أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 17 شباط 2015

 

الجيش السوري يسيطر على أراض شمال حلب ويقطع طرق إمداد

بيروت – رويترز

 

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم، إن الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على قرى عدة شمال حلب، وأغلقوا طرق إمداد رئيسة تؤدي إلى المدينة الواقعة شمال سورية.

وحلب هي ثاني مدينة سورية وتقع في قلب الاشتباكات بين القوات الموالية للحكومة ومجموعة من المسلحين بينهم «جبهة النصرة»، جناح تنظيم «القاعدة» في سورية، وكتائب إسلامية، ومقاتلون أجانب في جماعات أخرى، ومعارضون للنظام يدعمهم الغرب.

 

وأوضح المرصد أن القوات الحكومية أغلقت طريقاً تؤدي شمالاً من مدينة حلب إلى الحدود التركية، مضيفاً أن الاشتباكات العنيفة مستمرة.

 

وذكرت صحيفة «الوطن»، الموالية للحكومة، أمس، أن القوات الحكومية تسعى إلى تطويق المدينة، هذا الأسبوع، لاستهداف الجماعات المسلحة.

 

«الائتلاف» يتهم طهران بتفعيل «حزب الله السوري»

لندن – «الحياة»

تواصلت المواجهات في جنوب سورية أمس بعد هجوم ضخم لقوات النظام وميليشيات متحالفة معها بقيادة «حزب الله» اللبناني في مثلث التقاء محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا. ولوحظ أن المعارضة السورية صعّدت في الساعات الماضية هجومها على الدور الإيراني الداعم للنظام، واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» أن «النظامين الإيراني والأسدي اختارا المنطقة الجنوبية من سورية لتفعيل تجربة ميليشيا جديدة هي حزب الله السوري»، في أول اتهام من نوعه. (للمزيد).

 

وسجّلت محافظة دمشق وريفها أيضاً سخونة في المواجهات، إذ أفيد بأن قوات النظام فجّرت نفقاً تحت برج المعلمين في حي جوبر شرق دمشق، ما أدى إلى تدمير جزء كبير منه، فيما قصفت فصائل المعارضة مطار دمشق الدولي بقذائف «هاون».

 

وأفيد أمس بأن طائرات إماراتية متمركزة في الأردن شاركت خلال الساعات الماضية في ضربات على مواقع لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور في شرق سورية، علماً أن الطائرات الأردنية تساهم في ضربات شبه يومية لمواقع التنظيم في سورية والعراق منذ إقدام «داعش» على حرق الطيّار الأردني معاذ الكساسبة حياً الشهر الماضي في محافظة الرقة السورية.

 

وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» في بيان أمس، أن «الحملة الشرسة التي يقودها الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي تستمر ضد الثوار في محافظة درعا منذ 14 يوماً، من دون أن تحقق أي تقدم على كل الجبهات». ونقل البيان عن ممثل «هيئة الأركان» في «الائتلاف» أحمد الجباوي قوله من حوران في جنوب سورية «إن قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري) والشخصية العسكرية الأولى في ميليشيا حزب الله… مصطفى بدرالدين هما من يقود المعركة الآن، وتتركز الحملة على مثلث ريف درعا الشمالي الغربي وريف دمشق الغربي وريف القنيطرة». وأشار الجباوي إلى أن «الثوار تمكنوا من أسر العديد من الجنود الذين ينتمون إلى الحرس الثوري وحزب الله»، مكرراً معلومات روّجت لها المعارضة على مدى الأيام الماضية.

 

كما نقل البيان عن عضو الهيئة السياسية النائب السابق لرئيس «الائتلاف» محمد قداح، أن «إيران باتت تحتل جزءاً من الأراضي السورية، ولديها آلاف من (عناصر) القوات العسكرية المنتشرة على الجبهات»، معتبراً أن ذلك يمثّل «اعتداء صارخاً على الأراضي السورية وانتهاكاً للقانون الدولي».

 

وذكر أن «المعركة ليست حملة عسكرية تهدف إلى القتل والتدمير فحسب (…) وإنما تعمل إيران اليوم ومن خلفها ميليشيا حزب الله على إنتاج منطقة جغرافية أقرب للجنوب اللبناني من حيث التركيبة الطائفية والحزبية المسلحة بشعار المقاومة». وتابع قداح أن «النظامين الإيراني والأسدي اختارا المنطقة الجنوبية من سورية لتفعيل تجربة ميليشيا جديدة هي «حزب الله السوري» لما للمنطقة من أهمية حدودية مع الأراضي السورية في الجولان المحتل».

 

فصائل سورية مسلّحة قرَّرت مقاطعة دو ميستورا غارات للإمارات على مصافٍ نفطية لـ”داعش

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

انتقد مجلس قيادة الثورة، الذي يضم تنظيمات سورية معارضة، الممثل الخاص للأمم المتحدة في سوريا ستيفان دو ميستورا الذي يسعى الى اتفاق لوقف النار بين القوات السورية والجماعات المسلحة في حلب، قائلاً انه لن يلتقيه لأنه تبنى “مواقف غير نزيهة”، في اشارة الى تصريح أدلى به الاسبوع الماضي ورأى فيه ان الرئيس السوري بشار الاسد جزء من الحل في سوريا.

وجاء في بيان للمجلس : “قرر المجلس بفصائله مجتمعة رفض اللقاء مع المبعوث الأممي لمواقفه غير النزيهة تجاه ثورة الشعب السوري”.

ومنذ تشرين الأول يعمل دو ميستورا على وضع خطة للتوسط من أجل “تجميد محلي” في سوريا حيث أدت الحرب الأهلية إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص في أربع سنوات. وكانت جماعات مسلحة معارضة في الشمال قد أبدت تحفظات عن الخطة قائلة إنها قد تفيد القوات الموالية للاسد.

وتشكل مجلس قيادة الثورة أواخر العام الماضي لتوحيد المقاتلين المعارضين الذين لا ينتمون الى الجماعات الإسلامية المتشددة مثل “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”.

ميدانياً، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان تسعة أشخاص بينهم عدد من الاطفال قتلوا في قصف للمعارضة استهدف منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة حلب.

وتحدثت الوكالة عن “ارتقاء تسعة شهداء بينهم ثلاثة أطفال جراء اعتداءات ارهابية بقذائف صاروخية على حي السريان في مدينة حلب”.

واكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل تسعة أشخاص في هذا القصف، لكنه أوضح أن اربعة من القتلى هم اطفال. وأشار الى اصابة 20 شخصاً بجروح.

من جهة أخرى، أعلنت وكالة أنباء الإمارات “وام” ان طائرات إماراتية مقاتلة من طراز “ف – 16” متمركزة في الأردن أغارت على مصاف نفطية تسيطر عليها “داعش” في مسعى لتجفيف مصادر تمويل التنظيم المتشدد.

وقالت: “قامت الطائرات المقاتلة من سرب ف – 16 التابع للقوات الجوية والدفاع الجوي لدولة الامارات والمتمركز في احدى القواعد الجوية بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بضربات جوية فاعلة وقاتلة ضد مواقع وتجمعات تنظيم داعش الارهابي الذي أظهر للعالم بشاعته وانتهاكاته لكل القيم الدينية والانسانية.”

الى ذلك، شنت قوات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة 15 غارة جوية جديدة على مواقع لـ”داعش” في العراق وسوريا خلال الساعات الـ24 الاخيرة.

وفي عمان، أصدرت محكمة امن الدولة الاردنية أحكاما بالسجن راوحت بين سنة ونصف سنة و15 سنة على ثمانية اردنيين دينوا بالالتحاق بـ”داعش” و”جبهة النصرة”.

 

حلب: الجيش يبدأ عملية واسعة و يعيد إحكام الطوق حول المدينة

بدأ الجيش السوري عمليّة عسكريّة واسعة في محيط مدينة حلب عبر فتح جبهات عدة في آن معاً، حيث تمكّن، خلال عدة ساعات، من إعادة إحكام الطوق حول المدينة وتحصينها وعزلها عن ريفها الشمالي المفتوح على تركيا بشكل كامل.

وأفاد مراسل “السفير” في حلب بأنّ وحدات الجيش السوري تؤازرها فصائل الدفاع المحلي، بدأت عمليّة عسكريّة واسعة داخل وفي محيط المدينة حيث تقدمت عبر قريتي رتيان و حردتين في الريف الشمالي لتتمكن من قطع طريق الامداد الرئيسي نحو المدينة (نقطة الكاستيللو).

إلى ذلك، دارت اشتباكات عنيفة في عدة محاور داخل المدينة، حيث تقدّمت وحدات الديش في حي جمعية الزهراء نحو ساحة النعناعي ومحيط جامع الرسول الأعظم، كما شهد محور دوار شيحان – معامل البلليرمون تقدماً طفيفاً، إضافة إلى تقدّم طفيف من جهة حي العامرية نحو حي السكري.

وفي الريف الجنوبي، تقدّمت وحدات من الجيش السوري، مدعومة بقوات الدفاع المحلي وفصائل أخرى، نحو قرية الشيخ لطفي من جهة قرية عزيزة.

وذكر مصدر عسكري لـ”السفير” أنّ الجيش عمد إلى فتح جبهات قتال عديدة لتشتيت انتباه المسلحين وتحقيق تقدم سريع في الريف الشمالي وهو ما تمّ بشكل فعلي، ليتمكن الجيش السوري خلال ساعات من إحكام الطوق حول المدينة ومنع وصول الامدادات إلى داخلها.

بدورها، ردّت الفصائل المسلحة على التقدم العسكري بقصف أحياء مدينة بوابل بالقذائف المتفجرة سقط معظمها في حي الموكامبو و الحمدانية والزهراء، وتسببت، وفق إحصاءات مبدئية، باستشهاد ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين.

(“موقع السفير”)

 

المعارضة السورية تعرض مبادلة جثث قتلى إيرانيين بمعتقلين لدى النظام

ريف دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: ذكر المتحدث باسم «لواء العز» أحد الفصائل المشاركة في معركة درعا، أن الفصائل المعارضة تعتزم عقد صفقة مبادلة جثث قوات الحرس الثوري الإيراني التي تقاتل مع النظام السوري في الجنوب، مع معتقلين في سجون النظام، كما جرت العادة، حيث يهرع الأخير إلى مبادلة قتلاه من العناصر الأجنبية «الشيعة» من إيران ولبنان، على عكس قتلاه من الجنود السوريين.

وبيّن المتحدث في حديث خاص: أنهم «تمكنوا من قتل عدد من الجنود الإيرانيين وسحب جثثهم والاحتفاظ بها، وعثروا على بطاقات شخصية تثبت هوية القتلى التابعين لما يسمى بـ «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني».

وتابع أنه تم العثور أيضا على دفتر ملاحظات صغير مكتوب باللغة الفارسية بحوزة إحدى الجثث، في المعركة التي نشبت في درعا جنوب البلاد، والتي أطلقت عليها المعارضة اسم «أخرجوهم من حيث أخرجوكم»، فيما أطلقت عليها قوات الحرس الثوري الإيراني اسم «شهداء القنيطرة».

ووثق مقاتلو المعارضة المسلحة في ريف دمشق الغربي، وريف درعا مقتل عدد من العناصر الإيرانية، التي تقاتل ضمن جيش النظام، على الجبهات الجنوبية من البلاد، والتي باتت تعرف بـ»مثلث الموت» في كل من ريف درعا والقنيطرة والغوطة الغربية لريف دمشق، وتمكن المقاتلون في المعارضة المسلحة من سحب جثث القتلى.

وكانت مواقع إخبارية موالية للنظام السوري أعلنت تدخل طهران بشكل ميداني ورسمي في المعارك جنوب سوريا، عبر انتداب إيران لقائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ليكون على رأس المهام القتالية ضد كتائب المعارضة في ريف درعا الجنوبي جنوب البلاد، في معركة جل عناصرها من الميليشيات الإيرانية بمساندة ميليشيات «حزب الله» اللبناني الشيعي.

بدوره، قال ناشط ميداني من الغوطة الغربية في ريف دمشق، إن معلومات دقيقة وردت لمسلحي المعارضة من داخل النظام تفيد بأن جيش النظام أدخل ما يزيد عن 40 دبابة قادمة من دمشق وقطنا والفرقة الرابعة، إلى اللواء 121، وانتشرت في تل الشحم وتل الشعار في القنيطرة، وتل الهوى في كناكر وبلدة دير عدس بريف درعا الشمالي الغربي.

وأكد ان أعداد المقاتلين من «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني واللجان الشعبية، وصلت إلى سبعة آلاف جندي، دون أي تدخل لعناصر جيش النظام في هذه المعارك، وذلك لاستعادة نقاط استراتيجية في محافظة درعا والقنيطرة واستعادة حدود إسرائيل.

وتخوض كتائب المعارضة المسلحة معارك شرسة في محافظتي درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي، وحرصت هذه الفصائل على كتمان الأخبار العسكرية وتحركات عناصرها حرصا على حياتهم، وخاصة بعد مقتل 8 مقاتلين لمسلحي المعارضة في كمين بريف درعا، الذي حشد فيه جيش النظام ميليشيات شيعية تسلمت زمام الأمور بهدف فصل العاصمة دمشق عن درعا والقنيطرة.

 

«رجل البخاخ» يعود لشوارع الرقة… ودير الزور أخطر معاقل تنظيم «الدولة» في سوريا

عمر الهويدي

الرقة ـ «القدس العربي» : عادت مظاهر الاحتجاج التي مارسها نشطاء الحراك السلمي في سوريا ضد النظام للظهور مرة أخرى، من خلال ما يعرف بــ «الرجل البخاخ»، ولكن هذه المرة كانت ضد تنظيم الدولة الإسلامية في كل من الرقة ودير الزور، حيث قام مجموعة من الناشطين المدنيين بكتابة عبارات مناهضة لممارسات التنظيم على الجدران في مناطق عدة من المدينتين في آن واحد، تحت عنوان «صرخة من الرقة» و «البوكمال تحت النار».

وتأتي هذه الحملة التي وصفها ناشطون بـ «الجريئة»، بمثابة تحد لممارسات التنظيم في مناطق نفوذه رغم القبضة الأمنية التي يفرضها مقاتلوه.

وقال الناشط مازن من الرقة، وهو اسم وهمي لإخفاء هويته، وأحد القائمين على الحملة في حديث خاص معه إن: «الحملة هي مبادرة شبابية بدأت عملها منذ أسابيع عدة، وسارت على حذو الثورة السورية التي اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي منبراً لها».

وأضاف أن الهدف من الحملة هو التأكيد على الالتزام بمبادئ الثورة السورية، والوقوف في وجه كل ظالم ومستبد، بالإضافة إلى كشف ممارسات تنظيم الدولة وانتهاكاته بحق المدنيين من كل المناطق التي يتمركز فيها التنظيم الإرهابي، على حد قوله.

وأكد أن تنظيم الدولة نفذ اعتقالات عشوائية عدة طالت عددا من المدنيين، داعيا إلى إلقاء القبض على منفذي الحملة، وكذلك فرض حظر للتجوال في المنطقتين معا.

وأشار إلى أن الحملة شملت مدينة الرقة ومدينة البوكمال شرق دير الزور، بالتنسيق مع ناشطين مدنيين من كلا المنطقتين، واتخذوا حملتهم ضد تنظيم الدولة الذي وصفوه بـ «الإرهابي»، وأطلقوا هاشتاغ خاص على التويتر «صرخة من الرقة»، و»البوكمال تحت النار»، وركزوا جهدهم على موقع تويتر ليصل لأكبر عدد من المتابعـــين، على حد تعبيرهم.

يشار إلى أنه بعد أن فرض تنظيم الدولة سيطرته على الرقة وريفها في بداية شهر كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، بدأت ممارسات التنظيم المتطرفة تظهر، والتي تجلت ضمن سلسلة من الممارسات التي يفرضها على المدنيين في المناطق سيطرته، بحجة الالتزام بالشريعة الإسلامية، بحسب ما جاء في الكتاب والسنة النبوية الشريفة، على حد وصفهم، أهمها تنفيذ عمليات الإعدام عن طريق قطع الرأس بالسيف في الساحات العامة.

وعبر ناشطون في الرقة عن سخطهم من هذه الممارسات بتنظيم احتجاجات واعتصامات عدة ضد ممارساتهم، فيما رد التنظيم بحملات خطف وتغييب قسري لقادة الحراك المدني السلمي والإعلاميين، وعلى رأسهم الناشط إبراهيم الغازي والناشط فراس الحاج صالح والدكتور إسماعيل الحامض وغيرهم الكثير.

وبين ناشطون، أن الهدف من هذه الاعتقالات تفريغ الساحة من دعاة العمل المدني وأصحاب مشروع الدولة المدنية الديمقراطية، لكي تخلو له الساحة والانفراد بتنفيذ مشروعه دون وجود عدو منافس، ومن نفذ منهم اضطرّوا لترك مدنهم والبحث عن أماكن أكثر أمنا.

 

جرّاح سوري يتخلى عن اللجوء إلى الولايات المتحدة ليعمل متطوعا في حلب المحررة

نور ملاح

حلب ـ «القدس العربي» لم يفكر الجرّاح السوري يوسف، ولو للحظة، في البقاء في الولايات المتحدة الأمريكية التي كان قد زارها بدعوة من إحدى المنظمات الطبية المهتمة بالموضوع الطبي في سوريا، على الرغم من نصائح قدمها له أصدقاؤه في طلب اللجوء هناك، إلا أنه أبى وقرر العودة إلى ريف حلب المحرر لمعالجة الناس الذين يعيشون تحت وطأة البراميل والطائرات والمدافع.

تقول الناشطة ديمة حاج درويش، المقربة من الطبيب، في حديث خاص: «تمت دعوة الطبيب يوسف من قبل منظمة طبية في أمريكا ليروي مشاهدته عن الوضع الطبي في سوريا، فاستجاب للدعوة على أمل، ولو كان ضعيفا جدا، بأن يستطيع أن يغير شيئا في الرأي العام هناك، لعله يؤثر على القرار السياسي، وينتقل التغيير ربما إلى العالم ولو كان الأمر حلما».

تتابع أن يوسف حصل على الفيزا، وهنا بدأ أصدقاؤه ينصحونه بقولهم «أول ما بتوصل قدم لجوء، قصتنا مطولة وانت عندك ولاد»، «أنت عملت اللي عليك سلم لغيرك بيكفي أربع سنين»، وفيما بعد وصل فعلا إلى الأرض التي لا يجرؤ الملايين حتى على الحلم بالوصول إليها، على الرغم من أنهم وصلوا إلى العديد من الدول الأوروبية بتذكرة كلفتهم الموت غرقا، لكن أحلام يوسف كانت مختلفة فقد كان أقصاها أن تكون سوريا حرة عزيزة كريمة.

تضيف ديمة: في النهار كان يقضي الدكتور يوسف وقته ما بين لقاءات و أسئلة عن تفاصيل تجربته في العمل الطبي في سوريا، و مارافق ذلك من عواطف مشتعلة ودموع .أما في المساء: فكانت تنهال عليه المكالمات من أقاربه وأصدقائه هناك بضرورة استغلال فرصة وجوده في أمريكا والتقدم بطلب لجوء هناك؛ فمن حقه بعد كل هذه المعاناة أن يبحث عن حياة أفضل له ولعائلته .

تقول ديمة «عادت صور المصابين وأناتهم إلى رأس يوسف، فقد تذكر وجوه الأطفال الذين خاط جروحهم بيديه تحت القصف وفي أسوأ الظروف، أحدهم وجه تلك الطفلة المجروح بشكل طولي، والذي كان آخر ما عالجه في سوريا، لكن ما لم يستطع علاجه هو جرح وطنه الذي اتسعت رقعته بشكل كبير».

تذكر الطبيب يوسف كل لحظة رفع فيها سبابته متشاهداً وهو يرى الموت أمام عينيه، وكل مرة ودع فيها أطفاله، وهو يعلم أنها قد تكون المرة الأخيرة، وكل كلمة أوصى بها زوجته كي تحتمل غيابه المؤلم وكي تكون لأطفاله الأب والأم إن حدث له شيء.

تذكر «يوسف ما حملته زوجته من أعباء العائلة ومشاكلهم وهمومهم ومدارسهم وأحلامهم، كما تذكر عينيها التي كانت تتوسل به كل مرة أن يكون بخير، ودموعها التي كانت تنهمر في كل مرة يودعها، على حد قول الناشطة ديمة.

تضيف ديمة «قرر الدكتور يوسف ألا يتقدم بطلب اللجوء والعودة إلى موطن حلمه الحقيقي، إلى وطنه الذي يتمنى أن يعيش ويموت فيه هو وأبناؤه وأن ينقذ الأرواح ويداوي الجراح، وأن يكون من القلة القليلة الباقية الصامدة الثابتة على الحق وعلى المطالبة بالحرية والعدل والكرامة، وعندما يقول له أحدهم «الله يسامحك يا دكتور رحت على أمريكا، ليش ما قدمت لجوء؟، يبتسم بخجل ويقول: «والله ما بعرف».

كل ما يعرفه الدكتور يوسف أنه يريد أن يبقى من المرابطين على الجبهات المشتعلة في المشافي الميدانية يعالج من قصفهم طبيب العيون بشار الأسد، فهناك طبيب ينقذ أرواح البشر، وآخر يتفنن في إزهاق أرواحهم، بحسب ديمة.

يشار إلى أن النظام السوري، كان استهدف بشكل ممنهج الأطباء في سوريا من خلال الاعتقال أو قصف المشافي الميدانية، منذ اندلاع ثورة في سوريا، حيث اضطر الكثير من الأطباء إلى الهجرة مرغمين، فتوزعوا في المنافي، في حين لم يبق في داخل سوريا إلا القليل، ليقوم بهذه المهمة مجموعة من المتدربين اكتسبوا أغلب خبرتهم خلال الثورة تزامنا مع نقص المعدات الطبية والأدوية وغيرها، الأمر الذي انعكس سلبا على المدنيين.

 

قوات النظام السوري تحرز تقدماً “غير مسبوق” شمال حلب

حلب _ رامي سويد

تمكّنت قوات النظام السوري المدعومة بمليشيات أجنبية من مباغتة قوات المعارضة شمال مدينة حلب، فجر الثلاثاء، لتحرز تقدماً ميدانياً واضحاً أوصلها إلى بلدة رتيان، أعقبها اشتباكات عنيفة في المنطقة أدت إلى إغلاق الطريق الذي يصل مدينة حلب بريفها الشمالي والحدود التركية شمالاً.

 

وأوضح الناشط الميداني، ثائر الشمالي، لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام السوري تسللت فجراً عبر منطقة الكروم من قرية دوير الزيتون وبلدة سيفات، نحو قرية باشكوي التي تسيطر عليها قوات المعارضة، لتهاجم قوات النظام والمليشيات العراقية والإيرانية التابعة لها نقاط تمركز المعارضة في بلدتي رتيان وحردتنين الواقعتين قرب طريق حلب غازي عنتاب الدولي، قبل أن تتمكن قوات النظام من السيطرة على الأطراف الشرقية من البلدتين وتندلع اشتباكات عنيفة”.

 

وأوضح الشمالي، أن “قوات النظام السوري استفادت في تسللها المفاجئ نحو مناطق سيطرة المعارضة شمالي حلب، من الضباب الكثيف الذي سيطر على الأجواء في المنطقة صباح اليوم”.

 

في المقابل، شنت قوات المعارضة، بحسب مصادر ميدانية، هجوماً معاكساً ضد قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها التي تقدمت في المنطقة، بعدما وصلت مؤازرات كبيرة لقوات المعارضة من مختلف مناطق سيطرتها في مدينة حلب وفي ريفها.

 

وأدت الاشتباكات المستمرة في المنطقة إلى قيام حواجز قوات المعارضة بإغلاق الطريق، الذي يصل حلب بمناطق ريف حلب الشمالي، التي تسيطر عليها المعارضة وهو طريق استراتيجي بالنسبة لها، كما دفعت الاشتباكات الأخيرة سكان المناطق التي تقدمت نحوها قوات النظام إلى النزوح شمالاً نحو مدن تل رفعت وإعزاز وأريافها.

 

اقرأ أيضاً: كتائب المعارضة السورية تسيطر على تلة المياسات في حلب

 

وتزامن ذلك، مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة من جهة وقوات النظام والمليشيات الموالية لها من جهة ثانية، على معظم خطوط التماس بين الطرفين في مدينة حلب وفي محيطها، بحسب مصادر في قوات المعارضة، حيث حاولت قوات النظام التقدم على جبهات القتال في أحياء الخالدية والليرمون شمالي حلب، وعلى جبهة حي الراشدين غرباً وفي منطقة عزيزة جنوباً، قبل أن تتمكن قوات المعارضة من التصدي لها ومنعها من إحراز التقدم على هذه الجبهات.

 

#هولوكست_الأسد: هل ترون المجازر؟

دمشق ــ هيا خيطو

يواصل السوريون وكلّ من يتضامن معهم، إطلاق حملات إعلامية تندد بالمجازر التي ترتكبها قوات النظام بحقهم، مستغلّين بذلك مواقع التواصل الاجتماعي، علّها تفي بغرضهم، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.

 

AssadHolocaust# أو “#هولوكست_الأسد”، وسم أطلقته مجموعة من الناشطين السوريين السبت الماضي، مشبّهين (الرئيس السوري بشار) الأسد بالزعيم النازي أودلف هتلر، ومجازره ومحرقة اليهود، ليتصدر الوسم في أقل من 24 ساعة قائمة الأكثر تداولاً على مستوى العالم، وتمّ نشر حوالى 500 ألف تغريدة عليه حتى اليوم، بحسب موقع “توبسي” لقياس التغريدات.

 

 

وروّس المستخدمون بالوسم صورة امتلأت بها حساباتهم الشخصية على “فيسبوك”، وهي من مشهد تمثيلي، كان أبطالها أطفال دوما، الذين ارتدوا اللباس البرتقالي ودخلوا قفصاً، وضع فوق ركام مجزرة دوما الأخيرة، فيما أشعل فتيل نيران بالقرب منهم، في مشهد تمثيلي مشابه تماماً لإعدام تنظيم “الدولة الإسلامية”، الطيار الأردني، معاذ الكساسبة. علّهم بذلك يحصدون اهتمام الإعلام الدولي، لبلدة دمّرها الأسد وضحاياها يسقطون كُلّ لحظة جراء البراميل المتفجّرة، دون جدوى.

 

النظام يعزز جبهاته في حلب..والمعارضة مشغولة باتفاقاتها البينية

خالد الخطيب

شهدت جبهات حلب بشكل عام حالة من الهدوء النسبي خلال الأسبوع الماضي، تخللته اشتباكات متقطعة على جبهات حي الخالدية والشيخ مقصود، وبدت المعارضة أكثر ارتياحاً بعد تقدمها الأخير بالقرب من تلة المياسات، ما أوصلها إلى مشارف المدينة الصناعية المعقل الرئيسي لقوات النظام شمال حلب. في الوقت ذاته، قلّل طيران النظام من طلعاته الجوية فوق مناطق سيطرة المعارضة في أحياء المدينة والريف القريب من جبهات القتال.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع انشغال قوات النظام بتعزيز جبهاتها في المدينة الصناعية، وخطوط القتال الأمامية في حندرات وسيفات وسجن حلب المركزي. وبحسب مصادر خاصة بـ”المدن” فقد استقدمت قوات النظام عشرات الآليات المدرعة وكميات ضخمة من الذخيرة والعتاد الحربي من مدينة حمص، مروراً بطريق إمدادها الذي يمر بباديتي حماة وحلب. كما عززت قوات النظام أعداد مقاتليها في المدينة الصناعية، تحضيراً لعمل عسكري وشيك على ما يبدو.

 

معظم المقاتلين الذين زج بهم النظام مؤخراً، هم ممن تم اعتقالهم وسوقهم للخدمة العسكرية الإلزامية، كجنود احتياط، وغالبيتهم من مدينة حلب، ومخيم النيرب المعقل الرئيسي لمليشيا “لواء القدس” المكونة من مقاتلين فلسطينيين تابعين للجبهة الشعبية “القيادة العامة” المعروفة بولائها المطلق للنظام. مليشيا لواء القدس نجحت في استقطاب أعداد كبيرة من المرتزقة الأفغان ومن جنسيات أخرى، ويشرف على هذه التحركات بشكل مباشر ضباط إيرانيون ولبنانيون تابعون لمليشيا حزب الله.

 

وتتزامن الحشود الأخيرة لقوات النظام في حلب، مع انشغال المعارضة باتفاقات ومعاهدات وتقاسم لمناطق السيطرة، ما يثير قلق الشارع الحلبي المعارض، بخصوص تطورات المشهد المحتملة. يندرج في ذلك الاتفاق بين “الجبهة الشامية” و”وحدات حماية الشعب” الكردية. وأكثر ما يثير مخاوف الحلبيين هو اللامبالاة والهدوء العسكري الذي تبديه قوات المعارضة المسلحة، وبشكل خاص الفصيل الأكبر للمعارضة في حلب: “الجبهة الشامية”.

 

في المقابل، عبّر القائد العسكري في الجبهة الشامية، أبو البراء، عن ثقته بالإمكانيات التي تتمتع بها المعارضة في هذه المرحلة. ولم يبدِ أبو البراء قلقه تجاه التحركات الأخيرة لقوات النظام، مؤكداً أن المعارضة تعرضت لضغوط هائلة في الفترة الماضية بحلب، وهي اليوم قادرة على صدّ أي هجوم عسكري جديد، على مناطق سيطرتها.

 

وأضاف أبو البراء لـ”المدن” أن المعارضة تتابع التطورات الميدانية عن قرب، وبالتحديد في المدينة الصناعية وحندرات، وهي مستعدة لكل السيناريوهات المحتملة، إن كان من جهة نظام الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد أن انشغال المعارضة بأمورها الداخلية مهم لترتيب الوضع الأمني والعسكري، ولن يضر ذلك بجبهات القتال. أبو البراء أكد قائلاً: “قريباً ستسمعون أخباراً جيدة”.

 

من جهته، رجّح عضو المكتب الإعلامي للجبهة الشامية حسين ناصر، أن استعدادات النظام الأخيرة لا تصب بالضرورة في صالح هجوم جديد قد تشنه قوات النظام لاستكمال خطتها بحصار حلب، فهي “منهكة اليوم في الجبهة الجنوبية في حوران، وأغلب القدرات الفنية والعسكرية التابعة للنظام وحلفائه الإيرانيين موجهة الآن إلى تلك الجبهة”.

 

ويضيف ناصر لـ”المدن”، بأن التحركات الأخيرة للنظام، تأتي كإجراء احترازي تتصدى من خلاله لأي جديد، وخاصة بعد الأداء الجيد للمعارضة، والذي أحرزت من خلاله تقدماً ملموساً على الأرض، الأمر الذي أثار قلق النظام. كما قد تكون تحركات قوات النظام “لبسط السيطرة باتجاه الشرق، على مدينة الباب وريفها، طبعاً إذا ما صحت الأخبار المتداولة حول انسحاب وشيك لتنظيم الدولة الإسلامية إلى منبج والرقة شرقي سوريا”.

 

وعلى الرغم من كل هذه التطمينات التي يتناقلها الحلبيون في مناطق سيطرة المعارضة، إلا أنها ليست كافية كما يجب، ويبقى القلق سيد الموقف، خوفاً مما قد يتربص بمدينتهم. فلا ضمانة في لغة الحرب، وهم لا يستطيعون الوثوق بالتحليلات التي تقلل من أهمية استعداد قوات النظام لحصار المدينة، ولا حتى بالإشاعات حول انسحاب وشيك لتنظيم الدولة من ريف حلب الشمالي.

 

الائتلاف السوري المعارض يقر المبادئ الأساسية للتسوية السياسية

عمر العبد الله

انعقدت الدورة التاسعة عشرة لاجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في اسطنبول، طارحة عدداً من الملفات للنقاش؛ ويعتبر لقاء القاهرة والمفاوضات السياسية مع النظام السوري أبرز هذه الملفات. وعلى الرغم من توقف المفاوضات لقرابة عام، إلا أن الائتلاف الوطني يصر على المضي قدماً في طريق الحل السياسي للأزمة السورية المستمرة منذ أربع سنوات.

 

لم يختلف اجتماع اسطنبول عما سبقه من اجتماعات للهيئة العامة، من ناحية مناقشة تقارير الهيئتين الرئاسية والسياسية، ونقاش تقرير الحكومة المؤقتة، لكنه اختلف هذه المرة من ناحية نقاش وإقرار وثيقة “المبادئ الاساسية للتسوية السياسية في سوريا”، والتي جاءت في ثلاثة عشر بنداً تحدد “خارطة طريق الحل السياسي في سوريا”، حسب توصيف بيان المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني.

 

ونصت الوثيقة على استئناف المفاوضات السياسية مع النظام السوري برعاية الأمم المتحدة، من حيث توقفت في شهر آب/أغسطس الماضي، وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأشار بيان الائتلاف الوطني إلى أن “المفاوضات تهدف إلى تنفيذ بيان جنيف 1 بدءاً من تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة للسلطات، بما فيها سلطات رئيس الجمهورية، وذلك لتغيير النظام السياسي بشكل جذري وشامل، بما في ذلك رأس النظام ورموزه وأجهزته الأمنية وقيام نظام مدني تعددي”.

 

وأشار البيان الى أن “الوثيقة تناولت بالتفصيل مهام ومسؤوليات هيئة الحكم الانتقالية، وصولاً لمرحلة إعداد الدستور وإجراء انتخابات وإصلاح المؤسسات، بعيداً عن سلطة الاستبداد، معتبرة وقف عمليات القتل والقصف واستهداف المدنيين شرط أساسي لإطلاق عملية التفاوض”.

 

ومما جاء في الوثيقة أن “تحقيق عملية التفاوض لأهدافها يقتضي التزام الأطراف الإقليمية والدولية بإنجاحها وتعهد طرفي التفاوض بتنفيذ الالتزامات القانونية المترتبة وفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، والتطبيق الكامل للالتزامات القانونية العامة الواردة في القانون الانساني الدولي بما يسمح برفع المعاناة عن جميع المدنيين السوريين دون أي تمييز، ومعالجة الظروف الانسانية الصعبة استناداً إلى قرارات مجلس الأمن”.

 

وفي تعليق على إقرار وثيقة المبادئ الاساسية، قال عضو الهيئة العامة للائتلاف فايز سارة، لـ”المدن” إن وثيقة التفاهم لا تختلف عما أقرته المعارضة في السابق، “بل هي تأكيد على موقف الائتلاف الوطني من العملية السياسية”، وأكد سارة أن إقرار الوثيقة من قبل الهيئة العامة للائتلاف يعني أنها أصبحت موقفاً رسمياً واضحاً للائتلاف من العملية السياسية، ولا يمكن تجاوزها أو العودة إلى ما قبل إقرارها.

 

وفي سؤال حول ارتباط الوثيقة بمقررات اجتماع القاهرة الذي ضم شخصيات معارضة سورية، أكد سارة أن جوهز الوثيقة يتطابق مع ما تم إقراره في القاهرة: “إقرار هذه الوثيقة الآن يعني أن غالبية تيارات المعارضة السورية اليوم متفقة على ضرورة الحل السياسي وعلى تصور للحل السياسي”.

 

وكان رئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة قد أرسل رسالة “شديدة اللهجة” إلى مجلس الأمن الدولي، يطالب فيها بوقف قصف مدينة دوما في ريف دمشق. وجاء في البرقية التي أرسلها رئيس الائتلاف إلى رئيس مجلس الأمن للدورة الحالية، وسفير الصين الدائم ليو جيي، أن الائتلاف يود أن يلفت انتباه مجلس الأمن إلى المجازر التي تجري حالياً في مدينة دوما، والحاجة الماسة لإجراءات شاملة من مجلس الأمن لإيقاف فظائع نظام الأسد قبل أن ينتج عنها المزيد من دماء المدنيين.

 

71 منظمة تطالب بالإفراج عن مازن درويش ورفيقيه

طالبت 71 منظمة حقوقية، اليوم الإثنين، الحكومة السورية بالإفراج عن الناشط الحقوقي، مازن درويش، وزميليه هاني الزيتاني حسين غرير، في الذكرى الثالثة لاعتقالهم، حيث حُرم الثلاثة تعسّفاً من حريتهم على خلفية نشاطاتهم المتعلقة بحقوق الإنسان.

 

وكانت مخابرات القوى الجوية السورية اعتقلت مازن درويش وزميليه، وكل من كان معهم، بعد مداهمة مكاتب “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” في دمشق، في 16 شباط/ فبراير 2012. وأطلق سراح كل المعتقلين من أفراد المركز، باستثناء مدير المركز مازن درويش، والعضوين العاملين هاني الزيتاني وحسين غرير.

 

وفي بيان أصدرته “هيومن رايتس واوتش”، اليوم الإثنين، قالت إن الثلاثة اعتقلوا لمدة قاربت العام في فروع الأمن، في ظروف ترقى إلى الاختفاء القسري، حيث تعرضوا لسوء المعاملة والتعذيب. وبعدها تم نقلهم إلى سجن عدرا المركزي في دمشق.

 

وفي شباط/ فبراير2013، عُرض الثلاثة على محكمة مكافحة الإرهاب بتهمة “الترويج لأعمال إرهابية” بموجب المادة 8 من قانون مكافحة الإرهاب للعام 2012. ومنذ ذلك الحين، أرجأت المحكمة محاكمتهم مراراً، وكان آخرها في كانون الثاني/يناير 2015، ولم يتم بعد تحديد موعد المحاكمة الجديدة.

 

ورغم إعلان الحكومة عفواً عاماً بتاريخ 9 حزيران/يونيو 2014 شمل التهم الموجهة إليهم، إلا أنه لم يُفرج عنهم.

 

ويُعدّ “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” منظمة غير حكومية، تعمل على نشر المعلومات بشأن أوضاع حقوق الإنسان في سوريا، بما في ذلك حرية وسائل الإعلام وحرية التعبير. ونشر المركز دراسات عن حرية وسائل الإعلام، والانتهاكات بحق الصحافيين، وحالة حقوق الإنسان في البلاد، ووثق لحالات المدنيين المحتجزين والمختفين.

 

وبحسب بيان “هيومن رايتس ووتش”، التي شاركت المنظمات الحقوقية بالمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الثلاثة، فإن المنظمات الحقوقية تعتقد أن درويش والزيتاني وغرير يتعرضون للإضطهاد نتيجة لعملهم المشروع في مجال حقوق الإنسان وممارسة حقهم في حرية التعبير في استجابة للأزمة المستمرة في سوريا. وينبغي على السلطات السورية أن تفرج فوراً ودون قيد أو شرط عن المعتقلين الثلاثة وتسقط جميع التهم الموجهة إليهم.

 

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت في قرارها 67/262 بتاريخ 15 أيار/ مايو2013، لإطلاق سراح درويش وزميليه. وفي كانون الثاني/ يناير 2014، وجد أيضا فريق الأمم المتحدة العامل والمعني بالاحتجاز التعسفي أنهم حرموا من حريتهم بشكل تعسفي بسبب أنشطتهم في مجال حقوق الإنسان، ودعا إلى إطلاق سراحهم فوراً. كما طالب قرار مجلس الأمن الرقم 2139، الذي اعتُمد في 22 شباط/ فبراير 2014، بإطلاق سراح جميع الأشخاص المحتجزين بشكل تعسفي في سوريا.

 

ورغم كل الدعوات السابقة لإطلاق سراحهم، بقى درويش وزميليه رهن الاعتقال. وفي الوقت الذي ظل فيه غرير معتقلاً في سجن عدرا المركزي، تم نقل درويش في 31 كانون الثاني/ يناير، إلى السجن المركزي في حماة وبتاريخ 4 شباط/ فبراير تم نقل الزيتاني إلى سجن السويداء المركزي دون أي تفسير.

 

وقالت المنظمات الـ71 الموقعة على عريضة المطالبة بإطلاق سراحهم، إنّه على الحكومة السورية الاستجابة لدعوة الأمم المتحدة والإفراج الفوري عن كل من تحتجزه الحكومة بشكل تعسفي. وينبغي على مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن يجعل من الإفراج عن النشطاء السلميين، بمن في ذلك هؤلاء المعتقلين الثلاثة، على رأس أولوياته.

 

ومن بين المنظمات الموقعة على العريضة: مؤسسة “مهارات”، مركز “سكايز”، لجنة حماية الصحافيين، مراسلون بلا حدود، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، التحالف الدولي عن حقوق الإنسان، منظمة العفو الدولية، المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية.

 

جبهة النصرة تقتحم مطار أبو الظهور السوري

مقتل سبعة من جيش الأسد كانوا على متن مروحية

إعداد إسماعيل دبارة

قتل سبعة من الجيش السوري النظامي، بينهم 3 ضباط برتبة عقيد وملازم أول ونقيب، وذلك إثر إسقاط طائرتهم المروحية فوق منطقة مطار ابو الظهور العسكري، الذي اقتحمته جبهة النصرة مساء الاثنين.

 

إسماعيل دبارة: تخوض “جبهة النصرة”، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، مع فصائل اسلامية أخرى معارك للسيطرة على مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب، بعد حصار دام أسابيع.

 

وباغت المسلحون الاسلاميون قوات الأسد مساء الاثنين، وتمكنوا من اسقاط طائرة مروحية في محيط المطار، وتأكد نبأ مقتل طاقمها، ومن كانوا على متنها، وعددهم سبعة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان اطلعت “إيلاف” على نسخة منه: “دارت اشتباكات بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل مقاتلة وإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في قرية طلب بريف أبو الظهور، دون معلومات عن إصابات إلى الآن”.

 

وفي بيان لاحق، قال المرصد إنه “تأكد مقتل 7 عناصر من قوات النظام، بينهم 3 ضباط برتبة عقيد وملازم أول ونقيب، إثر إسقاط طائرتهم المروحية فوق منطقة مطار ابو الظهور العسكري ليل أمس، جراء استهدافها من قبل مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الإسلامية”.

 

وتفرض “جبهة النصرة” حصاراً خانقًا منذ ثلاثة أسابيع على المطار، بهدف السيطرة عليه، بعد أن تمكّنت مع فصائل معارضة أخرى من دحر قوات النظام من معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معقلين للنظام في ريف إدلب، فيما يقول ناشطون إنّ سقوط المطار المحاصر “بات أمراً محتماً، وهي مسألة وقت فحسب”.

ويُعدّ مطار أبو الظهور، الواقع جنوب شرقي مدينة معرة النعمان، أحد أكبر المطارات في المنطقة الشمالية، وثاني أهم مطار عسكري في سوريا، وتبلغ مساحته 8 كيلومترات مربعة، وفيه 22 محطاً لطائرات ميغ 21 وميغ 23، ويتمركز فيه حوالي 500 عنصر من الجيش السوري، ويتبع إدارياً للواء 14 الموجود في حماة.

 

الجيش يتقدم في الريف الشمالي لحلب

 

إلى ذلك، يحقق الجيش السوري تقدمًا في ريف حلب الشمالي اثر هجوم شنه صباح الثلاثاء بهدف قطع طرق الامداد امام الجماعات المسلحة وفك الطوق عن المدينة الشمالية وبلدتين شيعيتين، بحسب ما افادت مصادر ميدانية سورية ومنظمة غير حكومية.

 

وقال مصدر ميداني سوري لوكالة فرانس برس، “معركة اليوم مهمة جدًا ومعركة حلب عمومًا مهمة جدًا لنا”، مضيفًا أن “الهدف هو فك الطوق عن مدينة حلب، وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء” الشيعيتين المحاصرتين من قبل جبهة النصرة منذ اكثر من سنة ونصف.

 

وذكر المصدر أن الجيش السوري تمكن خلال الهجوم الذي اطلقه صباح اليوم من السيطرة “على عدة بلدات وقرى” في ريف حلب الشمالي، حيث تسيطر ايضًا الفصائل المعارضة على طريق رئيسي يمتد نحو تركيا وتستخدمه لنقل المؤن والعتاد.

 

واوضح: “هناك اشتباكات عنيفة جدًا وسط قصف مدفعي وصاروخي متواصل على مواقع الجماعات المسلحة في العديد من الجبهات”، مشددًا على ان “العملية ستتواصل بكل حزم وقوة”.

 

وذكر من جهته مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن قوات النظام السوري التي تقاتل خليطًا من فصائل معارضة وجبهة النصرة سيطرت على قريتي باشكوي ورتيان شمال حلب، وتخوض معارك عنيفة للسيطرة على قرى اخرى محيطة بها والتقدم نحو نبل والزهراء غربًا.

 

وتابع أن الهدف من الهجوم الذي يشنه الجيش السوري بمساندة من “لواء القدس الفلسطيني ومقاتلين من حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية” هو “اغلاق الطريق الذي يصل بين الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب، وتركيا”.

 

وادت المواجهات الى وقف حركة السير على الطريق الواصل بين حلب والحدود التركية.

 

واشار عبد الرحمن الى مقتل 12 مسلحًا في الاشتباكات الدائرة منذ صباح اليوم في ريف حلب الشمالي، بينما قتل ستة مسلحين آخرين في اشتباكات محدودة دارت داخل مدينة حلب المنقسمة بين جزء خاضع لسيطرة النظام وجزء خاضع لسيطرة المعارضة.

 

وذكر أن الفصائل المعارضة قصفت المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام بالصواريخ، ما ادى الى مقتل 12 مدنيًا.

 

ويشن الجيش السوري هجومه في ريف حلب الشمالي بالتزامن مع هجوم مماثل يشنه بمساندة خصوصًا من حزب الله في الجنوب عند مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي بالقرب من الحدود الاسرائيلية، وذلك بهدف تأمين الريف الجنوبي للعاصمة.

 

وقال المصدر الميداني لفرانس برس إن “هجوم اليوم لا علاقة له” بالعمليات العسكرية في الجنوب، مضيفًا رغم ذلك أن “العملية العسكرية تبين قدرة الجيش السوري على فتح عدة جبهات في وقت واحد”.

 

طيران الأسد يرتكب مجزرة في سوق شعبي بريف إدلب

ارتكب الطيران الحربي مجزرة مروعة في بلدة الناجية بريف ادلب الغربي، حين استهدف سوقاً شعبياً مكتظة بالمدنيين، ليخلف أكثر من اثني عشر شهيدا وأكثر من ثلاثين جريحاً.

 

فقد نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات جوية مستهدفا سوقاً شعبياً وسط بلدة الناجية بصواريخ موجّهة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، نقلوا إلى المشافي الميدانية القريبة في ريفي إدلب واللاذقية، بالإضافة إلى أن عدة منازل في البلدة دُمرت بشكل كامل، حسب ما أورد «مكتب أخبار سوريا».

 

وقال الطبيب جمال أبو الورد العامل في مشفى أسامة أبلق الميداني بريف اللاذقية، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أن المشفى الذي يعتبر رئيسياً في المنطقة استقبل الحالات «المستعجلة» فقط والتي تحتاح إلى عمل جراحي «فوري» والبالغ عددها حوالى العشرين حالة، مشيراً إلى أن شخصين توفيا بعد وصولهما إلى المشفى مباشرة.

 

وكان الطيران الحربي كثّف من طلعاته الجوية الأحد، على مناطق ريف إدلب الخارجة عن سيطرته، بعد أن كانت الغارات متوقفة وعلى مدار يومين بسبب العاصفة المطرية السيئة التي اجتاحت المنطقة.

 

وفي غضون ذلك، حذر ناشطون في مدينة حلب من ساعة صفر يخطط لها جيش النظام خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يقوم عناصر النظام والميليشيات المقاتلة لجانبه بفتح النار على كل الجبهات في توقيت واحد، وذلك للتغطية على الجبهة المراد التقدم عليها.

 

واوكل تنفيذ الخطة العسكرية لرئيس اللجنة الأمنية اديب سلامة وبعض قيادات «حزب الله» والميليشيات الإيرانية، وتهدف الخطة العسكرية لاتخاذ ساعة واحدة لإجراء اشتباك وهمي وإطلاق رصاص، وغزارة نيرانية.

 

وأكد الناشط الإعلامي ماجد عبد النور للموقع الإلكتروني «كلنا شركاء»، استحضار النظام لقرابة خمسين دبابة من مدينة السلمية، بهدف بدء معركة حصار حلب، وقطع خطوط امداد الجيش الحر على جبهات القتال، إضافة إلى استقدام قرابة أربعة آلاف عنصر متنوعين ما بين عناصر «شيعية وأفغانية وإيرانيين» مع المئات من عناصر ميلشيات «الدفاع الوطني» وجيش النظام، جميعهم اتخذوا من منطقة الشيخ نجار نقطة تمركز لهم.

 

وأضاف المصدر أن المعركة في حلب مستمرة منذ قرابة عام ونصف، ولكن هذه المرة يضع جيش النظام كامل ثقله في المواجهات، بهدف الوصول لمدينتي نبل والزهراء، لفك الحصار عنهما، وتوقعات باندلاع أن تكون المعارك العنيفة على جبهتي الملاح والكاستيلو.

 

وفي المقابل بدأت كتائب الثوار بجلب تعزيزات عسكرية من المناطق المجاورة إلى الجبهات، بهدف التحضر للمواجهة القادمة مع جيش النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبه.

 

ونسفت الجبهة الشامية مبنى تتحصن بداخله قوات النظام في صلاح الدين، كما استهدفت عدة مواقع عسكرية للنظام بمدافع جهنم، وقذائف الهاون، كما استهدفت تجمع للنظام بـ«حي الراشدين» بالصواريخ المحلية.

 

ويسعى جيش النظام إلى التقدم في جمعية الزهراء منذ ثلاثة أيام، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع تغطية جوية مكثفة من الطيران الحربي لتلك المنطقة.

 

وقتل تسعة اشخاص في قصف لمجموعات معارضة استهدف منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري على حي السريان في مدينة حلب، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية.

 

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل تسعة اشخاص في هذا القصف، لكنه ذكر ان اربعة من القتلى هم اطفال. واشار الى اصابة 20 شخصا اخر بجروح.

(كلنا شركاء، رويترز)

 

قصف مطار دمشق يعطل تغذية محطات الكهرباء بالغاز  

قالت وكالة سانا السورية للأنباء إن خطوط الغاز المغذية لمحطات توليد الكهربائي في جنوب العاصمة دمشق تعرضت “لاعتداء إرهابي” أدى لتوقفها عن العمل.

 

وأفاد ناشطون بأن انفجارا وقع في خط الغاز الواصل إلى محطة تشرين الحرارية بالقرب من مطار دمشق الدولي، مما أدى لنشوب حريق هائل.

 

يذكر أن المعارضة المسلحة أعلنت عن استهدافها مطار دمشق الدولي المجاور لمكان الانفجار بصواريخ كاتيوشا، وقالت إنها حققت فيه إصابات محققة.

 

من جهة أخرى، استعادت المعارضة المسلحة السيطرة على عدة نقاط حيوية على أطراف حي جوبر في العاصمة دمشق بعد هجوم مباغت على قوات النظام الموجودة في مواقع انتزعتها من المعارضة منذ عدة أشهر.

 

وتحاول قوات النظام بشكل مستمر التسلل إلى الحي الدمشقي المدمر جراء حملات القصف الممنهجة التي يشنها النظام.

 

وأكدت شبكة شام أمس الاثنين سقوط صاروخين على مدينة داريا بريف دمشق، في حين سقط عدد من الجرحى جراء قصف مدفعي على مدينة المعضمية، كما تعرضت مدينة الزبداني لقصف بقذائف الهاون.

 

يونيسيف: ثلاثة أرباع أطفال الشوارع بلبنان سوريون  

كشفت دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة إنقاذ الطفل الدولية، أن نحو ثلثي الأطفال في شوارع لبنان هم من الفتيان السوريين، وتتراوح أعمار أكثر من نصفهم بين 10 و14 عاما. ووصفت الدراسة هذه المشكلة بأنها “أسوأ أشكال عمل الأطفال”.

وأشارت الدراسة التي حصلت وكالة الأناضول على نسخة منها اليوم الاثنين، إلى أربعة عوامل رئيسية تؤدي إلى عيش أو عمل الأطفال في شوارع لبنان، تشمل الاستبعاد الاجتماعي وهشاشة وضع الأسرة وتدفق اللاجئين السوريين إلى البلاد والجريمة المنظمة واستغلال الأطفال.

 

وقد أجريت الدراسة بناء على طلب وزارة العمل اللبنانية لفهم الأسباب وراء عيش وعمل الأطفال -مثل التسوّل والتجارة وتقديم الخدمات- في الشارع، فضلا عن أشكال من الأنشطة غير المشروعة وغيرها.

 

وفي السياق أوضحت منظمة العمل الدولية في تقرير أن الدراسة شملت إجراء مقابلات مع سبعمائة طفل في الشوارع من مجمل ما يقارب 1510 أطفال في العينة التي تغطي 18 قضاء في لبنان.

 

وبحسب الدراسة فإن الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعيشون أو يعملون في الشوارع عثر عليهم في المدن، خاصة في بيروت وطرابلس.

 

وقال نائب المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية للدول العربية فرانك هاجمان، إنه على الرغم من أن ما يقارب ثلاثة أرباع هؤلاء الأطفال يأتون من سوريا، فإن انتشار الأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع يشكل تحديا على المدى الطويل في لبنان.

 

النزوح ليس الأساس

وبينما أدى التدفق الأخير للنازحين من سوريا إلى زيادة عدد الأطفال في الشوارع، أظهرت الدراسة أن النزوح ليس السبب الأساسي لهذه الظاهرة. حيث أشارت الدراسة إلى أن الظاهرة تعتبر معقدة للغاية نظرًا لارتباطها بقضايا الاتجار بالبشر والأنشطة غير المشروعة الأخرى، فضلاً عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والقانوني للأطفال المتضررين.

 

واعتبر ممثل منظمة إنقاذ الطفل الدولية في لبنان إيان رودجرز أن انتشار الأطفال الذين يعيشون أو يعملون في الشوارع قضية طويلة الأمد وتشكل تحديا مستمرا مرتبطا بقضايا اجتماعية واقتصادية أكبر في لبنان.

 

من جانبها، أشارت ممثلة منظمة اليونيسيف في لبنان أناماريا لوريني إلى أن الأطفال في الشوارع يتعرضون لجميع أشكال الاستغلال والإيذاء في حياتهم اليومية، فضلا عن المخاطر المهنية، واعتبرت أن أولوية اليونيسيف هي خلق بيئة توفر الحماية بحيث تُخفف القوانين والخدمات والممارسات من تعرض الأطفال للخطر.

 

وأوصت الدراسة بتنسيق الجهود بين الحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لإبعاد أكبر عدد ممكن من الأطفال عن الشوارع، وإعادة تأهيلهم ومنع استغلالهم.

 

وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، استقبل لبنان أكثر من 1.1 مليون سوري -يشكل الأطفال نصفهم- هربوا من النزاع الدامي الذي تشهده بلادهم منذ اندلاع ثورة شعبية تحولت لصراع مسلح بسبب قمع النظام للاحتجاجات التي انطلقت منتصف مارس/آذار 2011.

 

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية اتخذت مؤخرا إجراءات تمنع استقبال مزيد من اللاجئين والنازحين السوريين إلا في حالات استثنائية، وفرضت على السوريين القادمين إلى لبنان سمة دخول.

 

دي ميستورا يقدم إفادته عن خطة التجميد بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا إفادته أمام مجلس الأمن، الثلاثاء، بشأن مقترحه لتجميد الأعمال العدائية في مدينة حلب شمال البلاد.

 

وسيتحدث ستيفان دي ميستورا أمام المجلس في جلسة مغلقة عن لقائه مع الأسد، في أعقاب غضب المعارضة السورية، الأسبوع الماضي، بتصريحاته التي قال فيها إن الرئيس بشار الأسد يبقى جزءا من الحل في الحد من العنف في النزاع الذي اقترب من دخول عامه الرابع.

 

وتعد هذه أول إفادة لدي ميستورا أمام المجلس منذ أن أوضح خطته في أكتوبر، فيما تتشكك قوى المعارضة فيما إن كانت فكرته ستكون قابلة للتطبيق.

 

ويريد دي ميستورا أن يرى “منطقة تجميد” تراقبها الأمم المتحدة في حلب والتي من شأنها تهدئة العنف هناك، والسماح بوصول مزيد من المساعدات الإنسانية، وتكون بمثابة الخطوة الأولى نحو حل أوسع للصراع.

 

وقال المسؤول الدولي الشهر الماضي في جنيف “أملنا هو أن تكون حلب إشارة للنوايا الحسنة ومقياسا لبناء الثقة تمكن من تسهيل إعادة انطلاق عملية سياسية ذات أفق سياسي واضح.”

 

“مجلس قيادة الثورة” لن تلتقي دي ميستورا “المنحاز”

بيروت – رويترز

 

انتقدت جماعة سورية مسلحة، الاثنين، مبعوث الأمم المتحدة الذي يسعى لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين قوات الأسد والمعارضة المسلحة في حلب، وقالت إنها لن تلتقي به، لأنه تبنى “مواقف غير نزيهة”.

 

وجاء بيان “مجلس قيادة الثورة” عقب تصريحات لستافان دي ميستورا يوم الجمعة الماضية وصف فيها بشار الأسد بأنه “جزء من الحل الرامي لتقليل العنف”، وأضاف أنه سيستمر في المباحثات معه بعد أن أجرى في الأسبوع الماضي محادثات في دمشق.

 

وقال البيان: “قرر المجلس بفصائله مجتمعة رفض اللقاء مع المبعوث الأممي لمواقفه غير النزيهة تجاه ثورة الشعب السوري”.

 

ومنذ أكتوبر الماضي، يعمل دي ميستورا على وضع خطة للتوسط من أجل “تجميد محلي” للقتال في سوريا، حيث أدت الحرب الأهلية إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص في أربعة أعوام. وكانت جماعات مسلحة معارضة في الشمال قد أبدت تحفظات على الخطة قائلة إنها قد تفيد قوات الأسد.

 

وفي وقت سابق هذا الشهر كشف دبلوماسيون أن المحادثات بشأن الخطة وصلت إلى طريق مسدود، حيث قالت دمشق إنها لا ترى حاجة لتقديم تنازلات للجماعات المسلحة.

 

وتشكل مجلس قيادة الثورة في أواخر العام الماضي بهدف توحيد المقاتلين المعارضين، الذين لا ينتمون للجماعات المتشددة مثل “داعش” و”جبهة النصرة”.

 

بعد اجتزاء فتوى ابن تيمية لتبرير حرق الكساسبة.. مؤيدو داعش يستشهدون بفتوى ينسبونها للعثيمين حول جواز قتل نساء وأطفال “الكفار

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تداول مؤيدون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام او ما يُعرف بـ”داعش،” فتوى نسبوها لمفتي المملكة العربية السعودية السابق، محمد صالح العثيمين، بجواز قتل نساء وأطفال من وصفوهم بـ”الكفار.”

 

وتناقل مؤيدو التنظيم عبر صفحات بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، فتوى العثيمين في رده بحسب وصفهم على سؤال هل يجوز قتل نساء وأطفال “الكفار” إن فعلوا ذلك بنا، فقال المفتي السعودي السابق على حد تعبيرهم: “الظاهر أن لنا أن نقتل النساء والصبيان لما في ذلك من كسر قلوب الأعداء وإهانتهم، ولعموم قوله تعالى: ’من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم‘.. وإن قال قائل لو أنهم هتكوا أعراض نسائنا فهل نهتك أعراض نسائهم؟ الجواب لا نفعل ذلك لأن ذلك محرم بنوعه..”

 

ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يجتزئ أو ينسب أو حتى يفسر بصورة مغلوطة وفي سياق مختلف تنظيم داعش ومؤيدوه فتاوى لرجال دين مسلمين، حيث برروا في وقت سابق من يناير/ كانون الثاني إقدامهم على إحراق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة بفتوى لابن تيمية، في الوقت الذي أعرضوا فيه عن حديث الرسول محمد: “لا يعذب بالنار إلا رب النار.”

 

القوات الحكومية السورية “تستعيد” قرى في ريف حلب

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية السورية والميليشيات المتعاونة معها استعادت عددا من القرى في محيط ريف حلب بينها باشكوي وسيفات في حين اندلعت معارك في حردتنين ورتيان.

 

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن القوات الحكومية أغلقت طريقا يتجه من حلب شمالا إلى الحدود التركية مؤكدا مقتل 16 مسلحا على الأقل.

 

وتهدف القوات السورية إلى قطع خطوط الإمداد عن الفصائل المعارضة في حلب حيث يعد الطريق الشمالي من حلب إلى الحدود التركية مصدرا مهما لعمليات الإمداد حسب ما تقول دمشق.

 

وتقع حلب في قلب الاشتباكات بين القوات الموالية للحكومة وعدد من الفصائل المسلحة منها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وكتائب إسلامية أخرى وجماعات معارضة مدعومة من الغرب.

 

وحسب إحصاءات المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة من النشطاء على الأرض فإن أكثر من 210 آلف شخص قتلوا في الصراع السوري الذي قارب دخول عامه الخامس.

 

يذكر أن منطقة ريف حلب شهدت خلال الأشهر الماضية تبادل القوات الحكومية والمسلحين السيطرة عليها.

 

وتتعرض المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين في المدينة المقسمة لقصف جوي مستمر بينما قالت التلفزة الحكومية السورية إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب 18 آخرون في هجمات صاروخية شنها “إرهابيون” في أحياء حلب.

 

وتطلق التلفزة السورية مسمى “الإرهابيين” على الجماعات المعارضة للنظام.

 

وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد أن المقاتلات السورية قصفت منطقة حيان وعلى وجه الخصوص قريتين فيها وقعتا تحت سيطرة فصائل المعارضة قبل نحو عام ونصف.

 

ويرى محللون أن التقدم الاخير للقوات الحكومية في ريف حلب يقوض جهود مبعوث الامم المتحدة الخاص في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المنطقة.

 

وشنت القوات الحكومية هجوما معاكسا قبل أسابيع بهدف استعادة مواقع استولت عليها المعارضة بما فيها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي إستولت على أجزاء من منطقة القنيطرة أواخر العام الماضي.

 

المرصد السوري: الجيش السوري يتقدم صوب حلب ويغلق طريقا

من سيلفيا ويستال

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء إن الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على عدة قرى قرب حلب بهدف تطويق المدينة الواقعة في شمال سوريا وقطع خطوط إمداد رئيسية.

 

والتقدم صوب حلب هو ثاني هجوم كبير تشنه القوات الموالية للحكومة خلال أسبوع. وشن الجيش ومقاتلون متحالفون معه من حزب الله اللبناني عملية كبيرة أيضا في جنوب سوريا.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن معارك شرسة مندلعة شمالي حلب أغلقت طريقا يؤدي إلى الحدود التركية ويستخدمه مقاتلو المعارضة كخط إمداد.

 

وأضاف أن الجيش السوري سيطر على قرى بينها باشكوي وسيفات في حين استعر القتال في حردتنين ورتيان. وتابع أن 16 مسلحا على الأقل قتلوا.

 

وتقع حلب في قلب الاشتباكات بين القوات الموالية للحكومة وعدد من الفصائل المسلحة منها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وكتائب إسلامية وكذلك مقاتلون أجانب في جماعات أخرى ومعارضون للنظام يدعمهم الغرب.

 

ويكافح وسيط من الأمم المتحدة منذ شهور للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في حلب التي كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن تطوقها القوات الحكومية تماما بهدف طرد المسلحين منها.

 

ويقول المرصد السوري إن أكثر من 210 آلاف شخص قتلوا في الصراع السوري الذي يدخل عامه الخامس الشهر المقبل.

 

وأسفر القتال في جنوب سوريا عن مقتل عشرات المقاتلين خلال الأسبوع الأخير في واحدة من آخر المناطق التي مازال يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المدعومة من الغرب.

 

وتبادلت القوات الحكومية وفصائل المعارضة المتنافسة السيطرة من قبل على قرى وبلدات في محافظة حلب.

 

وتتعرض المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين في المدينة المقسمة لقصف جوي شرس وقال التلفزيون السوري يوم الثلاثاء إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 18 آخرون في هجمات صاروخية شنها “إرهابيون” في أحياء حلب.

 

وتحدث المرصد السوري عن معارك بين مقاتلين موالين للحكومة وجبهة النصرة وكتائب إسلامية في ستة أحياء على الأقل بينها حلب القديمة وجمعية الزهراء.

 

وقالت قناة المنار التلفزيونية التي يديرها حزب الله اللبناني إن الجيش السوري سيطر على مناطق شمالي حلب في معارك أسفرت عن مقتل عشرات من مقاتلي المعارضة.

 

ومنذ أكتوبر تشرين الأول يعمل ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة على وضع خطة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في مناطق محددة بسوريا. لكن التقدم الذي حققه الجيش السوري في الآونة الأخيرة بالمنطقة يقلل من فرص التوصل لهدنة.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى