أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 17 أيار 2016

اجتماع فيينا اليوم يحدد مصير مفاوضات جنيف

طهران – محمد صالح صدقيان { لندن – «الحياة»

تتجه الأنظار اليوم إلى اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في فيينا، وسط توقعات بأن نتيجته ستحدد إلى حد كبير مصير الهدنة التي عملت الولايات المتحدة وروسيا على تطبيقها في سورية منذ شباط (فبراير) الماضي، وإمكان توسيعها لتشمل مدينة حلب. كما يُفترض أن يتحدد في ضوء نجاح أو فشل هذا الاجتماع مصير الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف بين الحكومة السورية ومعارضيها برعاية الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا.

واستبقت واشنطن وموسكو اجتماع فيينا بلقاء لوزيري خارجيتهما جون كيري وسيرغي لافروف (مساء أمس) في العاصمة النمسوية، في وقت لفت كلام لرئيس «الإئتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة أشار فيه إلى ما سمّاها «محاولات ابتزاز عسكري وسياسي من أجل تطويع الثورة السورية للقبول ببشار الأسد وكل الطغمة الحاكمة والمؤسسة الأمنية والعسكرية في مرحلة انتقالية غير واضحة المعالم، ومن دون مدى زمني لها». ولم يُسمّ العبدة من يقوم بهذا «الإبتزاز»، غير أن مصادر «الائتلاف» اتهمت في السابق كلاً من روسيا، حليفة النظام السوري، والولايات المتحدة بذلك.

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» في طهران إن اجتماع فيينا اليوم لن يخرج عن إطار «البيان الأميركي – الروسي المشترك» الذي صدر في 9 أيار (مايو) الجاري وتعهدت فيه واشنطن وموسكو بالعمل على تثبيت الهدنة وتوسيعها في سورية. ولفتت إلى أن البيان أتی علی خلفية «عتب» روسي علی الولايات المتحدة كونها «تُعطي مساحة لجبهة النصرة والمنظمات المتحالفة معها»، في مقابل «عتب» أميركي على روسيا لـ «تساهلها» و«غض نظرها» عن مواصلة النظام السوري استهداف المدنيين. وقالت إن الروس سيعرضون في اجتماع فيينا – الذي سيضم جامعة الدول العربية ودولاً في الاتحاد الأوروبي إضافة إلى تركيا وإيران والصين – جهودهم المشتركة مع الأميركيين «للحفاظ علی وقف الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات (للمناطق المحاصرة)، إلی جانب (تحريك مسار) الحل السياسي».

وقال مصدر قريب من السفارة الروسية في طهران إن موسكو «تشعر بارتياح للتنسيق الحالي مع واشنطن، لا سيما بين القيادات العسكرية، حول الوضع الميداني في سورية من خلال مركزي حميميم وعمّان (لمراقبة وقف العمليات القتالية)، ومن خلال إدارة المجموعة الفرعية التي تعقد أعمالها في جنيف». وذكر المصدر أن المواضيع التي ستُثار في فيينا اليوم ستشمل على الأرجح طلب موسكو «مناقشة مشكلة عدم إغلاق الحدود التركية في شكل كامل أمام تدفق الإرهابيين، وضرورة الفصل الجغرافي الميداني ما بين المعارضة المعتدلة وبين الارهابيين، وشمولية تمثيل المعارضة في جولة المفاوضات وتحديداً الاتحاد الديموقراطي الكردي، وبحث الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين الأوضاع الإنسانية في المناطق الأكثر تضرراً، مع التأكيد علی عدم تسيس المسار الانساني من خلال إعداد تقييم محايد للمساعدات المقدمة من دون تمييز (بين مناطق المعارضة والنظام)، إضافة إلی بحث قضية الإفراج عن المعتقلين وتسوية أوضاعهم».

وقال المصدر إن الجانب الروسي «يعوّل علی أصدقائه» خلال اجتماع فيينا من أجل دعم وجهة نظره، في إشارة إلى إيران التي تدعم أيضاً الحكومة السورية. ولا يريد الروس، كما يُعتقد، إشراك دول أخرى في عمل اللجنة الأمنية بينهم وبين الأميركيين لمراقبة الهدنة، علماً أن دولاً عدة – مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا – ترغب في المشاركة في تحديد المسؤول عن خرقها. وأضاف إن لافروف سيلتقي بـ «عدد محدود» من المعارضين السوريين في فيينا، ورجّح أن يكون بينهم كل من رندة قسيس وجهاد مقدسي.

واجتمع كيري في فيينا أمس، بنظيره الأردني ناصر جودة، وقال في تصريحات نقلتها «رويترز» إنه يأمل بتعزيز اتفاق «وقف الأعمال القتالية» وفي زيادة توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

 

انفجارات ضخمة تهز حقل الشاعر للغاز في سورية

بيروت – أ ف ب

هزت انفجارات ضخمة مساء اليوم (الإثنين)، حقل الشاعر للغاز الذي يسيطر عليه تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) وسط سورية، وأكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن التنظيم المتطرف قام بهذه التفجيرات.

ويعتبر حقل الشاعر أحد أكبر حقول الغاز في محافظة حمص، ويشهد معارك عنيفة بين التنظيم وقوات النظام السوري.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «قام تنظيم الدولة الاسلامية بثلاثة تفجيرات يعتقد انها استهدفت آبار الغاز».

وسمعت اصوات الانفجارات في مدينة تدمر الواقعة على بعد نحو خمسين كيلومتراً جنوب شرقي حقل الشاعر.

وكان الجيش السوري استعاد تدمر بمساعدة الطيران الروسي في نهاية اذار (مارس) الماضي من تنظيم «الدولة الاسلامية».

واستولى تنظيم «الدولة الاسلامية» على حقل الشاعر مطلع ايار (مايو) الجاري، وتسعى القوات الحكومية مع الميليشيات المتحالفة معها لاستعادته.

واعلنت «وكالة الانباء السورية» (سانا) اليوم أن قوات النظام استعادت تلة غرب الحقل الغازي من دون أن تشير الى انفجارات.

 

18 ألف سوري على الأقل باعوا أعضاءهم … ليعيشوا!

دبي – “الحياة”

طاولت تجارة الأعضاء البشرية حوالى 18 ألف سوري في السنوات الأربع الأخيرة، بحسب ما قال حسين نوفل رئيس قسم الطب الشرعي في «جامعة دمشق» و«رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي». وأضاف أن غالبية هذه العمليات أجريت في مخيمات اللجوء في لبنان وتركيا وغيرها من البلدان المجاورة لسورية.

كلام نوفل جاء في تحقيق استقصائي نشره موقع «نيوز ديبلي» وكشف التحقيق الذي أجري بالتعاون مع «إنترناشيونال ميديا سوبورت»، أن حوالى 20 ألف عملية نزع أعضاء أجريت منذ بداية الحرب في سورية، خصوصاً في مناطق حدودية بعيدة من الرقابة الرسمية.

ويختلف سعر الأعضاء من بلد إلى آخر، ففي حين يبلغ سعر الكلية الواحدة 10 آلاف دولار أميركي في تركيا، فإن سعر الكلية في العراق لا يتعدى ألف دولار أميركي، أما في لبنان وسورية فيتم شراء الكلية بثلاثة آلاف دولار.

وتجارة الأعضاء لا تقتصر على الكلى وتشمل الطحال والقرنيات التي بلغ سعر القرنية الواحدة في بعض المرات 7500 دولار. ويجري استمالة السوريين الذين يرزحون تحت القصف أو في مخيمات اللجوء عبر إعلانات تحت غطاء «التبرع بالأعضاء»، إذ أن معظم القوانين وخصوصاً داخل الأراضي السورية تشرّع هذا النوع من التبرع، وبالتالي لا يمكن ملاحقتهم قانونياً.

وذكر طبيب رفض الكشف عن هويته، مكتفياً بلقب «أورام» نسبة لطبيعة عمله، أن بعض الأطباء يحاولون إقناع زملائهم بالتورط في مثل هذه العمليات عبر ترغيبهم بأنه يمكن شراء أدوية ومعدات ضرورية تنقذ حياة الكثيرين ممن هم بحاجة.

وأضاف د.«أورام» أن رفضه المشاركة في هذه الشبكة عرّضه لمحاولة اغتيال في المنطقة التي كان يعيش فيها، والتي ترزح تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ما اضطره إلى الهرب إلى منطقة أخرى، مؤكداً أنه غالباً ما تجد جثثاً في الشوارع تم تجريدها من أعضاء معينة.

وشهدت المحاكم السورية رفع 20 دعوى مرتبطة بالاتجار بالأعضاء في الفترة الممتدة بين آذار (مارس) 2011 وأيلول (سبتمبر) 2015، وجرى رفع دعاوى من عائلات ضحايا قضوا بسبب هذه العمليات ضد أطباء ومستشفيات مع استبعاد أن تجري محاكمة هؤلاء في ظل الظروف الراهنة.

من جهته، مدير «المركز الاستشاري للدراسات وحقوق الإنسان» مشرف المعلم، قال إن المركز وثّق عشرات حالات الاتجار بالأعضاء داخل وخارج سورية، ملقياً باللوم على الدول المجاورة لسورية الذي من المفترض أن تقدّم الحماية والرعاية للاجئين على أراضيها، وتؤمن لهم فرص عمل تقيهم الفقر الذي يدفع الكثير منهم الى بيع أعضائه من أجل تأمين المأوى أو الطعام لعائلته، وتجعلهم ضحية سهلة لمافيات الاتجار بالأعضاء البشرية.

 

أوروبا: سنلتزم باتفاق الهجرة إذا «لم تتلاعب فيه» تركيا

بروكسيل – رويترز

قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم (الثلثاء) إن الاتحاد الأوروبي «مستعد للالتزام» باتفاقه مع تركيا في شأن المهاجرين، إلا أن على أنقرة عدم السعي الى تغيير القواعد المتفق عليها و«التلاعب فيها».

وأضاف توسك أن «الاتحاد مستعد للوفاء بالتزامه في اتفاقه مع تركيا ما دامت توافق على الالتزام بالقواعد، لا أن تتلاعب فيها».

وعلى رغم انتقاد كثير من النشطاء الحقوقيين الاتفاق، إلا أنه ساعد بشدة في الحد من أعداد اللاجئين والمهاجرين الوافدين إلى الشواطئ الأوروبية، ما أعطى ساسة الاتحاد الأوروبي فرصة ثمينة لالتقاط أنفاسهم بعدما وصل حوالى 1.3 مليون شخص إلى القارة خلال العام الماضي.

لكن أنقرة هددت مراراً بالانسحاب من الاتفاق إذا لم ييسر «الاتحاد» قواعد سفر المواطنين الأتراك إلى دول منطقة «شنغين»، الأمر الذي يثير جدلاً سياسياً بين الدول الأعضاء في الاتحاد البالغ عددها 28 دولة.

 

المجموعة الدولية لدعم سوريا تجتمع اليوم لافروف: عمليتنا الجوية سمحت بتحسين الوضع

المصدر: (و ص ف، رويترز، سانا)

عشية اجتماع مجموعة الدعم لسوريا في فيينا، أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن دعم تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) يأتي من الدول المجاورة لسوريا والعراق، مشدداً على أن العملية الجوية الروسية في المنطقة سمحت بتحسين الوضع في سوريا.

وقال في كلمة ألقاها أمام طلاب جامعة بيلاروسيا الحكومية إن “الإرهابيين يجندون الشباب”، مشيراً إلى أن هدفهم يتمثل في “إقامة خلافة تمتد من البرتغال إلى باكستان”.

وأوضح أنه “يجري بمساعدة القوات الجوية الروسية تدمير البنى التحتية للإرهابيين في سوريا”، مضيفاً أن مكافحة الإرهاب ستكون عملا معقدا.

من جهة أخرى، رأى لافروف ان “هناك أساساً للاعتقاد أن القيادة التركية استفادت من تجارة النفط مع الإرهابيين”.

وأعلن أنه ينوي عقد لقاء مع كيري في العاصمة النمسوية قبيل عقد اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا هناك اليوم.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن وزيري الخارجية سيبحثان فيالأزمتين السورية والأوكرانية وقضية قره باخ.

وكشف رئيسة لجنة مبادرة أستانا للمعارضة السورية رندا قسيس أن لافروف سيجتمع مع رؤساء مجموعات موسكو وأستانا والقاهرة إلى وفد كردي عصر الاثنين في فيينا. وقالت لوكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء إن البحث في الاجتماع سيتناول “موضوع جنيف وكيف يمكننا أن نمضي بالحل السياسي وما هي إمكانات الحل السياسي”.

ومن المرتقب أن تعقد المجموعة الدولية لدعم سوريا برئاسة الولايات المتحدة وروسيا اجتماعا في فيينا، لمناقشة تطورات الوضع في سوريا ومتابعة اتفاق وقف الأعمال العدائية، وكذلك إمكان معاودة محادثات جنيف لحل الأزمة السورية.

وتضم المجموعة الدولية لدعم سوريا روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا ومصر وإيران والعراق والأردن ولبنان وعمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا والمملكة العربية السعودية. وحضر اجتماعاتها أيضاً ممثلون للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن ممثلين للمعارضة السورية قدموا خلال اجتماعهم مع الوزير لافروف اقتراحات عملية لإرساء محادثات ناجحة.

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في فيينا إن مسألة تأليف حكومة انتقالية في سوريا لن تطرح خلال اجتماع مجموعة الدعم، مشيرا إلى أن تركيبة الحكومة الانتقالية سيناقشها السوريون وحدهم. وأضاف أن بدء الجولة المقبلة من المحادثات السورية السورية رهن بالمبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سوريا ستافان دو ميستورا.

وفي ما يتعلق بمشاركة الأكراد في محادثات جنيف، قال إن دو ميستورا لا يعارض من الناحية المبدئية مشاركة الأكراد في المحادثات السورية.

وذلك أن أمد الهدنة في حلب يتعلق بالوضع العسكري السياسي في البلاد.

 

حقل الشاعر

ميدانياُ، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري ان “وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها على تلة زملة المهر غرب حقل الشاعر في ريف حمص الشرقي بعد ايقاع عشرات القتلى والمصابين في صفوف إرهابيي تنظيم داعش وتدمير أسلحتهم وعتادهم”.

وتحدث مصدر عسكري في وقت سابق عن “تكبد إرهابيي داعش خسائر بالافراد والعتاد وتدمير اليات لهم مزودة رشاشات ومحملة بالذخيرة فى طلعات جوية نفذها الطيران الحربي السورى صباح اليوم على مواقع انتشارهم فى محيط حقل الشاعر النفطي”.

 

اللاجئون السوريون مصدر “وفير” لتجارة الأعضاء

في 15 دقيقة، أبرم ياسر (اسم مستعار) أسوأ صفقة في حياته. فبعدما هرب ابن التاسعة والعشرين من عمره من القتال في مدينة حلب السورية، شقّ طرقه نحو القاهرة بحثاً عن الأمن والرزق الحلال. لكنّه، كمن سبقوه من اللاجئين السوريين، فشل في الحصول على عمل في ظل أوضاع معيشية صعبة، فقرّر بيع كليته اليسرى.

التقى ياسر “سمسار الأعضاء” وعقد الصفقة خلال ربع ساعة وبمبلغ ثلاثة آلاف دولار. وبعد عملية التبرّع، سافر بعدها إلى اسطنبول حيث يعيش حالياً في غرفة مكتظة ويعمل في ورشة لتصليح السيارات. وتركت العملية الجراحية ندوباً على جسد ياسر ونفسيته.

ياسر لن يُسامح نفسه على فعلته بعدما تبيّن أيضاً أن كليته اليمنى “غير سليمة” ويتوجّب عليه الانتباه وإلا “سيموت”.

لا إحصائيات دقيقة وموثوق بها حول انتشار ظاهرة بيع أعضاء اللاجئين السوريين، إلا أن رئيس قسم الطب الشرعي في جامعة دمشق ورئيس “الهيئة العامة للطب الشرعي” الدكتور حسين نوفل يُشير، في تحقيق استقصائي نشره موقع “نيوز ديبلي” بالتعاون مع جمعية “إنترناشونال ميديا سبّورت”، إلى أن “حوالي 18 ألف سوري باعوا أعضاءهم في السنوات الأربعة الأخيرة ليتمكّنوا من تأمين أبسط مقوّمات العيش في مخيمات اللجوء في تركيا ولبنان وغيرها من الدول المجاورة لسوريا”. وكان نوفل أفاد، في حديث لـ”السفير” في بداية العام 2015، بتحوّل سوريا إلى بلد “يحتل موقعاً مهماً في مجال تصدير الأعضاء البشرية إلى الغرب”.

ووفقاً للتحقيق، لا تقتصر تجارة الأعضاء على الكلى بل تشمل الطحال والقرنيات التي بلغ سعر القرنية الواحدة في بعض المرات 7500 دولار.

وأوضح نوفل أن سعر الأعضاء يختلف من بلد إلى آخر، ففي حين يبلغ سعر الكلية الواحدة 10 آلاف دولار أميركي في تركيا، لا يتعدّى سعرها في العراق ألف دولار أميركي، وثلاثة آلاف دولار في لبنان وسوريا. ويجري استمالة السوريين الذين يرزحون تحت القصف أو في مخيمات اللجوء عبر إعلانات تحت غطاء “التبرّع بالأعضاء”، إذ أن معظم القوانين وخصوصاً داخل الأراضي السورية تشرّع هذا النوع من التبرّع، وبالتالي لا يُمكن ملاحقتهم قانونياً. وشهدت المحاكم السورية رفع 20 دعوى مرتبطة بالاتجار بالأعضاء في الفترة الممتدة بين آذار 2011 وأيلول 2015. وقدّر المحامي العامّ الأول في دمشق أحمد السيد وجود حوالي 20 ألف حالة اتجار “غير شرعي” بالأعضاء داخل الأراضي السورية وتحديداً في المناطق التي فقد فيها النظام السيطرة كحلب وإدلب. وأوضح مصدر في وزارة العدل السورية، رفض الكشف عن اسمه، أن قوات الأمن السورية “لا تملك الإمكانات لمتابعة الملفّات والتأكد من أن المتبرّع لا يبيع أعضائه”. ورفعت عائلات ضحايا قضوا بسبب هذه العمليات، دعاوى ضدّ أطباء ومستشفيات على الرغم من أن محاكمة هؤلاء في ظل الأوضاع الراهنة “شبه مستحيلة”. وذكر أحد الأطباء الذي رفض الكشف عن هويته ولكنّه كنّى نفسه بـ”محمد أورام” نسبة إلى اختصاصه، أن بعض الأطباء يُحاولون إقناع زملائهم بالتورّط في مثل هذه العمليات عبر ترغيبهم بأنه يُمكن شراء أدوية ومعدّات ضرورية تُنقذ حياة الكثيرين ممن هم بحاجة. وقال الدكتور “أورام” إن أحد أطباء الجلد عرض عليه بيع أعضاء أشخاص موالين للنظام السوري مسجونين لدى تنظيم “داعش” في إدلب بحجة ” أنهم سيُعدمون في جميع الأحوال”. وأشار طبيب الجلد إلى وجود “عدد كبير من المشترين المستعدين لدفع مبالغ من المال يُمكن الاستفادة منها لشراء معدّات طبية وأدوية ضرورية لمساعدة المجموعات المسلّحة”. وبرفضه المشاركة في هذه الشبكة، اتّهم تنظيم “داعش” الدكتور “أورام” بالعمل لصالح النظام السوري وحاول اغتياله مرّات عدة، ما اضطره إلى الهرب نحو حلب التي وقعت تحت سيطرة “داعش” أيضاً. وقال: ” في حلب أيضاً، غالباً ما تجد جثثاً في الشوارع انتُزعت منها أعضاء معينة كالكبد والكلية اليسرى”. وثّق “المركز الاستشاري للدراسات وحقوق الانسان” عشرات حالات الاتجار بالأعضاء داخل سوريا وخارجها. وألقى مدير المركز مرهف المعلّم اللوم على الدول المجاورة لسوريا التي “يُفترض بها تقديم الحماية والرعاية للاجئين على أراضيها، وتؤمن لهم فرص عمل تقيهم الفقر الذي يدفع الكثير منهم إلى بيع أعضائه من أجل تأمين المأوى أو الطعام لعائلته، وتجعلهم ضحية سهلة لمافيات الاتجار بالأعضاء البشرية”.

 

ترجمة: نغم أسعد

 

لافروف يؤكد: روسيا لا تدعم الأسد بل تدعم الجيش السوري في مواجهة الارهاب

فيينا- أ ف ب- أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء أن موسكو لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد بل تدعم الجيش السوري في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وقال لافروف عقب اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا في فيينا “نحن لا ندعم الاسد، بل ندعم القتال ضد الارهاب (..) وعلى الارض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر وأكثر فعالية من الجيش السوري رغم جميع نقاط ضعفه”.

 

أردوغان: تركيا ستتحرك لحماية بلدة حدودية إذا لم تتلق مساعدة

أنقرة- رويترز- قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء إن تركيا ستأخذ على عاتقها التصدي للهجمات على بلدة كلس الحدودية مع سوريا إذا لم تتلق أي مساعدة من الخارج في مؤشر على أن أنقرة ربما تكون على استعداد للتحرك ضد تنظيم الدولة الإسلامية بمفردها.

 

وقال أردوغان خلال اجتماع وزاري دولي في اسطنبول “سنتغلب على الدولة الإسلامية. سنحل هذه المسألة بأنفسنا إذا لم نحصل على مساعدة لمنع هذه الصواريخ من ضرب كلس.”

 

وتعرضت كلس التي تقع على الجانب الآخر من منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا لهجمات صاروخية متكررة في الأسابيع الأخيرة. ويقول مسؤولون أتراك إن أنقرة بحاجة لمزيد من المساعدة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية حدودها.

 

محادثات سوريا تفشل في الاتفاق على موعد لمفاوضات السلام

باريس- رويترز- قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء إن القوى الكبرى فشلت في الاتفاق على موعد جديد لمحادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في سوريا.

 

وقال دي ميستورا للصحفيين وهو يقف إلى جانب وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف “القضية لا تزال بانتظار نتيجة ملموسة ما من هذا الاجتماع لكن لا يمكننا الانتظار طويلا نريد أن نحافظ على الزخم.”

 

واتفقت القوى الكبرى على تعزيز وقف إطلاق النار في أنحاء سوريا وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة مع إمكانية استخدام الطائرات في إسقاطها.

 

سوريا: توجه لتزويد المعارضة بسلاح نوعي بإشراف دولي

قصف للنظام على حلب ودير الزور… ومساع لتشكيل «جبهة شمالية»

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: ذكرت مصادر للمعارضة السورية، أمس الاثنين، أن 3 مدنيين بينهم طفل أصيبوا في قصف صاروخي استهدف حيي سيف الدولة والزبدية في حلب، فيما شنّ الطيران السوري غارات جوية على حيي الموظفين والصناعة في دير الزور شرقي البلاد.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام شنت قصفا مدفعيا على مواقع لفصائل المعارضة المسلحة في ريف حمص، ونفذت الطائرات الحربية عددا من الغارات على مناطق في ريف حمص الشمالي.

وقصفت قوات النظام مناطق في محوري الهلالية وأم شرشوح بريف حمص الشمالي، دون أنباء عن إصابات، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في ريف حمص الشرقي، وسط تنفيذ الطائرات الحربية للمزيد من الضربات على مناطق الاشتباك.

يأتي ذلك فيما تتوارد أنباء عن تحضيرات لتشكيل جسم عسكري شمال سوريا تحت اسم «الجبهة الشمالية»على غرار تجربة «الجبهة الجنوبية» في الجنوب السوري، بالتزامن مع تصريحات صحافية لرياض حجاب حول تزويد المعارضة بأسلحة ودعم نوعي تحت إشراف ودعم دولي وسط تكتم كبير من فصائل الريف الشمالي.

وقالت مصادر مطلعة لـ«القدس العربي» إن اجتماعا لـ 14 فصيلا عسكريا سوريا تعمل في حلب وإدلب وريف اللاذقية جرى يوم السبت الماضي بهدف دراسة مشروع تشكيل «الجبهة الشمالية» استعدادا لمعركة حلب، وهذه الفصائل هي «تجمع فاستقم كما أمرت»، «جيش الإسلام ـ قطاع الشمال»، «لواء الصفوة الإسلامي»، «الجبهة الشامية»، «لواء الحرية الإسلامي»، «الفرقة 16 مشاة»، «الفرقة الأولى ساحلية»، «الفرقة الثانية ساحلية»، «الفرقة الوسطى»، «لواء صقور الجبل»، «الفرقة 13»، «الفرقة الشمالية»، «الفوج الأول»، «جيش المجاهدين»، فيما غاب عن هذا الاجتماع «جيش النصر» و»فيلق الشام» و»حركة أحرار الشام» وفصائل أخرى.

وأضافت المصادر أيضا أن اجتماعات الفصائل تسعى لتشكيل هيئة سياسية موحدة لتلك الفصائل إضافة لهيئة اركان مشتركة ومؤسسة إعلامية عسكرية موحدة، وتوصل المجتمعون إلى انتخاب لجنة مشتركة تشرف على وضع الصيغة النهائية والنظام الداخلي للجبهة الشمالية لتتم مناقشته خلال الاجتماع المقبل لقيادات الجبهة.

 

«جبهة النصرة» تلقت 11 مليون دولار للإفراج عن ثلاثة صحافيين إسبان احتجزتهم في سوريا

إسطنبول ـ د ب أ: ذكرت صحيفة تركية حكومية أمس الاثنين أنه جرى دفع أكثر من 11 مليون دولار من أجل الإفراج عن ثلاثة صحافيين إسبان كانوا محتجزين لدى «جبهة النصرة» ـ ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا.

وجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة «يني شفق»، ونشره الموقع الإلكتروني للحكومة التركية، أنه تم دفع 7.3 مليون دولار فدية لكل صحافي. وقد تم توجيه أموال أخرى لمخيمات النازحين داخل سوريا.

وأضافت الصحيفة أن حكومة إسبانيا طلبت من تركيا وقطر المساعدة في المفاوضات، ولكن تركيا لم تتواصل مباشرة مع «جبهة النصرة».

وقد قدمت مدريد الشكر للدولتين لمساعدتهما في المفاوضات، عقب أن وصل انتونيو بامبليجي وجوزيه مانويل لوبيز وانجيل ساستر إلى إسبانيا مطلع هذا الشهر.

ويذكر أن الصحافيين الثلاثة فقدوا في مدينة حلب، التي تسيطر عليها المعارضة، في تموز/يوليو 2015، عقب دخولهم سوريا من تركيا، التي تدعم المعارضة السورية في قتالها ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

 

جائزة «الأوسكار» في «معرة النعمان» السورية

محمد الحسين

اسطنبول ـ «القدس العربي»: على غرار مشهد مرور المشاهير من الفنانين والمخرجين على «السجادة الحمراء» الشهيرة في جوائز» الأوسكار» و»هوليود»، مشى أبطال ومنتجو ومخرجو أفلام سورية، على «سجادة حمراء»، لكن في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، ووسط منطقة تعرضت للدمار جراء قصف طيران النظام.

مهرجان «سوريا لأفلام الموبايل» حطّ رحاله أخيراً في مدينة معرة النعمان، مستخدماً فكرة البساط الأحمر الشهيرة في المهرجانات والجوائز العالمية للأفلام، وعنها يقول ميزر مطر، مدير العروض والتدريبات في المهرجان: «حاولنا وبإمكانات بسيطة داخل سوريا أن نصنع جواً سينمائياً، مستعيرين فكرة «البساط الأحمر» لنقول للعالم: «هاهم الأبطال الصامدون في سوريا في تحد كبير، تحت القصف وبين المنازل المدمرة»، لنؤكد أن «الحياة لا تزال مستمرة وقادرين نحن رغم كل الظروف حتى على انتاج أفلام وإقامة فعاليات ومهرجانات، وهؤلاء هم من يستحقون المشي على السجادة الحمراء وهم من يجب أن تمنح لهم الجوائز المحلية والعالمية».

وهذه هي الدورة الثانية لمهرجان «سوريا لأفلام الموبايل»، الذي انطلق في العام 2014، والذي استهل عروضه هذا العام داخل سوريا على مدرج «بصرى» الأثري في 8 نيسان/أبريل الماضي، لينتقل ويعرض بعدها في عدة مناطق داخل سوريا وفي عدة مدن أوروبية.

ويضيف مطر لـ «القدس العربي»: يشارك في المهرجان في دورته هذا العام ، 33 فيلماً مصوّرة بواسطة كاميرا الموبايل، داخل سوريا وخارجها ، وتراوح مدتها من خمس إلى 25 دقيقة، وتتنافس هذه الأفلام على أربع جوائز، وهي جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل فيلم سوري، كما يقدم المهرجان جائزة الجمهور التي تقوم على تصويت المشاهدين عبر شكبة الانترنت، وستُعلن نتائج هذه الجوائز في اختتام المهرجان».

ويبين مدير العروض والتدريبات في المهرجان أن الأفلام تناولت مواضيع متنوعة، عن الحرب وما يعانيه ويعايشه الأهالي في سوريا جراءها، وعن سوريا المستقبل بعد انتصار الثورة، ومنها مثلاً كان فيلم «عنقودي»، والذي يحكي عن قصة طفل انفجرت بيده قنبلة عنقودية، بعدها تغيرت حياته فقد يده وأغلب أصابع يده الثانية وحتى ذاكرته، وكيف أثر ذلك نفسياً وعقلياً على حياته لدرجة أنه لم يعد قادراً على التعلم.

وفيلم آخر أنتج في حلب تحدث عن مشروع نفذه طفل يبلغ من العمر 15 عاماً، ورغم صغره عمل مشروعاً هندسياً بالكرتون، كمخطط لمدينة حلب، كما يتمناها ويتخيلها في أحلامه بعد أن تضع الحرب أوزارها و تنتصر الثورة.

ويتابع مدير العروض في المهرجان: «عرضنا في 20 منطقة داخل سوريا، كانت آخرها في معرة النعمان، وقبلها في عدة مدن وبلدات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفي حي الوعر في مدينة حمص، وفي العديد من المدن والبلدات في ريفي حلب وإدلب، وعامودا بريف الحسكة، وكان من المقرر أن نعرض في مدينة «الأتارب» بريف حلب لكن بسبب ظروف القصف الذي تعرضت له أخيراً أرجئ العرض فيها وفي عدة أحياء بمدينة حلب».

ويشير مطر إلى أن العروض كانت بين خارجية كما تم في معرة النعمان، أو داخلية في صالات، والتي يكون فيها مدة العرض أكبر من الخارجية نظراً لظروف القصف وغيرها، حيث أن فترة العرض تمتد من يوم واحد إلى يومين في بعض المناطق، وقد تم العرض في ستة مراكز نسائية داخل سوريا، وحضر العروض أكثر من 1000 سيدة».

أما خارج سوريا، فتم العرض في اسطنبول وغازي عنتاب في تركيا، وفي زيوريخ في ألمانيا وفي لندن، واثينا، واسبانيا وفرنسا، حيث شاركت بعض أفلام المهرجان «كعرض شرفي» في هذه المهرجانات، بحسب مطر. كما يلفت إلى أن بعض أفلام المهرجان، ستشارك في مهرجانات دولية للأفلام الوثائقية والقصيرة، ومنها مهرجان سيقام في كل من اسطنبول، وأثينا، وبرلين وليبزتج في ألمانيا، وجاكرتا في إندونيسيا»، وهذه المشاركة ستدخل في السباق على جوائز هذه المهرجانات، وذلك بعد أن استوفت هذه الأفلام شروط المهرجان.

ويشير ميزر مطر إلى أن أكثر الصعوبات التي واجهتهم، في داخل سوريا، هي ظروف القصف، وعدم توافر الكهرباء بشكل مناسب، وقلة المواد اللازمة للتحضير للمهرجان، حيث اضطروا في بعض الأحيان إلى صناعة بعض اللوازم بشكل شخصي.

ويؤكد أن مخرجي ومنتجي هذه الأفلام هم من الناشطين والهواة وبعض المحترفين، وبعضهم خضع لورشات تدريبية، منها ورشة «بيكسيل»، وأن بعض الأفلام تم انتاجها عن طريق منح قدمتها مؤسسات ثقافية عالمية، وهي « برنس كلاوس»، و«انترنيوز»، و«cfi »، إضافة إلى صندوق الدعم العربي.

ويوضح مطر إلى أن هذا المهرجان يعتبر أحد مشاريع مؤسسة «الشارع السوري» الإعلامية، التي تأسست في فرنسا عام 2010، وتضم مجموعة من الأكاديميين والناشطين من داخل سوريا وخارجها ، والتي سبق وأن أقامت فعاليات مماثلة داخل سوريا خلال السنوات الماضية، ومنها «احتفالية الشارع السوري بذكرى الثورة»، و«شوارعنا ملونة» والتي قدمت عروض أفلام ومسرحاً، و«بخ غرافيتي» في الشوارع ونشاطات أخرى.

القدس العربي

 

فصيلان سوريان يفتحان باب الإنتساب لتدارك جبهات الريف الشمالي ضد تنظيم «الدولة»

عبدالله العمري

اسطنبول ـ «القدس العربي»: قال مصدر خاص في المعارضة السورية أن «حركة احرار الشام» أحد أكبر الفصائل السورية المعارضة لنظام بشار الاسد و»فيلق الشام» أحد أبرز الفصائل التي تتواجد في الشمال السوري أعلنا عن حملة تجنيد الغرض منها استقطاب عدد أكبر من المقاتلين لتوجيههم نحو الجبهات والتي ستكون الأولوية فيها لتلك التي يخوضون فيها معارك شرسة ضد تنظيم «الدولة» في ريف حلب الشمالي.

وأضاف المصدر لـ «القدس العربي»: «أن حركة أحرار الشام قررت إعادة هيكلة القوة المركزية التي أنشأتها قبل ما يقارب ثمانية أشهر لتكون قوة على جاهزية تامة وقدرة عالية في التعامل مع التنظيم الذي يسيطر على مساحات شاسعة من الريف الحلبي، وقد حتمت المرحلة الحالية بتعقيداتها العسكرية والسياسية على حركة أحرار الشام أن تنشط القوة بعناصر جديدة بعد زيادة التململ لدى المقاتلين من التوجه لجبهات القتال ضد تنظيم الدولة، إذ يطالبون بتفعيل جبهات أكثر ضد النظام السوري وميليشيات الأكراد».

من جانبه قال أبو محمد الحريتاني وهو أحد مقاتلي «أحرار الشام» والعائد حديثاً من معارك قرى الريف الشمالي كما عرف عن نفسه: «أن انكشاف دور أحرار الشام في مفاوضات جنيف بعد نفي قيادة الحركة لنا الضلوع بأي دور فيها أدى لبعض المشاكل الداخلية أخذت السيطرة عليها جهداً كبيراً، ودارت اسئلة حول العدو الأساسي للشعب السوري وعن جدوى الإلتزام بهدنة مع النظام الذي يحرق مدننا بينما القتال في جبهات التنظيم يستنزف كل قوانا فكان هذا أحد أسباب صد فئة من المقاتلين عن تنفيذ أوامر معينة مما أجبر القيادة على فتح باب التجنيد خشية ترك البعض للحركة التي تعتبر أكبر تجمع للمقاتلين الاسلاميين المعتدلين في سوريا، وهذا ما يهم الدول الداعمة وهو أيضاً ثقلها في المعتركين السياسي والعسكري»، بحسب قوله.

وذكر المصدر الخاص «أن فيلق الشام أيضاً فتح باب الانتساب لمن يرغب بالالتحاق بصفوفه وذلك لتعزيز جبهاته ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتي يشكل فيلق الشام فصيلاً رئيسياً في المعارك ضده لا سيما وأن الفيلق تفرغ بشكل شبه كلي لقتال التنظيم في الريف الشمالي».

وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه «أن المتطوع في كل من حركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الشام يتقاضى مبلغاً قدره 100 دولار كراتب شهري أو ما يعادله بالليرة السورية إضافة إلى سلة إغاثية تقدم لعائلته بشكل شهري كذلك».

وأكد «أن تخصيص القوة المركزية التابعة لحركة أحرار الشام لقتال تنظيم الدولة حصراً زاد من مطالبة بعض القطاعات فتح جبهة أخرى ضد قوات النظام»، ويذكر أن قائد قطاع حماة التابع لفيلق الشام غدير الحلبي أبو النصر كان قد أُغتيل مطلع الشهر الجاري وسبقه القيادي في أحرار الشام سعود العساف وبحسب التسريبات فإن اغتيالهما كان اثر مطالبتهما بفتح جبهات ضد النظام السوري، وخصوصاً في الساحل مما أثار حالة من الاستغراب ووضع العديد من علامات الاستفهام حول الجهة التي تقف وراء اغتياله وفي هذا الوقت بالذات»، على حد تعبيره.

وأكد المصدر أن الإقبال على التطوع في صفوف «أحرار الشام وفيلق الشام ما زال دون المستوى المطلوب لكن قد تزداد نسبة المتطوعين في الأيام المقبلة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وعدم توافر فرص عمل للشباب السوري، وكل ذلك يتم بالتزامن مع سعي لإنشاء قوة كبيرة للتعامل مع تنظيم الدولة وميلشيات الأكراد في الريف الحلبي «، بحسب قوله.

واختتم المصدر المقرب من المعارضة السورية بقوله: «إن جهات خارجية داعمة كانت قد وعدت حركة أحرار الشام بعدم السماح بتصنيفها على قوائم الإرهاب وفي المقابل على المعارضة أن تتكفل بحرب الإرهاب وبلورة الساحة للتوصل لحل سياسي يخرج السوريين من الأزمة الحالية»، على حد قوله.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا رفضوا الأسبوع الماضي طلباً روسياً في مجلس الأمن من أجل وضع «حركة أحرار الشام» و»جيش الاسلام» ضمن قائمة الإرهاب.

 

لقاءات فيينا السورية: دعم إنساني وجدول زمني للانتقال السياسي

فيينا، موسكو ــ وكالات، العربي الجديد

أعلن وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة، وروسيا وألمانيا اليوم الثلاثاء أن أي طرف من أطراف الحرب الدائرة في سورية ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار “قد يستثنى من الحماية التي توفرها الهدنة”.

وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في ختام اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سورية: “اتفقنا على زيادة المساعدات، ووضع جدول زمني للانتقال السياسي”، مشيراً إلى وجود تعهد بالعمل على وقف شامل لإطلاق النار، وإلزام جميع الأطراف به.

وجاء كلام كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك جمعه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتير شتاينماير، في العاصمة النمساوية فيينا.

وشدد مسؤول الدبلوماسية الأميركية على أن “الأول من أغسطس/آب المقبل، سيكون هدفاً لبدء المرحلة الانتقالية في سورية، وليس مهلة نهائية”، مضيفاً أنه “سيتم إقصاء الأطراف التي ستخرق الهدنة عن محادثات جنيف”.

وحول مسألة المساعدات الإنسانية، أوضح كيري أنه في حال منع وصول المساعدات، فإن المجتمعين اتفقوا على إقامة جسر جوي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحتاجة.

من جهته، رأى لافروف أن “هناك تقدما على كافة مسارات التسوية السورية”.

وقال: “أعتقد أن أهم النتائج هي التأكيد الكامل من دون أي حذف لتلك القاعدة التي يستند إليها عملنا، وهي البيان المشترك للمجموعة الدولية لدعم سورية، وقرارات مجلس الأمن الدولي 2218 و2256 و2268”.

وبيّن أن “روسيا ستراقب التزام دمشق بنظام وقف إطلاق النار. تعهدنا في بيان 9 مايو/أيار، وتم التأكيد على ذلك اليوم، بأننا سنعمل بنشاط أكبر مع الحكومة السورية حتى تراقب الالتزام بتعهداتها”.

أما وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتير شتاينماير، فقد عبّر عن عزم القوى الكبرى على زيادة الدعم الإنساني في سورية، عبر إلقاء المساعدات من الجو.

وأوضح أن “المجتمعين في فيينا اتفقوا على إنزال مساعدات من الجو، لتحسين الوضع الإنساني في سورية”.

وجاء المؤتمر الصحافي للوزراء الثلاثة، بعد نهاية اجتماع لـ”مجموعة العمل الدولية من أجل سورية”، على مستوى وزراء الخارجية في العاصمة النمساوية فيينا، والذي تصدّره ملف تدعيم وترسيخ اتفاق “وقف الأعمال العدائية” بين قوات النظام والمعارضة، بعد أن تعرّض، منذ نهاية الشهر الماضي، لخروق كبيرة، جعلته حبراً على ورق.

 

المعارضة السورية “غير متفائلة” باجتماعات فيينا

محمد أمين

قال رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض، أسعد الزعبي، لـ”العربي الجديد”، إنّه “غير متفائل” بخروج اجتماعات فيينا بنتائج عملية تمهد الطريق للعودة إلى طاولة التفاوض في جولة رابعة تناقش الانتقال السياسي، الذي يتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات من دون بشار الأسد.

وبدأت اجتماعات المجموعة الدولية لدعم سورية، والتي تضم 17 دولة، بينهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، في العاصمة النمساوية فيينا، اليوم الثلاثاء، لمناقشة قضايا في الملف السوري، أهمها استئناف مفاوضات السلام، وإعادة الحياة للهدنة بين قوات المعارضة والنظام وحلفائه.

ونقلت وكالة “رويترز”، عن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، قوله إنّ “محادثات فيينا تهدف إلى إعادة وقف إطلاق النار في البلاد، وتوصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة لتشجيع جماعات المعارضة على العودة إلى المفاوضات في جنيف”، بينما قالت المعارضة إنها “لا تعول كثيراً على اجتماعات فيينا في إحداث اختراق سياسي يمهد الطريق للعودة إلى مفاوضات جنيف 3”.

وعلّقت المعارضة مشاركتها في مفاوضات جنيف، في الثامن عشر من الشهر الماضي، احتجاجاً على خروقات النظام المستمرة للهدنة، وعدم تحقيق تقدم جديّ في الملف الإنساني، خاصة لجهة فك الحصار عن مناطق تحاصرها قوات النظام، وإطلاق معتقلين كما نص القرار الدولي 2254.

واعتبرت مصادر في المعارضة السورية، خلال حديثٍ مع “العربي الجديد”، أنّ الوعود والتطمينات الأميركية للمعارضة “فارغة”، قائلةً إنه “لا ضوء في نهاية النفق المظلم”.

وكان رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، أنس العبدة، قد كشف، أول من أمس الأحد، أنّ “وجود محاولات ابتزاز عسكري وسياسي من أجل تطويع الثورة السورية للقبول ببشار الأسد، وكل الطبقة الحاكمة والمؤسسة الأمنية والعسكرية في مرحلة انتقالية، غير واضحة المعالم وبدون مدى زمني لها”.

وأوضح العبدة، في كلمة له في افتتاح تجمع سياسي في غازي عينتاب التركية، “وجود تآمر على التمثيل الحقيقي للشعب السوري، باختراع أطر وتشكيلات من صناعة أجهزة المخابرات الأسدية، وأخرى دولية تحاول تغييب جوهر الصراع بين غالبية شعب سورية المنكوب من نظام تسلطي إرهابي، نحو صراع استئصالي مجاني بين قوى الثورة”، وفق العبدة.

ويتوقع مراقبون أن يعقب اجتماعات فيينا إعلان الموفد الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، استئناف مفاوضات السلام بين المعارضة والنظام، في جولة جديدة من المنتظر أن تتناول الانتقال السياسي في سورية.

وفي هذا السياق، وجّه “الائتلاف الوطني السوري” رسالة إلى مجموعة الدعم الدولية، طالب فيها المجتمع الدولي بإيلاء قضية المعتقلين في سجون النظام اهتمامه، مشيراً إلى العصيان الذي قام به معتقلو الرأي في سجن حماة المركزي منذ أيام وانتهى باتفاق مع سلطات النظام.

وأبدى الائتلاف خشية من محاولة النظام اقتحام السجن وقطع سبل الاتصال عن المعتقلين، مطالبا بتدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لضمان تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه.

كما طالب “بتشكيل فريق عمل خاص، أسوة بفريق عمل الشؤون الإنسانية، ووقف إطلاق النار، يختص بالعمل على ملف المعتقلين والمختفين قسرياً، والعمل على تسهيل دخول فرق تفتيش دولية مستقلة، بشكل دوري ومتكرر إلى السجون المدنية، وسجون الأفرع الأمنية ومراكز الاحتجاز السرية، والضغط على نظام الأسد لوقف أحكام الإعدام التعسفي، وتعطيل محكمة الإرهاب، والتوقف عن إحالة المعتقلين المدنيين إلى محاكم عسكرية”.

وطالب الائتلاف أيضاً، بـ”أن تتضمن أية تسوية سياسية يتم التوصل إليها بخصوص الوضع في سورية، ضمانات لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة، وعمليات التعذيب، والإعدام الممنهج في حق المعتقلين السوريين، لمحاربة ثقافة الإفلات من العقاب، والتأسيس لحقبة جديدة قائمة على العدالة، وسيادة القانون”، وفق رسالة الائتلاف.

 

“داعش” يُفجر آبار الغاز في حقل الشاعر

أسامة أبوزيد

باتت قوات النظام على مشارف حقل شاعر، الواقع على بعد 50 كيلومتراً شمال غربي مدينة تدمر، في ريف حمص الشرقي، والذي يخضع لسيطرة “الدولة الإسلامية”، منذ 5 أيار/مايو. وتمكنت قوات النظام، الاثنين، من استعادة السيطرة على بعض التلال المطلة على الحقل، في ظل إعلان وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم عن هجوم جديد باتجاه حقل جزل، بالقرب من تدمر.

 

وكان التنظيم قد عمد إلى تفجير عدد من آبار الغاز الموجودة في حقل شاعر، في خطوة مفاجئة لم يسبق أن أقدم عليها أثناء سيطرته على الحقل خلال الأعوام الماضية، ما تسبب بحدوث انفجارات قوية وحريق هائل ترافق مع حرق التنظيم لمحطة الغاز الرئيسية في الحقل. ما يوحي بأن التنظيم قد ينسحب خلال الساعات القادمة من الحقل.

 

ووفقاً لمصادر خاصة بـ”المدن”، فإن تفجير الآبار جاء خلال يومي الأحد والاثنين، حيث تعرضت آبار منها لانفجارات سطحية، أدت الى نشوب حرائق، وأخرى قوية داخل الآبار، ورافق تلك الانفجارات هزة أرضية أصابت المنطقة.

 

وقد تحدث “المركز السوري للزلازل” بأن هزة أرضية حدثت شمالي مدينة تدمر بقوة 4.4 درجة على مقياس “ريختر”. وأضاف المركز أن الهزة وقعت عند الساعة الثانية عشرة و14 دقيقة بالتوقيت المحلي، وتركزت على عمق 10 كيلومترات على خط طول 38.28 شرقاً وخط عرض 34.72 شمالاً.

 

وقال أحد مهندسي البترول، وهو عمل سابقاً داخل قطاع النفط في سوريا، لـ”المدن”، إن “ارتباط الهزة الأرضية بانفجار الآبار داخل حقل شاعر ليس مستبعداً”. وذكر المهندس، أن بئر الغاز لو تعرض لانفجار في طبقات الأرض الداخلية، فقد يتسبب في هزة أرضية تصل إلى نحو أكثر من 5 درجات على مقياس “ريختر”، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الأرض، التي قد تساهم في تمدد هذا الهزة إلى مناطق مجاورة، ولكن ضمن نطاق ضيق.

 

ويلاحظ الآن، أن “داعش” يعتمد نهجاً جديداً حيال تعامله مع المنشآت النفطية، حيث تعرضت خلال أقل من أسبوعين، أكثر من 3 منشآت نفطية للتفجير والحرق داخل سوريا والعراق. وكانت البداية من حرق “محطة المهر” للغاز، قبل أن تستعيدها، الخميس، قوات النظام، ليتبعها قبل يومين حرق معمل “التاجي” للغاز شمالي العاصمة العراقية بغداد. الأمر الذي يوحي بأن التنظيم أصبح غير راغب في التمركز في تلك المنشآت، وإنما يريد إلحاق أكبر ضرر بها.

 

وكان وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا سليمان العباس، قد صرح في نهاية آذار/مارس، بأن معدل انتاج سوريا من المشتقات النفطية قد انخفض إلى 8600 برميل و9.5 ملايين متر مكعب من الغاز، يومياً. وكان يقدر انتاج حقل شاعر وحده بـ3 ملايين متر مكعب يومياً. أي ما يعادل ثلث إنتاج سوريا الحالي. كما يعمل نظام الرئيس السوري بشار الأسد على تأمين المشتقات النفطية من خلال شراء شحنات النفط عبر الخط الائتماني مع إيران، لتأمين الحدود الدنيا من احتياجات سوريا من المشتقات النفطية.

 

ومع بداية الأسبوع استقطب النظام عدداً من المليشيات الموالية له وأبرزها “صقور الصحراء”، التي سبق وشاركت في استعادة السيطرة على مدينة تدمر نهاية آذار/مارس، لتتحول قوات النظام من طور الدفاع أمام “تمدد” تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلى طور الهجوم. واستعانت قوات النظام بالمروحيات الروسية الهجومية، ومشاركة واسعة لدبابات “تي-90” الحديثة والمحملة بنظام “شتورا” المخصص للتشويش على الصواريخ الحرارية، ودبابات “تي-72” المعدلة، والتي تحمل صفيحات مكعبة مضادة للصواريخ.

 

ومع احتدام المعارك تسعى قوات النظام للسيطرة على تل الصوان، أهم التلال المشرفة على حقل شاعر.ما قد يؤدي الى سقوط مساحات كبيرة من الحقل نارياً، وتعمل قوات النظام للسيطرة على التلة عبر محورين. وتسببت العمليات بسقوط أعداد كبيرة من القتلى بين قوات النظام وتنظيم “الدولة”.

 

تنظيم “الدولة الإسلامية” حاول بدوره التصدي لهجمات قوات النظام، معتمداً بشكل رئيس على السيارات المفخخة التي يحاول من خلالها إعاقة تقدم قوات النظام. كما حاول التقدم نحو مدينة تدمر، عبر جبهتها الشرقية، إلا أن العملية باءت بالفشل، رغم أن الغرض منها كان محاولة لتشتيت عمليات النظام ما بين المنطقتين.

 

وتصب جميع الأحداث السابقة، في زيادة المعاناة الاقتصادية للنظام، والذي أصبح اقتصاده في عداد المنهار، مع انخفاض قيمة الليرة السورية إلى أكثر 630 ليرة مقابل الدولار الواحد، للمرة الأولى في تاريخها.

 

فشل أوباما في سوريا يُقلق أوروبا

أعلن وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير، أن المحادثات التي تعقدها الدول الكبرى حول سوريا، الثلاثاء في فيينا، تناقش تحسين الظروف لوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية “حتى ترضى المعارضة بالتفاوض مع النظام في جنيف”.

 

وقبل افتتاح المحادثات التي تجمع بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية وشرق أوسطية، شدّد شتاينماير على وجوب إنعاش اتفاق وقف العمليات القتالية، والتوصل إلى سبيل للعودة إلى العملية السياسية.

 

ونقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسي غربي على صلة بالمحادثات قوله، إن المطلوب أن تطرح كل من موسكو وواشنطن “شيئاً من شأنه إقناع المعارضة بأن هذه العملية تستحق العناء”. وأضاف “من المحزن أنني لا أستشعر حدوث ذلك وأخشى أن تحاول الولايات المتحدة فرض نص مبالغ في التفاؤل لكن تنفيذه غير ممكن”.

 

وعشية الاجتماع الدولي، أعدت “رويترز” تقريراً يبرز قلقاً أوروبياً من أن فشل الرئيس الأميركي باراك أوباما بإقناع روسيا بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، يعرض المسؤولين الأوروبين إلى “التهميش” في جهود إنهاء الحرب السوية.

 

في هذا الإطار، نُقل عن دبلوماسي بارز في الأمم المتحدة، قوله إن الأوروبيين “يميلون للشك كثيراً بشأن ثنائية أمريكا-روسيا”. وأضاف الدبلوماسي أن هناك سبلاً مبتكرة لتحقيق انتقال للسلطة بعيداً عن الأسد، ومنح جماعات المعارضة السورية سبباً لوقف القتال وبدء التفاوض. وتابع “لكننا لم نقترب حتى من مناقشة هذه الأشياء مع السوريين أنفسهم لأن الولايات المتحدة وروسيا كانتا تحاولان مد جسور التواصل وفشلتا في ذلك. لهذا السبب تعين أن نعود ونفتح باب المشاركة”.

 

ويقول الدبلوماسيون الأوروبيون إن إحدى المشكلات الرئيسية هي عجز الإدارة الأميركية، أو عدم استعدادها للتصدي للعداء المتزايد من قبل روسيا، فيما اعتبر البعض أن واشنطن فقدت أي قدرة للتأثير على موسكو بعدما أحجمت عن تنفيذ تهديد أوباما في 2013 بقصف سوريا بعد مجزرة الغوطة الكيمائية.

 

وتابع التقرير نقلاً عن دبلوماسي أوروبي آخر، في فيينا، قوله “أنا واقعي. أرى أن الأميركيين ليسوا على استعداد للقتال أو الاستعداد لتقديم الكثير على الطاولة لإقناع الخصم بالعودة للمفاوضات”.

 

وكان مسؤولون في الأمم المتحدة وممثلون عن المعارضة السورية، اشتكوا من ممارسة الأميركيين ضغوطاً أكبر على المعارضة لتقديم تنازلات، بدلاً من دفع روسيا للضغط على الحكومة السورية.

 

في المقابل، ورداً على سؤال حول شعور حلفاء الولايات المتحدة بخيبة الأمل من الأسلوب المتبع، قال مسؤول في الخارجية الأميركية إن “الكل يشعر بخيبة الأمل. ليس فقط الحلفاء الذين يشعرون بخيبة الأمل”. وأضاف “الاتفاق السياسي سيتم بين السوريين على طاولة المفاوضات… ما زال يتعين على السوريين القيام بذلك. إذا أمكننا المساعدة – جميعنا يمكننا أن نصل بالأطراف إلى هناك. ندفع الطرفين للوصول إلى هناك… لكنهم في نهاية الأمر من يقررون ذلك”، فيما قال مساعد سابق لأوباما لشؤون الأمن القومي “الكثيرون أساءوا التقدير في ما يتعلق بتصميم روسيا على الحيلولة دون سقوط هذا النظام. كانوا واضحين للغاية بأنهم ليسوا مستعدين للسماح بحدوث ذلك”.

 

من جهة ثانية، قال مسؤول في المخابرات الأميركية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “مستعد للتخلي عن الأسد”، إذا خرج عن المفاوضات بديل يمكنه تحقيق الاستقرار لسوريا والسماح لها بالبقاء كحليف وحيد لروسيا في العالم العربي، وقاعدة وحيدة للسفن والطائرات الحربية الروسية في البحر المتوسط. وبحسب المسؤول فإن “بوتين فقد الثقة في الأسد ويتطلع لمسار لتحقيق انتقال مستقر بعيدا عن الأسد لكنه لم يصل إليه حتى الآن”.

 

جواد أبوحطب.. أول رئيس للحكومة السورية المؤقتة في الداخل

انتخبت الهيئة العامة للائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، الطبيب جواد أبوحطب رئيساً للحكومة السورية المؤقتة. ونال أبوحطب أغلبية الأصوات الـ71، إذ حصل على 54 صوتاً فيما نال أقرب منافسيه ياسين النجار 12 صوتاً.

 

ويمثل أبوحطب منطقة ريف دمشق، في كتلة المجالس المحلية داخل الائتلاف، وهو من مواليد منطقة أشرفية الوادي، أو أشرفية وادي بردى، وشغل منصب عميد كلية الطب البشري في جامعة حلب التي يديرها الائتلاف في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام شمالي سوريا.

 

أبوحطب (62 عاماً) خريج كلية الطب في جامعة دمشق عام 1988، تخصص في الجراحة العامة سنة 1998، ومن ثم تخصص في جراحة القلب عام 2001، وانتقل بعدها إلى إيطاليا، ليتخصص هناك بجراحة القلب لدى الأطفال في العام 2003.

 

وبعد أبوحطب أحد الشخصيات القليلة في الائتلاف، الذين انتقلوا للعمل داخل سوريا، حيث نشط برفقة زوجته الطبيبة منذ سنة ونصف في حلب وإدلب، وأسسا مستشفى “البرناص”، ومعهداً طبياً، قبل أن يتولى عمادة كلية الطب في “جامعة حلب الحرة”، التي تتخذ من كفرتخاريم في ريف إدلب مقراً لها. فضلاً عن عمله في المستشفيات الميدانية.

 

وقبل ذلك، كان أبوحطب يدير مستشفى السلام، للنازحين السوريين في الأردن. وخلال الدورة الرئاسية الأولى للائتلاف السوري، كان مرشحاً لرئاسة الائتلاف، لكنه تنازل عن ترشحه لصالح الشيخ معاذ الخطيب، وقام بتأسيس مجلس محافظة ريف دمشق في العاصمة الأردنية عمّان، ومن ثم أسس “اتحاد المجالس المحلية العليا”.

 

فيينا:البحث عن تفاهمات اميركية روسية جديدة حول سوريا

دينا أبي صعب

استطاعت اجتماعات فيينا أن تعيد مفاوضات جنيف السورية، المتوقفة بانتظار بيان دولي مشترك يعلن مصيرها، إلى واجهة الحدث؛ طروحات روسية، وردود أميركية، وثوابت تطرحها الأمم المتحدة ستوضع على طاولة مشتركة، خلال اجتماع المجموعة الدولية، الثلاثاء في فيينا، وينتظر أن يخرج المجتمعون ببيان ختامي للمحادثات، يحدد ثوابت الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية في جنيف.

 

وتطرح في المحادثات إعادة العمل بمخرجات بيان ميونيخ (شباط ٢٠١٦)، التي أطلقت اتفاق “وقف الاعمال العدائية في سوريا”، وادخال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة، يضاف اليها مستجدات الشق السياسي من الازمة السورية، بعد فشل الجولة الاخيرة من مباحثات جينف في دفع الاطراف السوريين لتجاوز عتبة شكل الحكم الانتقالي في سوريا، ومصير الرئيس السوري بشار الاسد، اضافة الى تصنيف المجموعات المعارضة المقاتلة على الارض الذي استمر حمله كذريعة لتجديد القتال على جبهات عديدة.

 

ويصر الجانب الروسي في هذه المباحثات على استمرار العملية السياسية في جنيف، وأشارت اوساط دبلوماسية في فيينا، لـ”المدن”، إلى أن الروس يلقون باللوم على الجانب الاميركي “لأن الخطوات الاميركية ما بعد فشل جولة جنيف لم تكن حاسمة مع الحلفاء الاقليميين لواشنطن، حيث افتقد الضغط المطلوب على السعودية وتركيا، وهما الداعمان المباشران الاساسيان للفصائل المسلحة في سوريا، وهذا ينم عن برود في التعامل مع العملية السياسية وعدم قناعة بنجاعة هذا الخيار، وبالتالي تغليب الخيار العسكري عليه”. ويتوقع أن يشعل هذا الاتهام حوار فيينا بين روسيا والسعودية وتركيا، بسبب اتهام موسكو، للبلدين، بتحريك جبهة حلب قبل نهاية جولة جنيف الماضية.

 

وانطلاقاً من هذه التشعبات، تشدد موسكو على ضرورة احداث تغييرات في تشكيلة الوفد المعارض الاساسي، وازاحة من تعتبره متطرفاً، وتطعيم وفد الهيئة العليا للمفاوضات بمجموعة معارضين من وفد “القوى العلمانية” (منصات موسكو والقاهرة والاستانة)، بالاضافة الى وفد معارضة الداخل المعروف بوفد مصالحة حميميم. ومن هذا المنطلق، اجتمع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بممثلين عن تلك الأطراف، الاثنين، مشدداً على ضرورة “تمثيل كافة الاطراف في المفاوضات”، ونقلت اوساط تابعت الاجتماع عن لافروف قوله للمعارضين “قدمتم مقترحات عملية لارساء محادثات ناجحة، ونقدر عدم طرحكم شروطاً مسبقة على عكس ما يفعل غيركم. دي ميستورا يدعم مشاركة الأكراد في المفاوضات بين السوريين الذين سيناقشون وحدهم، لا مجموعة دعم سوريا، مسألة تركيبة الحكومة الانتقالية”.

 

ويدفع الروس لعقد جولة جنيف المقبل في الثالث والعشرين من ايار/ مايو الحالي، فيما تفضل الامم المتحدة عقده بعد السابع والعشرين منه، لأسباب لوجستية تتعلق بعدم توفر حجوزات وافية في فنادق جنيف، وتطرح، في حال اصر الروس على موعدهم، اجراء المباحثات في مدينة أخرى.

 

وفي المقابل بدا الموقف الاميركي أقل تفاؤلاً بالوصول الى مخارج سياسية قريبة في النفق السوري؛ وذكرت مصادر دبلوماسية أميركية متابعة في فيينا، لـ”المدن”، أن واشنطن “حاولت منع المعارضة من الانسحاب من جولة جنيف السابقة، كي لا تظهر بمظهر المعطل للمفاوضات، وطالبتها بالحضور ومواجهة فريق الحكومة بأسلوبه، والضغط عليه ودفعه للانسحاب”، ورأت المصادر أن الفصائل المقاتلة على الأرض ترفض التعامل مع قوات النظام، و”فيما لو خيرت بينها وبين جبهة النصرة ستفضل النصرة دون شك”، وهذا امر تفضل روسيا عدم تحققه و”الاستمرار في التعامل مع بعض الفصائل غير المصنفة من قبل الامم المتحدة بالارهابية على انها كذلك، والتعامل معها على هذا الاساس”.

 

وتعيد هذه النقطة اعتماد لائحة واضحة في تصنيف المجموعات المقاتلة في سوريا، التي ُسلمت مهام تنفيذها للأردن تبعاً لبيان ميونيخ، وظلت غير منجزة حتى الآن، بسبب تفاوت وجهات النظر الأميركية والروسية والاقليمية من الفصائل المعارضة. ففي حين تصنف الامم المتحدة نتظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” بالارهابيين، تطرح روسيا ادراج فصيلي “احرار الشام” و”جيش الاسلام” على اللائحة نفسها، وتطالب بقطع سبل الامداد التركية نهائياً عن هذه الفصائل عبر الحدود الشمالية لسوريا. ويتوقع بعض المتابعين اعادة طرح هذه المواضيع مجدداً في المحادثات، التي تجمع الى جانب كيري ولافروف وزراء خارجية ١٧ دولة عربية واجنبية، من بينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، وتركيا وايران والسعودية، ودول الجوار السوري، بالاضافة الى الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.

 

واشنطن تقود القوى الكبرى لإنقاذ محادثات السلام السورية

فيينا- ستحاول القوى الكبرى الثلاثاء في فيينا اعادة اطلاق مفاوضات السلام حول سوريا التي اصطدمت على الارض مؤخرا بانتهاكات للتهدئة وعرقلة ايصال المساعدات الانسانية.

وستجتمع مجموعة الدعم الدولية لسوريا برئاسة وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، اعتبارا من الساعة التاسعة (7:00 ت غ) في العاصمة النمساوية.

 

وستطرح واشنطن ثلاثة اهداف محددة للاجتماع من اجل وقف هذه الحرب المدمرة هي “تعزيز وقف الاعمال القتالية وضمان ايصال المساعدات الانسانية الى جميع انحاء البلاد وتسريع الانتقال السياسي”، كما قالت وزارة الخارجية الاميركية.

 

وتتعثر المفاوضات بشأن النقطة الاخيرة. فخارطة طريق المفاوضين تقضي بانشاء هيئة انتقالية سياسية سورية في الاول من اغسطس، كما ينص قرار لمجلس الامن الدولي. لكن مراقبين عدة يرون ان هذا الموعد غير واقعي.

 

واكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين في فيينا ان “الهدف هو وجود اطار، اطار متفق عليه من اجل انتقال سياسي”.

 

واضاف ان ائتلاف المعارضة السورية بدا اكثر انفتاحا على طرق التفاوض بينما لم ينخرط فيها نظام دمشق فعليا مع انه يؤكد رسميا انه يدعم المفاوضات. وقال ان “النظام غائب بكل بساطة واعتقد ان هذا هو لب الوضع”.

 

من جهته، قال مصدر دبلوماسي فرنسي انه “بدعمهما السياسي والعسكري والمالي لسوريا، تسمح روسيا وايران للنظام فعليا بالبقاء على حاله وبعدم الدخول في مفاوضات”.

 

وكانت ثلاث جولات من المحادثات السورية غير المباشرة جرت منذ مطلع العام الجاري في جنيف بدون ان تحقق اي تقدم. وقد علقت آخر جولة في ابريل بسبب استئناف القتال في حلب (شمال سوريا).

 

وقد أجرى كيري محادثات مع مسؤولين سعوديين وأردنيين قبيل انطلاق اجتماع فيينا حيث التقى الاحد الملك سلمان بن عبدالعزيز، قبيل مشاركته في اجتماعات دولية تطرح ملفات نزاعات في المنطقة لا سيما سوريا وليبيا.

 

وتستضيف فيينا الثلاثاء اجتماع يخصص للسعي الى تثبيت وقف الاعمال القتالية بين النظام المدعوم من روسيا وايران، والمعارضة المسلحة المدعومة من دول عدة منها الولايات المتحدة والسعودية.

 

وتشارك السعودية منذ صيف العام 2014 في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى عمليات في المملكة خلال الاشهر الماضية. ويسيطر التنظيم على مساحات واسعة في سوريا والعراق، وبات ذا نفوذ متزايد في دول اخرى خصوصا اليمن وليبيا.

 

كما اجتمع الاثنين مع نظيره الأردني ناصر جودة وتركزت المباحثات المتعلقة بالملف السوري وتقديم الدعم لحكومة الوحدة الجديدة في ليبيا على الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار هناك.

 

وقال كيري إنه يأمل في تعزيز اتفاق “وقف الأعمال القتالية” بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة والذي أضعفه القتال في بعض المناطق ويأمل في زيادة توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة. واوقع النزاع في سوريا منذ مارس 2011 اكثر من 270 الف قتيل وخلف دمارا هائلا وادى الى نزوح نصف السكان داخل وخارج البلاد.

 

فاينانشال تايمز: السوريون يحولون الأزمة إلى فرصة

بي. بي. سي.

تناولت الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها دعم الدول الغربية لإمداد ليبيا بالسلاح للتصدي لتنظيم “الدولة الإسلامية”وحصول السعوديات على القليل من الحرية بعد الحد من صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

البداية من صحيفة فاينانشال تايمز ومقال من اسطنبول لميهول سريفاستافا بعنوان “سوريون يحولون الأزمة إلى فرصة”.

 

ويقول سريفاستافا إنه عندما أضطر ريمو فؤاد، وهو صانع للحلوى والمعجنات والمخبوزات من حلب في الخمسين من العمر، للفرار من حلب منذ ثلاثة أعوام، لم يكن معه سوى وصفات المخبوزات التي كانت تنتجها أسرته.

 

حاول في بادئ الأمر أن يفتح متجرا للحلوى في مصر ثم في لبنان، ولكن المحاولتين فشلتنا. ويقول فؤاد إنه “في مصر لم يكن الزبائن معهم نقود لشراء ما ينتجه، وفي لبنان يعاملوننا نحن السوريون بصورة سيئة بصورة عامة”.

 

ومنذ عامين، استأجر فؤاد متجرا صغيرا للحلوى في منطقة العسكري في اسطنبول، والآن لديه مصنع مكون من أربعة طوابق ويعمل به 40 عاملا ولديه متجران ويستعد لافتتاح الثالث.

 

ويقول سريفاستافا قصة فؤاد ليست فريدة من نوعها، حيث اغتنمت أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين سهولة افتتاح أعمال ومتاجر في تركيا، مما أفادهم وأفاد الاقتصاد التركي ايضا.

 

ويضيف أنه منذ عام 2011 أقيمت أربعة آلاف شركة ومتجر ومصنع لمهاجرين من سوريا أو لسوريين بمشاركة أتراك، وأن معدل إقامة هذه الشركات آخذ في التسارع.

 

ويقول سريفاستافا إنه وفقا مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية، وهي مؤسسة بحثية تعنى بالاقتصاد والأعمال، فإن نحو 1600 شركة ومتجر أقيمت في عام 2015، وأن 590 أقيمت في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من العام الحالي.

 

ويضيف أنه وفقا لتقرير لستاندرد آند بورز صدر الأسبوع الحالي فإن القادمين الجدد إلى تركيا، والذين يمثلون نحو 4 بالمئة من تعداد السكان، دعموا نمو اقتصاد البلاد.

 

ويستدرك سريفاستافا قائلا إنه توجد أسئلة كبيرة عما إذا كان بإمكان الاقتصاد التركي، الذي نما بنسبة 5.7 بالمئة في الربع الأخير من 2015، أن يتعامل مع التغير السكاني الكبير.

 

ويقول إن الكثير من المهاجرين السوريين لا يتحدثون التركية، ونسبة البطالة في البلاد تصل إلى 11 بالمئة، ويشكو بعض العاملين الأتراك من المنافسة التي يتعرضون لها من القادمين الجدد.

 

اجتماع للقوى الكبرى لمحاولة إنقاذ محادثات السلام السورية

جولة حوار جديدة تشهدها فيينا اليوم برئاسة كيري ولافروف

أ. ف. ب.

تحاول القوى الكبرى الثلاثاء في فيينا إعادة إطلاق مفاوضات السلام حول سوريا، التي اصطدمت على الأرض أخيرًا بانتهاكات للتهدئة وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية.

 

فيينا: بدأت المجموعة الدولية لدعم سوريا برئاسة الولايات المتحدة وروسيا، والتي تضم 17 بلدًا، اجتماعها في الساعة التاسعة (7:00 ت غ) في العاصمة النمساوية.

 

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الاهداف الثلاثة المحددة للاجتماع هي “تعزيز وقف الاعمال القتالية (…) وضمان ايصال المساعدات الانسانية الى جميع انحاء البلاد وتسريع الانتقال السياسي”.

 

معضلة “الانتقالي”

واصطدمت جولات عدة من التفاوض في جنيف بالنقطة الاخيرة. وتنص خارطة طريق وافق عليها مجلس الامن بعد اتفاق روسي اميركي، على انشاء هيئة حكم انتقالية سورية في الاول من أغسطس، لكن مراقبين يرون ان هذا الموعد غير واقعي. وترى المعارضة السورية ان المرحلة الانتقالية يجب ان تستبعد الرئيس بشار الاسد، بينما تتمسك الحكومة بان مصير الرئيس يقرره السوريون في صناديق الاقتراع.

 

واكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لدى وصوله الى فيينا الاثنين ان “لا مستقبل مديدا لسوريا بوجود الاسد”. واضاف “لذلك يجب ان نناقش برعاية الامم المتحدة وسائل اقامة حكومة انتقالية ووضع الامور في المسار الصحيح”. واكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية لصحافيين في فيينا ان “الهدف المحدد لشهر اغسطس هو وجود اطار متفق عليه من اجل انتقال سياسي”.

 

واضاف ان ائتلاف المعارضة السورية بدا اكثر انفتاحا على اساليب التفاوض، بينما لم ينخرط نظام دمشق فعليا مع انه يؤكد رسميا انه يدعم المفاوضات. وقال ان “النظام غائب بكل بساطة، واعتقد ان هذا هو لب الموضوع”. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان “روسيا وايران، بدعمهما السياسي والعسكري والمالي لسوريا، تسمحان للنظام فعليا بالبقاء على حاله وبعدم الدخول في مفاوضات”.

 

ويشكل دور بشار الاسد موضوع الخلاف الرئيس بين القوى الكبرى والاقليمية في مجموعة دعم سوريا – 17 بلدا وثلاث منظمات دولية – بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وايران والاتحاد الاوروبي. وتساند موسكو وطهران الجهد الدبلوماسي، الذي تقوم به مجموعة دعم سوريا، لكنهما تقدمان في الوقت نفسه دعما عسكريا حاسما للسلطات السورية على الارض.

 

قصف على حلب

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله الاثنين “ما زلنا بعيدين عن خط الوصول”. واضاف “لكن اذا طبق كل ما تقرر برعاية المجموعة الدولية لدعم سوريا ومجلس الامن الدولي بنزاهة، فهناك فرصة قوية بألا يبقى الوضع على حاله”.

 

ميدانيا، تتعرّض هدنة بين النظام ومقاتلي المعارضة بدأ تنفيذها في نهاية فبراير الماضي بضغط روسي واميركي، لانتهاكات متكررة ما تطلب اقرار تهدئة مرات عدة، لا سيما في حلب في شمال البلاد. وانتهكت هذه الهدنة مجددا الليلة الماضية. فقد قتل ثلاثة اشخاص، بينهم سيدة وطفلة، في قصف لقوات النظام على منطقة في حي السكري، الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ثمانية اشخاص، بينهم اربع سيدات وثلاثة اطفال في قصف لقوات النظام ليل الاثنين الثلاثاء على مناطق في بلدة بداما في ريف جسر الشغور الغربي. ويسيطر تحالف من فصائل عدة، ابرزها جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، على محافظة ادلب. ولا يشمل اتفاق وقف اطلاق النار جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية.

 

وحصلت ثلاث جولات من المحادثات السورية غير المباشرة برعاية الامم المتحدة منذ مطلع العام الجاري في جنيف بدون ان تحقق اي تقدم. وعلقت آخر جولة في نيسان/ابريل بسبب استئناف القتال في حلب.

 

اتفاق دولي على إطار سياسي يضمن وحدة سوريا  

اتفقت المجموعة الدولية لدعم سوريا في اجتماعها في فيينا على إطار سياسي يضمن وحدتها وعدم طائفيتها، وعلى أن يبدأ برنامج الغذاء العالمي في إلقاء المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة جوا إذا تعثر وصولها برا، بينما لم تعلن الأمم المتحدة عن موعد لجولة جديدة من مفاوضات السلام السورية.

 

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري -في ختام اجتماع مجموعة الدول الداعمة لسوريا- إن جميع الأطراف اتفقت على إطار سياسي يضمن وحدة سوريا وعدم طائفيتها، واختيار مستقبلها عن طريق هيئة حكم انتقالي.

وأضاف كيري أن المجموعة الدولية اتفقت على أن يبدأ برنامج الغذاء العالمي بإلقاء المساعدات الإنسانية جوا، في حال تعثر وصولها بحلول الأول من يونيو/حزيران المقبل، كما أعلن كيري الأول من أغسطس/آب المقبل موعدا مبدئيا لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا.

 

الأعمال العدائية

ووفق البيان الصادر عن اجتماع فيينا، فإن الأطراف المشاركة اتفقت على تحويل الاتفاق المبرم لوقف الأعمال العدائية في سوريا إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، مع دفع الأطراف المعنية إلى تثبيت هذا الوقف.

 

كما دعت المجموعة الدولية لدعم سوريا كافة الأطراف المعنية بوقف الأعمال العدائية للنأي بنفسها عن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، اللذين صنفهما مجلس الأمن الدولي ضمن المجموعات الإرهابية، وتم استثنائهما من اتفاق وقف الأعمال العدائية.

 

وذكر وزير الخارجية الأميركي أن المساعدات الإنسانية تستهدف الوصول إلى مناطق دوما وحرستا الشرقية وزملكا وداريا والفوعة وكفريا ومضايا والزبداني والمعضمية واليرموك وكفربطنا، مضيفا أنه بدءا من الأول من الشهر المقبل وفي حال مُنعت الأمم المتحدة من إيصال المساعدات، فإن المجموعة الدولية تدعو برنامج الغذاء العالمي إلى إلقاء المساعدات جوا للمناطق المذكورة.

 

ملف المعتقلين

وأشار الوزير الأميركي إلى أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا سيعمل على تسهيل التواصل بين أطراف الأزمة السورية من أجل إطلاق سراح المعتقلين لدى كافة الأطراف.

 

من جانبه، قال المبعوث الأممي إنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد للجولة المقبلة من مباحثات جنيف بين النظام السوري والمعارضة، موضحا أن تحديد الموعد يتوقف على مخرجات اجتماع فيينا للمجموعة الدولية لدعم سوريا، كما أنه مرتبط بعدة عوامل، ومنها تحسن وصول المساعدات وتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية.

 

وكانت محادثات السلام السورية قد انهارت الشهر الماضي بعد انسحاب المعارضة في أعقاب زيادة حدة العنف. ويحاول دي ميستورا التوصل لاتفاق تشكيل سلطة انتقالية قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس/آب، بحيث تتمكن سوريا من إجراء انتخابات خلال 18 شهرا بعدها.

 

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية إنها لن تعود للمحادثات ما لم يتم تحقيق تقدم ملموس على الأرض في توصيل المساعدات الإنسانية.

 

إحباط أوروبي من الفشل الأميركي الروسي بسوريا  

يقول دبلوماسيون إن فشل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في إقناع روسيا بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، يثير إحباط الأوروبيين، بسبب تهميشهم عن الجهود الرامية لإنهاء الحرب المستمرة في هذا البلد منذ خمس سنوات.

 

ويتساءل بعض الدبلوماسيين والمحللين عما إذا كانت الولايات المتحدة أساءت التقدير فيما يتعلق برغبة روسيا في بقاء الأسد بالسلطة.

 

وقال مساعد سابق لأوباما لشؤون الأمن القومي إن “الكثيرين أساؤوا التقدير فيما يتعلق بتصميم روسيا على الحيلولة دون سقوط هذا النظام. كانوا واضحين للغاية بأنهم ليسوا مستعدين للسماح بحدوث ذلك”.

 

وقبل اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا -المكونة من 17 بلدا- غدا الثلاثاء في فيينا، قال دبلوماسي بارز في الأمم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه إن الأوروبيين “يميلون للشك كثيرا بشأن ثنائية أميركا روسيا”.

 

وقال إن وسائل خلاقة توفرت لتحقيق انتقال للسلطة بعيدا عن الأسد، لمنح جماعات المعارضة السورية سببا لوقف القتال وبدء التفاوض.

 

وأضاف الدبلوماسي “لكننا لم نقترب حتى من مناقشة هذه الأشياء مع السوريين أنفسهم، لأن الولايات المتحدة وروسيا اللتين كانتا تحاولان مد جسور التواصل، فشلتا في ذلك. لهذا السبب يجب أن نعود ونفتح باب المشاركة”.

عجز أميركي

وقال دبلوماسي غربي كبير طلب عدم ذكر اسمه إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان يعتقد أن الروس سيتحركون سريعا للحصول على تعهدات من النظام للدخول في عملية سياسية، لكن هذا لم يحدث أبدا.

 

ويقول دبلوماسيون إن إحدى المشكلات الرئيسية هي عجز الإدارة الأميركية أو عدم استعدادها للتصدي للعداء المتزايد من قبل روسيا. ورجح البعض أن واشنطن فقدت إلى حد ما القدرة التي ربما امتلكتها للتأثير على موسكو، بعدما أحجمت عن تنفيذ تهديد أوباما عام 2013 بمعاقبة سوريا لما تردد عن استخدامها أسلحة كيميائية.

 

واشتكى بعض ممثلي المعارضة السورية ومسؤولون في الأمم المتحدة من ممارسة الأميركيين ضغوطا أكبر على المعارضة لتقديم تنازلات، بدلا من دفع روسيا للضغط على الحكومة السورية.

 

وقال مسؤول من المخابرات الأميركية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتخلي عن الأسد إذا أفرزت المفاوضات بديلا يمكنه تحقيق الاستقرار لسوريا، والسماح لها بالبقاء حليفا وحيدا لروسيا في العالم العربي، وقاعدة وحيدة للسفن والطائرات الحربية الروسية في البحر المتوسط.

 

وقال المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- “بوتين فقد الثقة في الأسد ويتطلع إلى مسار لتحقيق انتقال مستقر بعيدا عنه، لكنه لم يصل إليه حتى الآن”.

 

سايكس بيكو ومساعي إنهاء الحرب السورية  

قالت نيويورك تايمز إن اتفاقية سايكس بيكو التي أبرمت قبل مئة عام لتحقيق مصالح بريطانيا وفرنسا في المنطقة، لا تزال تلقي بظلالها على كل المحاولات التي يبذلها المشاركون في اجتماعات إنهاء الحرب السورية بفيينا الآن، وتساءلت كريستيان ساينس مونيتور عن سبب بقاء الحدود التي رسمتها تلك الاتفاقية بعد كل هذه الفترة الطويلة رغم أنها لم تأخذ في اعتبارها مصالح سكان المنطقة.

 

وأوضحت نيويورك تايمز أنه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وافق وزراء خارجية الدول التي شكلت ما يُسمى بمجموعة دعم سوريا، على أن وحدة سوريا واستقلالها وطابعها العلماني أمور أساسية لن تتغير. لكن بعض اللاعبين الرئيسيين في الجهود البطيئة لإيجاد حكومة انتقالية في البلاد يعبرون -عندما يضمنون أن أقوالهم لن تُنسب إليهم- عن اعتقادهم أن الحفاظ على وحدة سوريا ليست ممكنة.

 

أما رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني -وهو أحد اللاعبين الرئيسيين في فيينا- فيقول إنه وبعد مئة عام من سايكس بيكو، فإن الحدود التي رسمتها تلك الاتفاقية لم يعد لها معنى. ورغم ذلك -تقول الصحيفة- فإن قول تلك الفكرة بصوت عال يُعتبر انتهاكا كبيرا للأساليب الدبلوماسية.

 

صعوبة التقسيم

وأضافت الصحيفة أن القول بتقسيم سوريا وإنهاء حدود سايكس بيكو يؤدي إلى فقدان أعضاء حاسمين في مجموعة دعم سوريا، ابتداء من تركيا التي تخشى من أن إقامة دولة كردستانية ستفضي سريعا إلى سعي لانتزاع إحدى مناطقها منها.

 

ونسبت الصحيفة إلى مجلة فورين بوليسي قولها مؤخرا إن الفكرة القائلة إن هناك ما هو أفضل من سايكس بيكو لا تهدف إلا إلى انتهاج سياسة أميركية غير متسقة في المنطقة، أو للدفاع عن سعي لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط.

 

واختتمت الصحيفة تقريرها بأن مشكلة سوريا الكبرى الآن لا تتعلق بالحدود، بل بالعنف المتواصل داخل هذه الحدود.

 

لماذا هذه الديمومة؟

وتساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور عن سبب بقاء هذه الحدود -التي ينتقدها أغلب مواطني المنطقة- كل هذه الفترة؟ وقالت إن ذلك يعود إلى حقيقة أن الحدود التي يتم الاتفاق عليها بواسطة معاهدة تميل إلى الاستمرار والديمومة، كما أن أي تعديل للحدود الدولية لا يمكن القيام به منفردا بل يتطلب موافقة الدولة الأخرى، وهو ما يعقد العملية.

 

وأضافت أنه ورغم أن الشعوب العربية تنتقد بحدة سايكس بيكو وتصفها بأنها مزقت أوصال الأمة العربية لتسود القوى الاستعمارية، فإن هذه الشعوب نفسها لن توافق على إلغاء سايكس بيكو وإعادة تقسيم دول المنطقة، بل تعتبر ذلك مؤامرة غربية لإضعاف العرب.

 

صحيفة: معركة حلب ستقرر مصير سوريا  

قال أكاديمي إسرائيلي إن محاولات إيران وروسيا القضاء على المعارضة السورية أمر بعيد المنال، في حين رأى مستشرق يهودي أن من سينتصر في حلب ستخضع له سوريا كاملة.

 

وكتب أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب آيال زيسر في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أنه رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها روسيا وإيران وحزب الله للتفوق على المعارضة السورية، فإن قوة الأخيرة تثبت أنها بعيدة عن الخضوع أو الانهيار.

 

وأوضح أن اغتيال القائد العسكري لحزب الله مصطفى بدر الدين يأتي في توقيت غير مريح للحزب وإيران “لأنه امتداد لسلسلة التراجعات المتلاحقة خلال الأسابيع الأخيرة في ساحات القتال داخل سوريا، وبه ينضم القتيل إلى قائمة طويلة من قتلى الحزب والحرس الثوري الإيراني فيها”.

 

وقال إن روسيا ترى في القتال داخل سوريا جزءا من لعبة إقليمية دولية كبرى في مواجهة واشنطن ودول الغرب.

 

من جانب آخر، وصف المستشرق الإسرائيلي يارون فريدمان مدينة حلب بأنها “تيرمومتر” الأوضاع السائدة في سوريا، وأضاف أن من ينتصر فيها سيكون بإمكانه تحقيق التفوق الكامل في سوريا كلها.

 

واستدرك قائلا في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الخاسر في تلك الحرب حقا هم المدنيون السوريون، في وقت باتت حلب مقسمة بين الأطراف المتحاربة، وتحديدا بين تنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة المعتدلة والنظام السوري المدعوم من حزب الله وإيران.

 

وأشار الكاتب الذي يعمل محاضرا في تاريخ الإسلام بمعهد التخنيون بمدينة حيفا، إلى أن حلب التي كانت مركزا اقتصاديا وثقافيا لسوريا، باتت اليوم المكان الأكثر خطورة في العالم.

 

يأتي ذلك في وقت يحاول سكانها لملمة جراحاتهم ومحاولة العودة إلى حياتهم الطبيعية قدر الإمكان، لكن المسلحين يستغلون الوقت لجمع أكبر قدر ممكن من الذخيرة والوسائل القتالية للجولة القادمة من المواجهة، على حد تعبير فريدمان.

 

وقال إن الوضع في حلب يقدم مزيدا من الشواهد على تراجع الدور الأميركي في الأزمة السورية، في مقابل زيادة فعالية روسيا التي توفر مساعدات مكثفة للنظام السوري بمعاونة حزب الله وإيران.

 

وانتقد الكاتب الدعم “المحدود الذي تقدمه الدول الداعمة للمعارضة السورية، مما يعني أن الثوار سيكون أمامهم صيف قاس، وتنتظر حلب ومواطنيها شهور طويلة من الجوع والموت، وفرصهم في تحقيق الانتصار تبدو متضائلة”.

 

وختم بالقول إن الجيش السوري النظامي يبدو ضعيفا ويتقدم ببطء شديد، وإذا حقق الأسد انتصارا في حلب فلن يكون خاصا به، بل هو انتصار لروسيا وإيران “اللتين لا تعنيهما كثيرا الدولة السورية، وفي هذه الحالة فلن يكون للنظام ما يسيطر عليه في حلب، لأنها ستتحول إلى مدينة من الخراب والدمار”.

 

النظام السوري يعاقب درعا بمنع المياه عنها  

قامت الأجهزة الرسمية بحرمان السكان والأراضي الزراعية من المياه القادمة من جبل العرب، في ما بدا عقابا جماعيا من النظام السوري لمحافظة درعا الزراعية، أكبر خزانات سوريا الغذائية.

 

وبنى النظام سدودا تجميعية وسطحية في محافظة السويداء، مما أدى إلى جفاف سد درعا الشرقي، أكبر سدود المنطقة، وهو أمر ينذر بتصحر المنطقة وموتها.

 

واتبع النظام السوري سياسة قتل كل ما على وجه هذه الأرض، بمنع المياه الآتية من محافظة السويداء عبر واديْي الزيدي والذهب إلى سدود درعا التجميعية، فجف معظم السدود في درعا بما في ذلك سد درعا الشرقي الذي تصل سعته الاستيعابية إلى ملايين الأمتار المكعبة.

 

وكانت سدود درعا توفر مياه الري لمئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تربية الماشية والنحل.

 

ويعني استمرار منع النظام المياه عن درعا، تدهور الغطاء النباتي بجفاف ملايين الأشجار المنتشرة في المنطقة، مما ينذر بتصحر سلة سوريا الغذائية.

 

النظام يصعّد بحلب وحمص والمعارضة تتقدم بحماة  

استهدفت طائرات النظام بغاراتها اليوم مناطق سورية عدة أدت لمقتل وجرح العشرات بالإضافة إلى تدميرٍ شمل مباني عدة، من جهتها تمكنت المعارضة المسلحة من مواصلة تقدمها في ريف حماة الجنوبي، وقالت إنها قتلت عشرين جنديا للنظام.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في حلب (شمال البلاد) بأن طائرات النظام استهدفت اليوم المدينة بغارات عديدة، فـأدت الغارات على حي السكري إلى مقتل 12 من السكان إلى جانب عشرات الجرحى، وذلك وفقا للدفاع المدني.

 

ولفت الدفاع المدني إلى أن غالبية القتلى من النساء والأطفال، وتسبب القصف في دمار واسع في أبنية الحي الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.

 

وفي حي الراشدين بحلب أفاد ناشطون بمقتل شخصين وجرح آخرين بغارات للنظام.

 

وأضاف المراسل أن مدنيين قتلا وجرح عشرات آخرون جراء استهداف الطائرات الروسية والسورية طريق الكاستيلو شمالي حلب، وهو ما أدى إلى قطع الطريق الوحيد للمعارضة بشكل مؤقت بين مدينة حلب وريفها الغربي بسبب الكثافة النارية.

 

وأضاف المراسل أن عشرات الغارات الجوية استهدفت مخيم حندرات في المدخل الشمالي للمدينة، مما أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل.

 

يشار إلى أن قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له تحاول السيطرة على مخيم حندرات والوصول إلى طريق الكاستيلو لحصار حلب.

 

أما في ريف حمص الشمالي، فقد أدت غارات النظام على مدينة الرستن وبلدات الحولة والبرج وكيسين إلى مقتل ستة مدنيين وجرح آخرين.

 

وأضاف مراسل الجزيرة أن 11 شخصا قتلوا في مخيم خان الشيح في ريف دمشق الغربي، ستة منهم مدنيون، إثر استهداف حافلة للركاب.

 

كما أدى قصف طائرات النظام بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي إلى مقتل شخصين وجرح آخرين.

تقدم بحماة

عسكريا، قالت المعارضة السورية المسلحة إنها سيطرت على حواجز للنظام وقتلت 20 من عناصره بريف حماة الجنوبي وتحديدا شرقي بلدة حربنفسه.

 

وبهذا تكون المعارضة قد سيطرت على كافة الحواجز التي تربط بلدة حربنفسه بقرية الزارة الموالية للنظام والتي فرضت المعارضة سيطرتها عليها قبل أيام.

 

وقالت جبهة النصرة عبر حسابها الرسمي على تويتر إنها شنت هجوما على حاجز المحطة شرق بلدة حربنفسه بالمشاركة مع فصائل في المعارضة.

 

الجبير: الأسد سيترك السلطة بحل سياسي أو بالقوة

دبي – قناة العربية

عقد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الأميركي جون كيري اليوم الثلاثاء اجتماعا ثنائيا في فيينا، عقب انتهاء مؤتمر فيينا حول سوريا.

وعقب اللقاء، أكد الجبير أن بشار الأسد “سيترك السلطة بحل سياسي أو بالقوة”، معتبراً أنه “إذا لم يستجب الأسد لمطالب الهدنة يتعين التفكير في بدائل”.

وكان كيري قد كشف في ختام اجتماع “المجموعة الدولية لدعم سوريا” أن المجموعة تسعى لانطلاق المرحلة الانتقالية في سوريا مطلع آب/أغسطس المقبل، إلا أن ذلك يتطلب تسجيل تقدم في المفاوضات.

وأكد كيري العمل مع الشريك الروسي وباقي الشركاء ليتحول وقف الأعمال القتالية إلى وقف دائم لإطلاق النار، فيما تم الإعلان عن الاتفاق على آلية تقنية لتحديد الجهات التي تنتهك الهدنة، وبالتالي عزلها عن الهدنة.

لكن الاجتماع في فيينا لم يخلص إلى تحديد موعد لاستئناف مفاوضات جنيف، إلا أن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت قال إن الموعد المرجو هو الأول من حزيران/يونيو.

 

كيري يعلن أغسطس موعداً لبدء مرحلة انتقالية في سوريا

دي ميستورا: القوى الكبرى فشلت في الاتفاق على موعد جديد لمحادثات السلام السورية

دبي – قناة الحدث

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أنه تم تحديد بداية أغسطس موعدا مفترضا لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا.

وأكد كيري بعد انتهاء لقاء فيينا لمجموعة العمل الدولية بشأن سوريا أن إيصال المساعدات إلى المدن السورية سيبدأ اعتبارا من واحد يونيو القادم، ودعا جميع الأطراف في سوريا لإعطاء السلام أولوية.

فيما أوضح كيري أن فشل وقف الأعمال العدائية أدى لتعطيل وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحتاجة في سوريا.

وتابع أن أطراف النزاع السوري متفقة على أهمية إبقاء سوريا موحدة غير طائفية. معتبرا كل المكاسب التي تحققت حتى الآن في سوريا “هشة”.

لكنه أعلن أن روسيا التزمت بالعمل مع النظام لوقف قصف المناطق المدنية، وأن المبعوث الأممي دي ميستورا سيعمل على التوصل لاتفاق بشأن المعتقلين.

كما دعا كيري في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى العمل لجعل اتفاق وقف إطلاق النار اتفاقا دائما، وأكد كيري أن المجموعة الدولية ستعمل على استعادة الأطراف التي تخرق الهدنة.

أما لافروف، فقد أعلن أنه يجب منح كل الأطراف في سوريا فرصة لإسماع صوتها في مباحثات جنيف، وأن هناك تحالفا بين جبهة النصرة وجماعات مسلحة وافقت على اتفاق الهدنة في سوريا.

وأوضح أن روسيا لا تدعم الأسد، “بل تدعم الجيش في مواجهة الإرهاب”، لافتاً إلى أننا “نرى أن جيش النظام الأكثر تأهيلاً لمحاربة الإرهاب في سوريا”.

وأضاف: “نرفض استخدام العقوبات بديلا للحوار السياسي في سوريا”.

من جهة أخرى، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، اليوم الثلاثاء، إن القوى الكبرى فشلت في الاتفاق على موعد جديد لمحادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في سوريا.

وأضاف دي ميستورا للصحافيين وهو يقف إلى جانب وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف “القضية لا تزال بانتظار نتيجة ملموسة ما من هذا الاجتماع، لكن لا يمكننا الانتظار طويلا نريد أن نحافظ على الزخم”.

واتفقت القوى الكبرى على تعزيز وقف إطلاق النار في أنحاء سوريا وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة مع إمكانية استخدام الطائرات في إسقاطها.

 

نصيحة لأنصار الأسد.. لا تنظروا إلى هذه الصورة!

علّق بقايا الجثث كما تعلّق الذبائح وحدّق بالكاميرا

العربية.نت – عهد فاضل

في وحشية تعكس صورة متجددة من صور نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قام العميد في جيش النظام عصام زهر الدين، بتعليق جثثٍ من على تكييف هواء، تدلّت من الأعلى إلى الأسفل، ثم التقط لنفسه صورة إلى جانب تلك الجثث، ثم عممها أنصار الأسد على صفحاتهم تباهياً وإحساساً بـ”النصر”.

ويظهر ما بقي من الجثث، وهو الرأس وجزء من أعلى الصدر وجزء من الذراعين، تحتها تظهر ساق مقطوعة، ترتمي تحت الجثث، في وحشية لم تترك لداعش إلا “التعجب وضرب الكف بالكف” كما قال معلق لدى رؤيته صورة لعميد في جيش الأسد، يتباهى بوحشية فاقت التصور، بتعليق جثث مشوهة والتفرج عليها والتقاط الصور.

الصورة تحمل كل تفاصيل الوحشية التي يمارسها النظام السوري في مختلف أرجاء البلاد، وغالباً ما يختبئ وراء جريمة لداعش أو غير داعش، قائلا للعالم: “أنا أحميكم من هؤلاء”. إلا أن صورة العميد “المدلّل” في جيشه بين قطع الجثث، لم تترك لأي “إرهاب” في العالم سوى أن يعلن “ولاءه” لنظام الأسد، كما قال ناشطون صُعقوا بتفاصيل المشهد.

 

العميد عصام زهر الدين، هو ضابط في الحرس الجمهوري الذي يسيطر عليه شقيق بشار الأسد، وهو العميد ماهر الأسد. وأرسله النظام إلى محافظة دير الزور لمقاتلة تنظيم “داعش” ولمقاتلة المعارضة السورية، في حقيقة الأمر.

وسبق للرجل أن ارتكب مثل تلك الأعمال، إلا أن هذه الصورة أعادت للأذهان ما سبق وذكرته مواقع معارضة سورية عن شخصية العميد الوحشي.

ففي مطلع العام الحالي، قام العميد المذكور باستدراج “طالبة جامعية” إلى إحدى الشقق، في إحدى ضواحي دير الزور، ثم “قام باغتصابها” تبعاً لما ذكرته صفحة “كلنا شركاء” السورية المعارضة، بتاريخ 10 من شهر يناير 2016.

وذكر التقرير الذي نشره الموقع المعارض، ونقلاً عن صفحة “دير الزور تذبح بصمت” أن حالة الفتاة الجامعية التي استدرجت ثم خدرت، لم تكن الوحيدة، إلا أن الطالبة كانت أكثر جرأة في سرد قصتها، واضعة الأحرف الأولى من اسمها.

يشار إلى أن أغلب الصفحات الموالية لرئيس النظام السوري “احتفلت” بهذا التنكيل الوحشي الذي يظهر في الصورة، وتعاملت معه بصفته “نصراً”.

ويذكر أن المؤسسات الإعلامية الدولية عادة ما تشير إلى ارتكابات داعش في المناطق التي يسيطر عليها، متجاهلة وحشية نظام الأسد التي تختزلها تلك الصورة، مثلاً، أشد اختزال. فكيف يمكن لضابط يتبع لمؤسسة في دولة أن يعلق بقايا جثث “كما تعلّق الذبائح” ثم يلتقط صور بطولاته إلى جانبها، غير آبه برد الفعل الدولي “غير المهتم أصلا إلا بجريمة داعش أما جرائم الأسد فدائماً ثمة من يجد لها مبررا” كما قال ناشطون معارضون، وأضافوا ساخرين بمرارة “نصيحة لأنصار الأسد، لا تشاهدوا هذه الصورة”.

يذكر أن النظام السوري يحارب المعارضة السورية تحت قناع محاربة تنظيم داعش، الأخير الذي توسّع وازدادت هيمنته باتفاق ضمني مابين قواته وقوات الأسد، حتى إن بينهما تقاسماً للغنائم ومناطق النفوذ وتسهيلات وصلت حد شراء النظام النفط من التنظيم.

وقد عمل نظام الأسد على “تقوية” صورة هذا التنظيم كي يتلطى وراءها، مقدما نفسه للغرب بأنه “محارب الإرهاب”. إلا أن هذه الصورة الجديدة لواحد من ضباط الأسد المقربين ذوي النفوذ، معلقا بقايا الجثث المقطعة كذبائح من رقبتها، تؤكد ما تذهب إليه المعارضة السورية في أدبياتها وخطابها السياسي، بأن نظام الأسد و”داعش” وجهان لعملة واحدة، وأن كل واحد منهما يقدم خدمات مفتوحة للآخر، وأن كليهما، النظام والتنظيم، يعملان وفق أجندة واحدة.

 

فيينا تحتضن اليوم اجتماعات المجموعة الدولية لدعم سوريا

شتاينماير: محادثات سوريا تركز على وقف إطلاق النار والمساعدات

دبي – قناة العربية، رويترز

يترأس وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري، والروسي سيرغي لافروف، بصورة مشتركة اليوم، اجتماعاً للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم الدول الأعضاء في الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تركيا وإيران والصين.

وينتظر من الاجتماع تقوية اتفاق “وقف العمليات القتالية” بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة، وزيادة إمدادات المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة. كما ينتظر أن تحدد اجتماعات اليوم موعد الجولة القادمة لمفاوضات جنيف المعلقة عند مسألة هيئة الحكم الانتقالي.

من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إن محادثات بين القوى الكبرى بشأن سوريا اليوم تهدف إلى إعادة وقف إطلاق النار في البلاد وتوصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة لتشجيع جماعات المعارضة على العودة للمفاوضات في جنيف.

وصرح شتاينماير للصحافيين قبل اجتماع يشارك فيه وزراء من روسيا والولايات المتحدة وأوروبا ودول بالشرق الأوسط: “يجب أن نجد سبيلاً للعودة إلى العملية السياسية. الأمر يتعلق بتحسين الظروف لوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية حتى ترضى المعارضة بالتفاوض مع النظام في جنيف”.

 

المرصد السوري: 50 قتيلاً في اشتباكات بين فصائل معارضة

بيروت – رويترز

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن معارك بين جماعات من المعارضة المسلحة إلى الشرق من دمشق أودت بحياة أكثر من 50 شخصا، أمس الاثنين.

وقعت المعارك بين “جيش الإسلام” وهو جزء من الهيئة العليا للمفاوضات وفصيلي “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط”.

وبدأت الاشتباكات في أواخر أبريل الماضي.

 

مقتل 8 مدنيين في مجزرة جديدة للنظام بحي السكري في حلب

العربية.نت

قتل 8 مدنيين بينهم نساء وأطفال، وجرح أكثر من 20 آخرين، مساء أمس الاثنين، نتيجة سقوط صاروخ باليستي من طراز “فيل” في حي “السكري” على أحد المباني السكنية مصدره قوات النظام في حلب.

وقال رئيس الطبابة الشرعية في حلب، أبو جعفر كحيل، في تصريح لـ”زمان الوصل”، إن بين الضحايا الذين تم نقلهم إلى مقر الطبابة الشرعية أمس عائلة مؤلفة من فاطمة عبدالناصر جلول (35 عاماً)، وطفلتها حلا عمر جمعة (10 أعوام)، حسين محمد جمعة (30 عاماً).

وأشار ناشطون في حلب إلى أن فرق الدفاع المدني في المدينة عملت حتى فجر اليوم الثلاثاء على رفع الأنقاض التي خلفها سقوط الصاروخ على المبنى السكني، وانتشال جثث العالقين تحته، وإنقاذ الجرحى ونقلهم إلى المشافي الميدانية.

وتواصل قوات النظام والميليشيات المساندة لها استهداف مخيم “حندرات” بالقذائف المدفعية، في حين شن الطيران الحربي عدة غارات جوية على المنطقة.

 

كيري: إقصاء منتهكي الهدنة بسوريا عن محادثات السلام

كيري: يجب الالتزام بوقف النار في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الثلاثاء، بداية شهر أغسطس المقبل موعدا مفترضا لبدء المرحلة الانتقالية بسوريا، قائلا إن مجموعة دعم سوريا ستقصي منتهكي الهدنة عن محادثات السلام التي تجرى في العاصمة النمساوية.

وتعهد كيري، خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا المنعقد بفيينا، بوقف إطلاق نار شامل و”دفع الأطراف لتثبيت هذا الموقف”، مطالبا “جميع الأطراف”، التي لم يسميها بعينها، للابتعاد بنفسها عن داعش وجبهة النصرة.

 

وفيما يتعلق بوضع الرئيس السوري بشار الأسد قال إنه “انتهك القرار الدولي الخاص بسوريا. ولا يمكن له أن يهاجم حلب ويبرم صفقات مع داعش. لدينا خيارات كثيرة للتعامل مع الأسد إن لم يلتزم بالحل السياسي”.

 

وأشار جون كيري إلى أن المجموعات الدولية دعت لبدء إلقاء المساعدات على المدن السورية.

 

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من جانبه، قال إن اللجوء للعقوبات على النظام السوري يعقد الأوضاع خاصة الإنسانية، معربا عن دعم بلاده لاتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا.

 

وأضاف “روسيا تحارب التنظيمات الإرهابية في سوريا وفقا لقرارات الأمم المتحدة. لا ندعم الأسد لكننا ندعم الجيش في مواجهة الإرهاب”، مشددا على ضرورة محاربة داعش على الحدود التركية السورية.

 

أما المبعوث الدولي إلى روسيا ستيفان دي ميستورا فقال إنه “غير قادر على تحديد موعد لاستئناف جولة المحادثات السورية المقبلة”، مشيرا إلى أنه لم يتم الاتفاق بعد على موعد استئناف المحادثات، “لكن لا يمكن الانتظار طويلا”، على حد قوله.

 

وكان تصاعد القتال في حلب (أكبر المدن السورية قبل الحرب) أخل باتفاق “وقف العمليات القتالية”، الذي أبرم في فبراير الماضي، وتمكن من خفض حدة القتال لمدة شهرين تقريبا، وإجراء محادثات سلام توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف، برعاية أميركية وروسية.

 

واستأنفت القوى الكبرى محادثاتها بشأن سوريا، الثلاثاء، لإعادة وقف إطلاق النار في البلاد، وتوصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة لتشجيع جماعات المعارضة على العودة للمفاوضات في جنيف.

 

يذكر أن المحادثان انهارت في شهر أبريل الماضي بعد انسحاب المعارضة عقب تصاعد العنف.

 

سوريا.. غارات روسية على ريفي دمشق وحماة تستهدف المعارضة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شنت طائرات حربية روسية، الثلاثاء، غارات تستهدف المعارضة المسلحة في كل من خان الشيح بمحافظة ريف دمشق (جنوبي سوريا)، وريف حماة الجنوبي.

وقالت مصادر “سكاي نيوز عربية” أن طائرات حربية روسية شنت 16 غارة على خان الشيح بمحافظة ريف دمشق (جنوبي سوريا)، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي واشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية التي تحاول اقتحام البلدة.

 

كما أغارت الطائرات الروسية على ريف حماة الجنوبي بعد تقدم فصائل المعارضة المسلحة، بحسب مصادر “سكاي نيوز عربية”.

 

وكان تصاعد القتال في حلب (أكبر المدن السورية قبل الحرب) أخل باتفاق “وقف العمليات القتالية”، الذي أبرم في فبراير الماضي، وتمكن من خفض حدة القتال لمدة شهرين تقريبا، وإجراء محادثات سلام توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف، برعاية أميركية وروسية.

 

وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت تستأنف فيه القوى الكبرى محادثاتها بشأن سوريا، الثلاثاء، لإعادة وقف إطلاق النار في البلاد، وتوصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة لتشجيع جماعات المعارضة على العودة للمفاوضات في جنيف.

 

يذكر أن المحادثان انهارت الشهر الماضي بعد انسحاب المعارضة عقب تصاعد العنف.

 

كيري ولافروف يستضيفان اجتماع مجموعة دعم سوريا.. وظريف يحذر: لا حل عسكري للأزمة خلافا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إن اجتماع مجموعة دعم سوريا الدولية في العاصمة النمساوية فيينا، الذي يبدأ الثلاثاء، هو فرصة للتأكيد على أهمية العمل من أجل حل الأزمة “سياسيا”، مستنكرا ما وصفه بـ”مساعي الجماعات الإرهابية ورعاياهم الإقليميين والدوليين لحل الأزمة عسكريا.”

 

وأضاف ظريف: “مؤتمر فيينا حول سوريا فرصة للتأكيد على ضرورة الالتزام الكامل بالهدنة.. ويوفر فرصة للحوار والتأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، خلافا لما تسعى إليه بعض الجماعات الإرهابية ورعاياهم الإقليميين والدوليين، وعليهم القبول بنهج الحل السياسي،” حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.

 

ويشترك وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري، والروسي سيرغي لافروف، برئاسة الاجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم الدول الأعضاء في الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران والصين.

 

ويسعى كيري ولافروف إلى إعادة إحياء المحادثات لحل الأزمة السورية، ودعم اتفاق “وقف الأعمال العدائية”، الذي بدأ سريانه في الـ27 من فبراير/ شباط الماضي، ووقف موجة العنف التي اجتاحت مدينة حلب السورية في الآونة الأخيرة التي شملت قصفا مكثفا استهدف عددا من المستشفيات.

 

الائتلاف الوطني السوري يدعو لتشكيل فريق عمل دولي بشأن ملف المعتقلين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 أيار/مايو 2016

روما- طالب الائتلاف الوطني السوري المعارض المجموعة الدولية لدعم سورية (ISSG)، بـ”تشكيل فريق عمل خاص، يختص بالعمل على ملف المعتقلين والمختفين قسرياً” في سورية

 

وفي رسالة وجهها رئيس الائتلاف، أنس العبدة إلى مجموعة الدعم قبل اجتماعها اليوم الثلاثاء، رأى أن تشكيل فريق العمل الخاص ملف المعتقلين والمختفين قسرياً، ينبغي أن يأتي “أسوة بفريق عمل الشؤون الإنسانية ووقف إطلاق النار، تطبيقاً للفقرة رقم 12 من القرار 2254 واستناداً إلى توصيات لجنة التحقيق الدولية الصادرة بتاريخ 27 كانون الثاني/يناير 2016″.

 

وقال العبدة في رسالته إنّ “ملف المعتقلين السوريين، يعتبر أحد أكثر الملفات الإنسانية حساسيةً وإلحاحاً، حيث يدفع عشرات الآلاف من المعتقلين السوريين حياتهم كل يوم بسبب تأخر العمل الجاد على اجتراح حلول ملموسة لقضيتهم”. واضاف “إننا نعوّل في الائتلاف الوطني على دعم الأصدقاء المخلصين في مجموعة العمل الدولية للمطالب المشروعة لمعتقلي الضمير والرأي في سورية”، حسبما نقل عنه المكتب الإعلامي للإئتلاف.

 

كما دعا العبدة إلى “تدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لضمان تطبيق الاتفاق المبرم بين المعتقلين ونظام الأسد في سجن حماة المركزي”، مطالبا بـ”ضمان حماية المعتقلين من أي إجراءات تعسفية قد يقدم عليها النظام في حقهم وحق ذويهم”.

 

وأكد على “ضرورة العمل على ضمان أن تتضمن أية تسوية سياسية يتم التوصل إليها بخصوص الوضع في سورية ضمانات لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة وعمليات التعذيب والإعدام الممنهج في حق المعتقلين السوريين لمحاربة ثقافة الإفلات من العقاب والتأسيس لحقبة جديدة قائمة على العدالة وسيادة القانون”.

 

وحث الائتلاف المجموعة الدولية على “الضغط على نظام الأسد لإيقافه عن ممارسة الإعدام التعسفي وإصدار الأحكام الجائرة أمام محاكم صورية، وتعطيل محكمة الإرهاب، والتوقف عن إحالة المعتقلين المدنيين للمثول أمام محاكم عسكرية”.

 

كما رأى الائتلاف أن من مهام المجموعة الدولية “تسهيل دخول فرق تفتيش دولية مستقلة، بشكل دوري ومتكرر إلى السجون المدنية، وسجون الأفرع الأمنية ومراكز الاحتجاز السرية”.

 

بدء اجتماع دولي في فيينا لتطويق الوضع السوري

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 أيار/مايو 2016 ستافان دي ميستورا و فيديريكا موغيريني

ستافان دي ميستورا و فيديريكا موغيريني

بروكسل – عقدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، لقاء ثنائيا مع المبعوث الأممي لسورية ستفان دي ميستورا، في فيينا الثلاثاء.

 

وجاء اللقاء قبيل بدء الاجتماع الدولي الموسع، الذي تشارك فيه 20 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، إيران، المملكة العربية السعودية، ولبحث آليات إنقاذ ما يُسمى بعملية السلام السورية، وخاصة الهدنة الهشة بين الأطراف المتحاربة.

 

وبحثت موغيريني مع المبعوث الدولي الآليات اللازمة من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمختلف الأماكن المحاصرة في سورية، مكررة استعداد الاتحاد لزيادة مساعداته للسوريين سواء في الداخل أو البلدان المجاورة.

 

وحسب مصادر دبلوماسية، تحاول الأطراف المشاركة في الاجتماع العمل على خلق أجواء لإعادة المعارضة إلى طاولة المفاوضات، فـ”هناك عمل من أجل تسهيل  وصول المساعدات الإنسانية وإنقاذ الهدنة،  خاصة في حلب وريفها”.

 

وكانت جولة محادثات جنيف السابقة قد وصلت إلى طريق مسدود، إذ تتبادل الأطراف المتصارعة، الحكومة السورية وفئات المعارضة، الاتهامات عن انهيار الهدنة وتفاقم الوضع الإنساني في بعض المناطق.

 

وكانت المعارضة السورية قد أعلنت انسحابها من المفاوضات سابقاً احتجاجاً على ما قالت أنه إختراقات من قبل النظام السوري.

 

وكان دبلوماسيون أمريكيون قد أكدوا أن وزير الخارجية جون كيري، سيسعى إلى طمأنة حلفائه السعوديين بأن بلاده متمسكة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الأمر يجب أن يتم بحثه قبل حلول آب/أغسطس القادم.

 

أما بالنسبة للأوروبيين، فلا يبدو أن رحيل الأسد يشكل أولوية بالنسبة لهم، وحسب ما تكرر مصادرهم، فإن “ما يهم هو عدم إنهيار الدولة السورية، والشروع بعملية سياسية بقيادة السوريين أنفسهم”.

واشارت المصادر الأوروبية الى أن المسؤولين في بروكسل وفي العواصم المختلفة يفتحون قنوات حوار مع الجميع من أجل تقريب وجهات النظر ودعم جهود الأمم المتحدة لايجاد حل سياسي تفاوضي للصراع.

 

وكان الاتحاد الأوروبي تعهد، منذ بدء الصراع، بالعمل على الملف الإنساني ودعم العملية السياسية في سورية، والمساهمة في إعادة اعمار البلاد.

 

السعودية: الوقت يدنو للتفكير “بخطة بديلة” لحل الازمة السورية

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في فيينا إن الوقت قد يكون يقترب للتفكير باعتماد “بدائل” لتسوية الازمة السورية اذا رفض الرئيس السوري بشار الاسد الامتثال للجهود المبذولة لتثبيت وقف لاطلاق النار يشمل كل الاراضي السورية.

وقال الجبير للصحفيين عقب انتهاء مؤتمر فيينا لاصدقاء سوريا “نحن نعتقد بأننا كان يجب ان ننتقل الى خطة بديلة منذ زمن طويل.”

واضاف “ان خيار الانتقال الى خطة بديلة تتضمن تسليح المعارضة السورية هو خيار بيد نظام بشار بشكل كامل، فاذا رفض النظام الالتزام بما يقرره المجتمع الدولي علينا التفكير بالخطوات الاخرى التي ينبغي اتخاذها.”

في غضون ذلك، وعلى الصعيد الميداني، قتل 50 مسلحا على الاقل ومدنيان يوم الثلاثاء في اشتباكات اندلعت بين فصائل معارضة الى الشرق من العاصمة السورية دمشق، حسبما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.

وقال المرصد إن الاشتباكات التي اندلعت منذ 3 اسابيع كانت بين جيش الاسلام وهو جزء من هيئة المفاوضات العليا التابعة للمعارضة من جهة وفصيلي فيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة اخرى.

واندلعت الاشتباكات بين الجانبين اواخر شهر نيسان / ابريل الماضي.

 

المهربون جمعوا “6 مليارات دولار” من المهاجرين إلى أوروبا في 2015

أفادت تقارير الشرطة الدولية (إنتربول) والشرطة الأوروبية (يوروبول) بإن مهربي البشر إلى أوروبا جنوا 6 مليارات دولار عام 2015.

وقالت التقارير إن 9 من 10 مهاجرين إلى أوروبا عام 2015 اعتمدوا على “تسهيلات وخدمات”، تعرضها شبكات من المجرمين في مختلف السبل، ويتوقع أن يكون المقابل أغلى هذا العام.

فقد دخل نحو مليون مهاجر إلى الاتحاد الأوروبي عام 2015، أغلبهم دفع من 3 آلاف إلى 6 آلاف يورو، وبالتالي فإن معدل جملة ما دفعوه للمهربين هو ما بين 5 و6 مليارات دولار.

وتنقل هذه الأموال نقدا عبر الحدود، ويتم غسلها وإدخالها في الاقتصاد القانوني، في شركات بيع السيارات والمتاجر والمطاعم وشركات نقل المسافرين.

وغالبا ما يكون المهربون من بلد المهاجرين، ولكنهم يحملون حق الإقامة في الاتحاد الأوروبين أو جواز سفر من دول الاتحاد.

وتوضح التقارير أن شبكات المهربين تضم في تشكيلتها البسيطة قادة الشبكات الذين ينسقون النشاط، وطريق التهريب، ومنظمين يشرفون على العمل محليا، من خلال اتصالاتهم الشخصية، ومسهلين بسطاء يساعدون المنظمين في البحث عن الراغبين في الهجرة.

ويحدث أن يتلقى مسؤولون رشا مقابل غض الطرف عن مرور سيارات عبر الحدود أو قوارب في البحر، لأن تهريب البشر يدر أموالا طائلة.

وحددت التقارير 250 نقطة للتهريب، وغالبا ما تكون محطات قطارات أو مطارات أو محطات حافلات، 170 منها داخل الاتحاد الأوروبي، و80 خارج الاتحاد.

ولا يشير معدو التقارير إلى نزاعات بين المهربين، ولكن الشبكات الكبرى سيطرت على المجموعات الصغيرة، واحتكرت النشاط.

وخاطر أغلب المهاجرين في عام 2015 بحياتهم في قوارب عبر البحر المتوسط من تركيا وليبيا، ثم أكملوا سافرهم برا.

ولا يزال 800 ألف في ليبيا ينتظرون فرصة الهجرة، حسب التقارير.

وتقول التقارير إن تعزيز الرقابة يجعل الطريق الجوي أكثر جذبا، بمنح المهاجرين وثائق مزورة، ثم استرجاعها منهم بعد الوصول.

وتنبه التقارير إلى أن طرق تهريب البشر قد تستعمل أيضا لتهريب المخدرات والأسلحة، وهناك مخاوف من أن يستعمل المتشددون طريق تهريب البشر، للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.

ولكنها يؤكد أنه لا توجد إثباتات على أن الجماعات المشتددة اعتمدت أو نسقت نشاطها مع المجموعات الإجرامية.

 

فرنسا: القوى الكبرى تريد استئناف محادثات السلام السورية في يونيو

فيينا (رويترز) – قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو يوم الثلاثاء إن القوى الكبرى اتفقت على الدفع باتجاه استئناف محادثات السلام السورية في جنيف بحلول بداية يونيو حزيران إذا أمكن ذلك.

 

وأضاف للصحفيين “يبقى الهدف هو العملية السياسية. نريد من ستافان دي ميستورا (مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا) أن يجمع المفاوضين في أقرب وقت ممكن وحددنا لأنفسنا هدفا وهو بداية يونيو إن أمكن.”

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير ملاك فاروق)

 

التشاؤم يخيم على محادثات تهدف لإنقاذ عملية السلام في سوريا

من جون إيريش وسليمان الخالدي

فيينا/عمان (رويترز) – سعت القوى العالمية الكبرى إلى عقد محادثات يوم الثلاثاء لإعادة فرض وقف إطلاق النار في سوريا وضمان وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة وسط انقسام كبير بين موسكو وواشنطن بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد فيما يجتاح العنف أنحاء البلاد.

 

ويهدف المؤتمر المنعقد في فيينا بمشاركة 17 دولة تساند طرفي الصراع إلى إقناع الفصائل المسلحة وقادة المعارضة باستئناف المفاوضات مع الحكومة.

 

واستبعد مسؤولون ودبلوماسيون أن تسفر المحادثات -التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وإيران وقوى أوروبية وشرق أوسطية- عن قرارات مهمة يمكن أن تغير مسار الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات والتي أزهقت أرواح أكثر من ربع مليون شخص.

 

وعصف تصاعد القتال في حلب -أكبر مدن سوريا قبل الحرب- بوقف جزئي للأعمال القتالية بدأ سريانه منذ فبراير شباط برعاية واشنطن وموسكو. وسمحت الهدنة بعقد محادثات سلام غير مباشرة توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف.

 

وانهارت هذه المحادثات الشهر الماضي بعد أن انسحبت المعارضة بسبب تصاعد سفك الدماء. ويأمل مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في إطلاق جولة جديدة من المحادثات بين طرفي الصراع بنهاية مايو أيار.

 

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد المحادثات إن الولايات المتحدة وروسيا ستساعدان في تحديد المسؤول عن انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا.

 

وتابع “أعربت الولايات المتحدة وروسيا عن استعدادهما لتحقيق تقدم على المستوى الفني لتحديد من هو المسؤول عن خرق وقف إطلاق النار.”

 

وقال دبلوماسي غربي بارز مشارك في المحادثات “نحتاج لأن يطرح الضامنان لوقف إطلاق النار -روسيا والولايات المتحدة- شيئا من شأنه إقناع المعارضة بأن هذه العملية تستحق العناء.”

 

وأضاف “من المحزن أنني لا أستشعر حدوث ذلك وأخشى أن تحاول الولايات المتحدة فرض نص مفرط في التفاؤل لكن تنفيذه غير ممكن.”

 

وتهدف محادثات جنيف إلى وضع نهاية للحرب التي فجرت أسوأ أزمة للاجئين في العالم وسمحت بصعود تنظيم الدولة الإسلامية وتورطت فيها قوى عالمية وإقليمية.

 

وتصر واشنطن على رحيل الأسد لكن الرئيس السوري المدعوم من موسكو وطهران يواصل القتال ويرفض التنحي.

 

*المساعدات والإمدادات

 

قال مسؤول غربي إن الاجتماع الذي يرأسه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف يركز أكثر على الأمور اللوجيستية المتعلقة بتوسيع نطاق اتفاق “وقف الأعمال القتالية” وتنفيذه وزيادة توصيل المساعدات التي تم منع دخولها إلى بعض المناطق.

 

وقالت الأمم المتحدة هذا الشهر إن الحكومة السورية -التي مالت كفة الحرب لصالحها منذ التدخل العسكري الروسي- ترفض مطالبها بتسليم المساعدات لمئات الآلاف من الأشخاص.

 

ووصف دبلوماسي آخر المحادثات بأنها جادة وقال إن من بين القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال وقف العنف بطريقة تفصل بنجاح جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية عن مقاتلي المعارضة.

 

وقال شتاينماير قبل المحادثات “يجب أن نجد سبيلا للعودة إلى العملية السياسية … الأمر يتعلق بتحسين الظروف لوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية حتى ترضى المعارضة بالتفاوض مع النظام في جنيف.”

 

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل تيار المعارضة الرئيسي إنها لن تستأنف المحادثات حتى يتم إحراز تقدم ملحوظ على الأرض.

 

وعبر أسعد الزعبي كبير مفاوضي الهيئة عن تشككه فيما يمكن أن تحرزه محادثات فيينا وقال لرويترز إن المعارضة اعتادت أن يأخذ وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي العالم إلى جهة غير معلومة وأضاف أنهما يعملان ضد “الشعب السوري” وليس لصالحه.

 

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات انسحبت من محادثات جنيف. وردا على سؤال عما إذا كانت الهيئة ستشارك في جولة جديدة من المحادثات قال الزعبي إن الهيئة أوضحت أنه لن تكون هناك مفاوضات ما لم تصل المساعدات إلى الجميع وما لم يتم رفع الحصار عن المناطق المحاصرة وما لم يتم تطبيق الهدنة.

 

ويحاول دي ميستورا الوفاء بمهلة تنتهي في الأول من أغسطس آب لتشكيل سلطة انتقالية للبلاد تقود إلى انتخابات خلال 18 شهرا وفقا لقرار أصده مجلس الأمن الدولي في ديسمبر كانون الأول.

 

* مصير الأسد

 

يقول دبلوماسيون إن فشل الإدارة الأمريكية في إقناع موسكو بضرورة رحيل الأسد أصاب الأوروبيين والعرب بخيبة أمل من تهميشهم في جهود إنهاء الحرب.

 

ويتساءل بعض الدبلوماسيين والمحللين ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أخطأت في فهم رغبة روسيا الإبقاء على الأسد في السلطة.

 

وخلال الأسابيع المنصرمة قتل عدة مئات من المدنيين في ضربات جوية وقصف للمعارضة في محافظة حلب وحدها بينما تواصل القتال في مناطق أخري من بينها إدلب ودير الزور ومناطق حول دمشق.

 

وبينما تجري المحادثات قال مقاتلو ومسؤولو المعارضة السورية في مدينة محاصرة على مشارف دمشق إن القوات الحكومية تستعد لشن هجوم عليها بعد أن رفضت دخول قافلة مساعدات إلى المدينة الأسبوع الماضي.

 

ولم تشهد داريا -التي تقع قرب قاعدة جوية كبيرة على بعد بضعة كيلومترات من قصر الرئيس السوري بشار الأسد- أعمال عنف تذكر منذ بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا في نهاية فبراير شباط.

 

لكن مع تهاوي الهدنة سريعا في أنحاء سوريا بدأت القوات الحكومية قصف المدينة يوم الخميس بعد أن رفضت دخول أول قافلة مساعدات متجهة لداريا. ويقول سكان المدينة إنهم على شفا المجاعة.

 

وتعاني داريا -التي طفا اسمها على السطح بعد احتجاجات سلمية في الأيام الأولى للانتفاضة على حكم الأسد- من الحصار والقصف المستمر منذ 2012.

 

وقال أبو سامر المتحدث باسم لواء شهداء الإسلام إن أعدادا كبيرة من القوات الحكومية تتحرك من المطار ومن بلدة أشرفية صحنايا إلى الجنوب.

 

وأضاف أنهم يستعدون لصد الهجوم لكن أكثر ما يخشونه هو مصير المدنيين المحاصرين في داريا الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء.

 

ونفى مصدر عسكري سوري روايات المعارضة عن نشر قوات حكومية وقال إن شيئا لم يتغير على الأرض.

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

المتطوعون الإيرانيون للقتال في سوريا: “لولا الأوامر لذهبنا بالملايين

ليست قضية الضلوع العسكري الإيراني المباشر في الحرب السورية بخافية على المتابعين المهتمين بالشأن السوري أو صناع القرار في دول الإقليم والعالم. لكن الحسابات السياسية فرضت دائماً على طهران تجنب تأكيد أو نفي أخبار تواجد قواتها على الأراضي السورية وألزمتها خطاباً تدرّج من “الدعم السياسي” إلى “الدعم الاستراتيجي” إلى “وجود مستشارين فقط” إلى “إرسال قوات النخبة” لتدريب جنود الرئيس بشار الأسد.

ورغم أن السياسة ذاتها كان “حزب الله” قد استخدمها في تدخله العسكري في سوريا كذلك، سياسة عدم التأكيد وعدم النفي التي تستخدمها إسرائيل أيضاً في الضربات الجوية التي تنسب لها، إلا أن الحزب اعترف علناً فيما بعد، بخلاف الإيرانيين، بتواجد قواته العسكرية التي تقاتل فعلياً ولا ينحصر دورها في تقديم الاستشارات. وباتت الأجهزة الإعلامية التابعة للحزب، ولاحقاً الإعلام الإيراني الرسمي، تنقل صراحة مشاهد وصول جثامين مقاتليها الذي قضوا في الحرب السورية ويقدرون بالمئات.

 

ما حصل بالنسبة لحقيقة وجود المقاتلين في سوريا حصل كذلك بالنسبة لأسباب وجودهم هناك وكلاهما يذكر بنكتة “غلاية الماء” التي استخدمها فرويد في تبيان المنطق الغريب للأحلام. الجمهورية الإسلامية والحزب اللبناني انطلقا من قضية الدفاع عن “نظام يحارب إسرائيل” إلى “نظام يقاوم الولايات المتحدة” وانتهت إلى “الدفاع عن المقدسات الشيعية” مع تنويعات متجددة تفرضها طبيعة المعارك كـ”الدفاع عن لبنان” في القلمون وعرسال وغيرها. وهذا، رغم التقارب، أحد أهم الفروقات بين المسألتين: لا يمكن إخفاء التواجد العسكري إلى الأبد في وقت يزداد فيه الطلب عليه مع تراجع قوات الأسد، لكن بالمقابل فإن أسباب إرسال المقاتلين يمكن أن تختلف بحسب المتلقي.

 

في مقابلة حديثة نادرة من نوعها، نشرت “فورين بوليسي” تقريراً طويلاً أعدته الصحفية كريستين ديلي من إيران حول المتطوعين الكثر في الحرب السورية. أبطال القصة هم أصغر أبياري (59 عاماً) وابنه عباس (24 عاماً)، المقاتلان في ميليشيا الباسيج، و”حسين” المتطوع في “لواء الفاطميون”. طموح أبياري وعباس في “الدفاع عن المقدسات” واجه عقبة التعليمات الصارمة من القيادة الإيرانية التي تمنع ذهاب أكثر من رجل واحد من كل عائلة، غير أن عباس سيخالف والده بطرح نفسه متطوعاً ومن ثم “الفوز” بالقتال ضمن مجموعة ضمّت 500 شخص أرسلت إلى قرى حلب الشيعية.

 

بعد الفوز بفرصة القتال سيتمكن عباس من “الفوز بالشهادة”، فقد جُرح أولاً في 10 كانون الثاني/يناير 2016 خلال معارك خان طومان ثم قُتل في قصف استهدف العربة التي نقلته مع آخرين إلى المستشفى. وكان تحالف من الفصائل الإسلامية المقاتلة يضم “جبهة النصرة” قد قتل 13 من “المستشارين الإيرانيين” وأسر 5 وجرح 21 في خان طومان مطلع أيار/مايو 2016.

 

على الرغم من تزايد أعداد الضحايا الإيرانيين، لم يواجه الحرس الثوري أي مشكلة في تعبئة المقاتلين، بحسب الضابط في الباسيج الحاج مهدي الذي قاد وحدة من 230 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 21 و60 سنة قاتلوا قرب حلب. الحاج مهدي قال لـ”فورين بوليسي” أنه كان يستيقظ صباحاً خلال إجازته في طهران ليجد يومياً صفاً طويلاً من المتطوعين أمام باب منزله بانتظار فرصة القبول. لكن ذلك متعذر بسبب أوامر خامنئي “الصارمة” التي تلزم بانتقاء ذوي الخبرة أو المهارات المتخصصة للذهاب إلى سوريا. لولا ذلك، يضيف الحاج، لكنت رأيت “المقاتلين بالملايين”.

 

حسين، جندي الباسيج من طهران والبالغ من العمر 30 عاماً، هو أحد المقاتلين الذي نجحوا في الالتفاف على أوامر “المرشد الأعلى” والالتحاق بمليشيا “لواء الفاطميون” المكون أساساً من الأفغان والذي بدأ نشاطه في سوريا مطلع 2012 وقاده الأفغاني علي رضا توسلي (54 عاماً) المعروف بصلاته القوية بالحرس الثوري حتى مقتله في درعا في شباط/فبراير 2015.

 

تمكن حسين من الانضمام للمليشيا بفضل صديقه مصطفى زاده (29 عاماً). بعد أن رفض التحاقه بفيلق القدس عام 2013 سافر زاده إلى مشهد وحصل على أوراق هوية أفغانية وبدأ القتال في صفوف “الفاطميون” حتى أصبح قائد كتيبة واعتمد الاسم الحركي “السيد إبراهيم” قبل أن يقتل هو الآخر في تشرين الأو/أكتوبر 2015 في حلب ويحظى بنعوة خاصة من قاسم سليماني.

 

منذ أيلول/سبتمبر عام 2015، قتل أكثر من 280 جندي إيراني في سوريا، وفقاً لتقرير نقلته “فورين بوليسي” عن مؤسسة استشارية مستقلة تتابع تقارير وسائل الإعلام عن الضحايا من الإيرانيين. ووفقاً لبعض التقارير الأخرى، فقد قتل ما لا يقل عن 700 من الإيرانيين في سوريا منذ بداية “البعثة الاستشارية” عام 2012.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى