أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 13 شباط 2018

 

 

 

 

إسرائيل تعوّل على روسيا لمنع صدام في سورية وتعتبر أميركا «خارج اللعبة»… و«بلا نفوذ»

بيروت – «الحياة»

 

حذّرت روسيا من أي تصعيد في الشرق الأوسط غداة الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عسكرية في سورية، وأشارت إلى إمكان عقد الدول الضامنة، أي روسيا وتركيا وإيران، اجتماعاً على مستوى وزارء الخارجية في آذار (مارس) المقبل في كازاخستان، للبحث في التطورات السورية. أتى ذلك بعد تصريحات إسرائيلية أكّدت اعتماد تل أبيب على موسكو لمنع تدهور الأوضاع إلى الحرب، فيما تبقى الولايات المتحدة «خارج اللعبة» في سورية.

 

واعتبر مايكل أورين نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي للشؤون الديبلوماسية، إن موسكو «تمسك» أوراق الوضع في المنطقة بين إسرائيل وسورية وإيران. وقال في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» الأميركية نُشرت ليل الأحد، إن الدور الأميركي في المعادلة هو دعم إسرائيل غير أن واشنطن «لا تملك حالياً أي نفوذ على الأرض»، مضيفاً: «أميركا ليست في اللعبة السورية».

 

ورأى أورين أن روسيا هي الجهة القادرة على وقف المواجهة التي نشأت عند الحدود، ولفت إلى أن «التوقعات تشير إلى أن روسيا ستوقف المواجهة»، معتبراً أن ليس لأحد مصلحة «باندلاع حرب». واعتبر المسؤول الإسرائيلي أن لدى موسكو»فرصاً للضغط بقوة» على دمشق وطهران «وحشرهما في الزاوية»، مضيفاً: «نفترض أن لديها مثل هذه الفرص، وسنرى». من جهته، أكد مدير عام وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تشاغاي تزورييل وجود اعتقاد في إسرائيل بأن «لدى روسيا رغبة في تثبيت إنجازاتها في سورية وأنها تدرك أن الوجود العسكري الإيراني هناك مصدر للتوتر والاحتكاك».

 

في غضون ذلك، دعا ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي الأطراف كافة إلى «التهدئة لكي لا نسمح بتصعيد خطير في دول المنطقة». وكشف عن إجراء موسكو وأنقرة وطهران مباحثات في إمكان عقد اجتماع لوزراء الخارجية يهدف إلى مناقشة ملف سورية، ورجّح عقد الاجتماع في مدينة آستانة عاصمة كازاخستان في آذار (مارس) المقبل. وأكد بوغدانوف أن موسكو «لا تملك معلومات» عن تقارير إسرائيلية أشارت إلى تمركز قوات إيرانية في قاعدة عسكرية قرب مدينة تدمر السورية.

 

وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، أن موسكو تواصل بذل جهودها السياسية والدبلوماسية من أجل التسوية في سورية، ضمن إطاري «آستانة» و «سوتشي». وقال في تصريحات أمس أن الرئيس فلاديمير بوتين واصل اتصالاته النظامية مع نظيريه في تركيا وإيران خلال الأسابيع الماضية، مؤكداً أن «العمل لا يزال مستمراً بهدف المساعدة في تطوير حفظ السلام في إطار الجهود الأممية». وأشار بيسكوف إلى وجود «نقص» في مساهمة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب في سورية وتطبيع التسوية السياسية فيها، معتبراً أن الدعم الأميركي لعملية تحقيق الاستقرار «غير كافٍ».

 

في المقابل، شدّد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني على أن طهران ستبقي على تواجدها في سورية «من دون شروط»، محذراً من أي هجمات إسرائيلية جديدة على سورية «لن تمرّ من دون ردّ». وقال ولايتي في تصريحات نقلتها وكالة «مهر» الإيرانية أمس، إن «حضور إيران في سورية سيستمر للدفاع عن جبهة المقاومة وفق التوافق الحاصل بين إيران وسورية». وأضاف: «نحن لا نقبل الشروط الخارجية كموضوع قوتنا الدفاعية أو تواجدنا في المنطقة».

 

واعتبر إسقاط المقاتلة الإسرائيلية بنيران سورية «منعطفاً في الصراع مع إسرائيل»، محذراً من «أي اعتداء على سورية سيواجه بالردّ، فهذا حق لسورية».

 

وفي ما يتعلّق بالاجتماع الروسي-الإيراني-التركي المرّجح عقده في آستانة، أكّد ولايتي دعم ايران لاجتماعات آستانة ومسارها.

 

وتعلیقاً على الاتهامات الإسرائيلية بأن «ایران تسعى إلى إنشاء قاعدة عسكریة» في سورية، جدّد ولايتي الموقف الرسمي لطهران الذي يؤكد أن التواجد الایراني في سوریة «یهدف إلى دعم الحكومة القانونیة والشعب المظلوم في هذا البلد ولن يحمل أي أهداف سوي تلبیة ندائهم».

 

في السياق ذاته، عبّر وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون عن قلق بلاده في شأن «دور إيران» في المواجهة التي وقعت على الحدود السورية- الإسرائيلية.

 

أوروبا تربط التهدئة في سورية بضغوط روسية تلجم إيران

موسكو – سامر إلياس

 

دخلت دول غربية على خط الأزمة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران في الملف السوري، داعية الأطراف كافة الى التهدئة وضبط النفس لمصلحة دفع العملية السياسية، في وقت اتجهت الأنظار الى موسكو على أمل أن تلعب دوراً في لجم طهران. وكان لافتاً موقف إسرائيل التي عوّلت على دور روسي في منع أي حرب، معتبرة أن واشنطن «خارج اللعبة» و«بلا نفوذ».

 

ومن بين الدعوات إلى التهدئة على الحدود السورية – الإسرائيلية، أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن قلق بلاده من «التصرفات الإيرانية» التي «تصرف الانتباه عن الجهود الرامية لبدء عملية سلام حقيقية» في سورية. ودعا روسيا إلى «استخدام نفوذها للضغط على النظام السوري وداعميه من أجل تجنب الأفعال الاستفزازية، ولدعم عدم التصعيد سعياً وراء تسوية سياسية أوسع».

 

كما حضّت المفوضية الأوروبية الأطراف المتنازعة والجهات الإقليمية الفاعلة إلى «تجنّب التصعيد وضبط النفس». وأكّدت الناطقة باسم رئيسة المفوضية الأوروبية مايا كوسيانتشيتش أن الاتحاد الأوروبي يواصل دعمه لوساطة الأمم المتحدة في حل النزاع.

 

وكان لافتاً إعلان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي للشؤون الديبلوماسية مايكل أورين أن تل أبيب تعتمد على موسكو لمنع تدهور الأوضاع إلى الحرب، وأن الولايات المتحدة تبقى «خارج اللعبة» و»بلا نفوذ» في سورية. وصرح لوكالة «بلومبرغ» الأميركية ليل الأحد – الإثنين، بأن روسيا هي الجهة القادرة على وقف المواجهة التي نشأت عند الحدود، معتبراً أن لديها «فرصاً للضغط بقوة» على دمشق وطهران «وحشرهما في الزاوية»، انطلاقاً من أن ليس لأحد مصلحة «باندلاع حرب».

 

في غضون ذلك، أشار الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إلى «نقص» المساعدة الأميركية في مكافحة الإرهاب وتطبيع التسوية السياسية في سورية. وجدد دعوة «الجميع إلى الهدوء لتفادي أي تصعيد خطير في المنطقة». وكشف نية الدول الضامنة، أي روسيا وتركيا وإيران، عقد اجتماع في شأن سورية على مستوى وزراء الخارجية في آستانة في آذار (مارس) المقبل. وأكد أن «روسيا تواصل بذل جهودها السياسية والديبلوماسية من أجل التسوية، بما في ذلك في إطار آستانة وسوتشي».

 

كما نفى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف معرفة موسكو بوجود قاعدة عسكرية لإيران قرب تدمر. ورجّح تمديد فترة عمل مناطق خفض التوتر التي وصفها بأنها «إجراء موقت يهدف إلى تهيئة ظروف ملائمة أكثر للتسوية السياسية التي يُراد منها ضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2254 في شأن سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها».

 

ووفق خبراء، تكشِف تصريحات المسؤول الروسي، الأكثر انخراطاً في الملف السوري، «تباينات بين روسيا وإسرائيل حيال وجود إيران في سورية، وعدم اقتناع موسكو بحجج (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو عن الخطر الإيراني المفترض».

 

على خط مواز، أكّد مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي أن طهران ستبقي على وجودها في سورية، محذراً من أن أي هجمات إسرائيلية «لن تمرّ من دون ردّ». ونقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية قوله أمس: «لا نقبل الشروط الخارجية كموضوع قوتنا الدفاعية أو وجودنا في المنطقة».

 

وفي أول ردّ فعل من مسؤول سوري رفيع المستوى على الاشتباك مع قوات إسرائيلية أول من أمس، اعتبر نائب وزير الخارجية فيصل مقداد أن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية «إنجاز عسكري» يعكس تصميم سورية على هزيمة أعدائها. وحذّر من أن «أي طرف يرتكب العدوان نفسه على سورية، سيواجه المصير ذلاع».

 

القوات الكردية: لا مشكلة في دخول الجيش السوري إلى عفرين

بيروت – أ ف ب

 

قال القائد العام لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية سيبان حمو اليوم (الاثنين)، إن «لا مشكلة» لدى قواته بدخول الجيش السوري إلى منطقة عفرين للمساهمة في التصدي للهجوم التركي المستمر منذ حوالى ثلاثة أسابيع.

 

وتشن تركيا مع فصائل سورية موالية منذ 20 كانون الثاني (يناير) الماضي هجوماً على منطقة عفرين في شمال سورية، تقول انه يستهدف المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم أنقرة بـ«الإرهابيين».

 

وخلال مؤتمر صحافي عقده عبر تطبيق «سكايب»، أوضح حمو رداً على سؤال عما اذا كانت قواته توافق على دخول قوات النظام إلى عفرين: «ليس لدينا مشكلة بدخول قوات الجيش السوري من أجل الدفاع عن عفرين وعن حدود عفرين في وجه الاحتلال التركي».

 

ولم يوضح حمو اذا كان ذلك يعني انتشار القوات السورية داخل عفرين أم التصدي فقط للهجوم التركي على الحدود.

 

وأضاف: «يصرح النظام دائماً بأن عفرين جزء من سورية، ونحن دائماً نقول إن كانت جزءاً من سورية فعليك أن تقوم بواجبك»، موضحاً أن القوات الكردية تعتبر مناطق سيطرتها جزءاً من الاراضي السورية.

 

وقال حمو للصحافيين إنه «حتى اللحظة لم نر أي خطوة عملية من قبل الدولة تجاه العدوان التركي على عفرين»، متحدثاً فقط عن «تنسيق محدود» مع قوات النظام لتسهيل ادخال مساعدات انسانية إلى عفرين.

 

وكانت الإدارة الذاتية الكردية في عفرين طالبت دمشق إثر بدء الهجوم التركي، بالتدخل لحماية عفرين عبر نشر قوات على الحدود مع تركيا، في وقت نددت دمشق بما وصفته بـ«العدوان» التركي على أراضيها.

 

وقال قياديون أكراد في وقت سابق إن موسكو عرضت حمايتهم من تركيا في حال سلموا إدارة منطقتهم إلى نظام الرئيس بشار الاسد، الأمر الذي رفضوه بالمطلق مقترحين نشر حرس حدود مع الاحتفاظ بسلطتهم المحلية. ولدى رفضهم، سحبت القوات الروسية التي كان عناصرها في المنطقة غطاءها الجوي.

 

ويتصدى المقاتلون الأكراد بشراسة للهجوم التركي الذي يترافق مع قصف جوي ومدفعي كثيف.

 

وخلال سنوات النزاع، أثبت الأكراد كفاءة عسكرية كبيرة في مواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) وتمكنوا بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية من طرده من مساحات واسعة في شمال وشمال شرقي البلاد.

 

وشدد حمو في هذا الصدد على أنه بعدما «قاتلت الوحدات بالوكالة عن العالم ضد إرهاب داعش، لا يحق لأوروبا أو الدول الغربية أن تقف في شكل المتفرج أمام الدولة التركية التي تتصرف في شكل وحشي».

 

وشكل الدور المتصاعد للأكراد خلال السنوات الماضية قلقاً لدى كل من أنقرة التي تخشى حكماً ذاتياً على حدودها يثير مشاعر الأكراد لديها، ودمشق التي طالما أكدت نيتها استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.

 

تركيا تطلق اسم عمليتها في سورية على شارع السفارة الأميركية

أنقرة – رويترز

 

قال رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة اليوم (الإثنين)، إنه وافق على إعادة تسمية الشارع الذي تقع فيه السفارة الأميركية باسم «غصن الزيتون»، وهو الاسم الذي تطلقه تركيا على عمليتها العسكرية الراهنة في سورية.

 

وثار غضب أنقرة بسبب تحالف واشنطن مع قوات تقودها «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية، وهو تحرك قد يضع القوات التركية في مواجهة مع القوات الأميركية على الأرض في سورية.

 

وكتب رئيس بلدية أنقرة مصطفى طونة في حسابه على «تويتر»: «وقعنا على المقترح اللازم لتغيير اسم طريق نوزاد طاندوغان أمام السفارة الأميركية إلى غصن الزيتون».

 

وسيعرض الاقتراح على برلمان البلدية في وقت لاحق اليوم . ومن المرجح أن تتم الموافقة عليه قبل أيام فقط من زيارة مقررة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لأنقرة المقررة الخميس المقبل.

 

ولم يتسن الوصول بعد إلى السفارة الأميركية في أنقرة أو مكتب رئيس البلدية للتعقيب.

 

روسيا: واشنطن مسؤولة عن تأجيج المشاعر الانفصالية بين بعض الأكراد في سوريا

موسكو: صرح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الثلاثاء، بأن واشنطن مسؤولة عن تأجيج المشاعر الانفصالية بين بعض الأكراد في سوريا.

 

وذكرت وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية أن بوغدانوف أشار إلى أنه حسب تقييم روسيا، فالمسؤول عن تأجيج المشاعر الانفصالية لبعض الفصائل الكردية في سوريا، هي “الولايات المتحدة”.

 

وتدعم الولايات المتحدة الأمريكية الأكراد في سوريا، معتمدة على وحدات حماية الشعب الكردية كقوة أساسية في حربها ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). وتسيطر الوحدات على مناطق تتاخم تركيا في شمال غرب سوريا.

 

وكان الجيش التركي أطلق في العشرين من الشهر الماضي مع الجيش السوري الحر المعارض، عملية “غصن الزيتون”، مستهدفا مدينة عفرين التي يسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية شمالي غرب سوريا.

 

وتنظر أنقرة إلى وحدات حماية الشعب الكردية على أنها فرع سوري من حزب العمال الكردستاني المحظور وتسعى لطرد عناصره من المنطقة الحدودية. (د ب أ)

 

تعزيزات عسكرية تركية في طريقها إلى “عفرين” ومقتل ألف و439 مسلحا منذ انطلاق العملية

هطاي- أنقرة: وصلت قافلة تعزيزات من عربات عسكرية مدرعة، إلى ولاية هطاي التركية الحدودية مع سوريا في طريقها إلى منطقة عفرين شمالي سوريا لدعم عملية غصن الزيتون.

 

واستقبل أهالي قضاء “خاصا” في هطاي، الجنود المرافقين للقافلة بالترحاب.

 

وتابعت القافلة بعد ذلك طريقها باتجاه الحدود السورية حيث ستتجه إلى عفرين.

 

ومن جانب آخر، أعلن الجيش التركي، تحييد ألف و439 مسلحا منذ انطلاق عملية “غصن الزيتون” بمنطقة عفرين السورية.

 

وقالت رئاسة الأركان في بيان، إنه جرى تحييد 70 إرهابيا، من عناصر “بي كا كا/ كا جا كا/ ب ي د/ ي ب ك” وداعش، الثلاثاء، خلال عمليات برية وجوية.

 

وأشار البيان إلى ارتفاع عدد المسلحين الذين تم تحييدهم منذ انطلاق العملية إلى ألف و439 إرهابيا.

 

وتواصل القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر منذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، استهداف المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د/بي كا كا” والدولة الاسلامية “داعش” شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار. (الأناضول)

 

تركيا: علاقاتنا مع واشنطن وصلت لنقطة حرجة للغاية

إسطنبول ـ الأناضول: وجه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو انتقادات إلى الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية موقفها من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، الذي تشن أنقرة عليه عملية عسكرية في مدينة عفرين.

وخلال كلمة له أمس في مؤتمر «المراجعة الثاني للعلاقات التركية ـ الأفريقية»، قال إن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية «وصلت إلى نقطة حرجة للغاية، فإما أن يتم إصلاحها أو إنها ستسوء تماما».

وأضاف أوغلو: «يتذرعون بمحاربة تنظيم داعش من أجل مواصلة دعم «ي ب ك»، إلا أنهم لا يقتربون من الجيوب المتبقية للتنظيم».

 

وول ستريت جورنال”: هل طائرة بدون طيار إيرانية تستدعي كل هذا الرد الإسرائيلي أم أنها رسالة لروسيا

لندن – “القدس العربي” – من إبراهيم درويش:

 

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالاً للباحثين توني بدران وجوناثان ستشانزر قالا فيه إن الصراع بين إسرائيل وإيران ربما بدأ بالاشتعال بعد نصف قرن من التسخين على حرارة دافئة. ففي ليلة الجمعة أرسلت إيران طائرة بدون طيار من سوريا حيث اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي فوق هضبة الجولان دمرتها إسرائيل من طيارة أباتشي. ثم قامت إسرائيل يوم السبت بإرسال 8 طائرات ف-16 عبر الحدود لضرب قاعدة جوية في محافظة حمص هي قاعدة ت-4 والتي انطلقت منها الطائرة الإيرانية بدون طيار، بالإضافة لعدد آخر من الأهداف الإيرانية.

 

ويرى الكاتبان أن العملية “كانت من أهم المواجهات بين إسرائيل وما يدعى محور الممانعة – إيران ونظام الأسد وحزب الله – ومنذ أن بدأت إيران بنشر الجنود والوكلاء في سوريا قبل 6 سنوات، تصر إسرائيل على أن رد فعلها كان محدودًا وهدفها هو احتواء هذا الحريق”. ويقلق منتقدوها من أن هذه المناوشات قد تنفجر لتكون أسوأ حرب يشهدها الشرق الأوسط“. وتقول إن الإيرانيين استغلوا الفوضى الناتجة عن الحرب في سوريا لإقامة منشآت عسكرية يمكنها استهداف إسرائيل، وإرسال الأسلحة المتقدمة للبنان عن طريق دمشق أيضا تحت غطاء الحرب. إلا أن الإسرائيليين كانت عيونهم مفتوحة وقاموا بتدمير بعض المعدات في سوريا عن طريق ضربات جوية متفرقة. وفي ديسمبر/كانون الأول، قامت إسرائيل باستهداف قاعدة عسكرية إيرانية للجنوب الغربي من دمشق على بعد 30 ميلاً من هضبة الجولان. ولكن لم يدخلوا سوريا بالقوة نفسها التي دخلوا فيها صباح السبت. وليس واضحاً السبب الذي أدى إلى الرد فلم يصرح الإسرائيليون إن كانت الطائرة الإيرانية مسلحة أم لا، ولكن سيكون من المفاجئ أن تقوم إسرائيل بالرد على طائرة بدون طيار غير مسلحة.

 

قاعدة ت-4

 

وفي الواقع لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تخترق فيها طائرة بدون طيار أجواء الجولان، ففي العام الماضي قامت الدفاعات الجوية الإسرائيلية باعتراض طائرات بدون طيار عدة، إيرانية الصنع، يديرها حزب الله محاولة اختراق الأجواء الإسرائيلية من سوريا. وحذرت القوات الإسرائيلية من أن قاعدة ت-4 كانت ممتلئة بالقوات من مقاتلي فيلق القدس، أحد أذرعة الحرس الثوري الإيراني. وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بأكثر من زيارة لروسيا محاولا إقناع الرئيس فلاديمير بوتين وضع حد للأنشطة المهددة التي تقوم بها إيران ووكلاؤها خاصة ان روسيا تسيطر على الوضع في سوريا.

 

وتسببت الغارات الإسرائيلية بنوع من الأزمة مع موسكو خاصة أنها لم تحذرها مسبقا حول الهجوم حيث يختلط العسكريون الروس أحياناً مع وحدات الدفاع الجوي السوري ويتواجدون أحياناً في قاعدة ت- 4، ولذلك يمكن أن تكون في الضربة رسالة للروس بنفس القدر التي كانت فيها رسالة للمحور الإيراني. وليس واضحاً فيما إن كانت روسيا تعرف مسبقاً بعمليات الطائرة بدون طيار الإيرانية أم لا. كما أننا لا نعلم إن كانت روسيا على علاقة بإطلاق صاروخ أرض جو الذي اسقط الطائرة الإسرائيلية. ولكن الذي نعرفه هو أنه وبعد غارات جوية عدة على سوريا على مر شهور عدة ، كانت هذه هي المرة الأولى التي استطاعت فيها الدفاعات الجوية السورية إصابة هدفها. وهذا يشير إلى تورط روسيا. ومع ذلك، لم يتردد الإسرائيليون في إطلاق موجة أخرى من الغارات الجوية خلال ساعات ضد أهداف إيرانية وسورية إضافية بما في ذلك مواقع دفاع جوية، كثير منها تم رصده في الغالب على مدى أشهر.

 

امتصاص الضربات

 

ويرى الكاتبان أن العيون الآن كلها مسلطة على إسرائيل بينما تقدر تحركاتها التالية. وهي ترى أن الوضع الحالي ليس قابلاً للاستمرار ومن الواضح أن الإيرانيين مستعدون لامتصاص الضربات التكتيكية ما داموا قادرين على تقوية وضعهم الاستراتيجي الذي يجهزهم للصراع المستقبلي مع الدولة اليهودية. ففي الوقت الذي تحرص فيه القيادة السياسية الإسرائيلية على تجنب الصراع ربما وجدت القيادة العسكرية أن تأجيله سيكون هو الطريق الأخطر. وتعمل إسرائيل في الوقت نفسه مع واشنطن التي تقوم بتعديل سياستها الجديدة من إيران. وعليه تبقى تلك السياسة مرهونة باتفاق البيت الأبيض مع روسيا للإبقاء على منطقة تهدئة في جنوب غربي سوريا – وهو اتفاق يساعد إيران والوضع الراهن.

 

والسؤال الآن هو إن كانت إدارة ترامب ستذهب إلى ما هو أبعد؟ ففي خطاب له الشهر الماضي للكشف عن استراتيجية الإدارة بشأن سوريا أكد وزير الخارجية ريكس تيلرسون بأن أمريكا لا تسعى فقط للحفاظ على أمن حلفائها ولكن لحرمان إيران من “حلمها بهلال شمالي” من طهران الى بيروت. ويرى الكاتبان أن تحقيق الهدفين يقضي بدعم وطريقة جيدة ردود الفعل الإسرائيلية ضد إيران – الآن وفي المستقبل.

 

لماذا تواصل وكالات الأمم المتحدة دعم جرائم النظام السوري؟

إبراهيم درويش

كتبت آنا سبارو، الأستاذة في معهد الصحة الدولية بمدرسة الطب إيكان التابعة لمستشفى ماونت سيناي الأمريكية مقالا بمجلة “فورين بوليسي” ناقشت فيه أن المنظمات الدولية تسهم بدعم نظام بشار الأسد في حربه ضد شعبه. وبدأته بالحديث عن الغوطة الشرقية التي وصفت مرة بسلة غذاء سوريا ومنطقة زراعية يسكنها مواطنون من أصحاب العقلية الليبرالية وساسة ميالون للديمقراطية والتجار المستقلين ولهذه الأسباب يكرهها النظام. وكانت الغوطة هي مسرح الهجوم بغاز السارين في آب /(أغسطس) 2013 والذي قتل فيه 1.446 في ليلة واحدة معظمهم من الأطفال والنساء. ووافق النظام في مرحلة ما بعد الهجوم التخلي عن ترسانته الكيميائية وبعدها توقفت الغارات على الغوطة لفترة من الوقت ولكن الجيش السوري بدأ في تشرين الأول/ (أكتوبر) 2013 بحصار الغوطة الشرقية. وكان الحصار جزءاً رئيسياً من استراتيجية النظام لمواجهة الانتفاضة السلمية التي بدأت في آذار/ (مارس) 2011 في مدينة درعا. وبحلول عام 2016 كان الأسد يحاصر أكثر من 1.2 مليون مدني في مناطق مدنية مثل حلب الشرقية وداريا ومخيم اليرموك. ومارست الجماعات المسلحة سياسة الحصار، فقد حاصر تنظيم الدولة 80.000 نسمة في دير الزور. وحاصر مقاتلون 20.000 شيعي بقرى في محافظة إدلب. ويبلغ عدد المحاصرين اليوم 700.000 معظمهم في الغوطة الشرقية – 340.000 شخص.

عقاب جماعي

ومع أن حصار المقاتلين يعتبر وسيلة حرب مشروعة إلا أن الأسد يستخدم هذه الوسيلة لتركيع المدنيين وعقابهم بشكل جماعي، وهذه جريمة حرب. فالقانون الإنساني الدولي يدعو إلى حرية حركة المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية لهم. وتقول إن المسؤولية تقع على كاهل السلطات السورية إلا أن وكالات الأمم المتحدة التي تواجه وضعا لا تحسد عليه في التفاوض مع النظام لعبت في الغالب لعبته. ومن هنا تبنى المسؤولون البارزون في الأمم المتحدة موقفاً يرى أن الخير الذي يحاولون عمله يبرر في النهاية الغطاء الذي يمنحونه لاستمرار الحصار وتعويق النظام لوصول المساعدات الإنسانية. مع أن الواقع يقترح غير هذا، ففي بلدة داريا التي لا تبعد إلا أميالاً عدة عن العاصمة دمشق تعرضت للحصار في عام 2012. وبرر النظام حصاره لها من خلال تصويرها بالقاعدة العسكرية ولهذا لم يسمح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية إليها. وعندما استطاع مسؤولو الأمم المتحدة الوصول إليها في أيار/(مايو) 2016 صدموا عندما اكتشفوا أن من فيها هي مجموعة من النساء والأطفال والعجزة الذين لا يتجاوز عددهم عن 8.300 شخص. وفي مثال آخر اتفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مع الحكومة السورية على إجلاء المدنيين المرضى من أربع بلدات وهي مضايا والزبداني اللتان تحاصرهما قوات موالية للنظام وفوعة وكفريا المحاصرتان من قبل مقاتلين معارضين له. والمشكلة في الاتفاق أن نقل طفل مصاب بالتهاب السحايا أو إمرأة تعاني من مشاكل في الولادة أو امرأة مريضة بسرطان الثدي لن يتم إلا عندما يمرض شخص آخر في البلدتين اللتين تحاصرهما قوات المعارضة، رغم تميز هاتين البلدتين بالحصول على مساعدات طبية وغذائية التي ترمى من الجو.

سياسة الحذف

وبناء على ضغط من الحكومة السورية أجبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على حذف أي كلمة “حصار” أو “محاصرة”من خطة الرد الإنسانية التي أعدها المكتب عام 2016. ويمثل هذا اعترافاً تكتيكياً من النظام بأن ممارساته تمثل جريمة حرب واستعداد من مكتب الأمم المتحدة التغطية عليها. ورغم أن نسبة المقاتلين في الغوطة الشرقية لا تتجاوز 5% إلا أن الحكومة رفضت السماح بإدخال المواد الطبية الضرورية. إلا أن الغارات الجوية السورية والروسية والتي استهدفت البيوت والمدارس والمساجد والمستشفيات والأسواق تعني أن معظم ضحايا الغارات هم من المدنيين. ويعتبر الأطفال والنساء الأكثر عرضة للهجمات والاستبعاد من الأجهزة الجراحية مثل نقل الدم وضخ السوائل عبر الوريد وتلك الضرورية للعمليات القيصرية. ومنذ عام 2013 أنفقت منظمة الصحة العالمية ملايين الدولارات نيابة عن وزارة الدفاع السورية لشراء أكياس الدم وأجهزة نقل الدم وفحص الدم لاكتشاف الأمراض النابعة من الدم مثل التهاب الكبد وأتش أي في.

وفي خطوة شريرة قامت قوات النظام بمصادرة كل الأجهزة المرسلة لفحص “التهاب الكبد – ب” من الذهاب إلى مناطق المعارضة المحاصرة. وتقول سبارو إن “الحذف” هو قانون تمارسه السلطات الموالية للأسد على الأدوات الطبية الضرورية التي ترسل للمناطق المحاصرة. وبدأت وزارة الخارجية بتطبيقه أولاً ومن ثم وزارة الصحة التي لديها دائرة متخصصة بالحذف ومن ثم بدأت قوات الأمن بتطبيقها. وعندما توافق وزارة الخارجية على مرور قافلة تقوم وزارة الصحة باستبعاد مئات المواد الطبية تعتبر مهمة في مناطق الحكومة. ويتم استبعاد أجهزة التعقيم بحيث يضطر الجراح لاستخدام أدوات العملية بدون تعقيم بين العمليات. وحتى بعد الانتهاء من عمليات الحذف الرسمية تقوم القوات الموالية للنظام على نقاط التفتيش بسحب المواد المتبقية مثل أجهزة غسيل الكلى أو تلويث المياه الغذائية مثل خلط الأرز ببراز الطيور أو قطع الزجاج. وتقول سبارو إن الدكتور الحجاج الشراع، مدير دائرة الرقابة في وزارة الصحة هو مدير مؤسسة الشام التي تعمل كشريك لمنظمة الصحة العالمية وتحظى بدعم من النظام السوري حيث تستخدم مؤسسته المواد المستبعدة لمصالحها الخاصة. وهناك منظمة أخرى وهي البستان والتي يملكها ابن خال الرئيس الأسد، رامي مخلوف.

أنفاق

وبعد شتاء قاس ما بين 2103 – 2014 قامت المعارضة التي تسيطر على الغوطة بحفر أنفاق تربطها مع أحياء مثل البرزة والقابون حيث كان ينقل عبرها المواد الغذائية والعينات المخبرية التي تحلل في مختبرات متعاطفة. واستمرت هذه الأنفاق في العمل كشريان الحياة للغوطة الشرقية لمدة عامين ونصف عام حيث وفرت العلاج لآلاف المرضى. وكانت الطريق الآمن للمدنيين الذين رغبوا بالخروج من المنطقة. ومع سقوط حلب الشرقية نهاية عام 2016 أصبح البحث عن الأنفاق أولوية بالنسبة للنظام. وفي شباط /(فبراير) 2017 سيطرت قوات النظام على المخزن الذي يخفي المخرج للنفق الرئيسي بشكل لم يعد مستخدماً.

وفي نهاية أيار/ (مايو) تم خرق الأنفاق الأربعة وتدميرها حتى لا يستخدمها النظام كنقاط دخول إلى الغوطة الشرقية. وفي كل شهر كان الأطباء يرسلون التفاصيل عن الحالات التي تحتاج لعناية طبية عاجلة والأدوات الضرورية للجراحة والمواد الطبية مثل الأنسولين للمجموعة الطبية في دمشق التي تتعامل معها منظمة الصحة العالمية. ومع ذلك لم يسمح إلا لقوافل قليلة المرور إلى الغوطة، وكل ما كانت تحمله لا يمكن استخدامه لعلاج المرضى. وفي محاولة لتبييض الحصار وصف تقرير للأمم حجم المواد التي تم إيصالها مقارنة مع تلك التي تم حذفها تعطي فكرة أن نصف طن من الشامبو ضد القمل يساوي 500 كيلو غرام لمولد أوكسجين أو 50 كيلو غرام وزن كرسي متحرك أو 50 ميلمتراً من أدرنالين.

وترى سبارو أن حرمان الغوطة الشرقية من العلاج الطبي والطعام مثير للقلق لأنها لا تبعد إلا أمتاراً عن المختبرات المتخصصة والصيدليات في دمشق حيث مكاتب منظمة الصحة العالمية واليونسيف وغيرها من المنظمات الإغاثية التي تملك مخازن مليئة بالأدوية والمواد الإغاثية. ولا تبعد دوما إلا 10 أميال عن دمشق حيث مكاتب منظمة الصحة العالمية وفندق فورزيزون خمس نجوم الذي يرتاده موظفو الأمم المتحدة. وترى المجلة أنه من خلال دعم الجيش السوري الذي يستهدف المدنيين ويرفض الحصارات القاتلة تقوم منظمة الصحة العالمية برفع عبء شراء المواد نفسها. وتقول إن الأمم المتحدة تقوم بتوزيع نصف مساعداتها في دمشق بناء على طلب من الحكومة السورية مع أنه لا توجد أدلة عن وصولها إلى الذين يحتاجون إليها بشكل ماس.

وتبرر الأمم المتحدة هذ الوضع بأنه عبارة عن نوع من التقطير الذي قد يصل في النهاية إلى من يحتاجونه. ولكن هذه النظرية تتجاهل الدور الذي يلعبه الدعم في مساعدة الحكومة السورية على مواصلة جرائم الحرب التي ترتكبها ضد شعبها. وفي الوقت نفسه يستمر موت الناس الذين يجب أن يكونوا أولوية لمنظمة الصحة العالمية بسبب الغارات الجوية او يتركون للموت بسبب الحرمان المقصود من الطعام والأدوية. وبعد أربعة أعوام ونصف من حرب الحصارات التي يمارسها النظام، فشلت منظمات الأمم المتحدة بمعالجة السؤال الأساسي فيما إن كان دعم الجرائم تحقق عملياتها في دمشق الخير أكثر من الشر.

“فورين بوليسي”

القدس العربي”

 

قاعدة حميميم العسكرية: استعادة جثمان الطيار الروسي تمت مقابل مبلغ مالي

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي» : كشفت القاعدة الروسية في حميميم في محافظة اللاذقية على الساحل السوري، أن استعادة جثمان الطيار رومان فيليبوف تمت عبر صفقة ابرمت مع تنظيم جبهة النصرة عن طريق شركائهم الأتراك لقاء مبلغٍ مالي.

وقالت القاعدة العسكرية الروسية عبر موقعها في فيسبوك، إن الجانب الروسي لم يلتق أو يتواصل بشكل مباشر مع التنظيم المتطرف على الإطلاق، ولم يتعهد بإيقاف الحرب على الإرهاب في سوريا.

ويأتي حديث القاعدة العسكرية الروسية حول صفقة مع جبهة النصرة، بعد أسئلة أثيرت بخصوص الجهة التي سلمت روسيا جثة الطيار الذي قتل بعد إسقاط طائرته، ولا سيما بعد أن اتهمت هيئة تحرير الشام التي تبنت إسقاط الطائرة فصيلاً معارضاً بـ»سرقة» الجثة.

وفي هذا الصدد رأى رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، أن تصريحات قاعدة حميميم العسكرية تهدف إلى خلق خلاف بين قادة النصرة وتأليب مقاتليها عليها، وتأليب بقية الفصائل عليها؛ إضافة إلى خلق الفتنة بينهم. وأشار في حديث لـ «القدس العربي»: إلى أن تصريحات قاعدة حميميم العسكرية ليست في صالح تركيا أو جبهة النصرة، لأنها من خلال هذا التصريح تحاول تثبيت أن تركيا مرتبطة بجبهة النصرة، وبالتالي داعمة للإرهاب.

في حين ذهب المعارض السياسي السوري درويش خليفة، إلى أن حادثة إسقاط الطائرة في ريف ادلب ومقتل الطيار كان له وقع سلبي على القيادة الروسية، خاصة أنهم مقبلون في الأشهر القليلة القادمة على انتخابات رئاسية، وهذا ما يزعزع ثقة الناخبين بالرئيس بوتين وهو الأوفر حظاً بالفوز في الانتخابات.

ورأى في حديث لـ «القدس العربي»: أن دخول تركيا الضامن في وساطة بهدف تسليم جثته للروس، أمر طبيعي للتواصل مع الفصائل الثوار في الشمال السوري موقع اسقاط الطائرة.

ويعتقد أن الجميع استفاد من هذه الصفقة بأستثناء المدنيين الذين تحملوا رد فعل الروس بالكم الهائل من القصف وبجميع انواع الصواريخ المدمّرة!، وأن هيئة تحرير الشام تقايض جثة طيار روسي بهذا التوقيت بالذات مقابل مبلغ مالي وهي قادرة ان تفرض شروطاً قد تحرجهم امام حلفائهم في سوريا ومحـيطها.

لكنه استدرك قائلاً «إن هذا النوع من الصفقات يبقى في إطار التكهن كونها لا تخرج للإعلام الا في الوقت المستقطع وهذا لا يكفي لتحليل حيثياتها».

يذكر مقاتلة حربية روسية أسقطت في 2 شباط/ فبراير الماضي، في أجواء ريف إدلب الجنوبي، قرب بلدة معصران جنوبي إدلب، حيث ظهر في مقطع مصور، نشرته وكالة «إباء» التابعة لـ»هيئة تحرير الشام»، إطلاق صاروخ مضاد للطائرات.

 

الوجود التركي في سوريا: شرعي أم عدوان… وماذا عن الأمريكي والإيراني والروسي؟

خبير في العلاقات الدولية: حضور تركيا جاء بعد تهديد أمنها القومي

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: تنطلق الحكومة السورية من ادعاءاتها بأنها هي الحكومة الشرعية في البلاد ولها وجودها القانوني لدى الأمم المتحدة وهي المسؤولة عن سوريا وحماية حدودها وقتال «الإرهابيين» في كل مكان من سوريا وبالتالي فإن دخول تركيا إلى الأراضي السورية من خلال جيوشها – بخلاف رغبة الحكومة السورية – بهدف انهاء حزب العمال الكردستاني في عفرين هو اعتداء صارخ على السيادة السورية والشعب السوري وانتهاك لمبادئ الأمم المتحدة التي تنص صراحة بعدم اعتداء الدول على بعضها عسكرياً.

بينما يرى معارضون سوريون ان النظام السوري برمته هو نظام غير شرعي منذ ان تسلم الأسد الاب الحكم عبر انقلاب عسكري، ثم ورّث الحكم لابنه بطريقة غير شرعية بعد تفصيل دستور على مقاس الأخير ليتناسب مع تسلمه كرسي الحكم، وبالتالي فإن عدم شرعية التواجد الروسي والإيراني ينبع من عدم وجود نظام شرعي أصلاً.

وتتفاوت آراء السوريين الذين أضحوا وقيعة التحاصصات الدولية، ما بين معارض لدخول القوات التركية إلى سوريا على اعتبارها «محتلاً» مثلها مثل باقي القوى الدولية المتواجدة على الجغرافية السورية، وغير معارض لها انطلاقاً من ان الوجود التركي مؤقت ويدخل ضمن اطار زمني محدد واهداف امنية واضحة، على عكس الروس والإيرانيين ومخططاتهم الاقتصادية او التوسعية الطائفية، والذين لا يجدون سبيلاً للوصول اليها سوى بمتابعة الخيار العسكري حتى لو لزم الامر استخدام الاسلحة الكيميائية وهذا ما يتم الان بالفعل في ريفي دمشق وادلب.

اما دخول الاتراك إلى المناطق الشمالية السورية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، فهو بالنسبة للقيادة التركية يندرج تحت مبررات عدة أهمها تهديد امنها القومي من قبل مجموعات تصنفها انقرة على انها «إرهابية» لا سيما ان تركيا تشارك سوريا بشريط حدودي يقدر طوله بـ 850 كم تقريباً. اما النظام السوري فلم يعد يتهجم على دخول القوات التركية إلى شمالي سوريا، أي ان السكوت هو مقابل تقاطع المصالح، فهو عملياً ليس له اي دور انما مثله كمثل اي فصيل آخر في سوريا وليس الا اداة لا اكثر.

 

فشل النظام

 

المحامي الخبير بالعلاقات الدولية بسام طبلية رأى ان النظام السوري هو المسؤول عن حماية حدوده، لكنه فشل في القيام بواجباته الدولية وحماية حدوده وأكثر من ذلك فقد قتل شعبه الآمن، الأمر الذي أدى إلى هروب الشعب السوري إلى البلدان المجاورة ومنها تركيا مما اسفر عن زعزعة الأمن القومي التركي وخرق اضطرابات في تركيا، منها سقوط القذائف والصورايخ القادمة من الأراضي السورية ومقتل مواطنين سوريين وأتراك في تركيا مما سبب اعتداءً على تركيا وسيادتها.

وذهب الخبير إلى ان دخول تركيا إلى الأراضي السورية له مبرراته القانونية وذلك من أجل فرض الاستقرار والأمن لبلدها وشعبها شريطة ان يكون هذا الدخول مؤقتاً، إضافة إلى فرض منطقة آمنة شمالي سوريا لإعادة السوريين الذين هربوا من أتون الحرب في سوريا بسبب ما يقوم به النظام من أعمال عنف بحق السوريين مستخدماً الأسلحة الفتاكة كافة والمحرمة دولياً، إضافة إلى تواجد الأحزاب الكردية المصنفة على قائمة الارهاب لدى الكثير من الدول ومنها تركيا، في الشمال السوري، ويشتبه بأنها قامت بأعمال عدوانية تمس سيادة أنقرة (تفجيرات في تركيا) وتسعى لتشكيل كيان في المنطقة الحدودية، الأمر الذي يشكل خطراً على الأمن التركي، وخاصة بعد فشل النظام السوري في حماية حدوده الشمالية ووجود خلاف كبير مع النظام السوري غير الشرعي، بحسب تعبيره.

وأكد بسام طبلية ان الوجود التركي بحسب مصادره هو مؤقت لتثبيت الاستقرار في شمالي سوريا، مضيفاً ان دخول الاتراك إلى المناطق الحدودية هو بدعوة من الجيش السوري الحر الذي يشارك في تحرير بلده سوريا من الإرهابيين الانفصاليين الذين أتوا من خارج سوريا وما دور تركيا إلا لمساندة ومساعدة الجيش الحر الذي يقاتل، حيث الحكومة السورية عاجزة عن حماية حدودها ومنع الاعتداءات على تركيا.

فيما قالت مصادر خاصة لـ «القدس العربي» في تصريح مقتضب، ان ثمة جواً مشحوناً يسود بين الجيش التركي المنخرط في عمليات عفرين وبين فصائل الجيش الحر المشاركة في المعارك، بسبب رفض الأخيرة الانصياع الكامل للقرارات التركية، فيما تسيطر عليه حتى الآن مساع مشتركة «تركية – سورية» تنظمها الأهداف المتقاربة.

 

الوجود الأمريكي

 

أما الوجود الأمريكي شمالي سوريا والسيطرة على مصادر الطاقة ودعم المليشيات الكردية (قسد وبي كي كي وبي واي داي وغيرها) فيجمع المعارضون للنظام السوري على انه احتلال للأراضي السورية وسرقة ثرواتها واستخدام بعض الأكراد (الانفصاليين) مؤقتاً لشق الصف وبث الفتن ما بين العرب والأكراد.

فالعمليات الامريكية في سوريا غير محدودة بنطاق زمني معين، وفي هذا الاطار قال الخبير بسام طبلية لم تعلن امريكا عن خطتها وأهدافها، علاوة عن انه لا حدود أمريكية مع سوريا وبالتالي قدوم أمريكا إلى سوريا من أجل حماية الأمن القومي الأمريكي ما هو إلا ادعاء كاذب تهدف من خلاله إلى احتلال سوريا وسرقة ثرواتها وهذا ينطبق على الروس والايرانيين بخلاف تركيا التي تشترك مع سوريا بحدود لمئات الكيلو مترات مما يعني أن زعزعة الوضع في سوريا سيؤثر بالضرورة على تركيا واستقرارها – من الناحية القانونية – وما تأييد بعض الدول لعملية غصن الزيتون مثل المملكة المتحدة إنما ينبع من هذه القاعدة (وتحقيقاً للمصالح السياسية والاقتصادية) وما مخالفة فرنسا وإصدارها لتصريحات متضاربة مؤيدة ورافضة إلا بسبب تضارب المصالح السياسية والاقتصادية بحسب رأيه. وما لم يتحد العرب والأكراد ويدركوا أن بقاءهم مرهون بحماية بعضهم البعض، سيتم استخدام كلا الطرفين لفنائهما، فالسوريون لا يمكن أن يقبلوا بتشريد الشعب السوري الكردي الذي هو مكون من مكونات الشعب السوري وفي الوقت ذاته لا يمكن القبول بدعوة بعض الانفصاليين بتشكيل دولة كردية يتم اقتطاعها من الأراضي السورية.

 

تحالفات طارئة

 

الواضح تماماً ان التحالفات الدولية في سوريا بمجموعها هي تحالفات مؤقتة طارئة قابلة للانهيار بأي لحظة، ولعل التناقضات الواضحة في التحالف بين الروس والايرانيين والأتراك يحمل في طياته من الخلافات ما يجعله عرضة للانهيار في أي لحظة، بينما الدور الامريكي الصامت يدلل بوضوح على استدراج الجميع للتورط أكثر وأكثر حتى تتفجر هذه التحالفات نتيجة عدم قدرتها على حسم الصراعات داخل سوريا ومن باب اولى في الإقليم.

العميد مصطفى الشيخ أكد بان الصراع في سوريا سيبقى كجرح مفتوح تتفجر من خلاله خلافات الدول الفاعلة على امتداد الجغرافيا السورية، مضيفاً «ومن الواضح تماماً قدرة الولايات المتحدة المتفوقة في التحكم بجميع الدول واجبارها على اتخاذ مواقف مؤلمة ولا تفضلها الا انها مجبرة باتخاذها وهنا تكمن قدرة التحكم بالفعل، صحيح ان هناك توافقات تكتيكية بين روسيا وامريكا ولكنها لا تعدو كونها نوعاً من استدراج للدخول في المرحلة القاتلة».

 

القائد العام للمليشيات الكردية: ننسق مع النظام في عفرين

جلال بكور، حلب ــ أحمد الإبراهيم

أكد القائد العام للمليشيات الكردية، في تصريح له، على وجود تنسيق مع قوات النظام السوري في منطقة عفرين ضد عملية “غصن الزيتون” التي يشنها “الجيش السوري الحر” والجيش التركي ضد المليشيا.

 

وقال القائد العام لمليشيا ما يسمّى بـ”وحدات حماية الشعب الكردي”، سيبان حمو، في تصريح لقناة الميادين، مساء أمس الإثنين، أن هناك تنسيقًا بين “وحدات حماية الشعب” و”الجيش السوري” في عفرين.

 

ويأتي ذلك في وقت سمحت فيه المليشيا بدخول مراسلي الإعلام الموالي للنظام السوري والتابع له إلى عفرين من أجل تغطية مجريات المعركة.

 

وقال حمو في تصريحاته: “نطالب الجيش السوري بتحمل مسؤولياته تجاه عفرين بعد العدوان التركي”.

 

ونقلت أيضا وسائل إعلام محليّة عن حمو قوله: “ليست لدينا مشكلة بدخول قوات الجيش السوري من أجل الدفاع عن عفرين في وجه التدخل التركي”.

 

وزعم حمو أنه “حتى اللحظة لم نر أي خطوة عملية من قبل الحكومة السورية اتجاه العدوان التركي على عفرين، ويقتصر التنسيق فيما بيننا حول إدخال مساعدات إنسانية إلى المنطقة”.

 

وكانت مصادر محلية قد أكدت أمس، لـ”العربي الجديد”، وصول تعزيزات للمليشيات الكردية إلى عفرين قادمة من مناطق سيطرة المليشيات في شمال شرق سورية، وذلك بعد اجتيازها مناطق سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية في ريف حلب، كما زار وفد من برلمانيي كردستان العراق عفرين الأحد الماضي بالتنسيق مع النظام السوري.

 

ويأتي ذلك التنسيق بعد أسابيع من وصف رئيس النظام، بشار الأسد، المقاتلين الأكراد بـ”الخونة”، وذلك جراء التنسيق مع واشنطن في الحرب ضد “داعش” دون التنسيق مع قواته.

 

معارك عنيفة

 

ميدانيًا دارت اشتباكات عنيفة بين “الجيش السوري الحر” والمليشيات الكردية، في عدة محاور بمحيط مدينة عفرين، شمال غرب سورية، وسط محاولات من المليشيا استعادة مواقع خسرتها خلال الأيام الماضية من عملية “غصن الزيتون”.

 

وقال مصدر عسكري، لـ”العربي الجديد”، إن معارك عنيفة دارت مساء أمس، والليلة الماضية، بين “الجيش السوري الحر”، ومليشيا “وحدات حماية الشعب الكردي”، إثر هجمات معاكسة شنتها الأخيرة في محور قرية عكا، بناحية بلبلة، شمال عفرين، وفي محور قرية سعرينجك بناحية شرا.

 

كذلك وقعت معارك في محور قرية ديوا وقرية المحمدية في ناحية جنديرس، جنوب غرب عفرين، والتي تشهد حاليًا أعنف الاشتباكات بين الطرفين، فيما دارت اشتباكات على محاور كفري كار ومعملا وعمرا بناحية راجو، وسط قصف تركي على مواقع في قرى ممالا وموساكا، شمال غرب عفرين.

 

وجدد الجيش التركي، فجر اليوم الثلاثاء، قصفه بالمدفعية والدبابات مواقع في قرية عرب ويران في ناحية شران، كما استهدف تحركات لمليشيا “وحدات حماية الشعب” في المنطقة.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع وصول قافلة تعزيزات تركية جديدة مؤلفة من عربات عسكرية مدرعة، إلى ولاية هطاي التركية الحدودية مع سورية، في طريقها إلى منطقة عفرين للمشاركة في عمليات “غصن الزيتون”، وفق ما أوردته وكالة “الأناضول”.

وكان الجيشان، “السوري الحر”، والتركي، قد سيطرا، أمس، ضمن “غصن الزيتون”، على قرية المحمدية وتلة العمارة وبرج تل العمارة وسواتر الطويلة، على محور جنديرس، جنوب غرب عفرين، بعد معارك عنيفة مع المليشيات الكردية.

 

ودخلت عملية “غصن الزيتون” يومها الخامس والعشرين بهدف طرد تلك المليشيات من نواحي عفرين. وسيطر “الجيش السوري الحر” والجيش التركي خلال الأيام الماضية من العملية على العديد من القرى والمواقع.

 

النظام السوري يدخل صراع عفرين: تركيا عدوّ مشترك/ أحمد الإبراهيم

تدخل عملية “غصن الزيتون”، التي أطلقتها تركيا في 20 يناير/كانون الثاني الماضي ضد الوحدات الكردية في عفرين، مرحلة جديدة عنوانها الأبرز حصول الأكراد على دعم علني من النظام السوري وإيران ضمن هدف واحد هو استنزاف الجيش التركي، الذي تعرض لخسائر بشرية كبيرة منذ بدء العملية العسكرية في موازاة تقدمه في محيط عفرين، وهو ما أكدته هيئة أركان الجيش التركي، أمس الاثنين، بإعلانها مقتل 31 جنديا تركياً وإصابة 143 منذ بدء العملية العسكرية، وذلك بعد يومين من يوم دام سجل أكبر حصيلة يتكبدها الجيش التركي منذ بدء الهجوم، قتل خلالها 11 جندياً تركيا.

ويأتي الكشف العلني عن هذا الدعم وأشكاله المختلفة، فضلاً عن الإقرار الأميركي بانتقال مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي يشكل الأكراد غالبيتها، إلى عفرين، ليظهر البعد الجديد لمعركة “غصن الزيتون” التي تصر تركيا على المضي قدماً بها لأهميتها في ضمان أمنها القومي والخطوط الحمراء التي سبق أن وضعتها في ما يتعلق بما تقول إنه حماية حدودها. وتتزامن هذه التطورات مع اتجاه الوضع العسكري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي الى مزيد من التأزيم مع تقدم عناصر يتبعون تنظيم “داعش” على حساب قوات المعارضة وهيئة تحرير الشام (تحالف تقوده النصرة) التي تحاول استيعاب تطور عسكري من شأنه خلط أوراق الصراع في أهم معاقلها، فيما يشير محللون الى أن التنظيم يخدم أهداف النظام وحلفائه الإيرانيين بفتح ثغرة باتجاه مناطق المعارضة.

 

النظام يدعم الأكراد

 

وتتواصل عملية “غصن الزيتون” بقيادة الجيش التركي وفصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحة ضد الوحدات الكردية في منطقة عفرين على الحدود السورية التركية، وسط تزايد الأنباء عن تقديم النظام مساعدة عسكرية ولوجستية للمقاتلين الأكراد في عفرين عبر طرق تربط حلب وعفرين مرورا ببلدتي نبّل والزهراء شمال حلب.

 

وأكدت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” أن أرتالاً من المقاتلين الأكراد جاءت من شرقي الفرات مروراً بمدينة منبج ومناطق تحت سيطرة النظام ووصلت إلى مدينة عفرين وريفها، مشيرة إلى أن مليشيات إيرانية متمركزة في نبل والزهراء تقاتل إلى جانب المقاتلين الأكراد في عفرين، موضحة أن إيران والنظام زودا المقاتلين الأكراد بصواريخ مضادة للدروع، وغازات سامة، رداً على تمركز الجيش التركي في منطقة العيس جنوب غربي حلب أخيراً.

 

وكانت “الإدارة الذاتية” في منطقة عفرين طالبت قوات النظام بالدفاع عن المنطقة مع بدء عملية غصن الزيتون. وفي السياق نفسه، أفادت وكالة “رويترز”، في تقرير لها يوم الأحد الماضي، بأن “المدد لأكراد سورية المدعومين من الولايات المتحدة جاء من حيث لم يحتسبوا”، إذ كان “الرئيس السوري بشار الأسد هو مصدر العون”. وبحسب التقرير فإنه “في عفرين العدو مشترك للجانبين، ولهما مصلحة متبادلة في صدّ تقدم القوات التركية”.

 

وقال ممثلون للطرفين لوكالة “رويترز” إن قوات النظام توفر دعماً غير مباشر للأكراد من مقاتلين ومدنيين وساسة من خلال السماح لهم بالوصول إلى عفرين عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتها. وبذلك يستطيع رئيس النظام السوري بشار الأسد أن يحقق مكاسب دون أن يفعل شيئا يذكر، إذ إنه من المرجح أن يدعم وصول تعزيزات القوات الكردية ويعطل تقدم القوات التركية ويطيل من أمد الصراع الذي يستنزف موارد القوى العسكرية التي تنازعه السيطرة على أرض سورية.

 

وأوضح المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية، كينو غابرييل، أنه توجد طرق مختلفة لإرسال التعزيزات إلى عفرين لكن “مبدئياً هناك الطريق الأساسي الذي يمرّ عن طريق قوات النظام. وهناك تفاهمات بين القوتين لتأمين المنطقة… لإرسال التعزيزات”. بدوره، قال قائد في التحالف العسكري، الذي يقاتل دعماً للأسد، إن الأكراد ليس أمامهم خيار سوى التنسيق مع الحكومة السورية للدفاع عن عفرين. وأضاف القائد، الذي اشترط إخفاء هويته، أن “النظام السوري يساعد الأكراد إنسانيا وببعض الشيء اللوجستي كغض النظر وتسهيل وصول بعض الدعم الكردي من بقية الجبهات”.

 

من جهته قال المسؤول الكردي من حي الشيخ مقصود، بدران حمو، أثناء لقاء نظمته قوات الأمن الكردية لتأبين عشرة من المقاتلين الذين سقطوا في المعارك، إن المئات من حي الشيخ مقصود حملوا السلاح وتوجهوا للدفاع عن عفرين. وتتطلب هذه الرحلة القصيرة الانتقال عبر مناطق تحت سيطرة الحكومة أو الفصائل الشيعية المدعومة من إيران المتحالفة معها. وأضاف “استشهد حوالي عشرة منهم”.

 

في موازاة ذلك، اعترف وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، الإثنين، أنّ قسماً من مسلحي الوحدات الكردية التي تشكل الثقل الكبير في “قوات سورية الديمقراطية”، توجهوا إلى عفرين من المناطق الأخرى في سورية الخاضعة لسيطرتها، بعد عملية “غصن الزيتون”.

 

ونقلت الاناضول عن المسؤول الأميركي قوله أن العملية التي تجري في عفرين (غصن الزيتون) “شتتت تركيز” الأكراد داخل ما يسمى “قوات سورية الديمقراطية”، مضيفا: “الوضع في عفرين شتت تركيز نحو 50 في المائة أو أكثر أو أقل من قوات سورية الديمقراطية. يرون أصدقاءهم يتعرضون لهجوم في عفرين، وهذا ما يشتت تركيزهم، وثمة بعض الوحدات توجهت إلى هناك”. وأشار إلى أنّ تركيا الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي التي تشهد “تمرداً مسلحاً” داخل حدودها، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، مضيفاً: “لا ننكر إطلاقا القلق المشروع لتركيا حيال أمن حدودها مع سورية”.

 

تقدم “داعش” في إدلب

 

في غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام وفصائل تتبع للمعارضة السورية منها أحرار الشام، وفيلق الشام من جهة، وبين فلول تنظيم داعش الذين وصلوا إلى أطراف ريف إدلب الجنوبي الشرقي من جهة أخرى. وأكد الناشط الإعلامي شحود جدوع، في حديث مع “العربي الجديد”، تحقيق التنظيم تقدماً أمس الإثنين بسيطرته على قريتين هما: بلدة الخوين، وقرية الزرزور، مشيراً إلى مقتل عدد من مقاتلي المعارضة في الاشتباكات.

من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى استمرار الاشتباكات “بوتيرة عنيفة” على محاور بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بين هيئة تحرير الشام وفصائل تابعة للمعارضة السورية من طرف، وعناصر من تنظيم “داعش” من طرف آخر. وأشار إلى أن الاشتباكات “تترافق مع قصف واستهداف متبادل بين الطرفين”، مؤكداً أن “داعش” تمكن من تحقيق تقدم وصفه بـ”الهام”، تمثل بالسيطرة على قريتي الخوين والزرزور في المنطقة، وسط استمرار المحاولات للسيطرة على قرية أم الخلاخيل. كما لفت إلى أن الفصائل أسرت عناصر من التنظيم.

وأوضحت مصادر محلية، في حديث مع “العربي الجديد”، أن عدد عناصر التنظيم يقدر بنحو 200 عنصر أغلبهم من فصيل “جند الأقصى” الذي طردته المعارضة السورية من محافظة إدلب والتحق بالتنظيم في شرقي حماة. وبات من الواضح أن عناصر التنظيم يسعون للسيطرة على مدن وبلدات في ريف إدلب هي تحت سيطرة المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام، ما يعني خلط أوراق الصراع مرة أخرى، وحصول النظام وحلفائه على ذريعة أخرى للفتك بالمنطقة.

 

من جهته، رأى عبد الوهاب عاصي، وهو باحث في مركز “جسور” للدراسات، أن “التقدم الذي أحدثه عناصر التنظيم للوصول إلى التمانعة، يعني التمهيد من أجل السيطرة والوصول إلى خان شيخون الواقعة على أوتوستراد دمشق -حلب الدولي”. ولفت إلى أنه “أصبح واضحاً أن التنظيم يخدم أهداف إيران على الأرض، ففتح الثغرة له باتجاه مناطق سيطرة المعارضة لا يوجد له أي مبرر سوى تكرار سيناريو الرهجان، ففي حال وصول داعش إلى التمانعة أو خان شيخون، سيتمكن النظام من السيطرة على مواقعه بسهولة مثل المرات السابقة”. وبرأي عاصي أن تقدم تنظيم “داعش” يأتي بعد فشل مليشيات النظام بالتقدم باتجاه سراقب من محور أبو ظهور، مضيفاً أن “النظام يريد السيطرة على المدن الواقعة على طريق دمشق -حلب الدولي ومنها سراقب، وخان شيخون ومعرة النعمان”.

 

وأشار عاصي إلى أن قوات النظام غير قادرة على فتح محورين بنفس الوقت، بسبب المقاومة الكبيرة التي أظهرتها فصائل “دحر الغزاة”، لذلك دفع النظام باتجاه فتح محور خان شيخون عبر تنظيم داعش نفسه”، وفق الباحث. وكانت أكثر من 10 فصائل تابعة للمعارضة السورية شكلت بداية الشهر الحالي غرفة عمليات “دحر الغزاة” لتوحيد الجهود في المعارك ضد قوات النظام، والمليشيات المساندة، وضد تنظيم داعش. وضمت الغرفة فصائل: أحرار الشام، فيلق الشام، جيش الأحرار، جيش إدلب الحر، جيش العزة، جيش النصر، حركة نور الدين الزنكي، جيش النخبة، الجيش الثاني، لواء الأربعين، الفرقة الأولى مشاة.

 

صحيفة “الرياض” تساوي بين الجيش السوري و”الحر”: غضب وجدل

 

أثارت صحيفة “الرياض” السعودية جدلاً وغضباً واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي بعدما نشرت رسماً كاريكاتورياً يُساوي بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحرّ في قتل المدنيين، تحت عنوان “تجدد الاشتباكات”.

 

وجاء في الكاريكاتور الذي رسمه عبدالعزيز ربيع صورة دبابتين الأولى كُتب عليها الجيش السوري والثانية كتب عليها الجيش السوري الحر، وهما تقصفان المدنيين وليس بعضهما.

 

وأعرب المغردون السوريون والسعوديون والعرب عن غضبهم من الرسم، إذ اعتبروه يساوي بين “الضحية والجلاد” ويساهم في تشويه صورة المعارضة وتبييض صورة النظام عبر اعتبار المعارك العسكرية متساوية، وأنّ الطرفين يقتلان المدنيين، فيما يدأب النظام السوري على قتلهم.

 

وجاء نشر الرسم في ظلّ ما تعانيه الغوطة الشرقية من قصف وحصار ليزيد من غضب المغردين.

 

وغرد نواف القديمي “خطيئة ترتكبها جريدة الرياض حين تساوي بين الضحية والجلاد ..#جريدة_الرياض”. وكتب فؤاد أبو حطب “هذا الكاريكاتير تشويه مضلل للحقائق ، فهو يساوي بين الضحية والجاني. اتقوا الله وحسبنا الله ونعم الوكيل. لم يكن ناقصاً الا أن ترسموا طائرات يقودها الجيش الحر. 280 شهيدا مدنيا تم توثيق سقوطهم في الغوطة الشرقية المحاصرة خلال الاربعة ايام الفائتة”.

 

أما وائل عبدالعزيز فقال “الجيش السوري الحر تشكل بأساسه لحماية المدنيين من حرب الإبادة التي أعلنها النظام وداعموه من قوى الاحتلال الروسي والإيراني منذ سنوات، إن الإساءة لرمز مقاومة الثورة السورية بالتزامن مع المجازر التي ترتكب بحقنا يؤكد أن صمت الدول العربية تجاه مذابحنا ليس محض صدفة”.

 

ليبراسيون” عن مأساة الغوطة: لهذا ينتقم النظام والروس منها

باريس- محمد المزديوي

استعرضت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، في عددها الصادر اليوم السبت، أسباب ما يجري في الغوطة الشرقية، من قصف مركّز وغارات لا تتوقف للطيران الروسي والسوري، أدّى خلال أسبوع واحد إلى مقتل 229 مدنياً، محملة روسيا مسؤولية فشل مجلس الأمن في وقف إطلاق النار، خصوصاً أن المفاوضات تسير في نفق مظلم.

 

ولفت الصحافي لوك ماثيو إلى انتشار فيديوهات تنقل مأساة الغوطة، وصور أجسادٍ ممزقة وأطفال تغمرهم الدماء وآباء يبكون ويصرخون. إذ لا يتوقف النشطاء عن توثيق ما يجري في الغوطة يومياً عبر الإنترنت، ذاكرين أعداد القتلى والجرحى، والبلدات التي استهدفتها غارات جيش الأسد وحليفه الروسي.

 

وأشار الصحافي الفرنسي إلى أن الغوطة الشرقية لم تتعرّض للقصف بتلك الحدّة منذ عام 2015. وتساءل عن سبب الإصرار السوري والروسي على استهداف تلك المنطقة، مجيباً بأنها “آخر منطقة لا تزال تحت سيطرة المعارضة على مقربة من العاصمة. كما أنها منطقة خصبة. وكان سكانها السبّاقين، في ربيع 2011، إلى التظاهر ضد بشار الأسد. وواجههم النظام بالعنف، وقتل وجرح في الأشهر الأولى المئات منهم”.

 

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المدير التنفيذي لمؤسسة “بيتنا سورية”، أسعد العشي، قوله إن القوات الروسية تنتقم من جراء فشل المفاوضات في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني في سوتشي، نتيجة رفض المعارضة المشاركة فيها. وأضاف: “لهذا السبب يشارك الطيران الروسي في القصف الواسع، بعد أن كان محصوراً في السابق بطيران النظام السوري”.

 

وأدرجت الصحيفة الفرنسية سبباً ثالثاً، وهو أن القصف الروسي جاء بعد إسقاط مقاتلي “هيئة تحرير الشام” طائرة حربية روسية.

 

النظام ورجاله يحاصرون حتى الأنفاق

 

وعرّج التقرير على الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية الذي وصفته الصحيفة بـ”المأساوي”. وأوضحت أن نحو 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة يتعرضون للقصف والجوع، وهم محاصَرون منذ 2013، ولم يقِهم من الموت في السابق سوى الأنفاق التي دخل عبرها الغذاء والدواء من المناطق التي يسيطر عليها النظام.

 

واعتبرت الصحيفة أن المأساة تضاعفت بعد إقدام القوات الموالية للنظام على تدمير تلك الأنفاق، في الصيف الماضي. وأصبح طريق الإمداد الوحيد تحت سلطة الجيش السوري، الذي يسمح عسكريوه الفاسدون لرجال أعمال بنقل مواد أساسية إلى الغوطة مقابل أموال وعمولات، تضاف إليها الخوات التي تحصل عليها الجهات المسلحة في الجهة المقابلة، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار ارتفاعاً جنونياً.

 

ولفتت إلى تقرير منظمة “يونيسف” في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الذي أحصى 1100 طفل يعانون من سوء حادّ في التغذية، 700 منهم في حالة الخطر التي تتطلب نقلهم خارج الغوطة على وجه السرعة. وأشار إلى نقص الأدوية والمواد الطبية اللازمة في المستشفيات، وإلى منع مرور القوافل الإنسانية، التي كان آخرها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، التي حملت الطعام والدواء لنحو 40 ألف شخص فقط.

 

ردود الفعل الدولية الخجولة أمام المأساة

 

وعن ردود الأفعال الدولية التي اعتبرتها الصحيفة “قليلة وغير مؤثرة”، أشارت إلى الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي طلب فيه ماكرون ببذل كل الجهود حتى “يضع النظام السوري حدّاً لتفاقم الوضعية الإنسانية، التي أصبحت لا تطاق”، وإلى انشغال الأميركيين بالقصف ومطالبتهم بوضع حد للقصف أيضاً، وانضمام الأمم المتحدة للمطالبين بـ”وقف فوري للاشتباكات خلال شهر على الأقل، في كل أنحاء سورية”.

 

ورأت الصحيفة الفرنسية أن تلك النداءات كافة لم تلق آذاناً صاغية، كما أن اجتماع مجلس الأمن يوم الخميس الماضي لم يؤدّ لشيء، والسبب تقف خلفه روسيا الداعمة لنظام دمشق، بحسب الصحيفة. كما أن “الحلّ في سورية سياسيٌّ، وليس قانونياً”، وفق تصريح موظف أممي أوردته “ليبراسيون”.

 

السلاح الكيميائي

 

وتابعت “الشيء الوحيد المتبقي الذي يمكن أن يطلق ردّة فعل دولية هو استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية”. لكن منذ 13 يناير/ كانون الثاني الماضي سُجّلت ثلاث حالات قصف استخدم فيها نظام الأسد مادة الكلور في الغوطة وفي محافظة إدلب، وهو ما أكده وزير الخارجية الفرنسية، دان إيف لودريان. في حين أن وزيرة الدفاع، فلورنس بارلي، حكمت بعدم وجود “يقين” بهذا الشأن.

النفاق الفرنسي سرعان ما يعارضه أسعد العشي الذي يستشهد بآراء الأطباء والممرضين الذين عالجوا ضحايا القصف وجزموا بأن “كل الأعراض تتفق على أن الأمر يتعلق بغارات استخدم فيها الكلور”.

 

لوفيغارو” تذكّر بخط ماكرون الأحمر ضد الأسد/  باريس ــ محمد المزيودي

لا أحد يعرفُ حقيقة موقف إيمانويل ماكرون من النظام السوري. فالرئيس الفرنسي متأرجحٌ في تصريحاته، بين التهديد تارةً، وبين التأكيد على أن رحيل بشار الأسد ليس شرطاً أولياً مُسبقاً لأي حلٍّ سياسي في سورية.

 

وفي هذا الصدد، تُذكّر صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، اليوم الخميس، بأن ماكرون، بمجرد وصوله إلى قصر الإليزيه، بَادَرَ إلى تقديم وعدٍ تمثل بأن استخدام الأسلحة الكيمائية في سورية سيكون “خطّاً أحمر”، وأنه إذا تمّ تجاوزُ هذا الخط، فسيكون النظام السوري هدفاً لـ “ردّ فوري”. وأضاف الرئيس الفرنسي حينها بأن “الردّ يمكن أن يأتي من فرنسا لوحدها”.

 

ويرى وزير الخارجية الفرنسي، جان – إيف لودريان، أنّ كل شيء في سورية يشير إلى أن “السلطات السورية، في هذه الأوقات، تلجأ في هجماتها ضد المعارضة إلى استخدام الكلور”.

 

وهنا لا يزال الموقف الرسمي الفرنسي، الذي وعد به إيمانويل ماكرون، حذِراً. وهذا ما تراه “لو فيغارو” التي تستشهد برأي برونو تيرتريس، المدير المساعد “للمؤسسة من أجل البحث الاستراتيجي”، إذ يؤكد أن “الخط الأحمر الرئاسي يتضمن دائماً عنصرين، النصّ والروحية”.

 

وترى “لو فيغارو” أن الروحية، التي تمّ نقاشها مع الأميركيين، تستمد من دون شكّ، مرجعيتها من الهجمات الفتّاكة والواسعة التي نفذها النظام السوري على غرار ما ارتُكب على يديه في الغوطة عام 2013، وفي خان شيخون في إبريل/نيسان 2017.

 

وقد رافق الهجوم على الغوطة ظهورُ مشروع غربي للانتقام من الأسد، سرعان ما تخلى عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما، مسبّباً آنذاك امتعاضاً وغضباً فرنسيين، فيما عوقب الهجوم على خان شيخون، بِوَابلٍ من الصواريخ الأميركية، بأمر من الرئيس دونالد ترامب.

 

وتقارن “لو فيغارو” بين الأمس واليوم، وترى “أننا لم نصل إلى مرحلة الخط الأحمر”، وأن الغارات الأخيرة للنظام التي استهدفت سراقب ودوما، والتي استُخدمت فيها مادة الكلور، لم تتسبب في سقوط قتلى، ولا تزال موضع تحقيق من قبل الأمم المتحدة.

 

وبالرغم من ذلك، تأمل الصحيفة أن يساهم “تكرار هذه الهجمات من قبل النظام السوري، وكونها تحدث بعد المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا للبحث في حظر الأسلحة الكيميائية، في تحريك الأمور”.

 

ولكن العائق الأكبر في وجه كل عملٍ ضد النظام السوري، يظلُّ هو الموقف الروسي. وبالرغم من اعتراف الأميركيين بقلقهم من الهجمات الجديدة، وعدم استبعادهم استخدام القوة، إلا أن ما يغذّي انزعاجهم هو الموقف الروسي. فالحليف الروسي للنظام السوري، الذي أشرف على عملية الخروج الآمن من الأزمة في 2013، وأنقذ دمشق من الضربات الغربية، لم يتأكد من قيام حليفه بالتدمير الكلي للمخازن الكيميائية.

 

ومنذ عام 2013، لم يتوقف الروس عن حماية النظام السوري من الغضب الغربي بسبب هذه الاستخدامات. ولعلّ آخر الأمثلة على ذلك، ما حدث الخريف الماضي، حين أفشل الروس، باعتمادهم على الفيتو، المهمة الدولية حول استخدام الأسلحة الكيميائية، التي كانت تشير بأصابعها إلى النظام السوري.

 

كما أن الروس حاولوا، مؤخراً، تأخير تبنّي الإعلان الأميركي الذي يدين الهجمات الكيميائية الأخيرة، والذي يطالب بمحاكمة المسؤولين.

 

وتشير “لو فيغارو” إلى أن فرنسا أشهرت “تابو” الأسلحة الكيميائية، حيث لا تزال آثار التخلي الأميركي، عام 2013، بادية”، كما أنها “تتحلى باليقظة في مواجهة قضايا انتشار هذا النوع من الأسلحة”.

 

وببعض التفاؤل، تشير الصحيفة الفرنسية اليمينية إلى أن العلاقات بين إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب، أفضل من تلك التي كانت تربط باراك أوباما بفرانسوا هولاند.

 

لكن الأمر لم يصل بعد إلى الاتفاق بين البلدين حول الضربات التي يمكن توجيهها لنظام الأسد، لأنّه، كما يشير الباحث برونو تيرتريس “لا يمكننا أن نطرح سؤالاً حول امكانية القيام بعملية عسكرية من دون دراسة السياق الدبلوماسي، ومن دون التساؤل حول ما إذا كانت مثل هذه العملية ستخدم أم لا مَصالحَنا”. أي أن المصالح الغربية فوق أي اعتبار!

 

سوريون يصرخون للعالم: #انقذوا_الغوطة

تتضاعف معاناة سكان الغوطة الشرقية في ظلّ القصف الذي لا يتوقّف والحصار الذي لا ينفك، مع استمرار الحملة العسكرية منذ سنوات من قبل النظام السوري.

 

وفي ظلّ صمت المجتمع الدولي، أطلق ناشطون سوريّون حملةً بعنوان “#انقذوا_الغوطة” و”#SaveGhouta”، مطالبين بوقف الغارات على الغوطة وإنهاء الحصار، كي تكون صوت سورية إلى العالم.

 

وتتواصل مجازر قوات النظام السوري والقوات الروسية في الغوطة، في حين تجاوزت حصيلة القتلى في غوطة دمشق الشرقية، خلال الأسبوع الأخير 300 مدني، إضافة إلى إصابة الآلاف وخروج العديد من المرافق الحيوية من الخدمة.

 

وغرّد حساب “الدفاع المدني السوري” قائلاً “ألف محاصر يذوقون أعتى أنواع العذاب: حصار.. جوع.. قهر في سجن الغوطة الكبير!  مئات الغارات والصواريخ.. قصف جنوني بلا رحمة. 1123 شهيد خلال ثلاثة أشهر قتلوا خنقا وجوعا وقصفا ودفنا تحت الأنقاض!أنقذوا المحاصرين.. أنقذوا من تبقى#انقذوا_الغوطة #SaveGhouta”.

وكتب عزام الدالي “أكثر من 400 ألف مدني يعانون من أثار الحصار طيلة خمس سنوات على مرأى ومسمع #العالم كله وبيفتقدون لأبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء، خمس سنوات لم تٌحرك ضمير الإنسانية! رغم كل المناشدات التي تصدر من #الغوطة_الشرقية…. #انقذوا_الغوطة”.

 

وغرّد عبدالكريم بكار “#أنقذوا_الغوطة فقد تحالف عليهم الجوع والبرد وقصف الطائرات.

ليبذل كل إنسان ما يستطيع فهذا وقت البذل”.

 

أما أبو الهدى الحمصي فكتب “حملة أنسانية تهدف لانقاذ المحاصرين من القصف الروسي واجب المشاركة فيها وإيصال صوتهم الى كل العالم #انقذوا_الغوطة #SaveGhouta”.

 

وكتب هادي الخطيب “#أنقذوا_الغوطة يصر أعدائنا الطائفيون على اختيار أسوء أنواع القتل كالقتل تحت الأنقاض والقتل بتقطيع الأجزاء والقتل بالخنق باستخدام الكيمياء.. واليوم يختارون لأطفال الغوطة جريمة القتل جوعاً ودفنهم أحياء تحت حجاره منازلهم”.

 

وقال أحمد بريمو “بلغت حصيلة القتلى في غوطة دمشق الشرقية خلال الأسبوع الأخير 175 مدنياً وأكثر من 1000 جريح نتيجة القصف الجوي والمدفعي من قبل النظام السوري وإيران وروسيا.#SaveGhouta#انقذوا_الغوطة”.

 

وخلال الأسبوع الأخير، غرّد مستخدمو “تويتر” عن الغوطة عبر وسوم “#الغوطة_تباد” و”#الغوطة_الشرقية” و”#كيماوي_الغوطة” و”#الغوطة” و”#الغوطة_تحترق”.

 

#الغوطة_تباد: طقوس إبادة جماعية متواصلة لنظام الأسد وروسيا

 

تتواصل مجازر قوات النظام السوري والقوات الروسية في إدلب والغوطة، في حين تجاوزت حصيلة القتلى في غوطة دمشق الشرقية، خلال الأسبوع الأخير، 300 مدني، إضافة إلى إصابة الآلاف، وخروج العديد من المرافق الحيوية من الخدمة.

 

ويواصل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تغريدهم عن الغوطة ومجازر النظام وروسيا فيها، والمستمرة خلال الأسبوع الأخير. إذ انتشرت وسوم “#الغوطة_تباد” و”#الغوطة_الشرقية” و”#كيماوي_الغوطة” و”#الغوطة” و”#الغوطة_تحترق”.

ونقل الناشطون صوراً للغارات المكثفة التي تتعرض لها الغوطة، مشبّهين ما يحصل بالحملة الممنهجة على حلب.

 

وانتشر بكثافة مقطع فيديو لعنصر من الخوذ البيضاء، يتحدث فيه إلى والدته التي قضت تحت الأنقاض من جراء القصف، وتظهر صورتها في الفيديو، ويقول “أنا عم أنقذ العالم وما قادر انقذك يا إمي، ماذا أفعل يا إمي، حسبي الله ونعم الوكيل، الله يرحمك يا إمي… الله ينتقم منك يا بشار الأسد”.

 

وقال ناصر التميمي “ومازالت #الغوطة_الشرقية لليوم الرابع ع التوالي تشهد مجازر بحق سكانها. حرب إبادة تامة اعلنتها #روسيا ونظام #الأسد بحق أهالي #الغوطة_الشرقية #الغوطة_تباد”.

 

وقال توفيق بوصهيب “ليلة مُرعبة بكل ما تعنيه الكلمة، ما يقارب 15 صاروخا من الطائرات الحربية سقطت بمساحة 5 كيلومترات في مدينة #دوما، خلّفت عشرات الجرحى والعديد من الشهداء وعشرات البيوت المهدمة، مشاهد الموت في كُل مكان، لا نعلم متى سيأتي أجلُنا”.

 

وغرّدت رجاء “طقوس إبادة جماعية متواصلة لنظام الأسد في الغوطة الشرقية المحاصرة. آباء يسعفون أبناءهم صباحا.. وأبناء يدفنون آباءهم ليلا#الغوطة_تباد”.

 

أما أصلان الخطيب فكتب “في أسبوع فقط أكثر من 258 شهيدا و800 جريح منهم نساء وأطفال جراء الحملة الشرسة السورية – الروسية على بلدات #الغوطة_الشرقية، شهداؤنا ليسوا أرقاما فقط بل هناك عشرات الأرامل وعشرات الأيتام ومئات الذكريات الموجعة #الغوطة_تباد”.

 

وغرّد مالك “يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها.. فامسحي عن جبيني الحزنَ والتعبا #الغوطة_تباد”. وقال محمود نبعة “لم تَخذلِ الأمة قضية من القضايا كما خذلت سوريا.. وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله !#سوريا#الغوطة_تباد”.

 

أما الكويتي حاكم المطيري، فتحدث عن الوضع في العالم العربي، قائلاً “نهاية المشروع القومي العربي! الجيش السوري يدك #الغوطة و#إدلب و#حلب مع الجيش الروسي، والجيش العراقي يدك مدن #الموصل و#الأنبار مع الجيش الأمريكي! والجيش المصري يدك #سيناء مع الجيش الإسرائيلي! وجيوش التحالف العربي ومليشيات الحوثي تدك #تعز و#أبين ومدن #اليمن بغطاء جوي أمريكي!”.

 

وكتبت نور الحداد “لا أستطيع تخيل قذارة هذا العالم الذي لم يستطع إلى الآن إيقاف هذا المجرم الأرعن وحليفته روسيا.. القتل مستمر في سوريا. #الغوطة #إدلب”.

 

دحر الغزاة” تأسر مئات “الدواعش”.. والخلايا الأمنية تنشط

ألقت غرفة عمليات “دحر الغزاة”، الثلاثاء، القبض على 340 عنصراً من “الدولة الإسلامية”، بينهم أطفال ونساء، بعدما فتحت لهم مليشيات النظام معبراً من شمالي حماة، إلى جنوبي إدلب. وقال بيان صادر عن الغرفة، إن النظام وحليفيه الروسي والإيراني، قاموا بنقل الدواعش عبر مناطق سيطرتهم نحوة بلدة الخوين “كي يقاتلوا جنباً إلى جنب ضد الثوار وفصائل الجيش الحر”، وأحبطت الغرفة تلك “المؤامرة”، وكشفت “خيوط التنسيق والتعاون الأمني المباشر بين هذه المجموعات الداعشية” والنظام وإيران. وتابع البيان: “وتمكنت بعد اشتباكات عنيفة دامت لأكثر من 3 أيام، من قتل وجرح العشرات من فلول التنظيم، وأسر من تبقى منهم، بالمئات، في بلدة الخوين، وسيعامل هؤلاء الأسرى حسب مقتضيات العدالة والقانون والضرورات الأمنية”.

 

وكانت “الدولة الإسلامية” قد حققت أول تقدم لها على حساب المعارضة المسلحة و”تحرير الشام” في ريف إدلب الجنوبي، وسيطرت على قريتي الخوين الكبير وأرض الزرزور شمال شرقي أبو دالي. وحاول التنظيم التمدد أكثر في المنطقة المحيطة والسيطرة على قرى أم خلاخيل وتل أغبر التي دخل بعض المواقع فيها، لكنه انسحب منها أمام هجمات المعارضة و”تحرير الشام”. تنظيم “الدولة” انسحب من قريتي أم صهريج والسويرات شمالي أبو دالي لصالح مليشيات النظام، بعد تقدمه على حساب المعارضة غرباً، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

تقدم التنظيم في ريف إدلب الجنوبي، جاء بعد سلسلة من الهجمات ومحاولات التقدم التي بدأت الجمعة. وعلى الرغم من أن فصائل المعارضة في غرفة عمليات “دحر الغزاة”، و”تحرير الشام”، كانت قد عززت في وقت سابق نقاطها في المنطقة، وهيأت نفسها للمواجهة، إلا أن التنظيم نجح في التغلغل، ونفذ عمليات التفاف ليلي على مقار ونقاط المعارضة و”تحرير الشام”، واستخدم عناصره العبوات والأحزمة الناسفة في أكثر من موقع، الأمر الذي سهل عليه بسط سيطرته على نقاط متقدمة. كذلك كان للخلايا الأمنية التابعة للتنظيم دور كبير في مساعدة رأس الحربة المتقدم وتصدع دفاعات المعارضة.

 

وشنّت عمليات “دحر الغزاة” و”تحرير الشام” هجمات معاكسة، ليل الاثنين/الثلاثاء، وتمكنت من استعادة أجزاء واسعة من قرية أرض الزرزور، وقتلت 10 عناصر للتنظيم، واستهدفت بالمدفعية والصواريخ القرى التي تنطلق منها هجمات “الدولة” قرب أبو دالي، والتي سلمتها مليشيات النظام للتنظيم مؤخراً. وقالت المعارضة إنها أعطبت آليات عسكرية وسيارات للتنظيم  في قريتي النيحة وشم الهوى، منطلق عمليات التنظيم جنوبي ادلب.

 

قائد غرفة عمليات “دحر الغزاة” النقيب ناجي أبو غيث، أكد لـ”المدن”، أن التحقيقات الأولية مع عناصر التنظيم الأسرى أشارت إلى أن عدد العناصر الذين دخلوا إلى المنطقة بمساعدة مليشيات النظام يزيد عن 300 عنصر، ويمتلكون أسلحة وذخائر متنوعة، وهي في الغالب رشاشات خفيفة ومتوسطة.

 

في السياق، شهدت إدلب وريفها، الإثنين، أكبر موجة تفجيرات انتحارية، استهدفت عدداً من القرى والمدن، من قبل الخلايا التابعة لتنظيم “الدولة”، والتي تضم أعضاء سابقين في “لواء الأٌقصى” وعناصر من التنظيم تسللوا بمساعدة مليشيات النظام إلى ريف ادلب خلال الأيام القليلة الماضية.

 

خلايا التنظيم زرعت عبوة ناسفة على طريق معر شمارين، ما تسبب بجرح عدد من المدنيين كانوا يستقلون سيارة زراعية. في حين قتل 3 مدنيين، بينهم امرأة، بتفجير دراجة نارية في مدينة خان شيخون. وعثر على جثتين لمقاتلين من المعارضة، ألقيتا في المنطقة الواقعة بين بلدتي معصران وبابيلا. وقُتِلَ عنصران من “تحرير الشام” بإطلاق نار في قرية بابيلا. عبوات أخرى تم زرعها في المسطومة والهبيط وأريحا، وغيرها من القرى والبلدات جنوبي وشرقي ادلب. الحصيلة الأكبر من القتلى والجرحى وقعت في بلدة معر مصرين في تفجير دراجة نارية أمام مخفر البلدة، تسبب بمقتل 9 أشخاص.

 

الأجهزة الأمنية التابعة لفصائل المعارضة في عمليات “دحر الغزاة”، كثّفت من تواجد عناصرها على الحواجز في ريف ادلب الجنوبي، بشكل خاص، وألقت القبض على عدد من عناصر التنظيم وأنصاره قرب التمانعة، وتم تفكيك عدد من العبوات الناسفة التي زُرِعَت على  طرق المواصلات المؤدية إلى جبهات القتال قرب الخوين الكبير. كذلك أكدت “تحرير الشام” أنها نفذت حملة أمنية استهدفت خلايا التنظيم في ادلب، تمكنت خلالها من القبض على مجموعة من أمنيي التنظيم بينهم امرأة.

 

وفي ظل تصاعد الفلتان الأمني في إدلب وتقدم التنظيم في الريف الجنوبي، أعلن في خان شيخون عن تشكيل لجان أمنية محلية، وبعد ساعات تم القبض على عنصر تابع للتنظيم في سوق المدينة يرتدي حزاماً ناسفاً. وطالب الأهالي بتعميم التجربة الأمنية في خان شيخون على بقية المناطق المحررة، باعتبارها الأفضل في ظل انعدام التنسيق الأمني بين فصائل المعارضة و”تحرير الشام”.

 

تيلرسون: ندعم تركيا في حربها “ضد الإرهاب

 

قال وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، إن انتهاء العمليات الرئيسية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، لا تعني إطلاقاً أن الولايات المتحدة وحلفاؤها في التحالف الدولي قد هزموا التنظيم بشكل نهائي.

 

وأوضح تيلرسون خلال اجتماع للتحالف الدولي في الكويت، الثلاثاء، أن “انتهاء العمليات القتالية الرئيسية لا يعني أننا ألحقنا هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية. ما زال تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة ووطننا ومناطق أخرى في العالم”.

 

وحذّر تيلرسون من أن مقاتلي “داعش” يحاولون كسب أراض في دول أخرى، بعد هزيمتهم في العراق واقتراب هزيمتهم في سوريا. وأضاف يجب ألا يُسمح للتاريخ بتكرار نفسه في أماكن أخرى”. وتابع “في العراق وسوريا يحاول تنظيم الدولة الإسلامية التحول إلى تمرد وفي أماكن أخرى مثل أفغانستان والفلبين وليبيا وغرب أفريقيا وغيرها يحاول الاختفاء وتشكيل ملاذات آمنة”. وأعلن أن واشنطن قررت تقديم مساعدات إضافية قيمتها 200 مليون دولار لتحقيق الاستقرار في المناطق التي تم طرد تنظيم “داعش” منها في سوريا.

 

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الاميركية، إن واشنطن تشعر بالقلق إزاء الأحداث الدائرة في شمال غربي سوريا، في إشارة إلى عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع فصائل من المعارضة السورية في 20 يناير/كانون الثاني، لطرد مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية من مدينة عفرين.

 

ولفت تيلرسون إلى أنه يدرك تماماً “المخاوف الأمنية المشروعة” لدى تركيا. وأضاف “ندرك المخاوف الأمنية لتركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي… سوف نقف إلى جانب حليفتنا في حلف شمال الأطلسي في حربها ضد الإرهاب”.

 

في المقابل، جدد الرئيس التركي رجب طيب أرودغان هجومه على الولايات المتحدة بسبب علاقتها مع المقاتلين الأكراد في سوريا، واعتبر أن تقديم دعم مالي من واشنطن إلى “وحدات الحماية” سيؤثر على قرارات أنقرة.

 

وفي كلمة له أمام أعضاء حزب “العدالة والتنمية” في البرلمان، قال أردوغان إن واشنطن عضو في حلف شمال الأطلسي، وعليها الالتزام بالقانون الداخلي للحلف. وأضاف “هناك من ينزعج من شن تركيا لعملية غصن الزيتون، وهذا يجعلنا نتساءل عن قوانين حلف الناتو، لذا على حلف الناتو الدفاع عن تركيا والوقوف معها أثناء دفاعها عن أمنها القومي لأنها دولة عضو بالحلف”. وتابع “الناتو ليس أميركا، فإن كافة الدول متساوية في القرارات داخل هذا الحلف، وعلينا جميعا أن نحترم”.

 

وأردف أردوغان “إن ​عملية درع الفرات​ كان لتركيا الحق بالقيام بها وكذلك غصن الزيتون، وذلك للمحافظة على سلامة أرضنا وأمن شعبنا ولو كنّا تأخرنا بعملية غصن الزيتون إلى الصيف، كان الإرهابيون سيواصلون حفر الأنفاق واستكمال إنشاء القلاع والحصون”، وأوضح أن “إن القوات المسحلة التركية كشفت العديد من الممرات التي قامت الوحدات الإرهابية الكردية بحفرها تحت الأرض لإنشاء ممرات إرهابية تحت حدودنا”.

 

القنيطرة:”حزب الله” يتابع نشاطه ضمن منطقة الـ15 كيلومتراً

قُتل قائد “المجلس العسكري في بلدة نبع الصخر” الملقب بـ”أبو حمزة النبع”، التابع لـ”جبهة ثوار سوريا” المعارضة، و6 آخرين برفقته، الأحد، بعد استهداف سيارتهم بعبوة ناسفة تمّ التحكم بها عن بعد، على طريق نبع الصخر-مسحرة في ريف القنيطرة. كما تمّ تفجير سيارة الإسعاف التي وصلت لإخلاء المصابين، بحسب مراسل “المدن” ينال الحمدان.

 

ويتضح من الشريط المسجل لحادثة التفجير أن مليشيا “حزب الله” اللبنانية هي من تقف خلفه. فالمراسل الذي قام برصد سيارة “أبو حمزة النبع” قبيل تفجيرها، يتحدث باللهجة اللبنانية الجنوبية، مطلقاً شعارات “حزب الله” لحظة تنفيذ التفجير وتدمير السيارة. وينفي ذلك المزاعم الروسية عن خلو منطقة الـ15 كيلومتر عن الحدود السورية-الإسرائيلية من المليشيات الإيرانية، حيث لا تبعد منطقة نبع الصخر عن الشريط الحدودي سوى 8 كيلومترات.

 

المقطع المصور، الذي نشرته صفحة لبنانية تطلق على نفسها اسم “شبكة اخبار لبنان المقاوم”، تمّ التقاطه في تل بزاق على أطراف بلدة مسحرة. ويضم تل البزاق سرية عسكرية تتبع لـ”اللواء 90” التابع لقوات النظام، والمعروف بثقله العسكري في محافظة القنيطرة. وتل بزاق هو ثكنة عسكرية خاضعة لسيطرة مليشيا “حزب الله” منذ العام 2013، أثناء العمليات العسكرية لاقتحام مركز محافظة القنيطرة. وحوّل “حزب الله” التل إلى ثكنة عسكرية مع نهاية العام 2014، أثناء عمليات “الجبهة الجنوبية” لتحرير محافظة القنيطرة، والتي نتج عنها تحرير 70 في المائة منها.

 

وما يزال تل بزاق مصدراً للقصف البري على قرى وبلدات القنيطرة الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة.

 

و”أبو حمزة النبع” هو ضابط صف منشق عن قوات النظام، ترأس الفعاليات العسكرية للمعارضة في بلدته نبع الصخر، وشارك في العديد من العمليات العسكرية ضد قوات النظام و”حزب الله” في محافظة القنيطرة.

 

الغارات الجوية الاسرائيلية التي استهدفت مواقع للمليشيات الإيرانية ولقوات النظام، السبت، لم تؤثر على مواقع “حزب الله” في ريف القنيطرة ومثلث الموت، وما زال “حزب الله” مسيطراً على تل كروم جبا وسرية مجد حيمود في خان ارنبة وبلدة الصمدانية الشرقية، بالاضافة إلى عدد من المواقع العسكرية في مدينة البعث.

 

“حزب الله” كان قد أرسل، الأحد، تعزيزات من ثكناته في منطقة دير ماكر في مثلث الموت إلى مركز مدينة البعث في محافظة القنيطرة. وضمّت التعزيزات مجموعتين من 6 سيارات بيك آب محملة بالرشاشات، ونحو 25 مقاتلاً، وفقاً لشهود عيان من مدينة خان أرنبة.

 

أنقرة تعلن ضحاياها في “غصن الزيتون”..وترسل تعزيزات

أعلنت هيئة الأركان الجيش التركية، مقتل 31 جندياً تركياً، وإصابة 143 آخرين، منذ بدء عملية “غصن الزيتون” في 20 كانون الثاني/يناير، الهادفة إلى طرد مقاتلي “وحدات الحماية” الكردية من مدينة عفرين على الحدود التركية-السورية.

 

وقالت هيئة الأركان على موقعها الالكتروني، إن “31 من رفاق سلاحنا سقطوا شهداء، و143 أصيبوا”، حيث سقط منهم 11، السبت الماضي، بحسب ما أعلن الجيش التركي، لتكون أعلى حصيلة تفصح عنها القوات التركية منذ بدء عمليتها في عفرين.

 

في المقابل، أعلن الجيش التركي تحييد “ألف و439 إرهابياً منذ انطلاق عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين السورية”، بحسب ما نقلت وكالة أنباء “الأناضول” عن رئاسة الأركان التركية.

 

وقالت رئاسة الأركان في بيان، إنه “جرى تحييد 70 إرهابياً من عناصر بي كا كا/كا جا كا/ ب ي د/ ي ب ك، وداعش، الثلاثاء، خلال عمليات برية وجوية”. وأشار البيان إلى “ارتفاع عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم منذ انطلاق العملية إلى ألف و439 إرهابياً”.

 

في غضون ذلك، وصلت قافلة تعزيزات من عربات عسكرية مدرعة إلى ولاية هطاي التركية الحدودية مع سوريا، في طريقها إلى منطقة عفرين شمالي سوريا، لدعم عملية “غصن الزيتون”، بحسب “الأناضول”.

 

إلى ذلك، قال وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف، الثلاثاء، إن وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا سيجتمعون في آذار/مارس المقبل لمناقشة التطورات في سوريا.

 

وأوضح عبدالرحمنوف، في تصريحات للصحافيين، أن الوزراء الثلاثة لم يتفقوا بعد على تاريخ محدد ومكان عقد الاجتماع، لكن أستانة من بين الخيارات المطروحة.

 

إسرائيل: الحرب مع إيران مسألة وقت

قال وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف جالنط، إنه يجب تفكيك “مثلث الشر” بين إيران وسوريا و”حزب الله”، وذلك بعد تصريحات لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أكد فيها أن إسرائيل وضعت خطوطاً حمراء بالنسبة للوضع في سوريا، وستواصل التحرك بموجبها.

 

ورآى جالنط، في حديث للإذاعة الإسرائيلية، الإثنين، “وجوب إعادة إيران مسافة 1500 كيلومتراً شرقاً، حيث المكان الذي تنتمي إليه”، فيما لا تزال تداعيات إسقاط الدفاعات السورية طائرة حربية إسرائيلية من طراز “F-16” تخيم على المستوى الرسمي الإسرائيلي.

 

وقال نتنياهو، ليل الأحد/الإثنين، إن القوات الإسرائيلية ستواصل العمليات في سوريا رغم إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية. وقال: “بالأمس سددنا ضربات موجعة لقوات إيران وسوريا. أوضحنا بشكل جلي للجميع أن أسلوب عملنا لم يتغير قيد أنملة”.

 

وقال عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوفال شتاينتز، للإذاعة الإسرائيلية، إن الطائرة الإيرانية مصممة على نفس طراز الطائرة الأميركية “أر كيو-170” التي أُسقطت في إيران في العام 2011. ولم تعلق السفارة الأميركية على ذلك.

 

الصحافة الإسرائيلية واصلت تحليل ما حصل من توتر مع سوريا وإيران، والتنبؤ بما قد تسفر عنه المواجهة القادمة، الواقعة لا محالة، وفق التقديرات العسكرية. ونقلت صحيفة معاريف عن القائد الأسبق للمنطقة الشمالية الجنرال عميرام ليفين، أن الحادث الذي وقع السبت لم ينته بعد، “لأننا ما زلنا في استراحة مؤقتة فقط”. وقال ليفين إن إسرائيل محظوظة لأن الحادث الأخير لم ينته بمقتل طياريها، أو اختطافهما، لكن من الواضح أننا أمام حادث طارئ وخطير يتمثل بـ”تحرش” إيراني واضح، من خلال محاولتها تنفيذ تسلل إلى العمق الإسرائيلي عبر طائرتها المسيرة.

 

المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوآف زيتون، نقل تقديرات أوساط عسكرية إسرائيلية نافذة أن المواجهة القادمة مع إيران “مسألة وقت ليس أكثر”، وهي قادمة لا محالة، ورغم نهاية الحادث فإن إسرائيل على قناعة بأن إيران ستواصل جهودها لإنشاء قواعد لها في المنطقة. لكن الرد الإسرائيلي سيكون أكثر قسوةً في المرة القادمة، مع أن سوريا تدرك جيدا أنها ستدفع ثمنا باهظا إن تكرر هذا الحادث في مرة تالية.

 

بدوره، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال يوآل ستريك، إن ما حصل في سوريا “هو نموذج لما نسميه المعركة بين الحروب، لكنها قد تنقلب فجأة إلى حرب حقيقية واسعة وشاملة، وطالما أن إيران تسعى لإيجاد قيادة عسكرية متقدمة في سوريا، فإن إسرائيل لن تسمح لها بذلك”.

 

القائد المسؤول في سلاح الجو أمنون عين-دار، قال إن “إسرائيل ستواصل عملها في سوريا”. وأضاف أن “2017 شهدت تنفيذ إسرائيل لآلاف العمليات فيها، مع تأكيد معيار السرعة القصوى عند التنفيذ، ورغم أن ما حصل في إسقاط الطائرة لا يرضينا، لكننا سنواصل التحقيق فيه، ونستخلص الدروس للعمل في المرات القادمة”.

 

من جهتها، إعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية “لا رابح فيها، ولكن فيها خاسر مؤكّد، وهو الشعب السوري، الذي ما زال يدفع فاتورة الصراع الدولي والإقليمي على أرضه”.

 

وأوضح الكاتب إيشان ثارور، أن التصعيد “يعدّ تصعيداً خطيراً في الحرب السورية الطويلة والوحشية المستمرّة منذ نحو سبعة أعوام… ويؤكّد أن الحرب في سوريا تزداد تعقيداً، ليس على الأرض وحسب، وإنما في السماء”.

 

وتنقل الصحيفة عن الباحث السياسي آدم تايلور، أن إحدى القواعد العسكرية التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي السبت، لم تكن تضمّ جنوداً سوريين وحسب، وإنما أيضاً جنوداً روس. وأضاف “من غير المتوقّع أن تتعرّض إسرائيل لمزيد من الضغوط بسبب ما جرى السبت، ولكن لا تزال المخاوف من اندلاع حرب دموية قائمة”.

 

ماذا استهدفت الضربات الإسرائيلية في سوريا؟

سيباستيان حمدان

أعلنت إسرائيل أنها قصفت، السبت، 12 هدفاً غالبيتها جنوبي سوريا، وبعضها لا يبعد كثيراً عما يعرف بخط الـ40 كيلومتراً عن الشريط الحدودي السوري-الإسرائيلي.

 

مصادر عسكرية مطلعة قالت لـ”المدن”، إن المواقع التي استهدفها القصف الإسرائيلي تشمل قاعدتين للدفاع الجوي في أزرع في محافظة درعا، وكانت قد دخلتهما “فرقة المهدي الصاروخية” التابعة بشكل مباشر لـ”فيلق القدس” من “الحرس الثوري” الإيراني، في العام 2014. والقاعدتين هما بمثابة ثكنتين للدفاع الجوي، تنتشر فيهما منظومة صواريخ S200 المعرفة بـ”سام-5″/”SA-5″، وهي منظومة دفاع جوي حصلت عليها سوريا بعد حرب العام 1982، وأشرف عليها خبراء روس لسنوات.

 

كما استهدف القصف “الفوج 150” بالقرب من بلدة عالقين في ريف درعا الشمالي، ويتبع لقوات الدفاع الجوي، وتنتشر فيه أنظمة خفيفة، بالإضافة إلى رادارات الإستطلاع. التواجد الإيراني في “الفوج 150” يعود إلى نهاية العام 2013. القصف الإسرائيلي، السبت، لم يتمكن من إصابة “الفوج” بل سقطت الصواريخ بالقرب منه، من دون تسجيل أي أضرار.

 

وأغار الطيران الإسرائيلي على نقطة تل أبو الثعالب ونقطة تل المانع القريبتين من مدينة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي، وهما نقطتين لقوات النظام. نقطة تل أبو الثعالب تابعة لـ”الفوج 165″، وهي نقطة عسكرية موسعة تضم منصات صواريخ أرض-أرض، كانت تستخدم لقصف مواقع للمعارضة في ريف درعا وغوطة دمشق. ويحوي تل أبو الثعالب على راجمات صواريخ من نوع “Uragan” بعيدة المدى، وهي من الأسلحة التي تصفها إسرائيل بـ”الاستراتيجية”، القادرة على إصابة أهداف داخل الجولان المحتل. ويضم “الفوج 165” ضباط ومستشارين من “الحرس الثوري”، ولكن نقطة أبو الثعالب لا تعتبر قاعدة رئيسية أو منطقة عمل. أما تل المانع، فهو نقطة عسكرية كانت تُجهّزُ لتصبح قاعدة ثابتة، وبعد غارات إسرائيلية سابقة عليها لم تشهد أية أعمال جدية سوى إعادة تأهيلها بشكل بسيط من قبل قوات النظام.

 

القصف استهدف أيضاً “الفوج 16” التابع للدفاع الجوي، ويقع قرب مطار الضمير العسكري. وتخضع تلك القاعدة لسيطرة القوات الإيرانية، بشكل مباشر، مع تواجد عناصر من “حزب الله” اللبناني. ويجري تنسيق أمني واستخباراتي ما بين المليشيات في تلك القاعدة، كما ظهر أثناء عمليات البادية، أواسط العام 2017.

 

وتشير مصادر “المدن” إلى احتمال إطلاق الطائرة الإيرانية المسيرة عن بعد “درونز” من “الفوج 16”. وتؤكد المصادر أنه تم تغيير أماكن أنظمة الدفاع الجوي، بعدما تحركت ليل السبت/الجمعة سيارات تحمل الأنظمة الصاروخية إلى خارج “الفوج 16” وأعادت انتشارها بالقرب منه. ويضم الفوج قواعد صاروخية متحركة أطلقت 4 صواريخ مضادة للطيران على الطائرات الإسرائيلية المُغيرة.

 

“الفوج 156” دفاع جوي، المخصص لمهام متعددة منها حماية مطار خلخلة العسكري، والثاني من حيث الأهمية بعد “الفوج 16″، ناله جزء كبير من الضربات الإسرائيلية، رغم تصدي منظومة “بوك” التي تنتشر إلى جانب منظومة “SA-3” فيه للطيران. ويتواجد في الفوج خبراء إيرانيون منذ العام 2017، على عكس مطار خلخلة الذي يشهد تواجداً قديماً للخبراء الإيرانيين. وبحسب مصادر “المدن”، فالخبراء الإيرانيون في “مطار خلخلة” غير مقيمين بصورة دائمة، وكانوا قد غادروا المطار بعد تعرضه لضربات من فصائل المعارضة وتنظيم “داعش”.

 

“مطار T4” العسكري شرقي مدينة تدمر، تلقى النصيب الأكبر من الضربات الجوية الإسرائيلية، إذ تم تدمير مدرج الهبوط بشكل كامل إضافة إلى برج التوجيه الجوي، ومباني القيادة والمبيت بشكل شبه كامل. التواجد الإيراني في المطار بدأ منذ العام 2016 عقب هجمات “داعش” للسيطرة عليه، وتتواجد فيه مليشيات “فاطميون” و”زينيبون”، ويحوي على مبيت للمليشيات أيضاً. ويتواجد داخل المطار مقر لقادة من “فيلق القدس”، ومركز للطائرات الإيرانية المسيرة عن بعد. ومعظم الضربات الإسرائيلية استهدفت المباني التي تتواجد فيها المليشيات والضباط الإيرانيون، إضافة إلى نقطة الطائرات المسيرة.

 

واستهدف القصف أيضاً “اللواء 104″ التابع لـ”الحرس الجمهوري” في منطقة الدريج من ريف دمشق. وتعتبر منطقة الديماس من أهم النقاط التي قصفت، ويتواجد فيها خبراء إيرانيون بكثرة، وتضم ثكنات للدفاع الجوي و”الفرقة الرابعة”، بالإضافةً إلى مقرات تتبع لـ”كتائب حزب البعث”. ويتخذ الخبراء الإيرانيون مقرات عسكرية قرب المطار الشراعي في منطقة ديماس، وهي المنطقة التي حاولت إيران بشكل مباشر اتخاذها قاعدة عسكرية لها، وهي أهم من منطقة الكسوة التي ذاع صيتها في الإعلام.

 

استهداف مطار المزة العسكري غاب عن الإعلام. ويحوي المطار على كتائب الدفاع الجوي العاملة في محيطه، ولديها منظومة “بانتسير-1 س1” التي تسلمتها سوريا في العام 2007 من روسيا، وهي مخصصة فقط لاعتراض الصواريخ.

 

وتؤكد مصادر “المدن” العسكرية أن منظومة “بوك” لعبت دوراً كبيراً في تخفيف ضرر الضربات الإسرائيلية، وأعاقت وصول بعض الصواريخ لأهدافها. وسقطت بعض صواريخ “أس-200″ و”بتشورا” في الأراضي الأردنية واللبنانية، على أثر تدميرها في الأجواء من قبل الطائرات الإسرائيلية.

 

ماذا ستفعل إسرائيل عندما تظهر القافلة المقبلة لـ”حزب الله”؟

ما تزال المواجهة التي اندلعت، السبت الماضي، في الأجواء السورية، تخيّم على وسائل الإعلام الإسرائيلية. ففي مقالة للمحلل عاموس هرئيل، نشرت في “هآرتس”، الاثنين، يكشف الكاتب عن تدخل روسي حاسم أدى إلى إنقاذ الوضع ومنع انزلاق الأمور إلى تصعيد يخرج عن السيطرة، خصوصاً وأن المسؤولين العسكريين في إسرائيل كانوا يعدّون خطة الحرب.

 

يقول هرئيل، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بإطلاق صفارة النهاية لوقف المواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا، فقبل الجانبان قرار بوتين. هذا هو الاستنتاج الظاهر الذي سيتم التوصل إليه من سلسلة الأحداث في نهاية الأسبوع الماضي.

 

وفقاً لهرئيل، فإن كبار المسؤولين العسكريين انهمكوا بعد ظهر السبت وهم يعملون على الخط المسلح لبحث تفاصيل كيف ستكون المواجهة مع إيران في سوريا. حصل ذلك بينما كانت الموجة الثانية من القصف الإسرائيلي ضد أهداف سورية وإيرانية في سوريا ما تزال قائمة. لكن توقف النقاش حول خطة الحرب بعد مكالمة هاتفية بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

الكلام الروسي الرسمي حول حادثة يوم السبت، والذي صدر عن وزارة الخارجية، سمّى ما حدث بانتهاك إسرائيلي للأجواء السورية، وتجاهل الحدث الذي أثار المواجهة، وهو تسلل طائرة من دون طيار إيرانية إلى المجال الجوي الإسرائيلي. لكن برغم ذلك، أصغى نتنياهو إلى بوتين عندما قال إن على إسرائيل تجنب أي تحركات من الممكن أن تؤدي الى تصعيد خطير في المنطقة.

 

يقول هرئيل إن الروس يشعرون بالقلق إزاء القصف الإسرائيلي الذي حدث يوم السبت، إذ إن جنودهم ومستشاريهم ينتشرون في مواقع قريبة جداً من الأهداف التي ضربتها إسرائيل، بما في ذلك قاعدة “تي-فور” الجوية العسكرية بالقرب من تدمر، حيث قصفت نقطة المراقبة الإيرانية التي أطلق منها الصاروخ المضاد للطائرات.

 

هكذا وبعد مكالمة بوتين-نتنياهو، يظهر من هو الرئيس الحقيقي في الشرق الأوسط، في حين أن الولايات المتحدة لا تزال غائبة، وتبحث عن سياسية خارجية متماسكة. لكن في ذلك الوقت، روسيا تملي الطريقة التي تسير بها الأمور.

 

ويعتبر الكاتب أن موسكو استثمرت الكثير من الجهد والموارد لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهي لن تسمح لإسرائيل بإحباط مشروع الاستثمار هذا. يقول هرئيل، إنه يمكن للمرء افتراض أن رسائل من هذا النوع تم نقلها خلال مكالمة بوتين الهاتفية مع نتنياهو.

 

لكن في المقابل، لا يعني ذلك أن ليس لدى إسرائيل أوراق مساومة خاصة بها، إذ بمقدورها إرسال الساحة السورية إلى تطور درامي آخر، ولكن من المشكوك فيه أن نتنياهو حريص على مواجهة الروس في سوريا. مواجهته مع الإيرانيين كافية.

 

وفي نتائج الغارات الانتقامية التي شنتها إسرائيل بعد إسقاط المقاتلة، تقول “هآرتس” إن أكثر من نصف بطاريات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري أصبحت خارج الخدمة بعد الاستهداف الاسرائيلي. ولكن يبدو من وجهة النظر الإيرانية والسورية، فإن الأهمية الرمزية لإسقاط طائرة إسرائيلية تعوض ذلك.

 

وفي نهاية الأسبوع الماضي، تم تحديد سابقتين أخريين: أطلقت إيران طائرة بدون طيار في الأراضي الإسرائيلية، وضربت إسرائيل هدفاً إيرانياً مأهولاً في الأراضي السورية. وبالتالي، عبرت إسرائيل حاجزاً نفسياً معيناً، بعد شهور من التهديدات العامة (والظاهرة على ما يبدو) لوقف الترسيخ الإيراني في سوريا.

 

لكن اختباراً جديداً يلوح في الأفق الآن: إذا لم ترد إسرائيل السماح بشحن أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا، ماذا ستفعل في المرة القادمة التي تظهر فيها هذه القافلة، بعد أن أظهر العدو قدراته الهجومية، وأطلق تهديدات بأن الهجوم الإسرائيلي القادم سيؤدي إلى تصعيد واسع؟

 

طائرة إسرائيلية ثانية كانت على وشك السقوط

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الاثنين، إن طائرة ثانية من سرب طائرات “اف-16” الذي نفذ الغارات على سوريا، السبت الماضي، كان يمكن أن تلقى مصير الطائرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية.

 

وتنقل الصحيفة عن تحقيق أجراه سلاح الجو الإسرائيلي حول إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، أنه خلال تنفيذ ثماني طائرات للغارات في سوريا، حوصرت إحدى الطائرات بالصواريخ المضادة للطائرات، قبل أن يتمكن الطيار من إنقاذ الوضع والمناورة لتجنب إصابة طائرته بصاروخ.

 

ويكشف التحقيق أن الجانب السوري أطلق أكثر من 20 صاروخاً مضاداً للطائرات، من دون أن تطال الصواريخ أياً من الطائرات الإسرائيلية، لكن حقيقة ما حدث للطائرة التي أسقطت، يعود إلى انفجار أحد الصواريخ بقربها. وبحسب تقديرات التحقيق، فإنه كان بمقدور الطيارين تفادي إصابة طائرتهما لو أنهما اتخذا مناورات صحيحة رغم تحليقهما في وضع مكشوف، لكنهما قفزا من الطائرة وانسحبا من العملية من دون التبليغ عن ذلك.

 

وفقاً للتحقيق، فإن الصواريخ التي استخدمت كانت من طراز “اس.ايه 5″، و”اس.ايه 17”. كما أنه يتطرق إلى جوانب حول أنظمة الحماية التي يمكن أن تدعم تعطيل مواقع الطائرات، والتدريبات اللازمة لتفادي سيناريو مماثل لما حدث السبت.

 

بوتين ـ نتانياهو: المكالمة التي كبحت جماح حرب

 

هآرتس: إسرائيل كانت تتجهز لخطوات عسكرية في سوريا

نصر المجالي

كشف تقرير صحفي إسرائيلي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع السبت حدا لما وصفته مواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا، وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

 

وقالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في تقرير تحليلي نشرته الاثنين وأعاد نشره موقع (روسيا اليوم ـ(RT إن القيادة الإسرائيلية كانت تتهيأ على الأرجح لاتخاذ خطوات عسكرية جديدة في الأراضي السورية إلآ أن تلك المكالمة الهاتفية المصيرية أوقفت التصعيد فورا .

وكان الرئيس الروسي، دعا نتانياهو في اتصال هاتفي على خلفية غارات إسرائيل على سوريا، لتجنب خطوات خطيرة قد تسفر عن تصعيد الوضع في المنطقة.

 

وأفاد الكرملين، في بيان صدر عنه مساء السبت، بأن بوتين ونتانياهو أجريا مكالمة هاتفية تم فيها بحث “الوضع الخاص بتصرفات القوات الجوية الإسرائيلية، التي شنت غارات صاروخية على أهداف واقعة في أراضي سوريا”.

 

وشدد البيان على أن “الجانب الروسي دعا إلى تجنب كل الخطوات، التي قد تسفر عن نشوب دورة جديدة من المواجهات الخطيرة بالنسبة للجميع في المنطقة”.

 

حل مقبول

 

وإلى ذلك، رجحت (هآرتس) أن الزعيم الروسي اقترح على طرفي النزاع حلا مقبولا بالنسبة لكليهما، مشيرة إلى أن هذا هو استنتاج واضح يمكن استخلاصه من تسلسل أحداث السبت.

 

وذكرت الصحيفة أن الغارات الإسرائيلية على أهداف في سوريا استدعت قلق موسكو إذ استهدفت مواقع تقع على مقربة من مناطق انتشار مستشارين روس، وخاصة في مطار “التيفور” في ريف حمص الشرقي.

 

ونوّهت إلى أن موسكو بذلت لإنقاذ حكومة بشار الأسد جهودا كثيرة أكبر من أن تسمح لإسرائيل بنسفها ، مرجحة أن بوتين أكد ذلك لنتانياهو في المكالمة.

 

وخلصت الصحيفة إلى أن الهدوء الذي ساد المنطقة بعد الاتصال بين بوتين ونتانياهو أظهر مرة أخرى من هو سيد الموقف الحقيقي في الشرق الأوسط، مؤكدة أن روسيا تقرر سير الأمور في المنطقة فيما لا تزال الولايات المتحدة طرفا “غائبا حاضرا” فيها.

 

تصريح نتانياهو

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، أعلن في وقت سابق أنه اتفق مع الرئيس الروسي على مواصلة التنسيق بين جيشي إسرائيل وروسيا. وقال نتانياهو، في بيان نشره مكتبه الصحفي: “تحدثت مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأكدت خلال الحديث حقنا، بل واجبنا، في الدفاع عن أنفسنا أمام الهجمات من الأراضي السورية”.

 

وفي معرض تعليقه على حادث “اختراق الطائرة المسيرة الإيرانية” للمجال الجوي الإسرائيلي، قال نتانياهو: “إسرائيل تسعى للسلام، لكننا سنواصل الدفاع عن أنفسنا من أي هجوم يستهدفنا وكذلك من كل محاولات إيران للتمركز في سوريا للعمل ضدنا”.

 

وشنت إسرائيل السبت أوسع غارات على مواقع عسكرية في سوريا منذ عام 1982 تحت ذريعة خرق طائرة إيرانية مسيرة انطلقت من مطار التيفور السورية أجواءها.

 

وخسرت تل أبيب أثناء تنفيذ الغارات إحدى مقاتلاتها من طراز “F-16” التي تحطمت في الأراضي الإسرائيلية نتيجة لإصابتها من قبل قوات الدفاع الجوي السورية، وتعرض أحد طياريها لجروح خطيرة.

 

إردوغان يحذر واشنطن من تمويل الأكراد

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»

حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الثلاثاء)، من أن قرار الولايات المتحدة تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية سيؤثر في قرارات تركيا.

 

وجاء ذلك قبيل زيارة يقوم بها هذا الأسبوع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لتركيا.

 

وأدلى إردوغان بهذا التصريح لأعضاء من حزبه الحاكم العدالة والتنمية في البرلمان.

 

وقال الرئيس التركي إن «مثل هذه الأموال التي تخرج من ميزانية الولايات المتحدة لهذه المنظمات الإرهابية تخرج من جيوب المواطنين… على الشعب الأميركي أن يفكر ملياً في مثل هذا الأمر».

 

ورغم الاعتراضات الدولية، بدأت تركيا عملية جوية وبرية في عفرين في 20 يناير (كانون الثاني) لاستهداف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، التي ترى أنها جناح مسلح لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يحارب أنقرة منذ 3 عقود.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر التحالف الدولي ضد «داعش» في الكويت، إن بلاده ستقدم 200 مليون دولار لدعم المناطق المحررة من تنظيم داعش في سوريا، لكنه لم يحدد جهة بعينها.

 

وعبر تيلرسون عن قلق واشنطن إزاء التطورات الأخيرة في شمال غربي سوريا، في إشارة إلى العملية العسكرية في عفرين، لكنه أكد في الوقت ذاته، أن بلاده تدرك المخاوف الأمنية لتركيا.

 

نيويورك تايمز: شبح حرب إيرانية إسرائيلية في سوريا يلوح بالأفق

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن “شبح حرب إيرانية إسرائيلية في سوريا يلوح في الأفق”، وذلك عقب إسقاط طائرة إسرائيلية من نوع إف 16 إسرائيلية فوق سوريا، مؤكدة أن العديد من القوى التي تتصارع فوق الأراضي السورية يمكن أن تتقاطع وتسهم في اندلاع مواجهة كبيرة.

 

وكانت طائرة إسرائيلية قد تعرضت لنيران أرضية في أثناء مهمة لها فوق الأراضي السورية لاستهداف مواقع تابعة لإيران وأخرى لقوات النظام السوري؛ ما أدى إلى سقوطها داخل فلسطين المحتلة.

 

الأحداث المتسارعة التي جرت السبت فوق سوريا تهدد، حسب الصحيفة، بزيادة الأزمة، خاصة في حال تحولت أرضها إلى ساحة للصراع الإيراني الإسرائيلي.

 

ويقول روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، إن التصعيد الأخير يثير المخاوف من صراع مباشر بين إسرائيل وإيران في سوريا، وهو وضع خطر ينسف كل الخطوط الحمراء المتبادلة التي كانت سائدة من قبل.

 

ويضيف ساتلوف: إن “لروسيا وتركيا وأمريكا قوات في سوريا ما يجعل جبهات القتال متعددة ومختلفة العناوين، وهو ما يعني زيادة التعقيدات، خاصة مع مطاردة بقايا فلول تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتشددة”.

 

وشهد الأسبوع الماضي سقوط ثلاث طائرات مختلفة؛ إحداها روسية على يد فصائل سورية معارضة، والثانية إسرائيلية بنيران سورية (النظام)، وأخرى تركية خلال العملية العسكرية في عفرين.

 

وحسب الصحيفة، فإن إسرائيل نفذت عشرات الضربات الجوية داخل سوريا خلال السنوات الماضية، واستهدفت -في العديد منها- ما قالت إنها مخازن أسلحة متقدمة أو قوافل تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني، كما هاجمت عدداً من المرافق العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد، إضافة إلى قاعدة إيرانية تحت الإنشاء.

 

ويرى محللون أن مواجهة السبت هي “أول مواجهة مباشرة بين القوات الإيرانية المتمركزة في سوريا وإسرائيل، ما يفتح المجال واسعاً أمام سيناريوهات عديدة خلال الفترة المقبلة”.

 

تحطم الطائرة شكل ضربة قاسية لهيبة إسرائيل، كما أنه يمكن أن يشكل تغييراً كبيراً بعد سنوات من العمل ضد أهداف في داخل سوريا، حسب ما قالت الصحيفة.

 

أضافت: “سبق لدمشق أن ادعت أنها أسقطت مقاتلة إسرائيلية ليتبين كذب هذا الادعاء بعد ذلك، إذ إن آخر طائرة إسرائيلية أسقطت بنيران سورية كانت في ثمانينات القرن الماضي”.

 

وفيما يتعلق بوجهة نظر “حزب الله” فإن إسقاط الطائرة يعد بداية مرحلة استراتيجية جديدة، ستحد من استغلال إسرائيل للمجال الجوي السوري، وهذه التطورات تعني أن المعادلات القديمة انتهت بشكل قاطع.

 

واعتبرت الصحيفة أن “هذه هي المرة الأولى التي تفي بها الحكومة السورية بوعودها بإسقاط طائرات إسرائيلية بعد سنوات من التهديدات”.

 

ويرى ستيفن سيمون، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في كلية “امهرست”، أن هذا الحادث “سيتم احتواؤه في الوقت الحالي، لكن يبقى الوضع في المنطقة متقلباً للغاية”.

 

ويشير سيمون إلى أن الأوضاع في الشرق الأوسط “تغلي”، متسائلاً: “هل سيسعى البيت الأبيض إلى اتباع سياسة ضبط النفس؟ “.

 

ويضيف: “الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تُفكرا بطبيعة عملياتهما في سوريا، فإذا كانتا تريدان تطبيق نظرية المطرقة والسندان ضد الوجود الإيراني في سوريا، فسنشهد تصعيداً في جبهات القتال المختلفة”.

 

وتنقل الصحيفة الأمريكية عن عاموس يادلين، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق والمدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قوله إن إسرائيل لديها القدرة على تدمير المشروع الروسي الإيراني في سوريا.

 

أما ستيفن سليك، العضو السابق في المخابرات الأمريكية، فيرى من جهته عدم وجود “حافز لدى الإيرانيين أو الروس أو السوريين لجر إسرائيل إلى مواجهة عسكرية؛ لأن ذلك لن يكون بمصلحة أي أحد منهم”.

 

مقتل مقاتليْن روسيين بنيران أميركية في سوريا

قال زملاء سابقون لمقاتلين روس أمس الاثنين إن اثنين على الأقل من المقاتلين كانا ضمن من لاقوا حتفهم، عندما اشتبكت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مع قوات موالية للنظام في سوريا هذا الشهر.

 

وكانت وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أميركي أن أكثر من مئة مقاتل من المتحالفين مع قوات الحكومة السورية قتلوا عندما أحبط التحالف والقوات المحلية التي يدعمها هجوما كبيرا في ليل السابع من فبراير/شباط الحالي، في حين ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المقاتليْن لقيا حتفهما إثر غارات للتحالف وليس نتيجة اشتباكات كما ذكرت رويترز.

 

وتشير رويترز إلى أن وزارة الدفاع الروسية التي تدعم قوات الحكومة السورية في الحرب، قالت قبل أسبوع إن فصائل موالية للحكومة كانت تنفذ عمليات استطلاع عندما وقع الاشتباك، نافية أي وجود للجنود الروس في المنطقة.

 

لكن زملاء المقاتلين قالوا إن اثنين على الأقل من الروس الذين يقاتلون بشكل غير رسمي مع القوات الموالية للحكومة السورية، قتلا في الواقعة التي شهدتها محافظة دير الزور.

بوتين أمر بسحب قسم كبير من القوات العسكرية من سوريا في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي (رويترز)

 

تفاصيل وملابسات

من جهته أعلن اتحاد البلطيق القوقازي في كاليننغراد (غرب روسيا) في بيان أن فلاديمير لوغينوف البالغ 52 عاما والذي كان يعمل خبير ألغام متطوعا “قتل في معركة غير متكافئة في منطقة دير الزور”، معتبرا أنه كان “يدافع ببطولة عن أرضنا في أقصى امتدادها من الهمجية المجنونة” حين قتل في7 فبراير/شباط.

 

كما أعلنت منظمة روسية قومية أخرى مقتل مواطن روسي آخر يدعى كيريل أنانييف في 7 فبراير/شباط، وقالت إنه قتل في “معركة على الفرات قرب بلدة خشام السورية”.

 

وشكّل التدخل العسكري الروسي في سبتمبر/أيلول 2015 منعطفا في مسار الحرب السورية أتاح تقدم جيش النظام واستعادته مناطق واسعة من تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وفي 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قسم كبير من القوات العسكرية الروسية من سوريا، وذلك بعد أيام من إعلان موسكو “التحرير التام” لهذا البلد من تنظيم الدولة الإسلامية.

المصدر : وكالات

 

تيلرسون: نتعاون مع شركائنا لإجبار الأسد على التفاوض

العربية.نت

 

أكد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، الثلاثاء، أن داعش يسعى للتحول إلى حركة تمرد في ليبيا وأفغانستان والفلبين.

 

وفي الموضوع السوري، شدد وزير الخارجية الأميركي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكويتي، على أن الولايات المتحدة تتعاون مع شركائها من أجل إجبار رئيس النظام السوري بشار الأسد على التفاوض في محادثات جنيف المقبلة.

 

كما أشار إلى أن التحالف وحلفاءه يسيطرون على 30 في المئة من الأراضي في سوريا.

 

وكان تيلرسون أكد في حديث سابق خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش في الكويت، أن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية لا يعني هزيمة داعش تماما. وقال “عندما أطلقنا حملتنا في 2014، كان تنظيم داعش يتوسع، لكنه اليوم أصبح منهزما”. وتابع “يجب مواصلة جهود مكافحة تمويل داعش وسعيه للتجنيد”، داعيا إلى “تعزيز قوة التحاف من أجل مواجهة شبكات المقاتلين الأجانب التابعين للتنظيم.

 

إلى ذلك، تطرق إلى عملية عفرين في سوريا، وقال “لا نزال قلقين إزاء التطورات الأخيرة في شمال غرب سوريا، وندرك تماما المخاوف الأمنية لتركيا”.

200 مليون دولار إضافية

 

وأعلن تيلرسون، تقديم 200 مليون دولار إضافية لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة بسوريا.

 

كما أكد أن واشنطن ستبقى “شفافة مع تركيا حيال جهودنا في سوريا، ونحن نقف إلى جانب حليفنا في الحلف الأطلسي بينما يقدم على خطوات لمحاربة الإرهاب”.

 

وقال إن هزيمة المتطرفين، الذين خسروا كل الأراضي التي كانت خاضعة لهم في العراق وعلى وشك الهزيمة في سوريا، يحاولون كسب أراض في دول أخرى ينشطون بها مضيفا “يجب ألا يُسمح للتاريخ بتكرار نفسه في أماكن أخرى”.

 

وأعلنت بغداد أنها انتصرت على تنظيم داعش في كانون الأول/ديسمبر بعدما استعادت القوات العراقية، مدعومة بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، أجزاء واسعة من البلاد كانت المجموعة المتطرفة سيطرت عليها في منتصف العام 2014، كما خسر التنظيم المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا

 

يذكر أن تيلرسون التقى أمس الاثنين، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقصر الاتحادية حيث أكد تيلرسون على ما تمثله مصر من شريك هام للولايات المتحدة وما يجمعهما من علاقات ممتدة تحرص الولايات المتحدة على تعزيزها وتطويرها، مؤكداً على وقوف بلاده إلى جانب مصر والتزامها بدعمها في حربها ضد الإرهاب.

 

البنتاغون يقترح تخصيص نصف مليار دولار للقوات الكردية

دبي – قناة العربية

كشفت وزارة الدفاع الأميركية، أنها قد خصصت مبلغ 550 مليون دولار من ميزانية العام 2019 لتدريب وتجهيز “قوات سوريا الديمقراطية” وتأسيس القوة الأمنية الحدودية.

 

وبحسب الميزانية المقترحة للعام المقبل فإن البنتاغون خصص 300 مليون دولار من ميزانية عام 2019، لتدريب وتجهيز “قوات سوريا الديمقراطية”، كما خصص 250 مليون دولار لتأسيس القوة الأمنية الحدودية.

 

وكشف البنتاغون أيضا أنه سيدعم قوات مكافحة الإرهاب العراقية في إطار حربه على داعش بمبلغ 850 مليون دولار، وفي حال إقرار الميزانية ستكون الأضخم في التاريخ.

 

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن قوات سوريا الديمقراطية، شرعت في تدريب قوات أمن داخلي، وقوات أمن حدود، وخبراء مفرقعات، وتخطط لإعادة تشكيل قوات مكافحة الإرهاب.

 

وبحسب تقرير صدر عن لجنة مفتشي البنتاغون، فإن عدد الجنود الأميركيين في سوريا زاد لأربعة أضعاف، إذ يبلغ في الوقت الراهن ما يقرب من ألفي جندي.

 

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة دربت في سوريا أكثر من 12 ألف جندي، معظمهم من قوات سوريا الديمقراطية.

 

وأوضح البنتاغون أن الجيش الأميركي جهز قوات سوريا الديمقراطية، وأنه سيقوم بتعقب الأسلحة التي قدمها لهم حتى يتأكد من أنها تستخدم في الأهداف الصحيحة.

 

وأكد التقرير أن البنتاغون درب قوات سوريا الديمقراطية من أجل تحقيق الاستقرار والأمن بالمناطق التي استعيدت من قبضة تنظيم داعش.

 

الأمم المتحدة: الأوضاع بسوريا ساءت بعد الدعوة للهدنة

دبي ـ العربية.نت

 

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن الأوضاع في سوريا “ازدادت سوءاً” منذ دعوتها قبل أسبوع إلى هدنة إنسانية، وذلك قبل ساعات من مناقشة مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة شهر.

 

وقال الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا ومنسق الشؤون الإنسانية علي الزعتري في بيان “لم تزدد الأوضاع إلا سوءاً منذ أن أصدر ممثلو الأمم المتحدة في سوريا في 6 شباط/فبراير بيانهم مطالبين بوقف الأعمال العدائية لمدة شهر”.

 

ودعا ممثلون عن مختلف وكالات الأمم المتحدة الثلاثاء إلى وقف فوري للأعمال القتالية لمدة شهر على الأقل في كافة أنحاء سوريا، بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية، محذرين من العواقب الوخيمة الناجمة عن استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد.

 

وأوضح الزعتري “نشهد اليوم إحدى أسوأ فترات القتال على مدى سنيّ النزاع متسببة بسقوط مئات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح، ونزوح كبير للسكان وتدمير للبنية التحتية المدنية بما فيها المرافق الطبية”.

 

وشهدت منطقة #الغوطة_الشرقية المحاصرة قرب دمشق الأسبوع الماضي تصعيداً في الغارات الجوية تسبب خلال خمسة أيام بمقتل 250 مدنياً وإصابة نحو 775 آخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

ومن المقرر أن يبدأ #مجلس_الأمن في نيويورك، الاثنين، مناقشة مشروع قرار جديد قدمته السويد والكويت، يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.

 

وقال دبلوماسيون، الجمعة، إن موقف موسكو إزاء مشروع القرار الجديد لم يتضح بعد في هذه المرحلة، ولم يُعرف ما إذا كانت تعتزم استخدام حق الفيتو لمنع إقراره.

 

ويُلزم مشروع القرار جميع الأطراف في #سوريا بالسماح بعمليات الإجلاء الطبي في غضون 48 ساعة من دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ، والسماح لقوافل المساعدة التابعة للأمم المتحدة بإيصال شحنات أسبوعية للمدنيين المحتاجين، خصوصاً إلى مئات الآلاف من السوريين تحت الحصار في مناطق يصعب الوصول إليها.

 

مصادر بالمعارضة: قوات النظام السوري تنسحب من مقرات عسكرية خوفاً من ضربات إسرائيلية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 فبراير 2018

روما- أفادت مصادر عسكرية في فصائل الجيش السوري الحر  بجنوب سورية بأن قوات النظام والميليشيات الإيرانية الرديفة لها “أخلت مواقع عسكرية خوفاً من استهدافها من قبل سلاح الطيران الإسرائيلي”، كما أشارت إلى أن الأخير  استهدف أربع مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام والميليشيات التابعة لإيران العاملة معها.

 

وقال أبو محمود الحوراني، الناطق باسم تجمع (أحرار حوران)، في تصريحات صحفية إن “قوات النظام وميليشيات مدعومة من إيران انسحبت من اللواء 132 والكتيبة 285 دفاع جوي في ريف درعا، وتوجهت إلى الملعب البلدي وسط مدينة درعا خوفاً من قصف إسرائيل لهذه المواقع العسكرية”.

 

إلى ذلك، قال إياد بركات، المقدم في الجيش السوري الحر من جنوب سورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن سلاح الطيران الإسرائيلي “استهدف خلال اليومين الماضيين أربع قواعد عسكرية على الأقل رداً على إسقاط طائرة إسرائيلية السبت الماضي، وهذه القواعد العسكرية تحوي بطاريات صاروخية تابعة لقوات النظام ومضادات للطائرات، ومنظومات دفاع مضادة للصواريخ في ريف درعا”.

 

وقالت مصادر عسكرية سورية معارضة إن حركة الطيران الحربي قد توقفت تماماً في مطار التي-فور بالقرب من مدينة تدمر، وهو المطار الذي يُعتقد أنه قد انطلقت منه طائرة إيرانية بدون طيار مسيرة عن بعد أطلقها الإيرانيون فوق الأراضي الإسرائيلية.

 

وكانت صحيفة (يديعوت احرونوت) الإسرائيلية قد ذكرت أنه استنادا إلى تحقيق عسكري،  فإن “تشكيلين من اربع طائرات أغارت للانتقام من تسلل طائرة بدون طيار ايرانية الى المجال الجوى الاسرائيلى يوم السبت، ومن بين أمور أخرى، فقد هاجمت مركز السيطرة والقيادة للطائرة بدون طيار، فضلا عن أهداف إيرانية وسورية أخرى في سورية”. واضافت “بعد قصف أهدافها، تعرضت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية لإطلاق نار من قبل الدفاعات السورية، التي اطلقت أكثر من 20 صاروخا من طراز (اس 5 ) و(اس 17) المضادة للطائرات”.

 

وبحسب الصحيفة،  فقد “وقع إنفجار بالقرب من احدى الطائرات فقرر الطيار والملاح فى غضون ثوان إخلاء الطائرة بالرغم من عدم الابلاغ عن ذلك فى نظام القوات”. وقالت بهذا الشأن “بما أن الصاروخ لم يصطدم بالطائرة مباشرة، فقد أشارت بعض التقييمات إلى أنه لو إتخذ الطيار والملاح مجرى مختلفا من الإجراءات، فلربما لم تسقط الطائرة غير أنه لم يتم التوصل إلى أي استنتاجات بشأن هذه المسألة حتى الآن”.

 

إردوغان: تمويل أكراد سوريا سيؤثر على قرارات تركيا

من إرجان جورسيس ودارين بتلر

الرئيس التركي رجب طيب إرودغان في أنقرة يوم السادس من فبراير شباط 2018. صورة لرويترز حصلت عليها من قصر الرئاسة التركي. يحظر إعادة بيع الصورة أو حفظها في الأرشيف.

 

أنقرة (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الثلاثاء إن قرار الولايات المتحدة مواصلة تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية سيؤثر على قرارات تركيا مستقبلا.

 

وجاء ذلك قبيل زيارة يقوم بها هذا الأسبوع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لتركيا.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن تيلرسون يتوقع إجراء محادثات صعبة عندما يزور تركيا يومي الخميس والجمعة في ظل تضارب المصالح الشديد بشأن سوريا بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي.

 

وثار غضب تركيا بسبب الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور. وقدمت واشنطن الدعم لوحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وقال إردوغان في تصريح لأعضاء من حزبه الحاكم العدالة والتنمية في البرلمان ”قرار حليفنا تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب… سيؤثر قطعا على القرارات التي سنتخذها“.

 

وتأتي تصريحاته في أعقاب نشر خطة ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2019 والتي تتضمن تمويلا لتدريب وتزويد قوات محلية بالعتاد في المعركة ضد الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وطلبت وزارة الدفاع (البنتاجون) 300 مليون دولار من أجل سوريا ”لأنشطة تدريب وتزويد بالمعدات“ و250 مليون دولار لمتطلبات تأمين الحدود وفقا لنسخة من الميزانية. ولم تحدد كم من هذا المبلغ سيخصص لوحدات حماية الشعب لكن وسائل الإعلام التركية فسرت ذلك على أنه يعني تخصيص 550 مليون دولار لوحدات حماية الشعب في 2019.

 

وقال إردوغان ”سيكون من الأفضل بالنسبة لهم عدم الوقوف في صف الإرهابيين الذين يدعمونهم اليوم. أنا أناشد شعب الولايات المتحدة الأمريكية، هذا المال يأتي من ميزانية الولايات المتحدة، يأتي من جيوب أفراد الشعب“.

 

وبدأت تركيا الشهر الماضي عملية ”غصن الزيتون“ في سوريا لطرد وحدات حماية الشعب من حدودها الجنوبية. وهددت كذلك بالتقدم صوب بلدة منبج السورية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب وحذرت القوات الأمريكية المتمركزة هناك من اعتراض طريقها.

 

وتقول واشنطن إنها لا تعتزم سحب جنودها من منبج وزار قائدان عسكريان أمريكيان البلدة الأسبوع الماضي لتعزيز هذه الرسالة.

 

وقال إردوغان في البرلمان ”من الواضح أن من يقولون ‘سنرد بشكل عدائي إذا ضربتمونا’ لم يجربوا من قبل صفعة عثمانية“.

 

وكان يشير بذلك إلى تصريحات أدلى بها اللفتنانت جنرال الأمريكي بول فانك خلال زيارة لمنبج.

 

إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير منير البويطي

 

دمشق تتوعد إسرائيل “بمفاجآت أكثر” في سوريا

 

دمشق (رويترز) – قالت الحكومة السورية يوم الثلاثاء إن إسرائيل ستواجه ”مفاجآت أكثر“ في هجمات مستقبلية على الأراضي السورية وذلك بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية السورية مقاتلة إسرائيلية من طراز إف-16 هذا الأسبوع.

وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في صورة من أرشيف رويترز.

 

وأسقطت الدفاعات السورية المضادة للطائرات المقاتلة الإسرائيلية خلال عودتها من غارة على مواقع تدعمها إيران في سوريا في وقت مبكر يوم السبت. وتدعم إيران وروسيا الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ سبع سنوات.

 

وقال أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري ”ثقوا تماما أن المعتدي سيتفاجأ كثيرا لأنه ظن أن هذه الحرب، حرب الاستنزاف التي تتعرض لها سوريا لسنوات، قد جعلتها غير قادرة على مواجهة أي اعتداءات“.

 

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في دمشق ”إن شاء الله سيرون مفاجآت أكثر كلما حاولوا الاعتداء على سوريا“.

 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن القوات الإسرائيلية ستواصل عملياتها في سوريا برغم خسارة الطائرة الحربية المتطورة بنيران معادية وذلك في حادثة هي الأولى من نوعها منذ 36 عاما.

 

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان للصحفيين في كريات شمونة يوم الثلاثاء ”لا يوجد حدود (للعمليات العسكرية) ولا نقبل بأي حدود… سنرد على أي استفزاز“.

 

وأضاف ”سنواصل الدفاع عن أمننا الحيوي ومصالحنا الأخرى“.

 

وأثار الوجود الإيراني في سوريا، الذي يشمل نشر قوات تدعمها إيران بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة، قلق إسرائيل التي قالت إنها ستتصدى لأي تهديد وزادت هجماتها المنتظمة على سوريا.

 

وتتهم إسرائيل إيران أيضا بالتخطيط لبناء مصانع صواريخ موجهة في لبنان حيث توجد جماعة حزب الله التي تقاتل دعما للأسد في سوريا.

 

إعداد مروة سلام للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى