرى التي تدور حول سوريا، والتي ستكرس عبر حلب، عودة الروس بقوة الى أداء دور غير مسبوق في النزاعات الدولية، والمشرق، منذ سقوط الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينيات.

ومنذ إنعاش التفاهم مع الاتراك، أبعد الروس الاميركيين عن أي مفاوضات ثلاثية تركية روسية مع المجموعات المسلحة، كما أبعدوهم عن تطورات الملف السوري منذ أسابيع. وقد يُطلع لافروف غدا الاربعاء، نظيره الاميركي جون كيري على طبيعة التفاهمات مع الاتراك، التي استعاض بها الروس مرحليا، عن الاتفاق الاميركي – الروسي الذي لم يعد له وجود، خصوصا بعد أن تجاوزته عمليات الجيش السوري في حلب. واذا كان صحيحا ما قاله لافروف بأن كيري موافق على الخطة الروسية للحل في حلب، فلأن الاحداث قد تجاوزتها. وكان سجال بين واشنطن والمجموعات المسلحة قد أوحى بأن واشنطن قد أخذت علما بأنها لن تستطيع إعادة عقارب ساعات حلب الى الوراء. وعندما أعلن «تجمع استقم كما أمرت» أن المقاتلين أبلغوا واشنطن انهم لن يخرجوا من حلب، لقطع الطريق على أي ضغوط اميركية، كانت المجموعات نفسها، تعلن أنها تلقت رسالة من واشنطن تتراوح بين طلب توضيحات عن موقفها، وبين نصائح بالخروج من شرق المدينة.

فرغم أن الروس باتوا يجلسون في انقرة مع أطراف كـ «نورالدين الزنكي»، و «أحرار الشام»، وغيرهما ممن يتهمونهم بالارهاب، لم يعد النقاش يدور حول فصل المعتدلين عن الارهابيين، او تنظيم قوافل إجلاء لبضع مئات من المسلحين، بمواكبة الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا شخصيا، وفي باصات الامم المتحدة، الى حيث شاؤوا، إذ إن الروس، يطالبون بخروج جميع المسلحين من كل الاتجاهات، كشرط أساسي لوقف العمليات العسكرية، التي اصطدمت في اليوم التاسع، بعد اختراق الجيش السوري لحي هنانو، واجتياح شمال شرق حلب، للمرة الاولى، بمقاومة في حي الشعار.

ودارت معركتان أساسيتان، تمثلان هما أيضا، تطبيقا مماثلا لعملية هنانو نفسها. تتمثل الاولى في إحداث ثغرة، وسط الاحياء التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، واقتحام مشفى العيون وسط المدينة، في كرم الميسر الذي حولته «جبهة «النصرة الى مقر أمني لها، وسجن، ومحكمة شرعية، ومستودع للاسلحة. وحاول الجيش التقدم عبر ممر يبعد 500 متر الى قلعة حلب، والالتقاء بين القوات القادمة من شرق المدينة، مع القوات المرابطة في القلعة غربا، وفي وسط المدينة القديمة. واصطدمت المحاولة بهجوم مباغت، على وحدة الطليعة في المشفى، تدخل الطيران السوري، والمدفعية، لتشتيته. وكان إقفال الثغرة سيؤدي الى عزل الاحياء شمال القلعة، عن جنوبها، ومحاصرة المسلحين في حي الشعار، أكبر احياء حلب، الذي قطنته حتى مطلع الازمة اكثرية 200 الف قادم من أرياف حلب الشرقية، كما أن أحياء باب الحديد وقاضي عسكر واغيور وقرلق، ستصبح هي أيضا محاصرة، ومعزولة عن ظهيرها في جنوب المدينة.

ومن الواضح أنه كلما ضاق انتشار المسلحين مع تساقط الاحياء، تكثفت أعدادهم فوق المساحات الباقية. وشكل حي الشعار اختبارا لاعادة التحشيد في هذا الحي، الذي نشرت «النصرة» فيه عشرات القناصة، في صفوف مبانيه البرجية العالية والمتلاصقة. واضطر الجيش الى إبطاء ايقاع دخوله الى حي الشعار، الذي سيكون لسقوطه دوي خاص، باعتباره المعقل الاول لجبهة «النصرة»، ومقارّها، ومخازن أسلحتها، وأحد اهم تجمعات مقاتليها في شرق حلب.

 

موسكو تضغط لسحب كل المقاتلين من شرق حلب

كما كان متوقعاً، أمس، سقط مشروع القرار الذي تقدمت به مصر واسبانيا ونيوزيلندا للتصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن حلب، بعد «فيتو» مزدوج من الصين وروسيا. ويأتي ذلك في وقت أعربت موسكو عن أملها أن تتمكن من التوصل مع واشنطن إلى اتفاق بشأن انسحاب كل مقاتلي «المعارضة» من شرق حلب.

الحراك الديبلوماسي الدولي ترافق مع استمرار تقدم الجيش السوري والقوات الحليفة في أحياء حلب الشرقية، حيث استعادت القوات المهاجمة السيطرة على حي قاضي عسكر بالإضافة إلى تحقيق مزيد من التوغل في حي الشعار.

وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الأمن عُقد لبحث المشروع بشأن وقف الأعمال القتالية في حلب، أن روسيا صوّتت ضد الوثيقة لأنها لا تتحدث عن خروج المسلحين من المدينة.

وكان قد أشار في تصريحات صحافية أدلى بها قبل الاجتماع، إلى ضرورة انتظار نتائج المشاورات حول سوريا بين الخبراء الروس والأميركيين في جنيف قبل إجراء التصويت في مجلس الأمن، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتفق، خلال لقائه الأخير مع نظيره الأميركي جون كيري، على «تطبيق خطة بشأن شرق حلب تشكل ضرورة انسحاب المسلحين من المدينة كجزء محوري فيها».

من جهته، أعرب لافروف عن ثقته في أن تتمكن روسيا والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق بشأن انسحاب كل مقاتلي «المعارضة» من شرق مدينة حلب. وقال خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إنه فور التوصل لاتفاق فإن المقاتلين الذين يرفضون مغادرة الجزء المحاصر من المدينة سيُعاملون باعتبارهم إرهابيين، وستدعم روسيا عملية الجيش السوري ضد أي مقاتلين معارضين يبقون في شرق حلب.

وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة ستبدآن محادثات بشأن الانسحاب في جنيف مساء اليوم أو صباح غد، لافتاً إلى أن كيري أرسل مقترحاته بشأن مسارات الانسحاب وتوقيته.

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنه أبلغ السلطات الإيرانية خلال زيارته طهران بالمقترحات الأميركية حول تسوية الأزمة السورية.

إلى ذلك، وصف لافروف مشروع القرار الأخير في مجلس الأمن بأنه «خطوة استفزازية تزعزع الجهود الروسية الأميركية»، موضحاً أن الحديث في هذا المشروع يدور ليس عن خروج المسلحين، بل عن وقف فوري لإطلاق النار.

ونص مشروع القرار على أن «يضع جميع أطراف النزاع السوري حدا لهجماتهم في مدينة حلب» خلال فترة أولى مدتها سبعة أيام قابلة للتجديد، وعلى «تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة» للسكان المحاصرين.

وزارة الخارجية الروسية استغربت دعوات فرنسا وبريطانيا إلى وقف عملية مكافحة الإرهاب في شرق حلب، بذريعة تدهور الوضع الإنساني هناك.

وأوضحت في بيان أن «الدعوات المتكررة التي تُسمع من عدد من العواصم الغربية إلى وقف عملية مكافحة الإرهاب في شرق حلب تشبه أكثر فأكثر محاولة أخيرة ومستميتة لتبرير رعاياهم من الإرهابيين والمتطرفين المهزومين، أي هؤلاء الذين لا يتوانون عن فعل أي شيء من أجل بلوغ مآربهم».

ورداً على كلام لافروف، رفض فصيلا «نور الدين الزنكي» و«جيش الإسلام» أي اقتراح لإخراج مقاتليهما من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وأكدا العزم على القتال «حتى آخر نقطة دم».

وأوضح عضو المكتب السياسي في حركة «الزنكي» ياسر اليوسف أن أي اقتراح بخروج المقاتلين «مرفوض»، موضحا ان «اجندة الروس تهدف للقضاء على الثورة في شمال سوريا وهذا لن ينالوه».

من جهته، شدد ابو عبد الرحمن الحموي من «جيش الإسلام» على ان «الثوار لن يخرجوا من شرق حلب وسيقاومون الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم».

ميدانياً، واصل الجيش السوري والقوات الحليفة تقدمهما داخل شرق حلب وسيطرا على حي قاضي عسكر.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على حي قاضي عسكر بعد ساعات من سيطرتها بالكامل على أحياء كرم الميسر وكرم القاطرجي وكرم الطحان المجاورين له.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام تخوض معارك في حي الشعار تمهيدا للسيطرة عليه»، موضحاً أنها «باتت تحاصره من ثلاث جهات، بعدما تركت ممرا لمقاتلي الفصائل للانسحاب منه نحو الأحياء الجنوبية».

وقال قيادي في «الجبهة الشامية» إن حي الشعار سقط بالفعل لأن القوات الحكومية سيطرت على مناطق قريبة تتحكم في مداخله، مضيفاً انه يمكن اعتبار أن كرم الجبل والشعار قد سقطا.

(«روسيا اليوم»، أ ف ب، رويترز)

 

دمشق ترفض هدنة لا تتضمّن خروج المسلّحين من شرق حلب

رفضت دمشق، يوم الثّلاثاء، أي هدنة في شرق حلب لا تتضمّن خروج المسلّحين منها، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجيّة السّوريّة.

وأكّدت، في بيان، أنّها “لن تترك مواطنيها في شرق حلب رهينة لدى الإرهابيّين وستبذل كلّ جهدٍ ممكن لتحريرهم”، مضيفةً أنّها “ترفض أي محاولة من أي جهةٍ كانت لوقف إطلاق النّار شرق حلب ما لم تتضمّن خروج جميع الإرهابيّين منها”.

واتّهم وزير الخارجيّة الرّوسيّة سيرغي لافروف أيضاً واشنطن برفض البحث “بجدّيّة” مسالة خروج مقاتلي المعارضة السّوريّة من مدينة حلب.

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن يغلاند “لقد فهمنا أنّه من المتعذّر إجراء مناقشة جدّية مع شركائنا الأميركيّين” متّهماً واشنطن بإلغاء محادثات حول سوريا بين خبراء روس وأميركيين كانت مرتقبة أساساً الأربعاء.

وأوضح لافروف أنّه اتّفق مع وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري خلال لقائهما في روما الجمعة على عقد لقاء حول سوريا في جنيف.

وقال “طلب مني كيري دعم وثيقة تتفق مع رؤية روسيا، ولكن أمس (الاثنين) تلقّينا فجأة رسالة تقول إنّهم للأسف لا يمكنهم عقد لقاء معنا غداً لأنّهم غيّروا رأيهم وسحبوا الوثيقة”، مضيفاً “والآن لديهم وثيقة جديدة تعيد كل شيء إلى نقطة الصّفر”.

(أ ف ب، “سانا”)

 

يلدريم يشكر روسيا لوقوفها إلى جانب الشعب التركي ضد المحاولة الانقلابية

موسكو – الأناضول – شكر رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، روسيا، لوقوفها في طليعة الدول التي أبدت مواقف رافضة للمحاولة الانقلابية ووقفت إلى جانب الشعب التركي.

 

وقال يلدريم، خلال لقاءه برئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، الثلاثاء، في العاصمة الروسية موسكو: “تعرضنا ليلة 15 تموز (يوليو) لمحاولة انقلابٍ غادر. وهنا أود أن أقدم الشكر لروسيا لأنها كانت في مقدمة الدول التي أبدت ردة فعل ضد المحاولة الانقلابية ووقفت إلى جانبنا”.

 

كما شكر رئيس الوزراء التركي، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي على المساهمات التي قدمتها في إنشاء مجموعة الصداقة البرلمانية بين تركيا وروسيا.

 

وأشار يلدريم أن تطوير العلاقات بين حكومتي البلدين لا يكفي، وأن تطوير العلاقات البرلمانية بين البلدين، يساهم في تسريع عجلة تطوير العلاقات الحكومية.

 

وأضاف أن الاجتماع الذي جمع بين رئيسي البرلمانين التركي والروسي في ستراسبورغ (شرقي فرنسا)، ساهم في إدخال تصحيح سريع للعلاقة بين برلماني البلدين وتحقيق تقدم في العلاقات.

 

وشارك في الاجتماع المغلق الذي عقده يلدريم مع ماتفيينكو، واستمر حوالي ساعة واحدة، من الجانب التركي، كل من نائب رئيس الوزراء “نور الدين جانيكلي”، ووزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية “فاطمة بتول سايان قايا”، ووزير الاقتصاد “نهاد زيبكجي”، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية “براءت آلبيرق”، ووزير الزراعة والثروة الحيوانية “فاروق جليك”، ووزير الثقافة والسياحة “نابي آوجي”، ووزير النقل والاتصالات “أحمد أرسلان”، ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية (حاكم) “مصطفى أليطاش”، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الروسية “رجائي بربر”.

 

قوات النظام السوري تسيطر على حي الشعار في حلب ومعارك عنيفة في جمعية الزهراء

حلب – د ب أ – سيطرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها على حي الشعار أكبر أحياء حلب الشرقية ، بينما تدور معارك عنيفة في منطقة جمعية الزهراء الثلاثاء .

 

وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية السوريةـ إن ” القوات الحكومية السورية والقوات الرديفة سيطرت اليوم على كامل حي الشعار بعد معارك عنيفة جدا مع مسلحي المعارضة الذين انسحبوا باتجاه حي الكلاسة والنيرب من أحياء حلب الشرقية ، كما سيطر الجيش السوري على أجزاء من حي قاضي عسكر شرق قلعة حلب “.

 

وأضاف المصدر ” بعد سيطرة الجيش السوري على حي الشعار اصبح طريق مطار حلب مؤمن بشكل كامل “.

 

ونقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من فصائل المعارضة في حلب إن “مسلحيها انسحبوا من اجزاء من حي الشعار بسبب القصف العنيف المدفعي والجوي من قبل قوات النظام والطائرات الحربية الروسية والمروحية والحربية التابعة للقوات الحكومية مخلفاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين”.

 

ووصفت مصادر طبيبة في أحياء حلب الشرقية الوضع الصحي بأنه سيء للغاية، وقال الطبيب حمزة الخطيب، إن ” الوضع الصحي أصبح سيئاً للغاية بل كارثي نظراً لعدم توفر مستلزمات طبية للجرحى الذين يراجعون ما بقي من اماكن تسمى مراكز طبية “.

 

وكشف مصادر إعلامية عن أن القوات الحكومية والقوات الرديفة تصدت لهجوم عنيف من مسلحي المعارضة على محور جمعية الزهراء غرب حلب حيث تمكن من تفجير عربة مفخخة قبل وصولها الى مواقع للقوات الحكومية .

 

المرصد السوري : مقتل 163 سورياً بنيران حرس الحدود التركي خلال العام الجاري

القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 163 سورياً بنيران الجندرما التركية “حرس الحدود”، منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم السادس من شهر كانون أول / ديسمبر الجاري.

وقال المرصد في بيان الثلاثاء إن من بين القتلى 31 طفلاً و15 امرأة .

واشار المرصد إلى أن 12 كانون ثان / يناير الماضي شهد مقتل أول مواطن سوري خلال العام الجاري، جراء إطلاق النار عليه من قبل عناصر من حرس الحدود التركي، أثناء محاولته العبور نحو الأراضي التركية، من محافظة الحسكة.

وحسب المرصد ، اطلق حرس الحدود التركي النار على عائلات أو مجموعات حاولت الدخول بشكل غير إفرادي إلى الجانب التركي عبر الشريط الحدودي من محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب واللاذقية، كما تعرض العشرات لإصابات واعتداء بالضرب بعد اعتقالهم من قبل حرس الحدود التركي خلال محاولة العبور.

 

موسكو: مقتل طبيبة عسكرية روسية في قصف على مشفى ميداني في حلب

موسكو ـ ا ف ب: قتلت طبيبة عسكرية روسية وأصيب ممرضان روسيان ومدنيون سوريون في قصف قام به مقاتلون من فصائل معارضة على مستشفى ميداني في حلب، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الاثنين.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال ايغور كوناشنيكوف إن «طبيبة من الجيش الروسي قتلت بسقوط قذيفة بشكل مباشر على المستشفى. أصيب ممرضان بجروح بالغة أيضا، كما أصيب مدنيون كانوا حضروا لمعاينة الطبيبة».

 

لا مفاوضات روسية أميركية… وفرنسا تحذّر من “سورية المفيدة

لم يمض على إعلان روسيا عن مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الوضع في حلب، سوى يوم واحد، حتى أعلنت عن فشل المفاوضات المقرّرة بين الطرفين في جنيف، في وقت حذرت فرنسا من احتمال تقسيم سورية، وانتقدت ألمانيا “عجز” المجتمع الدولي.

فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، فشل مبادرة نظيره جون كيري حول تسوية الوضع في حلب، “بعد سحب الجانب الأميركي اقتراحاته” بهذا الشأن.

 

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند، في موسكو، إنّ “واشنطن أبلغت موسكو بسحب اقتراحاتها السابقة بشأن حلب، وبعدم إمكانية بدء المشاورات بهذا الشأن الأربعاء”.

 

وكان لافروف قد أعلن، أمس الإثنين، عن محادثات قريبة بين الروس والأميركيين، في جنيف، مرجّحاً بدءها اليوم الثلاثاء، أو صباح الأربعاء، بهدف وضع آليات خروج “كل مقاتلي” المعارضة من شرق حلب.

 

واليوم، قال وزير الخارجية الروسي، إنّ “اقتراح خروج المسلحين من شرق حلب ليس مطروحاً حالياً، لأنّ روسيا والولايات المتحدة لم تتوصلا إلى اتفاق بهذا الشأن”، متوعّداً في الوقت ذاته، مقاتلي المعارضة الذين رفضوا الخروج بأنّه “سيتم القضاء عليهم”.

واتهم لافروف واشنطن، بـ “التراجع للمرة الثانية منذ بداية سبتمبر/ أيلول الماضي عن التوصل إلى اتفاق حول تسوية الأزمة في حلب”، معتبراً أنّ هناك فشلا في إقامة “حوار جدي” مع الولايات المتحدة.

وأضاف لافروف أنّه لا يفهم “مَن يتخذ القرارات في واشنطن، لكن هناك، على ما يبدو، قوى تسعى إلى الإساءة لشخصية جون كيري”.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إنّ “الكرملين يأسف لأنّ رد فعل الولايات المتحدة، ودول أخرى على قصف مستشفى عسكري ميداني روسي في حلب كان محدوداً”.

 

وأضاف، بيسكوف، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين، “نأسف لأنّ رد فعل المجتمع الدولي بما في ذلك شركاؤنا بالولايات المتحدة متواضع جداً إزاء الفاجعة التي وقعت بالهجوم على المستشفى الميداني”.

 

ويأتي الموقف الروسي، غداة إجهاض موسكو وبكين، أمس الإثنين، مشروع قرار قدّمه أعضاء في مجلس الأمن الدولي بشأن حلب، يدعو إلى وقف القتال في المدينة بعد 24 ساعة من اتّخاذ القرار، وإعلان هدنة لا تقلّ مدّتها عن سبعة أيام، قابلة للتجديد. وهي المرة السادسة التي تستخدم فيها روسيا، حليفة النظام السوري، الفيتو حول سورية منذ مارس/ آذار 2011، والمرة الخامسة بالنسبة للصين.

في هذا الوقت، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، اليوم الثلاثاء، من احتمال تقسيم سورية، متحدّثاً عن جزء “سورية المفيدة” الذي سيكون تحت سيطرة النظام وحلفائه، والآخر “داعشستان” تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وقال إيرولت، في مقابلة مع إذاعة “آر اف اي”، “ليس لأنّ حلب ستسقط خلال أسابيع، سيتم حلّ قضية السلام”.

ولفت الوزير الفرنسي إلى أنّ “هناك منطق الحرب الإجمالي الذي يسعى للاستيلاء على كل سورية المفيدة” التي تشمل غرب البلاد، والمنطقة الممتدة من حلب إلى دمشق، ومنطقة اللاذقية الساحلية، ومدينة حمص.

وتابع “هذا الوضع المأساوي سيزداد سوءاً”، محذراً من أنّ “هذه الفوضى تهدّد الاستقرار في المنطقة، ولا تسمح بالقضاء على تهديد داعش”.

 

ونبّه إلى أنّ “مع هذه الحرب الشاملة، يلوح تقسيم سورية في الأفق، مع خطر تشكيل داعشستان بحانب سورية المفيدة”، متوقعاً أنّ “خطر التطرّف والإرهاب سيبقى في هذه المنطقة”. وشدّد الوزير الفرنسي على أنّ الحل الوحيد هو إجراء مفاوضات سياسية، مذكّراً بأنّ “المسار العسكري يؤدي إلى فوضى دائمة في هذه المنطقة”.

وفي المواقف، اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أنّ “عجز المجتمع الدولي عن مساعدة حلب عار”، مشيرة إلى مسؤولية النظام السوري وداعميه الروسي والإيراني.

وقالت ميركل، اليوم الثلاثاء، إنّ “حلب عار… من العار أنّنا غير قادرين على إقامة ممرات إنسانية، لكن يجب أن نستمر” في المحاولة.

 

يذكر أنّ باريس، قد أعلنت عن عقد اجتماع يضم الولايات المتحدة ودولاً أوروبية وعربية “ترفض منطق الحرب الشاملة” في سورية، السبت المقبل، في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، في العاصمة الفرنسية.

 

مسرحية مجلس الأمن لرفع العتب عن دم السوريين

لبنى سالم

لم يكن الفيتو المزدوج الذي رفعته كل من روسيا والصين، أمس الإثنين، في وجه قرار يقضي بوقف إطلاق النار في حلب، مفاجئاً للسوريين، الذين عبّروا عن استيائهم من لجوء العالم في كل مرّة إلى طرق مسدودة مسبقاً، وترك أهالي حلب يواجهون مصيرهم، في الوقت الذي يقف فيه العالم عاجزاً عن مساعدتهم.

 

وكتب محمد “‏فيتو روسي صيني ضد مشروع قرار مجلس الأمن، الذي يقترح هدنة في حلب؛ مانهم خسرانين، فلا الأرض أرضهم ولا الدماء دماء أطفالهم”. أما صخر بيطار فكتب “فيتو يعني أنكم لستم سوى عبيد نفعل بكم ما نشاء”.

وتساءل سامر “شفتو بحياتكون فيتو يمنع السلام؟ طول عمرو الفيتو هو لمنع الحرب وليس لمنع السلام. دنيا بالمقلوب”.

 

بدوره، رأى محمد فتوح أن “السؤال الحقيقي ليس عن استخدام روسيا حق الفيتو، إنما الذين يصرون على اللجوء لمجلس الأمن كخيار وحيد رغم معرفتهم بالفيتو الروسي.. يعني رفع عتب والسلام!”.

 

وقال حسام ملص “إن الفيتو المزدوج كان ضد وقف نزيف الدم، ولتستمر المسرحية. هل العالم عبارة عن دولتين فقط! العالم لا يفعل شيئا لحلب، ليس لأنهم عاجزون، بل لأنهم يريدونها أن تُستباح”.

 

وذكّر البعض بالقرارات الفاشلة السابقة في مجلس الأمن، فكتب هشام نجار “6 فيتو روسي + 5 فيتو صيني = 11 فيتو في خمسة أعوام. يعني 2 فيتو كل عام، يعني 1 فيتو كل ستة أشهر، نتيجة لم تحصل في تاريخ الأمم المتحدة ولا عصبة الأمم. هذه نتيجة ما كان لها أن تحصل.. لولا رغبة أميركية في مطمطة معاناة الشعب السوري وبالتالي قتل وتهديم أكثر ما يمكن من الشعب السوري وبنيته”.

 

وكتب زكريا “وليس غريباً على المجرمين سادس فيتو ضد الشعب السوري”. وسخر الصحافي محمد السلوم من الفيتو قائلاً “بتتذكروا أول فيتو؟ أول فيتو كان بيوجع أكتر الشي، بعدين تعودنا”. وسخر وائل “هل تفاجأتم؟ يبدو أن الغرب تفاجأ”.

 

وتساءل كثيرون عن جدوى ما يحدث في مجلس الأمن طوال السنوات الماضية طالما لم يستطع أن يغير شيئاً على الأرض، كتب محمد حلب “ما هو معنى مجلس الأمن إذا كان هناك شيء يسمى فيتو، إنها قمة المهازل في زمن الحضاره”.

 

 

وكتب صادق أبو حامد “يعني شو هالمسرحية المملة، علاقته بسورية لا تتبدل، مشروع، نقاش، اختلاف، فيتو، وهكذا، بس انه مين متوقع موسكو ما تستخدم الفيتو ضد قرار مش عاجبها، ولشو معناها عم تتقدم هالمشاريع.. رفع عتب مثلاً!”.

 

كما تساءل محمد العبد الله “ما مبرر الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الأمن طالما الكل بيعرف إنو هناك فيتو روسي”.

 

واعتبر حسن هاشمي أن “قمة قذارة الإجرام حين يستخدم الدواء والغذاء مقابل التركيع والموقف السياسي.. هذا مما يصنف جريمة حرب، وجرائم ضد الإنسانية.. و #مجلس_الأمن شاهد على ذلك”.

 

أما الكاتب مشعل العدوي فاعتبر الفيتو الصيني يعود إلى ما يحدث في تايوان، وكتب “كان كافياً الفيتو الروسي لإسقاط القرار بمجلس الأمن ولم تكن الصين بحاجة لتعلن فيتو إضافيا، إلا أن الصين رغبت بأن ترد على طريقتها على موقف ترامب الذي استفز الصين بحديثه الهاتفي مع الرئيس التايواني من جهة واستفزازه للصين من خلال انتقاده لسياسات الصين الخارجيه والعسكريه. يبدو اننا سنشهد توتراً عالمياً جديداً بعد التوتر من اجل أوكرانيا والقرم، وسينعكس ذلك على الواقع السوري”.

 

روسيا والصين تجهضان مشروع قرار بشأن حلب بمجلس الأمن

نيويورك ــ العربي الجديد

أجهضت روسيا والصين، اليوم الاثنين، مشروع القرار الذي قدّمه أعضاء في مجلس الأمن الدولي بشأن حلب، والذي يدعو إلى وقف القتال في المدينة بعد 24 ساعة من اتّخاذ القرار، وإعلان هدنة لا تقلّ مدّتها عن سبعة أيام، قابلة للتجديد.

وامتنعت أنغولا عن التصويت ووافقت عليه الدول الإحدى عشرة البقية من أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 دولة.

واستبق سفير روسيا إلى مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، التصويت بالقول إن “مشروع القرار الحالي لا يشير إلى انسحاب المقاتلين من شرقي حلب”، مضيفاً أن “روسيا لا يمكنها تأييد مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن”.

وعملت على نص المشروع كل من مصر ونيوزيلندا وإسبانيا، التي تسلّمت رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، بعد مفاوضات طويلة مع روسيا.

 

ويدعو مشروع القرار “جميع أطراف النزاع السوري، إلى التوقف، بعد 24 ساعة من اتخاذ هذا القرار، عن جميع الهجمات في مدينة حلب، بما في ذلك قذائف الهاون، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والقصف والغارات الجوية، وذلك بغية السماح بمعالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة لمدة 7 أيام”.

ويُعرب مشروع القرار عن اعتزامه النظر في تمديد تلك الفترة لمدة 7 أيام على أساس متكرّر. ويطالب جميع الأطراف، بالسماح بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق وبشكل فوري وآمن ومستدام إلى حلب.

 

“السيل التركي” على طاولة لقاء مدفيديف ويلدريم في روسيا

موسكو – العربي الجديد

يستقبل رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، اليوم الثلاثاء، نظيره التركي، بن علي يلدريم، الذي يقوم بزيارة عمل إلى روسيا هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه في مايو/أيار الماضي.

ويتضمن جدول أعمال اللقاء مناقشة تحقيق مشاريع مشتركة، وفي مقدمتها خط “السيل التركي” لنقل الغاز عبر البحر الأسود، ومحطة “أك كويو النووية”، إذ تم استئناف العمل على هذين المشروعين بعد حل أزمة إسقاط الطائرة الحربية الروسية على الحدود السورية التركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

وأوضح نائب رئيس الوزراء الروسي، سيرغي بريخودكو، للصحافيين أن اللقاء سيتطرق إلى قضايا العلاقات الاقتصادية، والتعاون في مجال النفط والغاز والطاقة النووية، والاستثمار، والصناعة، والزراعة، والتكنولوجيا المتقدمة، والعلاقات الإنسانية، دون أن يسفر عن اتخاذ قرارات محددة.

وقال بريخودكو: “نأمل في أنه تم طي صفحة الأزمة في علاقاتنا الثنائية ونحن مستعدون لاستئناف التعاون المتكامل على أساس أخذ المصالح المتبادلة بعين الاعتبار والبراغماتية”.

وأضاف: “لا نعتزم التوقيع على أي وثائق في إطار هذه الزيارة أو الإعلان عن أي قرارات سياسية أو اقتصادية”.

وإلى جانب مدفيديف، سيشارك في المباحثات من الجانب الروسي نائب رئيس الوزراء، أركادي دفوكوفيتش، ووزير الصناعة والتجارة، دينيس مانتوروف، ووزير الطاقة، ألكسندر نوفاك، ورئيس شركة “غازبروم” الروسية، أليكسي ميلر، وغيرهم.

وقبل لقائه مع مدفيديف، يجتمع يلدريم مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، وسيستقبله مساء اليوم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كما سيتوجه يلدريم في إطار زيارته إلى مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان.

 

اختفاء حساب الطفلة السورية بانا العبد…بعد تغريدة “النظام سيعتقلنا

اختفى حساب الطفلة السورية بانا العبد (7 سنوات)، عن موقع “تويتر”، بعد تغريدةٍ لوالدتها تُشير فيها إلى أنّ “الجيش السوري سيعتقلنا”، فيما لم يُعرف مصيرهما حتى الآن.

وقالت والدة الطفلة، فاطمة، في آخر تغريدة لها، أمس الأحد: “نحن أكيدون أنّ الجيش يلقي القبض علينا الآن. سنرى بعضنا بعد يوم آخر أيها العالم. وداعاً”.

وأطلق مستخدمو “تويتر” وسمي #PrayForBana (صلّوا لبانا) و#whereisbana (أين بانا). ونشر المغردون صوراً لبانا وتغريداتها، داعين للصلاة لها، بينما لم يعرفوا ماذا كان مصيرها.

وكانت  والدة الطفلة قد كتبت على الحساب، الأسبوع الماضي “آخر رسالة: تحت القصف العنيف، لا يمكننا أن نحيا بعد الآن. عندما نموت، اكتبوا عن حياة المئتي ألف الآخرين. وداعاً”.

ووثّق موقع “تويتر” حساب الطفلة بالعلامة الزرقاء. كما تحظى بأكثر من 132 ألف متابع.

وتحدثت بانا عبر “تويتر”، لموقع “ماشابل”، الأسبوع الماضي، قائلةً إنّهم هُجّروا من بيتهم بعد قصف النظام له، مضيفةً “لا زلنا في حلب، لا نستطيع أن نذهب إلى مناطق النظام، سيقتلوننا. لقد تلقّينا تهديدات كثيرة بالقتل”.

 

عملاء النظام في حلب الشرقية

خالد الخطيب

على الرغم من وجاهة الأسباب المتداولة حول الانهيار المفاجئ في دفاعات المعارضة وانسحابها أمام تقدم المليشيات البري؛ من اتباعها لسياسة الأرض المحروقة واستحالة بقاء المعارضة في مواقعها أمام الكم الهائل من النيران المعادية جواً وبراً، والأعداد الكبيرة من المقاتلين الذين زجت بهم مليشيات “حزب الله” اللبناني و”حركة النجباء” العراقية والأفغان و”الحرس الثوري” الإيراني و”القوات الخاصة” الروسية. إلا أن كل ذلك غير كافٍ لتفسير ما حدث بالضبط.

 

فالمعارضة خسرت 10 أحياء في القسم الشمالي من حلب الشرقية، مطلع كانون الأول/ديسمبر، في وقت قياسي، لصالح مليشيات النظام و”وحدات حماية الشعب” الكردية. الصدمة ساهمت في انهيار جزئي في صفوف المعارضة، وأثرت بشكل سلبي على معنوياتها ومعنويات حاضنتها الاجتماعية.

 

ومن المفترض أن تكون الأحياء الشمالية -بوابة الدخول الأولى للمعارضة نحو قلب المدينة منتصف العام 2012- من أكثر المواقع المحصنة والموالية للمعارضة والتي صدّرت أعداداً كبيرة من المقاتلين الذين انضموا لفصائل مختلفة خلال السنوات الماضية. وكان القسم الشمالي يفيض بعدد كبير من المقرات العسكرية والمحاكم والهيئات المدنية والخدمية التابعة للمعارضة، خصوصاً حي مساكن هنانو الأكبر، ذي الطراز العمراني الحديث والمتين والذي كان من الممكن أن يساعد المعارضة على الاحتماء من الضربات، جوية كانت أو مدفعية وصاروخية

 

إلا أن الأيام الأولى من تقدم المليشيات في الأحياء الشمالية، في مساكن هنانو ومحيطها، أثبتت أن المعارضة كانت مُخترقة على أكثر من صعيد، وهناك عملاء للنظام و”وحدات الحماية” الكردية، ممن كانوا ينقلون الصورة بحذافيرها عن وضع المعارضة ميدانياً، وأعداد مقاتليها ومواقع تمركزهم، وكميات الذخائر وشكل التحصينات الهندسية التي كانت شبه معدومة، بطبيعة الحال.

 

الدلائل أشارت إلى أن الاختراقات موجودة، إذ حصلت رمايات جوية ومدفعية وصاروخية، على معاقل ومقار المعارضة المتقدمة قرب جبهات القتال، بدقة عالية، خسرت على إثرها المعارضة عدداً من مقاتليها. الأمر الذي أثر بشكل سلبي على معنوياتها التي انهارت بشكل تدريجي بسبب الفوضى، ووقوعها فريسة ثلاث قوى؛ مليشيات النظام، و”وحدات الحماية”، والخلايا التي تسببت بالفوضى بين صفوفها في مناطق سيطرة المعارضة.

 

القائد العسكري في “جيش المجاهدين” النقيب أمين ملحيس، أكد لـ”المدن”، أن النظام عمل بشكل مكثّف على العامل النفسي، وبث الروح الانهزامية لدى مقاتلي المعارضة والمدنيين على حد سواء، خلال الأيام الأولى من الهجوم البري العنيف والقصف المتواصل الذي روع المدنيين وأفزعهم. ودفع ذلك الناس إلى الخروج حتى إن كان ثمن ذلك الاعتقال والمصير المجهول.

 

وبالطبع كان للخلايا التابعة للنظام في المناطق الخارجة عن سيطرته دور في بثّ الروح الانهزامية، وإشاعة الفوضى، ناهيك عن تزويد النظام بمعلومات عسكرية مكنته من مفاجأة المعارضة في أكثر من موقف.

 

وأشار النقيب أمين إلى أن المعارضة اتخذت خطوات احترازية لعدم تكرار الفوضى التي حصلت، وقطع الطريق على العملاء إن بقي منهم أحد، لأن معظمهم فرّ إلى مناطق النظام، ومنهم من التحق بصفوف مليشياته، وآخرين استقروا في مناطق سيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية في الشيخ مقصود وعين التل وغيرها من الأحياء التي تمددت إليها “الوحدات” بعدما تقاسمت السيطرة على القسم الشمالي من الأحياء الشرقية المحاصرة مع النظام.

 

ويشير النقيب أمين إلى أن الهدف الرئيس من اجراءات المعارضة التي من المفترض أن تمنع تكرار السيناريو الماضي، هو حماية المدنيين الذين بقوا في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، وتحديداً فئة الشباب لأن كثيراً ممن غادر نحو مناطق سيطرة النظام، قد اعتقل، إذ كانوا يعتقدون، بحسب النقيب أمين، أن النظام سوف يصدق ويتركهم وشأنهم بحسب دعايته التي كان يروّجها في الأحياء الشمالية الشرقية من المدينة.

 

وربما كان حال الذين توجهوا نحو مواقع سيطرة “وحدات الحماية” أفضل كثيراً ممن بقوا في منازلهم ينتظرون مليشيات النظام لتسيطر على الأحياء التي يقطونها، أو من أولئك الذين توجهوا إلى مناطق سيطرة النظام، وهم بالآلاف خلال الأسبوع الماضي. ورغم توثيق حالات اعتقال، وإعدام ميداني لبعض الأشخاص من قبل مقاتلي “وحدات الحماية”، إلا أن عدداً كبيراً من العائلات تمكن من العبور من مناطق سيطرتهم في حلب إلى عفرين ومنها إلى ريف حلب الشمالي بعدما دفعت مبالغ مالية، ليست بالكبيرة.

 

الناشط الكردي، مشعل ابراهيم، وصف لـ”المدن” ما جرى بالمشهد المتوقع، لأن بقايا “جيش الثوار” المنضمة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية تحت مظلة “قوات سوريا الديموقراطية” كانت جاهزة لتنفيذ المهام الموكلة إليها في الأحياء المواجهة لحي الشيخ مقصود؛ في عين التل وبستان الباشا والشيخ فارس والحيدرية، والانقضاض على المعارضة في الوقت المناسب.

 

وأشار ابراهيم إلى أن موالين لتنظيم “الدولة الإسلامية” -قبل طرده من المدينة- شوهدوا مع مليشيات النظام أثناء السيطرة على القسم الشمالي من الأحياء الشرقية المحاصرة، ومن بينهم أفراد من عائلة غول أغاسي “أبو القعقاع” المعروف بعمالته للنظام الذي قتله منذ سنوات. بالإضافة إلى شخصيات معروفة في حيي الصاخور والحيدرية، لها حضور اجتماعي كبير.

 

وكانت بعض المؤسسات الخدمية المعارضة كـ”مجلس المدينة” ومجالس الأحياء، مخترقة، إذ التحقت شخصيات معروفة منها كانت تتقلد مناصب اعتبارية وتنفيذية في صفوف المعارضة، بالنظام، فور فتح ممرات لخروج الناس الذين ظهر أن بعضهم على دراية أيضاً بأن هناك مخرجاً سيفتح قريباً. كل ذلك بالطبع بفضل الشبكات النشطة التي كانت تهييء نفسها للمرحلة الجديدة.

 

والمفاجأة أن أعضاء من “مجلس مدينة حلب الحرة”، الذي يعتبر أعلى هيئة مدنية معارضة في المدينة تقدم الخدمات وترعى شؤون المدنيين، قد وصلوا مع عائلاتهم إلى مناطق سيطرة النظام في حلب الغربية، ومن بينهم عضو “المجلس المحلي لمدينة حلب” المهندس محمد حيو، وعضو المجلس المنتسب لهيئة “محامو حلب الأحرار” المحامي محمود حيو، بالإضافة إلى رئيس “دائرة الصيانة” في “المجلس المحلي” المهندس عبد الرزاق الحسين.

 

مجالس الأحياء كان لها نصيب أيضاً، حيث التحق رئيس “مجلس ثوار القاطرجي” مازن الشيخ، بمناطق سيطرة النظام، ومثله شخصيات معروفة في الأحياء الشرقية تعمل في أعمال إغاثية وطبية وقضائية. وغيّر معظمهم من ملامحه المعتادة، وحلق أغلبهم الذقون التي كانت السمة الغالبة عليهم. وتؤكد مصادر أن بعض الأشخاص تم القاء القبض عليهم بعد أن غيّروا ملامحهم ممن كانوا ينوون دخول مناطق سيطرة النظام، ومعظمهم موظفون في دوائر رسمية معارضة خدمية وتعليمية وغيرها.

 

مدير “مكتب المتابعة” في الجيش السوري الحر في حلب باسم الحلبي، في حديثه لـ”المدن”، قلل من أهمية ما حدث، وأكد أن العامل الحربي هو السبب في خسارة المعارضة لعدد كبير من الأحياء. وبرأيه فقد تمتعت المليشيات بدعم ناري كبير مكّنها من التقدم، وحرم المعارضة من امكانية الصمود أكثر في مواقعها. واعتبر الحلبي أن الانشقاقات التي حدثت تصرفات فردية سيدفع أصحابها الثمن لأنهم ظنوا بأن النظام سيكافئهم على فعلتهم.

 

الحلبي أوضح أن جزءاً من المدنيين الذين صوّرهم إعلام النظام في وسائل إعلامه، معبرين عن فرحتهم بدخول مليشيات النظام أو الوصول إلى مناطق سيطرته، كانوا بالأصل موالين للنظام ينتظرون هذه اللحظة منذ سنوات. أما الغالبية العظمى من المدنيين الذين أجبروا على الخروج وسلكوا طريق العودة إلى “حضن الوطن” لأن ما من خيار آخر لهم في ظل الجوع والحصار والقصف المستمر الذي قتل وجرح أكثر ثلاثة آلاف شخص في أسبوعين فقط، بعدما عانى الآلاف من ظروف إنسانية صعبة. الحلبي أشار إلى أن هناك عائلات بأكملها “علمنا أنها اعتقلت وتم اقتيادها لفروع الأمن في حلب”.

 

ولا يمكن حسم عمالة كل العائدين إلى سلطة النظام في حلب، أي العاملين في القطاعات الخدمية والثورية المختلفة للمعارضة. فالوضع في الداخل الحلبي المحاصر مأساوي للغاية، ويعود قرار العودة إلى “حضن النظام” لدى كثيرين من العائدين إلى اعتبارات السلامة والكفاف لعائلاتهم على أقل تقدير، والخروج من الجحيم الذين كانوا يعيشونه بفعل آلة الموت المسلطة على رؤوسهم.

 

وفي الوقت ذاته، لا يمكن إغفال دور الخلايا المجندة لصالح مليشيات النظام و”وحدات الحماية”، في انهيار القسم الشمالي من الأحياء الشرقية. فالشخصيات التي تم ذكرها كانت تصول وتجول في مناطق المعارضة وتفرض رأيها في أكثر الأمور حساسية وهي تعرف تماماً كل شيء عن المعارضة؛ خططها ومشاكلها والصعوبات التي تواجهها في ظل الحصار، وكذلك معسكراتها ومستودعات تموينها. وأياً تكن النوايا لدى المنشقين، فإنهم أضروا بشكل كبير بالمعارضة في هذا الوقت الحرج، بعدما أثبتت التطورات الأخيرة أن صفوف المعارضة واهنة وسهلة الاختراق. ولا يقتصر الأمر على الجانب العسكري الذي لطالما كان المعارضون يلقون اللائمة عليه عند كل نكسة.

 

وتتراشق المعارضة في الكواليس الاتهامات حول مسببات ما جرى، وكيف دخل هؤلاء جسم المعارضة؟ وعينوا في مواقع حساسة في قطاعات مختلفة؟ البعض يتهم “الاخوان المسلمين” ويحملهم جزءاً من المسؤولية بسبب استقطاب شخوص أياً تكن خلفياتهم على أن يقدموا الطاعة، وتحقق الجماعة من خلالهم الوجود والغلبة على التيارات الأخرى في المجالس والهيئات الصورية والتنفيذية. والبعض راح يتهم هيئات كـ”محامو حلب الأحرار” و”مجلس المدينة”، لضمّها شخصيات تاريخها مجهول، تم اختيارها بغض النظر عن المعايير الواجب توفرها، كالولاء للثورة ومؤسساتها.

 

الفيتو الروسي الصيني في مجلس الامن:لا هدنة في حلب

أفشلت روسيا والصين مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بهدنة لمدة 7 أيام في مدينة حلب، باستخدامهما حق النقض. وهذه هي المرة السادسة التي تعرقل فيها روسيا مشروع قرار دولي حول سوريا، والخامسة للصين، منذ اندلاع الأزمة في 2011.

 

وفي الجلسة التي عُقدت مساء الإثنين، صوتت فنزويلا ضد مشروع القرار الذي صاغته نيوزيلندا ومصر وإسبانيا، وامتنعت أنغولا عن التصويت، فيما صوّتت الدول الـ11 المتبقية لصالح المشروع.

 

وعقب عرقلة القرار، أصدرت الخارجية المصرية بياناً اعتبرت فيه أنه تم استعجال طرح مشروع القرار على التصويت، وأنها “كانت تفضل استمرار عملية التشاور حول المشروع لضمان تحقيق التوافق الكامل بين أعضاء مجلس الأمن عليه، لاسيما وأن مصر قد بذلت جهوداً كبيرة على مدار الأسابيع الماضية بالتشاور مع أعضاء المجلس لتقريب وجهات النظر حول مشروع القرار”. وأضاف البيان “إلا أن بعض الدول الأعضاء أصرت على طرح المشروع للتصويت في صورته الحالية التي لم تكن تحظى بموافقة كافة الدول”.

 

وتابع البيان، أن مصر سعت لتأمين التوافق المطلوب على القرار “إيماناً بأولوية التعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية في حلب، واتساقاً مع الموقف المصري الواضح منذ بداية الأزمة بضرورة وضع حد لمعاناة الشعب السوري وأن يسمو الجميع فوق أية اعتبارات، وهو ما أدى إلى إدخال تعديلات جوهرية على المشروع، إلا أن مجلس الأمن فشل مرة أخرى دون تحقيق الهدف المطلوب”.

 

وكانت موسكو قد هاجمت مشروع القرار، واعتبرت أن أي هدنة في حلب ستسمح لمقاتلي المعارضة بإعادة تنظيم صفوفهم وطالبت بإتاحة الوقت للمحادثات الجارية بينها وبين واشنطن. وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن “مثل هذه الهدنة ستُستخدم لتعزيز ذخيرتهم وتقوية مواقعهم وهذا سيؤدي فقط إلى زيادة معاناة المدنيين”.

 

واعتبر تشوركين أنه ينبغي تأجيل التحرّك في مجلس الأمن من أجل إتاحة الوقت للمحادثات الثنائية حول سوريا بين واشنطن وموسكو، التي أعلن عنها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في وقت سابق الإثنين.

 

في المقابل، قالت نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ميشال سيسون، إن الموقف الروسي حيال مشروع القرار يشكل “عذراً وهمياً”، واتهمت موسكو بعرقلة المساعي الدولية “لأن روسيا تركز في الحفاظ على مكاسبها العسكرية أكثر من مساعدة مواطني حلب”. وأضافت سيسون “لن ندع روسيا تخدع مجلس الأمن هذا بينما ننتظر حلاً وسطاً من الروس لا يبدو أنه سيتحقق أبدا”.

 

من جهته، عبّر المندوب البريطاني ماثيو ريكروفت عن “اندهاشه” من انضمام الصين إلى روسيا في معارضة القرار، وقال إنهما اختارتا استخدام حق النقض “ليس بسبب الحاجة لمزيد من المشاورات وإنما بسبب ثقتهما الطويلة الأمد والتي ليست في محلها في طاغية قتل نحو نصف مليون من أبناء شعبه”

 

حلب: حرب المستشفيات الميدانية بين المعارضة والنظام والروس

أكمل ناشطون في بلدتي كفريا والفوعة مشاهد بثها تنظيم “أحرار الشام”، توثق استهداف البلدتين المحاصرتين في محافظة ادلب. فقد نشر “أحرار الشام” فيديو يظهر انطلاق صواريخ الغراد باتجاه البلدتين، فيما صور ناشطون في الفوعة لحظات سقوط الصواريخ على البلدة، ليكون بذلك مشهداً متكاملاً، يكان يكون الاول في الحرب السورية منذ خمس سنوات، كون الطرف الآخر في النزاع، يستكمل المشهد الحي، وكل يوثق من ناحيته.

 

والمشهد، جزء من حرب توثيق استهداف المستشفيات الميدانية التي انطلقت في الشمال السوري. فبعد أن واظبت مواقع المعارضة على نقل صور حية من استهداف النظام والطائرات الروسية للمستشفيات الميدانية في حلب، وإخراجها عن الخدمة، اتبع النظام السوري والجيش الروسي الاستراتيجية نفسها.

 

آخر مشاهد تلك الحرب، تمثلت في الصور التي بثتها صفحات بلدتي كفريا والفوعة، حيث قال الناشطون ان المستشفى الميداني الوحيد في الفوعة، وهو المستشفى الوحيد في البلدتين، قُصف بعدد من صواريخ الفيل وغراد، وخرج عن الخدمة. ونشرت صور تظهر أطفال وعجّز مصابين جراء القصف.

 

وجاء نشر الصور، بعد ساعات على نشر وسائل اعلام روسية مقطع فيديو يوثق استهداف المستشفى العسكري الميداني في حلب، التابع للقوات الروسية، ومقتل عاملتين روسيتين فيه جراء القصف.

 

والكشف عن اصابة المستشفى الروسي، يُراد منه، بصرياً، التأكيد الروسي بأن الهدف كان مرفقاً طبياً وليس قاعدة عسكرية. فقد تنقلت الكاميرا بين الخيام التي تحمل شعار الصليب الاحمر، وما بداخلها من معدات طبية، فضلاً عن أن كاميرا متصلة بطائرة درون، تكفلت بنقل الصورة من الجو لاظهار ما يحتويه المخيم. فضلاً عن أن الهدف الابرز، هو حشد رأي عام دولي ضد قوات المعارضة، يبيح لموسكو الرد واستكمال تغطية العمليات العسكرية في حلب، رغم الانتقادات الدولية. وقد سارعت وسائل الاعلام الروسية للقول ان القتيلتين والممرضتين اللتين اصيبتا في المستشفى المتنقل، كن يتحضرن لاستقبال حافلة تقل اطفالاً من المرضى المحتاجين للعلاج.

 

روسيا: عدنا إلى الصفر في حلب

أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة “سحبت مقترحاتها” السابقة حول تسوية الوضع في حلب، واتهمها بـ”المماطلة” في شأن انسحاب مقاتلي المعارضة السورية من شرق حلب، بعدما ألغى خبراء أميركيون اجتماعاً كان مرتقباً في جنيف مع نظراء روسيين.

 

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو، الثلاثاء “لقد فهمنا أنه من المتعذر إجراء مناقشة جدية مع شركائنا الأميركيين” بشأن حلب، وتابع “أمس (الاثنين) تلقينا فجأة رسالة تقول إنهم للأسف لا يمكنهم عقد لقاء معنا غداً لأنهم غيروا رأيهم وسحبوا الوثيقة (..) والآن لديهم وثيقة جديدة تعيد كل شيء إلى نقطة الصفر”.

 

واتهم لافروف الأميركيين بالسعي إلى هدنة في حلب من أجل “كسب الوقت” حتى تتمكن الفصائل المقاتلة من “استعادة انفاسها”، وذلك بعد ساعات من إفشال روسيا والصين مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى هدنة لمدة أسبوع في حلب.

 

في غضون ذلك، أعلنت الخارجية السورية رفض دمشق “أي محاولة من أي جهة كانت” لوقف إطلاق النار في شرق حلب ما لم تتضمن خروج جميع “الإرهابيين” منها. وتابعت الخارجية في بيان، نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، أن الحكومة “لن تترك مواطنيها في شرق حلب رهينة لدى الإرهابيين وستبذل كل جهد ممكن لتحريرهم”.

 

جيش الثورة” في درعا.. بديل عن “الجبهة الجنوبية”؟

عمر البلخي

أعلنت أربعة من أكبر الفصائل العسكرية التابعة للجيش السوري الحر في محافظة درعا، الأحد، إقامة تحالف عسكري واحد باسم “جيش الثورة”. والفصائل المنضوية في التحالف الجديد هي “جيش اليرموك” و”المهاجرين والانصار” و”جيش المعتز بالله” و”الحسن بن علي”، بقيادة النقيب المنشق إياد قدور، قائد “الانصار والمهاجرين” سابقاً. وتعتبر هذه الفصائل العسكرية من أقدم التشكيلات العسكرية في الجنوب السوري، وتملك أعداداً كبيرة من المقاتلين، وكميات ضخمة من السلاح بكافة انواعه، وتعتبر من الفصائل الاساسية في أي عمل عسكري في المنطقة الجنوبية.

 

الناطق العسكري باسم “جيش الثورة” أبو بكر الحسن، قال لـ”المدن”، إن التحالف من ضمن تشكيلات الجيش الحر، ويتبنى أفكار وأعراف الثورة السورية، والشروط الأساسية للانضمام له هي “الإيمان بقضية الثورة السورية والابتعاد عن التطرف”. وأضاف الحسن أن الهدف من تشكيل “جيش الثورة”، استراتيجية ومرحلية؛ أما الأهداف الاستراتيجية فهي المساهمة في اسقاط نظام الأسد وتنظيم “داعش” وجميع التنظيمات المشابهة، والأهداف المرحلية هي تعزيز نقاط الدفاع والمؤازرة وفك الحصار عن المناطق المحاصرة. كما أن للتحالف أهدافاً عسكرية سيتم العمل عليها ضد قوات النظام، والأمر بحسب الحسن، يرتبط بتقدير الأهمية النسبية لتلك الأهداف.

 

ويتمتع الجيش بامكانيات كبيرة فهو يمتلك ما يزيد على عشرة آلاف مقاتل وعشرات المدافع والدبابات وكميات من السلاح المضاد للدروع روسية الصنع تم اغتنامها في معارك سابقة مع قوات النظام، بالإضافة إلى مضادات الدروع الأميركية من طراز “تاو” التي تلقتها فصائل الجيش كدعم عسكري.

 

وكانت “الجبهة الجنوبية” قد تعرضت مؤخراً لضغوط خارجية لتوحيد الفصائل العسكرية فيها، وكان آخرها تقسيم المنطقة الجنوبية لأربعة قطاعات عسكرية، واختيار فصيل عسكري في كل قطاع لتندمج باقي الفصائل معه، لكن لم يكتب النجاح لتلك المحاولة بعد رفضها من قبل الفصائل العسكرية في الداخل على الرغم من أن “جيش اليرموك” أحد أهم التشكيلات العسكرية في “جيش الثورة” كان يرأس أحد تلك القطاعات. وتشكيل تحالف “جيش الثورة” قد ينهي ذلك التقسيم والقطاعات العسكرية التابعة له.

 

الحسن أكد أن تشكيل هذا التحالف هو مشروع داخلي صرف، نتج عن تفاهم عدد من الفصائل في الداخل، ولا يتلقى أي دعم خارجي بالسلاح، ولم يتلقَ أي وعود بالدعم حتى الآن، وهو يعتمد على دعم الفصائل الخاص. كما أن جميع فصائل “جيش الثورة” هي من تشكيلات “الجبهة الجنوبية”، لذا فإن تشكيله لا يشكل انشقاقاً عن “الجبهة الجنوبية”، وإنما هو جزء منها.

 

الفصائل المشكلة لـ”جيش الثورة”، تعتبر حالياً فصائل مستقلة ولا تتلقى دعماً عسكرياً أو مالياً من الخارج. وكان “جيش اليرموك” و”المهاجرين والانصار” قد أبعدا منذ فترة طويلة من “غرفة الموك”، أما قائد “جيش المعتز بالله” فقد كان قائداً لـ”الجبهة الجنوبية” المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

 

وينتشر “جيش الثورة” في أغلب مناطق محافظة درعا، من الشرق إلى الغرب، ويسيطر على مناطق استراتيجية وجبهات قوية مع قوات النظام، ويتمركز على الخاصرة الغربية من محافظة درعا ممثلاً بـ”جيش المعتز” والذي يسيطر على منطقة المزيريب، كما يسيطر على معبر نصيب الحدودي.

 

الناشط الإعلامي أحمد العبدالله، قال لـ”المدن”، إن تشكيل هذا التحالف هو مطلب الشارع الثوري منذ بداية الثورة السورية، لنبذ الفرقة والتوحد، وهو نقطة مهمة في دفع بقية الفصائل العسكرية لرص الصفوف والاندماج في تشكيلات كبيرة ومؤثرة. وتعتبر الفصائل المنضوية في “جيش الثورة”، من أقوى الفصائل في الجنوب السوري، وهي من أول الفصائل التي تلقت دعماً خارجياً بالسلاح المضاد للدروع من نوع “السهم الأحمر” ومن ثم صواريخ “تاو”.

 

وتعرض التشكيل الجديد لانتقادات من الشارع المؤيد للثورة السورية في محافظة درعا، بعد الجمود لفترات طويلة في أغلب الجبهات مع قوات النظام. وطالب النشطاء “جيش الثورة” بالاسراع في فتح معارك جديدة، واندماج جميع الفصائل تحت مسمى واحد.

 

كما أشار ناشطون إلى أن هذا التحالف اقتصر على عدد من الفصائل، بينما لم يتم التشاور مع فصائل آخرى كبيرة مثل “ألوية شباب السنة” و”فرقة فلوجة حوران”. بينما وجّه البعض انتقاداً لهذا التحالف، على خلفية تسمية النقيب إياد قدور قائداً له، على الرغم من وجود عدد كبير من الضباط المنشقين ذوي الرتب العالية في المنطقة الجنوبية.

 

تشكيل تحالف “جيش الثورة” هو نقطة مهمة تنتظر التنفيذ العملي على الأرض، من خلال فتح جبهات ومعارك جديّة مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها. والنقطة الأهم في هذا التحالف هي إعادة القيادات العسكرية المنشقة إلى الواجهة، واسناد قيادته إلى النقيب إياد قدور.

 

حلب: مليشيات النظام تؤمن طريق المطار.. والمعارضة تتقاتل

خالد الخطيب

مُنيت المعارضة المسلحة في أحياء حلب الشرقية المحاصرة، بهزائم متتالية خلال الساعات الـ72 الماضية، لصالح مليشيات النظام التي تمكنت من قضم المزيد من المواقع وبسطت سيطرتها على أحياء بأكملها في القسم الأوسط من المدينة المقابل لأحياء حلب القديمة. رأس الحربة المتقدم للمليشيات لم يعد يفصله سوى بضع مئات الأمتار للوصول إلى قلب المدينة التاريخي حيث تتقاسم المعارضة والمليشيات السيطرة على أحياء محيط القلعة. فالمليشيات وصلت دوار قاضي عسكر وسيطرت على مستشفى العيون، وتجمع المباني الضخم المحيط به، في بداية للتوغل في الأحياء التاريخية.

 

هجوم المليشيات العنيف استهدف بشكل رئيس المحاور المؤدية إلى المجمع الطبي مستشفى العيون قرب دوار قاضي عسكر، مروراً بحيي الجزماتي وكرم الطحان، وأجزاء واسعة من أحياء كرم القاطرجي وكرم الميسر وضهرة عواد وطريق الباب. واستخدمت المليشيات في تقدمها الدبابات والمدرعات التي نفذت بشكل مستمر رمايات ضد مواقع المعارضة التي سرعان ما انسحبت بسبب الضغط الناري الكبير، بالإضافة للأعداد القليلة التي كانت تقاتل في هذه المحاور.

 

واختارت المليشيات الخاصرة الرخوة للمعارضة في عملياتها الجديدة، بعدما فشلت أكثر من مرة في التقدم في محور الشيخ لطفي وتلة الشرطة جنوب شرقي المدينة. واستقدمت المليشيات تعزيزات إضافية من “النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني و”القوات الخاصة” الروسية. ويعود التقدم السريع للمليشيات لاتباعها سياسة الأرض المحروقة، وتنفيذ رمايات مدفعية وصاروخية بمعدلات هائلة تجاوزت 1000 قذيفة خلال الساعة الواحدة، خصوصاً إذا ما واجهت مقاومة من بعض جيوب المعارضة المتحصنة.

 

وتركز قصف المليشيات بالمدفعية والصواريخ والهاون، الأحد/ الاثنين، على أحياء الشعار وكرم الجبل والمرجة والشيخ لطفي والشعار وقارلق والمشاطية وأقيول وباب الحديد وقاضي عسكر والجبيلة والهزازة والألمجي والجديدة والفرافرة وجب قرامن وكرم القاطرجي وباب النيرب والمعادي والصالحين. كما نفذ طيران النظام المروحي غارات على معظم الأحياء القريبة من خطوط الاشتباك، وألقى عشرات البراميل المتفجرة، ما تسبب في مقتل وجرح 50 مدنياً على الأقل. وردت المعارضة بقصف مدفعي وبالهاون طال مواقع المليشيات في القسم الغربي من المدينة، واستهدفت أحياء المشارقة وسيف الدولة وصلاح الدين والأعظمية وساحة سعدالله الجابري ومبنى فرع الحزب والقصر البلدي. وتسبب قصف المعارضة لمواقع مليشيات النظام في مقتل عدد من المدنيين.

 

وتمكنت المليشيات من تشتيت المعارضة من خلال اشغال أكثر من جبهة ومحور، على جانبي المحور الرئيسي للعمليات المتوجه نحو مستشفى العيون. وشهدت الجبهات الشمالية من حي الشعار، والغربية من كرم الجبل، معارك واشتباكات عنيفة، وقصفاً متبادلاً بالأسلحة الثقيلة، الأمر الذي منع المعارضة من إرسال أي دعم للجبهات القريبة التي تتعرض لانهيارات متلاحقة.

 

وفي الجنوب الغربي كانت محاور القتال في الشيخ سعيد تشهد معارك كر وفر بين الطرفين، وتحاول المليشيات التقدم في الحي الذي خسرت معظم مواقعها فيه لحساب المعارضة، الجمعة، بعدما شنّت المعارضة هجوماً عكسياً كبدت خلاله مليشيا “النجباء” خسائر كبيرة تجاوزت 50 قتيلاً بين مقاتليها.

 

المعارضة عانت بشكل كبير من نقص الذخائر النوعية، وبالأخص صواريخ “تاو” الأميركية المضادة للدروع. فالمليشيات اعتمدت بشكل كبير في تقدمها على الدبابات والمدرعات التي كان من المفترض أن تكون صيداً سهلاً لمقاتلي المعارضة الذين لم يتمكنوا من تدمير سوى ثلاث منها، الأحد، وبعض السيارات المحملة برشاشات ثقيلة، ومعظمها تم اعطابها برشاشات 23 الثقيلة.

 

وما تزال المعارك مستمرة في أكثر من محور شرقي المدينة، وفي محيط مستشفى العيون، وإذا ما واصلت المليشيات تقدمها غرباً انطلاقاً من دوار قاضي عسكر، فإنها ستنجح  في الوصول إلى المدينة القديمة، وستعزل مجموعة أخرى من الأحياء المحاصرة وتفرض تقسيماً جديداً لها، يجبر المعارضة على الانسحاب مجدداً من عدد كبير من الأحياء المُحررة في القسم الأوسط، ومن بينها الشعار وطريق الباب وكرم الجبل، وعدد من الأحياء والحارات في المدينة القديمة القريبة من ثكنة هنانو. وكأن ما يحدث حالياً، هو تكرار لسيناريو مشابه، حدث قبل أيام في القسم الشمالي من المدينة، عندما تقدمت المليشيات في مساكن هنانو، وسيطرت على أكثر من عشرة أحياء تقاسمتها المليشيات و”وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

وبدأت المليشيات تطبيق خطة التقسيم بعدما تمكنت من تأمين طريق المطار الواصل بين الأطراف الشرقية للمدينة والقسم الخاضع لسيطرتها في الجهة الغربية. وحققت المليشيات تقدماً برياً واسعاً، نهاية الأسبوع الماضي، وسيطرت على الأطراف الشمالية من حي الشعار، وأجزاء من حيي طريق الباب والحلوانية، بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على السكن الشبابي ومساكن البحوث والمعصرانية وكرم الطراب وأجزاء من حي الجزماتي. وجميع تلك المناطق محاذية للطريق السريع المؤدي إلى المطارين العسكري والمدني شرقي المدينة.

 

واستفادت المليشيات من فتح الطريق السريع نحو شرق المدينة في تعزيز جبهاتها، حيث المطارين المدني والعسكري و”اللواء 80″، وهي منطلقات العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة. كما سمح توسيع الطوق حول المطارات بتكثيف الطلعات الجوية لطيراني النظام، الحربي والمروحي، والذي زاد من طلعاته بنسبة مئة في المئة في الأيام الأخيرة، ما حقق دعماً نارياً يضاف لآلاف القذائف الصاروخية والمدفعية التي تستهدف ما تبقى من الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة. أحياء أصبحت ذات كثافة سكانية عالية بعدما توافد إليها آلاف النازحين الذين فروا من أحيائهم التي أصبحت قريبة من خطوط الاشتباك.

 

وبالرغم من الوضع الميداني السيء الذي تعانيه المعارضة في حلب إلا أنها وجدت وقت فراغ، كي تشن حملات اعتقال ومداهمات للمقرات العسكرية، في ما بينها، الأحد، عندما هاجم أكثر من 100 مسلح تابعين لـ”جبهة فتح الشام” و”كتائب أبو عمارة”، مقرات لـ”جيش الإسلام” و”فيلق الشام”، في حيي الكلاسة وبستان القصر. وصادر المهاجمون خلال الحملة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمؤن، واعتقلوا عدداً من القادة.

 

“فتح الشام” قالت إنها داهمت المقرات وفقاً لقرار “مجلس قيادة حلب”، وذلك لتأخرهم عن “نصرة إخوانهم في جبهات القتال، وتقصيرهم في الرباط، وإرسال المؤازرات”. و”مجلس قيادة حلب” لم يرد بعد على ادعاء “فتح الشام”، لا نفياً ولا تأكيداً. وتلت حملة “التشويل” التي شنتها “فتح الشام” و”أبو عمارة”، موجة عارمة من الاحتجاجات في أوساط المعارضة التي وصفتها بالمقصودة في هذا التوقيت، وهي خدمة للنظام.

 

الروايات حول الحادثة كثيرة، والتصرف ليس مستغرباً من “جبهة فتح الشام”، لكنها في حلب الشرقية قوة ضعيفة، وهي لا تشكل إلا نسبة قليلة من المقاتلين، أي إنها لا يمكن أن تقدم على هذه الخطوة لولا وجود دعم أقله معنوي من قبل فصائل كبيرة متمركزة داخل المدينة محسوبة على المعارضة المعتدلة. وهذه الخطوة اعتبرت أن “فتح الشام” استُخدمت كعصا لضرب جماعات مقاتلة بعينها.

 

الاستعانة بـ”فتح الشام” من قبل بعض فصائل المعارضة، لاستهداف وتصفية بعضها الآخر، ليست بالعملية الجديدة؛ فمنذ عامين تقريباً تم تنصيب “جبهة النصرة” قاضياً شرعياً في ريف حلب الشمالي، تحت مسمى “هيئة رد المظالم”، لتعتقل وتسجن جماعات وأفراداً عجز قادة فصائل المعارضة عن ترويضهم، وتطويعهم آنذاك.

 

على أي حال، التطورات العسكرية المتسارعة في حلب المحاصرة تفرض نفسها على أي حادث، أو اقتتال داخلي بين الفصائل، فالمعارضة بدأت ظهر الإثنين، هجوماً معاكساً على مواقع المليشيات المتقدمة في الميسر والقاطرجي ومستشفى العيون، وتمكنت بفضل تعزيزات جديدة أرسلتها إلى الأحياء الوسطى من استعادة السيطرة على بعض مواقعها، وما تزال المعارك مستمرة حتى الآن في أكثر من محور. وتمكنت المعارضة من قتل ثلاثين عنصراً من المليشيات ودمرت عربة شيلكا ودبابة، وغنمت بعض الذخائر التي تركتها المجموعات المنسحبة.

 

وواصلت المقاتلات الروسية قصف ضواحي حلب الشمالية والغربية والجنوبي، مستهدفة مدن وبلدات باتبو وخان العسل والمنصورة وجمعية الصحفيين وعندان وحيان وبيانون وزيتان والزربة ومحيط العيس وكفرناها والطريق الدولي حلب-دمشق. واستهدفت المعارضة بصواريخ غراد بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي بأكثر من 50 قذيفة صاروخية، ليلة الأحد/الإثنين، رداً على القصف المتواصل من قبل المليشيات وروسيا على حلب الشرقية، جواً وبرا.

 

 

اتفاق أميركي-روسي حول انسحاب المعارضة من حلب “قريباً

أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن خبراء روس وأميركيين “سيبدأون العمل قريباً في جنيف” لاتمام اتفاق حول سوريا، تسعى واشنطن وموسكو إلى بلورته، ويقضي بانسحاب جميع المسلحين من أحياء حلب الشرقية.

 

وأوضح وزير الخارجية الروسية أن بلاده كانت مستعدة للمشاورات في جنيف اعتباراً من الإثنين، غير أن واشنطن طلبت تأجيل اللقاء، على أن تبدأ المشاورات الثلاثاء أو صباح الأربعاء.

 

وهدّد لافروف، في مؤتمر صحافي في الفيليبين، الإثنين، بأن موسكو ستتعامل مع المسلحين الذين يرفضون الخروج من حلب الشرقية “بصفتهم إرهابيين”، مضيفاً أن لدى موسكو “ما يبعث على الأمل” في نجاح الجهود الروسية-الأميركية من أجل “إنهاء قضية حلب، وإعلان وقف إطلاق النار هناك وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين”.

 

وأشار الوزير الروسي إلى أن المفاوضات الجارية بين واشنطن وموسكو، حول حلب، تستند إلى مقترح قدّمه وزير الخارجية الأميركية جون كيري “ينص على مسارات معينة لخروج المسلحين من حلب ومواعيد محددة لهذه العملية”.

 

وكان كيري قد سلّم هذا المقترح إلى لافروف خلال لقائهما في مؤتمر في روما الأسبوع الماضي، ووصف لافروف الطرح الأميركي بأنه “يتناسب مع المقاربات الروسية الأساسية” حول سوريا.

 

وقال لافروف إن “الأميركيين، عندما قدموا مبادرتهم حول ضرورة خروج جميع المسلحين من حلب الشرقية، كانوا يتفهمون تماماً ماهي الخطوات المطلوب اتخاذها من جانبهم ومن جانب حلفائهم الذين لهم التأثير على المسلحين المتخندقين في شرق حلب”.

 

وأعرب لافروف عن “أمله” في أن “تستغل واشنطن هذه المهلة التي طلبتها، من أجل استخدام كافة القنوات المتاحة من أجل تنفيذ مهمة إخراج جميع المسلحين من حلب الشرقية”

 

النظام يتقدم شرق حلب وغارات روسية جنوبها وغربها  

استعادت قوات النظام السوري حي القاطرجي الإستراتيجي شرقي مدينة حلب جراء محاولاتها التقدم في المدينة، في حين أوقعت الغارات الروسية ضحايا مدنيين في ريفي حلب الجنوبي والغربي.

 

وقال مراسل الجزيرة في ريف حلب ميلاد فضل إن قوات النظام تحاول أن تتقدم في أحياء حلب المحاصرة عبر ثلاثة محاور، وسط مقاومة من قبل المعارضة.

فالمحور الأول هو الجزء الغربي حيث استهدفت قوات النظام ومليشياتها الأجنبية أحياء الإذاعة والزبدية وبستان القصر.

 

وأشار المراسل إلى أن التقدم الحقيقي كان في المحور الثاني بحي القاطرجي حيث باتت قوات النظام على مشارف حي الشعار الإستراتيجي.

 

أما المحور الثالث فهو الجنوبي الغربي، حيث تشن قوات النظام هجمات على حي الشيخ سعيد، لكن المعارضة تمكنت من صد هذه الهجمات المتزامنة مع ضربات بالمدفعية وغارات جوية.

 

وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل خمسة أشخاص وإصابة 12 جراء غارات من طائرات النظام على حي مساكن الفردوس في المحور الشرقي لحلب.

 

وبالتزامن مع هذه المعارك، قال مراسل الجزيرة إن أربعة مدنيين قتلوا في غارات روسية على قريتي البوابية وكفر نوران في ريفي حلب الغربي والجنوبي.

 

في المقابل، استهدفت قوات المعارضة المسلحة موقعا لقوات النظام في حي جمعية الزهراء غربي حلب من خلال عربة مفخخة مسيرة عن بعد، في حين قالت مواقع موالية للنظام إن قوات النظام فجرتها قبل تمكنها من الوصول للمكان.

جبهات أخرى

وعلى جبهة ريف دمشق، قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام والمليشيات الموالية لها سيطرت على عدد من المواقع في بلدة الميدعاني في الغوطة الشرقية وذلك بعد معارك مع قوات المعارضة المسلحة.

 

وفي السياق، قالت المعارضة إنها انسحبت من مواقعها بسبب كثافة القصف من قبل قوات النظام وتجنبا للخسائر، وإنها قتلت عددا من عناصر النظام ودمرت له آليات عدة.

 

أما في ريف إدلب، فأفاد مراسل الجزيرة بأن عدد قتلى القصف الروسي والسوري ارتفع إلى 12 مدنيا بينهم أطفال ونساء، كما أصيب العشرات.

 

وقد ألحق القصف دمارا بالمباني وممتلكات المدنيين في بلدات حاس وكفر سجنة وحزانو في ريف إدلب.

 

وتشهد مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وريفها قصفاً روسياً وسورياً مكثفاً لليوم الثالث على التوالي، أسفر عن مقتل ثمانين مدنيا وإصابة العشرات.

 

وقال ناشطون إن الطيران المروحي ألقى أربعة براميل متفجرة على بلدة الغسانية في ريف جسر الشغور غرب إدلب، ما أوقع جرحى من المدنيين.

 

أما في محافظة حماة، فقد أفادت شبكة مسار برس الموالية للمعارضة بأن الطيران شن غارات على بلدات اللطامنة والزكاة والصياد والزلاقيات وكفرزيتا وطيبة الإمام في ريف المدينة، أصيب على إثرها عدد من المدنيين بجروح.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

المعارضة: روسيا أغلقت كل أبواب التفاوض بحلب  

أفاد مصدر في المعارضة السورية المسلحة للجزيرة بأن روسيا أغلقت كل أبواب التفاوض بخصوص حلب بإصرارها على إخراج مقاتلي المعارضة المسلحة كافة من المدينة، من جانبها أكدت حكومة النظام في دمشق رفضها أي محاولة لوقف إطلاق النار شرق مدينة حلب ما لم تتضمن خروج جميع من وصفتهم بـ”الإرهابيين” منها، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية السورية اليوم الثلاثاء.

وقبل يومين رفض قادة في المعارضة السورية المسلحة العرض الروسي بمغادرة شرقي حلب، وقالوا إنهم لن يسلموا المدينة المحاصرة لقوات النظام السوري مهما كان الثمن، مضيفين في الوقت نفسه أنهم يؤيدون فتح ممرات للمدنيين لمغادرة المدينة.

 

وفي الأيام الأخيرة أجرت المعارضة السورية المسلحة في العاصمة التركية محادثات مع مسؤولين روس جرى التوصل خلالها إلى اتفاقات تشمل رحيل “المقاتلين الإسلاميين” من حلب، والهدف هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتيح لمسلحي الجيش السوري الحر البقاء في المدينة.

 

وأقرت روسيا باتصالها بالمعارضة، لكنها لم تقدم تفاصيل بشأن المحادثات التي استضافتها تركيا.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء السبت الماضي عن رئيس المكتب السياسي لتجمع فاستقم السوري المعارض زكريا ملاحفجي أن تصريحات لافروف ألغت كل شيء، وأن اجتماعات تركيا وصلت إلى طريق مسدود، مضيفا أن مقاتلي المعارضة مصرون على البقاء في المدينة.

 

كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس الاثنين عن فصيلين مقاتلين في شرق حلب عزمهما قتال “الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم” ورفضهما أي اقتراح لإخراج المقاتلين من المدينة.

 

 

دعم روسي للنظام

وفي دمشق أعربت الخارجية السورية في بيانها عن “امتنان” سوريا لروسيا والصين “لاستخدامهما حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يتحدث عن هدنة ولا يتضمن خروج المسلحين من شرق حلب، الأمر الذي يمنح هؤلاء الإرهابيين الفرصة لإعادة تجميع أنفسهم وتكرار جرائمهم”.

 

ويأتي موقف النظام السوري غداة فيتو روسي وصيني مزدوج على مشروع قرار في مجلس الأمن نص على إعلان هدنة في حلب لمدة سبعة أيام.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن بلاده ستدعم عملية جيش النظام السوري في شرق حلب ضد أي مقاتلين من المعارضة يرفضون المغادرة، ولفت إلى أن موسكو ستتعامل مع مقاتلي المعارضة المسلحة باعتبارهم “إرهابيين”.

 

وسبق أن عبر لافروف عن اعتقاده أن روسيا والولايات المتحدة ستتوصلان إلى اتفاق بشأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة من شرق حلب.

 

لكن الوزير الروسي عاد واتهم واشنطن اليوم الثلاثاء بإلغاء محادثات بين خبراء روس وأميركيين كانت مرتقبة الأربعاء، ومخصصة لبحث انسحاب الفصائل المقاتلة من شرق حلب.

 

وقال لافروف إن هناك صعوبات في إجراء محادثات جادة بشأن حلب مع الإدارة الأميركية الحالية. وأعرب عن قلق موسكو من تحريض بعض الدول الغربية للمعارضة السورية على القيام بما سماها أعمالا متطرفة.

 

ومنذ أكثر من أسبوعين يتعرض شرق حلب المحاصرة لقصف مكثف للغاية أودى بحياة المئات وجرح آلاف آخرين ونزوح عشرات الألوف ضمن مساعي نظام الأسد المدعوم من قبل روسيا والمليشيات الموالية له للسيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة بعد أربع سنوات من فقدان السيطرة عليها.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

عيب بحاملة الطائرات سبب سقوط المقاتلات الروسية  

قالت صحيفة واشنطن بوست إن تحطم طائرتين حربيتين روسيتين قبالة الساحل السوري في أقل من شهر ربما يوحي بأن حاملة الطائرات التي انطلقت منهما المقاتلتان تعاني من خلل ما.

 

وقد دفعت الحادثتان المسؤولين الروس إلى إجراء تحقيق مكثف لمعرفة نقطة الضعف الخطيرة التي تكتنف القوة البحرية لـموسكو في مياه البحر الأبيض المتوسط.

 

وذكرت الصحيفة الأميركية أن “أدميرال كوزنيتسوف” -وهي حاملة الطائرات الروسية الوحيدة والمعمّرة- دخلت أتون الصراع السوري على رؤوس الأشهاد حينما مخرت عباب مياه القنال الإنجليزي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

بيد أن محللين يقولون إنها غير ملائمة للقيام بالعمل المنوط بها وهو توفير الدعم الأرضي في الحرب التي طال أمدها.

 

وقال المحللون أيضا إنها لا تناسب المهمة التي قصدها الرئيس فلاديمير بوتين عندما أصدر أوامره لحاملة الطائرات بالتوجه إلى البحر المتوسط من أجل إظهار قوة روسيا البحرية.

 

وقال الكاتب العسكري ألكسندر غولتس -في مقابلة أجرتها معه صحيفة “نيو تايمز” المستقلة ومقرها موسكو إن “أدميرال كوزنيتسوف لم تصمم للقيام بمثل هذه المهام، فهي مزودة بتقنيات عتيقة، فضلا عن أنها غير مجهزة للطلعات المكثفة”.

 

وجاء تصريح غولتس عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية أمس الاثنين أن طائرة من طراز سوخوي-33 فلانكر كانت عائدة من مهمة قتالية حينما سقطت في مياه المتوسط أثناء محاولتها الهبوط على ظهر كوزنيتسوف.

 

وأفادت الوزارة في بيان أن الحادثة وقعت عندما انقطعت أسلاك كبح السرعة في حاملة الطائرات لحظة هبوط المقاتلة، مشيرة إلى أن قائد الطائرة قفز منها وتمكن فريق البحث من إنقاذه دون أن يُصاب بأذى.

 

وكانت طائرة حربية من طراز ميغ-29 قد تحطمت هي الأخرى الشهر الماضي عند محاولتها الهبوط اضطراريا على سطح الحاملة بعد إقلاعها بقليل.

 

وتعتبر الحرب السورية هي أول مهمة قتالية توفد إليها الحاملة أدميرال كوزنيتسوف التي لها سجل بحوادث وقعت على متنها خلال مهام تدريبية منذ تدشينها عام 1985.

 

وعلى خلاف حاملات الطائرات الحديثة، تفتقر كوزنيتسوف لجهاز لإطلاق الطائرات من على سطحها، كما أنه يتعين على المقاتلات على متنها الانطلاق من مدرج يجعل من الإقلاع والهبوط ضربا من التحدي.

 

وفي ذلك يقول غولتس “لدينا عدد محدود للغاية من الطيارين القادرين على إنجاز مثل هذه المهمة. وأشك إن كان هناك كثير منهم في العالم”.

 

ويحد تصميم كوزنيتسوف من شحنات الوقود والأسلحة التي تستطيع المقاتلات حملها، لكن ذلك لا يشكل عقبة ذات بال في إنجاز الغرض المراد منها وهو الدفاع عن الغواصات الروسية أثناء تأهبها لإطلاق أسلحة نووية.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى