أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 14 تشرين الأول 2014

 

«داعش» يشن «هجوم الفجر» في الأنبار… ويهدد «عين الأسد»

بغداد – «الحياة»

 

واصل تنظيم «الدولة الإسلامية – داعش» تقدمه في المدن العراقية، خصوصاً في الأنبار، حيث سيطر عناصره المتطرفون على معسكر هيت، وباتوا يهددون قاعدة «عين الأسد» وهي من بين القواعد العسكرية الأكبر في العراق.

 

وأعلن «داعش» على حسابه في «تويتر»، أمس، سيطرته على معسكر «هيت»، لكن قائد قوات الأنبار رشيد فليح أكد للصحافيين أن الانسحاب من القاعدة كان إجراء «تكتيكياً».

 

وقال ضابط رفيع المستوى في «قيادة عمليات الأنبار» طلب عدم الإشارة إلى اسمه لـ «الحياة» أمس إن «تنظيم داعش شن هجوماً مضاداً فجر اليوم (أمس) على القوات الأمنية الموجودة في أطراف أقضية هيت وحديثة ما دفع بقيادة العمليات إلى سحب قوات أمنية قوامها فوج كامل من معسكر في قضاء هيت». وأشار إلى أن «المعلومات التي قالت إن انسحاب الجنود جاء بعد معارك مع التنظيم عارية عن الصحة. تم انسحابهم بشكل سلمي من أجل تعزيز الدفاعات في قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي».

 

وأشار الضابط نفسه إلى أن «داعش» بات يسيطر على الطريق الرابط بين الرمادي وبلدات غرب المحافظة في حديثة وهيت وراوة والبغدادي، ولفت إلى أن المشكلة تكمن في أن قاعدة «عين الأسد»، أكبر معسكرات الجيش في الأنبار، أصبحت مكشوفة، كما إن سد «حديثة» أصبح معرضاً لهجمات جديدة من التنظيم.

 

وفي المقابل، قالت مصادر عسكرية إن الجيش العراقي يعد لهجوم على هيت انطلاقاً من قاعدة عين الأسد «الحبانية».

 

وفي خطوة تؤكد تشاؤم الحكومة الاتحادية من الوضع الأمني في الأنبار، تقرر أمس نقل معتقلين متهمين بالإرهاب من السجون في الرمادي إلى بغداد.

 

وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أعلن أمس، خلال زيارته المفاجئة إلى بغداد، أن دحر «داعش» مسؤولية القوات العراقية و «المجتمع السني». وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري أن «وجود قوات برية على الأرض من قبل التحالف سيزيد من التطرف وسيخدم قضية داعش»، مشيراً إلى أن «الغرض من الدعم الجوي للعراق هو الحد من خطورة التنظيم وإمكاناته، والحد من مصادر تمويله من خلال ضرب منابع النفط في سورية». وشدد الجعفري، من جهته، على أن «العراق لم يطلب وجود قوات برية على الأرض» تشارك في المعركة ضد «داعش».

 

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في تصريحات أمس تعقيباً على تقدم «داعش» في الأنبار ومطالبة حكومة المحافظة باستقدام قوات أميركية، إن «العراقيين في محافظة الأنبار هم الذين يتوجب عليهم الدفاع عنها ضد تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن «إعادة بناء قدرات ومعنويات الجيش العراقي ستستغرق وقتاً وستكون هناك نجاحات وعثرات خلال الأيام المقبلة، كما يحدث في أي معركة».

 

وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت طالب الحكومة الاتحادية بإرسال فرقتين عسكريتين لسد النقص الأمني الحاصل في المحافظة. وأضاف في بيان أن «المحافظة ستطلب من التحالف الدولي التدخل برياً في حال عجزت الحكومة عن ذلك».

 

وتعترف واشنطن عبر تصريحات لكبار قادتها العسكريين بأن القصف الجوي لن يحسم المعركة مع «داعش»، لكنها، كحال المسؤولين العراقيين، لا تقدم رؤية حول كيفية تشكيل قوى عراقية تقوم بهذه المهمة.

 

وعلمت «الحياة» أن تقديرات وضعها مستشارون أميركيون أمام الحكومة العراقية أشارت إلى حاجة العراق إلى عام كامل على الأقل لتشكيل ما بات يُعرف بقوات «الحرس الوطني» وتدريبها وتسليحها، وأن البلاد حتى ذلك الوقت ستكون عرضة لخطر تمدد «داعش»، وانهيار القوى الرسمية العراقية. ومن المفترض تشكيل فرقة عسكرية على الأقل في كل محافظة عراقية، خصوصاً في المناطق السنية التي تقع تحت سيطرة «داعش»، من أبناء المحافظة أنفسهم، لكن مثل هذا الإجراء يحتاج إلى تشريع قانوني ما زال متأخراً، وخطوات لوجستية على الأرض ومعسكرات بديلة، وآليات لقيادة التنظيمات الجديدة.

 

في غضون ذلك (أ ف ب، رويترز، أ ب) قالت مصادر طبية إن ثلاثة تفجيرات هزت احياء شيعية في العاصمة العراقية أمس ما أدى الى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً. ووقعت الانفجارات، وبينها اثنان بسيارتين مفخختين، في حي الكاظمية ومدينة الصدر. واشارت «رويترز» إلى أن أحد هذه التفجيرات كان «انتحارياً».

 

مقتل مهندس البترول «النجدي» في كوباني .. والعطوي يعلن انشقاقه عن «النصرة»

الدمام – منيرة الهديب وناصر بن حسين

انضم ثلاثة سعوديين يقاتلون في صفوف تنظيم «داعش» إلى قائمة قتلى معارك «عين العرب» (كوباني) في سورية، بينهم شاب تخرج «مهندس بترول» حديثاً من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فيما حسم القيادي في «جبهة النصرة» السعودي سلطان عيسى العطوي موقفه، معلناً انشقاقه عن «الجبهة» التي قاتل في صفوفها، ليلتحق بـ«جبهة أنصار الدين». وكشف شقيق القتيل السعودي في تركيا فهد الدويرج لـ«الحياة» أن جماعة إرهابية اختطفته وقتلته مع عديله. (للمزيد).

 

وأعلنت «النُصرة» (ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية) قبل نحو شهرين ونصف الشهر فصل وإبعاد قائدها «الشرعي» العطوي، وسجنه وتعزيره ومصادرة أمواله ومنعه من دخول مقارها، إلا أن العطوي المُكنى «أبوالليث التبوكي» أجّل إعلان خروجه من الجبهة خلال الفترة الماضية، وأعلن أول من أمس (الأحد)، عبر موقع «تويتر» انشقاقه لـ«أسباب شرعية».

 

ويعتبر العطوي أحد أبرز المكفّرين والمحرّضين في صفوف «النصرة» على قتال خصمها اللدود تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، واتهمه التنظيم بـ«التفريق» بين التنظيمين (الدولة والنصرة)، وإشعال الفتنة ضد «داعش» والتحريض عليه، فيما تتهمه جميع التنظيمات القتالية، ومن بينها «النُصرة»، بـ«التواطؤ والعمل لمصلحة منظمات وأجهزة أمنية». وأعلن تنظيم «داعش» مقتل ثلاثة سعوديين في المعارك التي يخوضها التنظيم ضد الأكراد في مدينة عين العرب، وهم: هشام الشعلان (أبوأنس) وأبومحمد النجدي، وأبوعمر الخالدي، والأخير الذي لم يُعلن اسمه، تخرج حديثاً «مهندس بترول» من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

 

وعلى صعيد آخر، كشف ذوو السعودي فهد الدويرج الذي قتل قبل أيام في تركيا، أنه كان «محتجزاً» لدى إحدى الجماعات الإرهابية قبل مقتله بيوم، وقال محمد إبراهيم الدويرج لـ«الحياة»: «ذهبت إلى تركيا لمساومة هذه الجماعة الإرهابية مادياً، لكن بلغني نبأ مقتله فور وصولي». وذكر الدويرج الأخ أنه حاول الوصول إلى ولاية ماردين التي كان فيها شقيقه وزوجته السورية، إلا أنهم أبلغوه باشتعال المظاهرات، ما منعه من التوجّه إلى هناك، فقرر التوجّه إلى السفارة السعودية في أنقرة لإيجاد حلّ، لافتاً إلى أنه تلقى نبأ مقتله، إضافة إلى تسلمه صوراً تفيد باستجواب أخيه وعديله (المقتول الآخر) علي يد مجهولين، وأضاف: «وصلت إلى السفارة في التاسعة ليلاً، ولم تردني أي اتصالات من تلك الجماعة قبل سفري، لكنني توقعت مساومات ماديّة، ما دفعني للسفر لإنهاء المشكلة».

 

مقتل 10 جنود سوريين في اشتباكات مع “الدولة الإسلامية

بيروت – رويترز

أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم الثلثاء، بأنّ عشرة جنود سوريين قتلوا في اشتباكات مع مقاتلي الدولة الإسلامية” (داعش) في مواجهة بريّة نادرة بين الطرفين في محافظة دير الزور في شرق البلاد.

 

وقال المرصد في بيان له إنّ:”اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح اليوم بين عناصر “داعش وقوات النظام في منطقة حويجة صكر”، حيث توجد آخر قاعدة عسكرية رئيسة تسيطر عليها القوات السورية الحكومية في المحافظة.

 

وأضاف: “تمّكنت عناصر من التنظيم ومقاتلي “اللواء الإسلامي” من سحب جثث 5 لعناصر لقوات النظام، أحدهم ضابط برتبة مقدم”، إضافةً إلى أنّه قتل رجلان أثناء الإشتبكات وقتل رجل أحدهم مقاتل في التنظيم.”.

 

وأشار المرصد إلى أن “الطيران الحربي شن غارة على أماكن في المنطقة و استمرت الإشتبكات بين “داعش” وقوّات النظامية في حي الجبيلة بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام بقذائف “الهاون” على مناطق في حي الحويقة.

 

كما قصفت قوات النظام القرى المحيطة بمطار دير الزور في ريف دير الزور الشرقي.

 

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية ” سانا” أنّ “وحدة من الجيش والقوات المسلحة اليوم الثلثاء أوقعت عدداً من القتلى والجرحى التابعين لتنظيم ودمرت عدداً من آلياتهم وأسلحتهم في المنطقة الشمالي لمدينة دير الزور”.

 

ولم تشر إلى سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية.

 

ويسطر التنظيم على معظم أراضي محافظة دير الزور وتشنّ طائرات تابعة لسلاح الجو السوري غارات عدة على المنطقة، لكنّ المواجهات البرية نادرة بين الجيش السوري ومقاتلي “داعش”.

 

ونشرت مواقع إسلامية صورا لجثث مشوهة ومقطوعة الرؤوس لأربعة رجال على الأقل يرتدون الزي العسكري وموضوعة في شاحنة صغيرة ، لكنّ لم يتمّ التأكد من صحة هذه الصور.

 

سعود الفيصل: إيران جزء من المشكلة… وعليها سحب قواتها من سورية واليمن والعراق

جدة – «الحياة»

عقد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل اليوم اجتماعاً بمعالي وزير خارجية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير وذلك بمقر فرع الوزارة بجدة.

 

وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في العديد من المجالات، وذلك في إطار اللجنة السعودية – الألمانية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني، والمزمع عقد دورتها الـ19 في شهر مارس القادم بالرياض.

 

وعقب الاجتماع عقد وزير الخارجية مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نظيره الألماني أكد خلاله أن ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتلهم وتشريدهم، بل أسهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب الذي وجد ملاذاً آمنا يعبث في أراضيها ويهدد المنطقة والعالم تحت سمعه وبصره.

 

وقال: “نحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سورية وفق ما نص عليه إعلان “جنيف1″، كما أننا متفقون على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به، وأنه لا يمكن أن يكون جزءً من الحل باعتباره فاقداً للشرعية”.

 

وفيما يتعلق بالقضايا السياسية، أوضح الفيصل أنه تم بحث مجمل الأوضاع في المنطقة وعلى الساحة الدولية، بما في ذلك جهود التحالف الدولي القائمة لمحاربة الإرهاب في كل من العراق وسورية، بوصف ذلك “مسؤولية دولية نشارك جميعاً في تحملها، لدرء خطر الإرهاب الذي يهددنا، ويهدد الأمن والسلم الدوليين”.

 

وأكد سعود الفيصل ضرورة محاربة الإرهاب في استراتيجية شاملة أينما وجد ومهما كانت مبرراته أو التنظيمات والدول التي تقف وراءه، آملاً ألا تكون جهود التحالف الدولي الراهنة قاصرة على مهمة محددة، ومؤكداً على ضرورة استمرارها في إطار مؤسسي حتى يتم القضاء على الإرهاب بشكل تام، حتى لو استغرق الأمر أعوام.

 

وأردف قائلاً: “بحثنا في الاجتماع نتائج المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة الذي استضافته القاهرة أمس وشاركت فيه المملكة وألمانيا، خصوصاً وأن بلدينا من الدول الأعضاء في لجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية، وإذ تنوه المملكة بالمؤتمر وبجهود الشقيقة مصر وجميع الدول المشاركة فيه، إلا أننا نرى في نفس الوقت أن المجتمع الدولي دائماً ما يتحمل أعباء هذا الاحتلال الإسرائيلي المقيت إلى جانب الشعب الفلسطيني”.

 

وشدد وزير الخارجية السعودي على أهمية إيجاد حل نهائي عادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في وطن مستقل وآمن وقابل للحياة .

 

وأوضح أن الاجتماع استعرض تطورات الأوضاع في اليمن، والأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها أخيراً، مبيناً أنه لا بد من الإشارة إلى أن اليمن بتركيبته الجغرافية والديموغرافية لا يمكن له أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته الاجتماعية والمذهبية دون تغليب فئة على الأخرى .

 

ومضى الفيصل يقول: “هذا الحل قدمته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لذلك فإننا ندعو اليمنيين بجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تحكيم لغة العقل على صوت السلاح، وتغليب مصلحة اليمن الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة، والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح أطراف أجنبية في المنطقة لا تروم الخير لليمن ولا لشعبه ولا حتى للأمة العربية”.

 

من جانبه عبر وزير خارجية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير عن شكره الجزيل لحكومة المملكة العربية السعودية على حسن الضيافة، عاداً هذه الزيارة الأولى في منصبه كوزير خارجية ألمانيا للفترة الثانية .

 

وشدد خلال المؤتمر على عمق العلاقة التي تجمع بلاده بالمملكة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية وتكثيف التعاون في مختلف النواحي، مبيناً أن ألمانيا ستصبح في العام 2015 دولة الضيف في مهرجان الجنادرية.

 

وقال شتاينماير: “تم خلال المباحثات اليوم مناقشة الأوضاع في اليمن، وبفضل المملكة ومجلس التعاون الخليجي بدأ اليمن عملية تحول وهناك تقويض الآن لهذه العملية من قبل بعض القوى في اليمن مما يعرقل تشكيل حكومة جديدة في اليمن عمداً”، مبيناً أن المحور الثاني في المباحثات كان الوضع في الشرق الأوسط في العراق وسورية

 

وأضاف أن “تنظيم ما يسمى داعش الإرهابي يهدد المنطقة، ويشكل تهديداً للعالم مما يفرض ضرورة القيام بالعمل المشترك ضد التنظيم”، مشيراً إلى أن المملكة تسهم في العمل العسكري من خلال الغارات الجوية، ومؤكداً أن العمل العسكري ضروري من ناحية ولكنه ليس كافياً ولذلك لا بد من بحث سبل كفيلة لإيجاد استراتيجية سياسية مواكبة للعمل العسكري.

 

وتابع وزير الخارجية الألماني: “أجرينا هذه المباحثات اليوم حول التداعيات بالنسبة للسياسة الداخلية بالعراق، وتحدثنا عن مواقفنا المتبادلة فيما يتعلق بإيران لتسهم بشكل بناء في مكافحة ما يسمى تنظيم داعش وما يجب اتخاذه إلى جانب الخيار العسكري والعمل السياسي وما يجب عمله في مجال الإغاثة الإنسانية وفيما يتعلق باللاجئين”.

 

وأضاف: “نحن نرفض أي محاولة لخلق معادلة بين الإسلام وتنظيم ما يسمى داعش الإرهابي، ونشكر من أوضحوا أنهم يرفضون أيديولوجيته وكل من يعمل في هذه الأعمال البشعة”، مشيراً إلى أن هناك عدة مواضيع تم التطرق إليها في المباحثات مثل العمل المشترك الذي تم مناقشته أمس في مؤتمر إعادة بناء قطاع غزة .

 

وقال وزير خارجية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير: “نحن نسهم كل فيما يخصه في هذا الإطار ونتوقع في نفس الوقت أن يدوم ما يتم بناؤه الآن بعد الحرب الرابعة على غزة ولذلك لا بد من أن ندعم مساراً معيناً ألا وهو استثمار إعادة البناء ولكن في نفس الوقت وقف إطلاق النار بشكل مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى تتم العودة للمباحثات حول الدولتين”.

 

بعد ذلك أجاب سعود الفيصل وفرانك فالتر شتاينماير على أسئلة الصحافيين، إذ قال الفيصل في إجابته على سؤال بشأن الاستياء من العمل ضد ما يسمى تنظيم “داعش”، إنه “في الواقع لا أعتقد أننا عبرنا عن استيائنا للعمل ضد داعش، ولكن اتفقنا أنه يجب أن يتم هذا العمل وفق استراتيجية واضحة، وأهداف واضحة، وإمكانيات مؤثرة”، مشيراً إلى أن العمل الجماعي ضد “داعش” ضروري، لأنه خطر يهم المجتمع الدولي وليس فقط العراق، خاصة فيما يتعلق بتواجد “داعش” في سورية، التي تستخدم الأراضي السورية وكراً لها، وتعتبرها مكاناً آمناً لها، مؤكداً ضرورة أن يقترن العمل في العراق بالعمل في سورية بهذا الخصوص.

 

من جهته قال الوزير الألماني إن “الغارات الجوية في العراق أوقفت الزحف الغازي لتنظيم ما يسمى بداعش، وأرجو أن ينجح ذلك على رغم الأخبار المتناقضة التي وردت بالأمس من سورية، بأن الموضوع ينفذ في ظروف أكثر تعقيداً. وبحسب ما رأيناه في الأسابيع الماضية أن “داعش” يشن عملياته من خلال المناطق المأهولة بالسكان، مما يعني أن الغارات الجوية تنفذ بصعوبة للغاية حفاظاً على أرواح المدنيين” .

 

وعن رؤية المملكة حول نظام بشار الأسد بعد تنظيم ما يسمى بـ”داعش” وهل ممكن أن تمتد ضربات التحالف الدولي لتطال النظام السوري، وماهي المعايير في تصنيف المجموعات المقاتلة في سورية، وهل من الممكن تأهيل بعض منها إلى مجموعات معارضة معتدلة، قال وزير الخارجية السعودي: “في الواقع النظام السوري يدين نفسه، لأن النظام الذي يقتل شعبه من دون هوادة ومن دون أي رادع فإنه بذلك يبطل شرعيته، كما فقدها نظام بشار الأسد من قبل”، مؤكداً ضرورة حماية الشعب السوري من الضربات المقيتة التي يقوم بها الجيش النظامي.

 

وتابع: “إن القوات السورية الموجودة مصيرها أن تتحد، ونحن نعتقد أنه من مصلحتها أن تسرع في هذا الاتحاد وفق ما نص عليه الميثاق الذي عقدوه بينهم”، موضحاً أن المعارضة للنظام هي لتوحيد سورية وليس لتمزيقها وتفريقها، ولحفظ كرامة الإنسان السوري، وليس لإهانته، وهي ليست للانتقام، ولكن لتضمن أن الإنسان السوري يعامل كأي إنسان آخر أياً كان مذهبه أو هويته، وبالتالي وفق هذا الطرح نحن نعتقد أن لا مجال لمن يرفض من الجهات المقاتلة في سورية أن ينظم للجيش الحر، لأن في وحدتهم زيادة في قدرتهم، وتأثيرهم على الوضع في الأرض، وذلك بزيادة إمكانياتهم، وإذا ما استطاعوا أن يغيروا الوضع على الأرض، استطاعوا أن يغيروا الوضع السياسي، وينقذوا الدماء السورية.

 

وعن انضمام إيران إلى المساعي الدولية، أشار وزير الخارجية الألماني إلى أن إيران خارج التعاون الأمني الإقليمي، بسبب النزاع الإيراني المستمر منذ 10 أعوام حول التسلح النووي، الذي يشكل تهديداً على أمن المنطقة بأسرها، لافتاً الانتباه إلى أن إيران بحثت عن طرق خاصة بها لتوسيع تأثيرها في المنطقة، وإذا نجحت المساعي الدولية في صد إيران من مواصلة التسلح النووي، فإن ذلك يعدّ خطوة لرفع مستوى أمن المنطقة .

 

وأكد أن الجماعات الإٍرهابية مثل “داعش” تشكل تهديداً على أمن إيران، آملاً أن تتصرف إيران برغبة أكثر مصداقية للتعاون مع المجتمع الدولي أكثر من الماضي، ويجب على إيران أن تتخذ خطوات استراتيجية في المستقبل القريب، مفيداً أن الاتصالات التي جرت خلال الأسابيع الماضية أبرزت أن دول الخليج العربي مستعدة لبحث تصرف إيران المحتمل من أجل تعاوناً إيجابياً مع دول الجوار.

 

من جانبه أكد الأمير سعود الفيصل أن قيام إيران بدور في شؤون المنطقة يتوقف على إيران نفسها، وليس هناك أي تحفظ على إيران كوطن وكمواطنين، وإنما التحفظ على سياسة إيران في المنطقة، مشيراً إلى أن كثيراً من النزاعات في المنطقة تكون إيران فيها جزءاً من المشكلة، وليست جزءاً من الحل.

 

وأردف قائلاً: “في سورية لدى إيران قوات تحارب سوريين، فكيف يكون ذلك من المعقول أن دولة خارجية تأتي حرب أهلية، وتقف مع هذه الصفوف، تحارب فئة من الشعب نفسه”، مشيراً إلى أن القوات الإيرانية قوة محتلة، لأن النظام فقد شرعيته، ولا يمكن أن يكون ممثلاً للشعب السوري الذي دعا القوات الإيرانية لتساعده، فجاءت بحكم إرادتها .

 

ومضى الفيصل يقول: “إذا أرادت إيران أن تسهم في حل المشاكل، فعليها أن تسحب قواتها من سورية، وهذا الأمر يسري على المواقع الأخرى التي تعمل فيها إيران سواءً كان في اليمن، أو في العراق، أو في أي مكان آخر، وإذا أرادت أن تكون جزءاً من الحل، فأهلًا بها، ولكن إذا بقيت جزءاً من المشكلة، فلا يمكنها أن تؤدي دوراً في المنطقة”.

 

وفي سؤال عن دور المملكة في لم الشمل الليبي، قال وزير الخارجية إن “لمّ الشمل الليبي يتوقف على الليبيين أنفسهم، وأنا أعتقد ما يحدث في ليبيا مأساة كبيرة، وفوضى عارمة، ونحن مستعدون كدولة عربية ضمن الدول العربية التي اتخذت قرارات في جامعة الدول العربية أن نسهم في الحل”.

 

إيران ترفض التصريحات السعودية حول سورية

طهران – أ ف ب

رفض نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الثلثاء تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي دعا إيران أمس الاثنين إلى سحب قواتها “المحتلة” من سورية للمساهمة في حل النزاع هناك.

 

واعتبر عبد اللهيان أن ” إيران هي الدولة الأهم في المنطقة التي تكافح الارهاب” وأنها ” تساعد حكومتي وشعبي العراق وسورية في التصدي للإرهاب في إطار القوانين الدولية”، مضيفا أنه من الأفضل للسعودية أن ” تتنبه لمؤامرات اعداء المنطقة (…) وأن تلعب دورا أكثر إيجابية”.

 

كما رفض عبد اللهيان تصريحات الفيصل حول اليمن واعتبر أن “ما يحصل في اليمن شأن داخلي”.

 

وكان وزير الخارجية السعودي أكد أمس أن وجود القوات الإيرانية في سورية «احتلال صريح»، وأنه إذا أرادت إيران أن تكون جزءاً من الحل «عليها سحب قواتها فوراً»، مشدداً على أن الرئيس بشار الأسد «فاقد الشرعية ولا يمكن الوثوق فيه ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل».

 

وتدعم السعودية ودول الخليج الأخرى المجموعات التي تحارب النظام السوري، بينما تدعم ايران حكومتي العراق وسورية، وتتهم بدعم الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء في 21 ايلول (سبتمبر).

 

عن رشاد الشاب الكردي الذي يقاتل ضد “داعش

سروج (تركيا) – أ ف ب

بقي رشاد ابن عائلة كردية من بلدة عين العرب المعروفة بـ”كوباني” لقتال الجهاديين، في وقت غادرت فيه والدته دورسون مع زوجها إلى تركيا.

 

تتحدث دورسون بصوت خافت. يبدوعلى وجهها تعب سنواتها الستين وقلقها على ولدها، تقول: “إنه قلبي وأغلى ما لدي”.

 

تحكي وهي تتنهد: “لم أعرف شيئاً عنه منذ اضطررنا إلى الفرار إلى تركيا وذلك منذ 20 يوماً”.

 

يقاتل رشاد في صفوف وحدات “الدفاع الشعبي” وهي الميليشيا المسلحة التابعة لـ”حزب الإتحاد الديموقراطي”.

 

مثله مثل زوجته يعيش والد رشاد مسلم عثمان في انتظار إشارة من ابنه، مؤكداً: “لا أخشى عليه لأن الله يقرر كل شيء”.

 

ويتابع قائلاً: “بالطبع أشعر بالقلق…لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟”.

 

ويتعرض المقاتلون الأكراد لقفص بالقنابل من قبل جهاديي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

ويقاومون بكل امكاناتهم هجومهم وذلك بدعم ضربات جوية ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

 

ويدفن اللاجئون السوريون كل يوم، مزيداً من الذين سقطوا في الدفاع عن كوباني في مقابر مدينة سروج التركية الحدودية.

 

وعلى غرار آلاف اللاجئين السوريين يمضي عثمان الذي يعمل في دكان صغير والبالغ 70 عاماً، منتظراً خبراً ما عن ابنه ويحتفظ بأمل ضئيل الاحتمال في رؤيته حياً.

 

ويصعب على عثمان في هذه الظروف الشاقة وبالنسبة إلى سنه توقع مصير ابنه، يقول ان “داعش وصل إلى وسط المدينة، حيث تجري حروب شوارع وإن سقطت كوباني، فمصيرنا جميعاً البؤس”.

 

وتدور في محيطه روايات مروعة حول أعمال قطع الرؤوس والتعذيب التي ينفذها الجهاديون.

 

وأكد أن هذه الفظاعات ستترك انطباعات عند سكان كوباني الى الأبد، حتى في حال الانتصار على الجهاديين، موضحاً أن “العودة إلى الوراء مستحيلة”.

 

وأضاف: “أنا فخور برشاد لكن هذا لا يهم فعلاً إن كان مصيره الموت ككثيرين غيره”.

 

زوجته أيضاً لم تفقد الأمل في معانقة ابنها مجدداً، تقول: “لدي أربعة أولاد، قتل أحدهم في حادث سير وآمل ألا تتكرر مأساتي”.

 

وتمكن أغلب النازحين من كوباني البالغ عددهم 200 الفاً من اللجوء لدى أقارب لهم في تركيا.

 

ويتكدس اللاجئون الأكراد الآتين من سورية في أماكن يواجهون فيها ظروفاً صعبة لأن غالباً ما تنقصهم المياه والمنشآت الصحية.

 

نيران كوباني تقترب من الحدود التركية النظام السوري يضاعف ضرباته لحلب وادلب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

وصلت المعارك بين تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) والمقاتلين الاكراد أمس في كوباني الى مكان غير بعيد من الحدود التركية – السورية، بينما نفت انقرة رواية اميركية عن الموافقة على استخدام الولايات المتحدة قاعدة انجرليك الجوية في سياق الحرب على التنظيم المتطرف. وفي العراق حقق “داعش” سيطرة تامة على قضاء هيت في محافظة الانبار التي تحاذي سوريا والاردن والمملكة العربية السعودية.

 

وأفادت مصادر أمنية وطبية إن ثلاث قنابل انفجرت في أحياء شيعية في بغداد أسفرت عن مقتل 30 شخصاً.

وأعلن الجيش الاميركي ان مقاتلات أميركية وسعودية شنت ثماني غارات جوية في سوريا الاحد والاثنين استهدفت مقاتلي “الدولة الاسلامية” في كوباني.

والى الغارات التي يشنها الائتلاف الدولي على “داعش”، لاحظ “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن سلاح الجو السوري أغار على مقاتلين معارضين بمعدل يفوق ضعفي المعدل المعتاد ليكثف هجومه قرب العاصمة.

وستزيد الغارات الجوية لحكومة الرئيس بشار الأسد المخاوف بين خصومه من أنه يغتنم فرصة الغارات الأميركية لسحق خصوم آخرين بينهم “المعارصة المعتدلة” التي تدعمها واشنطن.

وتقول الولايات المتحدة إنها لا تريد مساعدة حكومة الأسد على رغم قصف “الدولة الأسلامية” أقوى جماعة تحارب دمشق في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وتهدف واشنطن إلى المساعدة في تسليح معتدلين ليقاتلوا الاسد و”الدولة الإسلامية”.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن سلاح الجو السوري شن 40 غارة أمس على مناطق في محافظتي ادلب وحلب شملت اسقاط براميل نفط مليئة بالمتفجرات والشظايا. ولا تشن دمشق عادة سوى 12-20 غارة يومياً.

وأعلن جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي “الشاباك” ان ثلاثة شبان من عرب أراضي 1948 توجهوا خلال عطلة عيد الاضحى قبل أيام الى سوريا للقتال في صفوف “الدولة الاسلامية”. وصرحت ناطقة باسم الجهاز: “ان الشبان كانوا أربعة عندما توجهوا الى تركيا، لكن احدهم عاد الى اسرائيل في حين ان الثلاثة الاخرين دخلوا الاراضي السورية للمشاركة في القتال مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام” المحظور في اسرائيل.

 

تفاصيل خطة «النصرة» لاحتلال بعض قرى القلمون .. وفشلها!

رشا أبي حيدر

حالة من الاستنفار والجهوزية تشهدها مناطق القلمون، وجرودها، لا سيّما منطقتي الجبة وعسال الورد، في ريف دمشق الشمالي، من قبل الجيش السوري و«حزب الله»، بعد الهجوم الكبير الذي شنّته الجماعات المسلحة بقيادة أمير «جبهة النصرة» في القلـمون أبو مالك التلي منذ أيام.

ولا تزال آثار المعارك ظاهرة، جثث المسلحين ملقاة على الارض ومغطاة بالرمل عند مدخل عسال الورد، إضافة الى الآليات المدمّرة. مزارع كثيفة من التفاح تنتشر عند جانبي الطريق، والتي تشتهر عسال الورد بزراعتها، تفصل الطريق الواصل الى إحدى أهم النقاط العسكرية الموجودة بين الجبة وعسال الورد. النقطة التي دخلت اليها «السفير» تعدّ من الخطوط الأمامية التي يلفّها الخطر، خصوصاً أن المنطقة شهدت أعنف المعارك، ومعرّضة لهجوم في أي وقت. ينتشر مقاتلو الجيش السوري والمقاومة عند هذه النقطة، المشرفة على نقاط تسلّل المسحلين. هنا يظهر مشهد الهجوم بشكل أوضح. هذه النقطة لعبت الدور الأبرز في تحقيق إصابات مباشرة في صفوف المسلحين، في معركة عنيفة استمرت منذ الصباح الباكر وحتى الليل. هنا كان الإسناد الناري كثيفاً، من خلال استخدام انواع الصواريخ كافة، «تاو» و«كورنيت» و«كونكورس»، بالإضافة الى المدفعية. أصوات رمايات من المدفعية تسمع من مواقع أخرى، باتجاه المسلحين المنتشرين في الجرود.

لكن يبدو أن العملية الكبيرة التي نفّذتها الجماعات المسلحة في الاسبوع الماضي، لا تنفصل عن الهجوم الذي شنّته الجماعات نفسها في جرود بريتال في لبنان. مصدر أمني كشف لـ«السفير» خطة «أبو مالك التلي» في احتلال القلمون، «بعد حصوله على الضوء الأخضر من قبل جهات إقليمية لهذه العملية». وبحسب المصدر، «اجتمع ابو مالك مع كل الفصائل المسلحة بحضور ممثلين عن تنظيم داعش. جرى اجتماع تمهيدي أولي، تمّ الحديث خلاله عن وضع عائلات المسلحين النازحة وضرورة المبادرة لتوجيه ضربة قوية لـ«حزب الله» من خلال جهد مشترك قبل حلول فصل الشتاء». وفي الاجتماع الثاني، تمّ الاتفاق على العملية وخطة التنفيذ التي اتفق أن تنفّذ على محورين لتشتيت الجهد العسكري. «المحور الاول في جرود بريتال، أولاً لاستنزاف حزب الله وثانياً فتح ممر للمسلحين»، وفي موازاة ذلك، «شنّ هجوم كبير في اليوم الثاني وضرب نقاط دفاع الجيش السوري والمقاومة في عسال الورد والجبة ومن ثم تنفيذ الخطة الأكبر باحتلال البلدتين وقرى مجاورة لها». وبالفعل، حصلت مواجهات عنيفة بين «حزب الله» ومسلحي «النصرة» في جرود بريتال، تمّ خلالها استهداف بعض النقاط، لكن الهجوم باء بالفشل وإن كلّف ذلك سقوط شهداء للمقاومة. ومن بعدها، بدأت العملية الكبرى.

جرى اجتماع ثانٍ وضعت فيه خطة التنفيذ بعد الاجتماع التمهيدي. ونفذت العملية في ضرب جرود بريتال لاستنزاف «حزب الله» بشكل أساسي، ومن ثم فتح ممر. في موازاة ذلك، شنّ هجوم كبير في اليوم الثاني وضرب نقاط الدفاع عند الجهة السورية و«تنفيذ الخطة الكبيرة وهي احتلال الجبة وعسال الورد ومن بعدها بعض القرى المحيطة». هذه العملية «تؤمّن مأوى للمسلحين في فصل الشتاء، والأهم إخراج عائلاتهم النازحة من عرسال».

ويقول المصدر إنه قبل الهجوم على جرود بريتال، «انسحب تنظيم داعش من مشاركته في الخطة» من دون الكشف عن الأسباب. ويؤكّد المصدر نفسه، أنه لولا «الحشد الكبير للجيش وحزب الله ويقظة المقاتلين في هذه المنطقة، لكان المسلحون سيطروا على المناطق».

 

تنفيذ العملية الكبيرة… وإحباط المسلحين

 

بالعودة الى النقطة العسكرية، يروي أحد القادة الميدانيين الى «السفير» تفاصيل ما جرى. عند ساعات الصباح الاولى من يوم الخميس الماضي، «هاجم حوالي 150 مسلّحاً أتوا من جرود عرسال والجبة»، بحسب القائد الميداني، «نقاطاً دفاعية أساسية تابعة للجيش السوري وحزب الله ما بين الجبة وعسال الورد. وصلت أفراد صغيرة الى المزارع في عسال الورد واستغلوا وجود نواطير يحرسون هذه المزارع للتقدم، بحسب المصدر، الذي ينوّه بأن «بين الجبل والجبل هفوة ولا يمكن رصد الأعداد الصغيرة، لكن استطعنا رصدهم عند الهجوم». سقط أحد المراكز بيد المسلحين، وتمكّن المسلحون من قطع خط الإمداد بين الجبة وعسال الورد». «لكن بعد ثلاث ساعات»، بحسب القائد الميداني، «انقلبت الامور حيث تمّت السيطرة على الموقع وفتح الطريق». هجوم المسلحين لخرق منطقتي الجبة وعسال الورد، كان على دفعتين. لكن الإسناد الناري والطيران السوري الذي استهدف المسلحين منعا المجموعة الثانية التي بلغ عددها «حوالي 450 مقاتلاً، كانت خطتهم تأمين دخول العائلات سريعاً الى البلدتين»، من التقدّم.

الصدمة الثانية التي تلقّتها الجماعات المسلّحة، كانت عند نقطة تُسمّى «مزبلة الجبة» في جرود الجبة. «هنا كانت 11 آلية (سيارة دفع رباعي) محمّلة بعشرات الجرحى وقاداتهم الذين قتلوا لإخراجهم، في الوقت الذي التقوا فيه بالمجموعة الثانية المستعدة للمؤارزة». ويكمل القائد الميداني، «انهمرت الصواريخ بوجود الجرحى والمقاتلين عند هذه النقطة بكثافة، قتل أكثر من 50 وتحوّل الأمر الى فوضى كبيرة في المكان، بحسب ما تمّ الرصد من خلال التلال». وصل الخبر إلى «أبو مالك التلي» الذي كان «يتواجد في جرود عسال الورد في غرفة عمليات بدائية عبارة عن كهف ومستوعب حديدي أزرق»، بحسب مصدر أمني. «أبو مالك» أصرّ على «متابعة العملية لكن قوبل بالرفض خصوصاً بعد مقتل قادة الهجوم، فتوجّه الى مركزه الأساسي في جرود عرسال».

بعد أيام على الهجوم، صدر قرار بمنع تجول المدنيين في عسال الورد والجبة ما بعد السادسة مساء. وبحسب المصادر، ساهم هذا الإجراء «بوقف الإرساليات التي رصدت من قبل البعض الذين كانوا يرسلون إحداثيات الى المسلحين».

تتوقعّ المصادر الميدانية «شنّ هجمات محدودة والدخول في معركة استنزاف، خرق هنا وهناك، بعد فشل المخطط الكبير». وفي المقابل، «لدى الجيش السوري وحزب الله تكتيك وخطط جديدة سيتفاجأ فيها أبو مالك التلي»، بحسب المصادر. شكّل فشل هذا الهجوم، ضربة قوية سواء للجماعات المسلّحة او لعائلاتهم «التي ضاقت ذرعاً بالأوضاع التي تعيشها، فيما يعاني المسلحون من أوضاع عسكرية ونفسية محطّمة»، بحسب المصادر.

 

العصابات المسلحة تتوسع في الأنبار وعين العرب

21 دولة تبحث اليوم: كيف نوقف «داعش»؟!

يعقد القادة العسكريون للدول الغربية والعربية، المشاركة في التحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» اجتماعاً في قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن اليوم، لبحث استراتيجية مواجهة التنظيم، واحتمال إدخال تعديلات عليها في ظل استمرار تقدم عصابات التنظيم ميدانيا، سواء بتعزيز تغلغلها في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، أو من خلال اقتلاع القوات العراقية من قضاء هيت في محافظة الأنبار.

واغتنم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، مناسبة «عيد الغدير» ليحذر من مخططات أميركا وحلفائها للمنطقة، معتبراً أنهم يحاولون من خلال المحاربة الصورية لـ«داعش»، أن يثيروا العداء بين المسلمين، فيما دافع «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني عن سياسة تركيا بشأن أكراد سوريا موضحا انه «ليس لدينا أدلة بخصوص دعم أنقرة لتنظيم الدولة الإسلامية».

ويجتمع القادة العسكريون في 21 بلداً عضواً في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» اليوم في قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن. وسيضم ممثلين عن كل الشركاء الأوروبيين في التحالف، بالإضافة إلى دول عربية تقوم بدور في الغارات الجوية ضد «الدولة الإسلامية».

يشار الى انه لا استراتيجية موحدة لدى الدول المشاركة في هذا التحالف، حيث إن بعضها يشارك في الغارات على «داعش» في العراق ويسلّح أكراد العراق، ويرفض «حلفاء» آخرون أي مشاركة في الحرب السورية، فيما تطالب تركيا، بدعم من فرنسا، بمنطقة عازلة وحظر جوي فوق شمال سوريا وهو ما ترفضه واشنطن ودول اخرى.

ويعقد في الوقت ذاته اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس. وكان مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قد قال إن كيري شكر نظيره الفرنسي لوران فابيوس على مشاركة باريس في الغارات ضد «داعش» و«تعزيز المساعدة للمعارضة السورية المعتدلة».

وبرغم إعلان كيري، أمس الأول، أن التركيز يجب أن يكون حاليا على العراق، فإن «داعش» واصل تقدمه في الأنبار المتاخمة لسوريا. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار أحمد حميد إن قوات الجيش العراقي انسحبت من معسكر هيت غرب البلاد، بهدف حماية قاعدة «البغدادي» ما أدى إلى سيطرة «داعش» على قضاء هيت بالكامل.

وبذلك قلصت هجمات «داعش» من سلطات الحكومة العراقية في محافظة الانبار إلى حدها الأدنى، واشتد الطوق حول الرمادي التي يسيطر «الدولة الإسلامية» على أجزاء منها. وقال مسؤول دفاعي أميركي إن موقف الجيش العراقي في الانبار «ضعيف». وأضاف انهم «يتلقون الدعم ويصمدون في مواقعهم لكن الأمر صعب» معرباً عن اعتقاده أن «وضع الجيش هناك هش حاليا». وقتل 30 شخصا، وأصيب حوالي 50، في انفجار 3 عبوات في مدينة الصدر والكاظمية في بغداد.

وبعد ساعات من شن طائرات أميركية وسعودية تسع غارات على عين العرب، سيطر «داعش»، للمرة الأولى، على مبنى وسط المدينة بعد يوم طويل من الاشتباكات مع المقاتلين الأكراد تخلله تفجير انتحاريين لثلاث سيارات.

وتدور المعارك بين عناصر «داعش» والمقاتلين الأكراد على بعد أقل من كيلومتر من الحدود التركية، التي أقفلتها أنقرة بوجه الأسلحة والمتطوعين الأكراد الراغبين بدخول عين العرب والقتال إلى جانب المدافعين عنها.

وكان المقاتلون الأكراد قد نجحوا في استرجاع موقعين كان قد استولى عليهما «الدولة الإسلامية» في جنوب عين العرب، من دون أن يؤثر ذلك على توازن القوى داخل المدينة المهددة بالسقوط في أيدي التنظيم.

ونفى «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الاتهامات الموجهة إليه بـ«خذل» الأكراد في عين العرب، معتبراً أنهم قدموا لهم كل ما يستطيعون.

وأشار البرزاني، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية»، إلى أن «الطرق المؤدية إلى كوباني مقطوعة، وأن المنفذ الوحيد لإرسال المساعدات العسكرية للبلدة المحاصرة هو الجانب التركي». وأعلن أنه كان يتوقع دعماً عسكرياً أكبر من تركيا لمواجهة «داعش»، لكنه أبدى تفهمه لموقف أنقرة. وقال «ليس لدينا أدلة بخصوص دعم أنقرة لتنظيم الدولة، وأنا أعتبرها دولة صديقة للإقليم».

وأكد خامنئي، أن الولايات المتحدة وحلفاءها، يحاولون من خلال المحاربة الصورية لـ«داعش»، أن يثيروا العداء بين المسلمين، مضيفاً أن «أي خلاف بين الشيعة والسنة يساعد واشنطن وبريطانيا الخبيثة والصهيونية».

وقال خامنئي، خلال استقباله إيرانيين لمناسبة «عيد الغدير»، إن «ظهور التيار التكفيري في العراق وسوريا وبعض الدول الأخرى، نتيجة لتخطيط المستكبرين لإثارة الخلافات بين المسلمين»، موضحا «أنهم أسسوا القاعدة وداعش لإثارة التفرقة ومواجهة إيران، لكنها استدارت عليهم».

وتابع ان «النظرة الدقيقة والتحليلية لهذه الأحداث تظهر أن أميركا وحلفاءها في محاولاتهم الزائفة التي أطلقوا عليها تسمية محاربة داعش بصدد تأجيج الخلافات وإثارة العداوات بين المسلمين أكثر من سعيهم للقضاء على هذا التيار التكفيري». وتابع ان «كل ملتزم بالإسلام ويقبل حكم القرآن سواء من الشيعة أو السنة يجب أن يكون واعياً بأن السياسات الأميركية ـ الصهيونية هي العدو الحقيقي والرئيسي للإسلام والمسلمين».

ونفت أنقرة إبرام اتفاق جديد مع واشنطن يجيز فتح قواعدها أمام طائرات التحالف الدولي لمهاجمة «داعش»، وذلك غداة إعلان مسؤول أميركي موافقة تركيا على استخدام الولايات المتحدة قاعدة «انجيرليك» لهذا الغرض.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، في بيان، «لم يُتّخذ أي قرار بخصوص (قاعدة) انجيرليك» التي تقع قرب اضنة وعلى بعد 300 كيلومتر من عين العرب، لكنه أضاف «مع الولايات المتحدة نحن متفقون تماما على مشروع تسليح مسلحي المعارضة المعتدلة وتدريبهم، وبالواقع توصلنا إلى توافق في هذا المجال».

(«الأناضول»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

تركيا في مواجهة خطري “داعش” و”الحرب الأهلية

محمد نور الدين

تحفل الصحافة التركية بعدد هائل من الكتابات عن الوضع في عين العرب (كوباني) وانعكاساته على الداخل التركي، خصوصا ان تركيا شهدت في الأيام الأخيرة اضطرابات في المناطق الكردية سقط خلالها حوالى 40 قتيلا برصاص الشرطة والجيش.

وهناك تخوف كامل من عودة الصراع العسكري بين الدولة و”حزب العمال الكردستاني”، في ظل القناعة الكردية بأن تركيا لم تتخل عن سياسة إنكار الهوية الكردية والسعي لتدمير تجربة الحكم الذاتي في شمال سوريا، من خلال إسقاط عين العرب عبر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ـ “داعش”.

وإذ بلغ الغضب الكردي ذروته بسبب مواقف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ساوى فيها “داعش” بـ”الكردستاني”، وقوله في خطبة له إن “كوباني على وشك السقوط”، فإن تصريح الرجل الثاني في “حزب العمال الكردستاني” جميل باييك من أن مقاتلي الحزب قد عادوا إلى الداخل التركي من شأنه أن يعيد خريطة العلاقة بين الدولة والأكراد إلى مربع الصدام العسكري، لاسيما بعد انهيار الثقة بينهما وسيلان الدم في شوارع عين العرب وديار بكر وحقاري وسعرت وكل المدن الكردية في تركيا.

وما يفاقم المخاطر أن الانتخابات النيابية ستجري في حزيران المقبل، ما يعني تصاعد حدة الخطاب القومي المتشدد لحصد تأييد الفئات القومية الموالية لـ”حزب الحركة القومية”، بعدما بات اردوغان فاقدا الأمل لتأييد الأكراد له، وفي ظل الكلام عن انه حتى تلك الفئة من الأكراد الذين صوتوا له في انتخابات الرئاسة قد شاركوا في تظاهرات الاحتجاج دعما لعين العرب.

وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في أنقرة، أن “الحكومة لن تسمح بزعزعة استقرار البلاد، قائلا “ليفعلوا ما يشاؤون، لن يتزعزع النظام العام. الدولة مصممة على اتخاذ كافة التدابير من أجل الحفاظ عليه، ولن يكون هناك أي إهمال أو تراخٍ في هذا الخصوص”. وأضاف “سنلجأ إلى البناء في مواجهة المخربين، ولدينا رؤية جديدة في مواجهة مثيري الأزمات، إننا متمسكون بعملية السلام (مع الأكراد) في مواجهة من يسعون لتخريبها، ومصممون على حمايتها، لأنها أساس مشروع الوحدة الوطنية”.

وتقول مهوش ايفين، في صحيفة “ميللييت”، إن “سقوط كوباني يعني انتهاء عملية الحل للمشكلة الكردية في تركيا. حتى رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو تقدم باقتراح جريء، وهو فتح ممر لمساعدة كوباني، وهو ما رفضه رئيس الحكومة احمد داود اوغلو”.

وتضيف ايفين “يقول اردوغان ما العلاقة بين كوباني وديار بكر؟ ونجيبه العلاقة قائمة، لأنك أنت تقول إن حزب العدالة والتنمية هو إلى جانب كل الشعوب المسحوقة، من فلسطين إلى مصر، ومن البوسنة إلى سوريا. فلماذا لا تقع كوباني ضمن هذه الفئات؟. لكن لماذا إلى هذا الحد حكومة داود اوغلو واردوغان تتعاطى بنظرة قومية متشددة ضد كوباني؟ السبب هو أنهم لا يريدون أن يقام هناك نموذج ديموقراطي من الحكم الذاتي”.

وانتقدت صحيفة “اوزغور غونديم”، الموالية لـ”حزب العمال الكردستاني”، سياسات اردوغان تجاه عين العرب والأكراد. وقالت انه “يتحدث بلغة داعش”، مضيفة إن “اردوغان يتحدث بنفس اللهجة التي كانت تتحدث بها رئيسة الحكومة طانسو تشيللر في التسعينيات. لقد أعطى اردوغان أوامره للجيش والشرطة للقيام بما يلزم، ووجه الإهانات للشعب الكردي عندما تساءل عن الرابط بين كوباني وديار بكر، ليتظاهر الأكراد في ديار بكر دفاعا عن كوباني. وهو الذي اعتبر الأحداث في سوريا شأنا داخليا تركيا، وهو الذي كان يقول إن الأحداث في مصر والصومال وميانمار وسوريا لا يمكن النظر إليها على أنها شأن خارجي. وفي الحقيقة فإن اردوغان يجلب نهايته بنفسه إذا لم يتم حل المشكلة الكردية”.

ورأى مراد يتكين، في صحيفة “راديكال”، أن “اردوغان بات أكثر تشددا، بل سيزداد هذا التشدد مع اقتراب الانتخابات النيابية في العام المقبل”. ويقول “تقع تركيا تحت الضغط. أميركا وأوروبا تضغطان لتساعد كوباني، وروسيا وإيران تحذرانها من التدخل وإقامة منطقة عازلة. أما الضغط الآخر فهو العمليات التي بدأ حزب العمال الكردستاني القيام بها، وأولها في بينغول وتصريح القائد العسكري جميل باييك بأنه أعاد إرسال مقاتليه إلى داخل تركيا”. ويضيف “كان اردوغان يراهن على دعم كردي لتغيير النظام ليكون رئاسيا، لكن تقدم داعش أدخل المفاوضات بين الدولة والأكراد دائرة الخطر. وها هو أردوغان يضع نصب عينيه الانتخابات النيابية في العام 2015. لذا بدأ اردوغان واحمد داود اوغلو استخدام أسلوب أكثر تشدداً، والطلب من قوات الشرطة التعامل بشدة مع المحتجين. وسوف تتصاعد حدة هذا الخطاب، أملا باقتطاع العديد من النقاط من قواعد حزب الحركة القومية. الأمل ألا تكون الديموقراطية هي الضحية لكل هذا”.

ويحذر قدري غورسيل، في “ميللييت”، من أن “تركيا قد تواجه خطر داعش والحرب الأهلية معا”. ويقول “بعض أوساط سلطة حزب العدالة والتنمية يشيرون إلى معارك كوباني بين داعش وحزب العمال الكردستاني بأنها بين تنظيمين إرهابيين، وليس هناك من مأساة إنسانية. وليأكلوا بعضهم بعضا. هذه مقاربة أقل ما يقال فيها إنها ساذجة وجاهلة وغير أخلاقية. لا تستطيع أن تقنع العالم بذلك. حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا ليس على لوائح الإرهاب الغربية، وهو يدافع عن أرضه بوجه البرابرة. وماذا لو حصلت سريبرينتشا ثانية، وقتل مئات وآلاف المدنيين إذا سقطت كوباني، فيما تركيا ترفض دعوات المساعدة للأكراد هناك؟ تركيا بين خيارين: إما أن تقف ضد إرهاب داعش أو تواجه الصدام الداخلي. وأمام تحكم عقدة إسقاط نظام (الرئيس بشار) الأسد بأردوغان فإن تركيا تواجه الخطرين معا: داعش والحرب الأهلية”.

وينقل مراسل صحيفة “زمان” في واشنطن علي أصلان بعض مناخات واشنطن في العلاقة مع تركيا، فيصف أنقرة بالحليف الصعب. ويضيف “لا تسقط كلمة تركيا من أفواه المسؤولين الأميركيين، ومطالبهم كلها لها طابع امني. وهم لم يصدروا بعد حكمهم النهائي في ما إذا كانت تركيا شريكا لداعش أم لا. هم يريدون قاعدة انجيرليك وممرا للمقاتلين الأكراد في كوباني، ولكن رفض تركيا يثير قلق واشنطن. أنقرة تبتز واشنطن بطلب الحرب ضد نظام الأسد. لكن إقناع واشنطن بذلك صعب جدا. ولا يبدو أن ذلك ممكن في عهد (الرئيس باراك) أوباما لذا تنتظر أنقرة مرحلة ما بعد أوباما لكي تواصل الضغط، ليكون الأسد هدف الإدارة الأميركية”.

 

الهروب من الشتاء والنار .. إلى الزبداني

وسام عبدالله

عادت مدينة الزبداني مجدداً على خريطة المعارك في سوريا بعد محاولة «جبهة النصرة» في القلمون القيام بخرق مواقع لـ«حزب الله» في منطقة بريتال اللبنانية، ليعاد الحديث عن المحاولات التي تقوم بها المجموعات المسلحة للقيام بفتح طريق امداد بين عرسال والزبداني مرورا بباقي المناطق التي تسيطر عليها في القلمون.

مع اقتراب فصل الشتاء، بدأت المجموعات المسلحة المتواجدة في سلسلة جبال القلمون بضفتيها اللبنانية والسورية، في البحث عن مخرجٍ للهروب من حصار الثلوج والبرد القارس، إضافة للهرب من حصار الجيش السوري و«حزب الله» عسكريا من جهة ثانية، والزبداني إحدى تلك المناطق التي تشكل مهرباً لهم. فهي تقع على نقطة حدودية، فمن الجهة السورية هي تبعد عن دمشق 45 كيلومترا وتقع بالقرب منها مناطق مثل بلودان ومضايا وبقين. اما إداريا فهي تابعة لمحافظة ريف دمشق، وجغرافياً هي عقد وصل بين ريف العاصمة والقلمون بامتدادها نحو عسال الورد ورنكوس وسرغايا. أما من الجهة اللبنانية فيفصلها عن البقاع وبعلبك سلسلة جبال لبنان الشرقية وامتدادها نحو بريتال وعرسال وعنجر.

يوضح مصدر ميداني لـ«السفير» أهمية الزبداني للجماعات المسلحة، قائلا «هي تعمل جاهدة على فتح وتأمين طريق امداد لها يصل مناطق عسال الورد وجرود عرسال وجرود بريتال والزبداني، فهي الآن في حالة حصار ضمن ذلك المحور وخاصة في الزبداني».

الاوتوستراد الدولي بين لبنان وسوريا مؤمن بشكل كامل وتحت سيطرة الجيش السوري فمن الصعب وصول المجموعات المسلحة المتواجدة في الزبداني إليه بسبب انتشار وحدات عسكرية على مختلف التلال المحيطة، كما أنهم في حالة حصار داخل منطقتهم فهي التي تقع بين جبلين، وقوتهم هي في تواجدهم داخل المدينة القديمة وصعوبة الدخول بعملية برية إليها بسبب ضيق طرقاتها.

بين وسط القلمون وشرقها، تشكل الجغرافيا جزءا أساسيا من المعارك بين محور الزبداني ـ بريتال، فمن أعلى نقطة في منطقة الزبداني وبلودان تكون البداية من مرتفع «البرج» الذي يصل ارتفاعه إلى 2580 مترا في منطقة يكشف فيها جرود الزبداني وحوض بردى وصولا إلى بداية سهل البقاع وحام ومعربون والنبي شيت، ونحو الشمال باتجاه وسط القلمون يكون المرور بسرغايا نحو عسال الورد وفليطة آخر وأهم معاقل المجموعات المسلحة في جبال القلمون والتي تشكل البوابة الاساسية نحو عرسال ووصولا إلى بريتال.

ومن بين أهم المجموعات المسلحة المتواجدة في منطقة الزبداني، «كتائب حمزة بن عبد المطلب» التي شاركت في مختلف المعارك في ريف دمشق وخاصة في الغوطة الغربية وهي تابعة لجماعة «أحرار الشام» وتتواجد هذه الجماعة بحسب مصدر ميداني في جرود بلودان في الجبل الغربي وهو ذاته مرتفع «البرج». وهناك أيضا جماعات أخرى مثل «الجبهة الاسلامية» و«جبهة النصرة» تقاتل في تلك المنطقة. وقد نشر ناشطون إعلان ما أسموه تشكيل «غرفة عمليات مشتركة» في الزبداني تتولى إدارة العمل العسكري داخل المدينة ومحيطها.

لا ينفصل اسم بلودان عن الزبداني، وهي المجاورة لها والتي تعد أعلى منطقة، فهي المطلة إضافة على الزبداني وسرغايا ومضايا وعين حور. ويوضح مصدر من أهالي المنطقة لـ«السفير» أن وحدات الجيش السوري متواجدة داخل بلودان بالإضافة إلى المجموعات المقاتلة من «الدفاع الوطني» و«كتائب البعث» و«السوري القومي». وبحسب المصدر فقد قتل مؤخرا، احد قادة قوات الدفاع الوطني ومساعده على طريق «بلودان ـ الشام» نتيجة كمين من قبل مجموعة مسلحة استهدفته في سيارته وحاولت خطف الجثث، فحصل اشتباك مع وحدات الجيش المتواجدة في منطقة الاغتيال.

وكغيرها من مناطق سورية اخرى، تمر الزبداني بمخاض المصالحة، فيمر يومٌ ترتفع فيه نسبة التفاؤل بإتمام المصالحة فيقوم عدد من المسلحين بتسليم أنفسهم للدولة السورية وخاصة من هم من أهل الزبداني، وفي يوم آخر تنخفض وتعود الاشتباكات المتبادلة بين المجموعات المسلحة ووحدات الجيش السوري.

يوضح مصدر ميداني أن المعارك على كامل الحدود مع لبنان لا يمكن فصلها عن بعض، فالسكان والجغرافيا والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية جميعها تتداخل وتتفاعل فيما بينها، فمن معركة القصير والتي مهدت للبدء بالسيطرة على كامل حمص هي امتداد جغرافي لمنطقة عكار وما كانت تشكله من ممر ومقر لإمداد المجموعات المسلحة، وفي وسط القلمون كانت يبرود وما شكلته من فاتحة أساسية للسيطرة على جبال القلمون وهي الخزان الرئيسي للمقاتلين في ريف دمشق والسيارات المفخخة نحو بيروت، والان تشتعل منطقة جنوبي سوريا في محور درعا والجولان وما له من تأُثير على مزارع شبعا وراشيا المحاذية لها من الجهة اللبنانية ودخول الاحتلال الاسرائيلي على خط المواجهة بتأمين غطاء ناري لتلك المجموعات.

يقول الكاتب اللبناني الراحل سعيد تقي الدين أن حرف الواو بين (سوريا ولبنان) هي واو كافرة. القصير وعكار، يبرود وعرسال، الزبداني وبريتال، الجولان وشبعا ومختلف المناطق الحدودية، هي خارج منطق وحدود اتفاقية (سايكس ـ بيكو)، في زمنٍ أصبحت فيه تلك الحدود «كافرة» على حبر الخرائط المصطنعة و«تكفيرية» بوجود المجموعات المسلحة في مختلف مناطقها.

 

«جبهة النصرة» تعزل صقورها في مواجهة «داعش»

عبد الله سليمان علي

برغم عدم صحة ما أشيع مؤخراً حول التقارب بين «جبهة النصرة» من جهة و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» من جهة ثانية بعد بدء عمليات «التحالف الدولي ـ العربي» وعدم تمييز غاراته بين معاقل التنظيمين، تشير الوقائع إلى أن «جبهة النصرة» لم تعد تنظر إلى الصراع مع «داعش» على أنه من أولوياتها، أولاً مخافة أن يؤدي ذلك إلى استمرار موجات الانشقاق عنها في ظل الظروف الحالية، وثانياً لاقتصار خطوط التماس بين الطرفين على مناطق محدودة، وهو ما يقلل احتمال الاشتباك بينهما باستثناء ريف حلب الشمالي في محيط مدينة إعزاز وبلدة مارع. لكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن أسباب الصراع انتهت أو أن الأمور ذاهبة إلى التقارب بين الطرفين.

وتعاني «جبهة النصرة» من هزات متتالية منذ هزيمتها في المنطقة الشرقية على يد «الدولة الإسلامية»، وكان من أبرز تداعيات هذه الهزيمة انكفاء التيار المعادي لـ«داعش» داخلها وبروز تيار آخر، برغم عدائه لـ«داعش» إلا أنه أقرب إليه من ناحية العقيدة المتشددة والسلوك المتطرف. وكأن «النصرة» انتهت إلى نتيجة مفادها ضرورة منافسة «داعش» وقتاله لكن بأدواته ووفق أسلوبه.

وفي هذا السياق، تأتي التغييرات الأخيرة في مناصب أساسية في «جبهة النصرة» من قبيل عزل المسؤول الشرعي العام أبو ماريا القحطاني (ميسرة الجبوري ـ عراقي الجنسية) وتعيين الأردني سامي العريدي مكانه أواخر تموز الماضي، حيث أن العريدي معروف بتشدده في فهم الأمور الشرعية وافتقاره إلى المرونة في التعامل مع الفصائل الأخرى، واتهامه الموقعين على ميثاق الشرف الثوري بأنهم «منبطحون ومتخاذلون» دليل على طبيعة توجهاته الحادة.

وأعلن سلطان بن عيسى العطوي المعروف بلقب أبو الليث التبوكي على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الأول، تركه «جبهة النصرة» لأسباب شرعية قال إنه سيفصح عنها قريباً، وأتبع العطوي هذا الإعلان بنصيحة وجهها إلى «المهاجرين» بالالتحاق بـ«جبهة أنصار الدين» التي يقودها صلاح الدين الشيشاني.

ومن المعروف أن العطوي كان إلى جانب القحطاني من صقور «جبهة النصرة» المعروفين بعدائهم لـ«داعش» وتحريضهم المستمر ضده، يضاف إليهما الكويتي علي العرجاني المعروف بلقب أبو حسن الكويتي الذي من المتوقع أن يلحق برفيقيه.

وكانت «جبهة النصرة ـ قيادة المنطقة الشرقية» أعلنت منذ حوالي شهرين عن فصل العطوي من الجبهة وفرض عقوبة تقضي بحبسه أسبوعين والحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، بسبب «مخالفته سياسة الجماعة وعدم انتظامه فيها».

ولكن على ما يبدو فإن في جعبة العطوي رواية أخرى لأسباب انفصاله، قد يؤدي إفصاحه عنها إلى فضح العديد من خفايا «جبهة النصرة»، وتشير إحدى الروايات المتداولة الى أن سبب فصله هو تكفيره زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي علناً وأمام شهود عيان.

وكانت «السفير» كشفت في عددها الصادر بتاريخ 1-2-2014 السيرة الذاتية لسلطان العطوي وأنه كان عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعضواً في نادي تبوك الأدبي. وبرغم أن النادي نفى آنذاك أن يكون العطوي عضواً في مجلس إدارته، إلا أنه لم ينف عضويته في الجمعية العمومية للنادي. كما لم يتطرق النفي إلى كثير من الوقائع المهمة التي أشارت إليها «السفير» في تقريرها السابق، وأبرزها علاقة العطوي ببعض الأمراء السعوديين وعلى رأسهم أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان بن عبد العزيز الذي كان وراء تعيينه في هيئة الأمر بالمعروف.

وسبق للعطوي أيضاً، أن كتب في العام 2012 مقالة مجّد فيها وزير الداخلية الراحل نايف بن عبدالعزيز وترحّم عليه، وذلك في سلوك يناقض توجهات «السلفية الجهادية» التي تعتبر تكفير الطاغوت (أي الحكام) ركناً من أركان عقيدتها. وبقي السؤال المطروح، كيف وصل العطوي إلى استلام منصب قيادي في «النصرة» برغم هذه العلاقات، من دون جواب.

 

شاعرة “داعش” السعودية “احلام” تتزوج من ابو اسامة الغريب في الرقة السورية

ابو اسامة الغريب

لندن ـ “القدس العربي” ـ من احمد المصري ـ قال ناشطون جهاديون في الدولة الإسلامية إن اثنين من المناصرين للدولة الاسلامية عقدا قرانهما السبت في محكمة الرقة.

 

وفي التفاصيل تم السبت الماضي في محكمة الرقة الإسلامية عقد زواج “الشيخ أبي أسامة الغريب” على شاعرة دولة الإسلام “أحلام النصر” ودعا لهما الجهاديون بالدعاء النبوي “بارك الله لهما وعليهما”.

 

وبادر العشرات من أنصار الدولة الإسلامية للتهنئة بالزواج ومنهم المغربية أم آدم المجاطي التي غردت على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” قائلة “ابني البار أبو أسامة الغريب ابنتي البارة أحلام النصر بارك الله لك لكما وبارك الله عليكما وجمع بينكما في خير لله دركما”، حسبما ذكرت وكالة “حق” المقربة من الجهاديين.

 

وأحلام النصر او “شاعرة الدولة الاسلامية” سعودية وكانت قد اعلنت نفيرها إلى “دولة الخلافة الإسلامية” برفقة أحد محارمها وكتبت على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، “لأول مرة أنام قريرة العين، لأول مرة لا أشعر بالقلق حين أرى شرطة، لأول مرة أدعو للحاكم، أساسًا لا يستطيع المرء أن يكفّ عن الدعاء للخليفة بالثبات والسداد، وهو يرى كل هذا الاحترام للإسلام، والإذلال للكفر، كل يوم انتصارات جديدة، كل يوم قرارات سديدة، بفضل الله عز وجل، ليس كحال البلاد التي يحكمها زعماء التنظيمات البلهاء المرتدّون: كل يوم خيبة وهزيمة ومهزلة وإلخ”.

 

ونشرت أبياتا من قصيدتها التي نظمتها بعد وصولها لسوريا:

 

أخيرا ربنا كتب السماحا.. وقد صافحت يا صحبي السلاحا

 

وقد عشت الخلافة والمعالي.. وأحسست الهناء والانشراحا

 

ستبقى دولة الإسلام دوما.. بفضل الله تمتشق النجاحا

 

الجدير بالذكر ان بـ”أبو أسامة الغريب”، انتقل من النمسا التي نشأ فيها بعد سجنه لفترة، إلى ألمانيا، وكان “الغريب” أحد رموز مسجد ملة إبراهيم، في مدينة سولنجين التابعة لمحافظة ديسلدورف عاصمة ولاية الراين غرب ألمانيا، كما كان له إسهام كبير في توحيد صفوف الشباب السلفيين في تلك الولاية.

 

وبالرغم من ملاحقة “أبو أسامة” في ألمانيا، وتعرضه للسجن عدة مرات، استطاع السفر إلى تركيا تمهيداً لدخوله الأراضي السورية، إلا أن السلطات التركية قامت باعتقاله، قبل أن يطلق سراحه في صفقة التبادل التي تمت قبل أسابيع مع تنظيم الدولة، خرج بموجبها رهائن أتراك لدى التنظيم، مقابل إطلاق أنقرة عددا من الجهاديين، وفق مصادر أجنبية.

 

يشار إلى أن “أحلام”، ليست الفتاة الأولى التي تصل إلى سوريا، وتنضم لتنظيم الدولة، حيث سبقها فتيات كثر، من دول الخليج، والمغرب، وتونس، وبعض الدول الأوروبية، غالبيتهم من فرنسا، وبلجيكا.

 

السعودية تجمد حسابات الداعية السوري عدنان العرعور

الرياض ـ اكد المحامي عبدالرحمن اللاحم بأن حساب الداعية السوري عدنان العرور تم تجميده, موضحًا بأن هذه خطوة بسيطة والخطوة التالية؛ان يطبق القانون عليه وان تعلن الاجراءات ؛لأن الواقعة كانت علنية.

 

وبحسب موقع “الوئام” كان قد تقدم المحامي عبد الرحمن اللاحم، ببلاغ رسمي لمدير شرطة منطقة الرياض ضد العرعور في هذا الشأن، مؤكدا أنه سيُتبِعه ببلاغات مشابهة لمؤسسة النقد وهيئة الاتصالات.

 

كما كشف تقرير عرضه برنامج “الثامنة” عن اعتراف الجمعية التي يشرف عليها الداعية السوري عدنان العرعور عن مزاولتهم جمع التبرعات منذ 4 سنوات في العاصمة الرياض في حسابه الخاص، مظهرا أن الجمعية تستخدم وسائل الاتصال الاجتماعي ورسائل الهواتف الجوالة للإعلان عن تبرعاتهم .

 

تنظيم ‘داعش’ يعترف للمرة الأولى باستعباد الإيزيديات ويفاخر

لندن- أقر تنظيم داعش المتطرف للمرة الأولى باحتجازه وبيعه الإيزيديين كرقيق. وأكد من خلال إصداره العدد الأول من مجلته الدعائية (دابق) الأحد، أنه منح النساء والأطفال الإيزيديين الذين أسرهم في شمال العراق إلى مقاتليه كغنائم حرب، مفتخراً بإحيائه العبودية.

 

وفي مقال يبرر تلك الجريمة، نشره موقع (العربية نت)، اعترف التنظيم أنه “وبعد القبض على الناس والأطفال الإيزيديين تم توزيعهم وفقاً لأحكام الشريعة- بحسب ادعائه- على مقاتلي داعش الذين شاركوا في عمليات سنجار”.

 

وأكد المقال أن “هذه أول عملية استعباد واسعة النطاق بحق العائلات “المشركة”- بحسب وصفه- منذ وقف العمل بهذا الحكم “. وتابع أن “القضية الوحيدة المعروفة، ولكنها أصغر بكثير، هي عملية استعباد النساء المسيحيات والأطفال في الفيليبين ونيجيريا من قبل المجاهدين هناك”.

 

إلى ذلك، أشار المقال إلى أن “الناس من أهل الكتاب، أو أتباع الديانات السماوية مثل المسيحية واليهود لديهم خيار دفع الجزية أو اعتناق الإسلام، لكن هذا لا ينطبق على الإيزيديين”.

 

يأتي هذا بعد أن أظهرت مقابلات عدة أجرتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” مع عشرات من الإيزيديين الذين نزحوا إلى إقليم كردستان العراق أن داعش يحتجز على الأقل 366 شخصا، لكن العدد الفعلي قد يكون ثلاثة أضعاف هذا العدد.

 

وقالت فتاة في الـ15 من عمرها نجحت في الفرار من مقاتلي التنظيم في السابع من سبتمبر، للمنظمة إن مقاتلاً فلسطينياً اشتراها بألف دولار، ونقلها إلى شقته في مدينة الرقة التي تشكل معقل التنظيم المتطرف في سوريا حيث اعتدى عليها جنسيا.

 

من جهتها، أوضحت المنظمة أن حجم العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء الإيزيديات على أيدي عناصر داعش لا يزال غير واضح، والسبب على ما يبدو يعود إلى تحفظ النساء على هذا الفعل، بسبب الشعور بالعار جراء تعرضهن للاغتصاب.

 

وقالت هناء أدور، ناشطة حقوقية عراقية “حين يطرح عليهن السؤال فإنهن ينفين التعرض للاعتداء الجنسي. ولقول الأمور كما هي لأنهن يخشين أن تقتلهن عشيرتهن”.

 

ومن جهة أخرى، حذر قادة وناشطون حقوقيون إيزيديون بأن هذه الطائفة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين بات وجودها على أرض أجدادها مهدداً بفعل أعمال العنف والتهجير الأخيرة.

 

وتعود جذور تلك الديانة إلى أربعة آلاف سنة، وقد تعرض الإيزيديون لهجمات متكررة من قبل مقاتلين في السابق بسبب طبيعة ديانتهم الفريدة من نوعها. وحذر قادة وناشطون حقوقيون إيزيديون بأن هذه الطائفة قد تندثر بفعل عمليات التهجير.

 

وسنجار التي كان يسكنها نحو 300 ألف نسمة سقطت بيد داعش في 2 أغسطس، بعد أن سيطر التنظيم على مدينة الموصل في العاشر من يونيو، إضافة إلى مناطق واسعة في شمال ووسط وغرب البلاد.

 

وقد شرد داعش عشرات آلاف الإيزيديين أبناء هذه الأقلية التي تتخذ من شمال العراق موطناً لها. كما حوصر عشرات آلاف الإيزيديين في جبل سنجار لعدة أيام في شهر أغسطس، فيما تعرض آخرون إلى مذابح وظل مصير آخرين مجهولاً حتى الآن.

 

محللون: كوباني معركة مصيرية لكل من الاكراد والجهاديين

بيروت- (أ ف ب): تحولت عين العرب خلال شهر من المعارك، من مدينة صغيرة مغمورة على الحدود السورية مع تركيا، إلى رمز لصراع بين حلم كردي باقامة اقليم يتمتع بحكم ذاتي، و”خلافة” اعلنها تنظيم جهادي ويقاتل من اجل توسيعها وفرضها بالقوة.

 

ومنذ 16 ايلول/ سبتمبر، تشهد المدينة المعروفة باسم كوباني بالكردية والواقعة في شمال محافظة حلب السورية، هجمات ضارية يشنها تنظيم “الدولة الاسلامية” في مواجهة مقاومة شرسة لمقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

وتعكس ضراوة هذه المعارك مدى تمسك التنظيم الجهادي الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق المجاور، والمقاتلين الاكراد بالمدينة التي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة، لانها معركة مصير بالنسبة الى كليهما.

 

ويقول الباحث في المعهد الفرنسي للشرق الادنى في عمان سيريل روسيل لوكالة فرانس برس ان الاكراد ينظرون الى احتمال خسارة كوباني على انها “ماساة” ستصيب في الصميم “مشروع اقامة اقليم كردستان سوري يتمتع بحكم ذاتي”.

 

ويرى الخبير في شؤون الجغرافيا السورية فابريس بالانش ان خسارة عين العرب تعني استحالة تنفيذ مشروع “روج آفا”، اي اقليم كردستان سوريا، الذي يتطلع اليه نحو ثلاثة ملايين كردي.

 

ويقوم مشروع اقليم كردستان سوريا على ثلاث مناطق رئيسية: كوباني في الشمال (ضمن محافظة حلب)، وعفرين الواقعة غرب كوباني (محافظة حلب)، والجزيرة في الشمال الشرقي، وابرز مدنها الحسكة والقامشلي (محافظة الحسكة).

 

ويعني خروج عين العرب الواقعة في وسط المناطق الثلاث، عن سيطرة الاكراد، قطع الطريق على امكانية وصل هذه المناطق ببعضها، بحسب بالانش.

 

ويتابع الباحث الفرنسي “ستصبح عفرين حينها الهدف التالي” للجهاديين، و”سيجد الاكراد ملاذا لهم في الحسكة فقط حيث يمكن ان يتعرضوا لهجمات ايضا. فاذا أُخرج الاكراد من كوباني، فهذا يعني انه قد يتم اخراجهم من مناطق اخرى كذلك”.

 

كما ان سقوط المدينة في ايدي تنظيم “الدولة الاسلامية” سيشكل ضربة قوية لقوات “وحدات حماية الشعب”، المجموعة الكردية المسلحة التي تحولت بحكم الامر الواقع مع تمدد النزاع في سوريا، الى جيش في المناطق التي تسكنها غالبية من الاكراد في سوريا في محافظات الحسكة (شمال شرق) والرقة وحلب (شمال).

 

ويقول الباحث في الشؤون السورية في مركز كارنيغي ارون لوند لوكالة فرانس برس ان هذه المجموعة “تتعرض لضغوط. عليها ان تبرهن انها لن تترك الاكراد، وانها مستعدة لخوض المعركة حتى اخر رجل فيها، واخر امراة”.

 

ويضيف “بالنسبة للاكراد، هذه هي المسالة الاساس التي تستند اليها شرعية وجود” وحدات حماية الشعب.

 

في موازاة ذلك، يرى روسيل ان المشروع “الايديولوجي السياسي الجغرافي” للاكراد ينافس مشروع الجهاديين ويشكل عقبة في طريق تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يسعى الى “توسيع سيطرته (الجغرافية) من اجل اقامة خلافة كبيرة”.

 

وبحسب لوند، فان السيطرة على عين العرب ستعبد الطريق امام التنظيم السني الجهادي “للتنقل بحرية بين الغرب والشرق”، علما ان مقاتليه يسيطرون حاليا على نحو ثلث الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا، اي نحو 150 كلم من 500 كلم.

 

وتحمل ايضا السيطرة على كوباني الفقيرة بالموارد الطبيعية والتي تشتهر بالزراعة، رمزية استثنائية، وفقا لروسيل، اذ ان السيطرة عليها تعني “الانتصار على الاكراد الذين لطالما ألحقوا الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية”، في اشارة الى المعارك بين الطرفين في اكثر من منطقة في سوريا منذ نحو عام.

 

اضافة الى ذلك، فان انتصار تنظيم “الدولة الاسلامية” سيمنح التنظيم زخما اعلاميا، اذ انه سيتعامل مع هذه المسالة على انها انتصار على التحالف الدولي العربي الذي يشن غارات جوية يومية على مواقعه في كوباني وفي مناطق اخرى في سوريا والعراق منذ 23 ايلول/ سبتمبر.

 

ويقول بالانش ان تنظيم “الدولة الاسلامية” قد يدعي ان “التحالف، ورغم تفوقه من حيث التقنيات (العسكرية)، غير قادر على التغلب عليه، لان هذه هي إرادة الله”.

 

على حساباته على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي، عمد التنظيم الى تغيير اسم مدينة عين العرب الى “عين الاسلام”.

 

وتستمد عين العرب اسمها من ينابيع المياه التي اشتهرت بها في بداية تاسيسها في اوائل القرن العشرين، علما ان اسم كوباني الكردي يعود الى كلمة “كومباني”، اي شركة، استنادا الى شركة للسكك الحديدية انشأت في المدينة خط نقل يصل العراق بتركيا.

 

ويقف المشروعان السياسيان للاكراد وتنظيم “الدولة الاسلامية” على طرفي نقيض.

 

فقد سعى الاكراد إلى ابقاء مناطقهم في مناى عن الصراع الدامي في سوريا واقاموا نوعا من الحكم الذاتي عبر مجالس محلية قدمت على انها تمثل تجربة ديموقراطية في بلد يحكمه نظام يقوم على حكم العائلة الواحدة لنحو نصف قرن. وتعتبر “وحدات حماية الشعب” الفرع العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي النافذ، وهو حزب علماني ذو نزعة اشتراكية يمنح المراة دورا رياديا حتى في المجال العسكري.

 

في المقابل، يتبنى تنظيم “الدولة الاسلامية” نظاما اسلاميا متشددا، ولا يتوانى عن قطع الرؤوس والرجم بالحجارة وحتى صلب من يصنفهم اعداء.

 

ويرى محللون أن وقف عجلة المشروع الكردي في سوريا سيصب في صالح تركيا المجاورة المتهمة بغض النظر عن دخول المقاتلين الجهاديين الى سوريا عبر حدودها، والتي تخوض منذ الثمانينات صراعا مسلحا مع الاكراد الانفصاليين على ارضها وعلى راسهم حزب العمال الكردستاني، اوقع 40 الف قتيل.

 

ويقول روسيل ان “سقوط كوباني هو هدف الجهاديين، لكنها عملية تبدو الى حد كبير وكانها خطوة نحو القضاء على المشروع الكردي بالتواطؤ مع انقرة”.

 

أكراد العراق يرسلون أسلحة لكوباني وأكراد سوريا يقولون إنها لم تصل

بغداد- بيروت- (رويترز): قال مسؤول كردي عراقي كبير الثلاثاء إن إدارة إقليم كردستان العراق قدمت مساعدات عسكرية للمقاتلين الأكراد السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة كوباني.

 

غير ان الأكراد السوريين في المدينة قالوا إنهم لم يتسلموا شيئا حتى الآن وقال مسؤول كردي سوري في المنطقة إن شحنة الأسلحة “رمزية” وانها عالقة في مكان ما بشمال شرق سوريا.

 

وقال حميد دربندي مسؤول الملف السوري في رئاسة إقليم كردستان العراق “ساعدناهم على جميع الساحات تقريبا. أرسلنا إليهم مساعدات تتضمن مساعدات عسكرية”.

 

ولم يذكر تفاصيل أخرى كما لم يوضح كيف تم نقل الأسلحة للمدينة السورية المتاخمة لحدود تركيا من الشمال والتي يحاصرها مقاتلو الدولة الإسلامية من الشرق والجنوب والغرب.

 

وقال مسؤول كردي سوري إن إقليم كردستان العراق أرسل شحنة أسلحة “رمزية” لكنها لم تصل كوباني لأن تركيا لم تفتح ممر العبور الذي طالب به أكراد سوريا ليتمكنوا من دعم المدينة.

 

وقال آلان عثمان المتحدث باسم المجلس العسكري لأكراد سوريا في المنطقة عبر موقع سكايب إن المساعدات -التي تشمل ذخيرة للاسلحة الخفيفة وقذائف مورتر- عالقة في منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا.

 

وقالت القوات الكردية السورية التي تحارب مقاتلي الدولة الإسلامية الأفضل تسليحا في كوباني إنها لم تتلق إمدادات. وقال عصمت الشيخ رئيس مجلس الدفاع في كوباني لرويترز اليوم الثلاثاء إنهم لم يتسلموا رصاصة واحدة.

 

لكن عثمان قال إن الشحنة القادمة من إقليم كردستان العراق “ليست سوى شحنة رمزية. إنها لا تزال في كانتون الجزيرة” مستخدما الاسم الكردي للمنطقة الكردية الواقعة في شمال شرق سوريا المتاخمة للعراق.

 

إلا أن مسؤولا كرديا عراقيا آخر تحدث شريطة عدم نشر اسمه قال إن إقليم كردستان العراق تمكن من ارسال ذخيرة لكوباني.

 

وقال المسؤول “يمكنني أن اؤكد لكم ان هناك شحنات كما انه سيرسل المزيد منها أيضا. وحسب معلوماتنا فانها احدثت فرقا ما”.

 

اقالة مسؤولين أمنيين بعد انفجار حمص في وسط سوريا

بيروت- (أ ف ب): اقالت السلطات السورية مسؤولين أمنيين اثنين بعد التفجير الذي وقع قرب مجمع مدرسي في حمص (وسط) وأسفر عن مقتل عشرات الاطفال، فيما رفض مصدر سوري رسمي الثلاثاء ربط قرار الاقالة بحادثة التفجير.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان “ان سلطات النظام السوري عزلت كلا من رئيس فرع الأمن العسكري في حمص (العميد عبد الكريم سلوم)، ورئيس اللجنة الأمنية في المدينة (اللواء احمد جميل) عقب اعتصام لمواطنين في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في حمص بعد تشييع شهداء تفجيري حي عكرمة” في الثاني من تشرين الاول/ اكتوبر.

 

وقتل 52 شخصا بينهم 48 طفلا في التفجير الانتحاري. وتلت الانفجار موجة من الغضب في المدينة ضد المسؤولين الامنيين ومحافظ حمص الذين تم تحميلهم مسؤولية التفجير وعدم حماية اولادهم. وسارت تظاهرات في شوارع المدينة طالبت باقالتهم.

 

ونفى محافظ حمص طلال البرازي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، وجود ارتباط بين قرار “نقل” المسؤولين الامنيين وحادثة التفجير.

 

وقال “ان قرار انتقال المسؤوليين الامنيين في المحافظة لا علاقة له بحادثة التفجير التي حصلت في حي عكرمة”، مشيرا إلى أن القرار “صدر قبل التفجير لكن تنفيذه تزامن معها”.

 

كما اشار المحافظ الى “تكثيف الاجراءات الامنية حول المدارس في مدينة حمص (…) وتشديد الحراسة عليها وحماية الطرق المؤدية اليها وتنظيم خروج الطلاب من منافذ عدة، عوضا عن مخرج واحد. كما تم وضع كتل اسمنية على بعد خمسين مترا من الابنية المدرسية لمنع وصول السيارات اليها”.

 

الا ان شبكة الانـترنت شهدت خلال الايام الماضية حملة عنيفة قام بها خصوصا موالون للنظام، ضد المحافظ والمسؤولين الامنيين، ما يرجح نظرية محاولة النظام استيعاب موجة الغضب هذه.

 

وفي شريط فيديو يتم تداوله على موقع “يوتيوب” يمكن رؤية تظاهرة للعشرات من مشيعي الاطفال الذين قضوا في حي عكرمة، وهم يهتفون “الشعب يريد اسقاط المحافظ”.

 

ويقول احد المشيعين “نحن في ما فيه نتيجة لتقصير أمني”، مطالبا “بمحاسبة اللجنة الامنية واحالتها الى القضاء العسكري والتحقيق معها”.

 

واضاف “ما حدث تقصير أمني ليس له تفسير اخر، ومن يحترم نفسه يحيلهم (الى القضاء)”.

 

ويقول آخر بغضب “هل اصبح اطفالنا مجرد ارقام؟” مضيفا “لو دولتنا تحترم… الصامد اربع سنوات، لاستقال وزير الداخلية ولاستقال وزير التربية، المحافظ يقال واللجنة الأمنية تتغير”.

 

كما أنشا ناشطون صفحة على (فيسبوك) تحمل عنوان “لا مدارس حتى اقالة محافظ حمص”. وحصدت الصفحة 7748 اعجابا.

 

من جهة اخرى، ذكر البرازي “ان الاجراءات الامنية اتت ثمارها وتم ضبط احد الارهابين امس (الاثنين) وهو يضع عبوة ناسفة في حاوية قمامة، وتم بالتالي تفادي انفجارها”.

 

تركيا تنفي الموافقة على استخدام امريكا قواعدها ضد «داعش»

أرسلت تعزيزات عسكرية للحدود مع سوريا

عواصم ـ وكالات: قال مصدر حكومي تركي امس الاثنين ان تركيا لم تبرم «اتفاقا جديدا» مع الولايات المتحدة يجيز فتح قواعدها امام طائرات التحالف الدولي التي تشن ضربات ضد اهداف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.

وقال «ليس هناك اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بخصوص انجرليك»، في اشارة إلى القاعدة الجوية الواقعة جنوب تركيا التي تريد الولايات المتحدة استخدامها لشن ضربات جوية. واضاف ان «المفاوضات مستمرة» على اساس الشروط التي وضعتها تركيا سابقا.

يرسل الجيش التركي دبابات إضافية إلى الحدود التركية مع سوريا، في إطار تكثيف الإجراءات الأمنية على تلك الحدود، مع اشتداد الاشتباكات بين تنظيم «داعش» الإرهابي والمجموعات الكردية في مدينة «عين العرب» (كوباني)، في محافظة حلب السورية.

وعبرت 15 شاحنة عسكرية محملة بالدبابات، مدخل ولاية «أضنة» جنوب تركيا، في طريقها إلى ولاية «شانلي أورفة» الحدودية مع سوريا.

وسيطر تنظيم «داعش» على مناطق كبيرة وحيوية في مدينة عين العرب ذات الأغلبية الكردية، التي تعتبر استراتيجية في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا، وذلك رغم الضربات الجوية من قبل قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.

 

معظم المتطوعين الأجانب تعلموا الجهاد عبر الإنترنت وليس المسجد وسياسة أردنية متشددة ضد «داعش»… رسالة على «تويتر» أو «فيسبوك» تهمة تقود للسجن

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: علق روبرت فيسك، الكاتب والصحافي في صحيفة «إندبندنت» على دور الإنترنت في نشر التشدد بين الشبان المسلمين أكثر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش». وقال إن حديث وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» عن «داعش» باعتباره حركة قيامية جعله يشك أن مواقع الإنترنت والمدونات و»يوتيوب» بدأت تتفوق على الواقع، «وبدأت بالتساؤل فيما إذا كان داعش أو تنظيم الدولة الإسلامية ليس إلا مخلوقا حقيقيا على الإنترنت أكثر منه في الواقع». وأردف أن هذا الكلام لا يقنع الأكراد في بلدة عين العرب (كوباني) أو اليزيديين أو من قطعت رؤوسهم من ضحايا «هذه الخلافة العجيبة»، ولكن ألم يحن الوقت كي نستفيق ونعترف أن الإدمان على الإنترنت في السياسة والحرب خطير وأكثر خطورة من المخدرات.

ويرى فيسك أن الأدلة تتراكم يوما بعد يوم وتقنعنا أن «داعش» ليس المسؤول عن «تطرف» الشبان المسلمين قبل سفرهم للقتال في سوريا ولكن الإنترنت.

ويتمنى الكاتب لو توقف ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني عن استخدام هذا المصطلح، أي التطرف.

ويرى الكاتب أن الإعتقاد بشاشة الإنترنت باعتبارها مصدرا للحقيقة والصدق لم يتم الإعتراف به وفحصه وهو قصور كبير في وعينا. ويجعلنا عرضة لتأثيرات الشاشة – حبا أو كراهية- بدون أن تكون لدينا القدرة على تصحيح الخطأ، أي أصبح ما تحتويه الشاشة واقعا حقيقيا وليس افتراضيا. ويدعونا الكاتب التعرف على شراسة الإنترنت وخطورتها بالنظر إلى «غرف الحوار» التي لا يمكن النظر إليها كبديل تقني عن الرسائل التي يرسلها القراء للمحرر في الصحف، ولكن يترك فيها المشارك العنان لنفسه ويكشف عن مظاهر مزعجة من شخصيته.

 

أدلة وقرائن

 

ومن هنا فقد تم نقل عملية تحول مهمة في الشرق الأوسط إلى الإنترنت التي أصبحت المصدر لمعلوماتنا. فأدبيات «داعش» مثل مجلة «دابق» الإلكترونية تعتبر مصدرا لمعلومات المسؤولين الأمريكيين الذين يريدون التحذير من خطر التنظيم وشروره. وجرى تقبل ما يقال بدون حس نقدي، وملئت به شاشات التلفزيون وأعمدة الصحف لدرجة ألفنا فيها عبارة «التشدد» الإسلامي الذي يقال إنه نتاج لتعاليم داعية في مسجد كان سببا في دفع شبان للجهاد في العراق أو سوريا بدون أن ندرك أن الكمبيوتر «لابتوب» وليس الداعية هو السبب.

ويشير الكاتب هنا إلى أدلة من لبنان والتي تترك فيها صور اليوتيوب أثرا على الشبان المسلمين وتدفعهم للسفر إلى سوريا والعراق أكثر من الدعاة والأئمة السنة في المساجد. فصور الإعدام ضد من يعتبرهم تنظيم الدولة «مرتدين» لها أثر أكبرمن الكلمات.

ويصف المحامي الفرنسي مارتن براديل الذي يدافع عن الجهاديين العائدين والسجناء منهم كيف قضى موكليه الساعات الطوال أمام الإنترنت وهم يفتشون عن صور ورسائل تحمل شعار «داعش»، «ولاحظ» كما يقول فيسك أنهم لم يذهبوا للمساجد. ويشير هنا لتقرير وكالة الصحافة الفرنسية عن فتاة عمرها 15 عاما من بلدة أفينغنون الفرنسية هربت إلى سوريا في كانون الثاني/يناير بدون أن تخبر عائلتها. واكتشف شقيقها كيف عاشت الفتاة حياة مزدوجة، وكان لديها حسابين على «فيسبوك»، واحد تحدثت فيه عن حياتها العادية ونشاطاتها كمراهقة، والآخر عبرت من خلاله عن رغبتها بالسفر «إلى حلب لمساعدة إخواننا وأخواتنا السوريين». ويقول براديل إن «التشدد» بسبب الإنترنت كان سريعا. وفي إحدى الحالات حصل في مدى شهر واحد. ويذكر هذا كما يقول فيسك بالأولاد الأمريكيين الذين يغلقون الباب على أنفسهم لساعات طويلة قبل أن يحملوا السلاح ويهاجموا زملاءهم في المدرسة ويطلقون النار عليهم وعلى أساتذتهم.

 

مجلة دابق

 

ويشير فيسك إلى مجلة «دابق» الإلكترونية التي تحمل اسم»مرج دابق» في حلب الذي سيكون موقعا للمعركة الكبرى ضد الكفر حسب بعض الروايات.

وتحتوي المجلة أو العدد الذي طبعه الكاتب على صور إعدامات، وموضوعات أخرى مثل جيمس فولي، الصحافي الأمريكي الذي اعدم الشهر الماضي.

ويعلق فيسك على دعوة محرر «دابق» القراء لتزويد طاقم المجلة بالنصح والتعليقات بشرط أن تكون مختصرة لأن «إخوانكن منشغلين بالكثير من المهام وعليه فليس لديهم الوقت الكافي لقراءة رسائل طويلة. وعلى العموم ف «داعش» مشكلة والإنترنت مشكلة.

وتظهر الدراسات التي أجريت إلى تسيد التنظيم للإنترنت. وفي مقال مطولة نشرها موقع «دايلي بيست» كشف عن الطريقة التي يتم فيها استنساخ مواقع «داعش» على مواقع وشبكات انترنت عالمية مما يجعل من الصعوبة بمكان السيطرة عليها وحجبها.

وقال التقرير إن ما يجري عادة هو حجب بعض الحسابات للأفراد على «التويتر» ولكن لا يتم حجب حسابات التقنيين والمهمين من ناشطي «داعش» والجماعات الجهادية. وكشف التقرير عن توفر نسخ عدة من فيلم مهم لـ «داعش» «لهيب الحرب» على شبكات انترنت متعددة، روسية وإنكليزية وعربية.

وتوصل إلى نتيجة مفادها أن مزاعم بعض الدول الغربية السيطرة والحد من قدرات «داعش» غير صحيح. ومع ذلك فاستخدام الإنترنت و»التويتر» لنشر رسائل جهادية قد يقود إلى الإعتقال والسجن كما في الاردن.

 

في الأردن

 

وتشير إلى حالة وسيم أبو عايش (20 عاما) الذي استمع في محكمة أمن الدولة لشهادة مسؤول أمن لم يعرفه من قبل.

واعتقل أبو عايش في مدينة إربد، شمال الأردن في آب/اغسطس الماضي ووجهت إليه اتهامات «بنشر الدعاية والأيديولوجية الإرهابية عبر وسائل التواصل الإجتماعي».

ووجه الإدعاء تحديدا لأبو عايش اتهامات بوضع فيديو لـ «داعش» على «اليوتيوب» و»الفيسبوك» وهو عمل إجرامي في نظر الدولة يعاقب فاعله بالسجن لمدة تتراوح ما بين 5- 15 عاما. وترى الصحيفة إن أجهزة الأمن الأردنية راقبت ولسنوات اللاجئين والناشطين المتشددين من أبناء البلاد خاصة بعد قيام ناشطين من أتباع الدولة الإسلامية في العراق- جماعة أبو مصعب الزرقاوي تفجير فنادق في العاصمة الأردنية عام 2005 وأدت لقتل 60 شخصا وجرح العشرات. واستخدمت الدولة الأردنية القوة الناعمة عبر تشجيع الأصوات المعتدلة للتحدث ضد التشدد، وكذا القمع وملاحقة الناشطين. ومع صعود تنظيم الدولة الإسلامية تقوم المملكة الأردنية بالرد على تداعيات صعود «داعش» في كل من سوريا والعراق، وذلك عبر تعديل قانون لمكافحة الإرهاب صادق عليه الملك عبدالله الثاني. فليس هناك تسامح مع أي نشاطات عامة تدعم «داعش» أو تقوم بتجنيد الشباب الأردني في صفوفه.

وبحسب محمد المومني وزير الإعلام الأردني «موقفنا عدم التسامح مع رفع أعلام داعش» وأي شخص يقوم بهذا يخرق القانون ويعاقب على ذلك. وأكد المسؤول الأردني ان «داعش» ومن يدعمونه لن يتم «الترحيب بهم» في الأردن.

ويرى ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أن ما قامت به الحكومة في حزيران /يونيو من تعديل لقانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 2006 اعطى السلطات الأمنية «صكا مفتوحا» لاعتقال معارضين إسلاميين بدون توجيه تهم لهم وتوسيع عمليات القمع لتشمل ناشطين غير إسلاميين ومعارضين للحكم. فبحسب القانون لا يسمح لنشر عبارات، صور او فيديو حيث يعتبر نشره «تحريضا على الإرهاب».

 

وقائع محكمة

 

ويقدر عدد الأردنيين الذين يشاركون أو شاركوا في الحرب الأهلية السورية خلال السنوات الماضية بحوالي 2.000 متطوع وذلك حسب أرقام المركز الدولي لدراسات التشدد والعنف السياسي في لندن.

وشارك الأردنيون في القتال إلى جانب «جبهة النصرة» و»داعش» وفصائل سورية أخرى. وشهد الأردن في الأشهر الأخيرة عددا من التظاهرات الصغيرة في الزرقاء وعمان ومدينة معان رفع فيها أشخاص ملثمون أعلام تنظيم الدولة الإسلامية. وتقدر مصادر الإسلاميين والمحامين الذين يدافعون عنهم عدد من اعتقلوا في الفترة الأخيرة بتهم دعم «داعش» بما بين 60 -90 ناشطا، ولم تتم إحالة سوى 11 شخصا منهم للمحاكم. ويعتبر أبو عايش أول من يقدم للمحاكمة التي حضرها محاميه موسى العبداللات وترأسها ثلاثة قضاة عسكريين وشهد فيها ضابط من المخابرات العامة.

وأكد وأقسم أبو عايش أنه أخبر المحققين طوال جلسات التحقيق أنه ضد قتل أي أحد وأنه ضد الدولة الإسلامية في الأردن.

وقال إن المحققين معه أعطوه شهادة مكتوبة طلبوا منه التوقيع عليها بدون قراءتها. وساءل العبدلات ضابط الإستخبارات إن كان موكله قد أخبر المحققين أنه ضد القتل وضد الدولة الإسلامية في الأردن. فرد الضابط بأنه لا يتذكر.

وسأل إن كان وسيم قد أخبر المحققين أن شريط الفيديو المتهم بوضعه على «الفيسبوك» يتعلق بسجن أبو غريب وليس له صلة ب «داعش»، فرد ضابط الإستخبارات «لست متأكدا».

وبعد سلسلة من الأسئلة قال ضابط الإستخبارات إنه لم يحقق مع المتهم ولكنه قرأ الملف الذي أعد ضده. وعندما طلب المحامي الإطلاع عليه قال الضابط إنه «سري».

وذكر القاضي محامي الدفاع أن ملفات المخابرات سرية ولا يمكن الكشف عنها. وفي نهاية المداولات الطويلة أكد المتهم براءته وأعلن القاضي تأجيل المحكمة لوقت لاحق في هذا الشهر.

 

«جبهة النصرة» تأسر 4 عناصر من حزب الله في القلمون

هبة محمد

دوما ـ «القدس العربي» من: ذكر العقيد «حسان حداد» القيادي في كتائب المعارضة السورية المسلحة في القلمون بريف دمشق الشمالي أن عناصر تابعين لـ»جبهة النصرة» تمكنوا من إلقاء القبض على أربعة عناصر من مقاتلي حزب الله اللبناني بالقرب من سهل رنكوس في القلمون خلال تقدم مقاتلي المعارضة المسلحة على عدة محاور.

وفضل العقيد «حداد» عدم ذكر أي تفاصيل عن جنود حزب الله الأربعـــة المقبوض عليهم، أو كيفية نصب الكمين لهم بسبب ما وصفها «بالأسرار العسكرية».

فيما قال مصدر إعلامي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن خلافات كبيرة نشبت بين عناصر «الدفاع الوطني» التابعة لجيش الأسد من جهة و قيادات من ميليشيا «حزب الله» اللبناني المقاتلة إلى جانب جيش النظام من جهة ثانية، أسفرت عن قيام الأخيرة باعتقالات في صفوف جيش نظام الأسد بشكل مفاجئ.

وقامت قيادات من حزب الله اللبناني باعتقال 7 جنود من عناصر جيش الأسد، من بينهم ابن أكبر «شبيحة» المنطقة في القلمون بريف دمشق الشمالي، أثناء تواجدهم على جبهة واحدة في قتال كتائب المعارضة المسلحة.

وقال المصدر إن قيادات من «حزب الله» اللبناني اعتقلت «مهران أحمد عايد خلوف» ابن احد أكبر الشبيحة في المنطقة والمسؤول عن لجان الدفاع الوطني في بلدة «عسال الورد» في جبال القلمون، ومعه 6 عناصر آخرين من المقاتلين في صفوف جيش النظام، بعد مهاترات جرت ولا تزال جارية بينهم منذ إعلان الثوار معركة «فتح المدائن» الشهر الحالي بالقرب من بلدة عسال الورد والجبة في جرود القلمون بريف دمشق.

ويأتي سبب اعتقال قيادات «حزب الله» لجنود بشار الأسد على خلفية اتهامهم بالتخابر لصالح كتائب مسلحي المعارضة المرابطين على جبهات القلمون وفي منطقة عسال الورد، والقيام بتزويدهم بإحداثيات وتحركات عناصر حزب الله الشيعي بحسب المصدر.

وجاء هذا بسبب التقدم الكبير الذي أحرزته كتائب المعارضة المسلحة في الأيام الأخيرة وفرض سيطرتهم على نقاط هامة وإستراتيجية، بالإضافة إلى ثباتهم فيها لساعات مثل نقطة «ضهور المعبور» التي خسر فيها حزب الله اللبناني كميات كبيرة من الأسلحة والعشرات من عناصره، بالإضافة إلى نقطة «الأوز الشرقي» شمال شرق عسال الورد، وتأتي أهميتها بكونها تطل على البلدات التي يسيطر عليها جيش الأسد و عناصر حزب الله، وذلك على عكس الأيام السابقة التي اقتصرت فيها معارك الثوار على الجرود.

وبحسب المصدر، دفع هذا الأمر قيادات حزب الله إلى خلق خلافات مع قيادات «الدفاع الوطني» والقيام باعتقال كل من تدور حوله دائرة الشك من جنود جيش النظام، ما يعرفون بعناصر الدفاع الوطني، ومنهم الشبيح «مهران خلوف» فيما لاذ عدد من عناصر جيش النظام بالفرار من الجبهات خوفاً من اعتقالهم بنفس التهمة، وذلك بكون عناصر حزب الله هم من يقود المعركة في جبال القلمون ويزجون بعناصر الدفاع الوطني في الصفوف الأولى.

 

الاقتصاد السوريّ ينمو على الأنقاض

قال تقرير صادر عن البنك الدولي، اليوم الثلاثاء، إنّ الناتج المحلي الإجمالي لسورية، سينمو بنسبة 1.8% في عام 2014، مقابل تراجع نسبته 18.7% العام الماضي، وفقا لتقديرات وحدة معلومات الإيكونميست التي استند إليها تقرير البنك، في ظل استمرار الحرب والدمار في البلاد.

 

وأورد تقرير البنك الدولي بيانات صادرة عن وحدة معلومات الإيكونوميست، الذي قدر فيه نسبة انكماش الاقتصاد السوري بأكثر من 19 % سنوياً في عامي 2012 و 2013.

 

ووفق تقرير البنك الدولي، فإنّ نمو الاقتصاد سيكون مدفوعاً بتكيفه على الوضع الحالي للبلاد، بالإضافة إلى هجرة أعداد كبيرة من الشركات إلى المناطق الساحلية الأكثر استقراراً بما في ذلك المنطقة الصناعية قرب ميناء طرطوس.

 

وتوقع البنك أن يتباطأ معدل نمو التضخم إلى 35% في نهاية عام 2014، مقابل 90% في عام 2013.

 

وتشير تقديرات وحدة معلومات الإيكونوميست، إلى أن عجز الموازنة السورية بلغ نحو 17% و 12% من الناتج المحلي الإجمالي في عامي 2012 و 2013 على التوالي، وتتوقع عجزاً قدره نحو 9 % من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2014.

 

ويقدر المركز السوري لبحوث السياسات عجز الموازنة، بنحو 34% و 54% من الناتج المحلي الإجمالي في عامي 2012 و 2013 على التوالي.

 

وتتماشى التقديرات الأخيرة مع وصول الديْن العام إلى 126% من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية عام 2013، ويشكل الديْن المحلي 74% من الناتج المحلي الإجمالي والديون الخارجية تصل إلى 53% من الناتج المحلي الإجمالي.

 

وتواصل العملة السورية (الليرة) التعرض لضغوط، فبعد انخفاضها الكبير على مدى العامين الماضيين، من المتوقع أن يصل سعر صرفها 161 ليرة أمام الدولار بحلول نهاية عام 2014.

 

ومن المرجح أن تواصل الليرة التعرض لضغوط في عام 2015 بسبب هبوط إيرادات التصدير والعقوبات الدولية.

 

وبحسب البنك، فإنّ الحرب الدائرة في سورية، لها تأثير بشري واقتصادي هائل، حيث أدت إلى قتل أكثر من 190 ألف شخص وتشريد ما يقارب من نصف السكان، في حين عملت على تهجير أكثر من 1.5 مليون، وأكثر من 10.8 مليون سوري داخل البلاد بحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة.

 

ووفقاً للتقرير، فإنّ نسبة البطالة وصلت إلى نحو 54% بحلول نهاية عام 2013، وبلغ معدل انتشار الفقر 75% في نهاية عام 2013، مع وجود اختلافات كبيرة في جميع أنحاء المحافظات، في حين أثرالفقرالمدقع على 54% من السكان.

 

سورية: معركة خطوط الإمداد مستمرّة في حلب

حلب ــ رامي سويد

لا تزال المعارك مستمرة بين المعارضة السورية وقوات النظام في حلب، مع سعي المعارضة إلى قطع خطوط إمداد قوات النظام المتمركزة في مدينة حلب.

 

وتتواصل الاشتباكات بين قوات النظام المتمركزة في بلدتي سيفات وحندرات في ريف حلب الشمالي، وقوات المعارضة المسلّحة، التي تحاول استعادة البلدتين بعد أيام من تمكن قوات النظام من التقدم من سجن حلب المركزي وقرية الجبيلة للسيطرة عليهما، وبشكل متزامن تواصل حركة “أحرار الشام”، التابعة لـ”الجبهة الإسلامية”، التقدم في ريف حلب الجنوبي الشرقي في منطقة السفيرة، في محاولة منها للاقتراب أكثر من معامل الدفاع، أكبر نقاط قوات النظام في محافظة حلب.

 

وتتابع قوات حركة “أحرار الشام الإسلامية” هجومها جنوب وشرق معامل الدفاع، ضمن العملية التي أعلنت عنها منذ أيام قليلة تحت اسم “زئير الأحرار”، بهدف إحراز تقدم في المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة حلب، والتمكن من قطع خطوط إمداد قوات النظام المتمركزة في مدينة حلب، من خلال السيطرة على طريق السفيرة ـ خناصر، وهو الطريق الوحيد الذي تسلكه قوات النظام من مدينة السلمية في ريف حماة لتأمين إمداد قواتها في حلب.

 

ويؤكد مصدر عسكري في حركة “أحرار الشام”، التي تقود العملية، فضّل عدم الإفصاح عن اسمه، لـ”العربي الجديد”، نية الحركة مواصلة محاولتها الهادفة لقطع هذا الطريق، بهدف الضغط على قوات النظام وإجبارها على إيقاف عملياتها شمال مدينة حلب، موضحاً أن الحركة تمكنت حتى اليوم من السيطرة على قرى أبو قبة وكاشوطة والزرّاعة وباشكوي، بالإضافة الى السيطرة على قرية صدعايا، وهي قرى تقع إلى الشرق والجنوب من معامل الدفاع، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام نتج عنها مقتل خمسة عشر عنصراً من قوات النظام على الأقل، بالإضافة إلى تدمير عدد من المدرعات والآليات التابعة لها، وإجبارها على الانسحاب نحو معامل الدفاع وقرية العدنانية الواقعة على بعد كيلومترين فقط إلى الجنوب من المعامل.

 

وواصلت قوات حركة “أحرار الشام” هجومها، باستهداف حواجز قوات النظام في قرية العدنانية، وتمكنت من إيقاع خسائر في صفوف هذه القوات، بحسب مقاطع مصورة بثّها ناشطون على شبكة الانترنت، كما سيطرت على دبابة وسيارات عدة لقوات النظام، وفق ما أعلنت قيادة “لواء العباس” التابع للحركة.

 

وكانت حركة “أحرار الشام” قد تمكنت، منذ أيام قليلة إبّان انطلاق هجومها، من إسقاط طائرتين مروحيتين لقوات النظام في المنطقة، بعد استهدافهما بمدافع مضادة للطائرات من عيار “57 ملم”، الأمر الذي حيّد إلى حد بعيد، مع العواصف الرملية التي اجتاحت المنطقة، طيران النظام عن المشاركة في المعركة، ما سمح لمقاتلي الحركة بإحراز المزيد من التقدم.

 

بشكل متزامن، تواصل قوات المعارضة، ممثلة بـ”الجبهة الإسلامية” وكتائب “الجيش الحر” الأخرى، محاولاتها الهادفة لاستعادة السيطرة على بلدتي سيفات وحندرات الواقعتين إلى الشمال من مدينة حلب، واللتين سقطتا بيد قوات النظام منذ أيام قليلة. وبثّت “الجبهة الإسلامية” تسجيلات مصوّرة تظهر استهدافها لنقاط قوات النظام في بلدة سيفات بصواريخ “كاتيوشا”، كما تحدثت مصادر ميدانية، لـ”العربي الجديد”، عن تمكّن قوات المعارضة من قتل عدد من جنود قوات النظام المتمركزة في بلدة حندرات، إثر مهاجمتها من قِبل قوات الثوار المتمركزة في مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين.

 

وتسعى قوات النظام السوري للتقدم شمال مدينة حلب، بهدف السيطرة على منطقة الملاح الواقعة إلى الشرق من مدينة حريتان، وبالتالي تتمكن من رصد طريق حلب ـ الكاستيللو ـ حريتان، الذي يعتبر طريق الإمداد الوحيد لقوات المعارضة في مدينة حلب.

 

كما أن قوات النظام السوري تسعى إلى التقدم غرباً بهدف الوصول إلى بلدة بيانون والسيطرة عليها لتفك الحصار الذي تفرضه قوات المعارضة على بلدتي نبّل والزهراء المواليتين للنظام السوري والواقعتين إلى الشمال من مدينة حلب.

 

على صعيد آخر، تجددت الاشتباكات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وقوات المعارضة المتمركزة في مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، إثر محاولة “داعش” التقدم نحو المدينة التي أصبحت منذ شهرين في مرمى نيرانه، بعد تمكّنه من السيطرة على بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، لكن قوات المعارضة المتمركزة في المنطقة والمتمثلة بتجمّع “ألوية فجر الحرية” التابعة لـ”الجيش الحرّ” و”كتائب لواء التوحيد” التابعة لـ”الجبهة الإسلامية”، استطاعت صدّ قوات التنظيم التي حاولت التقدم على محور دابق ـ مارع.

 

ناشطون سوريون يطلقون “ميثاق الحرية

اسطنبول ــ ألكسندر أيوب

أطلق ناشطون سوريون بالتعاون مع “لجان التنسيق المحلية في سورية”، ومنظمة”سورية الحرة”، أمس الاثنين، ميثاقاً يتضمّن رؤية الشعب السوري لمستقبل سورية التي يحلم بها، أسموه “ميثاق الحرية” “Freedom charter”، ونشر أساساً على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

 

وصرّح مدير مشروع “فريدوم تشارتر”، زياد ابراهيم، لـ”العربي الجديد”، أنّ “100 ناشط سوري تعاونوا على توزيع 50 ألف استبيان في قطّاعات مختلفة من الداخل السوري، بما فيها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، فضلاً عن دول اللجوء، تتضمن أكثر من 30 سؤالاً مختصاً بشكل الدولة التي يطمح إليها السوريون”.مضيفا أنّ “إحدى المنظمات الدولية المختصة والمستقلة، حللت الاستبيانات، ليصوغها في ما بعد فريق العمل الرئيسي على شكل وثيقة”.

 

وخلصت الوثيقة إلى مجموعة بنود، أبرزها: أن تكون الدولة المستقبلية دولة عدل ومساواة، ودولة مستقلة وذات سيادة، فضلاً عن أنّ المواطنين فيها يتمتعون بحرية الرأي والتعبير، وحرية التجمّع والتنظيم، وحرية ممارسة الشعائر الدينية، وحرية تشكيل أحزاب سياسية.

 

وأشار مدير المشروع إلى أنّ هدف الوثيقة هو “إيصال صوت الشعب السوري، وتوضيح تطلعاته الى الدولة التي يحلم ببنائها”، آملاً أن “تجتمع جميع قوى المعارضة على هذه الوثيقة لتكون أساساً للدستور القادم في سورية الحرة”.

 

إيران ترفض اتهامات السعودية..والأسد ينتهز غارات التحالف

رفض نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الثلاثاء، تصريحات لوزير الخارجية السعودي، قال فيها إنه يتوجب على إيران سحب قواتها “المحتلة” من سوريا، للمساهمة في حل النزاع هناك. وصرّح عبد اللهيان للتلفزيون الرسمي الإيراني، أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدولة الأهم في المنطقة التي تكافح الإرهاب. إيران تساعد حكومتي وشعبي العراق وسوريا على التصدي للإرهاب ضمن إطار القوانين الدولية”. وأضاف “من الأفضل للسعودية أن تتنبه لمؤامرات أعداء المنطقة، وأن تلعب دوراً أكثر إيجابية”.

 

وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، قد صرّح الإثنين أن “هناك تحفظاً على سياسة إيران في المنطقة.. في كثير من هذه النزاعات (ايران) هي جزء من المشكلة، وليست جزءاً من الحل”. وأضاف الفيصل “في سوريا مثلاً لديها قوات… تحارب سوريين. في هذه الحالة، يمكننا القول أن القوات الإيرانية قوات محتلة في سوريا، لأن النظام فقد شرعيته”. وتابع “إذا كانت (إيران) تريد أن تساهم في حل المشاكل في سوريا، عليها أن تسحب قواتها من سوريا”.

 

من جهة أخرى، نفذت طائرات التحالف الدولي، الثلاثاء، خمس ضربات على مدينة كوباني “عين العرب” ومحيطها، حيث استهدفت ثلاث منها تجمعات لتنظيم الدولة في حي كانيَ عَرَبَان، ومحيط المركز الثقافي، وشرق المربع الحكومي الأمني. بينما استهدفت غارتان قرية ترمك جنوب كوباني. في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة بين “وحدات حماية الشعب الكردي” وتنظيم الدولة، في عدة محاور بكوباني، بالتزامن مع قصف قوات التنظيم للمدينة بقذائف الهاون. كما تدور اشتباكات في محيط تل شعير بالريف الغربي لكوباني. وشُوهدت صباح الثلاثاء، راية تنظيم الدولة الإسلامية، وقد أزيلت عن تلة بمحاذاة حي كانيَ عَرَبَان.

 

وكانت طائرات التحالف قد واصلت الإثنين، تنفيذ غارات على مواقع تابعة للتنظيم في كوباني. حيث ضربت الطائرات السعودية والأميركية نقاطاً عسكرية وضعها التنظيم بهدف عزل كوباني عن باقي المناطق. وشهدت المدينة قتالاً عنيفاً استخدمت فيه كافة أشكال الأسلحة، وجرت الاشتباكات في وسط المدينة، وعلى مقربة من معبر مرشد بينار، الحدودي مع تركيا. وقالت مصادر كردية إن مقاتلي تنظيم الدولة، يحاولون إطباق السيطرة على المدينة من جهة الشمال وعزلها عن تركيا، بعدما حاصروها من الجنوب والشرق والغرب.

 

في الوقت نفسه، نفذ سلاح الجو السوري الإثنين، 40 ضربة ضد مقاتلي المعارضة المسلحة، في محافظتي إدلب وحماة، بمعدّل يفوق مثلي المعدل المعتاد، وشملت الغارات اسقاط البراميل المتفجرة. ولا ينفذ الطيران الحربي في العادة أكثر من 12-20 غارة يومياً. مما يزيد المخاوف من انتهاز النظام السوري فرصة ضربات التحالف الدولي لسحق المعارضة المعتدلة، والجيش الحر. وكثّفت قوات النظام ايقاع حملتها الجوية ضد مقاتلي المعارضة على الأحياء المتاخمة للعاصمة دمشق. وتقول مصادر مقربة من النظام إن حكومة بشار الأسد، تشعر بأن مصالحها تلقت دعماً من الحملة الجوية الأميركية، التي سمحت لها بالتركيز على جهودها العسكرية، في مناطق قرب العاصمة.

 

اجتماع واشنطن: التحالف يقيّم استراتيجيته ضد “الدولة

يجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما، الثلاثاء، مع قادة عسكريين من نحو 20 دولة لاستكمال المباحثات حول استراتيجية التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، لوقف تقدّم مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

 

ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع ممثلون من تركيا والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وقطر والسعودية ودولة الإمارات العربية واستراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا والمانيا وايطاليا وهولندا ونيوزيلندا واسبانيا.

 

ويحضر أوباما اجتماعاً يرأسه رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، مع وزراء دفاع الدول الأجنبية المتحالفة، في قاعدة اندروز الجوية خارج العاصمة واشنطن عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

 

وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن هذا الاجتماع الموسّع “يجيء في إطار الجهود المتواصلة لبناء تحالف وتحقيق تكامل بين قدرات كل دولة في الاستراتيجية الموسّعة”.

 

إلا أن المتحدّث باسم رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة استبعد اتخاذ قرارات سياسية مهمة في الاجتماع يوم الثلاثاء وأضاف “الأمر هو الالتقاء معاً بشكل شخصي لبحث الرؤية والتحديات وكيفية التحرّك قدما”.

 

ومن المُتوقّع أن يطرح المسؤولون المطلب التركي بإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية على طاولة النقاش، رغم معارضة أغلبية أعضاء التحالف هذا الخيار.

 

ويُعتبر هذا اللقاء الموسّع أول اجتماع على هذا المستوى، منذ الإعلان عن تشكيل التحالف في اجتماع جدّة في سبتمبر/أيلول الماضي، والذي يضم حالياً نحو ستين بلدا.

 

ويُعقد هذا الاجتماع قبل نحو ثلاثة أسابيع من انتخابات الكونغرس الأميركي، التي ستُعتبر بمثابة استفتاء على زعامة أوباما، الذي يسعى لكي يظهر للرأي العام الأميركي والخارج التزامه بخطة لإضعاف وتدمير التنظيم المتطرّفّ.

 

وبعد شهرين على بدء حملة التحالف على معاقل ومراكز تنظيم الدولة الإسلامية، لا تزال الكثير من الشكوك تحيط بفعالية استراتيجيته، خاصة وإن داعش يواصل تقدمه بسرعة في كلّ من سوريا والعراق.

 

واستطاع التنظيم السيطرة على 80 في المئة من محافظة الأنبار التي يُحذّر مسؤولون عراقيون من سقوطها خشية من استخدامها كنقطة انطلاق لهجوم محتمل على العاصمة بغداد.

كما تمكّن من التغلغل تدريجياً في مدينة كوباني (عين العرب) السورية، بالرغم من الغارات الكثيفة التي يشنّها التحالف على مراكزه لوقف تقدمه بوجه المقاتلين الأكراد الذين يخوضون معارك شرسة لمنع سقوط المدينة.

 

لبنانيون يهللون بصمت لقتال النصرة وحزب الله

جبهة حرب جديدة على الحدود الشرقية يمكن أن توفّر للقاعدة موطئ قدم أكبر في لبنان

(أ.ف.ب.)

ألكس راول

طريق الجديدة، لبنان: تبدو شوارع منطقة “طريق الجديدة” الفقيرة في بيروت مزدانة بالتناقضات السياسية والإيديولوجية، اليوم ربما أكثر من أي وقت سابق خلال العشر سنوات الماضية.

 

الآن باتت أعلام تيار المستقبل المعتدل والمتحالف مع الولايات المتحدة، الزاهية باللونين الأزرق والابيض والتي تكتسح الشرفات وأعمدة الكهرباء جنباً الى جنب راية الإسلام السنّي المقاتل الكئيبة باللونين الأبيض والأسود. بالإضافة الى العديد من الملصقات التي تُثني على الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان “صوت الاستقامة في وجه السلاطين”- والتي تبدو انتقاءً غريباً للكلمات لوصف رجل لطالما اتُهّم بالتعاطف مع السلاطين العثمانيين الذين احتلوا لبنان في الماضي.

 

وفي حين يبرز نصب كبير قرب مستشفى المقاصد حداداً على موت المقدّم في الجيش اللبناني نور الدين الجمل وتمجيداً له، علماً أنّ الجمل كان من سكّان طريق الجديدة وقُتل في معركة مع جهاديين أجانب في بلدة عرسال الحدودية في آب الماضي، عبّر العديد من أهالي المنطقة الذين قابلهم موقع NOW الأربعاء الماضي عن دعمهم للجهاديين عينهم الذين يحاربون مقاتلي “حزب الله” في الجهة الجنوبية من الحدود نفسها، ويحرزون بعض النجاح في معركتهم.

 

“بين جبهة النصرة و”حزب الله”، أقف الى جانب النصرة بكل تأكيد”، قال أحمد الحص، الحليق والذي وصف نفسه كناشط وعضو فاعل في المجتمع، في إشارة منه الى المجموعة السورية التابعة للقاعدة التي اجتاحت باختصار الأحد الماضي مواقع “حزب الله” في أطراف منطقة بريتال الجبلية، قاتلةً ما قيل إنهم 11 مقاتلاً من “حزب الله” ومستحوذةً على أسلحتهم ومعداتهم قبل أن تنسحب (تمّ تصوير عملية الاقتحام ونشرها على حساب الجماعة على تويتر).

 

“النصرة ليسوا إرهابيين؛ فهم يحاربون ولديهم مبادئ”، قال الحص، مكرّراً بذلك وجهة نظر سمعها NOW من العديد من الأهالي، الذين كانوا بغالبيتهم يميّزون بين النصرة و”داعش”، معتبرين الأخير متطرّفاً الى حد الاشمئزاز. “نحن ضد كل الميليشيات، ولكن النصرة وداعش ليسا سوى ردات فعل على ميليشيا “حزب الله””.

 

“لو لم يتدخّل “حزب الله” أصلاً في سوريا، لما كان لدينا اليوم النصرة أو داعش”، أضاف أحد أصدقاء الحص الذي رفض أن نذكر اسمه.

 

“تدخّل “حزب الله” هو الخطأ الأكبر”، توافقه القول بائعة في أحد محالّ الأقمشة، رفضت كذلك أن نذكر اسمها. “لن أقف الى جانب “حزب الله” ضد أي كان. أفضّل تيار المستقبل على النصرة، ولكنّي أفضل النصرة على “حزب الله””.

 

هذا فيما بدا آخرون أقل حماسة لجبهة النصرة، حتى ولو كانوا جميعاً باستثناء شخص واحد معارضين بشدّة لـ “حزب الله”. “بين النصرة و”حزب الله”، أنا مع الجيش”، قال شخص ثالث من معارف الحص، رفض هو الآخر ذكر اسمه.

 

“أنا رجل أعمال”، قال المشرف على أحد محال الملبوسات. “ألوم “حزب الله” على التدخّل في سوريا، ولكنّي ضد كل ما يحدث اليوم. هذا القتال كلّه يضر بأعمالنا”.

 

جبهة جديدة تنطوي على مخاطر

 

منذ هجومها المباغت على “حزب الله” خارج بريتال، اشتبكت جبهة النصرة مع “حزب الله” وحليفه النظام السوري في بلدة عسّال الورد السورية، التي قالت المجموعة إنها انطلقت منها في غارتها الأحد الماضي. وزعمت النصرة على تويتر أنّها دمّرت دبابة في المنطقة الثلاثاء الماضي، وقتلت “عدداً” من مقاتلي “حزب الله” والنظام السوري في الرنكوس، على بعد نحو 15 كلم جنوباً.

 

هذه الاشتباكات مثّلت جبهة متجددة في المعركة الأوسع للسيطرة على منطقة القلمون الجبلية الاستراتيجية في سوريا، والمتاخمة للحدود الشرقية للبنان، التي يُعتقد أنّ النصرة الى جانب قوات الثوار الأخرى، تحاول أن توجد عبرها ممرّاً آمناً بين أطراف عرسال في الشمال والزبداني، معقل الثوار غرب دمشق، في الجنوب. وقد حدّد نائب أمين عام “حزب الله” نعيم قاسم في مقابلة معه الثلاثاء الماضي عسّال الورد، والجبة وأطراف يونين، وبريتال، وعرسال كمناطق مرجّحة لاندلاع القتال فيها بين “حزب الله” والثوّار.

 

أما شارلز ليستر، العضو الزائر في مركز بروكينكز في الدوحة، فيرى أنّ الاعتداءات المتجددة للنصرة، قد تكون بالإضافة الى هدفها في ضمان ممر آمن للمقاتلين، والمواد، والجرحى، محاولة لضرب “حزب الله” نفسياً وعسكرياً.

 

“منذ أسابيع وقوى المعارضة تقول إنها تلتقط مؤشرات تدلّ على أن “حزب الله” يشعر بضيق ويكافح من أجل الحفاظ على كثافة عملياته في سوريا التي كان ينجح بتنفيذها في السابق”، قال ليستر لـ NOW.

 

“ربما كان ذلك نتيجة الصراع في العراق، ولكنه كذلك على الأرجح إرهاق داخل أوساط قادة “حزب الله”، الذين يشهدون نضوباً كبيراً لمواردهم في هذا الصراع العسير. فالقلمون سوف يشكّل دائماً قضية وجودية بالنسبة الى “حزب الله”، وبالتالي فإنّ الضغط عليه لكي يقوم بنشر المزيد من الموارد هو الطريقة المثلى لاستنزاف عدوّك أكثر فأكثر”، أضاف قائلاً.

 

هل هذه خطوة للقاعدة الى داخل لبنان؟

 

كما أظهرت غارة الأحد الماضي، لدى هذه الجبهة الجديدة القدرة على التمدّد الى داخل لبنان. (يبدو على الأرجح أنّ الاعتداء على أحد مواقع “حزب الله” بواسطة قنبلة زُرعت على جانب الطريق في بلدة الخريبة اللبنانية، الواقعة على بعد 10 كلم جنوب بريتال، والتي ادعّت النصرة أنها مسؤولة عنها في 20 أيلول، لم يكن معزولاً عن ذلك). وفي حال حصول ذلك (هذا التمدّد) الى حد كبير نوعاً ما، قال محللون لـ NOW إنّ المجموعة التابعة للقاعدة قد تجد دعماً لها، فعليّاً أو حتى ضمنياً، من قبل قسم من أبناء الطائفة السنية، حتى في المناطق التي لا يتشارك فيها الأهالي الإيديولوجية المتطرفة نفسها [التي للنصرة].

 

“حتى في أوساط السلطات السنيّة الأكثر اعتدالاً، [أثار تدخّل “حزب الله”] الغضب”، قال حسام عيتاني، الكاتب في جريدة الحياة. “قد تجد النصرة لنفسها ملجأ آمناً بين السنّة لأنها ببساطة ضد “حزب الله””.

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

أميركا: غارات التحالف توقف تقدم “داعش” في كوباني

دبي – قناة العربية

أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن طائرات التحالف العربي والدولي نفذت اليوم 21 ضربة جوية قرب كوباني في سوريا.

 

وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن الضربات الجوية أبطأت تقدم تنظيم “داعش” باتجاه كوباني لكن الوضع على الأرض ما زال غير مستقر وفق وصفها. وحذرت من أن مقاتلي التنظيم يحاولون كسب أراض، وأن القوات الكردية “تواصل الصمود”.

 

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن ضربة أصابت مصفاة لتكرير النفط قرب دير الزور.

 

وأضافت أن ضربات أخرى دمرت منطقتي تجمع لمقاتلي تنظيم “داعش” المتشدد ودمرت أو ألحقت أضراراً بمبان تابعة للتنظيم.

 

قناصو الأسد تربصوا بضحاياهم واصطادوا 500 طفل

العربية.نت

يمتاز القتل بالقنص ضمن المدن في كون القناص يتربص بالضحية ويراها جيداً عبر منظار سلاحه، ويستطيع التأكد من ضحيته قبل قتلها، وهو بهذا يتشابه مع عمليات الإعدام، إذ إن القاتل هنا يعلم تماماً هوية ضحيته ويتعمد قتلها، ولكن من دون أن يعلم أو يهتم بتهمته, ومن دون تفريق بين طفل أو كهل أو امرأة أو حتى عاجز.

 

ويختار قناصة النظام السوري، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، المواقع الأكثر إشرافاً على المدينة وطرق المرور, كي يستطيع المراقبة وتعطيل حركة الحياة والقدرة على قنص أكبر عدد من المدنيين أو الثوار داخل المدن, كما تم استخدام أماكن عامة دينية أو تعليمية أو خدمية لأغراض القتل بسبب تميز موقعها مثل المساجد والمدارس والمشافي والمباني الإدارية والأبراج السكنية.

قناصون مرتزقة

 

وقد لجأ النظام السوري إلى القنص كأسلوب لمنع التظاهرات والاحتجاجات منذ بداية انطلاق الثورة السورية. فاستخدم عناصر الأمن أولاً كقناصين، ثم امتد الأمر وتطور، ليضطر إلى زيادة استخدامه لهذا السلاح على نطاق واسع، وأصبحت إشارة “انتبه قناص” هي أحدث الدلالات الطرقية في شوارع سوريا، حيث استخدم القناصون لفرض حظر تجول، أو إغلاق شوارع ومحاور محددة، خصوصا أيام الجمع.

 

في البداية، كان النظام يكتفي بالقناصين السوريين، ولكن مع بداية العمل الثوري المسلح وانتشار المعارك، خصوصاً في المدن, اعتمد النظام وبشكل واسع على القناصين “المستوردين” والمرتزقة من عراقيين وإيرانيين ولبنانيين من عناصر الميليشيات الشيعية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان حول الميليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا.

ضحايا القنص أطفال ونساء

 

وبلغت حصيلة ضحايا قنص النظام وميليشياته حتى الآن 5307 مدنيين، بينهم 518 طفلاً و641 امرأة.

 

ومع تصاعد وتيرة النزاع المسلح، تحولت مناطق كاملة من بعض المدن إلى ساحات حرب، سلاحها “القنص” وضحيتها “المدنيون”، وباتت تعرف بنقاط تمركز القناصين الموجودين فيها، ومن أشهر مواقع القناصة في برج الزبلطاني بدمشق، وقناصة معبر بستان القصر والقصر البلدي والإذاعة في حلب, وأبراج السكن الشبابي في حمص، وقناص المشفى الوطني في درعا.

 

وأصبح المدنيون يتناقلون “طباع” القناصة ونوعية الضحايا الذين يفضلونها أو الإصابات التي يتقصدونها, فعُرف عن بعضهم أنه يتقصد إصابة النساء في مناطق معينة, أو تعمد استهداف الأطفال والعجائز, وهم الأكثر براءة وبعداً عن الحرب.

 

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الكثير من حالات قنص مواطنين، وبقاء جثثهم لعدة أيام مرمية بالطرقات، إذ لا أحد يستطيع انتشالها خوفاً من قتلهم برصاص القناصة المنتشرين بشكل واسع. وحصلت عدة حالات قتل فيها المسعف أثناء محاولته إنقاذ أو سحب جثة القتيل.

 

وتزايدت عمليات القتل والإجرام وعمليات الحصار والخناق المطبق على الأحياء لتبقى جثث الضحايا ملقاة في الشوارع، أياماً، لعدم قدرة أي من أصدقائهم أو ذويهم على انتشالهم لدفنهم أو حتى إسعاف من تبقى فيه رمق الحياة.

 

أمريكا تقترب من كشف اسم العملية العسكرية ضد داعش.. والبحث جار عن تسمية غير مسيئة عند الترجمة

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — كشفت مصادر عسكرية أمريكية لـCNN أن وزارة الدفاع قررت إطلاق اسم على العملية العسكرية التي تخوضها على رأس تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش”، مضيفة أن واشنطن حريصة على أن يكون الاسم “مقبولا” في سائر اللغات، وألا يتسبب بمشاكل عند ترجمته.

 

وقالت المصادر التي تحدثت لـCNN طالبة عدم كشف اسمها، إن وزارة الدفاع “بنتاغون” ستعلن عن الاسم قبل نهاية الأسبوع الجاري، وذلك بعد صدور “أمر تنفيذي” بنشره بمقتضى قرار من قيادة الأركان الأمريكية.

 

وتعتبر عملية تسمية العمليات العسكرية “إجراء بيروقراطيا” ولكن أهميته تتزايد بحال كانت العملية واسعة النطاق، إذ تسمح التسمية بتسهيل الإشارة إلى العملية في الوثائق الرسمية ومناقشات الكونغرس والميزانية، وكذلك في توزيع الميداليات التذكارية على المشاركين بوقت لاحق.

 

ومن المنتظر أن يشير “الأمر التنفيذي” إلى كل هذه التفاصيل، كما سيحدد هوية الجهة المسؤولة عن قيادة العملية وطبيعة الهدف المنشود منها، أما الموعد المحدد لصدور “الأمر التنفيذي” فهو الأربعاء، إذ من المتوقع أن يخرج إلى العلن بعد الاجتماع الذي تستضيفه واشنطن الثلاثاء لقادة أركان أكثر من 20 دولة تشارك في التحالف الدولي ضد داعش.

 

وذكرت المصادر التي تحدثت لـCNN إلى أن واشنطن حريصة على أن يكون اسم العملية “مقبولا” في سائر اللغات عند ترجمته عن الإنجليزية، وألا يتسبب بالإساءة لأي جهة.

 

ويبدو أن تسمية العملية لا تقل أهمية عن تحديد واشنطن لاسم الجهة التي ستقاتلها، إذ يطلق البعض على التنظيم اسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، في حين يستخدم البعض الآخر اسم “الدولة الإسلامية”، إلى جانب التسمية الثالثة للتنظيم وهي “داعش.”

 

هيئة التنسيق السورية: تصريحات دي ميستورا غير مألوفة بالعلاقات الدولية ونرحب بها

روما (14 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رحّب الناطق باسم هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة بطلب المبعوث الأممي الخاص لسورية من السلطات التركية السماح لمقاتلين أكراد بدخول سورية للدفاع عن مدينة ذات غالبية كردية ووصف الهدف بأنه “نبيل”، على حد تعبيره

 

وكان المبعوث الأممي، ستافان دي ميستورا قد ناشد السلطات التركية السماح بتدفق المتطوعين وأسلحتهم ليتمكنوا من دخول مدينة عين العرب (كوباني) والمشاركة في عملية دفاع عن المدينة وعن من تبقى فيها، في وجه قوات تنظيم الدولة الإسلامية، وهو أمر اعتبره البعض مخالفاً للقوانين ولأعراف الدولية، ومشابه لمبدأ فتح الحدود لمقاتلي تنظيم الدولة

 

وقال الناطق باسم هيئة التنسيق، منذر خدام لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “كانت لافتة حقيقة تصريحات الموفد الدولي إلى سورية بخصوص فتح الحدود التركية أمام المتطوعين للقتال ضد داعش، فهي غير مألوفة في العلاقات الدولية بهذا الشكل الصريح والمباشر، ومع ذلك لا يمكن مقارنتها مع فتح تركيا لحدودها أمام الإرهابيين للدخول إلى سورية والعراق إلا من الناحية الشكلية”، وفق تعبيره

 

ووصف مبدأ دخول مقاتلين غير سوريين لقتال تنظيم الدولة بأنه “هدف نبيل وهو محاربة تنظيم الدولة الإسلامية التي صدر قرار من مجلس الأمن بمحاربتها، وربما جاء تصريح دي ميستورا بهدف الضغط على تركيا للمشاركة في الحملة الدولية” على التنظيم

 

وكان دي ميستورا قد حذّر من أن آلاف الأشخاص “سيذبحون على الأرجح” إذا سقطت عين العرب بأيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، ومن أن مصير المدينة قد يشابه مصير بلدة سربرنيتشا التي قُتل فيها 8 آلاف مسلم بأيدي الصرب عام 1995 عندما تقاعست قوات حفظ السلام الدولية عن حمايتهم، وأشار إلى وجود 12 ألف شخص بالإضافة إلى المقاتلين في المدينة

 

أموال داعش؟ وارتباطاتها في المنطقة؟

وليد عباس

مدينة “عين العرب” أو كوباني على وشك السقوط في أيدي تنظيم داعش الذي يحاصر الآلاف من مقاتليه بمدرعاتهم حوالي ألفين مقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية ويدور بين الطرفين قتال عنيف. في الوقت ذاته، تقوم المقاتلات التركية بقصف مواقع مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد فيما يعتبر أول انتكاسة مسلحة جدية في مفاوضات السلام بين أنقرة والأكراد.

قدرة تنظيم داعش على مواصلة التقدم، رغم الإرادة المعلنة لتحالف دولي تشكل لقتاله ويقوم بعمليات قصف لمواقعه، تطرح السؤال على قدرات هذا التنظيم الذي وصف بأنه أكثر التنظيمات الإرهابية ثراء في العالم، أو بمعنى آخر تطرح السؤال حول علاقات المصالح التي قد يكون أقامها في المنطقة.

يبقى النفط هو التفسير الرئيسي لثروة التنظيم، وتشير التقديرات إلى أن التنظيم الإرهابي يحصل على حوالي مليوني دولار يوميا من عائدات تصدير نفط المناطق التي يسيطر عليها. وهنا تظهر أسئلة جديدة تتعلق بهوية المشتري لهذا النفط، الجهة القادرة على استيعاب هذه الكميات وتسديد سعرها، وكيف يتم تحويل هذه المبالغ، وفي أي بنوك تودع ؟

جملة أفلتت من “جينا هيباسوكوفا” سفيرة الاتحاد الأوروبي في العراق أمام النواب الأوروبيين وفقا لموقع “ميديا بارت”، أثارت ضجة كبيرة عندما أعربت عن أسفها لأن دولا أعضاء في الاتحاد تشتري نفط تنظيم داعش. لكن التفسيرات كانت كثيرة ومختلفة، ومنها ما يقول أن هذه العبارة كانت طريقة للضغط على الدول الأعضاء للانخراط في التحالف الدولي، ولكن هناك تفسيرات أخرى تتحدث عن الشبكة المعقدة والخفية لتصدير نفط التنظيم والذي يمكن أن يصل في نهاية الأمر إلى دول أوروبية دون رغبتها ودون علمها.

هناك مَن يؤكد أن التنظيم الإرهابي أعاد إحياء شبكات تهريب النفط التي كان نظام صدام حسين قد أقامها في مرحلة الحظر الاقتصادي، وهناك من يتحدث عن شبكات أخرى على طول الحدود مع تركيا.

في كافة الأحوال، تبقى تركيا شريانا رئيسيا لإمداد تنظيم داعش بالأموال اللازمة، وإذا أضفنا إلى ذلك أن احتلال تنظيم داعش لمدينة عين العرب ـ كوباني يعني تجزيء إقليم كردستان سوريا الذي يحلم الأكراد بإنشائه إلى نصفين، وأن هذا التنظيم يمكن أن يلعب دورا هاما في الصراع الإستراتيجي بين أنقرة وطهران على زعامة المنطقة، تصبح عناصر التعاون بين تركيا وتنظيم داعش متكاملة سياسيا واقتصاديا. فهل يخطو أردوغان هذه الخطوة؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى