أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 18 آب 2015

 

 

 

 

النظام يواصل حرق غوطة دمشق في ذكرى «مجزرة الكيماوي»

لندن، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

واصل الطيران السوري لليوم الثاني سياسة «الأرض المحروقة» بقصف مدينة دوما شرق دمشق مع اقتراب الذكرى الثانية لـ «مجزرة الكيماوي» التي قتل فيها مئات المدنيين، في وقت أفيد بمقتل 15 بسقوط قذائف على مناطق النظام في حلب وثلاثة صواريخ اللاذقية الساحلية. (للمزيد).

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران الحربي شن عشرين غارة على مناطق في غوطة دمشق الشرقية «حيث استهدف بخمس غارات مناطق في مدينة دوما وبخمس غارات أخرى مناطق في مدينة عربين، فيما نفذ الغارات التسع الأخرى على أماكن في مدينة حرستا». كما قصف الطيران دوما مواصلاً الهجوم على منطقة تسيطر عليها المعارضة بعد يوم من مقتل مئة مدني بغارات على سوق شعبية في المدينة.

وشكلت الغارات على دوما التي تبعد نحو 15 كيلومتراً شمال شرقي دمشق واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ الهجوم بالسلاح الكيماوي على المنطقة ذاتها في 21 آب (أغسطس) 2013 وأوقع 1400 قتيل من المدنيين.

وفيما قال ستيفان أوبراين وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في مؤتمر صحافي في دمشق: «أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين. وهالتني تحديداً التقارير عن الضربات الجوية التي تسببت في مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات في قلب دوما وهي جزء محاصر من دمشق»، أعلن دي ميستورا في بيان من جنيف أن «قصف الحكومة لدوما كان مدمراً»، مضيفاً: «من غير المقبول أن تقتل حكومة مواطنيها بغض النظر عن الظروف».

وأشار دي ميستورا إلى أن هجوم الأحد أعقب قصف دمشق الأسبوع الماضي من جماعات المعارضة المسلحة، فضلاً عن قطع المعارضة إمدادات المياه عن دمشق، وهذه تدابير تؤثر في المدنيين وهي غير مقبولة. وأكد دي ميستورا: «يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون قيد أو شرط ويجب أن يتوقف القتل، حل هذا الصراع لن يكون بطريقة عسكرية، كما تم إثبات ذلك في السنوات الأخيرة».

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن قصف دوما «يأتي في إطار سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام الذي يريد أن يظهر أنه قادر على قتل العدد الذي يريده من المدنيين من أن دون أن يبدي أي اهتمام بالمجتمع الدولي». واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان من إسطنبول أن الهجوم الذي قتل فيه أطفال كان يهدف لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين. وأضاف في بيان: «موقف مجلس الأمن والمجتمع الدولي الباهت عاملاً مساعداً في تصعيد المذابح ضد المدنيين السوريين».

وأفاد «المرصد السوري» بمقتل خمسة أشخاص وجرح 20 جراء سقوط صواريخ على مناطق قرب محطة الباصات وطريق الحرش وأماكن أخرى في مدينة اللاذقية. وأضاف أن عشرة بينهم طفلان قتلوا بسقوط قذائف على مناطق في حي الحمدانية الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب.

 

مجدداً.. روسيا ترفض شرط تنحي الأسد

موسكو – رائد جبر

< أعلن وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف بعد لقائهما في موسكو أمس، رفض بلديهما أي تدخل خارجي لفرض تسوية للحرب السورية، كما كرّرت موسكو معارضتها اشتراط تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، في إطار صفقة لإحلال السلام. وفي لقائه الأول مع لافروف بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الست، اعتبر ظريف أن الصفقة ستتيح «تطوير التعاون» مع موسكو، بما في ذلك عسكرياً. وشغل الملف السوري حيزاً أساسياً خلال المحادثات، اذ تعمّد لافروف التأكيد، في حضور الحليف الرئيس لموسكو في المنطقة، على «ثبات الموقف الروسي حيال سبل تسوية الأزمة في سورية». ولفت الوزيران إلى أن «المحادثات الإيجابية عكست مواقف مشتركة حيال ما يحدث في سورية والعراق واليمن، وملفات إقليمية أخرى». وفي إشارة إلى مواقف اعلنها الأسبوع الماضي من موسكو، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ومعارضون سوريون، قال لافروف: «إذا اعتقد بعض شركائنا بأن علينا أن نوافق مسبقاً على أن يترك الرئيس (السوري) منصبه مع نهاية المرحلة الانتقالية، فإن هذا الموقف مرفوض بالنسبة إلى روسيا». وأضاف أن «مصير سورية يجب أن يقرره السوريون، من دون تدخل خارجي، أو أي نوع من المطالب المسبقة»، مذكراً بأن الأسد هو «الرئيس الشرعي لسورية». وشدد على ضرورة أن «تجلس الحكومة والمعارضة في سورية على طاولة المفاوضات، مع ضمان تمثيل كل تيارات المعارضة، ومن دون شروط مسبقة». وأشار لافروف إلى تطابق في وجهات النظر مع نظيره الإيراني، في شأن البحث عن تسويات للمشكلات المستعصية في الشرق الأوسط، من خلال الحوار ومن دون فرض حلول من الخارج. أما ظريف فرفض «أي مسّ بوحدة أراضي (سورية والعراق)، وبسيادتهما الوطنية واستقلالهما الوطني»، معتبراً أن «أي تدخل خارجي ليس مقبولاً». وأضاف في مؤتمر صحافي مع لافروف، أن لدى طهران وموسكو «موقفاً مشتركاً في شأن تنظيم الأزمة السورية»، مشدداً على وجوب أن «يقرر السوريون مصيرهم ومستقبلهم، وعلى الدول الأجنبية الاكتفاء بتيسير ذلك». إلى ذلك، اعتبر ظريف أن للاتفاق النووي «تأثيراً هائلاً في تطوير العلاقات بين بلدينا في كل المجالات، بما فيها الاقتصاد والدفاع». ورأى أن رفع العقوبات المفروضة على طهران سيزيل عقبات تعرقل التعاون التجاري والاقتصادي مع موسكو، بما في ذلك في النفط والغاز. وأعرب عن أمله بأن يشهد التعاون الإيراني – الروسي في الطاقة النووية «دفعة قوية بعد اتفاق فيينا»، خصوصاً في تشييد مفاعلات جديدة لتوليد الطاقة في محطة «بوشهر». لافروف الذي وصف إيران بأنها «بلد صديق»، اعتبر أن «كل الفرص متاحة لدفع العلاقات الروسية – الإيرانية إلى مستوى جديد أكثر تقدماً، في ما يتعلق بجوهر الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان (فلاديمير بوتين وحسن روحاني)، آخذين في الاعتبار القرارات المُتخذة لتسوية الملف النووي الإيراني». وأعرب عن أمله بتطبيق اتفاق فيينا قريباً، معتبراً أنه شكّل «دفعة قوية للعلاقات الثنائية، ستنعكس في تعزيز التعاون في كل المجالات». وأشار إلى أن العقد المُبرم بين موسكو وطهران لتشييد 8 مفاعلات نووية «سيساهم في تعزيز الاقتصاد الإيراني، مع ضمان الالتزام التام بنظام عدم الانتشار النووي، واحترام حق إيران في تطوير قدراتها النووية لأغراض سلمية». وذكر لافروف أن موسكو وطهران اتفقتا على عقد اجتماع الخريف المقبل، للجنة المشتركة الروسية – الإيرانية للتعاون التجاري الاقتصادي، معلناً أنه سيزور طهران تلبية لدعوة من نظيره الإيراني. وفي تأكيد الأهمية التي توليها موسكو لتعزيز التعاون العسكري مع طهران، ذكّر لافروف بزيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى طهران مطلع السنة، حيث وقّع اتفاقاً للتعاون العسكري. ونفى معلومات عن زيارة الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني، موسكو الشهر الماضي، معتبراً الأمر مجرد إشاعة تشكّل «حلقة من مسلسل شبهات الزملاء الأميركيين. والإشاعات تبقى مجرد إشاعات». وكان إيغور مورغولوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال قبل المحادثات إنها ستتطرّق إلى مسألة تسليم إيران منظومة صواريخ «أس-300» الروسية المضادة للطائرات.

 

إصرار روسي – إيراني على التمسُك بالأسد واشنطن: نعمل على انتقال سياسي من دونه

المصدر: العواصم – الوكالات

جنيف – موسى عاصي

أظهرت زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لموسكو ولقاؤه نظيره الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وطهران لا تزالان على اتفاق واضح وصريح على عدم التخلي عن الرئيس السوري بشار الاسد في أي مقاربة لحل الأزمة السورية، وان يكمن تباين ظاهر برز بين الطرفين حيال التفاصيل وأسس المسار السياسي وأدوات الحل. أما واشنطن، فكررت انها تعمل من أجل عملية انتقال سياسي من دون الاسد.

 

واتفقت تصريحات كل من ظريف ولافروف في المؤتمر الصحافي الذي عقداه خلال زيارة المسؤول الايراني للعاصمة الروسية على أن “السوريين هم الذين يقررون مصير الاسد”. وقال لافروف: “إذا اعتقد بعض شركائنا أن علينا أن نوافق مقدماً على أن يترك الرئيس منصبه في نهاية فترة موقتة فلن يكون مثل هذا الموقف مقبولاً بالنسبة الى روسيا”. وأضاف: “إننا لا نزال متمسكين بالقاعدة المتينة المتمثلة في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، والذي ينص على حل جميع مسائل تجاوز الأزمة السورية عبر مفاوضات بين الحكومة السورية ووفد للمعارضة يمثل جميع أطياف خصوم القيادة السورية”.

وقال ظريف إن “على السوريين أن يقرروا مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم، أما الدول الأجنبية، فيجب أن يقتصر دورها على تسهيل تحقيق هذه المهمة بالنسبة الى السوريين”.

وأوضحت أوساط ديبلوماسية مقربة من الجانب الروسي أن الجانبين الروسي والايراني بحثا في تفاصيل المبادرة الايرانية الأخيرة لحل الازمة السورية وبندها الاساس تأليف حكومة وحدة وطنية، وبالتوازي مجلس وطني تشريعي. وكشفت هذه الأوساط أن الروس يملكون مثل الرؤية الايرانية لتأليف حكومة وحدة وطنية، لكن التباين بين الطرفين يكمن في طبيعة هذه الحكومة وكيفية تأليفها.

وفي معلومات “النهار”، ان طهران تقترح ضم كل أطياف المعارضة السورية الى حكومة الوحدة وتسليم كل الحقائب الوزارية الى شخصيات سورية “لم تتلطخ اياديها بالدم السوري”، عدا حقيبتي الدفاع والداخلية اللتين ستبقيان في يد الرئاسة السورية. ويقضي المقترح الايراني بتسليم رئاسة هذه الحكومة الى واحدة من ثلاث شخصيات محسوبة على المعارضة وهي: معاذ الخطيب أو هيثم مناع أو قدري جميل.

وستكون لحكومة الوحدة، بحسب المبادرة الايرانية، “صلاحيات كاملة لادارة البلاد”، وستتولى تصريف الاعمال الاجرائية بحرية تامة وخصوصاً الملفات الانسانية والاقتصادية والاجتماعية، في حين يتولى المجلس الوطني السوري وضع أسس الدستور والتشريعات الجديدة، على أن يُحافظ على موقع الرئاسة السورية في يد الرئيس بشار الاسد الى حين اجراء انتخابات رئاسية جديدة وعندها “يختار الشعب السوري رئيسه بنفسه”.

وعلى رغم اتفاقه مع الجانب الايراني على مسألة تأليف حكومة وحدة وطنية تدير المرحلة الانتقالية، يرى الجانب الروسي أن المبادرة الايرانية لن يكتب لها النجاح، بصرف النظر عن مضمونها، وذلك “بسبب المواقف المسبقة” منها من معظم القوى الاقليمية ولا سيما منها تركيا والمملكة العربية السعودية، ويفضل الجانب الروسي “حلاً ينبثق من تحرك الامم المتحدة” الذي يقوده المبعوث الخاص ستيفان دو ميستورا.

وقالت الاوساط الديبلوماسية المقربة من الجانب الروسي إن موسكو نصحت طهران بتركيز الجهود على المسار الاممي للحل، وعملية تشكيل اللجان التي اقترحها دو ميستورا أخيراً، ولا سيما منها اللجنة الدولية – الاقليمية التي ستقوم بمهمة رعاية الحل في سوريا، وعضوية ايران في هذه اللجنة ، ودعت في هذا الاطار الى العمل الجدي من أجل تعديل موقف السعودية “الرافض حتى الآن” لعضوية ايران تلك.

 

مواجهة “داعش”

وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين لافروف وظريف أكدا تقارب مواقف بلديهما من ضرورة إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعزيز تصديهما المشترك للتهديد الناجم عن تنظيم “الدولة الإسلامية” وغيره من الجماعات المتطرفة.

 

واشنطن

أما في واشنطن، فقد نددت الولايات المتحدة “بشدة” بالغارات “الوحشية” التي شنّها طيران النظام السوري الاحد على مدينة دوما في ريف دمشق والتي أوقعت نحو مئة قتيل، مستنكرة “استخفاف النظام (السوري) بحياة البشر”.

وكررت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان واشنطن “تعمل مع شركائها من اجل انتقال سياسي فعلي يقوم على التفاوض، بمعزل عن الاسد”.

وصرّح الناطق باسم الوزارة جون كيربي بأن “الهجمات الوحشية لنظام الاسد على مدن سورية أسفرت عن مقتل الاف الاشخاص ودمرت مدارس ومساجد وأسواقاً ومستشفيات”. وجدد الموقف الديبلوماسي لواشنطن منذ أكثر من أربع سنوات ومفاده أن “الاسد لا يتمتع بأي شرعية لقيادة الشعب السوري”.

 

مجلس الأمن يدعم خطة دو ميستورا لسوريا المبعوث الأممي: قتْل المدنيين غير مقبول

نيويورك – علي بردى

نأت فنزويلا أمس بنفسها، أسوة بما فعله لبنان قبل أربع سنوات، عن الأزمة السورية لتمكين مجلس الأمن من إصدار بيان رئاسي يدعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا.

وأقر مجلس الأمن البيان الرئاسي الذي وزعته فرنسا باسم الدول الخمس الدائمة العضوية قبل أسبوع، فوافقت عليه كل الدول باستثناء فنزويلا التي اعتبرت أن الفقرة التي تطالب بتشكيل هيئة حكومية انتقالية طبقاً لبيان جنيف في حزيران ٢٠١٢ “غير دستورية”. وتحتاج بيانات مجلس الأمن الى إجماع الأعضاء الـ١٥ كي تصدر. بيد أن هذا الإجماع يمكن أن يتوافر إذا نأت إحدى الدول الأعضاء بنفسها عنه. وكان لبنان نأى بنفسه في آب ٢٠١١ عن بيان لمجلس الأمن يندد بتدهور الأوضاع في سوريا.

وعبّر البيان الرئاسي عن دعم المقاربة التي قدمها دو ميستورا لأعضاء مجلس الأمن في جلسة ٢٩ تموز الماضي، حين اقترح تيسير لقاءات لمجموعات عمل بين السوريين أنفسهم من اجل تنفيذ بيان جنيف، على أساس أربعة محاور: السلامة والحماية للجميع، مواضيع سياسية وقضائية، مواضيع عسكرية وأمنية وخاصة بمكافحة الإرهاب، استمرارية الخدمات العامة واعادة الإعمار والتنمية.

في غضون ذلك، أعرب دو ميستورا عن “التنديد الشديد” بالغارات الجوية على سوق دوما، قائلاً إن “قصف الحكومة لدوما أمرٌ مدمر”. وأضاف أن “الهجمات على المناطق المدنية بقنابل عشوائية جوية، مثل القنابل الفراغية، محظور بموجب القانون الدولي. كما أنّ ضرب الأسواق المدنية المزدحمة، الذي أدى الى مقتل ما يقرب من مئة من مواطنيها، من الحكومة أمر غير مقبول في أي ظرف من الظروف”. بيد أنه لاحظ أن الهجمات هذه “تأتي عقب القصف العشوائي لدمشق الأسبوع الماضي من جماعات المعارضة المسلحة وقطع إمدادات المياه، وكلها تدابير تؤثر على المدنيين وهو أمر غير مقبول”.

 

الأمم المتحدة “مذهولة” لمجزرة دوما وتدعو إلى “حماية المدنيين” المعارضة السورية تنتقد صمت المجتمع الدولي وتدعو إلى مناطق آمنة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أعرب مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن أوبراين من دمشق عن “ذهوله” غداة غارات جوية شنتها قوات النظام السوري على مدينة دوما وتسببت بمقتل نحو مئة شخص، معظمهم من المدنيين، في اعتداء يعد من الاكثر دموية منذ بدء النزاع عام 2011.

صرّح اوبراين خلال مؤتمر صحافي في دمشق: “هالتني اخبار الغارات الجوية أمس على وجه الخصوص” والتي “تسببت بسقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى في وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق”. وأضاف: “أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع”، مشدداً على ان الاعتداء على المدنيين “غير قانوني وغير مقبول ويجب ان يتوقف”. وناشد “كل اطراف هذا النزاع الطويل حماية المدنيين واحترام القانون الانساني الدولي”.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ بريطانيا مقراً له ان مدينة دوما تعرضت لخمس غارات جوية، من دون معلومات عن الأضرار. وتحدث عن “ارتفاع حصيلة القتلى جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لسوق في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية الى 96 شهيداً على الاقل بينهم أربعة اطفال، فيما اصيب 250 آخرون بجروح”. وأشار الى ان عدد القتلى “مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة”.

وروى مصور لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” في دوما ان الاهالي انصرفوا الى تشييع القتلى بعدما حالت الغارات الجوية التي شملت موقع المقبرة دون تشييعهم الاحد. وقال إنه “بعد كل مجزرة يضطر الاهالي الى دفن أربعة أشخاص بعضهم فوق البعض نظراً لارتفاع عدد القتلى”. وأوضح ان ما رآه في المدينة الاحد كان “أشد قسوة مما شاهده بعد قصف المدينة بالسلاح الكيميائي قبل سنتين”. وشرح كيف ان سكان الحي المنكوب اصيبوا بحال هستيريا وهم ينقلون الجرحى الى مستشفى ميداني وكان عدد كبير منهم ملقى على الارض لعدم وجود اسرة كافية.

واعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان قصف دوما “يأتي في اطار سياسة الارض المحروقة التي يتبعها النظام السوري… يريد النظام ان يظهر انه قادر على قتل العدد الذي يريده من المدنيين من غير ان يبدي أي اهتمام بالمجتمع الدولي”.

 

خوجة

واتهم رئيس “الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية” خالد خوجة في مؤتمر صحافي في اسطنبول، النظام بـ”تعمد” قتل المدنيين، منتقداً تقصير المجتمع الدولي. وقال ان “جرأة النظام وتماديه في ارتكاب المذابح بحق المدنيين… تعتمد على صمت دولي يصل إلى حد التواطؤ”. وأضاف: “من يسلح نظاماً مثل هذا النظام ويحميه من المحاسبة في مجلس الأمن شريك في المسؤولية عن جريمة قصف مدنيين محاصرين ومجوعين منذ سنوات بالطائرات الحربية… من يعارض قيام مناطق آمنة للسوريين على أرضهم ويمنع تزويدهم سلاحاً للدفاع عن أهلهم وأطفالهم فهو يرسل رسالة واضحة الى النظام بأنه مسموح له بارتكاب ما يشاء من فظائع”.

 

قصف اللاذقية

وفي غرب سوريا، استهدفت قذائف صاروخية احياء سكنية في مدينة اللاذقية الساحلية موقعة ضحايا للمرة الثانية في غضون أقل من أسبوع.

وبث التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل ان ستة اشخاص قتلوا وأن 19 آخرين جرحوا نتيجة”قذائف حقد الارهابيين على المدينة”.

واكد المرصد السوري استهداف المدينة، مشيراً الى مقتل ثلاثة أشخاص فقط. وكانت المدينة تعرضت الخميس لقصف مماثل أدى الى مقتل شخصين واصابة 14 بجروح.

 

الزبداني

وعلى جبهة اخرى، أعلن مصدر عسكري سوري أن “وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، أحكمت سيطرتها الكاملة على 46 كتلة بناء داخل بلدة الزبداني بعد القضاء على بؤر التنظيمات الإرهابية التكفيرية فيها”.

ونقلت عنه الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” إنه “تمت ملاحقة أفراد التنظيمات الإرهابية التكفيرية وتكبيدهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في عدد من المحاور والنقاط داخل مدينة الزبداني”. وأضاف أن “ملاحقة أفراد التنظيمات الإرهابية متواصلة من حي الجمعيات باتجاه ساحة العجان وساحة الجسر ومن ساحة المحطة وسكر برهان باتجاه مركز البلدة”، مشيراً إلى “مقتل العديد من أفراد التنظيمات الإرهابية التكفيرية بينهم أحد المسؤولين الميدانيين في ما يسمى حركة أحرار الشام الإسلامية المدعو أبو علي شديد”.

 

القتال ضد “داعش”

وتمكنت قوات المعارضة السورية المسلحة من السيطرة على معمل الغاز شرق أعزاز في ريف حلب الشمالي بعد معارك مع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

ونقلت قناة “الغد العربي” الإخبارية عن مصادر في المعارضة السورية أن الاشتباكات تتواصل قرب معمل الغاز في منطقة دوديان في ريف حلب الشمالي، وسط تقدم للمعارضة التي استطاعت السيطرة على المعمل.

وشنّت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات عدة على مناطق سيطرة التنظيم في قرية أم حوش في ريف حلب الشمالي.

وكانت فصائل عدة من المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي قد أعلنت عن عملية عسكرية واسعة ضد “داعش”، تهدف إلى السيطرة على القرى الحدودية في الريف الشمالي لحلب، وذلك بمشاركة كل من “الجبهة الشامية” و”حركة أحرار الشام” و”لواء السلطان مراد”.

 

لافروف وظريف: مستقبل الأسد بيد السوريين

أعلنت موسكو وطهران، أمس، رفضهما شروط الغرب ودول عربية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وأكدتا أن مصير سوريا يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، من دون تدخل خارجي أو أي نوع من المطالب المسبقة.

وأكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، في موسكو، أن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في فيينا سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما كشف لافروف أن روسيا ستبني ثمانية مفاعلات نووية جديدة لإيران.

الى ذلك، وفي الوقت الذي كان الجيش السوري و»حزب الله» يزيدان من ضغطهما على المسلحين في الزبداني، سقطت صواريخ على اللاذقية، أدت الى مقتل وإصابة حوالي 20 شخصاً، فيما ارتفع عدد قتلى الغارات الجوية على دوما في ريف دمشق الى اكثر من مئة شخص، ما أثار إدانات من المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ومدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين. وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي «باستخفاف النظام بحياة البشر». وكرر، في بيان، ان واشنطن «تعمل مع شركائها من اجل انتقال سياسي فعلي يقوم على التفاوض، بمعزل عن الأسد»، مضيفاً «الأسد لا يتمتع بأي شرعية لقيادة الشعب السوري».

وفي الوقت ذاته، قال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع ظريف في موسكو، إن «الموقف الروسي من تسوية الأزمة السورية لم يتغير، وهو يكمن في ضرورة أن يقرر الشعب السوري مستقبل بلاده، على أساس بيان جنيف، من دون أية تدخلات خارجية أو فرض سيناريوهات مسبقة».

وأقر لافروف «بوجود اختلافات بين موقف موسكو ومواقف شركائها من الولايات المتحدة والخليج، خصوصاً مصير الرئيس بشار الأسد». وقال «يرى بعض شركائنا أنه يجب الاتفاق مسبقاً على رحيل الرئيس من منصبه في ختام المرحلة الانتقالية، وهو موقف غير مقبول بالنسبة لروسيا، إذ يجب على الشعب السوري أن يقرر «مسألة مصير الأسد».

وأضاف «ما زلنا متمسكين بالقاعدة المتينة المتمثلة في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران العام 2012، والذي ينص على حل جميع قضايا تجاوز الأزمة السورية عبر مفاوضات بين الحكومة السورية ووفد للمعارضة يمثل جميع أطياف خصوم القيادة السورية. كما أن البيان يؤكد أن أية اتفاقات بشأن الخطوات الانتقالية والإصلاحات يجب أن تتخذ على أساس توافق بين الحكومة وخصومها».

واعتبر لافروف أن «على اللاعبين الخارجيين المشاركين في تسوية الأزمة السورية، الكف عن التظاهر بأن المنظمة الوحيدة فقط للمعارضة السورية، والتي قدمها ما يسمى بالمجتمع الدولي، تتمتع بالشرعية الكاملة». وأضاف «يجب تشكيل وفد للمعارضة يمثل جميع أطيافها، وستتمثل مهمة هذا الوفد في وضع قاعدة بنَّاءة، من دون أية شروط مسبقة لإجراء المفاوضات مع وفد الحكومة الشرعية في سوريا».

بدوره، أعلن ظريف أن طهران تؤيد موقف موسكو بشأن سبل تسوية الأزمة في سوريا. وقال «على السوريين أن يقرروا مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم، أما الدول الأجنبية، فيجب أن يقتصر دورها على تسهيل تحقيق هذه المهمة بالنسبة للسوريين». وأضاف «إننا نرى أن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية يحمل طابعاً سياسياً. إننا نشاطر الاتحاد الروسي موقفه من هذه المسألة، وإن هذا التطابق في المواقف سيستمر».

وأكد لافروف وظريف، في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الروسية، «تقارب مواقف بلديهما إزاء ضرورة إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي سيمكن الدولتين من إحراز قدر أكبر من تنسيق جهودهما، لا سيما في إطار مساهمتهما في تسوية النزاعات في سوريا والعراق واليمن، وتعزيز تصديهما المشترك للتهديد الناجم عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وغيره من الجماعات المتطرفة».

وتأتي زيارة ظريف لموسكو بعد مناقشات مكثفة مكرسة للملف السوري الأسبوع الماضي، حيث التقى لافروف مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير و3 وفود للمعارضة السورية. كما يواصل لافروف مناقشاته بشأن سبل تسوية الأزمة السورية مع نظيره الأميركي جون كيري عبر الهاتف.

الملف النووي

وأعرب لافروف عن أمله في أن يدخل الاتفاق النووي الذي وقعته إيران ومجوعة «5+1»، حيز التطبيق خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وقال إن «تطبيق الاتفاق الشامل سيسمح بتسوية الوضع حول البرنامج النووي الإيراني بصورة ترضي الجميع، مع ضمان الاحترام التام لحق إيران في الأنشطة النووية السلمية، كما أنه يتيح استعادة الثقة في المنطقة ويضمن إزالة العقبات التي تعرقل التعاون الاقتصادي والسياسي الطبيعي على المستوى الإقليمي، مع ضمان المشاركة كاملة الحقوق لإيران».

وأضاف لافروف «كل الفرص متاحة اليوم لدفع العلاقات الروسية – الإيرانية إلى مستوى جديد أكثر تقدماً في ما يتعلق بجوهر الاتفاقيات التي توصل إليها الرئيسان (الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني) أخذاً في الاعتبار تلك القرارات التي اتخذت لحل الموقف بشأن البرنامج النووي الإيراني». وتابع إن «التعاون بين روسيا وإيران يشمل القطاعات كافة، وسيتم تأمين ثمانية مفاعلات نووية جديدة لإيران».

واعتبر ظريف، من جهته، أنه سيكون للاتفاق آثار إيجابية على التعاون في مجالي الاقتصاد والدفاع. وقال «نحن واثقون من أن اتفاقية فيينا سيكون لها أثر هائل على تطوير العلاقات بين بلدينا. علاقاتنا كانت جيدة، والاتفاق سيكون له أثر إيجابي على تطوير العلاقات في كل المجالات بما فيها الاقتصاد والدفاع وغيرها».

وقال ظريف إن «روسيا ستلعب دوراً مهماً في عملية تطبيق الاتفاق النووي الشامل»، مشيداً بمساهمة لافروف في إنجاح المفاوضات التي جرت في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني.

واعتبر ظريف أن الأنباء عن زيارة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني لموسكو جاءت في سياق الحملات الدعائية الجارية في الولايات المتحدة على خلفية السباق الانتخابي في هذه البلاد»، فيما وصف لافروف الأنباء عن زيارة سليماني إلى موسكو بأنها شائعات لا أساس لها من الصحة.

(«روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز)

 

مصادر إيرانية: محادثات أمريكية سورية سرّية في سلطنة عُمان

غارات جديدة على مدينة دوما… وواشنطن تدين استخفاف دمشق بـ«حياة البشر»

لندن ـ «القدس العربي» من احمد المصري: كشفت مصادر إيرانية عن حصول محادثات أمريكية – سورية تجري بشكل سري برعاية سلطنة عمان في مسقط، فيما أدانت الولايات المتحدة أمس «بشدة» الغارات «الوحشية» التي شنها النظام السوري على مدينة دوما في ريف دمشق وحصدت نحو مئة قتيل، منددة بـ»استخفاف النظام» بحياة البشر، كما أعربت الأمم المتحدة عن «ذهولها» جراء الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام السوري على مدينة دوما في ريف دمشق، واصفة إياها بـ»غير المقبولة»، تزامنا مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من مئة شخص، في اعتداء يعدّ من بين الأكثر دموية منذ بدء النزاع عام 2011.

وقال موقع «فردا» المقرب من دوائر صنع القرار في طهران، إن الغرب ما زال يفضل سلطنة عمان للعب دور في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران فيما يتعلق بجميع الملفات العالقة.

وقال الخبير الإيراني بشؤون الشرق الأوسط سعد الله زارعي «يبدو أن الدول العظمى ما زالت ترجح سلطنة عمان لتلعب دورا رئيسا في المفاوضات السرية والحساسة التي تجري الآن بين الولايات المتحدة الأمريكية وسوريا بوساطة عمانية» .

وزعم الخبير الإيراني أن «المفاوضات الجارية في سلطنة عمان بين الجانب السوري والأمريكي منفصلة تماما عن المبادرة الإيرانية لحل الأزمة في سوريا، ولكنّ كلتا المبادرتين تجمعان على مواجهة تنظيم الدولة بشكل رئيس في أي حل سوف يطرح لإنهاء الأزمة في سوريا».

وليس من الواضح حتى الآن صورة الدور الذي من الممكن أن تلعبه مسقط في حل الأزمة السورية، لكنها تحتفظ بسجل وافر من الجهود الدبلوماسية السرية لحل الأزمات.

ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن الكشف عن هذه المفاوضات من قبل الإعلام الإيراني رسالة إيرانية واضحة لدول مجلس التعاون الخليجي وخاصة السعودية بعد رفضها للمبادرة الإيرانية، مفادها أن هناك مفاوضات تجري الآن في خاصرة السعودية لحل الأزمة السورية بغياب السعودية وبحضور إيراني ـ أمريكي.

وكانت إيران طرحت مبادرة لتسوية الأزمة السورية الأسبوع الماضي تضمنت وقفاً فوريا لإطلاق النار في سوريا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعديل الدستور بهدف ضمان حقوق الأقليات الإثنية والدينية، وإجراء انتخابات يشرف عليها مراقبون دوليون.

جاء ذلك فيما تعرضت مدينة دوما، الاثنين، لخمس غارات جوية جديدة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، من دون معلومات عن الأضرار. وأفاد المرصد الاثنين عن «ارتفاع حصيلة القتلى جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لسوق في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية إلى 96 شهيدا على الأقل بينهم أربعة أطفال، فيما أصيب 250 آخرون بجروح».

وكررت الخارجية الاميركية في بيان أن واشنطن «تعمل مع شركائها من أجل انتقال سياسي فعلي يقوم على التفاوض، بمعزل عن (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي في البيان إن «الهجمات الوحشية لنظام الأسد على مدن سورية أسفرت عن مقتل الاف الاشخاص ودمرت مدارس ومساجد واسواقا ومستشفيات.

وتزامنت الغارات على دوما مع وجود مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين في دمشق في زيارة هي الأولى له منذ تسلمه مهامه في أيار/مايو.

وقال أوبراين خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، في دمشق «هالتني أخبار الضربات الجوية أمس على وجه الخصوص» والتي «تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى في وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق».

وأضاف «أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع»، مشددا على أن الاعتداء على المدنيين «غير قانوني وغير مقبول ويجب أن يتوقف».

 

سوري تدرّب على السباحة لمسافات بعيدة في ساحل اللاذقية تحضيرا للهجرة إلى ألمانيا

يعتبر أن مصيره سبقه إلى هناك… وعملية التهريب ستكلفه 7 آلاف دولار

دمشق ـ «القدس العربي» من كامل صقر: يبدو معتز لبابيدي الشاب الدمشقي مشغولا بتحضير أموره الشخصية قبيل أيام قليلة من ساعة الصفر، أو ما أسماها بـ»لحظة» الفراق التي سينطلق فيها نحو ألمانيا الاتحادية. هو حلم الهجرة يراوده منذ عام ونصف تقريبا عندما استقرت قذيفة هاون في منزله الكائن في حي المزرعة بدمشق، على الأغلب كان مصدر القذيفة من حي جوبر شرق العاصمة.

استقرار القذيفة حينها دفع معتز لاتخاذ قرار لا رجعة فيه بأن الرحيل عن بلاده هو الفرصة الوحيدة لحياة أخرى. منذ ذلك الحين انكب معتز على إيجاد فرصة الهجرة إلى القارة العجوز حيث لا تسقط قذائف الهاون وحيث الماء والكهرباء والوقود ومصادر الطاقة متوفرة، هكذا يفكر معتز وآلاف آخرون من أبناء سوريا.

ألقى معتز وراءه كل شيء، عدل عن مشروع الخطوبة الذي يسيطر أصلا على والديه، رغبة منهما في رؤية أحفاد لهما، نسي دكانة والده الكائنة في سوق ساروجة لبيع الأقمشة، الوجهة إلى ألمانيا من دون سواها، والهدف مغادرة سوريا.

أنهى معتز قبل عام دراسة إدارة الأعمال، لكنه سيدخل أرض الألمان ـ إن كتب له الوصول ـ لاجئا يطلب مأوى ولقمة تسد جوعا فقط. حدثه أصدقاء سبقوه عن مصاعب الرحلة ومخاطرها، حدثوه عن أشهر قاسية من الألم والعزلة سيقضيها في بلاد الزعيم بسمارك قبل أن يُتاح له شق صغير جدا في باب الاندماج داخل المجتمع الألماني. حدثته والدته ربة المنزل كم سيؤلمها فراقه، وأن هجرته إلى ألمانيا ستقصم ظهر والده، كل ذلك لم يغير في قرار معتز الشاب المندفع والمكسور في آن معا، الطامح والتائه في الوقت نفسه.

يقول معتز (25 عاما) لـ»القدس العربي»: لا مجال للتراجع عن تلك الخطوة، أعلم أن ما سأقدم عليه محفوف بالمخاطر ومليء بالمفاجآت والمصاعب لكنني لن أتراجع. بات كل تفكيري في ألمانيا، تم ترتيب كل شيء ولم يبق سوى التنفيذ. أنا مقتنع بأن قدري قد سبقني إلى هناك. لا تنقصني سبل العيش هنا في سوريا فأحوالنا ميسورة إلى حد ما، لكنني متيقن بأن مستقبلي ليس هنا بل في ألمانيا.

يكشف معتز خلال حديثي معه أنه وعلى مدى الشهرين الفائتين من فصل الصيف، قضى وقتا غير قليل في مسابح دمشق لتعلم العوم والغطس والسباحة لمدة طويلة، وأنه تدرب على تحمل المياه الباردة واجتهد كثيرا لتحسين لياقته البدنية وقدرته الجسمانية. ليس هذا فقط، بل توجه إلى مدينة اللاذقية الساحلية واتفق مع مدرب محترف وقضى عشرة أيام يتمرن فيها في منطقة وادي قندل على السباحة البعيدة في مياه البحر المتوسط هناك. لم يفاجئني هذا الكلام لاسيما في ظل مخاطر الموت غرقا التي ستحيط به عندما سيكون ومن معه من المهاجرين على متن قارب مطاطي في عرض البحر، وسط موج هائل من كل الاحتمالات.

سيتوجه معتز حسبما يقول إلى بيروت ومنها سيطير إلى تركيا وتهريبا سيتوجه إلى اليونان على الأغلب إلى جزيرة كوس، ومن ثم تهريبا نحو إيطاليا، لتتولى بعدها مجموعة متخصصة تهريبه برا إلى الأراضي الألمانية، الجماعة التي ستتولى نقله من دمشق إلى ألمانيا أخبرته بأن وصوله إلى هدفه قد يستغرق بين عشرين يوما إلى شهر كامل. لكنها أبلغته أنه حتما سيصل إلى المانيا وفق ما قاله معتز لـ»القدس العربي». وأضاف: تواصلت مع شخص سوري مقيم في مدينة إزمير التركية عبر «فيسبوك» يعمل في مجال تهريب اللاجئين السوريين إلى ألمانيا والسويد ودول أخرى أرشدني إليه صديق وصل إلى السويد تهريبا من خلاله، وأن التكلفة المتوقعة لعملية تهريبه تزيد عن سبعة آلاف دولار لأنها مضمونة حسب وعد المهرب المقيم في إزمير.

 

قتلى قصف دوما وصلوا إلى 100… والأمم المتحدة تعرب عن «ذهولها»

وسائل إعلام: صواريخ المعارضة تقتل ثلاثة في اللاذقية… ورئيس الائتلاف: المجزرة جاءت ردا على زيارتنا لموسكو

عواصم ـ وكالات: أعرب مدير العمليات الإنسانية في الإمم المتحدة ستيفن أوبراين من دمشق عن «ذهوله» غداة غارات جوية شنتها قوات النظام السوري على مدينة دوما وتسببت في مقتل حوالي مئة شخص، معظمهم من المدنيين، في اعتداء يعد من بين الأكثر دموية منذ بدء النزاع عام 2011.

وتعرضت مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، لسلسلة غارات جوية شنها الطيران الحربي التابع للنظام السوري الأحد واستهدفت سوقا شعبية مكتظة بالسكان، وذلك قبل ايام من الذكرى السنوية الثانية لهجوم بالسلاح الكيميائي استهدف المنطقة ذاتها في 21 آب/أغسطس 2013 وأوقع مئات القتلى.

وتزامنت الغارات الجوية على دوما الأحد مع وجود مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة في دمشق، في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه في أيار/مايو خلفا لفاليري أموس.

وقال أوبراين خلال مؤتمر صحافي الاثنين في دمشق «هالتني أخبار الضربات الجوية أمس على وجه الخصوص» والتي «تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى في وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق».

وأضاف «أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع»، مشددا على ان الاعتداء على المدنيين «غير قانوني وغير مقبول ويجب ان يتوقف».

وناشد المسؤول الأممي الذي يختتم الاثنين زيارته إلى دمشق «كل أطراف هذا النزاع الطويل حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي».

وتعرضت مدينة دوما الاثنين لخمس غارات جوية على الأقل وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، من دون معلومات عن الاضرار. وأفاد المرصد الاثنين عن «ارتفاع حصيلة القتلى جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لسوق في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية إلى 96 شهيدا على الأقل بينهم أربعة اطفال، فيما أصيب 250 آخرون بجروح».

وأضاف ان عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».

وأورد المرصد في حصيلة اولية الاحد مقتل 58 شخصا قبل ارتفاع العدد ليلا إلى 82 شخصا.

وقال مصور في دوما ان الإهالي انصرفوا الاثنين إلى تشييع القتلى بعد ان حال القصف الجوي الذي طال موقع المقبرة دون تشييعهم الاحد. وأضاف انه «بعد كل مجزرة يضطر الأهالي إلى دفن أربعة أشخاص فوق بعضهم البعض بسبب ارتفاع عدد القتلى».وأوضح ان ما رآه في المدينة الاحد كان «أشد قسوة مما شاهده بعد قصف المدينة بالسلاح الكيميائي قبل عامين». وروى كيف ان سكان الحي المنكوب أصيبوا بحالة هستيريا وهم ينقلون الجرحى إلى مستشفى ميداني، وكان عدد كبير منهم ملقى على الأرض لعدم وجود أسرة كافية.

كما تظهر صور أطفال جرحى تسيل الدماء منهم وهم ينتظرون تلقي العلاج، فيما تبدو عشرات الجثث داخل أكياس بلاستيكية موضوعة على الأرض جنبا إلى جنب.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن الاثنين ان قصف دوما «يأتي في إطار سياسة الارض المحروقة التي يتبعها النظام السوري».

وأضاف «يريد النظام ان يظهر انه قادر على قتل العدد الذي يريده من المدنيين من دون ان يبدي اي اهتمام بالمجتمع الدولي».

واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية النظام بـ»تعمد» قتل المدنيين، منتقدا تقصير المجتمع الدولي.

وتخضع مدينة دوما منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام. ويعاني عشرات آلاف السكان في هذا القطاع شرق العاصمة من شح في المواد الغذائية والأدوية.

وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مصدره قوات النظام. ففي 16 حزيران/يونيو، قتل 24 شخصا جراء قصف مدفعي وصاروخي تزامن مع وجود الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في دمشق.

واتهمت منظمة العفو الدولية الاربعاء قوات النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من ان استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان. في غرب سوريا، استهدفت قذائف صاروخية الاثنين أحياء سكنية في مدينة اللاذقية الساحلية موقعة ضحايا للمرة الثانية في غضون أقل من اسبوع.

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 19 آخرين بجروح جراء «قذائف حقد الإرهابيين على المدينة».

وأكد المرصد السوري من جهته استهداف المدينة، مشيرا إلى مقتل ثلاثة أشخاص فقط.

وتعرضت المدينة الخميس لقصف مماثل أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 14 آخرين بجروح.

وبقيت محافظة اللاذقية الساحلية، التي تعد معقلا للطائفة العلوية في سوريا وتتحدر منها عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، بمنأى عن النزاع الدامي الذي شهدته بقية المحافظات منذ منتصف آذار/مارس 2011، وتسبب بمقتل أكثر من 240 ألف شخص.

وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد خوجة، إن مجزرة دوما التي وقعت الاحد في ريف دمشق، وخلفت مقتل أكثر من مئة سوري، جاءت ردا على لقاءات المعارضة في موسكو، وتزامنها مع زيارة وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف لدمشق.

وفي مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول، أمس الاثنين، وأفاد، أن الائتلاف تحدث عن مرحلة جديدة من العلاقة مع موسكو، ولكن مجزرة دوما جاءت جوابا، وتزامنت مع زيارة ظريف لدمشق بأيام.

وأوضح خوجة أن «النظام الأسدي المجرم قتل مئات المدنيين السوريين، في سلسلة مجازر في إدلب ودرعا والزبداني ووادي بردى، وفي دوما الملاصقة لمدينة دمشق، حيث قصفت الطائرات الحربية سوقا شعبية، بينما كان سكان دوما المحاصرة يتبادلون القليل من الغذاء الذي بقي لهم، بعد أكثر من سنتين من الحصار المطبق».

وفي الإطار نفسه، وصف ما حصل بأنه «جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، تضاف لجريمة الإبادة المتواصلة، المتمثلة بالحصار الجماعي والتجويع حتى الموت، والمرتكبة ضد أهل ريف دمشق، مشددا على أن قصف طائرات النظام المجرم الحربية، بصورة مقصودة ومتكررة، هي لمجرد القتل».

وأضاف أيضا «قصفت السوق في المرة الأولى، وبعد تجمع السكان لإنقاذ المصابين، قامت الطائرات بتكرار القصف عدة مرات واستهداف المصابين ومن هب لنجدتهم، في سلوك فاق الإجرام وفاق الإرهاب إلى الهمجية البدائية، والحقد على الإنسان».

من ناحية أخرى، اعتبر أن «جرأة النظام وتماديه في ارتكاب المذابح بحق المدنيين، والتي تمتد لـ53 شهرا متواصلة، تعتمد على صمت دولي يصل إلى حد التواطؤ، فمن يسلح نظاما مثل هذا النظام، ويحميه من المحاسبة في مجلس الأمن الدولي، شريك في المسؤولية عن جريمة قصف مدنيين محاصرين ومجوعين منذ سنوات بالطائرات الحربية».

كما حمل خوجة مسؤولية المجرزة  من «يعارضون قيام مناطق آمنة للسوريين على أرضهم، ويمنع تزويدهم بسلاح للدفاع عن أهلهم وأطفالهم، فهو يرسل رسالة واضحة للنظام بأنه مسموح له ارتكاب ما يشاء من فظائع، ويفهم النظام الأسدي من هذه المواقف منذ 53 شهرا أنها تفويض بارتكاب المذابح».

كما أكد أن «الائتلاف أكثر تمسكا بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، ومشروعية وضرورة استكمال تحرير الأراضي السورية، من النظام الغاصب والمحتل الإيراني وميليشيات القتل والحقد الطائفي، التي تغزو سوريا برعايته».

وبين أن على «الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والدول دائمة العضوية فيه، أن تعترف بحق شعب سوريا في الحياة، وأن تكف عن حماية قاتل الأطفال بشار الأسد».

وأضاف خوجة أن «أي حديث عن حلول سياسية وسلمية في ظل المذابح وإعفاء الجاني من الحساب، لن يكون له أي معنى في تحقيق الاستقرار في سوريا».

وشدد على «ضرورة تأمين المدنيين في المناطق المحررة ودعم مطلب إنشاء مناطق آمنة».

وكشف أن الائتلاف «شكل لجنة لتوثيق كافة الجرائم المرتكبة من قبل نظام الأسد، لتقديمها للجنة التحقيق الدولية، محييا صمود الجيش السوري الحر والثوار، مؤكدا على التزامهم معا في ملاحقة مجرمي الحرب وجلبهم للعدالة وعلى رأسهم بشار الأسد».

وطالب خوجة «تقديم مرتكبي المجازر إلى محكمة الجنايات الدولية».

وحول المفاوضات التي جرت في تركيا بخصوص مدينة الزبداني بين المعارضة وإيران، قال خوجة «كان الائتلاف على اطلاع حول ما يجري من مفاوضات الزبداني، ولكن لم نشارك فيها بشكل فعلي، التفاوض أثبت أن إيران قوة احتلال، وهو ما ثبت من بعض الشروط من التهجير والتوطين، في مناطق أغلبية شيعية».

وحول مكافحة تنظيم داعش، أفاد أن «أول من حاربه هو الجيش الحر، ومن استفاد من التنظيم هو النظام، بعد أن استولى على المناطق المحررة، كما سهل النظام له الاستيلاء على أكبر ثاني مستودع للاسلحة وسط البلاد، مما أعطى قوة إضافية له».

ولفت إلى أن «التحرك الدبلوماسي باتجاه مؤتمر للسوريين جار من عدة عواصم، منها موسكو، وربما سيكون هناك مؤتمر في الأشهر القليلة المقبلة، تجمع أطراف المعارضة لتوحيد موقفها من عملية السلام»، من دون مزيد من التفاصيل.

وكان أكثر من مئة سوري قتلوا في قصف شنته طائرات النظام السوري الحربية بقنابل فراغية، على سوق شعبية، وسط مدينة «دوما»، في ريف دمشق، الاحد، معظمهم من النساء والأطفال.

 

هل ستعيد تركيا 2 مليون سوري إلى «المنطقة الآمنة» حال إنشائها؟

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يبدي عدد كبير من السوريين اللاجئين في الأراضي التركية خشية متزايدة من الأنباء التي تتحدث عن نية أنقرة إعادتهم إلى «المنطقة الآمنة» التي تنوي إنشائها بالتعاون مع الولايات المتحدة على الشريط الحدودي داخل الأراضي السورية، وذلك بسبب الخشية من الأوضاع الأمنية وعدم توفر الخدمات الأساسية.

وتتفاوت هذه الخشية بين اللاجئين الذي ما زالوا يعيشون في المخيمات المغلقة في المناطق الحدودية، وبين من يعيشون في المدن التركية الكبرى وتمكنوا من إيجاد فرص عمل ودخل مادي يمكنهم من العيش بظروف أفضل من المناطق التي يمكن أن يتم إعادتهم إليها في الداخل السوري.

وفي تصريح سابق قال رئيس الوزراء التركي المكلف أحمد داود أوغلو إن بلاده ستعمل على إعادة المهجرين إلى المنطقة الآمنة شمال سوريا، لكن محللين يستبعدون إقدام أنقرة على هذه الخطوة قريبا لا سيما أن المنطقة – حال إنشائها- تحتاج إلى فترة طويلة من التأهيل لكي تصبح قادرة على استقبال هذا العدد من اللاجئين.

لكن وزير الشؤون الأوروبية وكبير المفاوضين الأتراك فولكان بوزكير، أكد رغبة بلاده في إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، وإنشاء البيوت والمدارس فيها، تمهيدا لعودة اللاجئين السوريين إليها. وقال: «اللاجئون السوريون لم يأتوا إلى تركيا لتأسيس حياة جديدة وامتلاك منازل هنا، حيث أنهم تركوا منازلهم خلفهم وفروا من الحرب»، لافتا إلى أن اتفاقا تركيا أمريكيا عُقد بهذا الخصوص.

وأشار إلى أن زمن إشادة الغرب بالخدمات التي تقدمها تركيا للاجئين في المخيمات، قد ولّى. لافتا إلى ضرورة التحرك لمعالجة المشكلة في أرضها. مضيفا أن تركيا أنفقت أكثر من 6 مليارات دولار على اللاجئين، إلا أنها لم تطالب يوما في تعويض تلك النفقات. وأكد «استحالة عيش اللاجئين في المخيمات إلى الأبد»، لافتا «إلا أن شركاءنا لم يقدموا لنا الدعم الكافي في استضافتنا لللاجئين».

وما زال الغموض يكتنف تفاصيل الاتفاق الأمريكي التركي القاضي بإنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية، ففي حين يؤكد الجانبان وجود اتفاق في هذا الإطار، تنفي الولايات المتحدة العديد من تصريحات المسؤولين الأتراك حول مساحة المنطقة والجهة المستهدفة والهدف منها، في تناقض يظهر تواصل الاختلاف في وجهات النظر بين الجانبين.

ويعيش قرابة 260 ألف لاجئ سوري في 26 مخيما أقامتها الدولة التركية في مناطق بالقرب من الحدود مزودة بجميع الخدمات التعليمية والصحية، ويتلقى القاطنون فيها مساعدات عينية ومالية، في المقابل يتوزع العدد الأكبر من اللاجئين في المدن الكبرى، حيث تتفاوت ظروفهم المالية والمعيشية.

وتباينت ردود فعل العديد من السوريين الذين التقتهم «القدس العربي» في تركيا، لكن أغلبهم رفض فكرة العودة إلى هذه المناطق من دون ضمان استتباب الأمن بشكل كامل فيها، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، مشيرين إلى أن عودتهم تعني تكرار مسلسل التشرد والبطالة.

وباتت شريحة – ليست قليلة – من اللاجئين السوريين لا سيما في مدينة اسطنبول مرتبطة بأعمال تجارية ومهنية وتمتلك بيوتا ومشاريع، أو عائلات صغيرة تستأجر شققا سكنية ويعمل أحد أفرادها، الأمر الذي ولد قناعة لديهم بأفضلية البقاء في تركيا على العودة إلى الداخل السوري.

ويقول غزوان المصري الخبير بالشؤون التركية: «تركيا قامت بتحديد مكان المنطقة الآمنة، معالمها ومساحتها، وطريقة حمايتها، وطريقة إدارتها، وكيفية إخلائها من التنظيمات المسلحة، وطريقة جعلها منطقة آمنة وملاذا يلجأ إليه المدنيون السوريون الفارون من جحيم الحرب الدائرة منذ خمس سنوات».

ويضيف في مقال له: «تعتقد تركيا بضرورة إقامة هذه المنطقة الآمنة للحد من تدفق اللاجئين السوريين باتجاه الأراضي التركية، وتسعى لتكون هذه المنطقة مكانا آمنا لهم ضمن الأراضي السورية بدل إيوائهم في تركيا، وبالتالي تكون الحكومة التركية قد خففت من الأعباء المترتبة على عاتقها جراء نزوح اللاجئين إلى أراضيها والذي تجاوز عددهم المليوني لاجئ، وتكون بذلك قد أمنت لهم مكانا يلجأون إليه ضمن وطنهم وبلدهم». ويلفت المصري إلى أنه من المستحيل أن تقدم تركيا على إرسال جميع اللاجئين إلى المخيمات الحدودية – كما يزعم البعض – كونه أمر لا تستطيع تطبيقه ولارتفاع تكلفته، كما أنه من المستبعد أن تقوم بإعادة جميع من هم على أراضيها إلى المنطقة الآمنة حال إنشائها. ويبدو أن دولا أخرى باتت ترى في «المنطقة الآمنة» مخرجا للحد من أزمة اللاجئين السوريين، حيث اعتبر لبنان قبل أيام أن المنطقة الآمنة تشكل «بارقة أمل»؛ لأن هذه المنطقة ستمكّن الدولة اللبنانية من إعاة حوالي نصف اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس: «نرى الآن في لبنان أن بارقة أمل تحدث في الخارج وهناك مناطق آمنة ستصبح واقعا قرب الحدود التركية»، منوها بوجود إحصاءات للمفوضية العليا للاجئين تفيد بأن أكثر من 43٪ من اللاجئين السوريين في لبنان أتوا من شمال سوريا. والعام الماضي خاض الجيش معارك شرسة لعدة أيام مع جماعات مسلحة من بينها تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا، حينما توغلت في عرسال.

 

غطاء روسي ــ إيراني لمجازر الأسد: لم نغيّر موقفنا

رامي سويد

تدلّ المعطيات والتصريحات العلنية على أن المجزرة التي ارتكبها النظام السوري، في مدينة دوما أول من أمس، جاءت بغطاء إيراني وروسي، سياسياً على الأقل، مع استمرار الدعم الواضح لهذا النظام من قِبل هاتين الدولتين. ومع مرور المزيد من الوقت على مجزرة النظام في سوق الهال في دوما، يتواصل ارتفاع حصيلة القتلى، إذ وثّق فرع الدفاع المدني في المدينة التي تخضع لسيطرة قوات المعارضة، أسماء مائة واثنين من الباعة والمتسوّقين الذين قُتلوا إثر استهداف طائرات النظام لسوق الخضروات (سوق الهال)، فضلاً عن حوالي 30 آخرين في جرائم النظام بدرعا وإدلب.

ولم ينتظر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مرور أكثر من ساعات على المجازر التي أودت بحياة أكثر من 130 قتيلاً في دوما ودرعا وإدلب، ليجزم بأن بلاده “لم ولن تغير مواقفها التي أعلنتها منذ بداية الأزمة في سورية”، مشدداً على رفض بلاده “اشتراط خروج الأسد أو تنحيه في نهاية الفترة الانتقالية”.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع نظيره الإيراني جواد ظريف، في موسكو، “على من يريد التأكد العودةُ إلى بياناتنا ولقاءاتنا السابقة، وعلى مدار عمر الأزمة نحن لم نغير مواقفنا، وقد أكدنا أن السوريين وحدهم من يقررون مصير دولتهم، دون شروط مسبقة أو وصفات جاهزة تقدم لهم أية جهة”. وتحدثت مصادر إعلامية في اليومين الماضيين، أن النظام السوري تلقّى شحنات جديدة من الأسلحة روسية المصدر، قد تكون استُخدمت في مجازر يوم الأحد وفي غيرها.

وتابع وزير الخارجية الروسي قائلا “نقولها صراحة، ودون خجل، إننا نتقاسم فكرة التسوية السلمية للأزمة مع معظم من حاورناهم، أو التقيناهم من مسؤولي مختلف البلدان، وكذلك نعلنها صريحة أننا لا نتفق معهم في طريقة الوصول إلى التسوية المنشودة، كما لا نتفق معهم حول مصير الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد، فنحن نرى أنه لا يمكن التوصل لحل دون مفاوضات مباشرة مع حكومة الرئيس (بشار) الأسد، وإذا ما أراد أحد شركائنا أن يضع شرط خروج الأسد أو تنحيه في نهاية الفترة الانتقالية، فإن ذلك مرفوض تماماً من روسيا”.

ولم يتطرق لافروف ولا ضيفه الإيراني إلى مجازر يوم الأحد التي فهمها عدد كبير من المراقبين، في سورية وخارجها، على أنها جرائم بهدف التهجير؛ بدليل أنها استهدفت مراكز شعبية ومدنية مكشوفة لا يستطيع النظام ولا آلاته الإعلامية الادعاء أنها “تستخدم لأهداف عسكرية”، على طريقة تبرير الاحتلال الإسرائيلي جرائمه عادةً.

وأكدت مصادر في فرع الدفاع المدني في دوما لـ “العربي الجديد”، أن هناك تسع جثث في مراكز الدفاع المدني ومستشفيات المدينة لم يتم التعرف إليها بعد، بسبب تحوّل بعضها لأشلاء وتعرّض الأخرى لتشويه كبير. وتوقعت المصادر أن ترتفع حصيلة الضحايا خلال الأيام المقبلة، بسبب وجود 300 جريح في المدينة أصيبوا نتيجة القصف؛ وهم يعانون الآن من تفاقم إصاباتهم نتيجة عدم وجود رعاية طبية لهم.

وأجرى الأطباء العاملون في غرف العمليات في مستشفى دوما المركزي الميداني وحده أكثر من سبعين عملاً جراحياً مستعجلاً يوم الأحد، فيما تم تحويل أكثر من مائة إصابة أخرى تحتاج لعمليات جراحية إلى باقي مستشفيات المدينة، وإلى المستشفيات العاملة في باقي مدن غوطة دمشق الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، وذلك بحسب مصادر طبية في مدينة دوما.

وأكد الطبيب وائل أبو الحسن لـ “العربي الجديد”، أن المؤسسات الطبية العاملة في مدينة دوما وفي المدن والبلدات المحيطة بها، تعاني جميعها من نقص كبير في الكوادر الطبية، وفي مستلزمات غرف العمليات والإنعاش وفي المستهلكات الطبية وأجهزة تثبيت الكسور ومواد التخدير والتعقيم وغيرها. وأشار إلى أن العدد الكبير للمصابين الذين تدفقوا خلال أقل من ساعة إلى مستشفيات مدينة دوما، تسبّب بحالة من الفوضى في هذه المستشفيات، حتى باتت غرف الإسعاف ممتلئة بعشرات الجثث والجرحى من دون أن تتمكن الكوادر الطبية البسيطة الموجودة في هذه المستشفيات من القيام بأي شيء.

واستهدف طيران النظام سوق الخضروات وسط دوما بالبراميل المتفجرة في وقت الظهيرة، وهي الفترة التي يكون فيها السوق مكتظاً بالباعة والمتسوقين، ما يشير إلى تعمّد طيران النظام ارتكاب مجزرة كبيرة في هذا المكان، خصوصاً أن السوق بعيد عن جبهات القتال بين قوات المعارضة وقوات النظام، وعن مقرات قوات المعارضة التي تسيطر على المنطقة.

وجاءت مجزرة قوات النظام في دوما بعد يوم واحد فقط من انهيار المفاوضات التي كانت تجري بين حركة “أحرار الشام” من جهة، ومفاوضين إيرانيين من جهة أخرى، حول إيجاد اتفاق لتبادل السيطرة على مدينة الزبداني السورية الواقعة غرب دمشق؛ والتي تسيطر عليها قوات المعارضة وتهاجمها قوات النظام و”حزب الله”، في مقابل السيطرة على بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين شمال مدينة إدلب، والمسيطر عليهما من قبل مليشيات محلية موالية لإيران بشكل مباشر والمحاصرتين من قبل قوات المعارضة.

وكان تهميش النظام السوري في هذه المفاوضات لافتاً، إذ لم يكن ممثلاً فيها ولم يؤخذ رأيه في البنود التي تم التفاوض عليها إطلاقا، بحسب ما كشفت مصادر في حركة “أحرار الشام” لـ “العربي الجديد” سابقاً، الأمر الذي يبدو أنه أثار حفيظته ودفعه إلى شن هجوم كبير على الغوطة، ليسلط الأضواء على نفسه كفاعل أساسي في سورية.

ويبدو أن هذا الاحتمال مرجّح إلى حد بعيد، في ظل تواصل الدعم السياسي من قبل إيران وروسيا للنظام السوري، إذ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس الاثنين، إن بلاده لن تقبل المطالبة برحيل الأسد كشرط مسبق “لتسوية الأزمة في سورية”. من جهته، أكد ظريف أن طهران تؤيد موقف موسكو، في “حل الأزمة”، وأن “على السوريين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، أما الدول الأجنبية، فيجب أن يقتصر دورها على تسهيل تحقيق هذه المهمة”، مضيفاً: “نرى أن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية يحمل طابعاً سياسياً، ونشاطر الاتحاد الروسي موقفه من هذه المسألة، وأن هذا التطابق في المواقف سيستمر”.

وتُرجّح هذه التصريحات أن يكون النظام السوري قد ارتكب هذه المجزرة بغطاء من حكومتي إيران وروسيا، نظراً لفشل الحراك الدبلوماسي الأخير الهادف لإيجاد حل سياسي في سورية، والذي تمثّل باللقاءات التي جرت خلال الأسبوعين الأخيرين في موسكو والدوحة وأنقرة، بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والسعودية، وممثلي حكومات دول الخليج العربي وممثلي المعارضة السورية. ويدعم هذا الاحتمال الصمت الغريب الذي تلا المجزرة الكبرى في دوما، إذ لم تصدر مواقف تُدين المجزرة عن حكومات الدول الكبرى أو القوى الإقليمية المعنية بما يجري في سورية.

في المقابل، قال مفوض الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ستيفن أوبراين، إنه شعر بالذهول من جراء الهجمات على المدنيين التي تجري في سورية، داعياً إلى إيقافها. واللافت أن حديث أوبراين جاء يوم أمس الإثنين في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى سورية، التقى خلالها كبار المسؤولين في النظام السوري، وعلى رأسهم وزير الخارجية وليد المعلم، وزار خلالها مدينة حمص.

أما رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة، فقد لوّح بمقاطعة المفاوضات السياسية رداً على المجزرة الكبيرة التي ارتكبها النظام السوري في مدينة دوما، قائلاً إن “الحديث عن حلول سياسية وسلمية في ظل المذابح التي يرتكبها النظام السوري وإعفاء الجاني من الحساب؛ لن يكون له أي معنى في تحقيق الاستقرار لسورية”، مؤكداً وجود تنسيق مع كافة الفصائل لاتخاذ الخطوات المناسبة، لحماية المدنيين وردع النظام عن ارتكاب المزيد من الجرائم.

 

مجلس الأمن يدعم “سيادة الأراضي السورية” ويتجاهل مجزرة دوما

نيويورك ــ ابتسام عازم

تبنى مجلس الأمن الدولي بياناً رئاسياً يدعم سيادة الأراضي السورية وكافة الدول الأخرى المتضررة من النزاع السوري وباستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، متجاهلاً المجزرة التي نفذها النظام السوري، أول أمس في مدينة دوما بريف دمشق.

وأكد بيان المجلس الرئاسي على أن الحل الدائم للأزمة السورية الراهنة لن يتحقق سوى من “خلال عملية سياسية جامعة بقيادة سورية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري”.

وأعلن المجلس عن البيان خلال جلسة خاصة عقدها حول سورية في مقره في نيويورك مساء أمس الإثنين.

لكن سفير فنزويلا (إحدى الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن) لدى الأمم المتحدة، رفائيل راميريز، ابدى استياء بلاده من بعض ما جاء في البيان على الرغم من موافقتها عليه بالنهاية.

وأوضح أن “الفقرة الثامنة والعاشرة من البيان تتضمن أمراً خطيراً، حيث تتحدث عن إنشاء هيئة حكم انتقالية جديدة تتولى إدارة البلاد ونحن نضع علامات استفهام حول ذلك ونقول إن هذا يعد خرقاً لسلامة الأراضي السورية”.

وأضاف: “على مجلس الأمن أن يرى أن حكومة بشار الأسد ما زالت هناك تحارب ضد الإرهابيين، وأي نقاش في المستقبل حول الحكم في سورية يجب أن تكون حكومة الأسد جزء منه. وقمنا بتقديم دعمنا للبيان في نهاية المطاف لأننا نرى أن مجهودات ستيفان دي مستورا ترمي في هذا الإتجاه”.

من جهته، لفت مبعوث فرنسا لمجلس الأمن في نيويورك، أليكسيس لاميك، إلى أن البيان يأتي للتأكيد على “ضرورة وأولوية محاربة الإرهاب وكذلك حق السوريين في تقرير مصيرهم إضافة إلى تأكيد المجلس لدعم مجهودات دي مستورا وخطته”.

ودعم بيان المجلس، نهج المبعوث الخاص للأمين العام لسورية، ستيفان دي ميستورا، “الذي يذهب إلى المضي نحو عقد مفاوضات سياسية وتحقيق انتقال سياسي على أساس بيان جنيف”.

وتخوف المجلس، في بيانه، من “تحول الأزمة السورية إلى أكبر أزمة إنسانية طارئة في العالم اليوم صارت تهدد السلام والأمن في المنطقة”، مطالباً “جميع الأطراف بعدم شن أي هجمات ضد المدنيين، وعن أي استخدام عشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان، بما يشمل القصف بالقذائف والبراميل المتفجرة”.

كما طالب بـ”الوقف الفوري للاحتجاز التعسفي والتعذيب وعمليات الخطف والاختفاء القسري للمدنيين وبالإفراج الفوري عن المحتجزين بشكل تعسفي”، محملاً المسؤولية الرئيسية عن حماية السكان للسلطات السورية.

 

#دوما_تباد مجدداً.. خيمة عزاء للسوريين

دمشق – لبنى سالم

أعقبت المجزرة الوحشية التي ارتكبتها طائرات النظام السوري يوم الأحد في دوما في غوطة دمشق، والتي أطلق عليها ناشطون مجزرة دوما الكبرى، موجة غضب عارمة بدت واضحة على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تغريدات الكثير من السوريين والعرب.

التغريدات التي أعادت إحياء وسم #دوما_تباد، ترافقت مع عشرات الصور المؤلمة للضحايا الذين وصل عددهم إلى أكثر من 120 قتيلا معظمهم من الباعة المتجولين في سوق المدينة.

وكتب أحد السوريين: “ارتاحوا يا دراويش ناموا جوعانين أكلكن بالجنة أطيب وضحكتكن بالجنة أحلى وصواتكن بالجنة أحلى. دوما عيوني حدا عم يسمعنا”؟

بدوره كتب الصحافي السوري عقيل حسين: “لا جدوى من صراخنا، ولا حتى من جريان دمنا، نعرف ذلك، ونعرف أن على الإنسانية أن تطأطئ رأسها اليوم أمام جريمة تاريخية من الإبادة والتطهير لم يكفِ فيها أنّا تركنا وحدنا بمواجهتها، بل وأصبح محرماً علينا البكاء والتنديد والصراخ من الألم، فكيف يمكن أن يكون مسموحاً لنا الرد أو التفكير بردع المجرمين”؟ أما عبد الرزاق فغرد: “ما هي إلا أيام وتعود الذكرى الثانية ‫لمجزرة الكيماوي إلى الأذهان، ولكن شاء المجرم أن يعيد ذكراها على طريقته. لكن أولئك الشهداء هم أنفسهم ‫الدراويش”.

بدوره قال عمار العيسى إن التفاعل مع مجازر ومصائب  السوريين عبر الإنترنت محاولة للتعزية ومشاركة مشاعر الحزن والألم، بخاصة مع حالة الشتات التي يعيشونها، إذ لا يجدون حولهم من يهتم لمآسي بلادهم أو يحزن لها. وأضاف: “هنا نلتقي وهنا نعزي بعضنا البعض، لكن هذا لا يكفي، هناك من يقومون بمبادرات إغاثية لتخفيف الألم عن أهالي الضحايا وعلينا دعمهم بكل ما نستطيع، هناك من يفكرون بالتوثيق وإطلاق حملات إعلامية اجتماعية، علينا أيضاً أن ندعمهم لتبصر حملاتهم النور”.

 

القذائف تستهدف اللاذقية.. وطيران الأسد يواصل قصف دوما

شهدت مدينة اللاذقية لليوم الثاني على التوالي سقوط عدد من الصواريخ على مناطق الكراج وطريق الحرش، ما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص. وكانت المدينة قد تعرضت لسقوط صواريخ على مناطق بالقرب من المربع الأمني، وضاحية تشرين، ودوار الجامعة، في حين قام الطيران الحربي بتنفيذ غارتين على منطقة جبل الأكراد، واستهداف ناحية كنسبا بريف اللاذقية الشمالي.

 

وفي حلب، نفذ طيران النظام غارة جوية استهدفت محكمة في حي صلاح الدين، ما أدى الى سقوط ٦ قتلى بينهم طفلان، أحدهما كان معتقلاً لدى المحكمة الشرعية بحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”. وفي حيي الراشدين، وحلب الجديدة، تدور اشتباكات بين الفصائل المعارضة وقوات النظام، وسط أنباء عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين، فيما قامت الفصائل المقاتلة بقصف تجمعات لقوات النظام في حي باب جنين في حلب القديمة.

 

من جهة ثانية، دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة، وعناصر تنظيم “الدولة الاسلامية”، بالقرب من بلدة مارع في ريف حلب الشمالي، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على محطة الغاز في المنطقة، فيما قام التنظيم باختطاف مواطنين أكراد من الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب، ليرتفع عدد المخطوفين الأكراد من قبل التنظيم الى ٧٠.

 

وفي إدلب، قام الطيران الحربي بشن غارات جوية على قرى مرعيان، وبلشون، وكنصفرة، وأورم الجوز، ومنطقة خربة حاس، وبلدة البارة، في حين قامت قوات المعارضة باستهداف بلدتي كفريا والفوعة، تزامناً مع اشتباكات مع قوات النظام في محيط البلدتين. وأفاد المرصد السوري عن سقوط ٥ قتلى من عناصر قوات النظام، في تلك الاشتباكات.

 

أما سهل الغاب بريف حماة الشمالي، فقد تعرّض لـ8 غارات جوية وقصف بالبراميل المتفجرة من قبل الطيران المروحي، من دون ورود أنباء عن خسائر بشرية. وأشارت وكالة “سمارت نيوز” عن قيام حركة “أحرار الشام الإسلامية” باستهداف قوات النظام في قرية شطحة في حماة، بصواريخ من نوع “غراد”.

 

وفي مدينة تدمر، تواصلت الاشتباكات بين عناصر النظام ومقاتلي تنظيم “الدولة”، تزامناً مع قيام النظام بشن أكثر من عشر غارات جوية على محيط منطقة الاشتباكات، في حين أفادت وكالة “مسار برس” عن سيطرة “داعش” على منطقة الدوة على طريق تدمر-حمص، فيما قامت قوات النظام باستهداف مدينة الحولة في ريف حمص بقصف بالدبابات.

 

جنوباً، قامت قوات النظام بإلقاء البراميل المتفجرة على بلدات الجيزة، والنعيمة، والصورة، واليادودة، وكحيل، في ريف درعا، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى ومقتل سيدة وقائد كتيبة معارضة. يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه قوات المعارضة هجومها على مواقع النظام داخل مدينة درعا.

 

وفي ريف العاصمة دمشق، استمرت الاشتباكات في مدينة الزبداني بين قوات النظام وعناصر حزب الله من جهة، وقوات المعارضة من جهة ثانية، وسط غطاء جوي من قبل الطيران الحربي والمروحي، الذي قصف مناطق في المدينة بالبراميل المتفجرة. كما حققت قوات النظام وحزب الله تقدماً طفيفاً داخل المدينة.

 

مدينة دوما التي ارتفع عدد القتلى فيها جراء غارات الليلة الماضية إلى 102، شهدت غارات جديدة، بلغت بحسب نشطاء 20 غارة، الاثنين. وفي هذا السياق، قامت قيادة “الشرطة العامة” التابعة للمعارضة، بفرض حظر تجوال في شوارع وأسواق الغوطة الشرقية، حرصاً منها على سلامة المواطنين بحسب ما أعلنت في بيان.

 

السوريون يجازفون بحياتهم للوصول إلى إوروبا

أ. ف. ب.

يخاطر العديد من السوريين بحياتهم من اجل الوصول إلى أوروبا هربا من عنف الحرب ولتأمين مستقبل ابنائهم، في وقت تبين الاحصائيات ان نصف الذين فروا من سوريا خلال السنوات الأخيرة قاصرون.

 

كوس: تقول السورية ندى (33 عاما) التي كانت مع زوجها وبناتها الثلاث ضمن الاشخاص ال124 الفا الذين وصلوا الى اليونان هذا العام “لما قمت بالرحلة البحرية لو لم يكن لدي اولاد”.

 

وقبل خمسة ايام قاموا بهذه الرحلة البحرية الخطيرة على متن زورق مطاطي ابحر من تركيا الى اليونان. وقبل شهر غادرت الاسرة مدينة حلب (شمال) حيث كانت تقيم.

 

وقالت وهي تنظر الى بناتها يلهون على الشاطىء “لقد جازفنا بكل شيء لنؤمن لهن مستقبلا افضل”.

 

ولم يكن الاستقبال على جزيرة كوس جيدا بعد ان التقطت صور الاسبوع الماضي لعناصر من الشرطة يسيئون معاملة مهاجرين.

 

وستنام ندى مع اسرتها في خيمة بانتظار الانتقال الى اثينا ومنها الى شمال اوروبا.

 

لكن الوالدين في غاية السرور لكون الاسوأ بات وراءهم.

 

واضافت الام “حتى اليوم يبكين ويصرخن في كل مرة يسمعن ضجة قوية. يخشون ان يكون ذلك قصفا”.

 

وتابعت “لكن الابتسامة عادت الى وجوههن. على الاقل باتت الحرب من الماضي”.

 

وتقول احدى الفتيات واسمها نسرين انها تريد ان تصبح طبيبة اما شقيقتها فيان فتريد ان تحترف الرقص.

 

وقالت ندى “اريد تحقيق احلامهن. في سوريا لم يكن ذلك ممكنا”.

 

وحتى الان وحدها فيان تتذكر كوابيسها “في احدى الليالي عندما كنا في حلب حلمت بان الجيش اقتحم منزلنا وخطفنا”.

 

ورأت منظمة سيف ذي شيلدرن الخيرية ان هؤلاء الاولاد سيحتاجون الى وقت للعودة الى حياة طبيعية.

 

وقالت سارة تايلر المتحدثة باسم المنظمة لوكالة فرانس برس “الاطفال اقوياء ويمكنهم العودة الى حياة طبيعية بسرعة”.

 

واضافت “على هؤلاء الاطفال ان يشعروا بان الاوضاع عادية” مع تخصيص اماكن لهم للهو والتعليم.

 

وتابعت “يحتاجون ايضا الى دعم نفسي لان بعضهم اصبحوا عدائيين في حين يشعر اخرون بانهم يحتاجون الى التعبير عن مشاعرهم”.

 

لكن مع اسر تتنقل باستمرار من مكان لاخر واستقبال السلطات اليونانية للمهاجرين بتقشف، لم يحصل الاطفال الا على بعض الالعاب وكتب واقلام تلوين وزعها عليهم سياح وسكان.

 

وتقول نسرين (34 عاما) التي وصلت الى كوس من حلب عبر تركيا مع زوجها وولديهما وهما في السادسة والرابعة من العمر ان الحرب كان لها آثار نفسية فظيعة على الصبيين.

 

واضافت “اصبحت الحرب الان في دمهم فهم لا يمارسون سوى لعبة الحرب. كان علي اخراجهما من سوريا واتيت الى اوروبا من اجلهما”.

 

وهي قلقة للهوهما بملاعق صغيرة واقلام فيما يقلدان اصوات الرشاشات والانفجارات.

 

وذكرت ان “طباعهما باتت عدائية وصعبة. ويسألانني لماذا لم نعد نسمع دوي القصف”.

 

كل ما ترغب فيه نسرين اليوم هو “الاستقرار”. وقالت “لم ننم جيدا في حلب طوال ثلاث سنوات. اود ان يتمكن ولداي من الاسترخاء واللعب والذهاب الى المدرسة كسائر الاولاد”. واضافت “احتاج ايضا لان اشعر بالامان لاؤمن لهما ما يحتاجان اليه”.

 

وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة فان نصف الاشخاص الاربعة ملايين الذين فروا من سوريا في السنوات الاخيرة قاصرون.

 

وقالت ستيلا نانو المتحدثة باسم المفوضية لوكالة فرانس برس “انهم الاكثر تأثرا لانهم الاشد حساسية وعليهم الحصول على الحماية المناسبة”.

 

إدانات دولية لمجزرة النظام في دوما  

عبّر مجلس الأمن الدولي عن “جزعه الشديد” عقب مجزرة دوما التي أدت إلى مقتل أكثر من مئة شخص، وأصدر بيانا رئاسيا دعا فيه إلى إطلاق عملية تؤدي إلى الانتقال السياسي، بينما أدانت واشنطن “استخفاف النظام السوري بحياة البشر”.

 

وأعرب مجلس الأمن في بيانه عن “جزع شديد من تحول الأزمة السورية إلى أكبر أزمة لحالات الطوارئ الإنسانية في عالم اليوم”.

وحثّ المجلس جميع الأطراف على العمل بسرعة نحو التنفيذ الشامل لبيان جنيف الخاص بالأزمة السورية، داعيا لإطلاق عملية سياسية تؤدي إلى الانتقال السياسي بصورة تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري.

 

ودعا أيضا إلى إنشاء هيئة حكم انتقالي مع سلطات تنفيذية كاملة تتشكل على أساس توافق متبادل مع ضمان استمرارية المؤسسات الحكومية.

 

دعوات الائتلاف

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد دعا مجلس الأمن إلى إدانة مجزرة دوما، وإلى عقد جلسة طارئة لمناقشة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين في سوريا.

 

من جانبه، أدان المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا القصف الجوي على سوق بلدة دوما الأحد، الذي راح ضحيته -بحسب بعض المصادر- 112 قتيلا وأكثر من خمسمئة جريح، بينهم كثير من النساء والأطفال.

 

وقالت فانينا مايستراتشي المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن دي ميستورا جدد التأكيد على أن الهجمات الجوية على مناطق المدنيين بالقنابل العشوائية والفراغية محظورة وفقا للقانون الدولي.

 

من ناحية أخرى، أدانت وزارة الخارجية الأميركية بشدة القصف الجوي “الوحشي الذي شنه نظام بشار الأسد على دوما”.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن هذه الأعمال “تبين استخفاف نظام الأسد بالحياة البشرية”، وإن ما جرى في دوما دليل آخر على فقدان الأسد شرعية الحكم.

 

وقالت الوزارة في بيان إن واشنطن “تعمل مع شركائها من أجل انتقال سياسي فعلي يقوم على التفاوض، بمعزل عن الأسد”.

 

خريطة توزيع القوى على الأراضي السورية  

بعد مرور نحو أربع سنوات ونصف على بدء الثورة السورية، والتي تحولت لاحقا إلى صراع مسلح متعدد الأطياف، تنقسم أراضي البلاد حاليا إلى مساحات قد تبدو متكافئة بين القوى الأربعة الفاعلة، وهي النظام السوري وكتائب المعارضة والقوات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية.

 

ولعل أبرز التغييرات الميدانية البارزة على خريطة سوريا لهذا العام توسع النفوذ الكردي بشمالي البلاد، فبعد أن كان مقتصرا على الزاوية الشمالية الشرقية من سوريا وبعض النقاط الصغيرة الأخرى، أصبح الأكراد يسيطرون تقريبا على معظم الشمال السوري من الحسكة إلى شمال حلب، إضافة لمنطقة عفرين بالشمال الغربي.

 

وتسيطر كتائب المعارضة المسلحة على أجزاء واسعة من شرق مدينة حلب، ومن ريفها في الجهات الأربع، بينما تتنازع مع النظام في عدة مناطق داخل المدينة، وفي بلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما أغلبية شيعية موالية للنظام.

 

كما يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق بريف حلب تتوزع بين محيط بلدتي مارع وإعزاز (قرب الحدود مع تركيا)، فضلا عن بلدات منبج والباب وجرابلس، بينما تدور معارك بين التنظيم والمعارضة في عدة نقاط.

 

وينتشر التنظيم أيضا في مناطق واسعة من الصحراء (بادية الشام) بوسط وشرقي سوريا، متمركزا في محافظتي الرقة ودير الزور، ومتنازعا مع النظام في تدمر ومحيطها بريف حمص الشرقي، ومع الأكراد في مناطق بالحسكة.

 

أما محافظة إدلب فتبدو في معظمها بيد المعارضة، باستثناء بلدتي كفريا والفوعة اللتين تقطنهما أغلبية شيعية موالية للنظام، والخاضعتين للحصار والقصف من قبل المعارضة.

 

ويمتد الشريط الخاضع لسيطرة النظام على معظم الجزء الغربي من سوريا، من الحدود مع تركيا شمالا إلى الحدود مع الأردن جنوبا، ليشمل معظم ريف اللاذقية، ومرورا بمعظم محافظة حماة، والجزء الغربي من محافظة حمص، وكذلك العاصمة دمشق ومناطق متفرقة من ريفها، وصولا إلى محافظة السويداء ونحو ثلث مساحة محافظة درعا.

 

وتتخلل المناطق السابقة عدة نقاط تخضع للمعارضة، وأهمها جبل التركمان وجبل الأكراد في اللاذقية، ومناطق واسعة من سهل الغاب بريف حماة، وبلدتا الرستن وتلبيسة في ريف حمص، وأجزاء كبيرة من الغوطتين الشرقية والغربية حول دمشق، إضافة إلى معظم مساحة محافظة درعا.

 

غليون: ضياع سوريا سيضع الخليج على خط النار

قال رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون إن العالم -منذ خمس سنين- لم يستعمل كلمة إبادة لوصف ما لا يمكن أن يكون إلا إبادة في سوريا.

 

وفي حلقة الاثنين 17/8/2015 من “الواقع العربي” قال غليون: المجتمع الدولي الذي يتناسى أن القتل في سوريا منهجي، لا يستحق سوى أن يبصق عليه السوريون.

 

جاء اللقاء مع غليون عقب المجزرة الكبيرة التي وقعت في دوما بريف دمشق، حيث قصف النظام السوري سوقا شعبية مزدحمة، موقعا على الفور العشرات من القتلى والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال.

 

ولم تكن ردود المجتمع الدولي بحجم المجزرة، بل إنها حين وقعت كان مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة يزور العاصمة دمشق، مثلما حدث قبل عامين مع مجزرة الكيماوي التي وقعت بحضور المراقبين الدوليين.

 

وقال غليون: إن النظام السوري ينفذ مخططا إيرانيا لتقسيم سوريا وإقامة محمية يقودها نظام أقلية. ومن ذلك ما قال إنها عمليات تهجير لإحداث فراغ ديمغرافي، مؤكدا أن هذا الشيء طلب مباشرة في المفاوضات بين النظام وأحرار الشام “إخلاء الزبداني وغوطة دمشق وإلا سنستمر في الضرب”.

وحذر غليون من الرهان على التدخلات الخارجية الأجنبية بأي شكل من الأشكال، مبينا أن الأهمية الكبرى الآن في الوقوف بوجه الاحتلال الإيراني واسترجاع سوريا قلعة عربية، وإلا فإن ضياع سوريا سيجعل الخليج العربي على خط النار الأول.

 

فالنظام -كما يضيف- يعتمد على دعم كبير من روسيا وإيران، بينما المعارضة السورية تتلقى دعمها “بالقطارة”، بحسب وصفه.

 

ومتوجها إلى المعارضة السورية، قال غليون إن الأغلبية السياسية موجودة خارج سوريا، بينما الفصائل على الأرض لا تعمل بإستراتيجية وطنية شاملة، متسائلا: لقد تخلى عنا الغرب فهل نتخلى عن أنفسنا؟

 

وبين أن النظام يتشدد أكثر كلما تجردت المعارضة من ملابسها، فالنظام الذي يلقي البراميل منذ أربع سنوات تحت بصر العالم، بدل أن يجد من يوقفه ها هو يطور قدرته على إلقاء 16 برميلا دفعة واحدة.

 

ودعا غليون إلى “سحق المليشيات” التي تقاتل مع النظام، لافتا إلى أنه لم يعد يقاتل الشعب في سوريا سوى المرتزقة من حزب الله والعراق وأفغانستان وباكستان.

 

استدعاء أم القاتل سليمان الأسد إلى القصر الجمهوري

العربية.نت – عهد فاضل

أقفلت السيدة فاطمة مسعود الأسد، صفحتها الخاصة على الإنترنت، منذ حوالي الساعتين، من الآن، دون ذكر الأسباب.

وكانت السيدة مسعود، قد أقفلت صفحتها الرئيسية التي كان يلومها عليها القراء وأهل منطقة القرداحة، بسبب ظهورها بمظهر “المستهترة” بعد مقتل زوجها هلال الأسد. حيث كانت صفحتها تنشر صورها بما لا يتوافق مع حالة أرملة قتيل، وحاليا أم قاتل.

وكانت بعض المصادر التي تناصب السيدة مسعود العداء، كصفحة ابنها سليمان التي يديرها بعض محبيه ومناصريه، قد وجهت شتائم حادة إليها، يعتذر موقع “العربية.نت” عن نقلها، بأي شكل من الأشكال، لما فيها من إهانات شخصية حادة للغاية.

وألمحت بعض المصادر إلى أن أم سليمان الأسد، قاتل العقيد حسان الشيخ، تخضع لضغوط معينة غير محددة، نظراً إلى كونها اتهمت آل الأسد بالتسبب بـ”ضياع ابنها” سليمان وأنهم وراء إدمانه وعدم علاجه.

وذكر في هذا السياق أن السيدة فاطمة مسعود الأسد “تلعب لعبة ما” قد يكون القصد منها استرجاع حقوقها المالية التي ورثتها عن زوجها، ثم قام آل الأسد بحرمانها منها. لكن لم يعرف ما قد “تكون نهاية اللعبة”.

واعتمدت المصادر على تسمية ما يحصل باللعبة، لأن السيدة مسعود، تظهر وتختفي، ثم تؤكد وتنفي، ثم الآن، ومنذ ساعتين، قد أقفلت الصفحتين، ولم يعلم ما إذا كانت هي قد أقفلت الصفحتين، أم أن أحدا ما قام بذلك عوضا عنها أو رغما عنها.

ومن المعروف أن السيدة مسعود، تربطها علاقات بشخصيات في المخابرات العامة السورية، وقد تكون هي وراء تلك اللعبة التي انتهت الآن بإقفال الصفحتين، خصوصا أن السيدة الأسد، هي سيدة أعمال ولديها مصالح تجارية في دمشق.

وذكر مصدر في القرداحة أن الرئيس السوري استدعى فاطمة مسعود للاطلاع منها على ما قالت إنه وثائق تدين أعمام ابنها من آل الأسد، كما ذكرت في بيان سابق قبل أن يتم غلق الصفحتين اللتين قد يعاد فتحهما في أي لحظة، نظراً إلى التطورات الغريبة التي تحصل مع السيدة مسعود.

ولم يرشح أي أنباء عن طبيعة اللقاء ما بينها وبشار الأسد. إلا أن المراقبين توقفوا عند الإقفال المؤقت لصفحتيها، وتساءلوا عما إذا كان سيكون توقفاً دائماً أم مرحليا، وما إذا كان الإقفال وإعادة الفتح، مرتبطين بلقائها ببشار الأسد.

 

جزيرة “كوس” اليونانية تغص بالمهاجرين السوريين

العربية.نت

انتشرت صور على مواقع الإنترنت تظهر لاجئين سوريين ركبوا البحر، هرباً من مجازر نظام الأسد في بلادهم، ووصلت الأمواج بمن تبقّى منهم ولم يبلعه المتوسط إلى جزيرة “كوس اليونانية”.

وصرّحت المنظمة الدولية للهجرة سابقا أن نحو ربع مليون مهاجر سوري عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا هذا العام، وصل نحو نصفهم إلى الجزر اليونانية مع تزايد الأعداد خلال فصل الصيف، حيث تتحسن الأحوال الجوية مما يجعل الرحلة أقل خطورة نوعا ما.

 

ولأن السوريين هاربون من حرب في بلادهم يجري التعامل معهم على أنهم لاجئون. وهذا يمنحهم حقوقا أكبر تماشيا مع القانون الدولي عكس المهاجرين بسبب الضغوط الاقتصادية من دول أخرى.

وكانت الحكومة اليونانية قد استأجرت في وقت سابق سفينة لإيواء اللاجئين وتخفيف الضغط عن الشاطئ. وتوفر السفينة مكان إقامة لنحو 2500 سوري في غرفها، إضافة إلى منطقة لتجهيز الأوراق.

 

من ناحية أخرى، طالبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليونان، بالسيطرة على “الفوضى الشاملة” في جزر في البحر المتوسط التي وصل إليها آلاف اللاجئين.

وأعلن رئيس وزراء اليونان، أليكسيس تسيبراس، من جهته أنه ليس بوسع بلاده التعامل مع آلاف اللاجئين الذين يصلون إلى سواحلها من بلدان مثل سوريا وأفغانستان.

 

وسيم الأسد مرشّح لخلافة #سليمان_الأسد في منصبه

العربية.نت – عهد فاضل

شكّكت مواقع موالية وأمنية تابعة للنظام السوري، بالخبر الذي تم ترويجه في الساعات الأخيرة، عن إطلاق سليمان هلال الأسد، قاتل العقيد حسان الشيخ. وبعض هذه المواقع الأكثر ارتباطاً بمؤسسة المخابرات العامة، نفت اليوم صباحاً، وفي شكل قاطع أن يكون تم إطلاق سراح سليمان الأسد.

ويأتي هذا النفي المخابراتي، بعد محاولة “حسنة النية” ولها أسبابها “النظيفة” بزيادة “الخناق على رأس النظام السوري” وهي محاولات، يطمئن لها كل “سوري يتجه بعقله وقلمه للتخلص من رئيس النظام”. إلا أن مصادر مختلفة، تؤكد أن إطلاق سراح سليمان الأسد، لن يتم إلا لو قام أهل العقيد القتيل إما بمؤتمر صحافي يعلنون فيه تنازلهم عن القضية، أو يعلنون فيه شيئا ما “يمتص الشارع وفورة الغضب”.

أمّا إطلاق السراح، وبصمت، فهذا سيجر “عواقب وخيمة على النظام” لأنه يحتاج أن يبرر الى الرأي العام عن مبررات اطلاق السراح. وأقوى مبرر هو إما “تبرئة” سليمان، وهذا مستبعد، أو تنازل أهل القتيل عن الاتهام وتغيير شهادة الشهود. خصوصا أن أم القتيل صرّحت أمام محافظ اللاذقية أن دم ابنها “فداء للرئيس بشار” وطالبت المحافظ بإرسال هذه الرسالة الى رئيس النظام.

حيث لاحظ المراقبون، أن القاء القبض على سليمان، تم بعد تصريح أم القتيل!

الى ذلك، فإن البيئة الحاضنة للنظام السوري، وتحديدا في القرداحة، وبعض القرى المحيطة، تعمل على “تعيين بديل” لسليمان الأسد في ما يعرف بالدفاع الوطني، وذلك أن الدفاع الوطني، الذي استبدل هلال الأسد، الذي قتل على يد المعارضة السورية، كان قد “اتكأ” على ابنه سليمان، لما للأخير من سمعة “باطشة أرهبت الناس والجنود” خصوصا أن سليمان، عمل في الدفاع الوطني، من “منطلق الانتقام لأبيه”. محميا بمجموعة من الأوامر الرئاسية التي وفرت له الدعم والتحرك والامداد. وهذا يفسّر “سهولة قتله” لضابط كبير في جيش النظام.

ولم تؤكد المصادر العارفة بالمنطقة، على أي اسم قد وقع الاختيار كبديل لسليمان. لأن آل الأسد باتوا “يتضاءلون عدداً وشخصياتٍ” ولم يتبق لديهم وجه مقبول “وقوي” أو ذو فاعلية، إلا “ماهر الأسد” نفسه. وهذا مستبعد في هذه الآونة، لأن المطلوب منه “يحتاجه النظام في أمكنة أخرى”.

التوقعات التي غربلت الأسماء، نقلت أن وسيم بديع الأسد، من أبناء عمومة الرئيس السوري، مرشح بقوة لقيادة العمليات في الساحل. لأنه سبق له القتال والتدريب العسكري الخاص بأعمال الميليشيات.

يتمتع وسيم بديع الأسد، بسمعة “مقاتل” ميليشياوي، كما سواه من أبناء عائلته. وتحديدا في ما بعد الثورة السورية على نظام الأسد. إذ شوهد وسيم الأسد يقاتل، في ريف دمشق، وفي أمكنة مختلفة. كما أنه قريب من عائلته ويجيد استخدام الأسلحة الفردية ومشهور بإصابة الأهداف من مسافة بعيدة. لأن لديه هوسا “بالبنادق والمسدسات الأمريكية”.

تقول بعض المصادر، في المنطقة، إن وسيما هذا، بدأ بالتحرك العلني منذ فترة متنقلا ما بين لواء الساحل والدفاع الوطني، هذا فضلا عن وجوده لدى العائلة بصفة مكثفة هذه الفترة. إلا أن ثمة رأيا يقول إن النظام يحتاجه في مكانه، في ريف دمشق. لكن كل الترشيحات تقول إن وسيم أصلا قد خلف سليمان منذ يوم القبض على الأخير. وموقع “العربية.نت” ينقل تأكيدات بتوليه “الخلافة” من مصادر من داخل المنطقة وجوارها، مع الإشارة الى أن “التعديل” قد يتم في أي لحظة ويستبدل شخص بشخص، هذا فضلا عن أن وسيم أو غيره، هم أصلا يعملون من خارج وثائق وزارة الدفاع، وتمويل نشاطاتهم وإدارتها يتم بصفة عائلية خالصة. من هنا فإن التأكيد بخلافة وسيم لسليمان، يركّز على أن سليمان سيبقى ممارسا لعمله العسكري في ريف دمشق، والمتابعة الإدارية غير المباشرة من دون ضرورة العودة الفورية الى اللاذقية.

مصادر أخرى، توقعت أن يستفيد النظام، من شخصية قريبة من آل الأسد، وهو ابن خالة وسيم، واسمه حيدر. حيث يتصف هذا الشخص، رغم “لطف ملامحه” بعنف غير لايشبهه فيه إلا سليمان. بل إن البعض يؤكد أن حيدر أكثر عنفا من سليمان، خصوصا أن حيدر، يتنقل بسهولة مابين المحافظات السورية، مع قريبه وسيم الأسد، وقد شكل مجموعة من الأصدقاء في مختلف القطعات العسكرية غير التابعة للجيش النظامي، أي لواء الساحل والدفاع الوطني.

أمّا في مايخص محمد هلال الأسد، أخ سليمان، فتستبعد المصادر أن يكون له أي دور قيادي، لصغر سنه الذي لم يتجاوز الـ 14 عشر عاماً. لكن المصادر نفسها أكدت أن محمد يتم إعداده منذ مقتل أبيه، وأنه الآن قد تدرب على مختلف أنواع الأسلحة وخضع لدورة تدريبية مكثفة منذ حوالي العام.

تشير المصادر الى أن هناك أكثر من شخص في آل الأسد، غير وسيم وابن خالته حيدرة أو كما يدلعونه “حيدورة”. من مثل عمار الأسد. إلا أنه عرف عنه عشق العمل السياسي من داخل المؤسسات الحكومية، وشغل منصب نقيب المهندسين في اللاذقية، وله نشاطات تعكس “طموحاته الحكومية” في شكل خاص. فضلا عن أنه عضو في مجلس الشعب، ويمارس نشاطات تجارية تتعلق بالتصدير والاستيراد “والسيطرة على ثروة مرفأ اللاذقية”.

ويلاحظ، أن عمار الأسد يحرص على زيارة إيران كثيرا، ويشارك كل المسؤولين الإيرانيين الذين يزورون سوريا، جولاتهم في أمكنة العبادة. كما أنه كان البديل “الصامت” لكل أنشطة إيران التي كان يتولاها جميل الأسد، من قبل.

وتنقل المصادر أنه من غير المستبعد أن يكون لعمار أي دور غير سياسي. إنما الترجيحات أن “يبقى في مكانه الذي يبرع فيه في نسج العلاقات كما لو أنه رئيس دولة” كما قال عنه أبناء المنطقة، وغير المنطقة، خصوصا لدى استقباله للمفتي وتقبيله من رأسه.

إلى ذلك، فإنه وسط انشغال آل الأسد بتأمين خليفة قوي لسليمان، فإن الترتيبات جارية “لإنهاء موضوع سليمان” لأن هذا “الملف أرّق العائلة” وفي اشد ظروفها صعوبة. وكل الترجيحات تؤكد أن الملف في طريقه الى الحلحلة “إنما بأكثر الطرق إقناعاً للرأي العام “العلوي” بصفة خاصة. لأن المصادر تعتمد على أن أسرة القتيل صرّحت ومنذ اليوم الأول، وعلى إذاعة سورية، بأنهم يريدون ترفيع العقيد الى عميد، تكريما له وكذلك لتحسين شروط التعويضات الحكومية. كما أن رئيس النظام سارع الى اصدار قانون باعتبار حسان الشيخ شهيداً.

بالإضافة الى أن عائلة العقيد القتيل نفسها، ليست في وارد “الانخراط الملموس في المعارضة السورية” على الاطلاق. لأنها “من البيئة الحاضنة للنظام في الأصل” وكذلك فإن أم القتيل قد أعلنت الموقف الرسمي والنهائي في هذا الأمر: إبني فداء لبشار! وهي عبارة تعني التضحية، والتضحية فقط، وأن “الفداء” هنا هو فداء بمعنى الكلمة.

لذلك يؤكد عارفون أنه منذ هذا التصريح، فقد حُلّت القضية. أما الباقي “فتفاصيل مقنعة وتخريجات” لتصوير الأمر وإنهائه بدون “أي جلبة تذكر”.

 

شهادات أطباء وصور توثق مجزرة #دوما

العربية.نت

يرى محللون أن هدف نظام الأسد من استهداف دوما الموعودة مع المجازر دائما ومعها البلدات الأخرى في غوطة دمشق، يكمن في سياق خطته بتغيير ديموغرافي وإفراغها من أهلها لتنفيذ مشروعه في إقامة “الدولة العلوية”.

ويحاصر نظام الأسد المدينة المنكوبة منذ أكثر من 3 سنوات، ما جعلها تعاني شحاً في الأدوية والعلاج.

 

وتدفق ذوو ضحايا مجزرتها الأخيرة على المركز الطبي المتواضع يرجون علاجاً لأحبتهم. وروى بعضهم بعضاً مما شاهدوه على صفحة المكتب الطبي في دوما على موقع “فيسبوك”. مواقف ثقلت على قلوب أطباء قليلين قاموا بجهد جبار، وقال أحدهم: “امتلأت جنبات وأسرة وأرضيات الإسعاف بعشرات المصابين، واستنفرت كل الكوادر الطبية، في كل شبر مصاب طفل، أو شيخ أو امرأة. صرخات الآباء والأمهات تصم الآذان، وبلغ الأمر مبلغه، ولم يعد هنالك متسع لإصبع طفل جريح. ناس تصطف بشبه طابور تحمل أطفالها، وآباءها وفلذات أكبادها بانتظار أن يعالج جريح، هل رأيتم في حياتكم طابوراً من أشلاء ودماء؟.. أنا رأيت”.

 

أم تحمل طرف فستان ابنتها لكنها لم تجد صاحبة الفستان. يعجز اللسان عن الوصف والله.

وقال آخر: “ترى الجرحى الملقون على الأرض أكثر وأخطر بكثير ممن هم على الأسرة، وكل واحد يستجمع ما بقي من قواه ليرفع يده أو ليئن أو يتألم كي يرسل لك برسالة أنني مصاب، وأنت ممن اختارك الله لتسعفني أو لتتألم لعدم قدرتك على إسعافي. تتوافد الإصابات تلو الإصابات وتنفذ الأدوات الجراحية المعقمة، وتنتهي أكياس السيروم، وتعمل أنت وأصحابك وكأن الدنيا قد انتهت. تتمنى أن تصبح ألف قطعة كل قطعة مع جريح أو أخ أو أم ثكلى أو أب مفجوع “.

ومن جهة أخرى، عبر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض عن استيائه الشديد من المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد في سوريا منذ 5 سنوات بحق السوريين، وأكد خالد خوجة على ضرورة إنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين من إجرام نظام الأسد، كما طالب مجلس الأمن بمحاسبة الأسد وليس حمايته.

 

المعارضة السورية: مقتل عشرات الجنود بداريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت فصائل المعارصة السورية المسلحة إنها تمكنت من قتل عشرات الجنود من القوات الحكومية في معارك مدينة داريا بريف دمشق خلال الأيام السابقة، بعد أن أطلقت ما يسمى بـ”معركة لهيب دمشق”.

 

وقالت تلك الفصائل إنها تمكنت من قتل أكثر من 120 جنديا وجرح حوالي 200 آخرين منذ اندلاع المعارك في الثاني من أغسطس وحتى الآن.

 

وأوضحت المعارضة في بيان نقلته شبكة “سوريا مباشر”، الاثنين، أن القوات الحكومية “حاولت مرارا التقدم لاستعادة ما خسرته دون جدوى”، وأن مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقة الجمعيات المطلة على مطار المزة العسكري الاستراتيجي، بالإضافة إلى بعض الكتل المجاورة لها، واستولوا على عدد كبير من الأسلحة والذخائر.

 

كما قال البيان إن المعارضة تمكنت من إغلاق خط إمداد الجيش السوري من مطار المزة عبر طريق المعضمية، وإن المعارضة تهدد مراكز حساسة بالنسبة للقوات الحكومية.

 

وفي ريف إدلب، قال ناشطون إن قائدا عسكريا للميليشيات الموالية للحكومة السورية في منطقة الفوعة والصواغي، قد قتل بعد استهداف مقره بـ “مدفع جهنم”، كما قتل 14 عنصرا من تلك الميلشيات.

 

وفي دمشق أكد ما يسمى بـ”جيش الإسلام” التابع للمعارضة المسلحة، سيطرته على ثكنة المعهد الفني في إدارة المركبات بحرستا شمالي العاصمة.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت مصادر إعلامية أن عدد ضحايا قصف السوق الشعبية في مدينة دوما قد ارتفع إلى أكثر من 123 قتيلا وأكثر من 300 جريحا.

 

من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري استعاد السيطرة على أربع قرى في سهل الغاب في محافظة حماة بوسط البلاد.

 

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن طائرات الحكومة شنت عشرات الضربات الجوية اثناء الليل وحتى الصباح على أجزاء من سهل الغاب الذي سيطرت عليه المعارضة خلال تقدمها هذا الشهر.

 

وذكر المرصد ومسؤولون أن الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات الحكومة مدعومة بفصائل متحالفة معها اشتدت اليوم الثلاثاء.

 

وقال مصدر عسكري سوري لرويترز الثلاثاء “الجيش يتقدم في المنطقة.”

 

وقال أبو البراء الحموي من جماعة أجناد الشام المعارضة مستخدمااسما حركيا وهو يتحدث من خلال خدمة للرسائل عن طريق الإنترنت إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في إحدى القرى.

 

مقاتل سوري بـ”مليون دولار” لـCNN: سنواجه نظام الأسد بعد “داعش”

هكذا يبدو المقاتلون السوريون المدعومون من الولايات المتحدة، ممن تبلغ تكلفة الواحد منهم قرابة المليون دولار.

 

هذه هي الصور الأولى للمقاتلين الأربعة والخمسين الذين دربتهم وسلحتم أمريكا بهذه الأسلحة المتطورة. لكن لا يوجد ما يكفي منهم حتى الآن لإقلاق تنظيم داعش.

 

وفي الحقيقة، اعتقل بعضهم مؤخراً من قبل “جبهة النصرة” الموالية للقاعدة، بعد معركة أوضحت فشل البرنامج الذي تكلف واحد وأربعين مليون دولاراً.

 

يتحدث أحدهم ويدعى أبو إسكندر، من داخل سوريا عن 17 ألف سوري ممن يريدون الانضمام لبرنامج التدريب. ويقول إن التدريب بطيء جداً، وهم بحاجة إلى تخفيضه من خمسة وأربعين يوماً إلى ثلاثين فقط، وكذلك يريدون زيادة أعداد المتدربين، فمثلاً بدلاً من أن يكون عدد من تدرب في الأردن 85 شخصاً، كان من المفترض أن يكون 500 هناك، و500 آخرين في تركيا. ويضيف أنهم يقدرون جهود المساعدة، لكن الأمر يجب أن يجري بسرعة أكبر.

 

يشكل هؤلاء الرجال جزءاً مهماً من استراتيجية الولايات المتحدة ضد داعش. فبإمكان الطائرات القصف، وبوسع الطائرات دون طيار المراقبة، لكن دون التحالف مع مقاتلين سوريين ممن على استعداد لأن يكونوا على أرض المعركة لطرد داعش، فكل ذلك يعتبر عديم الفائدة. وحتى الآن، يوجد حوالي 40 منهم فقط في سوريا.

 

هاهم يدخلون سوريا بعد التدريب وقبل أيام من هجوم النصرة، وقد تم الإفراج عن بعض من تم اعتقالهم.

 

على الرغم من البداية السيئة، إلا أن أبو إسكندر عازم على المواصلة. ويتابع الأمريكيون تحركاته باستخدام جهاز GPS على معصمه وسترته، ويقوم بتزويدهم بأهداف للغارات الجوية.

 

يقول أبو إسكندر إنه يذهب إلى الخطوط الأمامية لمواجهة داعش، ويزود الطائرات بتلك المواقع حتى يتم قصفها. ويضيف أنهم يمتلكون أجهزة أقمار صناعية متطورة، لاستهداف أي مكان في تلك الخطوط، وهناك اتصالات مع الأمريكيين كل ساعة، تستغرق كلها 4 ساعات في اليوم.

 

هذه الوحدة المجندة من قبل البنتاغون مسموح لها أن تقاتل داعش فقط. لكنه لا يعتبر العدو الأول والأسوأ بالنسبة للمقاتلين السوريين، مثل النظام السوري. وبالرغم من هذا القيد، إلا أن أبو إسكندر مصّر على القتال ضد نظام الأسد.

 

وهو يقول إن الجزء الثاني من مشروع التدريب هو أن يقاتلوا جميع من يقاتلهم، مثل نظام الأسد. وأنهم سيقومون بالاستحواذ على مناطق من داعش لمواجهته، بحيث لن يقفوا مكتوفي الأيدي في ذلك.

 

ما يبقى واضحاً بالنسبة لأبو إسكندر هو حماسه الراسخ لمحاربة داعش والنظام السوري.

 

الأمم المتحدة تدين “مجزرة دوما”.. مجلس الأمن: سوريا تعيش أكبر أزمة إنسانية بالعالم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- في الوقت الذي أدانت فيه أطراف دولية “المجزرة” التي ارتكبتها طائرات النظام السوري في مدينة “دوما”، أعرب مجلس الأمن الدولي عن “جزعه الشديد من تحول الأزمة السورية إلى أكبر أزمة إنسانية طارئة في العالم.”

 

وأكد مجلس الأمن، في بيان رئاسي تلقته CNN الاثنين، على “التزامه بسيادة سوريا ودول المنطقة المتضررة، وباستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”، مشدداً على أن “الحل الدائم الوحيد للأزمة السورية، هو من خلال عملية سياسية جامعة، بقيادة سورية.”

 

وبينما كرر مطالبة “جميع الأطراف” بالكف عن إيذاء المدنيين، والاستخدام العشوائي للأسلحة، والإفراج الفوري عن المحتجزين بشكل تعسفي، فقد أكد المجلس أن “مسؤولية حماية المدنيين تقع على عاتق الحكومة السورية.”

 

وأعرب المجلس عن قلقه إزاء سيطرة جماعات مثل تنظيم “داعش”، و”جبهة النصرة”، على أجزاء من سوريا، وأدان “الأعمال الإرهابية” التي ترتكبها تلك الجماعات، واستهداف المدنيين على أساس أصلهم العرقي، أو انتمائهم الطائفي.

 

من جانبه، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، في بيان أصدره الاثنين، وأورده الموقع الرسمي للمنظمة الدولية، عن إدانته البالغة للغارات الجوية التي وقعت على سوق في بلدة “دوما” في وقت سابق الأحد.

 

ونقل البيان عن دي ميستورا قوله إن “قصف الحكومة لدوما أمس أمرٌ مدمر.. كما أن الهجمات على المناطق المدنية بقنابل عشوائية جوية، مثل القنابل الفراغية، أمر محظور بموجب القانون الدولي”، وأضاف أن “ضرب الحكومة  للأسواق المدنية المزدحمة، الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من مائة من مواطنيها، أمر غير مقبول في أي ظرف من الظروف.”

 

ترجيح رصد ميزانية مالية لمبادرة دي ميستورا لحل الأزمة السورية

اسطنبول (18 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال دبلوماسي أوربي رفيع المستوى إن مبادرة المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا الأخيرة التي أصدر مجلس الأمن بياناً بشأنها الاثنين ستُطلق مسار الحل للأزمة السورية بحال رصد مجلس الأمن ميزانية مالية لها، ورجّح أن يتم اتخاذ قرار بهذا الإجراء قريباً جداً

 

وقال المصدر المتابع لعمل المبعوث الأممي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن “البيان الرئاسي وحده لا يكفي لتثبيت المبادرة والمضي بها، ورصد ميزانية مالية لها هو الدليل الأساسي الذي سيشير إلى انطلاقها بشكل جدّي، عندها يمكن القول أن مسار الحل السياسي قد انطلق بما يخص الأزمة السورية”، حسب ذكره

 

وتابع المصدر “نُرجّح بشكل كبير أن يتم إقرار ميزانية مالية من الأمم المتحدة لهذه المبادرة، عندها يمكن لدي ميستورا تشكيل مكاتب متابعة وابتعاث ممثلين عن الأمم المتحدة لمراقبة كل مجموعة عمل من المجموعات التي أعلن عنها في مبادرته”، وفق قوله

 

وكان مجلس الأمن قد أصدر بياناً رئاسياً (بالإجماع عدا فنزويلا التي نأت بنفسها) يدعم مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا التي قدمها لمجلس الأمن في29 تموز/يوليو الماضي

 

ويدعم البيان الرئاسي مبادرة دي ميستورا التي اقترح فيها تيسير لقاءات لمجموعات عمل بين المعارضة السورية والنظام بهدف تطبيق بيان جنيف على أساس أربعة ورشات عمل تتضمن المساعدات وإعادة الإعمار، السلامة والحماية، مواضيع سياسية وقضائية، مواضيع عسكرية وأمنية خاصة بمكافحة الإرهاب

 

وقال المصدر إن “الأفكار المطروحة في مبادرة دي ميستورا ليست من بنات أفكاره، فلقد قدّم أكثر من شخصية وفريق سوري معارض ما يُشبه أفكار هذه المبادرة للمبعوث الأممي خلال مشاوراته التي استمرت نحو ثلاثة أشهر مع أطراف الأزمة السورية، واستند إليها دي ميستورا في صياغة مبادرة/مقاربة يمكن أن تُنهي الأزمة أو وضعها على طريق الحل”، حسب وصفه

 

وأضاف أن “النص الكامل للمبادرة لم يُعلن بعد، وما نشررته وسائل الإعلام هو مختصر هذه المبادرة، وفيها بعض التفاصيل الإضافية التي كإشراف الأمم المتحدة مباشرة على عمل المجموعات مع صلاحية الإعلان عن من يُعرقل التوافق واتخاذ إجراءات بحقه”، وأضافت “ستعمل مجموعات العمل هذه لتطبيق بيان جنيف، ولن يكون لملف أولوية على ملف آخر”، وهو ما “أفشل مؤتمر جنيف2، وسيكون الهدف النهائي تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة وفق ما اتّفق عليه في البيان”، وفق قوله

 

وتوصلت الدول الخمس الكبرى الاثنين إلى صيغة توافقية تركز على الحاجة إلى إطلاق عملية سياسية تقود إلى انتقال سياسي في سورية يلبي التطلعات المشروعة للشعب وتسمح له بأن يقرر مصيره بصورة مستقلة وديموقراطية بما في ذلك تأليف هيئة حكومية انتقالية جامعة تحظى بكامل السلطات التنفيذية على أن تُشكل استناداً إلى التوافق مع استمرارية المؤسسات الحكومية

 

المرصد السوري: الحكومة تستعيد أربع قرى في سهل الغاب

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة استعادت السيطرة على أربع قرى في شمال غرب سوريا يوم الثلاثاء في هجوم مضاد على المعارضة المسلحة التي تهدد معاقل الرئيس بشار الأسد.

 

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن طائرات الحكومة شنت عشرات الضربات الجوية اثناء الليل وحتى الصباح على أجزاء من سهل الغاب الذي سيطرت عليه المعارضة خلال تقدمها هذا الشهر.

 

وذكر المرصد ومسؤولون أن الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات الحكومة مدعومة بفصائل متحالفة معها اشتدت اليوم الثلاثاء.

 

وقال مصدر عسكري سوري لرويترز يوم الثلاثاء “الجيش يتقدم في المنطقة.”

 

وقال أبو البراء الحموي من جماعة أجناد الشام المعارضة مستخدما اسما حركيا وهو يتحدث من خلال خدمة للرسائل عن طريق الإنترنت إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في إحدى القرى.

 

وأسفر تقدم فصائل المعارضة هذا الشهر الى سهل الغاب عن وصول جماعات مسلحة ومن بينها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة إلى المشارف الشرقية للجبال التي تشكل المعقل التاريخي للطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد.

 

وفي الأسبوع الماضي قال مصدر عسكري إن الجيش تراجع إلى خطوط دفاعية جديدة في المنطقة.

 

ويقدر المرصد أن الأسد يسيطر على ربع سوريا بما في ذلك المدن التي يعيش بها أغلب السكان.

 

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

المرصد السوري: سلاح الجو يواصل قصف دوما وارتفاع عدد الضحايا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سلاح الجو السوري قصف منطقة بشمال شرق دمشق يوم الاثنين مواصلا الهجوم على منطقة تسيطر عليها المعارضة حيث قتل قرابة مئة شخص في غارة جوية على سوق يوم الأحد.

 

وكانت غارة الأحد على دوما التي تبعد نحو 15 كيلومترا شمال شرقي دمشق واحدة من أكثر الهجمات دموية في الصراع المستمر في سوريا منذ نحو أربعة أعوام والذي أدى إلى مقتل ما يقدر بربع مليون شخص وتشريد عشرة ملايين.

 

وأدان مبعوث للأمم المتحدة في سوريا الغارة بينما قالت الولايات المتحدة إنها أظهرت أن الرئيس السوري بشار الأسد قد فقد شرعيته وطالبت “بانتقال سياسي حقيقي.”

 

لكن المعارضة السورية قالت إن الصراع المستمر منذ فترة طويلة لا يمكن حله إذا لم يعاقب من يرتكبون مثل هذه الهجمات.

 

وقال خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري “أي حديث عن حلول سياسية وسلمية في ظل المذابح التي يرتكبها نظام الأسد وإعفاء الجاني من الحساب لن يكون له أي معنى في تحقيق الاستقرار لسوريا.”

 

وقال متحدث باسم قوات الدفاع المدني السوري في دوما وهي خدمة إنقاذ تعمل في مناطق يسيطر عليها المعارضة إن 60 جثة دفنت مساء الأحد في مقبرتين جماعيتين. وقال المتحدث إن 35 جثة أخرى دفنت يوم الاثنين وإن عدد القتلى ارتفع لأكثر من مئة.

 

وقال المتحدث البالغ من العمر 28 عاما وقد رفض الكشف عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية “كان من الصعب فعلا التعرف على هويات جثث الشهداء. بعض الجثث احترقت حتى العظم لذا لن يتسنى لنا إضافتهم إلى قوائمنا.”

 

وأضاف أن منزله دمر في القصف.

 

وذكر مصدر عسكري سوري أن القوات الجوية شنت هجمات في دوما ومنطقة حرستا القريبة مستهدفة مقار جماعة جيش الإسلام في أعقاب هجمات على دمشق في الآونة الأخيرة.

 

وذكرت جماعة سورية معارضة مقرها تركيا هي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن الهجوم الذي قتل فيه أطفال كان يهدف لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين.

 

وسبق للجنة تابعة للأمم المتحدة تحقق في الحرب السورية اتهام الحكومة بعدم التمييز في قصفها وغاراتها الجوية وباستخدام براميل متفجرة تلقى عادة على مناطق مزدحمة.

 

وقال المرصد إن 96 قتيلا سقطوا في هجوم الأحد الذي أصاب سوقا في دوما. كما قال عاملون في مجال الإنقاذ إنه تم التعرف على هوية 95 قتيلا فيما لم يتم التوصل بعد لأسماء تسع ضحايا. ولم يقدم المرصد أي إحصاء لضحايا غارات اليوم.

 

وقال ستيفان دي ميتسورا مبعوث المنظمة الدولية في بيان “القصف الحكومي لدوما أمس مدمر. القانون الدولي يحظر أي هجمات على المناطق المدنية بلا تمييز بواسطة قنابل من الجو كالقنابل الفراغية.”

 

وأضاف البيان “ضرب أسواق مدنية مكتظة وقتل قرابة مئة من المدنيين فيها بواسطة الحكومة أمر غير مقبول تحت أي ظرف.”

 

وقال بيان الأمم المتحدة أيضا إن الهجوم وقع بعد “قصف غير مقبول أيضا وبلا تمييز على دمشق بواسطة قوات من المعارضة المسلحة وقطع إمدادات المياه وجميع التدابير التي تؤثر على حياة المدنيين.”

 

* تعثر مساعي وقف إطلاق النار..

 

وقالت واشنطن إن غارة الأحد على دوما لم تكن إلا “تذكيرا بالتصرفات غير الإنسانية التي يرتكبها كل يوم نظام الأسد ضد الشعب السوري.”

 

وقال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي “هذه التصرفات المروعة تؤكد أن نظام الأسد قد فقد شرعيته وأن على المجتمع الدولي فعل المزيد لتحقيق انتقال سياسي حقيقي.”

 

وتسلط الضربات الجوية وتصاعد القتال في أنحاء أخرى من سوريا الضوء على التحديات الهائلة أمام جهود دبلوماسية جديدة تهدف إلى ايجاد حلول محتملة للصراع.

 

وخلال اجتماع يوم الاثنين لوزيري خارجية روسيا وإيران اللذين كان دعمهما حيويا لاستمرار بقاء الرئيس السوري بشار الأسد قال البلدان إن مستقبل الرئيس يجب أن يحدده السوريون. وأعلنت موسكو أيضا معارضتها لأي شرط مسبق برحيل الأسد قبل التفاوض على اتفاق سلام.

 

وفي مطلع هذا الأسبوع انهارت هدنة نادرة بين أطراف القتال حين استؤنف القتال في الزبداني وهي بلدة قريبة من الحدود اللبنانية وكذا في قريتين بالشمال الشرقي.

 

وتصاعدت أيضا خلال الأيام القليلة الماضية حدة القتال في دمشق ومحيطها حيث تتحصن قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وهاجم جيش الإسلام- وهو أحد أكثر مجموعات المعارضة المسلحة قوة في شرق دمشق- مواقع حكومية بحرستا يوم السبت.

 

والأربعاء الماضي قتل سيل من صواريخ المعارضة 13 شخصا في دمشق وقتلت غارات لسلاح الجو السوري في منطقة قريبة بالغوطة الشرقية 31 شخصا حسبما أورد المرصد السوري.

 

وقال المصدر العسكري السوري إن ضربات يوم الأحد كانت ردا على هجمات المعارضة في دمشق. وقال “إذا كان هناك أي تصعيد باتجاه دمشق فسيكون الرد قويا وحاسما.”

 

ونفى المصدر استهداف المدنيين قائلا إن الجماعات المسلحة سعت للتمركز في أحياء سكنية لكن متحدثا باسم جيش الإسلام نفى هذا الزعم.

 

وقال المتحدث إسلام علوش إن قواته ليس لها أي وجود في المناطق السكنية.

 

وقال التلفزيون السوري إن الصواريخ التي استهدفت اللاذقية أطلقت من مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال المدينة.

 

وبالإضافة للقتلى الثلاثة قال التلفزيون الرسمي إن 20 شخصا آخرين أصيبوا في الهجوم. ويوم الخميس الماضي أودت هجمات صاروخية بحياة شخصين على الأقل في المدينة.

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى