أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 16 أيلول 2014

 

المعارضة تنقل «الحرب» إلى قلب دمشق

واشنطن – جويس كرم – لندن، نيويورك – «الحياة»

نقلت المعارضة السورية المعركة مع النظام إلى قلب دمشق أمس، ونفّذت هجوماً مباغتاً في منطقة الميدا – الزاهرة القديمة، ما أثار توتراً أمنياً في العاصمة كونها المرة الأولى التي يصل فيها المعارضون إلى هذه النقطة وسط دمشق، بعدما كانوا يكتفون بقصفها بقذائف الهاون، أو خوض معارك في الأحياء القريبة، مثلما يحصل حالياً في حي جوبر.

 

وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكاً عنيفاً» دار بين عناصر المعارضة وبين حاجز لقوات النظام في الزاهرة القديمة، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين. لكن مواقع إخبارية تابعة للنظام أوضحت أن «مجموعة إرهابية حاولت التسلل إلى منطقة الزاهرة القديمة حيث خرج (أفرادها) من نفق ضمن مقبرة الحقلة وهاجموا إحدى النقاط العسكرية، وتم التعامل معهم والقضاء عليهم». وأقفلت غالبية مدارس الزاهرة القديمة والجديدة ومنطقة القاعة، في ظل مخاوف من هجوم يشنه المعارضون.

 

وأمس أصدر «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» بياناً في شريط مصور أعلن فيه بدء استهداف مناطق «رئاسية وعسكرية وأمنية» في دمشق، وفق ما أورد «المرصد». وأعلن «الاتحاد الإسلامي»، في بيانه، إطلاق «المرحلة الثانية من عملية صواريخ الأجناد، والتي ستستهدف: المنطقة الرئاسية في حي المالكي، والمنطقة الأمنية والعسكرية في حي المزة 86»، ودعا المواطنين إلى الابتعاد منها بدءاً من اليوم.

 

وعشية انتهاء هذا الإنذار، سقط ما لا يقل عن 10 قذائف على منطقتي الدويلعة وكشكول في العاصمة السورية، ما أدى إلى إصابة 9 أشخاص.

 

في غضون ذلك، أفيد بأن الأحياء الواقعة تحت سيطرة «الدولة الإسلامية» (داعش) في دير الزور باتت «محاصرة» كلياً عن العالم الخارجي بعد تفجير جسر السياسية على نهر الفرات، ما يعني أن المؤن لم يعد في الإمكان إيصالها إلى مناطق المعارضة سوى من خلال قوارب تعبر النهر، في حين تتحكم قوات النظام ببقية المعابر البرية إلى قلب المدينة. وكان لافتاً أن الحكومة السورية اكتفت بالقول إنها وجّهت ضربات لعناصر تنظيم «داعش» وتمكنت من «قطع خطوط إمدادهم داخل مدينة دير الزور»، من دون أن تتبنى صراحة المسؤولية عن تفجير الجسر، في حين سارعت قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» اللبناني إلى القول إن قوة من الكوماندوس السوري نفّذت تفجير الجسر الاستراتيجي فوق الفرات.

 

وواصلت قوات النظام أمس هجومها على منطقة الدخانية شرق دمشق وتمكنت من تحقيق مزيد من التقدم فيها بعدما كانت المنطقة قد سقطت أخيراً في أيدي المعارضة. لكن هذا التقدم، كما يبدو، جاء بثمن مرتفع، إذ أفيد بأن عشرات الجنود قُتلوا خلال الهجوم لاستعادة الدخانية وبينهم رئيس فرع الاستخبارات الجوية في دمشق العقيد رضا حافظ مخلوف المتحدر من القرداحة.

 

وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ونقلت فيه عن الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله إنه سيرد على أي تحرك من نظام الرئيس بشار الأسد ضد الغارات التي ستستهدف «الدولة الإسلامية» في سورية. وقال أوباما خلال اجتماعات عقدها مع خبراء أميركيين في السياسة الخارجية للبحث في الاستراتيجية ضد التنظيم، إنه «في حال تجرأ (الأسد) على فعل ذلك (التصدي للطائرات الأميركية) فسيأمر القوات الأميركية بمحو مضاداته الدفاعية» وهذا الأمر «أسهل من ضرب داعش، كون المواقع الدفاعية معروفة للنظام». واعتبر الرئيس الأميركي، وفق ضيوفه، «أن مثل هذا التحرك من الأسد سيؤدي إلى إطاحته».

 

وفي نيويورك، أكدت الأمم المتحدة أن قوة «أندوف» الدولية العاملة في الجولان سحبت قواتها من «بعض المواقع» بسبب خطورة الوضع الأمني. وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن «اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة في منطقة عمل أندوف، ما اضطرها الى سحب جنودها وإخلاء بعض المواقع، من دون أن يقع أي اشتباك بينها وبين الأطراف المتقاتلة». وأضاف حق أن «أياً من جنود أندوف لم يصب بأذى» وأن «الانسحاب تم لأسباب أمنية» إلى الجانب الإسرائيلي من الجولان.

 

مؤتمر باريس يشرّع محاربة «داعش» … وسورية تغيب عن القرارات

باريس – رندة تقي الدين وأرليت خوري – طهران – محمد صالح صدقيان – بغداد – «الحياة»

أكد البيان الختامي لـ «مؤتمر الأمن والسلام في العراق» الذي أنهى أعماله في باريس أمس، دعم بغداد سياسياً وعسكرياً في حربها على تنظيم «داعش». وأشاد بالحكومة الجديدة، متعهداً مساعدتها في توطيد الأمن والاستقرار. وغابت المسألة السورية عن البيان الختامي للمؤتمر، لكن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل طالب بأن تشمل الغارات مواقع «داعش» في هذا البلد، وقال إن الحرب ستستغرق عشر سنوات للتخلص من التنظيم ومن النظام في دمشق. (للمزيد)

 

وتعرض المؤتمر الذي افتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم واتخذ قراراً بمواجهة «داعش»، لانتقاد شديد اللهجة من مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، الذي اتهم الولايات المتحدة بـ «الكذب»، كما انتقدته فصائل شيعية عراقية، بينها تيار مقتدى الصدر، مهددة بالانسحاب من المعركة ضد التنظيم، وبالعودة إلى المقاومة ومهاجمة الأميركيين «إذا عادوا».

 

وكان مؤتمر باريس خرج بقرارات، منها «التمسك بوحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته»، وأشاد بالحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي، متعهداً دعمه في «توطيد سيادة القانون، وتطبيق سياسة لتعزيز وحدة الصف الوطني، وتحقيق التمثيل العادل لجميع المكونات في المؤسسات الاتحادية والمساواة بين جميع المواطنين».

 

وأكد المؤتمر أيضاً أن تنظيم «داعش» يمثل خطراً «يهدد العراق والمجتمع الدولي برمته»، ودان «الجرائم والفظائع الجماعية التي يرتكبها هذا التنظيم بحق المدنيين والأقليات، وشدد على ضرورة «إنهاء وجود داعش في المناطق التي يتمركز فيها بالعراق، عبر دعم الحكومة الجديدة بالوسائل الضرورية، وبالمساعدة العسكرية الملائمة»

 

وذكَّر الحكومة العراقية بضرورة «دعم تطلعات الشعب العراقي، واحترام حقوق الإنسان في إطار اتحادي يمتثل للدستور وحقوق الأقاليم ووحدة البلاد».

 

واتفق المشاركون في المؤتمر على «مواصلة الجهود المبذولة حتى الآن وتعزيزها وفق تطور الأوضاع الميدانية في مجال المساعدة الإنسانية وفي حالات الطوارئ المقدمة إلى الحكومة العراقية والسلطات المحلية، واستعدادهم لمساعدة العراق في جهوده لإعادة البناء بغية تحقيق تنمية عادلة لكل المناطق».

 

من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية العراقي عن أسفه لغياب طهران عن المؤتمر، وقال: «شددنا على مشاركة إيران، إلا أن القرار ليس في يدنا».

 

وقال خامنئي فور خروجه من المستشفى بعد خضوعه لجراحة في البروستات: «طلبت الولايات المتحدة من خلال سفيرها في العراق تعاوننا ضد داعش فرفضنا، لأن أيديهم ملطخة بالدماء».

 

وتبدو اللهجة الإيرانية الجديدة مختلفة تماماً عن تلك التي سادت في الأيام الأولى لدخول «داعش» إلى الموصل، حين أكد الرئيس حسن روحاني أن بلاده مستعدة لمساعدة العراق، «إذا طلبت منا الحكومة ذلك»، ولم يستبعد التعاون مع واشنطن للتصدي للمقاتلين المتطرفين.

 

ولمح معصوم الى هذا الموقف عندما قال في كلمته أمس، إن «أي تحرك ضد تنظيم داعش يجب أن يضم إيران»، مشيراً الى أهميتها «من الناحية الجيوبوليتيكية للعراق»، وأضاف: «ليس المهم أن يشارك الجميع في الحرب، بل المهم أن يشاركوا في القرار».

 

وبالتزامن مع الموقف الإيراني، أعلن الصدر في بيان رفضه التدخل الأميركي في العراق، وهدد باللجوء الى المقاومة وقال: «قرر البيت الأسود العودة إلى الهجوم على الأراضي العراقية، أرض الأولياء والصالحين، بل والمعصومين. ولعل هذا القرار الأميركي جاء بعد ندم واشنطن على انسحابها الصوري».

 

وأضاف: «على الحكومة العراقية عدم الاستعانة بالمحتل أياً كان ولو بحجة داعش، فلا وجود لها إلا في المخيلة، بل هي صنيعة الأميركي والعقلية الاستعمارية التفكيكية وثانيها، على المجاهدين في أي منطقة من مناطق العراق المغتصبة في حال تدخل القوات الأميركية أو غيرها براً أو بحراً ، مباشرة أو غير مباشرة، الانسحاب من تلك المناطق في أسرع وقت ممكن، فالاستعانة بالظالم ولو كان على الظالم حرام».

 

مؤتمر باريس يدعم العراق بلا خطوات عملية وخلافات على طريقة ضرب “داعش” سوريا

المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات

باريس – سمير تويني والوكالات

شكل “المؤتمر الدولي في شأن السلام والامن في العراق” الذي انعقد في باريس امس بمشاركة ممثلين لـ 27 دولة و3 منظمات دولية، مرحلة تحضيرية لجس نبض الاطراف حول سبل محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في العراق.

ولم يذكر البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر سبل محاربة التنظيم نتيجة خلاف المشاركين على التدخل العسكري في سوريا، إذ تساءل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “عن الفارق بين داعش وجبهة النصرة (فرع “القاعدة” في سوريا) والاستنساب في الحرب على الارهاب” ورفض توجيه اي ضربة في سوريا من دون قرار دولي محدد.

ووعد المؤتمر بدعم بغداد “بكل الوسائل الضرورية” ومنها العسكرية في مواجهة “داعش”، الا انه لم يكشف الخطوات العملية التي ينوي اتخاذها لتحقيق هذا الهدف.

وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية ان هدف المؤتمر كان تشكيل ائتلاف سياسي إنساني لدعم العراق لا ائتلاف عسكري، على ان يأتي ذلك “في وقت لاحق”. كذلك كان الهدف “جمع حركة قوية من اجل السلام والامن في العراق” ودعم السلطات العراقية والحكومة على رغم ان هذه المصادر أقرت بـ”الخطر الذي يمثله تنظيم داعش وضرورة إلغائه من الوجود في أسرع وقت ممكن”. وأشارت الى ان المؤتمر “كان لحظة لقاء واستماع وتوافق على رسالة دعم موجهة الى السلطات العراقية والعراقيين ليتحدوا جميعا ضد داعش”.

ورأت “انه يجب تنظيم هذا القتال وتقديم المساعدات الانسانية للشعب العراقي، وهذا يشكل الأساس لأي عمل دولي في العراق”، مضيفة “انه بدأ التحضير للأمور الفعلية في العراق”، في اشارة الى اللقاء الذي سيعقد الجمعة المقبل في مجلس الامن على مستوى وزراء الخارجية واجتماع دعا اليه الرئيس الاميركي باراك اوباما رؤساء الجمهورية والحكومات للبحث في الملف العراقي والإرهاب عموماً.

وأوضحت ان المؤتمر في هذا السياق كان “مرحلة لبناء وحدة المجتمع الدولي لمحاربة داعش”. ولفتت الى “ان هناك قرارا دوليا صدر بالإجماع عن مجلس الامن في ١٥ آب بالرقم ٢١٧٠ تحت الفصل السابع لمحاربة الارهاب. غير انه ليس بالوضوح الكافي لتوجيه ضربة عسكرية الى داعش في سوريا”. واعتبرت ” ان ضرب داعش لن يدعم النظام السوري وانه لا يمكن دعوة النظام السوري الى أي تحالف لانه فقد شرعيته وللرئيس السوري وداعش المصالح ذاتها”.

أما عن المشاركة الايرانية، فقالت المصادر”ان باريس كانت تود دعوة ايران الى هذا المؤتمر، لكن عدداً من الدول المشاركة اعتبرا ان وجودها ليس محبذا نظرا الى تدخلها في سوريا الى جانب النظام”.

وشددت على “ان الحل في العراق هو اولا سياسي، فبعد ازاحة رئيس الوزراء السابق المالكي هناك أمال كبيرة معقودة على عودة أطراف سنية الى المشاركة بالسلطة في العراق”. وأقرت “بأن العراق لن يعود الى ما كان بل يجب البحث عن عراق فيديرالي مقسم الى ثلاث مناطق شيعية وسنية وكردية على ان يقدم الى الطرف السني منطقة قابلة للعيش”.

 

جدل حول ايران

وكانت ايران أبرز الغائبين عن مؤتمر باريس. وفي تدخل مباشر نادر في الديبلوماسية أفاد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي ان بلاده رفضت طلبا اميركيا للتعاون في محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية”. وقال إن بعض المسؤولين الإيرانيين رحبوا بالاتصالات لكنه شخصيا اعترض عليها. ونقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للانباء “ارنا”: “لا أرى جدوى من التعاون مع دولة أيديها قذرة ونياتها غامضة”. واتهم واشنطن “بالكذب” بقولها إنها استبعدت إيران من الائتلاف الدولي لمحاربة “داعش” في حين أن إيران هي التي رفضت المشاركة فيه.

وعقب تصريح خامنئي، رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري الزج به الى مرحلة من “الشد والجذب” مع إيران. وقال على هامش مؤتمر باريس: “لن أخوض في الشد والجذب. لا أريد أن أفعل ذلك. بصراحة لا أعتقد أنه أمر بناء”.

وعندما سئل هل رفضت طهران طلباً اميركياُ للتعاون معها، أجاب: “ليست لدي فكرة عن أي عملية مشتركة استخلصوها من أي مناقشة قد تكون حصلت أم لا. لا ننسق مع إيران وهذا أمر نهائي”. واضاف انه لا يريد ان يقفل الباب امام العمل مع ايران ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”، لكن الدولتين لن تنسقا عسكرياً.

واستبعد كيري العمل مع الحكومة السورية، على رغم انه تحدث بغموض عن طرق للاتصال لتجنب الاخطاء اذا بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها قصف مواقع التنظيم الاصولي في سوريا.

ولاحقاً صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية بأن الولايات المتحدة لن تنسق “عسكريا” مع ايران في حربها على “الدولة الاسلامية” الا انها تبقى منفتحة على مواصلة اي “مناقشة ديبلوماسية” مع ايران في هذه المسألة.

وصرح وزير الخارجية العراقي ابرهيم الجعفري في مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر :”لقد شددنا على مشاركة ايران، الا ان القرار ليس في يدنا. ونأسف لغياب ايران عن هذا المؤتمر”.

وأعرب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن الامل في تعاون ايران مع الائتلاف في وجه التنظيم المتطرف. وعن توسع القصف ليشمل سوريا، قال ان هذا الامر يبقى “مختلفا” عما هو في العراق “لاسباب عسكرية وشرعية وتقنية، الا اننا لا نستبعده”.

وكشف مسسؤولون فرنسيون إن دولا عربية عرقلت حضور طهران. وقال ديبلوماسي فرنسي: “كنا نريد إجماعا بين الدول في ما يتعلق بحضور إيران… ولكن في النهاية كان حضور دول عربية معينة أهم من حضور إيران”.

وسبق لكيري ان اعلن الجمعة انه لا يحبذ حضور ايران بسبب دورها في سوريا.

 

لافروف

وأكد لافروف على هامش المؤتمر أن موسكو تقدم بالفعل مساعدة عسكرية إلى كل من العراق وسوريا، ملمحا إلى أن الدول الغربية تتبع معايير مزدوجة بمساعدة خصوم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال: “الإرهابيون لا يمكن أن يكونوا طيبين او أشرارا. يجب أن نكون متسقين وألا نشرك مشاريعنا السياسية الذاتية ولا أن نعطيها الأولوية على الهدف العام الخاص بمحاربة الإرهاب”.

 

تراجع لـ”داعش” أمام الأكراد في الحسكة “إندوف” تغادر الجانب السوري من الجولان

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

وجه النظام السوري ضربة الى “الدولة الاسلامية” أمس بتفجير وحدة من القوات السورية الخاصة جسر السياسية فوق نهر الفرات والذي يكتسب أهمية حيوية للتنظيم المتشدد لأنه الطريق البري الوحيد بالنسبة اليه لنقل الإمدادات والانتقال إلى الأجزاء التي يسيطر عليها في شرق سوريا.

وفي ضربة أخرى للتنظيم، نجح مقاتلون أكراد من “الاتحاد الديموقراطي الكردستاني” في استعادة نحو 12 قرية كان احتلها التنظيم في محافظة الحسكة، وذلك بعد معارك عنيفة دارت آخرها السبت.

وفي هضبة الجولان، غادر المئات من أفراد قوة الامم المتحدة لفك الاشتباك “إندوف” الجانب السوري في اتجاه الجانب الذي تحتله اسرائيل.

وعبرت قافلة كبيرة تابعة للامم المتحدة ظهراً منطقة فض الاشتباك التي رسمت عام 1974 بين اسرائيل وسوريا، مبتعدة عن منطقة المعارك بين جنود الجيش النظامي السوري والمعارضين المسلحين ومنهم عناصر من “جبهة النصرة”.

 

روسيا تساهم في الحرب على «داعش» مع حليفيها السوري والإيراني

ضبابية باريسية في مواجهة «دولة الخلافة»

محمد بلوط

مع إطفاء الأنوار في الكي دورسيه في باريس على يوم قصير من الكلمات السريعة لوزراء خارجية 20 دولة، يكون التحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» قد أنهى الاحتفالات المشتركة بولادته، من دون تقديم رؤية واضحة وشاملة لمواجهة «دولة الخلافة»، لا في المدعوين ولا في البيان الختامي.

وكرست نقاط البيان النهائي التسع الاتفاق على اعتبار العراق ساحة المواجهة الوحيدة المفتوحة مع «داعش»، متجاهلا الساحة السورية، لغياب رؤية مشتركة بين المتحالفين لهدف العمليات العسكرية في سوريا، والخوف من أن ينعكس الهجوم على «داعش» السورية، دعما غير مباشر للجيش السوري على جبهات الشرق.

ولم تحضر سوريا إلا في دعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى دعم المعارضة «الديموقراطية في سوريا» وليس «المعتدلة» كما جرت العادة، فيما كان يُكرَّس في المؤتمر لدعوة من استمعوا إليه «للانخراط في المعركة إلى جانب العراقيين ضد داعش، بقوة ووضوح وإخلاص».

ولم تفعل نقاط البيان التسع أكثر من التذكير بفقرات قرار مجلس الأمن 2170 الذي يدعو في خطوة أولى إلى ضرب تمويل «داعش» و«جبهة النصرة»، وهو أمر لم يكن ليحتاج إلى عقد مؤتمر باريسي واستدعاء الدول لتجديد التزامها بما سبق أن التزمت به في نيويورك ، في 15 آب الماضي، وبإجماع مجلس الأمن، وكررته 10 دول عربية في جدة الأسبوع الماضي، تحت أنظار وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

وتعهد الحاضرون في باريس، والذين يمثلون 27 دولة عربية وغربية وثلاث منظمات دولية، بالعمل على تجفيف تمويل «داعش»، ومنع انتقال المقاتلين إلى العراق، ومكافحة عمليات التجنيد التي يقوم بها، في إطار حفظ امن البلدان الغربية التي بات تجنيد مئات المقاتلين منها في العراق وسوريا، يهدد أمنها واستقرارها.

وأعاد البيان صوغ التزام من حضروا بدعم العراق، وإنشاء صندوق لتمويل إعادة إعمار ما هدمه «داعش»، كي لا تذهب كل الصفقات إلى الولايات المتحدة، كما حدث بعد غزوها العراق في العام 2003، وتنسيق الأعمال الإنسانية.

واضطر الفرنسيون إلى ابتلاع دعوتهم لإيران، التي تخوض «معركة حقيقية ضد داعش في العراق» على ما يقوله مسؤول فرنسي، بسبب اعتراضات أميركية وخليجية، فيما كان الرئيس العراقي فؤاد معصوم يُذَّكر، من فوق منبر المؤتمر، بالدور الإيراني في دعم الجيش العراقي، ملخصا مطالب بغداد، بدعم لوجستي وتقني وإنساني، رافضا عروضَ تدخُّلٍ بقوات برية كانت قد تقدمت بها دول عربية خليجية إلى الولايات المتحدة، مكتفيا بطلب الدعم بالطائرات والغارات فقط «لدعم جنودنا وجيشنا على الأرض».

وواكب الاحتفال الفرنسي زيارة وزير الدفاع الفرنسي ايف لودريان إلى قاعدة الظفرة في الإمارات، واستنفار طائرات «رافال» الست فيها، و800 عسكري يعملون فيها، لإطلاق عمليات استطلاعية فوق العراق بانتظار أوامر بتوجيه ضربات إلى مواقع «داعش».

وقد لا تنطلق بالسرعة المطلوبة الغارات الفرنسية في العراق، ما دامت قيادة الأركان في باريس، لم تتلقَ حتى الآن أي خطة أميركية لتقاسم الأهداف. ويتجه الفرنسيون إلى إقامة تعاون عسكري على المدى الطويل في أربيل، التي ستتحول إلى شريك أساسي لباريس في المنطقة، مع دخول «توتال» إلى أجزاء كبيرة من حقول النفط الشمالية، والبقاء على مقربة من بغداد، والإشراف على الشرق السوري، تحسبا لتطورات في سوريا.

وتنتظر التحالف ضد «داعش» استحقاقاتٌ أخرى الجمعة المقبل في نيويورك، لفتح النقاش في آليات العمل العسكري، والإطار القانوني المطلوب لتوسيع العمليات نحو سوريا، باعتبار أن قانونية الغارات في العراق تستند إلى دعوة من الحكومة العراقية نفسها.

وسيواجه النقاش حول البعد السوري من العمليات سجالا روسيا – أميركيا على ضوء ما قاله وزير الخارجية سيرغي لافروف في باريس، الذي أبلغ وزيرا عربيا التقاه على هامش المؤتمر، أن الخلاف مع الولايات المتحدة قد يتسع ويتعمق إذا لم تتم معالجة الموقع السوري في التحالف، وإذا تبين في النقاش أن هناك نيات أخرى للعمليات العسكرية، في سوريا، لا تتوقف عند ضرب «داعش»، وتتجاوزها إلى أهداف أخرى.

وقال لافروف، على هامش المؤتمر، إن موسكو ستقدم «مساهمة» في الجهود العسكرية الدولية ضد «داعش». وقال: «سنقدم مساهمة في المجهود المشترك، لكننا سنفعل ذلك بهدف أوسع هو إعداد تحليل أكثر عمقا لهذا الوضع»، مضيفا أن هذه «المساهمة» ستخصص لدعم الحكومة العراقية «كي نتأكد أنها قادرة على قتال الإرهابيين لضمان امن الدولة».

وتابع لافروف: «كما اننا نوفر مساعدة عسكرية لسوريا، ضمن مساعدات أخرى، حيث انها تواجه تهديدا إرهابيا خطيرا، ولو انه اقل اتساعا. لدينا شركاء في لبنان ومصر واليمن والأردن». وأكد أن بلاده «مستعدة للمشاركة في وضع إجراءات عمومية أكثر لمحاربة الإرهاب».

وأوضح لافروف «لا يمكننا إلا أن نشعر بالقلق من فكرة شن ضربات على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا من دون أي تفاعل مع الحكومة السورية»، داعيا إلى «استخلاص الدروس من سياسة الكيل بمكيالَين في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب». وتابع إن «التهديد الإرهابي خطير جدا بحيث ينبغي ألا تقوض اعتبارات إيديولوجية ردنا عليه». وقال إن «إيران وسوريا حليفتانا الطبيعيتان في محاربة الدولة الإسلامية».

 

وأعلن كيري انه التقى لافروف في باريس، وأجرى معه «حديثا بناء». وقال: «أجريت حديثا بناء مع لافروف، وتحدثنا عن إمكان أن نلتقي في وقت أو في آخر لمناقشة بعض الخلافات والمشاكل الموجودة في شكل بناء»، مؤكدا أن الجانبين «عبرا عن هذه الحاجة». وأضاف: «توافقنا على أن نلتقي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ اليوم، وتستمر حتى الأول من تشرين الأول المقبل، لمحاولة تحديد موعد (للاجتماع) مستقبلا. كان الأمر بناء، ولكن لا شيء ملموسا. لم تحصل اقتراحات أو قرارات. لا شيء سوى اقتناع بأنه سيكون من الأفضل إيجاد طريقة لمعالجة بعض المشكلات».

 

“النصرة” تهدد بقتل الجندي المختطف محمد حمية

هددت “جبهة النصرة” بقتل الجندي اللبناني المختطف محمد حمية، مشيرة في بيان إلى أن حمية قد يكون أول من يدفع ثمن المماطلة في المفاوضات.

وقالت الجبهة في بيان نشرته على موقع “تويتر”: ليعلم الجميع أن طريق المفاوضات لم يغلق من قبلنا وليس عندنا طلبات تعجيزية كما يدعون، ولكن سمعنا تصريحاتهم اليوم أن المفاوضات قد تطول لشهر أو شهرين علمنا أن الطريق مسدود من قبلهم وأبقنا ذلك عندما رأينا الجيش المسيّر من الحزب الإيراني يتابع عملياته الممنهجة بالتضييق على اللاجئين السوريين في الداخل وعلى حدود عرسال فلا تلومونا إن طفح الكيل”.

وأرفق البيان بصورة للجندي اللبناني المختطف كتب عليها “قد يكون محمد معروف حمية أول من سيدفع الثمن”.

وعلى صعيد متصل، أكد قيادي في “النصرة”، في حديث إلى “وكالة أنباء الأناضول”، أن “مفاوضات إطلاق سراح العسكريين اللبنانيين متوقفة على عكس ما يوحي المسؤولون اللبنانيون”، مضيفاً أن “الوسيط القطري لم يزرنا منذ أسبوع”.

(“مرصد السفير”، “وكالة أنباء الأناضول”)

 

غارة أميركية ضد “داعش” قرب بغداد.. و”القاعدة” تهدد بالرد

شن الطيران الحربي الأميركي، اليوم، أول غارة جوية قرب بغداد، في إطار توسيع عملياتها القتالية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”– “داعش”، ولاقت ترحيباً من السلطات العراقية، في حين هددت مواقع إلكترونية مقربة من التنظيم بشن هجمات تستهدف الولايات المتحدة وحلفائها. كما دعا تنظيما “القاعدة” في المغرب والجزيرة العربية “المجاهدين” إلى “الوحدة في وجه الهجمة الصليبية التي تقودها واشنطن” ضد “داعش”.

 

وفي آخر المواقف، أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، اليوم، أمام مجلس الشيوخ، أن “الضربات الجوية الأميركية ستستهدف معاقل داعش في سوريا، وهذا يتضمن مراكزه القيادية وقدراته اللوجستية وبناه التحتية”.

أما رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي فأكد، اليوم أيضاً، “سنكون على استعداد لضرب أهداف تنظيم داعش في سوريا بما يقلص قدرات الدولة الاسلامية”، مضيفاً أن ذلك “لن يكون مثل حملة “للصدمة والرعب” لأن هذه ليست ببساطة الطريقة التي يقوم عليها تنظيم الدولة الإسلامية. لكنها ستكون حملة متكررة ومتواصلة”.

من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا أن الغارة الأولى، التي نفذتها القوات الجوية الأميركية ضد تنظيم “داعش” قرب بغداد، أصابت “هدفاً للتنظيم في منطقة صدر اليوسفية جنوب غرب العاصمة، بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد”.

وأضاف عطا أن “هناك تنسيقاً مع الأميركيين لتحديد الأهداف المعادية واستطلاعها وقرار ضربها من قبل الطيران الأميركي”، معتبراً أن “توسيع نطاق العمليات مهم لتدمير تلك الأهداف والقضاء عليها”.

وتقع منطقة صدر اليوسفية على بعد 25 كيلومتراً من مركز مدينة بغداد، وهي أحد أقرب معاقل “داعش” إلى العاصمة. وتعد هذه المنطقة الأقرب إلى بغداد وتشهد عمليات قتل متواصلة، حيث تحاول قوات الجيش العراقي الدفاع عن الخطوط الأمامية لحماية بغداد.

من جهتها، أوضحت القيادة الأميركية الوسطى، في بيان، أن “القوات العسكرية الأميركية تواصل مهاجمة إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وشنت غارتين يومي أمس وأمس الأول لدعم القوات العراقية قرب سنجار وجنوب غرب بغداد”.

وأشارت إلى أن “الغارة جنوب غرب بغداد كانت الضربة الجوية الأولى ضمن توسيع نطاق الحملة، حيث لا تقتصر على حماية عناصرنا والمهمات الإنسانية، بل تشمل ضرب مواقع لتنظيم داعش مع انتقال القوات العراقية إلى الهجوم، وعملاً بما نص عليه خطاب (الرئيس الأميركي باراك) أوباما الأربعاء الماضي”. وأضافت أن “الغارتين نُفذتا لحماية عاملين ومنشآت للولايات المتحدة ودعم الجهود الإنسانية ومساعدة القوات العراقية في هجومها ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.

وأدت الغارتان إلى تدمير ست عربات تابعة للتنظيم قرب سنجار، إضافة إلى موقع قتالي جنوبي غربي بغداد كان يستخدم لقصف القوات العراقية. وبذلك يرتفع عدد الغارات الأميركية في مختلف أنحاء العراق إلى 162 غارة.

وتأتي الغارتان بعدما تعهد الديبلوماسيون المشاركون في مؤتمر باريس حول السلام والأمن في العراق، أمس، دعم الحكومة العراقية ضد “داعش” بـ”كل السبل الممكنة”، بما في ذلك المساعدة العسكرية “الملائمة”.

وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رفض الكشف عن هويته قد أعلن، في وقت سابق اليوم، أن “مقاتلات اميركية نفذت غارة قرب بغداد، وأُخرى قرب سنجار في شمال العراق، في الـ24 ساعة الماضية”.

في المقابل، أورد موقع “سايت انتل غروب” الذي يرصد الحركات الإسلامية المتشددة، مساء أمس، أن موقعاً الكترونياً مبايعاً لتنظيم “داعش” حذر من هجمات تستهدف الولايات المتحدة وحلفائها، في حال مضت في شن هجوم عسكري على التنظيم.

ونقل الموقع عن “المنبر الإعلامي الجهادي”، وهو منتدى إسلامي معروف بدعمه للجماعات المتطرفة، استنكاره “التدخل في شؤون الشعوب الأخرى”، محذراً من أن هذا التدخل “سيؤدي إلى رد مماثل”.

وقال المنتدى، في الرسالة، إن “الهجوم الأميركي سيؤدي إلى رد فعل مماثل في الحجم يستهدف العمق في الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها، وعلى جميع الجبهات”.

ووجه تحذيراً مباشراً “الى كل الدول المتورطة مع واشنطن أو المتحالفة معها في حربها على الخلافة الإسلامية”، موضحاً أن “مصالح هذه الدول المحلية والعالمية ستكون أهدافاً مشروعة”. ودعا الرأي العام في الولايات المتحدة وحلفائها إلى “معارضة خطط حكوماتهم المزمعة” ضد التنظيم.

ودعا تنظيما “القاعدة في المغرب الإسلامي” و”القاعدة في جزيرة العرب”، في بيان مشترك، “المجاهدين إلى الوحدة في وجه الحملة الصليبية التي تقودها واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية”. وقالا إن “أمام هذه الحملة الصليبية الظالمة لا يسعنا إلا الوقوف في وجه عدوة الإسلام والمسلمين، ضد أميركا اليهودية وحليفها اليهودي الصليبي الصفوي المرتد”.

وأكد التنظيمان أنهما يتخذان هذا الموقف “نصرة لإخواننا المجاهدين على الكافرين ودفاعاً عن إخواننا المسلمين أينما كانوا”.

وطالبا “المجاهدين في العراق والشام بوقف الاقتتال في ما بينهم”. وتوجها إلى هؤلاء بالقول “قفوا صفاً واحداً ضد حملة أميركا وحلفها الشيطاني المتربص بنا جميعاً ليكسرنا عوداً عوداً، واجعلوا توحد أمم الكفر عليكم سبباً لوحدتكم عليهم”. كما دعا التنظيمان “كل من حمل السلاح في وجه الطاغية (الرئيس السوري بشار) الأسد وشبيحته إلى أن لا يدعوا واشنطن تستميلهم بمكرها فيتحولون بيارق في يدها محققين لمصالحها”.

وطالبا المسلمين بـ”البراءة من دعوات الحكام المرتدين وعلمائهم الضالين المضلين لمناصرة الأميركيين الكافرين على المجاهدين”، وذلك في إشارة إلى دعوات أطلقتها مرجعيات دينية كبيرة لقتال “داعش”. وشددا على “ضرورة الوقوف إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في وجه الحرب التي أعلنت واشنطن أنها ستقودها ضده في العراق وسوريا”.

(رويترز، أ ف ب)

 

من يقود «جبهة النصرة»؟

الجولاني يتلقى صفعات متتالية

عبد الله سليمان علي

لا تقتصر أهمية تقدم الجيش السوري المتواصل في ريفي حماه الشمالي والغربي على الناحية العسكرية الصرفة، فهو يسلط الضوء أيضاً على العمق الهيكلي لـ«جبهة النصرة»، ويفضح جزءاً من التنازع الدائر على السلطة داخلها، أو على الأقل التنافس على «كعكة» النفوذ وسلطة اتخاذ القرار، في هرمية يشوبها الكثير من السرية وتضارب المصالح وتصادم الارتباطات مع جهات داخلية وخارجية، لاسيما أن تقدم الجيش الأخير جاء بعد أيام فقط من ظهور زعيم «النصرة» أبي محمد الجولاني في ريف حماه لتحريض ما يقارب 1500 مقاتل لديه على احتلال مدينة محردة، ذات الغالبية المسيحية، ومن ثم مطار حماه العسكري.

لاشكّ في أن قدوم الجولاني شخصياً إلى محيط حلفايا على رأس عدد كبير من المقاتلين، أتى معظمهم من جبهات مدينة حلب، يدل على وجود خطة مركزية لدى الجولاني لفرض سيطرته على منطقة تكون بمثابة نواة «إمارته» غير المعلنة رسمياً، ويكون ريف حماه أحد أضلاعها، بالإضافة إلى ريف إدلب وريف حلب الشمالي وصولاً إلى الحدود التركية المحاذية لهما.

ومنذ وصوله، ومستفيداً من تقدم مقاتليه وسيطرتهم على بلدات عدة، مثل خطاب وأرزة وقطيش، ألقى الجولاني خطبة حماسية بمقاتليه، يحرضهم فيها على احتلال مدينة محردة تمهيداً للاستيلاء على مطار حماه العسكري، الأمر الذي يجعل مدينة حماه تحت مرمى التهديد المباشر.

لكن ما حدث بعد ذلك كان بمثابة الصفعة التي تلقاها الجولاني، فلم تكد أنباء وصوله إلى ريف حماه، وإلقائه الخطبة تنتشر في وسائل الإعلام، حتى بدأ الخط البياني لتقدم «جبهته» في المنطقة بالهبوط المتسارع وغير المتوقع أحياناً.

وإذا كان الهجوم المضاد للجيش السوري، الذي قاده العقيد سهيل حسن، الملقب بالنمر، في الأيام الأولى قبل أن يعود أدراجه إلى حلب، لعب دوراً كبيراً في وقف تقدم «جبهة النصرة» واستعادة جميع المناطق التي كانت سيطرت عليها مؤخراً، إلا أن استمرار تقدم الجيش السوري وبسهولة نسبية إلى مدن أخرى مثل حلفايا وطيبة الإمام والزلاقيات من شأنه أن يطرح العديد من التساؤلات حول وجود تيار داخل «النصرة» التفّ على قرار زعيمه وقرر الانسحاب من معركة حماه، بغض النظر عما في الانسحاب من إهدار لهيبة الجولاني.

وهي ليست المرة الأولى التي يجد فيها الجولاني نفسه مضطراً إلى ابتلاع مرارة التراجع، بعد أن يكون أعلن بنفسه عن أمور مهمة وحاسمة في مستقبل «النصرة».

ففي رمضان الماضي أعلن الجولاني أمام مقاتليه في ريف حلب عن قرب الإعلان عن تأسيس «إمارة إسلامية في الشام» تطبق فيها شريعة الله من قبل «قضاة الجبهة وشرعييها»، وسادت حالة من النشوة في صفوف «النصرة» استبشاراً بهذا القرار الذي من شأنه أن يفوت على منافسها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» فرصة احتكار هذا الأمر واستغلال ثماره في الترويج لنفسه في صفوف «المقاتلين الأجانب» خاصةً.

ولكن فوجئ الجميع بعد ذلك بصدور بيان توضيحي عن «جبهة النصرة» تنفي فيه نيتها إقامة «إمارة إسلامية»، ومفسراً كلام الجولاني بأنه محصور ببند تطبيق الشريعة فقط، ولا يتعداه إلى بند «إمارة الحكم والسلطة». ويلاحظ أنه رغم صدور البيان التوضيحي، إلا أن سلوك «النصرة» في ريف إدلب كان متخبطاً ومتأرجحاً بين «الإمارة» وعدمها، الأمر الذي يشير إلى اتساع فجوة الخلاف بين أنصار الرأيين داخلها، وإعطاء انطباع بعدم وجود قيادة مركزية تملك سلطة القرار وحدها.

وتزامنت تطورات ريف حماه، وتقدم الجيش السوري فيها، على وقع انسحاب «النصرة» غير المتوقع من بعض المدن، مع حدثين مهمين: الأول الضربة غير المسبوقة التي تلقتها «حركة أحرار الشام» الأسبوع الماضي في ريف إدلب، وأسفرت عن مقتل العشرات من قادة الصف الأول، وسط شكوك في قدرة الحركة على الاستمرار بنفس القوة التي كانت عليها قبل الضربة. والثاني تأثر الساحة السورية بالحديث عن تشكيل تحالف دولي لمحاربة «داعش»، وانهماك غالبية الفصائل الكبيرة، إسلامية وغير إسلامية، في تنفيذ إعادة هيكلة لنفسها ولتحالفاتها بشكل يتيح لها الاستفادة من الغارات الجوية، وما يمكن أن تحدثه من فراغ في مناطق سيطرة «داعش».

هنا تؤكد مصادر من كتائب متحالفة مع «جبهة النصرة» أن انسحاب الأخيرة من ريف حماه جاء بناء على توجيهات مباشرة، وصلت على نحو عاجل من جهاز استخبارات تابع لدولة خليجية معروفة بعلاقاتها مع الفصائل الإسلامية، بضرورة التوجه إلى إدلب وحلب وترك حماه مبدئياً.

وبحسب المصادر فإن الغاية من ذلك هي تجميع قوة «النصرة» المركزية في هاتين المدينتين شمالاً، فضلاً عن قوتها الموجودة جنوباً، وبالتالي الاستعداد لتعبئة أي فراغ ينجم عن انسحاب الفصائل التي سيتم إدراجها أميركياً على أنها «معتدلة»، من حلب وإدلب لقتال «الدولة الإسلامية» في الشرق، والمقصود بشكل خاص «جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم». وهذا ما يفسر تصاعد الاشتباكات بين «النصرة» وبين «جبهة ثوار سوريا» بعد ساعات فقط من الانسحاب من ريف حماه، لأن زعيم «ثوار سوريا» جمال معروف يدرك تماماً أنه لن يكون بمقدوره تنفيذ المهمة الموكلة إليه غربياً بقتال «داعش»، وفي الوقت ذاته الحفاظ على مواقعه في ريف إدلب، لا سيما بعد تزايد قوة «جبهة النصرة» في المنطقة جراء انسحابها من ريف حماه.

ونضيف إلى ما سبق أن قيادة «النصرة» لم تتوصل الى حل لقضية أسرى القوات الدولية في الجولان السوري المحتل (الأندوف) وإطلاق سراحهم إلا بعد استشارة علماء ورجال دين من خارج سوريا، وذلك بعد أن استشرت الخلافات داخلها حول القرار الواجب اتخاذه بخصوصهم.

كل ذلك يشير إلى أن «جبهة النصرة» تعاني من أزمة قيادة حقيقية، وبروز تيارات داخلها على خلاف واسع مع بعضها البعض، وهي أشبه ما تكون بالحالة التي كانت عليها «حركة أحرار الشام» قبل مقتل قادتها.

 

تركيا و«داعش»: الأمر أبعد من مسألة الرهائن الـ49!

محمد نورالدين

لم تسفر زيارات وزيري خارجية ودفاع الولايات المتحدة إلى أنقرة عن أية نتائج ملموسة تدفع تركيا إلى المشاركة الفاعلة في عملية محاربة إرهاب تنظيم «داعش»، إذ أن كلّ ما حصلا عليه هو الاستعداد للتعاون في المجالات الانسانية وتبادل بعض المعلومات الاستخبارية.

وبات معلوماً أن أسباب الامتناع بل الرفض التركي للمشاركة، ومنها عدم توقيع البيان الصادر عن مؤتمر جدة من جانب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، متعددة، منها أن 49 ديبلوماسيا وموظفا من القنصلية التركية في الموصل لا يزالون محتجزين لدى «داعش» منذ العاشر من حزيران الماضي، وأية مشاركة تركية في التحالف ستعرض حياتهم للخطر، وكذلك وجود «داعش» على امتداد قسم كبير من الحدود السورية مع تركيا وخطر انقلابها على تركيا، فضلا عن وجود الآلاف من المقاتلين الأتراك في صفوف التنظيم، والذين سيشكلون عامل تهديد للأمن القومي التركي في حال انقلبت تركيا عليهم وتخلت عنهم.

هذا في الشق الأمني المباشر، ولكن في الشق غير المباشر فإن تركيا لا تريد إعطاء شرعية لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي يحارب إلى جانب قوات «البشمركة» الكردية ضد «داعش»، كما أن تركيا لا تريد تعزيز موقع إقليم كردستان العراق ومده بالسلاح وهي رفضت سابقا وفي ذروة تهديد «داعش» لأربيل مد الأكراد بالسلاح.

ولكن يبقى السبب الأهم والأول وهو أن أي إضعاف لـ«داعش» ولو في العراق سوف يصب، برأي المسؤولين الأتراك، في مصلحة النظام في سوريا حيث أن إسقاطه لا يزال يتقدم على أية أولوية أخرى لتركيا في سوريا وفي المنطقة.

ولكن «التبسيط»، كما التعتيم، على مسألة الرهائن الـ49 بالذات من جانب الحكومة التركية لا يلقى قبولا لدى الكثير من الكتّاب والمحللين الأتراك، إذ يوجد ما يشبه الإجماع على أن السبب أبعد من ذلك ويتصل مباشرة بالسياسات التركية الخاطئة تجاه المنطقة وفي طريقة التعامل مع ملف «داعش» تحديدا.

وكتب جونايت ارجا يوريك في صحيفة «جمهورييت» مقالا تحت عنوان «أبعد من أزمة الرهائن»، يلفت فيه إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عاد من أنقرة بدعم تركي إنساني واستخباراتي لا أكثر، والحجة الأساسية لمقاومة تركيا الضغوط الأميركية للمشاركة في التحالف ضد «داعش» هي احتجاز الأخيرة 49 موظفا من القنصلية التركية في الموصل.

ويقول يوريك إن «داعش لا شك يشكل تهديدا لتركيا، لكن الأسئلة لا تنقطع عن سبب عدم إقفال القنصلية عشية غزوة العراق برغم تحذيرات حكومة اقليم كردستان، والجواب هو أن تركيا تتعاون وتدعم أي تنظيم يحارب النظام السوري بمعزل عن هويته، وكانت مطمئنة إلى أن الديبلوماسيين الأتراك لن يحصل لهم شيء، وكلام السفير الأميركي السابق في تركيا فرنسيس ريكياردوني عن دعم تركيا لتنظيمي القاعدة والنصرة يؤكد هذه المسألة، وفي حين تضج المنابر الاعلامية العالمية بصورة تركيا الداعمة للإرهاب، تمنع الحكومة نشر أي خبر متعلق بداعش والمحتجزين».

كما رأى تولغا تانيش في صحيفة «حرييات» أن للولايات المتحدة إستراتيجية جديدة في المنطقة يمكن من خلالها أن تستغني عن أنقرة لاحقا، إذ «أسست واشنطن مركزين للعمليات ضد «داعش»، واحد في بغداد والثاني في أربيل، والدور المتنامي لأربيل يقدم مؤشرات على استراتيجية أميركية جديدة في المنطقة، كما تصف صحيفة وول ستريت جورنال تركيا بأنها حليفنا الذي لم يعد كذلك في أنقرة، وتضيف أنه حان الوقت لإنشاء قاعدة بديلة عن «اينغيرليك» في المنطقة، كما يلفت الاقتصادي هاوارد شاتز من مؤسسة راند الأميركية إلى أن إضعاف داعش يكون في تجفيف موارده المالية من النفط الذي يباع عبر الصهاريج إلى تركيا من خلال شركة غير معروفة».

ويختم تانيش بالقول إن «كلام السفير الأميركي السابق في أنقرة عن دعم تركيا لجبهة النصرة يفسر سبب عدم دعم تركيا للتحالف ضد الإرهاب وبالتالي دعمها لتنظيم داعش، فالمسألة إذا ليست في احتجاز الرهائن الـ49».

ويؤكد الباحث البارز باسكين اوران في حوار مع صحيفة «طرف»، أن «الطرف الوحيد الذي يبدو لديه القابلية لمحاربة داعش هم الأكراد، وحكومة داود أوغلو محشورة في الزاوية بحيث أنها تعارض تسليح الأكراد ضد داعش، وفي هذه الحال كيف يمكن للأكراد أن يعتمدوا على تركيا؟»، ويلفت اوران إلى أن «داعش لا يحتجز فقط 49 رهينة تركية بل يأخذ كل السياسة الخارجية التركية رهينة لديه، وأن احتجاز الرهائن الأتراك هو خطأ تركيا في الأساس»، وأشار إلى أن «رفض تركيا عرض نشروان البرزاني تحرير الرهائن حينها أمر مخيف جدا».

كما يتساءل ممتازير توركينيه في صحيفة «زمان» في عنوان مقاله «هل داعش هي المسألة؟»، ويشير إلى أن «داعش بلاء كبير جدا يلف رأس تركيا، بالأمس النصرة ومن قبلها القاعدة ومن قبلها طالبان، وآخر موضة هي داعش، ولو سقطت داعش فهي نتيجة وسيظهر غيرها، فلكل قوة ودولة نصيب من الاستفادة من داعش، عدا تركيا التي تخسر من سمعتها وصورتها»، ويضيف توركينيه أن «الكل أخطأ في سياسته تجاه سوريا، كما الغرب كذلك تركيا، فداود أوغلو يتهم واشنطن بأن السلاح الذي يملكه داعش هو سلاح أميركي متطور، أما الشبان الأتراك الذي ينضمون إلى داعش فهو يعتبر أنهم ليسوا سوى نتيجة لذلك»، ويختم توركينيه بأن «داعش شيطان دولي يجب على الجميع البحث عن أسباب ظهوره».

من جانبه يحذر مراد يتكين في صحيفة «راديكال» الدولة التركية من أن تصبح المقر الجديد لقيادات «الإخوان المسلمين» الذين ستبعدهم قطر من أراضيها، ويقول إن هذه القيادات «عينها على تركيا، وإذا حدث ذلك فسيخلق مشكلة جديدة وخطيرة».

ويلفت يتكين إلى أن صورة قطر أصبحت في الآونة الأخيرة، أنها وتركيا، حاضنة للإرهاب مثل «داعش» و«جبهة النصرة» وأخواتهما، و«بعض قيادات الإخوان أشار في حوارات صحافية إلى أن تركيا هي بين الدول التي قد يلجأون اليها، في وقت توجد بحق هؤلاء مذكرات توقيف دولية مصرية، وقبول تركيا لجوء الإخوان المسلمين إليها سيعزز صورة تركيا الحاضنة للمجموعات المصنفة إرهابية، وهذا سيحمل مخاطر جدية على علاقات تركيا الدولية خصوصا في هذه اللحظة من التطورات».

 

دير الزور: الجيش يدمر جسر السياسية

إحباط محاولة تسلل في جنوب دمشق

طارق العبد

عاد الهدوء إلى دمشق بعد ليلة من الاشتباكات الضارية في الأحياء الجنوبية، هي الأولى منذ سنتين، فيما سجل تطور عسكري على جبهة دير الزور، حيث تم تفجير جسر السياسية، الذي تمر عبره غالبية إمدادات تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش”.

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيان، أن انفجاراً دمّر جسر السياسية ، الذي يربط مدينة دير الزور بالريف ومنه إلى الحسكة والميادين والبوكمال. وذكرت قناة “الإخبارية” السورية أن وحدة من الجيش قطعت طريق الإمداد في منطقة جسر السياسية.

يشار إلى أن الجسر هو المنفذ الوحيد بين المواقع الخاضعة لتنظيم “داعش” في المدينة والجهة الشرقية من النهر، وبذلك تصبح دير الزور محاصرة، ولم يعد من الممكن وصول “الإمدادات” إلا عبر الزوارق عبر نهر الفرات، بسبب سيطرة القوات السورية على معابر عياش من الجهة الغربية والبانوراما من الجهة الجنوبية ومعبر هرابش من الجهة الشرقية.

ونقلت قناة “المنار” عن مصادر إن “القوات السورية دمرت جسر السياسية في دير الزور، في عملية نوعية نفذتها القوات الخاصة ووحدات الهندسة في الجيش، ما أدى إلى مقتل المسلحين المتواجدين عليه”.

الى ذلك، عادت الحياة إلى طبيعتها نسبياً إلى حي الميدان في دمشق، وسط انتشار أمني ملحوظ داخل الحي، بعد ليلة شهدت اشتباكات في منطقة الزاهرة والقاعة جنوب العاصمة.

وأشار مصدر ميداني إلى أن مجموعات من “جبهة النصرة” تسللت إلى محيط حاجز للقوات السورية عند منطقة الحقلة، لتندلع اشتباكات قتل على إثرها عدد من المسلحين، موضحا أن التسلل قد تم عبر قنوات الصرف الصحي من الأحياء الجنوبية، قبل أن تستعيد القوات المتمركزة في الحي السيطرة على الوضع.

وتعرض حيا الميدان والزاهرة إلى هجوم عنيف قبل عامين، ضمن ما سمي وقتها بـ”معركة دمشق الكبرى”، قبل أن يتمكن الجيش من إبعاد المسلحين، ونشر عشرات الحواجز في المنطقة التي تطل على جنوب العاصمة، حيث تقع عدة بلدات تحت سيطرة المسلحين، دخل معظمها مؤخراً في اتفاقيات للهدنة، فيما بقي وضع حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك شائكاً .

في هذا الوقت، تواصلت الغارات الجوية على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في محيط عين ترما.

من جهة ثانية، غادر المئات من عناصر قوة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل (الاندوف)، أمس، الشطر السوري في اتجاه المنطقة التي تحتلها إسرائيل.

وعبرت قافلة كبيرة تابعة للأمم المتحدة منطقة فض الاشتباك، وابتعدت هكذا عن منطقة المعارك بين الجيش السوري و”جبهة النصرة”. ولم تكشف الأمم المتحدة عن سبب مغادرة القافلة، لكن عشرات العناصر في القوة الدولية اسروا أخيرا أو تعرضوا للهجوم من قبل “النصرة”.

 

جنرال أمريكي: الضربات الأمريكية في سوريا لن تكون باسلوب الصدمة والرعب

واشنطن- (رويترز): قال رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي الخميس إن الولايات المتحدة لا تعد لبدء حملة من الضربات الجوية الساحقة بأسلوب “الصدمة والرعب” في سوريا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

 

واضاف “سنكون على استعداد لضرب أهداف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بما يقلص قدرات الدولة الاسلامية”.

 

وتابع “لن يكون ذلك مثل حملة “للصدمة والرعب” لأن هذه ليست ببساطة الطريقة التي يقوم عليها تنظيم الدولة الإسلامية. لكنها ستكون حملة متكررة ومتواصلة”.

 

جبهة النصرة تتبنى “عملية انغماسية” وسط دمشق أسفرت عن مقتل العشرات من قوات النظام

الأناضول: تبنّت جبهة النصرة في سوريا الثلاثاء، عملية تسلل لمسلحين تابعين لها إلى حيي الزاهرة والميدان بقلب العاصمة دمشق، الاثنين، وأدت إلى مقتل العشرات من قوات النظام.

 

وفي بيان منسوب لها، وصل مراسل (الأناضول) نسخة منه، قالت جبهة النصرة إن عناصر منها بمشاركة عناصر آخرين من “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” وهما فصيلان إسلاميان معارضان تابعان للجبهة الإسلامية، نفذوا صباح الاثنين، ما أسمته “عملية انغماسية” استهدفت حواجزا لقوات النظام في حيي الزاهرة والميدان بدمشق، أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر تلك القوات.

 

وأوضح البيان أن الهجوم استهدف حاجز “المارينا” في منطقة الزاهرة الجديدة، وحاجز “شعبة التجنيد” في منطقة “ميدان أبو حبل” وتجمعاً لقوات النظام بجانب جامع الضبا، لم تحدد موقعه، وجميعها مواقع تابعة للنظام في دمشق.

 

وأشار إلى أن العملية أسفرت عن عشرات القتلى من قوات النظام خلال الاشتباكات مع العناصر المتسللة، بالإضافة إلى أسر أربعة عناصر آخرين تم تصفيتهم قبل الانسحاب، فيما “استشهد” عناصر من المجموعة المهاجمة فيما تمكن الآخرون من الانسحاب بسلام، لم تبين عدد أي منهم.

 

وتوعد البيان النظام السوري بالمزيد من العمليات النوعية التي “ستدك حصونه وتزلزل عروشه حتى رفع الظلم عن المسلمين في هذه البلاد”، بحسب تعبير البيان.

 

ونوهت الجبهة إلى أن العمية تأتي بسبب استمرار الحصار من قبل قوات النظام على مناطق جنوبي العاصمة، ورداً على عدم إفراج النظام عن معتقلين لديه، وقطعه أيضاً مياه الشرب لليوم السابع على التوالي عن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ أشهر وتفرض قوات النظام عليه حصاراً خانقاً.

 

من جهته، أعلن النظام السوري، عبر وكالة إعلامه الرسمية (سانا)، أن وحدة من جيشه تصدت لـ”مجموعة إرهابية مسلحة” حاولت التسلل إلى أطراف دمشق وقضت على كامل أفرادها.

 

وعرضت سانا صورا ومقاطع فيديو، اطلع عليها مراسل “الأناضول” لجثث أشخاص ملقية على الأرض وعليها أثار دماء وعيارات نارية قالت إن قوات النظام قتلتهم أثناء التصدي للهجوم على “أطراف العاصمة”.

 

ولا يعتبر حي الميدان من الأحياء الواقعة على “أطراف العاصمة” وذلك خلافاً لما ذكرته الوكالة الرسمية.

 

ولم يتسنّ التحقق من بيان النصرة أو ما عرضته وكالة النظام من مصدر مستقل، ولا يتسنى الحصول على تعليق رسمي من الطرفين بسبب القيود التي يفرضانها على التعامل مع وسائل الإعلام.

 

ومنذ منتصف مارس/ آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية، تصنف النصرة والجبهة الإسلامية من ضمنها، بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

 

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

 

القاعدة في المغرب والجزيرة العربية تدعو “المجاهدين” للوحدة في وجه الحملة الصليبية

دبي – (أ ف ب) – دعا تنظيما القاعدة في المغرب الاسلامي وجزيرة العرب في بيان مشترك غير مسبوق، “المجاهدين” الى الوحدة في وجه “الحملة الصليبية” التي تقودها واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وفي سوريا.

وقال البيان المشترك الذي نشر على الانترنت “امام هذه الحملة الصليبية الظالمة لا يسعنا الا الوقوف في عدوة الاسلام والمسلمين، ضد امريكا اليهودية وحليفها اليهودي الصليبي الصفوي المرتد”.

 

وفاة 20 طفلا على الأقل بعد تلقيحهم بريف إدلب السورية

إسطنبول – الأناضول – قال مصدر مطلع في وزارة الصحة بالحكومة السورية المؤقتة، أن 20 طفلا على الأقل تتراوح أعمارهم ما بين عام وخمس أعوام، لقوا حتفهم بعد دقائق من إعطائهم لقاحا ضد الحصبة بريف إدلب (شمالا)، الثلاثاء.

وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن نفسه، أن 20 طفلا، في حصيلة أولية، توفوا بعد نحو ربع ساعة من إعطائهم اللقاح، وذلك في بلدات سراقب وجرجناز والقرى المحيطة بها، وفق المعلومات التي توفرت من الكوادر الطبية في تلك المناطق.

ولفتت المصدر إلى أن حملة الحصبة تتم بالتعاون ما بين وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة ومنظمة الصحة العالمية واليونوسيف، لتلقيح أكثر من مليون ونصف طفل في المناطق المحررة، مشيرا إلى أن نتائج التحليل المخبري هي التي ستفسّر أسباب حصول الوفيات.

وتضاربت الأنباء حول أعداد الوفيات بين الأطفال بسبب جرعات اللقاح، ففي حين ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 8 أطفال توفوا جراء اللقاح، قالت شبكة سوريا مباشر أن عددهم 7 أطفال،

في حين نقلت وكالة سوريا برس أن 36 طفلا توفّوا، بينما تحدث ناشطون عن وفاة 14 طفلا، اما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فتحدثت عن فقدان 18 طفلا حياتهم جراء هذا اللقاح.

وفي الوقت الذي لم يتسن التأكد مما ذكرته التنسيقيات الاعلامية المعارضة السابقة من مصدر مستقل، لم يصدر حتى الساعة (11.30)تغ، أي إحصائية رسمية عن وزارة الصحة التابعة للحكومة المؤقتة، فيما يعقد وزير الصحة عدنان حزوري مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق، بمدينة غازي عنتاب جنوب تركيا.

وكانت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، قد أعلنت بأنها “أوعزت بإيقاف الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد مرض الحصبة، والتي بدأت الاثنين في جميع المناطق الخاضعة للمعارضة، في ريف إدلب (شمال)، وذلك إثر حدوث حالات وفاة وإصابات بين الأطفال.

جاء ذلك عبر الحسابات الرسمية للوزارة في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أعلن بيان صادر عن مديرية صحة إدلب الحرة، عن وقف حملة اللقاح ضد مرض الحصبة، للتحقق من صحة الأخبار الواردة، حول ظهور حالات تسمم بسبب اللقاح، شرق معرة النعمان، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.

وأشار البيان، أن مديرية الصحة قامت “من خلال أكثر من 30 مركزا في محافظة إدلب، بتلقيح أكثر من 6 آلاف طفل ضد مرض الحصبة دون حدوث أي وفيات أو اختلاطات جديّة، إلا أنه حدث اليوم الثلاثاء، وبشكل مفاجئ، عدة حالات وفيات في مركز واحد في محافظة ادلب”.

وتابع البيان بالتأكيد على أن “جميع الاحتمالات المتوقعة تشير إلى حدوث خرق جنائي من قبل أيادِ مجهولة حتى الآن”، وأنه تمت إحالة الموضوع إلى القضاء للتحقيق في الأمر، ولاتزال القضية قيد البحث.

كذلك لفت البيان إلى أن تأكيد مديرية صحة إدلب الحرة أن كافة اللقاحات مستلمة بشكل كامل عبر منظمة الصحة العالمية، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن كافة الاحتمالات المتعلقة، “لها صلة باختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجّح صلتهم بالنظام، الذي يسعى لاستهداف القطاع الصحي لسوريا الحرة وخلق بلبلة”، على حد وصف البيان.

وطمأنت المديرية “كافة الأهالي الذين قاموا بتلقيح أطفالهم، أن اللقاح سليم تماماً، ولا يوجد أي خطر على أطفالهم الذين أخذوا اللقاح”.

وكانت عدة تنسيقيات معارضة، قد نقلت المعلومات الواردة حول حالات التسمم في منطقة (جرجناز، وسراقب، وتلمنس)، حيث أطلقت نداءات من مكبرات الصوت من مساجد قرى ريف إدلب، تطالب الناس بعدم تلقيح اطفالها.

ومنذ منتصف مارس(آذار)2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

 

مؤتمر باريس: فرنسا تلمّح للتدخل في سوريا

ايران تنتقد «التحالف» و«حزب الله ـ العراق» يهدد بمهاجمته

نصائح إستخباراتية لأوباما بقبول مساهمة عسكرية عربية… والرئيس العراقي يرفض

باريس وواشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة ووكالات: في حرب تصريحات بين الدول الغربية والإقليمية، لمحت فرنسا على لسان رئيسها فرانسوا أولاند، خلال «مؤتمر الأمن والسلام في العراق» المنعقد في باريس أمس الإثنين، إلى احتمال توجيه ضربات عسكرية لتنظيم «داعش» (الدولة الإسلامية) خارج العراق، واعتبرت ايران على لسان مرشد الجمهورية علي خامنئي التحالف الناشئ «غير شرعي»، وردّت أمريكا بلسان وزير خارجيتها جون كيري برفض الزج بها في «الشد والجذب» مع إيران.

وبحسب أولاند فإن «فرنسا ستشارك في التحالف الدولي لمكافحة داعش»، ملمحاً إلى احتمال ضرب داعش خارج العراق أيضا بقوله «الأراضي العراقية ليست المحددة وحدها لضرب التنظيم الذي يوجد في أماكن كثيرة».

ولفت أولاند إلى «ضرورة المحافظة على مستقبل سوريا، وأنه بالنسبة لفرنسا يمكنها أن تفعل ذلك من خلال دعم قوات المعارضة المعتدلة… ونتعاون مع الشركاء الإقليميين الذين فهموا ما يحدث في سوريا».

وحرصت إيران على التعبير عن موقفها تزامنا مع انعقاد المؤتمر الدولي في باريس والذي لم تتم دعوتها اليه حيث قال خامنئي انه منذ الايام الاولى لهجوم المتطرفين الاسلاميين «دعا السفير الامريكي في بغداد في طلب قدمه لسفيرنا لعقد اجتماع بين إيران وامريكا للبحث والتنسيق بشأن قضية داعش». وأضاف: «الحقيقة هي ان الامريكيين يسعون وراء ذريعة ما ليكرروا في العراق وسوريا ما يقومون به في باكستان، اذ يخترقون اجواءها رغم وجود حكومة مستقرة وجيش قوي، ويقصفون مختلف نقاطها جوا».

وأكد ان «هدف امريكا من مشروع محاربة داعش هو الوجود العسكري في المنطقة».

ورفض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الزج به في مرحلة من «الشد والجذب» مع إيران أمس الاثنين في أعقاب تأكيد طهران أنها رفضت طلبا أمريكيا بتنسيق التحرك ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال كيري للصحافيين في مقر إقامة السفير الأمريكي في باريس بعد حضور مؤتمر دولي عن العراق شاركت فيه 26 دولة «لن أخوض في الشد والجذب. لا أريد أن أفعل ذلك. بصراحة لا أعتقد أنه أمر بناء.»

وتعليقا على ما قاله علي خامنئي إن طهران رفضت دعوة أمريكية للتعاون في قتال الدولة الإسلامية رد كيري : «ليست لدي فكرة عن أي عملية مشتركة استخلصوها من أي مناقشة ربما تكون حدثت أم لا. لا ننسق مع إيران وهذا أمر نهائي».

وقال مايكل ماكويل، رئيس لجنة الامن الداخلي الأمريكية، انه من غير الحكمة للولايات المتحدة رفض عروض من الحلفاء العرب لتوفير القوات البرية لمحاربة « الدولة الاسلامية» في العراق وسوريا، مؤكدا بأنه يريد من «أهل السنة» والدول العربية المعتدلة محاربة الجماعات المتطرفة.

واشار ماكويل الى استعداد الاردن لوضع قوات برية في سوريا، مستبعدا فكرة وجود قوات امريكية برية هناك، ولكنه قال ان الولايات المتحدة بحاجة الى قوات حليفة على الارض في سوريا، مضيفا بأنه لا يعتقد أنه يمكن وضع قوات تقليدية امريكية في الوضع الحالي.

من جهتها وصفت كتائب حزب الله العراقي (شيعية)، امس ، الولايات المتحدة الأمريكية بالشر والخراب، وهددت بالانسحاب من المواجهات مع عناصر «داعش» والاشتباك مع القوات الأمريكية في حال تدخل الأخيرة في الصراع.

وقالت الكتائب، في بيان وصل وكالة الأناضول نسخة منه، إن «الاستعانة بأمريكا الشر والخراب إنما هو مصادرة لجهود أبناء الشعب العراقي الذين وقفوا في وجه الإرهاب وقدموا الشهداء وتحملوا العناء في سبيل حفظ العراق والعراقيين ومقدساتهم».

أوضح الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أنه لا حاجة لمشاركة مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة في الضربات الجوية ضد «تنظيم الدولة الإسلامية» في بلاده.

وأوضح معصوم في لقاء مع وكالة أسوشيتد برس لدى وصوله العاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في مؤتمر « الأمن والسلام في العراق» المخصص لمناقشة سبل مواجهة تنظيم داعش ، أن الاقتراح الذي قدمه مسؤول أمريكي بخصوص مشاركة بعض الدول العربية في الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة، لا حاجة له، معربا عن أسفه لعدم إشراك إيران في المؤتمر.

ومن المنتظر أن يتناول مؤتمر باريس خطة مواجهة «تنظيم داعش»، و تجفيف موارده المالية، وأمن الحدود، والمساعدات الإنسانية للنازحين العراقيين.

ويمثل تركيا في المؤتمر، الذي تشارك فيه 30 دولة، وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو. (الأناضول)

 

نصائح إستخباراتية لأوباما بقبول مساهمة عسكرية عربية… والرئيس العراقي يرفض

 

محلل أمني: كاميرون يعرف هوية «جهادي جون» جلاد «داعش» البريطاني

لندن ـ «القدس العربي»: أشارت مصادر أمنية مطلعة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، يعرف هوية القاتل المنتمي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» – داعش – الذي كان آخر ضحاياه عامل الإغاثة البريطاني، ديفيد هينز، بعيد ذبحه صحافيين أمريكيين اثنين، والتهديد بتصفية رابع.

وقال محلل الأمن القومي بشبكة CNN، بيتر بيرغن، نقلا عن مصادر بريطانية مسؤولة لم يسمها، إن السلطات البريطانية أحجمت عن كشف هويته لـ»أسباب عملياتية».

وأوضح بيرغن أن كاميرون يعرف هوية «الجلاد» البريطاني، الذي يتحدث بلكنة أهل لندن، وظهر ملثما في تسجيلات مصورة لعملية «نحر» الضحايا الثلاثة، وهو ضمن مجموعة بريطانيين تعرف بلقب الـ»بيتلز»، منخرطين في صفوف «داعش» ويحتجزون عددا من الرهائن الغربيين. وأضاف قائلا: إنها أزمة حقيقية لكاميرون، وتؤكد حقيقة تطوع مواطنين بريطانيين للذهاب إلى سوريا للقتال، بواقع 25 مرة ضعف معدل الأمريكيين من يفعلون ذلك، مقارنة بمعدل السكان.»

 

اشتباكات تصل لوسط العاصمة دمشق بعد تسلل مسلحين إليها والشبكة السورية لحقوق الإنسان توثق مقتل أكثر من 17 ألف طفل

عواصم ـ وكالات: دارت اشتباكات فجر امس الاثنين في حيي الميدان والزاهرة القديمة اللذين يعتبران من الأحياء التقليدية في العاصمة السورية دمشق بين قوات النظام ومقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل إلى المنطقة، تلى ذلك استنفار أمني وإغلاق شوارع المنطقتين.

وأفاد أهالي بأن الوضع لا يزال متوتراً في الحي، في وقت منعت القوات الأمنية دخول السيارات باتجاه شارع أبو حبل، في حي الميدان الدمشقي الشهير، كما تمتنع حافلات النقل عن الدخول إلى حي نهر عيشة.

وأوضح الأهالي أنهم سمعوا في ساعات الفجر الأولى أصوات اشتباكات، في محيط منطقة أبو حبل بالتزامن مع أصوات تكبير سمعت بين الحين والآخر واستنفار لحواجز المنطقة.

من جهتها، قالت وسائل إعلام موالية للنظام إن مجموعة مسلحة قامت بالتسلل إلى حي الزاهرة القديمة من جهة المخيم، وقامت قوات النظام ومسلحون موالون بالاشتباك والتعامل معها.

ونشرت وسائل إعلام موالية صورا قالت إنها لجثث مسلحين حاولوا التسلل إلى منطقة الزاهرة وتم التعامل معهم، حيث ظهرت في الصورة ثلاث جثث ملفوفة مسجاة بأحد شوارع المنطقة.

ولفت الأهالي إلى أن المدارس في المنطقة تم إغلاقها، وذلك حتى بعد توقف الاشتباكات و تقع هذه الأحياء المكتظة بالسكان في الجهة الجنوبية من دمشق .

وتشهد مناطق من دمشق ومحيطها تصعيدا عسكريا مع اعلان النظام الشهر الماضي، البدء بعملية عسكرية في جوبر، وسيطرة مقاتلي المعارضة على حي الدخانية بالريف.

وبمناسبة بدء العام الدراسي في سوريا، الأحد، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا أشارت فيه إلى مقتل 17 ألفا و136 طفلا، في سوريا، جراء استمرار الأزمة في البلاد، منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، من بينهم 94 طفلا، قتلوا داخل مقار احتجاز قوات النظام السوري. وقد قتل هؤلاء من بين ما لا يقل عن 121 ألفا، و859 مدنيا، قتلوا جراء الصراع حتى الآن.

وأضافت الشبكة، أن أعمال القتل خلفت «دمار أجيال»، وذلك نتيجة استمرار القصف والعمليات الحربية منذ عام 2011، في حين لفتت الشبكة إلى أن هذه العمليات، أوقعت ما لا يقل عن 1.1 مليون مصاب، من بينهم نحو 375 ألف طفل، فيما خلفت العمليات بتر أطراف نحو 19 الف طفل آخرين.

من ناحية ثانية، أشارت الشبكة إلى أنه «تشرد داخل سوريا ما لا يقل عن 2.3 مليون طفل، 1.4 مليون طفل من بينهم خارج إطار العملية التعليمية، بسبب دمار ما لا يقل عن 3873 مدرسة، على يد القوات النظامية، أو بسبب ظروف النزوح والفقر المدقع، وشبه انعدام للأمن والسلامة». كما أشارت إلى لجوء «ما لا يقل عن 1.4 مليون طفل، في مختلف البلدان المجاورة وغير المجاورة، 650 ألف طفل منهم، خارج نطاق العملية التعليمية، بسبب ظروف اللجوء والفقر، وعدم قدرة المدارس في البلدان الفقيرة على استيعابهم».

وكانت وكالة الأنباء السورية، «سانا»، قد أعلنت أن العام الدراسي الجديد في المناطق الخاضعة للنظام، بدأ أمس الأحد، حيث بلغ عدد الطلبة أكثر من 4 ملايين تلميذ، يتوزعون بين 3 مراحل، ابتدائي وإعدادي وثانوي.

وقد تأثرت العملية التعليمية بالظروف الحالية، التي تشهدها البلاد، جراء المواجهات بين الجيش النظامي ومعارضين مسلحين، مما أدى إلى تدمير العديد من الممتلكات والمنشآت العامة والخاصة، وتحول العديد من المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين من المناطق والقرى، التي تشهد اشتباكات، بينما تعرض بعضها للتدمير.

وكان وزير التعليم في الحكومة السورية المؤقتة المقالة، محيي الدين بنانة، قد كشف في وقت سابق للأناضول أن «العام الدراسي الجديد في المدارس التي تشرف عليها وزارته في الداخل السوري الذي تسيطر عليه المعارضة، سيبدأ في 23 أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث وضعت الوزارة تقويما متكاملا حددت فيه بداية كل فصل، وفترة الامتحانات النصفية والنهائية وامتحانات الثانوية، فضلا عن العطلة الانتصافية». وأضاف أن «الوزارة تشرف على عدد لا بأس به من مدارس الداخل، والمدارس في دول الجوار التي يتواجد بها لاجئون سوريون»، موضحا أن «الوزارة ستشكل هيئة في كل ولاية تركية، بالتعاون مع وزارة التعليم الوطني التركية، التي تفهمت ممثلة بوزيرها، الكارثة التعليمية في سوريا»، على حد وصفه.

 

أنباء عن غرق سفينة تحمل أكثر من 500 مهاجر

 

تخلّص المهربون منهم… وأغلبهم سوريون وفلسطينيون

جنيف ـ رويترز: قالت منظمة الهجرة الدولية امس الاثنين ان أكثر من 500 شخص هربوا من أفريقيا والشرق الأوسط ربما غرقوا في أحدث تحطم لسفينة في البحر المتوسط ليصل عدد القتلى هذا العام إلى قرابة ثلاثة آلاف.

وفي الحادث الأسوأ يعتقد أن زهاء 500 مهاجر لاقوا حتفهم بعد أن صدم مهربون قاربهم قبالة ساحل مالطا الأسبوع الماضي في واقعة لم تعرف إلا بعد شهادة اثنين من تسعة ناجين.

وقالت كريستيان بيرثياوم المتحدثة باسم المنظمة لرويترز في جنيف إن الناجين قالوا إن المهربين طلبوا من المهاجرين أن يركبوا قاربا آخر في وسط البحر. ورفض المهاجرون مما أدى إلى اندلاع مواجهة انتهت بأن صدم المهربون السفينة التي كان يستقلها المهاجرون.

وقالت «كان على متن القارب 500- سوريون.. فلسطينيون.. مصريون.. سودانيون. كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا.»

وذكرت أن السفينة انطلقت يوم السبت السادس من سبتمبر /أيلول من مدينة دمياط المصرية وغرقت قبالة سواحل مالطا يوم العاشر من سبتمبر /أيلول. وعلمت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بتحطم القارب ولكن قالت إن معلوماتها أن التحطم وقع يوم الجمعة.

وأضافت بيرثياوم «في المجمل.. نجا تسعة أشخاص وجرى انتشالهم بقوارب.» وتابعت أن مسؤولين من منظمة الهجرة الدولية أجروا مقابلات مع ناجيين فلسطينيين نقلا إلى صقلية بإيطاليا بينما نقل الناجون الآخرون إلى مالطا وكريت.

وبعدها بأربعة أيام قال متحدث باسم البحرية الليبية في ساعة متأخرة أمس الاول إن سفينة أخرى مليئة بالمهاجرين الأفارقة وعددهم 250 غرقت قبالة السواحل الليبية ويخشى من أن معظمهم قد توفي. ونجا 26 منهم.

 

نظام الأسد أقل ثقة بالنفس… خائف من تداعيات الضربة وقاعدته الشعبية غاضبة والبنتاغون حدد قائمة الأهداف ولن تبدأ الحرب قبل تأهيل الجيش العراقي

لندن ـ «القدس العربي»: يطلق البعض على التحالف الأمريكي الذي انشغل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لجمعه طوال الأيام الماضية بأنه «تحالف الدول غير الراغبة» فهو يجمع في طياته خليطاً من الدول الخائفة من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» ومن إيران وميليشياتها الشيعية في العراق، وتخشى دول مثل السعودية ودول الخليج الأخرى من تقوية الضربة الأمريكية لـ»داعش» موقف إيران وحلفائها والنظام السوري، خاصة أن الوصفة التي تصفها واشنطن للحل تقتضي تدريب المعارضة السورية وتزويد قوات البيشمركة الكردية وتأهيل الجيش العراقي وهي عملية تحتاج لوقت طويل.

ويرى الكاتب باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت» أن الخوف من «داعش» أدى لإنتاج مجموعة غريبة من الأصدقاء، ففي العراق ساعدت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران والتي كانت تقتل الأمريكيين قوات الأكراد والجيش العراقي على رفع الحصار عن بلدة إيمرلي التركمانية والذي لم يكن ممكنا بدون الغارات الجوية الأمريكية، وتم دمج عدد من قوات الحرس الثوري الإيراني في صفوف الميليشيا كمستشارين وقادة بدون اعتراض أمريكي.

ويعرف كيري هذا لكنه أكد في نهاية الإسبوع أن إيران لن تكون ضمن الدول المتحالفة.

 

صف غريب

 

ويضيف إن صف الأعداء ضد «داعش» غريب ويتكون من مجموعة رئيسية من دول الناتو بمن فيها تركيا وهو عبارة عن ناد يدعم من يعارضون «داعش»، لكن العمليات الإعلامية التي يمارسها تنظيم داعش وقتله للرهائن وآخرها قتل عامل الإغاثة البريطاني بيتر هينز يعني أن التنظيم يمكنه الضرب في أي مكان.

ولديه 49 دبلوماسيا تركيا اختطفهم من القنصلية التركية في الموصل كورقة ضغط على تركيا مما يعني أن الأخيرة لا يمكنها فعل شيء للمساعدة ولهذا رفضت التعاون والسماح باستخدام القواعد العسكرية لضرب «داعش».

ويضيف كوكبيرن أن رحلات كيري في المنطقة لم تنتج سوى وعودا غامضة بالمشاركة، فقد وعدت السعودية بتدريب المعارضة السورية على أراضيها، واستبعدت مشاركة قواتها في العمليات. وتفضل التركيز على تمويل العشائر العراقية لخشيتها والدول السنية من العودة للقائم قبل ميلاد الدولة الإسلامية وتقوية الشيعة بدون تحقيق المطالب السنية كما يرى إيان بلاك في صحيفة «الغارديان» والذي أشار إلى صعوبة التنسيق بين دول الخليج والولايات المتحدة لعدم وجود خبرة في هذا المجال، فلا مشكلة من ناحية القدرات العسكرية، ولكن المشكلة تبرز في التنسيق، والمخاوف الناجمة حول المدى الذي ستذهب فيه الولايات في تنفيذ العملية دون استفادة إيران والنظام السوري منها.

وبالسياق نفسه يشعر الأردن بالخوف نظرا لوجود متعاطفين مع التنظيم في بعض مدنه مثل الزرقاء ومعان.

وتنبع أهمية هذا التحالف ليس من فاعليته بل لكونه كما يقول بلاك يمنع النظر للحرب الجديدة في الشرق الأوسط باعتبارها حربا أمريكية أو حربا صليبية.

وطلب من تركيا التعاون في مراقبة الحدود التي يمر عبرها معظم الجهاديين في طريقهم إلى سوريا وكذلك الدعم اللوجيستي ومنع تدفق النفط السوري والعراقي لأراضيها حيث يباع بأسعار زهيدة، وبهذه الطريقة يتم حرمان التنظيم من مصدر مهم للثروة.

وتتمتع كل من السعودية ودول الخليج الأخرى بعلاقات نسبية مع القبائل العراقية التي يمكن إقناعها للتحرك ضد «داعش» أو التخلي عن دعمه، وقد يكون صعبا القيام بهذا لأن التنظيم معروف بانتقامه الشرس من كل من يخرج عليه.

ويرى كوكبيرن أن تحالف أمريكا في العراق وإن كان إشكاليا إلا أنه في سوريا أكثر فوضوية لأن معظم المعارضين لنظام الأسد هم من الجماعات الجهادية.

ويشير هنا للفكرة المقيتة لدى واشنطن ولندن وباريس بتغيير مواقفها الرافضة للتعاون مع النظام السوري الذي دعت لرحيله منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقد تتعاون معه بطريقة سرية.

ويرى أن هناك جماعات «من غير التحالف» يمكنها القيام بالقتال نيابة عن الدول غير المستعدة والخائفة من «داعش» وتريد احتواءه مع ذلك، ويتحدث كوكبيرن عن حزب الله اللبناني وحزب الإتحاد الكردستاني في شمال- شرق سوريا والأكراد الأتراك ـ بي كي كي. وهو ما تخشاه دول الخليج لأن تقوية هؤلاء اللاعبين سيؤثر على مستقبل الحل، فكما يرى موقع «ستراتفور» الأمني «إن هزيمة «داعش» لن تنهي مشاكل العالم العربي ويمكن للولايات المتحدة المساعدة في تخفيف قبضته عن سوريا والعراق» ولكن «لن يستطيع اللاعبون الإقليميون التحرك وبناء نظام جديد قادر على احتواء النزاع الطائفي».

 

شرطي وليس قائد أوركسترا

 

وتنقل صحيفة «الغارديان» عن تيودور كراسيك الباحث في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في دبي «تحديدا، خطوة واحدة غير موفقة من الولايات المتحدة التي تقود التحالف ضد «داعش» قد تمحور على حسن النية التي رأيناها في الإسبوع الماضي».

وفي هذا السياق كتب رامي خوري في «دايلي ستار» الصادرة في بيروت عن مظاهر القصور في استراتيجية أوباما لإضعاف والقضاء أخيرا على داعش والمشاكل العملية والسياسية في بناء تحالف قوي وفعال يعمل مع الولايات المتحدة حيث قال إن «دفع العرب والأتراك للتحالف أمر لا يدعو للحماس أو الثقة، واشعر بحزن حقيقي لأن ما يهزم الدولة الإسلامية والإتجاهات المنحرفة الخطيرة في مجتمعاتنا هو دينامية محلية وقوية». وشبه خوري كيري بقائد شرطة يقوم بدفع جماعات محلية خائفة مترددة لملاحقة رجال خطيرين وأشرار، أكثر من كونه قائد أوركسترا يعزف سيمفونية.

وتعترف الولايات المتحدة أن أي عملية عسكرية ضد «داعش» ليست قريبة نظرا لعدم وجود التزام واضح من قوى في المنطقة للمشاركة في العمليات العسكرية. وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إنه لن يتم تصعيد العملية العسكرية قبل اتخاذ قوى متعددة أماكنها وتكون جاهزة للعمل مثل الجيش العراقي والبيشمركة وقوات المعارضة السورية بحيث تكون جاهزة لإتمام ما تقوم به الطائرات الأمريكية من الجو.

وأكد المسؤولون أنه لن يتم البدء بالغارات طالما لم تستكمل الجهود على الارض، فهذه لن تكون غارات «صدمة وترويع» حسب مسؤول في إشارة لبداية الغزو العراقي في عام 2003، مضيفا «لا نريد أن تظهر هذه الحرب وكأنها حرب أمريكية».

وتقول إن المسؤولين العراقيين والأكراد يدفعون باتجاه الخطوة المقبلة رغم الغارات التي نفذها الطيران الأمريكي حتى الآن 150 غارة، وطلبوا من الإدارة الأمريكية قبل أيام من استهداف الحدود السورية- العراقية لحرمان «داعش» من الملاجىء الآمنة التي يتمتع بها في المنطقة. وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية إن العراقيين طلبوا المساعدة في المناطق الحدودية وهو «طلب ننظر به».

ويتحدث المسؤولون الأمريكيون عن تحضيرات عسكرية محددة إضافة لجهود تقودها الخزانة الأمريكية لحرمان «داعش» من مليون دولار يحصل عليه من عائدات النفط الذي يستخرجه ويبيعه في السوق السوداء.

وجاء الحديث عن هذا في ضوء محاولات الإدارة تعريف ما عنى به الرئيس أوباما عندما قال إن استراتيجيته تهدف «لإضعاف ومن ثم تدمير داعش».

و في السياق نفسه قدم مدير طاقم الرئيس دينيس ماكدونو تعريفا واضحا للإستراتيجية في حديثه مع برنامج «قابل الصحافة» على قناة «أن بي سي» قائلا إن النجاح سيكون عندما لا تهدد الدولة الإسلامية أصدقاءنا في المنطقة وتتوقف عن تهديد الولايات المتحدة ، وأن لا يزيد عدد أتباعه أو يهدد المسلمين في العراق وسوريا»، وهو تعريف لا يصل لحد العمل على تدمير التنظيم.

وترى الصحيفة إن هذا قصد منه الإستجابة لمخاوف الحلفاء المترددين لأن كل واحد يشك بالطرف الآخر. ومع أن كيري لم يشر للدول التي ستسهم في الغارات الجوية حيث سيكشف عن هذا بعد عودته من باريس ويطلع الكونغرس على ما أنجزه في الشرق الأوسط، لكن مسؤولا قال إن الدول العربية قد تسهم في الغارات الجوية بدون اسقاط قنابل، حيث ستتركز جهودها على مهام لوجيستية واستطلاعية ونقل أسلحة للقوات الكردية مثلا.

وسيلعب العراقيون دورا مهما في قرار أوباما وبالتالي فهم بحاجة لإعادة تشكيل وتنظيم صفوفهم. وترى الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة تأتي على رأس القائمة إلى جانب قطر التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية. وأكد المسؤولون الأمريكيون أن كل الغارات الجوية يجب أن تحصل على موافقة من الحكومة العراقية الجديدة وكذلك من المخططين العسكريين الأمريكيين. ولا يستبعد الأمريكيون ظهور مشاكل خاصة أن دول الخليج لم تعمل من قبل مع القوات العراقية. وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة حددت الأهداف التي ستضربها خلال الأسابيع الماضية لكنها تنتظر ما سيقدمه الحلفاء من طائرات ومعلومات أمنية ودعم تزويد الطائرات بالوقود واتفاقيات تسمح للطائرات الأمريكية بالإنطلاق وضرب أهداف ودمج مدربين من دول أخرى.

 

لا تعاون مع إيران والأسد

 

ومن أهم ملامح الخطة الأمريكية استبعاد مقصود للاعبين مهمين لهما مصلحة بهزيمة «داعش»، أي إيران والنظام السوري لبشار الأسد. فقد استبعد جون كيري تعاونا مع إيران التي تعمل على الأرض من خلال حلفائها في العراق.

وفي الوقت الذي استبعدت فيه التعامل مع الأسد إلا أن الطرفين يعملان لنفس الهدف، مما يثير مخاوف من تحول الولايات المتحدة لقوة طيران تعمل نيابة عن الأسد وإن مؤقتا. وبحسب الخطة الأمريكية فسيتم أولا تجميع القوات العراقية ووضعها تحت إشراف فريق أمريكي «مستشارون» مكون من 12 ضابطا.

ومن المتوقع أن يبدأ التدريب في الايام القليلة المقبلة، وسيتم توسيع العملية لتضم الأكراد ولاحقا المعارضة السورية بعد موافقة الكونغرس على حزمة المساعدة التي طلبها أوباما ـ 500 مليون دولار أمريكي تقدم للجماعات السورية المعتدلة. ويعترف المسؤولون الأمريكيون بأن المعارضة هذه منقسمة وأقل قوة من «داعش».

 

تحديات

 

في المقابل يعتبر التدخل الأمريكي فرصة لنظام الأسد الذي عانى من نكسات خلال الأشهر الماضية وخسائر أمام تنظيم الدولة الإسلامية ويمثل تحديات لدرجة دفعت بعض المحللين للقول إن إيران تفكر بالتخلي عنه، فيما يشعر حزب الله بالغضب نظرا للخسائر التي تكبدها في سوريا حسبما أوردت صحيفة «دايلي تلغراف» يوم السبت. وترى «نيويورك تايمز» أن المخاطر التي تواجه النظام نابعة من قاعدته الشعبية التي بدأت تشك بقدرته على إنهاء الحرب الأهلية. ففي الوقت الذي يعتقد فيه والدائرة المغلقة حوله أن الضربة الأمريكية تطيل من أمد النظام على الأقل سياسيا. ويرى المقربون من النظام ومستشاروه إلى أن قرار أوباما شن حرب ضد «داعش» انتصارا لاستراتيجيته التي أكدت منذ البداية على تدمير أي معارضة لنظامه وتقديم نفسه باعتباره الخيار عن التشدد والتطرف الذي يهدد الغرب.

وهناك أيضا مخاوف من أن تترك الحملة الأمريكية آثارا عكسية على النظام. ولا يعرف مؤيدو النظام من سيستفيد أكثر من الضربة، قوات الحكومة، قوات المعارضة أم جماعات الأكراد الإنفصالية. وعلى ما يبدو فلا قوات الحكومة ولا المعارضة ستستفيد مباشرة من الضربات التي ستوجه لمعاقل «داعش» في الرقة ودير الزور. ويرى الجنرال اللبناني المتقاعد أمين حطيط أن الجيش السوري لن يتمكن من استعادة الخسائر التي تكبدها في هذه المناطق وعلى ما يبدو فقد تخلى عن الشرق.

وبالنسبة للمعارضة فقد تكون محظوظة أكثر من النظام بعد حصولها على تدريب وتسليح من أوباما الذي قلل قبل فترة من قدراتها. ويتوقع يزيد صايغ المحلل العسكري في وقفية كارنيجي في بيروت قيام الولايات المتحدة بهجمات محدودة لمواقع وقوافل «داعش» في الصحراء خاصة أن مقاتلي التنظيم ذابوا في التجمعات السكانية مما سيزيد من مخاطر ضربهم على المدنيين.

ولكن في المناطق البعيدة عن الرقة تتمتع المعارضة بقوة وكذلك النظام قوي حول حلب، وعليه فضرب «داعش» في هذه المناطق قد يؤدي لمنفعة الأسد. ويرى صايغ أن قتل الولايات المتحدة لقادة بارزين له في سوريا سيترك أثره لكن سيكون الأثر محدودا.

وهناك رأي ولكن من صحافي مقرب من الحكومة والذي قال إن العملية كما يراها عدد من مسؤولي الحكومة مصممة لتحقيق أهداف سياسية وتهدف لزيادة الضغط على تركيا كي توقف تدفق المقاتلين والأسلحة إلى داخل سوريا.

وبعيدا عن هذا تأتي الضربة في وقت تواجه فيه حكومة الأسد مشاكل من داخل القاعدة المؤيدة لها التي اشتكت من سماح النظام ل «داعش» بإهانة السوريين وانتشرت التعليقات على وسائل التواصل الإجتماعي وقام مؤيدون للنظام بتظاهرة نادرة في دمشق.

مما يظهر أن المعنويات العالية التي جاءت بعد انتخابه والثقة التي قدم فيها نفسه تبخرت، وزاد من الحنق صور الجنود السوريين الذين مشوا عراة في الصحراء قبل قتلهم بعد سيطرة «داعش» على قاعدة الطبقة العسكرية في الرقة.

 

أوباما يرسخ عهده كرئيس للحروب الجوية والخبراء يشككون في النتائج

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: يرسخ الرئيس الامريكي باراك اوباما ارثه كرئيس للحروب الجوية بسبب استراتيجيته الحالية في تدمير تنظيم « الدولة الاسلامية « في سوريا والعراق على النقيض من طموحاته السابقة كبطل للسلام والامل او استرتيجية اسلافه في زج القوات البرية الامريكية في حروب طاحنة طويلة الاجل في افغانستان والعراق.

وتاتى الضربات الجوية في العراق والمحتملة في سوريا كمثال جيد لاسترتيجية اوباما السياسية والعسكرية في اختيار الصواريخ بدلا من القوات البرية التى تقاتل اعداء الولايات المتحدة وجها لوجه، ولسنوات، استخدم اوباما هجمات الطائرات بدون طيار لتجفيف ينابيع تنظيم القاعدة في الصومال وباكستان واليمن كما قامت القوة الجوية المركزية لحلف شمال الاطلسي التى تقودها واشنطن بالاطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي في عام 2011.

وقللت عملية استبعاد القوات البرية من الناحية التكتيكية بشكل كبير من خطر تعرض القوات الامريكية لخسائر في الارواح كما قللت، ايضا، من التكاليف الاجمالية للحرب ضد شبكات التطرف والارهاب، ومن الناحية السياسية، تماشى اوباما مع المزاج الامريكي الشعبي العام حيث اظهرت استطلاعات الراى بان الامريكيين هم اكثر احتمالا وقبولا لدعم الضربات الجوية بدلا من وضع القوات في بر الاذى ورغم ذلك ما زالت فرضية الحرب الاقل دموية تواجه انتقادات من القوى المناهضة للحرب والتى ما زالت تطارد ارث ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش.

وقال محللون امريكيون أن قرارات الاعتماد على الضربات الجوية ساعدت في تهدئة المياه السياسية ولكن الامواج بدأت تتحرك مع انتقادات متتالية تحذر من ان رفض اوباما لوضع احذية عسكرية على الارض سيجلب الكثير من المخاطر حيث قال مدير وكالة الامن القومي السابق والجنرال المتقاعد مايكل هايدن بان سياسة اوباما تشبه الى حد ممارسة « الجنس العرضي « موضحا بانه « اشباع دون التزام».

واكد هايدن بان استبعاد القوات المقاتلة البرية بما في ذلك القوات الاستشارية امر من شأنه ان يجعل الولايات المتحدة اقل فاعلية.

وشكك خبراء في قدرة القوات العراقية او قوات المعارضة السورية المعتدلة على مواجهة مجموعة ممولة جيدا ومجهزة مثل « داعش « ما لم تكن القوات الامريكية الى جانبهم، وقالت كاثرين زيمرمان من معهد أمريكان انتربرايز بان المحاولات الامريكية السابقة بالاعتماد على الشركاء المحليين فشلت تماما وانه لا يكفى انهم على استعداد.

واوضحت المحللة البارزة بان الولايات المتحدة دربت وقدمت نصائح للقوات اليمنية والصومالية ولكن في نهاية المطاف نجد بان القوات الامريكية هي التى تكافح من اجل هزيمة القوات التابعة لتنظيم القاعدة في الدولتين في حين قال خبراء أن آثار ضربات الطائرات الامريكية بدون طيار ضد تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب في اليمن كانت محدودة للغاية بسبب ضعف الحكومة وقواتها الامنية في حين تحركت حركة « الشباب» الصومالية الى عدة دول في شرق افريقيا مما جعل الضربات الجوية اقل فعالية في تدمير المنظمة كما برزت صعوبات في تحديد الاهداف لعدم وجود قوات على الارض. واقترح الجمهوريون بان الضربات الجوية لوحدها لن تستطيع هزيمة «داعش» بما في ذلك رئيس مجلس النواب جون بوينر الذي قال بان طائرات اف 16 ليست استراتيجية وان الضربات الجوية لن تنجز ما تريد الولايات المتحدة انجازه.

وقال الجنرال هايدن بان التدخل المحدود سيرسل رسالة خاطئة الى الحلفاء في المنطقة فضلا عن الاعداء الذين يشككون في عزيمة الولايات المتحدة في حين قالت الادارة الامريكية بان الاستراتيجية الحالية حققت نتائج جيدة، ولغاية الان، شنت المقاتلات الامريكية وقاذفات القنابل والطائرات بدون طيار حوالي 160 غارة جوية في العراق، معظمها صواريخ « هيلفاير « على اكثر من 200 هدفا من بينها مركبات عسكرية واسلحة ومرافق.

واكد مسؤولو الادارة الامريكية أن الضربات نجحت في تدهور قوات « داعش « ووقف مكاسب الجماعة، وقال جوش ارنست، السكرتير الصحافي للبيت الابيض، بان الانتشار العسكري الانتقائي والاستراتيجي للرئيس الامريكي نجح في كبح التهديد وجعل تلك المنظمات اقل قدرة على تهديد الشعب الامريكي.

وقال الجنرال المتقاعد من سلاح الجو ديف ديبتولا الذي رسم خطة حرب الخليج الاولى أن القوات البرية غير مطلوبة في العديد من الحالات نظرا الى قدرة الطائرات الحديثة مضيفا: «عندما تتحرك عبر اميال من الصحراء المفتوحة مع عشرات من المركبات فانك لا تحتاج الى شخص في الارض يعلمك بذلك».

اما المزايا السياسية للضربات الجوية فهي واضحة وملموسة حيث جاء في استطلاع لصحيفة « وول ستريت جورنال «وقناة» ان.بي.سي أن ما يقارب من ثلثي الامريكيين يؤيدون ضرب اهداف « داعش « ولكن الثلث فقط يؤيد استخدام القوات البرية، وقال المؤرخ السياسي برينستون جوليان زيلزر بان الامر لا يتطلب الكثير من التضحية والفكرة هي ان المشاعر المناهضة للحرب ستضعف وستعطى مساحة اكبر من الحركة.

ولم يكن اوباما سلبيا تجاه استخدام القوات البرية ولكنه لجأ الى طرق غير تقليدية حيث توجهت القوات الخاصة الى باكستان في مهمة قتل اسامة بن لادن وسقط فريق امريكي من الجو بسوريا في محاولة فاشلة لاطلاق سراح اثنين من الصحافيين الامريكيين وهنالك تقارير عدة من الشرق الاوسط توحى بان هنالك عمليات خاصة امريكية تدار من قبل ضباط استخبارات على الارض في جميع انحاء الشرق الاوسط، وهنالك، ايضا، المئات من المستشارين العسكريين في العراق ومن المرجح ان يتوجه قريبا عدد منهم الى السعودية لتدريب قوات المعارضة السورية.

ونعود الى الجنرال هايدن ليختتم التحليلات القائمة حول عهد الحروب الجوية بالقول: «هذه المزاعم تصلح كعبارة لاصقة على المركبات بدون أي معنى حقيقي» مضيفا: « الولايات المتحدة لديها المئات من القوات البرية على الارض.. نحن نخدع من بالتحديد؟».

إلى ذلك، قال مايكل ماكويل، رئيس لجنة الامن الداخلي، أنه من غير الحكمة للولايات المتحدة رفض عروض من الحلفاء العرب لتوفير القوات البرية لمحاربة « الدولة الاسلامية « في العراق وسوريا مؤكدا بانه يريد من اهل السنة والدول العربية المعتدلة محاربة الجماعات المتطرفة .

واشار الى استعداد الاردن لوضع قوات برية في سوريا وقال: «لماذا لا ناخذ بعين الاعتبار خيار الشعوب العربية» ولكن جون كيري وزير الخارجية الامريكية قال في وقت سابق بان الولايات المتحدة ليست في وضع يمكنها من القيام بذلك حتى الآن.

واستبعد ماكويل فكرة تواجد قوات امريكية برية في سوريا ولكنه قال بان الولايات المتحدة بحاجة الى قوات حليفة على الارض في سوريا مضيفا بانه لا يعتقد بانه يمكن وضع قوات تقليدية امريكية في وسط الوضع الحالي، ووصف توجه الامارات العربية ودول اخرى للانضمام الى التحالف ضد « داعش « بانه خطوة ايجابية مع العلم بان وزير الخارجية الامريكية استقبل حتى الان دعما من 10 دول عربية من بينها مصر والعراق ولبنان وقطر والسعودية .

وقال رئيس لجنة الامن الداخلي أنه من المهم ان يأذن الكونغرس بالقيام بحملة موسعة من الغارات الجوية، ومن المتوقع ان يصوت الكونغرس في وقت مبكر من هذا الاسبوع على ترخيض تدريب وتسليح المتمردين السورين المعتدلين، واضاف ماكويل: «حان الوقت للحاق بالركب».

من جهة اخرى، قال الرئيس السابق لهيئة الاركان المشتركة أن الحملة الجوية لوحدها ربما لن تدمر تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق وسوريا حيث قال الجنرال جيمس كارترايت بان الطريقة الوحيدة لتدمير « داعش» هي وجود قوات برية تقوم بمهمة التدمير مع غطاء جوي يمنح تلك القوات القدرة على المناورة والحماية ولكن الحملة الجوية لوحدها لن تدمر التنظيم .

واوضح كارترايت بان الضربات في سوريا ستستهدف القدرات اللوجستية للجماعة الارهابية بما في ذلك مواقع التدريب وومخازن الذخيرة واى مكان تتكدس فيه قوات لداعش، وكشف المسؤول العسكري الكبير بانه اذا تم تحريك الاهداف الى الجنوب فانه يمكن دعم القوات العراقية على وجه الخصوص ومنحهم غطاءا جويا حتى يتمكنوا من مناورة قوات «داعش».

وقلل من خطر الطيران عبر المجال الجوي السوري بسبب « سوء صيانة وفقر عمليات « المعدات الدفاعية السورية ولكنه اكد على ضرورة التعامل معها كانها قادرة على العمل، وقال تنظيم « داعش « ليس عبارة عن مجموعات صغيرة مثل الموجودة في الصومال او اليمن وهو ليس قوة عسكرية بل في مكان ما بين.

 

جامعة تشرين في اللاذقية تتحول إلى ملتقى للعشاق من عناصر الدفاع الوطني

سليم العمر

اللاذقية ـ «القدس العربي» «لن تمر على حدائق جامعة تشرين في اللاذقية الساعة الثالثة ظهرا دون أن تلاحظ انتشار العشاق على مقاعدها، و(روميو) غالبا ما يكون عنصرا من الدفاع الوطني التابع للنظام أما (جولييت) فتكون دائما طالبة من الجامعة»، على حد وصف مجدي الأحمد أحد سكان مدينة اللاذقية، واصفا ما يجري بـ»الإنحلال الأخلاقي» وبأن هذه الأمور لم تكن تحدث سابقا كما الآن.

يقول مجدي وهو طالب جامعي في المرحلة الأخيرة «تحولت جامعة تشرين في مدينة اللاذقية الساحلية بالآونة الأخيرة من مكان للتدريس إلى مقصد للعشاق، لكن اللافت في الأمر أن عناصر الدفاع الوطني يقومون بمواعدة طالبات الجامعة في الحدائق التي تنتشر بكثرة في الجامعة، والمنظر بات جدا مألوف لمن يزور الجامعة في هذه الأوقات».

ويبين أن «هذه الأمور لم تكن تحدث في السابق قبل عام على الأقل، إلا أن انتقال المؤيدين للنظام السوري من بقية المناطق الى الساحل السوري الذي يعتبر الأكثر أمنا في البلاد أدى إلى انتشار هذه العلاقات، التي لم تمنعها شرطة النظام رغم تعارضها مع الأخلاق العامة».

ويروي أنه في حي الصليبة في شهر تموز/يوليو الماضي، كانت مجموعة من الفتيات المحجبات على موعد مع شبان من عناصر الدفاع الوطني الذين اصطحبوا الفتيات بسيارة أمن وكان الشبان مسلحين ببنادق من نوع «كلاشينكوف» وبعد مرور ساعتين عادت السيارة وأعادت الفتيات إلى نفس المكان، مبينا «تحرينا عن الفتيات لأن هذا التصرف لا يمت لأخلاقنا بصلة، وتبين أنهن من النازحين القادمين من مدينة شمال سوريا».

قصة أخرى ترويها شابة فضلت عدم ذكر اسمها، أن هناك فتاة في الثاني والعشرين من عمرها كانت تركت جامعتها في مدينتها التي انتشر فيها «الارهابيين والمسلحين» على حد قولها، وتعرفت على شاب «عنصر أمن» في جامعة تشرين، وقام هذا الشاب بمساعدة أخيها المتخلف عن «الخدمة العسكرية» والمطلوب للنظام من خلال تحويله إلى جندي في صفوف النظام السوري يقاتل «الارهابيين».

تتابع «مازالت العلاقة قائمة بين الفتاة وعنصر الأمن بمعرفة أهلها»، مضيفة أنها «تخرج مع الشاب بدون أية علاقة شرعية».

بدورها، قالت إحدى الفتيات القادمة من مناطق شمال سوريا، إنها «تعيش دون رقابة أهلها ولا أحد يستطيع أن يمنعها من الدخول والخروج مع من تشاء، ولديها العديد من الأصدقاء الشباب الذين يعملون في الدفاع الوطني وهي تعتبرهم أصدقاء، وتعتمد عليهم في حل مشاكلها فهي تتنقل في المدينة بحرية دون أن يعترضها أحد».

وفي أحد أحياء مدينة اللاذقية المعارضة فتاة تدعى صفاء، تحولت من «كوافيرة» الى إحدى القياديات في «حزب الطليعة»، وقامت بافتتاح مكتب تطويع للفتيات والفتيان الصغار في الحزب، كما تقوم بدورات قتالية ومعسكرات مغلقة مختلطة» بحسب أحد الناشطين. وقال الناشط الذي فضل عدم ذكر اسمه من الحي نفسه، أن صفاء تقوم بابتزاز كل «من يرفض خدمة الوطن»، وهي تعمل بشكل علني لصالح النظام السوري، واثناء الإنتخابات الرئاسية السابقة أقامت حفلات مؤيدة لإعادة انتخاب رأس النظام السوري.

يشار إلى أن مدينتي اللاذقية وجبلة في الساحل السوري أصبحتا تعجان بالنازحين الذين أتوا من شمال سورية «حلب، إدلب» بسبب العمليات العكسرية التي تشهدها تلك المناطق، والذين توجهوا إلى الساحل المؤيد للنظام السوري «أغلبيته من الطائفة العلوية» والذي يعتبر أكثر أمانا بين المناطق السورية.

 

قيادي عسكري سوري لـ«القدس العربي»: مقاتلو المعارضة المسلحة وصلوا إلى حي الميدان في دمشق

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي» قال قائد عسكري ميداني رفض الكشف عن اسمه إن كتائب مسلحي المعارضة وصلت إلى حي الميدان الدمشقي والزاهرة القديمة وسط العاصمة دمشق، في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق دمشق وريفها.

وأشار القائد الميداني لـ«القدس العربي»، إلى أن هذا التقدم حصل، وسط تكتم إعلامي كبير عن تقدم المعارضة المسلحة وآلية عملهم للحفاظ على سرية وحياة المقاتلين. فيما قالت صفحات معارضة، إن عناصر من كتائب المعارضة تسللوا إلى حي الزاهرة والميدان بالقرب من حاجز مارينا ومنطقة الحقلة، ودارت اشتباكات في المكان ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر النظام، لتعود المجموعات المهاجمة إلى مناطقها. وبينت أن قوات النظام أغلقت كل الأحياء المؤدية إلى جنوب العاصمة من حي الصناعة ودف الشوك والقزاز وحشودات ضخمة وصلت دوار البطيخة والزاهرة.

بدوره، قال أحد شهود العيان من مدينة دمشق فضل عدم ذكر اسمه، أنه خرج صباحا من حي الزاهرة إلى جامعته وعند عودته إلى المنزل شاهد ازدحاما كثيفا للسيارات، وعلم أن هناك اشتباكات في الزاهرة والميدان كما أن حاجز للجيش النظامي طلب منه العودة ولم يسمح له بدخول الزاهرة.

كما أفادت صفحة «تنسيقية الميدان» على موقع التواصل الاجتــماعي «فيسبوك»، عن «سماع اصوات اشتباكات بمنطقة الزاهرة القديمة والحقلة»، مبينة أن «النظام السوري طلب تعزيزات قبل الفجر بقليل، وتم نشر لقناصي قوات الأسد على أسطح الأبنية في محيط مقبرة الحقلة بحي الميدان». وأفاد شهود عيان عن «وقوع عدة جرحى وقتلى في صفوف قوات الأسد والمدنيين، وتم إغلاق المدارس بالمنطقة والطرقات مع انتشار أمني واسع».

وكان المتحدث العسكري باسم الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وائل علوان، صرح في وقت سابق، أن مسلحي المعارضة تمكنوا من بسط سيطرتهم الكاملة على قرية حتيتة الجرش شمال شرقي بلدة المليحة في غوطة دمشق الشرقية.

وأكد أن عناصر المعارضة المسلحة استطاعوا من التقدم بسهولة في المنطقة بعد تهاوي مراكز سيطرة جيش الأسد والميليشيات المقاتلة ضمن صفوفه من عناصر حزب الله و الميليشيات الشيعية العراقية، بالإضافة إلى قتل ما يزيد عن 30 عنصراً من جنود بشار الأسد، منهم حديثي السن ومن الذين لم يخضعوا للتدريب العسكري بحسب وصف المتحدث العسكري وائل علوان، بالإضافة إلى تمكن الثوار من أسر 10 جنود من جيش النظام.

وصرح مصدر عسكري فضل عدم الكشف عن اسمه «بسبب الوضع الأمني» أن كتائب المعارضة وصلت مؤخرا إلى أطراف أحياء في العاصمة دمشق دون السيطرة عليها، وهي حي التجارة وباب شرقي والصناعة وجرمانا والدخانية والدويلعة ومنطقة الكباس المحررة مؤخراً، بعد انضمام عدد هائل من المقاتلين يقدر عددهم بالآلاف غالبهم كان قد ترك السلاح من حوالي سنة خلال الحصار بسبب الحاجة الماسة لهؤلاء الشبان في إعالة أهليهم.

وبحسب المصدر، أن النصف الآخر أعلن انضامه إلى صفوف جيش الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بعد إحراز انتصارات في أحياء دمشق وتقدم المقاتلين إلى وسط العاصمة.

وقال في تصريحه، إن الضربة العسكرية ستكون مؤلمة للنظام السوري أكثر من الضربة الأولى التي قام بها مقاتلي المعارضة المسلحة في الفترة الأخيرة، وستكون انتقاماً إلى دماء أهالي الغوطة الشرقية الذين سقطوا في المجازر التي ارتكبها سلاح جو النظام السوري ومقاتلاته الحربية وقتلوا 100 مدني خلال 72 ساعة.

وأكد أنهــــم لن يستهدفــــوا أي أمــــاكن مدنية وأن المدنيين ليسوا بأهداف لهم وإنما سيوجهون صواريخهم إلى المراكز العسكرية والأمنية.

يشار إلى أن تقدم قوات المعارضة في جنوب دمشق يأتي بعد سيطرة هذه القوات على أجزاء واسعة من القنيطرة التي تصل ريف درعا الشمالي مع غوطة دمشق الغربية.

 

برهان غليون: توسع «داعش» أكبر دليل على انهيار النظام الإقليمي بأكمله

إبراهيم قبيلات

البحر الميت (الأردن) رأى الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري المعارض، أستاذ علم الاجتماع السياسي، برهان غليون، أن توسع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هو «أكبر دليل على انهيار النظام الأقليمي بأكمله».

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر «المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في المشرق العربي الكبير»، الذي ينظمه المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات (غير حكومي)، في منطقة البحر الميت، غربي الأردن.

وأرجع توسع «داعش» على الأرض إلى أن «سياسة التوسع الإيراني التقت مع فشل الدول العربية في الوصول إلى الدولة المدنية والمواطنة، حيث بقيت مرتبطة بنخب فاسدة متسلطة لا تفكر إلا بمصالحها».

وتابع بقوله إن «تنظيم «داعش» استفاد من الفراغ الموجود في المنطقة، وركب على بعض حركات التمرد، وأصبحت قوة لا يستهان بها».

ورأى أنه «لا يوجد سياسة واضحة لدى «داعش» سوى الإنتقام لنفسها من الغرب والولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وهي تستند إلى مجموعة من العقائد التي لا تنسجم مع أي دين ولا مذهب ولا روح إنسانية».

وتابع غليون بقوله إن «داعش ليس جزءاً من الصراع الطائفي المرتبط بالسياسات الإيرانية، والذي تُستخدم فيه بعض الجماعات للضغط على الدول العربية المحيطة، وخاصة دول الخليج، وكذلك دول الغرب، من أجل الوصول إلى فك الحصار» عن إيران.

وبدأ مؤتمر «المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في المشرق العربي الكبير»، السبت، ويختتم أعماله غدا، ويتضمن سبع جلسات تتوزع عليها المشاركات البحثية لمحاوره الأساسية والفرعية، إضافةً إلى خمس محاضرات رئيسية تناقش مواضيع ذات صلة أساسية بقضايا المؤتمر.

ويختتم المؤتمر أعماله بعد ظهر الغد بمائدة مستديرة تفاعلية، تحت عنوان «العروبة والدولة والوطنية في مواجهة التمزقات الأهلية والسياسات الطائفية وقومنة الهويات.. إشكاليات وقضايا، تحديات وآفاق»، بمشاركة أكاديميين وباحثين.

ومع تنامي قوة تنظيم «داعش» وسيطرته على مساحات واسعة في الجارتين سوريا والعراق، أعلن نهاية حزيران/يونيو الماضي عن تأسيس ما أسماها «دولة الخلافة» في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، «خليفة للمسلمين»، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية».

ومنذ 10 حزيران/يونيو الماضي، يسيطر هذا التنظيم على مناطق واسعة في محافظات بشمالي وغربي العراق، إلا أن سيطرته أخذت مؤخرا في التراجع بفعل مواجهات الجيش العراقي، مدعوما بقوات إقليم شمال العراق (البيشمركة) وضربات جوية يوجهها الجيش الأمريكي.

وتعمل الولايات المتحدة على حشد أكثر من 30 دولة غربية وإقليمية في تحالف لمواجهة «داعش»، وتستضيف فرنسا مؤتمرا حول الأمن في العراق، تشارك فيه معظم دول هذا التحالف المأمول.

 

وفيات وحالات تسمم توقف تلقيح الأطفال في ريف إدلب

​أعلنت نائب رئيس الائتلاف الوطني المعارض نورا الأمير استقالتها من الائتلاف إثر حادثة وفيات الأطفال بسبب لقاحات الحصبة. وكانت وزارة الصحة في الحكومة السوريّة المؤقتة التابعة للمعارضة، قد أعلنت في وقت سابق اليوم أنّها أوعزت “بإيقاف الجولة الثانية من حملة التلقيح التي بدأت الإثنين، في جميع المناطق الخاضعة للمعارضة في ريف إدلب (شمال)”.

 

كذلك أعلن بيان صادر عن مديريّة صحة إدلب الحرّة، في بيان نشرته وكالة الأناضول، عن وقف حملة التلقيح ضدّ مرض الحصبة، للتحقق من صحة الأخبار حول ظهور حالات تسمّم بسبب اللقاح شرقي معرّة النعمان، وإجراء الفحوصات الطبيّة اللازمة.

 

وأشار البيان إلى أنّ مديريّة الصحة قامت “من خلال أكثر من 30 مركزاً في محافظة إدلب، بتلقيح أكثر من ستة آلاف طفل ضدّ مرض الحصبة، من دون حدوث أي وفيات”. لكنّ سُجلت عدة حالات وفاة، الثلاثاء، حصلت بشكل مفاجئ، في مركز في محافظة إدلب.

 

وأضاف البيان، أنّ “مديريّة صحة إدلب الحرّة تؤكد أن اللقاحات كافة تم استلامها عبر منظمة الصحة العالميّة. فيما تشير التحقيقات الأوليّة إلى أن كل الاحتمالات المتعلقة، لها صلة باختراق أمني محدود من قبل مخرّبين يرجّح صلتهم بالنظام”.

 

وطمأنت المديريّة “كل الأهالي الذين قاموا بتلقيح أطفالهم، أنّ اللقاح سليم تماماً ولا يوجد أي خطر على أطفالهم”.

 

وكانت تنسيقيات معارضة عدّة قد نقلت المعلومات الواردة حول حالات التسمم في منطقة جرجناز وسراقب وتلمنس. وأطلقت نداءات عبر مكبّرات الصوت من مساجد قرى ريف إدلب، تطالب الناس بعدم تلقيح أطفالهم.

 

سقوط طائرة للنظام بالرقة ودير الزور تحت الحصار الشامل

دير الزور ــ ألكسندر أيوب

أدّى سقوط طائرة مقاتلة تابعة لقوات النظام السوري، فوق الرقة، صباح اليوم الثلاثاء، إلى مقتل ثمانية مدنيين وإصابة آخرين، فيما ترزح محافظة دير الزور تحت حصار شمال، وذلك بعد تفجير قوات النظام السوري جسر السياسية؛ آخر جسور المدينة الذي يصل المحافظة مع ريفها الشمالي “منطقة الجزيرة”.

 

وأكد الناشط الإعلامي أبو بكر، لـ”العربي الجديد”، أنّ طائرة حربية من طراز “ميغ” سقطت في منطقة الحصيوة غربي الرقة، ما أدّى إلى مقتل ثمانية مدنيين وإصابة عدد آخر، جراء وقوع الطائرة على منزل أحد المدنيين. وبحسب مصادر “العربي الجديد”، فإن الطائرة شنّت أربع غارات على الرقة منذ صباح اليوم، قبل أن يحدث خلل فني بداخلها أدى إلى سقوطها.

 

ونفى أبو بكر، أن يكون عناصر التنظيم هم من أسقطوا الطائرة، مبيناً أن الطيران الذي يغير على الرقة يحلق على ارتفاعات عالية والتنظيم لا يمتلك وسائط دفاع جوي.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر، أن طائرة حربية تابعة للنظام سقطت، بعدما أطلق عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، النار في اتجاهها خلال تنفيذها غارات في مدينة الرقة. فيما وردت تغريدات على موقع “تويتر” جاء فيها ما يلي: “تمكّنت مفارز الدفاع الجوي لـ”الدولة الإسلامية”، بفضل الله تعالى، من إسقاط طائرة في ولاية الرقة كانت تشنّ غارات على بيوت المسلمين”.

 

دير الزور محاصرة كلياً

 

في هذه الأثناء، استفاقت محافظة دير الزور في الشرق السوري صباح، أمس الإثنين، على دوي انفجار كبير، أدى إلى تدمير جسر “السياسية”.

 

وأكّد ناشطون في دير الزور لـ”العربي الجديد”، أنّ التفجير وقع نتيجة تفخيخ الجسر من قبل مجهولين، ما أسفر عن عطبه بشكل كامل. وتعرض الجسر للقصف عدة مرات من قبل قوات النظام، ما تسبب بأضرار، لكن هذا التفجير أدى إلى سقوطه في نهر الفرات وإخراجه من الخدمة، لتصبح بذلك مدينة دير الزور محاصرة برّياً، إذ كان يشكل جسر السياسية نقطة استراتيجية، يمر عبرها السلاح والمساعدات الإنسانية والطبية إلى المناطق المحررة، وسط حصار تفرضه قوات النظام على معابر “عياش” من الجهة الغربية، و”البانوراما” من الجهة الجنوبية، ومعبر “هرابش” من الجهة الشرقية، لتدخل المدينة بذلك في حصار برّي.

 

وكانت مصادر إعلامية (قناة المنار) ناطقة باسم حزب الله اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري، قد أفادت بأن “الجيش السوري يدمر، بعد عملية نوعية، جسر “السياسية” في مدينة دير الزور الذي يعتبر خط الإمداد الرئيس للمسلحين”.

 

من جهته، لا يشك قائد المنطقة الشرقية، المقدم محمد العبود، بأن النظام هو المسؤول عن التفجير، إذ يوضح لـ”العربي الجديد”، أن “النظام هو المستفيد الوحيد من هذا العمل، إذ أنه المتضرر من وجود الجسر شرياناً وحيداً للحياة بالنسبة للمناطق المحررة في المدينة، وتُنقل عبره الإغاثة والإمدادات العسكرية للثوار، وبهدمه يكون النظام خفف من تدفق السلاح الثقيل إلى أحياء المدينة”.

 

ويأتي هذا التفجير في الوقت الذي يحشد فيه تنظيم “داعش” لاقتحام مطار دير الزور العسكري، والنقاط الأخيرة للنظام في مدينة دير الزور، المتمثلة بأحياء الجورة والقصور، ومعسكر الطلائع، حيث يرى الملازم أول بديع سلامة، المبايع لتنظيم الدولة في الريف الشرقي لدير الزور، أن تفجير النظام جسر “السياسية”، لن يثني التنظيم عن اقتحام المدينة، ولكن في الوقت نفسه سيصعب من المهمة. ويضيف لـ”العربي الجديد”، “هناك طرق نهرية كثيرة ممكن أن نسلكها عبر الزوارق، لكن يبقى الجسر طريق إمداد سريع أثناء المعارك، وخصوصاً أن النظام يسعى اليوم إلى السيطرة على المناطق الممتدة مع النهر من جهة المدينة، ليحكم سيطرته على المعابر النهرية كاملة، وهذا ما نحاول أن نمنع حصوله”.

 

ويعتبر جسر السياسية هو المعبر البري الأخير من الريف الشمالي إلى الجزء المحرر من المدينة. ويوضح الناشط في مجال الإغاثة في دير الزور، أنور سعيد، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن ” سقوط الجسر ينذر بكارثة إنسانية في الجانب المحرر من مدينة دير الزور، إذ أنه المعبر الوحيد الذي نستطيع من خلاله إدخال الأدوية، والمساعدات الغذائية، وكان آخرها إدخال لقاحات للأطفال، إضافة إلى أنه معبر سكان المدينة إلى الريف وبالعكس، أما اليوم سيضطرون للتنقل عبر الزوارق”.

 

ويعتبر “السياسية” الجسر السادس والأخير الذي يسقط في مدينة دير الزور، إذ سبقه الجسر المعلّق، وسمي بهذا الإسم لقربه من فرع الأمن السياسي في المدينة، وتم تغيير اسمه إلى جسر الشهيد “إسماعيل علوش” بعد سيطرة “الجيش الحر” وكتائب إسلامية على المنطقة الواقع فيها.

 

سورية: “الجبهة الإسلامية” تنفي عقد هدنة مع “داعش

دمشق ــ أنس الكردي

نفت “الجبهة الإسلامية”، أبرز فصائل المعارضة المسلحة” في سورية، عقد أي هدنة مع مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في جنوب العاصمة دمشق، مؤكدة أنّ التنظيم يسعى لإقامة هدن من أجل إيقاف الحرب ضدّه في هذه المرحلة، كي يستعيد عافيته ويعود إلى سياسة الغدر.

 

وقال المتحدث العسكري باسم “الجبهة الإسلامية” إسلام علوش لـ”العربي الجديد”، إن “الجبهة لم تعقد أي هدنة مع عناصر داعش في حي الحجر الأسود”، مبيّناً أنّ “هذه الهدن التي يسعى لإقامتها لا تدخل إلا من باب إيقاف الحرب ضده مرحلياً، كي يتعافى وتعود إلى سيرته في الغدر والخيانة”.

 

وطالب علوش مقاتلي المعارضة “ألا ينقادوا إلى سياسات المخادعين الغادرين كـ”داعش”، لأن توقف الحرب ضدّه ولو لسويعات قليلة يعد بمثابة معالجة لجروحهم، ليعودوا وينقضوا على المقاتلين”.

 

وكانت وكالات أنباء ووسائل إعلام أفادت بتوصل تنظيم “الدولة ” ومقاتلين معارضين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حي الحجر الأسود جنوب دمشق، وعدم اعتداء أي طرف على الآخر، وتحمل قادة الطرفين المسؤولية عن خرق عناصر بنود الهدنة، التي اعتبرت الأولى من نوعها.

 

طردت قوات المعارضة في وقت سابق عناصر التنظيم من مناطق عدة في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق، كان آخرها في مخيم اليرموك، لينسحب معظم مقاتليها باتجاه حي الحجر الأسود وتتمركز فيها.

 

وتحاصر مجموعة من “الجيش الحر” وكتائب إسلامية أبرزها “الجبهة الإسلامية” عناصر التنظيم البالغ عددهم حوالى 250 شخصاً، في حي الحجر الأسود، بعد محاصرة مقراته في منطقتي ببيلا ويلدا، وإجبار عناصره على تسليم أنفسهم إلى هيئة شرعية شُكلت لهذا الغرض.

 

ويتبع الحجر الأسود إدارياً إلى محافظة ريف دمشق، وينحدر معظم سكانه من منطقة الجولان المحتلة، كما نزح إليه مئات اللاجئين الفلسطينيين، ويبعد نحو 7 كليو مترات عن مركز العاصمة دمشق، ويقدر تعداد سكانه قبل انطلاق الثورة السورية بنحو 60 ألف مدني.

 

ويبدو أن “الدولة الإسلامية” يحاول في هذا الوقت تهدئة جبهات القتال ضدّ قوات المعارضة في جنوب دمشق وحلب والمناطق الشرقية، للتصدّي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ، والذي وضع استراتيجيات عدة بدأ بتنفيذ بعضها للقضاء على “داعش” في سورية والعراق.

 

وشهدت الأشهر الماضية اشتباكات عنيفة بين مقاتلي التنظيم وكتائب المعارضة المسلحة في مناطق عدة شمال وجنوب البلاد، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى بين الجانبين.

 

إيران: أميركا تريد إسقاط الأسد عبر التحالف الدولي

أكّد قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، اليوم الثلاثاء، أن تشكيل الولايات المتحدة الأميركية لائتلاف دولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لديه أهداف أخرى غير القضاء على التنظيم، معتبراً أن واشنطن لديها أهداف بعيدة المدى في سورية، حيث تريد إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

 

وأضاف جعفري في مؤتمر صحافي، أن تشكيل التحالف يأتي بعدما تأكدت واشنطن بأنه لا يمكن لهذا التنظيم أن يلعب دوراً إيجابياً لخدمة المصالح الأميركية في المنطقة، مضيفاً أن “الجميع أدرك أن تقدم “داعش” أكثر من هذا سيهدد الغرب بأكمله، وسيصبحون مضطرين لمواجهة ما أوجدوه بأنفسم”.

 

وأشار جعفري إلى أن إيران لا يمكن أن ترضى أن تكون جزءاً من تحالف تقوده أميركا، ولاسيما أنه تحالف يخفي نيات أخرى لا تتناسب مع إيران. كما قيم عمل “فيلق القدس”، واعتبر أنه قام بحماية شعوب كل من سورية والعراق ولبنان، مؤكداً على أن الحرس الثوري سيواجه أي اعتداء يقع ضد إيران.

 

من جهته، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، منصور حقيقت بور، في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، إن إيران تدعم الحكومة المركزية في بغداد، مشيراً إلى أن على الجميع أن يتنبهوا إلى عدم صدق واشنطن التي تضع نصب عينيها أهدافاً أخرى غير القضاء على تنظيم الدولة.

 

وأضاف أن أميركا تراوغ لتحقيق تلك الأهداف، ووصف اجتماع باريس بأنه اجتماع للمراوغين، معتبراً أن على العراق التنبه لتبعات هذا التدخل مستقبلاً.

 

تأتي هذه التصريحات بعد تأكيد المرشد الأعلى، علي خامنئي، أن الولايات المتحدة وجهت دعوة عبر سفيرها في بغداد إلى نظيره الإيراني للجلوس مع واشنطن وتقديم صيغة للتعاون بين البلدين لمحاربة “داعش”، مضيفاً أن دعوة أخرى نقلتها مساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمن، إلى نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي.

 

وقد رفضت إيران هذه الدعوات حسب قوله، كونها لا تثق بالنيات الأميركية، ولا يمكن أن تكون جزءاً من صيغة تحالف مع عدو لا يكشف أهدافه بوضوح، وينطلق فقط للدفاع عن مصالحه، على حدّ تعبيره.

 

لقاحات فاسدة في إدلب.. و”داعش” يسقط طائرة في الرقة

توفي خمسة أطفال على الأقل، وأصيب أكثر من 50 آخرين بحالات تسمم وتحسس، بعد تلقيهم لقاحاً مضاداً لمرض الحصبة، في جرجناز بريف مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب. وتم نقل المصابين إلى مشافٍ ميدانية، في حين قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن هناك عشر وفيات أخرى، في مناطق سنجار وشيخ بركة وأم مويلات وصراع وتلمنس بريف إدلب. وعدد الوفيات مرشح للارتفاع، بسبب تدهور الحالات الصحية لبعض الأطفال الذين جرى تلقيحهم، وعزت المصادر إلى أن الإصابات، قد تكون بسبب سوء تخزين اللقاح.

 

وأوعزت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، بإيقاف الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد مرض الحصبة، التي بدأت الإثنين، في جميع المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد. وأشارت وزارة الصحة في بيان، إلى أن “حملة التلقيح الأولى ضد مرض الحصبة، والتي بدأت قبل شهر من الآن، قد تمت بأسلوب سليم ومن دون أي مشاكل، وقد شملت نحو 60000 طفل في جميع المناطق المحررة”. وذكرت الوزارة أن “مصدر اللقاحات الجديدة هو ذات مصدر اللقاحات السابقة، وتتمتع بنفس الأمانة وهي معتمدة دولياً”. وكان مؤتمر صحافي مقرر لوزارة الصحة في اسطنبول، قد ألغي بناء على طلب من الخارجية التركية، حسبما أفاد ناشطون.

 

من جهة أخرى، وافقت جبهة النصرة على المثول أمام “محكمة شرعية” مع جبهة ثوار سوريا، عقب اشتباكات دارت بينها وبين لواء شهداء إدلب التابع لجبهة ثوار سوريا، في قرية حفسرجة بريف إدلب.

 

وأسقط تنظيم الدولة الإسلامية الثلاثاء، طائرة حربية تابعة لقوات النظام كانت تقوم بالإغارة، فوق مدينة الرقة، باستخدام مدافع مضادة للطائرات. وهذه هي المرة الاولى التي يسقط فيها التنظيم طائرة تابعة للنظام، منذ أن أعلن “الخلافة الإسلامية” في نهاية حزيران/يونيو. وأكدت حسابات لمؤيدي التنظيم على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر”، اسقاط الطائرة بنيران “أسود الدولة الإسلامية”. وأوضح “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن الطائرة سقطت عند أحد أطراف المدينة “فوق منزل، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من المواطنين من عائلة واحدة”. وأشار المرصد إلى أن الطيران الحربي كان قد نفذ منذ صباح الثلاثاء خمس غارات على المدينة.

 

وقصف الطيران المروحي حي بستان القصر، في مدينة حلب ببرميل متفجر. وانقطعت خدمة الإنترنت عن مدينة حلب منذ منتصف ليل الإثنين. ودارت فجر الثلاثاء، اشتباكات بين مقاتلي المعارضة المسلحة و”وحدات حماية الشعب الكردي” و”لواء جبهة الأكراد” من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، في محوري مغارة وقرية آشمة، جنوب مدينة عين العرب، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في منطقتي زور مغار وخراب عطو.

 

وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام بلدة عين ترما وبلدة عدرا العمالية، ونفذ الطيران الحربي غارتين على مدينة دوما في الغوطة الشرقية. كما سمع دوي انفجار كبير في عين الفيجة بوادي بردى. وقتل عنصران من قوات النظام خلال اشتباكات مع المعرضة، بمنطقة الدخانية على أطراف دمشق، في حين قتل 12 مقاتل من المعارضة في الاشتباكات بالغوطة الشرقية والدخانية. كما دارت اشتباكات فجر الثلاثاء، بين مقاتلي المعارضة، وقوات النظام تدعمها مليشيا حزب الله اللبناني، في جرود بلدة فليطة بالقلمون، وسط قصف للطيران الحربي على منطقة الاشتباك.

 

وفي دمشق قتل 11 مقاتلا بينهم قيادي في المعارضة، خلال اشتباك دار الإثنين، في الزاهرة القديمة وسط العاصمة. وكان “الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، قد أصدر بياناً الإثنين في مقطع مصور، أعلن فيه عن بدء عملية استهداف مناطق “رئاسية وعسكرية وأمنية” في العاصمة. وتشمل أهداف الإتحاد كلاً من: المنطقة الرئاسية في حي المالكي، والمنطقة الأمنية والعسكرية في حي المزة 86، وذلك باستخدام صواريخ كاتيوشا، “المصنعة محلياً في معامل دفاع الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”.

 

وفي القنيطرة، نفذت طائرات النظام الحربية غارات على بلدة الحميدية التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة قبل أيام، والواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين الجولان السوري المحرر والمحتل. كما نفذ الطيران الحربي غارات على قرى وبلدات أوفانيا وجباتا الخشب وطرنجة ومسحرة والبريقة وبئر العجم. ودارت اشتباكات الإثنين بالقرب من عين النورية في ريف القنيطرة.

 

قيادي في “النصرة” لـ”المدن”:المفاوضات كذبة ولا أحد يتواصل معنا!

أيمن شروف

الحدود الشرقية مفتوحة على كل الإحتمالات. قال كثيرون في جبهة “النصرة” إنهم لا يريدون شيئاً من لبنان، بل هم يحاربون حزب الله لأنه دخل سوريا وفعل ما فعله. قال حزب الله إنه دخل إلى سوريا كي يمنع “التكفيريين” من الوصول إلى لبنان، لكنّه لم يستطع منعهم. صارت الحدود سائبة، المعارك على أشدها في الجانب السوري، وأكبرها لم يبدأ بعد.

حصلت معركة عرسال، صارت تفاصيلها واضحة، كيف بدأت ولماذا. رواية الطرفين في متناول الجميع. المهم أن نتيجتها كانت فتح باب المفاوضات لإسترداد أسرى الجيش اللبناني وقوى الأمن من الجبهة وتنظيم الدولة الإسلامية ـ قاطع القلمون. طار رئيس الحكومة ووفد وزاري وأمني إلى الدوحة، بحثوا بما يُمكن فعله. طمأنوا أهالي الأسرى، وعادوا تاركين اللواء عباس ابراهيم يُكمل المفاوضات.

ابراهيم يقول إن “الأجواء إيجابية ولكن المفاوضات تتقدم ببطء”. لا جواب شافياً لأهالي الأسرى. وعود ثم وعود. تسريبات كثيرة هنا وهناك. لكن، على الجانب الآخر الأمور ليست على ما يُرام. جبهة النصرة ممتعضة من التسويف الحاصل. يقول قائد ميداني بالجبهة لـ”المدن”: منذ أسبوع لم نتبلّغ أي شيء، ولا أحد تواصل معنا بعكس ما يُشاع.

إذا كيف تسير المفاوضات ومع من؟ يقول القيادي: جل المفاوضين يحاولون الاصطياد بالماء العكر، ابتداء من عباس ابراهيم وانتهاء بقطر، فكل جهة تبحث عن مكاسب لها ومصلحتها مقدمة على حياة العسكريين، فيماطلون ويتحججون ﻹعطاء فرصة لحزب الله أن يستردهم بالقوة حتى وإن استردهم جثثا هامدة فلا مشكلة لديهم طالما أنهم ليسوا أصحاب الشأن وليسوا أهلاً للمسؤولية.

يوجه القيادي رسالة إلى أهالي العسكريين بـ”أنه لن ينقذ حياة أبنائكم إلا تطبيق شروطنا والتي أفصحنا عنها مرارا وتكرارا وهي خروج الحزب الايراني من سوريا واطلاق سراح سجناء من رومية وتخفيف الضغط على اللاجئين السوريين وتأمين عيش كريم لهم”.

إذاً لا اتصالات. ماذا عن المفاوض الذي زار الجرود؟ “المفاوضون ليس لهم هم سوى اطلاق سراح العساكر، فإن استطاعوا ان يطلقوهم كلهم كبادرة حسن نية لفعلوا ولحملوا أنفسهم وذهبوا، فلا يهمهم مصير أهل السنة في سوريا ولا يهمهم أن يخرج الحزب من سوريا أم لا ولا يهمهم أسرى سجن رومية”.

برأي القائد في “النصرة” أن الوسيط على الأقل يجب أن يكون حيادياً وهذا غير حاصل. “عباس ابراهيم هو من النظام وليس وسيطاً”. لكن الوسيط القطري هو نفسه من تعاملتم معه في صفقة الراهبات؟ يجيب: “نعم، ولكن ليس لديه اي صلاحيات، ولا يوجد اي تفويض. تقدم عشرات الوسطاء والكثير لم يعلن عنه وكما ذكرت ان جلهم جاء لمكاسب شخصية بالدرجة اﻷولى”.

يكشف القيادي أنه منذ أسبوع لم يزرهم أي مفاوض ولا اتصالات معهم بتاتاً. يشير إلى “دور الاعلام اللبناني لتخفيف غضب الاهالي فكثير من اخبار المفاوضات غير صحيحة وتنشر لتخدر الشارع المتوتر”. أكثر من ذلك، بثت الجبهة تغريدة تستغرب فيها حديث المسؤولين عن مفاوضات قد تطول وتضييق الجيش اللبناني على اللاجئين السوريين، وتقول: لا تلومونا إن طفح الكيل. ماذا يعني طفح الكيل، ماذا ستفعلون؟ يجيب: “حياة أوّل رافضي صارت بخطر. هم يعلمون ماذا نقول”.

هذا في المفاوضات. الواقع الميداني في القلمون يتغيّر. الحديث عن معارك مستمرة ومحاولات وكمائن متبادلة. يقول القيادي: معركة تحرير قرى القلمون ستبدأ ولم نعلن عن بدئها بعد وكل ما ترونه من أعمال جهادية هي تمهيد لهذه المعركة”.

يعود القيادي إلى أشهر خلت، إلى خسارة القلمون. يقول: سبب خسارتنا في معارك القلمون كان من ذنوبنا وبسبب وجود الجواسيس والخونة في صفوف المجاهدين وقد بدأنا اعتقال ومحاكمة الخونة، فالنصر يأتي من الله وحده إن عبدنا الله حق عبادته ولم نترك السلاح وأخلصنا النية”.

هناك الكثير من الأخبار التي تتحدث عن احتمال خروج حزب الله من القلمون. وتجنب معركة استنزاف طويلة. لا يجيب القيادي مباشرة. يقول: لقد لاحظنا ضعف الحزب اﻹيراني والنظام السوري بشكل كبير جداً وعلمنا بقلة كوادرهم حتى بتنا نسمع صراخهم على أجهزة اللاسلكي بأنهم يهددون قادتهم باﻹنسحاب من المعارك إن لم يمدونهم بخبراء وكوادر للأسلحة التي لديهم. لاحظنا أيضا صغر سن مقاتليهم حتى وجدنا عناصر أقل من 18 سنة فهذا يدل على أنهم استنزفوا كثيرا ونحن مستبشرون بأن القلمون ستسقط في وقت قريب جدا واﻷيام القادمة حبلى بالبشائر”.

هل استشهد القائد الميداني لجبهة النصرة في عسال الورد كما ورد أمس الإثنين؟ ينفي القيادي صحة هذا الخبر. يقول “إنها محاولة لهم لرفع معنويات جنودهم. لا نخجل من زف شهيد إن استشهد ونعتبر أن الله اختاره من بيننا. فليشيعوا ما يريدونه فهم يمكرون والله يمكر والله خير الماكرين”.

يشدد القيادي على أن معركة تحرير القلمون لم تبدأ بعد. ويشير إلى أن “معاركنا هذه هي جزء بسيط جداً نهدف من خلالها إلى تدريب شبابنا الجدد وتجريب اﻷسلحة التي غنمناها لنحضر أنفسنا للمعركة الكبرى القادمة قريبا، ويأتينا أعداد كبيرة تريد العمل معنا ومبايعتنا”.

ينفي القيادي أي تواصل مع حزب الله بشأن تبادل أسرى للنصرة بجثث لحزب الله كما قيل منذ فترة. ينتظرون فصل الشتاء من دون هاجس البرد وصعوبة الحياة في الجرود. يقول القيادي: حتى لو لم نبدأ المعركة، ولم نحرّر القرى، الكهوف والمغاور متوفرة وبكثرة وتم تخزين اﻷطعمة والحطب يكفي ﻷكثر من سنة بإذن الله ولن نترك الجرود حتى وإن فتحت لنا مدن وقرى القلمون”.

 

“الإرهاب” مصطلح مثير للجدل يبحث عن تعريف

أ.ف.ب.

بيروت – يعود مصطلح “الإرهاب” إلى الواجهة مجدداً مع تشكيل ائتلاف لمحاربته في سوريا والعراق بقيادة أميركية، إلّا أنّ الكلمة تحمل معاني مختلفة وفق مستخدميها، ووفق الدولة التي تنطلق منها.

 

ويوضح الخبير السابق في وكالة الاستخبارات الأميركيّة “سي آي ايه” مارك ساجمان، واضع كتب عدّة عن موضوع الارهاب، لوكالة “فرانس برس”، أنّ الكلمة “تستخدم على نطاق واسع إلى درجة أنّها باتت اليوم ترمز إلى “العدو”. فكلٌّ يرى الأمور من وجهة نظره: ما يعتبره أحدهم مقاتلاً من أجل الحرية يصنفه الآخر إرهابياً”.

 

وفي هذا الإطار، تعتبر دمشق أنّها يجب أن تكون جزءاً من الجهود الدوليّة لمواجهة المقاتلين الاسلاميين المتطرفين، لأنّها “ضحية الإرهاب منذ أربع سنوات”، أي تاريخ بدء الانتفاضة السلميّة ضد نظام الرئيس بشار الأسد التي تم قمعها بالقوة، قبل أن تتحول إلى نزاع عسكري دام. ولا تقر دمشق بوجود معارضة ضدها، بل تصنف كل الفصائل المقاتلة المعارضة على أنّها “مجموعات إرهابيّة” سواء المعتدلة منها أم المتطرفة.

 

في المقابل، تتهم المعارضة السوريّة نظام الرئيس بشار الأسد بأنّه “نظام إرهابي”، مشيرةً إلى أنّه يمارس كل أنواع القتل والقمع، ويقف وراء نشأة التنظيمات المتطرفة في سوريا بعدما أخرج قيادييها من السجون. وتحارب المعارضة المسلحة أيضاً تنظيم “الدولة الاسلامية”، الذي تعتبره بدورها “إرهابياً”، لكنها تقاتل النظام جنباً إلى جنب مع “جبهة النصرة” المتطرفة.

 

وأوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أخيراً أنّ بلاده لا تشن حرباً على تنظيم “الدولة الاسلامية” فحسب، بل تقوم “بعمل واسع ضد الإرهاب”.

 

وتحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال المؤتمر الذي عقد في باريس أمس الاثنين من أجل التنسيق في “مكافحة الارهاب”، عن “تهديد إرهابي كبير” يمثله تنظيم “داعش”، مشدداً على وجوب دعم “الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضروريّة حفاظاً على مستقبل سوريا”، محدداً هذه القوى بـ”المعارضة الديموقراطية”.

 

أما في طهران التي لا تشكل جزءاً من الائتلاف الغربي ضد الإرهاب، فاعتبر نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان أنّ “الطريقة الفضلى” لمكافحة الإرهاب تكمن في مساندة الحكومتين العراقيّة والسوريّة اللتين تحاربان الإرهاب”. إلّا أنّ واشنطن ترفض حتى مجرد التنسيق مع دمشق في الموضوع، معتبرة أنّ نظام الأسد “فاقد للشرعية”.

 

وتشير الأستاذة المحاضرة سارة مارسدن من مركز هاندا لدراسة الارهاب التابع لجامعة سانت اندروز في اسكتلندا، إلى أنّ “كلمة إرهاب لم تعد كلمة موضوعيّة. وأن تكون الأمم المتحدة أمضت عشرات السنين من أجل محاولة التوصل إلى تحديد، يدل على الطبيعة المثيرة للجدل لمفهوم الإرهاب”.

 

ومنذ 1972، تحاول الأمم المتحدة إيجاد تحديد للكلمة من دون أن تنجح في ذلك. وقد اعتمدت 13 معاهدة لمكافحة الإرهاب منذ 1996 من دون أن تتوصل إلى معاهدة شاملة بسبب الخلافات حول المسألة.

 

وولدت كلمة “الإرهاب” في فرنسا في 1790 في فترة الثورة الفرنسيّة، وكانت تطلق على ماكسيميليان روبسبيار الذي كان يرسل أعداءه إلى المقصلة. ولطالما كانت تحمل في طياتها معنى سلبياً. وحدها مجموعة الفوضويين التي اغتالت القيصر الروسي الكسندر الثاني في 1881 قدمت نفسها بفخر على أنّها “إرهابيّة”.

 

وبقي استخدام الكلمة محصوراً على نطاق ضيق على مدى عقود طويلة من الزمن. ودخلت كلمة “إرهاب” في القاموس الصحافي الفرنسي خلال “معركة الجزائر” في 1957. وبعدها صارت تستخدم للإشارة إلى “منظمة الجيش السري” المؤيد لأن تكون الجزائر أرضاً فرنسيّة.

 

وتقول سارة مارسدن، إنّ كلمة “إرهابي” فرضت نفسها على نطاق دولي بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. بعد ذلك، “استخدمها رجال السياسة بشكل مكثف، وباتت كلمة عامة تستخدم للدلالة على الأعداء مهما كانوا”.

 

على الأثر، استخدمت العبارة في أفغانستان للحديث عن “حركة طالبان” و”تنظيم القاعدة”. واستخدمتها حكومة كييف للإشارة إلى الانفصاليين الأوكرانيين. كما تستخدمها اسرائيل على نطاق واسع للدلالة إلى “حركة حماس” وفصائل فلسطينيّة أخرى.

 

في آذار/مارس 2014، وضعت المملكة العربية السعوديّة أول لائحة لمنظمات ارهابيّة أدرجت ضمنها حركة “الاخوان المسلمين” و”حزب الله” في السعوديّة وتنظيم “القاعدة” وفروعه في جزيرة العرب واليمن والعراق والدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة والحوثيين في اليمن. وشهدت السعودية بين 2003 و2006 موجة من أعمال العنف ارتكبها تنظيم القاعدة وكانت السعودية تشير اليه حينها ب”الفئة الضالة”.

 

ويرى أستاذ القانون جينس ديفيد أولين من معهد كورنويل للقانون في ولاية نيويورك، أنّ من مصلحة زعماء العالم التوصل إلى تحديد واضح ومشترك لكلمة “إرهاب”. ويقول: “يفترض أن تتنبه الولايات المتحدة إلى عدم تحديد النزاع الحالي على أنّه ضد الإسلام أو حتى ضد الإسلام الراديكالي. لأنّ هذا من شأنه أن يثير تحفظ الكثيرين في العالم. من الافضل تحديد العدو بالاسم مثل القاعدة او الدولة الاسلامية”.

 

هيغل يعد بضرب تنظيم الدولة بسوريا وتدريب المعارضة  

أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أن قواته ستقوم بضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وأن وزارة الدفاع (بنتاغون) سترسل مستشارين عسكريين للجبهات إلى جانب العراقيين، مشيرا إلى تدريب خمسة آلاف مقاتل من المعارضة السورية لقتال التنظيم.

 

وقال هيغل -في شهادة مشتركة مع رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن دمبسي أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ- إن قادة الجيش يوافقون على التحرك فورا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وإن التحالف ضده يجب أن يستخدم كل الأدوات المتاحة له.

 

وأكد الوزير الأميركي أن هناك خطرا حقيقيا “على الشرق الأوسط وعلى حلفائنا في أوروبا” مشيرا إلى أن التنظيم يستخدم “خليطا من التكتيك العسكري والأساليب الوحشية”.

 

وأوضح أن الإجراءات التي سيستخدمها ضد التنظيم لن تحدها الحدود لأن مقاتلي التنظيم يتنقلون بحرية بين العراق وسوريا، وأضاف “سنقوم في وقت لاحق بضرب أهداف لتنظيم الدولة في سوريا” مؤكدا أن هذا “يتضمن مراكزه القيادية وقدراته اللوجستية وبناه التحتية”.

 

وفي هذا السياق، أكد هيغل أن الولايات المتحدة لن تتعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد مضيفا “سنواصل فرض قيود سياسية واقتصادية عليه”.

 

ومن جهة أخرى، قال هيغل إن وزارة الدفاع ستدرب خمسة آلاف مقاتل من المعارضة السورية لمساعدتها في مواجهة تنظيم الدولة، ولكن السناتور جون ماكين استغرب أن يكون تدريب المعارضين يتم لمحاربة تنظيم الدولة بدلا من محاربة نظام الأسد الذي قتل منهم أكثر مما قتل تنظيم الدولة.

 

وقال ماكين “إذا قلنا إننا سندرب المعارضة السورية فقط للقتال ضد تنظيم الدولة فلن نحصل على الكثير من المتطوعين”. وطالب بتحييد القوة الجوية السورية لبشار الأسد قبل التحرك ضد تنظيم الدولة.

 

وأثناء المساءلة، رفض الوزير الرد على سؤال عن وجود تدريبات سرية للمعارضة السورية قائلا “لن أتحدث عن تدريبات سرية بصورة علنية”.

 

الطريق المثلى

وركز هيغل على وجود تحالف يضم أكثر من أربعين دولة عبرت كلها عن رغبتها في المشاركة بالجهد العسكري ضد التنظيم، مشيرا إلى أن الاجتماع الإقليمي بجدة اتفق على معركة شاملة على جميع المستويات.

 

وقال أيضا إن التحالف هو الطريق المثلى بالوقت الحالي، وإن المشاركة العربية والإسلامية مهمة لنجاح المواجهة ضد تنظيم الدولة والتطرف الذي يريد السيطرة على بلدانهم، مضيفا “لا بد أن تقوم شعوب المنطقة بتنقية أرضها من هذا اللون من الإسلام”.

 

وأوضح هيغل أن بريطانيا وفرنسا تقدمان الدعم للعمليات ضد التنظيم، مؤكدا أن وزارته ستزيد من الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة، وقال “قمنا بأكثر من 160 ضربة جوية”.

 

وفي سياق آخر، قال هيغل إن وزارته سترسل مستشارين وأفراد دعم إلى العراق لتقديم الدعم الإستراتيجي للقوات العراقية، مشيرا إلى أن إجمالي عدد المستشارين وعناصر المخابرات والتقييم بالعراق سيصل إلى 1600 أميركي.

 

وأضاف “قدمنا للقوات العراقية مساعدات تشمل أسلحة خفيفة ومركبات، وسنواصل إرسال معدات أكثر تطورا” منبها إلى أن الطائرات الأميركية أسقطت جوا بالتعاون مع السلطات العراقية مساعدات إلى المحاصرين في جبل سنجار.

 

وفي شهادته، قال دمبسي إن قواته ستمارس الضغط على تنظيم الدولة وستساعد في تدريب السوريين المعتدلين بالتعاون مع شركائها، وأضاف أن الضربات الأميركية في سوريا “لن تكون بأسلوب الصدمة والرعب وإنما ستكون متكررة ومتواصلة”.

 

وقال دمبسي إن المستشارين العسكريين الأميركيين العاملين مع القوات العراقية قد يشاركون في مهمات قتالية ضد مسلحي تنظيم الدولة إذا لزم الأمر.

 

وقال أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ “إذا وصلنا إلى مرحلة بات يجب فيها على مستشارينا مرافقة القوات العراقية في هجماتها ضد أهداف محددة لتنظيم الدولة فإنني سأوصي الرئيس بالسماح بذلك”.

 

وأثناء المساءلة، تقدم بعض المعارضين للحرب التي تروج لها الولايات المتحدة، ورفعوا لوائح ترفض الحرب وتطالب أميركا بالخروج من العراق ومن الشرق الأوسط، وقد أمر رئيس الجلسة بطردهم خارج القاعة.

 

واشنطن بوست: إستراتيجية أميركا لدحر تنظيم الدولة هزيلة  

ركزت صحف غربية صادرة اليوم الثلاثاء على أهمية التحالف الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، والموقف من النظام السوري.

 

فقد وصفت افتتاحية “واشنطن بوست” إستراتيجية الولايات المتحدة لدحر تنظيم الدولة بأنها هزيلة، قياسا على التحالفات التي تمت في حرب الخليج عام 1991 بمشاركة السعودية ومصر وسوريا وسلطنة عُمان من بين دول عربية أخرى، وكان لها قوات برية معتبرة على الأرض، وغزو العراق عام 2003 والاحتلال اللاحق له الذي دُعم بقوات من 39 دولة.

 

وقالت الصحيفة إن التأييد الضعيف للتحالف يعكس في جزء منه السياسة المعقدة للقتال ضد تنظيم الدولة الذي يسيطر على مساحة شاسعة من الأرض في أنحاء العراق وسوريا، ويقود عشرات الآلاف من المسلحين، وهناك جيران مثل تركيا والأردن تعارضان علنا الانضمام للقتال خشية أن تصير أهدافا لإرهابيين، كما أن الحكام السنة يكرهون القتال إلى جانب النظام السوري أو إيران.

 

واعتبر مقال في “نيويورك تايمز” أن دحر تنظيم الدولة قد يستلزم إيجاد طريقة للعمل مع القوى الأكثر فعالية على الأرض مثل جيش النظام السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني، وبالتالي يجب تأجيل خلافات الغرب مع النظام السوري إلى أن يتحول تيار المعركة.

 

وترى الصحيفة أن اشتمال التحالف المناهض لتنظيم الدولة على سوريا وإيران وروسيا قد يكون المفتاح الحقيقي الوحيد لعلاقة سياسية مع الرئيس السوري بشار الأسد، يمكن أن تساعد في تحقيق حل سلمي للحرب “الأهلية” السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

واعتبرت “تايمز” البريطانية تحرك الغرب لقيادة القتال ضد تنظيم الدولة بأنه صواب، لكنها نبهت إلى أنه في حالة عدم مشاركة القوى الإقليمية بفعالية فإن مآل هذا التحالف المرتقب الفشل لا محالة.

 

وأكدت الصحيفة بافتتاحيتها أهمية مشاركة تركيا والسعودية في التحالف والانخراط في قتال التنظيم بدلا من الوقوف موقف المتفرج. لكنها أشارت إلى أن الأمر سيكون صعبا على تركيا أن تلقي بثقلها خلف حملة يمكن أن تفيد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الأقل في المدى القصير، والأمر نفسه بالنسبة للسعودية حيث يصعب عليها مهاجمة متطرفين سنة مما يقدم ميزة إستراتيجية لنظامي العراق وإيران الشيعيين.

 

وفي السياق، أشار مقال “كريستيان ساينس مونيتور” إلى تزايد عدد الدول الإقليمية والغربية التي ستشارك في التحالف المرتقب ضد تنظيم الدولة، منها دول أعلنت مشاركتها صراحة وأخرى مستترة، بعضها سيكون أكثر مركزية من دول أخرى، ومن بين هذه الدول المستترة روسيا وإيران.

 

وأضافت الصحيفة أن بعض الدول العربية ستساعد ولكنها تفضل الصمت.

 

وفيات غامضة لأطفال سوريين بعد تطعيمهم ضد الحصبة  

قال مراسل الجزيرة إن ثلاثين طفلا توفوا بصورة غامضة أثناء حملة تطعيم ضد مرض الحصبة في ريف محافظة إدلب شمالي سوريا, ولم تستبعد مصادر طبية ضلوع مرتبطين بالنظام في هذه الوفيات.

 

وأضاف المراسل أدهم أبو الحسام أن أغلب الأطفال المتوفين يقل عمرهم عن عام واحد, ونقل عن مصادر طبية بالمحافظة تأكيدها أن اللقاحات التي استُخدمت في المرحلة الأولى من الحملة مصدرها منظمة الصحة العالمية.

 

وتابع أن عددا من الأطفال الذي تعرضوا للاختناق إثر تطعيمهم نقلوا إلى مراكز طبية في بلدات بريف إدلب على غرار سراقب, مشيرا إلى حالة من التوتر بين السكان جراء ارتفاع حالات الوفاة في صفوف الأطفال.

 

وكانت مصادر طبية أفادت بوفاة 15 طفلا بقرى ريف معرة النعمان وبلدة جرجناز إثر حملة التطعيم ضد الحصبة. وقالت تلك المصادر للجزيرة إن اللقاح المستخدم لا يؤدي إلى الوفاة حتى لو كان منتهي الصلاحية، كما أن مصدره منظمة الصحة العالمية، وهو مستوفٍ للشروط الصحية.

 

وفي الإطار نفسه, أكد رفعت الفرحات مدير حملة لقاحات الحصبة في إدلب أن اللقاحات مفحوصة ومراقبة منذ خروجها من مصدرها (منظمة الصحة العالمية) حتى وصولها للمحافظة وإعطاء الأطفال جرعات منها.

 

من جهتها, قالت مديرية صحة إدلب التابعة للمعارضة إن جميع الاحتمالات تشير إلى اختراق أمني من قبل مخربين يُرجَّح أن لهم صلة بالنظام.

 

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض -في بيان له- إن وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة التابعة له أمرت بوقف المرحلة الثانية من حملة التلقيح ضد مرض الحصبة التي بدأت أمس.

 

ونقل البيان عن وزارة الصحة بحكومة المعارضة المؤقتة قولها إن حملة التلقيح الأول ضد الحصبة التي بدأت قبل شهر “تمت بأسلوب سليم ومن دون أي مشاكل”.

 

وكانت حملة تلقيح قد بدأت في أغسطس/آب الماضي في مناطق حلب واللاذقية (شمال) ودير الزور (شرق) وشملت نحو 42 ألف طفل، ولم تسجل حينها أي وفاة أو إصابة بسبب اللقاح.

 

كيسنجر لـCNN: داعش يحاول إذلال أمريكا ولا يجب علينا جمع العالم لمحاربة مطرودين من القاعدة

واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) — قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، إن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش” يحاول “إذلال” أمريكا في المنطقة من خلال إظهار عجزها أمام قيامه بقتل مواطنيها، وحذر في الوقت نفسه من مغبة العمل على جمع تحالف دولي من أجل مقاتلة التنظيم الذي قلل من أهميته معتبرا أنه لا يضم سوى مجموعة من “المطرودين من القاعدة.”

 

وقال كيسنجر، في مقابلة مع CNN حول كتابه الجديد، ردا على سؤال حول مدى رغبة داعش بحصول ضربات أمريكية ضدها كي تتمكن من توظيف ذلك إيديولوجيا: “أظن أن هدف تنظيم داعش هو إذلال أمريكا وإظهارها بمظهر العاجز أمام كل شعوب الشرق الأوسط حتى عن حماية مواطنيها.”

 

واستطرد كيسنجر، الذي يعتبر أحد أوسع الشخصيات الأمريكية تأثيرا على الطروحات السياسية الخارجية: “يجب أن نبقي بأذهاننا أمرا آخر، وهو أن علينا ألا نظهر أننا بحاجة لتوحيد العالم كله من أجل مقاتلة 20 ألف متعصب طردهم تنظيم القاعدة من صفوفه. علينا ألا نضع أنفسنا في موقف ستكون نهايته صعبة ونقوم بإعادة إطلاق الجدل الأمريكي الداخلي. يجب أن تكون استراتيجيتنا هي تقليص أهمية داعش الدولية إلى أدنى مستوى.”

 

ولم يخف كيسنجر قلقه من احتمال دخول أمريكا في حرب مفتوحة قائلا: “لقد دخلنا في خمسة حروب منذ عام 1948، ولم نحقق الأهداف التي رسمناها لأنفسنا إلا في حرب واحدة، هي حرب الخليج الأولى ضد العراق، وحققنا بعض الأهداف فقط في الحرب الكورية، وهذا الأمر يترك نتائج مثبطة للعزيمة على صعيد النقاشات حول السياسة الخارجية.”

 

المرصد: داعش اسقط مقاتلة سورية كانت تشن غارة على معاقله بالرقة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش” تمكن من اسقاط مقاتلة تابعة لسلاح الجو السوري كانت تقوم بعملات قصف على معاقل للتنظيم في الرقة التي تعتبر المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.

 

ونقل التقرير المنشور على الموقع الرسمي للمرصد على لسان مديره مدير، رامي عبدالرحمن لوكالة أنباء، فرانس برس، قوله: “سقطت صباح اليوم طائرة حربيّة تابعة للنظام بعدما أطلق عناصر من تنظيم الدولة الاسلاميّة النار في اتجاهها خلال تنفيذها غارات في مدينة الرقة، ووقعت عند أحد أطراف المدينة فوق منزل، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من المواطنين من عائلة واحدة.”

 

ولم يقدم التقرير أي تفاصيل إضافية عن نوع الطائرة أو الأسلحة التي تم استخدامها لإسقاطها.

 

المفوضية الأوروبية: غرق المهاجرين في المتوسط جريمة وليس حادث

بروكسل (16 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصفت المفوضية الأوروبية بـ”الجريمة” غرق مهاجرين غير شرعيين في المتوسط مؤخراً، مشيرة إلى أن هذه الواقعة لا يمكن اعتبارها حادثاً، بل عمل متعمد قام به مجرمون، على حد تعبيرها

 

وكانت منظمة الهجرة الدولية قدرت أمس الاثنين غرق سبعمائة مهاجر غير شرعي في مياه المتوسط خلال نهاية الاسبوع في حوادث لتحطم قوارب استقلوها في محاولة للوصول إلى شواطئ أوروبا الجنوبية

 

ورفضت المفوضية الأوروبية القول بأن ما حدث مؤخراً يدل عن فشل جهودها في محاربة تهريب البشر وظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي شهدت تزايداً غير مسبوق في السنوات الأخيرة.

 

وفي هذا الإطار، أكد المتحدث باسم المفوضة الأوروبية المكلفة الشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم، أن كل الاجراءات التي يتخذها الجهاز التشريعي الأوروبي والدول الأعضاء لا يمكن أن تحد من إجرام تجار البشر والمهربين الذين لا ضمير لهم.

 

وفند ميكيليه تشركونه، الإجراءات التي اتخذتها المفوضية الأوروبية من أجل مساعدة الدول التي تواجه مشكلة تدفق المهاجرين غير الشرعيين خاصة إيطاليا، ” تلقت إيطاليا ولا زالت مبالغ تصل إلى مليار يورو خلال الفترة الواقعة ما بين 2007 و2020 لتحسين مستوى انقاذ واستقبال المهاجرين والتعامل مع ملفات اللاجئين”، وفق كلامه.

 

كما نوه بأن السلطات في روما تلقت بعد حادثة لامبيدوزا مبالغ إضافية تصل إلى ثلاثين مليون يورو لتحسين طرق انقاذ الناس من عرض البحر والتعاطي بشكل أفضل مع طالبي اللجوء.

 

وذكر تشركونه أن المفوضية تعمل مع المجلس الوزاري من أجل إصدار إقتراح تشريعي جديد متطور يختص بتعميق العمل من أجل مكافحة التهريب وملاحقة المتورطين في تجارة البشر، وقال في هذا الصدد “لدينا تشريع حول هذا الأمر بات نافذاً الآن في العديد من الدول الأوروبية ولكننا سنعمل على إكماله وتطويره”، وفق كلامه.

 

وأكد المتحدث أن أوروبا لديها حالياً وسائل قانونية أفضل لمحاربة هذه الظاهرة، مشدداً على أن ما يتم حالياً ليس كافياً ويجب تحسينه.

 

ولكن المتحدث أقر بـ”عجز” الاتحاد الأوروبي عن ملاحقة المهربين في معظم الحالات، وقال “هؤلاء المهربون وتجار البشر يعملون انطلاقاً من بلدان خارج أوروبا ولذا يتعذر على سلطات الدول ملاحقتهم من أجل تقديمهم للعدالة”.

 

وأوضح أن الاتحاد كان وقع اتفاقيات تعاون مع بعض دول شمال أفريقيا لمحاربة ظاهرة التهريب، مشيراً إلى أن التعاون مع دول أخرى لا زال متعثراً.

 

كما أعرب المتحدث عن قناعة الجهاز التنفيذي الأوروبي بأن اعادة التوطين وجلب طالبي اللجوء بشكل قانوني إلى دول الاتحاد يعد أنجع وسيلة لتفادي وقوع مآسي، وقال “لكننا في المفوضية لا نملك الصلاحية والقدرة على اجبار الدول الأعضاء على فعل ذلك”، على حد تعبيره

 

وتواجه دول الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد اندلاع أحداث الربيع العربي في العديد من الدول العربية، تدفق غير مسبوق للمهاجرين غير الشرعيين الساعين للهرب من العنف في بلادهم

 

ارتفاع عدد الأطفال ضحايا التلقيح في سورية لأربعين طفلاً

روما (16 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر في المعارضة السورية ارتفاع عدد الأطفال المتوفين جراء تلقيحهم بلقاح فاسد ضمن حملة التلقيح الثانية التي تقوم بها وزارة صحة الحكومة المؤقتة، التابعة لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إلى 40 طفلاً. وأشارت إلى وجود حالات حرجة مهددة بالوفاة بين الأطفال.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد ارتفع عدد الأطفال الضحايا نتيجة تلقيحهم بلقاح فاسد لداء الحصبة إلى 40 طفلاً، بينهم أكثر من 27 طفلاً في جرجناز وريفها و13 طفلاً في سنجار وريفها”، وأضافت “لا تزال سيارات الإسعاف حتى الساعة تنقل أطفالاً مصابين، وهناك حالات حرجة مهددة بالوفاة فيما لو لم تتجاوب مع المضادات والعلاج”.

 

إلى ذلك طالب سوريون بفتح “تحقيق فوري” مع وزير الصحة في الحكومة المؤقتة لمعرفة سبب فساد اللقاح، ونشر نتائج التحقيق للعلن ومحاسبة المسؤولين عن موت عشرات الأطفال، وهددوا بأنهم سيطلبون تحقيقاً دولياً بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لمعرفة المتقاعسين وسبب الوفاة ومصادر الدواء.

 

وترجّح مصادر طبّية سورية أن يكون سبب وفاة الأطفال فساد في اللقاح نتيجة سوء التخزين والحفظ وسلسلة التبريد، وتؤكد على أن اللقاح نفسه لا مشكلة فيه لأنه نفس اللقاح الذي تلقّح به أطفال آخرون في مناطق أخرى من سورية دون أن يكون له أي مضاعفات. ونوّهت تلك المصادر بتلقيح أكثر من 15 ألف طفل في ريف دير الزور بنفس اللقاح دون حدوث أي إصابة أو مضاعفات غير طبيعية.

 

وكان د. مأمون سيد عيسى، مسؤول قطاع المخيمات في مديرية صحة إدلب التابعة للحكومة المؤقتة للمعارضة قد حذّر في تصريحات سابقة لوكالة (آكي) من عدم وجود أجهزة تبريد لحفظ الطعوم واللقاحات في غالبية المخيمات المقامة في شمال سورية. ونبّه إلى ضرورة توفير اللقاحات ومراقبتها وتطعيم جميع أطفال سورية في المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام بسبب تجاهل النظام لها صحياً، وانتقد عدم اكتراث الحكومة المؤقتة أو الائتلاف بأوضاع واحتياجات عشرات آلاف السوريين يقيمون في أكثر من 80 مخيماً في شمال سورية.

 

وكانت مديرية صحة إدلب التابعة للحكومة المؤقتة للمعارضة قد أعلنت عن تلقيح أكثر من 60 ألف طفل في 30 مركز في محافظة إدلب ضد مرض الحصبة دون حدوث أي وفيات أو مضاعفات، فيما حصلت وفيات بشكل مفاجئ اليوم، وأشارت إلى احتمال حدوث “خرق جنائي” من قبل من وصفتهم بـ “المخربين ممن يرجّح صلتهم بالنظام” لخلق البلبلة. وأكّدت على تحويل الملف إلى القضاء للتحقيق.، أشارت المديرية إلى أن كافة اللقاحات مستلمة بشكل كامل عبر منظمة الصحة العالمية، كما أعلنت عن إيقاف التلقيح في كافة مراكز المحافظة حتى استكمال التحقيق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى