أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 19 آب 2014

 

 

 

 

اتفاق مصالحة بين االنظام ولمعارضة بحي في دمشق

بيروت – “الحياة”

عقدت السلطات السورية ومقاتلو المعارضة اتفاق “مصالحة” في حي القدم في جنوب دمشق الذي يعد من أبرز بؤر التوتر في العاصمة ويسيطر عليه مقاتلو المعارضة، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) اليوم الاثنين.

 

ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية الشيخ جابر عيسى “ان اتفاق المصالحة الوطنية دخل حيز التطبيق اليوم في حي القدم بدمشق وان الجهود تتركز لتسهيل عودة الخدمات والمواطنين الى الحي”.

 

ويشمل الاتفاق، بحسب عيسى، “تسليم قوائم بأسماء المسلحين داخل الحي لتسوية اوضاعهم واخرى بأسماء المختطفين وإزالة السواتر الترابية لفتح الطرقات وإعادة الخدمات الى الحي وتأمين عودة الاهالي” الى هذا الحي الواقع على الطريق المؤدية الى مدينة درعا (جنوب).

 

ويأتي هذا الاتفاق بعد سيطرة القوات النظامية الخميس على بلدة المليحة جنوب شرق العاصمة بعد معارك شرسة مع مقاتلي المعارضة استمرت اشهرا.

 

واشنطن تفرض عقوبات على قياديين في “داعش” و”النصرة

واشنطن – رويترز

استهدفت الولايات المتحدة اثنين من المتشددين الاسلاميين في العراق وسورية منهما الناطق باسم تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) اليوم الاثنين وذلك عقب خطوة مماثلة اتخذها مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي.

 

وتهدف الخطوة اللاميركية إلى إضعاف التنظيم الذي استولى على مناطق كبيرة في العراق وسورية وأعلن قيام “خلافة” اسلامية وجبهة “النصرة” ذراع “القاعدة” في سورية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها اضافت الرجلين وهما أبو محمد العدناني الناطق باسم تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسعيد عارف عضو جبهة “النصرة” لقائمتها الخاصة بالارهابيين الدوليين والتي يعاقب من يدرج فيها بحظر السفر وتجميد أي أصول قد تكون له في الولايات المتحدة. كما يمنع إجراء مماثل من وزارة الخزانة الاميركيين والشركات الأميركية من التعامل مع الرجلين.

 

غارات مكثفة على عاصمة «الخلافة» … في سورية

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

واصل الطيران السوري أمس غاراته المكثفة على معاقل «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية وشمالها الشرقي، ووصل إلى 56 عدد الغارات خلال خمسة أيام على عاصمة «الخلافة» التي أعلنها زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، في وقت وقّع ممثلو النظام السوري والمعارضة المسلحة اتفاق مصالحة في حي القدم جنوب دمشق. (للمزيد)

 

وأفاد «مركز الرقة الإعلامي» بأن الطيران الحربي شن 15 غارة على الرقة أمس لـ «يصل إلى 56 عدد الغارات التي شنها الطيران خلال خمسة أيام». وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن الغارات استهدفت «مباني الأمن السياسي وفندق الكرنك السياحي والملعب البلدي ومنطقة المقص دوار العلم وكازية أبو هيف وحارة الحرامية ومنطقة الصناعة» في مدينة الرقة، أبرز معاقل التنظيم. كما شن الطيران ثلاث غارات على مدينة الطبقة في الريف الغربي للرقة، وأربع غارات على محيط مطار الطبقة العسكري المحاصر من «داعش». وقال «المرصد» إن الغارات شملت أيضاً مناطق يسيطر عليها «داعش» في ريفَي حلب الشمالي والشرقي، إضافة إلى أربع غارات على مدينة الباب ومنبج الخاضعتين للتنظيم.

 

من جهته، أشار رئيس المكتب الإعلامي لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد الصالح، إلى أن «عملية الإبادة الجماعية التي يتعرض لها ريف دير الزور من داعش الإرهابي، التي أسفرت عن ذبح 700 مدني واعتقال 1800 آخرين، جاءت انتقاماً حاقداً من الإرادة الشعبية التي لفظته من الرحم الثوري لعشائر دير الزور» الواقعة شرق الرقة.

 

في وسط البلاد، تحدث «المرصد» عن «إصابة مقاتلي الكتائب طائرة حربية قرب مطار حماة العسكري». من جهتها، قالت شبكة «سراج» المعارضة، إن «الجيش الحر» أسقط طائرة حربية في قرية تيزين جنوب بلدة الشيحة قرب المطار العسكري.

 

في دمشق، عقدت السلطات السورية ومقاتلو المعارضة اتفاق «مصالحة» في حي القدم في جنوب العاصمة، الذي يعد من أبرز بؤر التوتر في العاصمة ويسيطر عليه مقاتلو المعارضة. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن الاتفاق يشمل «تسليم قوائم بأسماء المسلحين داخل الحي لتسوية أوضاعهم وأخرى بأسماء المختطفين وإزالة السواتر الترابية لفتح الطرقات وإعادة الخدمات إلى الحي وتأمين عودة الأهالي» إلى هذا الحي الواقع على الطريق المؤدية إلى مدينة درعا جنوب البلاد.

 

في المقابل، دعا عدد من الناشطين السوريين إلى «الوحدة بين أهل الجبل والسهل» بعد الصدامات الدامية التي جرت بين البدو (أهل السهل) والدروز (أهل الجبل) في السويداء معقل دروز جنوب سورية. وحض 55 ناشطاً ومؤسسة وهيئة إعلامية في بيان، على «الوقوف بوجه نار الفتن التي يسعى نظام (الرئيس) بشار الأسد إلى إيقادها بين أهالي درعا والسويداء».

 

المرصد السوري: مقتل قيادي في “داعش” عند الحدود اللبنانية السورية

بيروت- أ ف ب أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل قيادي في تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في عملية لحزب الله اللبناني في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان حيث كان “مسؤولا عن تجهيز انتحاريين نفذوا تفجيرات في مناطق نفوذ للحزب”، وقال المرصد إن ” القيادي في (داعش) ابو عبد الله العراقي قتل في تفجير عبوة زرعها عناصر (حزب الله)، وانفجرت اثناء مرور سيارته امس الاثنين في منطقة القلمون”.

 

داعش” يقتل عشرات المقاتلين الأكراد

بغداد – رويترز

أفاد حساب على موقع “تويتر” يؤيد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) اليوم الإثنين أن مقاتلي التنظيم قتلوا حتى الآن عشرات من مقاتلي البشمركة الأكراد وأسروا نحو 170 منهم.

 

كما استولت الجماعة على أسلحة من الأكراد. ولم تتوفر أي تفاصيل عن المكان. وذكر قادة أكراد ومسؤولون والتلفزيون الرسمي أن الأكراد استعادوا السيطرة على بعض الأراضي بينها سد الموصل من المتشددين السنة الذين هزموا القوات الكردية في الأسابيع الأخيرة.

 

الغارات الأميركية تتوسع إلى الأنبار قريباً

بغداد – مشرق عباس { واشنطن – جويس كرم

تتجه القوات الأميركية التي شنت أمس 15 غارة على أهداف في محيط الموصل الى تكثيف عملياتها لدعم القوات الكردية والمحلية التي شكلتها العشائر السنية لشن هجمات برية، فيما أعلن مسؤول في الأنبار أن الأميركيين سيوسعون نطاق هذه العمليات لتشمل مواقع «داعش» في المحافظة، وسيساعدون في تسليح أبنائها وتجنيدهم. (للمزيد)

 

إلى ذلك، قطع الرئيس باراك أوباما إجازته وعقد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع في العراق وتكثيف الغارات لاستعادة سد الموصل. وكانت قوات «البيشمركة» الكردية أعلنت أمس تقدمها للسيطرة على معظم الاجزاء الجنوبية، والشرقية للسد الذي احتلته «داعش» قبل أيام، لكن تفخيخ الطرق والممرات المؤدية إليه أوقفت الهجوم.

 

وقال المحافظ أثيل النجيفي، في اتصال مع «الحياة»، إن «كتائب الموصل» التي شكلت من أهالي المدينة وأطرافها تواصل تطوير امكاناتها وتنفذ هجمات شبه يومية على «داعش»، فيما يتم حشد قوات كبيرة لتحريرها. واكد ان «فصائل مقاومة سابقة انضمت الى الكتائب، بالإضافة الى العشائر».

 

وزاد ان «كل ذلك يتم بالتنسيق مع الجانب الأميركي الذي نفذ خلال الأيام الماضية ضربات جوية دقيقة ومفيدة لطرق إمدادات «داعش» وعرقل تحركاته داخل المدينة».

 

وزاد ان «هزيمة داعش باتت وشيكة، وأثبت التنظيم أنه أضعف مما ظهر في الصورة، وقد اعتمد نشر الرعب، واستثمر عدم خبرة التشكيلات النظامية في قتال الشوارع وسوء الإدارة العسكرية والأمنية للتوسع».

 

وتابع ان :»عمليات البيشمركة تثبت أن الجميع امتص صدمة الترويع التي اطلقها داعش، وان الوقت حان لدحره»، لكنه استبعد دخول القوات الحكومية او «البيشمركة» الموصل، وقال إن «المهمة تقع على عاتق القوات التي تشكل لهذا الغرض، من داخل المدينة ومن أطرافها».

 

وكانت «ولاية نينوى» التابعة لتنظيم «الدولة الاسلامية» اصدرت أمس بياناً اكدت فيه ان انسحابها من بعض مناطق سد الموصل « تكتيكي» وانها في صدد احتواء الهجوم «الكردي – الاميركي» وصده.

 

من جهة أخرى، أكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي أن القوات الأميركية تساعد في تشكيل قوات عسكرية محلية في المحافظة في معزل عن الحكومة في بغداد، وستوسع نطاق غاراتها الجوية في اتجاه مدن يسيطر عليها «داعش» بناء على طلب العشائر. وقال إن «مسؤولين أميركيين ومحليين عقدوا اجتماعات عدة منذ أيام لمناقشة الوضع الامني وتم الإتفاق على تنفيذ ضربات جوية لمعاقل التنظيم في مناطق غير مأهولة، ومنها صحراء الجزيرة وسد حديثة».

 

واضاف إن «المحافظة ماضية في تشكيل قوات نظامية مشابهة لقوات البيشمركة ولدينا الأعداد والخبرات الكافية، ولكن الحكومة الإتحادية لا تدعمنا ولهذا سنتجه الى التسلح من الولايات المتحدة مباشرة».

 

ويبدو ان هذه التطورات التي تتم بعيداً عن الإدارة العسكرية في بغداد، دفعت القيادة العامة للقوات المسلحة التي مازال يرأسها رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي الى اصدار بيانين ينددان بدخول طائرات حربية «غير عراقية» اجواء البلاد وتنفيذها عمليات من دون تنسيق مع الحكومة.

 

وكان المالكي رحب في وقت سابق بعمليتين نفذهما الطيران الحربي السوري في بلدتي القائم والرطبة، غرب الانبار، خلفتا عشرات القتلى والجرحى، واعتبر أي جهد لضرب تنظيم «داعش» مرحباً به.

 

وقطع الرئيس الأميركي باراك أوباما اجازته الصيفية وعاد الى واشنطن ليوم واحد أمس، عقد خلاله اجتماعاً موسعاً لأركان مجلس الأمن القومي مخصص للشأن العراقي مع استمرار الضربات الجوية ضد «داعش» واحتمال توسيعها.

 

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ»الحياة» إن الإجتماع استمر «ساعة ونصف الساعة» وحضره كل من نائب الرئيس جوزيف بايدن والمستشارون جون بوديستا ونيل أغلستون ونائب مستشارة الأمن القومي توني بلينكن الى جانب مساعدة شؤون الارهاب ليزا موناكو ومسؤول الاتصالات الاستراتيجية بن رودس ومدير التعاضد الاستخباراتي مايكل ديمبسي.

 

وأكد المسؤول أن الإجتماع بحث في الجهود العسكرية للمساعدة في استعادة سد الموصل، وفي أفق هذه العمليات، الى جانب المسار السياسي وجهود تشكيل حكومة عراقية جديدة منفتحة على كل الأطراف.

 

وصرحت القيادة الأميركية الوسطى بأن المقاتلات والقاذفات والطائرات من دون طيار دمرت تسعة مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية» وثماني عربات في المناطق المحيطة بسد الموصل حيث تجري معارك بين مسلحي التنظيم والقوات الكردية. وشن الجيش الاميركي سلسلة غارات الجوية في شمال العراق قبل نحو أسبوع لحماية اللاجئين الايزيديين ومنع تقدم «داعش» في اتجاه أربيل.

 

وجاء في بيان القيادة انه «ابتداء من 8 اب (اغسطس) شنت المقاتلات ما مجموعه 68 ضربة جوية في العراق، من بينها 35 ضربة دعماً للقوات العراقية قرب سد الموصل».

 

وأكدت ان الضربات شنت بموجب امر أصدره أوباما لحماية الموظفين والمنشآت الاميركية.

 

من جهة أخرى، ويعكف رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي على إجراء اتصالات بمسؤولين أميركيين وزعماء سنة وأكراد. وقال مقرب منه انه مطلع على الجهد الأميركي في محاربة «داعش»، وأجرى سلسلة اتصالات مع رموز سياسية وعشائرية سنية، خلال الايام الماضية، ليؤكد لها استعداده لدعم تحرير المناطق التي سقطت في يد «داعش».

 

وتدور في هذه الاثناء مواجهات دامية حول قرية «امرلي» التي تضم تركمان شيعة قدموا من قرى مجاورة واحتشدوا داخل القرية، وتؤكد الانباء ان الالاف من مسلحي «داعش» يطوقون البلدة، وسط مخاوف مجزرة كبيرة في حال نجح التنظيم في دخولها في دخولها.

 

يوم ثان من الغارات السورية على “الدولة الإسلامية” اليابان تتحقق من معلومات عن خطف أحد مواطنيها

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

شن الطيران الحربي السوري أمس غارات جوية على مناطق يسيطر عليها تنظيم “الدولة الاسلامية” في شمال سوريا وخصوصاً مدينة الرقة، غداة استهدافه مواقع التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق.

 

وكان سلاح الجو السوري شنّ الاحد 43 غارة على مناطق سيطرة “الدولة الاسلامية” في محافظة الرقة، مما أدى الى مقتل 39 شخصاً، بينهم 31 من عناصر التنظيم، وكانت تلك الغارات “الاكثر كثافة” لنظام الرئيس بشار الاسد على التنظيم منذ ظهوره في سوريا ربيع 2013.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له في بريد الكتروني ان الطيران الحربي السوري نفذ 14 غارة على الاقل أمس، استهدفت سبع منها “مباني الامن السياسي وفندق الكرنك السياحي والملعب البلدي ومنطقة المقص دوار العلم وكازية أبو هيف وحارة الحرامية ومنطقة الصناعة” في مدينة الرقة، ابرز معاقل التنظيم. كذلك، شن ثلاث غارات على مدينة الطبقة في الريف الغربي للرقة، واربع غارات على محيط مطار الطبقة العسكري.

ولم يحدد المرصد حصيلة الضحايا أمس.

واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى أن الطيران الحربي “ينفذ الغارات مستخدماً صواريخ”، مع العلم انه غالباً ما يلجأ في قصف المناطق التي يسيطر عليها معارضون الى “البراميل المتفجرة” التي تلقى من طائرات الهليكوبتر من دون نظام توجيه.

وكثف النظام غاراته على التنظيم الجهادي منذ شن الاخير قبل شهرين هجوماً كاسحاً أتاح له السيطرة على مناطق واسعة من شمال العراق وغربه، وتوسيع مناطق سيطرته في سوريا.

وتتزامن هذه الغارات مع تلك التي يشنها سلاح الجو الاميركي على مواقع “الدولة الاسلامية” في شمال العراق منذ أكثر من أسبوع.

وكانت “الدولة الاسلامية” سيطرت في الفترة الاخيرة على موقعين عسكريين اساسيين للنظام في محافظة الرقة، هما الفرقة 17، واللواء 93، اثر معارك أوقعت أكثر من 120 قتيلاً من قوات النظام.

ويسيطر التنظيم الجهادي على نحو شبه كامل على دير الزور والرقة، وهو يتقدم منذ أيام على حساب مقاتلي المعارضة في ريف حلب.

¶في طوكيو، تحاول السلطات اليابانية التحقق من صحة معلومات وردت على الانترنت مفادها أن يابانياً خطف على أيدي مقاتلين اسلاميين في سوريا.

وقال موظف في وزارة الخارجية اليابانية: “اننا على اطلاع على ما نقل على الانترنت، ونحاول التحقق من المعلومات”.

وتبلغت اليابان في عطلة نهاية الاسبوع عملية الخطف المحتملة هذه، وتسعى السفارة اليابانية في سوريا التي انتقلت في الوقت الحاضر الى الاردن الى التحقق منها.

 

تعاون أمني سوري ـ أميركي يتيح ضرب «داعش» في الرقة

محمد بلوط

خطوة كبيرة سورية أميركية في تحالف الأمر الواقع ضد «داعش». إذ قالت مصادر أمنية مطلعة لـ«السفير» إن الأجهزة الأميركية والسورية بدأت تعاوناً ثنائياً في ميدان مكافحة الإرهاب للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل ثلاثة أعوام ونصف العام.

وتلقى السوريون في الأيام الماضية، معلومات عن مواقع وأرتال «داعش» داخل الأراضي السورية، لا سيما في المناطق المتاخمة للحدود السورية العراقية في الرقة، وحول مطار الطبقة الاستراتيجي، ودير الزور وحلب.

ويقول مصدر سوري إن المعلومات الأميركية عن تحركات «داعش» وأرتالها سمحت في الأيام الماضية، بشن أكثر من 122 غارة على مواقعها في يوم واحد، وهو رقم قياسي للطيران الحربي السوري، وسمحت خصوصاً بمضاعفة الهجمات ضد مقارها وتجمعات قواتها، لا سيما في منطقة الرقة وحول مطار الطبقة وريف حلب الشمالي.

وسمحت العمليات السورية باحتواء هجمات «داعش» في المنطقة وعرقلة خطوط إمدادها نحو الغرب العراقي وتأخير هجومها على أربيل. وبرغم أن العمليات الأميركية السورية المشتركة ضد «داعش» أملتها ضرورات عسكرية عاجلة لوقف تقدمها على ضفتي الحدود السورية العراقية التي بات «داعش» يسيطر على جزء كبير منها يصل تركيا بالمثلث السوري العراقي الأردني، إلا أن استمرار تدفق قوات «داعش» من ظهيرها السوري سيجبر الطرفين على تعاون أوسع مجدداً.

ويؤكد تقييم أميركي هذا الاتجاه في ما قاله قائد العمليات في أركان الجيوش الأميركية الجنرال وليم مايفيل عن أن عمليات القصف الجوي حول أربيل والموصل وجبل سنجار ضد أرتال «داعش»، أسفرت عن تأخيره في الهجوم على أربيل، «لكنه لم يفقد قدرته على مهاجمة الأكراد إلا بصورة مؤقتة».

ومن غير المنتظر أن يتبلور إطار سياسي لهذا التعاون الأمني في الحرب القاسية ضد جيش «داعش»، شبيه بالاتفاق الإيراني الأميركي، حيث دفع الإيرانيون ثمناً سياسياً وضحّوا بنوري المالكي، لقاء إرسال الطائرات الاميركية لقصف «داعش» ووقف تقدّمه نحو بغداد وأربيل، وموافقة السعودية على تشجيع السنة على الانضمام إلى العملية السياسية، وفصل العشائر عن «داعش»، وإحياء الصحوات في مواجهته.

 

والحال أن أي صفقة مشابهة لا يمكن تجديدها في سوريا وقبض أي أثمان سياسية تتجلى في إجراء تعديلات داخل تركيبة النظام السوري، حتى ولو تطورت الحرب الجوية الأميركية على «داعش» داخل الإراضي السورية. إذ لا يبدو أن الاستراتيجية الأميركية تنحو حتى الآن نحو التخلي عن سياسة استنزاف الجيش السوري و«حزب الله» وإيران عبر «داعش» في سوريا، برغم ازدياد خطره، الذي يجري العمل على احتوائه في المقلب العراقي.

 

ويمكن التعويل على النفي السوري لأي غارات جوية قد تكون شنتها الطائرات الأميركية ضد أهداف لـ«الدولة الاسلامية» في الأراضي السورية، بخلاف ما قالته المعارضة السورية، لا سيما «الائتلاف» الذي استند إلى معلومات حصل عليها من بعض الناشطين في المنطقة.

 

وينشر الأميركيون بالقرب من الحدود السورية في غرب العراق، قوة «دلتا» الخاصة، التي سبق لها أن عملت في منطقة الموصل عندما طاردت بمعية الأجهزة الأمنية الكردية، عدي وقصي صدام حسين، وهي القوة نفسها التي توصلت إلى تقصي أثر الرئيس العراقي السابق واعتقاله في الثالث عشر من كانون الأول العام 2003.

 

وتقوم هذه القوات بتحديد مواقع أرتال «داعش» وتحركاتها بالتعاون مع قوات خاصة بريطانية تنتشر في غرب الموصل. ويقول مصدر ديبلوماسي غربي إن الأميركيين والبريطانيين يعملون معاً عبر القاعدة البريطانية «أكروتيري» في قبرص، لملاحقة أرتال ومقار «داعش»، بعيداً عن أي تنسيق مع الأتراك في قواعدهم «الأطلسية» المشتركة في جنوب الأناضول في أنجيرليك وملاطية. ويعمل البريطانيون في المنطقة عبر طائرات الاستطلاع، فيما تنتشر قاذفات «التورنيدو»، للمشاركة في عمليات القصف.

 

ويبدو التعاون الأميركي السوري ضد «داعش»، بالرغم من عدم بلوغه المستوى العملياتي، تعاوناً أمنياً صرفاً وإن بدا غير مسبوق، في ظل الحرب التي تديرها الإدارة الأميركية ضد النظام السوري.

 

ويقول ديبلوماسي غربي إن الأميركيين يطمحون إلى تعاون مع السوريين في النطاق الأمني لتوسيع عمليتهم، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الأميركيين يشارك في القتال في صفوف «داعش».

 

وتسلط الأضواء في غالبية الأحيان، على ما يقارب ثلاثة آلاف «مجاهد أوروبي»، منهم فرنسيون وبريطانيون، في كتائب «داعش»، فيما يجري تجاهل المئات من الجهاديين الأميركيين الذين تستهدفهم العمليات، كما تستهدف حماية الاستثمارات النفطية الاميركية والاوروبية في شمال العراق الكردي.

 

وكان تعاون أميركي أمني سوري قبل سنوات قد ساعد الأجهزة الأمنية الأميركية والأوروبية، على اعتقال «جهاديين أوروبيين وأميركيين» وتفادي هجمات في المنطقتين. والراجح أن الأميركيين لا يفعلون في إعادة تفعيل التعاون ضد «داعش»، سوى اللحاق بنظرائهم في الأجهزة الأمنية الأوروبية، التي تحاول منذ عام استعادة التعاون مع الاستخبارات السورية، بعد ترسّخ القناعة أن النظام السوري قد تجاوز مرحلة السقوط، وأن سوريا قد تحولت إلى بيئة حاضنة لـ«الجهاد الأوروبي»، العائد حتماً إلى تهديد عواصم القارة.

 

على صعيد آخر، وبعد خمسة أشهر من تعيينه خلفاً لمختار لماني، يصل إلى العاصمة السورية اليوم مارتن غريفيث، لإدارة مكتب ستيفان دي ميستورا الوسيط الدولي في الأزمة السورية.

 

وكان غريفيث قد حصل الأسبوع الماضي، على موافقة السلطات السورية لإدارة مكتب الأمم المتحدة. ومن غير المنتظر أن يحمل أي مقترحات جديدة لإحياء العملية السياسية، بحسب مصدر ديبلوماسي غربي، إذ لم يسبق وصول غريفيث أي مشاورات ديبلوماسية لتحديد خطة عمل المرحلة المقبلة، خصوصاً أن دي ميستورا لا يزال يمضي عطلته الصيفية، ولن يباشر العمل قبل مطلع أيلول المقبل.

 

بالإضافة إلى أن الاهتمام الدولي بإحياء العملية السياسية في سوريا، بعد إخفاق اجتماعات جنيف، يراوح نقطة الصفر، كما لم تجر أي اتصالات بين الروس والأميركيين بهذا الصدد حتى الآن، برغم ما يردده الروس من وقت إلى آخر بالحاجة للعودة إلى طاولة المفاوضات.

 

ويقول مصدر ديبلوماسي إن غريفيث سيمهد لزيارة يقوم بها الوسيط الدولي الجديد دي ميستورا، الذي ينوي اتخاذ دمشق مقراً دائماً لعمله، بخلاف ما كان عليه الحال مع سلفيه كوفي أنان، والأخضر الإبراهيمي، اللذين اتخذا من جنيف، ثم القاهرة، فجنيف مقراً لعملهما.

 

العراق: هل فقد «داعش» زخمه الهجومي؟

محمد جمال

طغت العمليات العسكرية المستمرة في الميدان العراقي، على المشهد العام للبلاد، أمس، حيث تستمر المعارك العنيفة في المحافظات الشمالية المحاذية لإقليم كردستان، في ظل ما أفرزه واقع قتال تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» من حلف ميداني بين الجيش العراقي وقوات «البشمركة» الكردية، مدعومين بغطاء جوي أميركي كثيف، ضد التنظيم المتشدد الذي يتلقى ضربات برية وجوية في أكثر من مكان.

وفيما يستمر الحشد السياسي الدولي، غداة اقتراب «داعش» من حدود إقليم كردستان، وبعد ثلاثة أيام على تبني مجلس الأمن الدولي قراراً بخنق تمويل «داعش»، فرضت وزارة الخزانة الأميركية، يوم امس، عقوبات على المتحدث باسم التنظيم المتشدد أبو محمد العدناني والمسؤول في «جبهة النصرة» سعيد عارف، فيما أكدت واشنطن ولندن أن الدعم العسكري لبغداد واربيل سيستمر، لكنهما استبعدتا إرسال قوات برية.

وفي موازاة المعارك الميدانية، تتواصل المشاورات السياسية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعد حل عقدة نوري المالكي الذي تنازل عن رئاسة الوزراء يوم الخميس الماضي لمصلحة الرئيس المكلف حيدر العبادي.

وقال وزير الخارجية العراقي المنتهية ولايته هوشيار زيباري إن مسؤولين أكراداً سيشاركون في المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة عراقية جديدة، وأضاف أن قراراً نهائياً بخصوص ما إذا كان الأكراد سينهون تعليقهم للمشاركة في الحكومة سيُتخذ في وقت لاحق.

وفي تطورات الوضع الميداني، قال ضابط عراقي لـ«السفير» إن العمليات المشتركة بين الجيش العراقي وقوات «البشمركة» وسلاح الجو الأميركي في شمال العراق مستمرة مع تقدم كبير نحو مدينة الموصل.

وأضاف «أن منطقة سد الموصل مؤمنة بالكامل حالياً، وقد تم تحرير قريتين في هذه المنطقة، وفي الساعات المقبلة سنتجه صوب بلدة زمار لتحريرها».

وأعلن الجيش الأميركي أن طائراته شنت 15 غارة جوية ضد مسلحي «داعش». وأشار بيان صادر عن «القيادة الأميركية الوسطى» إلى أن «المقاتلات والقاذفات والطائرات من دون طيار دمّرت تسعة مواقع لداعش، وثماني عربات في المناطق المحيطة بسد الموصل حيث تجري معارك بين مسلحي التنظيم والقوات الكردية»، فيما أكد متحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب العراقية أن الأخيرة ستحاول استعادة الموصل من مسلحي «داعش»، في العملية العسكرية المستمرة بعد استعادة السد.

وقال رئيس «المركز العربي الأوروبي للإرهاب والاستخبارات»، ومقره ألمانيا، جاسم محمد في حديث إلى «السفير»، إن «تنظيم داعش فقد الكثير من قوته العسكرية بعد معركة الموصل، وبدأ يخسر نشوة النصر التي كان يعيشها، بإعلانه التوجه صوب بغداد واحتلالها».

وأشار محمد إلى ان «قوة التنظيم وقدرته السابقة كانت تكمن في انتشاره السريع على الأرض، ويبدو أنه بدأ يفقد هذه الميزة»، ولم يستبعد احتمال «تعرضه للانشقاقات والاختراقات من الداخل».

وأشار محمد إلى أن «المرحلة الحالية التي تعيشها جماعة البغدادي هي مرحلة تمكين الخلافة، وتترتب عليها، وفق منظور التنظيم الشرعي والفكر الجهادي، واجبات إدارة الخلافة، وتقديم الخدمات أكثر من التركيز على التوسع أو الغزوات والعمليات العسكرية ضد أطراف أخرى، أي أن الجماعة تهدف الى التمترس في هذه المرحلة أكثر من الدخول في مواجهات مسلحة».

واعترف «داعش» بانسحابه من منطقتين حدوديتين مع إقليم كردستان، وقال في بيان تحت عنوان «التصدي للحلف الأميركي – الكردي» إنه كان «قاب قوسين أو أدنى من فتح عاصمتهم أربيل لولا استنجادهم بسيدهم الصليبي واشنطن».

إلى ذلك أكد المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا أنه تم «تطهير سد الموصل بالكامل من قبل قوات مكافحة الإرهاب وقوات البشمركة بإسناد جوي مشترك أميركي – عراقي»، مشيراً إلى «مقتل وإصابة العشرات من المسلحين، ونزع 170 عبوة ناسفة أثناء تقدم القوات لتطهير السد».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أكد أن «سقوط سد الموصل قد يهدد حياة أعداد كبيرة من المدنيين ويعرّض للخطر الموظفين الأميركيين ومرافق الولايات المتحدة، بما في ذلك السفارة الأميركية في بغداد، ويمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات أساسية للشعب العراقي».

وجدد أوباما التأكيد أن الدعم العسكري للقوات الكردية والعراقية مستمر ما استمر تهديد «داعش»، لكنه أكد أن واشنطن لا تنوي إرسال قوات برية.

من جهتها، أعلنت بريطانيا تعزيز دورها في قتال «داعش»، كما أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أن دور بريطانيا في العراق يتجاوز المهمة الإنسانية وقد يستمر أشهراً عديدة، مشدداً على أن بلاده و«دولاً أخرى في أوروبا عازمة على مساعدة الحكومة العراقية على محاربة هذا الشكل الجديد والمتطرف جداً من الإرهاب».

في هذا الوقت، قام وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بزيارة للعراق شملت كلاً من بغداد وأربيل، والتقى خلالها عدداً من المسؤولين العراقيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، ووزير الخارجية بالوكالة حسين شهرستاني الذي أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع باسيل، أنهما بحثا تداعيات النزوح الكبير للتركمان والمسيحيين والايزيديين والشبك وحتى العرب بسبب سيطرة «داعش» على مناطق عراقية خاصة في شمال البلاد.

 

هل يتكرر السيناريو الأميركي للعراق في سوريا؟

زياد حيدر

«لا إرادة دولية متوفرة بعد» لتحالف دولي ضد الإرهاب. بكلمات لا تخلو من خيبة، يصف مصدر سوري رفيع المستوى اللحظة الديبلوماسية الراهنة.

قرار مجلس الأمن الدولي وقبله الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتدخل جوياً في العراق ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» لم يتمدد إلى سوريا، رغم إعلان الرجل صراحة أن واشنطن لديها «مصلحة استراتيجية في صدّ داعش» وأنها «لن تسمح بقيام دولة خلافة إسلامية في أي من البلدين».

الأوروبيون بدورهم لم ينقلوا عدوى حماستهم الظاهرة لتسليح الأكراد في شمال العراق، و«التدخل» بطرق شتى لإنقاذه من خطر «الإبادة»، إلى مواجهة «داعش» في سوريا، وذلك بالرغم من إشارة قرار مجلس الأمن صراحة إلى سوريا.

ماذا عن الفوضى، وتكاثر أذرع التنظيم وأدواته في كامل الإقليم، وتمدّد سيطرته في مناطق سوريا والعراق؟ ليس من جواب شافٍ بعد في دمشق. الخلل الظاهر في تعاطي الغرب، وبعض العرب مع خطر «داعش»، يثير الريبة، بالرغم من الإجماع المعلن بأن الأزمة السورية تتحمل قسماً كبيراً من حالة الرعب المخيمة على المنطقة.

تدخل الرياض بمليار دولار لـ«حماية» لبنان من خطر التكفيريين، ولأسباب أخرى مرتبطة بسياسة السعودية في المنطقة من جهة، وتدخل الولايات المتحدة جوياً ضد مقار التنظيم، والتعاون العسكري الأوروبي مع شمال العراق، قد يحاصر «داعش» إلى حد ما في الجوار، لكنه يرسل قواته في الوقت ذاته باتجاه سوريا، وهو أمر يرفع علامات استفهام كثيرة، من بينها التساؤل الذي غاب منذ نصف عام، عن مخاطر التقسيم، وعما إذا كانت خيالات قادة الغرب وبعض دول المشرق بدأت تجده مخرجاً من الأزمات الحالية.

وثمة مَن قرأ حوار أوباما، منذ أسبوع مع الصحافي توماس فريدمان ضمن هذا الإطار، حين شدد الرئيس الأميركي، مبرراً التدخل مجدداً في العراق، بالبعد «الأخلاقي» المرتبط بحماية الأقليات من الإبادة، مستثنياً سوريا من نظرته لخطر التكفيريين.

ربط أوباما في حواره خيوط الخطر في البلدين بعقدة واحدة، هي «حاجة الطائفة السنية (في سوريا كغالبية والعراق كأقلية) إلى خطة تلبي تطلعاتها»، مقترحاً معالجة القضية من هذه الزاوية، بما يعنيه ذلك من إشراك كل العناصر الإقليمية والمحلية في هذه المعالجة، لكن من دون رسم مسار محدد لها.

ووفقاً لهذه القراءة فإن الغرب، وفي مقدمته أميركا، ربما رسم خطوطاً حمراء لتحرك التنظيم، تتلخّص بثلاثة: الأول، هو منع التنظيم من القيام بعمل وحشي فائق التصور، كتفجير سد نهري مثلاً، كما كان يُخشى بشأن سد الموصل. والثاني هو منعه من استهداف التجمعات الديموغرافية الصغيرة، إلى حد ما، أي «منع الإبادات الفاضحة»، وذلك في إطار قراءة خريطة الجغرافية السياسية الناجمة عنها، كما في العراق.

وفي هذا الإطار تتخوّف دمشق، رغم سياسة واشنطن المعلنة اتجاه رفض تقسيم العراق، من وجود اتفاق ضمني بين الغرب وإسرائيل، وبعض دول الخليج يمهد لنشوء كيان جديد ومستقل في المنطقة مركزه أربيل، يتحول تدريجياً إلى دولة كردستان. وتتعدى القراءة هذه الولايات المتحدة التي تعتبر كردستان «مثالاً للتعايش والازدهار»، والغرب «الذي يقوي منظومة الإقليم العسكرية» وصولاً إلى دول الخليج، التي لا تستثمر في الإقليم فحسب، بل تجعل من كردستان «قضية» في سياستها الإعلامية. ومنذ عامين، كان واضحاً للعيان «التفضيل السعودي» لتعويم فكرة «كردستان المزدهر»، بما يتعدّى الترويج للإقليم «الهانئ المطمئن على ضفة العراق المضطرب»، وصولاً إلى التهليل للقومية الكردية، حتى في برامج المسابقات الترفيهية التي كانت تتقدم بها القنوات السعودية الخاصة.

أما البند الثالث، فيتمثل بحماية أكبر كمية ممكنة من آبار النفط، ولا سيما في العراق، رغم أن هذه القاعدة لم تنطبق على سوريا بأي شكل من الأشكال. كما من غير المستبعَد أن يمنع الغرب «داعش» من التمدد باتجاه البحر، في شتى دول نفوذه.

من جهة أخرى وللمفارقة، يفصل «خيط رفيع» بين رغبات دمشق وأمنيات خصومها. فمن جهة طلب «الائتلاف الوطني» المعارض رسمياً من الولايات المتحدة ومجلس الأمن (للمرة ألف ربما) التدخل عسكرياً في سوريا، وإن كان عنوان أهدافه مقار «داعش» وقواته، وذلك لغرض إزاحة هذا الخصم القوي من وجه فصائل المعارضة المختلفة، والتي تتصدّرها المجموعات الإسلامية، وأبرزها «جبهة النصرة».

من جهتها تحتاج الدولة السورية إلى مساعدة في وجه تنامي قوة التنظيم، كما في وجه التكفيريين. ولا ترغب دمشق، في العلن على الأقل، في حملة جوية أميركية على مقار «داعش – سوريا»، الأمر الذي يشكل «تعدياً على السيادة» باللغة الديبلوماسية (نفت أمس معلومات صحافية عن غارات أميركية على الرقة)، بل تتمثل أهدافها في تشكيل «تعاون دولي» يمثل حجر أساس في حملة على مستوى أوسع لمكافحة الإرهاب، تشكل لاحقاً بوابة دمشق المثلى للعودة إلى الملعب الديبلوماسي.

لكن ما من بوادر أو مؤشرات ملموسة جدياً بعد في هذا الاتجاه. وثمة تخوّف في مكانه، من الانتظار طويلاً، قبل الشروع بتنفيذ سياسة إقليمية ودولية موحدة ضد التنظيم. خصوصاً أن دولاً كثيرة تريد استثمار الخلل المتنامي في موازين القوى والكوارث الديموغرافية التي تحدث، لتشكيل بنية جديدة في المنطقة.

ويعكس كلام أوباما الأخير، الصورة التي يمكن أن تصل إليها سوريا، في الحسابات الأميركية، حين أكد أن الولايات المتحدة لم تتدخل فوراً لمواجهة خطر التكفيريين في العراق كي «لا تمنح (رئيس الوزراء العراقي المستقيل نوري) المالكي فرصة للتحرر من الضغط» العسكري لـ«داعش».

تفضل واشنطن وفق هذا السياق، أن يكون أيّ تدخل لحصر مخاطر التوسع التكفيري في المنطقة، بأثمان سياسية مشابهة لما جرى مع بغداد، وهي أثمان لا تتوفر إمكانية دفعها في دمشق، كما لا تتوفر ظروفها، ما يعني توقف المشهد الميداني على عناصره الحالية، وذلك إلا في حال تمكّن «داعش» من تنفيذ تهديداته في أوروبا والولايات المتحدة، وفقاً لما حذر منه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون مؤخراً، الأمر الذي قد يعيد ترتيب الأولويات بشكل مختلف، أو في حال تمكّن الجيش السوري من تحقيق إنجاز نوعي يتمثل في قتل «الخليفة» أبو بكر البغدادي على سبيل المثال، أو إيلام قواته بشكل يضع سوريا في واجهة «الحرب على الإرهاب الدولي».

 

مقتل قيادي في “الدولة الاسلامية” على يد حزب الله عند الحدود اللبنانية السورية

بيروت- (أ ف ب): قتل قيادي في تنظيم “الدولة الاسلامية” في عملية لحزب الله اللبناني في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان حيث كان مسؤولا عن تجهيز انتحاريين نفذوا تفجيرات في مناطق نفوذ للحزب، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.

 

وقال المرصد ان “القيادي في تنظيم الدولة الاسلامية ابو عبد الله العراقي قتل في تفجير عبوة زرعها عناصر حزب الله، وانفجرت اثناء مرور سيارته امس الاثنين في منطقة القلمون”، مشيرا إلى أن العراقي “كان قياديا في تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة، ومسؤولا عن الاعداد للعمليات الانتحارية”.

 

وأدى التفجير إلى مقتل ثلاثة عناصر جهاديين آخرين، بحسب المرصد.

 

ونقلت قناة (المنار) التلفزيونية التابعة للحزب الذي يشارك في المعارك الى جانب القوات السورية، عن “مصادر ميدانية” نبأ مقتل العراقي “في عملية نوعية للجيش السوري في جرود القلمون”.

 

واضافت ان الاخير يعد “أحد أبرز المسؤولين عن تجهيز الانتحاريين وتفخيخ السيارات، وله باع طويل في الاعتداءات الانتحارية بينهما الهجمات التي نفذت في لبنان”.

 

وتعرضت مناطق نفوذ الحزب لتفجيرات غالبيتها انتحارية منذ صيف العام 2013، بعد اشهر على اعلان مشاركته في القتال إلى جانب النظام السوري، في النزاع المستمر منذ منتصف آذار/ مارس 2011. وتبنت مجموعات متطرفة، بينها “الدولة الاسلامية”، هذه العمليات، مشيرة الى انها رد على مشاركة الحزب في المعارك السورية.

 

وسيطرت القوات السورية مدعومة بعناصر من الحزب، على غالبية منطقة القلمون منتصف نيسان/ ابريل الماضي. الا ان العديد من المقاتلين المعارضين تحصنوا في الجبال والمغاور الطبيعية في هذه المنطقة الواقعة شمال دمشق، وتمتد عشرات الكيلومترات على الحدود مع لبنان.

 

وبعد أكثر من ثلاثة أعوام على اندلاعه، بات النزاع متشعب الجبهات لا سيما مع تصاعد نفوذ الجهاديين، حيث تتوزع الجبهات بين النظام ومقاتلي المعارضة، والنظام والجهاديين، والمقاتلين المعارضين والجهاديين.

 

رسالة من ‘داعش’ لأمريكا: سنغرقكم جميعاً في الدماء

واشنطن- بغداد- رويترز- فرانس برس: حذر “داعش” الولايات المتحدة من أن التنظيم، الذي استولى على مساحات واسعة من العراق ودفع أمريكا لتنفيذ أول ضربات جوية هناك منذ سحب قواتها عام 2011، سيهاجم الأمريكيين “في أي مكان” إذا أصابت الغارات مقاتليه.

 

وتضمن شريط فيديو بث التنظيم الرسالة من خلاله صورة لأمريكي ذبح أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، كما تضمن عبارة تقول بالإنجليزية “سنغرقكم جميعا في الدماء”.

 

وفي سياق آخر، نفت واشنطن أن تكون في خندق واحد مع دمشق ضد (داعش)، وذلك في الوقت الذي تشن فيه طائراتها غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في العراق بينما تشن المقاتلات السورية غارات مماثلة في سوريا.

 

ورفضت الخارجية الأمريكية الإشادة، ولو من بعيد، بمحاربة النظام السوري لـ”داعش”، مؤكدة في الوقت عينه أن القضاء على مقاتلي هذا التنظيم الذين يسيطرون على مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق هو “أمر جيد”.

 

مساعٍ لـ«هدن» مع الجيش السوري و«النصرة» تنكفئ

معارك ريف حلب الشمالي تخلط الأوراق

علاء حلبي

تقدّم سريع ومباغت استطاع تحقيقه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» في ريف حلب الشمالي.

سقطت مجموعة من القرى الاستراتيجية، وثبّت وجوده في قرية دابق التي يعتبرها التنظيم رمزاً، وعينه تتجه صوب مدينة أعزاز، معقله السابق، وسط ذهول الفصائل التي تقاتله، وانسحاب وانكفاء فصائل أخرى، قبل أن تتوقف المعارك عند حدود مدينة مارع، التي تشهد إعادة لترتيب الأوراق، وسط تكهنات بمعارك ضارية ستشهدها المنطقة لتحديد مستقبلها، ومستقبل الفصائل المتحاربة أيضاً.

كثيرة هي التغيرات التي تسبب بها فتح «داعش» جبهات قتال في ريف حلب الشمالي، وما يشكله تقدم التنظيم من تهديد وجودي للفصائل التي تقاتله، وعائلات المسلحين، ما رفع من وتيرة الخوف من ارتكاب مجازر قد يذهب ضحيتها الآلاف، خصوصاً أن هذه المعارك جاءت بعد المجازر التي ارتكبها «الدولة الإسلامية» بحق أبناء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور، وروح الثأر التي دخل بها التنظيم معاركه، ليغدو عدو الأمس صديقاً مرحلياً.

في مدينة مارع، التي برزت مؤخراً كأهم معقل للفصائل المسلحة التي تقاتل «داعش»، يحتشد آلاف المقاتلين من فصائل «جيش الإسلام»، و«جيش المجاهدين»، و«لواء التوحيد»، و«أحرار سوريا»، و«نور الدين الزنكي»، و«جبهة الأكراد»، قبل أن ينضمّ إليهم مقاتلون من «حزب العمال الكردستاني»، قدموا من منطقة عفرين، التي كانت حتى وقت قريب محاصرة من قبل الفصائل ذاتها، في حين اختفت «جبهة النصرة» التي كانت تصول وتجول في المنطقة.

وأشار مصدر معارض، خلال حديثه إلى «السفير»، إلى أن انسحاب «جبهة النصرة» وانقلاب الرأي العام ضدها يعتبر أحد أبرز التغيرات التي تشهدها المنطقة، موضحاً أن «الجبهة» تسببت في البداية بسيطرة التنظيم على قرية أخترين، قبل أن يتراجع مقاتلوها إلى مدينة أعزاز متخلين عن جبهات القتال، الأمر الذي تطلب تدخل قوى جديدة على ساحة المعارك، أبرزها المسلحون الأكراد، الذين يرون في «داعش» عدواً يهدّد وجودهم في المنطقة، لتنشأ تحالفات جديدة، ويرسل الأكراد عدداً كبيراً من المقاتلين، قدره المصدر بنحو ألفي مقاتل، وصلوا إلى مدينة مارع، وتوزعوا على جبهات القتال.

وإلى جانب انكفاء «جبهة النصرة»، وانقلاب المزاج العام ضدها في الريف الشمالي، تراجع وجود «حركة أحرار الشام»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، في ريف حلب الشمالي، بعد أن كانت تتقاسم إلى جانب «النصرة» نفوذاً واسعاً، حيث أرسلت «الحركة» عدداً ضئيلاً جداً من المقاتلين، وتراجع قياديوها إلى خطوط خلفية، لتجد الفصائل المحلية الصغيرة نفسها في واجهة المعارك، وهو تغيّر، يراه المصدر مهماً في المنطقة التي استوطنت فيها التنظيمات المتشددة، طيلة العامين الماضيين.

وفي السياق ذاته، يعيد مصدر «جهادي» أسباب تراجع «حركة أحرار الشام» عن جبهات القتال ضد «داعش» إلى رفض عدد كبير من المقاتلين القتال ضد «جهاديي الدولة»، الأمر الذي يرونه «محرّماً».

وبالتزامن مع تراجع وانكفاء «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، برز نجم الجيش السوري، الذي كثف غاراته الجوية على مقار ومناطق تواجد مقاتلي «داعش»، الأمر الذي خفّف من ضغط التنظيم على الريف الشمالي، وساهم إلى حد كبير بتوقف تقدمه. وأوضح المصدر المعارض أن الطيران الحربي السوري يشنّ غارات بشكل يومي على معاقل التنظيم من جهة، ومعاقل تواجد «جبهة النصرة» في أعزاز و«حركة أحرار الشام» في صوران.

وبالتزامن مع غارات الجيش السوري، التي تراها الفصائل المقاتلة لـ «داعش» كنوع من المؤازرة، تدور في أروقة الفصائل أحاديث عن مجموعة من «الهدن» التي يجري التحضير لها مع الجيش السوري على جبهات القتال القريبة، منها التراجع من مخيم حندرات، وفك الحصار عن قريتي نبل والزهراء بشكل جزئي، لضمان التفرغ الكامل لقتال «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي لم يؤكده أي مصدر رسمي حتى الآن، في حين تشير الوقائع الميدانية إلى رغبة الجيش بالحسم العسكري عن طريق سيطرته على مقطع البكارة، والوصول إلى تخوم مقر مستشفى الكندي من جهة، واستمرار العمليات العسكرية في منطقة خان طومان جنوب مدينة حلب.

وبالعودة إلى الأحداث الميدانية، تشهد جبهات القتال بين «داعش» والفصائل التي تقاتله حالة سكون في الوقت الحالي، تقطعها عمليات قصف متبادل بين الطرفين من حين إلى آخر، واشتباكات متقطعة قرب قرية احتيملات، في حين منح كل طرف خصمه مهلة 24 ساعة للانسحاب.

وفي مدينة حلب، يبدو أن الطريق بات ممهداً لتقدم الجيش السوري نحو أحياء حلب الشرقية، إثر انشغال الفصائل في حربها مع «داعش»، ونزوح معظم السكان المدنيين، الأمر الذي من شأنه قلب المشهد الميداني بشكل كلي في حلب، رغم أن الوقائع تشير إلى عدم رغبة الجيش في خوض معارك من هذا النوع في المدينة وتفضيله انتظار التسويات، والتي تأتي في مقدمتها التسوية التي تطبخ في حي الشيخ مقصود، والذي ينتظر انسحاب المسلحين منه وتسليمه إلى المقاتلين الأكراد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى