أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 17 تشرين الأول 2017

روسيا تريد تسوية عاجلة لسورية … مع احتضار «داعش»

الناصرة – أسعد تلحمي؛ لندن -»الحياة»

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن «تنظيم داعش» يحتضر في سورية، موضحاً بعد لقاء مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال زيارة إلى إسرائيل أمس، أن «العملية ضد الإرهابيين في سورية تقترب من نهايتها»، ما يستلزم إيجاد حلول عاجلة في سورية. وتزامنت زيارة شويغو مع شن طائرات حربية إسرائيلية غارة استهدفت بطارية للدفاع الجوي في موقع شرق دمشق، بعد إطلاق صاروخ أرض- جو على طائرة إسرائيلية في الأجواء اللبنانية صباح أمس. وواصلت القوات النظامية السورية و «قوات سورية الديموقراطية» أمس، تقدمها أمام «داعش» في كل من دير الزور والرقة .

وقال شويغو خلال لقاءه مع ليبرمان أمس: «أرغب في مناقشة كل ما يتعلق بسورية في شكل خاص، العملية هناك تقترب من نهايتها». وزاد: «هناك جوانب عدة تتطلب إيجاد حل عاجل لها ومناقشة آفاق تطور الوضع في سورية في المستقبل». وشدد شويغو على أن الموضوع الرئيس لمحادثات الجانبين يتمثل في مكافحة الإرهاب والوضع في المنطقة، محذراً من أن «تنامي النشاط الإرهابي يتطلب وحدة المجتمع الدولي في مكافحة هذا الشر».

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «أغارت مقاتلاتنا على بطارية للدفاع الجوي في موقع رمضان شرق دمشق، بعد إطلاقها صاروخ أرض- جو على طائرة لنا في الأجواء اللبنانية» صباح أمس، موضحاً في تغريدة أخرى ألا رغبة لدى إسرائيل بالتصعيد. ووفق بيان الجيش الإسرائيلي، فإن الطائرات الإسرائيلية عادت إلى قواعدها بسلام، إلا أن الجيش السوري أعلن في بيان، أن قوات الدفاع الجوي تصدّت للطيران الإسرائيلي وأصابت إحدى طائراته في شكل مباشر. وحذر البيان السوري من «التداعيات الخطرة لمثل هذه المحاولات العدوانية المتكررة من جانب إسرائيل».

ميدانياً، واصلت «قوات سورية الديموقراطية» معارك هي الأعنف، في إطار هجومها الأخير على تنظيم «داعش» المتحصن في جيوب بمعقله السابق في الرقة. وقال قائد ميداني إن القوات تنفذ «عمليات تطهير» لمواقع «داعش» في الرقة، ومن المتوقع أن تسيطر على المدينة خلال ساعات الليل. لكن إلهام أحمد الزعيمة السياسية في «قوات سورية الديموقراطية» قالت أمس، إنها تتوقع الإعلان عن انتهاء الحملة ضد التنظيم المتشدد في الرقة في غضون ساعات أو أيام.

من جهة أخرى، قال الناطق باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة الكولونيل رايان ديلون، إنه لا يمكن تحديد إطار زمني للعملية، متوقعاً تكثيف الغارات. وزاد: «ما زلنا نتوقع قتالاً صعباً في هذا الجيب الأخير».

كما أطبقت القوات النظامية السورية وحلفاؤها أمس، على عناصر «داعش» في حيّين على الضفة الغربية لنهر الفرات في مدينة دير الزور. وذكر «الإعلام الحربي المركزي» التابع لـ «حزب الله» أن القوات النظامية «تستعيد السيطرة على بلدة الحسينية شمال دير الزور، وتحكم الطوق على ما تبقى من فلول داعش داخل بعض أحياء المدينة». ومع التقدم الأخير للقوات النظامية في الأحياء الشمالية للمدينة، بات وجود «داعش» في دير الزور غرب الفرات يقتصر على حيي الصناعة والحميدية فقط.

إلى ذلك، أفادت مصادر في المعارضة السورية بأن فصيل «هيئة تحرير الشام» الذي تنضوي تحته «جبهة النصرة»، سلّم الجيش التركي مطار تفتناز العسكري، ثاني أكبر قواعد للمروحيات العسكرية في ريف إدلب الشمالي الشرقي. ووفقاً لناشطين سوريين ومواقع معارضة، فإن «جبهة النصرة» سلّمت الجيش التركي في الـ14 من الشهر الجاري المطار من دون حدوث أي اشتباكات.

 

«قوات سورية الديموقراطية» تهزم «داعش» في الرقة

الرقة (سورية) – رويترز

قالت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة إنها هزمت تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في معقله السابق الرقة اليوم (الثلثاء)، ورفعت رايتها داخل استاد الرقة آخر موقع للتنظيم في المدينة بعد معركة دامت أربعة أشهر.

وقالت القائدة في حملة الرقة روجدا فلات إن القتال انتهى، ولكن التحالف يطهر الاستاد من الألغام وأي متشددين ما زالوا مختبئين.

وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» طلال سلو إن الإعلان الرسمي عن الانتصار في الرقة سيصدر قريباً.

ويرمز سقوط مدينة الرقة لانهيار مكاسب تنظيم «داعش». وكان التنظيم يخطط لهجماته في الخارج من مدينة الرقة.

وخسر التنظيم المتشدد مساحات من الأراضي في سورية والعراق العام الجاري بما في ذلك الموصل في العراق، وفي سورية تقهقر إلى قطاع من وادي الفرات ومناطق صحراوية محيطة.

وكانت «قوات سورية الديموقراطية» تقاتل التنظيم داخل الرقة منذ حزيران (يونيو) الماضي.

وقال شاهد إن مقاتلي «قوات سورية الديموقراطية» احتفلوا في الشوارع ورددوا هتافات من مركباتهم ورفعوا رايتهم داخل استاد الرقة.

وشبك بعض المقاتلين والقادة من «قوات سورية الديموقراطية» أذرعهم وهم يبتسمون في ساحة عامة مليئة بالأنقاض والمباني المهدمة.

وأنزلت «قوات سورية الديموقراطية» راية تنظيم «داعش» السوداء من فوق المستشفى الوطني قرب الاستاد.

وقال الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل رايان ديلون: «نعلم أنه ما زالت هناك عبوات ناسفة بدائية الصنع وألغام في المناطق التي كان تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر عليها ذات يوم ومن ثم فان قوات سورية الديموقراطية ستواصل تطهير هذه المناطق بحرص».

وفي إشارة إلى أن معركة الرقة في مراحلها الأخيرة، قال ديلون إن قوات التحالف لم توجه أي ضربات جوية هناك أمس.

 

«سورية الديموقراطية» تبدأ تطهير معاقل «داعش» الأخيرة في الرقة

لندن – «الحياة»

تخوض «قوات سورية الديموقراطية» المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، معارك هي «الأقوى» في إطار هجومها الأخير على تنظيم «داعش» المتحصن في جيوب في معقله السابق في مدينة الرقة.

وقال قائد ميداني في «سورية الديموقراطية» إن القوات تنفذ «عمليات تطهير» ضد مواقع «داعش» في مدينة الرقة ومن المتوقع أن يسيطر على المدينة ليل الاثنين- الثلثاء. لكن إلهام أحمد الزعيمة السياسية في «قوات سورية الديمقراطية» قالت أمس، إنها تتوقع الإعلان عن انتهاء الحملة ضد التنظيم المتشدد في الرقة في غضون ساعات أو أيام.

من ناحيته، قال الناطق باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة الكولونيل رايان ديلون أمس، إنه لا يمكنه تحديد إطار زمني للعملية.

ويساند التحالف «سورية الديموقراطية» على الأرض بمعلومات استخبارية وضربات جوية ومستشارين عسكريين.

وقال ديلون: «نفذنا بعض الضربات في الساعات الأربع والعشرين الماضية لكنني أتوقع أن تتكثف سريعاً مع تقدم قوات سورية الديموقراطية إلى المناطق الأخيرة المتبقية في المدينة».

وكانت الرقة أول مدينة سورية كبيرة تقع في يد التنظيم المتشدد خلال اجتياحه لمناطق من سورية والعراق في 2014 وأصبحت مركزاً للعمليات الخاصة بالهجمات في الخارج وشهدت بعضاً من أسوأ هجمات التنظيم.

وسمعت مراسلة «فرانس برس» في غرب الرقة أمس أصوات قذائف مدفعية متفرقة كما شاهدت أعمدة دخان سوداء تتصاعد في المدينة.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد خروج نحو ثلاثة آلاف مدني فضلاً عن عشرات المقاتلين المحليين في صفوف التنظيم المتطرف من المدينة، بموجب اتفاق بوساطة وجهاء عشائر. ويقدر عدد عناصر «داعش» المتبقين بنحو 300 يتواجدون في نحو عشرة في المئة من مساحة المدينة.

وقالت الناطقة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد لـ «فرانس برس» عبر الهاتف: «تخوض قوات سورية الديموقراطية حالياً معارك هي الأقوى في مدينة الرقة»، مشيرة إلى أنه «من خلال هذه المعركة سيكون إنهاء الوجود الداعشي، وهذا بحد ذاته يعني إما موت داعش أو استسلامه، أي القضاء عليه».

وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أول من أمس بدء هجوم أخير لإنهاء وجود التنظيم في الرقة، حيث لا يزال يتحصن في مواقع عدة بوسط وشمال المدينة كما في الملعب البلدي والمستشفى الوطني.

وأوضحت شيخ أحمد أن «عناصر داعش المتبقين يقاومون»، مشيرة إلى أن المواقع التي يسيطرون عليها «محصنة ومزروعة بألغام كثيفة».

وفي إطار معارك مستمرة منذ السادس من حزيران (يونيو) في مدينة الرقة، باتت «قوات سورية الديموقراطية» تسيطر على تسعين في المئة منها، فيما «تدور المعارك في المساحة المتبقية» التي تتضمن أحياء في وسط وشمال المدينة بينها البدو (وسط) والأندلس (شمال).

ومنذ إعلانها المرحلة الأخيرة من المعركة، حققت «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً، وتمكنت أول من أمس من استعادة حي البريد (شمال غرب)، وفق شيخ أحمد التي أشارت إلى أن القوات تسعى إلى «تحرير حيي الأندلس والمطار» (شمال).

وفي المدينة، أفادت مراسلة «فرانس برس» عن دمار كبير في محيط المستشفى الوطني حيث تمركز عناصر «داعش» واتخذوا من المدنيين دروعاً بشرية.

وقال المقاتل في صفوف «قوات سورية الديموقراطية» شورش حلب (22 سنة) لـ «فرانس برس»: «تمشط قواتنا المنطقة حالياً لكنها لم تدخل المستشفى حتى الآن»، مشيراً إلى أنه لم يعد باستطاعة التنظيم استخدام المدنيين كدروع بشرية.

وغابت أمس المشاهد المعتادة لمدنيين يفرون من الرقة، وفق مراسلة «فرانس برس» في المدينة.

وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» طلال سلو: «خرج أكثر من ثلاثة آلاف مدني مساء السبت إلى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سورية الديموقراطية بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر، ومقاتلين محليين من تنظيم داعش».

وقاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة الأسبوع الماضي محادثات لضمان خروج المدنيين.

وخرج بموجب الاتفاق أيضاً 275 شخصاً بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وأفراد من عائلاتهم.

وباتت مدينة الرقة «خالية تماماً من المدنيين الذين اتخذهم داعش دروعاً بشرية»، وفق سلو.

ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار، وبقي الآلاف محاصرين في آخر جيب يسيطر عليه التنظيم، وغالبيتهم تحولوا إلى دروع بشرية لـ «داعش».

وتضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب أيضاً من مدينة الرقة، إلا أن مسؤولين محليين أكدوا عدم مغادرة أي منهم.

وأوضح سلو أنه لا يزال هناك نحو «250 إلى 300 إرهابي أجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم أفراد من عائلاتهم» في الرقة.

وكان «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سورية الديموقراطية، أكد مرات عدة أن المقاتلين الأجانب ممنوعون من مغادرة الرقة.

وقال الناطق باسم التحالف ريان ديلون أمس لـ «فرانس برس»، إن الغارات توقفت على الرقة خلال المحادثات.

وأوضح: «الآن بعد انتهاء الإجراءات واستئناف قوات سورية الديموقراطية لهجومها في المدينة، أتوقع تكثيف الغارات».

ورفض ديلون تحديد مهلة لتحرير المدينة، موضحاً: «ما زلنا نتوقع قتالاً صعباً في هذا الجيب الأخير».

ولدى سؤاله إن كان التحالف سيستهدف القافلة التي تقل عناصر «داعش»، قال ديلون: «لن نقصف قافلة تضم عائلات أو مدنيين».

ولن تكون خسارة التنظيم الوشيكة للرقة سوى واحدة من هزائم ميدانية عدة مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سورية والعراق اللتين أعلن فيهما ما اسماه «الخلافة الإسلامية» في عام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة تمتد على جانبي الحدود بينهما.

 

عون يريد حلاً لأزمة النازحين السوريين

(بيروت – «الحياة»

حذّر الرئيس اللبناني ميشال عون «من تداعيات أي انفجار قد يحصل في لبنان، في حال تعذّر حل الأزمة في سورية وعودة النازحين إليها، لأن نتائجه لن تقتصر على لبنان فقط، بل قد تمتد إلى دول كثيرة»، مشيراً إلى «وجود مناطق سورية باتت آمنة تستطيع أن تستوعب جزءاً من النازحين في لبنان»، فيما اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري من روما، حيث التقى نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني، أن «التدخلات في الشؤون الداخلية العربية غير مقبولة، وأن على إيران أن تلعب دوراً إيجابياً، وألا تساهم في الإخلال بالاستقرار» (للمزيد).

ووجّه عون رسائل إلى رؤساء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية التي التقى سفراءها أمس، مشدداً على معالجة لبّ أزمة النزوح وتداعياتها وعدم ربط عودة النازحين بالتوصل إلى حل سياسي في سورية. ونقل المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية عن عون قوله للسفراء: «كلما طالت مدة الأزمة السورية، تحوَّل ذلك سبباً لخلافات داخلية، حيث تظهر التباينات في الآراء حوله (النزوح السوري) وتتطور إلى خلاف حول الإجراء الذي سنتخذه لإعادتهم».

ورأى عون أنه «أصبح لزاماً على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بذل الجهود وتوفير الشروط الملائمة لعودة آمنة للنازحين إلى بلدهم»، مؤكداً أن «التعامل معنا بتعابير جيدة تكتفي بشكرنا لاستضافة النازحين لم يعد كافياً». كما عبّر عن خشيته من «ألا يتمكن لبنان من تحمّل أزمة النزوح أكثر مما تحمّله حتى اليوم». وقال: «لسنا مسؤولين عن الحرب في سورية، فلماذا نتحمّل نتائجها؟».

وكان الحريري قال لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية: «أكبر خطأ سيكون ترك الأسد في القيادة، هذا أمر غير ممكن. يمكن التفكير بمرحلة انتقالية أو حلول أخرى، لكن عليه أن يذهب». وأمل «في خضم المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، أن نتفادى أي تداعيات سلبية على بلدنا».

وجاءت مواقف عون والحريري في ظل تلبد الأجواء السياسية حول السياسة الخارجية والسجال حولها بين وزيري الداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل، وبين الأخير وبين نواب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» و «اللقاء النيابي الديموقرطي» برئاسة وليد جنبلاط، أثارتهم تصريحات باسيل حول مصالحة الجبل، حين اعتبر أنها لم تتم بالعودة السياسية لمهجّري الحرب اللبنانية. وكان المشنوق انتقد إعطاء باسيل تعليمات بتصويت لبنان للمرشح القطري لإدارة «اليونيسكو» الجمعة الماضي، مقابل المرشحة المصرية، وفق أنباء نُشرت في هذا الصدد.

وتُضاف هذه الخلافات إلى تباينات علنية بين عون والحريري وفريق كل منهما وحلفائهما، حول مسألة التواصل مع الحكومة السورية من أجل إعادة النازحين، لتعكس افتراقاً جذرياً في الخيارات الخارجية بين أركان التسوية السياسية التي أتت بعون رئيساً، على رغم أن الحريري كان كرّر في روما قوله: «قرّرنا معاً أن نضع خلافاتنا جانباً، ونعمل سوية على الأمور الكبيرة أو الصغيرة التي يمكنها خدمة لبنان»، في حديثه عن وجوده و «حزب الله» كحليف لإيران، معاً في الحكومة التي يرأسها.

ويُنتظر أن ينعكس السجال حول القضايا الخلافية خلال الجلسة النيابية المنتظر عقدها اليوم على مدى 3 أيام لمناقشة مشروع موازنة العام الحالي وإقراره. وهي المرة الأولى التي يقر فيها البرلمان موازنة سنوية بعد انقطاع دام أكثر من 11 سنة، نتيجة الخلافات السياسية على مدى السنوات السابقة.

 

بغداد تستعيد كركوك وتصد «حلم الانفصال»

بغداد – «الحياة»

فرضت القوات العراقية وفصائل «الحشد الشعبي»، سيطرتها أمس على كركوك بسهولة، وأنزلت علم كردستان عن مبنى المحافظة، بعد ليلة طويلة من الترقب، وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي القضاء على «حلم الانفصال» عن البلاد، فيما شهدت الطرق إلى مدينتي أربيل والسليمانية موجة نزوح كبيرة للسكان، وسط اتهامات بـ «الخيانة» بين الأحزاب الكردية (للمزيد).

وفيما رحبت إيران بالعملية، أعلنت تركيا إغلاق مجالها الجوي إلى كردستان، مؤكدة أنها ستسلم المعابر الحدودية إلى السلطة المركزية، ودعا الجيش الأميركي بغداد وأربيل إلى عدم التصعيد، ورفض الناطق باسم وزارة الدفاع الكولونيل روبرت مانينغ تأكيد أو نفي قطع الدعم العسكري والتدريب عن القوات العراقية في حال نشوب صراع كبير. وقال: «سنبحث كل الخيارات… ونحض الطرفين على الحوار».

وكانت أرتال من قوات مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الاتحادية و «الحشد الشعبي»، تقدمت بعد منتصف ليل الأحد– الإثنين، باتجاه كركوك من محاور عدة لتفرض سيطرتها بعد ساعات قليلة على آبار النفط والمطار، كما سيطرت صباح أمس على مبنى المحافظة وأنزلت العلم الكردي.

وتمت العملية من دون مواجهة تذكر بعد انسحاب «البيشمركة»، خصوصاً تلك التابعة لحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» من مواقعها، لتخلي الطريق أمام تقدم القوات الاتحادية، ما أثار موجة من اللغط والاتهامات المتبادلة بين «الاتحاد» والحزب «الديموقراطي»، بزعامة رئيس كردستان مسعود بارزاني. وقالت النائب الكردية في البرلمان الاتحادي آلا طالباني: «لسنا مستعدين لأن نبذل نقطة دم واحدة من أجل مصالح فردية»، في إشارة إلى بارزاني.

وتشير العملية وتوقيتها إلى فشل جهود قادها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لإيجاد حل للأزمة، في موازاة فشل جهود أميركية في إقناع بارزاني بحلٍ من ثلاث نقاط، يتضمن إشراك المحكمة الاتحادية في إيجاد حل لمسألة الاستفتاء على الانفصال، وإدارة مشتركة للمنافذ الحدودية والمناطق المتنازع عليها، وسقف زمني جديد لتطبيق المادة 140 من الدستور. وأكد مطلعون على أجواء الاجتماع الذي حضر جانباً منه قائد «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني، أن خلافات حادة نشبت بين حزب «الاتحاد الوطني» وحزب بارزاني، لم يخففها بيان توافقي نُشر بعد الاجتماع.

وكرست وسائل إعلام مقربة من بارزاني تغطياتها طوال أمس لاتهام عائلة الرئيس الراحل جلال طالباني وقوات «البيشمركة» التابعة له، ويطلق عليها اسم «القوة 70»، بالخيانة وعقد اتفاق سري مع الحكومة وإيران لتسليم كركوك، فردّ قياديون في «الاتحاد» بينهم لاهور طالباني، ابن أخي الرئيس الراحل الذي يحتل مركزاً أمنياً مرموقاً في السليمانية، بالقول إنه «لا يعترف ببارزاني رئيساً للإقليم، وإن الأكراد لن يسيلوا الدماء دفاعاً عن كرسيه»، ودعت حركة «التغيير» إلى تشكيل حكومة إنقاذ في كردستان للسيطرة على الموقف.

لكن خريطة الأحداث وشهادات أهالي كركوك تؤكد أن القوات التابعة لبارزاني انسحبت أيضاً في التوقيت ذاته، ما أطلق تكهنات بوجود اتفاق ضمني لتجنب خوض حرب في هذه المرحلة، خصوصاً أن الموقف الأميركي أيّد ضمناً تحرك بغداد.

في موازاة ذلك، أعلن «التحالف الدولي» ضد «داعش» في بيان، أن «التحركات العسكرية في محيط كركوك تمت بالتنسيق (معه) ولم يقع أي هجوم»، وأن «اشتباكات حدثت نتيجة سوء تفاهم».

ووسط مخاوف من أعمال انتقامية، اضطر الآلاف من سكان كركوك الأكراد إلى مغادرتها باتجاه السليمانية وأربيل، وساهم عدم تحرك القوى المختلفة لطمأنتهم في تفاقم النزوح الجماعي خلال ساعات.

من جهة أخرى، لم يستبعد مراقبون تقدم القوات العراقية للسيطرة على سهل نينوى بعد نجاح عملية كركوك.

في طهران، أفادت وكالة «تسنيم» بأن مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أكد أن «هزيمة الأكراد في كركوك أفشلت مؤامرة بارزاني ومن خلفه الكيان الصهيوني».

وفي أنقرة، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، خلال مؤتمر صحافي، إن «الطائرات المتجهة من إقليم كردستان وإليه لن تتمكن من استخدام مجالنا الجوي». وأضاف: «قرر مجلس الوزراء بدء العمل لتسليم السيطرة على معبر الخابور الحدودي إلى الحكومة العراقية».

وشددت تركيا القيود على المعبر بعد إجراء الاستفتاء مباشرة، وأوقفت رحلات الطيران إلى شمال العراق. وأجرت كذلك تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات العراقية على الحدود. لكنها لم تنفذ بعد تهديداتها بفرض عقوبات أوسع نطاقاً على نفط كردستان.

 

قسد” تعلن السيطرة الكاملة على الرقة وهزيمة “الدولة” في معقله في سوريا

“القدس العربي” – وكالات:  قال شاهد من رويترز إن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، رفعت رايتها داخل استاد الرقة الثلاثاء مع انتهاء معركة دامت أربعة أشهر من أجل السيطرة على المدينة.

 

قالت روجدا فلات القائدة في حملة الرقة بقوات سوريا الديمقراطية، إن القتال انتهى ولكن التحالف يطهر الاستاد من الألغام وأي متشددين ما زالوا مختبئين.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات سوريا الديمقراطية استعادت السيطرة بالكامل على مدينة الرقة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ويرمز سقوط مدينة الرقة لانهيار مكاسب تنظيم الدولة الإسلامية. وكان التنظيم يخطط لهجماته بالخارج من مدينة الرقة.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية تقاتل التنظيم داخل الرقة منذ يونيو /حزيران.

 

وقال شاهد آخر من رويترز، إن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية احتفلوا في الشوارع ورددوا هتافات من مركباتهم ورفعوا رايتهم داخل استاد الرقة.

 

وشبك بعض المقاتلين والقادة من قوات سوريا الديمقراطية، أذرعهم وهم يبتسمون في ساحة عامة مليئة بالأنقاض والمباني المهدمة.

 

وقال الكولونيل رايان ديلون المتحدث باسم التحالف “نعلم أنه ما زالت هناك عبوات ناسفة بدائية الصنع وألغام في المناطق التي كان تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر عليها ذات يوم ومن ثم فان قوات سوريا الديمقراطية ستواصل تطهير هذه المناطق بحرص”.

 

وفي إشارة إلى أن معركة الرقة في مراحلها الأخيرة، قال ديلون إن قوات التحالف لم توجه أي ضربات جوية هناك أمس.

 

وخسر تنظيم الدولة الإسلامية مساحات من الأراضي في سوريا والعراق العام الجاري بما في ذلك الموصل في العراق وفي سوريا تقهقر إلى قطاع من وادي الفرات ومناطق صحراوية محيطة.

 

جوازات سفر وأموال

 

قال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن القوات سيطرت على المستشفى الوطني بعد معركة شرسة أثناء الليل وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء.

 

وأضاف “خلال هذه الاشتباكات تم تحرير المشفى الوطني وتنظيفه من مرتزقة داعش وقتل 22 مرتزقاً أجنبياً فيها”.

 

وقال قائد ميداني من قوات سوريا الديمقراطية إن ثلاثة من القوات قتلوا الاثنين بسبب الألغام التي أصبحت علامة مميزة لمعارك تنظيم الدولة الإسلامية في المدن.

 

وذكر قائد ميداني آخر أن قوات سوريا الديمقراطية عثرت على أسلحة ووثائق محروقة في الاستاد.

 

وكان الاستاد والمستشفى آخر منطقتين خاضعتين للتنظيم بعد أن رحل مقاتلوه يوم الأحد حيث لم يتبق سوى متشددين أجانب لمقاومة القوات.

 

ويدعم تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية بضربات جوية وقوات خاصة تعمل على الأرض، منذ أن بدأت معركتها من أجل السيطرة على الرقة في يونيو/ حزيران.

 

وبدأت المرحلة النهائية من هجوم قوات سوريا الديمقراطية يوم الأحد، بعد انسحاب متشددين سوريين في إطار اتفاق مع شيوخ العشائر ولم يتبق في المدينة سوى ما يصل إلى 300 مقاتل أجنبي للدفاع عن آخر معاقل التنظيم.

 

مقتل 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً خلال معارك مدينة الرقة

 

تسببت المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، بمقتل نحو 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً خلال أكثر من أربعة أشهر، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تسببت المعارك بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم داعش في مدينة الرقة منذ اندلاعها في الخامس من حزيران/يونيو بمقتل نحو 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً على الاقل”.

 

أهالي الرقة السورية .. فرح ممزوج بالحزن بعد سيطرة قسد على المدينة

ا(د ب أ): امتزجت أفراح أهالي مدينة الرقة بالحزن بعد سيطرة قوات “سورية الديمقراطية” المعروفة باسم ” قسد” على المدينة وطرد تنظيم الدولة الإسلامية بعد معارك استمرت أكثر من أربعة أشهر دمرت أكثر من 70 بالمئة من المدينة .

 

إذ يقول سامر المعجون  (52 عاما) محامي من أهالي مدينة الرقة ويقيم حاليا في بلدة الكسرة على ضفة الفرات الغربية مقابل المدينة :”غادرنا المدينة منذ حوالي ثلاثة أشهر بعد اشتداد القصف على المدينة إلى ضفة الفرات الغربية ، ونجلس كل يوم ونحن ننظر الى المدينة التي تحترق وتدمر أمامنا اليوم سيطرت قوات قسد على المدينة ولكن لا نعلم هل بقيت مدينة ام دمرت “.

 

ويقول محمد موسى (عامل في شركة): “نحن فرحون جداً بسيطرة قوات سورية الديمقراطية على المدينة ، أبناؤنا هم من حرر المدينة بدمائهم من تنظيم داعش الذي أرهب البشر والحجر على مدى أكثر من ثلاث سنوات ونصف نريد العودة الى بيوتنا حتى وان كانت مدمرة نريد الخلاص من النزوح “.

 

ايمان إبراهيم (معلمة تقيم في مدينة حماة وسط سوريا) :” منذ ثلاث سنوات غادرت الرقة ، اليوم لدي أمل بالعودة الى مدينتي وأعلم حجم الدمار الذي شاهدته على التلفاز ، ولكن يكفي أن أزورها لمرة واحدة حتى يصبح لدي الامل بالعودة اليها “.

 

مازن حسون ناشط إعلامي ” قسد والتحالف لم يدخلوا الرقة كقوة محررة بل دخلوا كقوة مسيطرة والرقة شاهدة على ذلك، اليوم الرقة مدينة مدمرة بالكامل لا تصلح للحياة وأغلب الدمار الحاصل جراء القصف”.

 

ونصب مقاتلو قوات سورية الديمقراطية حلقات الدبكة في ساحة النعيم وسط مدينة الرقة بعد سيطرتهم على المدينة ، وحمل المقاتلون اعلام قوات سورية الديمقراطية وهم يرددون الهتافات بالانتقام وطرد تنظيم داعش .

 

يطالب الشارع في الرقة اليوم “قسد” ، إذا كانت قوة محررة ، بإجراء تحقيق مباشر من أجل الكشف عن مصير معتقلي الرأي لدى “الدولة” وتسليم المدينة لأهلها وليس لمجلس من طرفها هي فقط “.

 

ابراهيم معمو (كردي من أهالي الرقة): ” أنا فرح جداً بتحرير مدينة الرقة من سيطرة داعش وان شاء الله سوف نعود الى بيوتنا التي طردنا منها داعش منذ عامين “.

 

وشهدت أغلب مدن وبلدات محافظة الرقة مسيرات بالسيارات فرحاً بسيطرة قوات سورية الديمقراطية على المدينة .

 

الهيئة العليا السورية للمفاوضات تجتمع في الرياض لبحث توسعتها

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي» : بدأت في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة منسقها العام رياض حجاب، وذلك من أجل مناقشة المرحلة الراهنة وموقف الهيئة من التوسعة في مؤتمر «الرياض2».

وقال قيادي في المعارضة السورية لـ«القدس العربي»، إن إجتماعات داخلية برئاسة رياض حجاب تجري في مقر الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض لمناقشة الأوضاع السياسية الراهنة وتحديد رؤيتها حول توسعة الهيئة وفق وجهة نظرها.

وأضاف القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب خاصة، إن الاجتماع بدأ بوضع رؤية للتوسعة تخص الهيئة والتأكيد على التمسك بقوة في بيان الرياض1، واتخاذ موقف رسمي حيال «رياض2».

ورداً على سؤال «القدس العربي» بخصوص الأنباء التي تتردد بشأن استقالة المنسق العام للهيئة رياض حجاب، وترشيح أسماء أحمد عاصي الجربا والمحاميد لرئيسة الهيئة مكان حجاب، نفى القيادي صحة تلك الأنباء، مؤكداً أن المجتمعين استبعدوا الجربا والمحاميد فورا وفق كلامه. وأوضح القيادي أن أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات يستكملون إلى الآن مناقشاتهم، حيث من المتوقع صدور بيان يتم تحديد موقف الهيئة من التوسعة حال انتهاء الإجتماعات. يشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات كانت قد اجتمعت في 21 آب/أغسطس الماضي، في العاصمة السعودية الرياض مع منصتي القاهرة وموسكو من أجل تقريب وجهات النظر بين أطراف المعارضة السورية وبحث إمكانية تشكيل وفد موحد إلى مفاوضات جنيف المقبلة، إلا أن تلك الإجتماعات فشلت في التوافق حول الرؤى المستقبلة خاصة فيما يتعلق بمصير بقاء الأسد وفق ما أكده معارضون سوريون في ذلك الوقت.

 

رئيسة تشيلي تستقبل لاجئين سوريين في بلادها

عبد الحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي» : أصبحت تشيلي أحدث بلد تتم فيه إعادة توطين اللاجئين السوريين، بعد أن استقبلت رئيسة البلاد ميشيل باشيليت ستة وستين لاجئاً سورياً، من بينهم 32 طفلاً، قادمين من لبنان، كما جاء بيان صحافي صادر عن المنظمة الدولية للهجرة وزع هنا في المقر الدائم للأمم المتحدة.

ورحبت رئيسة تشيلي بالقادمين الجدد وأكدت التزام وفخر بلدها تشيلي بتقديم المساعدة لهم، وأعربت عن أملها في أن يتمكن السوريون من نسيان الخوف والألم والقلق الذي تعرضوا له بسبب الحرب المستمرة في بلدهم.

وأشارت الزعيمة التشيلية في حديثها، إلى أنه ستتم استضافة الأسر في منازل مفروشة بإعانات اجتماعية، وستقدم السلطات لهم رواتب شهرية وتعليم ورعاية طبية وستوفر لهم فصولاً لدراسة اللغة.

وقالت باشيليت أثناء حفل استقبال اللاجئين في مطار العاصمة سانتياغو: «نعرف أنكم عانيتم ونأمل أن تجدوا في بلدنا مكانا لإعادة بناء حياتكم».

يشار إلى أن عملية إعادة التوطين في تشيلي تم تنظيمها من قبل المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية شؤون اللاجئين، في إطار الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لتشجيع الدول على خلق مزيد من المسارات القانونية للمهاجرين ووضع الحلول لهم، نظراً للمستويات القياسية للنازحين بسبب النزاع والاضطهاد. وهنأت مانكا دي نيسا المسؤولة بمفوضية شؤون اللاجئين حكومة وشعب تشيلي على مد يد المساعدة تضامنا مع اللاجئين السوريين، والمساهمة في استجابة المجتمع الدولي لواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وسيتلقى اللاجئون، دورساً مكثفة في اللغة الإسبانية ومساعدة من خبراء الصحة النفسية والاجتماعية. وسينتظم الأطفال في المدارس ودور الحضانة المحلية اعتباراً من شهر آذار/ مارس من العام المقبل، فيما ستتم مساعدة الكبار على إيجاد فرص عمل من أجل الإسراع في عملية إدماجهم في المجتمع وضمان تمتع أسرهم بالاستقلالية والاكتفاء الذاتي.

 

«الخطر الكردي» يدفع تركيا للقبول بالنظام ضمنياً في سوريا وبالميليشيات الشيعية في كركوك

أعلنت استعدادها للتنسيق مع بغداد لقتال «حزب العمال»

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بشكل دراماتيكي، تتجه تركيا علنياً وضمنياً للتعامل والتعاون مع من كانوا يعتبرون بالأمس القريب «أعداءً» لها في سوريا والعراق، وذلك من أجل القدرة على مواجهة ما تعتبره فعلياً خطراً أكبر على أمنها القومي والمتمثل في احتمال قيام دولتين كرديتين في شمالي سوريا والعراق.

وفي ظل افتقار أنقرة لحلفاء أقوياء على الجبهتين العراقية والسورية مع الأكراد لا سيما من القوى السياسية والعسكرية السنية في البلدين، اتجهت السياسة التركية على استحياء لمهادنة أعداء الأمس والتعامل معهم في مسعى لوقف تمدد الأكراد في سوريا والعراق الذين اقتربوا من إعلان دولهم هناك، وذلك بسبب انحسار الخيارات وصعوبات المعادلات السياسية والعسكرية بالمنطقة بسبب الزخم الأمريكي والروسي والنفوذ الإيراني، حسب محللين أتراك.

وبينما تبدو أنقرة قد قبلت علناً التعامل مع روسيا وإيران وضمناً القبول بالنظام السوري من أجل وضع حد لتمدد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، تقاربت أنقرة مع الحكومة العراقية التي دفعت قواتها والمليشيات الشيعية التابعة لها، الاثنين، لمهاجمة مدينة كركوك في ظل الأزمة المتصاعدة منذ الاستفتاء الذي أجرته إدارة إقليم شمال العراق للانفصال عن الدولة نهاية الشهر الماضي.

ففي العراق، وحتى قبيل أشهر قليلة، واصلت تركيا انتقاداتها اللاذعة للحكومة العراقية التي وصفتها مراراً تكراراً بأنها حكومة طائفية تقوم بعمليات تطهير عرقي ضد العرب السنة في المحافظات السنية بحجة الحرب على تنظيم الدولة، وأدت مساعي أنقرة لمشاركة جيشها في الحرب على تنظيم الدولة في الموصل وتعزيز قواتها في قاعدة بعشيقة إلى تهديدات متبادلة بالاشتباك العسكري بين جيشي البلدين.

في تلك الأثناء، كانت العلاقات بين أنقرة وإدارة إقليم شمال العراق في أربيل ما زالت تتمتع بأعلى درجات التنسيق التعاون السياسي والأمني والاقتصادي، قبل أن تجري إدارة الإقليم الاستفتاء على الانفصال عن العراق، هو ما عارضته أنقرة واعتبرته تهديداً لأمنها القومي، وبدأت على أثر ذلك سلسلة عقوبات سياسية واقتصادية على الإقليم بتعاون غير مسبوق مع الحكومة العراقية في بغداد.

وكان «التدخل العسكري من أجل حماية التركمان في كركوك» من أبرز التهديدات التي أطلقتها تركيا في ظل تصاعد الأزمة مع إقليم الشمال، لكن يبدو أن أنقرة باتت ترى فعلياً في الحكومة العراقية القريبة من إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها والمتمثلة في قوات الحشد الشعبي أقل خطراً عليها من إمكانية قيام دولة كردية في شمال العراق على الرغم من الخسائر السياسية والاقتصادية الكبيرة الأخرى المترتبة على هذا التغيير في التحالفات.

ويرى مراقبون أن أنقرة ليس لديها حلفاء أقوياء في شمالي العراق يمكن أن تعتمد عليهم أو تدعمهم من أجل مساعدتها في تمرير مخططاتها هناك، سواء من العرب أو التركمان السنة، وهو ما دفعها «مُكرهة» للتعاون مع حكومة بغداد ومليشياتها ضد إدارة إقليم شمال العراق.

وبعد أن اعتبرت الحكومة العراقية في تصريح نادر أن جلب عناصر تنظيم بي كا كا إلى كركوك يعتبر بمثابة «إعلان حرب»، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة مستعدة للعمل والتحالف مع الحكومة العراقية من أجل إنهاء تواجد مسلحي التنظيم في كركوك وباقي الأراضي العراقية، محذرة إدارة إقليم شمال العراق من ما وصفته «ارتكاب مزيد من الأخطاء الفادحة».

وعلى الجبهة الأخرى في سوريا، يواصل الجيش التركي نشر قواته داخل إدلب ضمن اتفاقية مناطق عدم الاشتباك بين الدول الثلاث الضامنة تركيا وروسيا وإيران، لكن أنقرة ركزت جهودها في المرحلة الأولى على ضمان جدار أمني على طول الحدود بين إدلب وعفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب التركية وتخشى أنقرة نيتها التمدد نحو إدلب لوصل مناطق سيطرتها على طريق إقامة كيان كردي شمالي سوريا.

وبينما يبدو التعاون التركي حالياً مع روسيا وإيران فقط، إلا أن العديد من الكتاب الأتراك في مقالاتهم بالصحافة التركية والمحللين الأتراك الذين تحدثوا لـ«القدس العربي» لم يخفوا تقبل بلادهم لحل مستقبلي في سوريا يضمن عودة النظام للسيطرة على البلاد ضمان وحدة الأراضي السورية بما يمنع إقامة كيان كردي على الحدود مع تركيا.

ولفت هؤلاء الكتاب والمحللين إلى أن تركيا ربما تجد نفسها مضطرة لاحقاً للانسحاب من إدلب لصالح النظام في حال كان يمتلك القدرة الكافية على السيطرة على الحدود وإفشال مشروع الدولة الكردية، وذلك في ظل فشل فصائل المعارضة السورية من تحقيق رؤية أنقرة بوقف تمدد الوحدات الكردية بعد تراجع احتمالات إسقاط الأسد من السلطة، بسبب التغيرات الدولية وتفتت المعارضة وأسباب أخرى متعددة.

بينما تبدو الإجراءات المتخذة بالتعاون مع الحكومة العراقية وإيران ضد إقليم الشمال مجدية حتى الآن في وقف خطوات الإقليم ولو في المرحلة الحالية، لا يعرف إلى أي مدى يمكن أن تتمكن القوات التركية في التدخل عسكرياً في عفرين وربما مناطق أخرى كإدلب من أجل بما يتيح الحديث عن تقويض حقيقي للمشروع الكردي الذي ما زال يسيطر على مناطق شاسعة من الحدود ويتمتع بدعم أمريكي كامل.

 

قيادي عسكري لـ«القدس العربي»: قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على مدينة الرقة بكاملها

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي» : أكد قيادي عسكري في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى، سيطرة قواتهم الأحد على مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في شمالي سوريا بكاملها، وذلك عقب خروج جميع عناصر التنظيم بإتجاه دير الزور ضمن اتفاق عقد بينهما مؤخراً. تزامناً مع ذلك قُتل شخصان وجرح 9 آخرون، أمس الاثنين، في قصف جوي ومدفعي شنته قوات النظام السوري على غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي (وسط) المحاصرتين والخاضعتين لسيطرة المعارضة.

وعودةً الى الرقة فقد أوضح القيادي العسكري في حديثه لـ«القدس العربي»، أن نحو أربعة آلاف مقاتل من تنظيم الدولة (الأنصار والمهاجرين) خرجوا مع عائلاتهم على دفعات باتجاه دير الزور، حيث تم نقلهم عبر قاطرات مقطورة وحافلات إضافة إلى سيارات خاصة بالتنظيم.

ورداً على سؤال «القدس العربي» حول أسباب تأخر قوات سوريا الديمقراطية في إعلان سيطرتها على كامل مدينة الرقة بعد خروج عناصر تنظيم الدولة من الرقة، قال القيادي أن عدم إعلان قيادة قسد السيطرة على كامل مدينة الرقة ربما يعود لأسباب سياسية أو أمور أخرى لم تتضح بعد، لافتاً إلى إلى أن عناصر قوات سوريا الديمقراطية تقوم الآن بتمشيط أحياء المدينة. وكانت قوات سوريا الديمقراطية المكونة اساساً من وحدات الحماية الكردية قد بدأت بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في أواخر 2016 حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من الرقة، معقل التنظيم الأبرز وعاصمة خلافته ومركز القرار لقيادته، حيث تمكنت منذ ذلك الحين من السيطرة على مناطق واسعة في المحافظة. من جهة أخرى وحسب وكالة الاناضول فقد قُتل شخصان وجرح 9 آخرون، اليوم الاثنين، في قصف جوي ومدفعي شنته قوات النظام السوري على غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي (وسط) المحاصرتين والخاضعتين لسيطرة المعارضة. ويأتي القصف بالرغم من أن المنطقتين مشمولتان في اتفاقية «خفض التوتر» التي تم التوصل إليها في اجتماعات العاصمة الكازاخية أستانة، وأعلن عنها منتصف الشهر الماضي. وأفاد محمود أدهم، المسؤول في الدفاع المدني ببلدة «عين ترما» في غوطة دمشق لمراسل الأناضول، أن قوات النظام نفذت قصفا جويا ومدفعيا استهدف حي «جوبر» وبلدة «عين ترما» ما أسفر عن مقتل طفل وامرأة وإصابة 3 آخرين بجروح. وأشار أدهم إلى أن القصف أسفر كذلك عن تدمير عدد من المنازل في الأحياء السكنية المستهدفة. وتحاول قوات النظام السوري منذ أشهر التقدم في بلدة «عين ترما» وفصلها عن حي «جوبر» لمحاصرة الحي القريب من العاصمة. ومنذ خمس سنوات، تحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي يقطنها نحو 500 ألف نسمة.

من جانب آخر، استهدف طيران النظام السوري مدينة «تلبيسة» في ريف حمص الشمالي ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص، وإلحاق أضرار في منازل المدنيين، وذلك حسب تصريحات مصادر في الدفاع المدني للأناضول. ويسكن ريف حمص الشمالي، نحو 250 ألف شخص بينهم 20 ألف نازح، ويحاصره النظام منذ 5 سنوات، ويتعرض لقصف مدفعي وجوي بشكل متواصل. «الأناضول»

 

تنظيم «الدولة» يسلّم النظام السوري والميليشيات الإيرانية أحياء في دير الزور سلمياً

المدينة مدمرة والمشردون 300 ألف

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : سلّم تنظيم «الدولة» عدداً من أحياء مدينة دير الزور الى قوات النظام دون وقوع اشتباكات بين الطرفين، فيما تستعد الاخيرة، بمساعدة إيرانية روسية، للاستيلاء على باقي الاحياء الخارجة عن سيطرتها في المدينة، ليكتمل دخول مدينة دير الزور كاملة، ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.

وذكرت مصارد اهلية من دير الزور ان قوات النظام والميليشيات الطائفية تسلمت كلاً من المطار وأحياء المطار القديم والخسارات والكنامات دون أي اشتباك، فيما انسحب عناصر تنظيم الدولة إلى احياء «حويجة كاطع ثم الى قرية الجنينة بحماية قوات النظام، وبذلك تكون قواته قد دخلت أحياء من المدينة لم تدخلها منذ بداية الثورة السورية.

وحسب شبكة «الفرات بوست» الجهة الاعلامية المعنية باخبار مدينة دير الزور، فانه لم يبق في مدينة دير الزور إلا أحياء معدودة، لتلتقي قوات النظام مع بعضها البعض، وتسقط المدينة بيد النظام السوري والقوات الروسية والإيرانية باتفاق سلمي مع «الدولة».

ويأتي ذلك بعد التقدم الذي حققه النظام السوري بدعم بري من الميليشيات العراقية واللبنانية التابعة لحكومة طهران وتغطية جوية روسية، وفرض القوات المهاجمة السيطرة على بلدة الصالحية على المدخل الشمالي لمدينة دير الزور وحصار الاحياء التي تخضع لتنظيم الدولة، في ظل انسحاب التنظيم من عدد من القرى والمناطق في محيط مدينة دير الزور ومنها «بلدة الحسينية ومنطقة دوار الحلبية» في الريف الشمالي، اضافة إلى فرض القوات المهاجمة سيطرتها على مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي أكبر معاقل التنظيم، مقابل توغل قوات النظام والميليشيات المتعددة الجنسيات التي تساندها.

ولتعزيز قواته، ارسل النظام السوري معدات وتعزيزات عسكرية وجسوراً عائمة ومراكب نهرية سريعة إلى مدينة الميادين تحضيراً لعبور الضفة الشمالية (الجزيرة) من جهة حقل العمر النفطي بالتعاون مع القوات الروسية. وكالة النظام السوري الرسمية «سانا» ذكرت «ان وحدات من الجيش العربي السوري واصلت عملياتها العسكرية شرق نهر الفرات استعادت خلالها السيطرة على قرية الحسينية شمال غرب مدينة دير الزور بعد القضاء على آخر تجمعات داعش فيها، فيما نفذت وحدات الجيش عمليات دقيقة على المحورين الشمالي والغربي لمدينة دير الزور انتهت بإحكام الطوق على من تبقى من فلول إرهابيي داعش داخل بعض أحياء المدينة» بحسب المصدر. واستناداً لمصادر ميدانية تابعة للنظام السوري فإن قوات النظام قد استكملت الطوق المفروض على أحياء مدينة دير الزور التي ما زال عناصر تنظيم الدولة ينتشرون فيها بعد سيطرتها على نقاط عدة باتجاه قرية الحسينية شرق نهر الفرات.

مصدر مسؤول من المعارضة المسلحة من أبناء محافظة دير الزور رأى ان الاتفاق السلمي بين تنظيم الدولة والنظام السوري اتى على أنقاض وهياكل المدينة المدمرة وجثث اهلها، وذلك بعد ان قضى الطرفان المتنازعان على اهالي المنطقة الشرقية، وقتلوا المئات من اطفالها وشردوا أكثر من 100 ألف مدني، الى البوادي ومخيمات النازحين ودمروا البنى التحتية بكل انواع الصواريخ، وكل هذا بهدف الاستيلاء على المواقع النفطية في دير الزور.

 

مجازر ومآس

 

وارتكب الطيران الحربي الروسي امس مجزرة مروعة راح ضحيتها 9 اشخاص في بلدة سعلو بريف دير الزور، نتيجة غارات التي استهدفت المدرسة الإبتدائية في البلدة، والتي تؤوي عشرات النازحين.

فيما وصلت اعداد النازحين الفارين من قرى وبلدات محافظة دير الزور إلى ريف الحسكة جراء المعارك الأخيرة وقصف الطيران الحربي الروسي، وتقدم قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له، إلى نحو 300 الف مدني، وقال الناشط الاعلامي «احمد رمضان» من اهالي دير الزور ان قرى ريف الحسكة والمخيمات القريبة منها، شهد خلال الايام الفائتة توافداً كبيراً لنازحي ديرالزور الفارين من الحرب، وفاقت أعدادهم 300 ألف نازح توزعوا على قرى عدة منها ابو فاس وعبدان وطرمبات الرفيع، وطرمبات الراشد، وعجاجة وتل أحمر» جنوب الحسكة.

 

ظروف غاية في الصعوبة

 

ويواجه النازحون ظروفاً غاية في الصعوبة بسبب غياب دور المنظمات الإنسانية، أو أي جهة رسمية أخرى، عدا ما يقدمه سكان المناطق من مساعدات فردية، حيث قال المصدر الإعلامي أن تفاقم اعداد النازحين من دير الزور بات أكبر من إمكانيات أهالي القرى المضيفة لهم، خصوصاً وأن الشريحة الأوسع من بين النازحين هم الأطفال والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية صحية خاصة، وتغذية جيدة، وما زاد الوضع سوء عدم وجود فرق مختصة لتأمين الاحتياجات الأولية على الأقل، حيث يعاني النازحون من نقص في الطعام والأغطية والرعاية.

وانقسم النازحون من محافظة دير الزور إلى ثلاثة أقسام، فاتجه الأول منهم إلى القرى الجنوبية في ريف الحسكة، حيث تسكن كل ثلاث عائلات في منزل واحد، ودخل القسم الثاني مخيم السد الذي يفتقر أصلاً إلى مقومات الحياة، فيما لا يزال القسم الثالث عالقـاً في بـادية «الـذرو» حيث اضـطر الاهـالي إلى صنع خيم بدائـية مما توفر معهم من بطانيات واغطـية، واستـخدموا السـيارات والحـافلات لمبـيت الأطفال والنساء في داخلها، خوفاً من الحشرات والزواحف القاتلة.

 

الأمتار الأخيرة لمعركة انتزاع السيطرة على الرقة من “داعش

أحمد حمزة ــ جلال بكور

رغم عدم صدور إعلانٍ رسمي من التحالف الدولي حتى الآن، أو مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” التي يدعمها في معارك الرقة، بأن معركة تحرير الرقة من تنظيم “داعش” الإرهابي قد انتهت، إلا أن المعطيات التي رشحت، ظهر اليوم الثلاثاء، تشير فعلاً إلى أن القوات المهاجمة تنتزع حالياً السيطرة على الأمتار الأخيرة داخل المدينة من التنظيم.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وناشطون سوريون، إن مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” سيطرت على الملعب البلدي “بعد اقتحامه وتمشيط معظمه، إذ تجري عملية التمشيط لآخر المواقع المتبقية داخل الملعب في وسط مدينة الرقة، للتأكد من خلوها تماماً من عناصر تنظيم “داعش”، الذين كان تبقى عشرات منهم، حتى صباح اليوم، ممن رفضوا الاستسلام لقوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي”.

ولم يصدر إعلانٌ رسمي حتى الآن بانتهاء معركة الرقة، في حين ذكرت مصادر عسكرية بـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، أن “الاشتباكات ما زالت متواصلة بمنطقة الملعب.. وهناك مسلحون من داعش يسلمون أنفسهم”.

وقالت المتحدثة باسم “حملة غضب الفرات”، التابعة لـ(قسد)، جيهان شيخ أحمد، قبل نحو أسبوع، إن تحرير الرقة من تنظيم “داعش” الإرهابي سيعلن في الأيام القليلة المقبلة.

وبدأت معركة تحرير الرقة من “داعش” يوم 6 حزيران/يونيو الماضي، لتنجح القوات المهاجمة خلال 4 أشهر ونصف من المعارك، بالزحف بطيئاً داخل المدينة وصولاً لمركزها، منهية تواجد “داعش” فيها، والممتد من بداية عام 2014.

مقتل مسؤول الأمن بالرقة

على الجانب الآخر، كشفت مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، اليوم، عن مقتل مسؤولها الأمني في مدينة الرقة بانفجار لغم من مخلفات تنظيم “داعش” في مدينة الرقة، شمال سورية.

ونعت مليشيا “الأسايش الكردية” (الجناح الأمني لمليشيا “وحدات حماية الشعب”)، في بيان لها، مسؤول الأمن الداخلي في مدينة الرقة المدعو إدريس محمد خان محمد، وذلك نتيجة انفجار لغم به في مدينة الرقة، أمس الاثنين، خلال عمليات التمشيط في المدينة.

وفي سياق متصل، أعلن “المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية” عن السيطرة على قرية الرويشد وعدد من المزارع المحيطة بها، وذلك ضمن حملة “عاصفة الجزيرة” التي تشنها المليشيات ضد تنظيم “داعش” في ريف دير الزور الشمالي.

ومن جهة أخرى، سيطرت قوات النظام السوري، اليوم، على منطقة “وادي العزيب” في ريف حماة الشرقي، وذلك بعد انسحاب تنظيم “داعش” منها بشكل كامل.

وفي غضون ذلك، ألقى طيران النظام براميل متفجرة على قرى قصر علي وعرفة والحزم الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام” في ناحية الحمراء بريف حماة الشرقي، ما أوقع أضراراً مادية.

 

تحركوا لأجلهم… #سجناء_حمص_المركزي_بخطر إرهاب الأسد

لبنى سالم

تضامن السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي مع معتقلي الثورة السورية في سجن حمص المركزي في استعصائهم الذي بدأوه أمس الإثنين للمطالبة بالإفراج عنهم، معربين عن تخوفهم من ردة فعل عنيفة قد ترتكبها قوات النظام بحقهم.

 

وأتى ذلك بعدما حاولت قوات النظام السوري الإثنين، اقتحام سجن حمص المركزي، المسيطر عليه من قبل المعتقلين، بعد أن قطعت عنه الكهرباء والاتصالات.

ووسم المغردون منشوراتهم بـ #سجناء_حمص_المركزي_بخطر، و#HomsPrisonersinDanger.

ونددت رنا باستقواء النظام على المعتقلين قائلة “سيادته يرد على إسرائيل بهجومه على سجن حمص المركزي. سجناء حمص المركزي بخطر إرهاب الأسد”.

وكتب المعتصم “الجيش السوري وبكل بسالة وتحد وشجاعة وبعد صمت طويل يرد على الغارة الإسرائيلة اليوم، وينفذ عملية اقتحام ضد ناس عزل داخل سجن حمص المركزي، #نظام الأسد للعمالة والإجرام عنوان”.

وندد آخرون بنسيان ملف المعتقلين وتركهم لمعاناتهم في سجون النظام، فكتب معتز “عندما تسمع أصوات المعتقلين من سجن حمص تسمع صوت ثورة 2011.. وكأنه صوت قادم عبر التاريخ.. تشعر بقوة الإرادة التي تقيدها جدران السجن.. يالعارنا إن نسيناكم”.

كتب مجد “مدارس الموت. سجون الأسد”.

 

ونقل وائل حال المعتقلين في السجن قائلاً “أكثر من 500 شب في سجن حمص المركزي، أربع سنين وخمس سنين وست سنين اعتقال، شباب الثورة الأوائل، شباب الثورة انظيفي الوجه واليد واللسان، تعرضوا لمحاولة اقتحام من الشبيحة وقدروا يصدّوا المحاولة بوسائل بدائية جداً، هددهم رئيس السجن مباشرة بالقتل إذا ما بيفكّوا الاستعصاء، حاليّا عم يهتفوا بهتافات الثورة الأولى بأصواتهم المتعبة و المبحوحة، عم يعدّوا أسماء قرى الريف الحمصي القريب ويقولوا نحنا معاكي للموت، ما بعرف شو مشاعري هلق، بس بعرف تماما كل قهر العالم اللي هني حاسين فيه وبعرف تماما شو الأمل تبعهم اللي عم يخلليهم عايشين وصامدين، أنا عم إبكي عليهم وع الثورة، أي حدا مو عاجز متلي وبيقدر يعمل أي شي يعملوا ولو كان ضد أي مبدأ بالحياة”.

 

وحذر غسان قائلاً “هنالك مجزرة ترتكبها الأسدية في سجن حمص المركزي”.

 

الغارة الإسرائيلية بسورية “تفسد” محادثات شويغو في تل أبيب

موسكو – رامي القليوبي

 

تناولت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، الغارة الإسرائيلية على بطارية الدفاع الجوي السورية (على بعد 50 كيلومتراً من دمشق)، أمس، والتي سبقت وصول وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى تل أبيب بساعات، معتبرةً أنها “أفسدت بعض الشيء” الأجواء العامة لمحادثاته “التاريخية”.

 

ونقلت الصحيفة الروسية عن أحد المصادر تأكيده أنّ “إسرائيل أبلغت وزارة الدفاع الروسية بالغارة مسبقاً، لكن من دون ترك وقت للرد، وإذا كان عسكريونا موجودين هناك، لكان مثل هذا القصف سيؤدي إلى خسائر بشرية من جانبنا”.

 

ورغم أن محادثات شويغو مع نظيره الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس الإثنين، عقدت خلف أبواب مغلقة، إلا أن “كوميرسانت” علمت أن الوفد الروسي تطرق خلالها إلى سير العملية العسكرية الروسية في سورية، و”مساهمة إيران في مكافحة الإسلاميين الراديكاليين”، والقضايا المتعلقة بمناطق خفض التصعيد الأربع.

 

وبحسب الصحيفة، فقد أكد الجانب الروسي خلال المحادثات أن بلاده لا تقدم أي دعم (بما في ذلك فيما يتعلق بتوريد الأسلحة) لحركة “حزب الله” اللبنانية. ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أن المستشارين العسكريين الروس يتعاونون مع “حزب الله” عند التخطيط لبعض العمليات في سورية.

 

من جهتها، رأت الصحافية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، ماريانا بيلينكايا، أن إسرائيل تتخوف من تنامي نفوذ إيران و”حزب الله” في مستقبل سورية، ولكن روسيا لن تعمل على إبعادهما من الساحة السورية بعد أن أصبحت طهران “حليف الضرورة” بالنسبة إليها.

 

وقالت بيلينكايا لـ”العربي الجديد”، تحالفت روسيا مع إيران و”حزب الله” في سورية، مدركة أن لهما تأثيرا أكبر على الرئيس السوري بشار الأسد والأوساط الحاكمة في دمشق، مبينةً أن “إيران، شأنها في ذلك شأن تركيا، حليف الضرورة بالنسبة إلى روسيا، لوجود مصالح مشتركة وأخرى متباينة”.

 

وتابعت، في السياق، “أصبحت موسكو الطرف الوحيد الذي يتواصل مع كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وخير دليل على ذلك الزيارات المتلاحقة لقادة تركيا وإيران وإسرائيل وحتى العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، إلى موسكو هذا العام”.

 

وحول تأثير الغارة الإسرائيلية على سورية قبيل زيارة شويغو على العلاقات مع روسيا، قالت: “في أغلب الأحيان تبدي موسكو ردود أفعال منضبطة على الضربات الإسرائيلية في سورية، خاصة أن الغارة هذه المرة جاءت رداً على استهداف طائرة إسرائيليةـ خارج الأجواء السورية فوق لبنان”.

 

وذكّرت بأن وزارة الخارجية الروسية استدعت السفير الإسرائيلي في موسكو في مارس/آذار الماضي على خلفية الغارات الجوية الإسرائيلية على تدمر، بينما قال الجانب الإسرائيلي آنذاك إنه كان يستهدف قافلة تابعة لـ”حزب الله”.

 

ووصل شويغو إلى تل أبيب، أمس، في أول زيارة رسمية له إلى إسرائيل منذ توليه مهام منصبه قبل خمس سنوات.

 

وأكد شويغو، عقب اجتماعه مع ليبرمان، أن العملية العسكرية الروسية في سورية “أوشكت على الانتهاء، وهناك بضع نقاط تتطلب تسوية عاجلة”. ومن المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الروسي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم.

 

وتأتي زيارة شويغو إلى إسرائيل بعد أقل من شهرين على زيارة نتنياهو إلى منتجع سوتشي، جنوب روسيا، والتي أعرب خلالها عن قلقه من “بذل إيران جهوداً كبيرة لتعزيز وجودها في سورية، مما يشكل تهديدا على إسرائيل والشرق الأوسط والعالم أجمع”، على حد قوله.

 

هكذا تم اتفاق إخراج “داعش” من الرقة

ريان محمد

يُنتظر أن يُعلن رسمياً، في أي ساعة قريبة، خبر سقوط عاصمة تنظيم “داعش” في سورية، عقب خروج مسلحين من التنظيم كانوا في الرقة باتجاه ريف دير الزور، عبر اتفاق دار حوله كثير من اللغط، إن كان بما يخص خروج المقاتلين الأجانب أو من عُرضوا على أنهم مقاتلون من التنظيم سلموا أنفسهم، في حين أطبق النظام السوري حصاره على مدينة دير الزور، محرزاً تقدماً حول مدينة الميادين، التي انسحب منها التنظيم قبل يومين.

وقال الناشط الإعلامي، صهيب الحسكاوي، في حديث مع “العربي الجديد”، إنه “قبل نحو 15 يوماً كانت هناك مفاوضات مع مقاتلي تنظيم داعش في ريف الرقة، وكان وسيط التفاوض المحامي إبراهيم السلامة، وهو الوسيط ذاته الذي أنجز سابقاً اتفاق خروج مقاتلي التنظيم من الطبقة”، مبيناً أن “قوات سورية الديمقراطية (قسد) طلبت منه أن يفاوض مقاتلي التنظيم بشكل سري ومن دون علم التحالف، متعهدين بنقلهم إلى أي منطقة يريدونها، عبر مجموعات صغيرة، إلى أن تم الاتفاق نهاية الأسبوع الماضي. وتم نقل السلامة إلى القامشلي لأسباب تخص أمنه الشخصي”. ولفت الحسكاوي إلى أن “الغالبية الساحقة من مقاتلي التنظيم نقلوا إلى ريف دير الزور، فيما تفيد المعلومات أن أقل من 20 مقاتلاً من الجنسية الأوزبكية أصروا على البقاء، وأنهم لن ينسحبوا من دون أمر من قائد التنظيم، أبو بكر البغدادي”. وأضاف أن “من تم عرض صورهم على وسائل الإعلام، وقيل إنهم 275 مقاتلاً، سلموا أنفسهم إلى قسد، هم جميعاً من المدنيين، الذين سبق أن نزحوا من الرقة وتم اعتقالهم من المخيمات، وهم معروفون بالاسم”.

وكانت “قسد” قد أعلنت، أول من أمس، أن 275 مقاتلاً في التنظيم من مدينة الرقة، وكلهم سوريون، سلموا أنفسهم مع عائلاتهم لها، بعد مبادرة من شيوخ ووجهاء عشائر الرقة، موضحة أنه وبعد مشاورات مع “قوات سورية الديمقراطية” توصل “مجلس الرقة المدني” إلى صيغة أن بإمكان شيوخ العشائر أن يطلبوا من مرتزقة “داعش” المحليين فقط الاستسلام مع أولادهم، وتم فتح هذا المجال أمامهم، وبالفعل استسلم نحو 275 من مرتزقة “داعش” المحليين، وجرت عملية التسليم في مقر “مجلس الطبقة المدني” بمدينة الطبقة، بحضور عدد كبير من شيوخ ووجهاء العشائر في الرقة والطبقة وتغطية إعلامية محلية وعالمية. وذكر الحسكاوي أن “طيران التحالف الدولي لم يحلق فوق المدينة منذ أربعة أيام، وقد خرج من المدينة نحو 1500 شخص إلى مخيم عين عيسى للنازحين في ريف دير الزور، وتم اعتقال العديد من الرجال والشباب من بين صفوفهم، وما زال هناك مدنيون يخرجون من المدينة، ولكن بأعداد قليلة”. وقال إن “قسد تقوم بتمشيط مدينة الرقة حالياً، وهي تعتبر منتهية عسكرياً وتحت السيطرة”، مبيناً أن “عدد مقاتلي التنظيم الذين كانوا في المدينة عند إتمام الاتفاق هو قرابة ألف مقاتل، 600 مقاتل منهم مصابون، وفي المجمل 80 في المائة منهم ممن يوصفون بالأنصار، أي سوريين”. وبيّن الحسكاوي أن “مدينة الرقة تتعرض منذ يومين إلى عملية نهب منظم من قبل قسد”، أو ما يعرف في سورية بـ”التعفيش، إذ يتم نقل أثاث المنازل إلى مدينة رأس العين، التي حُولت صالة الحواس للأفراح فيها إلى صالة لبيع الأثاث المنهوب من الرقة، في حين يتم نقل ما يتم نهبه من مولدات للكهرباء وحديد، وحتى ما تم فكه من السكة الحديدية، إلى مدينة عين عرب”، معرباً عن اعتقاده بأن “قسد لن تسمح للأهالي بالعودة إلى المدينة قبل أشهر بحجة تمشيط المدينة وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة”.

من جانبها، أعلنت القيادية في “قسد” والناطقة باسم “غرفة عمليات حملة غضب الفرات”، جيهان الشيخ أحمد، عبر صفحتها على “فيسبوك”، أمس الإثنين، “تحرير كل من حي المطحنة والمطار وحي الأندلس”. وقالت “تخوض قوات سورية الديمقراطية حالياً معارك هي الأقوى في مدينة الرقة”، مشيرة إلى أنه “من خلال هذه المعركة سيكون إنهاء الوجود الداعشي، وهذا بحد ذاته يعني إما موت داعش أو استسلامه، أي القضاء عليه”. وكانت “قوات سورية الديمقراطية” قد أعلنت، أول من أمس، انطلاق المرحلة الأخيرة من السيطرة على مدينة الرقة تحت اسم “حملة الشهيد عدنان أبو المجد”، إذ يقوم عناصرها بتمشيط المدينة من ستة محاور، على أن يتم خلال الأيام المقبلة السيطرة على الرقة بشكل تام. وقال الناطق باسم “قوات سورية الديمقراطية”، طلال سلو، أول من أمس، إن الهجوم الذي شنته “قسد” يستهدف المتشددين الأجانب الباقين في المدينة.

وحول التطورات الميدانية في دير الزور، قال الإعلامي عامر هويدي، لـ”العربي الجديد”، إن “آخر مواقع تمركزت فيها قوات النظام في مدينة الميادين وما حولها، هي في معمل مسبق الصنع باتجاه مستشفى الطب الحديث وكازية البلعوم حتى كازية القلعة وحي الشهداء كاملاً، ومن البادية وصولاً إلى الثانوية المهنية (مدرسة الصناعة) وصولاً إلى مسجد الخضر والمستشفى الوطني، ومن البادية الممتدة من مقام الشبلي وعين علي وصولاً إلى المجري والطيبة والرميلة والنهر، ومن قلعة الرحبة وصولاً إلى شركة الكهرباء والساقية ومعمل بشار، ومحيط معمل الكونسروة – طريق الجسر – محيط الأمن العسكري”. ولفت إلى أن “مقاتلي داعش انسحبوا إلى الطرف الشرقي من نهر الفُرات، في حين ما تزال قوات النظام، والمليشيات المرافقة لها، خارج المدينة من جهة الشارع العام وصولاً إلى البوخليل وباقي أحيائها الضيقة، تحسباً من وجود ألغام، في حين أن هناك معلومات عن أنها ستبدأ تمشيط المدينة خلال الساعات المقبلة، على أن تتمركز القوات على امتداد النهر وبالتالي تأمين المدينة”. وقال هويدي إن “هناك اشتباكات بين داعش والنظام على الطريق العام بين الميادين والبوكمال على الحدود العراقية السورية، حيث يستخدم التنظيم المفخخات، في حين سيطرت قوات النظام والمليشيات التابعة لها على بلدة بقرص بالكامل، وتمركزت في أكثر من 10 نقاط فيها، وتقوم باستهداف بلدة الشحيل بالمدفعية الثقيلة بالضفة المقابلة (الشمالية) لنهر الفرات”. وأضاف إن “قوات النظام سيطرت كذلك على بلدة الصالحية في مدخل مدينة دير الزور الشمالي بالكامل، بعد انسحاب عناصر تنظيم داعش منها، وبذلك تكون قد فرضت الحصار على أحياء في مدينة دير الزور، تخضع لسيطرة التنظيم”، لافتاً إلى أن “المدينة بحكم الساقطة بيد النظام، بعد أن سيطر على المدخل الشمالي، وجسر السياسية، ومنطقة الجبل الممتدة من الجنوب إلى الجنوب الشرقي والغربي، في حين أن المدينة خالية تقريباً من المدنيين”.

 

داعش” انكسر في الرقة.. “قسد” تعلن انتهاء المعركة

أعلنت “قوات سوريا الديموقراطية”، الثلاثاء، السيطرة بشكل كامل على مدينة الرقة، التي كانت تعد أبرز معقل لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، والتي تشكل خسارتها نكسة أخرى للتنظيم الذي مُني بهزائم كبيرة في غضون الأشهر القليلة الماضية.

 

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المتحدث الرسمي باسم “قسد” طلال سلو قوله، إنه “تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة”، وأضاف “سيطرت قواتنا بالكامل على الرقة”. وأشار إلى “عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة إن وجدت، وتطهير المدينة من الألغام” التي زرعها مقاتلو “داعش” في وسط الرقة.

 

ويأتي هذا الإعلان بعد سيطرة “قسد” على الملعب البلدي، بعد ساعات من طرد التنظيم من دوار النعيم. وقبيل ذلك، كانت “قسد” قد أعلنت عن “تحرير المستشفى الوطني وتنظيفه من مرتزقة داعش”، مشيرة إلى اشتباكات “محتدمة” مستمرة منذ مساء الاثنين في وسط الرقة، تسببت بمقتل 22 مقاتلاً أجنبياً من التنظيم.

 

وشكلت النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ إليها العشرات من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم بعد أربعة أشهر من المعارك العنيفة، التي خاضتها “قسد” داخل المدينة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. ودفعت المعارك في الرقة منذ اندلاعها عشرات آلاف المدنيين الى الفرار.

 

وقاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة، الأسبوع الماضي، محادثات، انتهت باتفاق أدى الى خروج نحو ثلاثة آلاف مدني نهاية الاسبوع الماضي، وبذلك باتت مدينة الرقة وفق سلو “خالية تماماً من المدنيين” الذين سبق أن اتخذهم التنظيم دروعاً بشرية، للاحتماء من القصف والغارات الكثيفة للتحالف الدولي في الأسابيع الأخيرة.

 

وخرج بموجب الاتفاق أيضاً 275 شخصاً بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم، وأفراد من عائلاتهم من دون أن تعرف وجهتهم حتى الآن، فيما تضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب أيضاً من مدينة الرقة، إلا أن مسؤولين محليين أكدوا عدم مغادرة أي منهم. وكان “التحالف” الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لـ”قسد” أكد مرات عدة أن المقاتلين الأجانب ممنوعون من مغادرة الرقة.

 

اتفاق القاهرة.. وتدويل ملف الجنوب الدمشقي

مطر اسماعيل

لاقى الإعلان عن اتفاق القاهرة بخصوص “وقف إطلاق النار” في منطقة الجنوب الدمشقي، ردود أفعال متفاوتة بين الرفض والقبول، من قاطني المنطقة بعسكريّيها ومدنيّيها. تسخين الملف مجدّداً، بعد موجة احتجاجات رافضة للتهجير، قبل نحو شهر، ردّاً على ما أشيع عن صفقة إيرانية-تركية، أعاد إلى الواجهة النزاع الداخلي وافتراق المشاريع في المنطقة، بين أطراف تميلُ لعقد اتفاق مع النظام بشكل مباشر على شكل تسوية أو “مصالحة”، وأطراف تميلُ إلى اتفاقٍ دوليّ لا يتضمّن ما تأتي به “المصالحة” من تهجيرٍ وتسليم سلاح وتسوية أوضاع، وسيادة النظام على المنطقة.

 

تيار “المصالحة” وأنصاره، أعلنوا بشكل واضح رفضهم لاتفاقٍ ليسوا طرفاً فيه، وقالوا إن مصير المنطقة يُقرّ عبر “اللجنة السياسية” الممثّلة للتجمعات المدنية والقوى العسكرية، لا عبر اتفاقٍ جانبي يخطُّه قسمٌ من “اللجنة” وعبر تمثيل فصائليّ مباشر. والحديث هنا عن “جيش الإسلام” و”جيش الأبابيل” و”كتائب أكناف بيت المقدس”. كما أكّد تيار “المصالحة” مرّة أخرى على أولوية “التسوية” مع “الجهات المعنية في الدولة السورية”، مُشيرين إلى أن مسار التفاوض والتفاهم مع الحكومة قد قطع أشواطاً طويلة. هذا الموقف أعلنه عضو “اللجنة السياسية”، ممثل بلدة ببيلا الشيخ أنس الطويل، في خطبة الجمعة. وتلا ذلك مساعٍ حثيثة على أرض الواقع، لتكريس رفض الاتفاق في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، في محاولة لإفشال اتفاق “القاهرة”. ويتضمن ذلك أيضاً، العودة خطوة إلى الوراء في العملية التفاوضية، إلى ما قبل اتفاق “المدن الأربع”، عندما كان الحديث عن اتفاق “تسوية” من مرحلتين، تنتهي الأولى بخروج تنظيم “الدولة”، من ثمّ تبدأ الثانية والتي تشابه إلى حدٍ بعيد “المصالحة” التي يطرحها النظام، مع فارقٍ زمني أكبر للمنشقّين والمتخلّفين عن “الخدمة الإلزاميّة”.

 

جهود أنصار “المصالحة” لا يتوقّع أن تتوقف في القريب، نتيجة مجموعة إضافية من أسباب رفض الاتفاق، منها المعلن ومنها المبطّن. فالمعلن والمشروع في حقيقة الأمر، يبدأ بالتخوف من القصف وعودة الحصار والتضييق على الحاجز والاعتقالات، كما يحصل في غوطة دمشق الشرقية، النموذج الأكثر طرحاً في الهجوم على مشروعية “خفض التصعيد”. في حين أن المبطّن مبني على أن تطبيق الاتفاق فعلياً سيؤدي، بحسب فهم تيار “المصالحة”، إلى تقويض دورهم السياسي المستمر منذ ثلاث سنوات، ما سيبعدهم عن دائرة صنع القرار وقيادة دفة العمل السياسي داخل المنطقة، على الرّغم من كون هذا التنبؤ غير واقعي إلى حدٍ بعيد.

 

الجهات الثورية العسكرية في المنطقة لم تكن أحسن حالاً، ظاهرياً على الأقل، رغم وجود كتلة عسكرية وازنة؛ قرابة ثُلثيّ القوة العسكرية في المنطقة، طرفاً في اتفاق القاهرة. إلّا أنّ خلافاً ظهر بين الأطراف الموقّعة، وتلك التي لم تكن طرفاً فيه، حيث أبدت الأخيرة خشيتها وحذرها منه، بسبب غموضه، ومحاولاته نسف مقرّرات جنيف 1 و2، وتجاوزها إلى الأستانة، على الرغم من إشارة الإعلان التمهيدي إلى “قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة السورية”، من دون تحديدها، وتأجيل ذلك إلى الاتفاق النهائي. هذا بالإضافة إلى تخوّف هذه الفصائل من محاولات تهميشها، والتوجّس من احتمال التفرّد والتسيّد في المنطقة، من قبل الفصائل الموقّعة. وذاك يندرج في إطار البحث عن موطئ قدم في الاتفاق. وهذا رفض نسبيّ يمكن للفصائل الموقّعة معالجته. وعليه، تجدر الإشارة إلى بياناتٍ أصدرتها فصائل في المنطقة، ومنها “لواء شام الرسول” و”فرقة دمشق”، تعلنان رفضهما لأي اتفاقٍ يرعاه الجربا (رئيس الإئتلاف الأسبق) وتياره في مصر، في ما يخص جنوبي دمشق. وتبيّن بعد ذلك أن الجربا، لم يكن في اتفاق القاهرة، ظاهرياً على الأقل، بحسب مصادر “المدن”، من دون القدرة على الجزم بعدم وجوده في كواليس إنضاج الاتفاق.

 

في المقابل، مؤيّدو الاتفاق تنفّسوا الصعداء قليلاً، مع الإعلان عن توقيعه في مصر، كونه أقلّ الخيارات المطروحة على طاولة التفاوض سوءاً، إذ لا تهجير ولا تغيير ديموغرافياً، ولا تسليم سلاح ولا تهديد باقتحام، لكن من دون اطمئنانٍ تام، خوفاً من تراخ روسيّ في تطبيق ضغط حقيقيّ على النظام، لتنفيذه، من دون عوائق، أو محاولات ثأر من الأهالي وسكان المنطقة خاصّة على حاجز ببيلا-سيدي مقداد، الفاصل عن العاصمة دمشق. بينما ينتظر أن يتجلّى الموقف الإيراني مما يحصل في جنوب دمشق، وهي الحالمة بـ”ضاحية جنوبية لدمشق”، تكلّل فيها إنجازاتها في “التغيير الديموغرافي” على امتداد خريطة دمشق وريفها.

 

ومع هذه التطورّات اللافتة يمكن اعتبار “خفض التصعيد” في ما لو أقرّ فعلياً، بمثابة خطوة أولى في إطار تسوية ملف “جنوب دمشق” كاملاً، إذ تبقى مناطق سيطرة تنظيم “داعش”، بلا حسم حقيقيّ، على الرّغم من الغارات الجوية التي نفّذها سلاح الجو الروسي والسوري، قبل أيام، بعد هدوء دام عامين ونصف العام. ورغم ذلك، فإن جبهات التنظيم كانت ولا زالت باردة وهادئة، ما يؤشّر إلى أن الغارات هي مجرّد رسائل إيقاظ، لربّما تكون فاتحة لحل سلميّ بين النظام والتنظيم. من جهة ثانية، فقد تكون الغارات إعلاماً للتنظيم ولفصائل المعارضة في البلدات المجاورة، بأن خيار المواجهة العسكرية أمام التنظيم لا يزال ممكناً، كما أن احتمال إلحاق الضرر والأذى لا يزال مفتوحاً أمام المعارضة التي قفزت من مركب التفاوض المحلّي، إلى سفينة المفاوضات الدوليّة، في حالة نكران وتشفّ من النظام، كما فهمها وعبّر عنها.

 

وتعيش المناطق المعنية بـ”االإعلان التمهيدي”؛ بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم ومنطقة سليخة، وحي القدم، على وقع ضغوطٍ كبيرة تمارس خلف الكواليس، وبطرق ملتوية، إذ اعتبر النظام “تدويل” ملف جنوبي دمشق خيانة لسنوات “الهدنة” الثلاث، والتي أمِلَ منها أن تكون قد عبّدت الطريق إلى “المصالحة”، فيما كانت طعنة المعارضة قاسية هذه المرة، بالذهاب إلى اتفاق مع الروس من دون النظام. وبالتالي، وعلى الرّغم من تحوّل النظام إلى مجرّد أداة من أدوات الحلفين؛ الروسي والإيراني، إلّا أنه ما زال بإمكانه إلحاق ضرر ما بأعدائه، عبر وسائل غير إنسانية، لكنّها أقل تصعيداً من القصف والقتل. وهنا يكمن تحدّي البيت الداخلي المرتّب لمواجهة مرحلة قد تطول من ضغط النظام، قد تخسر المنطقة فيها الغذاء والتجارة وحرية الحركة وتعيش درجة معيّنة من الحصار، إلّا أنها تكون بذلك قد حافظت على وجودها كمعارضة، باعترافٍ دوليّ، خاصّة من روسيا.

 

أستانة7″ أواخر الشهر ..ودي ميستورا يلتقي لافروف

أعلن وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبدالرحمنوف، أن الموعد الدقيق لانعقاد الجولة السابعة من مفاوضات أستانة حول سوريا، سيتحدد خلال “أقرب وقت”.

 

وقال الوزير الكازاخي، في تصريحات صحافية، الثلاثاء، إن “الدول الضامنة لعملية أستانة، روسيا وتركيا وإيران، تواصل مشاوراتها الحثيثة، بشأن جدول الأعمال والموعد الدقيق للجولة القادمة من عملية أستانة. ووعدت بتأكيد المواعيد المحددة للجولة، المتوقعة في نهاية الشهر الحالي”.

 

وكان عبدالرحمنوف قد سلط الضوء، في وقت سابق من هذا الشهر، على أبرز المواضيع المطروحة على أجندة “أستانة-7″، مشيرا إلى أن الدول الضامنة ستبحث خلالها، مدى فعالية عمل مناطق تخفيف التوتر الـ4 المقامة في سوريا، بالإضافة إلى ملفي المعتقلين والأسرى.

 

تجدر الإشارة إلى أن الجولة السابقة، التي عقدت منتصف الشهر الماضي، اختتمت بإصدار الدول الضامنة بيانا مشتركا حول آلية عمل مناطق خفض التوتر في سوريا، والتي شملت هذه المرة مناطق من محافظة إدلب.

 

على صعيد متصل، يلتقي المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الأربعاء، وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، في موسكو، لبحث استئناف مؤتمر جنيف.

 

وقال دي ميستورا، في تصريح لوكالة “سبوتنيك”، الثلاثاء، إنه سيلتقي لافروف، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لبحث استئناف العملية التفاوضية في جنيف، وتنفيذ اتفاق مناطق “تخفيف التصعيد”، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي “2254”.

 

ونقلت الوكالة عن مصدر في الخارجية الروسية لم تسمه، أنه من المرجح بدء مفاوضات جنيف في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، كما يعتمد ذلك على من سيمثل “المعارضة السورية” في المؤتمر. وكان دي ميستورا صرح نهاية أيلول الفائت، أنه يعتزم عقد الجولة الثامنة من محادثات جنيف في غضون شهر.

 

ما علاقة معتقلي “حمص المركزي”بمفاوضات الريف الشمالي؟

ما زالت حالة استعصاء معتقلي “سجن حمص المركزي” مستمرة منذ أكثر من عامين، احتجاجاً على ممارسات إدارة السجن القمعية، رغم تنفيذ قوات النظام أكثر من محاولة اقتحام. مدير السجن الجديد العميد بلال سليمان، ومنذ توليه منصبه قبل شهور قليلة، بدأ باطلاق التهديدات حول نيته فرض سيطرته على السجن بشكل كامل، بحسب مراسل “المدن” محمد ابراهيم أيوب.

 

ويوجد في السجن حوالي 2600 سجين بينهم 550 متهماً بعمليات “إرهابية” تتعلق بالثورة السورية. ويعيش السجناء منذ تولي العميد سليمان، أوضاعاً صعبة للغاية، مع اتخاذ اجراءات إدارية عقابية بحقهم. مصدر “المدن” في السجن، أكد أن التوتر لا زال قائماً، بعد جملة قرارت اعتباطية أصدرها العميد سليمان، بمعاقبة أي معتقل يمتنع عن الذهاب إلى “محكمة الإرهاب” في دمشق، بالعزل، والسوق فوراً إلى دمشق. هذا عدا عن منع تسليم المعتقلين التحويلات المالية من ذويهم ومنع الزيارات عنهم، والاستمرار في منع إدخال الأغذية والأدوية بشكل كامل إلى السجن. العميد سليمان، كان قد منع إدخال أهم المواد الغذائية الرئيسية، وبعض المستلزمات المعيشية الضرورية، والتي كانت متوفرة قبل توليه إدارة السجن.

 

وعند الساعة الواحدة بعد ظهر الإثنين، قامت قوات أمن السجن بالانتشار، وقطع الماء والكهرباء، وحاولت اقتحام المبنى الذي يتواجد السجناء فيه، مستخدمة العصي الكهربائية. لكن السجناء كانوا قد توقعوا حدوث العملية، وتجهزوا لصدّها عبر إغلاق الأبواب على أنفسهم.

 

“المدن” تمكنت من التواصل مع أحد معتقلي “حمص المركزي”، فقال: “إن حالة من الخوف والقلق تسيطر علينا، ونحن متخوفون من إصرار مدير السجن على عملية الاقتحام التي ستؤدي إلى نتيجة كارثية، إذ أن أغلب السجناء يفضلون الموت على تسليم أنفسهم لقوات النظام. وهناك من يدعو إلى التصعيد من بين السجناء، بغرض الاستمرار بالاستعصاء. ومنهم من يدعو إلى التهدئة وتشكيل لجنة للتفاوض مع إدارة السجن من جهة، وللتواصل مع هيئة التفاوض عن ريف حمص الشمالي من جهة أخرى، لأن بند المعتقلين مرتبط بشكل وثيق بمسار التفاوض مع روسيا في ريف حمص الشمالي”.

 

وأضاف المُعتقل، أن “لجنة من الصليب الاحمر قدمت الى السجن عند حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر، وحاولت الوصول الى داخل السجن ولكن الإدارة منعتها من الدخول”.

 

“المدن” تواصلت أيضاً مع عضو في وفد المعارضة المفاوض عن ريف حمص الشمالي، الذي أكد أن الوفد يتابع ما يجري في سجن حمص المركزي، عن كثب. وأضاف أن الوفد تمكن من التواصل مع اللجنة التي شُكّلت داخل السجن، كما تواصل مع الجانب الروسي وطلب منه الضغط على النظام لوقف محاولة الاقتحام. الجانب الروسي وعد بدوره، بحسب “لجنة التفاوض”، بالتدخل لتحقيق هذا الأمر بشكل عاجل.

 

ولم يصدر أي بيان من “هيئة التفاوض” بخصوص تعليق المفاوضات، وإنما قامت بالتلميح للجانب الروسي، بوقف المفاوضات إذا لم تُحل مشكلة السجن المركزي.

 

وعند معاودة التواصل مع مصدر “المدن” في السجن، أكد بالفعل إعادة التيار الكهربائي إلى مبنى السجن، رغم عدم تطمين المعتقلين، من قبل أي جهة، بوقف عملية الاقتحام. المعتقلون في حالة استنفار كامل، وجاهزية عالية، لمواجهة التطورات الجديدة التي قد تفرضها مفرزة الأمن وقوات النظام المتواجدة في السجن.

 

وأهم مطلب لمعتقلي “حمص المركزي” هو اطلاق سراحهم ضمن المفاوضات الجارية بخصوص منطقة “خفض التصعيد” في ريف حمص الشمالي المُحاصر، بعد مماطلة النظام بالافراج عنهم في عمليات تفاوض سابقة، خاصة أثناء اتفاق حي الوعر. وكانت اللجنة المنبثقة عن “هيئة التفاوض” المُمثلة لريف حمص الشمالي وريف حماه الجنوبي المُحررين، قد اجتمعت مع الوفد الروسي في بلدة الدار الكبيرة، مطلع تشرين أول/أكتوبر، وتم التوقيع على بندين فقط من اتفاق “خفض التصعيد”: وقف إطلاق النار فوراً، وفتح المعابر الإنسانية المقررة والموافق عليها من الطرفين. وسلّمت اللجنة الوفد الروسي ملف المعتقلين، الذي تضمن 12174 معتقلاً، وسط تعهد من الروس بالعمل بجدية على هذا الملف.

 

شويغو من إسرائيل:العملية في سوريا تقترب من نهايتها

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الاثنين، إن العملية العسكرية الروسية “ضد الإرهابيين في سوريا” تقترب من نهايتها. وجاء كلام شويغو خلال لقائه مع نظيره الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في تل أبيب.

 

زيارة شويغو تزامنت مع شن الطيران الإسرائيلي، الاثنين، غارة أصابت بطارية صواريخ في دمشق، بعدما استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية كانت تقوم بمهمة استطلاعية في الأجواء اللبنانية.

 

وقال شويغو “أرغب في مناقشة كل ما يتعلق بسوريا بشكل خاص. والعملية هناك تقترب من نهايتها. وهناك عدة جوانب تتطلب إيجاد حل عاجل لها ومناقشة آفاق تطور الوضع في سوريا في المستقبل”.

 

وأشار الوزير الروسي، بحسب ما أفادت قناة “روسيا اليوم”، إلى أن الموضوع الرئيسي لمباحثات الجانبين يتمثل في مكافحة الإرهاب والوضع في المنطقة، قائلاً إن تنامي النشاط الإرهابي يتطلب وحدة المجتمع الدولي في مكافحة هذا الشر.

 

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، قد قال إن شويغو سيبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عدداً من المسائل الخاصة بالتعاون التقني العسكري بين البلدين، إضافة إلى قضايا الأمن الإقليمي، وخصوصاً المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية.

 

في السياق، هدد نتنياهو بشن المزيد من الضربات ضد أي طرف يهدد أمن إسرائيل. وقال في بيان أصدره بالتزامن مع انعقاد لقاء شويغو وليبرمان “كل من يحاول المساس بنا سنمس به، اليوم حاولوا استهداف طائراتنا ونحن لن نقبل بذلك”. وأضاف “سلاح الجو عمل بدقة وبسرعة ودمر ما كان يجب تدميره”.

 

وفد تفاوضي جديد للمعارضة السورية

أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، أنها ناقشت خلال اجتماعها الدوري في الرياض، مسألة تشكيل وفد جديد للمفاوضات، بناء على ما سيتم من توسعة في صفوف الهيئة العليا، حيث ستتم دعوة شخصيات وشرائح أوسع من المعارضة السورية للانضمام إلى صفوفها.

 

وقالت الهيئة في بيان، الاثنين، تلقت “المدن” نسخة منه، إن التوسعة ستشمل ضم “شخصيات وطنية” من الداخل السوري على وجه الخصوص، بالإضافة إلى توسيع تمثيل المرأة. وأكد البيان على أن الهيئة ستبقى “متمسكة بضرورة محاسبة من ارتكب جرائم حرب في سوريا وعلى رأسهم بشار الأسد”.

 

وأضاف بيان الهيئة، ان المجتمعين ناقشوا “الاستعداد لعقد مؤتمر جديد في الرياض”، وشددت الهيئة على “تمسكها بمبادئ الثورة ومطالب الشعب السوري وفقاً لبيان جنيف-1، وتمسكها بما نصت عليه القرارات الدولية المتعلقة بالقضية السورية، ولاسيما القرارات 2118 والقرار 2254، وما حدده بيان الرياض”.

 

وأكدت الهيئة على ضرورة “محاسبة المجرمين الذين ارتكبوا جرائم حرب وإبادة ضد الشعب السوري واستخدموا الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً وعلى رأسهم (الرئيس السوري) بشار الأسد”.

 

وختم بيان الهيئة بالقول، إن المجتمعين ناقشوا “تشكيل وفد جديد للمفاوضات القادمة بناء على مستجدات توسعة الهيئة القادمة بتمثيل أوسع لشرائح المعارضة السورية الوطنية”.

 

ومن المقرر أن تعقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف أواخر أكتوبر/تشرين الأول، أو أوائل نوفمبر/تشرين الثاني. وكانت الأمم المتحدة تنتظر ما ستتوصل إليه الهيئة العليا في مساعيها من أجل تشكيل وفد واحد ينضم إليه ممثلون عن منصتي القاهرة وموسكو، بعد أن يعاد تشكيل الهيئة العيا في اجتماع “الرياض-2” المرتقب.

 

اتهامات بـ’خيانة كردية’ وراء تسليم كركوك للقوات العراقية

صفقة قاسم سليماني تقضي باستعادة كركوك مقابل تعهد حكومي بالإبقاء على نفوذ حزب الطالباني.

البارزاني يربح الاستفتاء ويخسر كركوك

كركوك (العراق) – اتهمت القيادة العامة لقوات البيشمركة الكردية فصيلا من الاتحاد الوطني الكردستاني وهو أحد حزبين سياسيين رئيسيين في كردستان العراق بـ”الخيانة” لمساعدته بغداد في السيطرة على مدينة كركوك بشكل سريع بدا أقرب إلى التسيلم منه إلى سيطرة ميدانية، خاصة أن العمليات التي قادتها القوات العراقية لم تؤدّ سوى إلى خسائر بشرية محدودة.

 

وتزامنت سيطرة القوات العراقية على حقول النفط وعلى مطار كركوك مع حديث عن أن تسليم المدينة هو وليد صفقة رعاها قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني بين القوات العراقية وحزب الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، وتقضي بتسهيل السيطرة على المدينة مقابل حفاظ الحزب على امتيازاته فيها.

 

ونجحت مساعي سليماني في تفكيك الموقف الكردي أمام أزمة استفتاء كردستان، فتحوّل قادة بارزون في الاتحاد الوطني الكردستاني إلى “خونة” بالنسبة للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، على خلفية إخلاء قوات البيشمركة الكردية مواقع واسعة في محافظة كركوك الغنية بالنفط أمام زحف القوات العراقية المشتركة.

 

وتحركت القوات العراقية المشتركة، فجر الاثنين، بناء على أوامر من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لتعيد انتشارها في مواقع سيطرت عليها قوات البيشمركة صيف 2014، إثر اجتياح تنظيم داعش لمدينة الموصل ومناطق مجاورة لها.

 

ولم تواجه القوات العراقية مقاومة تذكر من قوات البيشمركة الكردية التابعة للاتحاد الوطني، ما أثار الجدل بشأن وجود صفقة أعدها الجنرال سليماني.

 

وفرضت القوات العراقية السيطرة على جميع المنشآت الحيوية في كركوك، من بينها مطار وقاعدة عسكرية كبيرة، ومنشآت ضخمة للنفط والغاز، كما أحكمت قبضتها على مداخل المدينة من جهتي ديالى وصلاح الدين، فيما تؤكد البيانات الرسمية الصادرة عنها أن تقدمها مستمر.

 

وبحسب مصادر “العرب”، فإن الصفقة التي رعاها سليماني تنص على انسحاب القوات الكردية التابعة للاتحاد الوطني أمام تقدم القوات العراقية، مقابل تعهد بغداد بالإبقاء على نفوذ حزب الطالباني في كركوك.

 

وشنت وسائل الإعلام التابعة لحزب البارزاني حملة ضد من وصفتهم بـ”القادة الخونة في الاتحاد الوطني، الذين سلموا مواقع البيشمركة في كركوك للقوات الاتحادية”.

 

وتقول المصادر إن عقيلة الرئيس الراحل جلال الطالباني، هيرو إبراهيم وهي قيادية بارزة في الاتحاد الوطني الكردستاني، عرضت خلال اجتماع في السليمانية الأحد على رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، خطة لتسوية الوضع بين بغداد وأربيل في كركوك تتضمن إخلاء مواقع عسكرية تسيطر عليها البيشمركة، لكن البارزاني رفض.

 

وقرر جناح عائلة الطالباني الذهاب نحو اتفاق منفرد مع بغداد بوساطة من سليماني، وفقا للمصادر.

 

وتقول مصادر رفيعة في أربيل إن “مدينة السليمانية التي تمردت على البارزاني ربما تتحول إلى شريك قوي لبغداد، بانتظار قرارات مركزية تستثنيها من العقوبات الحكومية التي فرضت على الإقليم بعد إجراء استفتاء الاستقلال في الخامس والعشرين من الشهر الماضي”.

 

وردت آلاء الطالباني، وهي نائبة في البرلمان العراقي عن الاتحاد الوطني، على اتهامات الخيانة. وقالت إن “مقاتلي بيشمركة الاتحاد الوطني كانوا دائما في مقدمة المدافعين عن أبناء كركوك وحمايتهم من الإرهاب والدواعش وقدمنا الآلاف من الشهداء والجرحى في سبيل ذلك”.

 

وأضافت “لكننا لن نضحي بقطرة دم واحدة من أجل الحفاظ على آبار نفط مسروقة ذهبت أموالها إلى جيوب أحزاب وأشخاص”، في إشارة إلى السيطرة المطلقة التي يفرضها حزب البارزاني على صادرات وعوائد نفط كركوك منذ صيف 2014.

 

وقادت عمليات انسحاب قوات البيشمركة التابعة لحزب الطالباني إلى موجة انسحابات من مناطق مختلفة في كركوك وديالى شملت مواقع تسيطر عليها قوات تابعة لحزب البارزاني في مشهد يقارب “الانهيار”، على حد وصف مراقبين.

 

ويقول مراقبون إن “قوات البيشمركة الكردية تخلت عن مواقع لم تكن ضمن مطالب بغداد”، معتبرين أن “البارزاني تلقى ضربة كبيرة ربما تخرجه من كركوك بشكل مطلق”.

 

ونفت وزارة الموارد الطبيعية في إقليم كردستان توقف ضخ النفط من حقلي “هافانا” و”باي حسن”، اللذين تسيطر عليهما قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني.

 

وقالت الوزارة إنها “ستواصل تصدير النفط من كركوك، إلا إذا افتعلت الحكومة المركزية في بغداد المشاكل”.

 

وأشار القائد في جهاز الأمن والمعلومات التابع لمحافظة السليمانية، رنج طالباني، إلى أن قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي غادرت مركز مدينة كركوك وانتشرت في محيط حقول النفط.

 

وكان القيادي الكردي كوسرت رسول، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، قد رافق قوة مسلحة من البيشمركة إلى كركوك، وأشيعت أخبار عن إصابته مع دخول القوات الحكومية للمدينة، إلا أن مصدرا مقربا من عائلة رسول نفى إصابته.

 

وقال المصدر لشبكة رووداو الإعلامية إن “الأنباء التي يثيرها الحشد الشعبي بشأن إصابة كوسرت رسول في كركوك، بعيدة عن الصحة، وإنه لم يتعرض لأي أذى”.

 

وطالبت السفارة الأميركية في بغداد كلا من بغداد وأربيل بوقف العمليات العسكرية في كركوك، مؤكدة أنها تعمل مع جميع الأطراف على احتواء الأزمة.

 

ووفقا لمراقبين في بغداد فإن السفارة الأميركية أجلت الإعلان عن موقفها حتى تمكنت القوات العراقية المشتركة من السيطرة على جميع المناطق التي كانت تخضع لسلطة الحكومة المركزية قبل أحداث التاسع من يونيو 2014.

 

وأشارت أوساط سياسية في بغداد إلى أن “قراءة البارزاني للتطورات لم تكن دقيقة، وتعويله على الحماية الأميركية لم يكن في محله”. مؤكدة أن “الولايات المتحدة لعبت دور المتفرج إزاء نوايا الحكومة المركزية في بغداد بسط نفوذها على جميع المناطق التي تخضع لسيطرة الأكراد في كركوك”.

 

وتتحدث الأوساط السياسية العراقية عن “خروج العبادي منتصرا من هذه المواجهة، فيما يواجه البارزاني شبح تفكك وحدة الإقليم الكردي بخسارته الكبيرة في كركوك”.

 

وشهدت كركوك عمليات نزوح كبيرة لسكانها نحو مدينتي أربيل والسليمانية المجاورتين.

 

وحاول رئيس الوزراء العراقي تهدئة المخاوف في كركوك في ظل توالي الأنباء عن التصعيد العسكري وإمكانية اندلاع اقتتال واسع فيها.

 

وقال العبادي في بيان إن “واجبي هو العمل وفق الدستور لخدمة المواطنين وحماية وحدة البلاد التي تعرضت لخطر التقسيم نتيجة الإصرار على إجراء الاستفتاء الذي نظم من قبل المتحكمين في إقليم كردستان ومن طرف واحد”.

 

وهاتف العبادي النائب الأول لمحافظ كركوك راكان الجبوري، وكلفه بمهام إدارة المحافظة مؤقتا إلى حين انتخاب محافظ جديد خلفا للمحافظ المقال نجم الدين كريم، الذي توارى عن الأنظار مع بدء القوات العراقية التوغل في المدينة.

 

وفيما أهاب العبادي بسكان كركوك “التعاون مع قواتنا المسلحة الملتزمة بتوجيهاتنا المشددة بحماية المدنيين بالدرجة الأولى وفرض الأمن والنظام وحماية منشآت الدولة ومؤسساتها”، دعا قوات البيشمركة إلى “أداء واجبها تحت القيادة الاتحادية باعتبارها جزءا من القوات العراقية المسلحة”.

 

ولم تصدر بيانات واضحة من أربيل بشأن التطورات المتسارعة، لكن قيادة قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني اتهمت قوة إيرانية داخل الحشد الشعبي بالهجوم على كركوك، متجنبة الإشارة إلى القوات العراقية.

 

وتعهدت البيشمركة بـ”الدفاع عن كردستان”، لكنها لم تتحدث عن تحركات محددة للرد على التطورات.

 

قوات سوريا الديمقراطية تخوض معركتها الأخيرة في الرقة

الهجوم الأخير يأتي بعد خروج نحو ثلاثة آلاف مدني إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بموجب اتفاق بين مجلس الرقة المدني ومقاتلين محليين من داعش.

 

المعركة ‘الأقوى’

 

بيروت- تخوض قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، معارك هي “الأقوى” ضد داعش في مدينة الرقة في هجومها الأخير ضد جيوب الجهاديين المتبقية في معقلهم الأبرز سابقا، وفق ما قالت متحدثة الاثنين.

 

وقالت المتحدثة باسم حملة “غضب الفرات” جيهان شيخ احمد لفرانس برس عبر الهاتف “تخوض قوات سوريا الديمقراطية حاليا معارك هي الأقوى في مدينة الرقة”، مشيرة إلى أنه “من خلال هذه المعركة سيكون إنهاء الوجود الداعشي وهذا بحد ذاته يعني إما موت داعش او استسلامه، أي القضاء عليه” في كلا الحالتين.

 

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية الاحد عن الهجوم الأخير لإنهاء وجود داعش في الرقة، والذي لا يزال يتحصن في مواقع عدة في وسط وشمال المدينة بينها أحياء الاندلس والبدو كما في الملعب البلدي والمستشفى الوطني.

 

واوضحت شيخ احمد ان “عناصر داعش المتبقين يقاومون خاصة ان جرى التحضير منذ زمن طويل للمعركة” في الأحياء الذين لا يزالون يتواجدون فيها شمال المدينة مثل حيي المطحنة والاندلس.

 

واضافت ان تنظيم داعش كان يتوقع المعركة على هذه الجبهة وبالتالي فإنها “مناطق محصنة ومزروعة بألغام كثيفة”.

 

ومنذ إعلانها المرحلة الأخيرة من المعركة الاحد، حققت قوات سوريا الديمقراطية تقدما وتمكنت من السيطرة على حي البريد (شمال غرب)، وفق شيخ احمد التي اشارت الى ان القوات تسعى اليوم “لتحرير حيي الاندلس والمطار” (شمال).

 

ويأتي الهجوم الأخير بعدما خرج السبت نحو ثلاثة آلاف مدني الى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية بموجب اتفاق بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر ومقاتلين محليين من تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وخرج بموجب الاتفاق ايضا 275 شخصا بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وافراد من عائلاتهم دون ان تعرف وجهتهم حتى الآن.

 

وباتت مدينة الرقة، “خالية تماما من المدنيين الذين كان يأخذهم داعش دروعا بشرية”، وفق ما كان قال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو لفرانس برس الاحد.

 

واوضح سلو “لم يعد هناك سوى 250 الى 300 ارهابي اجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم افراد من عائلاتهم” في الرقة.

 

«سوريا الديمقراطية» تعلن سيطرتها على الرقة بشكل كامل

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

أعلنت، اليوم (الثلاثاء)، قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها الكاملة على مدينة الرقة، أبرز معقل لتنظيم “داعش” الارهابي في سوريا، وفق ما أكد المتحدث الرسمي باسمها لوكالة الصحافة الفرنسية.

 

وقال الناطق الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية طلال سلو للوكالة عبر الهاتف “تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة”، مضيفا “سيطرت قواتنا بالكامل على الرقة”.

 

وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد التنظيم من الملعب البلدي، آخر جيب تحت سيطرته وسط مدينة الرقة السورية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي قال مديره رامي عبد الرحمن للوكالة “تمكنت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي من السيطرة على الملعب البلدي، بعد اقتحامه وتمشيط معظمه”، مشيراً الى “استسلام معظم مقاتلي التنظيم”.

 

وقال شاهد عيان من وكالة أنباء (رويترز) إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة رفعت رايتها داخل استاد الرقة اليوم؛ وهو أحد آخر المواقع التي كانت متبقية تحت سيطرة التنظيم في المدينة. فيما افاد مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية الوكالة بأنه تم رفع

الراية وسط الاستاد حيث انتهى القتال، ولكن لم يتم تطهيره بعد من الألغام

 

«الشرق الأوسط» في الرقة… معارك وسحب دخان في انتظار التحرير

الرقة: كمال شيخو

غطت سحب الدخان سماء الرقة وسُمع أزيز رصاص القناصة وهدير القنابل. وبات إعلان تحرير المدينة رهن المعارك الأخيرة مع الأجانب في تنظيم {داعش} الذين يقاتلون «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية في جيوب المدينة الواقعة شرق سوريا.

 

وقال مصطفى بالي، رئيس دائرة الإعلام في «قوات سوريا الديمقراطية» لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «هناك بين 300 و400 عنصر غالبيتهم من جنسيات أجنبية يقاتلون في المدينة»، وإن تحرير المدينة سيتم خلال أيام بعد أن تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من تحرير أحياء الأندلس والنهضة والبدو والسخاني وسط الرقة أمس، وقامت بإجلاء نحو مائتي مدني هربوا من قبضة التنظيم.

 

ولوحظ أن شوارع المدينة، التي حولها تنظيم داعش إلى عاصمة مزعومة، باتت مكسوة بالركام وحطام الأبنية. وشقت جرافات عسكرية ممراً ضيقاً بين الأزقة والحارات الجانبية لعبور السيارات. ولدى التجول بين المناطق المحررة، تبدو مظاهر الدمار الذي حل بها واضحة جراء المعارك العنيفة، حيث يمكن رؤية بعض المنازل التي أصبحت أثراً بعد عين ولم يبقَ منها سوى الأطلال. أما التي نجت من القصف، فلم تسلم أبوابها ونوافذها من ضغط الانفجارات في المناطق المحيطة بها.

 

وتوقفت الحياة في المدينة وليس هناك سوى أصوات قصف طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وقذائف الهاون ورصاص القناصة. أما سماء الرقة فقد غطتها سحب الدخان… في انتظار إعلان تحرير عاصمة «داعش».

 

كيف خسر تنظيم «داعش» الرقة في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

الرقة التي سيطرت عليها «قوات سوريا الديمقراطية» اليوم (الثلاثاء) مدينة عمرها آلاف السنين، وقد تحولت في عام 2014 إلى أبرز معاقل تنظيم داعش في سوريا.

جغرافياً:

 

تتمتع مدينة الرقة بموقع استراتيجي في وادي الفرات عند مفترق طرق مهم، وهي قريبة من الحدود مع تركيا، وتقع على بعد 160 كيلومتراً (كلم) شرق حلب، وعلى بعد أقل من مائتي كلم من الحدود العراقية.

 

وأسهم بناء سد الفرات على مستوى مدينة الطبقة الواقعة إلى الغرب منها في ازدهار مدينة الرقة التي لعبت دورا مهما في الاقتصاد السوري بفضل النشاط الزراعي.

تاريخياً:

 

بلغت مدينة الرقة أوج ازدهارها في عهد الخلافة العباسية. في عام 722م أمر الخليفة المنصور ببناء مدينة الرافقة على مقربة من مدينة الرقة، واندمجت المدينتان في وقت لاحق.

 

بين عامي 796 و809م استخدم الخليفة هارون الرشيد الرقة عاصمة ثانية إلى جانب بغداد، لوقوعها على مفترق طرق بين بيزنطية ودمشق وبلاد ما بين النهرين. وبنى فيها قصورا ومساجد.

 

وفي عام 1258م دمر المغول مدينتي الرافقة والرقة على غرار ما فعلوا ببغداد.

 

وفي الوقت الحالي تغيرت طبيعية الرقة، وأصبحت وجهة للاشتباكات العنيفة. وهذه أهم المحطات:

مارس (آذار) 2013:

 

بعد عامين من بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري، تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على مدينة الرقة لتكون أول مركز محافظة في سوريا يخرج عن سلطة النظام. واعتقل مقاتلو المعارضة المحافظ وسيطروا على مقر المخابرات العسكرية في المدينة؛ أحد أسوأ مراكز الاعتقال في المحافظة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

 

يناير (كانون الثاني) 2014:

 

اندلعت معارك عنيفة بين تنظيم داعش ومقاتلي المعارضة وبينهم «جبهة النصرة» في بداية هذا الشهر، وانتهت بسيطرة التنظيم على كامل مدينة الرقة في 14 من الشهر ذاته.

 

يونيو (حزيران) 2014:

 

أعلن تنظيم داعش إقامة ما تسمى «الخلافة» انطلاقا من مساحة واسعة من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا.

 

أغسطس (آب) 2014:

 

بات تنظيم داعش يسيطر بشكل كامل على محافظة الرقة بعد انتزاع مطار الطبقة من قوات النظام. وفرض التنظيم المتشدد قوانينه على الرقة، مستخدما كل أساليب الترهيب.

 

يونيو (حزيران) 2015:

 

خسر تنظيم داعش بعض البلدات عند أطراف المحافظة؛ أبرزها تل أبيض وعين عيسى التي سيطرت عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية. ولجأ إلى الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس وعمليات الاغتصاب والسبي والخطف والتطهير العرقي والرجم… وغيرها من الممارسات الوحشية في الرقة، ففرض سيطرته ونشر الرعب بين الناس. وحرص التنظيم على استخدام كل التقنيات الحديثة لتصوير فظاعته على أشرطة فيديو نشرها على الإنترنت.

 

نوفمبر (تشرين الثاني) 2016:

 

بدأت «قوات سوريا الديمقراطية» حملة عسكرية واسعة لطرد تنظيم داعش منها. وكان عدد سكان المدينة يبلغ نحو 300 ألف، بينهم نحو 80 ألفا من النازحين خصوصا من منطقة حلب، بالإضافة إلى آلاف المتشددين مع عائلاتهم.

 

يونيو (حزيران) 2017:

 

دخلت «قوات سوريا الديمقراطية» المدينة، وتمكنت في 1 سبتمبر (أيلول) من السيطرة على المدينة القديمة التي يحيط بها سور الرافقة الأثري العائد إلى العصر العباسي.

 

سبتمبر (أيلول) 2017:

 

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» أن حملة «غضب الفرات» شارفت على النهاية.

 

أكتوبر (تشرين الأول) 2017:

 

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» في يوم 16 من هذا الشهر، السيطرة على دوار النعيم في وسط الرقة أيضاً الذي أطلق عليه السكان اسم «دوار الجحيم» بسبب الاعتداءات الوحشية وعمليات الإعدام الجماعية التي نفذها التنظيم عليه، وقد استخدمه في الأشهر الأولى من سيطرته على المدينة لعرض رؤوس الأشخاص الذين كان يعدمهم بقطع الرأس، بغية زرع الخوف والترهيب.

 

وفي هذا اليوم (الثلاثاء)، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» السيطرة بشكل كامل على مدينة الرقة و«انتهاء العمليات العسكرية» فيها.

 

«سوريا الديمقراطية» تواجه «الدواعش» الأجانب في الرقة

قوات النظام تفاجئ التنظيم في دير الزور

بيروت: «الشرق الأوسط»

اقتربت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من السيطرة كامل مدينة الرقة معقل «داعش» شمال سوريا. وواصل أمس مقاتلوها، هجومهم على ما تبقى من أحياء يسيطر عليها العناصر الأجانب في التنظيم المتطرف والذين رفضوا التسليم. وفيما كان هؤلاء العناصر يستميتون في التصدي للقوات المهاجمة، باغتت قوات النظام السوري «داعش» داخل مدينة دير الزور بحيث أفيد عن بدء هذه القوات هجومها على أحياء داخل المدينة بعد إطباق الحصار عليها.

وقالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد إن «قوات سوريا الديمقراطية» تخوض معارك هي الأقوى في المدينة التي دخلتها في شهر يونيو (حزيران) الماضي، معلنة «تحرير حي المطحنة والمطار وحي الأندلس»، فيما أفاد «المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية» عن تحرير حي الكرد، لافتا إلى أن «المعارك لا تزال تجري وبقوة في كل من حي البدو وسخاني ودوار النعيم».

وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» قد أطلقت الأحد ما سمته «الهجوم النهائي» داخل الرقة بعد خروج نحو ثلاثة آلاف مدني فضلاً عن عشرات المقاتلين المحليين في صفوف التنظيم المتطرف من المدينة، بموجب اتفاق بوساطة وجهاء عشائر. وتقاتل القوات ذات الغالبية الكردية المدعومة أميركيا ما يُقارب 300 عنصر يتواجدون في نحو عشرة في المائة من مساحة المدينة.

وقالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد لـوكالة الصحافة الفرنسية»: «تخوض قوات سوريا الديمقراطية حالياً معارك هي الأقوى في مدينة الرقة»، مشيرة إلى أنه «من خلال هذه المعركة سيكون إنهاء الوجود الداعشي وهذا بحد ذاته يعني إما موت داعش أو استسلامه، أي القضاء عليه». وأوضحت شيخ أحمد أن «عناصر داعش المتبقين يقاومون»، لافتة إلى أن المواقع التي يسيطرون عليها «محصنة ومزروعة بألغام كثيفة».

ومن داخل الرقة، قال المقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية شورش حلب (22 عاماً) «تمشط قواتنا المنطقة حالياً لكنها لم تدخل المستشفى حتى الآن»، مشيراً إلى أنه لم يعد باستطاعة التنظيم استخدام المدنيين كدروع بشرية.

وقالت إلهام أحمد الزعيمة السياسية في «قوات سوريا الديمقراطية» إنها تتوقع الإعلان عن انتهاء الحملة ضد التنظيم المتشدد في الرقة في غضون ساعات أو أيام. لكن المتحدث باسم قوات التحالف قال إنه لا يمكنه تحديد إطار زمني للعملية.

وعلى وقع المعارك الأخيرة التي تشهدها الرقة، شنت قوات النظام السوري وحلفاؤها هجوما جديدا على «داعش» في دير الزور طال الأحياء الداخلية للمدينة هذه المرة. وقال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «وبإطار سعيها لتحقيق تقدم أوسع على حساب (داعش)، تعمد قوات النظام إلى تنفيذ عمليات متزامنة في محافظة دير الزور، مدعمة بالمسلحين الموالين لها وبقيادة من القوات الروسية، بهدف تشتيت التنظيم وتفريق قوته، وإشغاله على أكثر من جبهة للحيلولة دون نقل المقاتلين والتعزيزات من جبهة إلى أخرى». وأشار «المرصد» إلى معارك مندلعة على 3 جبهات بشكل متزامن بين النظام والتنظيم في دير الزور، وهي جبهة ريف دير الزور الشرقي وجبهة شرق الفرات عند الضفاف المقابلة للمدينة، والجبهة الثالثة وهي جبهة مدينة دير الزور، التي اندلع القتال فيها يوم أمس الاثنين بشكل عنيف. ويتركز القتال بين الطرفين حاليا في حيي الصناعة والعمال، وسط تقدم لقوات النظام على محاور في الحيين، بالتزامن مع قصف عنيف تشهده المدينة، وفق ما أكّد المرصد.

كذلك، تشهد الضفاف الشرقية من نهر الفرات المقابلة لمدينة دير الزور اشتباكات على 3 محاور فيها، إذ تدور معارك عنيفة في قرية حطلة وفي محيط قرية الحسينية وفي قرية الصالحية. وقال المرصد إن قوات النظام تمكنت من السيطرة على معظم قرية الحسينية، كما تقدمت في قرية الصالحية.

 

دي ميستورا في موسكو تمهيدا لمفاوضات جنيف السورية

أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا أنه سيبحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الأربعاء استئناف مفاوضات جنيف حول سوريا، بينما تناقش الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية تشكيل وفد موسع يمثلها في المفاوضات المقبلة.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” عن دي ميستورا قوله إنه سيبحث مع لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تنفيذ اتفاق خفض التصعيد في سوريا، و”استئناف العملية التفاوضية في جنيف وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254″.

وكان دي ميستورا أعلن عن جولة ثامنة من مفاوضات جنيف ستبدأ في موعد لا يتجاوز نهاية الشهر الجاري، لكن مصدرا في الخارجية الروسية قال إن المفاوضات قد تبدأ الشهر المقبل، مشيرا إلى أن كل شيء يعتمد على من سيمثل المعارضة السورية في الاجتماع.

وعقدت الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعها الدوري في الرياض الأحد، وناقشت توسعة الهيئة العليا وإدخال المزيد من الشخصيات ولا سيما من داخل سوريا، تمهيدا لتشكيل وفد جديد للمفاوضات القادمة بتمثيل أوسع لشرائح المعارضة.

ونقلت صحيفة القدس العربي مؤخرا عن مصادر مقربة من السفارة الروسية في دمشق، أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته إلى موسكو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الرياض لا ترى مشكلة في بقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا لمرحلة انتقالية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

الانتشار التركي بإدلب في ميزان السوريين

صهيب الخلف-إدلب

تباينت ردود أفعال السوريين بشأن دخول قوات تركية إلى محافظة إدلب السورية؛ ففي حين رآها البعض إنقاذا للثورة السورية وحماية للمنطقة الخارجة عن سيطرة النظام، رآها آخرون إعلانا عن توقف الثورة وتجميد القتال ضد نظام الأسد بعد سبع سنين من الظلم الذي عاشه الشعب السوري.

 

فقد عبر رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات عن دعمه للعملية العسكرية التركية في إدلب، أما كبير المفاوضين السوريين محمد صبرا فقد رأى أن تركيا أصبحت خنجرا في ظهر الثورة بعد تحالفها مع أعداء الثورة روسيا وإيران.

تحفظ الفصائل

وفي وقت تحفظت فيه فصائل المعارضة السورية المسلحة في إدلب على الإدلاء بأي تصريح حول التدخل التركي بشكل رسمي، قال أنس نجيب القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية عبر حسابه في تويتر إن تدخل الجانب التركي في إدلب يعكس حرصهم على حياة الناس في المناطق “المحررة”، وعلى حقن دمائهم والحفاظ على سلامتهم .

بدوره، بيّن الداعية السوري الشيخ حسن الدغيم أن مؤتمر أستانا والتدخل التركي لم يكونا من أهداف ثورة الشعب السوري، لكن الكوارث الكثيرة التي تعرض لها هذا الشعب دفعته لقبول انتشار القوات التركية كي لا يواجه مصير سكان الموصل والرقة.

 

وكانت مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة شهدت مظاهرات كبيرة، تميزت بحمل أعلام الثورة السورية بشكل كثيف، وحملت في كثير من المظاهرات لافتات رحبت بدخول القوات التركية، واستفاد المتظاهرون من توقف المقاتلات الروسية وتلك التابعة للنظام السوري عن التحليق في أجواء المحافظة؛ فانطلقوا للتظاهر بأعداد كبيرة وفي مدن مختلفة.

 

وحول موقف السوريين في إدلب من دخول القوات التركية، قال رئيس مجلس محافظة إدلب غسان حمو إن المجتمع الدولي يحاول أن يدير الأزمة منذ البداية، ولا يشارك في حلها، وإن تركيا إذا لم تتدخل بقوة في سوريا فهذا سيتركنا في مواجهة سيناريوهات سيئة، موضحا أن ثمة أطرافا تدفع النظام السوري إلى العمل على استعادة إدلب ، ورأى أن الانتشار التركي داخل إدلب من شأنه أن يحفظ حياة أربعة ملايين إنسان يعيشون في هذه المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام.

 

تفاؤل

وقال مدير المؤسسة السورية للإعلام -التي تعمل داخل إدلب- الصحفي أحمد عاصي إنه ينظر إلى دخول القوات التركية إلى سوريا بتفاؤل، ويأمل أن يكون لهذه القوات دور في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة التي ذاقت الويلات من الدمار والتشريد.

 

لكنه حدد الموقف من هذه القوات بقدرتها على تحقيق مكاسب للثورة السورية، مثل منع تقسيم سوريا إلى دويلات، والمحافظة على وحدة التراب السوري، بعيدا عن خلق تجمعات صغيرة تكون التبعية فيها لإحدى الدول المؤثرة إقليميا في القضية السورية.

 

ولفت عاصي إلى ضرورة تفعيل دور المؤسسات الثورية لتعمل مستقلة، لتستطيع تأمين ظروف معيشية أفضل لسكان المنطقة، منبها في الوقت نفسه إلى أن عدم قدرة القوات التركية على تحقيق شيء إيجابي للمنطقة سيجعل تدخلها غير مفيد وغير مجد.

المصدر : الجزيرة

 

تضعهم على طريق الانحراف.. الحرب تنتهك الطفولة بسوريا

دمشق – الخليج أونلاين (خاص)

ما زالت الحرب التي تعيشها سوريا منذ أكثر من ست سنوات، تلقي بظلالها السوداوية القاتمة على حياة السوريين، لا سيما الأطفال.

 

تتحدث تقارير دولية عن ملايين من الأطفال السوريين جعلتهم الأوضاع التي يمر بها بلدهم، يعانون مشاكل مختلفة، من أخطرها الانحراف.

 

وفي وقت يجب التحاق الأطفال بالدراسة، ونيل فرصة لتعليم جيد يبني مستقبلهم الذي تعتمد عليه بلدهم، ابتعدت أعداد كبيرة منهم عن المدرسة.

 

الأطفال السوريون يعتبرون الحلقة الأشد ضعفاً، والفئة الأكثر تأثراً بمجريات الأحداث في سوريا وانعكاساتها، مقارنة بالفئات الأخرى، بحسب ما يشير الباحث الاجتماعي غيث فارس.

 

في حديثه لـ”الخليج أونلاين” قال فارس: “الأعمال العسكرية التي تعيشها سوريا صبغت حياة الأطفال السوريين بمظاهر العنف والقتل والدمار والهروب والنزوح”، ويرى أن هذه الأحداث “ولَّدت في نفوس الأطفال الخوف والعديد من الأمراض النفسية والجسدية، التي تحتاج إلى عقود طويلة، وإمكانات مادية وفنية كبيرة للشفاء منها، والتخلص من آثارها”.

 

وبين أن من “أهم المظاهر التي ظهرت على سلوك الأطفال، خاصة الذكور منهم، هي العدوانية الشديدة والعنف في سلوكهم اليومي تجاه أقرانهم”.

 

ولفت الباحث الاجتماعي الانتباه إلى أن “حقوق الطفل السوري في التعلم والعلاج واللعب، وغيرها من الحقوق التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل والمواثيق الدولية ذات الشأن، منتهكة في سوريا بشكل صارخ، وهي حالة عامة في جميع المناطق بالبلاد”.

 

وأضاف: “لم تعد هناك مدارس كافية، ولا ملاعب ولا مشافٍ بعد أن عمد النظام إلى تدميرها بطريقة ممنهجة، اعتمد فيها سياسة الأرض المحروقة، ما تسبب بتحويل الملايين من الأطفال إلى مشردين ويتامى ومتسربين من المدارس، تم رميهم على قارعات الطرق”.

 

وبيَّن أن “هؤلاء الأطفال أصبحوا عرضة لجميع أشكال الانحراف والتطرف، والتجنيد في جماعات ذات توجه ديني متطرف؛ وذلك في ظل تراجع دور المؤسسات الأسرية والتعليمية، التي فقدت دورها التربوي والتوجيهي بسبب الفوضى العارمة التي تعيشها البلاد”.

 

المرشد النفسي ضياء السالم أكد أن “وضع الطفولة في سوريا محرج جداً؛ لهول المصائب والأمراض النفسية التي يعاني منها الأطفال”، مشيراً إلى أن “علاج الآثار النفسية التي سببتها الحرب يحتاج إلى مؤسسات كبيرة، ومنظمات دولية متخصصة، وكوادر بشرية استثنائية تستطيع القيام بهذه المهمة”.

 

وأشار في حديث لـ”الخليج أونلاين” إلى أن “من أهم الأمراض التي يعانيها الأطفال بسبب الحرب هي الخوف والرهاب والاضطرابات النفسية والسلوكية، والاكتئاب والميل للوحدة، والقلق والتبول اللاإرادي، والسلوك العدواني، أو ما يسمى بعلم النفس بأمراض الصدمة، وما بعد الصدمة التي تمتد آثارها إلى سنوات طويلة”.

 

ولفت السالم النظر إلى أن “الصدمة التي تصيب الأطفال خلال الحروب والكوارث، غالباً ما ينجم عنها خوف مزمن، تستمر آثاره إلى ما بعد انتهاء الحروب، وترتبط بكل ما يذكر فيها من أحداث وأصوات، مثل أصوات الطائرات والانفجارات وصفير القذائف وأزيز الرصاص، فيقابلها الطفل بالبكاء أو العنف أو الغضب”.

 

تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية، أشارت إلى حجم الكارثة التي تعيشها الطفولة في سوريا.

 

وأكدت تلك التقارير وجود “قرابة 12 مليون طفل سوري بحاجة إلى المساعدة الإنسانية الفورية”، وذكرت أيضاً أن “أكثر من مليوني طفل في المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام لم تصلهم إلا مساعدات إنسانية محدودة منذ بداية الصراع”.

 

وبين بحث أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن “نحو مليون طفل سوري فقدوا والديهم أو أحدهما، وأن الرقم ارتفع بنحو 200 ألف يتيم مقارنة بالعام 2015، حيث أشارت البحوث إلى أن هذه الكارثة تعد أكبر من الأزمة السورية ذاتها”.

 

وأشارت اليونيسف إلى أن “الأطفال السوريين تعرضوا لأبشع الانتهاكات وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وقانون محكمة الجنايات الدولية، واتفاقية حقوق الطفل منذ بدء الحراك الثوري في سوريا.

 

ولفتت الانتباه إلى أن “النظام قام باعتقال أعداد كبيرة من طلاب المدارس، وتم تعذيبهم بشكل وحشي”.

 

وأضافت المنظمة الدولية أن “عدد الأطفال المعتقلين في سجون النظام يزيد عن عشرة آلاف طفل”، مشيرة إلى أنه “تم توثيق مقتل أكثر من عشرة آلاف طفل آخرين؛ نتيجة القصف والتعذيب والقتل بالسلاح الكيماوي”.

 

شروق العامر (48 عاماً)، وهي معلمة وأم لثلاثة أطفال، أكدت أن “الحرب وأحداثها انعكست على حياة الأطفال السوريين بشكل كبير، وحولت حياتهم إلى مجرد حرب يومية مع كل ما يتصل بها”، مشيرة إلى أن “ألعابهم باتت تحاكي ما يحدث على الأرض السورية من أعمال عسكرية”.

 

وقالت في حديث لـ”الخليج أونلاين”: إن “رسوم وألعاب الأطفال أصبحت كلها عبارة عن معارك، تنقل مشاهداتهم إلى الورق وباحات اللعب المتوفرة، فبدلاً من أن يرسموا صورة السماء الصافية والشمس المشرقة والأرض الخضراء والبيت الجميل والنهر يحيط به، وهي رسومهم المعتادة قبل الثورة السورية، أصبحوا يرسموا الطائرات المحلقة، والأبنية المهدمة، والصواريخ والأسلحة الحربية”.

 

وأضافت: “تحولت ألعاب الأطفال إلى معارك بالأسلحة الخشبية، ونصب الكمائن والحواجز، بدلاً عن اللعب في المراجيح وممارسة ألعاب التسلية الأخرى، التي فقدت من البيوت والساحات والحدائق”.

 

وتابعت: “لقد طغت مصطلحات الواقع الحربي على جميع مفرداتهم المستخدمة، فأصبحت تسميات الجيش الحر، والجيش النظامي، وداعش والنصرة، والمعارك، والطيران، والهاون، والدبابة، والقناص، والصراع بين هذه المكونات، هي المفردات المستخدمة في ألعابهم اليومية”.

 

يقول الطفل معاذ 10 سنوات: “ما في عنا مدارس وأنا أُمضي وقتي في اللعب مع رفقاتي في الشارع”.

 

وأشار إلى أنه ورفاقه يصنعون من مواسير المياه اللينة، وبعض الأدوات الحديدية، بنادق ومسدسات ويستخدمونها في ألعابهم الحربية اليومية.

 

وتمنى في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن “تنتهي الحرب ونعود أنا ورفقاتي إلى المدرسة”.

 

الجيش الأميركي: استعادة 90% من الرقة من داعش

قوات سوريا الديمقراطية تطرد عناصر التنظيم من الملعب.. آخر معاقل “داعش” بالمدينة

العربية.نت، وكالات

أفاد الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، بأنه يمكنه فقط تأكيد استعادة نحو 90 بالمئة من مدينة الرقة السورية من متشددي تنظيم داعش حتى مع إعلان قوات تساندها الولايات المتحدة النصر.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية مسلحة، إن القتال انتهى، وإنها تطهر استاد المدينة من الألغام ومن أي فلول المتطرفين.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تطهير مدينة الرقة بالكامل من تنظيم “داعش”.

وقال المرصد إن عناصر “داعش” الأجانب في الرقة استسلموا إلى التحالف الدولي.

وأكد الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديموقراطية، طلال سلو، لفرانس برس عبر الهاتف، أنه “تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة، وسيطرت قواتنا بالكامل على المدينة”.

كما أشار سلو إلى أن “عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة إن وجدت وتطهير المدينة من الألغام” التي زرعها الإرهابيون وسط الرقة.

وقال شاهد من “رويترز”، إن قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، رفعت رايتها داخل استاد الرقة، الثلاثاء، وهو أحد آخر المواقع التي كانت متبقية تحت سيطرة تنظيم “داعش” في المدينة.

وذكر مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية، أنه تم رفع الراية في وسط الاستاد حيث انتهى القتال.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على المستشفى الوطني في وسط مدينة الرقة بعد قليل من سيطرتها على دوار النعيم إثر معارك عنيفة مع ما تبقى من مقاتلي “داعش” في المدينة.

ويقع دوار النعيم إلى الشرق من الملعب البلدي في الرقة، وكان يستخدمه التنظيم سابقاً مسرحاً لعمليات الإعدام والصلب وتنفيذ العقوبات أثناء سيطرته على المدينة.

وأكدت القوات في بيان، أنها “حررت بشكل كامل” دوار النعيم الذي كان سكان المدينة يطلقون عليه “دوار الجحيم” أثناء سيطرة التنظيم المتطرف على المدينة التي كانت أبرز معاقله لثلاثة أعوام.

ومنذ إعلان المرحلة الأخيرة من معركة الرقة، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم عبر السيطرة على حي البريد إلى الشمال الغربي من الرقة، وسط سعيها الحثيث للسيطرة على حيي الأندلس والمطار في الشمال.

 

القوات العراقية تسيطر على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا

العربية.نت، رويترز

سيطرت القوات العراقية على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا بعد انسحاب قوات البيشمركة، وذلك بعد سيطرتها على ناحية #بعشيقة التي تقطنها غالبية من الأيزيديين شرق #الموصل إثر انسحاب البيشمركة.

وكانت قوات أيزيدية، منضوية تحت ميليشيات الحشد الشعبي، قد سيطرت في وقت سابق من اليوم على قضاء سنجار في سهل نينوى بعد انسحاب قوات البيشمركة.

وأوضحت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان أن مهمة حماية قضاء سنجار أوكلت إلى مقاتلي البيشمركة الأيزيديين، إضافة إلى مجموعات أيزيدية أخرى منخرطة في ميليشيات الحشد لتجنب الاقتتال.

كذلك قالت مصادر أمنية إن قوات البيشمركة انسحبت من منطقة خانقين على الحدود بين العراق وإيران في الوقت الذي استعدت فيه القوات العراقية للسيطرة على مواقعها. ويقيم في المنطقة عدد كبير من الأكراد وبها حقل خانة النفطي الصغير.

من جهة أخرى، أعلنت قوات مكافحة الإرهاب سيطرتها على قضاء الدبس شمال غربي كركوك، وبدء عودة العائلات التي فرت الاثنين من منازلها بسبب الاشتباكات العنيفة.

وكشفت قوات مكافحة الإرهاب أن عناصر من حزب العمال الكردستاني ارتدوا ملابس سوداء، وتنكروا في زي تنظيم #داعش، وهاجموا قرى الدبس وأطلقوا النار على المدنيين، مدعين أنهم عناصر تابعة للتنظيم.

 

المرصد: مقتل 3250 شخصاً خلال معارك الرقة

بيروت – فرانس برس

تسببت المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولي، بقيادة أميركية، ضد تنظيم #داعش في الرقة، بمقتل نحو 3250 شخصاً، بينهم 1130 مدنياً، خلال أكثر من أربعة أشهر، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: “تسببت المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش في مدينة #الرقة منذ اندلاعها في الخامس من حزيران/يونيو بمقتل نحو 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً على الأقل”، لافتاً إلى أن “270 طفلاً على الأقل” هم من ضمن حصيلة المدنيين.

وأكد عبد الرحمن “وجود مئات المفقودين من المدنيين الذين يرجح أنهم تحت الأنقاض” في الرقة حيث تسببت المعارك وغارات التحالف الدولي الداعمة لقوات سوريا الديموقراطية بدمار كبير في الأبنية والبنى التحتية.

وأعلنت “سوريا الديموقراطية”، المؤلفة من فصائل كردية وعربية، سيطرتها الثلاثاء بشكل كامل على مدينة الرقة التي كانت تعد المعقل الأبرز لتنظيم “داعش” في سوريا.

وتشكل سيطرة هذه القوات على مدينة الرقة نكسة كبرى للتنظيم الذي مني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور، أدت إلى تقلص مساحة “الخلافة” التي أعلنها في البلدين منذ العام 2014.

 

الشرق الأوسط” تكشف عن مسارين للحل السياسي في سوريا

دبي – قناة العربية

كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مسارين للحل السياسي في سوريا، أولهما يدفع باتجاهه المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، ويقوم على إجراء مفاوضات في جنيف لتنفيذ القرار 2254 لبحث السلال الأربع المتعلقة بالحكم والدستور والانتخابات.

والثاني هو خطة روسية تتضمن حواراً بين ممثلي المصالحات والمجالس المحلية المنبثقة من اتفاقات خفض التصعيد وإقرار خيار سوريا الاتحادية اللامركزية.

مصادر أوروبية كشفت للصحيفة أن اتفاقات خفض التصعيد كانت اللبنة الأولى.

أما الثانية فستكون بدعوة المجالس المحلية المنبثقة من هذه الاتفاقات والإدارات الذاتية الكردية والاتفاقات التي عقدها الجيش الروسي تحت مسمى “المصالحات” وبعض معارضي الخارج وممثلي النظام السوري إلى مؤتمر في قاعدة حميميم.

الاجتماع الذي قد يعقد أول الشهر المقبل سيكون بحضور إعلامي واسع وسيبحث خمسة بنود:

*الوضع العام

*خفض التوتر بين الأطراف

*الدستور

*تشكيل لجان تفاوضية

*التمهيد لمؤتمر شامل يعقد في مطار دمشق الدولي يشارك فيه معارضون من الخارج بضمانات روسية

هذا المؤتمر سيقر مبدأ الحل السياسي وبحث المسودة الروسية للدستور بما يقضي بعلاقة بين الإدارات الذاتية الكردية والنظام، وإقرار إصلاحات سياسية وصولاً إلى انتخابات محلية وبرلمانية تنتهي بانتخابات رئاسية في 2021.

ويشمل هذا التوجه تشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات أوسع.

 

الهيئة العليا للمفاوضات تبحث ضم شخصيات معارِضة جديدة

دبي – قناة العربية

أصدرت #الهيئة_العليا_للمفاوضات السورية بيانا في اختتام اجتماعاتها في الرياض، أعلنت فيه تمسكها بمبادئ الثورة ومطالب الشعب السوري، وفقاً لبيان مؤتمر “جنيف واحد” والقرارات الدولية.

وناقشت الهيئة العليا موضوع توسعة عضويتها وضم المزيد من الشخصيات المعارضة، إضافةً إلى الاستعداد لعقد مؤتمر جديد في الرياض.

ووفقا لمصادر معارضة، فإن الهيئة تبحث في خيارين، أحدهما توسعة الوفد المعارض استنادا إلى مرجعية “مؤتمر الرياض واحد”. أما الخيار الآخر، فهو عقد مؤتمر جديد للمعارضة يؤدي إلى قيادة ومرجعية جديدة.

يذكر أن اجتماعات الهيئة العليا هذه المرة جرت بحضور وفد من الخارجية الفرنسية.

 

ناشط سوري: جنرالات روس يُقنعون مسيحيي القامشلي بالمشاركة بمؤتمر في حميميم

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 أكتوبر 2017

روما- أفاد ناشط سياسي آشوري بأن مسيحيين بالجزيرة سيشاركون في مؤتمر يقيمه الروس في قاعدة حميميم الجوية العسكرية الروسية في الساحل السوري.  وذكر أنه جرى لقاء في مدينة القامشلي، جمع جنرالات روس قادمون من حميميم وشخصيات دينية وسياسية ومدنية واجتماعية ورجال أعمال من المكون المسيحي، بهدف ضمان مشاركتهم في لقاءات ومؤتمرات موسعة تجري في القاعدة الروسية خلال الفترة المقبلة.

 

وأوضح سليمان اليوسف أن هذا اللقاء الموسّع “يأتي في إطار جهود الروس لعقد لقاءات ومؤتمرات في غضون الأسابيع والأشهر القادمة، في قاعدة حميميم، تحت عنوان (سورية ما بعد الحرب)، تشارك فيها معارضات الداخل وممثلين عن مختلف مكونات الشعب السوري وعن النظام”.

 

وليس هذا اللقاء هو الأول من نوعه بين جنرالات روس وممثلين عن المكون المسيحي في القامشلي، ومن المقرر أن يلتقي الوفد الروسي مع شخصيات كردية وعربية أيضاً من المدينة.

 

وأوضح يوسف “طمأن الجنرالات الروس المسيحيين على أن الحرب السورية اقتربت من نهايتها، وأن المطلوب من السوريين الآن البدء بحوارات وطنية شاملة لأجل التوافق على شكل ونظام دولتهم الجديدة، وتحدّثوا بصيغة توحي بأن الروس هم الطرف الوحيد المُمسك بالملف السوري”.

 

وأضاف “تطرق الوفد إلى الملامح العامة لسورية الجديدة، لكن دون الدخول بأي تفاصيل، واكتفى بالتأكيد على أن سورية ستبقى دولة موحّدة، وسيُترك للسوريين وضع دستورهم الجديد وتقرير مصيرهم ومستقبلهم السياسي، وأعربوا عن تمنياتهم أن يُشارك في المؤتمرات المقبلة في حميميم ممثلين من مختلف الأحزاب السريانية الآشورية وعن الكنائس والطوائف والمنظمات والتجمعات المدنية والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية المسيحية، وأن يحمل الوفد مطالب سياسية وقومية وثقافية ودينية”.

 

من جهتهم عبّر المتحدثون المسيحيون عن “استيائهم من الوضع الشاذ في محافظة الحسكة ومن ازدواجية السلطة، النظام والأكراد، وعبروا عن هواجسهم وقلقهم من احتمالات تدهور الوضعي الأمني بسبب هذه الازدواجية، وأكّد الوفد الروسي أن الوضع لن يدوم والجزيرة ستُحكم وتُدار من قبل جميع أبنائها دون هيمنة طرف معين على الأطراف الأخرى، ومن غير المسموح لأي طرف، بما فيه النظام، فرض أجندته الخاصة على الآخرين” وفق قوله.

 

ووفق مصادر ذات صلة، من المتوقع أن تقوم المنظمات والأحزاب والمجالس الكنسية بالتشاور لاختيار ممثليها في الوفد الذاهب إلى مؤتمر حميميم، وسيُشارك في اجتماعات حميميم المقبلة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بجناحه العسكري والسياسي، فيما ستقاطعه كافة التيارات السياسية المرتبطة بالمعارضة السورية على اختلاف إيديولوجياتها.

 

ناشطون يؤكدون “خلو الرقة من مقاتلي داعش الأجانب” ويشككون برواية (قسد)

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 أكتوبر 2017

روما- أكّد ناشطون سوريون من الرقة، ممن يُقيمون خارجها الآن، “عدم صحّة” جميع الأفلام المصوّرة التي نشرتها قوات سورية الديمقراطية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، عن من قالت إنهم أسرى من مقاتلي تنظيم الدولة استسلموا في المدينة، وشددوا على أن المدينة كانت “خالية من أي مقاتلين للتنظيم”، وأن ما تقوم به القوات الكردية هو “مسرحية” غير صحيحة بالمطلق.

 

ونشر ناشطون سوريون من الرقة مجموعة صور وشروحات حول الأشخاص،  الذين ظهروا في الأفلام التي بثّتها القوات الكردية وقالت إنها لأسرى من (داعش)، موضحين “أسماء الأشخاص ومهنتهم وتاريخهم السياسي أو المدني، وبعض الدلائل على عدم علاقتهم بتنظيم الدولة  بأي شكل”. كما قالوا أن بعض الصورة المنشورة للبعض منهم “هم بالأساس خارج الرقة منذ أشهر، وتدّعي القوات الكردية أنها أسرتهم في الرقة” خلال الأيام الأخيرة.

 

ومن جهته قال الصحفي مشعل العدوي “لم تخسر قوات سورية الديمقراطية (قسد) أي مقاتل في الرقة، ولم نُشاهد مقاتل داعشي أجنبي واحد، لا حي ولا ميت، وثبت أن من ظهروا بالصور كمقاتلين محليين هم مجرد مدنيين لا علاقة لهم بالتنظيم الإرهابي ولا بالقتال المسلح”.

 

وقال الناشط في المدينة بسام أبو نبهة “إنها البطولات التي يتحدث عنها الأكراد هي مسرحية فشلة، فحتى جغرافية المدينة لا يعرفونها، ويتحدثون عن اشتباكات بين منطقتين في الواقع هما في غاية البعد عن بعضهما، ولا يمكن أن يكون بينهما أي اشتباك، كما يتحددثون عن مئات الدواعش الراغبين بالخروج من المدينة، بينما هي لا تضم أكثر من مائة من بقايا المقاتلين وجميعهم من أهالي المدينة، ولا واحد أجنبي بينهم، ونتحدى الأراد أن يلقوا القبض على خمسة من بين الـ 400 مقاتل أجنبي التي يتحدث عنهم الأكراد لو كان كلامهم صحيحاً”.

 

كذلك كتب الكاتب السوري علي العائد في تقرير له إن “آخر الأخبار المتداولة عن الرقة في الآونة القريبة الماضية ليست متناقضة فقط حسب مصادرها وحسب أهواء المصرحين بها، بل تفوح منها رائحة الكذب خاصة لجهة أسماء الأحياء التي يسيطر عليها (داعش)، ونسب سيطرة قوات سورية الديمقراطية على الأحياء المحررة”.

 

وأضاف “المؤكد هو وجود ما يمكن تدميره في الرقة، فنسبة الدمار لم تصل بعدُ إلى مئة في المئة. وعدد الجزر التي لا يزال يتحصن فيها المقاتلون الأجانب في (داعش) مبرر كاف لمواصلة القصف، خاصة أن بعض هذه الجزر متباعدة نسبياً، وطيران التحالف أثبت عدم حرصه على حياة المدنيين وعلى بيوتهم”.

 

نتنياهو لوزير الدفاع الروسي: لن نسمح لإيران بالتموضع في سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 أكتوبر 2017

 

القدس-هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لن يسمح لإيران بالتموضع عسكريا في سورية.

 

وجاء ذلك خلال لقاء نتنياهو في مكتبه في القدس مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وحضر اللقاء  وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان.

 

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان وصل وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تم التركيز خلال معظم اللقاء على المحاولة الإيرانية للتموضع عسكريا في سورية، وقال رئيس الوزراء نتنياهو لوزير الدفاع الروسي إنه يجب على إيران أن تدرك بأن إسرائيل لن تسمح بذلك”.

 

واضاف “كما نوقش خلال اللقاء الاتفاق النووي مع إيران،  حيث قال رئيس الوزراء نتنياهو إن إذا لم يتم إصلاح الصفقة، فإنه في غضون 8 إلى 10 أعوام ستمتلك إيران ترسانة من الأسلحة النووية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى