أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 20 أذار 2018

أنقرة مصممة على مدّ «غصن الزيتون» شرقاً

لندن، إسطنبول، جنيف، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

غداة سيطرة أنقرة ومقاتلين سوريين موالين لها على مدينة عفرين بالكامل، تزايدت المخاوف على مصير أكثر من 200 ألف مدني فرّوا من المدينة والمناطق المحيطة بها، فيما أبدت تركيا تصميماً على توسيع عملية «غصن الزيتون» إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد حتى الحدود العراقية. وبعد معلومات عن ضربة أميركية وشيكة ضدّ دمشق، دعا مسؤولون روس إلى إغلاق المجال الجوي السوري في وجه الطيران الأميركي وغيره، وإلى زيادة عديد القوات الروسية بعد سحب القسم الأكبر منها في وقت سابق.

 

وأعربت وزارة الخارجية الأميركية أمس، عن قلقها الشديد من تقارير عن تداعيات العملية التركية في عفرين في الساعات الأخيرة، داعيةً الأطراف كافة، بما في ذلك تركيا وروسيا والنظام السوري، إلى السماح بدخول المنظمات الإنسانية الدولية، فيما أعلنت عضو الإدارة الذاتية الكردية في مدينة عفرين السورية هيفي مصطفى، أن أكثر من 200 ألف نازح يعيشون بلا مأوى في مناطق قريبة، ويفتقرون إلى الغذاء والماء. وأضافت أن أصحاب السيارات ينامون في سياراتهم، وآخرون ينامون أسفل الأشجار مع أبنائهم، لافتة إلى أن «المدنيين المتبقين في عفرين يواجهون تهديدات من الجماعات المدعومة من تركيا». من جانبها، طالبت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» بالوصول إلى المدنيين في عفرين، محذرةً من أن السكان «لا يثقون بعمال الإغاثة الأتراك».

 

وبرغم ذلك، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، توسيع العملية التركية إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد حتى الحدود العراقية، غداة إخراج فصائل موالية لأنقرة القوات الكردية من عفرين. وحذّر من إمكان ذهابه أبعد من ذلك، وتنفيذ عملية ضد الأكراد داخل الأراضي العراقية. وقال في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب»: «سنستمر في هذه العملية إلى حين القضاء كاملاً على الممرّ الذي يشمل منبج وعين العرب وتل أبيض وراس العين والقامشلي».

 

وشدد نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ، على أن أنقرة لن تبقى في عفرين، على رغم تأكيد أردوغان أن رقعة الهجوم قد تتوسع شرقاً. وذكر أن «الهدف من عمليتنا هو تطهير المنطقة من الإرهاب، وإعادة السلام والثقة والاستقرار، وإعادة المنطقة إلى أصحابها الشرعيين».

 

وفيما أفاد الكرملين في بيان، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشاد خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بالتعاون الفاعل بين البلدين في عملية التسوية السورية، وبحث معه القمة الثلاثية (روسيا وتركيا وإيران) المزمعة في إسطنبول الشهر المقبل، ردت وزارة الخارجية السورية على إعلان أنقرة سيطرتها على عفرين بالقول إنه «عمل غير مشروع ويتناقض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي». وأضافت في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، بأنها «تدين الاحتلال التركي لعفرين وما يقترفه من جرائم، وتطالب القوات الغازية بالانسحاب فوراً»، معتبرة أن «الممارسات والاعتداءات التركية لا تهدد حياة المواطنين ووحدة أرض سورية وشعبها فحسب، بل تطيل أمد الحرب خدمة للإرهاب وداعميه، وتهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم».

 

وفي ظل أنباء عن ضربة أميركية وشيكة في سورية، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي قسطنطين كوساتشوف، أن بلاده «قد تتخذ قراراً في شأن توسيع عديد قواتها في سورية بسبب أعمال الولايات المتحدة وشركائها هناك»، فيما قال رئيس لجنة شؤون الدفاع في الدوما فلاديمير شامانوف، إن من الضروري النظر في إمكان إغلاق المجال الجوي السوري في وجه البلدان التي لا يوجد لديها إذن رسمي من النظام.

 

إلى ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أربعة مسؤولين سوريين بسبب استخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين، بعد معلومات عن استخدام قوات النظام غاز الكلور في الغوطة الشرقية. وفرض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقوبات تشمل حظر سفر، وتجميد أرصدة على ضابط في قوات النظام وثلاثة علماء يعملون في مركز الدراسات والبحوث العلمية، ليرتفع عدد مسؤولي النظام الخاضعين للعقوبات إلى 261.

 

زيد الحسين ينتقد مجلس الأمن لتقاعسه عن اتخاذ قرار بشأن سورية

نيويورك (الأمم المتحدة) – رويترز

 

انتقد مفوض الأمم المتحدة الأعلى لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين مجلس الأمن أمس (الإثنين)، لتقاعسه عن «الدفاع عن حقوق الإنسان ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح»، في الوقت الذي دخلت فيه الحرب في سورية التي حصدت أرواح ما يقرب من نصف مليون شخص عامها الثامن.

 

وقال الأمير زيد: «الصراع السوري يتسم بتجاهله المطلق لأبسط معايير المبادئ والقوانين».

 

وأضاف أن كثيرين ممن سعوا لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان اعتقلوا أو عذبوا أو قتلوا، موضحاً أن «مجلس الأمن لم يكن على قدر تضحيات هؤلاء الأبطال في جميع أنحاء سورية. لم يتخذ قراراً حاسماً للدفاع عن حقوق الإنسان ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح».

 

وجاءت تصريحات الأمير زيد بعد وقت قصير من عرقلة روسيا اجتماعاً لمجلس الأمن كان من المتوقع أن يشمل إفادة من الأمير زيد، وذلك عندما طلبت إجراء تصويت إجرائي. وحضرت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الاجتماع غير الرسمي.

 

وانتقد زيد استخدام «حق النقض» (فيتو) في مجلس الأمن لحماية «مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في سورية وأماكن أخرى» من حكم العدالة.

 

وروسيا أكبر داعم للرئيس السوري بشار الأسد واستخدمت «حق النقض» قرابة 12 مرة لمنع مجلس الأمن من اتخاذ إجراء في شأن سورية منذ بدء الحرب هناك العام 2011.

 

وقال زيد: «هذا الإخفاق في حماية الأرواح وحقوق الملايين من الأشخاص لا يقوض فحسب عمل الأمم المتحدة بل شرعيتها أيضاً».

 

34 قتيلاً بقصف عنيف على الغوطة ودمشق تتوقع خروج مسلحين قريباً

لندن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب

 

عاودت قوات النظام السوري قصفها العنيف على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، إثر هجوم مفاجئ للمعارضة، بعد توقف أسبوع دخلت خلاله مساعدات إنسانية، كما تعرضت مناطق أخرى في المنطقة للقصف ما أدى إلى مقتل 34 مدنياً خلال الساعات الأخيرة. توازياً، اعتبر وزير سوري أن بعض مسلحي المعارضة قد يوافقون قريباً على الانسحاب من حرستا أو «قبول حكم الدولة السورية».

 

وفي إطار الحملة العسكرية المستمرة ضد الغوطة منذ 18 شباط(فبراير) الماضي، شهدت دوما قصفاً عنيفاً أدى إلى مقتل 20 مدنياً فيها خلال ساعات، إضافة إلى مقتل 14 مدنياً آخرين في بلدات آخر، لترتفع حصيلة القتلى إلى 1420 مدنياً من بينهم 281 طفلاً وفق حصيلة وثقها «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

 

وأفادت وكالة «فرانس برس» بإنقاذ أفراد عائلة من تحت الأنقاض، فيما أدى برميل متفجر إلى اشتعال حريق وتدمير مسجد ومنازل في محيطه.

 

وأشار «المرصد» إلى أن القصف على دوما هو الأعنف منذ أسبوع، ويأتي إثر هجوم مفاجئ نفذه فصيل «جيش الاسلام» على قوات النظام على جبهتي مسرابا وبيت سوى جنوباً انطلاقاً من دوما.

 

ودارت اشتباكات أمس، في جنوب الغوطة بين «فصيل فيلق الرحمن» و «هيئة تحرير الشام» من جهة وقوات النظام من جهة ثانية.

 

وذكر التلفزيون السوري أن الجيش يواصل تقدمه في الغوطة التي زارها الرئيس بشار الأسد أول من أمس، وشكر الجنود على «إنقاذ» العاصمة.

 

وأشارت وكالة أنباء «سانا» إلى مقتل شخصين جراء قذيفة للفصائل المعارضة طاولت أحد أحياء دمشق.

 

وعلى وقع القصف والمعارك، تواصل النزوح من بلدات في جنوب الغوطة إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام.

 

وقدّر المرصد السوري عدد الفارين الإثنين بأكثر من أربعة آلاف مدني، ما يرفع عدد النازحين من الغوطة إلى حوالى 70 ألف مدني منذ الخميس، فيما ذكر مركز المصالحة الروسي أن 6 آلاف مدني خرجوا منها أمس.

 

سياسياً، رأى وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في تصريح إلى وكالة «رويترز» أن «مسلحي المعارضة في جيب مركزه مدينة حرستا، ربما يكونون مستعدين لإبرام اتفاق للانسحاب أو قبول حكم الدولة».

 

وقال حيدر إن «هناك اتصالات مع مسلحي المعارضة في الغوطة». وأضاف: «هناك نتائج مقبولة في جزء من الملف إلى حد ما، ومن الممكن أن يكون هناك إنجاز خلال الفترة القادمة في حرستا»، لكنه أكد أنه لا يلتزم بموعد محدد «لأن المسألة مرتبطة بقبول المسلحين الخروج أو تسوية أوضاعهم ودخول الجيش إلى تلك المنطقة».

 

ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت القوات الحكومية من تقطيعها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي: دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل «جيش الإسلام»، وحرستا غرباً حيث «حركة أحرار الشام»، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن».

 

غارات دموية على الغوطة… والأكراد يتحصنون في محيط عفرين

دوما (سورية) – أ ف ب

 

تواصل قوات النظام السوري اليوم (الثلثاء)، هجومها على الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث حصدت غارات جوية مسائية 20 قتيلاً مدنياً بينهم 16 طفلاً، في وقت يستعد الأكراد في شمال سورية للتصدي لهجوم تركي محتمل بعد سقوط عفرين.

 

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم عن تنفيذ طائرات حربية بعد منتصف الليل أكثر من 15 غارة جوية استهدفت مدينة دوما، تزامناً مع استهداف قوات النظام لبلدة عين ترما بقصف صاروخي مكثف.

 

وقال مراسل «فرانس برس» في دوما إن القصف لم يتوقف على المدينة طيلة ساعات الليل ولا يزال مستمراً. وأشار الى أن سيارات الإسعاف تواجه صعوبة في التنقل نتيجة القصف الكثيف.

 

وتسبب القصف في اندلاع حرائق لم يتمكن الدفاع المدني من إخمادها، خشية من استهداف آلياته من قبل الطيران.

 

ووفق «المرصد»، تدور حالياً اشتباكات بين مقاتلي فصيل «جيش الإسلام» وقوات النظام في محيط دوما من جهة مسرابا، تترافق مع قصف متبادل.

 

ويتزامن القصف مع ارتفاع حصيلة القتلى في مدينة عربين الى 20 مدنياً، هم 16 طفلاً وأربع نساء، نتيجة غارة روسية على الأرجح، استهدفت وفق «المرصد» قبو مدرسة كانوا يحتمون فيها.

 

وكانت حصيلة سابقة لـ «المرصد» أفادت بمقتل 16 مدنياً.

 

وتشن قوات النظام منذ 18 شباط (فبراير) الماضي هجوماً على الغوطة الشرقية، تمكنت بموجبه من السيطرة على أكثر من 80 في المئة من مساحة المنطقة التي شكلت منذ العام 2012 المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.

 

وقتل منذ بدء التصعيد أكثر من 1450 مدنياً بينهم حوالى 300 طفل وفق «المرصد».

 

وشدد الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية علي الزعتري في بيان ليلة الإثنين على ضرورة «ايصال المساعدة العاجلة للمعالجة الفورية للوضع الكارثي لعشرات الآلاف من سكان الغوطة الشرقية وعفرين» التي سيطرت قوات تركية مع فصائل سورية موالية لها عليها أول من أمس.

 

وجاء تصعيد القصف على دوما بعد شن «جيش الإسلام» هجمات على مواقع قوات النظام على أطراف المدينة، انضم اليها «فيلق الرحمن».

 

ومع تقدمها في المنطقة، تمكنت القوات الحكومية من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل «جيش الإسلام»، وحرستا غرباً حيث حركة «أحرار الشام»، وبلدات جنوبية يسيطر عليها «فصيل فيلق» الرحمن ولـ «هيئة تحرير الشام» وجود محدود فيها.

 

وعلى جبهة أخرى في جنوب دمشق، أفاد «المرصد» بمقتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات عنيفة ليلة الإثنين في حي القدم، اثر هجوم مفاجئ شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، تمكن بموجبه من السيطرة على الحي.

 

ويحتفظ التنظيم بسيطرته على بضعة أحياء في جنوب دمشق، وكان له تواجد محدود في هذا الحي قبل ان تتمكن قوات النظام من السيطرة عليه منتصف الأسبوع الماضي اثر اجلاء مئات المقاتلين من «هيئة تحرير الشام» وفصيل «أجناد الشام» منه الى شمال البلاد.

 

في شمال سورية، وبعد يومين من سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، انتشر عناصر من الشرطة العسكرية التركية في المدينة، على خلفية قيام مقاتلين بعمليات نهب المحال والمنازل، وفق ما أفاد «المرصد» الذي اشار الى «فوضى عارمة» في المدينة.

 

على خط مواز، تحاول أعداد خجولة من المدنيين العودة الى منازلهم ومحالهم وأرزاقهم في عفرين التي تبدو شبه خالية من سكانها، بعدما فرّ منها أكثر من 250 ألف مدني، وفق «المرصد».

 

وبدأت تركيا في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي بدعم من فصائل سورية موالية حملة عسكرية قالت انها تستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين التي تعتبرها أنقرة «ارهابية».

 

وبات العلم التركي يرفرف في نقاط عدة داخل المدينة وفوق مباني الإدارة الذاتية، وكتب المقاتلون الموالون لأنقرة اسماء فصائلهم على جدران الشوارع.

 

ويحاول المقاتلون الأكراد بعد انسحابهم من المدينة امام قوة النيران التركية التحصن في المواقع المجاورة وتفعيل «الخلايا النائمة» وفق «المرصد».

 

وأفاد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن باستهداف إحدى هذه الخلايا «آلية عسكرية تركية الأحد وسيارة تابعة للأتراك الإثنين بصاروخ مضاد للدروع ما أدى الى مقتل مقاتلين اثنين من الفصائل الموالية لأنقرة».

 

ويتفوق المقاتلون الأكراد على رغم على «إمكاناتهم الضعيفة» وفق «المرصد» على القوات التركية والمقاتلين السوريين بمعرفتهم الواسعة بطبيعة المنطقة الجغرافية في عفرين.

 

ونددت دمشق أمس بما وصفته بـ «الاحتلال» التركي لعفرين مطالبة «القوات الغازية» بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية.

 

ويزيد التقدم التركي في عفرين من تعقيدات الحرب المتشعبة الأطراف في سورية، مع سعي القوى الدولية المؤثرة الى تكريس نفوذها في الميدان.

 

وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس مجدداً توسيع العملية التركية في سورية إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد وصولاً إلى الحدود العراقية.

 

وقال: «سنستمر في هذه العملية (غصن الزيتون) الآن إلى حين القضاء بشكل كامل على هذا الممر الذي يشمل منبج وعين العرب (كوباني) وتل أبيض وراس العين والقامشلي».

 

مقتل 36 من قوات النظام في هجوم لـ «داعش» جنوب دمشق

بيروت – أ ف ب

 

قتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات عنيفة ليلة أمس (الإثنين) في حي القدم في جنوب دمشق، أثر هجوم لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مكنه من السيطرة على الحي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم.

 

وتقدم مقاتلو التنظيم إلى الحي، بعد أسبوع من إجلاء مئات المقاتلين من «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وفصيل آخر مع أفراد من عائلاتهم، بموجب اتفاق سابق مع دمشق إلى مناطق في شمال سورية.

 

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن اليوم: «شن داعش هجوماً على حي القدم، تمكن خلاله من السيطرة الكاملة على الحي»، مشيراً إلى «مقتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها».

 

وأفاد بوجود العشرات من الجنود الجرحى والمفقودين، في وقت لم ينشر الإعلام الرسمي أنباء عن الهجوم.

 

وكان للتنظيم وجود محدود في الحي، قبل أن تتمكن قوات النظام من السيطرة عليه منتصف الأسبوع الماضي، أثر إجلاء مئات المقاتلين من «هيئة تحرير الشام» وفصيل «أجناد الشام» منه.

 

وأشار المرصد إلى التنظيم بدأ هجومه أمس، من حي الحجر الأسود المجاور. واستقدمت قوات النظام اليوم تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لاستعادة السيطرة على الحي.

 

وأورد التنظيم في بيان على تطبيق «تيلغرام»: «يواصل جنود الخلافة هجومهم على مواقع الجيش»، متحدثاً عن «مواجهات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة».

 

وأوضح أن هجومه يستهدف المناطق التي «سلمها المقاتلون لقوات النظام»، في إشارة إلى مقاتلي «هيئة تحرير الشام» الذين خرجوا اليوم، بموجب اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي.

 

دمشق تندد بـ«الاحتلال» التركي لعفرين.. وواشنطن «قلقة بشدة»

واشنطن، دمشق – أ ف ب، رويترز

 

نددت وزارة الخارجية السورية اليوم (الاثنين) بـ«الاحتلال التركي» لعفرين وطالبت «القوات الغازية» بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن «قلقة بشدة» من الأحداث في المدينة، وذلك غداة سيطرة أنقرة مع فصائل سورية موالية على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.

 

وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالة وجهتها إلى الأمم المتحدة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن «سورية تدين الاحتلال التركي لعفرين وما يقترفه من جرائم وتطالب القوات الغازية بالانسحاب فوراً من الاراضي السورية التي احتلتها».

 

وسيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها الأحد على مدينة عفرين في شمال سورية، إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين وأسفرت عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي.

 

وأكدت الوزارة أن «الممارسات والاعتداءات التركية لا تهدد حياة المواطنين ووحدة أرض وشعب سورية فحسب بل تطيل أمد الحرب على سورية خدمة للإرهاب». ووصفت السيطرة على المدينة بأنه «عمل غير مشروع».

 

وبدأت تركيا وفصائل سورية موالية في 20 كانون الثاني (يناير) حملة عسكرية تحت تسمية «غصن الزيتون» ضد منطقة عفرين، قالت أنقرة انها تستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تصنفها «إرهابية» وتعتبرها امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني».

 

وأمام الهجوم التركي، طالب الأكراد دمشق بالتدخل، ودخلت قوات محدودة تابعة للنظام انتشرت على جبهات عدة، لكن سرعان ما استهدفها الأتراك بالقصف. وأراد الأكراد في شكل أساس أن ينشر الجيش السوري دفاعات جوية تتصدى للطائرات التركية، لكن ذلك لم يحصل.

 

وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم توسيع العملية التركية في سورية إلى مناطق أخرى خاضعة إلى سيطرة الأكراد وصولاً إلى الحدود العراقية. وقال: «سنستمر في هذه العملية (غصن الزيتون) الآن إلى حين القضاء بشكل كامل على هذا الممر الذي يشمل منبج وعين العرب (كوباني) وتل أبيض وراس العين والقامشلي».

 

من جهتها قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم إن الولايات المتحدة «قلقة بشدة» من الأحداث في مدينة عفرين.

 

وقالت الوزارة في بيان: «تدعو الولايات المتحدة كل الأطراف المعنية التي تعمل في شمال غربي (سورية) بما في ذلك تركيا وروسيا والنظام السوري للسماح بدخول المنظمات الإنسانية الدولية».

 

وذكرت وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة «لا تعمل» في منطقة عفرين، وأنها «قلقة بشدة بسبب التقارير التي وردت من مدينة عفرين في الساعات الثماني والأربعين الماضية».

 

ودخلت تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية إلى مدينة عفرين عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه أمس، ورفعوا أعلامهم في وسط المدينة معلنين سيطرتهم التامة عليها بعد حملة ضد الوحدات الكردية استمرت ثمانية أسابيع.

 

وفتح القتال في عفرين التي كانت ذات يوم جيباً مستقراً في شمال غربي سورية، جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية المتعددة الأطراف وسلط الضوء على الدور الذي تلعبه القوى الأجنبية مثل تركيا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 150 ألفاً فروا من عفرين خلال الأيام الماضية.

 

أنفاق عفرين: هل بالغ اردوغان في وصف ضخامة وتعقيدات أسفل المدينة؟

اتهامات لشركة فرنسية بتوفير إسمنت لبنائها

إسطنبول – «القدس العربي» : على الرغم من حسم الجيش التركي معركة وسط عفرين وبسط سيطرته على المدينة، عاد ملف الأنفاق التي ما زال يكتشفها أسفل المدينة إلى الواجهة مجدداً.

وبعد أن بدا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وكأنه قد بالغ كثيراً في تكرار الحديث عن هذه الأنفاق واتهاماته المتلاحقة لقوى دولية لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية بدعم بناء هذه المنظومة، كشفت المعلومات الجديدة أن هذه المنظومة لم تكن مجرد أنفاق عادية يستطيع بناءها تنظيم مسلح على غرار وحدات حماية الشعب دون الحصول على دعم إستراتيجي تقني ومادي من قبل الإدارة الأمريكية.

وبشكل عام، لجأت العديد من الجماعات المسلحة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة إلى بناء منظومات أنفاق مختلفة، أبرزها تلك التي بناها حزب الله في جنوبي لبنان، وبنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واستخدمتها فصائل المعارضة السورية في معاركها ضد النظام السوري.

وعلى سبيل المثال، ركزت فصائل المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس على بناء الأنفاق منذ نحو 10 سنوات، وعلى الرغم من أنها اتبعت تقنيات اعتبرت متطورة مستفيدة من خلاصة تجربة حزب الله وبنصائح إيرانية، إلا أنها خسرت العشرات من عناصرها خلال بناء هذه المنظومة التي تبدو حسب المعطيات الظاهرة لا تقارن بضخامة وقوة المنظومة التي بنتها الوحدات الكردية في عفرين.

وبينما يجري الحديث عن أنفاق في غزة بطول كيلومترات عدة وبعمق يتراوح بين 10 إلى 30 متراً تحت الأرض، تتحدث المصادر التركية عن أنفاق موصولة بعمق وصل إلى 150 متراً وبطول وصل إلى عشرات الكيلومترات، غطيت جميعها بالإسمنت المسلح، يتسع عرض بعضها لدخول شاحنة كاملة في داخلها، لتكون بذلك أشبه بمدينة كبيرة أخرى بنيت أسفل عفرين. وعلى الرغم من أن جهود بناء الأنفاق بدأت في غزة منذ قرابة الـ10 سنوات، فإن جميع التحصينات والأنفاق في عفرين بدأ العمل عليها في السنوات القليلة الماضية وبعد فترة من سيطرة وحدات حماية الشعب عليها عام 2013.

ومنذ بداية عملية «غصن الزيتون»، مثلت الأنفاق والمغارات والممرات التي حُفرت في داخل الجبال وتحت الأرض وحُصنت بأقوى أنواع الإسمنت المسلح بالحديد، السلاح الأقوى في أيدي مسلحي الوحدات الكردية، والعائق الأكبر أمام تقدم الجيشين التركي والسوري الحر نحو وسط المدينة. وعلى الرغم من أن الجيش التركي كان يعلم بوجود هكذا منظومات، إلا أنه تفاجأ بقوة تحسينها وطولها وتشعبها وعمقها داخل الأرض.

وفي إشارة قوية لطول هذه الأنفاق وتعقيداتها، استخدام مسلحو التنظيم هذه الأنفاق للهروب من مركز عفرين باتجاه مناطق النظام السوري في نبل والزهراء، ومن ثم تمكن مئات وربما آلاف عناصر التنظيم من الانسحاب من المناطق الداخلية في عفرين متجاوزين مركز المدينة وصولاً لمناطق النظام، في مشهد يوحي بوجود أنفاق ربما تمتد على طول أكثر من 30 كيلومتراً تحت الأرض.

وفي تصريحات مختلقة اتهم اردوغان التحالف الدولي والولايات المتحدة بتقديم أشكال الدعم كافة للوحدات الكردية من أجل بناء هذه المنظومة، وقال: «نحن نرى الحقائق، وبعد ما باتت أكاذيبكم مكشوفة»، مضيفاً: «بواسطة المساعدات المقدمة لهم من قبل أصدقائنا الغربيين، حفروا (الإرهابيون) الأنفاق التي يمكن أن تسير فيها شاحنات»، وقال أيضاً: «قوات التحالف الدولي ساعدت الإرهابيين على حفر الأنفاق في الجبال، لأن (الإرهابيين) لا يملكون هذا القدر من الذكاء».

والاثنين، قال اردوغان: «هل رأيتم مخازن الأسلحة؟ تضم كل أنواع الأسلحة المقدمة إليهم من قبل هؤلاء الذين يتظاهرون بأنهم أصدقاؤنا»، في إشارة لاكتشاف مخازن أسلحة في مركز عفرين على عمق 150 متراً تضم آلاف قطع الأسلحة المتطورة والأمريكية الصنع، والاثنين، أكد الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ إن الأسلحة التي تم جمعها أمريكية، وقال: «طلبنا من أمريكا جمع هذه الأسلحة ولم توافق، لذا قمنا نحن بهذه المهمة».

وقال الناطق باسم الرئاسة إبراهيم قالين: «بالنظر إلى الأنفاق والمعسكرات والملاجئ، تستطيع أن تكتشف أنّ الإرهابيين كانوا يخططون لتحويل المنطقة إلى قاعدة لهم».

ولمحت تركيا في كثير من المناسبات إلى أن شركة «لافارج» الفرنسية ساهمت بشكل مباشر في توفير الإسمنت لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين من أجل بناء هذه الأنفاق، وذلك بدعم وتخطيط أمريكي، وهو ما تحدث عنه الرئيس التركي بنفسه في أحد خطاباته قبل نحو أسبوع.

وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة «دايلي صباح» التركية المقربة من الرئاسة، تحقيقاً صحافياً موسعاً، أشارت فيه إلى أن الشركة الفرنسية التي تمتلك مصنعاً ضخماً لها في سوريا وفرت كميات هائلة من الإسمنت للوحدات الكردية لبناء الأنفاق والممرات الأرضية والغرف المحصنة تحت الأرض، بالإضافة إلى أبراج المراقبة على تلال وجبال المدينة.

 

اردوغان: عملياتنا ستتوسع ضد «حزام الإرهاب»… والوحدات الكردية ترد: «سنتحول إلى كابوس لكم»

النظام يدين «احتلال» عفرين ويطالب أنقرة بالانسحاب من سوريا

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان: «إننا بعملية السيطرة على عفرين نكون قطعنا أهم مرحلة في غصن الزيتون، وستتبعها منبج، وعين العرب، وتل أبيض، ورأس العين، وقامشلي وحتى القضاء على كامل الحزام».

أما عثمان شيخ عيسى، الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي التابع للوحدات الكردية في عفرين، فقد فقال في بيان نقله وسائل إعلامية كردية: «قواتنا تتواجد في كل مكان من جغرافية عفرين، وستقوم هذه القوات بضرب مواقع العدوان التركي في كل فرصة. هذا يعني بأن إعلان النصر من قبل اردوغان لن يكون إلا ذر الغبار في عيون الرأي العام التركي والعالمي»، وتابع وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، «ستتحول قواتنا في كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة لهم».

وبدأ الجيشان التركي والسوري الحر العمليات العسكرية نحو مدينة «تل رفعت» وضواحيها، والتي تسيطر عليها الوحدات الكردية في ريف حلب، شمالي سوريا. وتكبدت وحدات حماية الشعب الكردية، خسائر بشرية كبيرة بين عناصرها في معركتها الأخيرة بعفرين، شمالي سوريا، على يد الجيشين التركي والسوري الحر، فيما طالبت هيئة الأركان العامة التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بسحب المظاهر المسلحة كافة من مدينة عفرين، بعد يوم واحد من سيطرة المعارضة على المدينة بإسناد عسكري من الجيش التركي، فيما انتقد عدد كبير من السوريين أعمال السرقة التي قام بها مقاتلو المعارضة السورية في المدينة بعد دخولهم إليها.

مدينة «منبج» الواقعة شرقي مدينة حلب، شمالي سوريا، استقبلت، يوم الإثنين، جثث سبعين مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردية، قتلوا في المعركة الأخيرة بعفرين، على يد المعارضة السورية والجيش التركي، بينهم 16 مقاتلة من الوحدات.

ونقلت وسائل إعلامية سورية محلية، عن قيادي في قوات «الأسايش» قوله: إن غالبية قتلى المعارك الأخيرة في عفرين، يتحدرون من مدينة «عين العرب – كوباني» ومن الحسكة، وجميعهم تم نقلهم إلى مدينة «منبج» بواسطة برادات طبية تتبع للوحدات الكردية.

ووفق القيادي في الوحدات الكردية، فإن 180 عائلة وصلت أيضاً، إلى منبج، بعد خروجهم من مدينة عفرين، عقب سيطرة الجيش السوري الحر على المدينة بدعم تركي، حيث ستقوم تلك العائلات بالانتقال إلى شرق الفرات، حسب ما نقلته وكالة «سمارت» للانباء. بدورها، سنت هيئة الأركان العامة التابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، سلسلة من القرارات حول مدينة عفرين، بعد الانتهاكات التي ارتكبها مقاتلو المعارضة في المدينة، من سرقات وأعمال تخريب.

ووفق بيان هيئة الأركان العامة، فقد طالبت وزارة الدفاع بسحب المظاهر المسلحة كافة من مدينة عفرين، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة فيها، كما أمرت القرار بالحفاظ على المنشآت والدوائر الرسمية. كما طالب القرار العسكري، باحترام خصوصية المكونات الدينية والمذهبية والعرقية كافة في منطقة عفرين، وطالب البيان قادة وعناصر الفصائل بإحالة جميع مرتكبي المخالفات للشرطة العسكرية والقضاء العسكري، إضافة لإحالة جميع المسروقات إليها بهدف إعادتها إلى أصحابها، مطالباً بضرورة تقديم العون لعناصر وحواجز الشرطة العسكرية المتـواجدة في المنـطقة، تحـت طـائلة المحاسـبة.

وكان سوريون قد انتقدوا بشكل لاذع الانتهاكات كافة التي ارتكبها بعض مقاتلي المعارضة السورية في مدينة عفرين، من سرقة للمتلكات والمقتنيات في المدينة، عقب دخولهم المدينة وانسحاب عناصر الوحدات الكردية منها.

ونددت الخارجية السورية بـ»الاحتلال» التركي لعفرين وطالبت «القوات الغازية» بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية، وذلك غداة سيطرة أنقرة مع فصائل سورية موالية على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.

وقالت في رسالة وجهتها إلى الأمم المتحدة وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، «سوريا تدين الاحتلال التركي لعفرين وما يقترفه من جرائم وتطالب القوات الغازية بالانسحاب فورا من الاراضي السورية التي احتلتها».

وسيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها الأحد على مدينة عفرين في شمال سوريا إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين وأسفرت عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي. وأكدت الخارجية السورية أن «الممارسات والاعتداءات التركية لا تهدد حياة المواطنين ووحدة أرض وشعب سوريا فحسب بل تطيل امد الحرب على سوريا خدمة للارهاب». ووصفت السيطرة على المدينة بانه «عمل غير مشروع».

وبدأت تركيا وفصائل سورية موالية في 20 كانون الثاني/يناير حملة عسكرية تحت تسمية «غصن الزيتون» ضد منطقة عفرين، قالت أنقرة انها تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها «إرهابية» وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني.

وأمام الهجوم التركي، طالب الأكراد دمشق بالتدخل، ودخلت قوات محدودة تابعة للنظام انتشرت على جبهات عدة، لكن سرعان ما استهدفها الأتراك بالقصف. وأراد الأكراد بشكل أساسي ان ينشر الجيش السوري دفاعات جوية تتصدى للطائرات التركية، لكن ذلك لم يحصل.

 

آلاف النازحين يتقاسمون مع أهل دوما الجوع والموت

ريان محمد

مختبئون في قبو يفيض عن قدرته الاستيعابية، بالكاد يتسرب إليه شعاع ضوء من نافذة لا يزيد عرضها عن 10 سنتيمترات، ومع دوي كل انفجار قريب يلهج الجميع صغاراً وكباراً بجملة واحدة “حسبنا الله ونعم الوكيل”. يزعق الغبار بالمكان، وتبدأ نوبات السعال. طفل باكٍ استعصى عليه التقاط أنفاسه، حاول أحد والديه تغطية أنفه وفمه بقطعة، فتملكه الفزع. خاطر والده بحمله كي يهدئ من روعه ويساعده على التنفس، لكنه تعثر مرات عند اجتيازه الناس والعائلات النازحة إلى دوما من بلدات شمال الغوطة.

 

ليس سهلاً على النازحين إلى دوما أن يجدوا مكاناً يلجؤون إليه، حتى الأقبية فيها غصت بمن فيها، فهي آخر المدن الخاضعة لسيطرة جيش الإسلام في القطاع الشمالي من الغوطة، تتلقى ضربات العمليات العسكرية التي تشنها القوات النظامية والمليشيات الطائفية والموالية بدعم روسي. وصلت إليها آلاف العائلات خلال الأسابيع الماضية، بحسب ما أفاد به أبو فؤاد، “العربي الجديد”.

 

وأضاف “وصلت مع عائلتي إلى دوما ليس معنا سوى الثياب التي على أجسادنا، كان البحث عن صديقي في دوما أمرا متعبا لأنه كان من بين النازحين هو أيضاً، ولحسن الحظ وصلت إليه بعد ساعات من البحث، لم يكن في القبو الذي يقيم فيه متسع لنا، لكنه استطاع أن يؤمن لنا مكاناً في قبو قريب، وهناك استقبلونا جيداً وتقاسموا معنا ما يتوفر من أغطية، وبعض الملابس. لم يكن في القبو أي شيء يؤكل، إلى أن وصل بعض الطعام عبر أحد المطابخ الخيرية”.

 

وقال الناشط الإعلامي إبراهيم الفوال، لـ”العربي الجديد”، إن “النازحين القادمين إلى دوما من البلدات التي سيطر عليها النظام، مثل الشوفونية، ومسرابا، وبيت سوا، والريحان، هم عائلات خرجت من مكان يتعرض للاقتحام العسكري، نحو آخر يتعرض للقصف، ويعيش أهل دوما في أقبية تكاد لا تتسع لهم، وهذا سبب مشاكل نفسية وصحية، كما أن 60 في المائة من المدينة أصبح مدمراً اليوم”.

 

وأضاف “يوميا يقول أهالي دوما إن هذه الليلة هي أصعب ليلة تمر عليهم منذ خمس سنوات جراء القصف بشتى أنواع الأسلحة، في وقت حرم سكانها الذين يزيد عددهم عن 200 ألف مدني من شبر واحد للزراعة، وهذا يهدد بتدهور الوضع الإنساني بسرعة”.

 

ولفت إلى أن “أهل دوما استقبلوا النازحين رغم أن حالتهم لا تخلو من العناء والعوز، لكن ضمن ما يتوفر من إمكانات”، مبينا أن هناك شيئا من التنظيم عبر لجنة طوارئ مؤلفة من لجان أحياء ومنسقين منتشرين في الأقبية للتنسيق وتحديد الأماكن القادرة على استقبال أعداد من النازحين”.

 

وذكر أن “الاعتماد الأكبر على مطابخ خيرية، والطعام يتوفر من مواد تموينية محدودة بشكل كبير، والمواد الغذائية هي مشكلة حقيقية وكبيرة تواجه المدنيين”.

 

وقال مسؤول مكتب الإحصاء في مجلس مدينة دوما مصعب، لـ”العربي الجديد”، “يقدر عدد النازحين الوافدين إلى دوما أخيراً بحدود 10 آلاف عائلة، ما يعني أن عدد سكان دوما ارتفع إلى نحو 36 ألف عائلة”، مبينا أن “معاملة النازحين هي كمعاملة أهل الغوطة، بل تقدم لهم بعض الخدمات بسبب أوضاعهم المأساوية، وخروجهم دون أن يحملوا معهم أيه حاجيات، ومن تحت الأنقاض”.

 

وذكر أنه “لا مواد غذائية في السوق، والمؤسسات تعمل بالطاقة القصوى ولكن المشكلة في كون المواد غير متوفرة، وما هو موجود لا يؤمن الحد الأدنى من الاحتياجات، والعائلات لا تزال تقتات على القليل المتوفر أو ما تقدمه المؤسسات”.

 

وأوضح أن “دوما محاصرة بالكامل وليس لديها تواصل مع أي منطقة أخرى، في حين يعيش المدنيون في الأقبية، التي تقصف بالنابالم والفوسفور والبراكين المتفجرة والصواريخ الموجهة، فلا يستطيع المدنيون الخروج حتى لانتشال الجرحى، في وقت تستهدف سيارات الإسعاف والدفاع المدني بالصواريخ”.

 

النظام السوري يواصل حرق الغوطة… وغموض بشأن المفاوضات

جلال بكور

قتل وجرح مدنيون، ظهر اليوم الثلاثاء، جراء تجدد القصف الجوي من قوات النظام السوري على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، فيما لا يزال الغموض هو السائد حول المفاوضات الدائرة بين المعارضة وروسيا بشأن مصير المدينة المحاصرة.

 

وقال الدفاع المدني السوري في ريف دمشق إن ستة مدنيين بينهم طفلان قتلوا وجرح آخرون جراء غارات من طيران النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينتي عربين وعين ترما.

 

وقال الناشط، محمد الشامي لـ”العربي الجديد” إن قتلى وجرحى مدنيين وقعوا جراء تجدد القصف بالبراميل المتفجرة من طيران النظام على أحياء مدينة دوما في الغوطة المحاصرة.

 

إلى ذلك، تحدث الدفاع المدني عن ارتفاع حصيلة الضحايا جراء القصف مساء أمس على مدينة عربين إلى 28 قتيلا، بينهم 20 قتيلا سقطوا جراء استهداف أحد الملاجئ التي تؤوي المدنيين بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي واستهدافه بشكل مكثف بالصواريخ وقذائف المدفعية.

 

ولا يزال الغموض يلف مصير الغوطة الشرقية المحاصرة عامة ومدينة حرستا بشكل خاص، في ظل المفاوضات الدائرة بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وحليف النظام روسيا برعاية أممية.

 

وبينما تشهد الغوطة منذ صباح اليوم قصفاً عنيفاً، تتناقل مصادر موالية للنظام السوري إشاعات عن قرب عملية تهجير في مدينة حرستا التي حاصرها النظام بشكل كامل.

 

وأكدت مصادر من الغوطة لـ”العربي الجديد” أن فصائل المعارضة وجهت تعميماً للناشطين الإعلاميين بعدم نقل أي خبر عن تطورات المعارك على الأرض ما لم ينشر بشكل رسمي عن طريق غرف عمليات الفصائل.

 

وقالت مصادر موالية للنظام السوري إن الأخير منح “حركة أحرار الشام” في حرستا مهلة انتهت يوم أمس تضمنت التخيير بين التسوية وتسليم السلاح أو الخروج إلى إدلب بالسلاح الفردي، أو استكمال العملية العسكرية من النظام على المدينة.

 

وأضافت مصادر أخرى أن وفداً من الأمم المتحدة يتحضر للدخول إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في الغوطة بهدف إتمام عملية التفاوض التي من ضمنها الكشف عن مصير أسرى من قوات النظام لدى فصائل المعارضة في الغوطة أو إطلاق سراحهم.

 

وكانت قوات النظام قد تمكنت من فصل مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية عن بعضها، وضيّقت الخناق على مدينة حرستا الخاضعة لـ”حركة أحرار الشام” شمال شرق الغوطة.

 

النظام يقصف دوما بالفوسفور الحارق… والسوريون:هذه ليست ألعاباً نارية

عبد الرحمن خضر

نشر ناشطون من مدينة دوما في غوطة العاصمة دمشق الشرقية المحاصرة، مساء أمس الإثنين، صوراً وتسجيلات مصورة، قالوا إنها لقصف قوات النظام السوري المدينة بقنابل تحوي مادة الفوسفور الأبيض الحارقة، المحرمة دولياً.

 

وشاركت تنسيقية مدينة دوما تسجيلاً مصوراً، يظهر تساقط كتل من النيران، مع أصوات انفجارات، قالت إنه يوثق لحظات استهداف مدينة دوما بصواريخ تحوي مادة الفوسفور الحارق.

 

وقال عبيدة الهاشمي، معلقاً على صور للقنابل التي تحوي الفوسفور الحارق: “هذه ليست ألعاباً نارية احتفالاً بانطلاق ألعاب أولمبية كما تبدو لكم، بل هي لحظة مأساوية لإبادة عالمية لأهالي مدينة دوما، عند تعرضهم لصواريخ محملة بمادة النابالم الحارق المحرم دولياً”.

 

وقال الناشط براء عبد الرحمن ابن مدينة دوما “مدينة دوما يتم قصفها الآن بالفوسفور المحرم دولياً وأكثر من مئة برميل متفجر وشهداء بالعشرات بالتزامن مع إخفاق مجلس حقوق الإنسان عقد جلسته بمجلس الأمن”.

 

أما الناشط محمد الحمصي، فقال “150 صاروخاً محملة بمادة الفوسفور الأبيض سقطت على مدينة دوما في الغوطة الشرقية خلال دقيقتين”.

 

وتركز قوات النظام منذ الأحد على استهداف مدينة دوما، في ظل ما اعتبره ناشطون محاولة إجبار المدنيين والفصائل على الخروج من الغوطة الشرقية وفق اتفاق تهجير جديد يسعى إليه النظام برعاية روسية.

 

ووثّق المجلس المحلي لمدينة دوما مقتل 412 مدنياً، بينهم 76 طفلاً، نتيجة قصف قوات النظام السوري وروسيا على المدينة خلال 24 يوماً.

 

وأوضح المجلس في إحصائية أن 78 امرأة قتلن نتيجة القصف خلال الفترة من 19 فبراير/ شباط الماضي إلى 14 مارس/ آذار الحالي.

 

الغوطة:موسكو تسهّل التهجير.. وتعطل مجلس الأمن

نقلت وسائل الإعلام الروسية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو قوله، الثلاثاء، إن أكثر من 65 في المئة من الأراضي في الغوطة الشرقية في سوريا “تم تحريرها من الإرهابيين”، وإن نحو 80 ألفاً من المدنيين غادروا المنطقة عبر الممرات التي تم تخصيصها لهم.

 

وقال شويغو “تستمر في الغوطة الشرقية، وبدعم من مركز المصالحة الروسي في سوريا، عملية إنسانية فريدة وغير مسبوقة​​​. ففي الأيام الـ5 الماضية، تم عبر الممرات الإنسانية المفتوحة هناك، إجلاء نحو 79655 نسمة”.

 

وأضاف: “الجهود الرئيسية للعسكريين الروس تهدف بشكل أساسي إلى ضمان خروج المدنيين الآمن من المناطق المحاصرة وتنظيم وصول المساعدات الإنسانية الروسية لمن تم إجلاؤهم”. وتابع: “سلّمنا في وقت قصير نحو 427 طنا من المواد الغذائية، إضافة إلى المطابخ المتنقلة، والأفرشة والبطانيات، ونقدم الوجبات الساخنة للنازحين يوميا”.

 

وقال شويغو إن تلك العمليات تتم بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر السوري. وأضاف “على الرغم من المحاولات المستمرة من قبل المسلحين لإخراج السلام عن مساره في الغوطة الشرقية، فنحن نتفاوض مع قادة الجماعات المسلحة بهدف وقف الأعمال العدائية وتجنب وقوع كارثة إنسانية هناك”.

 

وأضاف “نواصل مراقبة ممارسات الولايات المتحدة وبلدان التحالف، ونلاحظ نشاط قواتهم المسلحة حول سوريا (..) قد يستخدم المسلحون مواداً سامة لإلقاء اللوم على القوات السورية واتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية. وتم إحباط 3 محاولات من هذا النوع خلال الأسبوع الماضي”.

 

وفي مقابل الصورة الإيجابية التي تحاول موسكو رسمها لعمليات التهجير من الغوطة الشرقية، أعربت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، عن قلقها من “تفاقم جديد للأزمة الإنسانية” في سوريا بعد النزوح الكبير بسبب القتال في الغوطة وريف دمشق وعفرين.

 

وأكدت المفوضية أن أكثر من 45 ألف شخص فروا من الغوطة الشرقية فى الأيام القليلة الماضية، وأن نحو 104 آلاف شخص فروا من عفرين، بينما يحاول 10 آلاف آخرين العبور إلى مناطق تقع تحت سيطرة قوات النظام السورية.

 

وكانت موسكو قد عرقلت، الاثنين، اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي، يتضمن إفادة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، حول الوضع الإنساني في سوريا.

 

وبعد إحباط الاجتماع، انتقد زيد استخدام حق النقض في مجلس الأمن لحماية “مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في سوريا وأماكن أخرى”. وقال “هذا الإخفاق في حماية الأرواح وحقوق الملايين من الأشخاص لا يقوض فحسب عمل الأمم المتحدة بل شرعيتها أيضا”.

 

عربين: عشرات الأطفال ضحايا مجزرة الملجأ

ارتفعت حصيلة ضحايا مجزرة مدينة عربين في الغوطة الشرقية إلى 20 مدنياً جلّهم من الأطفال، وسط استمرار قصف مليشيات النظام على المدينة. وتعرضت المدينة لثلاث غارات جوية، صباح الثلاثاء، بحسب مراسل “المدن” عمار حمو.

 

وكان الطيران الروسي قد استهدف مدرسة تم تحويلها إلى ملجأ لإيواء النازحين، ليل الإثنين، بغارة جوية ما أدى إلى مقتل 16 طفلاً و4 نساء. وقال الناشط الإعلامي براء أبو يحيى، لـ”المدن”، إن “الطيران الروسي استهدف بغارة روسية محملة بصواريخ شديدة الانفجار ملجأ يحتمي به مدنيون، والمباني المحيطة به، ما تسبب بدمار كبير في البنية التحتية ومقتل وإصابة عشرات المدنيين كلهم أطفال ونساء”.

 

عضو في الدفاع المدني من مدينة عربين، قال لـ”المدن”، إن “مجزرة الملجأ وقعت نتيجة استهدافه ببرميل متفجر أسقط حيث يقطن مئات الهاربين من القصف، ما تسبب بمقتل 15 طفلاً وامرأتين، وإصابة ثلاثين آخرين بجروح بينهم حالات خطرة”. وأضاف أن حصيلة الضحايا مرجحة للارتفاع، نظراً لخطورة الإصابات، وسوء الخدمات الطبية في المدينة، نتيجة القصف المستمر، وصعوبة حركة كوادر الدفاع المدني.

 

وتعرضت مدينة عربين لعشرات الغارات الجوية، والقصف بالبراميل المتفجرة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وقال مصدر محلي من المدينة لـ”المدن”، إن عشرة براميل متفجرة ألقيت على المدينة في غضون نصف ساعة. وتزامن القصف مع وقوع اشتباكات بين فصائل المعارضة ومليشيات النظام، على جبهات عربين.

 

المكتب الحقوقي لمدينة عربين وثّق مقتل 98 مدنياً خلال آذار/مارس، في أكبر حملة عسكرية تشهدها مدن وبلدات الغوطة الشرقية منذ شهر تقريباً.

 

لا “مصالحة” في دوما.. والنظام يقصفها بأسلحة محرمة

عمار حمو

تعرضت مدينة دوما في الغوطة الشرقية، الإثنين، لقصف بشتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم والفوسفور والكلور، في تصعيد عسكري جديد لمليشيات النظام بعد هدوء استمر لأيام. وقال الدفاع المدني إن المدينة تعرضت، الإثنين، للقصف بأكثر من 50 غارة جوية، وما يزيد عن 40 صاروخاً محملاً بالفوسفور. فيما تضاعفت أعداد الغارات والصواريخ حتى ساعة متأخرة من فجر الثلاثاء.

 

وقتل نتيجة قصف النظام على الغوطة الشرقية، الإثنين، نحو 42 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وبلغ عدد قتلى مدينة دوما لوحدها نحو 17 مدنياً.

 

وقال مصدر محلي لـ”المدن” إن الطائرات الحربية والحوامة لم تفارق سماء المدينة، واستخدم النظام في قصفه الصواريخ المظلية شديدة الانفجار، واخترقت تلك الصواريخ بعض الأقبية في مدينة دوما.

 

ويستخدم المدنيون في مدن وبلدات الغوطة الشرقية الملاجئ والأقبية هرباً من قصف النظام خلال حملته الأخيرة، التي تعدّ الأعنف على الغوطة منذ حصارها قبل خمس سنوات. وباستخدامه الصواريخ المظلية شديدة الانفجار، لم تعد الأقبية آمنة للمدنيين.

 

وأنهى النظام بقصف مدينة دوما كل بوادر “المصالحة” التي كثر الحديث عنها خلال الأيام الماضية، والتي تحدثت عن وجود اتفاقات غير معلنة بين “جيش الإسلام” والنظام، تقضي بفتح النظام للمعابر وإخلاء الجرحى، وتهجير الراغبين بالخروج من دوما.

 

وجاء التصعيد بعد إطلاق “جيش الإسلام” عمليات عسكرية معاكسة على المناطق التي خسرها لصالح النظام، الأحد. وخسر “جيش الإسلام” خلال الحملة الأخيرة لمليشيات النظام، التي بدأت في 20 شباط/فبراير، نحو ثلثي مناطق سيطرته، وفصل النظام مناطق سيطرته في دوما عن مناطق “فيلق الرحمن” في القطاع الأوسط.

 

وأفادت مصادر محلية لـ”المدن” أن “جيش الإسلام” تمكن من استعادة بلدة مسرابا، ونقاط أخرى على جبهات الريحان والشيفونية. وقال القيادي في “جيش الإسلام” سعيد درويش، في تسجيل صوتي: “اللقاء بالقطاع الأوسط بات قريباً”، في إشارة إلى تقدم “جيش الإسلام” على جبهة مسرابا.

 

ولكن “جيش الإسلام” رفض التصريح رسمياً عن أي تقدم عسكري. الناطق باسم “أركان جيش الإسلام” حمزة بيرقدار، قال لـ”المدن”: “لا نريد التحدث عن التطورات العسكرية الميدانية لا من قريب ولا من بعيد حفاظاً على استمرار عملنا”.

 

وكان “جيش الإسلام” قد أعلن، الإثنين، عن إسقاط طائرة استطلاع إيرانية الصنع على جبهة الريحان، وإفشال محاولات النظام في اقتحام بلدة الريحان من محاور متعددة. مصادر محلية قالت إن “جيش الإسلام” تمكن من قتل نحو 100 عنصر لقوات النظام وتدمير دبابتين خلال الساعات الـ24 الماضية.

 

وذكرت صفحات موالية للنظام أن “جيش الإسلام خرق اتفاق الهدنة وشن هجوماً على محور الشيفونية ومسرابا، في محاولة لتحسين شروط التفاوض”، في إشارة إلى “الهدنة” التي أعلنتها روسيا مطلع أذار/مارس، لخمس ساعات يومياً، والتي تم تمديدها قبل يوم واحد من آخر قافلة مساعدات، منتصف أذار/مارس.

 

مدير المكتب السياسي لـ”جيش الإسلام” ياسر دلوان، قال لـ”المدن”، إن “نظام الأسد يسعى من خلال تصعيد القصف على دوما الى تفكيك المجتمع محلياً، وأن يدفع المدنيين إلى الخروج عبر معابره كما حدث في مناطق أخرى من الغوطة”. وأضاف دلوان “يظن النظام أنه بتصعيد القصف سيخرج المدنيون، ولكن الناس ترفض المعادلة إما أن تموت بالقصف أو في معتقلات الأسد”، مشيراً أن الخروج العشوائي وغير الآمن مرفوض.

 

تصريح دلوان جاء بعد موجة نزوح شهدها القطاع الأوسط عبر ما أسماه النظام “معبراً آمناً” في بلدة حمورية، وانتشار صور وفيديوهات لعمليات تعذيب وانتهاكات بحق المدنيين الذين خرجوا إلى مناطق النظام.

 

ونقل ناشطون في الغوطة الشرقية عن عائلات خرجت إلى مناطق النظام، أنهم يتعرضون لمعاملة سيئة، ويعيشون تحت الإقامة الجبرية في مراكز الإيواء، فيما يتعرض الشبان للاعتقال.

 

ورغم اشتداد المعارك بين مليشيات النظام و”جيش الإسلام” في محاور متعددة، إلا أن “جيش الإسلام” يُحمّل النظام مسؤولية عدم التوصل لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية. بيرقدار قال لـ”المدن”: “النظام لا يريد التفاوض وإنهاء حمام الدم الذي يسفكه هو وحلفاؤه”، وأشار بيرقدار إلى أن “اجتماعاً حصل في الغوطة الشرقية مع وفد من الأمم المتحدة وتمت مناقشة اقتراحات للعمل عليها، وصولاً إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإخلاء الحالات المرضية، ولكن النظام وحلفاءه لم يلتزموا بالقرارات والاتفاقيات وآخرها القرار الدولي 2401”.

 

وأكد بيرقدار أن فصائل الغوطة مجتمعة؛ “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” و”فيلق الرحمن”، أصدرت بياناً مشتركاً، أبدت فيه استعدادها التام لإجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب الروسي برعاية الأمم المتحدة، لبحث آليات تنفيذ قرار مجلس الأمن 2401، ورفض سياسة التغيير الديموغرافي والتهجير القسري.

 

دي ميستورا: سوريا تتجه نحو تقسيم كارثي

حذّر المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، من أن سوريا تتجه نحو تقسيم كارثي، وعودة محتملة لتنظيم “الدولة الإسلامية”. واعتبر أن تجنب هذا السيناريو سيكون فقط بالتوصل إلى تسوية سياسية شاملة لا تتضمن إقصاء أي طرف.

 

كلام دي ميستورا جاء خلال كلمة له في معهد الدراسات العليا في جنيف. وقال “الحقيقة هي أن التقسيم الهادئ والطويل المدى لسوريا، الذي نشهده في اللحظة الراهنة في مناطق سيطرة مختلفة، سيكون كارثة ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأكملها”.

 

وأضاف “من دون حل سياسي لا يقصي أحدا، بما يشمل من تم استبعادهم، وتحديدا الأغلبية السنية، ستعود داعش”. وعرض خريطة على الجمهور تظهر توزع مناطق السيطرة على الأطراف المتحاربة، وقال “هذا تمزيق، هذا في الواقع بلد به مناطق تخضع لنفوذ بلدان أخرى”.

 

وتابع دي ميستورا، “لا يمكن أن يستمر هذا. أعتقد أنه يتعين في نهاية المطاف أن تبقى سوريا موحدة”. معتبراً أنه لا توجد أي دولة ترغب بتقسيم سوريا، وأن واشنطن وموسكو لديهما المصلحة المشتركة في هزيمة تنظيم “داعش”، وهما تتواصلان معاً بشأن هذا الموضوع، معتبراً أنه أمر إيجابي.

 

وواصل دي ميستورا “جانب كبير مما نراه في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن يمكن ربطه بالصراع بين بلد وآخر: إيران والسعودية، الشيعة والسنة. لا يمكننا إخفاء هذا”

 

وأضاف “أعتقد أنه لا يوجد استعداد من جانب أي دولة للانخراط عسكريا داخل سوريا بشكل استباقي، في ما عدا روسيا الموجودة هناك للدفاع عن الحكومة، والآخرون موجودون هناك لأسباب أخرى لكن ليس بالضرورة للتوصل إلى حل”.

 

ونبّه من أن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، لن يساهما بتمويل إعادة إعمار سوريا، والتي تقدر تكلفتها بنحو 352 مليار دولار، من دون أن يتم التوصل إلى تسوية سياسية تفضي إلى الاتفاق على دستور جديد، وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة، وتقاسم حقيقي للسلطة.

 

دي ميستورا يعرض خارطة ممزقة لـ”سوريا الموحدة

جنيف- وصف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الوضع في سوريا بـ”الكارثة”. وقال دي ميستورا، الاثنين، إن سوريا تتجه نحو تقسيم كارثي وقد تشهد عودة تنظيم الدولة الإٍسلامية إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية لا تقصي أحدا.

 

وقال لجمهور في معهد الدراسات العليا في جنيف “الحقيقة هي أن التقسيم الهادئ والطويل المدى لسوريا، الذي نشهده في اللحظة الراهنة في مناطق سيطرة مختلفة، سيكون كارثة ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأكملها”.

 

وأضاف “من دون حل سياسي لا يقصي أحدا، بما يشمل من تم استبعادهم، وتحديدا الأغلبية السنية، ستعود داعش”.

 

وقال دي ميستورا وهو ممسك بخارطة لسوريا عليها ألوان مختلفة تمثل مناطق السيطرة على الأرض “هذا تمزيق، هذا في الواقع بلد به مناطق تخضع لنفوذ بلدان أخرى”. وأضاف “لا يمكن أن يستمر هذا. أعتقد أنه يتعين في نهاية المطاف أن تبقى سوريا موحدة”.

 

وقال إنه يعتقد أنه لا الاتحاد الأوروبي ولا البنك الدولي سيساهمان في تمويل تكلفة إعادة بناء سوريا التي تقدر بنحو 352 مليار دولار ما لم يتم التوصل إلى عملية سياسية تشمل دستورا جديدا وانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وتقاسما للسلطة.

 

وأضاف أنه دون ذلك سيكون أي انتصار عسكري بتكلفة لا يمكن تعويضها. وتابع أنه لا توجد في الواقع أي دولة تريد تقسيم سوريا وإن روسيا والولايات المتحدة لديهما مصلحة مشتركة في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وتتحدثان معا وهو أمر إيجابي.

 

وقال “جانب كبير مما نراه في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن يمكن ربطه بالصراع بين بلد وآخر: إيران والسعودية، الشيعة والسنة. لا يمكننا إخفاء هذا”.

 

وأي اتفاق بين البلدين للجلوس والحديث معا سيكون له أثر فوري في أرجاء المنطقة. وقال دي ميستورا إنه يرى إمكانية أكبر لدبلوماسية إبداعية بين الولايات المتحدة وروسيا.

 

لكنه لا يرى فرصة “لدبلوماسية تساندها القوة” وهي صيغة استخدمت لإنهاء الحرب في يوغوسلافيا السابقة في التسعينيات.

 

وقال مبعوث الأمم المتحدة “أعتقد أنه لا يوجد استعداد من جانب أي دولة للانخراط عسكريا داخل سوريا بشكل استباقي، فيما عدا روسيا الموجودة هناك للدفاع عن الحكومة، والآخرون موجودون هناك لأسباب أخرى لكن ليس بالضرورة للتوصل إلى حل”.

 

ومن جانب آخر، ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية “مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في سوريا وأماكن أخرى” من حكم العدالة.

 

وانتقد الأمير زيد بن رعد الحسين مجلس الأمن الدولي، الاثنين، لتقاعسه عن “الدفاع عن حقوق الإنسان ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح” في الوقت الذي دخلت فيه الحرب في سوريا التي حصدت أرواح ما يقرب من نصف مليون شخص عامها الثامن.

 

وقال الأمير زيد “الصراع السوري يتسم بتجاهله المطلق لأبسط معايير المبادئ والقوانين”.

 

وأضاف أن كثيرين ممن سعوا لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان اعتقلوا أو عذبوا أو قتلوا موضحا أن “مجلس الأمن لم يكن على قدر تضحيات هؤلاء الأبطال في جميع أنحاء سوريا. لم يتخذ قرارا حاسما للدفاع عن حقوق الإنسان ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح”.

 

جاءت تصريحات الأمير زيد بعد وقت قصير من عرقلة روسيا اجتماعا لمجلس الأمن كان من المتوقع أن يشمل إفادة من الأمير زيد وذلك عندما طلبت إجراء تصويت إجرائي. وحضرت الدول الخمسة عشر الأعضاء بمجلس الأمن الاجتماع غير الرسمي.

 

الأمير زيد رعد الحسين: هذا الإخفاق في حماية الأرواح وحقوق الملايين من الأشخاص لا يقوض فحسب عمل الأمم المتحدة بل شرعيتها أيضاالأمير زيد رعد الحسين: هذا الإخفاق في حماية الأرواح وحقوق الملايين من الأشخاص لا يقوض فحسب عمل الأمم المتحدة بل شرعيتها أيضا

 

وروسيا أكبر داعم للرئيس السوري بشار الأسد وقد استخدمت حق النقض قرابة 12 مرة لمنع مجلس الأمن من اتخاذ إجراء بشأن سوريا منذ بدء الحرب هناك عام 2011.

 

وقال زيد “هذا الإخفاق في حماية الأرواح وحقوق الملايين من الأشخاص لا يقوض فحسب عمل الأمم المتحدة بل شرعيتها أيضا”.

 

وكان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد ندد في شهر فبراير، بما قال إنها “حملة إبادة وحشية” ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية في سوريا.

 

وقال الأمير زيد، حينها، ”القانون الإنساني الدولي صيغ بإحكام لوقف مثل هذه الأوضاع التي يذبح فيها المدنيون بشكل جماعي من أجل تنفيذ أهداف سياسية وعسكرية“.

 

ووثق مكتب مفوض حقوق الإنسان مقتل 346 مدنيا وإصابة 878 آخرين معظمهم في ضربات جوية على مناطق سكنية منذ كثفت الحكومة السورية وحلفاؤها هجوما على الجيب الخاضع للمعارضة في الرابع من فبراير.

 

ووردت أيضا تقارير عن مقتل 15 مدنيا وإصابة 51 آخرين داخل دمشق وفي محيطها نتيجة تصعيد كبير في هجمات المعارضة على مناطق خاضعة للحكومة.

 

وقال المسؤول الدولي إن الكثير من الانتهاكات قد تصل إلى مستوى جرائم حرب. وقال الأمير زيد إن نساء وأطفالا ما زالوا محاصرين منذ خمسة أعوام ويعيشون الآن في حالة ذعر دون غذاء وصرف صحي أو ملاذ آمن بعدما دمرت الضربات الجوية منازلهم.

 

وأضاف ”ما هو القدر المطلوب من القسوة كي يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد ويقول كفى قتل أطفال وكفى تدمير أسر ويتخذ تحركا حازما وملموسا لوضع نهاية لحملة الإبادة الوحشية هذه؟”.

 

واستخدمت قوات الحكومة السورية مدعومة بحلفاء روس وإيرانيين تكتيكات حصار مشابهة في السابق لإجبار المعارضة على الخروج من مدن رئيسية ومنها حلب ثاني كبرى مدن البلاد.

 

هجوم مضاد للمعارضة ومجازر متنقلة بالغوطة

شنت المعارضة السورية المسلحة هجمات مضادة في الغوطة الشرقية مكنتها من استعادة مواقع، وتحدثت موسكو عن مفاوضات لوقف العمليات العسكرية، فيما قتل المزيد من المدنيين في إطار مجازر متنقلة جراء قصف بات يستهدف حتى الملاجئ تحت الأرض.

 

فقد قال مراسل الجزيرة في سوريا إن فصيل جيش الإسلام التابع للمعارضة استعاد السيطرة بعد هجوم مضاد على أغلب بلدة مسرابا وأجزاء من مزارع العب وبلدة بيت سوا في الجزء الشرقي من الغوطة الشرقية، بعد معارك عنيفة ضد قوات النظام السوري.

 

وأضاف المراسل أن المعارضة المسلحة شارفت على وصل مناطق سيطرتها في دوما الواقعة في الطرف الشمالي من الغوطة ومسرابا الواقعة شرقا، مع مناطق سيطرتها في مدينة حرستا غربا. من جهته، قال المتحدث باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار -في تغريدة بموقع تويتر- إن مقاتلي جيش الإسلام يتصدون لمحاولات قوات النظام اقتحام بلدة الريحان ومزارع مسرابا شرقي الغوطة.

 

وبالتزامن، تدور اشتباكات في الأطراف الجنوبية للغوطة الشرقية بين فصيل فيلق الرحمن وبين قوات النظام تساندها مليشيات أجنبية.

 

وكانت قوات النظام تمكنت مؤخرا بدعم روسي من تقسيم الغوطة الشرقية المحاصرة إلى ثلاثة أقسام معزولة عن بعضها بعضا، وهي دوما في الشمال، وحرستا وعربين في الوسط والغرب، وزملكا وعين ترما وجسرين وبلدات أخرى بالجنوب، وذلك عقب هجوم واسع من الشرق تحت غطاء من القصف الشامل.

 

وقد قالت صفحات موالية للنظام السوري على منصات وسائل التواصل الاجتماعي إن أكثر من خمسمئة عنصر سقطوا قتلى في صفوف قوات النظام وحلفائه منذ بدء الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية قبل شهر، وتضمنت أسماء القتلى أكثر من سبعين ضابطا بينهم لواء وعميد وعقيد، ونحو 35 ضابطا وعسكريا روسيا، دون أن تشير إلى الطريقة التي قتلوا بها.

 

مجازر متنقلة

في الأثناء، قال مراسل الجزيرة إن أكثر من 60 مدنيا على الأقل قتلوا اليوم الثلاثاء جراء قصف النظام السوري وروسيا بلدات الغوطة الشرقية. وكان 28 مدنيا بينهم عشرون طفلا قتلوا أمس في غارة يرجح أنها روسية بواسطة صواريخ خارقة للتحصينات استهدفت ملجأ يقع تحت مدرسة في مدينة عربين.

 

على صعيد آخر، قالت مصادر للجزيرة إن أكثر من خمسة آلاف شاب اعتقلتهم قوات النظام بعد خروجهم من الغوطة الشرقية من خلال معبر حمورية.

 

وأضافت المصادر أن قوات النظام سحبت كل الأوراق الثبوتية من الأهالي الخارجين من الغوطة، ووضعتهم تحت الإقامة الجبرية في مراكز الإيواء المؤقتة في عدرا و حرجلة والدوير بريف دمشق، وفصلت الرجال عن النساء ومنعت زيارتهم.

 

وكان ناشطون تحدثوا عن تعرض الرجال الذين خرجوا من الغوطة من معبر حمورية عن سوء معاملة، بل تم إعدام بعضهم.

شويغو تحدث عن مفاوضات بين القوات الروسية وقادة فصائل المعارضة بالغوطة الشرقية (رويترز)

 

وقف العمليات

وفي الوقت الذي تستميت فيه المعارضة المسلحة دفاعا عن الغوطة الشرقية وترفض تهجير المدنيين والمقاتلين منها، تحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن محادثات تجري بين العسكريين الروس وقادة الفصائل بالغوطة لوقف العمليات العسكرية والحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في المنطقة، بحسب قوله.

 

وقال شويغو في اجتماع بوزارة الدفاع الروسية إن العسكريين الروس يركزون الجهود حاليا على توفير الخروج الآمن للمدنيين من المناطق المحاصرة وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، مشيرا إلى خروج نحو ثمانين ألفا من الغوطة الشرقية خلال الأيام الخمسة الماضية.

 

كما قال شويغو إن أكثر من 65% من الأراضي في الغوطة الشرقية بسوريا “تم تحريرها من الإرهابيين”. وكانت مصادر روسية وأخرى من النظام السوري تحدث قبل ذلك عن استعادة ما يصل إلى 80% من الغوطة الشرقية خلال الهجوم الذي بدأ قبل شهر.

المصدر : الجزيرة

 

ضابط سوري: اغتصبوا نساءهم ولن تحاسبوا

قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن 7700 امرأة سورية تعرضت لأعمال عنف أو مضايقات جنسية على أيدي القوات الموالية للنظام، منهن ثمانمئة ما زلن في السجون.

 

وبحسب الصحيفة، فإن هذه الأرقام -التي نقلتها عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان- أقل من الواقع، بسبب خوف الضحايا من العار الذي سيلحق بهن في حال اشتكين من تعرضهن للاغتصاب.

 

وذكرت الصحيفة في تحقيق نشرته الاثنين مستندة فيه إلى شهادات مسؤولين سابقين في النظام السوري، أن السلطات السورية استخدمت الاغتصاب سلاح حرب لقمع المعارضين وترهيبهم مع عائلاتهم منذ اندلاع الثورة عام 2011.

 

وكتبت الصحيفة أن عمليات الاغتصاب هذه “أبعد ما تكون عن ممارسات أشخاص غير منضبطين في مراكز اعتقال معزولة”، بل إن عشرات الشهادات المتطابقة للضحايا تؤكد أن عناصر القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد “اغتصبوا النساء وحتى الرجال في كامل المحافظات طوال فترة النزاع”.

 

وتضيف صحيفة ليبراسيون “من المستحيل تخيل أن كبار المسؤولين السوريين يجهلون حصول هذه الممارسات، والسبب الهرمية الصارمة التي يتميز بها النظام”.

 

وتتطرق الصحيفة إلى المدعو محمود (وهو اسم مستعار) المسؤول السابق في حمص بين عامي 2011 و2012 الذي شارك في اجتماعات عدة لأجهزة الاستخبارات السورية.

 

وينقل محمود أمرا وجهه رئيس استخبارات سلاح الجو في حمص إلى ضابط آخر، قال له فيه “اذهبوا واغتصبوا نساء عائلاتهم! افعلوا ما يحلو لكم، ولن يحاسبكم أحد”.

 

ويؤكد محمود أن النظام استخدم الاغتصاب “قصاصا، لأنه أقسى عقاب ممكن ولا يوجد أسوأ منه في ثقافتنا”.

 

أما أم أحمد التي عملت حارسة سجن وهي حاليا في الـ27 من العمر، فروت صراخ النساء وعويلهن أثناء تعرضهن للاغتصاب والتعذيب في المعتقلات، وكيف كانت توزع عليهن حبوب منع الحمل يوميا مع طعام الغداء منذ مارس/آذار 2011. ولما نددت بهذه “الأمور الفظيعة” التي كانت شاهدة عليها، اعتقلت وتعرضت بدورها للاغتصاب.

 

وتؤكد الصحيفة أنه إذا كان عدد من النساء قررن الإدلاء بشهاداتهن، فإن كثيرات أخريات فضلن الصمت على تحمل العار في مجتمع معروف بأنه محافظ جدا.

 

وخلصت الصحيفة إلى القول إن “الكثيرات من ضحايا الاغتصاب طردن من قبل عائلاتهن ومن أزواجهن”، ونقلت قصة شابة في الـ23 من العمر خرجت من السجن حاملا، ففضلت الانتحار ورمي نفسها من إحدى العمارات على مواجهة أهلها.

 

وكانت الأمم المتحدة نشرت في 15 مارس/آذار تحقيقا استند إلى 454 مقابلة، وأفاد بحصول عمليات اغتصاب وعنف جنسي بشكل منظم بحق مدنيين، قام بها جنود من الجيش السوري وعناصر في مليشيات موالية للنظام.

المصدر : الفرنسية

 

سوريون يدينون الانتهاكات التي قامت بها الفصائل المسلحة في عفرين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 مارس 2018

 

روما ـ أعرب ناشطون سوريون معارضون عن استيائهم من “الانتهاكات التي قام بها مقاتلو الفصائل العسكرية المسلحة المشاركة في عملية (غص الزيتون) بعد سيطرتهم على دينة عفرين شمال غرب سورية”، وشددوا على “ضرورة وضع حد من قبل الجيش التركي وقادة الفصائل السورية المقاتلة لهذه الانتهاكات”.

 

وفي بيان صدر الاثنين ووقعه (ناشطو الثورة السورية) أعربوا عن أسفهم وحزنهم “من الانتهاكات التي طالت الأهالي في منطقة عفرين وما حولها”، والتي “قام بها عناصر ومجموعات تنتمي إلى بعض الفصائل المسلحة المشتركة في العملية التي أعلنت رئاسة الأركان التركية عن انطلاقها في 20 كانون الثاني/يناير الماضي ضد الميليشيات الكردية التي سيطرت على مدينة عفرين”.

 

وطالب الناشطون “الجيش التركي وقادة الفصائل بتحمّل مسؤوليتهم الكبيرة في الحد من السرقات والتجاوزات التي حصلت في عفرين ومناطقها من قبل عناصر ومجموعات”، قالوا إنها “تنتمي إلى عصابات ألصقت نفسها بالجيش الحر”، كما طالبوا بـ”الضرب على يد الجناة بقبضة من حديد ومحاسبة المسيئين فوراً”، وكذلك “العمل على الاعتذار للأهالي وردّ الحقوق لمستحقيها أو تعويضهم”.

 

وكانت قد انتشرت صور ومقاطع فيديو لأفراد ومجموعات يرتدون الزي العسكري، من داخل مدينة عفرين وما حولها، يحاولون السطو على ممتلكات الأهالي من جرارات وأشياء تجارية وشخصية، ولم يصدر أي بيان من تركيا تجاه هذه الممارسات التي قال أكراد وعرب من أهالي المنطقة إنها انتهاكات من المهاجمين للمدينة تجري تحت نظر الفصائل المقاتلة التي سيطرت على المدينة.

 

في هذا السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عمليات نهب و”تعفيش” لممتلكات المواطنين في مدينة عفرين قد حصلت من قبل القوات الموالية لتركيا التي دخلت إلى المدينة، وهناك أشرطة مصورة عن قيام مقاتلي عملية (غصن الزيتون) بالتنكيل بمواطنين فضلوا البقاء في المدينة، وأن المدنيين الذين نزحوا من منطقة عفرين يواجهون أوضاعاً مأساوية صعبة، ولم يتم مساعدتهم من أي منظمات أممية أو أية منظمات أخرى، والكثير منهم غير قادرين على إيجاد مكان أمن أو مأوى لأطفالهم، وقال المركز “للأسف هناك منظمات سورية قدمت تقاريراً كاذبة عن الوضع في عفرين للأمم المتحدة، كي لا تزعج الطرف التركي الذي يسمح لها بالنشاط على أراضيه”.

 

وسيطرت فصائل من “الجيش السوري الحر” (الأحد) بدعم من الجيش التركي، بالكامل على مدينة عفرين بعد أن انسحبت منها وحدات حماية الشعب وقوات سورية الديمقراطية (قسد) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، لتستكمل تركيا هدفها المرحلي الأول من عملية (غصن الزيتون).

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن القوات التركية ومقاتلي المعارضة المتحالفين معها سيطروا على المدينة، وإن “أغلب الإرهابيين ولوا الأدبار، وقواتنا الخاصة وأفراد من الجيش السوري الحر يُطهّرون المدينة من بقايا الألغام التي تركها هؤلاء وراءهم، وفي وسط عفرين ترفرف رموز الثقة والاستقرار بدلًا من أسمال الإرهابيين”، في إشارة إلى رفع العلم التركي ورايات الجيش السوري الحر.

 

إلى ذلك، أكّد ناطق باسم القوات المنضوية ضمن عملية (غصن الزيتون) أن الفصائل المسلحة التابعة للجيش الحر دخلت المدينة من ثلاثة جهات (الشمال والشرق والغرب) دون أي مقاومة تُذكر، وأن القوات التي سيطرت على المدينة لم تجد أثرًا لمقاتلي الميليشيات الكردية التي كانت تُسيطر على المدينة بعد أن انسحبت إلى مناطق سيرة النظام السوري، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى حصول اشتباكات في بعض المناطق في المدينة.

 

وقال الجيش التركي في بيان إن القوات المسلحة تُمشّط الشوارع لتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة بدائية الصنع التي تركها المقاتلون الأكراد خلفهم.

 

ونزح من المدينة آلاف المدنيين، من الصعب تحديد عددهم في الوقت الراهن، وفيما تقول مصادر محلية عربية إن عددهم يُقارب الـ20 ألف نازح، تقول مصادر كردية من المدينة إنهم تجاوزوا المائة وخمسين ألف نازح.

 

رئيس الإئتلاف السوري يدعو أردوغان لـ”إجبار نظام الأسد الالتزام بوقف الأعمال العدائية” بالغوطة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 20 مارس 2018

إستانبول-أرسل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، عبد الرحمن مصطفى، رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعا فيها الأخير إلى “ممارسة الضغط من أجل وقف الهجوم البربري على المدنيين في الغوطة الشرقية لإجبار نظام الأسد على الالتزام بشروط وقف الأعمال العدائية، والمساعدة في السماح بوصول المساعدات الإنسانية والمساعدات الطبية غير المقيدة والفورية إلى المنطقة”.

 

ووفق الدائرة الإعلامية للائتلاف، فإن مصطفي أطلع أردوغان خلال الرسالة على “أحوال أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق”، معربا عن آمانيه “أن يكون هناك تحركاً من أنقرة لإنقاذ المدنيين ومنع عمليات الإبادة الجماعية بحقهم”.

 

وقال مصطفى في رسالته: “فخامة الرئيس، يواجه أهالي الغوطة الشرقية عملية إبادة. سيعمل تحرككم على منع موت الكثير. إننا نعتمد على عدم ادخار جمهورية تركيا أي جهد لضمان إنهاء معاناة الشعب السوري، والوفاء بمطالبه من الحرية والكرامة والعدالة”.

 

وأوضح مصطفى أن “المشافي في الغوطة الشرقية خرجت عن الخدمة، وهناك المئات من الجرحى لا يتلقون العناية الطبية نتيجة ذلك، محذراً من أن يكون هناك خسارة كبيرة في أرواح المدنيين “لم يسبق له مثيل”، على حد وصفه.

 

وتابع رئيس الائتلاف الوطني قائلاً: “نحن نؤمن بأن نظام الأسد لا يمكن أن يستمر إلا في هذا السلوك الإجرامي طالما أنه يتمتع بالإفلات من العقاب الذي تمتع به حتى الآن بسبب التقاعس الدولي، ناهيك عن الدعم النشط من حلفائه، خاصة روسيا”، كما دعا لـ”مساءلة المسؤولين عن جرائم الحرب في سورية، وضمان منع تكرار مثل هذه الانتهاكات الجسيمة”.

 

وزير الدفاع الروسي: تحرير أكثر من 65% من الغوطة الشرقية من “الإرهابيين

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله يوم الثلاثاء إن أكثر من 65 في المئة من الأراضي في الغوطة الشرقية بسوريا ”تم تحريرها من الإرهابيين“.

وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا يوم 18 يونيو حزيران 2016. صورة لرويترز من وزارة الدفاع الروسية. تستخدم الصورة في الأغراض التحريرية فقط

 

وكانت وزارته قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن العدد الإجمالي للمدنيين الذين تم إجلاؤهم من الغوطة الشرقية منذ بدء عملية إنسانية بالمنطقة زاد إلى 79702 شخص معظمهم أطفال.

 

إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري

 

روسيا تقول 79702 من المدنيين غادروا الغوطة الشرقية في سوريا

موسكو (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الروسية إن العدد الإجمالي للمدنيين الذين تم إجلاؤهم من منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا ارتفع إلى 79702 منذ بدء عملية إنسانية وأشارت إلى أن معظمهم من الأطفال.

أفراد من القوات السورية يقومون بإجلاء أشخاص من الغوطة الشرقية يوم 18 مارس آذار 2018. صورة لرويترز من الوكالة العربية السورية للأنباء. (حصلت رويترز على هذه الصورة من الوكالة العربية السورية للأنباء. لم تستطع رويترز التأكد على نحو مستقل من مصداقية الصورة.)

 

وأضافت الوزارة في بيان نشر على موقعها على الانترنت يوم الاثنين أن 6046 مدنيا غادروا الغوطة عبر ممرات إنسانية.

 

إعداد حسن عمار للنشرة العربية -تحرير عبد الفتاح شريف

 

الأمم المتحدة تطالب بدخول الغوطة وعفرين مع تنامي الاحتياجات الإنسانية

جنيف (رويترز) – دعت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إلى وصول المساعدات الإنسانية بالكامل للمدنيين داخل منطقة الغوطة الشرقية السورية وخارجها لتلبية احتياجاتهم الملحة وذلك بعد أن فر نحو 50 ألفا في الأيام القليلة الماضية.

رجل يحتضن طفلا اثناء عمليات الاجلاء من الغوطة الشرقية يوم الاثنين. تصوير: بسام خبيه – رويترز

 

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن ما يقدر بنحو 104 آلاف شخص تشردوا بسبب القتال داخل وحول مدينة عفرين بشمال سوريا كما تقطعت السبل بنحو عشرة آلاف في مواقع قريبة وهم يحاولون العبور إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية.

 

وقال أندريه ماهيسيتش المتحدث باسم المفوضية في إفادة مقتضبة بمدينة جنيف ”تشعر مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين بالقلق من تفاقم جديد للأزمة الإنسانية في سوريا مع نزوح كبير جديد بسبب القتال العنيف في الغوطة الشرقية وريف دمشق وعفرين“.

 

وقالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن النساء والأطفال يشكلون نحو 70 بالمئة من بين 50 ألفا فروا من الغوطة الشرقية وإن أطفالا كثيرين مصابون بالإسهال وأمراض تنفسية يمكن أن تفضي للموت.

 

وأضافت أن ما يقدر بنحو مئة ألف شخص ما زالوا داخل منطقة عفرين نصفهم أطفال.

 

إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى