أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2015

أوباما يتحدث عن «تقدم متواضع» للحل في سورية

لندن، واشنطن، موسكو، انقرة، باريس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

نوه الرئيس الأميركي باراك أوباما بحصول «تقدم متواضع» في الاجتماع الوزاري الخاص بسورية في فيينا قبل أيام تمثل باتفاق المشاركين على خريطة طريق للعملية الانتقالية. وحض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، فرنسا علىإعادة النظر بموقفها من الرئيس بشار الأسد بعد الاعتداءات الإرهابية في باريس، لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إن الأسد لا يشكل «مخرجاً» للأزمة. وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون عن «حل وسط» للمسألة وحض وزير الخارجية الأميركي جون كيري المعارضة على تسريع عقد مؤتمر موسع لها استعداداً للتفاوض مع ممثلي النظام.

وقال أوباما في ختام قمة العشرين في أنطاليا أمس، إن «تقدماً متواضعاً حصل باتجاه الوصول إلى حل سياسي في سورية، ذلك أن اجتماع فيينا توصل الى تفاهم مشترك ووضع خريطة طريق لـ «مفاوضات بين النظام والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة لانتقال سياسي وتشكيل حكومة تمثيلية وإقرار دستور جديد وانتخابات»، إضافة إلى وقف للنار بالتزامن مع العملية السياسية. واضاف: «هذه اهداف طموحة» وانه لايزال هناك «عدم اتفاق حول مستقبل الاسد. نحن لا نعتقد ان له دوراً في مستقبل سورية بسبب دوره الوحشي» مع اشارته الى ان «الامر الجديد حالياً انه للمرة الأولى اتفقت كل الدول على عملية سياسية وانه يجب ان تنهي الحرب».

في المقابل، دعا بوتين فرنسا ضمنيا الى اعادة النظر في موقفها حيال ضرورة الرحيل الفوري للرئيس السوري. وقال: «فرنسا هي احدى الدول التي تبنت موقفا متشددا حيال رحيله شخصيا. لقد سمعنا مرارا من اصدقائنا الفرنسيين ان حل المسألة شرط مسبق لاي تغييرات سياسية». وتابع: «لكن هل حمى هذا باريس من اعتداء ارهابي؟ كلا». لكن هولاند قال امام البرلمان المنعقد بمجلسيه في قصر فرساي قرب باريس ان الرئيس «لا يمكن ان يكون مخرج النزاع وعدونا هو داعش».

وكان ديفيد كامرون قال لإذاعة «بي.بي.سي» بعد لقائه بوتين: «كانت الفجوة كبيرة بيننا، نحن الذين يعتقدون أن الأسد يجب أن يرحل فوراً وأمثال بوتين الذين يدعمونه ويواصلون دعمه. أعتقد أن الفجوة تقلصت. أتمنى أن نتمكن من سد الفجوة بشكل أكبر، لكن الأمر يتطلب حلاً وسطاً بين الجانبين».

وجدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان «لا مكان للأسد في مستقبل سورية»، فيما اوضح وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو أنّ الاسد «سيسلم صلاحياته كافة إلى الحكومة الانتقالية التي ستشكّل خلال الفترة المقبلة». وزاد: «سيتمّ تشكيل الحكومة وستستمر في إدارة البلاد لمدة 18 شهراً، وسيتمّ اقرار الدستور الجديد للبلاد خلال هذه الفترة، ومن ثمّ سيتم إجراء الانتخابات الرئاسية التي لن يشارك فيها الأسد». واكد ان قادة العالم المشاركين في قمة مجموعة العشرين لم يناقشوا احتمال شن عملية عسكرية برية في سورية وإن تركيا لا تخطط لتقوم بهجوم كهذا بنفسها.

في واشنطن، أعلن الناطق الخارجية الأميركية جون كيربي إن كيري تحدث مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة في شأن أهمية الخطوات التالية بعد اجتماع فيينا، بينها عقد «اجتماع واسع وشامل للمعارضة السورية وبدء مفاوضات جادة بين المعارضة والنظام وخطوات من أجل وقف جاد لإطلاق النار، واكد كيري ضرورة اتفاق المعارضة على المشاركة في المفاوضات والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل دون معوقات».

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى في موسكو امس مع قدري جميل ممثل «الجبهة الشعبية السورية» المعارضة.

ميدانياً، اعلنت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تضم فصائل كردية وعربية وتحظى بدعم اميركي، الاثنين سيطرتها على مساحة تمتد على 1400 كيلومتر مربع في شمال شرق سورية بعد طرد تنظيم «داعش» منها. وكانت طائرات فرنسية شنت سلسلة من الغارات على مدينة الرقة في شمال سورية شملت مستودع اسلحة ومركز تدريب لـ «داعش»، في رد على ما يبدو على اعلان التنظيم مسؤوليته عن اعتداءات باريس.

 

كيري: «داعش» يفقد السيطرة على أراضٍ في الشرق الأوسط

باريس – رويترز

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (الثلثاء)، إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يفقد السيطرة على أراضٍ في الشرق الأوسط، وإن التحالف الذي تدعمه دول غربية يحقق مكاسب ضد التنظيم.

وقال كيري بعد اجتماع مع الرئيس الفرنسي في باريس: «التعاون في أعلى مستوياته. اتفقنا على تبادل المزيد من المعلومات وأنا على قناعة بأنه على مدى الأسابيع المقبلة سيشعر داعش بضغط أكبر. إنهم يشعرون به اليوم. وشعروا به أمس. وشعروا به في الأسابيع المنصرمة. كسبنا مزيداً من الأرض. وأصبحت لدى داعش أراضٍ أقل».

وأكد كيري أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للاجتماع مع نظيره الأميركي باراك أوباما.

 

غارات التحالف تدمر 116 شاحنة نفط تابعة لـ «داعش» شرق سورية

بيروت – أ ف ب

أعلنت «وزارة الدفاع الأميركية» (بنتاغون) اليوم (الاثنين)، أن غارات جوية نفذها التحالف الدولي بقيادة واشنطن دمرت 116 شاحنة نفط تابعة إلى تنظيم «الدولة الاسلامية»(داعش)، في شرق سورية.

وقالت الوزارة في بيان: «غارات جوية نفذها التحالف الدولي أمس دمرت 116 شاحنة نفط لتنظيم داعش، قرب مدينة البوكمال، الواقعة في محافظة دير الزور في سورية والحدودية مع العراق».

 

«داعش» يهدد بشن هجوم في واشنطن ودول التحالف

القاهرة – رويترز

حذر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مقطع فيديو جديد اليوم (الاثنين)، الدول التي تشارك في شن ضربات جوية في سورية من أنها ستلقى نفس مصير فرنسا، وتوعد بشن هجوم في واشنطن.

وقال رجل في الفيديو المنسوب إلى «داعش»: «نقول للدول التي تشارك فى الحملة الصليبية: والله لك يوم باذن الله كيوم فرنسا والله إن كنا دكينا فرنسا في عقر دارها في باريس فقسماً قسماً لندكن أميركا في عقرها في واشنطن باذن الله تعالى».

 

مجموعة العشرين تتخذ «موقفاً حازماً» لدحر «داعش»

أنقرة – يوسف الشريف

قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمة أمام القمة إن معالجة مشكلة اللاجئين جذرياً تتطلب إيجاد حل سلمي للأزمة السورية والوقوف مع حق الشعب السوري في العيش الكريم في وطنه. وبحث خادم الحرمين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في انطاليا أمس، العلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين وتطورات الأحداث في المنطقة، إضافة إلى مواضيع مدرجة على جدول أعمال القمة. كما استعرض خلال لقائه رئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كامرون، والهند ناريندرا موري، العلاقات بين المملكة وبلديهما، وأوجه التعاون المشترك. كما التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وجدد له إدانة المملكة للأحداث والتفجيرات الإرهابية المؤلمة في باريس، مؤكداً ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة ولتخليص العالم من شُرورها التي تُهدد السلم والأمن العالميين. (للمزيد)

وتعهدت مجموعة العشرين في ختام قمة أنطاليا، تكثيف تعاونها لمكافحة الإرهاب ودحر تنظيم «داعش» إثر ارتكابه مجزرة في باريس الجمعة الماضي. ورفض الرئيس باراك أوباما اتهامات بأن إدارته قلّلت من قوة التنظيم، مكرراً معارضته تغيير الولايات المتحدة استراتيجيتها في التعامل مع الأمر، ونشر قوات على الأرض في المنطقة. إلى ذلك، حض قادة المجموعة «كل الدول» على «المساهمة في معالجة أزمة (اللجوء) ومشاركة العبء الناجم منها، خصوصاً عبر إعادة توطين اللاجئين وحق الدخول الإنساني والمساعدات الإنسانية». وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عقد مؤتمر إنساني حول اللاجئين السوريين في لندن في شباط (فبراير) المقبل.

ووَرَدَ في بيان ختامي أصدرته المجموعة، أن تفاقم الإرهاب يقوّض السلام والأمن الدوليين، ويعرّض للخطر جهود تعزيز الاقتصاد العالمي. وشدد على وجوب الامتناع عن ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو عرق. وقال كامرون: «الهجمات المروّعة في باريس، بعد وقت وجيز على كارثة طائرة الركاب الروسية وبعد تفجيرات أنقرة وهجمات تونس ولبنان، تؤكد الخطر الذي نواجهه». وأضاف: «اتفقنا على اتخاذ خطوات مهمة أخرى لقطع التمويل الذي يعتمد عليه الإرهابيون، ومواجهة الفكر المتطرف للدعاية الإرهابية، وتأمين حماية أفضل لنا من خطر المقاتلين الأجانب، من خلال تبادل معلومات الاستخبارات ومنعهم من السفر».

وأشارت مركل إلى أن قادة المجموعة وافقوا على أن «تحدي» مكافحة الإرهاب «لا تمكن مواجهته عسكرياً فقط، ولكن من خلال إجراءات عدة». أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقال إن «قادة المجموعة اتحدوا واتخذوا موقفاً حازماً في التصدي للإرهاب»، منبهاً إلى أن «ربط الإرهاب بدين من شأنه أن يشكّل أخطر شتيمة واحتقار للذين يعتنقون هذا الدين ويمارسونه».

واعتبر فابيوس الذي ناب عن الرئيس فرنسوا هولاند في القمة، أن «داعش» يستهدف فرنسا «لا لما نفعله، بل لما نحن عليه».

أوباما وصف مجزرة باريس بأنها «أحداث مروعة»، وأقرّ بأنها شكّلت «انتكاسة رهيبة وكريهة». واستدرك: «في حين نشاطر أصدقاءنا الفرنسيين أحزانهم، لا يمكننا أن نغفل التقدّم الذي يتحقق» في التصدي لـ «داعش». وأضاف: «نعلن اليوم (أمس) اتفاقاً جديداً. سنعزز الوسائل التي نتبادل من خلالها المعلومات الاستخباراتية والعسكرية العملانية مع فرنسا».

لكن الرئيس الأميركي شدد على أن بلاده لن تغيّر استراتيجيتها في التعامل مع التنظيم في سورية والعراق، لافتاً إلى أنه ومستشاريه العسكريين والمدنيين المقرّبين، يعتبرون أن نشر قوات أميركية على الأرض لأغراض قتالية سيكون «خطأً». وقال: «حين نرسل قوات يُجرح (أفرادها) ويُقتلون». وتابع: «سنعزّز الاستراتيجية التي طرحناها، لكنها ستكون في نهاية المطاف فاعلة… وستستغرق وقتاً».

ولفت إلى أن استراتيجية القتال ضد «داعش» لا تستهدف استرداد أراضٍ يسيطرون عليها، بل تغيير معطيات منحت «هذا النوع من الجماعات العنيفة المتطرفة» فرصة الظهور. واعترف بان أجهزة الاستخبارات الأميركية لم ترصد تهديدات محددة لباريس، مستدركاً أن «المخاوف من احتمال شنّ داعش هجمات في الغرب، كانت قائمة منذ أكثر من سنة، وهي تظهر بين حين وآخر». وحذر أوباما من «خلط أزمة اللاجئين بقضية الإرهاب»، قائلاً: «مَن يفرّون من سورية هم الأكثر تضرراً من الإرهاب. إنهم الأكثر عرضة لويلات الحرب والصراع. إنهم آباء، أطفال وأيتام، ومهم جداً ألا نوصد قلوبنا لضحايا عنف مشابه».

واستنكر الرئيس الأميركي دعوات وجّهها مرشحون جمهوريون للرئاسة في الولايات المتحدة إلى قبول اللاجئين المسيحيين فقط، أو لفرض قيود على الهجرة، بعد مجزرة باريس، اذ طالبهم بالاقتداء بالرئيس السابق جورج دبليو بوش في الامتناع عن التعامل مع الحرب على الإرهاب بوصفها حرباً على المسلمين. وقال: «هذا عار. هذا ليس أميركياً، ولا ما نحن عليه».

 

كشف معلومات عن علاقة الانتحاريين بسورية وفرنسا تتوقع تهديدات لأوروبا لفترة «طويلة»

باريس، أنقرة – أ ف ب، رويترز

حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بعد 3 أيام على اعتداءات باريس التي خلّفت 129 قتيلاً على الأقل وأكثر من 350 جريحاً، من أن هجمات جديدة قد تستهدف بلاده ودولاً أوروبية أخرى «في الأيام أو الأسابيع المقبلة، ما يعني أننا سنعيش لوقت طويل في ظل هذا التهديد الذي يجب أن نستعد له»، مشيراً إلى إحباط خمس هجمات منذ الصيف.

وأعلن تنفيذ أكثر من 150 عملية دهم لمواقع إسلاميين على الأراضي الفرنسية منذ ليل الجمعة، وشهدت إحداها في ليون (وسط شرق) أمس ضبطَ أسلحة بينها قاذفة صواريخ وسترات واقية من الرصاص ومسدسات وبندقية كلاشنيكوف واعتقال 23 شخصاً ليلاً وفرض الإقامة الجبرية على 104 آخرين منذ 48 ساعة. وأكد فالس أن اعتداءات باريس «نظِّمت ودُبرت وخطط لها من سورية»، في تبرير لإلقاء مقاتلات فرنسية ليل الأحد 30 قنبلة على ما يعتقد بأنه مخزن للأسلحة ومعسكرا تدريب تابعان لتنظيم «داعش» في مدينة الرقة السورية. وتحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع أكثر من 30 تفجيراً في محيط الرقة، في حين أعلنت جماعة «الرقة تذبح بصمت» المناهضة لـ «داعش»، أن الغارات الجوية الفرنسية أصابت «الفرقة 17» و «معسكر الطلائع» في الرقة، لكن لم ترد تقارير عن سقوط خسائر بشرية. وتوعد فالس بـ «ردود جديدة»، مشدداً على أن «الحرب ضد داعش يجب أن تخاض أولاً في سورية والعراق، ثم ليبيا حيث يتمركز التنظيم أيضاً». ووصف هذا العمل الحربي بأنه «حرب جديدة ترغمنا على لزوم موقف ونظرة وتعبئة، وتوخّي أقصى التيقظ وضبط النفس والهدوء».

 

الانتحاريون وسورية

وكان المحققون أكدوا أن عمر إسماعيل مصطفاوي، أحد مهاجمي مسرح «باتاكلان» حيث قتِل 89 شخصاً على الأقل، والمولود في كوركورون بمقاطعة إيسون جنوب باريس والذي كان يصلي في مسجد بضاحية شارتر، أقام في سورية بين 2013 و2014، وكان معروفاً لدى المديرية العامة للأمن الداخلي التي أدرجته عام 2010 في سجل «أمن الدولة».

كذلك، قالت أسرة الفرنسي سامي عميمور، أحد انتحاريي اعتداءات باريس، إنه ذهب إلى سورية عام 2013، علماً أن النيابة العامة في باريس وضعت ثلاثة أشخاص من أقاربه قيد التوقيف الاحترازي.

وبعد تحديد هوية انتحاريَّيْن آخرين بأنهما بلال حدفي (30 سنة) الذي فجر نفسه مع انتحاريين آخرين في محيط استاد دو فرانس، وإبراهيم عبدالسلام (31 سنة) الذي فجر نفسه عند جادة فولتير حيث لم يسقط ضحايا، كشف المحققون عن أن الحدفي زار سورية.

وفيما أقام حدفي وعبدالسلام في بلجيكا، اعتقلت سلطات هذا البلد 7 أشخاص في بلدة مولنبيك بمنطقة بروكسيل التي تضم مهاجرين مسلمين، بينهم محمد، شقيق عبدالسلام، قبل أن تطلقه مع أربعة آخرين من دون توجيه تهم إليهم، علماً أنها أبقت اثنين آخرين قيد التوقيف الاحترازي.

وتتركز التحقيقات أيضاً على الشقيق الثاني لعبدالسلام، صلاح، الذي لا يُعرف ما إذا كان احد الانتحاريين أو أنه لا يزال فاراً. وأصدر القضاء البلجيكي مذكرة توقيف دولية في حق صلاح عبدالسلام الذي وصفه بأنه «شخص خطير»، علماً أن التحقيق الفرنسي كشف عن أنه استأجر سيارة «بولو» سوداء مسجلة في بلجيكا وعثر عليها مركونة أمام مسرح «باتاكلان»، حيث أوقع الهجوم 89 قتيلاً على الأقل.

وكان إبراهيم عبدالسلام استأجر أيضاً سيارة «سيات» سوداء مسجلة في بلجيكا، وعثر عليها في ضاحية مونتروي الباريسية القريبة وفي داخلها ثلاثة بنادق كلاشنيكوف و11 مخزناً فارغاً و5 مخازن ملقمة.

إلى ذلك، كشف مصدر قريب من التحقيق الفرنسي أن البلجيكي عبد الحميد أباعود (27 سنة)، وهو من ضاحية مولنبيك في بروكسيل وموجود في سورية حالياً، ويعتقد بأنه أحد أنشط أعضاء «داعش»، هو العقل المدبر لاعتداءات باريس.

وفي شباط (فبراير) الماضي، أجرت مجلة «دابق» الإلكترونية التابعة لـ «داعش»، مقابلة مع إسلامي بهذا الاسم، تفاخر فيها بأنه سافر عبر أوروبا لتنظيم هجمات وشراء أسلحة من دون أن ترصده قوات الأمن.

كما ورد اسم أباعود في وسائل إعلام العام الماضي كشقيق أكبر لطفل عمره 13 سنة غادر بلجيكا ليقاتل في سورية.

تجاهل معلومات تركية

وفي تركيا، كشف مسؤول حكومي رفض ذكر اسمه، عن أن سلطات بلاده حذرت باريس مرتين خلال سنة، في كانون الأول (ديسمبر) 2014 وحزيران (يونيو) 2015، من عمر إسماعيل مصطفاوي، أحد مهاجمي مسرح «باتاكلان» الذين فجروا أنفسهم مساء الجمعة في اعتداءات باريس، من دون أن تتلقى رداً.

وأوضح أن تركيا أجرت تحقيقاً حول مصطفاوي بعدما اكتشفت صلته بمجموعة من أربعة جهاديين مشبوهين طلبت فرنسا الحصول على معلومات عنهم في تشرين الأول (أكتوبر) 2014. لكن النيابة العامة في باريس استبعدته لعدم مشاركته في قضية إرهابية، على رغم أنه جرى ضم اسمه إلى ملفات المتطرفين منذ عام 2010. وتابع المسؤول أن مصطفاوي دخل أراضي تركيا عام 2013 من جهة محافظة أدرنة (شمال غرب) على الحدود البلغارية واليونانية، لكننا لا نملك سجلاً لمغادرته البلاد». وكانت تركيا أعلنت إحباط اعتداء جهادي «كبير» في إسطنبول في اليوم ذاته لاعتداءات باريس، من خلال اعتقال خمسة أشخاص بينهم بريطاني يدعى اين ليسلي ديفيس.

وأوضحت أن ديفيس هو شريك داخل «داعش» لـ «الجهادي جون» الذي ظهر في أشرطة فيديو صورت عمليات إعدام للتنظيم ويُعتقد بأن الجيش الأميركي قتله في غارة جوية نفذها الخميس الماضي في سورية.

وأوضح مسؤول تركي أن «المشبوهين الخمسة دخلوا من سورية إلى تركيا هذا الأسبوع لتنفيذ هجوم»، علماً أن أنقرة تتهم التنظيم المتطرف بسلسلة هجمات نفِّذت أخيراً، وآخرها أمام محطة أنقرة المركزية للنقل في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حين سقط 102 قتيلين.

ألمانيا «تتمهل» اللاجئين

وفي ألمانيا، صرح وزير العدل الألماني هيكو ماس بأن «العثور على جواز سفر سوري قرب أحد مواقع اعتداءات باريس قد يكون بمثابة تضليل اعتمده داعش لتسييس مسألة اللاجئين في أوروبا وإضفاء تشدد على النقاش حول الهجرة». وأضاف: «يجب توخي الكثير من الحذر حتى تتضح الأمور، إذ لا صلة مؤكدة بين الإرهاب واللاجئين باستثناء واحدة ربما، وهي أن اللاجئين يفرون من سورية بسبب الأشخاص أنفسهم الذين ارتكبوا اعتداءات باريس».

وجواز السفر السوري باسم أحمد المحمد (25 سنة)، وفقاً لأثينا، وكان جرى تسجيله في جزيرة ليروس قبالة الساحل التركي في 3 تشرين الأول، لكنه غادر اليونان في تاريخ غير معروف وشوهد للمرة الأخيرة في كرواتيا بعد أيام.

وألمانيا التي تتوقع وصول مليون طالب لجوء هذه السنة، خصوصاً من سورية، في طليعة الدول التي يقصدها المهاجرون الذين يسود توتر داخل الاتحاد الأوروبي حول سياسة استقبالهم، إذ يعتبر مؤيدو انتهاج خط أكثر تشدداً أن مخاوفهم مبررة أكثر من أي وقت مضى بعد اعتداءات باريس.

ودافع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الأحد عن السياسة المعتمدة حتى الآن، مؤكداً «عدم إجراء مراجعة كلية للسياسة الأوروبية بشأن اللاجئين».

وصرح ماركوس سودر من الحزب الكاثوليكي المحافظ في بافاريا، بأن «اللاجئين ليسوا جميعهم إرهابيين من داعش، لكن من السذاجة القول بعدم وجود أي مقاتلين ضمن اللاجئين».

وشدد سودر، الذي يوجه حزبه منذ أسابيع انتقادات لسياسة حليفته المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إزاء اللاجئين، على أن اعتداءات «باريس غيرت كل شيء ولم يعد يمكن السماح بعدم فرض رقابة» على الموضوع.

أما حركة «بغيدا» الألمانية المعادية للإسلام، فاعتبرت أن تفادي تنفيذ اعتداءات في ألمانيا لن يكون ممكناً «ما لم يوضع حد لتدفق طالبي اللجوء وتأمين الحدود كما يجب».

وأشار رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو إلى «الأخطار الأمنية الهائلة المرتبطة بموجة الهجرة»، فيما لم ينتظر وزير الشؤون الأوروبية البولندي المحافظ كونراد زيمانسكي تسلم مهماته ليعلن أن بلاده المعادية لاستقبال لاجئين لن «تستطيع» احترام الاتفاقات الأوروبية حول توزيع اللاجئين.

لكن الرئيس البولندي السابق الحائز جائزة نوبل للسلام ليش فاليسا، أبدى «رفضه التام» هذا الموقف، مذكراً بأن البولنديين تلقوا مساعدات كثيرة من الآخرين وعليهم التضامن مع الذين يحتاجون إليهم».

في المقابل، كتب النائب الشعبوي الهولندي غيرت فيلدرز الذي يتصدر حزبه استطلاعات الرأي في بلاده على «تويتر»: «أطلب من رئيس الحكومة إغلاق حدودنا فوراً». ورد وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز بأن «إغلاق الحدود يخلق وهماً بأننا في أمان، لكن ذلك مجرد خرافة لا تفيد أحداً».

 

غارات الائتلاف على “داعـش” في سوريا تستهدف مستودعات سلاح وبُنى تحتية

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تلقى تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الاحد ضربة موجعة في احد أبرز معاقله في شرق سوريا، إذ اعلنت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” تنفيذ الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية أدت الى تدمير 116 صهريج نفط في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور.

وصرح ناطق باسم الائتلاف الدولي بأنها “المرة الاولى نستهدف صهاريج عدة في غارة واحدة”، موضحاً ان الصهاريج كانت متوقفة وحاضرة لتزويدها النفط او للانطلاق لبيع مخزونها.

وقال المصدر إن استهداف هذه الصهاريج يدخل في اطار “استراتيجية” أعلنها الائتلاف أخيراً وتهدف “الى ضرب القدرات المالية للتنظيم”.

وكانت طائرات فرنسية استهدفت الاحد مواقع للتنظيم في الرقة غداة تبني التنظيم اعتداءات نفذها ثمانية انتحاريين في باريس وأوقعت في حصيلة غير نهائية 129 قتيلا.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الغارات استهدفت “مخازن أسلحة ومعسكر تدريب”، مشيراً الى سماع “36 انفجاراً على الاقل، بعضها ناتج من الغارات والآخر عن تفجر الذخيرة” في المستودعات. وقال: “هزت الانفجارات المدينة بكاملها”.

وأعلنت هيئة أركان في الجيش الفرنسي في بيان الاثنين ان الهدف الاول عبارة عن موقع على مسافة ستة كيلومترات جنوب الرقة “يستخدمه تنظيم الدولة الاسلامية كمركز قيادي ومركز تجنيد ومستودع للاسلحة والذخائر”.

وقالت ان هذا الهدف “مهم لعمل داعش، وأحد الامكنة التي يمكن ان تكون استخدمت للتخطيط للهجمات على بلدنا”.

ويقع الهدف الثاني، استنادا الى الجيش الفرنسي، غرب الرقة وهو عبارة عن “بنى تحتية صناعية غير منجزة” تؤوي “معسكر تدريب ارهابياً وخلايا تجنيد”، مشيرا الى ان الغارات جاءت بعد عملية “رصد طويلة”.

من جهة أخرى، اعلنت “قوات سوريا الديموقراطية”، التي تضم فصائل كردية وعربية وتحظى بدعم اميركي، سيطرتها على مساحة تمتد على 1400 كيلومتر مربع في شمال شرق سوريا بعد طرد “داعش” منها.

 

هولاند يُعلن الحرب على “داعش” حتى “تدميره” تصعيد الغارات في سوريا وإجراءات داخلية

المصدر: العواصم – الوكالات

باريس – سمير تويني

بعد ثلاثة أيام من الاعتداءات الدامية في باريس، ألقى الرئيس فرنسوا هولاند خطابا نارياً أمام جلسة مشتركة استثنائية لمجلسي البرلمان في قصر فرساي، متعهداً تكثيف الغارات الجوية على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا “مصنع الارهابيين” الى تعزيز غير مسبوق للاجراءات الامنية في فرنسا، وأعلن انه سيدعو الولايات المتحدة وروسيا الى ائتلاف واسع ضد التنظيم المتطرف الذي تبنى الاعتداءات التي أسفرت عن مقتل 129 شخصاً وجرح نحو 350 في هجمات هي الأوسع تتعرض لها فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وبعدما شارك ظهراً في الوقوف دقيقة صمت وطنية حداداً على الضحايا في جامعة السوربون، تحدث هولاند أمام البرلمان قائلاً إن “فرنسا في حال حرب وهي تعرضت لهجوم ولطريقة العيش فيها من ارهابيين”. وأضاف ان المخططين “يجب ان يعلموا بأن جرائمهم التي لن تتمكن من تثبيط عزيمة فرنسا ستزيد تصميمنا على تدميرهم”، مشدداً على ان “المطلوب ليس احتواء هذا التنظيم بل تدميره”.

وأوضح ان باريس “ستكثف عملياتها في سوريا. لن يكون هناك تراجع ولا هدنة”، مذكراً بأن حاملة الطائرات “شارل ديغول” ستتوجه الخميس الى شرق المتوسط “مما سيزيد قدراتنا على التحرك ثلاثة اضعاف”. ولفت الى ان “سوريا باتت أكبر مصنع للارهابيين يشهده العالم، والمجتمع الدولي لا يزال منقسماً وغير متجانس الى حد بعيد. اليوم، لا بد من مزيد من الغارات”.

ورأى هولاند ان الرئيس السوري بشار الاسد “لا يمكن ان يشكل حلاً للنزاع السوري”، مؤكداً ان “عدونا هو داعش”. وطالب بأن “يجتمع كل من يستطيعون فعلاً التصدي لهذا الجيش الارهابي”، وأيد مجدداً تشكيل “تحالف كبير ووحيد”. وكشف انه سيلتقي “في الايام المقبلة” الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين “لتوحيد قوانا”، وسيطلب من مجلس الامن الانعقاد لاصدار قرار يعبر “عن الارادة المشتركة لمكافحة الارهاب”.

ومساء الاثنين، أفاد الاليزيه ان هولاند سيلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم.

 

تدابير مشددة

وعلى الصعيد الداخلي، تحدث الرئيس الفرنسي عن اجراءات أمنية مشددة جداً، في ما بدا استجابة لمطالب المعارضة اليمينية بزعامة نيكولا ساركوزي. وقال إن مشروع قانون سيحال على البرلمان الاربعاء يلحظ تمديد حال الطوارئ ثلاثة أشهر، وان مراجعة الدستور ستجرى للسماح للسلطات العامة بـ”التحرك ضد الارهاب الحربي”.

وهذا الاجراء يتيح خصوصاً فرض قيود على حركة التنقل واجراء تفتيش اداري. وكانت حال الطوارئ اعلنت ليل الجمعة – السبت بعد الاعتداءات. كذلك اعلن الرئيس الفرنسي استحداث 8500 وظيفة جديدة في الامن والقضاء، وشدد على ان “قضية دفاع الشرطيين المشروع عن النفس” ينبغي “التصدي لها من دون تأخير” على الصعيد التشريعي.

وأمل ان يشمل سحب الجنسية حاملي الجنسية المزدوجة “ممن ولدوا في فرنسا” في حال الارهاب، وهو مطلب آخر لليمين.

وخلص الى القول: “علينا ان نكون قادرين على طرد الاجانب الذين يشكلون تهديداً بالغ الخطورة في شكل أسرع”.

ولم يلفظ الرئيس الفرنسي كلمة اسلام راديكالي في كلمته. وقال: “اننا لسنا في حرب حضارات، لكننا في حرب ضد الارهاب الجهادي”.

 

التحقيق يتقدم

وقال هولاند أيضاً إن التحقيق تمكن من كشف التفرعات الخارجية للاعتداءات “التي خطط لها واتخذ قرار في شأنها في سوريا ونظمت في بلجيكا”، قبل ان “تنفذ بتواطؤ فرنسي”.

وحددت هويات خمسة من الانتحاريين السبعة الذين تحركوا مساء الجمعة في باريس. وأربعة من هؤلاء فرنسيون تراوح اعمارهم بين 20 و31 سنة، علما بأن ثلاثة منهم على الاقل اقاموا في سوريا في السنوات الاخيرة.

وقتل عمر اسماعيل مصطفى وسامي عميمور اللذان حضرا من سوريا في قاعة “باتاكلان”. أما الفرنسي بلال حدفي وانتحاري آخر عثر قرب جثته على جواز سفر سوري باسم احمد المحمد فينتميان الى مجموعة من ثلاثة أشخاص فجروا أنفسهم قرب “ستاد دو فرانس” شمال باريس. والخامس الذي حددت هويته هو ابرهيم عبد السلام الذي فجر نفسه أمام مقهى في بولفار شرق باريس. ويجري البحث حالياً عن شقيقه صلاح عبد السلام الذي اقام على غراره في بلجيكا.

الى ذلك، يثير عبد الحميد ابا عود وهو بلجيكي في الـ 28 اهتمام المحققين الذين يعتبرونه العقل المدبر للهجمات التي احبطت في كانون الثاني في فيرفييه ببلجيكا. ويشتبه في أن ابا عود المقيم في سوريا عضو ناشط جداً في “داعش”.

في غضون ذلك، شهدت فنادق العاصمة الفرنسية ومطاعمها الغاء كبيرا ًللحجوزات كما افاد القيمون عليها ، مما ينبئ “بأشهر مقبلة صعبة”. لكن ذلك لم يحل دون اعادة فتح برج ايفل أمام الزوار مضاء بألوان العلم الفرنسي، الازرق والابيض والاحمر، لثلاث ليال على التوالي حتى الاربعاء.

 

توعد المنفذين بالعقاب و50 مليون دولار لمن يقدم معلومات

بوتين: قنبلة فجرت الطائرة فوق سيناء

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، أن “عملاً إرهابياً” تسبب بتحطم طائرة الـ”ايرباص 321″ التابعة لشركة “متروجيت” الروسية، في شبه جزيرة سيناء المصرية، واضعاً الإعتداء في خانة الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا. في وقت أوقفت السلطات المصرية شخصين للإشتباه في علاقتهما بحادث التفجير.

وتوعد بوتين، خلال اجتماع امني في الكرملين، مدبري تفجير الطائرة بانتقام لا مفر منه، قائلاً إن “روسيا ستجد الإرهابيين الذين قاموا بتفجير الطائرة في أي مكان في العالم وستعاقبهم”، موعزاً إلى الإستخبارات الروسية بالتركيز على البحث عن المتورطين في تفجير الطائرة.

وحذر بوتين كل من يحاول مساعدة الإرهابيين من أنه “يتحمل المسؤولية الكاملة عن انعكاسات فعله”.

وأكد الرئيس الروسي أن الضربات الروسية الموجهة ضد الإرهابيين في سوريا “يجب أن تتواصل وتزداد كثافة”، لكي يدرك المجرمون أن “الانتقام لا مفر منه”، قائلاً: “أطلب من وزارة الدفاع والأركان العامة بتقديم اقتراحات بهذا الشأن، وسأقوم بالتأكد من تنفيذ هذا العمل”.

وأضاف، “أطلب من وزارة الخارجية الروسية التوجه إلى جميع شركائنا، نحن نعول أثناء هذا العمل، بما فيه البحث عن المجرمين ومعاقبتهم، على (مساعدة) جميع أصدقائنا”، لافتاً الإنتباه إلى أن موسكو تتصرف وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تنص على حق الدول في الدفاع عن نفسها.

وأشار بوتين إلى أنها “ليست المرة الأولى التي تواجه فيها روسيا الجرائم الإرهابية الهمجية، وغالباً من دون أي أسباب داخلية أو خارجية واضحة، كما حدث أثناء تفجير محطة القطارات في فولغوغراد  نهاية العام 2013”.

وقال مدير هيئة الأمن الإتحادي الروسية ألكسندر بورتنيكوف، من جهته، إن فحص الحقائب الخاصة بركاب الطائرة وكذلك أجزاء الطائرة، سمح بالعثور على آثار مواد متفجرة أجنبية الصنع، مؤكداً أن انفجار عبوة يدوية الصنع على متن الطائرة أدى إلى تحطمها.

وأضاف أن الخبراء قدَّروا قوة العبوة بكيلوغرام واحد من مادة “التروتيل”، مشيراً إلى أن ذلك يفسر تساقط أجزاء الطائرة على مساحة واسعة.

وأعلنت هيئة الأمن الإتحادي في بيان، اليوم، أن الهيئة وقوات الأمن الروسية تقوم باتخاذ الإجراءات للبحث عن الأشخاص المسؤولين عن تفجير الطائرة الروسية، مضيفة أن السلطات الروسية رصدت مبلغ 50 مليون دولار أميركي لمن يقدم معلومات تساعد  في القبض على المجرمين.

تجدر الإشارة إلى أن طائرة “ايرباص 321” التابعة لشركة “متروجيت” الروسية، كانت متوجهة من شرم الشيخ في مصر إلى سان بطرسبورغ في روسيا، وتحطمت في سيناء في 31 تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً، بينهم سبعة من أفراد الطاقم.

من جهة ثانية، أفادت وكالة “رويترز”، نقلاً عن مصادر في أجهزة الأمن المصرية، بأن السلطات المصرية احتجزت اثنين من موظفي مطار شرم الشيخ للإشتباه في تورطهما بوضع قنبلة على متن الطائرة الروسية المنكوبة.

وقال أحد المصادر: “تم احتجاز 17 شخصاً بينهم اثنان يشتبه في أنهما ساعدا هؤلاء الذين وضعوا قنبلة في متن الطائرة في شرم الشيخ”.

وفي هذا الإطار، نقل موقع “اليوم السابع” المصري عن مصدر في وزارة الطيران المدني قوله، إنه لم يتم إخطار السلطات المصرية حتى الآن بما نقلته وكالات الأنباء عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي حول أسباب تحطم الطائرة الروسية، موضحاً أن مصر هي من تقود فريق التحقيقات، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى أي معلومات أو أدلة، من شأنها تحديد أسباب سقوط الطائرة.

وأشار المصدر إلى أن السلطات المصرية تقوم حالياً بإجراء الاتصالات اللازمة مع الجانب الروسي لاستجلاء الموقف، وتفنيد ما تم نشره من أخبار حول وجود آثار متفجرات بحطام الطائرة.

(“روسيا اليوم”، “اليوم السابع”، رويترز، أ ف ب)

 

تحوّلات أنطاليا وفيينا واللغز الأردني.. فماذا عن دمشق؟

الأسابيع الحاسمة في الحرب السورية

كتب محرر الشؤون العربية:

ما أكثرها الإشارات والتحولات التي صدرت خلال الأيام الثلاثة الماضية، سواء في فيينا أو في أنطاليا وحتى في باريس.

فرانسوا هولاند الملطّخ الآن بدماء «11 أيلول الفرنسي»، يقول إن الموقف الفرنسي من الرئيس بشار الأسد لم يتغير، لكن «عدونا الأول» الآن هو تنظيم «داعش». الرئيس الأميركي باراك أوباما يتابع الاستدارة الأميركية الهادئة في ظلال الاقتحام الروسي للمشهد السوري، ويقول الآن، بعد تبنيه ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خريطة الطريق السورية المعلنة في فيينا، إن هناك «معارضة معتدلة في داخل سوريا» يمكن أن تكون الأساس في «حكومة انتقالية» في المرحلة المقبلة، ويستدرك مذكراً بالتفجير الوحشي الذي ارتكبه «داعش» في بيروت.

عادل الجبير يبدو كأنه المغرّد الوحيد خارج السرب في تكرار لازمة «رحيل بشار الأسد». الصوت القطري يخفت تدريجياً انسجاماً واقعياً أكبر مع الواقع الدولي المحيط. رجب طيب أردوغان يحاول تسويق أفكار أخرى، من بينها «المنطقة الآمنة» لمواجهة «الخطر» الكردي (واستطرادا «داعش»)، ولا يجد تجاوبا غربياً مشجعاً. لا أوباما يريد قوات إضافية على الأرض ولا حتى هولاند، وديفيد كاميرون يصارع البرلمان ليسمح له بالمشاركة في الضربات الجوية. لوران فابيوس المفجوع أيضاً كرئيسه الفرنسي، يتحدث عن ثلاثة خيارات أمام الأسد، أو هكذا يعتقد الوزير الفرنسي بشأن المستقبل. لم يعد الرحيل الآن، شرطاً مسبقاً.

أثيرت في أنطاليا، قضايا ضبط الحدود بما في ذلك الحدود التركية الرخوة أمام مسلحي التنظيمات الجهادية. أشار إليها أوباما صراحة خلال لقائه مع اردوغان. البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين، تبنى إجراءات لمكافحة «داعش» و «جبهة النصرة» مالياً ومحاصرة مصادر تمويلها إقليميا ودولياً، بما في ذلك داخل العراق وسوريا.

لكن هذه الخطوات، قد لا تقتصر على «داعش» و «النصرة» مثلما أقرَّ بيان أنطاليا. الكلام الأميركي والروسي كان واضحاً في ما يتعلق بالمستقبل. تبادل الأميركيون والروس لوائح بشأن التنظيمات الإرهابية وفيها الكثير من التقاطع. قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن وقف إطلاق النار في سوريا لن يشمل «داعش ولا جبهة النصرة ولا المجموعات التي يمكن أن تصنَّف إرهابية في الأيام المقبلة من قبل مجموعة الدعم» التي كلّفت الأردن تحديد لائحة مشتركة للجماعات الإرهابية في سوريا. سيرغي لافروف من جهته، قال «لا مبرر لئلا تتخذ خطوات أكبر بكثير لدحر داعش والنصرة وما على شاكلتهما».

وإذا كانت الأمم المتحدة ستتولى مهمة تحديد الفصائل والشخصيات التي ستشكل وفد المعارضة الموحد للتفاوض السياسي، فإن تصريح أوباما، على هامش قمة أنطاليا، كان لافتا. قال الرئيس الأميركي إنه على «الصعيد الديبلوماسي فإننا نعمل بشكل حثيث لمحاولة جعل كل الأطراف تعترف بأن هناك معارضة معتدلة في داخل سوريا يمكنها أن تشكل الأساس لحكومة انتقالية.. والتواصل ليس فقط مع أصدقائنا، وإنما أيضا مع الروس والإيرانيين الذي يقفون على الجانب الآخر من المعادلة، والشرح لهم أن تنظيما كداعش هو التهديد الأكثر خطورة لهم كما هو لنا».

مجددا يجري التأكيد على أن المسار للسوريين. مقررات فيينا، صارت خريطة طريق. تعيد وزارة الخارجية الأميركية التأكيد بالأمس على أن موعد المفاوضات بين النظام والمعارضة سيكون في بداية العام 2016، والتي يفترض أن تتزامن مع وقف لإطلاق النار، وتقود لاحقا إلى تشكيل حكومة.

لم يصدر موقف سوري رسمي وواضح حتى الآن. دمشق تتمهل عادة بعدما تقرأ وتدقق في تفاصيل فيينا وأنطاليا. توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب فكرة لطالما نادت بها، وقد وصلت الرسالة السورية، ولو متأخرة، وعبر الروس والإيرانيين وغيرهم، إلى من يهمه الأمر، بأن اللعب بورقة الإرهاب سورياً، لم يعد مثمراً. يتعزز وضوح هذه الرسالة في جانبين: أولا التقدم الميداني المحرز على الأرض في سوريا مثلما جرى مثلا في محيط حلب، وثانياً «الغزوة الباريسية لداعش» التي أصابت فرنسا، وأوروبا، في الصميم.

يبقى أن لغز تحديد فصائل وتنظيمات «فرق العملة» على الأرض السورية، بيد الأردنيين الآن، أقلّه ظاهريا، إلى أن تتضح طبيعة الضغوط التي قد تتعرض لها المملكة من جانب حلفائها الخليجيين. وقد أعلنت السلطات الأردنية موافقتها على هذا التكليف من قبل اجتماع فيينا. وبما أن الاتفاق قائم حول «داعش» و «النصرة»، هناك تقارير تشير إلى أن اللوائح المتداولة بين الروس والأميركيين تشمل أيضا «حركة أحرار الشام» وفصائل «جيش الفتح»، وهي معلومات إذا ثبت صحتها ستشكل ارتدادا قويا على مواقع النفوذ التركي ـ السعودي ـ القطري.

وفي حين من المتوقع أن يثير تكليف الأردن مخاوف من تعرّض الأمن الأردني إلى ضربات إرهابية في الداخل، نقلت صحيفة «الغد» الأردنية عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال المتحدث باسم الحكومة محمد المومني إن قرار المجتمعين في فيينا تكليف الأردن «يدل على مكانة المملكة، واحترام الدول لقدراتها، وكفاءة أجهزتها العسكرية والأمنية»، مشيرا إلى أن الآلية التي سيتبعها الأردن في تنسيق الجهود لوضع هذه القائمة، ستحدد عبر «الأجهزة الأمنية المختصة، وبالتنسيق مع الدول التي تنسق بشأن سوريا».

وكان الملك الأردني عبدالله الثاني أعلن تصميم الأردن على محاربة الإرهاب قبل يومين، وهو سبق له أن قام بزيارة مهمة إلى روسيا في آب الماضي حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين، وأعلن بعدها انخراط أردني في الحرب الروسية على الإرهاب في سوريا. لكن الترجمة الفعلية للموقف الأردني ستتضح في طبيعة لائحة الإرهاب التي سيعدّها لتحديد المسار حول هذا الملف الحساس.

قمة العشرين

أتاحت قمة مجموعة العشرين، إحراز تقدم طفيف في الجهود الدولية لمحاربة «داعش»، حيث اتفق القادة على تعزيز تعاونهم للحد من حرية تنقل الإرهابيين والتصدي للدعاية عبر الانترنت وتوسيع نطاق الملاحقة المالية للإرهابيين وتعزيز الأمن الجوي.

لكن ما شهدته الكواليس كان أكثر أهمية، خصوصا أن القادة كثّفوا لقاءاتهم الثنائية والمتعددة الطرف. والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى مع الملك السعودي سلمان، وذلك بعد ساعات من اجتماع بوتين بنظيره الأميركي باراك أوباما. كما عقد قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وايطاليا اجتماعا خصص قسم كبير منه للملف السوري. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن «القادة شددوا على أن مواصلة تعزيز العمل ضد الدولة الإسلامية أمر «ملحّ».

وفي حين أعلن أوباما أن الهجمات المنسّقة التي وقعت في باريس تمثل انتكاسة في القتال ضد «داعش»، فانه أكد عدم تغيير الإستراتيجية التي تتضمن غارات جوية، مشيراً إلى انه يتم العمل «للتوصل إلى اعتراف كل الأطراف بوجود معارضة معتدلة داخل سوريا يمكنها أن تكون أساس الحكومة الانتقالية»، فيما كان بوتين أكثر وضوحاً معلناً أنه قدم لنظرائه معلومات عن قنوات تمويل الإرهاب وعرض عليهم صوراً فضائية تظهر أبعاد اتجار «داعش» بالنفط، وأمثلة لتمويل الإرهابيين في سوريا من قبل أشخاص من 40 دولة، بما فيها دول حاضرة في قمة انطاليا.

ودعا قادة مجموعة العشرين، في بيان ختامي، إلى تعزيز تعاونهم للحد من حرية تنقل الإرهابيين وتشديد السيطرة على الحدود، والتصدي للدعاية عبر الانترنت وتوسيع نطاق الملاحقة المالية للإرهابيين وتعزيز الأمن الجوي وزيادة تبادل معلومات الاستخبارات. ونددوا بهجمات باريس على أنها «بشعة».

وكلف المشاركون مجموعة العمل المالية، وهي منظمة لمكافحة تبييض الأموال، أن ترفع لهم تقريرا في بداية العام 2016 حول التقدم الذي أحرز لجهة تجفيف مصادر تمويل الإرهاب.

واعتبرت مجموعة العشرين أن تزايد الإرهاب يقوض السلام والأمن الدوليين، ويعرض للخطر جهود تعزيز الاقتصاد العالمي.

وكان أردوغان، اعتبر انه «لا يمكن حل المشاكل في المنطقة، وفي مقدمتها الإرهاب واللاجئين، من دون التوافق على حل يحظى بقبول كل من يعيش في سوريا»، معتبراً أن الهدف الأساسي للجهود الرامية للحل في سوريا هو «ضمان وحدة الأراضي السورية، وإخلائها من الإرهاب، والتوصل إلى هيكل سياسي ذي شرعية».

واعتبر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في فيينا بشأن انتقال سياسي في سوريا «خطوة للأمام تبعث على التفاؤل»، لكن يجب ألا يكون هناك مكان للأسد في مستقبل سوريا، فيما أعلن وزير خارجية تركيا فريدون سينيرلي أوغلو انه لم يتم خلال القمة بحث شن عملية عسكرية برية في سوريا.

اما أوباما، فقد وصف «داعش» بأنه «وجه الشر»، لكنه تمسك برفضه زيادة التدخل الأميركي العسكري ضد التنظيم وإنزال قوات على الأرض، موضحاً أن التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، سيضاعف جهوده لتطبيق الإستراتيجية الحالية بدلا من التحرك في اتجاه جديد، وحتى إن هدد المتشددون بضرب واشنطن.

واعتبر أن الأساس هو حل الأزمة السياسية في سوريا وفي الوقت ذاته تقليل حجم الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم وتسليمها «لقوات محلية» يمكنها الحفاظ عليها في المدى البعيد.

وأعلن «أن الأحداث المروعة في باريس كانت انتكاسة رهيبة وكريهة. ولكن في حين نشاطر أصدقاءنا الفرنسيين أحزانهم لا يمكننا أن نغفل التقدم الذي يتحقق». وأضاف «المأساة أن باريس ليست وحدها. لقد رأينا هجمات وحشية لداعش في بيروت وأنقرة، ودوريا في العراق. إن مجموعة العشرين بعثت برسالة واضحة أننا متحدون في وجه هذا التهديد».

وأشاد أوباما «بالتقدم المتواضع» في الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى تسوية للنزاع في سوريا، بعد محادثات فيينا. وقال «سجلنا أخيراً تقدماً متواضعاً على الجبهة الديبلوماسية الحساسة. شهدت محادثات فيينا للمرة الأولى اتفاق جميع البلدان الرئيسية» في إشارة إلى الاتفاق حول انتقال سياسي في سوريا.

وأشار أوباما إلى انه ما زال هناك خلافات مع بوتين حول مستقبل الأسد «الذي لا نعتقد أن له دور في مستقبل سوريا بسبب حكمه الوحشي». وأضاف «ما يختلف هذه المرة، وما يعطينا جرعة أمل، هو أن جميع أطراف النزاع السوري وافقت للمرة الأولى على عملية لإنهاء هذه الحرب».

وتابع «نعمل بشكل حثيث من اجل محاولة التوصل إلى اعتراف كل الأطراف بوجود معارضة معتدلة داخل سوريا يمكنها أن تكون أساس الحكومة الانتقالية وتتواصل ليس فقط مع أصدقائنا ولكن أيضا مع الروس والإيرانيين الذين يقفون على الطرف الآخر من المعادلة ليتم تقديم شرح لهم أن منظمة مثل داعش هي خطر كبير عليهم وعلينا». وكرر رفضه لمطلب تركيا إقامة منطقة آمنة في سوريا لوضع اللاجئين فيها.

إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في اتصال هاتفي مع رئيس «الائتلاف الوطني» خالد خوجة، على ضرورة توحيد المعارضة السورية لضمان مشاركتهم الفاعلة والجدية في مفاوضات مع السلطات السورية برعاية الأمم المتحدة.

بوتين

قال بوتين «عرضت على زملائنا صورا من الفضاء والطائرات تبين بوضوح أبعاد تجارة النفط ومشتقاته غير الشرعية، حيث تمتد قوافل السيارات والناقلات لعشرات الكيلومترات على مد البصر، وتشاهد من على ارتفاع أربعة إلى خمسة آلاف متر. ويبدو ذلك كأنظمة أنابيب نفط».

وأشار إلى أن روسيا قدمت خلال قمة العشرين أمثلة لتمويل الإرهابيين في سوريا من قبل أشخاص من 40 دولة، بما فيها دول من مجموعة العشرين.

وأعلن قيام روسيا بالاتصال بجزء من المعارضة المسلحة في سوريا، و «اتفقت معها حتى تكون بمنأى عن الضربات الروسية»، وأن بلاده مستعدة لتقديم دعم جوي لها. وأشار إلى أن الحرب المشتركة بين الجيش السوري والمعارضة السورية ضد «داعش» من الممكن أن تصبح أساساً جيدا للتسوية السياسية المقبلة.

وأكد بوتين تقارب المواقف بين روسيا وتركيا حيث هناك «نقاط مشتركة» لتسوية الأزمة في سوريا، و «لم أشعر بأية صعوبات، بل على العكس، نستطيع تأكيد مواقفنا». وأعلن أن اعتداءات باريس أثبتت «صوابية» دعوة روسيا إلى تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، داعيا فرنسا إلى إعادة النظر في موقفها حيال ضرورة الرحيل الفوري للأسد. وقال «لقد سمعنا مرارا من أصدقائنا الفرنسيين أن حل مسألة رحيل الرئيس الأسد شرط مسبق لأي تغييرات سياسية. لكن هل حمى هذا باريس من اعتداء إرهابي؟ كلا». وأوضح «بالنسبة لي لا يجب أن نضع في أولوياتنا مسائل هي بطبيعتها

 

خيوط سورية في «11 أيلول الفرنسي»

هجمات باريس تقررت في سوريا، ونُظمت في بلجيكا، ونُفذت في فرنسا. هكذا اختصر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، ما خلصت اليه التحقيقات بشأن مجزرة الجمعة الماضي في العاصمة الفرنسية، ليضفي عليها طابعاً عابراً للقارات، بما يجعل الرد على هذا المستوى، سواء في الداخل الفرنسي عبر تمديد حالة الطوارئ وتعزيز القبضة الامنية بما يشمل ترحيل اجانب متورطين في نشاطات «جهادية»، او على المستوى الاوروبي عبر التشديد على ضرورة ضبط «الحدود الخارجية» وزيادة الإنفاق على الامن، او على المستوى الدولي، عبر تكثيف الغارات على «الدولة الاسلامية – داعش» في سوريا وتشكيل تحالف ضد الارهاب يضم الولايات المتحدة وروسيا.

وتأتي «استراتيجية» هولاند للرد على هجمات باريس، في وقت يشهد التحقيق الممتد من باريس الى بروكسل وبلغراد وأثينا تقدّماً افضى الى تحديد هوية خمسة من الانتحاريين الثمانية الذين هزّوا فرنسا والعالم ليل الجمعة الماضي، ووسط تحذيرات استخبارية بشأن احتمال وقوع هجمات مماثلة، وتهديد صريح من «داعش» بمواصلة استهداف الغرب.

هولاند

وفي خطاب ألقاه خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ في قصر فرساي، قال هولاند ان «فرنسا في حالة حرب»، معلناً عن زيادة في عدد افراد الشرطة الفرنسية، ووقف التسريح من القوات المسلحة، وطلب تعديل الدستور لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب، داعياً الى تشكيل تحالف دولي، يضم الولايات المتحدة وروسيا، للقضاء على «الدولة الاسلامية».

وقال هولاند ان هجمات باريس «تقررت وخُطط لها في سوريا»، و «دُبرت ونُظمت في بلجيكا»، و «نُفذت على ارضنا بمساعدة شركاء فرنسيين».

وأشار هولاند الى انه سيلتقي مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، خلال الايام المقبلة «لكي يتسنى لنا توحيد قواتنا لتحقيق نتيجة استغرقت وقتاً طويلاً»، وتشكيل «ائتلاف كبير وموحد» ضد تنظيم «الدولة الاسلامية».

وقال هولاند إنه أمر بشن غارات جوية على معقل «الدولة الإسلامية» في مدينة الرقة السورية، وإنه سيواصل شن الحرب «بلا هوادة» بإرسال حاملة طائرات لزيادة القوة الجوية الفرنسية في المنطقة ثلاثة أمثال.

وأضاف هولاند «سنجتث الإرهاب.» وحينها وقف أعضاء من جميع الأحزاب يصفقون وينشدون السلام الوطني الفرنسي.

وإذ أكد هولاند ان «عدوّنا هو داعش»، شدد على انه لا ينبغي ان يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءاً من حل الأزمة في سوريا.

ومن جهة ثانية، قال هولاند إن فرنسا تريد مزيداً من القيود الفعالة على الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي. وشدد على أنه من الضروري إنفاق المزيد على الامن.

وفي ما يتعلق بالإجراءات الداخلية، قال الرئيس الفرنسي إن قوات الأمن وضعت أكثر من مئة شخص قيد الإقامة الجبرية وداهمت 168 مقراً منذ اعلان حالة الطوارئ، التي طلب من البرلمان تمديدها لثلاثة أشهر.

واقترح هولاند تدابير لتسريع ترحيل الأجانب الذين يُعتبرون خطراً على الأمن العام، وسحب الجنسية الفرنسية من المواطنين مزدوجي الجنسية الذين ينفذون أعمالاً عدائية ضارة بالأمن القومي، ومنع مزدوجي الجنسية الذين يمثلون خطراً إرهابياً من دخول الأراضي الفرنسية.

التحقيقات

في هذا الوقت، أحرزت التحقيقات بشأن هجمات باريس تقدماً تمثّل في التعرف على خمسة من الانتحاريين، وتوقيف عشرة من اقاربهم رهن التحقيق، وذلك في عمليات واسعة النطاق في كل من فرنسا وبلجيكا.

وفي ما يتعلق بالانتحاريين الذين فجروا انفسهم قرب «ستاد دو فرانس» في شمال باريس، تم تحديد هوية كل من بلال حدفي (20 عاماً)، وهو فرنسي كان يقيم في بلجيكا، فيما عُثر على جواز سفر سوري باسم باسم احمد المحمد (25 عاماً)، قرب جثة انتحاري آخر. ولا تزال تساؤلات عالقة بشأن هذه العملية الارهابية التي وقعت في جوار الملعب في وقت كان شبه مقفر، في حين انها كانت ستؤدي الى مجزرة حقيقية لو نفذت عند خروج الحشود بعد انتهاء المباراة.

وبحسب المحققين فإن حدفي اقام في سوريا. اما المحمد، فقد تم تسجيله في اليونان في تشرين الاول الماضي، بحسب بصماته، وهو غير معروف من اجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية، التي تسعى حالياً الى التأكد من صحة جواز سفره.

وقتل ثلاثة جهاديين اخرين في الهجوم على مسرح «باتاكلان» للحفلات الموسيقية في باريس، من بينهم سامي عميمور (28 عاما)، الذي كان غادر الى سوريا قبل سنتين، وقد صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. ويسعى المحققون لمعرفة كيف تمكن من العودة الى فرنسا من دون ان يثير الشبهات. ويتحدر عميمور من درانسي في المنطقة الباريسية، وقد اتُهم في تشرين الاول العام 2012 بالانتماء الى مجموعة مرتبطة بمخطط ارهابي «بعد مشروع رحيل فاشل الى اليمن». وبعد «انتهاكه لمراقبته القضائية في خريف العام 2013» صدرت مذكرة توقيف دولية بحقه. وفي ذلك التاريخ بالتحديد توجه عميمور، الى سوريا، حيث كان لا يزال متواجداً في صيف العام 2014. وأوضحت اسرته ان آمالها في عودته اضمحلت مؤخراً لا سيما بعد زواجه هناك.

كما تم التعرف على انتحاري آخر ممن نفذوا الهجوم على «باتاكلان»، وهو عمر الفرنسي اسماعيل مصطفاوي (29 عاماً)، وقد تم التعرف الى هويته من بصمات إصبعه المبتور. ويتحدر المصطفاوي، المولود في كوكورون في الضاحية الباريسية، من اسرة مكوّنة من ستة اولاد، وهو أب لطفل. ويعتبر المصطفاوي من اصحاب السوابق، وقد أدين ثماني مرّات بتهم مختلفة، ولكنه لم يُسجن مطلقاً. وللمصطفاوي سجل عدلي لتطرفه الاسلامي منذ العام 2010، ولكنه لم يُدنْ في اي ملف قضائي ارهابي، مع ان مسؤولاً تركياً اشار الى ان الشرطة التركية حذرت باريس مرّتين بشأن هذا الرجل في كانون الاول العام 2014 وحزيران العام 2015، من دون ان تتلقى اي رد.

وبين عناصر الفرقة الثالثة التي يعتقد انها نفذت عمليات اطلاق النار في شرق باريس ابراهيم عبد السلام (31 عاما)، وهو فرنسي مقيم في بلجيكا ايضاً، وقد فجر نفسه في مطعم قرب ساحة لا ريبوبليك بعيداً عن الحشود ما حصر الحصيلة بشخص واحد اصيب بجروح بالغة.

وبحسب مصادر امنية فرنسية، فإنّ ابراهيم عبد السلام هو احد الأشقاء الثلاثة المقيمين في بلجيكا الذين تتركز التحقيقات حولهم.

وأطلق سراح محمد عبد السلام بعدما اوقف رهن التحقيق.

اما صلاح عبد السلام (26 عاما) فصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية غير انه لا يزال فاراً برغم عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة الإثنين في مولنبيك في بروكسل. ويتركز التحقيق حول هذه البلدة البلجيكية التي تعتبر مركزاً للجهاديين في اوروبا. ووجهت النيابة العامة البلجيكية اتهامات الى شخصين موقوفين.

وكان سامي عميمور أقام في سوريا. اما عمر مصطفاوي الذي أُدرج في العام 2010 في سجل «امن الدولة» (السجل «إس») لدى المديرية العامة للامن الداخلي، فقد أقام على ما يبدو في سوريا بين العامين 2013 و 2014. والامر نفسه ينطبق على بلال حدفي، بحسب مصدر مطلع على التحقيق.

ويطرح هذا الامر أسئلة تحاول اجهزة الامن الفرنسية التوصل الى استنتاجات بشأنها، وأبرزها: هل عاد الثلاثة من سوريا حاملين تعليمات؟ وماذا عن منفذي الهجمات الآخرين؟

وما زال يتعين التحقق من صحة جواز سفر سوري عثر عليه قرب جثة احد الانتحاريين. والامر الوحيد المؤكد، هو ان هذا المهاجر مسجل لدى السلطات اليونانية في مطلع تشرين الاول بحسب بصماته، وفقد اثره في كرواتيا.

ويبقى البحث عن عبد الحميد أبا عود موضع اهتمام المحققين، وهو بلجيكي، يبلغ من العمر 28 عاماً، وسبق ان اتهم بتدبير هجمات تم إحباطها في كانون الثاني الماضي في فرفييه في بلجيكا. وأكد مصدر مطلع على التحقيق «أنها فرضية جدية».

ويشتبه في ان عبد الحميد أبا عود هو عنصر ناشط جدا في تنظيم «الدولة الاسلامية»، وأنه مقيم في سوريا، وسبق أن أقام في مولنبيك، وكان على اتصال بواحد على الأقل من الأشقاء عبد السلام.

وفي مدينة دوسلدورف الالمانية، اعلنت السلطات الامنية عن إلقاء القبض على جزائري في مركز لاستقبال اللاجئين في ما يتصل بهجمات باريس. ويخضع الرجل، الذي اعتقل في بلدة أرنزبرغ في غرب ألمانيا، للتحقيق للاشتباه في أنّه أبلغ لاجئين سوريين في الأيام القليلة الماضية بأن الخوف والرعب سينتشران في العاصمة الفرنسية. وتقول مزاعم أيضا إنه تحدث عن قنبلة.

تحذير أميركي.. وتهديد «داعشي»

الى ذلك، حذرت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آي ايه» من ان تنظيم «الدولة الاسلامية» ربما يُعدّ لعمليات اخرى مماثلة لاعتداءات باريس، محذرة من «الثغرات» في مراقبة المتطرفين حرصاً على حماية الحياة الخاصة.

وهدد تنظيم «داعش» في شريط فيديو نشر امس، الدول التي تشارك في شن ضربات جوية في سوريا من أنها ستلقى مصير فرنسا، وتوعّد بشن هجوم في واشنطن.

(«السفير»، ا ف ب، رويترز، اب)

 

روحاني وكيري يدعمان هولاند في مكافحة الإرهاب

الاتحاد الأوروبي “يتضامن عسكرياً” مع فرنسا

بعد أربعة أيام على اعتداءات باريس التي يزورها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لتقديم الدعم، تتواصل حملة مطاردة مشتبه فيه قد يكون المنفّذ الثامن لاعتداءات باريس والتعرّف على آخر الانتحاريين.

كما تتواصل حملات الدعم الدولية لباريس، حيث أيّد الاتحاد الأوروبي “بالإجماع” طلب المساعدة الذي قدّمته فرنسا بعد الاعتداءات، في وقت أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”-“داعش” تحتاج إلى “كامل قوتنا”.

وكان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان طلب، الثلاثاء، من دول الاتحاد الاوروبي “مشاركة عسكرية متزايدة” في بعض مواقع العمليات في الخارج، داعياً إلى “دعم” فرنسا في مكافحة التنظيم.

واستشهد لودريان ببند من المعاهدات الأوروبية ينصّ على التضامن في حال تعرّض احدى دول الاتحاد لعدوان. وقال خلال اجتماع لوزراء الدفاع الاوروبيين في بروكسل: “لن يكون بوسع فرنسا أن تبقى وحيدة في هذه المواقع”.

وهي المرة الأولى التي تستشهد دولة من أعضاء الاتحاد الاوروبي بهذا البند المشابه في مبدئه للمادة الخامسة من معاهدة “الحلف الأطلسي” والتي استندت إليها الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 ايلول 2001 وصولاً إلى تدخّل الحلفاء في افغانستان.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فدريكا موغيريني، الثلاثاء، “اليوم أعرب الاتحاد الأوروبي بالإجماع على لسان جميع دوله الأعضاء عن أشد دعمه واستعداده لتقديم المساعدة المطلوبة” لفرنسا بعد الاعتداءات التي ضربت باريس.

وأضافت موغيريني أنها مادة “لم تُستخدم من قبل في تاريخ اتحادنا”.

وقال إنه “دعم بالإجماع”، إنه “ميثاق سياسي كبير جداً، سيُتيح لنا الآن في الساعات المقبلة إجراء الاتصالات الثنائية الضرورية” لفرنسا مع كل من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، للاتفاق بالضبط على المساعدة التي تُعرب كل دولة عن استعدادها لتقديمها بصورة ملموسة إلى الفرنسيين.

وبعد الاجتماع مع زملائه الأوروبيين، أوضح أنه لمس “تأثّراً شديداّ من زملائه”، مشيراً إلى أن عدداً منهم تحدّث باللغة الفرنسية للتعبير عن دعمه.

وبعد وصوله إلى باريس من تركيا حيث حضر اجتماعات مجموعة العشرين، توجّه كيري مباشرة إلى السفارة الأميركية في وسط باريس وضغط على مفتاح كهربائي لتتحوّل الإضاءة خارج المبنى إلى الألوان الأزرق والأبيض والأحمر وهي ألوان العلم الفرنسي.

وقال كيري: “لا يشكّ أحد أن الضوء مازال يسطع في مدينة النور … لقد مرّ على باريس لحظات أسوأ وتجاوزتها”، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستقف “جنباً إلى جنب” مع فرنسا في تصميمها على هزيمة “داعش”.

وأضاف: “الليلة نحن جميعاً باريسيون … وفي النهاية سنهزم داعش (الدولة الإسلامية) وجميع من يشاركونها فكرها الخسيس. هذه مهمتنا في فرنسا … سنقوم بها معاّ وسننتصر”.

كما شدّد روحاني، في اتصال هاتفي مع هولاند، على أن العالم يحتاج إلى كل قوّته لمحاربة “داعش”، مؤكداً أهمية المفاوضات من أجل تسوية النزاع السوري.

وسعياً لتشكيل ائتلاف موحّد ضدّ “داعش”، يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، كلاً من أميركا وروسيا الأسبوع المقبل، للقاء نظيريه باراك أوباما وفلاديمير بوتين.

داخلياً، نفّذت قوات الأمن الفرنسية “128 عملية دهم” ليل الاثنين الثلاثاء في إطار حال الطوارئ التي أُعلنت في البلاد إثر اعتداءات باريس الجمعة. وأوضح مقرّبون من وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أنه تمّ توقيف عشرة أشخاص واعتقالهم رهن التحقيق.

وقال رئيس الوزراء مانويل فالس إن عدد الأشخاص الضالعين في اعتداءات باريس الجمعة “لا يزال مجهولاً”، طارحاً فرضية وجود شركاء في فرنسا وبلجيكا.

وأضاف: “علينا اليوم بالتالي التركيز على التحقيق. لا نملك بعد الحقيقة كاملة، الرؤية كاملة للواقع، وبالأخص عدد الضالعين في اعتداءات مساء الجمعة”.

وتساءل: “هل هناك فرقتان أم ثلاثة فرق، كيف تحرّكت، وما الذي جرى تحديداً في ستاد دو فرانس” مؤكداً أن “التحقيق مستمر ولكن وسط التكتم الضروري”، موضحاً أن “الهدف لا يقتصر على تدمير داعش … بل يشمل كذلك التوقيف والاعتقال وفهم ما حصل فعلاً”.

وفي آخر مستجدّات التحقيق، عثرت الشرطة الفرنسية على سيارة من نوع “رينو كليو” يُعتقد أنها استخدمت من قبل عدد من المهاجمين الذين نفّذوا الهجمات.

وطوّقت الشرطة المنطقة التي عثرت فيها على السيارة، المرخّصة في بلجيكا، في الضاحية 18 في شمال باريس، وفتّشتها قبل أن تنقلها بعيداً لمواصلة التحقيق.

ولا يزال البحث مستمراً في فرنسا وبلجيكا اليوم الثلاثاء عن أحد المهاجمين الثمانية.

وأعلن مصدر قضائي أن محقّقين فتشوا منزلاً في ضاحية بوبيني استأجره أحد الانتحاريين، لكنّها لم تعثر على دليل ذي فائدة.

وفي النمسا، قالت وزيرة الداخلية يوهانا ميكل لايتنر إن مشتبهاً فيه في هجمات باريس سافر إلى النمسا من ألمانيا في أيلول لأسباب غير معروفة.

وأفادت إذاعة “او ار اف” بأن المشتبه فيه هو الفرنسي البلجيكي المولود صلاح عبد السلام (26 عاما) الذي فرّ عائداً إلى بلجيكا صباح السبت واستطاع الإفلات من حملة اعتقالات للشرطة في حي مولنبيك في بروكسل حيث كان يعيش مع أخويه.

وقالت لايتنر: “أحد الجناة المشتبه فيهم دخل النمسا من ألمانيا في أيلول والسؤال الآن هو أين أقام في النمسا ولأي غرض. التحقيقات تجري بشكل كامل. لقد قال إنه ذاهب لقضاء عطلة في فيينا لكن لا توجد أدلة أخرى حتى الآن”.

وفي بلجيكا، عثرت الشرطة على طلقات رصاص ومواد كيميائية يُمكن استخدامها في تصنيع قنبلة في منزلي رجلين في بروكسل اعتُقلا للاشتباه في ارتكابهما جرائم ارهابية ذات صلة باعتداءات باريس.

ونقلت صحيفة “ديرنيير أور” البلجيكية عن مصدر لم تكشف هويته، قوله إن الرجلين المحتجزين كان لديهما في منزلهما مادة نترات الأمونيوم المستخدمة في الأسمدة.

وذكرت الصحيفة أن الرجلين نفيا شرائها لتصنيع متفجرات.

ويقول محامو الرجلين إنهما بريئان وتورّطا في القضية لأنهما سافرا بالسيارة إلى باريس السبت لإحضار صلاح عبد السلام وهو مشتبه فيه رئيسي هارب بعدما اتصل بهما ليقول إن سيارته تعطّلت.

وذكرت الصحيفة أن الشرطة عثرت على ذخيرة في منزل أحد الرجلين من بينها طلقات رصاص لبندقية “كلاشينكوف” من النوع الذي استخدمه المهاجمون في باريس.

وفي المانيا، أفاد تلفزيون “إيه آر دي” بأن الشرطة الألمانية ألقت القبض على ثلاثة أشخاص في مدينة آخن غرب المانيا في عملية مرتبطة باعتداءات باريس.

(“ارنا”، ا ف ب، رويترز)

 

كيري يبشّر بمرحلة “انتقال سياسي كبير” في سوريا

اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الثلاثاء، في باريس، أن سوريا قد تبدأ مرحلة “انتقال سياسي كبير” في غضون “أسابيع” بين الحكومة والمعارضة، إثر التسوية الدولية التي تم التوصل اليها في ختام مفاوضات فيينا.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده ستبدأ عملية مع تركيا للانتهاء من تأمين حدود شمال سوريا.

وأضاف في مقابلة مع شبكة “سي.إن.إن”، أن “الحدود الكاملة لشمال سوريا – أغلق 75 في المئة منها الآن – ونحن مقبلون على عملية مع الأتراك لإغلاق 98 كيلومتراً متبقية”.

وقال كيري أمام بعض الصحافيين الذين رافقوه في زيارته الى العاصمة الفرنسية بعد أربعة أيام على الاعتداءات: “نحن على مسافة أسابيع نظريًا، من احتمال انتقال كبير في سوريا، وسنواصل الضغط في هذه العملية”، مضيفاً “نحن لا نتحدث عن أشهر وإنما أسابيع، كما نأمل”.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن “كل ما نحتاج اليه، هو بداية عملية سياسية، والتوصل الى وقف لاطلاق النار. إنها خطوة جبارة”، ملمّحاً بذلك الى تسوية تنص على عقد اجتماع بين الحكومة السورية وأعضاء من المعارضة السورية قبل الأول من كانون الثاني العام 2016.

وأعرب كيري عن ارتياحه “لوجود ايران وروسيا الى طاولة” المفاوضات”، مشيراً الى أن هذه الخطوة “فريدة من نوعها منذ أربعة اعوام ونصف”، حين اندلعت الحرب في سوريا واسفرت عن 250 الف قتيل على الاقل وتهجير الملايين.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”- “داعش” يفقد السيطرة على أراض في الشرق الأوسط وإن التحالف الذي تدعمه دول غربية يحقق مكاسب ضده.

ورأى أن “التعاون في أعلى مستوياته. اتفقنا على تبادل المزيد من المعلومات وأنا على قناعة بأنه على مدى الأسابيع المقبلة ستشعر داعش بضغط أكبر. إنهم يشعرون به اليوم. وشعروا به أمس. وشعروا به في الأسابيع المنصرمة. كسبنا مزيداً من الأرض. وأصبحت لدى داعش أراض أقل”.

وأكد كيري أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للاجتماع مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكان كيري يتحدث في باريس بعد لقاء مع هولاند وفيما كانت فرنسا تكثف ضرباتها الجوية في سوريا عقب هجمات باريس التي أعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عنها.

(أ ف ب، رويترز)

 

غارات فرنسية مكثفة على الرقّة وروسيا تستهدفها ب”كروز” مجدداً

كثّفت موسكو وباريس غاراتهما ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” الذي تبنّى إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء واعتداءات باريس الجمعة.

وتعهّد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند بالردّ “من دون هوادة” على الاعتداءين.

ولليوم الثاني على التوالي، شنّت المقاتلات الفرنسية غارة ليل الاثنين-الثلاثاء، على الرقّة، معقل التنظيم، ودمّرت مركزاً قيادياً وموقع تدريب.

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية، في بيان، إن “الجيش الفرنسي شنّ للمرة الثانية خلال 24 ساعة غارة جوية على داعش في الرقة في سوريا”، موضحاً أن الغارة التي شُنّت في الساعة 1:30 (00:30 بتوقيت غرينتش) شنّتها “عشر مقاتلات من طراز رافال وميراج 2000 انطلقت من الإمارات العربية المتحدة والأردن” وألقت 16 قنبلة، في عملية مماثلة للغارة التي نفذت مساء الأحد.

وأكد البيان أنه “تمّ ضرب هدفين وتدميرهما بالتزامن”، مشيراً إلى أن الغارة التي نُفّذت بالتنسيق مع القوات الأميركية استهدفت “مواقع تمّ تحديدها خلال مهمات استطلاع أجرتها فرنسا مسبقاً”.

وأعلن الأميرال الفرنسي انطوان بوسان، الذي يتولّى قيادة عملية “شمال” الاسم الذي أُطلق في ايلول 2014 على مشاركة فرنسا في الضربات الجوية ضدّ “داعش” في العراق ضمن “الائتلاف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، أن ” داعش هو عدو محدد بشكل واضح. هذه المكافحة التي بدأت منذ عام، سنستكملها بعزم. اليوم، نُكثّف ملاحقتنا، ضربنا في الأيام الماضية (…) لكن عملنا، انخرطنا به منذ أشهر طويلة”.

وأضاف: “الأهداف التي استهدفناها اليوم هي اهداف عملنا عليها لأسابيع”، وذلك بعد “مقاطعة معلومات (…) اتاحت لنا أن نقترح على رئيس الجمهورية” إصدار أوامر بإقلاع مقاتلات “رافال” و”ميراج 2000″ المتمركزة في الشرق الأوسط.

وامتنع بوسان عن تقديم معلومات أو تفاصيل عن المواقع التي استهدفتها المقاتلات الفرنسية منذ هجمات باريس.

وأوضح بوسان أن قرابة 700 عسكري فرنسي يُشاركون في عملية “شمال”، إضافة إلى ست مقاتلات “رافال” وست “ميراج 2000″، إضافة إلى طائرة مراقبة بحرية “اتلانتيك 2″، مؤكداً وجود “موارد أخرى تتواجد هنا لتوفير الدعم بشكل دوري، كطائرات التزوّد بالوقود في الجو، وطائرات أواكس وطائرات تجسّس أخرى”.

وفي السياق، تصل حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” بعد أيام عدة إلى شرق البحر المتوسط قبالة سواحل سوريا، كي تتحرّك بشكل أسرع في المنطقة وذلك بعدما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إبحارها للقيام بعمليات في سوريا.

كما شنّت موسكو “عدداً كبيراً” من الضربات الجوية على الرقّة، بعدما تعهّد بوتين بالانتقام لإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء جراء قنبلة، وتكثيف الضربات في سوريا، على الرغم من أنه لم يُحدّد التنظيم المسؤول عن التفجير.

وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن سفناً روسية متواجدة في البحر المتوسط وجّهت الليلة الماضية ضربات إلى معاقل “داعش” في الرقّة السورية بصواريخ “كروز” وقاذفات بعيدة المدى. وأوضحت الصحيفة أن الضربات الروسية جاءت بالتزامن مع الغارات الفرنسية على الرقّة.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول فرنسي رفيع المستوى قوله إن “الروس يضربون الرقّة بكثافة، وهو دليل على أنهم أيضاً بدأوا يُدركون الخطر الذي يُمثّله داعش”.

كما قال مسؤول أميركي لوكالة “رويترز” إن موسكو أبلغت واشنطن انها ستسخدم صواريخ “كروز” في عملياتها وأن الجيش الروسي وجّه عدداً كبيراً من الضربات على مواقع الإرهابيين في سوريا، بما في ذلك باستخدام صواريخ كروز تطلق من البحر وقاذفات طويلة المدى”.

(“روسيا اليوم”، ا ف ب، رويترز)

 

أردوغان نجم «قمة العشرين»… سنّ بروتوكولات خاصة للزعماء و«صفع» أوباما لتقبيله ميركل

لم يستقبل الزعماء في المطار ومنع وضع أعلام الدول على الأرض

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجماً بلا منازع في قمة «مجموعة العشرين» التي اختتمت أعمالها الاثنين، في مدينة انطاليا الساحلية جنوبي تركيا، بعد أن وضع لمساته الخاصة في كل مراسم وبروتوكولات القمة، التي تجمع زعماء أقوى 20 دولة في العالم، مظهراً نزعته النرجسية، كما يصفها جزء من أنصاره ومعارضيه على حد سواء.

ورأت شريحة واسعة من الشارع التركي لا سيما أنصار حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، أن القمة تثبت «قوة تركيا ومكانتها العالمية»، معتبرين أن الرئيس أردوغان «أثبت للعالم أجمع ولرؤساء الدول الكبرى أنه زعيم لا يقل عنهم بعد أن أوصل تركيا لرئاسة قمة العشرين»، وذلك بحسب عشرات آلاف التغريدات التي كتبت على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الإطار.

وكالنار في الهشيم انتشرت صورة تظهر فيها يد أردوغان وكأنها تلمس خد الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال التقاط صورة جماعية للزعماء المشاركين في القمة. وفي حين فسر مغردون الصورة على أنها «صفعة» لأوباما، قال آخرون إن أردوغان استخف برئيس أكبر دولة بالعالم عندما «لمس خده».

لكن صورة أخرى لأوباما وهو يُقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «بحرارة» زادت من تحليلات وسخريات المغردين الأتراك والعرب الذين تفاعلوا مع الموضوع، حيث كتب أحد المغردين الأتراك على تويتر، مازحاً: «أردوغان صفع أوباما بعدما قبل الأخير ميركل بحرارة على أرض تركيا».

لكن التفاعل الضخم مع الموضوع دفع الجهات الرسمية التركية للخروج بتوضيح لوضع حد لهذه التفسيرات، وقال مستشار الرئيس التركي في بيان صحافي رسمي: «صورة لا تعكس الحقيقة… وظهورها بهذا الشكل راجع إلى اختيار زاوية التصوير».

ولم يستقبل الرئيس أردوغان أو رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو أياً من رؤساء الدول الذين وصلوا إلى مدينة انطاليا للمشاركة بالقمة. وأوكلت المهمة إلى وزراء عاديين في الحكومة، في خطوة فسرها أتراك على أنها «إظهار لقوة أردوغان والدولة»، واعتبرها آخرون «تصرفاً غير مقبول».

كما وجه أردوغان المثير للجدل بمنع وضع أعلام الدول على الأرض في أماكن وقوف قادتها أثناء التقاط الصورة الجماعية، وتم وضع أسماء الدول بدلاً من الأعلام، وذلك خلال اليوم الأول للمؤتمر، الأحد، وكرر أردوغان ما فعله سابقاً في البيت الأبيض، حيث بادر بوضع قدم فوق الأخرى عندما هم الرئيس الأمريكي بذلك أثناء اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيسين.

ومن المعروف عن أردوغان لجوؤه إلى انتزاع علم بلاده عن الأرض والاحتفاظ به، حيث تكرر ذلك في العديد من قمم مجموعة العشرين في السنوات الأخيرة.

وباغت أردوغان الرئيس المكسيكي بسؤاله أمام البث المباشر للفضائيات عن سبب عدم اصطحابه لزوجته معه إلى تركيا، على الرغم من أنه اصطحب زوجته أمينة أردوغان خلال زيارته الأخيرة للمكسيك، وكان رد الرئيس المكسيكي أن وعد باصطحابها المرة المقبلة إلى أنقرة، في حين تضمنت الهدايا التي تم توزعها على الوفود المشاركة في القمة قلما فاخرا يحمل شعار «الدولة العثمانية».

وقاد أردوغان سيارة «عربة الغولف» بنفسه في التنقل بين القاعات للقاء عدد من زعماء العالم، وأبدى حفاوة خاصة في لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وأقام عشاء عمل خاصا به والوفد المرافق له، فيما انشغل مغردون بالجدل حول مصافحة الملك سلمان للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وفي مشهد آخر، وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي وصلت إلى حد فرض حظر جوي وبحري على منطقة القمة، ونشر عشرات آلاف رجال الأمن، تمكنت ثلاث قطط من الدخول إلى القاعة الرئيسية للقمة وخطفت الأضواء وكاميرات المصورين من زعماء العالم.

بالإضافة إلى أردوغان، شهدت القمة ظهوراً كبيراً لرئيس الوزراء الكندي جيمس ترودو، أصغر رئيس وزراء في العالم، حيث تسابق العديد من الحاضرين في القمة للتعرف عليه وتبادل الحديث معه، كما لم يغفل الحاضرون عن التقاط صور السيلفي مع رئيس الوزراء الشاب.

 

فرنسي سجل بصوته تبني تنظيم الدولة لاعتداءات باريس

باريس- (أ ف ب): ذكر مصدر مقرب من التحقيقات في اعتداءات باريس لوكالة فرانس برس الثلاثاء أن جهاديا فرنسيا يدعى فابيان كلان سجل شريطا صوتيا تلا فيه تبني تنظيم الدولة الاسلامية لاعتداءات باريس وتم بثه على الانترنت.

وقال المصدر إن كلان (35 عاما) كان أحد عناصر الشبكات الاسلامية المتطرفة في مدينة تولوز وكان مقربا من محمد مراح الذي قتل سبعة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال يهود في 2012.

وكان التنظيم الجهادي تبنى في اليوم التالي في بيان مكتوب وتسجيل صوتي تناقلتهما حسابات جهادية على تويتر اعتداءات باريس.

وبعد ان استمعت الاجهزة المتخصصة مطولا الى التسجيل بالفرنسية ومدته خمس دقائق، تبين لها ان الصوت هو فابيان كلان، بحسب المصادر نفسها.

وكلان وشقيقه جان-ميشال نشآ في تولوز واعتنقا الاسلام ثم انتقلا الى التطرف في مطلع الالفية. ثم تقربا من مجموعة اسلامية يتزعمها فرنسي من اصل سوري يدعى اوليفييه كوريل اكبر منهما سنا وكانا يعتبرانه مرشدا روحيا لهما.

ويشتبه في ان فابيان كلان ولقبه عمر هو احد منظمي شبكة تجنيد لقتال القوات الامريكية في العراق. وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في 2009.

وخلال سجنه ضبطت السلطات رسالة كان وجهها الى محمد مراح الذي تعرف عليه قبل ذلك ببضع سنوات.

وبعد الافراج عنه، توجه فابيان كلان الى سوريا برفقة العديد من افراد المجموعة المتطرفة في تولوز. وظل هناك على اتصال مع طالبي جهاد في فرنسا، وهو يعتبر احد المحرضين على الاعتداء الفاشل في نيسان/ ابريل ضد كنيسة في فيلجويف (منطقة باريس) الذي قاده الجزائري سيد احمد غلام.

 

مسؤول إيراني: طهران عرضت على الأسد إرسال عائلته إلى إيران

إسطنبول- الأناضول: قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران عرضت على رئيس النظام السوري بشار الأسد قبل عامين إرسال عائلته إلى إيران، إلا أنه رفض ذلك.

وأوضح عبد اللهيان في كلمة له خلال مؤتمر بجامعة شريف بالعاصمة طهران، أن الأسد رد على العرض الإيراني بقوله “أنا سأبقى لآخر لحظة في حياتي في بلدي، كما أن زوجتي مسؤولة بالاهتمام بعائلات الشهداء، لذلك لن أغادر بلدي”، وذلك بحسب ما نقله  موقع (تانباك) الإخباري الإيراني.

وذكر عبد اللهيان أن إيران قدمت الدعم الأكبر لنظام الأسد من أجل صموده، خلال فترة الحرب المتواصلة منذ خمسة سنوات، مضيفاً “دفعنا أثمانا باهظة على مدار السنوات الخمس الماضية في سوريا، وفقدنا أفضل قواتنا، كما أن النظام في سوريا كان قد سقط خلال سنتين أو ثلاثة لولا الدعم الاستشاري الذي قدمناه للجيش والشعب السوري”.

وفيما يتعلق باجتماعات فيينا حول سوريا، أفاد عبد اللهيان أنهم عملوا على الحصول على أفضل المكاسب السياسية خلال المفاوضات من خلال الالتزام بالخطوط الحمراء التي وضعها المرشد “آيه الله علي خامنئي”.

وكانت الوكالة الرسمية الإيرانية (إرنا) أعلنت في 15 حزيران/ يونيو الماضي، تعليقا على إحدى الصور “أن 400 إيراني قتلوا في سوريا” في الوقت الذي لم تُدلِ أي جهة رسمية إيرانية أخرى معلومات عن عدد القتلى الإيرانيين في سوريا التي دخلت أزمتها عامها الخامس.

وتمكن مراسل الأناضول من الوصول إلى أسماء 300 قتيل من قوات الحرس الثوري بينهم مقاتلون أفغان وباكستانيون، أرسلتهم طهران للقتال في سوريا، من بينهم 26 من أصحاب الرتب الرفعية، وذلك استناداً إلى معلومات جمعها المراسل من المواقع ووسائل إعلام إيرانية، مشيراً إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني المتواجدين في سوريا، تتكون من ميليشيات إيرانية، وألوية “فاطميون” الأفغانية، وألوية “زينبيون” الباكستانية، وأن عدد مقاتلي ميليشيا فاطميون يبلغ قرابة 4500 مقاتل، حيث قتل منهم نحو 100 عنصر،  بينهم قائد الميليشات “على رضا توسلي” في آذار/ مارس الماضي في سوريا.

وأوضح المراسل أن من بين قتلى أصحاب الرتب ثمانية جنرالات، أبرزهم اللواء “حسين همداني” الذي كان يشغل منصب مساعد قائد جيش القدس “قاسم سليماني”، حيث قتل في محافظة حلب السورية في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

ومنذ منتصف مارس/ آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات السلمية، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، جسّدتها معارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.

 

جواز السفر الذي عثر عليه بعد اعتداءات باريس قد يكون لجندي سوري قتيل

باريس- (أ ف ب): افاد مصدر قريب من التحقيق في اعتداءات باريس وكالة فرانس برس الثلاثاء ان جواز السفر الذي عثر عليه بالقرب من احد انتحاريي اعتداءات باريس قد يكون لجندي من قوات النظام السوري قتل قبل اشهر في سوريا.

ويحمل الجواز اسم احمد المحمد المولود في 10 ايلول/ سبتمبر 1990 في ادلب بشمال غرب سوريا. وعثر عليه بالقرب من جثة جهادي فجر نفسه مساء الجمعة قرب ستاد دو فرانس شمال باريس.

وتابع المصدر ان كل المؤشرات تدل على انه لجندي من قوات النظام، مشيرا الى وجود فرضيتين بالنسبة الى وصول الجواز الى المكان: اما ان احدا اخذ جواز السفر بعد مقتل الجندي واستخدمه او ان الامر يتعلق بوثيقة مزورة استنادا إلى الاصل.

وكان مهاجر استخدم الوثيقة عند تسجيل اسمه في جزيرة ليروس اليونانية في الثالث من تشرين الاول/ اكتوبر.

وغادر حامل الجواز الذي يتم التحقق من هويته، اليونان في تاريخ غير معروف، ورصد للمرة الاخيرة في كرواتيا بعد ايام من تسجيل اسمه في اليونان.

وكانت المانيا حذرت من لجوء تنظيم الدولة الاسلامية إلى “التضليل” من خلال مسالة جواز السفر “لتسييس مسالة اللاجئين في اوروبا واضفاء طابع متطرف عليها”.

وطالبت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان الاثنين، تعليقا على العثور على جواز السفر، “بالتوقف فورا عن استقبال مهاجرين” في البلاد.

 

السعودية وقطر وتركيا تقرر تعزيز المساعدات العسكرية للمعارضة السورية

مؤتمر للقوى السياسية والعسكرية المعتدلة في الرياض الشهر المقبل

الرياض ـ «القدس العربي»: تجري السلطات السعودية اتصالات مع عدد من قيادات المعارضة السورية، السياسية والعسكرية، داخل الائتلاف الوطني السوري ومن خارجه، بهدف الاتفاق على عقد اجتماع لهم في السعودية في النصف الأول من شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، للاتفاق على تشكيل قيادة موحدة تتولى التفاوض مع الحكومة السورية في مطلع العام المقبل، من أجل تشكيل حكومة انتقالية تتولى التحضير للانتخابات السورية، وفق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر فيينا السبت الماضي.

وكشفت مصادر سورية في الرياض النقاب عن أن زهران علوش قائد قوات»جيش الاسلام « المعارضة، والتي تسيطر على منطقة الغوطة الشرقية المحيطة بالعاصمة دمشق، كان في زيارة الى العاصمة السعودية خلال الأسبوع الماضي، التقى خلالها عددا من المسؤولين السعوديين المعنيين بالملف السوري، وبحثوا معه الاحتياجات الميدانية العسكرية لقواته التي تعتبر الأقوى والأكبر في منطقة دمشق وريفها .

وقالت مصادر في المعارضة السورية إن هدف الاتصالات السعودية التي تجرى بالتنسيق مع الدوحة وأنقرة هو العمل على جمع كل فئات وتنظيمات المعارضة السورية العسكرية والسياسية في الداخل والخارج، لعقد مؤتمر وطني في السعودية للاتفاق على توحدها في إطار ائتلاف أو جبهة سياسية تتحدث وتتفاوض باسمها قيادة سياسية موحدة ستكون مسؤولة عن التفاوض مع النظام السوري لتشكيل حكومة الائتلاف الانتقالية .

وأوضحت المصادر أن المملكة وقطر وتركيا اتفقت على الدفع بعقد هذا المؤتمر الوطني للمعارضة لتقوية موقفها التفاوضي مع الحكومة السورية، وتعزيز قدراتها العسكرية خلال الأسابيع القليلة المقبلة التي ستسبق الاتفاق على وقف إطلاق النار، وفق خطة مؤتمر فيينا الخاص بالأزمة السورية، حيث اتفقت مجموعة العمل الدولي الخاصة بسوريا على أن يتم العمل على وقف إطلاق النار والدخول بعده في مفاوضات سياسية للمعارضة والنظام.

وتخشى المعارضة السورية والدول الداعمة لها، السعودية وقطر وتركيا، أن يعمل النظام السوري خلال الأيام المقبلة على توسيع هجماته على قوات المعارضة لطردها من عدد من المناطق «الهامة « التي تحت سيطرتها، لاسيما في دمشق ومحافظتها، لتقوية موقفه التفاوضي، لذا تعمل الدول الداعمة على الدفع بمزيد من الدعم والتعزيزات العسكرية لمختلف فصائل المعارضة المسلحة المعتدلة، لمواجهة أي هجمات للنظام، وللسيطرة على المناطق التي يتم دحر قوات «الدولة الإسلامية» منها بفعل الضربات الجوية والعسكرية العنيفة التي يتلقاها من طائرات قوات التحالف أو الطائرات الروسية .

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد صرح عقب اتفاق فيينا للمجموعة الدولية لحل الأزمة السورية الذي شارك فيه السبت الماضي، أن بلاده ستواصل دعم المعارضين السوريين إذا لم يترك الرئيس السوري بشار الأسد السلطة من خلال عملية سياسية.

وأضاف: «سنواصل دعم العملية السياسية التي ستفضي الى رحيل (الأسد) أو سنواصل دعم المعارضة السورية بغرض إزاحته بالقوة».

وكان الجبير، ووزير الخارجية القطري خالد العطية، ووزير الخارجية التركي فريدون أوغلو، قد عقدوا اجتماعاً موسعاً في فيينا مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» خالد خوجة، وتم الاتفاق خلاله على عقد الم

 

اختتام قمة العشرين بالتوافق على «محاربة الإرهاب» وخلاف حول الأسد

اسطنبول ـ «القدس العربي» من اسماعيل جمال: أكد وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، الاثنين، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لن يترشح مجدداً للرئاسة بموجب «محادثات فيينا»، في حين طالبته إيران بأن يكون طرفاً في الانتخابات المقبلة، بينما شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ختام قمة «مجموعة العشرين» التي عقدت في انطاليا، أنه لا يمكن حل مشاكل المنطقة وإنهاء الإرهاب دون توافق يقبله كل من يعيش بسوريا.

وأعلن «سينيرلي أوغلو»، أن مباحثات فيينا الأخيرة، تقضي بمرحلة انتقالية في سوريا، مدتها 18 شهراً، وتبدأ عقب تشكيل حكومة جديدة، حيث سيجري خلالها إعداد دستور جديد، وبموجب هذا الدستور ستجرى انتخابات رئاسية، لن يترشح فيها الأسد، حسب تأكيده.

وأوضح سينيرلي أوغلو في تصريحات صحافية على هامش قمة العشرين، أن الحكومة الجديدة ستتشكل بعد مفاوضات، تنطلق مطلع العام المقبل، خلال مدة أقصاها 6 أشهر، وتستلم كافة الصلاحيات التنفيذية، منوهاً إلى أن الأسد سيغادر السلطة، وفق التاريخ، والشكل الذي تتوافق عليه الأطراف المعنية.

ولفت الوزير التركي إلى أن دخول الجيش التركي إلى سوريا «غير وارد»، قال: «اتخذنا تدابير أمنية ضد داعش… يمكن أن تكون هناك عمليات عسكرية محدودة»، دون الإفصاح عن ماهيتها.

وفي رفض واضح لتصريح الوزير التركي، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الاثنين، إنه يجب على الأسد، أن يكون طرفا في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا، قائلاً: «تختلف إيران مع من يقولون إن الأسد يجب ألا ينافس في الانتخابات المقبلة، الأسد وحده يمكنه أن يتخذ قرارا بشأن مشاركته أو عدم مشاركته في الانتخابات»، وفق ما ذكرت وكالة أنباء فارس.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، تعلقياً على الأزمة السورية «لدينا طريق طويل، والوضع صعب، وهناك خلافات عميقة، وسأبدأ لقائي مع بوتين بالحديث عن المواضيع التي اتفقنا عليها مثل أن داعش والتطرف الإسلامي الراديكالي، يشكل تهديداً لروسيا بقدر أكبر من أوروبا، وإن موضوع خلافاتنا هو رحيل الأسد بخطوة واحدة، وطبعاً روسيا لديها وجهة نظر مختلفة في هذا الشأن، يتعين علينا أن نجد حل من خلال تشكيل حكومة بدون الأسد ، تجمع كل سوريا».

من جهته، وفي مؤتمر صحفي بنهائية قمة العشرين الذي ترأسها بلاده، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن إحدى أهم نتائج قمة أنطاليا، ربما هي إظهار دول مجموعة العشرين، التي تمثل جزءا كبيرا من سكان واقتصاد العالم، موقفا قويا فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب.

وشدد أردوغان على أن «ربط الإرهاب بأي دين، أمر خاطئ جداً، وإن موقفا كهذا يعتبر إهانة كبيرة لأتباع ذلك الدين، لأن حق الحياة مقدس في جميع الديانات»، مضيفاً: «نرى أن ربط الهجمات الإرهابية بقضية اللاجئين محاولة للتنصل من المسؤولية الإنسانية، ينبغي علينا أن نعمل على مكافحة الإرهاب، وبذل الجهود لحل أزمة اللاجئين سوية».

اقتصادياً، أكد البيان الختامي للقمة، العزم على جعل النمو الاقتصادي لدول المجموعة قويًا وشاملًا، وتوفير فرص عمل أكثر نوعية.

وأضاف البيان: «عازمون على مواصلة التحرك معاً من أجل توسيع شمولية سياساتنا وزيادة فرص العمل، والتنمية الحقيقية والكامنة لاقتصاداتنا»،

 

تنظيم «الدولة» يعيش على اللاجئين والمسلمين المحرومين في أوروبا.. يعشق «إدارة التوحش» ويستفيد من الفوضى

بعد انتقاله من «العدو القريب» إلى «العدو البعيد» ما هي سيناريوهات هزيمته؟

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: يتحدث المسؤولون في الغرب عن حرب جديدة شنها تنظيم «الدولة الإسلامية» على الغرب. وتأتي حرب التنظيم التي وصلت أعلى تجلياتها في باريس ليلة الجمعة وأسفرت عن مقتل 129 شخصا أو يزيد وجرح المئات بعضهم في حالة خطرة بعد تركيز التنظيم دعائم ما أطلق عليها «الخلافة» بإدارة وجيش قوي وسكان يزيد عددهم عن 6 ملايين نسمة. وها هو ينقل المعركة للعدو البعيد بعد أن ركز كل عملياته على «العدو القريب» حيث قام باستهداف لبنان وتركيا والكويت والسعودية العراق، وهو بهذا يفتح بابا لحرب طويلة مع الغرب ستترك تداعياتها على التنظيم نفسه، تماما كما فعل تنظيم القاعدة من قبل عندما قرر فتح معركة شاملة مع الغرب ونظم تفجيرات 9 إيلول (سبتمبر) 2001 وأدت لغزو أمريكا للعراق وطرد القاعدة من أفغانستان وشتت قيادتها وشل حركتها عن تنظيم عمليات جديدة.

وفي حالة تنظيم الدولة يبدو الأمر مختلفا فهو يفتح حربا شاملة ضد الغرب في وقت تعبت فيه الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة من مغامراتها في المنطقة العربية. وهو ما يفسر التردد الأمريكي إزاء الحرب في سوريا التي تدور رحاها منذ أكثر من أربع سنوات. وبالتأكيد ستزيد الهجمات من الحديث عن حل للأزمة السورية في ضوء الربط بين الانتحاريين وسوريا. وهناك حاجة ملحة للتصدي للموضوع ونظام الأسد الذي يعتبر جزءا من المشكلة. والسؤال هو عن الكيفية التي ستتم فيها مواجهة التنظيم بعد نقله ميدان الحرب إلى شوارع أوروبا.

خيارات

وهو ما طرحه روجر بويز في صحيفة «التايمز» حيث كتب قائلا «السؤال الذي يواجه صناع السياسة هذا الأسبوع: أي نوع من الحرب؟ وما هو الرد الذي سيمحق تنظيم الدولة ويمنع حربا شاملة بين الشرق والغرب ويوقف تفكك منطقة الشرق الأوسط؟». ويشير إلى أن الولايات المتحدة ستتعرض لضغوط كي تتخلي عن فكرة إمكانية احتواء التنظيم وإضعافه. فيما خرجت روسيا قوية وترى في حملتها العسكرية ضد الجهاديين تصديقا لأهدافها ودعمها للرئيس بشار الأسد الذي تراه ضروريا للحل السياسي والعسكري. ويرى أن الدعم في البرلمان البريطاني للعمل العسكري في سوريا سيزداد. ويتحدث بويز عن أربعة سيناريوهات عسكرية ستكون محلا للنقاش. الأول عملية يشرف عليها حلف الناتو. ويعتقد الخبراء أن الحرب ضد الجهاديين يمكن الانتصار بها في حالة قامت قوة برية باستغلال الضربات الجوية. ومن هنا فسيكون الناتو وليس روسيا فلاديمير بوتين هو المحدد النهائي لنتائج الحرب. كما وستجبر تركيا للتركيز على تنظيم الدولة لا الأكراد وسيكون دخول الناتو أفضل من تحالف عربي على حد قوله.

ولكن ما يقف أمام هذا الخيارهي المعارضة الروسية ومخاوف من تراجع الدعم الشعبي حالة قتل جنود الناتو والخلافات بين دول الحلف. في السيناريوم الثاني، يتحدث بويزعن تحالف عربي- غربي مع روسيا التي ستقوم بدورها بإقناع الأسد لتعبئة قواته ضد تنظيم الدولة. وقد يكون هذا أحسن خيار لتدمير معقل التنظيم في الرقة لكن الأسد سيتسفيد من الحرب ويبقى في السلطة. وفي السيناريو الثالث يشير الكاتب لتكثيف الطلعات الجوية التي تترافق مع هجمات بطائرات بدون طيار وتسليح لجماعات المعارضة السنية المعتدلة المعادية لنظام الأسد ولكن هذا الخيار يحتاج وقتا طويلا. وهناك خيار رابع وهو تسوية سلمية ومخاطر هذا الخيار هي أنه محاولة التوصل لتسوية مع مواصلة الحرب مما قد يؤدي إلى تراجع تصميم الغرب الذي سيحاول التعامل مع روسيا وهو ما يعني استمرار بقاء تنظيم الدولة. وسيظل السؤال ملحا حول طريقة التعامل مع مخاطر التنظيم وهزيمته، ففي ظل الدعوات لرد قاس وقوي على هجمات باريس هناك مخاطر من عمليات انتقامية.

ويرى ديفيد غاردنر في صحيفة «فايننشال تايمز» أن الرعب الذي انتشر في باريس يعني أن حقول الموت لم تعد مقتصرة على سوريا والعراق. وأشار لتصريحات جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي الذي قال إن «أثر الحرب ينزف على كل دولنا» و»قد حان الوقت لوقت النزيف في سوريا». ورد نظيره الروسي سيرغي لافروف إنه يشعر أن الوقت قد حان «لتحالف دولي فعال» من أجل قتال تنظيم الدولة. ويشير هنا إلى تكاليف الحرب في سوريا والتي كلفت أكثر من 300.000 ضحية وشردت الملايين وزاد صعود تنظيم الدولة قبل عام ونصف للمعاناة. ويرى أن سلسلة الهجمات الأخيرة التي قام بها التنظيم خارج مناطقه هي رد فعل على النكسات الأخيرة التي تعرض لها في العراق وسوريا. وفي باريس كان الجهاديون واضحين في التصريح علنا أن هجماتهم كانت انتقاما للتدخل الفرنسي في سوريا والانتقام كان أيضا وراء تفجير الطائرة الروسية والضاحية الجنوبية في بيروت.

ومع أن روسيا دخلت الحرب إلى جانب النظام السوري وحلفائه الإيرانيين إلا أن تنظيم الدولة يقدم نفسه على أنه التنظيم السني الوحيد الذي يقف أمام المحور الإيراني الممتد من طهران عبر بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. ومن خلال وضع بوتين نفسه على رأس المحور فقد عرض نفسه لنار تنظيم الدولة، حتى ولو كان هدفه الأول هو ضرب جماعات المعارضة السورية التي تقاتل نظام الأسد إلى جانب ضرب قوات «الخلافة».

ومن بين قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ظلت فرنسا الدولة الأكثر فعالية بعد أمريكا أما بقية الدول مثل الأردن والسعودية وكندا وتركيا فقد تراجعت مشاركتها في الغارات. ويرى غاردنر أن هجوم الجمعة في باريس هو الأكثر دموية ويعبر عن سلاح جديد لدى التنظيم، فعلى خلاف محاولة تفجير القطار التي فشلت في آب (أغسطس) ومهاجمة «شارلي إيبدو» بداية العام الحالي فالهجمات الأخيرة منسقة وتشبه القتل والتنسيق في مومباي الهندية في تشرين الثاني (يناير) 2008 الذي نفذه تنظيم لاشقر طيبة وقتل فيه 179.

لماذا باريس؟

ويعتقد غاردنر ان قرار ضرب باريس يعبر عن منطق تكتيكي. فهناك تكهنات تربط بين الهجمات والغارات التي قامت بها الولايات المتحدة على معقل التنظيم في الرقة والتي قتلت الجلاد المعروف بجون الجهادي أو محمد إموازي. ويرى محللون عرب وغربيون أن التنظيم يقوم بعملية وقائية لإحباط خطة أمريكية للتقدم نحو عاصمته والتي يعد من خلالها قوات كردية وأخرى عربية التي أطلق عليها «التحالف العربي السوري» وضم إليها أيضا أبناء العشائر العربية وميليشيات آشورية مسيحية. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الشهر الماضي أنها أرسلت 50 جنديا من أفراد العناصر الخاصة. ووصلت في الوقت نفسه طائرات «إي-10» (الخنازير) إلى قاعدة «إنشريلك» الجوية في تركيا التي ستقدم دعما جويا للمعارك. وفي الوقت الذي لم تبدأ فيه الهجمة ضد الرقة إلا أن الهجوم على مدينة سنجار شمال العراق والذي نفذته قوات البيشمركة الكردية أدى لقطع الطريق بين معاقل «الخلافة» في الموصل والرقة.

ومن هنا يرى غاردنر أن الهجوم على باريس ربما جاء من أجل حرف الإنتباه من جهة واستفزازا من جهة أخرى لإغراء قوات «صليببة» أخرى إلى «العرين الشامي». ويعتقد أن تصعيد الحرب في الداخل والخارج ليس تكتيكا جديدا. فهجمات إيلول (سبتمبر) 2001 نبعت من المنطق نفسه ووضح فهمها زعيم القاعدة أسامة بن لادن من خلال قانون الحركة الثالثة لنيوتن «لكل فعل رد فعل مساو في المقدار ومعاكس في الاتجاه». وفي الوقت الذي شجب فيه أيمن الظواهري خليفة بن لادن تنظيم الدولة كجماعة متطرفة إلا أن الطليعة الجهادية الجديدة تعمل من خلال نفس الديالكيتك االذي لا يرغب فقط برد فعل ولكن برد فعل مبالغ فيه من أجل تعبئة الدعم له ولرايته. وقد حصل الجهاديون على هذا الرد عندما قام الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عام 2003 بالإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وهو ما قاد لاحتلال أمريكي للعراق استمر ثماني سنوات وتسليم السلطة للشيعة الذين أصبحوا على حد تعبير الكاتب ضباط تجنيد للقاعدة التي ولد من رحمها تنظيم الدولة. وانضم إليه عدد من ضباط النظام العراقي السابق.

ويقول الكاتب إن معارضة الغالبية السنية للتنظيم لا تعني عدم وجود مصادر دعم له وهي التي يحددها الكاتب بمنبعين. الأول وهم اللاجئون السوريون على الحدود والثاني المحرومون من المسلمين في أوروبا. وعلى ما يبدو فلا الحملة التي تقودها أمريكا ولا التدخل الروسي يفهم جذور المشكلة. فبالإضافة للملايين الذين هربوا إلى تركيا والأردن ولبنان هناك حوالي 7 ملايين مهجر في داخل بلاده ولا مكان لهم للهروب، بعد الضربات التي وجهتها روسيا للمعارضة التي تقاتل الأسد. وتقوم روسيا بسحق الأرضية الوسط التي نشأت بين تنظيم الدولة ونظام الأسد. ولكن اللاجئين ليسوا المصدر الرئيسي للجهاديين. فهناك المقاتلون الأجانب ومن المعروف أن عدد المتطوعين في صفوف التنظيم والذين جاءوا من فرنسا هو الأكبر من بين الأوروبيين. ويعتقد أن نصف من ذهب منهم إلى سوريا عاد إلى بلاده.

استغلال الحرمان

وتخدم الكتيبة الجهادية الأجنبية أهدافا أخرى. فهذه الكتيبة تتعلم التشدد عبر الإنترنت ولديها القابلية للقيام بهجمات بمبادرة شخصية أو ما صار يطلق عليهم «الذئب المتوحد» وهم الذين يقومون بتصيد الفرص والقيام بهجمات. وكان التنظيم يعتمد في هجماته الإنتحارية على الأجانب، حيث يرسلهم في سيارات مفخخة أو محملة بالمتفجرات ضد أهداف في العراق وسوريا. وها هو الآن يرسلهم في عمليات انتحارية إلى باريس. ويعتقد غاردنر أن أسباب انجذاب الشبان للحركات المتطرفة هو حس التهميش الثقافي الذي عاناه الآباء والأبناء المهاجرين الذين انفصلوا عن ثقافتهم ولكنهم لم يندمجوا بشكل كامل. فلم ينجح النموذج الفرنسي للاندماج أو البريطاني المتعدد ثفافيا في استيعاب هؤلاء الذين لا يزالون يعيشون حياة موازية.

وهو ما يجعل أقلية صغيرة من الأقلية المسلمة فريسة للأيديولوجيين الجهاديين والذين يحولون من يشعرون بالغربة في كل مكان إلى متحمسين جهاديين. ويصور هؤلاء حالة الإسلام أنه يتعرض لخطر من جهة وفي حالة صحوة ويتعرض لضربات في كل مكان، ولكن حالته- الإسلام- ستكون أفضل في ظل «الخلافة». وفي الوقت الذي لعبت فيه القاعدة على حالة اليأس الثقافي والحنين للأمجاد الماضية إلا أن تنظيم الدولة خلق هالة من القوة الصلدة للسنة والتي بإمكانها الوقوف ضد الصليبيين والرافضة. وتؤكد دعاية التنظيم التي تتجاوز الزمان والمكان على عودة المهدي وانتصار الإسلام في نهاية الزمن الذي ستكون ساحته سوريا. ومن هنا ففكرة ازدحام سماوات سوريا بالطائرات تناسب هذه الرؤية.

العدو واحد ولكن

وإزاء التفكير يرى الجميع خاصة الذي اجتمعوا في فيينا يوم السبت ومن اجتمعوا في أنطاليا التركية الأحد والاإثنين أن تنظيم الدولة هو العدو الرئيسي. ومن هنا فقد قدمت هجمات باريس مناسبة للتوافق بين الأطراف ذات العلاقة بالأزمة السورية، لكن لا أحد يتصرف بناء على هذه الرؤية. فلا تزال روسيا تستهدف الجماعات غير الجهادية والمعارضة لنظام الأسد وتلك التي تلقى دعما من تركيا وقطر والسعودية. أما تركيا عضو الناتو فتستهدف الأكراد في تركيا. ورغم ضم إيران للمحادثات في فيينا من أجل إعطاء فكرة عن أجماع إلا أنه لم يحدث أي تقارب بين إيران والسعودية اللتين تواجهان بعضهما البعض في سوريا. وفي النهاية تظل فيينا الأمل الأخير الذي يدفع المتحاورين فيها للتعاون على أهداف محدودة.

وبعد باريس فما هو على المحك كبير والخلاف سيترك آثاره، كما يقول الكاتب. ويقول إن مستقبل سوريا كما تظهر هجمات باريس سيتم الاتفاق عليه في أوروبا. وكلما زاد العنف ووجد الأوروبيون في المسلمين الذي يعيشون بينهم «كبش فداء» كلما فرح تنظيم الدولة. فكما يقول الأنثروبولوجي الفرنسي سكوت أتران بمقال نشرته صحيفة «الغارديان» أن العنف المجنون الذي يمارسه هو تعبير عما سماه أبو بكر الناجي «إدارة التوحش».

إدارة التوحش

ويقوم الكتاب الذي أعد خصيصا ليكون دليلا إرشاديا لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين على تنويع الهجمات وضرب الأهداف اللينة لتحالف الصليبية – الصهيونية في كل مكان من العالم الإسلامي وخارجه لتشتيت التحالف قواه وتجفيف منابعه. ويدعو الكتاب المقاتلين ضرب الأعداء وهم في غفلة من أمرهم من مثل استهداف مواقع سياحية يرتادها «الصليبيون»، وهو ما سيؤدي إلى تشديد الحراسات عليها وزيادة النفقات. ويدعو الكتاب إلى استهداف الشباب الغاضب الذي يتمتع بالطاقة والمثالية ولديهم الاستعداد للتضحية بأنفسهم « فيما يدعو الحمقى للوسطية». ويحتوي الكتاب على إرشادات تدعو لتعرية ضعف أمريكا وقوتها المركزية ودفعها للتخلي عن الحرب النفسية والحرب بالوكالة وبالتالي جرها لحرب مباشرة.

ويشير أتران إلى أن تنظيم الدولة يريد بعملياته كسر التقسيم الحدي بين الخير والشر ويعتقد أن هناك منطقة رمادية حان تدميرها من خلال إعلان الخلافة. مشيرا لمقالة نشرتها مجلة «دابق» التابعة له. ويرى أتران أن الإحيائية العربية السنية المتشددة والتي يقودها تنظيم الدولة الإسلامية تعبر عن حركة ثورية دينامية ورواية مضادة للسائدة ذات خطاب عال، ولديها متطوعون من جنسيات مختلفة لم تحظ بها حركة منذ الحرب العالمية الثانية. وهي حركة استطاعت في أقل من عامين السيطرة على مناطق ذات مساحة تزيد عن مئات الألوف من الكيلومترات المربعة ويعيش فيها ملايين الناس. ورغم الهجوم عليها من كل الأعداء في الخارج والداخل إلا أنها لم تضعف أو تستسلم على الأقل في الوقت الحالي. ويتجذر التنظيم في المناطق الخاضعة له ويتوسع في جيوب داخل مناطق آسيا- الأوروبية «يورشيا».

سوء فهم

ويعتقد أتران أن التعامل مع تنظيم الدولة كحركة متطرفة أو إرهابية سيؤدي للتعمية على شروره أو خطره. كما أن وصفه بالعدمية يعبر عن محاولة تجنب فهمه والتعامل معه ومهمته المغرية لتغيير العالم. ويرى أن الحديث الدائم عن هدف التنظيم لإعادة عجلة التاريخ للوراء وإلى العصور الوسطى ما هو إلا بمثابة من يقول إن حزب الشاي الأمريكي يريد أن يعود لسنة 1776. ولكن الحقيقة تظل أعقد مما يرى البعض. فكما يقول أبو موسى وهو مسؤول إعلامي في مدينة الرقة «نحن لا نريد عودة الناس لزمن الحمام الزاجل، بل على العكس نريد الإستفادة من التقدم ولكن بطريقة لا تناقض الدين». ويقول أتران إن تنظيم الدولة يحاول ملء الفراغ في أي مكان من أفريقيا أو آسيا يعيش فوضى ويحاول خلق «توحش» في أوروبا حيث لا يوجد.

وفي هذا يقوم التنظيم باستغلال الدينامية المثبطة بين صعود التشدد الإسلامي وإحياء المشاعر المعادية للأجانب لدى الحركات القومية – الإثنية في أوروبا والتي تقوم بتقويض الطبقة المتوسطة عماد الاستقرار والديمقراطية بنفس الطريقة التي قامت بها الحركات الشيوعية والفاشية بتدمير الديمقراطية خلال العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي. ويرى ان تدفق المهاجرين إلى أوروبا يعتبر بمثابة منحة إلهية لتنظيم الدولة. فلم ترحب أوروبا أبدا بالمهاجرين، ولكنها اليوم بحاجة إليهم نظرا لتراجع نسبة الولادة إلى 1.4 للزوجين. وفي شهادة له أمام الكونغرس ومجلس الأمن قال فيها إن ما يجذب اللاعبين القتلة في العالم اليوم ليست تعاليم القرآن أو التعاليم الدينية بقدر ما يلهمهم القضية المثيرة التي تعدهم بالمجد والرفعة. فالجهاد هو وظيفة تتساوى فيها الفرص، سريعة ومجيدة ومقنعة وموضة في الوقت نفسه. وحسب استطلاع أجراه معهد أي سي أم في تموز (يوليو) 2014 وجد أن واحدا من كل أربعة فرنسيين من الفئة العمرية ما بين 18-24 لديهم مواقف محبذة من تنظيم الدولة مع أن نسبة المسلمين تترواح ما بين 7-8% من عدد السكان.

فالتنظيم جماعي، وهناك 3 من كل 4 متطوعين من الخارج ينضمون إليه مع عائلاتهم وأصدقائهم. وكلهم شباب يعيشون مرحلة انتقالية في حياتهم: مهاجرين وطلابا وشبابا يبحثون عن عمل أو تركوا بلادهم ويقومون بالانضمام «كعصابة من الإخوة والأخوات». ويقول أتران أن هناك «رواية مضادة» وغير جذابة وغير ناجحة وسلبية في الأعم الأغلب لمواجهة المدخل الذي يعتمد عليه التنظيم وهو إدارة الشباب لا الحوار معهم. ويقضي مثلا التنظيم مئات الساعات من أجل تجنيد فرد واحد والتعرف على مشاكله الشخصية ومظالمه وموضعتها في الرواية العامة عن اضطهاد المسلمين. ومن هنا يرى أتران أن المدخل لمواجهة التشدد يفتقد الكثير من المظاهر الإيجابية وأهمها تجنبه فهم طبيعة الجهاديين. فمن أجل مواجهة تنظيم الدولة علينا فهمه كما يقول.

وهو فهم غائب عن رؤية الطبقة السياسية. وكما قال باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت» «هناك إشارات قليلة تشير إلى أن قادة مجموعة العشرين الذين اجتمعوا في تركيا قد فهموا طبيعة النزاع الذي انخرطوا فيه» مشيرا لاستراتيجية تنظيم الدولة القائمة على حروب المدن والعصابات والحرب التقليدية.

 

الأسد يدعم حاضنته الساحلية بـ19 مليار ليرة إحتفاء بـ45 عاما من سلطة «البعث» على سوريا

سلامي محمد

اللاذقية – «القدس العربي»: اقتصرت مشاريع هذا العام لـ «الحركة التصحيحية»، التي أوصلت الأسد الأب إلى سدة الحكم قبل 45 عاما، على المدن الساحلية ذات الحاضنة الكبرى للنظام السوري من الطائفة «العلوية».

فقد ضخ الأسد الإبن مليارات الليرات السورية لتلك المناطق هذا العام من دون سواها من مدن البلاد، تزامنا مع إيفاده لرئيس حكومته، الدكتور وائل الحلقي، إلى جبهات ريف اللاذقية. وقدم الثناء والشكر لـ «حزب الله» اللبناني الذي ما زال يسانده في عموم البلاد ضد المعارضة السورية والمدن الثائرة.

الإعلام الرسمي السوري أكد تقديم الأسد ما يقارب 19 مليار ليرة للساحل السوري احتفاء بالذكرى الـ 45 لما يعرف بـ»الحركة التصحيحية» التي تزعمها حافظ الأسد. فكلف رئيس مجلس الوزراء، الحلقي، تدشين مشاريع تنموية واقتصادية وأخرى خدمية في اللاذقية بقيمة 13 مليار ليرة من المبلغ المالي الإجمالي المقدم لمحافظة اللاذقية لإقامة مشاريع وصفتها رئاسة مجلس وزراء الأسد بـ»التنموية والخدمية» في المحافظة.

وكان من أبرز المشاريع، التي أوصى الأسد بتنفيذها، توسيع صالة الركاب في «مطار باسل الأسد الدولي» من الجانبين بمساحة إجمالية تبلغ 122 مترا مربعا، والتي أشرفت على تنفيذها «مؤسسة الإسكان العسكرية» التابعة للنظام. كما شملت الخدمات المزمع تنفيذها تأمين مساكن لأبناء السـاحل، وإقـامة فـرع مـرور في اللاذقيـة.

كما أمر الأسد بتوزيع مليار ليرة سورية كـ «منحة مالية» لأبناء اللاذقية احتفالا بالذكرى التي تلقى اهتماما كبيرة لدى نظام «حزب البعث العربي الاشتراكي» الذي يترأسه الأسد الإبن. وأيضا دشن «عقدة البرجان» الواقعة على أوتوستراد اللاذقية – طرطوس، والتي تربط بلدة البرجان بالأوتوستراد في الاتجاه الغربي المؤدي للبحر، بقيمة إجمالية تبلغ نحو 300 مليون ليرة.

ورافق الحلقي في جولته الساحلية نائب رئيس مجلس الوزراء، المهندس عمر غلاونجي، وكل من وزراء الداخلية والمالية والصناعة والموارد المائية والنقل، ومحافظ اللاذقية، وأمين فرع الحزب، ورئيس مجلس المحافظة، ومدير عام الجمارك في اللاذقية، وعدد من أعضاء مجلس الشعب عن المحافظة، ومدير المؤسسات العامة والجهات المعنية بها.

بدوره انتقد الناشط الإعلامي، يوسف العبدالله، الأموال المقدمة من قبل حكومة النظام لمحافظة اللاذقية وطائفة الأسد قائلا: «الأسد يقدم مليارات الليرات للطائفة العلوية على وجه التحديد دون سواها، في حين تغرق العاصمة دمشق ببحر الفقر والغلاء الفاحش، وتتحول الحياة فيها إلى مشقة يحمل الدمشقيون فيها أعباء كبيرة في تأمين لقمة العيش، وجل ثروتهم النجاة من اعتقالهم من قبل حواجز النظام السوري التي نفذت أكبر حملات الاعتقال للشـباب منذ مطلـع العـام الحـالي».

وأردف خلال اتصال خاص معه بالقول: «دمشق اليوم تحولت إلى عاصمة فقيرة بشتى مجالاتها. فالليرة تكاد أن تصبح من دون أي قيمة مادية بسبب انهيارها أمام الدولار الأمريكي. كما تحولت أقسام كبيرة من الأحياء الدمشقية العريقة إلى مقار للروس والإيرانيين واللبنانيين المقاتلين إلى جانب النظام السوري».

الوفد الوزاري، المكلف تقديم الدعم المالي للاذقية من قبل الأسد، زار أيضا خطوط التماس مع المعارضة السورية في ريف المدينة الشمالي، حيث التقى الحلقي مع قيادات عسكرية تابعة لقوات النظام، في حين أوردت مصادر شيعية مقربة من «حزب الله» اللبناني أن الحلقي التقى قيادات من الصف الأول في الحزب، وقدم لهم الثناء والشكر باسم الأسد لوقفتهم مع النظام السوري في مواجهة ما أسموه بـ «مكافحة الإرهاب».

 

الروس استدرجوا خصومهم و«البعث» السوري الحاكم سيُحشّد لخوض انتخابات تشريعية في مواجهة الإسلاميين

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: لم تُفاجأ دمشق بما تمخض عنه اجتماع فيينا الثاني. فمنذ أشهر طويلة كانت السلطات السورية على علم بأبرز نقطة خرج بها المجتمعون في فيينا مؤخرا وهي مسألة الانتخابات المبكرة.

وسبق للروس أن تشاوروا مع القيادة السورية منذ أكثر من أربعة أشهر حول إمكانية أن تخوض السلطات السورية انتخابات تشريعية جادة في مواجهة أطياف المعارضة. وتلقى الروس حينها ردا إيجابيا ممزوجا بمخاوف من احتمال لجوء دول إقليمية لشراء أصوات داخل سوريا.

البرلمان الجديد، الذي سيتشكل بعد الانتخابات المفترض أن تجرى بعد 18 شهرا، حسب بيان فيينا الثاني، هو الذي سيضع الدستور الجديد. ووفق هذا الدستور سيتحدد ما إذا كان بإمكان الرئيس بشار الاسد الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ولا بد لحزب البعث الحاكم حاليا أن يحصد إذن أغلبية مقاعد البرلمان لضمان المحافظة على الدستور الحالي الذي وُضع في العام 2012. وحينها سيخوض الأسد انتخابات رئاسية شبه محسومة لصالحه على اعتبار أن مجرد ترشحه يعني فوزه.

لا تبدو مهمة البعث الحاكم صعبة جدا في كسب الانتخابات المقبلة، حتى لو حصلت تحت إشراف أو مراقبة دولية. فليس هناك من تيارات سياسية قادرة على منافسته بالمعنى الحقيقي على الأرض. فقط يبقى التيار الإسلامي غير المعلن والذي يجد له مؤيدين في عدد من المناطق وقد ينافس على عدد غير قليل من المقاعد.

بعض المسؤولين السوريين عبّروا، قبل أربعة أشهر في جلساتهم، عن مخاوف من حصول عمليات تمويل إقليمية للتيار الإسلامي بهدف شراء الأصوات، على غرار ما يحصل في لبنان من تمويل لشراء أصوات لصالح «تيار المستقبل» في مواجهة القوى السياسية الحليفة لدمشق.

دمشق الرسمية تبدو مرتاحة وإن لم تُعلن ذلك جهارا، لأن موسكو استدرجت في اجتماع فيينا الثاني خصومها الغربيين والإقليميين إلى خيارات سياسية. وهي واثقة من أن نظام الرئيس الأسد جاهز لخوضها وكسبها في انتـخابـات تشريعـية أو رئاسـية.

واستدرجتهم أيضا للقبول بتزعمها للحرب على الإرهاب داخل سوريا كشريك للجيش السوري.

 

سوريون ينعون العلاوي… أكبر مقاتل في الثورة السورية

بعدما شهد أربع حروب في حياته

أحمد الدمشقي

ريف دمشق – «القدس العربي»: نعى سوريون الحاج عبدالله العلاوي – أو كما يلقبه الثوار «أبو محمد السبع»، أكبر مقاتل في الثورة السورية والذي ناهز 72 عاما قضاها متنقلا بين بلد وآخر، وشهد أغلب الحروب التي مرت بها المنطقة، وسجل بصمته فيها مع المقاتلين هناك، ليقتل أخيرا بغارة جوية على حي جوبر في الغوطة الشرقية، بعدما شارك في كل المعارك التي دارت في الحي.

وفي لقاء خاص مع عطاء الله سلام، ابن أخت الحاج عبدالله، تحدث لـ «القدس العربي» عن مسيرة حياته وكيف تنقل بين بلد وآخر وتعرض إلى المساءلات الأمنية المتكررة من قبل المخابرات السورية إثر انضمامه للفدائيين، ومشاركته في حرب الخليج الأولى، وفي صد الغزو الأمريكي للعراق، ثم ثورة سوريا أخيرا.

يقول سلام: «ولد خالي عبد الله في 1943، ونشأ في بيت دمشقي. تعود على الشهامة والنضال حتى بدأت الحروب تجتاح المنطقة. وخرج يومها من سوريا في عام 1970 قاصدا الأردن ليلتحق بالفدائيين الفلسطينيين في منظمة فتح. وفي العام نفسه بدأت حرب «أيلول الأسود» بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفلسطينية واستمرت هذه الأحداث ما يقارب السنة. أنهت الحكومة الأردنية وقتها وجود المنظمات الفلسطينية في الأردن، فاضطر بعدها للذهاب إلى لبنان في 1971 للالتحاق بالفصائل الفلسطينية هناك وبقي فيها تسعة أعوام، معلنا الانخرط في سائر الأحداث معهم، حتى بدأت حرب الخليج الأولى في عام 1980 بين العراق وإيران، وخلفت ما يزيد عن مليون قتيل.

«أدرك حينها الحاج أنها باتت معركة صراع بين أهل السنة والشيعة ولم تكن معركة دول وقيادات بقدر ما كانت معركة وجود ضد أهل السنة المستهدفين من قبل الشيعة. وبقي يقاتل فيها إلى جانب الجيش العراقي حتى عام 1988 أي إلى أن انتهت الحرب. وعاد بعدها إلى سوريا والتفت قليلا لشؤون عائلته، واعتزل بعدها حرب الخليج الثانية».

ويضيف قائلا: «في 2003 – عندما غزت أميركا العراق، أو ما بات يعرف بحرب الخليج الثالثة – سارع الحاج عبد الله للوقوف إلى جانب المقاومة العراقية، إذ كان للعراق مكانة كبيرة في قلبه منذ حرب الخليج الأولى، ومكث فيها ما يقارب ثلاثة سنوات، عاد بعدها إلى سوريا في 2006. وهنا بدأت الملاحقات الأمنية تطاله. ربما لم يتم اعتقاله بشكل علني، لكنه كان موضوعا تحت المراقبة الأمنية واستدعي عشرات المرات إلى الأفرع الأمنية. وبقي على هذه الحالة ثلاث سنوات، كان يتم استدعاؤه أسبوعيا للتحقيق معه حول مشاركاته في هذه المعارك. وفي 2009 أوقفت عمليات استدعائه، لكنه بقي موضوعا تحت المراقبة الأمنية».

يتابع سلام: «ومع انطلاق الثورة السورية وخروج عشرات المظاهرات في الغوطة، كان الحاج عبدالله من أوائل من لبّى هذه النداءات وشارك في معظم النشاطات السلمية. ورغم أن الحراك كان ضئيلا نوعا ما في حي جوبر، قياسا لعربين ودوما، إلا أنه لم يتوان عن حضور المظاهرات والمسائيات هناك. وبعد ستة أشهر من العمل السلمي وانتقال الثورة السورية إلى العمل المسلح كان الحاج عبدالله من أوائل من حملوا السلاح، وشارك بكل معارك جوبر ابتداء من صد هجمات الشبيحة وحماية المظاهرات، وتحرير حاجز حرملة، وتحرير حاجز عارفة نفحات بدر، ومعركة الدخانية وليس انتهاء بصد محاولات الاقتحام الأخيرة لحي جوبر. ولم تنفع مناشدات عائلته المقيمة خارج سوريا لإخراجه، لأنه رفض أن يترك سوريا تقع رهينة بين يدي إيران والأسد، وآثر الدفاع عنها حتى آخر رمق في حياته، حتى حقق مبتغاه وهو أن يموت على أرض بلده فدائيا كما نشأ، مكملا بذلك مسيرته الجهادية التي بدأت بفلسطين وانتهت بسوريا».

ويوثقه السوريون كأكبر مجاهد ومقاتل في الثورة السورية شارك بكل مراحلها، وأبى أن يقاتل إلا قوات الأسد، رافضا كل محاولات الاقتتال الداخلي والفتن التي نشأت بين الكتائب.

يختم عطاء الله سلام حديثه قائلا: «المؤسف أننا لا نتعرف على هؤلاء الأبطال إلا عند موتهم ولا نمجدهم إلا وهم في القبور. وهنالك المئات كحال الحاج عبدالله، لكننا تعودنا أن لا نعرفهم إلا وهم شهداء».

 

سكان غوطة دمشق يحملون قادة الفصائل مسؤولية الحصار والجوع

عبدالله العمري

إسطنبول – «القدس العربي»: تزداد شكاوى السكان المحليين في غوطة دمشق الشرقية من الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشونها في ظل حصار خانق منذ ما يزيد على الثلاث سنوات، في الوقت الذي تشهد مناطقها حالات نزوح غير مسبوقة.

مصادر محلية خاصة أوضحت لـ «القدس العربي» تزايد حالات نزوح العوائل التي تغادر قرى الغوطة وبلداتها إلى عشرات العوائل يوميا، بينما «عشرات أخرى تحاول الخروج الآمن من خلال ما يعرف باسم مراكز الخروج أو من خلال مكاتب الأنفاق الأمنية».

وبحسب أبو منار، الذي عرف نفسه بأنه أحد وجهاء الغوطة المعروفين، «أدى النظام دورا كبيرا في هذا الحصار الإجرامي». وأضاف أن الفصائل، والمقربين منها، أيضا يساهمون في تعميق آثار حصار النظام بفرضها سيطرة كاملة على المرافق الاقتصادية».

وذكر أن غالبية الناس تخشى اختفاء القمح الأساسي واللازم لرغيف الخبز اليومي في مناطق الغوطة الزراعية، وهو خلاف الواقع. فهناك مساحات شاسعة من الأراضي المحررة يتم زراعتها سنويا بالقمح والشعير، ومعدل الانتاج يكفي لسد الحاجة المحلية قياسا على سنوات ما قبل الحصار إذ كنا نبيع كميات هائلة للمناطق الأخرى في كل موسم». وقال إن من يسيطر على «الحبوب والمحاصيل الزراعية هم الفصائل الرئيسية في الغوطة التي تحتكرها للترويج بأن الغوطة محاصرة، وأن سكانها بحاجة إلى مواد إغاثية، وباتت هذه وسيلة من وسائل الكسب المادي».

وأكد على أن طريق الغوطة الرابط مع مخيم الوافدين «طريق مفتوح وتدخل منه البضائع بشكل اعتيادي. كما هناك عدة أنفاق يتم من خلالها إدخال المواد الغذائية والوقود». وعزا أبو منار أسباب ارتفاع المواد الغذائية إلى «سياسة الفصائل الرئيسية التي ترى أن على السكان دفع أرباح مقابل توفير المواد الأساسية لدعم العمل الجهادي وتوفير مستلزماته»، حسب تعبيره.

وذكر سكان محليون لـ»القدس العربي» أن كبار أصحاب رؤوس الأموال والتجار بدأوا بـ»نقل معاملهم ومصانعهم من الغوطة إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة النظام، ومن بينها معامل التجفيف والتعليب التي كانت توفر الكثير من الحاجات الأساسية وتقوم بتشغيل مئات العاملين».

ويذكر أن الفصائل سمحت في الآونة الأخيرة للمزارعين بتصدير منتجاتهم من الفواكه والخضروات إلى مناطق أخرى خارج الغوطة.

وكانت «جبهة النصرة» قد اعتقلت في وقت سابق عماد المرجي – وهو أحد كبار التجار في الغوطة و»متهم باحتكار المواد الغذائية ومن أهم التجار الذين يتسببون برفع الأسعار»، حسب مصدر مقرب من جبهة النصرة.

ويضيف المصدر، أن «النصرة» تعرضت إلى «ضغوط كبيرة للإفراج عنه مقابل كفالة مالية قدرها 50 مليون ليرة».

وأشار المصدر المقرب من الجبهة الى أن «بعض الفصائل، مثل فيلق الرحمن، كادت تدخل في اقتتال مع جبهة النصرة عندما قررت تخفيض الأسعار بعد أن افتتحت نفقا خاصا بها». أحد عمال المطاحن قال إن «جيش الإسلام يوزع على عناصره ما يزيد عن مئتي طن من مادة الطحين، بينما ما زال المواطن العادي يبحث عن رغيف الخبز بالسعر الذي يفرضه التجار المقربون من الفصائل».

أما الناشط الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي، ورفض الكشف عن اسمه، فقد أكد لـ»القدس العربي»، نزوح حوالي 75% من سكان الغوطة التي «لم يتبق من أهلها سوى 200 ألف من أصل 800 ألف نسمة قبل الحصار»، على حد قوله.

وحمل الناشط الإعلامي «الفصائل المسلحة كامل المسؤولية»، موضحا «خشية الناس من الحديث عن معاناتهم حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ سيكون مصير من يثبت عليه الحديث عن مسؤولية الفصائل في ما يجري، الموت أو السجن في سجون لا تختلف كثيرا عن سجون النظام». وشدد على أنه قضى سبعة أشهر في أحد سجون النظام في كفر سوسة، وأكثر من شهر في سجن تابع لأحد الفصائل، لكنه لم يذكر الفصيل بالاسم.

 

قتلى وجرحى بعشرات الغارات الروسية في ريفي حلب وإدلب

أحمد حمزة

شن الطيران الحربي الروسي قبل ظهر اليوم الثلاثاء، عشرات الغارات بريفي “حلب وإدلب”. وأدى القصف إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما تتواصل المعارك على الأرض بريف “حلب الجنوبي”، إذ أوقعت فصائل المعارضة هناك، خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها.

وقال الناشط الإعلامي بلال عمران من محافظة “إدلب” لـ”العربي الجديد”، إن “الطيران الحربي الروسي شن غارة في قرية أورم الجوز ما أدى لمقتل أربعة مدنيين” كما تعرضت “أريحا وسراقب وخان السبل ومحيط مطار أبو الظهور لقصفٍ مماثل”.

وأضاف الناشط ذاته، المتواجد بريف “إدلب الجنوبي”، أن “قوات النظام المتمركزة في مطار حماه العسكري، قصفت محيط معرة النعمان(بريف إدلب الجنوبي) بنحو عشرة صواريخ أرض/أرض، حيث سُمعت أصوات انفجارات قوية نتيجة لذلك”.

أما على جبهات “حلب”، فقد أكد ناشطون في المحافظة لـ”العربي الجديد”، أن “طيران النظام يشن منذ الصباح غارات كثيفة في الريف الشرقي، استهدفت بلدة مسكنة ومطار الجراح القريب، وهي مواقع يسيطر عليها تنظيم داعش”، بينما “شن الطيران الحربي الروسي، غارات كثيفة، أدت لسقوط ضحايا مدنيين بريف حلب الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، وكذلك شهدت عدة مناطق بالريف الجنوبي هجمات مماثلة. وسط تواصل المعارك هناك، بين قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معه من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى”.

من جهته، أكد مسؤول الإعلام الحربي في “حركة أحرار الشام الإسلامية” أبو اليزيد تفتناز لـ”العربي الجديد”، أن “الطيران الروسي شن اليوم أكثر من عشرين غارة جوية على المناطق المحيطة بتل العيس(تل حدية، البربوم، الهضبة الخضراء، رسم الصهريج، إيكارد، محيط الأوتستراد الدولي)”، مشيراً إلى تمكن “مقاتلي الفرقة الوسطى من تدمير عربة “همر” هذا اليوم بصاروخ تاو مضاد للدروع”.

وحول سير المعارك على الأرض، أضاف المتحدث ذاته بأن “فصائل جيش الفتح والجيش الحر أحبطوا أمس ثلاث محاولات تقدم للمليشيات: الأولى كانت في محور “تلة العيس” نحو “الهضبة الخضراء”، والثانية في محور تل حدية بمحيط “تلة العيس” حيث دارت معارك عنيفة خسرت المليشيات فيها دبابة وعربة “بي إم بي”.

بالإضافة إلى مقتل نحو عشرين من عناصرها، والمحور الثالث حاول النظام التقدم فيه من “بانص” نحو رسم الصهريج، فتصدت له الفصائل هناك، وأوقعت في صفوفه خسائر بشرية”.

أما في ريف دمشق، فقد أكد ناشطون هناك، استهداف قوات النظام لمدينة دوما ظهر اليوم بصاروخين موجهين، وتعرضت مدينة زبدين القريبة، لقصفٍ بصاروخ أرض/أرض، فيما جدد الطيران المروحي إسقاط البراميل المتفجرة على مدينة داريا.

 

مقتل أكثر من 10 آلاف طفل بسورية عام 2014

نيويورك ــ ابتسام عازم

وجّه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، انتقادات حادة للمجتمع الدولي بما فيه مجلس الأمن، والدول ذات النفوذ في تعاملها مع الصراع في سورية.

 

وأشار أوبراين إلى أن أطراف الصراع المختلفة في سورية مستمرة منذ خمس سنوات بارتكاب جرائم “يصعب على العقل تخيلها”، وأودت بحياة 250 ألف شخص على الأقل، ونجمت عنها أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، حيث يحتاج أكثر من 13 مليون شخص داخل سورية لمساعدات إنسانية، بمن فيهم 6 ملايين طفل. كما اضطر أكثر من 4 ملايين سوري إلى النزوح عن ديارهم خارج البلاد.

 

وجاءت أقوال ستيفن أوبراين خلال جلسة دورية عقدها مجلس الأمن في نيويورك، قدم خلالها مبعوث الأمين العام إحاطته حول تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسورية، بما فيها القرارات 2139 و 2165 و 2191.

 

وفي مستهل الجلسة وقف أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة حداداً على ضحايا تفجيرات بيروت وباريس، ودانوا مجدداً بأشد العبارات ما وصفوه بـ”الهجمات الإرهابية الهمجية والجبانة”.

وأكد أن هناك نحو 400 ألف سوري منذ بداية العام، حاولوا الوصول إلى أوروبا عبر البحار، مخاطرين بحياتهم هرباً من هول الحرب في بلادهم. لافتاً إلى أن “بعض الممارسات في سورية، ترقى إلى مستوى جرائم حرب سيحاسب عليها الفاعلين يوما ما”.

 

كما تحدث عن نزوح نحو 100 ألف سوري على الأقل في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، من كل من حلب، وشرق حمص، بسبب الصراعات بين النظام وبين قوات من المعارضة، وكذلك سيطرة “داعش” على بعض المناطق الجديدة.

وأكد أنه ما زال هناك الملايين من السوريين المحتاجين لمساعدات إنسانية، ولم تتمكن المنظمات الإنسانية الدولية من الوصول إليهم، بسبب منع وتأجيل الأطراف المتنازعة وصول المساعدات الإنسانية لهم.

 

وأضاف “تمكنا منذ بداية العام فقط من تقديم المساعدات لنسبة صغيرة جدا من أصل 4.5 ملايين شخص، يقبعون في مناطق معروفة كمناطق صعب الوصول إليها، ونحو نصفهم، أي 2.5 مليون شخص يعيشون في مناطق تحت سيطرة “داعش”، ولا يمكننا الوصول إليهم بتاتا”.

 

إلى ذلك، أشار إلى أن الأطراف المتنارعة بما فيها الحكومة السورية و”داعش”، ما زالت تستخدم حصار المدنيين، كأداة حرب ضد مئات الآلاف من السوريين.

 

وأكدت الأمم المتحدة كذلك أن أكثر من نصف السوريين، نزحوا عن ديارهم منذ اندلاع الأزمة وأن نصف هؤلاء هم من الأطفال.

 

كما شهد عام 2014 مقتل أكثر من 10 آلاف طفل في سورية، ومن المتوقع أن يفوق عدد القتلى من الأطفال السوريين للعام الحالي 10 آلاف، إذ ارتفع عدد القتلى بشكل واضح.

وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة وعلى لسان الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دو جاريك، خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عن عقد مؤتمر للدول المانحة لسورية في العاصمة البريطانية لندن في الرابع من شباط/فبراير المقبل.

 

كتائب”أبو الفضل العباس”:إيران تستعيد دورها في الساحل السوري

بشار جابر

فشلت قوات النظام في استعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة إلى الشرق والشمال من مدينة اللاذقية، وأضاعت فرصة الاستفادة من الدعم الجوي الروسي في حرب الجبهات الثلاث المفتوحة على أطراف الساحل السوري. وبعد أقل من شهرين على التدخل الروسي، لم تستطع روسيا حماية حدود قاعدتها الجوية. وما فرضته روسيا على النظام من حَل للمليشيات -الطريقة الإيرانية في الحرب- ودعم قوات النظام بدلاً عنها لم يأتِ بنتيجة.

 

إصابة قادة “الفرقة الأولى” مشاة، في جبهة غمام، ومقتل أكثر من خمسة عمداء، منهم قادة في قوات الاقتحام والمداهمة التابعة لـالحرس الجمهوري”، جعل الروس بلا أمل في الاعتماد على النظام السوري وقواته الرسمية وحدها. الأمر الذي دفع إيران إلى تثبيت نظريتها أمام الحليف الروسي؛ فلا حل عسكرياً في سوريا بلا المليشيات العراقية واللبنانية المدعومة من مستشارين إيرانيين. وينطبق الأمر ذاته على المليشيات السورية التي شكلتها ودعمتها إيران. ويبدو أن النظام يميل للدور العسكري الإيراني البري، نتيجة فقدانه أية استراتيجية عسكرية تجعلهُ قوياً ومتمكناً أمام المساعدة الروسية له.

 

بعكس كل التوقعات، ومنذ حوالى أسبوع، وتزامناً مع تصريح قائد “الحرس الثوري” الإيراني حول الخلاف مع الروس بشأن استراتيجية المفاوضات الروسية الأخيرة في فيينا، شكلت إيران بالتعاون مع النظام السوري فرعاً لكتائب “أبو الفضل العباس” في منطقة العمرونية على طريق حلب-اللاذقية القديم. وذلك للدفع بمليشيا عراقية مقاتلة ومدربة في العراق وإيران، لقيادة عملية القتال البري في الساحل السوري. تمركزُ كتائب “أبو الفضل العباس” قرب اللاذقية له أبعاد مختلفة، فالمعروف عن الكتائب استقلالها، وقيادتها للعمليات العسكرية بشكل مغاير ومستقل عن النظام، وحتى تشكيل المعسكرات يكون فقط بالتنسيق الإداري مع “الأمن العسكري” السوري من دون إخطار قيادة العمليات، أو مشاركة معلومات حول طبيعة عملياتها والمناطق المستهدفة.

 

للأمر بُعدان خطيران، الأول وصول كتائب شيعية صرفة إلى ريف الساحل العلوي، ما يُعقد طبيعة الحرب السورية، وربما قد يدفع قوى المعارضة المتشددة للقدوم إلى ريف الساحل لمحاربة “أبو الفضل العباس”، في خدمة للصراع العقائدي الشيعي-السني، خاصة أن كتائب “أبو الفضل العباس” لا تُخفي أبداً طبيعة تدخلها المقيد دوماً بهدف ديني، كحماية المراقد الدينية للشيعة، أو حماية المناطق الشيعية على الأراضي السورية. وثانياً، تعقيد الدور الروسي وتأكيد الرؤية الأميركية بأن المستنقع السوري كبير على الروس، فاعتماد الروس على قوات النظام وحدها أمر صعب وشبه مستحيل لـ”قيادة الانتصار العسكري للدولة” بحسب التوصيف الروسي. الأمر الذي سيجعل الروس رهائن المطالب الإيرانية سياسياً، فلا انتصار دون تدخل إيران العسكري البري، وتقنياتها في تشكيل المليشيات الطائفية.

 

وتشكيل كتائب “أبو الفضل العباس” يُعد أحد أكبر العثرات التي أصابت الروس ومشروعهم في سوريا؛ فلا مناص من اعتمادهم براً على إيران، وهذا ما سيكون له أثر كبير على أي طاولة مفاوضات، ولا يُمكن أبداً تخفيض مستوى المطالب الإيرانية لعلو شأنها على الأرض.

 

وتصل أعداد مقاتلي “أبو الفضل العباس” في المعسكر بين حلب واللاذقية، إلى بضعة آلاف، وتتشكل قيادته من رجال دين، وقادة عسكريين دُربوا في إيران. وسيُسمح بانتساب السوريين إلى الكتائب، بعد فترة تسمح بتركيز شؤون المعسكر إدارياً وعسكرياً، وسيتم استغلال وجود عدد كبير من الشيعة في مخيمات النزوح داخل مدينة اللاذقية، للتجنيد في الكتائب، وهم من قرى إدلب وحلب.

 

ويُعاد النظر حالياً، في قرار حل المليشيات كـ”الدفاع الوطني”، فالجانب الأهلي العلوي، قد يتمرد على قرار حلها، أو ضمها لقوات النظام، انطلاقاً من النظرة العامة إليهم كمدافعين عن المناطق الحدودية للطائفة العلوية مع المعارضة. ووجود فصيل شيعي أجنبي في نهاية الأمر، لن يدافع عن المناطق الساحلية بقرار من أهله، بل بإرادته الذاتية الكيفية. كل هذا اللغط مؤداه بقاء الدور الإيراني على الأرض، واختفاء أي دور للنظام في الأرض والجو.

 

ويُعتقد أن قيادة العمليات ستعود إلى إيران، بعد مخاوفها من فقدان دورها في سوريا بعد التدخل العسكري الروسي. وتنتظر الساحل معارك كُبرى سواء على النفوذ داخله، أو حتى وجوده شبه الآمن، خاصة بعد عودة قصفه بصواريخ المعارضة

 

بوتين يتوعد منفذي عملية إسقاط الطائرة الروسية

أكدت موسكو، الثلاثاء، ولأول مرة، صحة المعلومات التي قدمتها أجهزة مخابرات غربية، بأن حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء في 31 تشرين الأول/أوكتوبر، كانت ناجمة عن قنبلة.

 

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع أمني عقده في الكرملين، الثلاثاء، أن تفجير طائرة الركاب “A321” الروسية فوق سيناء المصرية، من ضمن “الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا”.

 

وأوعز الرئيس الروسي للاستخبارات الروسية، للتركيز والبحث عن المتورطين في تفجير الطائرة الروسية، متوعداً “الإرهابيين الذين قاموا بالعمل الإجرامي” بأن يلقوا جزاءهم في أي مكان في العالم. وتوعد من سيساعدون “الإرهابيين” بأنهم “سيتحملون كامل المسؤولية عن ذلك”.

 

وقال بوتين، إن موسكو “ستتصرف وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة” التي تنص على حق الدول في الدفاع عن نفسها. مؤكداً أن الضربات الروسية في سوريا ستتواصل و”تزداد كثافة لكي يدرك المجرمون أن الانتقام لا مفر منه”.

 

وطالب الرئيس الروسي وزارة الدفاع والأركان العامة بتقديم اقتراحات بهذا الشأن: “إنني سأقوم بالتأكد من تنفيذ هذا العمل”. كما طالب وزارة الخارجية الروسية بـ”التوجه إلى جميع شركائنا. ونعول أثناء هذا العمل، بما فيه البحث عن المجرمين ومعاقبتهم، على مساعدة جميع أصدقائنا”.

 

وأشار بوتين إلى أنها “ليست المرة الأولى التي تواجه فيها روسيا الجرائم الإرهابية الهمجية، كما حدث أثناء تفجير محطة القطارات في فولغوغراد في نهاية العام 2013”.

 

من جهته، أكد مدير “هيئة الأمن الفدرالية الروسية” ألكسندر بورتنيكوف، أنه عبر فحص الحقائب الخاصة بركاب الطائرة، وأجزاء من الطائرة، تبين وجود آثار مواد متفجرة ناجمة عن انفجار عبوة ناسفة من مادة “التروتيل يدوية الصنع، بزنه كيلوغرام واحد، وضعت على متن الطائرة وأدت إلى تحطمها فوق سيناء”.

 

وقال بورتنيكوف: “يمكن أن نؤكد أن ذلك عمل إرهابي”، مشيراً إلى أن ذلك يفسر تساقط أجزاء الطائرة على مساحة واسعة.

 

كما أعلنت “هيئة الأمن الفدرالية” أن السلطات الروسية ستدفع 50 مليون دولار أميركي، لمن يقدم معلومات تساعد في القبض على المجرمين. وذكرت الهيئة في بيان لها، الثلاثاء، أنها وقوات الأمن الروسية ستقوم باتخاذ الإجراءات للبحث عن الأشخاص المسؤولين عن تفجير الطائرة الروسية.

 

قمة العشرين تكافح الإرهاب.. وبوتين يعرض مساعدة المعارضة السورية!

اختتمت “مجموعة العشرين” أعمال قمتها التي انعقدت على مدى يومي الأحد والاثنين، في أنطاليا التركية، بالدعوة إلى تعزيز التنسيق بين الدول في مجال مكافحة الإرهاب. ودان الزعماء المشاركون، في البيان الختامي، “الهجمات الإرهابية البشعة التي ضربت باريس في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفي أنقرة يوم 10 أكتوبر/ تشرين ألأول”، ووصفوها بأنها “إهانة غير مقبولة” للبشرية. وشددوا على أن “الإرهاب لا يمكن، ولا ينبغي أن يرتبط بأي دين أو أمة أو حضارة أو جماعة عرقية”.

 

من جهته، عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤتمراً صحافياً، في أعقاب قمة “مجموعة العشرين”، اعتبر خلاله أن “إحدى أهم نتائج قمة أنطاليا، ربما هي إظهار دول مجموعة العشرين، التي تمثل جزءا كبيرا من سكان واقتصاد العالم، موقفا قويا في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب”. ورفض “ربط الإرهاب بأي دين”، مشدداً على أن هذا الأمر “خاطئ جداً، وإن موقفا كهذا يعتبر إهانة كبيرة لأتباع ذلك الدين، لأن حق الحياة مقدس في جميع الديانات”. وأضاف “لا يمكن حل المشاكل الناجمة عن المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب والمهاجرين، من دون التوافق على حل يحظى بقبول كل من يعيش في سوريا، فقد حان الوقت لكي يقوم المجتمع الدولي بتعاون فاعل في هذا الموضوع، ويتقاسم الأعباء، ويتحرك في ضوء تضامن صادق”. ورفض الرئيس التركي “ربط الهجمات الإرهابية بقضية اللاجئين”، معتبراً أن ذلك يشكّل “محاولة للتنصل من المسؤولية الإنسانية، ينبغي علينا أن نعمل على مكافحة الإرهاب، وبذل الجهود لحل أزمة اللاجئين سوية”.

 

في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا قامت بالاتصال بجزء من المعارضة السورية المسلحة، واتفقت معها على أن تكون بمنأى عن الضربات الروسية. كلام بوتين جاء الليلة الماضية، خلال مؤتمر صحافي عقده في أنطاليا في ختام قمة “مجموعة العشرين”.

 

وقال الرئيس الروسي “أستطيع التأكيد أننا الآن أقمنا اتصالاً في ساحة المعركة، اتصالاً مع جزء، ليس الجميع بالطبع، بل مع جزء من المعارضة السورية المسلحة، التي طلبت منا بنفسها عدم شن الضربات على المناطق التي تسيطر عليها”. وأعلن استعداد روسيا لتقديم الدعم الجوي المطلوب لجزء من المعارضة المسلحة، التي تعتبر أن هناك إمكانية لبدء عمليات عسكرية مكثفة ضد “المنظمات الإرهابية”، وخصوصاً تنظيم “الدولة الإسلامية”، في حال توفر الدعم الجوي الروسي اللازم.

 

واعتبر بوتين أنه في حال اندلعت حرب يشترك فيها الجيش السوري والمعارضة السورية، ضد “داعش” فإنه من الممكن أن يشكل ذلك أساساً جيداً للتسوية السياسية القادمة. وأضاف “يخيل لي أنه من الممكن أن يصبح ذلك قاعدة جيدة وأساساً جيداً للعمل القادم على ساحة التسوية السياسية”. ودعا إلى توحيد كافة الجهود في محاربة الإرهاب، ووقف النقاشات حول مدى فعالية النشاط الروسي والتحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة داخل سوريا.

 

وقال بوتين “أعتقد أن الوقت الآن غير مخصص للحديث عن من كان فعالاً ومن كان غير فعال. الوقت الآن ليس لاعتبار من هو أفضل ومن هو أسوأ، ولماذا كانت التصرفات السابقة أقل فعالية أو أكثر فعالية. يجب الآن النظر الى الأمام، يجب توحيد الجهود لمحاربة التهديد المشترك”. وفي معرض تعليقه على مضاعفة الطيران الفرنسي لغاراته في سوريا بعيد هجمات باريس، علق قائلاً “إذا نظرتم إلى كمية الطلعات التي نفذها طيارونا (الروس) في الفترة الأخيرة فسيمكنكم فهم كثافة العمل العسكري”.

 

ورداً على الانتقادات التي واجهها بوتين، خلال مشاركته في قمة العشرين، من قبل نظيريه الأميركي والتركي ورئيس الوزراء البريطاني، قال الرئيس الروسي “من الصعب لومنا حين يقولون لنا: أنتم توجهون ضرباتكم ليس الى هناك، ونحن نقول: قولوا لنا الى أين، سموا لنا الأهداف التي ينبغي ضربها، لكنهم يرفضون. فإذا كنا نضرب المكان الخطأ، فقولوا لنا إلى أين يجب أن نوجه ضرباتنا، لكنهم لايقدمون لنا أي معطيات. فكيف إذاً من الممكن توجيه الانتقاد لنا؟”.

 

لا أتمسك بالأسد.. جزرة بوتين لاستدراج الغرب إلى سوريا

يمسك العصا من وسطها في علاقته بالأطراف الاقليمية

ترجمة عبدالاله مجيد

يسعى فلاديمير بوتين إلى ضرب كل العصافير، الاقليمية والدولية، بالحجر السوري، مقدمًا نفسه سيد الحلول السياسية، وسيد الحرب على الارهاب في آن معًا، لكنه لا يستطيع الاستمرار من دون دعم أميركا… فهل يستطيع استدرجها إلى خندقه في سوريا؟

 

إعداد عبد الاله مجيد: على غير عادته، إلتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جانب الصمت خلال الأيام الأخيرة. وبالرغم من مرور أكثر من أسبوعين على تحطم طائرة الركاب الروسية في سيناء، نتيجة اعتداء بحسب ما تشير الأدلة المتزايدة، فإنه لم ينبس بكلمة عن امكان الرد أو توجيه ضربات جوية انتقامية. وعندما علقت روسيا رحلاتها الجوية إلى مصر، ترك بوتين القرار بيد رئيس استخباراته.

 

يقول مراقبون إن بوتين بدا كأنه يريد وضع أوسع مسافة ممكنة بينه وبين الحادث، لمنع إقامة أي علاقة بين تدخل روسيا العسكري في سوريا ومقتل 224 شخصًا كانوا على متن الطائرة المنكوبة. فهو لا يريد أن يُنظر إليه على أنه الرئيس الذي اتردّت مغامرته السورية عليه، والذي حوّل شعبه هدفًا للارهابيين.

 

وبالرغم من عدم وجود احتجاجات داخلية ضد التدخل الروسي في سوريا، فإن بوتين يتعرض لضغوط ترتبط بامكان تحطم الطائرة في هجوم إرهابي. وإذا تأكد أن جماعة ترتبط بتنظيم (داعش) في سيناء تمكنت من تهريب عبوة ناسفة إلى الطائرة، فسيجد بوتين صعوبة في عدم التحرك ضد منفذي الهجوم… لذا بقي صامتًا، ربما لكسب الوقت.

 

توتر ملموس

 

لكن روسيا تعيش أجواء متوترة بسبب هواجس الروس تجاه تدخل بوتين المباشر في سوريا. ولن تجدي التقارير التي يشاهدونها يوميًا على شاشة التلفزيون، مستعرضة نجاح العملية الروسية، نفعًا في تغيير هذا التوتر. فهجوم قوات الأسد لا يحقق تقدمًا يُذكر رغم الاسناد الجوي الروسي الكثيف. كما ازداد توتر الروس بعد التقارير التي تحدثت عن تسلل 18 انتحاريًا إلى بلدهم لتنفيذ هجمات ارهابية. وتحسبًا لذلك، كثفت السلطات اجراءاتها الأمنية في الأماكن العامة والمراكز التجارية الكبيرة في عموم البلاد.

 

ولعل التحديات التي تواجه القوى الدولية اليوم أوجدت أرضية صالحة للقيام بمحاولة جديدة هدفها تفعيل الجهود الرامية إلى ايجاد تسوية سياسية في سوريا عن طريق المفاوضات. وحصلت شبيغل على وثيقة سرية تبين أن الكرملين مع هذا الحل.

 

تطرح الوثيقة السرية استراتيجية بوتين في سوريا في خمس نقاط، وتقول شبيغل إن بوتين أعد الوثيقة بنفسه، بمشاركة مستشاريه، بعد فترة قصيرة على زيارة بشار الأسد لموسكو في 21 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.

 

ولا تحمل الوثيقة تاريخًا أو توقيعًا، لكنها تتناول التوصل إلى تفاهم مع الغرب. ويحدد بوتين في الوثيقة “منع الارهابيين من السيطرة على الحكم في سوريا” بوصفه الهدف الرئيس، مشددًا على ضرورة بقاء سوريا “دولة ذات سيادة تحتفظ بسلامة أراضيها الاقليمية”، وبقائها “دولة علمانية وديمقراطية”. وترى موسكو أن هذا هدف تشترك فيه مع الغرب، بالرغم من أن سوريا تحت الأسد أبعد ما تكون عن الدولة الديمقراطية في الوقت الحاضر كي يُحافظ عليها.

 

التخلي عن الأسد ممكن

 

تشير الوثيقة إلى أن الرئيس الروسي يأمل ببدء عملية التفاوض وصولًا إلى “اجراء انتخابات وتعديل الدستور، بما يؤدي إلى اقامة توازن عادل في حقوق وواجبات سائر الجماعات الاثنية والدينية”. كما يجعل الكرملين غير مصر على التمسك بالأسد قائدًا لسوريا، وبذلك ابداء انفتاح لافت على واحد من أكبر مطالب القوى الغربية وحلفائها.

 

وفي وثيقة ثانية ظهرت أخيرًا، قدم الدبلوماسيون الروس صيغًا ملموسة بشأن الحل لمحادثات فيينا حول الأزمة السورية. وبحسب الوثيقة، الدستور الجديد يجب أن يُطرح لاستفتاء شعبي في غضون 18 شهرًا، ثم الدعوة إلى انتخابات برلمانية كان من المقرر أن تُجرى في ربيع 2016، لكن الوثيقة تقترح تأجيلها ثم اجراءها في وقت واحد مع الانتخابات الرئاسية بعد الموافقة على الدستور.

 

ما لا تتطرق اليه الخطة هو كيف يمكن اجراء استفتاء وانتخابات في بلد منقسم ومدمَّر يعيث فيه المتطرفون ارهابًا. لكنّ الوثيقتين توضحان أن لدى بوتين رغبة متزايدة في ايجاد حل سياسي للقضية السورية، وانه يريد ايضًا استخدام المفاوضات لإعادة نفوذه وموقعه في المجتمع الدولي.

 

روسيا عظمى

 

تقترح الوثيقة عقد مؤتمر دولي حول سوريا برعاية الأمم المتحدة. وإذا نجحت روسيا في تمرير اقتراحها فانها ستُري العالم أجمع انها استعادت مكانتها كقوة دولية كبرى، وسيُنظر إلى بوتين على انه رجل الدولة الذي انقذ سوريا. ويستطيع حينذاك أن يأمل برفع العقوبات الغربية وصرف انتباه الداخل عن هدفه في ابقاء اوكرانيا ضمن دائرة النفوذ الروسي.

 

ليس معروفًا بالطبع إذا كان بوتين سيحقق كل هذه الأهداف، لكنه كان يراهن على استدراج الرئيس الاميركي باراك اوباما إلى الاتفاق معه كما فعل قبل عامين حين اطلق مبادرته تدمير ترسانة النظام السوري من الأسلحة الكيماوية. ويبدو أن رهانه كان خاسرًا كما يتضح من كلمة اوباما امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول (سبتمبر). فإن مواقف بوتين واوباما متباعدة بشأن الأزمة السورية ومن دون دعم اميركي لن يتمكن بوتين من تنفيذ استراتيجيته.

 

تقول وثيقة الكرملين الاستراتيجية: “ثمة اجراءات يجب أن تُتخذ بموجب القرار 2199 الصادر عن مجلس الأمن الدولي لوقف تجارة داعش غير القانونية بالنفط وتحرير حقوق النفط التي سيطر عليها الارهابيون”.

 

مجموعة دعم سوريا

 

ونقلت شبيغل عن الخبير الروسي بشؤون الشرق الأوسط فلاديمير اساييف قوله: “هذا يعني أن على اميركا أن تضغط على تركيا، شريكها في حلف الأطلسي، لمنع داعش من الاستمرار في بيع النفط الذي يُهرب عن طريق تركيا”.

 

ويبدو أن بوتين يعتقد انه سيكون قادرًا على اقناع دول المنطقة السنية بدعم خطته رغم تحالفه مع ايران ونظام الأسد الذي سلم مؤسسات الدولة الحساسة واجهزتها الأمنية إلى انصاره من العلويين في الغالب.

 

وعمل بوتين على تحسين علاقاته مع السعودية ومصر والاردن وتركيا. كما يبدو مستعدًا لانهاء مقاطعته “مجموعة اصدقاء سوريا” التي تضم هذه الدول. وتقترح الوثيقة السرية اطارًا جديدًا باسم “مجموعة دعم سوريا”، تضم إلى جانب روسيا الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الرئيسية في الشرق الأوسط والاتحاد الاوروبي والمانيا.

 

لكن مثل هذه المشاريع لن تغيّر من حقيقة واضحة، وهي أن هناك 50 مقاتلة ومروحيات وقوات نخبة روسية في سوريا. كما لا يُعرف إذا كان التدخل الروسي سيبقى في هذه الحدود أو أن بوتين سيقرر وضع قوات برية في الميدان. ويقول المحلل اساييف: “تعلمنا الدرس في افغانستان ونستخدم الأسلحة لدفع الحل السياسي”.

 

التضامن مع فرنسا يثير موجة تخوين بين السوريين!

إعلاميون: الديمقراطية تغيب عن أبناء ثقافة الإستبداد

بهية مارديني

صار إبداء التضامن مع الفرنسيين بُعيد اعتداءات باريس الدامية، فرصة لدى بعض المعارضين السوريين لتخوين من يفعل ذلك، إذ يرون أنّ ضحايا النظام السوري أولى بالتعاطف والمساندة، وهو ما يعتبره مراقبون نتاجا لغياب ثقافة الديمقراطية والاختلاف في المجتمع السوري.

 

بهية مارديني: بات السوريون حسب متابعين، يختلفون حول كل شيء، ويخونون بعضهم البعض في كل مجال حتى في التضامن مع الشعب الفرنسي في الاعتداءات التي طالت باريس يوم الجمعة الماضي.

 

وانقسم السوريون بين مؤيد ومعارض ومخوّن لوضع العلم الفرنسي في بروفايل الصفحات وعلى الصور الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي كموجة متجددة عاشها السوريون على وقع استسهال التخوين.

 

وشهدت فرنسا حملة تضامن واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغيّر ملايين المستعملين صورهم الشخصية وأضافوا اليها ألوان العلم الفرنسي كخطوة رمزية لإدانة تفجيرات باريس التي حدثت يوم الجمعة الماضي وخلّفت عشرات الضحايا.

 

ويرى الاعلامي السوري شعبان عبود في تصريح لـ”إيلاف” أن “ظاهرة استسهال التخوين بين المعارضين السوريين ربما تعكس حال الفوضى والتخبط التي تسم جميع أشكال العمل السياسي بين الهيئات والمنظمات والتجمعات المحسوبة على المعارضة، كذلك تعكس الظاهرة عدم نضج هذه الهيئات والتجمعات والشخصيات المعارضة وعدم خبرتها في العمل السياسي”.

 

واعتبر عبود أن كل ذلك “مفهوم ومتوقع طالما عانى المجتمع السوري على مدار اكثر من خمسين عاما من غياب الحياة السياسية وتغييبها في ظل الحكم الاستبدادي”.

 

وقال “المعارضون السوريون في مجملهم هم أبناء طبيعيون لتلك المرحلة، المرحلة التي كان فيها المجتمع المدني مغيّبا حيث صادر الحزب الواحد وأجهزة الأمن كل أشكال النشاطات ومنع السياسة من المجتمع”.

 

وأشار عبود الى أن المعارضين السوريين “لا يعرفون التنظيم ولا يعرفون التنسيق ولا يعرفون أيضا كيف يحددون الاولويات ولا يعرفون كيف يجتمعون وعلى ماذا؟”.

 

وأعرب عن أسفه لأنهم “يقدمون الشخصي على العام”، ورأى أن ذلك “نتيجة لانعدام ثقافة العمل الجماعي وعدم الإيمان بالجماعة وغياب قيم الجماعة “، مؤكدا أنّ “هذا كله أنتجته سنوات طويلة من العيش في ظل الحكم الاستبدادي”.

 

ويرى عبود أنّ استفحال ظاهرة التخوين في السنوات الاخيرة بين المحسوبين على المعارضة في سوريا “يعود في جزء منه الى ارتهان غالبية المعارضين السوريين جماعات وأفرادًا الى قوى خارجية وحكومات إقليمية لها مصالح متضاربة ورؤى مختلفة لما يجري في سوريا”.

 

ويضيف: “المعارضون السوريون في غالبيتهم مرتهنون لهذه الحكومات والقوى حتى في ابسط التفاصيل المتعلقة بالإقامة ومصاريف الحياة اليومية، لذلك حين تختلف هذه الحكومات والقوى الخارجية في ما بينها حول رؤية وكيفية الحل في سوريا فمن الطبيعي ان نجد انعكاسات ذلك على لغة المعارضين ومواقفهم، وهو ما يؤدي او يساعد على تنمية لغة التخوين وثقافة التخوين في ما بينهم، بينما المطلوب هو لغة الاختلاف وهذه ظاهرة طبيعية وصحية”.

 

ويتابع: “يجب ألا ننسى ان جزءا من المعارضين أتوا من خلفيات ثقافية وسياسية واجتماعية مختلفة، هناك اليساريون وهناك الاخوان المسلمون وهناك الناصريون والبعثيون والقوميون، وهناك رجال الاعمال وهناك أبناء المدن وأبناء القرى وهناك من أتى من داخل سوريا وهناك من عاش غالبية سنوات عمره في الخارج وهناك من بدأ الاهتمام بالسياسة مؤخرا، هؤلاء جميعا وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها في عام 2011 في ظرف جديد ومرحلة جديدة وفي مركب واحد، اقصد انهم جميعا ورغم اختلافاتهم وخلافاتهم يجمعهم انهم ضد النظام السياسي الحالي لكن هذا لا يعني ابدا انهم كانوا جميعا متفقون او متشابهون”.

 

غياب دولة القانون

 

مسألة اخرى يطرحها عبود، تتعلق بثقافة او استسهال لغة التخوين بين المعارضين، وهي ايضا منتشرة على الضفة الاخرى، حيث “يخون الموالون للنظام كل من لا يتفق معهم، وذلك يعكس ثقافة مجتمع تغيب عنه قيم الديموقراطية وثقافة الرأي والرأي الآخر وقبول الآخر، نحن في سوريا لم نتربى على ثقافة ديموقراطية بالمعنى السياسي والمؤسساتي للكلمة، لا نعرف كيف نختلف في ما بيننا، لا نعرف ولم نتعلم كيف  نصغي للآخر.. كذلك تعكس الظاهرة غياب دولة القانون، حيث يمكن تخوين الآخر بسهولة دون ان يتسبب ذلك في محاسبة قانونية رادعة للشخص الذي يطلق التخوين دون امتلاك ادلة وبراهين يقدمها للمحكمة، في المجتمعات المتقدمة حيث يسود القانون، لا احد يتجرأ ابدا على تخوين الآخر او استسهال ذلك، هذا غير موجود في ثقافة تلك المجتمعات، ان ذلك يعود لرسوخ ثقافة الديموقراطية وقيم الديموقراطية التي تؤمن بالرأي والرأي الآخر والاختلاف كذلك بسبب وجود مؤسسات قانونية رادعة تحاسب كل من يطلق مثل هذه الاتهامات بسهولة”.

 

الشللية

 

من جانبه، يقول الاعلامي الفلسطيني عدنان علي  لـ”إيلاف” إنّ هذه ظاهرة “منتشرة ومستفحلة تعود علی المستوی الشخصي الی ضعف الثقة بالنفس وبالآخرين وعلى المستوی المجتمعي السياسي الی تفكك المعارضة السورية وغياب الناظم والضابط لعملها خلافا لجبهة النظام التي تبدو اكثر تماسكا وانضباطا فضلا عن غياب اخلاقيات العمل السياسي والروح الديمقراطية ما يجعل الخلافات البسيطة تتحول بسرعة الی حفلات ردح وتخوين واللافت ان اشخاصا آخرين لا علاقة مباشرة لهم بهذا الخلاف سرعان ما ينضمون الی احد الطرفين دون ان يكونوا مطلعين علی  تفاصيل الموضوع”.

 

واعتبر أن في ذلك “ما يشير الی قوة غريزة القطيع التي ميزت واستحكمت بمجتمعاتنا طيلة العقود الماضية وغياب العقل النقدي الذي يتأنی صاحبه قبل أن يدلي بدلوه في أية قضية هذا فضلا عن بروز “الشلليات” حيث تنضم فرق الرداحين تلقائيا الی احد الفريقين بدافع سطحي او نفعي”.

 

وحول التخوين الذي رافق التفجيرات في فرنسا والتعاطف مع الضحايا قال “اظن ان الناس يشعرون بالمرارة من المبالغة في التعاطف مع الضحايا الفرنسيين مقابل ضعف التعاطف مع محنة السوريين وتجاهل القتل اليومي في سوريا… من الطبيعي أن نشاهد ردود فعل مثل هذه”.

 

كيري: سوريا قد تبدأ الانتقال السياسي خلال أسابيع

مؤكدًا أن المطلوب الآن وقف إطلاق للنار

أ. ف. ب.

يرى وزير الخارجية الأميركي أن مرحلة الانتقال السياسي الكبير في سوريا قد تبدأ في غضون اسابيع، مبينا أن الخطوة الجبارة المطلوبة الآن هي وقف إطلاق للنار.

 

باريس: اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء في باريس ان سوريا قد تبدأ مرحلة “انتقال سياسي كبير” في غضون “اسابيع” بين النظام والمعارضة وذلك اثر التسوية الدولية التي تم التوصل اليها في ختام مفاوضات فيينا.

 

وقال كيري امام بعض الصحافيين الذين رافقوه في زيارته الى العاصمة الفرنسية بعد اربعة ايام على الاعتداءات “نحن على مسافة اسابيع نظريا، من احتمال انتقال كبير في سوريا، وسنواصل الضغط في هذه العملية”. واضاف “نحن لا نتحدث عن اشهر وانما اسابيع، كما نأمل”.

 

واوضح وزير الخارجية الاميركي ان “كل ما نحتاج اليه، هو بداية عملية سياسية، والتوصل الى وقف لإطلاق النار. انها خطوة جبارة”، ملمحا بذلك الى تسوية التي تنص على عقد اجتماع بين النظام السوري واعضاء من المعارضة السورية قبل الاول من كانون الثاني/يناير 2016.

 

كذلك تنص تسوية فيينا التي وقعها السبت عشرون من البلدان الكبرى، بينها روسيا والولايات المتحدة وايران والبلدان العربية والاوروبية، على وقف لاطلاق النار واجراء انتخابات وصياغة دستور جديد.

 

واعرب كيري عن ارتياحه “لوجود ايران وروسيا الى طاولة” المفاوضات”، مشيرا الى ان هذه الخطوة “فريدة من نوعها منذ اربعة اعوام ونصف” حين اندلعت الحرب في سوريا واسفرت عن 250 الف قتيل على الاقل وتهجير الملايين.

 

سوريا: عملية برية “مشتركة” لواشنطن وأنقرة لتأمين الحدود مع تركيا

في تصريح لسي ان ان

24 – أبوظبي

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة، تستعد لتنظيم عملية عسكرية برية مشتركة ومحدودة مع تركيا، تأمين الحدود المشتركة بين البلدين.

 

وأكد المسؤول الأمريكي في تصريح لقناة سي ان ان الأمريكية، الثلاثاء، أن العملية تهدف إلى “استكمال تأمين الحدود بين تركيا وسوريا” ولا تمثل تدخلاً برياً حقيقياً.

 

موسكو تشن ضربات بصواريخ كروز في سوريا  

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن روسيا شنت اليوم الثلاثاء عددا كبيرا من الضربات الجوية في سوريا، وذلك باستخدام صواريخ بعيدة المدى.

 

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في الوزارة الأميركية أن موسكو أبلغت واشنطن قبل تنفيذها الهجمات بأنها ستستخدم صواريخ من طراز كروز تطلق من البحر، وقاذفات بعيدة المدى.

 

وأضاف أن بعض الضربات الروسية استهدفت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة شمالي سوريا.

 

وأشار المسؤول الأميركي -الذي طلب عدم نشر اسمه- إلى أن تبليغ واشنطن بالضربات يأتي ضمن اتفاقية مع واشنطن بشأن الأمن والسلامة الجوية.

 

وأكد أن الولايات المتحدة لا تنسق مع روسيا، وأن الضربات الروسية لم تضطر الولايات المتحدة إلى إلغاء أي أنشطة للتحالف الذي تقوده واشنطن.

 

يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توعد تنظيم الدولة، وعبر عن استعداده لتقديم دعم جوي لفصائل المعارضة السورية المسلحة التي تخوض قتالا ضد التنظيم.

 

تنظيم الدولة.. من يخطط ويجند ويمول وينفذ؟  

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا وينتشر مقاتلوه في عدد من الدول الأخرى مسؤوليته عن هجمات باريس التي أدت قبل أيام إلى مقتل 129 شخصا وإصابة المئات.

 

أسئلة عديدة تحوم حول تنظيم الدولة وإستراتيجيته وكيفية عمله وتنظيمه، وأيضا عن مخططي هجماته ومنفذيها وتكلفة تمويلها، وفي ما يلي إجابات لتوضيح هذه التساؤلات:

 

من يتزعم تنظيم الدولة؟

زعيم التنظيم هو أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه “خليفة” للمسلمين، إلا أن المسؤوليات العسكرية والإدارية تتوزع بين مسؤولين أقل رتبة.

 

وتوجد في تنظيم الدولة مجالس مسؤولة عن قطاعات، من بينها التعليم والخدمات، كما يوجد للتنظيم قادة أمنيون لمناطق جغرافية محددة.

 

وبحسب الخبير في الشؤون الجهادية أيمن التميمي “في المنظور الأوسع للأمور يبدو أن البغدادي شخصية مهمة في صنع القرار، ولكن أعتقد أنه ومثل باقي الحكومات فإن هناك نوعا من الاستقلالية في صنع القرارات ممنوحة لدوائر أكثر محلية في مجالس حكومة التنظيم”.

 

من الذي يأمر بالهجمات؟

لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على أن القادة البارزين في تنظيم الدولة وجهوا أمرا مباشرا بتنفيذ هجمات باريس، ومن المرجح أن البغدادي هو الذي يتحكم في الإستراتيجيات، بينما يقوم قادة وعناصر أقل رتبة بتنفيذها.

 

ويقول التميمي “ليس لدينا دليل في الوقت الحالي على أن كبار القادة في تنظيم الدولة هم الذين أصدروا أوامر بتنفيذ هجمات باريس”.

 

أما المحللة في معهد دراسة الحرب هارلين غامبهير فقد رجحت أن “البغدادي لا يتولى إدارة تفاصيل كل هجوم يشنه تنظيم الدولة في الخارج، ومن المرجح أن قادة التنظيم يشنون حملات طبقا لرغبات البغدادي”.

 

وأضافت أن “عناصر مرتبطين بتنظيم الدولة حاولوا عدة مرات شن هجمات في أوروبا هذا العام، وهجمات باريس هي ببساطة نجاح لهذه الجهود وليست حدثا فريدا كان يتطلب إذنا خاصا من البغدادي”.

 

كيف يتم تجنيد عناصر تنظيم الدولة؟

يستخدم تنظيم الدولة آلة إعلامية متطورة تنتج تسجيلات الفيديو والصور والبيانات حول نشاطاتها بما في ذلك عمليات الإعدام العلنية الوحشية، مما يساعدها على استقطاب المزيد من المقاتلين، وعدد كبير من أنصار التنظيم ينشرون هذه المواد على الإنترنت.

 

ولكن في تنفيذ عملية مثل هجمات باريس كان من المهم توفر عناصر لهم اتصالات وعلاقات في أوروبا.

 

وبرأي غامبهير فإن “تنظيم الدولة اختار على الأرجح استخدام مقاتلين أوروبيين لتنفيذ هجمات باريس لأن هؤلاء المقاتلين لهم علاقات مع شبكات متطرفة وإجرامية في بلدانهم”.

 

وأضافت أن “هذه الشبكات تساعد في شراء الأسلحة وفي اللوجستيات الأخرى المطلوبة لشن عملية مثل هجمات باريس”.

 

كيف يمول تنظيم الدولة؟

في المناطق التي يسيطر عليها يمول تنظيم الدولة نفسه بعدة طرق من بينها تهريب النفط، والابتزاز، وعمليات الخطف للحصول على فديات، وبيع قطع الآثار المنهوبة.

 

غير أن العمليات الخارجية تحصل على معظم تمويلها بشكل مستقل رغم أنها تتلقى بعضا من التمويل من تنظيم الدولة المركزي.

 

ويقول ماثيو ليفيت النائب السابق لمساعد وزير الاستخبارات والتحليل في وزارة الخزانة الأميركية والذي يعمل حاليا في معهد واشنطن إن تنظيم الدولة “يختلف عن تنظيم القاعدة حيث إنه يسيطر على مناطق شاسعة، وبالتالي فإنه قادر على فعل أمور كثيرة، من بينها فرض الضرائب العادية وغيرها من الضرائب التي نعتبرها أشكالا من الابتزاز وجميع أشكال النشاطات الإجرامية”.

 

وأضاف “ولكن هذا النوع من العمليات الذي شهدناه في باريس هو على الأرجح ممول بشكل مستقل وعبر النشاطات الإجرامية بشكل خاص”.

 

ما هي تكلفة الهجمات؟

ليس كثيرا، خاصة مقارنة بالمبالغ الضخمة التي تنفق على مواجهة هذه الهجمات ومحاولة منعها، وتعتمد التكلفة المحددة للهجمات على عدد الأشخاص المشاركين في الهجوم وعدد الأشخاص الذين يدعمونه. وأضاف ليفيت “نحن لا نتحدث عن مبلغ كبير، هذه الأمور رخيصة”.

 

وأوضح أن عملية باريس ربما كلفت أقل من خمسين ألف دولار (46 ألف يورو) رغم أن ذلك يعتمد على عدد الأشخاص المشاركين فيها، وربما زادت تكلفتها عن ذلك.

 

“PrayforSyria#”.. العالم يصلّي لأجل

في تضامن واسع مع أزمة سوريا غرد مئات الآلاف من النشطاء حول العالم على وسم “PrayforSyria#” (صلّ من أجل سوريا)، معبرين عن غضبهم وإدانتهم الغارات الجوية التي تستهدف وتقتل مدنيين بينهم أطفال في سوريا، مع انتقادهم الزوايا التي ركز عليها الإعلام الغربي في تغطيته هجمات باريس.

 

ونشط هذا الوسم -الذي تصدر قائمة “الترند” العالمي اليوم- بعد أن حوّل الإعلام اهتمامه عن أزمة سوريا ليتجه نحو باريس التي شهدت سلسلة هجمات قتل فيها أكثر من 130 شخصا الجمعة الماضي، التي أدانها النشطاء بشدة.

 

وبأكثر من خمسمئة ألف تغريدة أشعل النشطاء موقع تويتر تضامنا مع سوريا، منتقدين بالرسوم والصور والتغريدات الطريقة التي غطى بها الإعلام الغربي هجمات باريس، حيث اتهموه بإغفال الأسباب الرئيسية لكل هذه الفوضى التي ربطوها ببقاء نظام الرئيس بشار الأسد.

 

وحرص النشطاء ومن تضامن معهم من قيادات سياسية ونخب اجتماعية وفنية على نشر عشرات المقاطع المصورة التي توضح معاناة السوريين، خاصة الأطفال الذين يمثلون الضحية الأكبر لما يحدث في سوريا من مجازر وقصف.

 

ورأى كثير من المغردين أن قادة العالم ينتهجون سياسية الكيل بمكيالين في تعاطيهم مع القضايا الإنسانية، حيث حظيت فرنسا بدعم ومساندة العالم بأكمله، بينما يترك الشعب السوري تحت براميل الأسد سنوات والعالم لا يحرك ساكنا، بحسب تعبيرهم.

 

وكانت الرسالة الأبرز التي حاول النشطاء إيصالها أن “هجمات باريس وتفجيرات بيروت وبغداد وأنقرة، وإسقاط طائرة ركاب روسية فوق سيناء، كل ذلك يثير الصدمة والغضب، لكن لا ينبغي لذلك كله أن ينسي العالم المعاناة الهائلة في سوريا، حيث يجد المدنيون أنفسهم محاصرين بين برميل الأسد وهجمات تنظيم الدولة”.

 

وسعى النشطاء إلى إيصال ما مفاده أن السوريين بحاجة الآن إلى الحماية والمساعدة أكثر من أي وقت مضى، بعد أن خلف الصراع في سوريا عشرات الآلاف من القتلى، وأجبر الملايين على الفرار من منازلهم.

 

وانتقد نشطاء غربيون -يبدو من صفحاتهم التعاطف الكامل مع ضحايا هجمات باريس- قيام الطائرات الفرنسية بالرد على الهجمات، بما رأوه قصفا أصاب مدنيين في سوريا، وأن إطفاء النار المشتعلة لا يمكن أن يتم بنار أشد.

 

بوتين لجنوده الروس: فرنسا حليفتنا ضد #داعش

موسكو- فرانس برس

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء البحرية الروسية في البحر المتوسط بالاتصال مع البحرية الفرنسية والعمل معا “كحلفاء” في الحملة ضد تنظيم داعش في سوريا.

وقال بوتين خلال اجتماع لرئاسة أركان الجيش الروسي خصص للعمليات العسكرية في سوريا، بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه سيتم نشر حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول في مياه شرق المتوسط، أنه “من الضروري إجراء اتصال مباشر مع الفرنسيين والعمل معهم كحلفاء”.

وتحادث بوتين هاتفيا مع نظيره الفرنسي قبل اللقاء المقرر في 26 نوفمبر. وقال الكرملين إن الرئيسين اتفقا على “تنسيق أكبر” لأجهزة استخبارات البلدين حول النزاع السوري بعد اعتداءات باريس الجمعة.

وكما فرنسا بعد هذه الاعتداءات، قررت روسيا الثلاثاء تكثيف غاراتها في سوريا بعد إسقاط طائرة الإيرباص الروسية في مصر، وقالت موسكو انه اعتداء.

وقصفت قاذفات استراتيجية روسية لأول مرة مواقع لتنظيم داعش في سوريا، حيث تشن موسكو منذ 30 سبتمبر حملة غارات جوية كما قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع رئاسة الأركان.

وحتى الآن لم تكن روسيا تستخدم في سوريا إلا قاذفات تكتيكية وطائرات دعم على الارض. واستخدام القاذفات الاستراتيجية التي تقلع من روسيا، مرحلة جديدة في اختبار القوة العسكرية الروسية في البلاد.

وقصفت قاذفات تي يو-22 صباح الثلاثاء أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظتي الرقة (شمال شرقي) ودير الزور (شرق) في حين قصفت قاذفات تي يو-160 وتي يو-95 ام سي محافظتي حلب (شمال غربي) وإدلب (شمال غربي) بحسب شويغو.

وذكر رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أن الطيران الروسي قصف منذ تدخله قبل 48 يوما 4111 هدفا في سوريا ونفذ 2299 طلعة ودمر 562 مركز قيادة و64 معسكر تدريب و54 ورشة لصناعة الذخائر والمعدات العسكرية.

وقال وزير الدفاع “إن عدد الطلعات تضاعف ما يسمح بشن غارات عنيفة ومحددة ضد مقاتلي تنظيم داعش على كافة الأراضي السورية”.

وأعلن الجيش الروسي تعزيز قواته الجوية في سوريا بـ37 طائرة منها ثماني سو-34 واربع سو-27.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين نشر حاملة الطائرات شارل ديغول في شرق المتوسط للمشاركة في العمليات في سوريا وستبحر من تولون (جنوب فرنسا) الخميس.

وأعلنت فرنسا “تكثيف عملياتها في سوريا” بعد الاعتداءات الدامية الجمعة في باريس التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها. ومساء الأحد قصف الطيران الفرنسي بعنف الرقة معقل التنظيم المتطرف شمال سوريا.

 

جون كيري لـCNN: وقف إطلاق النار بسوريا ممكن خلال الأسابيع الـ3 أو الـ4 المقبلة

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار في سوريا ممكن خلال الأسابيع القليلة المقبلة لافتا إلى أن ذلك يأتي مع توسيع عدد المشاركين في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش.”

 

جاء ذلك في مقابلة حصرية لكيري مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN، حيث قال إن تحالفا جديدا وأكبر حجما، تحالف يضم روسيا وإيران “يعطينا الفرصة لاحتمال الحصول على وقف بإطلاق النار خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة المقبلة.”

 

وحول هجمات باريس، قال كيري: “هذا أمر ليس طبيعيا، ولن يكون طبيعيا ولن يصبح طبيعيا،” لافتا إلى أن أنه لا يستطيع تأكيد إذا ما قامت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والتحالف باستهداف عبدالحميد أباعود أحد عناصر تنظيم داعش والذي يعتقد أنه مخطط هجمات باريس.”

 

وعن انباء استهداف محمد اموازي المعروف باسم “الجهادي جون” بغارة استهدفته قرب الرقة معقل التنظيم في سوريا، قال كيري إنه لا يستطيع تأكيد إن كان اموازي قد قتل بهذه الغارة.

 

إيطاليا: محادثات فيينا “نافذة” أمام الانتقال السياسي في سورية

روما (17 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى وزير الخارجية الايطالي، باولو جينتيلوني أن محادثات فيينا الاخيرة “فتحت نافذة” أمام الانتقال السياسي في سورية. واعتبر الوزير خلال جلسة إحاطة أمام مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء أن “الروس يمكن أن يكونوا حيويين في المساعدة على هذا الحل” السياسي

 

وأشار إلى أن المسار الذي تتمناه إيطاليا يكمن في “انتقال سياسي يبعد الديكتاتور (بشار) الأسد” عن سدة السلطة، واصفا الرئيس السوري بـ”المسؤول عن أكبر أزمة إنسانية في السنوات الأخيرة”، ولكن “دون نشوء فراغ يمكن أن يشغله تنظيم داعش أو جبهة النصرة”، على حد وصفه

 

وبشأن طلب فرنسا للإتحاد الاوروبي بالدعم العسكري في التصدي لتنظيم داعش، أعلن رئيس الدبلوماسية الايطالية أن “روما وباريس ستناقشان خلال الايام القادمة التضامن والتعاون المشترك”، بناءا على بند في المعاهدات الأوروبية ينص على التضامن بين دول التكتل الموحد في حالة العدوان على دولة عضو. ولكن جينتيلوني اشار إلى أن المباحثات بين الطرفين “ستكون ثنائية ولا تتضمن اشراك

 

الائتلاف الوطني: الهيئة السياسية تبحث مع المبعوثين الأمريكي والبريطاني بيان فيينا

استانبول (17 تشرين ثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

عقدت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاً اليوم الثلاثاء مع السفيرين الأميركي مايكل راتني والبريطاني غاريث بايلي، تم فيه تناول بيان فيينا، إضافة إلى التطورات السياسية الأخيرة في الشأن السوري.

 

وأشار المكتب الإعلامي للإئتلاف إلى أن “راتني وبايلي بيّنا وجهة نظر بلديهما حول البيان، وأكدا على مرجعية بيان جنيف في أي حل سياسي، وأنه لا دور لبشار الأسد في مستقبل سورية، وتم التباحث حول استفسارات الهيئة السياسية بشأن بعض ما ورد في بيان فيينا”.

 

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس الائتلاف هشام مروة “أكدنا للدول المجتمعة في فيينا أن الشعب السوري لن يقبل ببشار الأسد طرفاً في أي حكم انتقالي لسورية بعد ما ارتكب من جرائم، كما أكدنا ضرورة حدوث انتقال سياسي كامل حسب مرجعية جنيف، والقرار ٢١١٨، ولابد كذلك من إجراءات بناء الثقة وتأكيد التزام نظام الأسد بتطبيق بنود جنيف، مثل وقف القتل والقصف العشوائي، وإطلاق كافة

 

ناتو يطالب روسيا بالانخراط أكثر في محاربة داعش وليس في مساعدة النظام السوري

بروكسل (17 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) يانس ستولتنبرغ، روسيا بالانخراط بشكل أكبر في محاربة تنظيم الدولة (داعش)، وليس في مساعدة النظام السوري،” كما تفعل غالباً”، حسب وصفه.

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ستولتنبرغ، لدى وصوله إلى مقر إنعقاد اجتماع وزراء دفاع الدول الأوروبية اليوم في بروكسل، حيث سيشارك في جزء من النقاشات.

 

وتحدث المسؤول الأطلسي عن ضرورة تكثيف الجهود والمبادرات الدولية للبحث عن حل سياسي للأزمة في سورية، في إطار العمل الشامل ضد الارهاب، وقال “نحن ندعم هذا الجهد ونرحب بانخراط روسيا فيه”، حسب كلامه.

 

وأشار إلى أن أعضاء الحلف يشاركون بفاعلية في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد داعش، وذلك عبر أشكال متعددة من العمل،”وقال ناتو يقدم أيضاً مساعدات للدول الشريكة مثل تركيا والأردن والعراق لمساعدتها على حماية نفسها من الإرهاب”، وفق تعبيره.

 

ورأى ستولتنبرغ أن الوقاية من الصراعات أفضل من التدخل لحلها. كما عبر عن تضامن أعضاء الحلف مع الحكومة الفرنسية إثر هجمات باريس، التي اعتبر أنها “تستهدف ليس فقط الأبرياء، بل قيم الحرية والديمقراطية والانفتاح التي يدافع عنها كل من ناتو والاتحاد الأوروبي معاً”. وشدد على أن ما حدث في باريس يظهر أهمية التعاون الوثيق بين ناتو والاتحاد الأوروبي، وقال “سنناقش هذا التعاون مع وزراء دفاع أوروبا اليوم”.

 

ولكنه نفى أن يكون هناك أي طلب فرنسي لتفعيل المادة الخامسة من معاهدة ناتو، والمتعلقة بالدفاع المشترك، مكتفياً بالاشارة إلى أن الدول الأعضاء في ناتو وفي الاتحاد معاً مستعدة لتقديم الدعم لفرنسا،

 

الأسد:لن نتبادل المعلومات المخابراتية مع فرنسا حتى تغير سياساتها

باريس (رويترز) – قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع مجلة فالير اكتويل الفرنسية إن بلاده لن تتعاون مع فرنسا في تبادل المعلومات المخابراتية إلا اذا غيرت باريس سياساتها في المنطقة.

 

وقال الأسد في المقابلة التي أجريت بعد يوم من هجمات باريس “إن لم تكن الحكومة الفرنسية جادة في حربها على الإرهاب فلن نضيع وقتنا في التعاون مع بلد أو حكومة أو مؤسسة تدعم الإرهاب.”

 

وأضاف قائلا “عليك أولا أن تغير سياستك كي تعتمد على معيار واحد وهو ان تكون جزءا من تحالف يضم فقط البلدان التي تحارب الإرهاب وليس تدعمه.”

 

وأكد الأسد أنه قال دوما إنه على استعداد للانضمام لتحالف دولي ضد الارهاب وأن السوريين هم وحدهم الذين يحددون مستقبل بلادهم عبر صناديق الاقتراع.

 

ودعت فرنسا لتشكيل تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات باريس ويسيطر على مساحات كبيرة من سوريا والعراق.

 

(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى