أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 18 تشرين الثاني 2014

 

 

 

 

دي ميستورا ينقلب على صيغة جنيف

جنيف – إبراهيم حميدي { واشنطن – جويس كرم { موسكو – رائد جبر { نيويورك، باريس – «الحياة»

قالت مصادر متطابقة لـ «الحياة» إن الخطة التي تبناها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لحل الأزمة السورية «انقلاب» على صيغة جنيف التي ترتكز على تشكيل «جسم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة» بين ممثلي النظام والمعارضة، مشيرة الى أنه تبنى مقترحاً ينادي بأن الحل «ليس مرحلة انتقالية ولا محاصصة سياسية، بل تجميد للحرب واعتراف بأن سورية أصبحت لامركزية» وان «رحيل» الرئيس بشار الأسد ليس شرطاً مسبقاً بل ضمن «عملية سياسية وآمنة تحت رقابة دولية وضمانات دولية». وأبدت واشنطن شكوكاً باستراتيجية دي ميستورا مع نيتها استخدام ذلك لـ «شراء الوقت» وتدريب المعارضة المعتدلة وتجهيزها، في حين تمسكت موسكو بصيغة جنيف كـ «أرضية للحل السياسي». ويتوقع أن يقدم المبعوث الدولي إحاطته المقبلة الى مجلس الأمن خلال أربعة أسابيع.

 

وتبنى دي ميستورا خطة لـ «مركز الحوار الإنساني» في جنيف حصلت «الحياة» على نسختها الأخيرة بعد لقاءات سرية بين شخصيات سورية، سياسية وعسكرية، من النظام والمعارضة في جنيف.

 

وبحسب معلومات «الحياة»، فإن الخطة تحمل بعداً تضمن خطوات ضمن برنامج زمني في حدود سنتين، يبدأ باتفاقات لوقف النار مربوطة بمقاربة «لامركزية مقابل توسيع الإدارات المحلية» تعقبها انتخابات محلية وأخرى برلمانية وصولاً إلى «نظام برلماني وليس رئاسياً» يتمتع فيه رئيس الوزراء الذي تختاره الغالبية البرلمانية بـ «صلاحيات واسعة» إلى جانب رئيس الجمهورية الذي يتمتع أيضاً بصلاحيات.

 

واعتبرت المصادر ذلك «انقلاباً» على مقاربة المبعوثيْن الدولييْن السابقيْن كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي القائمة على تنفيذ بيان جنيف الأول الصادر في حزيران (يونيو) 2012، وتشكيل جسم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة وعلى عملية جنيف التي تضمنت جلستي مفاوضات بداية العام، مشيرة إلى أن دي ميستورا يتبع أسلوب «من تحت إلى فوق»، بدءاً باتفاقات وقف النار إلى المصالحات والإدارات المحلية وانتهاء بحل سياسي، الأمر الذي سيخلق وقائع جديدة يجعل العودة الى «المرحلة الانتقالية والحل السياسي أمراً صعباً».

 

وينوي دي ميستورا استكمال مشاوراته، حيث سيعقد خبراء دوليون وإقليميون لقاءات مع فريقه في جنيف في ٢٤ الجاري، لصوغ اقتراح تفصيلي حول «حلب أولاً» وكيفية وقف النار في ثاني أكبر مدينة سورية على أن يعود إلى دمشق في الأسبوع الأول من الشهر المقبل لعرض «خريطة طريق تفصيلية». وقال وزير المصالحة السوري علي حيدر أمس، إن النظام «ينتظر تفاصيل الاقتراح».

 

في واشنطن، قالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» إن واشنطن ليست على قناعة كاملة باستراتيجية إرساء وقف النار في سورية لكنها لن تعطلها وستستخدمها لـ «شراء الوقت» ودعم المعارضة المعتدلة وتفادي انهيارها الكامل شمال سورية.

 

وقال مسؤول في الخارجية لـ «الحياة» إن الولايات المتحدة «تدعم اتفاقات وقف إطلاق النار التي تقدم إغاثة فعلية للمدنيين وتتطابق مع المبادئ الإنسانية»، لكنها «تحذر في الوقت نفسه من أن اتفاقات وقف إطلاق النار التي أبرمتها الحكومة السورية هي أقرب للاستسلام وليس اتفاقات حقيقية ومستدامة»، مؤكداً دعم جهود دي ميستورا و «أولوية الوصول الى حل سياسي».

 

وعكست أجواء الإدارة الأميركية اتجاها لتسريع تدريب المعارضة المعتدلة وتجهيزها. ووفق صحيفة «واشنطن بوست» تدرس واشنطن إقامة معسكرات تدريبية تشرف عليها مباشرة وزارة الدفاع (بنتاغون) بالإضافة الى دول اقليمية، لتجهيز هذه القوة في الربيع المقبل. وقالت مصادر إن ذلك سيبحث بين نائب الرئيس جوزيف بايدن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة هذا الأسبوع.

 

في المقابل، قالت مصادر إن موسكو تعتبر خطة دي ميستورا «مقدمة لتعميم وقف إطلاق نار في سورية» بالتوازي مع نشاط الجهود الديبلوماسية الروسية لتحريك «المسار السياسي» عبر الإعلان عن أن «الوقت حان لدفع جهود استئناف الحوار المباشر بين الأطراف السورية المعتدلة والحكومة على قاعدة بيان جنيف الذي نص على بندين متلازمين هما مكافحة الإرهاب وإطلاق العملية السياسية».

 

في نيويورك، قال مسؤول في الأمم المتحدة إن دي مستورا «سيعود الى جنيف مع نهاية الأسبوع الجاري ليعمل مع فريقه على وضع خطة تطبيق مقترحه في شأن التجميد، ما يتضمن آلية مراقبة يفترض أن يكون للأمم المتحدة دور فيها». وأضاف أن دي مستورا «سيقدم إحاطته المقبلة الى مجلس الأمن منتصف الشهر المقبل». وان «آلية مراقبة يكون للأمم المتحدة دور فيها نوقشت خلال اجتماعات دي مستورا مع الحكومة السورية والأطراف الأخرى، لكن من المبكر الحديث عن اتفاق في شأنها حتى الآن».

 

ويلتقى دي مستورا في بروكسيل الأسبوع الجاري «أطراف وهيئات في الاتحاد الأوروبي». وأوضح مصدر في الأمم المتحدة أن دي مستورا «سيُحدد مع فريقه شكل تطبيق تجميد العنف»، معتبراً أن «هذا الإجراء سيكون مهماً جداً، خصوصاً لاختبار جدية الأطراف في مواقفها من المقترح، سواء من أعلن القبول او الرفض».

 

وتخوف مسؤول أممي من «أن تسبق الأحداث الميدانية الجهود الديبلوماسية لا سيما في حلب، من خلال تغيرات تفرضها الوقائع الميدانية قد تصعب جهود دي مستورا في إقناع الأطراف بالخطة». وقال: «ثمة ضرورة للعمل سريعاً على إقناع الأطراف جميعاً بإمكان إحداث اختراق».

 

إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أن هناك «احتمالاً كبيراً بأن أحد الرعايا الفرنسيين شارك في شكل مباشر» في قطع رؤوس جنود سوريين من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال مدعي عام باريس إن ماكسيم هوشر الذي ظهر في فيديو وزعه «داعش»، معروف من الاستخبارات الفرنسية منذ ٢٠١١، وهو من النورماندي، لافتاً إلى أن هناك فرنسياً آخر ظهر في الفيديو.

 

بريطاني وفرنسي يظهران في فيديو إعدام كاسيغ

لندن، باريس – رويترز، ا ف ب

بعد ساعات من إنتشار فيديو إعدام الرهينة الاميركي بيتر كاسيغ، أعلنت الداخلية الفرنسية اليوم الاثنين، عن إحتمال وجود أحد رعاياها من ضمن المقاتلين التابعين لتنظيم “الدولة الاسلامية”، كذلك أعلن بريطاني يدعى أحمد المثنى إنه يعتقد أن ابنه من ضمن المجموعة التي ظهرت في المقطع المسجل أيضاً.

 

اعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ان هناك “احتمالاً كبيراً بأن احد الرعايا الفرنسيين شارك بشكل مباشر” في قطع رؤوس جنود سوريين في تسجيل فيديو لتنظيم الدولة الاسلامية. وقال كازنوف “يمكن ان يكون المعني هو مكسيم هوشار المولود في 1992” في شمال غرب فرنسا والذي “توجه الى سورية في اب (اغسطس) 2013 بعد اقامة في موريتانيا في 2012″، مستنداً الى تحليل للفيديو الذي بث الاحد وتبنى فيه التنظيم اعدام الرهينة كاسيغ. وتابع كازنوف “لقد قامت اجهزة الاستخبارات بتحليل التسجيل ويبدو ان هناك احتمالاً كبيراً بأن مواطناً فرنسياً شارك مباشرة في ارتكاب هذه الجرائم المشينة”.

 

في سياق متصل، قال بريطاني يدعى أحمد المثنى اليوم، إنه يعتقد أن ابنه طالب الطب بين مجموعة من مقاتلي “الدولة الإسلامية” الذين ظهروا في التسجيل المصور.

 

وقال أحمد المثنى لصحيفة “ديلي ميل” إن ابنه ناصر البالغ من العمر 20 سنة كان في ما يبدو ضمن مجموعة من 16 متشدداً ظهروا في التسجيل الذي ظهر فيه أيضاً رأس كاسيغ. وأضاف المثنى، الذي يقيم في مدينة كارديف في ويلز “لا يمكنني أن أجزم لكنه يبدو ابني”.

 

وجاء إعلان قتل كاسيغ، وهو خامس رهينة غربي تصور “داعش” ذبحه، في تسجيل مصور مدته 15 دقيقة لذبح 14 رجلاً على الأقل قال التنظيم إنهم طيارون وضباط موالون للرئيس السوري بشار الأسد.

 

وكان التنظيم قد بث من قبل تسجيلات تصوّر ذبح رجلين أميركيين ورجلين بريطانيين وظهر فيها متشدّد ملثّم بقناع أسود ويشهر سيفاً ويتحدث الإنكليزية بلكنة بريطانية وأطلقت عليه وسائل الإعلام البريطانية لقب “جون الجهادي”. لكن وجوه معظم المتشدّدين في التسجيل الذي أذيع أمس كانت مكشوفة وذكرت صحيفة “ديلي ميل” أن الرجل الذي يبدو أنه ناصر المثنى كان يقف إلى جوار جون الجهادي.

 

مفاوضات «النووي» تدخل اليوم شوطها الأخير

طهران، واشنطن – «الحياة»، أ ب، أ ف ب –

تبدأ إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في فيينا اليوم، المرحلة الأخيرة من مفاوضات يأمل الجانبان بأن تُفضي إلى إبرام اتفاق بحلول الأحد المقبل، يطوي الملف على رغم خلافات عميقة.

 

وأعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير جون كيري توجّه إلى لندن حيث سيجري محادثات مع مسؤولين أوروبيين وشرق أوسطيين عن الملف النووي الإيراني، قبل انتقاله إلى فيينا للمشاركة في المفاوضات بين طهران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وأشار مسؤولون إلى أن كيري قد لا يشارك في كل جلسات المفاوضات، لافتين إلى أنه قد يزور عواصم أخرى.

 

وعشية مفاوضات فيينا، أجرى وزير الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي محادثات في طهران مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن «مسؤول سياسي»، وصْفَه الزيارة بأنها «غير رسمية»، مشيراً إلى أنها تطرّقت إلى «قضايا ثنائية» و «مكافحة الإرهاب والتطرف». (للمزيد)

 

وكانت مسقط استضافت الأسبوع الماضي، محادثات دامت يومين بين كيري وظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، تلتها جلسة على مستوى المديرين السياسيين لإيران والدول الست.

 

وتلقى ظريف اتصالاً هاتفياً من نظيره الصيني وانغ يي، الذي اعتبر أن المفاوضات «بلغت مرحلة حساسة»، داعياً الجانبين إلى «العمل للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل».

 

ووقّع مئة نائب عريضة لمساءلة ظريف عن المفاوضات النووية، فيما ذكر النائب إبراهيم كارخانه، رئيس لجنة الطاقة النووية في مجلس الشورى (البرلمان)، أن طهران رفضت خلال محادثات كيري– ظريف– آشتون في مسقط، اقتراحاتٍ أميركيةً وردت في وثيقة من 8 صفحات، اعتبر أنها «أعادت المفاوضات النووية إلى النقطة صفر». ووصف الاقتراح بأنه «معاهدة فاشلة وظالمة لا يمكن الوفد الإيراني قبولها»، إذ تحوّل برنامج طهران النووي «ديكوراً». وقارن اقتراحات واشنطن بمعاهدة تركمان جاي التي أبرمتها طهران مع موسكو عام 1828، متخلّية بموجبها على أراضٍ لروسيا القيصرية بعد هزائم عسكرية.

 

ونشر حساب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على موقع «تويتر» تغريدات اعتبرت إحداها أن «كمية ضخمة من الحاجات المستقبلية للبلاد من الطاقة ستؤمنها الطاقة النووية، وإلا اضطرت إيران إلى تسوّل الكهرباء». وأشارت أخرى إلى أن «العلوم النووية هي إنجاز ضخم للبشرية يمكن ويجب أن تُستخدم في سبيل رفاهية الشعوب وتنمية كل المجتمعات البشرية».

 

إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أعدّه موقع «خبر أونلاين» القريب من رئيس البرلمان علي لاريجاني، أن 58 في المئة من الإيرانيين يؤيدون اتفاقاً «نووياً» مع الدول الست. وبين هذه النسبة، يؤيد 42 في المئة اتفاقاً شاملاً يحفظ مصالح إيران، فيما ذكر 16 في المئة أنهم ضاقوا ذرعاً بالمفاوضات النووية، معتبرين أن أي اتفاق سيكون أفضل من الوضع الحالي. في المقابل، يريد 22 في المئة من الوفد الإيراني أن «يقاوم قوى الاستكبار»، معتبرين أن المفاوضات هي مجرد ذريعة للغرب لتقويض استقلال إيران.

 

وأعلن قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي «الحرس الثوري») الجنرال محمد رضا نقدي، دعمه الوفد الإيراني، مستدركاً: «إذا كان الاتفاق (المحتمل) مجحفاً بحقوقنا النووية، الأفضل عدم إبرام اتفاق سيئ».

 

في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجّه رسالة إلى خامنئي، تدعو إلى تعاون واشنطن وطهران في محاربة الإرهاب. وأضاف أن أوباما تمنّى للمرشد شفاءً تاماً بعد خضوعه لجراحة.

 

أنقرة تخشى «تفجير» واشنطن مسيرة تسوية القضية الكردية

أنقرة – «الحياة»

 

بعد جفاء وتبادل للاتهامات، تلاها تجميد أنقرة مفاوضات الحل السلمي مع «حزب العمال الكردستاني» وساسة أكراد، عُقد أول لقاء رسمي بين يالتشن أكدوغان، نائب رئيس الوزراء التركي المسؤول عن الملف الكردي، ونواب من «حزب الشعوب الديموقراطية» الكردي، من أجل إعادة استئناف المفاوضات والسماح مجدداً لنواب بزيارة زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان الذي يدير المفاوضات عن الجانب الكردي.

 

واعتبر الوفد الذي رأسه إدريس بالوكان، نائب زعيم الحزب، أن اللقاء كان إيجابياً، مستدركاً أن الحكومة لم تعطِ رداً فورياً على طلبات الوفد، بما في ذلك لقاء أوجلان في سجنه في جزيرة إمرالي نهاية الأسبوع، وإتاحة توسيع الوفد الزائر وكذلك السماح لصحافيين بزيارة زعيم «الكردستاني»، وتحسين ظروف سجنه، من خلال إخضاعه لإقامة جبرية في منزل.

 

واستبق أكدوغان اللقاء معدداً شروط الحكومة لاستئناف المفاوضات، وبينها أن يوقف «الكردستاني» كل «أشكال العنف، بما في ذلك مهاجمة مخافر وقطع طرق وتنظيم تظاهرات تشهد عنفاً وإلقاء قنابل مولوتوف»، ووقف «محاولات فرض حكم ذاتي على القرى و(إقامة) محاكم محلية»، وأن «يعرب أوجلان عن نيته بأن يطلب من حزبه إلقاء السلاح إلى الأبد».

 

وكان رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان عرض على أوجلان خريطة حلّ مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي، تشمل تحسين ظروف سجنه وإلقاء «الكردستاني» السلاح ووعود بتسوية سياسية دستورية، على أن يحدث ذلك قبل الانتخابات النيابية المرتقبة الصيف المقبل. لكن أوجلان رفض العرض، معتبراً أنه لا ينصّ صراحة على خروجه من السجن، ولا يحدد موعداً لذلك، كما يربط مصير الحلّ السياسي والدستوري بمساومات حزبية وانتخابية.

 

ووقعت بعد ذلك تظاهرات مؤيدة للدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في سورية، كما اغتال «الكردستاني» ضباطاً في الجيش. وأوردت مصادر إعلامية تركية أن الحكومة تواصلت مع أوجلان بعد تلك الأحداث، متعهدة تحسين الخطة المطروحة لتشمل خروجه من السجن، شرط أن يدعو إلى إلقاء السلاح نهائياً قبل الانتخابات، وضمان عدم وقوع أي هجوم مسلّح حتى ذلك الوقت.

 

في الإطار ذاته، حذّر محمد علي شاهين، نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، من تدخّل طرف ثالث في المفاوضات مع الأكراد، في إشارة إلى الولايات المتحدة التي ذكر أنها «تتواصل مع الكردستاني بحجة أزمة كوباني»، منبهاً إلى أن «دخول واشنطن على الخط قد يفجّر العملية بأسرها». وأكد رفض تدخل أي طرف أجنبي في مسيرة الحل السلمي التي اعتبرها مسألة «وطنية».

 

في غضون ذلك، زعمت مصادر إعلامية مقرّبة من «حزب الشعب الجمهوري» المعارض، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمر بوضع مسودة قانون لإنشاء وزارة جديدة تضم الجيش والاستخبارات ومديرية الأمن والدرك، تحت اسم وزارة الأمن، يتولاها فيدان بحيث يصبح وزيراً في حكومة أحمد داود أوغلو.

 

واعتبرت المصادر أن أردوغان يسعى عبر ذلك إلى «تأسيس جيش خاص» يتيح له تعزيز نفوذه في الحكومة، من خلال ذراعه اليمنى هاكان فيدان، والسيطرة على مسيرة الحلّ الكردي.

 

كيري يرى علاقة “تكافلية” بين الأسد و”داعش” ودمشق تنتظر تفاصيل عن خطة دو ميستورا

المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم

رأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الائتلاف الدولي ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بدأ يحقق نتائج ” والزخم الذي بناه داعش خلال الصيف بدأ يتلاشى”. وقال ان الجيش العراقي يحضر لشن هجوم مضاد “خلال اشهر”. ولاحظ في خطاب ألقاه في مؤتمر لمجلة “فورين بوليسي” ان “داعش” أوجد اجماعاً ضده في المنطقة، مشيرا الى ان السنّة والشيعة والعرب والاكراد والتركمان يتعاونون ضده و”رأينا الحكومة التركية توافق على السماح للمقاتلين الاكراد بعبور حدودها لمواجهة داعش، ورأينا قيادات لبنان بخلفياتها الدينية المتعددة تواجه مشتركة المحاولات المسلحة لاختراق اراضي لبنان”.

واضاف ان مواجهة “داعش” هي المسؤولية الاساسية للعراق، ولكن حتى اذا نجح العراق في ذلك فانه سيستمر في مواجهة تحديات صعبة نتيجة الاحداث في سوريا حيث لـ”داعش” وجود مدمر. ثم قال: “انا ادرك ان البعض يعتقد ان الغارات الجوية على داعش في سوريا سوف يكون لها مفعول عكسي لانها في الواقع تساعد الديكتاتور بشار الاسد الذي يحكم البلاد منذ زمن، والذي ادى قمعه الوحشي الى اخطر الكوارث الانسانية بالتأكيد في هذا القرن”… لكن هذا الافتراض هو في الواقع مبني على قراءة خاطئة للواقع السياسي في سوريا. ونظام الاسد وداعش يعتمدان بعضهما على البعض”. وذكر ان نظام الاسد كان يقصف دون هوادة المناطق “التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة، ونادرا ما أعاق مسيرة داعش… وهذه نقطة يجب التركيز عليها. ثمة علاقة تكافلية (تعاونية) بين الاسد وداعش” بمعنى “ان داعش يقدم نفسه على انه البديل الوحيد من الاسد، والاسد يدعي انه آخر خط دفاع ضد داعش، وهذا يعزز الطرفين”.

ولفت الى ان “السوريين منذ وقت طويل يواجهون خيارات مستحيلة بين الارهابيين من جهة والديكتاتور الوحشي من جهة اخرى”… استراتجيتنا بالتنسيق مع شركائنا هي ان نوفر امكان خيار جديد وبناء أكثر… خيار المعتدلين الذي ينبذ الارهابيين والاسد معا، خيار سوف يرحب به كل سوري يريد ان يعيش في بلد يتسم بالمدنية وشمول الجميع، ويسود فيه الحكم الصالح والسلام”.

وبعد ما أكد ان الائتلاف الدولي يعتزم التعاون مع السوريين الذين يريدون تعزيز تيار الوسط هذا، كرر ان واشنطن ناقشت هذه المسألة مع الروس والسعوديين. كما اكد ان حكومته لا تزال تعتقد انه “لا حلّ عسكرياً للنزاع في سوريا، وان الحل الافضل هو الحل التفاوضي لمرحلة سياسية انتقالية لاقامة حكومة تمثيلية واسعة، وهذا سيكون افضل وسيلة لتهميش المقاتلين الاجانب، والمساهمة في اعادة اللاجئين والبدء بعملية وفاق واستعادة العافية” واضاف “وهذا لا يمكن الا ان يكون عملية تدريجية، لكن بروز داعش يعطينا فرصة جديدة للتحرك في الاتجاه الصحيح. الفرصة متاحة وعلينا اغتنامها”.

وشدد على ان “داعش” يمثل خطرا على المصالح الجوهرية للولايات المتحدة، قائلا: “الارهابيون يمثلون خطرا غير مقبول على الافراد والمنشآت الاميركية في العراق… وعدوانهم يزيد الاعباء الرهيبة المفروضة على اصدقائنا وحلفائنا في تركيا والاردن ولبنان”. وخلص الى انه ” اذا لم يتم التصدي لهذه الشبكة فانها ستصير الدعوة التي تجذب اليها كل المهمشين والمستائين من كل قارة، وستشجع بروز من يرغب في تقليدها، وسوف تشجع الافراد في انحاء العالم على ارتكاب اعمال غبية ومدمرة وانتحارية”.

 

قبول سوري “مبدئي”

وفي دمشق، صرح وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في مقابلة مع وكالة “الاسوشيتدبرس” بان الحكومة السورية وافقت “مبدئياً” على دعوة المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا الى وقف النار في مدينة حلب، لكنها تريد مزيداً من التفاصيل قبل ان تتخذ قراراً نهائياً.

وقال: “اتى الينا دو ميستورا بعنوان وليس باقتراح شامل… لقد أتى لاختبار نيات الحكومة السورية وسمع كلاماً جيداً جداً… يؤكد ان سوريا تريد تعاوناً جدياً”.

وأوضح ان المبعوث الاممي يحتاج الى وضع تفاصيل، وان أهم شيء بالنسبة الى الحكومة السورية هو ان وقف القتال في أي مكان “يجب ان يكون بداية لعملية مصالحة محلية”. واضاف ان “التجميد يجب ان يكون مدخلاً لتنظيف هذه المنطقة من الجماعات المسلحة والاسلحة الموجودة فيها وتحويلها منطقة آمنة بطريقة تسمح للحكومة بارسال المواد الانسانية والخدمات اليها”.

ونقل عن دو ميستورا “ان المجموعات المسلحة على الارض وداعميها مستعدون لقبول هذه المبادرة”.

 

الجهاديون الأوروبيون يضطلعون بدور رئيسي في أشرطة الذبح “داعش” تعوّض التراجعات الميدانية بالإخراج المتقن

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

يُعتقد أن طالب طب بريطانياً ومواطنا فرنسياً ذهبا إلى سوريا العام الماضي، ظهرا في شريط فيديو لكتيبة من جهاديي “الدولة الإسلامية” وهي تذبح جنوداً سوريين وتعرض رأس عامل الإغاثة الأميركي بيتر كاسيغ. كذلك، ظهر في التسجيل جهادي يتحدث بلكنة بريطانية سبق له أن شوهد في أشرطة قطع رؤوس الاميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف والبريطاني ديفيد هينز، وقت يحاول التنظيم المتشدد تصوير نفسه حركة دولية.

 

واظهر الشريط البالغة مدته 15 دقيقة، والذي نشرته “مؤسسة الفرقان” الاعلامية التابعة للتنظيم، رأسا مقطوعاً قيل انه لكاسيغ الذي خطف عام 2013 في سوريا. واكدت واشنطن صحة الشريط الذي اثار موجة من السخط والاستنكار عالميا. وقد تضمن لقطات اشبه بمشاهد سينمائية متقنة الاخراج، ومصورة بكاميرا عالية الجودة، يذبح فيها جهاديون 14 شخصاً على الاقل قالوا انهم ضباط وطيارون سوريون، بطريقة متزامنة ووحشية.

وقال أحمد المثنى المقيم في مدينة كارديف في ويلز لصحيفة “الدايلي ميل” إن ابنه ناصر البالغ من العمر 20 سنة كان على ما يبدو ضمن مجموعة من 16 متشدداً ظهروا في التسجيل. وأضاف: “لا يمكنني أن أجزم، ولكن يبدو أنه ابني”.

الا ان المثنى عاد وقال لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” بعدما “انعم النظر في الصور”: “لا يبدو انه هو، هناك اختلاف كبير. هذا الشخص له انف كبير، وابني انفه مسطح”.

وصرح ناطق باسم الحكومة البريطانية بان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيرأس اجتماعا للجنة الاستجابة لحالات الطوارئ التابعة للحكومة والمعروفة باسم “كوبرا” خلال الساعات الـ36 المقبلة لتلقي تقارير من مسؤولين في الاستخبارات والأمن في ضوء التسجيل الأحدث.

ورفع مستوى الخطر الأمني في بريطانيا إلى ثاني أعلى مستوياته في آب الماضي بسبب أخطار يمثلها مقاتلو التنظيم العائدون من العراق وسوريا.

 

فرنسا

وفي باريس، كشف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن تحليلا أجرته وحدة أمنية اظهر ان أحد الرجال الذين يقودون أسرى إلى موقع للاعدام هو مكسيم أوشار الفرنسي المتحدر من منطقة أور الشمالية والذي سافر إلى سوريا في آب 2013.

وقال للصحافيين: “هذا التحليل (للاستخبارات الفرنسية) يشير الى أن ثمة احتمالاً كبيراً أن مواطناً فرنسياً شارك مباشرة في تلك الاعمال الدنيئة”.

والعام الماضي، فتح قضاة تحقيقاً مبدئياً للاشتباه في مشاركة أوشار في مؤامرة لارتكاب اعمال ارهابية، وهو الاتهام الذي يوجه عادة الى مواطنين قاتلوا مع متشددين إسلاميين.

وأجرت قناة تلفزيونية فرنسية مقابلة مع أوشار خلال الصيف صرح فيها بان هدفه من الانضمام الى “الدولة الاسلامية” هو الاستشهاد.

وجاء إعلان قتل كاسيغ، وهو خامس غربي تصور “الدولة الإسلامية” ذبحه، في تسجيل مصور لذبح 14 رجلاً على الأقل قال التنظيم إنهم طيارون وضباط موالون للرئيس السوري بشار الأسد. وسبق للتنظيم أن بث تسجيلات تصور ذبح رجلين أميركيين ورجلين بريطانيين وظهر فيها متشدد ملثم بقناع أسود ويشهر سيفا ويتحدث الإنكليزية بلكنة بريطانية وأطلقت عليه وسائل الإعلام البريطانية لقب “جون الجهادي”.

لكن وجوه معظم المتشددين في التسجيل الذي بُث الاحد كانت مكشوفة. واوردت صحيفة “الديلي ميل” أن الرجل الذي يبدو أنه ناصر المثنى كان يقف إلى جانب جون الجهادي. وظهر المثنى في شريط فيديو في حزيران يدعو فيه المسلمين للانضمام الى “الدولة الإسلامية”.

 

تراجعات ميدانية

ويبدو أن التنظيم “حاول في شريطه الاخير اظهار نفسه متمتعا بثقة فائضة وتوسع غير محدود، في ما يعتقد محللون انه رد على تراجعات ميدانية له في الفترة الاخيرة.

ويعد الشريط الاكثر عنفا بين الاشرطة الدعائية للتنظيم، بما فيها تلك التي تظهر تنفيذه عمليات اعدام جماعية في حق جنود ومدنيين في العراق وسوريا.

الا ان محللين يرون في الشريط دليلا على تضعضع في صفوف “الدولة الاسلامية” التي تتعرض منذ آب لغارات يشنها ائتلاف دولي بقيادة الولايات المتحدة.

ويفيد تقرير لمركز “صوفان غروب”، أن “الدولة الاسلامية لاتزال خصما قوياً وخصوصا بالنسبة الى الملايين الذين يخضعون لسيطرته في سوريا والعراق، الا أن التنظيم يبدو غير مترابط وفاقداً للتوازن”، ملاحظا الى أن التنظيم “تخلى عن الرسائل المنضبطة، وبات الآن يرمي برسائل عامة الى مؤيديه وخصومه”.

ورجح مسؤولون غربيون في أوقات سابقة ان يكون التنظيم بلغ الحد الاقصى لنفوذه، ثم بدأ بالتراجع بعض الشيء.

ويقول أيمن التميمي، الباحث في “منتدى الشرق الاوسط” والخبير في شؤون الجماعات الجهادية، :”اعتقد انه من الممكن ربطه (الشريط) بالتراجعات التي تعرض لها التنظيم” حديثا.

وتقول الباحثة في مركز “كارنيغي الشرق الاوسط” داليا غانم يزبك إن “العنف الفائق في هذه الاشرطة يخدم هدفين: الاول… حشد المؤيدين وتشجيع المترددين وردع الانشقاقات”، والثاني ” اظهار كون التنظيم يحتفظ بقوته العسكرية القاسية ولا يزال على الارض وفاعلا حاليا، وقادرا على ضرب اي كان، في اي مكان واي زمان”.

 

الوساطة بين «داعش» و«النصرة»: إعادة رسم خريطة النفوذ في سوريا

فشل مساعي الصلح، ونشوء نقاط توتر جديدة، وتمترس الفصائل المسلحة حول أجندات مختلفة، كل ذلك يوحي بأن المشهد «الجهادي» في سوريا مقبل على تطورات جديدة، قد يكون من تداعياتها إعادة رسم خريطة السيطرة والنفوذ في أكثر من منطقة سورية.

ولم يكن خبراً عابراً ما أعلنه، الأسبوع الماضي، قائد «جيش المهاجرين والأنصار» صلاح الدين الشيشاني من رفض تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» مساعي الصلح وعقد الهدنة التي فوضته بها كل من «جبهة النصرة» و«أحرار الشام».

وما يزيد من دلالات هذا الخبر أنه تزامن مع إفشال متعمد من قبل «جبهة النصرة» لمساعي التحكيم بينها وبين «جبهة ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف في ريف إدلب، عبر الإيعاز إلى الشيخ السعودي عبدالله المحيسني للاعتذار عن عدم تولي رئاسة المحكمة التي اقترحتها «حركة أحرار الشام» لفض النزاع بين الطرفين.

والسؤال: لماذا تطلب «جبهة النصرة» عقد هدنة مع «داعش» في هذا التوقيت، خاصة أن المعارك بينهما هدأت في غالبية المناطق، باستثناء اشتباكات بسيطة في محيط مارع في ريف حلب؟ وما دلالات رفض «الدولة الإسلامية» لهذا الطلب؟.

قد يكون طلب الهدنة محاولة من بعض الفصائل لجس نبض «الدولة الإسلامية» ومعرفة مدى تأثره بضربات التحالف الدولي، وانعكاس ذلك على تعاطيه مع خصومه في الداخل. لكن «جبهة النصرة» لها أهداف أخرى، أهمها الاطمئنان على وضعها في مدن وبلدات ريف إدلب التي سيطرت عليها مؤخراً من جمال معروف، والتأكد من انه ليس لدى «الدولة الإسلامية» خطة للمشاغبة عليها في المنطقة. وهي تحتاج إلى هذه الطمأنينة للتفرغ لمواجهة «خطة تجميد حلب» التي طرحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، والتي ترى فيها مع فصائل أخرى أنها تستهدف القضاء على العمل العسكري في أهم ثاني مدينة سورية، خصوصاً أن الجيش السوري يكاد يكمل طوقه حول أحياء المدينة وقطع آخر خطوط إمداد المسلحين عبر «كاستيللو»، بينما لن يكون لهذه الخطة أي تأثير على «الدولة الإسلامية»، لأنه لا يملك أي تواجد ضمن مدينة حلب، التي تقتصر الخطة عليها ولا تشمل الريف، حيث يسيطر «داعش» على كل الريف الشرقي وأجزاء من الريف الشمالي.

وأعلن وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، لوكالة «اسوشيتد برس»، أن دمشق وافقت «مبدئيا» على دعوة دي ميستورا لتجميد القتال، لكنها تحتاج إلى المزيد من التفاصيل قبل اتخاذ قرار نهائي، موضحا انه يجب على المبعوث الأممي «التأكد من موافقة المجموعات المسلحة على الأرض وداعميهم» على خطته.

ويشير رفض «الدولة الإسلامية» لمساعي الصلح وعقد الهدنة إلى الثقة بالنفس والشعور بالقوة، ما يعكس بدوره عدم تضرر التنظيم عسكريا بشكل كبير جراء غارات التحالف الدولي المستمرة ضده منذ حوالي أربعة أشهر، وإلا كان اضطر إلى قبول الهدنة وإغلاق جبهاته الداخلية لحشد كل قواه لمواجهة التحالف الدولي.

وما يعزز من ذلك، أنه منذ إعلان صلاح الدين الشيشاني فشل مساعيه ورفض «الدولة الإسلامية» عقد هدنة، باشرت «جبهة النصرة»، وحليفها «جند الأقصى»، بحملة واسعة في ريف إدلب وريف حماه الشرقي، لمداهمة مقار وأوكار من تشتبه أنهم خلايا نائمة تابعة أو متعاطفة مع «الدولة الإسلامية»، ما يشير بالفعل إلى وجود هواجس لديها من نية الأخير المشاغبة عليها في المنطقة.

وفي هذا السياق داهمت «جبهة النصرة» بلدتي تل طوقان وأبو الضهور في ريف إدلب، وقامت بملاحقة عناصر «لواء العقاب الإسلامي»، الذي تردد أن قائده راشد طكو بايع ابو بكر البغدادي. وشملت الملاحقة مجموعة أبو الورد، المعروف بعلاقاته مع بعض قيادات «الدولة الإسلامية». كما أشارت مصادر إعلامية مختلفة إلى أن «جبهة النصرة» قامت بحملات اعتقال في بعض قرى ريف حماه الشرقي، طالت العشرات ممن اشتبهت بصلته بـ«الدولة الإسلامية».

وبينما يرى البعض أن حملة «جبهة النصرة» الاستباقية قضت على كل أمل لدى «داعش» بوضع قدمه في ريف إدلب، يعتقد آخرون أن «جبهة النصرة» ربما تكون وقعت في الفخ، وأن هذه الحملة ستكون ذريعة «الدولة الاسلامية» للتدخل في المنطقة.

وجاء نفي خالد أبو أنس، أحد القيادات الشرعية في «أحرار الشام»، لموضوع تفويض الحركة صلاح الدين الشيشاني بالتفاوض مع «الدولة الإسلامية» ليلقي مزيداً من الضوء على علاقة الحركة مع «جبهة النصرة»، واستمرار التوتر بينهما، لاسيما أن أبا أنس شدد في نفيه على أن «الحركة لن تهادن من طعن جهادنا وشوه إسلامنا»، وهذا غمز من قناة «جبهة النصرة» التي لم تنف حتى الآن تفويضها الشيشاني.

مع التنويه إلى أن نفي أبي أنس قد يكون تعبيراً عن صراع الأجنحة داخل الحركة، التي اعتادت في الفترة السابقة إصدار بيانات ومن ثم نفيها من قبل بعض قادتها، وآخر هذه التناقضات ما حدث مع «جنود الشام» بقيادة مسلم الشيشاني، عندما أصدرت الجماعة بياناً تعلن فيه تحالفها العسكري مع «أحرار الشام»، فتضاربت مواقف قادة الحركة منه، ليصدر نفي ملتبس تعلن فيه الحركة «عدم صحة ما يشاع عن انضمام «جنود الشام» إليها، رغم أن الإعلان تحدث عن تحالف عسكري ولم يتطرق إلى موضوع الانضمام.

كما أن الأحداث التي جرت في معبر باب الهوى الحدودي في اليومين الماضيين تشي بأن انعدام الثقة بين حلفاء الأمس وصل إلى درجات عميقة جداً، ولا يتعلق الأمر فقط بـ «أحرار الشام» و«جيش الإسلام»، بل الأرجح أن تكون «أحرار الشام» قد افتعلت هذه الاشتباكات لإيصال رسالة إلى «جبهة النصرة» التي تتقدم في ريف إدلب الشمالي باتجاه المعبر، بأنها لن تسمح لأيٍّ كان بالسيطرة عليه.

 

جبهة النصرة تلغي الهدنة مع “الجيش الحر” في ريف إدلب

إدلب- الأناضول: ألغت “جبهة النصرة”، و”جند الأقصى”، الاثنين الهدنة المبرمة بينهما، وبين فصائل في الجيش الحر، كـ”ألوية الانصار”، و”جبهة حق المقاتلة”، في ريف إدلب شمال سوريا.

 

وأفاد بيان صادر عن “النصرة”، أن إلغائها للهدنة جاء بسبب إصدار المحكمة المكلفة بحل الخلاف بين الطرفين، قرارًا يقضي بتوليها التفويض المطلق في كل الأمور، حتى غير القضائية، وهو ما يعارض نص الاتفاق الأصلي، بحسب البيان.

 

وتسود حالة من الترقب لما سيحدث في الساعات القادمة، في ريف إدلب الجنوبي، التي تتخذها أطراف الهدنة مقرًا لها.

 

وكانت المحكمة المذكورة تشكلت بموافقة الطرفين، بعد أكثر من أسبوع من الاشتباكات، استطاعت خلالها جبهة النصرة، وجند الأقصى من طرد جبهة ثوار سوريا، من مقراتها الرئيسية في محافظة إدلب، وباتت معظم المحافظة في يدها، ما عدا الريف الجنوبي الذي تتحصن فيه الفصائل المساندة لجبهة ثوار سوريا.

 

ويتخوف الأهالي في ريف إدلب الجنوبي من عمليات اقتحام من قبل “النصرة”، و”جند الأقصى”، لقراهم التي تضم مقرات لفصائل الجيش الحر، كما حصل في جبل الزاوية، فيما يتحرك عدد من الفصائل المحايدة، وعلى رأسها حركة أحرار الشام، لإعادة بناء الهدنة من جديد.

 

داعش يحظر استخدام الهواتف النقالة خشية استهداف عناصره

نينوى- الأناضول: قال مسؤول أمني عراقي إن تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” حظر على عناصره استخدام الهواتف النقالة خشية التنصت عليهم واستهدافهم.

 

يأتي ذلك فيما أفادت مصادر أخرى بمقتل سبعة من عناصر التنظيم في محافظتي نينوى وديالى، شمالي البلاد.

 

وقال العقيد أحمد الجبوري، الضابط بشرطة نينوى، لوكالة الأناضول، إن “التنظيم أصدر أمرا لجميع عناصره بحظر استعمال الهواتف النقالة خلال تواجدهم في المعسكرات أو على جبهات القتال، خشية التنصت عليهم واستهدافهم من قبل الطائرات الحربية”.

 

وأشار إلى أن “تقدم قوات الجيش نحو مدينة الموصل يتطلب وقتا أطول كون داعش اعتمد على تفخيخ الطرق والمنازل السكنية بالعبوات الناسفة”.

 

وأوضح أن “أغلب العبوات التي يستخدمها التنظيم متطورة الصنع ما يتطلب خبراء دوليين لإبطال مفعولها”.

 

من جهة أخرى قال مصدر محلي، فضل عدم ذكر اسمه، إن “طائرة استهدفت، عجلة (سيارة) لتنظيم داعش كانت تحمل كميات كبيرة من العبوات الناسفة والأعتدة في حي الاصلاح الزراعي، غربي الموصل، ما أدى الى مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم كانوا بداخلها”.

 

كما ‏?كشف قائد شرطة محافظة ديالى الفريق الركن جميل الشمري، اليوم الاثنين، عن مقتل أربعة عناصر لتنظيم “داعش” وتدمير سيارة في قصف مدفعي لقوات الجيش على مواقعهم.

 

وتسيطر قوات الأمن على أغلب محافظة ديالى، بينما يسيطر تنظيم “داعش” على ناحيتي جلولاء والسعدية وقضاء المقدادية في شمال وشمال شرق بعقوبة وأجزاء من سلسلة جبل حمرين (حيث سدة العظيم)، في شمال غرب بعقوبة، إلا أن الأوضاع الأمنية غير مستتبة في الكثير من مناطق المحافظة وخاصة مناطق التماس بين القوات العراقية والبيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) من جهة وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى.

 

وعادة ما يعلن مسؤولون عراقيون عن مقتل العشرات من تنظيم “داعش” يومياً دون أن يقدموا دلائل ملموسة على ذلك، الأمر الذي لا يتسنى التأكد من صحته من مصادر مستقلة، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من داعش بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام، غير أن الأخير يعلن بين الحين والآخر سيطرته على مناطق جديدة في كل من سوريا والعراق رغم ضربات التحالف الدولي ضده. ‎

 

ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع لـ(داعش)، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.

 

عميد مخابرات سوري منشق: متهمان بجريمة قتل الحريري التقيا بشار الأسد في دمشق أكثر من مرة

مروان حمادة أمام المحكمة الدولية: بند الانسحاب السوري كان سبب الاغتيال

إسطنبول وبيروت ـ «القدس العربي» من وائل عصام وسعد الياس: في شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حول اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري قال النائب اللبناني مروان حمادة أن نزاع النظام السوري مع الحريري حول بند الانسحاب السوري كان سببا في اغتياله، فيما قال المحامي اللبناني طارق شندب لـ«القدس العربي» ان عميدا منشقا عن مخابرات النظام السوري أبلغ لجنة التحقيق الدولية ان اثنين من المتهمين باغتيال الحريري التقوا الرئيس السوري الأسد في دمشق لأكثر من مرة قبيل اغتيال الحريري في 2005.

ويقول العميد المنشق الذي ابلغ المحامي شندب ايضا بهذه التفاصيل، انه كان يشرف شخصيا على نقل المتهمين باغتيال الحريري وهما (مصطفى بدر الدين وحسين العنيسي) بشكل دوري من بيروت، ويؤمن لهما دخول الطائرة من غير ختم جوازيهما برفقة مسؤول رفيع من حزب الله، ثم يذهب معهما للقصر الجمهوري، لكنه قال انه لم يحضر معهما ايا من الاجتماعات داخل القصر مع الرئيس الأسد.

وتتطابق هذه المعلومات مع ما اعلنته لجنة التحقيق الدولية باغتيال الحريري قبل ثلاثة ايام عن ان المتهمين الخمسة باغتيال الحريري كانوا على اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المحامي طارق شندب لـ«القدس العربي» ان العميد المنشق من جهاز الاستخبارات والاستطلاع السوري هو نفسه من أعطى لجنة التحقيق الدولية شريطا لتسجيل صوتي بين ماهر الأسد ووفيق صفا المسؤول الامني الرفيع في «حزب الله» قبل ان يسرب هذا الشريط للإعلام وينشر، كما أنه يملك للان اربعة اشرطة اخرى لم يسلمها للجنة التحقيق تحتوي تسجيلات صوتية بين مسؤولين من النظام السوري ومسؤولين في لبنان.

العميد السوري الذي استمعت لجنة التحقيق الدولية لأقواله في أكثر من جلسة سرية كان يتولى مهام حساسة في جهاز استخبارات النظام السوري في لبنان، وظل على رأس عمله حتى انشق عن النظام بعد انطلاق الثورة السورية بسبب تعرض مدينته للقمع وأبناء عمومته للقتل على يد اجهزة الامن السورية التي ينتمي لها.

ويقول المحامي الدكتور طارق شندب وهو مؤلف كتاب عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري ومختص بالقانون الدولي، ان هذه المعلومات قد تؤدي لإدراج اسم الرئيس السوري الأسد في قائمة المتهمين باغتيال الحريري رسميا، بعد ان كانت المحكمة الدولية قد حذفت اسم بشار الأسد من القرار الاتهامي عام 2009 الذي أعلن عن خمسة متهمين باغتيال الحريري معظمهم اعضاء بحزب الله.

وباستماعها لشهادة مروان حمادة، خطت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خطوة اضافية في طريقها نحو كشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مع انتقالها إلى مرحلة الاستماع إلى مجموعة من الشخصيات السياسية والصحافيين، وكان محور شهادته «اتفاق الطائف»، حيث أكد ان الحريري كان أحد مؤسسيه، واعتبر» أن الانتقائية في تطبيق الطائف حوّلت الدور السوري إلى وصاية ولا سيما مع معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق التي كان تطبيقها لصالح سوريا التي واصلت التدخل في كل الشؤون عبر استخباراتها في لبنان ومن كان على رأسها وأبرزهم غازي كنعان ورستم غزالة».

ولفت حمادة إلى ان عدم تطبيق بند تسليم السلاح والذي طالب بتنفيذه كثيرون بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، قد يكون سبباً لجرائم طالت مسؤولين لبنانيين. وتطرق حمادة في شهادته إلى العلاقة بين الدولتين اللبنانية والسورية بعد «الطائف»، فقال كانت في السنوات الاولى علاقة أمل، ثم باتت علاقة خيبة، لتصل إلى الانهيار واليأس، جازماً ان «السوريين لم يحترموا أياً من بنود «الطائف»، وكانوا يمسكون بكل القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والامن والعسكر هم وحلفاؤهم في لبنان». كما توقف عند بند الانسحاب السوري من لبنان، الذي اعتبره نزاعاً أدى إلى اغتيال الحريري.

وشرح حمادة مراحل من حكم الرئيس إلياس الهراوي ومشاركة الرئيس الحريري فيها وكيف كانت العلاقة مع الرئيس حافظ الأسد، ومن ثم حكم الرئيس لحود وكيف استبعد الرئيس الحريري في بداية الولاية وصولاً إلى تولي الرئيس بشار الأسد للسلطة. وبشهادة النائب حمادة ازداد الضغط على الرئيس الحريري في فترة حكم بشار ولا سيما في عام 2003 حيث كان مطلوباً منه في شهر نيسان/ابريل أن يشكل حكومة وفق الرغبة السورية بالكامل وأن يستبعد منها وزراء محسوبين عليه كباسل فليحان.

ويأتي الاستماع إلى حمادة بعد مفاجأة كبيرة شهدتها جلسة غرفة البداية في المحكمة تمثّلت بالكشف عن ظهور رقم هاتف الرئيس السوري بشار الأسد المباشر من ضمن الهواتف التي جرى التواصل معها من قبل المجموعة المتهمة بتنفيذ جريمة 14 شباط/فبراير 2005.

 

«داعش» في إنتاجه الإعلامي الأخير يقدم حفلاً دموياً.. علامة ضعف أم تبرير للنكسات؟

آخر رهينة أمريكية لديه امرأة.. ومقتل كاسيغ لن يغير موقف أوباما ولا حملته الجوية

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي» هل بدأت أشرطة تنظيم الدولة الإسلامية- داعش تفقد تأثيرها، أم أن الشريط الأخير تعبير عن أزمة يمر بها التنظيم بعد تراجعات سجلت في العراق وحالة من الجمود الحربي في عين العرب ـ كوباني؟

فالشريط هو الخامس الذي أعلن فيه عن نحر الرهينة الأمريكي والأخير عبدالرحمن/ بيتر كاسيغ وهو جزء من أزمة الحملة الدعائية التي يشنها التنظيم التي بدأت بحسب صحيفة «إندبندنت» تفقد قدرتها على الصدمة، حتى في إطار الفيديو الأخير المختلف تماما عن الأشرطة التي قطعت فيها رؤوس الرهائن الأمريكيين، فالتنظيم يعرف، كما تقول، انه مهما فعل وارتكب من وحشية فلن يكون قادرا على تغيير موقف الدول الغربية، فالحملة الجوية ضده ستستمر ومعها ستواصل الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها استراتيجية تسليح وتدريب الأكراد والقوى المسلحة الأخرى المعادية لداعش، فيما يقل عدد الرهائن الأجانب لدى الجهاديين.

 

فشل

 

وفي نفس الوقت تقول الصحيفة إن التنظيم فشل في جر الغرب نحو حرب برية وإرسال قوات للعراق وسوريا، فلو حدث لكانت خطوة كارثية ولأعطت المبرر للتنظيم من أنه يقاتل حربا «صليبية» ضد الغرب.

وتضيف أن قتل عبدالرحمن كاسيغ هو «علامة يأس من تنظيم لم يعد عصيا على الهزيمة كما كان قبل عدة أشهر، فلم يقتحم العاصمة العراقية بغداد، ولا يبدو أنه يحقق تقدما ضد الأكراد الذين تمترسوا في داخل وخارج بلدة عين العرب/ كوباني». ويذهب إلى هذا المذهب مارتن شولوف من صحيفة «الغارديان» الذي يرى أن حديث التنظيم المطول عن بطولاته وامتداداته في داخل وخارج كل من العراق وسوريا يؤشر لحالة من الضعف التي يعاني منها التنظيم.

فبعد اسبوع من النكسات يصر داعش على إظهار قدرته على مواصلة اللعبة الكبيرة. ويضيف شولوف قائلا إن الأمور لا تسير على ما يرام في كل الجبهات التي يقاتل عليها داعش.

ويعتبر العراق بالتحديد مشكلة، فقد خسر داعش السيطرة على واحد من ممتلكاته الثمينة، وهي مصفاة النفط في بيجي بعد ان أجبرته الميليشيات الشيعية والقوات العراقية على الخروج منها.

وتكبد التنظيم في أماكن أخرى خسائر جراء غارتين جويتين، ضربت الأولى بلدة القائم على الحدود السورية، وقتل فيها قائد منطقة الأنبار وكذا منطقة الفرات المهمة. أما الضربة الثانية فقد قتل فيها مساعد كبير لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قرب الموصل.

وأشار الكاتب للشريط الذي أصدره البغدادي يوم الخميس كي يبدد الشكوك حول ما قيل عن إصابته في الغارة الجوية.

ولكن «الجراح التي تعرض لها التنظيم في الفترة الماضية أكثر إيلاما». ويشير إلى معضلة التنظيم في شمال سوريا رغم زعم التنظيم أن الغارات الجوية لن توقف تقدمه. ولهذا جاء شريط الفيديو الأخير الذي سرد فيه التنظيم أمجاده وقدم طرقه البشعة في قتل الضحايا. ويعلق شولوف على قدرة التنظيم استخدام الإعلام أكثر من أية جماعة جهادية أخرى. فتسجيلاته تخرج بحرفية عالية وتنتجها شركات إعلام محترفة وتصور عبر تقنية ممتازة وبجودة عالية. وكان لكل تسجيل يخرجه بمثابة انتصار يعدل ما يحقق جنوده في الميدان.

 

رسائل

 

وعلى العموم يطمح الشريط لتوصيل رسالتين، الأولى تريد النظر لنكسات التنظيم الأخيرة عبر منظور انتصاراته وأن الوقت يقف إلى جانبه.

فقد سخر التنظيم من خلال تمظهراته المتعددة منذ عام 2003 من قلق الولايات المتحدة واهتمامها بالنتائج السريعة.

ونقل شولوف عن أحد أعضاء التنظيم قوله «انتم في الغرب لا تستطيعون تحمل قدرتنا على ضرب ساستكم، فالوقت يقف معنا، وهذه نبوءة تحققت».

أما الرسالة الثانية فهي تهديدية وتقول إن أي شخص يقع في يد التنظيم فسيلقى نهاية مروعة، مشيرا إلى إبداع التنظيم في تقديم أشرطة الفيديو ورفع درجة الوحشية فيها.

وما يطبع الشريط الأخير هو انه لا يظهر عملية ذبح كاسيغ، نظرا للضغوط التي تعرض لها التنظيم من جماعات جهادية طالبت فيها بإطلاق سراحه، ومنهم قيادي بجبهة النصرة قال إن كاسيغ قدم له العلاج عندما أصيب بجراح.

يضاف إلى هذا ان كاسيغ مثل جيمس فولي من قبله اعتنق الإسلام وكان مخلصا لدينه الجديد حسب شهادات عدد من الرهائن الأوروبيين الذين أطلق سراحهم بعد دفع دولهم فدية.

ويرى شولوف إن شريط الإعلان عن قتل كاسيج سيجعل من الصعوبة أمام التنظيم تسويق رؤيته لأتباعه وللخارج.

 

دعونا نقاتل داعش

 

ويعلق كون كوغلين من صحيفة «ديلي تلغراف» على آخر عملية قتل للتنظيم بقوله إن داعش مهتم بالفوز بالحرب الدعائية قدر اهتمامه بالسيطرة على مناطق واسعة في العراق وسوريا، ولاحظ أن توقيت صدور الفيديو جاء متزامنا مع قمة العشرين التي انعقدت في مدينة بريزبين الأسترالية.

وعلق أيضا على هدف الفيديو وهو نشر الرعب في قلوب أعدائه في العراق وسوريا. وفي الوقت الذي شجب فيه قادة الدول الغربية عملية القتل إلا أنهم لا يقومون بجهد من أجل مواجهة داعش، أو تحقيق ما تحدث عنه الرئيس باراك أوباما «إضعاف وتدمير» بنية داعش الإرهابية.

صحيح ان الغارات الجوية للتحالف الدولي عرقلت تقدم التنظيم وحرمته من زمام المبادرة للسيطرة على مناطق واسعة، ولكن يبدو التحالف غير قادر على الحد من قدرة داعش على «ترويع» أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط، حيث اقترح مسؤول كردي أن عدد قوات التنظيم ربما تجاوزت الـ 200.000 مقاتل، كما ان الغرب ليس قادرا على منع داعش من استخدام «الخلافة» المزعومة كقاعدة انطلاق للهجمات خارج العراق وسوريا.

ويعتقد أن سبب تداعي خطة الغرب لها علاقة بعدم رغبة عدد من دول التحالف الغربي التوافق على خطة عمل فاعلة. ففي قمة العشرين تحدث أوباما وكاميرون ورئيس الوزراء الأسترالي المتطرف توني آبوت وبإسهاب عن ضرورة هزيمة داعش، لكن بدون تقديم مقترحات عملية حول طريقة مواجهته.

 

ماذا بقي لـ «داعش» من رهائن

 

بنحر كاسيغ الذي كرس حياته القصيرة لمساعدة ضحايا الحرب، لم يبق بيد داعش من أوراق الضغط على الأمريكييين سوى امرأة واحدة لم يكشف التنظيم عنها كعادته في التهديد ولا تريد عائلتها ان يكشف عن اسمها.

وما يعرف عنها أنها في نفس عمر كاسيج- 26 عاما- وتم اختطافها عندما كانت تقوم بمساعدة ضحايا الحرب الاهلية. واندفعت لمساعدة السوريين خاصة أيتام الحرب ومن انفصلوا عن عائلاتهم. وتم اختطاف المرأة في آب/ أغسطس 2013 مع مجموعة من عمال الإغاثة الذين أفرج التنظيم عنهم.

وبحسب موقع «ديلي بيست» فقد طلب المسؤولون الأمريكيون وعائلتها عدم الكشف عن اسمها حتى لا يؤدي هذا لتعريض حياتها للخطر. ورغم هذا فظروف اعتقالها معروفة لدى المؤسسات الإعلامية منذ عام.

ويقول شين هاريس كاتب التقرير إن حرص داعش على الاحتفاظ برهائن أمريكيين ليس واضحا.

ونقل عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين قولهم إن اللافت للنظر عدم ظهور الرهينة الأمريكية الأخيرة في طرف الفيديو، وهو ما يعتبر خرقا للتقليد في إظهار الرهينة القادمة التي يحضر التنظيم لقتلها.

ويقول إن داعش قتل نساء وأطفالا مسلمين لكنه لم يقتل للآن أي امرأة غربية. وبحسب مسؤول سابق في مجال مكافحة الإرهاب فقبل أن يقرر داعش ماذا سيفعل بالرهينة الأمريكية المتبقية لديه فسيأخذ بعين الإعتبار رد فعل الرأي العام «فقبل فعل أي شيء، فهم يجسون النبض حول تلقي الرأي العام لها».

ويعتقد أن داعش طلب 6 ملايين دولار فدية مقابل إطلاق سراح الرهينة الأمريكية. لكن إدارة أوباما لديها سياسة متشددة بعدم التحاور مع الإرهاب ونصحت عائلات الأمريكيين المختطفين في سوريا بعدم الإستجابة للمطالب، وإن فعلوا فسيكونون عرضة للمساءلة القانونية. هذا بخلاف الدول الأوروبية التي لا تمانع في دفع أموال مقابل تحرير الرهائن.

ويقول هاريس إن طلب فدية كبيرة للإفراج عن الأمريكيين تشير لعدم جديته لتحريرهم، وبدلا من ذلك فهو يستخدمهم في عروضه الدعائية وأفلامه التي يهدف منها جذب متطوعين جدد له.

وبناء عليه فالرهائن الأمريكيون والبريطانيون كذلك يعتبرون مهمين لداعش في حربه الدعائية أكثر من الحصول على مال مقابل الإفراج عنهم، رغم أن الفدية تعتبر من مصادر مالية التنظيم المهمة.

وأشار هاريس لشريط الفيديو الأخير الذي كان أطول من الأفلام السابقة، وهو وإن لم يظهر قتل كاسيغ إلا أنه أظهر قتل جنود قال إنهم من الجيش السوري، ويعتبر والحالة هذه الأكثر فظاعة ودموية.

ويظهر الشريط عجز الولايات المتحدة عن تحرير رهائنها، حيث يقول مطلعون على النقاشات داخل الإدارة إن هناك نوعا من التنافس والبيروقراطية التي تمنع الحوار مع الإرهابيين بخلاف الأوروبيين الذين تم تحريرهم.

 

مخاوف في اوساط اللاجئين السوريين في مصر بعد قرار الحكومة لتسليم الملاحقين الى دمشق

يمنى الدمشقي

انطاكيا ـ «القدس العربي» أصبح العديد من السوريين يشعرون بأن مصر»أم الدنيا» التي كانوا يدخلون إليها متى شاءوا بعدما اختاروها بلداً للجوء نظراً لانخفاض كلفة المعيشة فيها، باتت الآن سجناً حيث أصبحوا مهددين بالترحيل في أية لحظـــة، بعدما أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً يقضي بتسليم الملاحقين من دولهم من غير المصريين إلى حكومات بلادهم بناء على طلب تقدمه الدولة للحكومة المصرية، يتم بموجبه إرسال الطلب للنائب العام بموافقة مجلس الوزراء للحفاظ على الهيبة الدولية لمصر.

وأفاد ناشطون لـ «القدس العربي» أنه من المعروف ان عشرات الناشطين المناوئين للأسد اتخذوا من مصر مكاناً لهم هرباً من بطش قوات النظام، تزامن ذلك مع حملة شديدة على السوريين الذين يحاول الإعلام المصري المسّيس والقوات الأمنية المصرية زجّهم بالصراع السياسي في مصر.

وأضافوا أنه سابقاً وأثناء ثورة 30 حزيران/ يونيو حاول ذلك الإعلام تقديم السوريين للمجتمع المصري كـ «شريحة من الإخوان المسلمين المتعاطفين مع إخوان مصر ويشاركونهم مظاهراتهم ويساعدونهم في تخزين السلاح، بل ويقبض كل سوري مبلغ 500 جنيه للاعتصام في رابعة، بينما تبيع السوريات الجميلات أنفسهن للمعتصمين في رابعة» حسبما صورهم عدد من وسائل الإعلام المصري.

بدوره، قال أحمد وهو أحد الناشطين السوريين ان السيناريو المصري لم يكن مختلفاً كثيراً عن سيناريو سوريا، الذي «ألقي فيه القبض على سعوديين يوزعون الريالات في حمص، ومصريين يبيعون الكشري المنكه بالمخدرات في حلب، وقطريات يطبخن الكبسة للإرهابيين في درعا».

وبين أنه منذ ذلك الوقت وفي 3 تموز/ يوليو تم إصدار قرار بمنع دخول السوري إلى مصر بأي شكل كان، وكانت هذه المرة الأولى التي يمنع فيها السوري من دخول مصر، وبدأت مآسي العائلات تمتد، فذاك الذي ترك أطفاله في سوريا ولم يعد يستطيع إحضارهم وتلك التي تنتـــظر زوجها ليأتي إليها.. الخ.

وأشار أحمد إلى أنه اليوم ومع ازدياد الأوضاع توتراً في سيناء وحدوث تفجيرات بشكل متكرر، صارت أصابع الاتهام توجه للسوريين هناك وصارت تهم أخرى تلصق بهم كأتباع «داعش»، رغم التباين الكبير بين فكر «الإخوان» وفكر «داعش» إلا أن ذلك لا يختلف عند عدد ومن وسائل الإعلام المصري بشيء.

وقال إن «مصر باتت تُحْكِم حبال خنقها على السوريين هناك، ولم يعودوا يتمكنون من تجديد إقامتهم، وصار الطالب السوري يعامل معاملة الطالب الأجنبي من حيث دفعه للأقساط الدراسية بالجنيه الاسترليني».

وقامت قوات الأمن المصرية الأسبوع الماضي، بمداهمة منزل أحد العاملين مع الجمعيات الإغاثية لمساعدة السوريين في القاهرة، واقتادته إلى أحد الفروع الأمنية، ليكتشف الأمن المصري ان إقامته منتهية الصلاحية وجواز سفره كذلك.

وبقي الشاب محتجزاً لمدة ثلاثة أيام حتى تم إصدار قرار بترحيله! لحقه بعد يومين شاب آخر في الاسكندرية قامت قوات الأمن المصري بتوقيفه في الشارع ثم اقتياده إلى فرع الأمن العام وإلصاق تهمة تزوير ختم الإقامة به ثم إصدار قرار ترحيله إلى سوريا.

وبين أحمد ان الحادثتين تزامنتا مع بعضهما في أسبوع واحد، ومع تصريح الرئيس السيسي بالقرار الجديد، متسائلا هل من تفسير لذلك سوى أن يكون النظامان «السوري والمصري» متعاونين مع بعضهما؟.

من جهة أخرى وفي مبنى الهجرة والجوازات سيئ الصيت في مدينة الاسكندرية، يقف السوريون طوابير لتجديد إقاماتهم لتصرخ الموظفة بوجوههم بعد أن أغلقت نافذة مكتبها «مش حنجدد لحد تاني، روحو بيوتكم».

«ما بدهم يانا ببلدهم، هي رح نسافر ونغرق بالبحر ليش يكمشونا؟!» هكذا تصيح «أم خالد» سيدة ألقي القبض عليها أثناء محاولتها الهجرة بشكل غير شرعي في الاسكندرية، بعد تعرض رحلتها لمحاولة سرقة من قبل لصوص وخسارتها لمبلغ سبعة آلاف دولار حاولت بهم ان تبحث عن حياة كريمة لا يكون فيها «إخوان» ولا «داعش» ولا تكون جنسيتها السورية لعنة تلاحقها أينما حلّت، أرادت فقط أن تكون في بلد تدعى فيه إنسان.

بينما حرمت «نهى» طالبة من المتفوقات في كلية الكيمياء الحيوية، من متابعة الدراسات العليا في مصر، لفرضهم رسوم دراسية بالجنيه الاسترليني، لإتمام دراستها، لتقضي المصالح والنزاعات السياسية على حلمها المستقبلي.

«أبت مصر إلا أن تلحق بالدول التي أغلقت أبوابها في وجه السوريين وتكون شريكة في مأساتهم، هل من واقع أشقى من هذا يدفع السوريين لأن يجدوا بين ثنايا بيوت الشعر وطنا»ً.

 

شيوخ عشائر: الجيش عذب معتقلين حتى الموت وزعم أنهم من المسلحين

احمد عمر

بغداد ـ «القدس العربي»: اتهم عراقيون من جنوب العاصمة بغداد تشكيلات في الجيش بقتل ابنائهم المعتقلين بواسطة التعذيب المفرط، مع اصدار وثائق رسمية تزعم ان الاشخاص المقتولين هم من المسلحين الذين سقطوا في مواجهات مع القوات الأمنية.

وقال الشيخ فاضل سلطان الغريري لـ«القدس العربي»: إن احد افراد عشيرته ويدعى شاكر الغريري تم اعتقاله بواسطة قوة عسكرية في منطقة المحمودية جنوب بغداد، مضيفاً أنهم عثروا على جثة المعتقل في مستشفى الطب بعد اقل من اسبوعين على توقيفه».

وتابع الغريري و»هو أحد وجهاء عشيرة الغرير السنية في محافظة بابل»، ان عملية الاعتقال المذكورة تمت بواسطة ضابط استخبارات برتبة نقيب في اللواء 25 التابع للفرقة 17 من الجيش العراقي، وهو معروف بتنفيذ حملات الاعتقال غير القانونية ضد المواطنين السنة في منطقة المحمودية، مبيناً ان معظم العمليات لا تستند إلى أوامر قضائية.

واضاف الغريري في تصريح خاص، ان آثار التعذيب كانت واضحة جداً على جسد المعتقل المغدور وتنوعت بين الكدمات واثار الحرق وانتظاع الاظافر، مستدركاً أن وثيقة الوفاة كانت تنص على ان سبب الوفاة هو الإصابة بعيارات نارية في أشارة إلى مقتلة ضمن مواجهة عسكرية.

وفي حادث آخر، أكدت عشيرة الجنابيين القاطنة في منطقة اللطيفية جنوب بغداد ان علي كوان الجنابي وهو معلم في مدرسة ابتدائية لقي حتفه على اثر التعذيب الذي تعرض له داخل مقر استجواب تابع للجيش بعد ثلاثة أيام من اعتقالة من داخل منزله.

وبين حسن حمدان الجنابي «ابن عم المعتقل المغدور»، انهم تسلموا الجثة مع وثيقة وفاة صادرة من دائرة الصحة في محافظة بابل تشير إلى ان قريبه قتل بتبادل اطلاق النار مع القوات الأمنية، مبيناً ان هذه الإشارة اصبحت تدون في جميع وثائق الوفاة الخاصة بقتلى التعذيب داخل المراكز الأمنية في منطقة جنوب بغداد.

بدوره كشف مصدر طبي في دائرة صحة بابل قيام قوات الجيش، بتسليمهم اعداد من الجثث وبشكل مستمر مع بيان شفهي أنهم من المسلحين الذين سقطوا لدى محاولتهم الهجوم على دوريات الجيش، مشيراً إلى ان دائرة الصحة تقوم بعمل الاجراءات الروتينية في تشريح الجثث واستصدار وثائق مطابقة لرواية الجيش.

واضاف المصدر الذي «رفض ذكر اسمه لخطورة الموضوع»، ان خبرة الطب الشرعي تستطيع معرفة ان الجثة قتل صاحبها من مسافة قريبة وبطريقة الاعدام بعد التعرض للتعذيب الشديد، وهي حال اغلب الجثث التي يتسلمونها من قوات الجيش، مبيناً ان الشخص الذي يسقط في المواجهة المسلحة يكون مصابا من مسافة ليست قريبة ولا مبرر لوجود آثار تعذيب عليه.

من جهته أوضح ناشط من مركز بغداد لحقوق الإنسان تلقيهم العديد من الشكاوى المتعلقة بقتل معتقلين تحت التعذيب وخصوصاً في منطقة جنوب بغداد حيث تلجأ القوات الأمنية إلى الادعاء بأن الضحية هو من المسلحين للخلاص من اي ملاحقات قانونية او حقوق تترتب لاهل المعتقل بذمة القوات الأمنية.

وتابع الناشط زياد الجبوري في تصريح خاص ان الحملة العسكرية ضد مسلحي داعش وفرت للقوات الأمنية والميليشيات المساندة لها حالة من»الحصانة التامة» من اي ملاحقة قانونية، وأوجد مبررا لكل اعمال القتل والاعدام التي قاموا بها خارج أطار القانون، مشيراً إلى ان اعمال قتل طائفية بحتة تمت تحت لافة ملاحقة المسلحين ومكافحة تنظيم داعش. وأشار الجبوري إلى ان هذه التقارير تتطابق مع شهادات اخرى حصلوا عليها من منطقة جرف الصخر في محافظة بابل حين أعدمت القوات الأمنية والميليشيات المساندة لها عدداً من ابناء المنطقة واحرقت جثثهم، وتم تقديمهم لاحقاً لوسائل الاعلام على أنهم مقاتلون شيشان وخليجيون كانوا يقاتلون ضمن صفوف تنظيم داعش.

 

خلافات “المجلس الوطني الكردي” تعيق تطبيق اتفاقية دهوك

إسطنبول ــ باسم دباغ

تمرّ اتفاقية دهوك، الموقّعة بين “المجلس الوطني الكردي”، الموالي لأربيل، ومجلس “المجتمع الديمقراطي” التابع لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السياسي للعمال الكردستاني)، بأزمة حقيقيّة، إذ أنّ الكثير من قيادات “المجلس الوطني”، لا تزال في منفاها الإجباري في إقليم كردستان العراق، فيما لم تدخل الاتفاقيّة حيّز التطبيق بعد، على الرغم من مضي أكثر من شهر على توقيعها في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

ويؤكّد المتحدث الرسمي باسم “المجلس الوطني الكردي”، رشيد شعبان، أنّ الخلافات الداخليّة بين أحزاب “المجلس الوطني”، تعرقل تنفيذ اتفاقية دهوك، مشيراً إلى أنّ المجلس لم يتخذ قراراً بتشكيل قوة عسكريّة. ويوضح أنّه “لم يعد سرّاً وجود عدد من الخلافات بين أحزاب المجلس الوطني الكردي، وللأسف لا تزال مستمرة، وتحول من دون تطبيق اتفاقية دهوك حتى الآن”، لافتاً إلى أنّه “على الرغم من توقيع المجلس الوطني الاتفاق مع حركة المجتمع الديمقراطي، لكنّ أحزاب المجلس لم تتفق بعد بشأن ممثليها في المرجعيّة السياسية”.

 

وتنص الاتفاقية، وفق تصريحات نقلتها وكالة أنباء “هاوار” الكردية، عن شعبان، على وجوب “تشكيل مرجعيّة سياسيّة، تضمّ 12 ممثلاً عن المجلس الوطني الكردي و12 ممثلاً عن حركة المجتمع الديمقراطي”. وفي حين عيّنت “حركة المجتمع الديمقراطي ممثليها”، لم تصل أحزاب المجلس الوطني إلى “اتفاق حول هذا الموضوع بعد”، على حدّ تعبيره.

 

ويكمن الخلاف، وفق معلومات خاصة بـ”العربي الجديد”، في أنّ “الحزب الديمقراطي الكردستاني ــ سورية، (جناح الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البرزاني)، الذي نشأ عن اتحاد أربعة أحزاب، “يطالب بأربعة ممثلين عنه، في حين لا يحقّ له إلا ممثلاً واحداً، أسوة ببقية الأحزاب”.

 

وكان مجلس “المجتمع الديمقراطي”، قد توافق مع المجلس الوطني الكردي على ثلاث نقاط رئيسية وهي: “تشكيل مرجعيّة سياسيّة موحّدة في غرب كردستان، وتشكيل إدارة موحّدة لها، علماً أن تسمية غرب كردستان تُطلق على المناطق ذات الغالبية الكرديّة في سورية، بالإضافة إلى “تشكيل لجنة تخصّصيّة عسكريّة مشتركة من الطرفين”.

 

ولا تختلف بنود اتفاقية دهوك الجديدة عن اتفاقيتي هولير الأولى والثانية، اللتين فشلتا فشلاً ذريعاً. فالمرجعيّة السياسيّة التي أقرّتها اتفاقية دهوك، ستقوم بدور الهيئة الكردية العليا في اتفاقيتي هولير، لكن الأمر الوحيد الذي تغير هو التنازلات التي قدّمها المجلس الوطني الكردي لمصلحة حزب “الاتحاد الديمقراطي”، لناحية الاعتراف بمشروع الإدارة الذاتيّة الذي أعلنه الأخير من طرف واحد. ويقسّم المشروع، المناطق ذات الغالبيّة الكرديّة في سورية، إلى ثلاثة كانتونات. كما تمنح الاتفاقيّة الشرعيّة الكاملة لقوات الحماية الشعبية التابعة لـ”الاتحاد الديمقراطي”، لتكون ممثلاً عسكرياً وحيداً للأكراد السوريين، وهو ما أكدته تصريحات شعبان، الذي نفى وجود أية فكرة بإنشاء قوات عسكرية تابعة للمجلس الوطني الكردي.

 

ويبدو أنّ التطبيق الكامل لاتفاقية دهوك من الناحية العمليّة، غير ممكن أساساً، إذ أنّ إنشاء مرجعيّة سياسيّة موحّدة يُعد أمراً أقرب للخيال. فإذا كانت أحزاب المجلس الوطني الكردي الموالية للإقليم، وعلى الرغم من مرجعيتها الموحّدة، غير قادرة على التوافق في ما بينها، فكيف يمكن للمجلس الوطني الكردي ومجلس “المجتمع الديمقراطي” أن ينجحا في تكوين مرجعيّة لأكراد سورية، تتجاوز الصراع التاريخي بين القوى الكردية العراقيّة، والقوى الكردية التركيّة على ورقة أكراد سورية، أي بين البرزاني وعبدالله أوجلان (بعد تراجع دور جلال طالباني إثر مرضه) وهما رمزان كبيران في النضال القومي الكردي، في وقت لم تستطع فيه الحركة الكردية السورية، وعلى مدى تاريخها، إنتاج أيّ تيّار خاص بها سوى تيار “المستقبل” الذي أصبح أقرب إلى الموت السريري بعد اغتيال قائده، مشعل تمو، في بداية الثورة السورية؟

 

كما يُعدّ إنشاء لجنة تخصّصيّة عسكريّة مشتركة بين الطرفين، بمثابة مطبّ آخر، على خلفيّة تأكيد شعبان بعدم وجود أية نية لدى المجلس الوطني بتشكيل قوى عسكرية تابعة له، الأمر الذي يثير التساؤل حول إمكانية التزام قوات الحماية الشعبية، التي تديرها قيادات عسكرية تابعة للعمال الكردستاني بقرارات لجنة مشتركة، في وقت بدت فيه قيادة الاتحاد الديمقراطي مصرّة على إبقاء قبضتها على كانتوناتها، برفضها إدخال أكثر من 150 عنصراً من البشمركة إلى مدينة عين العرب، على الرغم من الهجمة الشرسة التي كانت تواجهها المدينة في ظلّ احتمال سقوط وشيك.

 

ولا بدّ لتصريحات شعبان الأخيرة، أن تعيد فتح ملف مصير قوات البشمركة السورية التي تواتر الحديث عن قيام إقليم كردستان بتجهيزها وتدريبها من دون أي تفاصيل عن قياداتها وعديدها ومستوى تسليحها، حتى أنّ الإقليم أرسل قوات البشمركة للمساهمة في حماية مدينة عين العرب بدل تلك القوات، وفي وقت شارك فيه “العمال الكردستاني” بالدفاع عن الإقليم ضد تنظيم “داعش”، لم يُعلن أي طرف أنّ قوات البشمركة السورية قد شاركت في المعارك ضد “داعش”، ممّا يثير الكثير من الشكوك حول وجودها أساساً.

 

شريط “داعش” تضمن مستوى فائقًا من العنف

أ. ف. ب.

البعض اعتبره دليلاً على تراجع ميداني

سعى تنظيم “داعش” المتطرف في شريطه المصور الأخير، الذي اعلن فيه ذبح رهينة اميركي وعسكريين سوريين، إلى اظهار نفسه متمتعًا بثقة فائضة وتوسع غير محدود، في ما يعتقد محللون أنه رد على تراجعات ميدانية للتنظيم خلال الفترة الاخيرة.

اظهر الشريط المصور الأخير، والذي تبلغ مدته 15 دقيقة، والذي نشرته “مؤسسة الفرقان” الاعلامية التابعة للتنظيم، رأسا مقطوعا قيل انه يعود لعامل الاغاثة الاميركي بيتر كاسيغ الذي خطف العام الماضي في سوريا. واكدت واشنطن صحة الشريط الذي اثار موجة السخط والاستنكار عالميا.

لقطات متقنة الاخراج

كما تضمن لقطات اشبه بمشاهد سينمائية متقنة الاخراج، ومصورة بكاميرا عالية الجودة، يقوم فيها جهاديون بذبح 18 شخصا على الاقل قالوا انهم ضباط وطيارون سوريون، بطريقة متزامنة ووحشية.

ويعد الشريط الاكثر عنفا ضمن الاشرطة الدعائية للتنظيم الذي اقدم خلال الاشهر الثلاثة الماضية على ذبح خمسة رهائن غربيين، كما نشر اشرطة تظهر تنفيذه عمليات اعدام جماعية بحق جنود ومدنيين في العراق وسوريا.

الا ان محللين يرون في الشريط دليلا على تضعضع في صفوف التنظيم الذي يتعرض منذ آب (اغسطس) لغارات ينفذها تحالف دولي بقيادة واشنطن.

وبحسب تقرير لمركز “صوفان غروب”، فان “تنظيم داعش لا يزال خصما قويا لا سيما بالنسبة للملايين الذي يخضعون لسيطرته في سوريا والعراق، الا أن التنظيم يبدو غير مترابط وفاقدا للتوازن”.

يضيف “تخلى التنظيم عن الرسائل المنضبطة، وبات الآن يرمي برسائل عامة إلى مؤيديه وخصومه”.

حد النفوذ الأقصى

ورجح مسؤولون غربيون في اوقات سابقة ان التنظيم بلغ الحد الاقصى لنفوذه، ثم بدأ بالتراجع بعض الشيء، اثر الهجوم الكاسح في حزيران (يونيو) الذي سيطر خلاله على مناطق واسعة في العراق، ثم اعلانه اقامة “الخلافة”.

ويقول أيمن التميمي، الباحث في “منتدى الشرق الاوسط” والخبير في شؤون الجماعات الجهادية، “اعتقد انه من الممكن ربطه (الشريط) مع التراجعات التي تعرض لها التنظيم” مؤخرا.

ومنذ بدء التحالف تنفيذ ضرباته الجوية في العراق (في آب/اغسطس)، وسوريا (أيلول/سبتمبر)، فقد التنظيم السيطرة على مناطق كان يسيطر عليها، وتراجع تقدمه في البلدين.

في سوريا

ففي شمال سوريا، يحاول التنظيم منذ منتصف أيلول/سبتمبر السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) قرب الحدود التركية، الا انه يواجه مقاومة شرسة من مسلحين أكراد وسوريين تؤازرهم ضربات التحالف. وقتل اكثر من 700 عنصر من التنظيم خلال المعارك.

في العراق

اما في العراق، وعلى رغم ان التنظيم وسع سيطرته في محافظة الانبار(غرب)، الا ان القوات العراقية حققت تقدما في انحاء اخرى، ما مكنها من استعادة بعض المناطق خلال الاسابيع الماضية، ابرزها مدينة بيجي الاستراتيجية وفك حصار مصفاتها الاسبوع الماضي.

 

البغدادي

ونشر التنظيم الشريط المصور بعد ثلاثة ايام من تسجيل صوتي منسوب إلى زعيمه ابو بكر البغدادي، بعد ايام من انباء عن مقتله او اصابته في ضربات جوية نفذها التحالف ضد قيادات للتنظيم في شمال العراق.

وتوجه البغدادي في التسجيل بعبارات “الطمأنة” لمؤيديه، مؤكدا ان الضربات الجوية لن توقف “زحف” التنظيم. كما تطرق إلى اعلان جماعات جهادية في بعض الدول العربية مبايعتها له، للاشارة إلى توسع تنظيمه.

ويعد استقطاب جهاديين جدد جزءا اساسيا من العمل الدعائي للمتطرفين.

وتقول الباحثة في مركز “كارنيغي الشرق الاوسط” داليا غانم يزبك “العنف الفائق في هذه الاشرطة يخدم هدفين: الاول (…) حشد المؤيدين، تشجيع المترددين وردع الانشقاقات”، اما الثاني “فهو اظهار ان التنظيم يحتفظ بقوته العسكرية القاسية ولا يزال موجودا على الارض وفاعلا حاليا، وقادر على ضرب اي كان، في اي مكان واي زمان”.

ويشير التميمي إلى ان عرض خريطة العالم التي يبدأ بها الشريط الاخير، تظهر توسع التنظيم في الشرق الاوسط وطموحه لتوسيع نفوذه على كل العالم، يهدف إلى التأكيد على اهمية المبايعات التي تلقاها زعيم التنظيم مؤخرا، لا سيما من جماعة “انصار بيت المقدس” في مصر.

ويوضح “وجوه الذين نفذوا عمليات الاعدام في الشريط كانت مكشوفة (باستثناء عنصر واحد كان ملثما)، وتظهر بوضوح انهم من جنسيات مختلفة، وهذه طريقة لاظهار التركيبة الدولية للتنظيم”.

جهاديون اجانب

ومن هؤلاء جهاديون اجانب معروفون، يعتقد أن من بينهم استرالي ودانماركي، اضافة إلى فرنسي واحد على الاقل. كما ان العنصر الملثم الذي شارك في ذبح أحد العسكريين السوريين وبدا واقفا إلى جانب الرأس المقطوع لكاسيغ، يتحدث بلكنة بريطانية. ويعتقد بانه العنصر نفسه الذي قام في اشرطة سابقة بذبح الرهائن الاجانب، وهما اميركيان وبريطانيان.

وفي مقابلة بثتها الاثنين قناة نروجية مع من قالت انه “منشق” من تنظيم “داعش”، يعتبر هذا العنصر أن الجهاديين الاجانب يثيرون بعض الشقاق في صفوف التنظيم.

ويقول هذا العنصر الذي تحدث باللغة العربية واجريت معه المقابلة في تركيا “هم مختلفون لانهم يملكون المال وعاشوا في اوروبا… لذا يقنعون انفسهم انهم اتوا إلى هنا ليصبحوا شهداء ويموتوا في سبيل الله”، مضيفا ان “غالبية العمليات الانتحارية للتنظيم ينفذها جهاديون اجانب”.

وتبنى التنظيم خلال الاسبوعين الماضيين تفجيرين على الاقل نفذهما انتحاريان اجنبيان، احدهما بريطاني والآخر هولندي.

وحذر البغدادي في تسجيله الصوتي الاخير ان الدول المشاركة في التحالف سترغم “للنزول إلى الارض” لقتاله.

ويرى مركز “صوفان غروب” ان الدعاية الاحدث للتنظيم تظهر بعضا من اليأس، مشيرا إلى ان “البغدادي لا يهدد بقدر ما هو يتوسل”.

يضيف “داعش يحتاج إلى الهروب من العلبة التي وجد نفسه محاصرا فيها”.

 

النظام يرتكب “مجزرة” بريف حلب ويقصف بعنف دوما

سقط عشرات القتلى والجرحى جراء إلقاء الطيران المروحي للنظام السوري براميل متفجرة على منطقة قبر الإنجليزي بريف حلب، بعد مجزرة أمس بمدينة الباب بريف المدينة، فيما قصفت مدفعية قوات النظام بعنف مدينة دوما في ريف دمشق.

 

وقالت شبكة سوريا مباشر إن حصيلة ضحايا القصف المروحي لطيران النظام على منطقة قبر الإنجليزي في بلدة كفر حمرة بلغ 14 قتيلا وأكثر من 30 جريحا بينهم أطفال.

 

وأفادت بأن ثلاث حافلات نقل عام وسيارة إسعاف وشاحنة احترقت جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على المنطقة.

 

من جهتها أكدت منظمة إسعاف بلا حدود وناشطون أن 20 قتيلا و65 جريحا جميعهم من المدنيين سقطوا جراء إلقاء الطيران المروحي للنظام براميل متفجرة على مدينة الباب بريف حلب أمس الاثنين.

 

وعلى صعيد متصل أشارت لجان التنسيق في حلب إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط المخابرات الجوية بحلب.

 

معارك الغوطة ودرعا

وفي ريف دمشق تتواصل المعارك العنيقة، حيث قصفت قوات النظام مدينة دوما في الغوطة الشرقية بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة مستهدفة سوق المدينة الواقع وسطها وبعض الأحياء السكنية المجاورة مما أدى لسقوط عدد من الجرحى.

 

كما دارت اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات النظام على أطراف حي جوبر وعلى أطراف مدينة معضمية الشام بريف دمشق، كما أكدت مصادر المعارضة سقوط صاروخ أرض أرض على قرية بالا في الغوطة الشرقية.

 

وفي درعا استهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة بلدة عتمان بريف المدينة، كما قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة دير العدس بريف درعا.

 

وكانت كتائب المعارضة قد أعلنت أمس تصديها لمحاولة قوات النظام استعادة السيطرة على مناطق بمدينة درعا مما أدى لسقوط عدد من القتلى من الطرفين.

 

كما أعلنت كتائب المعارضة في القنيطرة من جهتها بدء معركة “نصر من الله وفتح قريب” في القنيطرة، التي تهدف إلى تحرير مدينة البعث وخان أرنبة آخر معاقل قوات النظام في محافظة القنيطرة، وذلك لفتح الطريق إلى العاصمة دمشق.

 

واشنطن تراجع سياستها بشأن رهائنها بالخارج  

قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما أمر بمراجعة شاملة للسياسة الأميركية التي تنظم جهود الإفراج عن الأميركيين الذين تحتجزهم الجماعات المسلحة في الخارج، ويأتي ذلك مع تزايد أعداد هذه الحالات وفق مسؤولين أميركيين.

 

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض أليستر باسكي في بيان، إن الرئيس أوباما وجّه هذا الصيف كل الإدارات والوكالات المعنية -بما في ذلك وزارتا الدفاع والخارجية ومكتب التحقيقات الاتحادي وأجهزة المخابرات- إلى إجراء مراجعة شاملة لكيفية معالجة الحكومة الأميركية لمسألة الرهائن.

 

وأضاف البيان أن هذا التوجيه يأتي “في ضوء العدد المتزايد من المواطنين الأميركيين المحتجزين رهائن لدى الجماعات الإرهابية في الخارج، والطبيعة غير العادية لحالات الرهائن الأخيرة”.

 

ولم تفصّل الإدارة الأميركية كل الخطوات التي تتخذها لتحرير الرهائن الأميركيين، لكن باسكي قال “سنستمر في تقديم كل القدرات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية وفي مجال تطبيق القانون لاستعادة الرهائن الأميركيين”.

 

وذكرت أي بي سي نيوز أن مسؤولا في وزارة الدفاع البنتاغون كتب الأسبوع الماضي إلى عضو مجلس النواب دنكان هانتر أن المراجعة ستشمل التركيز “على دراسة مشاركة الأسرة وجمع المعلومات وسياسات التعامل الدبلوماسي”.

 

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية الأحد الماضي قتل الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ ردا على إرسال جنود أميركيين إلى العراق -وفق ما جاء في تسجيل الفيديو- وهو الغربي الخامس الذي يقطع التنظيم رأسه منذ أغسطس/آب بعد الصحفيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعاملي الإغاثة البريطانيين آلن هينينغ وديفد هينز.

 

وكان والدا فولي انتقدا الحكومة الأميركية بعدما أطلقا حملة لجمع تبرعات مالية من أجل دفع فدية مالية لإنقاذ حياة ابنهم، قبل أن يتلقوا تحذيرا من مسؤولين في الإدارة مفاده أن ما يقومون به غير شرعي لأن القانون يمنعهم من دفع فدية للخاطفين.

 

بدورها تلقت عائلة سوتلوف تحذيرات مماثلة من مغبة الإقدام على دفع فدية مالية لخاطفي ابنها.

ولكن هذا الموقف لا يشاطره مع واشنطن حلفاؤها الأوروبيون الذين دفع الكثير منهم سرًا ملايين الدولارات لإطلاق سراح مواطنيهم، وبعض هؤلاء كانوا رهائن لدى تنظيم الدولة الإسلامية.

 

منفذو عملية الذبح الجماعي.. كشف هويات وأسماء

باريس – فرانس برس

أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، الاثنين، أن هناك “احتمالا كبيرا بأن يكون أحد الرعايا الفرنسيين شارك بشكل مباشر” في قطع رؤوس جنود سوريين في تسجيل فيديو لتنظيم داعش بُث الأحد.

 

وأضاف كازنوف: “يمكن أن يكون المعني هو مكسيم هوشار المولود في 1992” في شمال غرب فرنسا، والذي “توجه الى سوريا في أغسطس 2013 بعد إقامة في موريتانيا في 2012”.

 

إلى ذلك لمح النائب العام الفرنسي إلى احتمال وجود فرنسي آخر بين منفذي الإعدام.

هوشار مكسيم ظهر سابقاً عبر سكايب

 

وبدا في الشريط جهادي ملتح شاب يشبه هوشار إلى حد كبير ويرتدي زياً عسكرياً مموهاً على غرار الآخرين وهو يقود بيسراه أسيراً في وسط صف، قبل أن يأخذ سكيناً من دلو قريب. وتم تركيع الأسرى في صف، فيما وقف عنصر خلف كل منهم. وحمل شبيه هوشار سكيناً في يده اليمنى، ووضع اليسرى على عنق الأسير. وفيما لا يظهر وهو يعدم الأسير، يمكن لاحقا التعرف إلى رأس ضحيته مفصولاً عن جسمه.

 

إلى ذلك، أكد مصدر رفيع في أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس أن “إلزامهم بارتكاب هذا النوع من الفظائع يشكل في آن امتحاناً – هل سيكونون قادرين عليه؟ – ووسيلة لضمان ولائهم للمجموعة”. وأضاف “بعد ظهورهم مكشوفي الوجه أثناء ارتكابهم هذا النوع من الأعمال، لا يمكن العودة إلى الخلف. إنها أيضا طريقة لارتهانهم”.

مكسيم هوشار ظهر بمقابلة مع تلفزيون فرنسي

 

وكان هوشار تحدث في منتصف يوليو في حديث عبر سكايب، من دون إخفاء وجهه، مع قناة بي أف أم تي في من الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا. وروى أنه غادر إلى سوريا من باريس عبر اسطنبول، بعد شراء تذكرة “رخيصة الثمن” من دون أي محاولة “للاختباء”.

 

وأوضح الشاب الذي اعتنق الإسلام في الـ17 من العمر، أنه ازداد تشدداً عبر تسجيلات فيديو على الإنترنت، وأنه غادر وحده، لكن تم الاهتمام به عند وصوله إلى سوريا. وصرح “لتأكيد الولاء، ينبغي أولا التوجه إلى معسكر التدريب في مرحلة أولى تستغرق حوالي شهر. بعد التدريب نبدأ بتنفيذ عمليات، ثم نعود إلى التدريب. الأمور ليست نظرية فحسب”.

 

كما أكد أنه يقيم في ثكنة تؤوي 40 مقاتلا تقريبا “أغلبهم من العرب”. مصريون، مغاربة، جزائريون، وكذلك فرنسيون، وأكد أن “الهدف الشخصي لكل واحد هنا هو الشهادة. إنها المكافأة الكبرى”.

من شاب لطيف إلى مجرم بلا رحمة

 

في مسقط رأس هوشار، بوسك-ان-روموا (شمال-غرب) لم يكن أحد يتخيل أن ينتمي الشاب يوماً ما إلى منفذي الإعدامات في التنظيم المتطرف، نظرا لصيته كـ”فتى لطيف”. في مطعم بيتزا كان يعمل فيه، تحدث صديقه باتيست البالغ 21 عاما عن شاب “انتقل بسرعة من شغف إلى آخر”، معتبرا أنه “بنى وحده هوية لنفسه” من خلال الإنترنت والشبكات الاجتماعية.

 

وتبدو الأجهزة المتخصصة الفرنسية على قناعة بمشاركة فرنسيين في فظائع ارتكبها التنظيم أو مجموعات أخرى، فقد اعترف رجل معتقل في فرنسا بمشاركته في أعمال عنف في سوريا بحسب مصدر قريب من الملف.

بريطاني طالب “طب”

 

إلى جانب الفرنسيين يبدو أن بريطانيا آخر متورط في عملية الذبح الجماعي المروعة هذه التي فاقت فظاعتها كل ما سبق أن ارتكبه داعش من قبل، فقد صرح البريطاني أحمد المثنى أن ابنه ناصر البالغ من العمر 20 عاماً كان فيما يبدو ضمن مجموعة من 16 متشددا ظهروا بالتسجيل الذي تضمن مشهد رأس موظف الإغاثة الأميركي بيتر كاسيغ”.

 

يذكر أنه في أواخر سبتمبر، بلغ العدد الإجمالي المسجل للرعايا الأوروبيين الذين توجهوا إلى سوريا والعراق للمشاركة في القتال حوالي 3000 شخص، بحسب المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف.

 

إيران تتملك أراضي في مدن سورية لتغيير ديمغرافيتها

العربية.نت

تفيد معلومات من سوريا بأن إيران بدأت منذ أشهر باتباع سياسة إفراغ الأرض من أصحابها في كلٍ من دمشق وحلب، وذلك عبر تقديم مبالغ مالية ضخمة لأصحاب الفنادق والشركات والعقارات بغية استملاكها، حسب تقرير للـسراج برس”.

 

وكشف أحد كبار رجال الأعمال الدمشقيين لـ”سراج برس” أن الإيرانيين عرضوا عليه بيع ممتلكاته في دمشق بالسعر الذي يضعه، مشيراً إلى وجود حركة شراء واسعة يقوم بها الإيرانيون في دمشق بغية “الاستيطان القانوني” في سوريا.

 

وأوضح رجل الأعمال، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن سفير طهران بدمشق يتمتع وبتسهيل كامل من كبار مسؤولي المخابرات في نظام الأسد، ويستخدم سماسرة “يعملون على تقديم العروض لعدد من رجال الأعمال للاستحواذ على ممتلكاتهم بعد دفع مبالغ مضاعفة لهم”.

 

وكان أحد أصحاب المكاتب العقارية في دمشق، قد أكد لـ”سراج برس” أن “هناك حركة شراء واسعة يقوم بها إيرانيون في عقارات وفنادق دمشق، وخاصة في المناطق القريبة من المقامات ودمشق القديمة، وحول السفارة الإيرانية”.

 

كما أشار إلى أن بعض السماسرة يقومون بتهديد أصحاب بعض العقارات والفنادق لإرغامهم على البيع، وحال رفضهم يتم “توجيه اتهامات لهم بدعم الثورة ضد نظام الأسد”.

 

وتابع: “هم يهدفون لتغيير ديموغرافية العاصمة، من خلال شراء العقارات، والمناطق الحيوية لزرع رجالاتهم في دمشق، وإفراغ المدينة من سكانها الأصليين”.

 

كما أكدت مصادر لـ”سراج برس” أن إيران قدمت 3 مليارات و400 مليون دولار لرجالات أعمال، بهدف شراء عقارات في دمشق فقط.

 

ويرى محللون أن هدف إيران “بعيد المدى ولن تظهر تأثيراته على المدى المنظور، فالسيطرة على العقارات تليها عمليات استثمار ضخمة، بغية التغلغل في مفاصل الاقتصاد السوري كافة، وخلق رجالات جدد، ولاؤهم بالدرجة الأولى لملالي طهران”.

 

يذكر أن شركات إيرانية كانت قد سيطرت على شركات الصيرفة الرئيسية في دمشق، فيما تم اعتقال رجال أعمال سوريين وإحالتهم إلى محاكم اقتصادية بحجة التلاعب بأسعار صرف العملة.

 

ولا يختلف الوضع في حلب، عاصمة الاقتصاد السوري، عن دمشق، حيث أطلقت طهران يد رجل أعمال النظام لشراء عقارات في مناطق حلب الراقية كالموكامبو، والشهباء، وحلب الجديدة.

 

وقال مصدر مطلع في حلب: “بعد أن دمر الأسد الأحياء المحررة، يسعى جاهداً، بعد توجيهات إيرانية لشراء عقارات في حلب، وتسليمها لرجالاته من مدينتي نبل والزهراء، وطرد رجال أعمال لم يتدخلوا في الثورة، وإجبارهم على بيع ممتلكاتهم عنوة أو حتى مصادرتها في كثير من الأحيان”.

 

صهاريج داعش النفطية في مرمى الأمم المتحدة

الأمم المتحدة- فرانس برس

أوصى تقرير للأمم المتحدة بمصادرة كل صهاريج النفط المتوجهة من أو إلى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، وذلك بهدف تجفيف مصادر تمويل التنظيم من بيع النفط.

 

والتقرير الذي أعده فريق الأمم المتحدة المسؤول عن تطبيق العقوبات المفروضة على التنظيمات المتطرفة، يقترح أيضاً منع رحلات الطيران المتجهة من أو إلى المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش”، وذلك بغية منع التنظيم من الحصول على بضائع أو أسلحة.

 

وسيناقش أعضاء مجلس الأمن الدولي ال15 هذا التقرير الأربعاء في اطار قرار يرمي إلى تجفيف مصادر تمويل “جبهة النصرة”، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

 

والاجتماع الذي سيعقد برئاسة وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب يرمي إلى البحث في سبل تعزيز جهود المجتمع الدولي لمواجهة الخطر الجهادي في سوريا والعراق.

 

يأتي هذا متابعة لما أصدره مجلس الأمن في أغسطس من قرار يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق ومنع المقاتلين الأجانب من الالتحاق بها، مهدداً بفرض عقوبات على كل دولة لا تلتزم بهذا القرار وتشتري نفطا منتجاً في مناطق خاضعة لسيطرة المتطرفين.

 

يذكر أن النفط يدر على داعش ما بين 850 ألفا و1,65 مليون دولار يوميأ، وذلك من خلال اعتماد التنظيم على أسطول من الصهاريج التابعة لوسطاء يتولون تهريب الذهب الأسود المنتج في مناطق سيطرة داعش” وبيعه في السوق السوداء، بحسب التقرير.

تركيا بلد عبور رئيسي

 

ولم يأت التقرير على ذكر الطرق التي تسلكها هذه الصهاريج في تهريبها للنفط، ولكنه يذكر تركيا كبلد عبور رئيسي لصادرات “داعش” من النفط الخام قبل ان تعود الصهاريج مجددا إلى العراق وسوريا محملة هذه المرة بمشتقات نفطية مكررة.

 

إلى ذلك، أكد أن فرض “عقوبات لا يمكن أن يمنع بالكامل هذا التهريب” ولكنه يصعب عملية “توفر الصهاريج لداعش وشبكات التهريب المتحالفة معها”. ويقترح فريق الأمم المتحدة أن يطلب مجلس الأمن من كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الحدودية مع المناطق الخاضعة لسيطرة المتطرفين أن تقوم “سريعا بمصادرة كل الصهاريج وحمولاتها الآتية (من هذه المناطق) أو المتجهة إليها”.

 

كما يقترح حظر تجارة القطع الأثرية الآتية من سوريا أو العراق وذلك للتصدي لعمليات النهب التي تستهدف بشكل متزايد هذه الثروة.

 

كيري: لا مستقبل للشرق الأوسط إذا لم نهزم داعش

واشنطن – فرانس برس

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين أن العالم لن يسمح بأن “ترهبه” وحشية تنظيم داعش، الذي أعلن قتل الأميركي بيتر كاسيغ.

 

وخلال مداخلة في واشنطن دامت نصف ساعة دعا كيري شركاء الولايات المتحدة إلى تكثيف الحرب على المقاتلين، الذين باتوا يسيطرون على مناطق كبيرة في العراق وسوريا ويتعرضون لقصف واشنطن وحلفائها. وقال كيري “إن هذا النزاع معركة بين الحضارة والوحشية. إذا لم ننجح في الانتصار على داعش لن يكون هناك مستقبل للشرق الأوسط”.

 

كما دافع عن الغارات الجوية التي تستهدف يومياً مواقع التنظيم وقواعده في العراق وسوريا.

 

وأضاف كيري غداة نشر فيديو أظهر قطع رأس الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ و18 جندياً سورياً “فلتكن الأمور واضحة: لا نشعر بالترهيب وأنتم لا تشعرون بالترهيب ولا يشعر أصدقاؤنا وشركاؤنا بالترهيب”.

 

إلى ذلك، شدد على أنه “في حال لم ننجح في احتواء هذا التنظيم فقد يصبح ملتقى كل المهمشين من كافة القارات وقد يدفعون بالبعض إلى أن يحذو حذوهم وإلى تنفيذ عمليات انتحارية في دول أخرى”. وتابع قائلاً: “لا تبحث الولايات المتحدة عن أعداء في الشرق الأوسط، لكن قد يأتي أعداء إلينا كما هو الحال اليوم”.

 

بعد 7 أشهر من الملاحقة: اعتقال الأمريكية هيذر كوفمان للاشتباه بضلوعها في التجنيد لصالح داعش بسوريا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — بعد تحقيقات وملاحقات استمرت لسبعة أشهر، أوقفت الشرطة الأمريكية سيدة من ولاية فيرجينيا، موجهة إليها تهمة الإدلاء بمعلومات كاذبة إلى السلطات حول نشاطاتها مع تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا بـ”داعش”، مع معلومات تشير إلى إمكانية ضلوعها بعمليات تجنيد.

 

ووجهت السلطات في المرحلة الأولى إلى هيذر كوفمان، 29 عاما، تهمة “تقديم بيانات كاذبة للسلطات خلال استجوابها بقضية على صلة بالإرهاب” مؤكدة أن مجموعة من العملاء السريين أعدوا القضية ضد كوفمان بناء على تسجيل مقابلات سريعة وتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وبحسب الوثائق، فقد جذبت كوفمان انتباه السلطات الأمريكية إليها بعد سلسلة من التعليقات التي دونتها على حسابها بموقع فيسبوك، وقد قامت في 23 يونيو/حزيران الماضي بتأسيس صفحة على الموقع باسم وهمي هو “عبيدة أميتوفا” وقالت إنها تعمل في مجال “الجهاد في سبيل الله” وقامت بنشر صورة لمسلح يحمل علم داعش كتبت تحتها “كلنا الدولة الإسلامية في العراق والشام.”

 

وفي الثامن من يوليو/تموز الماضي، قامت كوفمان بوضع الصورة نفسها على حساب وهمي آخر أسسته بنفسها، إلى جانب صورة أخرى لعلم داعش وحوله عدد من الرجال الذين كانوا يصلّون وهم يحملون رشاشات كلاشينكوف، ودفع هذا مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI إلى استصدار مذكرة تحقيق بالحساب ليكتشف وجود عدة مراسلات حول داعش.

 

وفي تعليق لها أظهرته أوراق القضية، قالت كوفمان، دفاعا عن داعش: “كل ما يقال هو حملة دعائية للصهاينة، وإذا تمكنا من تخليص العالم منهم فسيكون العالم مكانا أفضل وأكثر سلاما.” كما اعترفت في تعليق آخر بأنها ساهمت بتجنيد شقيقتها لصالح التنظيم بعد أن أقنعتها بأفكاره، رغم احتجاج والدهما.

 

وتواصلت كوفمان مع شخص في الولايات المتحدة كانت تصفه بأنه “زوجها” وتبادلا الأحاديث عن نيتهما إنجاب أطفال ليكونوا من “المجاهدين” وقامت بالاتصال بجهات داخل سوريا كي تسهل له السفر إليها عبر تركيا للقتال في صفوف داعش، ولكن “الزوج” تراجع عن فكرته في اللحظة الأخيرة، ما دفعها لقطع علاقتها به.

 

وأثبتت التحقيقات أن كوفمان استخدمت مجموعة من الحسابات الوهمية والأسماء المستعارة في عملياتها، وبينها “هيذر كوفمان” و”هيذر لا أحد” و”هيذر عبيدة لا أحد” و”عبيدة أميتوفا” و”هيذر أميتوفا”، ومن المقرر أن تمثل أمام القضاء للمرة الأولى الأربعاء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى