أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 15 تموز 2014

أرتال «داعش» تدخل مدينة دير الزور بعد انسحاب «النصرة» و «أحرار الشام»
لندن – «الحياة»
أكمل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إحكام سيطرته على محافظة دير الزور بشرق سورية، ودخلت قواته أمس إلى عاصمة المحافظة مدينة دير الزور نفسها ورفع علمه فوق مقار «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» بعد انسحاب مقاتلي هاتين الجماعتين كلياً من المدينة. وبذلك بات تنظيم «داعش» يسيطر على ثاني مركز محافظة في سورية بعد سيطرته العام الماضي كلياً على مدينة الرقة مركز المحافظة التي تحمل اسمها وتقع إلى الشمال الغربي من دير الزور على الطريق في اتجاه حلب (شمال سورية).

وأفيد أن قوات النظام السوري سارعت إلى تعزيز تحصيناتها حول مواقعها المتبقية في مدينة دير الزور وقرب مطارها خشية أن تتعرض لهجوم يشنه مسلحو «الدولة الإسلامية».

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس: «سيطرت الدولة الإسلامية على كامل المناطق التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في مدينة دير الزور عقب انسحاب مقاتلي النصرة والكتائب من مقراتهم ومواقعهم في مدينة دير الزور». وأضاف: «دخل رتل لمقاتلي الدولة الإسلامية عبر معبر السياسية إلى داخل مدينة دير الزور، وتزامن ذلك مع قصف لقوات النظام على الرتل ومنطقة جسر السياسية».

وأشار «المرصد» إلى أنه «بعد سيطرة الدولة الإسلامية على جزء من حي الصناعة وكامل حي هرابش وجزء من حيي الرصافة والعمال في القسم الشرقي من مدينة دير الزور، وسيطرتها على أحياء الجورة والقصور والبغيلية والدير العتيق بالكامل، وأجزاء من أحياء الحويقة والرشدية والموظفين والجبيلة في القسم الغربي من مدينة دير الزور، تصبح الدولة الإسلامية بذلك قد سيطرت على أكثر من 95 في المئة من مساحة محافظة دير الزور، الغنية بالنفط، والتي تبلغ مساحتها نحو 36 ألف كيلومتر مربع، وتكون كذلك قد سيطرت الدولة الإسلامية على ثاني مركز محافظة في سورية، بعد سيطرتها على مدينة الرقة».

وتابع المصدر ذاته أن «قوات النظام قامت بعد هذه السيطرة بتعزيز حواجزها ونصب حواجز جديدة في المناطق التي تسيطر عليها في مدينة دير الزور، خوفاً من استهدافها من قبل عناصر الدولة الإسلامية، في حين خرجت تظاهرات بريف دير الزور الغربي طالبت بـ: رفض البيعة للدولة الإسلامية، ورفض دخولها إلى مناطقهم في الريف الغربي».

وكان «المرصد» قد ذكر سابقاً أن مقاتلي «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» انسحبوا من بعض مقارهم في مدينة دير الزور «عقب فشل المفاوضات بينهما وبين الدولة الإسلامية، وترافق ذلك مع مصرع أمير جبهة النصرة بدير الزور والذي يشغل منصب قاضي الهيئة الشرعية في دير الزور، وذلك اثر إطلاق الرصاص عليه من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية، على جسر السياسية، أعقبه رفع رايات الدولة الإسلامية من قبل ألوية مناصرة لها داخل مدينة دير الزور، على عدد من مقرات جبهة النصرة وحركة أحرار الشام». وأشار إلى اشتباكات «بين الألوية المناصرة للدولة الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام في محيط بعض المقرات التي لم ينسحب منها (الطرف) الأخير» قبل أن تُحكم «الدولة» سيطرتها على كل مقار الجماعتين.

وكانت «كتائب محمد» (ص) في دير الزور أصدرت بياناً نشره «المرصد» أعلنت فيه استمرارها في قتال النظام وامتناعها عن قتال «الدولة الإسلامية». وجاء في البيان: «نحن كتائب محمد عليه الصلاة والسلام ونتيجة لما استجد من أحداث في الآونة الأخيرة نعلن ما يلي: – براءتنا من جبهة الأصالة والتنمية وإيقاف جميع أنواع التعامل معها وذلك لتغيّر الهدف والمنهج الذي كنا قد تعاملنا مع القائمين على الجبهة بناء عليه. – عدم قتال الدولة الإسلامية وذلك لعدم جواز قتال المسلم للمسلم شرعاً. – إن عدونا الوحيد والذي سنستمر بإذن الله بقتاله هو النظام النصيري المتمثل بجيش بشار الأسد… – إننا بإذن الله باقون مرابطين على ثغور وجبهات حي العمال وما يُطلب منا في جبهات المدينة الأخرى».

وكان 13 شخصاً قد قُتلوا جراء انفجار سيارة مفخخة أول من أمس بحاجز لـ «الدولة الإسلامية» في منطقة الماكف في مدينة الميادين بريف دير الزور. وأشار «المرصد» إلى أن بين القتلى 5 مقاتلين من «الدولة الإسلامية» من جنسيات غير سورية. وتابع: «أعدمت الدولة الإسلامية ملازماً أول منشقاً من بلدة البصيرة ورجلاً آخر من بلدة ذيبان عقب اعتقالهما على أحد حواجزها في بلدة ذيبان، بتهمة تشكيل خلايا ضد الدولة الإسلامية والتعامل مع هيئة الأركان العسكرية التابعة للائتلاف الوطني».

كما أشار «المرصد» إلى خروج تظاهرة في مدينة البوكمال بدير الزور «ضد قرار الدولة الإسلامية منع بيع التبغ في المدينة… في حين خرجت تظاهرتان مسلحتان في بلدتي المسرب والشميطية بريف دير الزور الغربي طالبت بعدم الصلح مع الدولة الإسلامية والاستمرار في قتالها».

وفي مدينة حلب، ألقى الطيران المروحي ليلة الأحد – الاثنين برميلين متفجرين على مناطق في حي الفردوس، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، بحسب «المرصد» الذي أفاد أيضاً أن اشتباكات دارت فجر أمس «بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني، من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، من طرف آخر، على أطراف حي الصاخور». وتابع: «تبيّن أن الرجلين اللذين عثر على جثمانيهما (أول من) أمس في أكياس قمامة على طريق المطار هما عضوان في المجلس المحلي لحي مساكن هنانو وأحدهما ناشط إعلامي».

أما في ريف حلب، فقد دارت ليلة أول من أمس «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني، من جهة، وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية، وكتائب إسلامية وكتائب مقاتلة، من جهة أخرى، في محيط سجن حلب المركزي». ولفت «المرصد» إلى مقتل 6 أشخاص «جراء إلقاء الطيران المروحي يوم (أول من) أمس برميلاً متفجراً على منطقة في بلدة دير حافر التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية» في ريف حلب.

وبالنسبة إلى المعارك بين «الدولة الإسلامية» والمقاتلين الأكراد، أشار «المرصد» إلى وقوع «اشتباكات عنيفة منذ ليلة (أول من) أمس بين الدولة الإسلامية، من طرف، ومقاتلي لواء جبهة الأكراد ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، من طرف آخر، في محيط قرى باروزة وغيطون وخلفتلي وتركمان بارح ومحيط بلدة اخترين بريف حلب الشمالي، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وأنباء عن إعدام الدولة الإسلامية لمواطنين كرد في محيط بلدة اخترين ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين وحركة نزوح كبيرة من الأهالي في المنطقة».

وفي محافظة حماة، ذكر «المرصد» أن «مقاتلين من الدولة الإسلامية فجّروا يوم أول من أمس (قبل 3 أيام) مزاراً للشيخ عبدالقادر الجيلاني في قرية خربة زينب بالريف الشرقي لمدينة سلمية، وقاموا بذبح القائم على المزار ونجله».

«داعش» يدخل دير الزور ويقتل «أمير النصرة»
لندن، نيويورك – «الحياة»
أصدر مجلس الأمن قراراً بالإجماع مساء أمس يسمح بإدخال مساعدات إنسانية إلى سورية عبر معابر حدودية مع دول الجوار من دون الحاجة إلى الحصول على موافقة مسبقة من النظام. وأكمل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بزعامة أبو بكر البغدادي، إحكام سيطرته على محافظة دير الزور بشرق سورية. (للمزيد)

وأفيد أن أرتالاً من مقاتلي «داعش» دخلوا إلى مدينة دير الزور، مركز المحافظة، حيث رفعوا علم «دولة الخلافة» فوق مقار «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» بعد انسحاب مقاتلي هاتين الجماعتين كلياً من المدينة. كما أفيد أنهم قتلوا «أمير النصرة» في دير الزور الملقب بـ «أبو حازم» والذي عرض مؤيدو «داعش» صوره مقتولاً وقالوا إنه كان يحاول الفرار متخفياً بزي نسائي وحاول تفجير حزام ناسف بمقاتلي «الدولة» الذين أوقفوه. لكن مصادر أخرى قالت إنه اغتيل بعدما جاء لمحاورة «داعش».

وبات تنظيم البغدادي يسيطر على ثاني مركز محافظة في سورية بعد سيطرته العام الماضي كلياً على مدينة الرقة مركز المحافظة التي تحمل اسمها. وأفيد أن قوات النظام سارعت أمس إلى تعزيز تحصيناتها حول مواقعها المتبقية في مدينة دير الزور وقرب مطارها خشية أن تتعرض لهجوم يشنه مسلحو «الدولة الإسلامية».

وفي نيويورك، تبنى مجلس الأمن بالإجماع القرار 2165 الذي يسهل وصول المساعدات إلى أكثر من مليون ونصف مليون سوري داخل الأراضي السورية عبر أربعة معابر حدودية إضافية بعضها تسيطر عليه المعارضة (باب السلام وباب الهوى مع تركيا واليعربية مع العراق والرمثا مع الأردن). وقرر المجلس بموجب القرار إنشاء «آلية مراقبة تحت سلطة الأمين العام للأمم المتحدة»، وشدد على ضرورة موافقة دول الجوار لسورية لإدخال المساعدات الإنسانية، مع «إبلاغ» السلطات السورية للتأكد من أن قوافل المساعدات تحتوي حصراً مواد إنسانية. واعتبر السفير الأردني العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن الأمير زيد بن رعد، أن القرار يأتي رداً على «عدم امتثال» السلطات السورية للقرار السابق في مجال المساعدات الإنسانية (القرار 2139). وأصرت روسيا على رفض أي إشارة في القرار الجديد إلى الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة الذي يُلزم الدول بتنفيذه، كما فاوضت من أجل تعزيز سلطة الحكومة السورية عبر تعزيز «سيادتها».

وأصدر «الائتلاف الوطني السوري» بياناً رحب فيه بتبني القرار ووصفه بأنه «إشارة قوية إلى النظام بأن سياسته القائمة على الحصار الإنساني لن تكون مقبولة بعد الآن». وشدد على استعداد «الجيش الحر» لتسهيل إدخال المساعدات.

وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت، إن «القرار جيد وقوي وسيكون له تأثير مهم على الأرض ونأمل أن العمليات عبر المعابر ستدخل حيز التنفيذ في غضون أيام». وقال إن القرار الجديد يبعث برسالة إلى النظام أن «عليه الكف عن مساره» الحالي.

أما السفير الروسي فيتالي تشوركين فعبّر عن القلق إزاء ازدياد «النشاطات والعمليات الإرهابية» في سورية، وشدد على «سيادة» الحكومة السورية، وعلى أن عملية إدخال المساعدات ستتم عبر آلية مراقبة صارمة تابعة للأمم المتحدة، لافتاً إلى أن ليس هناك أي «تلقائية لفرض عقوبات أو إجراءات عسكرية» في القرار.

واعتبر السفير السعودي عبدالله المعلمي إصدار القرار «خطوة إيجابية لأنه يُساهم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى أعداد كبيرة من المواطنين السوريين الواقعين في المناطق التي لن تحصل على نصيبها من المساعدات الإنسانية طوال الفترة الماضية، لكننا نظل نعتبر أن تمسك النظام بالاحتفاظ بالمساعدات الإنسانية كرهينة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية تصرف غير مسؤول ويتناقش مع الأعراف والمواثيق الدولية ويعبّر عن الطريقة الوحشية التي يستمر بها النظام السوري في التعامل مع أبناء شعبه».

وأضاف المعلمي أن «نقطة ضعف القرار هو أنه يبقى عاجزاً عن تحديد العواقب التي تترتب على عدم الالتزام به، وكنا نتمنى أن يكون القرار أكثر وضوحاً وأكثر صراحة في ما يتعلق بضرورة الالتزام بتنفيذه تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وللأسف، هذا لم يحدث».

واعتبر السفير السعودي القرار «خطوة على الطريق لكنها خطوة غير كافية»، مشيراً إلى مأخذ آخر من مآخذه على القرار، وهو أنه «لا يطرق إلى لب القضية، وهي المسألة السياسية وضرورة الالتزام بقيام السلطة الانتقالية ذات الصلاحيات الواسعة التي نص عليها بيان جنيف الأول باعتبارها المفتاح إلى حل الأزمة السورية».

الأسد يؤدي اليمين غداً في دمشق
بيروت – أ ف ب
يؤدي الرئيس السوري بشار الاسد غداً اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة بعد اكثر من شهر على اعادة انتخابه في حفلة تقام في دمشق ويتخللها إلقاء خطاب القسم، بحسب ما ذكر مصدر قريب من السلطات لوكالة.

وكانت مصادر رسمية ذكرت في وقت سابق ان حفلة قسم اليمين ستجري الخميس 17 تموز (يوليو) الجاري.

وقال المصدر، رافضاً الكشف عن هويته: “سيؤدي الاسد اليمين امام عدد كبير من الشخصيات الاربعاء، ثم يلقي خطاب القسم الذي سيحدد فيه الخطوط العريضة لولايته الجديدة المؤلفة من سبع سنوات”.

واوردت صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” اليوم ان “خطاب والأسد المرتقب سيحدّد ملامح المرحلة المقبلة لسبع سنوات مقبلة بتوجهاتها وخطوطها الأساسية سياسياً واقتصادياً. (…) أما التفاصيل، فهي تتم بالتعاون مع المؤسسات في ما بعد وفي مراحل متتابعة”. ولم يحدد الخبر موعد او مكان المراسم، على الارجح لاسباب امنية في بلد يشهد حرباً اهلية مستمرة منذ اكثر من ثلاث سنوات. واعيد انتخاب الاسد رئيسا في 3 حزيران (يونيو) الماضي، في انتخابات وصفتها المعارضة ودول غربية بـ”المهزلة” ونددت بها الامم المتحدة.

المعارضة السورية تروي “وقائع” من معارك جبال القلمون المواجهات مستمرة والخبرة بالجغرافيا تواجه السلاح النوعي
محمد نمر
يواصل “حزب الله” عملياته في سوريا، خصوصا في القلمون الحدودية التي لم تنته معاركها على رغم اعلان السيطرة على معظم مدنها. في المقابل لم تهدأ صفارات الاسعاف في شوارع بعلبك أمس. ستة لبنانيين قضوا في محاولة الحزب السيطرة على جرود رأس المعرة، سحب “الجيش السوري الحر” جثة احدهم، بعدما استطاع مقاتلون في وقت سابق سحب 4 جثث.
حصلت المواجهة وسط انشغال اللبنانيين بالمباريات النهائية لكأس العالم، وفقد “حزب الله” في نهاية الاسبوع ستة قتلى في صفوفه هم: زكريا فيصل سجد (الهرمل)، محمد علي حمودي (صريفا)، بلال محمد كسرواني (النبطية)، علي يوسف المقداد (مقنة – بعلبك) يحيى محمد الزركلي (بعلبك) وعلي حسن النمر، وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي صورهم واسماءهم، وأكد الناشط الاعلامي السوري المعارض رواد الشامي لـ”النهار” ان “الجيش الحر سحب جثة النمر”.
وأكد المرصد السوري بقيادة رامي عبد الرحمن، ان “حزب الله” اسر 14 مسلحا خلال العملية، لكن الناشطة الاعلامية امل القلمونية نفت الخبر، مشيرة الى “فبركات اعلامية في هذا الخصوص”، ولفت الشامي الى “سقوط 5 قتلى و20 جريحا من المعارضة”.
“هجوم الامس سبقته عمليات عدة لمقاتلي المعارضة، اشهرها تلك التي جرت الاسبوع الماضي بقيادة “جبهة النصرة”، حيث التف المقاتلون على نقاط لـ”حزب الله” قرب جرود عرسال الورد، واستطاعوا ضرب آليات وقتل سبعة عناصر من الحزب، وسحبت “النصرة” جثة مازن سهيل زريق، من مواليد 1995/2/8، الهرمل”.

“غراد” مهمة يومية
وكانت منطقة القلمون شهدت اول معركة في 15 تشرين الثاني الماضي في مدينة قارة، وبعد سيطرة النظام عليها بمساندة الحزب، كرت السبحة نحو دير عطية والنبك ورنكوس ويبرود، الى ان سيطر النظام على معظم مدن القلمون، وبحسب الشامي لم يستطيعا (النظام والحزب) السيطرة على “كل القلمون كالجبال التي لا يمكن السيطرة عليها الا بسحب كل عناصر الجيش النظامي من الاراضي السورية ونشرها في جبال القلمون”. وتؤكد القلمونية ايضا ان “الحزب لم يستطع امس التقدم كما ذكر في وسائل اعلامه، بل ووجه مع كل تقدم بالتصدي من الثوار”، مشيرة الى ان “صواريخ غراد باتت مهمة يومية بالنسبة الى النصرة ضد معاقل الحزب في جبال لبنان”.

عمليات المعارضة في 30 يوماً
“الاشتباكات في القلمون لا تقتصر على مكان واحد، ومنذ سقوط يبرود يعتمد الثوار على “حرب العصابات” أو “الكر والفر”، اذ ينفذون ضربات خاطفة ضد قوات الاسد والحزب، ثم ينسحبون الى الجبال” بحسب الشامي الذي يلخص عمليات المعارضة خلال الشهر الحالي والماضي كالآتي:
“في 12 حزيران استطاع المقاتلون التسلل الى بلدة رنكوس لبضع ساعات، فرد النظام والحزب بقصف البلدة، واشتبك الطرفان فسقط قتلى للحزب تأكدت المعارضة من اسم اثنين منهم من اوراقهم الثبوتية بعد تركهما ارضا، وهما: حسين قاسم شكر من النبي شيت، مهدي غازي فخر الدين من يونين (مواليد 1993)، اضافة الى مقتل 6 عناصر من قوات الاسد ومقتل العميد اسامة احمد مكنا من جبلة وقائد الدفاع الوطني في البلدة عكيد الخطيب.
وبعد يومين، هاجم المقاتلون السوريون ثلاثة حواجز على اطراف بلدة عسال الورد هي العوجة والدير والمرصد، واستطاعوا تدميرها في شكل كامل وتدمير عربتي شيلكا وثلاث سيارات، وعطلوا دبابة، وقتلوا اكثر من 30 جنديا بينهم عناصر في “حزب الله”، بحسب ما ذكرت بيانات “جبهة النصرة”، وفق الشامي. كما لفتت القلمونية الى سقوط “قتيلين للمعارضة”.
ويتابع: “في اليوم نفسه انتقم الحزب من المدنيين في عسال الورد ورنكوس، فأحرق نحو 30 منزلا في رنكوس واعتقال عشرات البلدتين وفرض حظر تجول. وفي 16 حزيران رد المقاتلون بهجوم على مرصد الجبة (جنوب غرب يبرود)، ووفق البيانات اعلن تدمير المرصد وقتل 9 عناصر من “حزب الله” استطاعت المعارضة توثيق اربعة منهم: حسين حسن بدران، ذو الفقار عز الدين، يوسف حلمي لحاوي، عباس علي عيسى السبلاني”.
في 19 حزيران بدأ “حزب الله” معركة على جرد حوش عرب، ويلفت الشامي الى ان “الهجوم اقتصر على قوات الحزب بريا، فيما كان دور قوات الاسد تأمين الغطاء الناري”، كاشفا عن ان “الحزب انطلق لهذه المعركة من لبنان وتحديدا من بريتال القريبة من الطفيل الحدودية مع عسال الورد (جرود حوش عرب والطفيل متداخلة) وسقط نحو 40 قتيلا بين الحزب وقوات الاسد ودمرت اكثر من 10 سيارات رباعية الدفع”.
في 23 حزيران “تبنت النصرة ضرب مرصد عسال الورد وتدمير دبابة كانت في داخله واستهداف الحواجز المحيطة، وهو ما ادى الى وقوع العشرات من قوات الاسد بين قتيل وجريح. بحسب الشامي وفي 24 حزيران استهدف الثوار حاجز البهتون على اطراف البلدة ودمروا عربة شيلكا، وتم التأكد من مقتل طاقمها بالكامل”.

مقتل 17 من “حزب الله”
ويضيف الناشط السوري: “في 25 حزيران هاجم المقاتلون قوات الاسد والحزب في مواقع كانوا خسروها في جرود حوش عرب، واستطاعوا اغتنام عربة بي ام بي، قاعدة لإطلاق الصواريخ، راجمات صواريخ محمولة على السيارات، واسلحة متوسطة وخفيفة، وسقط قتلى وجرحى للطرفين. وبعد 26 حزيران اتت العملية الاكبر، وهي قتل اكثر من 17 عنصرا للحزب، خلال محاولة الاخير التسلل لجرود قارة من جهة مزارع جوسية في القصير وسحب المقاتلون جثث ثلاثة عناصر وغنموا الاسلحة التي كانت في حوزتهم.
وتواصلت العمليات في شهر رمضان، “ففي الرابع من تموز نصبت “جبهة النصرة” مكمنا لرتل من قوات الحزب، بزرع ألغام على طريقه، مما ادى الى تدمير سيارتين وسقوط جرحى وقتلى في صفوف من في داخلهما”.
ترى المعارضة صعوبة في حسم اي من الطرفين النزاع، ويقول الشامي: “كل منهما له نقاط قوة وضعف، فالثوار قوتهم معرفتهم جغرافية الارض وتفاصيلها، لكن سلاحهم قليل، في المقابل ليس لدى قوات حزب الله والنظام معرفة قوية بالقلمون وجبالها، لكنهم يحملون من السلاح ما يكفيهم لفتح اكبر جبهة، فضلا عن ان طريق امدادهم مفتوح”.

“داعش” يسيطر على غالبية دير الزور
انسحاب “النصرة” يضعه بمواجهة الجيش السوري
عبد الله سليمان علي
للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية ترتسم خطوط تماس ساخنة بين الجيش السوري من جهة وبين “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” من جهة ثانية.
وجاء هذا التطور بعد سيطرة “الدولة الإسلامية” على أحياء مدينة دير الزور، التي انسحبت منها “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” أمس، في خطوة متوقعة بعد الانهيار الذي أصاب قواتهما في أرياف المدينة الأسبوع الماضي.
وكان “داعش” أحكم سيطرته على جميع مدن وبلدات ريف دير الزور، نتيجة بيعات سرية وتسويات مع بعض الكتائب حصل عليها تباعاً، ومكّنته من توفير الكثير من الذخائر والأسلحة التي كان يفترض أن يستهلكها لولا ذلك.
وقد تسبّبت هذه البيعات والتسويات بانهيار معنويات مسلحي الفصائل الأخرى الذين أدركوا أنه لا أفق لحربهم مع “داعش”، خصوصاً بعد فرار قادة وأمراء “جبهة النصرة” من الشحيل، التي شكل سقوطها ضربة قاصمة لتحالف زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني – “الصحوات”.
وإضافة إلى انهيار المعنويات شكّل الحصار الذي فرضه “داعش” على مدينة دير الزور، وقطعه خطوط الإمداد كافة عن الكتائب المتواجدة في أحيائها، عاملاً مهماً تسبب في تسريع استسلام هذه الفصائل، لا سيما أن “الدولة الإسلامية” استغل الحصار ليرسل وفوداً إلى قادة هذه الفصائل للتفاوض معها حول شروط الاستلام والتسليم.
وبينما تواردت الأنباء عن مبايعات حصل عليها “داعش” من كتائب داخل المدينة، كانت فصائل وكتائب عدة أخرى متأثرةً بأحداث العراق وريف دير الزور، تقرر النأي بنفسها عن الصراع واعتزال القتال الذي لا ناقة لها فيه ولا جمل، ولم تكن لتخوضه لولا هيمنة “الهيئة الشرعية” التي كانت تتولى بالأمس توزيع الحصص من الغنائم وحقول النفط وأصبح قادتها اليوم بين قتيل أو هارب. وآخر هذه الكتائب كانت “كتائب محمد” التابعة إلى “جبهة الأصالة والتنمية” التي أصدرت أمس بياناً أعلنت فيه اعتزالها قتال “الدولة الإسلامية”، متبرئة من الجبهة التي كانت تنتمي إليها ومن انحرافها عن منهجها.
جميع هذه الظروف والعوامل، وضعت مَن تبقى من قادة “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” أمام حقيقة لا مفر منها، وهي أن الوقت ينفد ولا سبيل للبقاء في المدينة أكثر من ذلك، لذلك تم اتخاذ قرار إخلاء مقارهم ومراكزهم كافة في المدينة والانسحاب باتجاه أي منطقة تكون آمنة لهم.
وكان صباح أمس على ما يبدو الموعد المقرر لتنفيذ القرار، حيث باشر عناصر “أحرار الشام” و”جبهة النصرة” بإخلاء مقارهم، في الوقت الذي كان فيه رتل عسكري تابع لـ “الدولة الإسلامية” يدخل المدينة عبر جسر السياسية، كي يستلم المقار التي تخليها له الفصائل. وكان رفع راية التنظيم فوق المقر الرئيسي لـ “جبهة النصرة” إيذاناً بأن المدينة أصبحت ضمن قائمة “ولاياته”، وليسيطر بذلك على ثاني مركز محافظة بعد الرقة، كما وصف الحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، لكن مع وجود فارق هو أن الجيش السوري ما زال يسيطر على أحياء ضمن مدينة دير الزور بينما ليس له أي تواجد في مركز مدينة الرقة.
وخلافاً لكثير من وسائل الإعلام التي ذكرت أن السيطرة على دير الزور جاءت كنتيجة لمقتل “أمير جبهة النصرة” في دير الزور صفوان الحنت (أبو حازم البلد)، فإن الوقائع الميدانية تؤكد أن مقتل الحنت من عدمه لم يكن ليؤثر على مجريات الأحداث، وسقوط المدينة بين يدي “داعش”. وكل ما في الأمر أن عملية الهروب التي جرى التخطيط لها لإخراج الحنت من المدينة تعرضت إلى فشل ذريع، حيث كشف عناصر “داعش” الخدعة وتمكنوا من إلقاء القبض على الحنت وهو متنكر بزيّ امرأة على مقعد متحرك للمعوقين، ليصار إلى قتله بعد ذلك. وبيّنت الصور التي نشرت له أنه كان حليق الذقن ويرتدي بالفعل ثياب امرأة.
وقد أدّى مقتل الحنت إلى إثارة موجة غضب في صفوف عناصر “جبهة النصرة” في دير الزور، الذين حملوا الجولاني وقادة “النصرة” مسؤولية مقتله، لأنهم هربوا ناجين بأنفسهم وتاركين الحنت وحيداً في مواجهة “الخوارج”.
ورغم سيطرة “داعش” على معظم مدينة دير الزور، إلا أن الجيش السوري ما زال يسيطر على أجزاء من المدينة. فهو يسيطر على غالبية أحياء الصناعة والجورة والقصور (خلافاً لما ذكره “المرصد” من سيطرة “داعش” على كامل هذه الأحياء)، وكذلك حي الرشدية وبعض أحياء الحويقة والموظفين والجبيلة. وغالبية هذه الأحياء كانت تشهد اشتباكات مستمرة بين الجيش السوري وبين “جبهة النصرة” وحلفائها طوال الفترة الماضية.
ومن المتوقع أن تنتقل هذه الاشتباكات إلى “داعش” الذي حلّ مكان هذه الفصائل، الأمر الذي يفتح الحرب السورية على مشهد جديد وربما حبكة شديدة التعقيد، نتيجة الترابط بين الأحداث في شرق سوريا وفي غرب العراق، الأمر الذي يستلزم أن تكون مواجهة “داعش” فعالة على طرفي الحدود.

نازحتان سوريتان من الرقة وإليها
بيسان طي
في مكان ما على الطريق بين البقاع الأوسط في لبنان ومدينة الرقة في سوريا، تقاطعت خطوات امرأتين سوريتين: عائشة وأم فهد. كانت الأولى تغادر عائدة إلى منزلها، والثانية تتوجه نحو خيمة قرب شتورا لتعيش فيها للمرة الأولى تجربة النزوح.
عائشة لم تبلغ العشرين من العمر بعد، تزوجت صغيرة، ولها طفلان، أحدهما يعاني من فتحة في القلب اسمه معتصم، تركت بيتها في سوريا قبل نحو عام ونصف العام، نزحت مع زوجها وعاشت في مخيم هامشي في بلدة المرج، بسبب مرض ابنها لم تتمكن يوماً من إشعال المدفأة البدائية التي حصلت عليها من «أحد المحسنين»، كانت تلتف مع الأولاد بالحرامات، لا تخرج من الخيمة إلا حين تتناهى إلى مسامعها شائعات أو أحاديث عن إعاشات ومساعدات للنازحين، ولم تيأس أبداً، كانت في كل مرة تقف في الصف الطويل، ينهرها أحد المنظمين وينهر الأخريات، ولما يصل دورها يُقال لها «مخيمك ليس على لائحة المساعدات» فتعود خالية اليدين.
ذهبت إلى مستوصفات للنازحين، كلمت كل ناشط أو صحافي شاهدته، حكت عن ابنها وحاجته للدواء، حصدت الكثير من الوعود، ولكنها لم تتمكن من عرض الولد على طبيب مختص.
كان زوجها خلال كل تلك الفترة، وفي كل يوم يخرج فجراً من المخيم، يتجه مشياً لنحو 20 دقيقة حتى يصل إلى الجسر الذي ما زال قيد البناء، عند المفترق المؤدي إلى طريق الشام الرئيسة، يجلس هناك مع عشرات آخرين في انتظار باحث عن عمال تنظيفات أو حمالين أو غير ذلك من المهن البسيطة، ولكثرة الأعداد كانت فرص العمل نادرة.
أخيراً، وبعدما بدأت عوارض الأمراض والنشفان تظهر على كل أفراد العائلة، أخذت عائشة القرار، فهمت أن «لا مكان لها في لبنان»، أقنعت زوجها بضرورة العودة «الموت في بيتي أهون من المرض والجوع والذل هنا». جمعت أغراضها القليلة: بضعة حرامات وفرشات، عرضتها للبيع بسعر رخيص، حملت المبلغ البسيط الذي جمعته وتوجهت إلى السوق الشعبي في المرج، اشترت خستان مؤونة الطريق، وعباءة سوداء طويلة مستعملة وقفزان وبرقع «لزوم السترة تحت سلطة داعش».
مساء ذلك اليوم سلم أفراد العائلة «خيمتهم» لصاحب الأرض، وتوجهوا مشياً حتى وصلوا إلى الطريق الرئيسة، استقلوا سيارة إلى منطقة المصنع ومن هناك ركبوا باصاً صغيراً مغادرين نحو سورية.
في اليوم التالي، تلقت صديق عائشة اتصالاً منها، تطمئنها بأنها صارت في سورية، وأنها متجهة نحو الرقة، وتختم «ادعيلنا»، كان ذلك هو الإتصال الأخير، ولا أحد يعرف أي شيء عن عائشة وعائلتها.
أم فهد، لم تخيفها الأزمة في سورية، ولا الأخبار وصور الدماء التي غطت الشاشات، بقيت صامدة في بيتها في الرقة لا تريد أن تترك وطنها، لكن قرارها ذلك لم يصمد، تحت سطوة داعش، هي امرأة محجبة، ابنة «عشيرة مهمة»، خمسينية لها بنات وشاب واحد.
أخيراً، كانت منهمكة ببناء خيمتها قرب شتورة، تمد الحصيرة فوق التراب، وتحمل مع ابنها الحجارة تستخدمها لتثبيت الخيمة، قالت إنها لم تحمل معها شيئاً، بناتها هجرن سورية مع عائلاتهن قبل عام، بقيت مع ابنها وزوجها «بس العيشة مع داعش ما تنحمل» تحكي قصصاً عاشتها تبدو للمستمع كأنها مستقطعة مما شهدته أفغانستان تحت سلطة طالبان والقاعدة والأفغان العرب، كأنها منقولة من ذلك العصر والمكان، شبان بلحاهم الطويلة غير المشذبة وجلابيبهم الوسخة يفرضون «تعاليم الإسلام» يفرضون الملبس والمأكل والمشرب، يراقبون الناس في منازلها، هناك حيث يعيش المدنيون في بيوت أسوارها غير مرتفعة، يتلصص مقاتلو «داعش» على السكان «إذا لاحظوا امرأة بلباس أحمر داخل منزلها يدخلون إليها عنوة يضربون زوجها، ينهرونها، يرمونها بعصي، يكسرون أغراض البيت… يفعلون كل شيء وأي شيء»
أم فهد، ما عادت تحتمل العيش في هذه الظروف، رغم أنها هي نفسها تنتمي لعائلة محافظة ومتدينة، ورغم أنها أدت مناسك الحج قبل سنوات، ورغم كل ما سمعته عن معاناة النازحين في لبنان، إلا أنها قررت أن تعيش هذه التجربة «المذلة… الجوع هنا أهون من سطوة داعش، الحرية حلوة، جئت مع ابني وما زال زوجي وحيداً هناك يحرس بيتاً قد يسقط يوماً ما».

مئات الاكراد يتدفقون من تركيا لمحاربة الاسلاميين في سوريا
بيروت- (أ ف ب): تدفق مئات المقاتلين الأكراد القادمين من تركيا إلى سوريا خلال الأيام الماضية لمقاتلة جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” الذين يحاصرون عين العرب، ثالث مدينة كردية في سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس “عبر ما لا يقل عن 800 مقاتل قادمين من تركيا الحدود السورية خلال الايام الماضية لمؤازرة اخوتهم في عين العرب (كوبان بالكردية) التي يحاصرها تنظيم الدولة الاسلامية”.

الأسد بعد قسم اليمين المرتقب سيطرح نفسه “حصنا” ضد الارهاب وراعي المصالحة السورية
بيروت- (أ ف ب): يتوقع ان يعمل الرئيس السوري بشار الأسد بعد قسم اليمين لولاية ثالثة الخميس على تكريس صورته كرئيس قوي منتصر في مواجهة معارضة تطالب باسقاطه منذ ثلاث سنوات، وعلى كسب ود المتعبين من حرب مدمرة والخائفين من تصاعد نفوذ “الدولة الاسلامية”.
ويرى محللون أن الأسد الذي اعيد انتخابه في الثالث من حزيران/ يونيو في عملية انتخابية نددت بها المعارضة والامم المتحدة ودول غربية، سيواصل ما بدأه لجهة تقديم نفسه امام الغرب ك”حصن” ضد “الارهاب” و”الدولة الاسلامية” التي تزرع الرعب منذ فترة في سوريا كما في العراق.
ويقول الاستاذ الجامعي في العلوم السياسية في جامعة باري-سود خطار ابو دياب لوكالة فرانس برس ان “بشار الاسد يريد ان يعزز موقعه كمنتصر امام حليفيه الايراني والروسي”، معتبرا ان قسم اليمين “سيكون ايضا عرض قوة في مواجهة الدول التي طالبت برحيله” منذ العام 2011، تاريخ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضده.
واضاف ان بشار الاسد سيحاول استغلال مراسيم القسم “من اجل تأكيد شرعية مشكوك بها” من الخارج، و”سيتوجه الى القاعدة الوفية له (في الداخل) لتاكيد ضرورة استمراره حيث هو”.
ويقول مدير مركز الابحاث الاستراتيجية في دمشق بسام ابو عبدالله ان مسألة تنحي الاسد “باتت موضوعا منتهيا وساقطا. حتى الحديث الاميركي في هذا الموضوع انتهى، على الرغم من ان الولايات المتحدة كانت الاكثر تكرارا لهذا الحديث. (…) في السعودية وقطر انتهى ايضا هذا الحديث. الجميع في انتظار تسويات كبرى في المنطقة”.
على خط المعارضة، يقول عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار لوكالة فرانس برس ان “بشار الاسد مستمر في الايحاء بانه رئيس شرعي على الرغم من كل ما جرى في سوريا، على الرغم من كل الضحايا والمجازر”، مضيفا “انه يتمسك بمظاهر الشرعية” كالانتخابات وقسم اليمين.
ويرى نشار ان الاسد “يريد ان يرسل رسالة مفادها انه لن يتخلى عن السلطة باي شكل من الاشكال”.
وشهدت المعارضة السورية خلال السنة الفائتة تراجعا كبيرا على الارض، من دون ان تحقق اي مكسب في السياسة.
في موازاة التجديد لبشار الاسد رئيسا وفشل مفاوضات جنيف-2 التي كانت تريد منها التوصل الى تسوية على مرحلة حكم انتقالي في سوريا تبعد الاسد عن السلطة، خسرت المعارضة المسلحة معاقل مهمة لها في حمص (وسط) وريف دمشق (القلمون خصوصا) وشرق مدينة حلب (شمال). ورفعت الصوت اخيرا محذرة من احتمال مهاجمة النظام مدينة حلب.
على جبهة اخرى، خسرت المعارضة المسلحة في اسابيع مجمل محافظة دير الزور (شرق) ازاء تقدم سريع لتنظيم “الدولة الاسلامية” الذي اعلن اقامة “الخلافة الاسلامية” واستولى على مساحات شاسعة في شمال وغرب العراق الحدودي مع شرق سوريا.
وتصب كل هذه التطورات في صالح نظام بشار الاسد الذي يرفض من بداية النزاع الاقرار بوجود حركة احتجاجية شعبية ضده، متحدثا عن “مؤامرة” على سوريا تنفذها “مجموعات ارهابية” بتمويل خارجي.
ويحظى نظام الاسد بدعم ثابت من مقاتلي حزب الله الموجودين على مختلف الجبهات ومن طهران وموسكو اللتين تزودانه بالمال والسلاح. في المقابل، لم يتجاوب الغرب قط مع مطلب المعارضة السورية المزمن بمدها باسلحة نوعية لاقامة نوع من التوازن مع قوات النظام التي تملك ترسانة ضخمة من الاسلحة الثقيلة واسطولا كبيرا من الطائرات.
ويقول مدير مركز “بوكينغز″ للابحاث في الدوحة سلمان شيخ “الاسد في موقع قوة الآن”، مضيفا انه سيحاول، بعد قسم اليمين، العمل على “الشريحة الرمادية” من السوريين، (اي الذين لديهم نظرة ناقدة الى طرفي النزاع) عبر الترويج لفكرة “الحوار” وشدهم اليه. ويضيف “سيحاول ان يمد اليد ولو في الظاهر لاقناع المترددين”.
الا انه يشدد على ان النظام “يبقى حكومة حرب”، و”المعارضون لن يتوقفوا عن القتال”.
ويرى الباحث في العلاقات الدولية والاستراتيجية في معهد “ايريس″ الفرنسي كريم بيطار من جهته ان الاسد سيستثمر مسالة الخوف من الجهاديين، ويواصل عملياته العسكرية.
ويقول “يأمل بان تجاوزات الدولة الاسلامية ستساهم في جعله يكسب ود اناس تعبوا من ثلاث سنوات من الحرب”، و”سيواصل الاستثمار في الهاجس الغربي تجاه التطرف الاسلامي ويطرح نفسه شريكا في مكافحة الدولة الاسلامية”.
لكن بيطار يشير الى ان الاسد “سيواصل في الوقت نفسه استراتيجيته في قمع الانتفاضة ضده، عبر تعزيز وجوده وقوته على محاور الطرق الرئيسية والمدن، مع احتمال (…) ان يتخلى عن شرق البلاد” الذي بات في الجزء الاكبر منه تحت سيطرة “الدولة الاسلامية”.
ويرى المحللون ان الاسد، على الرغم مما تبدو عليه الامور حاليا، لن ينجح في اعادة الامور كما كانت عليها قبل بدء النزاع. فتلك الصفحة قد طويت.
ويقول بيطار “اهرقت دماء كثيرة (…). مهما كانت نجاحاته العسكرية، لن يتمكن من استعادة شرعيته في نظر شريحة واسعة من الشعب. هذا انتصار على انقاض بلد لن يقبل بالعودة الى الامر الواقع السابق”.
وحتى في حال نجح الاسد في ارساء حوار ما في الداخل قريبا، يقول سلمان شيخ ان “نهاية النزاع ستستغرق سنة او اثنتين”.

مجلس الأمن يعتمد قرارا لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود دون موافقة دمشق
31 قتيلا وجريحا لحزب الله في معارك مع المعارضة السورية
بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: تجددت بعد ظهر الاثنين الاشتباكات في جرود عرسال وفي السلسلة الشرقية للبنان بين عناصر حزب الله ومقاتلين من المعارضة السورية بينهم «جبهة النصرة» بعد أنباء عن سقوط 7 قتلى لحزب الله بحسب»المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أعلن أنهم قتلوا في معركة مع مسلحين سوريين في معركة نشبت الاحد بين منطقتي رأس المعرة السورية وعرسال.
وأشار المرصد الى أن عدد قتلى وجرحى الحزب بلغ 31، فيما قتل 16 على الاقل من المسلحين.وأكد المرصد أن حزب الله أسر 14 مسلحاً ينتمون لعدد من الجماعات الإسلامية من ضمنها «جبهة النصرة».
وأشار رامي عبد الرحمن رئيس المرصد الى ان «الجيش السوري وحزب الله يسيطرون على المنطقة ولكنهم لا يسيطرون على كل مغارة وكل جبل وان هناك الكثير من المناطق التي يمكن أن يختبىء فيها المقاتلون في الجبال».
وعرف من قتلى حزب الله السبعة : نديم محمد يوسف المقداد من بلدة مقنة البقاعية، زكريا فيصل سجد من الهرمل، محمد علي حمودي من خربة سلم، بلال محمد كسرواني من النبطية وهو من سكان بيروت، يحيى الزركلي من بعلبك (أبو فضل )، وعلي حسين النمر.
من جهة اخـــرى اعتمد مجلس الأمن الدولي امس الاثنين قرارا يجيز تسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى السوريين الذين في حاجة ماسة إلى الغذاء والدواء، دون الحصول على موافقة سلطات نظام بشار الأسد، بحسب نص قرار للمجلس.
ويتيح القرار، الذي حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحـــدة استخدام الطرق عبر خطوط النزاع وأربعة معابر حدودية، منها اثنان مع تركيا، وثالث مع العــــراق والأخير مع الأردن، لـتوصيل المساعـــدات إلى السوريين.
وأعدت مشروع القـــرار كل من أستراليا ولوكسمبورغ والأردن، واستغرقت المفاوضات بشأنه أكثر من شهر.
وحذر النظام السوري، عند بدء الحديث عن مشروع القرار، من أنه قد يقصف القوافل التي تدخل الأراضي السورية دون الحصول على إذن منه.
ومن أجل إقناع روسيا والصين، الداعمتين لنظام الأسد، بالتصويت لصالح مشروع القرار، حُذفت من المشروع إشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح باستخدام القوة العسكرية في حال عدم تنفيذ القرار.
وينص القرار على العودة إلى مجلس الأمن في حال عدم تطبيق القرار، من أجل إصدار قرار جديد من المجلس بخصوص الإجراءات الواجب اتباعها.

لاجئون سوريون لا يجدون سوى حظائر الحيوانات في مدينة حلب
ياسين رائد الحلبي
عندان – ريف حلب ـ «القدس العربي» القصف المتواصل بالبراميل المتفجرة من الطيران الحربي والمروحي أدى الى موجة نزوح لمعظم مدن الريف الشمالي في حلب، حيث لم يبق في تلك المدن إلا القليل من السكان ما لا يتجاوز عددهم المئات، وذلك وسط ظروف صعبة كإنقطاع الكهرباء تارة والمياه تارة اخرى.
أبو عمر احد الذين هجروا تلك المنطـــقة في موجة النزوح، ولم يتخيل هو وغيره يوماً ان يصل الأمر بالسوريين ان تصبح مرابط الخيول وحظائر المواشي اماكن لإقامتهم !
نزحت عائلة أبو عمر من مدينة عندان، وذلك بسبب القصف اليومي بالبراميل المتفجرة، في الأيام الاولى للقصف كان ابو عمر يخرج من بيته مع أطفاله في الليل فقط، لأن الطيران لم يكن يقصف الا ليلاً في باديء الأمر، وكان يتوجه بسيارته «السوزوكي» مع أطفاله إلى الجبال المطلة على عندان ويقضي ليلته هناك مع أطفاله، حيث كانوا يشاهدون انفجارات البراميل على مدينتهم عن بعد، ويتصل ابو عمر بمن بقوا في المدينة ليعلم اين سقط البرميل ومن اصيب وامن استشهد .
يقول أبو عمر لـ»القدس العربي»: بعد ان بدأ الثوار معركة تحرير المخابرات الجوية، واستطاعو التقدم بقوة في تلك المنطقة جن جنون النظام ولم يستطع ايقاف زحف الثوار فما كان إلا ان يقصف المدن الثائرة في الريف الشمالي، وذلك عقوبة لأهلها وتشريدا لأطفالها ونسائها، في البداية اقتصر امرنا على النزوح ليلا، وفي النهار كنا نعود الى منزلنا لعدم وجود مأوى نلجأ له فكل المناطق تقصف لم يعد هناك امان بأي منطقة الى اين ننزح؟ الى أين اذهب بأطفالي وزوجتي ووالدتي؟ لم تبق منطقة لم تقصف .
بعدها بدأ النظام بقصف المدن والبلدات بالبراميل على مدار الساعة حيث وصل الأمر الى أن تصل الى سماء الريف الشمالي اربع مروحيات وطائرة حربية، ما أدى لعدم امكانية عودة أبو عمر نهاراً الى المنزل وعدم امكانية البقاء في الجبال تحت حر الشمس وبرد الليل. جاء احد الأقرباء ليقول له ان لديه حظيرة للمواشي ومربط للخيول كان يستخدمها قبل ان يبيع المواشي والخيول، وللحظات الأولى ابو عمر لم يوافق لكنه الملجأ الوحيد له، خاصة ان هذه المزرعة بعيدة عن اماكن القصف والتوتر وهي آمنة ما اجبره الى النزوح اليها.
عمر والبالغ من العمر 19 عام يقول: عندما وصلنا إلى مربط الخيول والحظيرة كانت متسخة جداً قمت مع والدي وامي واخوتي بتنظيفها وقمنا باصلاح ارضها وتحويل ما كان يستخدم في تلك المزرعة لاشياء نستخدمها كالبراميل اصبحت طاولات لاغراضنا، وايضاً قمت بتمديد كبل دش لنشاهد قنوات التلفاز والاخبار ومن ثم وصلت الينا من معبر باب السلامة خيم جيدة فقمنا بنصبها داخل مرابط الخيول وقمنا بمدها، وقبلنا بالأمر الواقع وتابعنا معيشتنا.
حياة السوريين لم تتوقف على الحظائر والمرابط التي حولت الى منازل، أكــــثر ما يقلق العائلات السورية النازحة هو انتشار الأمراض المعدية بسبب قلة النظافة في تلك الاماكن التي ينزحون اليها وبالاضافة إلى ذلك صعوبة تأمين الحياة المعيشية واضطرار بعضهم الى الذهاب الى تركيا وتأمين مدخول العائلة الشهري، ولكن يبقى اكــــثر ما يثير المخاوف هو انتشار الأمراض نتيجة جلوس العائلات في اماكن غير صحية وغير مهيئة لحياة البشر بالأصل في مثل هذه المناطق .

سورية: “الجبهة الإسلامية” تدعو لـ”اصطفاف في كيان جامع”
حلب ــ مصطفى محمد
طالبت “الجبهة الإسلامية”، في بيان، بإعادة هيكلة هيئة أركان الجيش السوري الحر، مؤكدة “ضرورة إشراك كل الفصائل الفاعلة على الأرض في التشكيلة الجديدة، بهدف الخروج من المعمعة الدائرة بين المجلس العسكري والحكومة المؤقتة”.

وشددت الجبهة، في بيانها، على ضرورة محاسبة “المسيئين في المرحلة السابقة، الذين أهدروا أموال الثورة، والذين دعموا أطرافاً دون غيرها، لمصالح شخصية”.

وقال عضو الهيئة السياسية في “الجبهة الإسلامية”، محمد بشير لـ”العربي الجديد”، إن “البيان يمثل دعوة لاصطفاف ثوري في كيان جامع، بعيد عن التجاذبات السياسية والإيديولوجية، وخطوة أولية لتشكيل كيان عسكري واحد، يقود العمل العسكري بشكل محترف”.

وأكد بشير ضرورة “تجاوز الأخطاء السابقة، مثل تحييد القوى الفاعلة، والمحاصصة على أساس المناطقية، أو على أساس السياسة، والإقصاء لأطراف بسبب الفكر”.

محمد بشير: بيان الجبهة الإسلامية خطوة أولية لتشكيل كيان عسكري واحد يقود العمل العسكري بشكل محترف

وأوضح بشير أن التجاذبات الأخيرة التي دارت بعد إقالة عبد الإله البشير من رئاسة الأركان، وحل الحكومة المؤقتة، المجلس العسكري، ورد الأخير بأن الإقالة ليست من صلاحيات الحكومة، وغيرها من التجاذبات، هي التي حتمت توقيت هذا البيان.

وكشف بشير عن تجاوب من معظم الفصائل مع هذه الدعوة، معرباً عن أمله في أن يُترجم هذا البيان إلى تشكيل كيان قوي، من دون تدخل أجندات خارجية تفرض مصالحها بعيداً عن مصالح الثورة والشعب السوري.

من جانبه، وصف المدير المالي لـ”الجبهة الإسلامية”، حازم الصالح، البيان بـ”الخطوة الإصلاحية”، مؤكداً ضرورة تعيين قادة منتمين للواقع الداخلي السوري، مهمتهم التواصل وتوزيع الدعم وفق ما تتطلبه الحالة الطارئة للجبهات، مع قوات النظام.

وكان رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، قد أصدر قراراً، أواخر الشهر الماضي، يقضي بحل مجلس القيادة العسكرية العليا، وإحالة أعضائه إلى هيئة الرقابة المالية، والإدارية.

لكن قيادة المجلس العسكري رفضت القرار، واعتبرت أنه يقع خارج صلاحيات الحكومة. ولا تزال حالة الجدل تسيطر حتى الآن ضمن أوساط المعارضة السياسية والعسكرية حول هذا الموضوع.

من ناحية أخرى، وصفت بعض الأوساط المحلية، البيان الأخير لـ”الجبهة الاسلامية”، بأنه “لإثبات الوجود فقط، ومحاولة لإسقاط حالة الفشل العسكري في أغلب الجبهات، على أطراف غير معنية، أو مغيبة أساساً”.

في هذا الوقت اعتبر مستشار محكمة النقض السورية المنشق، القاضي حسين حمادة، أن الحل يكمن في “توحيد الفصائل المقاتلة على مستوى كل محافظة، وعدا ذلك نحن نذهب إلى مشاريع أخرى، لا تخدم أهداف الثورة”.

وكشف عن مشروع توحيدي على مستوى مدينة حلب وريفها، من دون الإفصاح عن توقيت إعلانه.

وتعد الجبهة الإسلامية إحدى أكبر فصائل المعارضة في الساحة السورية، وهي تجمع فصائل عدة، من أهمها “لواء التوحيد”، و”حركة أحرار الشام”، و”جيش الإسلام”، و”صقور الشام”.

الهرمل: كأن الحرب السورية هنا
حسن الساحلي
تفرض الحرب السورية على المناطق المحاذية للحدود بين لبنان وسوريا متغيرات حادّة. وهذا ما يظهر واضحاً في الهرمل، حيث تظهر هذه المتغيرات مع تطور مجريات المعارك على الضفة الأخرى للحدود. فالمتغير الأمني يقفز إلى الواجهة بعد أن فجرت في الهرمل ثلاث سيارات مفخخة، وتعرضت المنطقة لقصف بعشرات الصواريخ. ويظهر القلق الأمني الدائم من خلال السواتر الترابية المنتشرة في المدينة، وفي ازدياد ملحوظ لحملة السلاح بين أبناء المدينة، ولاسيما بين أبناء العائلات غير المحسوبة عادة على العشائر.
أما المتغير الإقتصادي فترافق مع معارك القصير وحمص، إذ قطعت العلاقات خلالها مع مناطق لطالما اعتمدت الهرمل عليها في تبادلاتها التجارية، استيرادا و تصديرا، ما آذى بشكل أساسي القطاع الزراعي، وانعكس تراجعا ملحوظاً على اقتصاد المنطقة.
إنتشار السلاح
حفزت الحرب السورية، بتداعياتها، على حدوث نوع من ردّة اجتماعية وقيمية تبدت في ازدياد ظهور السلاح الفردي وتزايد ملحوظ في عدد المشاكل والصراعات وأعمال الثأر بين العشائر، في ظل غياب كامل للدولة حيث بات الاعتماد على الأمن الذاتي، أساسياً.
يقول علي (إسم مستعار)، وهو شاب من الهرمل، إنّ “الخوف يلعب دوراً أساسياً في حيازة السلاح الفردي هنا، حيث الجميع خائف من الانتحاريين والتكفيريين. إننا في حرب ويجب على الشباب أن يكونوا حاضرين دائما لأي طارئ”. يضيف: “شراء السلاح لم يكن صعباً قبل الحرب السورية بيد أنه هذه الأيام يباع علناً ويمكن الحصول عليه بأرخص الأسعار”.
ازياد التسلّح ترافق مع ازدياد أعداد قتلى “حزب الله” في المعارك السورية. يقول رامي (إسم مستعار)، وهو موظف في القطاع العام، إنه “ومنذ بداية الثورة السورية وهامش الرأي الآخر في المدينة يضيق، مَن ينتقد تدخل الحزب في سوريا يجابه بالتخوين”. ويؤكد أن “الكتلة المنتقدة لمشاركة الحزب كبيرة في الهرمل، لكنّها لا تعبّر عن نفسها بسبب أجواء التوتر، ولاسيما أن العشائر، المعارضة تاريخياً للحزب، إنضوت نسبيا منذ زمن قريب تحت رايته بعد تداخل مصالح بعض النافذين فيها مع مصالحه وسياساته”. ويبرز هذا الأمر جزئياً في إفادة بعض النافذين من حرب القصير وسيطرة الحزب على المنطقة”.
يقول رامي: “ذهبت مجموعة من السارقين واستثمرت أراضي القصير الزراعية، وصودرت منتجاتها الزراعية والحيوانية مثل المشمش والبقر، وقطعت كثير من أشجار بساتينها وجلبت إلى الهرمل للإتجار بها”. لكن لا يمكن القول إن هذه الأفعال شكلت “حالة” اقتصادية في المنطقة، إذ أنها اقتصرت على القائمين بها، وكانت مسألة وقتية، وفق رامي
تدهور الاقتصاد
يقول محمد محفوظ وهو مالك لمتاجر عدّة في الهرمل إن “توقف الأسواق في حمص والقصير أثر سلباً على الأعمال التجارية عامة، إذ انتقلت إلى شراء البضائع من السوق اللبناني المرتفعة أسعارها مقارنة بالسوق السورية، ما قلل هامش الربح. هذا إضافة إلى قطع الطريق على تصدير منتجات الهرمل الزراعية إلى السوق الخليجية عبر سوريا، وكذلك تلقى قطاع تجارة الأسماك ضربة قاسية إذ كان معظم الانتاج يصدّر الى حمص ومناطق سورية أخرى”.
للمزارعين في جرود الهرمل. ويقول أحد “المستثمرين” في زراعة الحشيشة أن “الحرب السورية قطعت معظم طرق التهريب الأساسية، ما دفع التجار إلى عدم شراء المحاصيل التي خفّ الطلب عليها، وذلك مقابل ازدهار تجارات أخرى من المخدرات تسهل طرق تهريبها، وهذا ما ساهم في تراكم محاصيل الحشيشة لهذه السنة وانخفاض أسعارها إلى إرقام قياسية”.
ويستمر تعطّل القطاع السياحي على ضفاف نهر العاصي منذ بداية الأحداث السورية. ويعتبر محمد ناصرالدين، وهو أحد المستثمرين في المجال السياحي على ضفاف العاصي، أن للمتغير الأمني “آثاراً كبيرة على القطاع الذي تضرر بشكل كبير، وقد كان يؤمن مداخيل لمئات العائلات، خصوصاً بعد ازدهار رياضة الرافتينغ في السنوات الماضية، والتي توقّفت مع بداية الأحداث”. يضيف: “لولا مداخيل موظفي الدولة ومتفرغي حزب الله في المؤسسات الأمنية والاجتماعية لكان الوضع الاقتصادي كارثياً”.

القلمون: المعارضة السورية تستنزف حزب الله
لوسي بارسخيان
نعى “حزب الله” أمس الأحد، ستة من مقاتليه الذين سقطوا في “صد هجوم قامت به مجموعات تابعة لجبهة النصرة في جرود عرسال والجرود المتاخمة للقرى اللبنانية البقاعية” كما جاء في بيانه، ثم عاد اليوم الإثنين لينعي أربعة آخرين، ليُقر ضمنياً باستدراجه “المجموعات المقاتلة” الى داخل الاراضي اللبنانية، بعد ان طاردهم اولا في القصير ومن ثم على جبهة القلمون لتأمين استعادة سيطرة النظام السوري عليها.
عملياً، تتركز معارك حزب الله منذ نحو اسبوع في الجرود الجبلية الفاصلة بين عرسال ويونين اللبنانية ورأس المعرة السورية، انما داخل الحدود اللبنانية. هذه الحدود المستباحة ايضا من قبل الطيران الحربي السوري، الذي أمن خلال الايام الماضية غطاء جويا لمقاتلي حزب الله، وشن ثلاث غارات متتالية على المنطقة قرابة الثانية من بعد منتصف ليل الأحد، قبل ان تهدأ الامور نسبيا صباح الإثنين.
بحسب مصادر مطلعة على ما يجري في القلمون، فإن حزب الله يخطط لمحاصرة مقاتلي المعارضة السورية في ملجئهم الذي دفعوا اليه اثر المعارك الطاحنة في جبهات القلمون: يبرود وقارة والنبك ودير عطية وجبهة القصير وغيرها من قرى حمص المتاخمة للحدود، وبين هؤلاء عدد كبير من القياديين. ويستخدم الحزب في المعركة بحسب المعلومات صواريخ من نوع كونكورس (konkurs) والمصممة للتعامل مع الاهداف الثابتة والمتحركة والتي يتراوح مداها بين 70 متراً و4 كيلومترات وصواريخ الكورنيت التي تتعامل مع الدبابات، الى جانب استخدامه الرشاشات واعتدة ثقيلة تتناسب مع طبيعة الموقع الجغرافي لساحة المعركة بين هضاب جبلية.
في المقابل، يهدف الثوار من خلال المواجهة، الى استنزاف قدرة حزب الله تحديدا، ودفعه للتراجع عن التدخل في معارك القلمون، تمهيدا لتأمين استعادة أسهل لقرى حدودية لا يزال معارضو النظام يملكون القدرة للسيطرة عليها كيبرود وقاره والنبك.
تعتبر المعارضة السورية ان ما يحاول حزب الله القيام به من خلال معركته المفتوحة منذ اسبوع، هو قطع امدادات التموين الغذائي التي بات المقاتلون يعتمدون عليها بشكل اساسي من الداخل اللبناني. وتؤكد المصادر ان هذا التموين يتم عبر لاجئين مدنيين الى الاراضي اللبنانية، ينقلون الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية عبر عرسال، حيث منع الجيش اللبناني احداها من متابعة الطريق قبل ايام.
الا انه بحسب المصادر، فإن هدوء الجبهة منذ ما بعد فجر الاثنين، سببه الخسائر البشرية الفادحة التي مني بها الحزب خلال الايام الاولى من المعركة المفتوحة في الجرود الفاصلة بين عرسال والقلمون، بعد ان فوجىء بالكمين الذي نصب له في المنطقة. وبحسب ابو الهدى الحمصي الناشط الاعلامي على جبهة القلمون، فإن الحزب ترك عددا من ضحاياه الذين لم يتمكن احد، سواء من مقاتليه او من الثوار، من الوصول اليهم بسبب كثافة النيران التي رافقت العملية الاخيرة.
و يتحدث الحمصي عن 5 قتلى ايضا في صفوف المقاتلين السوريين ثلاثة منهم نقلوا الى مستشفى عرسال الميداني كما افاد ناجي الفليطي احد الناشطين في الايواء الانساني للاجئين في بلدة عرسال الى جانب 4 جرحى اخرين. ويؤكد الحمصي ايضا احتجاز “جثث لمقاتلي حزب الله يفاوض على استردادها مقابل مبالغ مالية”. ولا سيما في المنطقة الحدودية الفاصلة عن بلدة نحلة البقاعية.
في المقابل، تجمع الاراء المطلعة على جبهة القلمون ان حزب الله اوقع نفسه في وكر “الدبابير” من خلال المعارك المستمرة قرب الحدود الشرقية اللبنانية منذ اكثر من سنة. ولا تشير التطورات الى ان هذه المعارك ستصل الى نهاية، من دون مزيد من توريط لبنان بالملف السوري المشتعل. لأن ما تخوضه المعارضة السورية المسلحة في جرود عرسال بحسب الحمصي، هو معركة استنزاف لحزب الله، اما ان يتراجع عن ملاحقة المعارضين في ملاجئهم ويتراجع عن تدخله الى جانب النظام في الاراضي السورية، واما ان يستدرج ردود الفعل المؤلمة في الداخل اللبناني، لافتا الى ان اعداد المقاتلين الكبيرة في المنطقة الحدودية الفاصلة بين القلمون وعرسال، كافية لارباك لبنان اذا ما استمر تدخل حزب الله لمصلحة النظام السوري. ما يشرع الباب بالتالي امام الجهات المتطرفة، التي لوحت باستهداف مباشر للاراضي اللبنانية.
ما يصور عن المعارك الدائرة مع معارضي النظام على انه قتال مع المجموعات المتطرفة، ليس سوى ذريعة لدخول هؤلاء بقوة الى الساحة اللبنانية، فيما حزب الله كما يؤكد الحمصي، اثبت انه غير قادر على الخروج بمعركة نظيفة في الجرود الجبلية التي احتمى بها الثوار. والدليل هو حجم الخسائر الكبيرة التي مني بها في اليومين الاخيرين.
ولكن، الى اي حد سيكون مقاتلو المعارضة السورية بالمقابل قادرين على الصمود في المنطقة اذا ما استمر التضييق العسكري الواسع عليهم، خصوصا انهم باتوا محاصرين عمليا بين ناري النظام السوري، الذي سيطر على معظم قرى جبهة القلمون، وحزب الله الذي وجد له منفذا عبر يونين ونحلة الى جرود عرسال الجبلية؟
تقول المصادر ان التجهيزات العسكرية الموجودة لدى مقاتلي المعارضة السورية تسمح لهم بالصمود لاكثر من سنة اذا ما استمر الوضع على حاله، وانما القلق هو من خسارة معابر التموين الغذائي، وبالتالي فإن اي محاولة لمحاصرتها سيدفع بهؤلاء الى التوجه للاراضي اللبنانية، عبر المنافذ المتوفرة، سواء لجهة عرسال او الطفيل او حتى نحلة. وهذا من شأنه ان يستدرج لبنان الى مزيد من التورط باحداث سوريا ويفتح جبهات مع حزب الله داخل الاراضي اللبنانية.
ويبدو ان حزب الله قد وضع هذا الامر من ضمن حساباته، عندما لجأ الى استعراض القوة الذي قام به الاسبوع الماضي في اللبوة، في محاولة لتوجيه الرسالة الى عرسال اولا، والتلويح امامها باللجوء الى القوة المفرطة اذا ما استخدمت منافذها للثوار. هذه التطورات، لا بد ان ترفع منسوب التوتر في المنطقة بعد فترة من الهدوء النسبي، الامر الذي ترجم اليوم الإثنين من خلال حادثة اطلاق النار على احد ابناء عرسال خالد الحجيري والذي جاء نتيجة للتشنج الذي تعيشه القرى الشيعية جراء مجالس العزاء التي اقيمت لقتلاها ومن بين هؤلاء ثلاثة من منطقة البقاع تحديداً.

معارك القلمون: عرسال تتوقع الأسوأ
محمد شبارو
إنتقلت معركة جرود القلمون الى جرود عرسال. لم يكن أحد يتوقع أن يتم تحييد هذه الجرود عن المعركة الطاحنة بين “حزب الله” والجيش السوري من جهة وبين المعارضة السورية المسلحة من جهة أخرى. كان محسوماً أن تصل نيران القلمون الى جرود عرسال. الوقائع الميدانية أكدت هذا الخيار وإن بقيت التطورات المستقبلية قيد التكهنات.
في الوقائع الميدانية، حاصر “حزب الله” المسلحين في جرود نحلة الموازية لجرود عرسال، حيث يتكفل الطيران السوري بقصف الأهداف المتحركة. وفق مصادر مطلعة على ما يدور خلف الحدود أضحت المعارك بين الطرفين تأخذ شكل المحاور بعد أن كانت متنقلة بغية استهداف وإرهاق “حزب الله”. وإن كانت وتيرة العارك أضحت متقطعة نسبياً إلا أن “المدن” علمت أن “حزب الله” يحشد من أجل تدعيم مواقعه تمهيداً لمعركة قد تكون طويلة.
وإن كان واقع المعركة اتخذ ابعاداً جديدة، إلا أنها تبدو في سياق محاولة فتح خطوط التواصل بين الجانبين من أجل تبادل الأسرى، إذ علمت “المدن” أن لدى الحزب أسيرين من المعارضة السورية المسلحة، فيما تحتجز الأخيرة ثمانية جثث لمقاتلي الحزب، وجاري العمل على فتح باب تفاوض بين الطرفين من أجل إجراء عملية تبادل بينهما.
هذا الواقع الميداني يرجح وفق المصادر إنتقال المعركة الى جرود عرسال حيث الملاذ الوحيد المتبقي للمسلحين بعد أن سدت المنافذ الأخرى وطرق الإمداد، مما يعني حكماً أن المعركة ستنتقل الى عرسال قريباً إلا إذا نجح “حزب الله” في حسمها بالتعاون مع الطيران الحربي السوري وهو ما تستبعده المصادر نظراً الى طبيعة المنطقة الجغرافية والتضاريس التي تجعل المعركة صعبة جداً.
وعورة القلمون هذه، لن تمكن “حزب الله” من الحسم كما حصل في يبرود ورنكوس والقصير سابقاً، لأن المعركة ليست واضحة ومحددة كما حصل في السابق في مدن وقرى القلمون التي استرجعها الحزب والنظام السوري. تقول المصادر، وتجزم أن الحديث عن إنتقال المعركة إلى جرود عرسال أضحى تحصيل حاصل. فما حصل اليوم الثلاثاء تحديداً، يؤكد أن المعركة فعلياً إنتقلت، اذ إن الطيران الحربي السوري شن غارات مكثفة، على منطقتي وادي الزمراني والعجرم في جرود عرسال، مستهدفاً مجموعات مسلحة في الجرود المحاذية للحدود اللبنانية السورية.
اضافة الى نشاط الطيران السوري، سجل سقوط صاروخين في الجرود في محلة وادي الهوى المحاذية لجرود نحلة في احد البساتين، وتقول المصادر أن مطلقها هو “حزب الله”. وتشير إلى اصابة خمسة لبنانيين يعملون في الزراعة اضافة الى إثنين من التابعية السورية اصابة أحدهما خطيرة.
إلى الآن، تدور المعارك وفق المصادر على أطراف جرود عرسال، وبإنتظار التوقيت، تؤكد المصادر أن المعارضة المسلحة تخوض حرب استنزاف واضحة مع “حزب الله” الذي تكبد الكثير من الخسائر ان كان بسبب المواجهات المباشرة او بسبب الكمائن التي تنصب، وهو ما يرجح أن تنتقل المعركة الى الداخل اللبناني أي جرود عرسال وغيرها من النقاط الحدودية وحتى ابعد، إن نجح “حزب الله” في قطع جميع الإمدادات ومحاصرة المعارضة لأنه عندها تكون أمام خيار وحيد.
وتلفت المصادر إلى أن أعداد المقاتلين في صفوف المعارضة السورية، ووجود قياديين من ضمنهم، يشير إلى صعوبة هذه المعركة وإلى خطورتها ليس فقط على الحدود، وفي سياق الحديث عن الوضع الداخلي وتحديداً البقاع، تشير المصادر الى أن الخطة الأمنية التي أقرتها حكومة الرئيس تمام سلام مؤخراً أضحت في خبر كان. وتلفت الى أن الإحتقان في قرى البقاع على خلفية طائفية بلغ اليوم ذروته، بعد أن تم ضبطه في الفترة الأخيرة بعد تأليف الحكومة.
سبب الإحتقان يعود أساساً الى الواقع القلموني والمعارك المحتدمة. الخسائر البشرية التي مني بها الحزب في هذه المعركة تركت استياء لدى أكثر من قرية شيعية قتل لها أبناء فيها، وترى أن عرسال هي حجر العثرة أمام حسم المعركة. الإحتقان هذا بدأ يأخذ شكل استفزازات تجاه أهالي عرسال والتعرض لبعضهم، ما ولد احتقاناً آخر لدى العرساليين الذين يشاهدون بوضوح العراضات العسكرية والمواكب المتوجهة الى سوريا للقتال وأمام مرأى ومسمع القوى الأمنية والجيش اللبناني المولجين بتنفيذ الخطة الأمنية البقاعية.
يتخوف العرساليون وفق مصادر مطلعة في المدينة من خطرين: الأول، الحرب الدائرة بقربهم في نحلة وجرودها واحتمال انتقالها الى جرودهم، والثاني، خطر الفتنة السنية – الشيعية مما يجعل عرسال وفق ما يقولون محاصرة بين خطرين داهمين فيما الدولة تتفرج.
تختصر المصادر العرسالية بالقول: “عرسال ضحية حزب الله والأزمة السورية”.

مجلس الامن: التدخل الانساني في سوريا
على الرغم من تحذير سوريا من أنها تعتبر إيصال المساعدات تعدياً على أراضيها، وافق مجلس الأمن الدولي الإثنين، على إدخال مساعدات إنسانية من دون موافقة الحكومة السورية. وذلك عبر أربعة معابر حدودية من تركيا والعراق والأردن، تقود إلى مناطق يسيطر عليها المعارضون.

وينص القرار رقم 2165 والصادر بالإجماع، على السماح بإيصال المساعدات إلى المحتاجين في سوريا “باستخدام الطرق المباشرة دون قيد أو شرط لجميع المحتاجين وبدون تمييز”. ويقضي بإنشاء آلية مراقبة تحت سلطة الأمين العام للأمم المتحدة على مدى 180 يوماً، لتحميل قوافل المعونة في الدول المجاورة، والتي ستبلغ السلطات السورية “بالطبيعة الإنسانية لشحنات الإغاثة هذه”. ويسمح القرار بتسليم المساعدات عبر خطوط الصراع. ويسمح القرار بتسليم المعونات عبر معبر اليعربية على الحدود العراقية، والرمثا على الحدود مع الأردن، وباب السلام وباب الهوا على الحدود مع تركيا.

وقالت سفيرة لوكسمبورج في الأمم المتحدة بعد التصويت على القرار الذي وضعت مسودته لوكسمبورج واستراليا والأردن “لن تكون هناك حاجة إلى موافقة السلطات السورية بعد الآن”. في حين اتهمت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نظام الرئيس الأسد باستغلال رفض دخول المساعدات “كسلاح آخر في ترسانتها القاسية والمدمرة ضد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.” مضيفة أنه يتعين على المجلس أن يستعد للقيام بعمل حاسم إذا فشلت أطراف الصراع، وخاصة نظام الأسد، في الامتثال له.

من جهته، قال سفير روسيا بالأمم المتحدة إنه لا يجوز توصيل المساعدات إلا بموجب المبادىء الإرشادية للأمم المتحدة للإغاثة الانسانية، وهو ما يعني “ضرورة الالتزام الصارم بسيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا.” وأكد دبلوماسيون أن مكتب الشؤون القانونية التابع للأمم المتحدة، يعتقد أن القرار الصادر اليوم، قوي بما يكفي للسماح بعبور المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة من دون موافقة دمشق. وجرى تخفيف صياغة القرار بحيث نص على أن المجلس “يؤكد” بدلاً من “يقرر”، أنه سيتخذ “مزيداً من التدابير في حالة عدم الالتزام”. وسيتعين على مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا إصدار قرار آخر من أجل فرض أي عقوبات.

وبدوره، قال سفير سوريا بالأمم المتحدة إن حكومته تعول على دور حيادي وفعال ورشيد للأمم المتحدة، في التعامل مع الوضع الإنساني في سوريا، وخاصة في ما يتعلق باحترام السيادة السورية. في حين قال الممثل الخاص للائتلاف السوري المعارض بالأمم المتحدة في بيان إن الائتلاف السوري، وشريكه على الأرض الجيش السوري الحر، مستعدان لتسهيل دخول آمن ومباشر الى المناطق “المحررة” الخاضعة لسيطرتهما.

وكانت دمشق قد أبلغت الأمم المتحدة في 18 حزيران/يونيو أن توصيل أي معونات دون موافقة الحكومة السورية ستعتبره الحكومة السورية هجوماً ضد سوريا. مما دفع المشرعين إلى ذكر أن “أي هجومات ضد العاملين الإنسانيين ترقى إلى درجة جرائم الحرب”.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 10.8 مليون شخص في سوريا يحتاجون للمساعدة منهم 4.7 مليون موجودون في مناطق يصعب الوصول إليها.وأسفرت الحرب الأهلية التي دخلت عامها الرابع عن مقتل 170 ألف شخص على الأقل.

هل يمكن إصلاح الائتلاف الوطني السوري؟
بهية مارديني
بالتصدي للفردية والفساد والمال السياسي
يقوم بعض المعارضين السوريين بمساع حثيثة لإنقاذ الائتلاف السوري المعارض من وهنه، وإعادة ترميمه وإصلاحه، وتعزيز عمله، فهل يجدي ذلك؟

قدم نصر الحريري، أمين عام الائتلاف الوطني السوري، وسالم المسلط، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، وموفق نيربية، سفير الائتلاف في الاتحاد الاوروبي، مشروعًا لإصلاح الائتلاف، زاخر بالنقاط القابلة للتنفيذ، والتي يمكن البناء عليها، من أبرزها تطوير الائتلاف ليعمل كمؤسسة ديموقراطية تُغلق الباب على أية أدوار منفردة، أو متسلطة، أو إقصائية، أو فاسدة، تستخدم المحسوبية والمال السياسي.

تفعيل عمل الائتلاف

حضّ المشروع على تفعيل الائتلاف، بحيث يكون لكل عضو دوره ومهمته وفعاليته، من خلال هيئات ولجان ومكاتب مختصة، وعبر خلق أفضل الظروف الممكنة لأعضاء الائتلاف حتى يكونوا قادرين على العطاء.

وأشار المشروع إلى وجوب إعطاء أهمية أولى للداخل السوري، والتصدي لمشكلاته بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع السياسي والمدني والأهلي، معتبرًا أن في سوريا خزانًا من التجمعات والقوى في هذه الميادين في بلادنا، “لا بد من تنشيطها وتشجيعها وتنسيق عملها، والتعامل معها باهتمام كافٍ لتطوير وحدتنا وعملنا المشترك”.

ولفت المشروع إلى ضرورة اعتبار انتقال أعمال الائتلاف وحكومته تدريجًا إلى الداخل مهمة ملحة يجري توفير الظروف اللازمة لتنفيذها في أسرع وقت ممكن.

الاصلاح ليس الحل

وذكر الحريري والمسلط ونيريبة أنه لا بد من تفعيل دور المكونات السورية كلها، وإدماج عملها جميعًا في منظومة واحدة، “تساهم بفعالية من خلال الائتلاف وخارجه، في تحقيق أهداف ثورتنا ومستقبل بلادنا”.

حسن سعدون، المعارض السوري من المعتقلين العشرة على خلفية ربيع دمشق، قال لـ”ايلاف” إن اصلاح الائتلاف ليس الحل، “لأن تشكيل الائتلاف قام على الحسابات الخاطئة وبلا أية استراتيجية ومشروع شامل لمحددات واهداف الثوره ومساراتها”.

ورأى أن الائتلاف كان محاولة من الدولة التي أنشأته لانهاء الثوره، وإلهاء المعارضين ببعضهم، وتسريب الطرح الطائفي والمذهبي، “إلى حجم الفساد النازل بالائتلاف، والاهم من كل ذلك فقدان مصداقية الطرح لدى الداخل نتيجة طول الزمن واختلاط المفاهيم والحمله الاعلامية الشرسة من كل الاطراف”.

وقال: “الائتلاف جسم فاسد، وللأسف جرفه في فساده بعض الشرفاء والانقياء لا يمكن بعد كسر البلور الشفاف تجميعه”.

ليكن جذريًا

وقال الكاتب والمعارض السوري عبد الرحمن مطر لـ”ايلاف”: “ليس من السهل التقدم بمثل هذه السرعة بمشروع اصلاحي للائتلاف الوطني، فثمة ما هو مهم القيام به، اي مراجعة عاجلة لواقع الائتلاف والكشف عن أوجه الخلل فيه، ومعيقات الأداء التي برزت طوال السنة والنصف الماضية من عمر الائتلاف”.

وأضاف مطر: “يمكن التحدث عن مشروع اصلاحي، تقوم أسسه على المكاشفة والمعالجة اقتراح أوجه الاصلاح، ووسائل ذلك، وأن تطرح الأفكار أمام الجمهور السوري بكل وضوح، وان يكون شريكًا في ذلك بصورة حقيقة، وأي اصلاح لا يكون جذريًا فهو لن يكون مجديًا”.

في العلن

وقال مطر: “لم تعد خافية على السوريين الأسباب التي قادت إلى كل هذا الوهن الذي اعترى عمل الائتلاف، ومن خلالها يمكن الانطلاق في أي مشروع للاصلاح”.

ورأى أن المطلوب إعادة البناء من جديد، متضمنًا ذلك اعادة النظر في أنظمة الائتلاف وقوانينه وطريقة صنع القرار، ومكوناته، وان يشتمل على هيئة للرقابة والمتابعة، وإعادة النظر في الاشخاص المكونين له، من حيث اخضاعهم للمحاسبة على الأداء قبل النتائج.

وأكد أنه يجب اظهار كل شئ إلى العلن، “فأية جهود اصلاحية تتم في الغرف المغلقة لن يكون لها قيمة، ويجب أن يتشارك السوريون في اعادة البناء بشكل صحيح”.

لا حاجة لموافقة نظام بشّار الأسد بعد الآن لإنقاذ الملايين
بريطانيا ترحب بقرار إدخال المساعدات الى سوريا
رحبت بريطانيا بتصويت مجلس الأمن بالإجماع على قرار يتيح إدخال مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود السورية دون الحاجة لموافقة نظام بشّار الأسد.

نصر المجالي: قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي سيغادر منصبه الثلاثاء، إن قرار إدخال مساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا يهدف الى كسر سيطرة النظام على إيصال المساعدات. وأضاف أن نظام الأسد فرض سيطرة تامة على طرق إيصال المساعدات، لحرمان ملايين الناس من المواد الغذائية والأدوية.

وأكد هيغ أن الحصول على المساعدات الإنسانية حق، ومنع وصول المساعدات للمحتاجين، والذين يعانون المجاعة، يعتبر جريمة.

ورحب وزير الخارجية البريطاني بالقرار الذي سيتيح ذلك الوصول فوراً إلى 1.3 مليون شخص في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وقال: “وبالتالي يعتبر ذلك خطوة كبيرة في جهود المجتمع الدولي للاستجابة للمعاناة الإنسانية الفظيعة في سوريا”.

وأشار إلى أن الكثير من المحتاجين في سوريا مازالوا محاصرين تمامًا بسبب التكتيك الذي يتبعه النظام لتجويع شعبه أو إجباره على الاستسلام. وبالتالي يجب أن تبدأ عملية إيصال المساعدات عبر الحدود دون أي تأخير.

4 معابر

وسمح مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين من خلال القرار الذي وضعت مسودته اللوكسمبورغ واستراليا والأردن بإدخال مساعدات إنسانية من دون موافقة الحكومة السورية عبر أربعة معابر حدودية من تركيا والعراق والأردن تقود إلى مناطق يسيطر عليها المعارضون.

ويأتي ذلك على الرغم من تحذير سوريا من أنها تعتبر إيصال مثل تلك المساعدات تعديًا على أراضيها. ويسعى قرار مجلس الأمن الجديد للبناء على أسس القرار 2139 بمنح وكالات الأمم المتحدة، وغيرها من الجهات الدولية الأخرى المانحة للمساعدات، سلطة إيصال المساعدات عبر الحدود دون الحصول على موافقة النظام.

وهذا يشمل، على سبيل المثال، وضع مراقبين حدوديين من الأمم المتحدة مسؤولين عن التحقق من سيارات نقل المساعدات قبل دخولها إلى سوريا لضمان أنها تحمل مساعدات فقط.

وكانت وزيرة التنمية الدولية البريطانية أعلنت في 4 تموز (يوليو) تقديم مبلغ 46.7 مليون جنيه استرليني إضافي للمساعدات البريطانية عبر الحدود، وذلك أثناء زيارتها لجنوب تركيا والحدود التركية – السورية، وبذلك يصل إجمالي المساعدات الإنسانية عبر الحدود حتى الآن إلى 122 مليون جنيه استرليني.

في غزّة وسوريا: وحيدون بمواجهة آلة القتل
ريّـان ماجـد
“9 تموز 2014، غزة. مضى هذا النهار في الحداد على الأطفال”. هذا ما كتبه من غزة، المصور الإيطالي أليسيو رومانزي على صفحته على فايسبوك.

عرض الصحافي صوراً التقطها من هناك، لأمير، الطفل الفلسطيني ذي الأعوام الثلاثة عشر، وهو محمول ومغطّى بالأبيض. ولمحمد ذي الأعوام التسعة، الذي قُتل هو وأمه جراء قصف الطيران الإسرائيلي لقطاع غزّة المستمرّ منذ الثامن من هذا الشهر، مغطى بالأبيض هو أيضاً، ينحني فوقه رجل ويقبّله على جبينه.

هناك أيضاً صورة لمحمد آخر قُتل أيضاً جراء القصف، عمره خمس سنوات، ممدد على حديد في “المشرحة”. بدت في صور أخرى وجوه الناس من “دون أقنعة”، في ألمها الحقيقي، وهي تودّع أحباءها.

صور رومانزي في غزّة تشبه تلك التي التقطها أثناء تنقلّه بين حمص ومدن سورية أخرى في العام 2012، وعُرضت في “هنغار أمم” في بيروت. فالموت واحد وإن اختلف القاتل، والوجوه المفجوعة على الأبناء والأحبة واحدة أيضاً.

أودى العدوان على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي بحياة أكثر من 180 شخصاً، 40% منهم أطفال ونساء، وأصاب اكثر من ألف مواطن معظمهم أطفال ونساء أيضاً، ودمّر مئات المنازل بعضها على رؤوس ساكنيها، وكذلك دمّر عدداً من المؤسسات والمقرات الحكومية والأهلية والمساجد والمدارس والأندية الرياضية، “الأمر الذي يظهر وبشكل واضح تعمّداً لاستهداف المدنيين والمنشآت المدنية”، بحسب زينب الغنيمي، الناشطة النسوية ومديرة “مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة” في غزّة.

الغنيمي تحدّثت لـNOW أيضاً عن التهجير واللجوء الذي لحق بسكان القطاع، وعن سماء غزّة التي تضيئها صواريخ الطائرات الإسرائيلية، والرعب والحزن اللذين يصيبان المواطنين هناك.

هذا العدوان الإسرائيلي (الجرف الصامد) على قطاع غزّة جاء جواباً على اختطاف ثلاثة شباب إسرائيلين مراهقين في الضفة الغربية وقتلهم بعد أيام على اختطافهم. وهي عملية أدانها بشدّة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ولم تتبنّها حركة حماس، “المتمسكة بالمصالحة (التي جرت بين منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمود عبّاس وبين حركة حماس منذ ما يقارب الشهرين) وحكومة التوافق الوطني التي نشأت عنها، وتعتبرهما مخرجاً لها”، بحسب مصطفى ابراهيم، الكاتب والناشط الفلسطيني المُقيم في غزة.

لكن الحكومة الإسرائيلية يبدو، بحسب آراء كتاب وديبلوماسيين، أنها اتخذت من جريمة الخطف هذه ذريعة لشنّ هجوم عسكري ومعاقبة المدنيين الفلسطينيين المقيمين في غزّة.

وكان سبق العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهو الثالث بعد عدواني عام 2008 و2012، عملية اختطاف انتقامية لمحمد أبو خضير، ذي الأعوام الخمسة عشر، وقتله بعد حرقه حيّاً، واعتقالات وضرب فلسطينيين آخرين ونداءات تم تناقلها على شبكات التواصل الاجتماعي من إسرائيليين تطالب بالانتقام وتريد “الموت للعرب”.

قالت ليلى شهيد، سفيرة فلسطين في الاتحاد الأوروبي، في مداخلة لها على محطة France 24 في العاشر من هذا الشهر، إنه بعد تعليق إسرائيل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين التي حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إحياءها على مدار التسعة أشهر الماضية، اعتقدت حكومة بنيامين نتنياهو أن بإمكانها أن تحلّ المسائل السياسية بالعمل العسكري، وهي لا تُحل بهذه الطريقة.

ويبدو بالنسبة إليها أن نتنياهو، لمواجهة المصالحة الفلسطينية والحكومة التوافقية والقرار الأوروبي والأميركي في مواصلة العمل مع الحكومة الجديدة، استخدم مأساة اغتيال الإسرائيلين الثلاثة لشنّ عدوان شامل على غزّة.

“حوالى مليون وسبعمئة ألف مدني فلسطيني يعيشون في غزّة، في مساحة يعتبرها الديمغرافيون الأكثر كثافة سكانية في العالم، فكيف يدّعي الاسرائيليّون التمييز وهم يقصفون بطائرات F 16 بين من يُطلق الصواريخ وبين السكان المدنيين”؟ تساءلت شهيد وأضافت أن هذا العنف لن يولّد إلا المزيد من العنف والراديكالية.

تظاهرات كثيرة نُظّمت في بلدان عديدة من العالم للتضامن مع غزّة، إلّا أن المواقف الرسمية، الفرنسية والأميركية خاصة، جاءت داعمة للإسرائيلين و”حقّهم في الدفاع عن أنفسهم”.

من مخيم اليرموك المنكوب في سوريا وحلب المدمرة وعدّة مدن سورية، تضامن سوريون وفلسطينيون مع غزّة. لعلّهم أكثر من يعرف معنى الوحدة في مواجهة العنف الهمجي، ومعنى التخلّي.

بلدة “كفرنبل” السورية، رفعت لافتة تضامن مع غزّة منذ أيام جاء فيها: “غزة يا شريك الموت مللنا الموت عبثاً، آن أن نفهم أن الموت طريقٌ للحياة بوضوح غاياتنا وتوحيد قادتنا”.

حزب الله نشط أكثر في سوريا ويتابع غزة
كثف حزب الله مؤخراً من نشاطاته العسكرية على الجبهة السورية وتحديداً على الحدود اللبنانية السورية، فيما تتابع قياداته باهتمام التطورات في غزة من خلال التواصل مع القيادات الفلسطينية، اضافة لمراقبة ما يجري في الجنوب اللبناني والجولان السوري استعداداً لمواجهة اي تصعيد واسع قد يحصل على هاتين الجبهتين.

ونفت مصادر مطلعة في حزب الله لموقع NOW اعلان الحزب التعبئة العامة على ضوء ما يجري في غزة، أو بسبب التصعيد الميداني على الجبهة السورية.

وبرزت في الأيام القليلة الماضية التطورات المتسارعة على الجبهة السورية، وعلى الحدود اللبنانية – السورية، فقامت عناصر الحزب باستعراض عسكري في اكثر من قرية لبنانية قريبة من الحدود، وخصوصاً قرب بلدة عرسال وذلك للرد على التهديدات التي اطلقتها المجموعات الاسلامية المتشددة في سوريا من التحضير لعمل عسكري يستهدف القرى البقاعية.

وتلا ذلك حصول الاشتباك الكبير بين عناصر من حزب الله وعناصر من جبهة النصرة في جرود عرسال، ما أدى الى سقوط ستة من عناصر الحزب، فيما سقط من النصرة العشرات بحسب المصادر نفسها، التي قالت ان الحزب أسر عدداً من المقاتلين من الجبهة.

وتضاربت الأنباء حول طبيعة الهجوم، وهل كان استباقياً من الحزب أو رداً على هجوم شنته عناصر النصرة. لكن ما حصل يؤكد ان الجبهة السورية ستكون مشتعلة في الأيام المقبلة خوفاً من استغلال المجموعات الإسلامية التطورات الحاصلة في المنطقة لاستعادة زمام المبادرة.

أما على صعيد الأوضاع في غزة وجبهة الجنوب، فإن مصادر حزب الله تعبر عن ارتياحها لصمود قوى المقاومة في غزة وحجم ونوعية الصواريخ التي استخدمت في الرد على العدوان الصهيوني، ما يؤكد حجم التنسيق والتعاون بين حزب الله وقوى المقاومة في غزة.

ولا يزال مسؤولو الحزب يتابعون التطورات لتحديد كيفية التعاطي معها، وإن كانت حتى الآن لا توجد مؤشرات واضحة على وجود قرار بفتح جبهة الجنوب، رغم إطلاق الصواريخ المتكرر والتي تقف خلفه حسب بعض المعلومات مجموعات إسلامية أو فلسطينية، على الرغم من أن الحزب لم يستنكر عمليات الإطلاق حتى الآن، مع التركيز على ضرورة الاستعداد لكل الاحتمالات.

حلب تخشى الحصار بعد سقوط المدينة الصناعية
حسن قطان-حلب
أصبح الخوف من حصار مطبق تفرضه قوات النظام السوري على مدينة حلب هاجسا يؤرق أبناء المدينة ونشطاءها، بعد سيطرة قوات النظام على المدينة الصناعية في حي الشيخ نجار شمال حلب، وتقدمها عدة كيلومترات في يوم واحد.

وتعد سيطرة قوات النظام على المدينة الصناعية ضربة قاسية لقوات المعارضة المسلحة التي كانت تتخذ من الأبنية والمعامل الضخمة فيها مقار لها، مما جعل المدينة الصناعية مركز ثقل عسكري للفصائل المقاتلة في حلب.

وتأتي أهمية المنطقة كذلك من اتساع مساحتها وارتفاع موقعها المطل على الطريق الرئيس المؤدي إلى ريف حلب الشمالي.

وبهذه السيطرة تسعى قوات النظام إلى تشكيل قواعد عسكرية لتقوية قوس الحصار حول حلب، قاصدة بذلك إكمال الطوق بوصولها إلى طريق الكاستيلو غربي حلب، بعد أن سيطرت على عدة تلال ومرتفعات متلاصقة جعلت اختراقها من قبل الثوار أمرا صعبا.

وشكلت سيطرة النظام على المدينة الصناعية صدمة كبيرة لأهالي المدينة ونشطائها الذين أصابهم الإحباط عند سماعهم للخبر، وقال الناشط الإعلامي يامن الخطيب “إن سقوط أولى المناطق التي حررها الثوار عند دخول مدينة حلب بهذه السرعة والسهولة أمر لا يمكن أن يُصدق”.

وأحدث الانسحاب المفاجئ للثوار أمام تقدم قوات النظام خلخلة في صفوف المقاتلين حتى باتت الشائعات تتحدث عن سقوط مدرسة المشاة أكبر معاقل لواء التوحيد، وتقدم قوات النظام باتجاه قرى الريف الشمالي الأمر الذي سارع ناشطون إلى نفيه.

تفاؤل
لكن أحد الناشطين في مبادرة “سيف حلب لأهل الشام” يرى أن خسارة المدينة الصناعية لا تعني سقوط حلب. وينشط القائمون على تلك المبادرة في جبهات البريج وحندرات والمدينة الصناعية وتل شعير والكاستيلو، حيث يشرفون على توفير الطعام والماء والرعاية الصحية للمقاتلين.

وقال عقيل حسين أحد نشطاء المبادرة “الوقت لم ينته بعد ومازال بالإمكان إعادة النظام إلى نقطة الصفر في حال تضافرت الجهود مع بعضها البعض، ووضع الجبهات أصبح جيدا: فالفصائل المقاتلة أعادت انتشار مقاتليها، ويجري العمل الآن لتنسيق هجمات مشتركة بهدف إرباك النظام، ونحن نواصل دعمنا اللوجستي للمقاتلين من أجل تقوية عزيمتهم وحضهم على الاستمرار في القتال، والمطلوب منا اليوم عدم تبادل الاتهامات وتخوين هذا الفصيل أو ذاك بسبب خسارة المدينة الصناعية، نبادر كقوى حراك ثوري ونقف إلى جانب المقاتلين لمنع وقوع مدينة حلب تحت الحصار”.

لكن مصدرا مسؤولا في “غرفة عمليات حلب الموحدة” التي شكلت حديثا من الفصائل التي تشرف على الجبهات الشمالية والشرقية، يرى أن سيطرة النظام على المدينة الصناعية “يهدد ريف حلب الشمالي، ولا تؤدي لحصار حلب” مضيفا أنه يتم حاليا السعي “لتعزيز خطوط الدفاع بالكامل، ريثما يتم التحضير لمرحلة لاحقة ستكون لتنفيذ الاقتحامات ومباغتة النظام”.

وأوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن الغرفة فرضت شروطا والتزامات قاسية على الفصائل المشاركة فيها “حتى لا يكون هناك أي تهاون بالمعركة المصيرية التي سنخوضها مع قوات النظام على أعتاب مدينة حلب”.

“داعش” يسيطر على 95% من محافظة دير الزور
العربية.نت
سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي كان يعرف سابقاً باسم “داعش”، على كامل المناطق التي كانت تسيطر عليها “جبهة النصرة” والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في مدينة دير الزور، عقب انسحاب مقاتلي النصرة والكتائب من مقراتهم ومواقعهم في مدينة دير الزور، فيما دخل رتل لمقاتلي “الدولة الإسلامية” عبر معبر السياسية إلى داخل دير الزور.

وتزامن ذلك مع قصف لقوات النظام على الرتل ومنطقة جسر السياسية، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبعد سيطرة “الدولة الإسلامية” على كامل أحياء العرضي والشيخ ياسين والحميدية والعرفي والحويقة الشرقية، وجزء من الحويقة الغربية، وأجزاء من الرشدية والجبيلة والموظفين والصناعة والمطار القديم والرصافة والعمال في مدينة دير الزور، تصبح بذلك “الدولة الاسلامية” مسيطرة على أكثر من 95% من مساحة محافظة دير الزور الغنية بالنفط، والتي تبلغ مساحتها نحو 36 ألف كيلومتر مربع.

وتكون كذلك قد سيطرت “الدولة الإسلامية” على ثاني مركز محافظة في سوريا، بعد سيطرتها على مدينة الرقة.

وقامت قوات النظام بعد هذه السيطرة بتعزيز حواجزها ونصب حواجز جديدة في المناطق التي تسيطر عليها في مدينة دير الزور، خوفاً من استهدافها من قبل عناصر “الدولة الإسلامية”.

كما خرجت مظاهرات بريف دير الزور الغربي طالبت بـ”رفض البيعة للدولة الإسلامية، ورفض دخولها إلى مناطقهم في الريف الغربي”.

قرار أممي يتيح دخول مساعدات إنسانية بدون موافقة دمشق
واشنطن – طلال الحاج
تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا من دون موافقة النظام، كما هو الوضع حاليا، بل بإبلاغه فقط.

المساعدات التي سيتم إيصالها الى مناطق المعارضة، ستمر عبر أربع نقاط حدودية يسيطر عليها الثوار، من جهة العراق وتركيا والأردن.

ويذكُر القرار أن مجلس الأمن يتمسك بحق اتخاذ إجراءات إضافية في حال عدم التطبيق. وكانت دمشق قد حذرت من إدخال مساعدات إنسانية من دون الحصول على موافقتها المسبقة.

ويؤكد مشروع القرار، على أن منع فتح جميع الحدود أمام المساعدات الإنسانية يعتبر خرقاً للقوانين الإنسانية الدولية، ويخرق القرار 2139 الذي يطالب بعدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية.

كما يسمح مشروع القرار للأمم المتحدة وشركائها من منظمات الإغاثة غير الحكومية بتوصيل المساعدات عبر الحدود وخطوط النزاع دون ضرورة الحصول على موافقة الدولة السورية.

ويضع مشروع القرار أيضا أسس آلية للمراقبة تابعة للأمين العام بان كي مون، لضمان الطبيعة الإنسانية لقوافل المساعدات وبتفويض يبلغ أمده 180 يوما من صدور القرار، بحيث يدرس أي تمديد لهذا التفويض حين نفاذه.

ولإرضاء مخاوف روسيا من أن تستغل هذه الشحنات الإنسانية لإرسال أسلحة الى المعارضة، وافق كاتبوا مشروع القرار على أن تبلغ الأمم المتحدة الحكومة السورية إذا فتح جمارك الدول الثلاث تركيا والعراق والأردن أي من الشحنات المتوجهة الى سوريا.

ويكرر هذا القرار الحاجة الى إيجاد حل سياسي وتطبيق إعلان جنيف للثلاثين من يونيو 2012، ويرحب بتعيين ستيفان دي مستورا مبعوثا خاصا للأمين العام الى سوريا.

من جانب آخر، جاء في الرسالة التي بعثت بها سوريا في 18 يونيو الى الأمم المتحد أن “توصيل أي معونات دون موافقة الحكومة السورية ستعتبره الحكومة السورية هجوما ضد سوريا، ولذا أصر كاتبو مشروع القرار على ذكر أن أي هجومات ضد العاملين الإنسانيين ترقى الى درجة جرائم الحرب”.

أبوقتادة من سجنه يفتي ببطلان خلافة داعش: البغدادي خليفة مزعوم يشبه مهدي جهيمان العتيبي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — انضم القيادي في التيار السلفي الجهادي الأردني عمر محمود عثمان الملقب بأبوقتادة، إلى المنظر السلفي، أبومحمد المقدسي، في مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام “داعش” فاتهمه بـ”البدعة والضلالة” ووصف زعيمه أبوبكر البغدادي بـ”الخليفة المزعوم” مشبها حاله بحال رجل أخرجه جهيمان العتيبي قبل عقود مدعيا أنه المهدي المنتظر للسيطرة على الحرم المكي.

وقال أبوقتادة، الملاحق في الأردن بتهم على صلة بالإرهاب، في رسالته المؤخرة برمضان الجاري إنه قد “ذاع وانتشر” إعلان أنصار تنظيم داعش أنهم “هُم جماعةُ المسلمين أي الخلافة الإسلامية العظمى. ودعوا عمومَ المسلمين في العالم إلى البيعةِ لأميرهم على هذا المعنى” مضيفا أنه كان قد علم مسبقا بنيتهم فعل ذلك وأن المنظر السلفي، “أبومحمد المقدسي” طلب منه الكتابة حول الموضوع.

واعتبر أبوقتادة، في رسالته التي حملت عنوان “ثياب الخليفة” وتناقلتها مواقع دأبت على نشر بيانات التنظيمات المتشددة دون أن تتمكن CNN من تأكيد صحتها بشكل مستقل، أن تنظيم داعش قد دخل فيه الانحراف من جهتين “أولاهما: من أفراخِ جماعةِ الخلافةِ، وهي جماعةٌ قَدَمَتْ في الجهل، إن من الشر من حيث زعموا أن الخلافة (الإمامة العظمى) حقيقتها تكون بأن يبايع واحدٌ من المسلمين واحدًا من آل البيت لتكون الحقيقة الشرعية لهذا المسمى العظيم.”

وكشف أبوقتادة أنه قد سبق له الحديث مع أبوبكر البغدادي حول الموضوع قائلا: “آخرُ كلامٍ لي مع الخليفة المزعوم أن قلتُ له إن طريقَكم يجمعُ بين ضلالِ الروافضِ والخوارجِ”

وتابع أبوقتادة بالقول: “أما مصدرُ الانحراف الثاني في جماعة الدولة فهي بقايا جماعاتِ التوقُّف والتبيُّن، وبقايا جماعات الغلو ممن يطلق عليهم جماعاتُ التكفير، وقد نفر بعضُ هؤلاء إلى الجهاد في بداية أمره، وأعلمُ بعض أسمائهم، وقد أحدثَ هؤلاء من الشرِّ في رؤوس البعض، كما أنه صار لكلامهم أثرٌ كبيرٌ في رؤوسِ الشبابِ الجُدد.”

وحول موضوع إعلان الخلافة قال أبوقتادة: “على المرءِ أنْ يعلم أنَّ هذا الأمرَ ليس فيه جديدٌ عند أهل السُّنة، فقد فرغ منه أهل العلم قديمًا وحرروا كل ما تعلق به من أحكامٍ ومفاهيمَ.. وابتداءً فإني أخبرُ إخواني ممن يسمعُ النصحَ ويبتغي الحقَّ أن هذا الإعلانَ لا يُغيِّر من واقع المواجهة مع الجاهلية؛ فهو لن يزيدَ قوةَ جماعةِ البغداديِّ والعدنانيِّ ومن معهما، كما لن يُضعف صفَّ الجاهلية.”

وكشف أبوقتادة أن إعلان الخلافة هدفه اجتذاب مجموعات جهادية من دول أخرى شارحا بالقول: “حقيقةُ دعوة الخلافة هذه موجَّهةٌ لجماعاتِ الجهادِ العاملةِ في الأرضِ من اليمنِ والصومالِ والجزائرِ والقوقازِ وأفغانستانَ ومصرَ وعمومِ بلاد الشام وليست إلى عمومِ المسلمين.”

وندد أبوقتادة بما قال إنه “إذهاب للخلاف” بين داعش وخصومها على قيادة جماعات الجهاد -أي جماعة القاعدة- إلى الدم الصريح مضيفا: “إن ما أراده البغداديُّ إن كان هو صاحبَ الأمر حقًّا في هذا التنظيم -مع أني في شكٍّ من ذلك- فإن الكثيرَ من الإشارات تدلُّ أن الرجلَ حالُه مع غيره كحال محمد بن عبد الله القحطاني (المهدي المزعوم) مع جهيمان، حيث الضعفُ النفسيُّ الذي يحققُ سلاسةَ القيادة لمثل العدنانيِّ وغيره ممن وصلني عنهم هذه الأخبارُ ومعانيها، أقول إن ما أراده البغداديُّ بإعلان الخلافة قطعُ الطريق على الخلافِ الشديدِ على إمرة الجهاد في بلاد الشام الواقع بينهم وبين جماعة النصرة، وخاصة بعد أن تبيَّن كذبُ دعواهم أن لا بيعة في أعناقهم للدكتور أيمن الظواهري.”

وقدم أبوقتادة بعد ذلك مطالعة دينية حول الموقف من البغدادي وخلافته قال فيها “خاتمةُ الأمرِ أنَّ ما أعلنته جماعةُ الدولة الإسلامية في العراق بأنها “دولةُ الخلافةِ الإسلاميةِ” باطلٌ وجهالةٌ” مضيفا: “وهذه الجماعةُ ليست لها ولاية على عموم المسلمين حتى تقضي الأمر بعيدًا عنهم.. واقعُهم يدلُّ على سعارهم في قتالِ مخالفيهم.. قد تبيَّن من حالهم أن مُقدَّميهم أهلُ غلو وبدعة، وقد فرغ من هذا وتبيَّن جليًّا.”

قرار بدخول مساعدات دون موافقة النظام.. موسكو تحذر وأمريكا تنذر الأسد والجعفري يهاجم قطر والسعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أكدت واشنطن أن القرار الدولي الجديد الصادر عن مجلس الأمن حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا يسمح بدخولها دون موافقة نظام الرئيس بشار الأسد، داعية مجلس الأمن إلى الاستعداد للقيام بـ”عمل حاسم” بحال عرقل النظام تطبيقه، بالمقابل قالت روسيا إنها ترغب بتنفيذ القرار ضمن “السيادة السورية” في حين كررت دمشق هجومها على السعودية وقطر وتركيا.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر بالإجماع ليل الاثنين قرارا حمل رقم أصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2165، ينص على السماح بإيصال المساعدات إلى المحتاجين في سوريا “باستخدام الطرق المباشرة دون قيد أو شرط لجميع المحتاجين وبدون تمييز.”

ويطلب القرار إنشاء آلية للرصد تحت سلطة الأمين العام للأمم المتحدة تقوم بمراقبة تحميل جميع شحنات الإغاثة الإنسانية من أجل المرور إلى سوريا عبر المعابر الحدودية وهي باب السلام وباب الهوى واليعربية والرمثا، غير أن بعض تلك المعابر لا يخضع لسيطرة الحكومة السورية.

ووفقاً لبيان كي مون، فهناك 10.8 ملايين شخص على الأقل داخل سوريا في حاجة ماسة إلى المساعدة. نصفهم في أماكن يصعب على الوكالات الإنسانية الوصول إليها، وقد قدم مشروع القرار سفرا الأردن واستراليا ولوكسمبورغ، وقد أكد السفير الأردني على أن المجلس “سيتخذ تدابير ضد أي طرف سوري لا يمتثل للقرارين 2139 و 2165.”

وسارعت موسكو إلى التعليق على القرار بالقول إنه من المهم “التأكيد على سيادة سوريا” خلال تطبيق القرار. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن نقل المساعدات “سيتم طبقا للمبادئ الأساسية للأمم المتحدة” على أن تنتشر بعثة رقابة تابعة للأمم المتحدة في أراضي دول مجاورة لسوريا وهي الأردن والعراق وتركيا، مؤكدة أن القرار لا يسمح للدول الأعضاء باتخاذ إجراءات منفردة ضد سوريا بحال عدم التنفيذ.

من جهته، قال المندوب السوري في مجلس الأمن، بشار الجعفري، إن المساعدات والإجراءات الأخرى ستبقى “تجميلية” على حد تعبيره دون “معالجة الأسباب الجذرية الكامنة.. والمتمثلة أساسا بالأنشطة التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة بما في ذلك تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة من تدمير للبنى التحتية واستنزاف لموارد البلاد” على حد قوله.

وطالب الجعفري بالضغط على الحكومات التي قال إنها “تمول وتسلح وتدرب العناصر الإرهابية وتؤويها” مضيفا: “الوقت حان للأمم المتحدة ومجلس الأمن كي يقفا بكل جرأة بوجه الممارسات السعودية والقطرية والتركية”

أما المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، سامانثا باور، فقد قالت إن القرار قد فتح أربعة معابر أمام وكالات الأمم المتحدة الإنسانية وشركائها لتوصيل المساعدات “بدون الحاجة إلى موافقة النظام السوري” متهمة نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام الجوع كسلاح ضد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ودعت باور أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى:”ضمان التطبيق الكامل لهذا القرار” مضيفة: “يتعين على المجلس أن يستعد للقيام بعمل حاسم إذا فشلت أطراف الصراع، وخاصة نظام الأسد، في الامتثال له.”

وفي السياق عينه، رحب الائتلاف الوطني السوري بقرار مجلس الأمن، قائلا إنها “خطوة ضرورية انتظرها الشعب السوري منذ وقت طويل” مؤكدا استعداد الائتلاف الكامل للتعاون مع الدول المانحة في إيصال المساعدات لجميع مستحقيها دون تمييز.

“داعش” تسيطر على دير الزور وتطرد “النصرة” و “أحرار الشام”
(CNN)- قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” سيطر على المناطق التي كانت تخضع ليسطرة جبهة النصرة في مدينة دير الزور السورية، وأن مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية، والكتائب المقاتلة، جميعها انسحبت من مقراتها ومواقعها في المدينة.

وأوضح المرصد في بيان على موقعه على الانترنت، أن رتلاً لمقاتلي “الدولة الإسلامية” دخل عبر معبر السياسية إلى داخل مدينة دير الزور وأن ذلك تزامن “مع قصف لقوات النظام على الرتل ومنطقة جسر السياسية، وبعد سيطرة الدولة الإسلامية على كامل أحياء العرضي والشيخ ياسين والحميدية والعرفي، والحويقة الشرقية وجزء من الحويقة الغربية، وأجزاء من الرشدية والجبيلة والموظفين والصناعة والمطار القديم والرصافة والعمال في مدينة دير الزور، تصبح الدولة الإسلامية بذلك قد سيطرت على أكثر من 95 % من مساحة محافظة دير الزور، الغنية بالنفط، والتي تبلغ مساحتها نحو 36 ألف كيلومتر مربع، وتكون كذلك قد سيطرت الدولة الإسلامية على ثاني مركز محافظة في سوريا، بعد سيطرتها على مدينة الرقة” بحسب ما أفاد المرصد.

وأوضح أن قوات النظام قامت بعد ذلك “بتعزيز حواجزها ونصب حواجز جديدة في المناطق التي تسيطر عليها في مدينة دير الزور، خوفاً من استهدافها من قبل عناصر الدولة الإسلامية” وأضاف أن مظاهرات خرجت بريف دير الزور الغربي طالبت بـ ” رفض البيعة للدولة الإسلامية، ورفض دخولها إلى مناطقهم في الريف الغربي”.

واشار المرصد إلى أن انسحاب مقاتلي جبهة النصرة “تنظيم القاعدة في بلاد الشام” ومقاتلي حركة احرار الشام الإسلامية، من بعض مقراتهما في مدينة دير الزور، جاء عقب فشل المفاوضات بينهما وبين الدولة الاسلامية، ترافق ذلك مع مصرع أمير جبهة النصرة بدير الزور والذي يشغل منصب قاضي الهيئة الشرعية في دير الزور، وذلك اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل مقاتلي الدولة الاسلامية، على جسر السياسية.

أوباما يناقش العراق وسوريا وغزة بإفطار البيت الأبيض
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN) — انتهز الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الاثنين، فرصة الإفطار السنوي الذي يستضيفه البيت الأبيض، لمناقشة الأزمات التي تعصف بالمنطقة من الحرب الأهلية السورية إلى الأزمة العراقية والمواجهات الإسرائيلية الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال أوباما: “ما من دولة تقبل بإطلاق عشوائي للصواريخ على مواطنيها.. كنا واضحين تماما بأن لإسرائيل الحق في الدفاع نفسها، ضد ما اعتبره هجمات غير مبررة من قبل حماس.”

وتابع: “سقوط قتلى وجرحى من الفلسطينيين مأساة. لذلك شددنا على الحاجة لحماية المدنيين.”

ودعا الرئيس الأمريكي الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، إلى الجلوس لطاولة المفاوضاتـ ووصف مقترح التهدئة الذي قدمته مصر بـ”الواعد”، ومعربا عن أمله في أن يؤدي “لاستعادة الأمن الذي ننشده.”

وفي الشأن السوري، أوضح أوباما بأن “نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد يواصل وحشيته ضد الشعب السوري” وتابع بالقول: “سنواصل مساعدة السوريين للوقوف في مواجهته (الأسد) والتعامل مع الأزمة الإنسانية ودحر المتشددين.”

وفيما يتعلق بالأزمة العراقية، أضاف قائلا: “سنستمر في الدعوة لتشكيل حكومة جديدة توحد العراقيين وتشمل كافة الأطياف بالعراقية ليتسنى لهم التحرك قدما نحو طموحاتهم عبر العملية السياسية.”

ونظم عشرات الأشخاص مسيرة احتجاجية خارج البيت الأبيض للمطالبة بمقاطعة إفطار الإدارة الأمريكية بدعوى انحيازها للجانب الإسرائيلي.

ويشار إلى أن تقليد الإفطار بالبيت الأبيض بدأه الرئيس الأمريكي الاسبق، بيل كلينتون، وسار على خطاه خلفه، جورج بوش، وحافظ أوباما على التقليد السنوي.

آشوريون: النظام السوري مستمر باعتقال سياسيينا ويدفع المسيحيين للهجرة
روما (15 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر أهلية وسياسية سورية إن المجتمع المسيحي عموماً والآشوري خصوصاً في منطقة الجزيرة السورية مستاء للغاية من النظام السوري بسبب عدم الإفراج عن عدد من كبار المعتقلين السياسيين المعارضين بالعفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس السوري قبل شهر، واتهمت النظام بدفع المسيحيين بشكل مباشر وغير مباشر للهجرة من سورية

وأكّدت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن النظام السوري لم يُفرج عن مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية كبرئيل كوريّة، ولا عن رئيس حزب الاتحاد السرياني سعيد ملكي رغم أن العفو يشملهما، وأدرجت هذه الخطوة ضمن “سياسية التهجير” التي ينتهجها النظام ضد آشوريي ومسيحيي سورية

وقالت المصادر “لقد اعتقلت الأجهزة الأمنية النشطاء الآشوريين بطريقة تعسفية وغير قانونية، وجميعهم ما يزالون دون محاكمة على الرغم من إن بعضهم مضى على اعتقاله أكثر من عام، وصحيح أن هناك آلاف المعتقلين السياسيين والنشطاء السوريين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب والمناطق في سجون النظام لم يُطلق سراحهم بموجب مرسوم العفو الرئاسي”، بيد أن “الخصوصية الاجتماعية للآشوريين السريان جعلت وقع الاعتقالات أصعب وأشد وطأة وألماً على المجتمع الآشوري” على حد تعبيرها

ويرى غالبية الآشوريين في منطقة الجزيرة السورية (شمال شرق) أن النظام السوري يدفع الآشوريين (سريان/كلدان) للهجرة، وعمل وما يزال يعمل بطرق وأشكال مختلفة لتهجيرهم

وتقدّر هذه المصادر عدد الآشوريين السوريين الذين هاجروا أو هُجّروا من محافظة الحسكة منذ انقلاب البعث على السلطة عام1963 بنحو ثلاثمائة ألف سوري

وفي هذا السياق، قال سليمان يوسف، المعارض السوري والباحث المهتم بقضايا الأقليات، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بعد أن استنفذ النظام الاستبدادي جميع أساليبه القديمة التقليدية المباشرة وغير المباشرة لتهجير الآشوريين السوريين مثل (حصار مؤسساتهم التربوية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والأندية الرياضية) وإحداث تغير ديموغرافي لصالح العنصر العربي في منطقة القامشلي والحسكة، حيث التجمعات الآشورية (السريانية) والكردية والأرمنية، بدأ منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية المناهضة له باللجوء إلى الملاحقات والاعتقالات السياسية للنشطاء الآشوريين” حسب قوله

وأضاف “إن اعتقال السياسيين والنشطاء الآشوريين جاء بعد أن فشلت السلطات السورية في استقطاب المكون الآشوري واستمالته إلى جانبها في حربها المستعرة على المعارضة، واعتقال النشطاء الآشوريين ليس عقاباً لهم على مواقفهم السياسية المناهضة للنظام فحسب وإنما رسالة تحذير لفصائل الحركة الآشورية السورية المعارضة، ومن خلالها لعموم الآشوريين من مغبة استمرارهم في معارضة النظام، وإنذار لهم من عواقب بقاءهم على الحياد والتزامهم سياسة النأي بالنفس” وفق ذكره

وأوضح “لقد بقي الشارع الآشوري على حياده لجهة حمل السلاح رغم تعاطفه الواضح مع انتفاضة الشعب ضد الاستبداد، فبالنظر إلى خصوصية الآشوريين وحساسية وضعهم الديني والاجتماعي، لا يمكن لهم الانخراط في نزاع مسلح والانجرار إلى حرب داخلية لا قرار ولا مصلحة لهم فيها، بل هم أبرز ضحاياها” على حد وصفه

وشدد على أن حياد الآشوريين لا يعني وقوفهم على مسافة واحدة من النظام ومعارضته، وقال “إن حياد الآشوريين لا يعني بأنهم غير معنيين بما يجري في بلادهم، فالآشوريون لم ولن يتخلوا عن دورهم الوطني الإنقاذي في هذه المرحلة المفصلية والمصيرية في تاريخ سورية والسوريين، وأثبت الآشوريون خلال ثلاث سنوات وأكثر من عمر الأزمة بأنهم المكون السوري الأكثر التصاقاً بالهوية السورية وتمسكاً بالوحدة الوطنية، ونشدد على ضرورة تشبثهم بأرضهم ومناطقهم وعدم الهجرة لتفويت الفرصة على النظام وإفشال مخططه الرامي إلى إفراغ سورية من المسيحيين” على حد تعبيره

وكان تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أفاد أن العفو الرئاسي الأخير لم يشمل سوى 694معتقلاً غالبيتهم جنائيين ولا علاقة لهم بأي نشاط معارض، من أصل أكثر من 215ألف معتقل تقول المعارضة السورية إنهم معتقلون لدى النظام وأجهزته الأمنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى