أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 20 حزيران 2017

خطوط حمر جديدة في سورية

موسكو – رائد جبر واشنطن- جويس كرم طهران – محمد صالح صدقيان لندن – «الحياة»

رسمت أميركا وروسيا وإيران خطوطها الحمر الجديدة على أرضية الصراع في سورية، مع تصعيد غير مسبوق للمواجهة بينها على جبهات الحرب السورية، وسط تنافس حاد على «تركة داعش»، خصوصاً في الرقة والبادية السورية.

ووسط مخاوف من مواجهة عسكرية مباشرة بين واشنطن وموسكو، عقب إسقاط أميركا طائرة حربية للجيش السوري من طراز سوخوي- 22 في ريف الرقة الجنوبي، أعلنت الولايات المتحدة أمس «إعادة تموضع» طائراتها فوق سورية لمواصلة استهداف «داعش» وضمان السلامة الجوية. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، إن الولايات المتحدة تعمل على استعادة خط اتصال مع روسيا في شأن مناطق «عدم الاشتباك» لتفادي وقوع حوادث تصادم عرضية فوق سورية.

وردت موسكو بغضب على إسقاط الطائرة السورية، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها ستعتبر أي أجسام طائرة في مناطق عمل قواتها الجوية في سورية «أهدافاً»، وذلك في أوضح تهديد لها باستهداف الطائرات الأميركية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن إسقاط الطائرة السورية «خطوة صوب تصعيد خطير»، وأضاف أن موسكو تحذر واشنطن من استخدام القوة ضد القوات النظامية السورية، معتبراً الهجوم «عملاً عدائياً ودعماً للإرهابيين».

ودافعت واشنطن عن إسقاط الطائرة، قائلة إن الخطوة كانت «دفاعاً عن النفس». وقال الناطق باسم القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية اللفتنانت جنرال داميان بيكارت: «نتيجة للمواجهات الأخيرة في ما يتعلق بالقوات الموالية للنظام السوري والقوات الروسية، اتخذنا إجراءات جريئة لتغيير مواقع الطائرات فوق سورية لمواصلة استهداف قوات داعش مع ضمان سلامة طاقمنا الجوي في ضوء التهديدات المعروفة في ساحة المعركة».

وقالت واشنطن إن المقاتلة السورية كانت تسقط قنابل قرب «قوات سورية الديموقراطية»، فيما ذكرت دمشق أن الطائرة كانت في مهمة تستهدف عناصر تنظيم «داعش».

ومع التقدم المضطرد في ريف الرقة الجنوبي، سيطرت القوات النظامية أمس على مدينة الرصافة الاستراتيجية، التي تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى محافظة دير الزور وقرب حقول غاز ونفط مهمة. وباتت القوات النظامية و «سورية الديموقراطية» على تماس مع الخط المائي الممتد من نهر الفرات بين البوعاصي وشعيب الذكر بريف الطبقة الغربي، وصولاً إلى طريق الرصافة– الرقة. ويعتبر هذه التوسع تحدياً لـ «التحالف الدولي» و «سورية الديموقراطية»، كون العمليات العسكرية للنظام تتركز على خطوط التماس مع «سورية الديموقراطية» في محيط الرقة. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر ميداني قوله إن القوات النظامية استعادت مدينة الرصافة «بدعم كبير تلقاه من الإسناد الجوي الروسي المكثف الذي رافق عملية الاقتحام».

ووسط التوتر البالغ بينهما، اتهمت «سورية الديموقراطية» القوات النظامية بقصف مواقعها جنوب غربي مدينة الرقة في الأيام الماضية، وهددت بالرد إذا استمرت الهجمات. وحققت القوات النظامية تقدماً مهماً في ريف الرقة الجنوبي، وباتت تسيطر على نحو 1700 كلم مربع، من مساحة محافظة الرقة. وهي تسعى للسيطرة على كامل المناطق الممتدة من سبخة الجبول في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وصولاً إلى طريق السخنة– تدمر، مروراً بريف حماة الشرقي وباديتي تدمر الشمالية والشمالية الغربية لتطويق «داعش».

وإذا أتمت السيطرة على هذه المنطقة الحيوية من البادية السورية، فإن القوات النظامية تكون استعادت السيطرة على أكثر من 6 آلاف كلم مربع، تضم أكثر من 70 قرية وبلدة متوزعة بين أرياف حلب وحماة وحمص، ما سيقربها من الحدود الإدارية مع محافظة دير الزور، التي تسعى القوات النظامية إلى دخولها من ثلاث جهات هي جنوب الرقة ومنطقة البادية (وسط) فضلاً عن المنطقة الحدودية جنوباً. إلا أن تقدم القوات النظامية في هذه الجبهات الثلاث خلق توتراً مع التحالف الدولي الذي يدرب أيضاً فصائل سورية معارضة في منطقة التنف القريبة من الحدود العراقية والأردنية.

في موازاة ذلك، حمل الهجوم الصاروخي الإيراني على مواقع «داعش» في دير الزور، وهي المرة الأولى التي تطلق فيها طهران صواريخ خارج حدودها منذ ثلاثين عاماً، رسائل عدة إلى خصوم إيران في المنطقة، إضافة إلى واشنطن، وأظهر قدرة طهران على استخدام قوتها العسكرية خارج حدودها.

وأبلغت مصادر «الحياة» أن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني نوه أول من أمس بقرارات اتخذها المجلس كرد على قرارات الحظر التي اتخذها مجلس الشيوخ الأميركي في شأن القدرة الصاروخية الإيرانية، مشيرة إلى أن قرار استخدام الصورايخ الباليستية اتخذ في اجتماع للمجلس بمشاركة القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة الحرس الثوري. ورأت المصادر أن إيران أرادت إرسال ثلاث رسائل، الأولى تتعلق بالداخل الإيراني حيث وظف النظام الهجوم للإشادة بالقدرة العسكرية الإيرانية. والرسالة الثانية موجهة إلى الإدارة الأميركية و «قوات التحالف» التي هاجمت خلال الأيام الماضية مقار تابعة للقوات النظامية السورية تستخدمها قوات قريبة من إيران في جنوب سورية. وأرادت في الرسالة الثالثة، القول إن أهدافاً عدة تقع في مرمى منظومتها الصاروخية التي يتجاوز مداها 700 كيلومتر، وقد يصل إلى 1500 كيلومتر.

 

موسكو تحذر واشنطن من اعتبار مقاتلاتها «أهدافاً» … وتجمد التنسيق المشترك

موسكو – رائد جبر , واشنطن – جويس كرم , طهران – محمد صالح صدقيان

ردت موسكو بقوة على إسقاط مقاتلة سورية بنيران قوات «التحالف الدولي» قرب الرقة، واعتبرت التطور «دعماً للإرهاب». وحذرت وزارة الدفاع من أن «الدفاعات الأرضية والجوية ستتعامل مع أي أجسام طائرة تهدد المناطق التي تعمل فيها القوات الروسية» معلنة تجميد العمل بمذكرة سلامة الطيران الموقعة مع واشنطن بسبب «تعرض القوات الروسية لخطر».

وتوالت ردود الفعل الغاضبة في روسيا أمس، على المستويين السياسي- الديبلوماسي والعسكري، على الضربة الأميركية التي استهدفت المقاتلة السورية، واعتبرها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف «عدواناً صارخاً» و «دعماً للارهابيين الذين تزعم واشنطن أنها تحاربهم». وقال إن روسيا «تلقت بقلق وانزعاج نبأ الضربة، وتعتبرها استمراراً لنهج الأميركيين المبني على تجاهل أحكام القانون الدولي».

واعتبر ريابكوف الهجوم «خطوة جديدة في اتجاه تصعيد خطير». موضحاً أن «واشنطن لم تعد تكتفي بعدم تنسيق خطواتها في سورية مع الحكومة الشرعية بل انتقلت الى شن هجمات على وحدات تابعة لها». وشدد على أن بلاده «تحذر واشنطن من تكرار اللجوء إلى هذه الأساليب».

ونبه الديبلوماسي الروسي الى «تبعات سلبية» لكنه تجنب الرد على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن أبلغت موسكو سلفاً بالهجوم. واكتفى بتأكيد أن «الطرفين لديهما قنوات عسكرية للتنسيق لمنع وقوع حوادث لكن تفاصيل هذا التنسيق تبقى قيد الكتمان».

لكن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس، في وقت لاحق تعليق العمل بمذكرة سلامة التحليقات في الأجواء السورية الموقعة بين واشنطن وموسكو. وبررت التطور بـ «عدم التزام واشنطن بالتنسيق مع القوات الروسية العاملة في سورية وتعريض هذه القوات للخطر بسبب التحركات العسكرية لطيران التحالف». وأوحى هذا الموقف بأن موسكو لم تبلغ سلفاً بالضربة الأميركية. علماً أن هذه المرة الثانية التي تجمد فيها موسكو العمل باتفاق السلامة الجوية، بعدما كانت لجأت الى خطوة مماثلة بعد قصف الطيران الأميركي قاعدة «الشعيرات» السورية.

وحذرت الوزارة في بيان من أن «وسائل الدفاع الجوي الروسي ستتعامل مع أي جسم طائر يقترب من مناطق تمركز القوات الروسية» في تلميح يعد الأقوى من جانب العسكريين الروس، الى احتمال التصدي لتحركات الطيران الغربي في بعض مناطق سورية.

وتوعد البيان بأن «وسائل الدفاع الجوي الروسية الأرضية والجوية، ستواكب أي أجسام طائرة، بما فيها المقاتلات والطائرات المسيّرة التابعة للتحالف الدولي وسيتم رصدها غرب نهر الفرات، باعتبارها أهدافاً جوية».

وطالبت الوزارة القيادة العسكرية الأميركية بإجراء تحقيق دقيق في حادثة إسقاط المقاتلة السورية، وتزويد الجانب الروسي بالمعلومات حول نتائج هذا التحقيق والإجراءات المتخذة في أعقابه.

في السياق، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واشنطن باحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها و «التخلي عن القيام بخطوات تهدد الأمن في المنطقة والعالم».

وقال في مؤتمر صحافي مشترك في بكين لوزراء خارجية دول مجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) إن على الولايات المتحدة تنسيق تحركاتها لحل الأزمة السورية مع الشركاء ومع السلطات الرسمية في دمشق.

واعتبر لافروف أن «مناطق خفض التصعيد هي واحدة من الخيارات الممكنة للمضي في تثبيت وقف النار ودفع التسوية، وندعو الجميع إلى تجنب الإجراءات الأحادية الجانب، واحترام سيادة سورية والمشاركة البنّاءة في عملنا المشترك، الذي يتم تنسيقه مع الحكومة السورية».

وأعلن وزير الخارجية الروسي أن الجولة المقبلة من المفاوضات في شأن سورية، ستعقد في آستانة في العاشر من الشهر المقبل، بحضور مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا.

مشيراً الى اتفاق الأطراف على «وضع اللمسات الأخيرة على معايير وطرق محددة تضمن النظام الذي يجب أن يكون مطبقاً في مناطق خفض التصعيد ومحيطها».

وبعد تلويح روسيا بأنها علقت مذكرة أمن الطيران مع الولايات المتحدة، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ «الحياة» أن «خطوط الاتصال حول فك الاشتباك ما زالت مفتوحة».

وحرص المسؤول على تخفيض حد النبرة حيال روسيا، مؤكداً أن التحرك الأميركي بإسقاط طائرة النظام كان «دفاعاً عن مقاتليه»، وأن الجيش الأميركي «لا يسعى إلى المواجهة مع النظام السوري، أو روسيا أو لقوات موالية للنظام، إنما لن يتردد في الدفاع عن قوات شريكة للتحالف من أي تهديد».

وأصدرت القيادة المركزية الأميركية بياناً قالت فيه إن الطائرة أسقطت «في دفاع جماعي عن النفس من القوات المشاركة في التحالف» وتم تحديدهم بأنهم مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية قرب الطبقة.

وقال البيان إن «قوات موالية للنظام السوري» هاجمت في وقت سابق مدينة الطبقة الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديموقراطية وأصابت عدداً من المقاتلين وطردتهم من المدينة.

وأوقفت طائرات التحالف التقدم. وقال البيان إن طائرة تابعة للجيش السوري من طراز سوخوي- 22 أسقطت في ما بعد قنابل قرب قوات تدعمها الولايات المتحدة واستهدفتها على الفور طائرة أميركية من طراز إف/ أيه- 18 إي سوبر هورنيت.

وقبل إسقاط الطائرة قام التحالف «بالتواصل مع نظرائه الروس عبر الهاتف من خلال خط» لمنع التصعيد ووقف إطلاق النار. وقال البيان إن التحالف «لا يسعى إلى قتال النظام السوري والقوات الروسية الموالية للنظام» لكنه لن «يتردد في الدفاع عن نفسه أو القوات الشريكة من أي تهديد».

ورأت أوساط أميركية متابعة للملف وعلى تواصل مع وزارة الدفاع الأميركية، أن واشنطن تقرأ التهديد الروسي من باب «طمأنة النظام والتشدد إعلامياً»، و «لا تتوقع مواجهة مع موسكو في سورية». ولفتت المصادر إلى أن الأولوية الأميركية هي في تحرير الرقة، وإن كان ذلك سيجرها إلى اشتباكات مع قوات موالية للأسد أو تابعة لإيران. ونقلت مجلة «فورين بوليسي» عن خلاف بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية حول استراتيجية الرقة، وحيث يخشى البنتاغون فتح مواجهة مع إيران، فيما يبدو البيت الأبيض أكثر استعداداً لتوسيع رقعة المواجهة في النزاع السوري.

وجاء التصعيد، فيما أطلقت إيران أول من أمس 6 صواريخ باليستية أرض- أرض من نوع «ذو الفقار» في سابقة تعتبر الأولى من نوعها باتجاه أهداف في محافظة دير الزور السورية استهدفت كما قالت قيادة الحرس الثوري الإيراني مقرات قيادة لتنظيمات إرهابية ومخازن للتجهيزات الانتحارية.

وأبلغت مصادر «الحياة» أن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني نوه أول من أمس في تصريح له على قرارات اتخذها المجلس كرد على قرارات الحظر التي اتخذها مجلس الشيوخ الأميركي في شأن القدرة الصاروخية الإيرانية، مشيرة الى أن قرار استخدام الصورايخ البالستية اتخذ في اجتماع للمجلس المذكور بمشاركة القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة الحرس الثوري.

صاروخ «ذو الفقار» هو من عائلة صواريخ «فاتح» متوسطة المدى يبلغ 700 كيلومتر، يعمل على الوقود الجامد ويطلق من منصات متحركة مسير عبر رادار ويملك قابلية إصابة دقيقة، حيث ذكر رئيس القوة الصاروخية التابعة للحرس الثوري علي حاجي زادة أن طائرات إيرانية مسيرة أطلقت من ريف دمشق لتصوير المواقع المستهدفه قبل وأثناء الهجوم الذي انطلق من خلال منصات في محافظتي كرمانشاه وكردستان المحاذيتين للحدود العراقية.

مصادر رأت أن إيران أرادت إرسال ثلاث رسائل، الأولى تتعلق بالداخل الإيراني حيث وظف النظام الهجوم للإشادة بالقدرة العسكرية التي يمتلكها الحرس الثوري للرد على الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش على البرلمان الإيراني ومرقد الإمام الخميني في 7 الجاري، الثانية وهي الأهم، الموجهة للإدارة الأميركية وقوات التحالف التي تتزعمها الولايات المتحدة في سورية التي هاجمت خلال الأيام الماضية مقرات تابعة للجيش السوري تستخدمها قوات قريبة من إيران في جنوب سورية وهو ما يرشح تصعيد الموقف بين قوات التحالف والقوات المدعومة من قبله مع الموقف الإيراني، خصوصاً أن قوات التحالف أعلنت على نيتها نصب صواريخ «هميارس» في داخل الأراضي السورية لمواجهة اي اعتداءات محتملة على قواتها المتواجدة جنوب سورية، إضافة الى أن هذه الصواريخ كانت قد صدر بحقها قرار جديد من قبل مجلس الشيوخ الأميركي ينتظر الموافقة عليه من قبل الرئيس الأميركي بعد موافقة الكونغرس، وهذا يعني أن إيران ترفض أي حظر على برنامجها الصاروخي وليس في نيتها التخلي عن هذا البرنامج.

اما الثالثة، فهي أن إيران أرادت أن تقول إن أهدافاً متعددة تقع تحت مديات منظومتها الصاروخية التي تبلغ أكثر من 700 كيلومتر والتي تصل الى 1500 كيلومتر، وهو ما يزعج إسرائيل التي تابعت ورصدت بدقة عملية إطلاق هذه الصورايخ وحللت أبعادها العسكرية والسياسية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن عمليات دير الزور هي «صفعة صغيرة» و «تحذير من أجل إيقاظ الّذين لم يستطيعوا إدراك حقائق المنطقة ومعرفة حدودهم جيّداً». فيما اعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي «الهجوم بداية الانتقام من داعش والقادم أكبر».

وكان مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي دعا قبل ساعتين من الهجوم «الأعداء والأصدقاء أصحاب القلوب المخلصة وأصحاب القلوب المترددة، ليعلموا أن الجمهورية جاهزة وقوية، ولا يمكن لهم توجيه ضربة لها بل سنوجه لهم الصفعات والضربات» مشيراً الى أن «مسؤولي البيت الأبيض الجدد عديمي الخبرة لم يعرفوا الشعب والمسؤولين الإيرانيين وأنهم لا يحسبون لإيران الإسلامية حساباً إلا حين تأتيهم الصفعة على وجوههم».

وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن الهجوم الصاروخي جاء رداً على الجانب الأميركي الذي أصدر قرار حظر جديد بشأن إيران حيث كشفت قدرة إيران في المجال الصاروخي، في حين قال المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف أن الهجوم كان «ناجحاً تماماً» في تدمير مقرات قيادة ومراكز تسليح لتنظيم داعش في دير الزور. ورأى علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى أن الهجوم جزء من قوة الردع التي تمتلكها إيران.

 

روسيا تهدد بإسقاط الطائرات الأميركية في أجواء سورية

موسكو، واشنطن، عمان، بيروت – رويترز

قالت روسيا اليوم (الإثنين) إنها ستعتبر الطائرات التابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أهدافاً محتملة إذا حلقت غرب نهر الفرات في سورية، وستتعقبها بالأنظمة الصاروخية والطائرات العسكرية.

وفي تحرك سيؤجج التوتر بين واشنطن وموسكو، أوضحت روسيا أنها بصدد تغيير موقفها العسكري رداً على إسقاط الولايات المتحدة طائرة عسكرية سورية أمس في حادث قالت دمشق إنه الأول من نوعه منذ بداية الصراع في البلاد في العام 2011.

وقالت وزارة الدفاع الروسية أيضاً إنها ستلغي على الفور اتفاقاً مع واشنطن في شأن السلامة الجوية في سورية يستهدف منع التصادم والحوادث الخطرة هناك. واتهمت موسكو الولايات المتحدة بالتقاعس عن احترام الاتفاق بعدم إبلاغها بقرار إسقاط الطائرة السورية، على رغم تحليق طائرة روسية في الوقت نفسه.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «نعتبر تحركات من هذا القبيل من جانب القيادة الأميركية انتهاكاً متعمداً لالتزاماتها». وأضافت أنها تتوقع أن تجري الولايات المتحدة الآن تحقيقاً في إسقاط الطائرة وأن تطلعها على النتائج وأن تتخذ الإجراءات التصحيحية.

وروسيا من أوثق حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد وتدعمه عسكرياً بقوة جوية ومستشارين وقوات خاصة. وتقول روسيا إن الحكومة السورية توافق على وجودها خلافاً لموقف دمشق من الولايات المتحدة.

ووصفت روسيا إسقاط الطائرة بأنه «انتهاك صارخ» للسيادة السورية وانتهاك للقانون الدولي. وقالت إن التحرك الأميركي يصل إلى حد «الاعتداء العسكري» على سورية، وأعلنت أنها تتخذ إجراءات مباشرة للرد.

وأضافت الوزارة في بيان «ستعتبر المنظومات الروسية المضادة للطائرات على الأرض وفي الجو في المناطق التي تنفذ فيها الطائرات الروسية مهمات عسكرية في سماء سورية أي أجسام طائرة، ومنها طائرات التحالف الدولي وطائراته من دون طيار التي تعمل غرب نهر الفرات، أهدافاً».

وأصدرت القيادة المركزية الأميركية بياناً قالت فيه إن الطائرة السورية المقاتلة كانت تسقط قنابل قرب «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها الولايات المتحدة في مسعاها إلى طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من الرقة.

وأضافت أن إسقاط الطائرة كان «دفاعاً جماعياً عن النفس» وأن التحالف تواصل مع السلطات الروسية عبر الهاتف من خلال خط «لعدم الاشتباك ووقف إطلاق النار».

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله في وقت سابق اليوم، إن على الولايات المتحدة احترام وحدة الأراضي السورية والكف عن أي أفعال أحادية في البلاد.

وتحدث نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بنبرة أشد من لافروف، إذ أبلغ وكالة «تاس» أن موسكو تعتبر التحرك الأميركي «عملاً عدائياً ودعماً للإرهابيين».

وفي إطار منفصل، قال ريابكوف لوكالة «إنترفاكس»، إن إسقاط الطائرة خطوة صوب تصعيد خطر، وحذر واشنطن من استخدام القوة ضد القوات الحكومية السورية.

من جهته، قال الجيش الأميركي اليوم، إنه يغير مواقع طائراته فوق سورية لضمان سلامة الطواقم الجوية الأميركية التي تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال الناطق باسم القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية اللفتنانت جنرال داميان بيكارت، «نتيجة للمواجهات الأخيرة في ما يتعلق بالقوات الموالية للنظام السوري والقوات الروسية اتخذنا إجراءات جريئة لتغيير مواقع الطائرات فوق سورية لمواصلة استهداف قوات داعش مع ضمان سلامة طاقمنا الجوي في ضوء التهديدات المعروفة في ساحة المعركة».

وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، إن الولايات المتحدة تعمل على استعادة خط اتصال مع روسيا في شأن مناطق «عدم الاشتباك» في سورية والذي يستهدف تفادي وقوع حوادث تصادم عرضية فوق سورية.

وذكر دانفورد أنه لا تزال هناك اتصالات بين مركز للعمليات الجوية الأميركية في قطر والقوات الروسية على الأرض في سورية، لكنه أضاف «سنعمل على الصعيدين الديبلوماسي والعسكري في الساعات المقبلة لإعادة العمل بمناطق عدم الاشتباك».

من جهته، قال البيت الأبيض اليوم، إن قوات التحالف التي تحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية تحتفظ بحق الدفاع عن النفس، وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل لإبقاء خطوط الاتصالات مفتوحة مع روسيا في ظل توترات جديدة.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر للصحافيين إن «من المهم أن نبقي خطوط الاتصالات مفتوحة لمنع الاشتباك في مجالات محتملة».

بدورها، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي روسيا إلى مواصلة إجراءات «عدم الاشتباك» في سماء سورية للحد من خطر سوء التفاهم في مجال جوي مزدحم.

وقالت ماي للصحافيين في داونينج ستريت، إن «هناك ترتيبات لعدم الاشتباك بالفعل في ما يتعلق بالأنشطة التي تحدث في سماء سورية وهذه الترتيبات ستستمر». وذكر الناطق باسم ماي أنها دعت روسيا إلى مواصلة هذه الإجراءات «للحد من فرص سوء التفاهم في مجال جوي مزدحم».

وكانت القيادة المركزية الأميركية أصدرت أمس بياناً قالت فيه، إن الطائرة أسقطت «في دفاع جماعي عن النفس للقوات المشاركة في التحالف» تم تحديدهم بأنهم مقاتلون من «قوات سورية الديموقراطية» قرب الطبقة.

وقال البيان إن «قوات موالية للنظام السوري» هاجمت في وقت سابق مدينة الطبقة الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية» وأصابت عدداً من المقاتلين وطردتهم من المدينة.

وأوقفت طائرات التحالف التقدم. وقال البيان إن طائرة تابعة للجيش السوري من طراز «سوخوي-22» أسقطت فيما بعد قنابل قرب قوات تدعمها الولايات المتحدة واستهدفتها على الفور طائرة أميركية من طراز «أف آي-18إي سوبر هورنيت».

وقبل إسقاط الطائرة قام التحالف «بالتواصل مع نظرائه الروس عبر الهاتف من خلال خط» لمنع التصعيد ووقف إطلاق النار. وقال البيان إن التحالف «لا يسعى إلى قتال النظام السوري والقوات الروسية الموالية للنظام» لكنه لن «يتردد في الدفاع عن نفسه أو القوات الشريكة من أي تهديد».

إلى ذلك، اتهمت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة النظام السوري اليوم بقصف مواقعها جنوب غربي مدينة الرقة في الأيام الأخيرة وهددت بالرد إذا استمرت الهجمات.

وقال الناطق باسم القوات طلال سلو في بيان «عمدت قوات النظام ومنذ 17 حزيران 2017 إلى شن هجمات واسعة النطاق استخدم فيها الطائرات والمدفعية والدبابات على المناطق التي حررتها قواتنا… خلال معركة تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات منذ ثلاثة أشهر». ولم يرد تعليق من قوات النظام السوري.

وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» التي يقودها الأكراد هذا الشهر التقدم داخل الرقة قاعدة عمليات تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية. وتمكنت بمساعدة ضربات جوية وقوات خاصة من تحالف تقوده الولايات المتحدة من تطويق المدينة منذ تشرين الثاني (نوفمبر).

وقال سلو «إننا نؤكد بأن استمرار النظام في هجومه على مواقعنا في محافظة الرقة سيضطرنا إلى الرد بالمثل واستخدام حقنا المشروع بالدفاع عن قواتنا» واتهم الحكومة وحلفاءها بمحاولة عرقلة الهجوم على الرقة.

وقال النظام السوري في وقت سابق، إنه يعتبر محافظة دير الزور ومنطقة البادية جنوب الرقة من أولوياته العسكرية، مشيراً إلى أنه لا يعتزم تحدي حملة «قوات سورية الديموقراطية» على الرقة.

من جهة أخرى، ذكرت وكالة «تسنيم» للأنباء الإيرانية أن «الحرس الثوري» الإيراني أطلق صواريخ على شرق سورية مستهدفاً قواعد لـ «جماعات متشددة» تحملها إيران مسؤولية هجمات في طهران قتلت 18 شخصاً الأسبوع الماضي.

وقالت الوكالة إن «الحرس الثوري» أطلق صواريخ «أرض-أرض» متوسطة المدى من غرب إيران على محافظة دير الزور في شرق سورية، ما أدى إلى «مقتل عدد كبير من الإرهابيين وتدمير عتادهم وأسلحتهم».

وأضافت الوكالة أن الصواريخ استهدفت «مقر قيادة ومركز تجمع وإسناد وقسم تلغيم السيارات للإرهابيين».

 

استئناف القصف على درعا مع انتهاء «الهدنة»

بيروت – رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وشاهد في مدينة درعا إن ضربات جوية عنيفة وقعت في المدينة اليوم (الثلثاء) مع انتهاء وقف لإطلاق النار أعلنه النظام السوري.

يأتي ذلك، بعد هدوء نسبي ساد المدينة، نتيجة لتمديد الهدنة الروسية – الأميركية – الأردنية لمدة 24 ساعة أخرى عقب انتهاء الساعات الـ48 الأولى المحددة مسبقاً.

وبدأ تطبيق الاتفاق عند الساعة 12 ظهراً في 17 حزيران (يونيو) الجاري. لكن لاحقاً قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة الغارية الغربية في ريف درعا الشرقي.

وسبقت اتفاق الهدنة، معارك عنيفة شهدتها درعا منذ بدء اتفاق «تخفيف التصعيد» في 6 من أيار (مايو) الماضي، حيث اندلع قتال بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وميليشيا «حزب الله» اللبناني من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، على محاور في درعا البلد ومحيط مخيم درعا، بدأت في الثالث من الشهر الجاري، واستمرت حتى الـ 17 منه، بعد وصول تعزيزات عسكرية استقدمتها قوات النظام للمشاركة في المعارك.

 

موسكو تهدد باستهداف أي «أجسام طائرة» فوق مناطق نفوذها وواشنطن ترد: نحتفظ بحق الدفاع عن النفس

إسرائيل تحذر إيران بعدها قصفها أهدافا سورية بصواريخ باليستية من أراضيها

عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: قال البيت الأبيض أمس الاثنين إن قوات التحالف التي تحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا تحتفظ بحق الدفاع عن النفس وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل لإبقاء خطوط الاتصالات مفتوحة مع روسيا في ظل توترات جديدة.

وحذرت روسيا الولايات المتحدة أمس الاثنين من إنها ستتعامل مع أي طائرات تحلق غربي نهر الفرات على أنها أهداف بعد أن أسقط الجيش الأمريكي طائرة قرب الرقة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر للصحافيين في إفادة صحافية «من المهم أن نبقي خطوط الاتصالات مفتوحة لمنع الاشتباك في مجالات محتملة».

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، أمس الإثنين، تعليق قناة الاتصال التي أقامتها مع البنتاغون لمنع حوادث اصطدام جوية، بعد قيام طائرة أمريكية بإسقاط مقاتلة سورية الأحد.

وكانت موسكو اتهمت واشنطن بعدم «إبلاغ» الجيش الروسي بأنها ستسقط هذه المقاتلة، وطالبت بأن تقوم القيادة الأمريكية «بتحقيق معمق» في سلوك عسكرييها خلال هذا الحادث.

ونقلت وكالات روسية للأنباء عن بيان لوزارة الدفاع قولها، أمس الإثنين، إنها ستعتبر أي أجسام طائرة في مناطق عمل قواتها الجوية في سوريا أهدافا.

وأعلن الجيش الروسي الإثنين أنه «سيراقب مسار» كل طائرات التحالف الدولي التي تحلق غرب الفرات، وستعتبرها المضادات الجوية والطيران الروسي في سوريا «أهدافا».

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «ستتم مراقبة مسار الطائرات والطائرات المسيّرة التابعة للتحالف الدولي التي ترصد غرب الفرات، وستعتبرها المضادات والقوة الجوية أهدافا».

وتملك روسيا أنظمة دفاعات جوية من نوع «إس -300» و«إس – 400» منتشرة خصوصا في قاعدتها حميميم في سوريا، وكذلك عشرات المقاتلات والقاذفات المشاركة في التدخل الذي أطلق في نهاية أيلول/سبتمبر 2016 لدعم جيش الرئيس السوري بشار الاسد.

وعمليا فإن المضادات الجوية على الأرض ستستهدف لكن من دون إطلاق النار بالضرورة، الطائرات التي تحلق غرب خط الرقة – دير الزور. وستكون المقاتلات الروسية قادرة على التحرك لاعتراض طائرات وطائرات مسيّرة تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وبالتزامن مع هذا التصعيد، أعلنت طهران الأحد، أنها أطلقت صواريخ باليستية من أراضيها ضد «قواعد الإرهابيين» في دير الزور.

وهي المرة الأولى التي تطلق فيها إيران صواريخ خارج حدوها منذ ثلاثين عاما، أي منذ الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988).

وقال الحرس الثوري الإيراني الإثنين إن الصواريخ دمرت «بنجاح» مواقع لتنظيم «الدولة» في دير الزور.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن هذا يأتي «ردا» على الاعتداءات التي تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» واستهدفت في السابع من حزيران/يونيو مجلس الشورى الإيراني وضريح الأمام الخميني في طهران موقعة 17 قتيلا.

وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين إيران من مغبة توجيه تهديدات إلى اسرائيل، بعد أن أطلقت طهران صواريخ بالستية من الأراضي الايرانية استهدفت محافظة دير الزور السورية.

وقال نتنياهو الاثنين «نحن نتابع تصرفاتهم وتصريحاتهم… عندي رسالة واحدة لإيران: لا تهددوا إسرائيل».

وصرح نتنياهو أمام عدد من كبار أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه «جيشنا وقواتنا الأمنية تراقب باستمرار نشاطات إيران في المنطقة».

ونقل بيان اصدره الحزب عن نتنياهو قوله ان «هذا النشاط يشمل كذلك محاولاتهم (الإيرانيين) لترسيخ وجودهم في سوريا وبالطبع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، وغير ذلك من العمليات».

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن أعلن، مساء الأحد، أن مقاتلين موالين للنظام السوري هاجموا مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة جنوب غرب الرقة، ما أدى إلى إصابة عناصر من تلك القوات وخروجها من البلدة.

وسارعت طائرات التحالف إلى وقف تقدم قوات النظام في هذه المنطقة من محافظة الرقة. لكن بعد ساعتين عند حدود الساعة السابعة مساء (18:00 ت .غ) «ألقت مقاتلة للنظام السوري من طراز اس يو -22 قنابل بالقرب من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية جنوب الطبقة».

وتدخلت بعد ذلك طائرات التحالف ضد المقاتلة السورية، وفق التحالف الذي أوضح في بيانه «وفقا لقواعد الاشتباك والحق في الدفاع (…) تم إسقاطها على الفور من جانب مقاتلة أمريكية طراز أف/آي-18 إي سوبر هورنيت».

وجاء البيان بعد إعلان الجيش السوري أيضا أن طيران التحالف الدولي استهدف «إحدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة في ريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي (…) ما أدى إلى سقوط الطائرة وفقدان الطيار».

 

بعد تدريبه أمريكياً… أجهزة الإستخبارات الدولية تسترد ديونها من قائد عسكري يعمل لصالح النظام السوري

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: لقي مجد حيمود قائد ميليشيا «فوج الجولان» التابعة لقوات النظام السوري والمدربة على يد أذرع إيران في الأراضي السورية وعلى رأسها «حزب الله» اللبناني مصرعه يوم الأحد، متأثراً بجراحه التي أُصيب بها، جراء تفجير استهدف المقر الأمني لعمليات قوات النظام السبت، في بلدة خان أرنبة.

وفي التفاصيل، أفادت مصادر خاصة لـ»القدس العربي» أن حيمود، الذي لم تتبن أي جهة مقتله أو عملية تفجير المقر الأمني الذي كان يتواجد فيه، قد قتل على أيدي الإستخبارات الدولية بعد اختراقه لصفوف فصائل المعارضة في محافظة القنيطرة، وتسلمه قيادة «لواء المعتصم بالله» آواخر عام 2103، وقتاله تحت «لواء المجلس المحلي لمدينة القنطيرة»، ثم دخوله إلى مراكز التدريب الخاصة بـ»الجيش الحر» المدعومة أمريكياً، وحصوله على أسلحة متوسطة وسيارات دفع رباعي، ثم هرب بها إلى قوات النظام السوري.

وأضاف المصدر: «يعتبر حيمود أحد أزلام النظام الذي تمكن من اخترق الثوار في خان أرنبة، وشكل من أبناء البلدة كتيبة تساند الجيش الحر وتتبع لجبهة ثوار سوريا»، موضحاً «لا نعتبر سبب اغتياله هو اختراق صفوف الثوار فحسب، بل اختراقه لمراكز التدريب الأمريكية واستحواذه على أسحلة وتدريبات أمريكية أخذها معه إلى النظام السوري، مع كامل مجموعته».

بدوره، قال الناشط الإعلامي، والمطلع على تفاصيل الحادثة محمد زامل في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «إن مجد حيمود قائد ميليشيا «فوج الجولان التابعة لـ»الدفاع الوطني» في مدينة القنيطرة، قتل متأثراً بجراح أصيب بها جراء التفجير الذي استهدف مقره في منطقة خان أرنبة بمدينة القنيطرة».

واستهدف تفجيرٌ مقر الميليشيا في خان أرنبة، وسط غموض حول أسبابه، سواء انتحاري حسب رواية النظام أو عبوة ناسفة، ما أدى إلى مقتل عنصرين، وإصابة قائد الميليشيا حيمود، إلى جانب دمار كبير في الأبنية السكنية المحيطة بالمقر.

وتابع المتحدث قائلاً: «عمل حيمود قياديا عسكريا في فصيل المعتصم بالله، المنصوي في تشكيلات الجيش الحر بمدينة القنيطرة في سنين الثورة الأولى لحين خرج في دورة تدريبية للأردن لينتقل بعد خروجه منها لخان أرنبة هو ومن معه بكامل عتادهم ليشكلو فوج الجولان ويتكشف بعدها انه كان يعمل مع النظام، وقائد فوج الجولان أبو صخر الذي قتل أيضا قبل حوالي سنتين في ظروف غامضة لم تتكشف حتى هذا اليوم».

وتحافظ قوات النظام السوري بفضل ميليشيا فوج الجولان على تمركزها في مدن وبلدات القنيطرة، البعث، خان أرنبة، وجبا، كما تسيطر على قرى جبل الشيخ، المشاتي، مزارع الأمل، عين النورية، نبع الفوار، عين عيشة، وحضر.

وحول نهاية حيمود، قال المحلل السياسي رفيق بيرقدار في لقاء مع «القدس العربي»: «إن هذا مستقبل عملاء النظام، مستقبل من يعمل مع أجهزة الإستخبارات الدولية، حيث اعتبر نفسه ومجموعته قادر على أن يضحك على أجهزة الإستخبارات الدولية حين استحوذ على السلاح وعلى طرق استخدامه، ولكن أجهزة الإستخبارات التي تعمل بنا ولا تعمل لنا تتابع كل أهدافها بدقة، وتنصب لهم المصائد والمكائد، حتى تسترد حقوقها».

 

أسباب التوتر غير المسبوق بين «قوات سوريا الديمقراطية» والنظام السوري في ريف الرقة

عبد الرزاق النبهان

حلب ـ «القدس العربي»: اندلعت اشتباكات الأحد للمرة الأولى في غرب محافظة الرقة شمالي سوريا، بين قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية، عقب اتهام نظام الأسد للتحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن بإسقاط إحدى مقاتلاته في تلك المنطقة خلال مهمة قتالية ضد تنظيم الدولة.

ويقول الصحافي الكردي السوري آلان حسن: إن حادثة إسقاط طائرة السوخوي التابعة للجيش السوري في سماء مدينة الرقة، تأتي كحلقة في سلسلة توترات متزايدة بينه وبين وحدات حماية الشعب، أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية، حيث أنه كلما زادت قوة العلاقة بين واشنطن وحلفائه من الكُرد السوريين، زادت معها حدة التوتر مع حكومة النظام السوري، وبالتالي فإن فرص المواجهة بينهما تكون أكبر. وأضاف لـ «القدس العربي»: «أن الحكومة السورية تخشى أن تتخذ الإدارة الأمريكية موقفاً صريحاً بشأن دعم قيام إقليم فيدرالي كُردي في مناطق الجزيرة، كوباني «عين العرب»، وعفرين، لذا فهي تسابق الزمن لمنع حصول هذا الأمر».

ويرى حسن أن «هذه التطورات تأتي في ظل الخلافات الخليجية – الخليجية، والانفتاح السعودي على مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك كنوع من الضغط على الحكومة التركية، الحليف الرئيسي لقطر».

وكذلك الأمر بالنسبة للمحاولات المستميتة من جيش النظام، والفصائل الموالية له للسيطرة على المناطق الحدودية في مثلث حدود سوريا، العراق، والأردن، والقصف المتكرر لقوات التحالف، لهذه القوات.

وتابع: «أن الحكومة السورية لا تريد أن ترى نفسها خارج مناطق شرق الفرات، والتي تتواجد فيها قوات أمريكية تسعى لخلق واقع جديد في المعادلة السورية، يكون فيها الكُرد حلفاء موثوقين في مواجهة الحكومة السورية إذا ما أرادت منع التواجد الأمريكي فيها»، وفق كلامه.

وقال الناشط السياسي درويش خليفة: «إن الاشتباكات التي اندلعت عند قرية جعيدين في ريف الرقة الجنوبي بين الحليفين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية، تأتي فِي ظل التسابق من جميع الأطراف للسيطرة على مدينة الرقة، وهذا ما أدى لإسقاط طائرة حربية للنظام من قبل التحالف الدولي، الداعم لقوات قسد».

وأشار في لقائه مع «القدس العربي» إلى «أن جميع القوى المتصارعة تحاول توسيع رقعة سيطرتها على الجغرافيا السورية لتفرض نفسها كمفاوض ولتحصيل قطعة أكبر من الكعكة السورية، بدلاً من تحديد منابع الإرهاب لمحاربته ولتنظيف سوريا منه، حيث الجميع عانى من إرهاب الأسد وحلفائه الطائفيين، بالإضافة إلى إرهاب داعش الدخيلة على المجتمع السوري».

وتوقع خليفة «أن تشهد الأيام المقبلة صراعاً أكبر، ولكن لن ينحسر على الأرض السورية فقط، بل سيمتد لنشهده على الفضائيات أيضاً بين قطبي السياسة الدولية الأمريكان والروس وبدرجة أقل في الدول الإقليمية».

يذكر أن قوات النظام والميليشيات الموالية كانت قد سيطرت على قرى في غرب محافظة الرقة شمالي سوريا في 10 حزيران/ يونيو الجاري، والتقت مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات الحماية الكردية الغالبية العظمى فيها، والتي تحاصر أحياء الرقة في ظل مواصلة معاركها ضد تنظيـم الدولة.

 

اللاجئة السورية مزون المليحان سفيرة “يونيسف” للنوايا الحسنة

عمان – محمد فضيلات

انهالت رسائل الدعم والإشادة باللاجئة السورية مزون المليحان البالغة من العمر 19 عاماً، بعد أن عينتها منظمة “يونيسف” أمس سفيرة للنوايا الحسنة. إحدى الشهادات كانت من لاجئ سوري يصغرها بعامين أبدى فيها شعوره بالفخر بابنة بلده، التي عملت في أقسى الظروف على التوعية بأهمية تعليم الفتيات ومحاربة الزواج المبكر.

ويأتي تعيين المنظمة الأممية لمزون، أمس الإثنين، عشية اليوم العالمي للاجئين، في رسالة دعم تنوي إيصالها إلى كل اللاجئين في العالم.

ووجهت مزون رسالة للاجئين حول العالم، عشية اليوم العالمي للاجئين، قالت فيها: “عزيزي اللاجئ، أريدك أن تعرف أن الحياة ستتحسن. منذ وقت ليس بالبعيد، كنت أنا وأسرتي في مكانك. كنا منهكين وخائفين، لا نعرف ما الذي سيحمله لنا الغد. كنت في الرابعة عشرة من عمري، في الشهر الأخير من الصف التاسع عندما بدأ القصف. أحببت منزلي، كان مكاناً سعيداً، ولكننا اضطررنا إلى ترك كل شيء والبحث عن مكان آخر لنبدأ فيه من جديد”.

وأضافت “بصفتي لاجئة، رأيت ما يحدث عندما تضطر الفتيات إلى الزواج المبكر أو العمل اليدوي، رأيتهن يفقدن فرصهن في التعليم ويخسرن مستقبلهن، لذا أنا فخورة بالعمل مع “يونيسف” للمساعدة في إعطاء هؤلاء الأطفال صوتاً وإلحاقهم بالمدرسة”.

وقال اللاجئ السوري المقيم في مخيم الأزرق، محمد مزايل، في تعليقه على تعيين مزون المليحان، أصغر سفيرة للنوايا الحسنة وأول لاجئة تحظى بتلك المهمة، عن سعادته وفخره بهذا التعيين: “تعيين مزون يشعرني بالفخر، لأنها ابنة بلدي، ولأنها عملت بظروف صعبة من أجل حث الفتيات على العودة للتعليم، ومحاربة الزواج المبكر”.

وأوضح مزايل، الذي التقى مزون مرات عدة أثناء إقامتها في مخيم الأزرق، أنها تكبره بعامين، امتازت بذكاء لافت، وقال: “كانت مميزة بإجادتها اللغة الإنكليزية، وفي المناسبات التي كانت تنظم داخل المخيم، كانت تكلف بإلقاء الخطابات بالإنكليزية، كانت ترفض أن يكتب لها أي أحد الخطاب، بل كانت تفعل ذلك بنفسها”.

وأشار مزايل إلى أن والد مزون كان معلماً ويعمل مع إحدى المنظمات في المخيم. وتابع “كان والدها مهتماً بتعليم الأطفال، أعتقد أنه هو من ساندها وشجعها”. وأضاف “كانت تتحرك بنشاط داخل المخيم، تتحدث مع الناس، مع الفتيات الأصغر والأكبر منها، تقنعهم بالعودة إلى المدرسة، وتثقفهم حول مخاطر الزواج المبكر (…) عملت بظروف صعبة وتحت درجات حرارة مرتفعة لم تكن تشعر بالممل أو الإحباط”.

يذكر محمد، أنه تنافس معها بمادة الرياضيات خلال أحد الأنشطة التعليمية داخل المخيم، وعلى خجل يعترف بفوزها، فهي ” ذكية جداً، في كل المواد”.

وفرّت مزون المليحان مع أسرتها من الصراع في سورية في عام 2013، وأقامت لمدة ثلاث سنوات في الأردن قبل أن يعاد توطينها في المملكة المتحدة.

وأثناء إقامتها في مخيم الزعتري، التي امتدت ثمانية عشر شهراً، بدأت في الدعوة إلى تعزيز توفير التعليم للأطفال، خاصة الفتيات.

وتلقّت مزون التهاني ورسائل الإشادة من غالبية المؤسسات والمنظمات العاملة مع اللاجئين والداعمة لحقوق الطفل والتعليم. كما تلقت التهاني عبر الموقع الرسمي لملالا يوسفزي.

وسافرت مزون، الملقبة بـ”ملالا سورية”، في أبريل/نيسان الماضي، إلى المناطق المتضررة من وجود واعتداءات “بوكو حرام” في منطقة بحيرة تشاد، والتقت الأطفال الذين أجبروا على ترك المدرسة بسبب العنف. وذكرت وكالة الأمم المتحدة أن مليحان تعمل منذ عودتها على تعزيز فهم التحديات التي يواجهها الأطفال المتأثرون والمشردون بسبب النزاع في الحصول على التعليم.

وفي رسالتها، شجعت مزون جميع اللاجئين على عدم التخلي عن آمالهم وأحلامهم، وعلى الانتظام في الدراسة. وقالت إن التعليم يساعد في بناء مستقبل أفضل. وأكدت أنها ستواصل العمل من أجل دعم اللاجئين وحقهم في التعليم.

واعتبرت “يونيسف” أن قصة مزون “تعيد إلى الذاكرة حياة النجمة الأميركية الراحلة وسفيرة النوايا الحسنة ليونيسف، أودري هيبورن، التي حصلت أيضاً على دعم من المنظمة عندما كانت طفلة”.

يذكر أنه وفقاً لبيانات “يونيسف”، يعيش نصف الأطفال اللاجئين، غير ملتحقين بالمدارس الابتدائية، وثلاثة أرباعهم غير مسجلين في المدارس الثانوية.

يشار إلى أن “بي بي سي” اختارت مزون المليحان عام 2015 ضمن قائمة النساء الأكثر تأثيراً وإلهاماً في العالم.

 

دخول قافلة مساعدات إنسانية لـ11 ألف محاصر بريف دمشق

لبنى سالم

نجحت فرق الأمم المتحدة والهلال والصليب الأحمر الدوليان، في إدخال 37 شاحنة تحوي مساعدات إنسانية، مساء أمس الإثنين، إلى شرق مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، بعد تأخير دام عدة أيام، إثر استهداف القافلة من قبل قوات النظام إحدى السيارات أثناء استعدادات الدخول، في 17 من الشهر الجاري، ما تسبب في إصابة سائق وتعطيل العملية.

وأوضحت الأمم المتحدة، أن القافلة تضم 40 سيارة وتحتوي على مساعدات لـ11 ألف محاصر، مشيرة إلى أن توزيع المساعدات سيتم في كل من مدن حرستا ومديرا ومسرابا.

وقال عصام زين الدين، وهو ناشط سوري في غوطة دمشق، إنّ “عدد السيارات قليل جداً مقارنة بالأعداد الكبيرة للسكان الأصليين والنازحين الذين يسكنون في هذه المدن. المساعدات الأممية باتت اليوم المصدر الأساسي لمعظم المواد الغذائية بالنسبة لأهالي الغوطة كالطحين والسكر والأرز”.

وأضاف “كان الناس ينتظرون دخول القافلة منذ بداية رمضان، لكن النظام قام بمحاولات متكررة لعرقلة دخولها، مرة بذريعة عدم وجود آلية لإزاحة السواتر الترابية من جهة مشفى الشرطة، وأخرى بحجة وجود مسلحين، آخرها حين استهدفت قواته إحدى سيارات القافلة التابعة للهلال الأحمر”.

وكانت محافظة ريف دمشق قد اتهمت، في بيان صادر عنها،  قوات النظام بـ”التلكؤ والمماطلة في إزالة السواتر الترابية التي تعيق دخول القافلة”، كما دانت “الاعتداء على القافلة خلال مرورها مقابل وزارة الري على أوتستراد دمشق حمص”، معتبرة أن عرقلة دخول المساعدات الغذائية إلى المحاصرين عمل إجرامي يأتي في سياق ما ترتكبه قوات النظام من حصار ممنهج وتهجير قسري وتغيير ديمغرافي في سورية”.

وأشارت تنسيقية الثورة في حرستا إلى أن “القافلة عبرت من معبر مدينة حرستا، وأن عدد الوجبات الغذائية التي تحملها تلك القافلة يبلغ 2200 وجبة غذائية ستسلم إلى ما يزيد عن 11000 شخص في تلك البلدات، وذلك بعد انتظار قارب العام منذ آخر دخول للمساعدات”.

وذكرت التنسيقية أن الوفود الأممية التي دخلت إلى حرستا التقت مع عدد من الناشطين والفعاليات المدنية من كل من حرستا ومسرابا ومديرا.

 

خطوة أميركية متأخرة لدخول الحرب السورية

انتزعت الأحداث الأخيرة التي تسارعت بشكل مباغت على امتداد الصحراء السورية، في اليومين الماضيين، أي بقية متبقية لصفة المحلية أو الإقليمية من الحرب الدائرة في البلاد. يبدو ذلك شديد الوضوح في مقاربة الصحف الأميركية لحادثتين: إسقاط الطائرة السورية بنيران الجيش الأميركي للمرة الأولى في النزاع الممتد ست سنوات كاملة، وإطلاق الصواريخ الإيرانية على ديرالزور، ومهما بدت الحادثتان منفصلتين في الخطاب الرسمي لدمشق وطهران، إلا أن عواقبهما ومعانيهما كانت متلازمة في قراءات الصحف الكبرى.

وصحيح أن الحرب السورية، بالمطلق، كانت في الفترة الأخيرة حرباً بالوكالة بين قوى مثل إيران وروسيا وتركيا، إلا أن غياب الولايات المتحدة عن المشهد، حتى وقت قريب، كان يضفي عليها صبغة إقليمية أكثر من العالمية، ومع الصدامات المتتالية للجيش الأميركي، وحلفائه، شرقي البلاد وجنوبها مع قوى وميليشيات تابعة للنظام منذ منتصف شهر أيار/مايو الماضي في محيط قاعدة التنف، تزايدت الأصوات في الولايات المتحدة، الداعية لتوضيح استراتيجية البيت الأبيض في الشأن السوري (فورين بوليسي)، وهو جدل بدأ داخل الإدارة الأميركية نفسها قبل يوم واحد فقط من إسقاط الطائرة السورية جنوبي الرقة.

يُترجم ذلك بضغط عدد من كبار المسؤولين من أجل توسيع الحرب في سوريا باعتبارها فرصة لواشنطن من أجل مواجهة إيران وقواتها بالوكالة على الأرض هناك، ومن بينهم كبير مديري الاستخبارات في مجلس الأمن القومي عزرا كوهين واتنيك وكبير مستشاري مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط ديريك هارفي، اللذان يريدان أن تبدأ الولايات المتحدة في شن الهجوم جنوبي سوريا، حيث اتخذ الجيش الأميركي هناك خلال الأسابيع الماضية عدداً من الإجراءات الدفاعية ضد القوات المدعومة من إيران والتي تقاتل دعماً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقد يكون وصف “فورين بوليسي” لتلك المقترحات بأنها متهورة، من وجهة نظر أميركية بحتة، لكن لها مبرراتها، فبالنسبة للصقور الإيرانيين داخل وخارج الإدارة، فإن الحرب الأهلية في سوريا تمثل لحظة محورية من شأنها أن تحدد من الذي سيحظى بالنفوذ في سوريا والعراق بين إيران أو الولايات المتحدة. ويخشى هؤلاء الصقور الإيرانيون أنه إذا تنحت واشنطن جانبها، فستظهر طهران بوصفها اللاعب المهيمن هناك، مع تأمينها للممر الأرضي الذي يربطها بلبنان عبر العراق وسوريا.

وبعد إسقاط الطائرة، بات واضحاً أن هناك اتجاهاً أميركياً للتصعيد، في الإعلام على الأقل، مع اتفاق شامل على تاريخية اللحظة بالنسبة للولايات المتحدة، بوصفها لحظة تقترح إعادة رسم ملامح الصراع السوري (تايم) عبر تعميق دور واشنطن التي ترددت منذ أيام الرئيس السابق باراك أوباما في التدخل بحسم للتأثير في مسار الحرب ضد نظام الأسد أو لمجرد إحداث توازن ضد روسيا التي دعمت النظام سياسياً لسنوات قبل التدخل عسكرياً إلى جانبه العام 2015، وبالتالي قد تجد واشنطن نفسها فجأة في صراع مباشر مع النظام أو حتى مع موسكو أيضاً.

في السياق، لم يتحول حذر الصحف وخشيتها من انزلاق واشنطن في حرب غير محسوبة، إلى انتقاد للإدارة الأميركية على قرارها بإسقاط الطائرة السورية، بل كان هناك إجماع على صحة تلك الخطوة، عطفاً على مكان الحادثة جنوب مدينة الرقة، والذي يعتبر جوهرياً عند التقييم انطلاقاً من سببين، فبداية يبدو محور النظام السوري عازماً على إخراج القوات الأميركية وحلفائها من تلك المنطقة، ويدرك ذلك المحور أن تأمينه لمدينة الطبقة لصالحه يمنحه القدرة على تقويض القوات الحليفة لواشنطن في شرق نهر الفرات وهي المنطقة الحاسمة بالنسبة لمستقبل الحرب السورية. أما السبب الثاني فإنه لو سمحت واشنطن بترحيل القوات الكردية عن تلك المنطقة فإن ذلك قد يؤثر على عملية تحرير الرقة بتعطيل مباشر من محور النظام السوري (واشنطن إكزامينر).

وهنا تبدو المعركة متعددة الأطراف الجارية شرقي سوريا، على امتداد الصحراء الشاسعة نحو الحدود العراقية منزوعة عن هويتها السورية، فحتى مشاركة النظام فيها تبدو هامشية مقارنة بالقوى الكبرى التي باتت، فجأة، متجاورة في حيز جغرافي ضيق، يتصارع فيه الجميع (نيويورك تايمز، واشنطن بوست، USA Today،..) على السيادة التي تنحسر من يد تنظيم “داعش”. وفيما تبدو الإدارة الأميركية عاجزة عن تقديم أي رؤى استراتيجية حول هوية النظام الأمني الذي سيخلف “داعش” في سوريا (واشنطن بوست)، ترسل بقية الأطراف إشارات متتالية بهذا الصدد، بما في ذلك استفزاز النظام السوري للقوات الأميركية جنوبي الرقة والصواريخ الإيرانية على دير الزور.

القول أن عدم امتلاك الإدارة الأميركية لاستراتيجية واضحة، يعود جزئياً لعدم وجود مصالح استراتيجية حقيقة تدفع واشنطن للسيطرة على جنوب وشرق سوريا، بعكس الاندفاع الإيراني – الروسي جنباً إلى جنب مع الحلفاء السوريين أو الشيعة العراقيين، لملء فراغ “داعش” بعد هزيمته الوشيكة، والتي تنبع من مصالح عميقة تقف على المحك مثل آبار النفط جنوبي الرقة بالنسبة لموسكو والممر البري الإيراني نحو لبنان والبحر المتوسط فضلاً عن الرغبة المشتركة للدولتين بطرد الولايات المتحدة من المنطقة نهائياً، اما الأهداف الأميركية فلا تتعدى رتبة المصالح الحيوية في منع إيران من إقامة مستوطنة تمتد من طهران إلى البحر المتوسط بدعم من روسيا، لأن من شأن ذلك أن يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل التي تعاني أصلاً لمنع التسلسل الإيراني للأراضي السورية المتاخمة لهضبة الجولان، كما أنه يقوض حلفاء الولايات املتحدة في كل من الأردن والعراق.

وحتى اللحظة مازالت الإدارة الأميركية متمسكة بهدف طرد “داعش” من سوريا كمؤشر وحيد لاستراتيجيتها، وهو ما نقله مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية لصحيفة “بوليتيكو”، أكد أن ادارة ترامب مازالت تعمل على استراتيجية واسعة ضد “داعش” تشمل في النهاية كيفية التعامل مع فراغ السلطة التي سيحصل في سوريا بعد هزيمة الجماعة الارهابية، لكنه رفض إعطاء جدول زمني لتقديم الخطة، لأن الاستراتيجية الجيدة تحتاج وقتاً طويلاً لتطويرها حسب تعبيره، مقابل تحذير مشرعين أميركيين في الكونغرس من أن أسلوب ترامب يبدو حالياً شديد العشوائية بشكل قد يشعل حرباً جديدة لم يصرح الكونغرس بها.

وسواء تبلورت الاستراتيجية الأميركية، أم أنها ستأتي في المقبلا من الأيام، إلا أن الأوان قد فات، عطفاً على المعضلة الاستراتيجية التي سلطت عليها عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة الضوء، للقادة والمسؤولين الأمريكيين الذين يتعاملون مع الشأن السوري، فحتى لو نجحت الحملة المدعومة من قبل الولايات المتحدة في طرد “داعش” من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا، فإن نظام الأسد سيبقى على حالته، وبالتالي ستبقى الحرب الأهلية السورية الأكبر من دون حل (تايم)، وهو ما يمكن قراءته في التصريحات الإعلامية المتعددة للسفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد خلال اليومين الماضيين.

المدن

 

معركة درعا تتجدد.. وعين النظام على الحدود الأردنية

بدأت قوات النظام والمليشيات الموالية، هجوماً برياً وجوياً جديداً على درعا، الثلاثاء، بدعم روسي، بعد يوم واحد على انتهاء “هدنة” دامت 48 ساعة. ويبدو أن هدف المليشيات هو الوصول إلى معبر درعا القديم على الحدود السورية-الأردنية.

 

الهجوم الجديد بدأ من محور حي سجنة باتجاه كتيبة “الدفاع الجوي”، ومن محور فرع “المخابرات الجوية” باتجاه صوامع الحبوب. وأرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية من حي سجنة المجاور لحي المنشية، بغرض التقدم إلى “كتيبة الدفاع الجوي” التي تبعد كيلومتراً واحداً عن معبر درعا القديم، بالقرب من الحدود الأردنية جنوبي المدينة. وتربط “كتيبة الدفاع الجوي” بين شطري درعا الشرقي والغربي، وفي حال سيطرت قوات النظام عليها ستكون السيطرة على معبر درعا القديم على الحدود السورية-الأردنية تحصيل حاصل.

 

غرفة عمليات “البنيان المرصوص” أعلنت إنها صدّت محاولة قوات النظام التقدم إلى “كتيبة الدفاع الجوي” وأعطبت دبابة لها، كما أعطبت دبابة في “خط النار” شرقي مخيم درعا.

 

وكانت غرفة “البنيان المرصوص” قد أصدرت بياناً الإثنين، قالت فيه: “أيدينا رابطة على الزِّناد في جبهات حوران، وعيوننا ترقب النَّصر في دمشق بإسقاط النِّظام المجرم بكافة أركانه ورموزه وتقديمه للمحاكمة العادلة، وبإخراج الميلشيات الطائفيَّة من الأراضي السوريَّة” في تعليق على قبولها “الهدنة” رغم تشكيكها بنوايا النظام. وأضاف البيان: “نؤيد كلَّ ما من شأنه أن يخفف المعاناة عن أهلنا؛ يوقف نزيف دمائهم، ويحول دون المجازر التي ترتكب بحقِّهم، يخرج به المعتقلون، ويُمنَع فيه الطَّيران والقصف بالمدفعية الثَّقيلة والصَّواريخ البالستيَّة والكيميائيَّة، يضع حدَّاً للقاتل، ويرسم البسمة على شفاه الأطفال، في كلِّ بقعة من الأرض السُّوريَّة، بما يحفظ للثَّورة كرامتها ويحقق أهدافها”. وتابع: “نرفض سياسة التقسيم والمناطقيَّة، ونرفض المحاصصة السياسية والطائفيَّة، ونؤكد أنَّ سوريا وحدة لا تتجزَّأ أرضاً وشعباً، قراراً ومصيراً”.

 

في البادية السورية، أعلن كل من “جيش أسود الشرقية” و”قوات الشهيد أحمد العبدو”، الثلاثاء، تدمير دبابة وعربة “بردي أم” ومدفع 23 وسيارة هايلوكس لقوات النظام، خلال التصدي لهجوم على منطقة بئر القصب من محوري الهيجاني ودكوة في ريف دمشق الشرقي. وأكدت المعارضة المدعومة أميركياً، أن “عصابات الأسد مدعومة بالطيران الروسي والمليشيات الإيرانية وجيش التحرير الفلسطيني يحاولون التقدم على محاور متعددة ولكن دفاعات الثوار تتصدى لهم”.

من جهة آخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنّ قيادات من “حركة أحرار الشام الإسلامية” في ريف حلب، وقّعت أربع اتفاقيات للانضمام إلى “الهدنة”، و أضافت الوزارة في بيان أنّه خلال الفترة الماضية، تم توقيع 88 اتفاقاً للانضمام إلى “الهدنة” و”وقف الأعمال القتالية” في محافظتي حلب وحماة، موضحة أنّ مجموع البلدات التي انضمت لاتفاق “الهدنة” ارتفع إلى 1717 بلدة، ووصل عدد الفصائل المسلحة التي انضمت إلى اتفاق “وقف الأعمال القتالية” إلى 223 فصيلاً.

 

الناطق الرسمي باسم “حركة أحرار الشام” محمد أبو زيد، نفى لوكالة “ستيب الإخبارية”، ادعاء روسيا، وقال: “نظراً لما نشرته وكالات الأنباء من أخبار والمنسوب لوزارة الدفاع الروسية حول موافقة أو طلب أحرار الشام الانضمام للهدنة ووقف الأعمال القتالية فإنّنا في الحركة نؤكد أنّ هذا الخبر عارٍ عن الصحة تماماً وليس له أيّ أصل وندعو كافة وسائل الإعلام إلى عدم نشر الشائعات وتحرّي الدقة والتأكد من الأخبار عن طريق التواصل مع معرفاتنا الرسمية”.

 

سوريا أكبر منتج للاجئين والنازحين في العالم

كشف تقرير أعدّته المفوضية العليا للاجئين أن الحروب والعنف والاضطهاد تسبّبت بتهجير الرجال والنساء والأطفال حول العالم بأعداد أكبر من أي وقت مضى، منذ إنشاء المفوضية قبل 70 عاماً، حيث بلغت نسبة النازحين قسراً، مع نهاية عام 2016، 65.6 مليون شخص.

وتقدر المفوضية عدد الأشخاص الذين لا يحملون جنسية أو المعرضين لخطر انعدام الجنسية بحلول نهاية عام 2016، بـ 10 ملايين على الأقل.

 

وأوضح التقرير أن وتيرة النزوح لا تزال مرتفعةً جداً، إذ غادر 20 شخصاً منازلهم كل دقيقة خلال العام الماضي، أي ما يعادل شخصاً واحداً كل ثلاث ثوان، وهو “عدد غير مقبول بكل المقاييس وهو يشير أكثر من أي وقت مضى للحاجة إلى التضامن وإلى هدف مشترك متمثل في الحد من الأزمات وحلها”، بحسب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندين الذي دعا إلى “العمل معاً لضمان حصول اللاجئين والنازحين داخلياً وطالبي اللجوء في العالم على الحماية المناسبة والرعاية بينما يتم البحث عن الحلول”.

 

ويشير التقرير إلى أن الصراع في سوريا هو أكبر منتج للنازحين داخلياً واللاجئين برقم بلغ 12 مليون شخص، أي 65% من السكان. وبالإضافة لوضع اللاجئين الفلسطينيين الذي طال أمده، هنالك 7.7 لاجئ كولومبي، و4.7 أفغاني 4.7والأفغان، يليهم العراقيون بنسبة 4.2 مليون، والجنوب سودانيون، وهي حالة النزوح الأسرع نمواً في العالم مع فرار 3.3 مليون شخص من منازلهم بحلول نهاية العام.

 

وتظهر أرقام التقرير أن معظم اللاجئين في العالم، بنسبة 84 في المئة، كانوا يتواجدون في البلدان النامية أو ذات الدخل المتوسط في نهاية عام 2016، حيث تم استقبال شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص (4.9 مليون شخص) في البلدان الأقل نمواً في العالم.

 

وبحسب التقرير فإن هذا الاختلال الضخم “يعكس عدة أمور، بما في ذلك الافتقار المستمرّ إلى التوافق في الآراء على الصعيد الدولي عندما يتعلق الأمر بمسألة استضافة اللاجئين وقرب العديد من البلدان الفقيرة من مناطق الصراع، كما يسلط الضوء على حاجة البلدان والمجتمعات التي تدعم اللاجئين والأشخاص النازحين الآخرين إلى الموارد والدعم الصلب- وإلا فسينجم عن ذلك انعدام الأمن وعواقب كثيرة على العمل الإنساني المنقذ للحياة أو على نزوح متكرر”.

 

وفي مناسبة يوم اللاجىء العالمي، الثلاثاء، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن الـ65 مليون لاجئ حول العالم يستحقون التقدير لشجاعتهم وعزيمتهم، وبأن الذين يستقبلونهم يستحقون الثناء أيضاً لترحيبهم باللاجئين في مجتمعاتهم.

 

وحذّر غراندي من أن “الريبة التي تكثر في عالمنا اليوم، قد تجعلنا نتعامى عن مأساة النازحين قسراً بفعل الحرب والاضطهاد والعنف”، مضيفاً أن الخوف والاستبعاد “لن يؤديا إلا إلى مزيد من الحواجز والعزلة واليأس”.

 

وأكد المفوض السامي على أهمية الإدماج واتباع “نهجٍ مجتمعي متكامل” والربط بين “الطلاب وقادة الأعمال والرياضيين والناشطين والقادة الدينيين والسياسيين والفنانين- لتقاسم المسؤولية”.

 

روسيا تنهي”هدنة” درعا..ولا أثر للصواريخ الإيرانية في ديرالزور

في ما يُعتقد أنه إجراء انتقامي من اسقاط القوات الأميركية طائرة لقوات النظام بالقرب من الرقة، أعلنت روسيا انتهاء “الهدنة” في درعا، وشنّ طيرانها الحربي أكثر من 10 غارات جوية بعد منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء، استهدفت مدينة درعا ومحيطها، بالإضافة إلى قصف المدينة بـ35 برميلاً متفجراً.

 

وكانت روسيا قد أعلنت عن ايقاف العمل باتفاقية التنسيق الجوي فوق سوريا مع الولايات المتحدة، وأنها ستنظر إلى أي جسم يخترق الضفة الغربية لنهر الفرات على أنه جسم معادٍ، في تهديد لقوات “التحالف الدولي”.

 

ميدانياً، قصفت قوات النظام صباح الثلاثاء بلدة اليادودة شمال غربي درعا، في حين عادت الاشتباكات إلى محاور متعددة في أحياء مدينة درعا، وسقط ما لا يقل عن 16 صاروخاً من نوع أرض-أرض، أطلقتها قوات النظام على أحياء درعا البلد المحررة، ما بعد منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء. وقصفت قوات النظام بشكل مكثف السهول الغربية لمدينة درعا. “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال إن طائرات حربية نفذت بعد منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء 8 غارات على الأقل، استهدفت 6 منها درعا البلد 2 سجن غرز والطريق الواصل بين بلدتي صيدا والنعيمة. وتدور اشتباكات عنيفة بين النظام والمعارضة في محيط منطقة خراب الشحم في ريف درعا الشمالي الغربي، وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة.

 

مصادر “المدن” قالت إنه كان مفترضاً تمديد “الهدنة” في مدينة درعا على الأقل إلى ما بعد عيد الفطر. وكانت “الهدنة” قد بدأت عند الساعة 12 ظهراً من ظهر 17 حزيران/يونيو، لمدة 48 ساعة، قابلة للتجديد، بحسب المصادر الروسية.

 

من جهة آخرى، زادت روسيا من تصعيدها في سوريا، وأعلنت الاثنين، عن إجراء إطلاق جديد للصواريخ عند ساحل سوريا، في إطار “مناورات عسكرية” ستقام في الفترة ما بين 18- 30 حزيران/يونيو. وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية الرسمية، أن “الصواريخ ستطلق في 19 و20 و23 و28 و30 يونيو/ حزيران، في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط”. وأجرت روسيا “تدريبات” مماثلة عند السواحل السورية في 29 أيار/مايو الماضي، و4 حزيران/يونيو.

 

ومع كل ذلك التصعيد، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية، الإثنين، أن الجولة الخامسة للمباحثات المتعلقة بالشأن السوري “أستانة 5” ستعقد يومي 4 و5 تموز/يوليو. وقال بيان صادر عن الخارجية إن كازخستان توصلت لتفاهم مع الدول الضامنة للمباحثات، وهي تركيا وروسيا وإيران حيال تحديد موعد لعقد مباحثات “أستانة 5”. وأشار بيان الخارجية الكازاخية إلى أن المباحثات ستتناول قضايا مثل “مناطق تخفيف التصعيد”، والوضع العام في سوريا.

 

من جهة أخرى، لم يُعرف حتى اللحظة المواقع التي استهدفتها الصواريخ التي أطلقها “الحرس الثوري” الإيراني، والتي قال إنها استهدفت تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة ديرالزور. ورغم الاحتفال الإيراني بتنفيذ عملية القصف بالصواريخ متوسطة المدى من الأراضي الإيرانية باتجاه سوريا، إلا أن أحداً لم يستطع تأكيد مواقع سقوطها، ولا الأثر الناتج عنها.

 

مصادر “المدن” أكدت صعوبة معرفة المواقع التي استهدفها القصف الإيراني، فمدينة ديرالزور تتعرض لقصف يومي بصواريخ “الفيل” من قبل قوات النظام، ولم يسجل أي حدث استثنائي بعد إعلان إيران اطلاقها للصواريخ. مراسل “المدن” محمد حسان، قال إنه “لولا الإعلان الإيراني عن القصف بالصواريخ، لما انتبه أحد إلى ذلك”.

 

وكانت طائرات إيرانية من دون طيار قد انطلقت من محيط دمشق، أتاحت لقادة “الحرس الثوري”، بحسب قولهم، تقييم الضرر الذي تسببت به الصواريخ على الفور. إلا أن “جيش مغاوير الثورة”، التابع للجيش الحر والمدعوم أميركياً، قال، ليل الإثنين، إنه أسقط طائرة إيرانية بلا طيار من نوع “سرير-1” قادرة على التصوير النهاري والليلي، في البادية، بعدما اقتربت من مواقعها.

 

ومع ضآلة تأثيرها، وغموض المواقع التي استهدفتها، يبدو الهدف من الضربات الإيرانية سياسياً أكثر منه عسكرياً، وهذا ما صرّح به قادة من “الحرس الثوري” بالقول: “توصيل رسالة لمنفذي هجومين في طهران”، ونقل الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي الإيراني عن قائد “القوة الجو-فضائية” في “الحرس الثوري” قوله: “أتمنى أن يفهم الإرهابيون وداعموهم الإقليميون والدوليون الرسالة الواضحة لهذا الهجوم”.

 

واطلقت طهران ستة صواريخ، يتراوح مداها بين 650 و700 كيلومتراً من الغرب الإيراني، وحلقت فوق أراض عراقية، قبل أن تبلغ “أهدافها” في ديرالزور. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات بالأبيض والأسود من الجو في موقعه الإلكتروني، قال إنها تظهر لحظة سقوط الصواريخ. وشوهد مقذوف يسقط على مبنى وسحابة من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد بعد ذلك.

 

اعتماد “أحرار الشام” لـ”القانون العربي”..خطوة بين الكفر والإسلام؟/ عقيل حسين

مفاجأة كبيرة شكلها إعلان “الهيئة القضائية” لـ”حركة أحرار الشام الإسلامية” اعتماد “القانون العربي الموحد” في محاكمها. الأمر الذي أعاد إلى الواجهة من جديد واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الفكر الإسلامي الحديث. فموضوع تقنين الشريعة، شكّل وعلى الدوام قضية إشكالية لم تحسم، منذ إصدار السلطنة العثمانية لـ”الجريدة العدلية” أواخر القرن التاسع عشر، والتي احتوت على أول تقنين لأحكام الشريعة، الجزائية والإجرائية.

الأصوليون الرافضون من حيث المبدأ تقنين أحكام الشريعة الجزائية في نصوص مبوبة وقواعد مصنفة، يرون في هذا التقنين تقييداً لاجتهادات القضاء وخصوصيات الزمان والمكان والحالة. وهو دفاع شكّل الأساس لدى الأصوليين في رفض التقنين إلى حدّ توظيف ذلك في التكفير. أما التيار الآخر، والذي لا ينتمي بالأصل إلى مدرسة فكرية محددة، فقد رأى على الدوام في أي تقنين للشريعة تفريغاً لها من مضمونها، مع سيطرة الحنين إلى صور تاريخية لتطبيق الحدود بمشاهد احتفائية كانت السلفية الجهادية المعبر الدائم عنها في كل مكان سيطرت فيه جماعات هذا التيار.

لكن مع اتساع دائرة النقد لهذا الشكل من الفهم والتطبيق، حتى من قبل أكثر المدارس الإسلامية أصولية، والتي قَبِلَ الكثير منها (في ما بعد) مبدأ تقنين الشريعة وأجازه، خرجت حركات من رحم التيار السلفي الجهادي تحمل شعار اصلاح هذا التيار، وكان في مقدمة الإصلاحات التي طرحتها، معالجة فكرة اختصار الشريعة بعدد من الحدود والعقوبات وكيفية تطبيقها. لكن هذا التيار الإصلاحي لم يكتب له حضوراً فاعلاً قبلَ التجربة الجهادية في سوريا. وبرزت في مقدمة هذه التنظيمات “حركة أحرار الشام الإسلامية”، التي اضطر قائدها المؤسس أبو عبدالله الحموي، في العام 2012، إلى التبرؤ من قيام بعض منتسبي الحركة من “لواء أشداء” بعدما جلدوا عدداً من المواطنين في حي الشعار في مدينة حلب بسبب تخلفهم عن صلاة الجمعة. وعاد “لواء أشداء” وانفصل عن الحركة لاحقاً. “أحرار الشام” في ذلك الوقت، كانت ترفض فكرة تقنين الشريعة، وتطبيق مدونة “القانون العربي الموحد” في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وكان العديد من الأطراف المختصة، وفي مقدمتهم محامون وقضاة منشقون عن النظام، بالإضافة إلى علماء دين وفقهاء، قد أطلقوا مشروع “مجلس القضاء الموحد” الذي أعلن تطبيق هذا القانون في العام 2012.

يستذكر عضو “المجلس الإسلامي السوري” الشيخ محمد سالم، في حديثه لـ”المدن” حول خطوة “أحرار الشام” الأخيرة، كيف كانت الحركة جزءاً رئيسياً من “الهيئة الشرعية” في حلب والتي كانت تضم أيضاً “جبهة النصرة” و”لواء التوحيد” و”لواء صقور الشام”. وعملت “الهيئة الشرعية” على تقويض “مجلس القضاء الموحد” بسبب اعتماده القانون العربي المؤقت. وفشلت جميع محاولات التوفيق التي كان محمد سالم من القائمين على إحداها، بسبب اصرار الفصائل الأربعة في ذلك الوقت على موقفهم من قضية التقنين بشكل عام ومن تطبيق “القانون العربي الموحد” بشكل خاص.

ومع ذلك فإن الشيخ سالم يرى أن هذه الخطوة، حتى وإن كانت متأخرة، إلا أنها مهمة ويجب تشجيعها لإصلاح القضاء في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام من ناحية. ومن ناحية ثانية، فإن تبني هذا القانون المعتمد رسمياً من قبل جامعة الدول العربية، يمكن أن يساهم في تحسين الصورة القائمة عن المناطق التي تسيطر عليها قوى الثورة والمعارضة، كما يقول.

ومن الشواهد البارزة على ذلك أيضاً هو انسحاب “جبهة النصرة” من “دار العدل في حوران”، إحدى أنجح التجارب القضائية التي أطلقتها المعارضة السورية في مناطق سيطرتها، بعد اعلان “الدار” اعتماد “القانون العربي الموحد”. كما اعتمدت المحاكم العاملة في ريفي حلب الشمالي والشرقي (مناطق عملية درع الفرات المدعومة من تركيا) مدونة “القانون العربي الموحد”، التي تم إقرارها من قبل وزراء العدل العرب في اجتماع الجامعة العربية في العام 1996، بعد العمل عليها لمدة تجاوزت 15 عاماً من قبل مختصين وخبراء في الشريعة والقانون.

الكثير من الاعتراضات والملاحظات يسوقها الإسلاميون ضد هذه المدونة، وفي مقدمتها؛ تقيّيدها بعض الحدود وتعويضها لأخرى من داخل الشريعة نفسها. هذا، إلى جانب اعتراضهم على فكرة التقنين بالأصل، باعتباره تقييد عقوبة التعزير التخفيفية التي أتاحها الشرع للقاضي حسب الحالة وظروفها، بنصوص ومحددات يرون أنها لا تتناسب وروح الشريعة الإسلامية. لكن الكثيرين يرون أن هذه الاعتراضات بالمجمل، ليست ذات بال إلى الحد الذي يستدعي العداء الصارخ من قبل الرافضين لهذه الخطوة، خاصة وأن غالبية الاعتراضات تتركز حول الإجراءات والمصطلحات، لا الأحكام والمعاني. وعلى هذا المنوال فقد كانت أكثر الملاحظات والاعتراضات التي قدمها المعارضون لهذا القرار، والذين شنوا خلال اليومين الماضيين هجوماً متواصلاً على “حركة أحرار الشام”، بينما كان لافتاً الصمت الذي مارسه منظرو السلفية الجهادية المعروفون، وكذلك شرعيو “هيئة تحرير الشام”.

وحده المصري طارق عبد الحليم، والذي يعتبر من أشد المرجعيات السلفية الجهادية تأييداً لـ”هيئة تحرير الشام” علق على ذلك بالقول: “إن القانون العربي الموحد يقف في الوسط بين الإسلام والكفر”. وأضاف عبدالحليم، في تغريدات له في “تويتر”: “‏القانون العربي الموحد هو مشروع قانون لا قانون. وهو كحل وسط بين القانون السوري والشريعة، يقف وسطاً بين الإسلام والكفر، وبين الشريعة والتحديث، وإن ‏تطبيق هذا القانون قد يكون له وجه بشكل مؤقت، من حيث أنه لا يوجد هيكل لتطبيق أي قانون في سوريا، فهو هيكل غير مُلزم بكل تفاصيله وجزئياته”.

في المقابل، كان واضحاً الترحيب بهذه الخطوة من جانب ناشطي التيارات الإسلامية السورية الأخرى، الذين اعتبر الكثيرون منهم أن هذه الخطوة تستحق التشجيع بالفعل، على الأقل لتحفيز بقية الفصائل التي لها موقف سلبي من هذه القضية، من أجل إعادة النظر بموقفها.

واعتبر الكاتب الإسلامي المستقل ماهر علوش، في خطوة “حركة أحرار الشام الإسلامية” التزامها بمدونة “القانون العربي الموحد” كقانون واجب التطبيق في محاكمها، أنها “بداية الطريق لحسم فوضى القضاء الناتجة عن الحكم بآراء واجتهادات قضاة لا يملكون الخبرة الكافية ولا القدرة على الاجتهاد والترجيح”، داعياً أن تعلن جميع المحاكم في المناطق المحررة التزامها بهذا القانون، وأن تعلن كافة الفصائل دعمها لهذه الخطوة.

وذهب علوش أبعد من ذلك حين نصح بعدم إجراء أي تعديلات على “القانون العربي الموحد” في الوقت الحالي، وذلك تعليقاً على تغريدات لرئيس الهيئة القضائية لـ”حركة أحرار الشام” الشيخ أحمد نجيب، الذي كان قد أكد أن اعتماد المدونة لن يمنع من تعديل بعض النقاط التي لا تتفق مع النص الشرعي. لكن علوش اعتبر أنه “لا بأس بالعمل بالقول المرجوح ما لم يكن قولا شاذاً، لأن التعرض لها بالتغيير سوف يفتح باب جدل محتدم، وسيفقد القانون أهم صفة فيه، وهي الشرعية القانونية المستندة إلى الإجماع الحكومي العربي، دون أن يعني هذا إغلاق باب الاجتهاد في وجه فقهاء الشريعة والقانون، إنما تأجيل مراجعة هذه المدونة وتطويرها إلى وقت لاحق”.

رأي يوافق عليه الكثيرون من المتخصصين في هذا المجال، من مناصري تطبيق “القانون العربي الموحد”، الذي أكدوا أن هذا القانون ليس فيه ما يخالف الشريعة، حتى في قضية الحدود، وهو أمر يتفق مع روح النص الديني وتطبيقاته، مع ما يوفره من تسهيل إجراءات التقاضي والتخلص من البيروقراطية في المحاكم. ورأى هؤلاء في مجمل تعليقاتهم، أن “حركة أحرار الشام” إذا كانت جادة في تطبيق هذا القانون، فإن عليها أن تتجنب إدخال أي تعديلات عليه، أما إذا كان هدفها تسويقي وإعلامي، فإن التجربة لن تكون فاشلة وحسب بل ستفتح الباب أمام كل من هب ودب للتعديل على هذا النص الذي جاء نتاج جهد كبير استغرق سنوات طويلة ومثّل عصارة خبرات مرموقة.

جملة تساؤلات ومخاوف، واعتراضات متباينة المصادر والوجهات، حاول المتحدث باسم “حركة أحرار الشام” محمد أبو زيد، أن يجيب عليها، بالتأكيد على أن هذا الخيار، هو خيار استراتيجي من جانب الحركة التي ستعتمد هذا القانون، و”لكن بعد تهذيبه”. أبو زيد، وفي تغريدات له في “تويتر” قال: “إنّ أدنى ثمرات اعتماد القانون العربي الموحد (مهذباً) هي توحيد المرجعية القضائية في جميع المناطق المحررة، وإخراج الناس من الارتجالات القضائية التي لا زمام لها ولا خطام”. وأضاف: “هذا القانون لم يكن بدعاً، وإنما ثمرة لعمل دؤوب لثلة من كبار المشتغلين بالشريعة والقانون، وإن اعتماد الهيئة القضائية لأحرار الشام له جاء لوضع اللبنة الأولى في مسيرة ضبط القضاء وتنظيمه للوصول إلى المنشود”.

لكن ما هو المنشود؟!

سؤال طرحه الكثيرون تعليقاً على تصريحات المتحدث باسم الحركة، كل حسب انتمائه وتوجهه الفكري. فمن ناحية، يرى الراديكاليون الإسلاميون، أن ما تنشده الحركة بهذا القرار، وكذلك العديد من القرارات والخطوات التي اتخذتها سابقاً، هو التحول إلى حركة ديموقراطية تنخرط في الحداثة بالتدريج، ما يبعدها عن المبادئ والأساس التي قامت عليها. بينما قال معارضو التيار الإسلامي إن “أحرار الشام” إنما تمارس بهذه الخطوة دوراً جديداً من أدوار التسويق الإعلامي لها، من أجل حيازة القبول الاقليمي والدولي الذي تنشده، ومن ثم الانقلاب على كل ذلك، بعد التمكين لنفسها ولبقية التنظيمات الإسلامية الأخرى القريبة منها، بما في ذلك “هيئة تحرير الشام”، من أجل تطبيق مشروعهم السياسي.

اتهامات يرى فيها مؤيدو “حركة أحرار الشام” بأنها طبيعية، طالما أن الحركة اختارت الوسطية، وتعمل عل ترسيخها بمثل هذه الخطوات باستمرار. وهو موقف لا يمكن أن يرضي أياً من الطرفين المتناقضين، اللذين يتهمان الحركة ويهاجمانها على الدوام.

المدن

 

واشنطن:التواصل العسكري مستمر مع موسكو..

قال البيت الأبيض إن قوات “التحالف الدولي” التي تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، تحتفظ بحق الدفاع عن النفس، وذلك بعدما تصاعد التوتر، الأحد، نتيجة أسقاط الجيش الأميركي طائرة لقوات النظام بالقرب من الرقة كانت قد نفذت عمليات قصف قرب “قوات سوريا الديموقراطية” المتحالفة مع الولايات المتحدة.

 

وكانت روسيا قد أوضحت أنها ستغير وضعها العسكري رداً على إسقاط الولايات المتحدة للطائرة، وإنها ستعتبر أي طائرات لـ”التحالف” الذي تقوده الولايات المتحدة تحلق غربي نهر الفرات في سوريا، أهدافاً محتملة وترصدها بأنظمتها الصاروخية وطائراتها العسكرية، لكنها لم تقل إنها ستسقطها. هذا بالإضافة إلى قول وزارة الدفاع الروسية إنها ستلغي على الفور اتفاقاً مع واشنطن بشأن السلامة الجوية في سوريا يستهدف منع التصادم والحوادث الخطيرة هناك.

 

وردت واشنطن بالقول: “سنفعل كل ما بوسعنا لحماية مصالحنا”. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: “تصاعد القتال في ما بين الفصائل الكثيرة التي تنشط في هذه المنطقة لا يفيد أحدا. وينبغي للنظام السوري وللآخرين في النظام أن يدركوا أننا سنحتفظ بحق الدفاع عن النفس لقوات التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية”.

 

وأعلن الجيش الأميركي أنه سيغير مواقع طائراته فوق سوريا لضمان سلامة الطواقم الجوية الأميركية التي تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية”. وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستعمل لإبقاء خطوط الاتصالات مفتوحة مع روسيا في ظل التوترات الجديدة.

 

وقال رئيس “هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد: إن الولايات المتحدة تعمل على استعادة خط اتصال مع روسيا بشأن مناطق “عدم الاشتباك” في سوريا والذي يستهدف تفادي وقوع حوادث عرضية فوق سوريا. وذكر دانفورد أنه لا تزال هناك اتصالات بين مركز للعمليات الجوية الأميركية في قطر، والقوات الروسية على الأرض في سوريا، وأضاف “سنعمل على الصعيدين الديبلوماسي والعسكري في الساعات المقبلة لإعادة العمل بمناطق عدم الاشتباك”.

 

وأصدرت القيادة المركزية الأمريكية بيانا قالت فيه إن الطائرة السورية المقاتلة كانت تسقط قنابل قرب “قوات سوريا الديموقراطية” التي تدعمها الولايات المتحدة في مسعاها لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من الرقة. وأضافت أن إسقاط الطائرة كان “دفاعاً جماعياً عن النفس”، وأن التحالف تواصل مع السلطات الروسية عبر الهاتف من خلال خط “عدم الاشتباك من أجل تهدئة الوضع ووقف إطلاق النار”.

 

وكان الناطق الرسمي باسم “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة أميركيا، العميد طلال علي سلو، قد قال في بيان: “بعد مقاومة بطولية أبدتها قواتنا والقوات المتحالفة معها ضد الارهاب.. وبعد أن أطلقنا المعركة الكبرى لتحرير مدينة الرقة العاصمة المزعومة للإرهاب والإرهابيين.. عمدت قوات النظام ومنذ 17 حزيران 2017، إلى شن هجمات واسعة النطاق استخدم فيها الطائرات والمدفعية والدبابات على المناطق التي حررتها قواتنا البطلة خلال معركة تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات منذ ثلاثة أشهر”. وتابع البيان: “إن هدف هجمات النظام المتكررة ضد قواتنا هو إجهاض عملية تحرير مدينة الرقة. وإننا نؤكد بأن استمرار النظام في هجومه على مواقعنا في محافظة الرقة سيضطرنا إلى الرد بالمثل واستخدام حقنا المشروع بالدفاع عن قواتنا”.

 

من جهة أخرى، قالت أستراليا، الثلاثاء، إنها علقت الضربات الجوية في سوريا بعدما أسقطت الولايات المتحدة طائرة عسكرية سورية، وبعد التهديد الذي وجهته روسيا لطائرات “التحالف” بقيادة واشنطن. وقالت وزارة الدفاع الاسترالية في بيان لها: “في إجراء احترازي توقفت ضربات قوة الدفاع الأسترالية في سوريا مؤقتا”.

 

الحدود العراقية–السورية: العسكري والكاميرا.. وطيف الأميركيين

نذير رضا

لا مجال للمقارنة بين وقع الصورة التي واظب الاعلام الرسمي السوري على نشرها، من معارك عسكرية في العام الماضي، مع صور الوصول الى الحدود العراقية خلال اليومين الأخيرين. فالصورة اليوم ضعيفة، تكاد تخلو من العناصر، إلا السياسية منها التي يريد التلفزيون السوري، أو حلفائه، بثها على شكل رسائل، تفيد بأنهم يتحدون الأميركيين.

 

ولا يعود بهتان الصورة إلى ميدانها الجغرافي حيث التقطت، بالنظر إلى ان الطبيعة الصحراوية تعكس الفراغ والرتابة. بل يعود الى غياب العناصر المقابلة. لا عناصر تشويق في الصورة، ولا حركية. يبدو جيش النظام السوري، وحده في الصحراء، يخوض فيها حرباً بلا طرف مقابل، اعتاد المشاهد على رؤيته في كاميرا “الإعلام الحربي” هارباً من المعركة، كما في معارك ريف حلب الجنوبي.

 

في الصورة، آليات القوات النظامية السورية، وحلفاؤه، تجول وحيدة بلا معارك. تتقدم في الصحراء باتجاه الحدود العراقية، وترفرف الرايات عليها في مدى جغرافي خالٍ، لا ينازعهم عليه أحد. وبالتالي، يصبح “الإنجاز” الذي تحقق، جزءاً من الصورة نفسها، وانعكاساً لها.

 

لكن غياب العناصر الحيوية في المشهد، يتم تعويضه إخبارياً في رسائل المراسلين. “عبرنا الحدود لإعادة وصل ما كسره داعش قبل ٣ سنوات.. وكسر ما خططت له واشنطن وحلفاؤها لتقسيم سوريا”. قالت مديرة مكتب “الميادين” في دمشق ديمة ناصيف، خلال تلاوة رسالتها الإخبارية من المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا. قادت الإنجاز الى مستوى تحدي واشنطن، التي يقيم جنودها على مسافة تقارب العشرين كيلومتراً إلى الجنوب من موقع وصول قوات النظام والحلفاء.

 

ولولا هذا التوجيه الدعائي، باتجاه افتعال المواجهة مع واشنطن، لما كان هناك أي أثر لانجاز في منطقة خالية، أهملها النظام السوري على مدى ثلاث سنوات، وأنزلها الى اسفل قائمة أولوياته العسكرية، بوصفها “غير مهمة” و”غير استراتيجية”.

 

في الواقع، النظام وحيد في الصحراء. لا منافس له ولا عدو ولا صديق. وحده طيف الأميركيين الذين يشاركونه صحراءه، ويقيمون في باديته (التنف)، ويمنعونه من التقدم الى عمقهم الأمني، يلاحقه، ويحفزه على تسجيل “انجاز”. وتحول وجود الأميركيين في المنطقة، إلى عنصر غير ملموس، ينقذ الصورة من خوائها المشهدي، ويحيلها إلى مضامين سياسية غير ميدانية.

 

تكثر رسائل تحدي الأميركيين في التغطية الاعلامية، رغم أنه تغيب أي دلالات لها في الصورة. عوضاً عن ذلك، تكثر صور السيلفي العسكرية في الميدان الصحراوي. فالجنود يعتمدون على أنفسهم لتوثيق “الإنجاز”، وهو احتفال شخصي بما يتخطى “الإنجاز السياسي”، يحييه الجنود الذين عبروا الصحراء.

 

التدخلات العسكرية الدولية زادت من تعقيداته

 

بيروت: على مدى السنوات الست من النزاع الدامي، ازداد المشهد السوري تعقيدًا يومًا بعد يوم، وتعددت اطرافه بين قوات نظام ومجموعات موالية لها، وجهاديين وفصائل مقاتلة واكراد.

 

بدأ النزاع في 15 مارس 2011، وزادت التدخلات العسكرية الدولية من تعقيداته.

 

ما هي ابرز القوى المشاركة في النزاع الذي اودى بحياة اكثر من 320 ألف شخص؟

 

قوات النظام

 

– الجيش السوري:

 

خسر الجيش السوري الذي وصل عديد قواته المقاتلة الى 300 الف عنصر قبل بدء النزاع العام 2011، نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك او فروا او انشقوا.

 

وحقق الجيش السوري اكبر انتصاراته منذ بدء النزاع بسيطرته في ديسمبر على كامل مدينة حلب.

 

وهو يسيطر حاليًا على 46 في المئة من الاراضي السورية تشمل دمشق واجزاء واسعة من محافظتي حمص وحماه (وسط) وحلب (شمال) واللاذقية (غرب).

 

– المقاتلون الموالون للنظام:

 

يتراوح عديدهم بين 150 الفًا ومئتي الف عنصر. وتعد قوات الدفاع الوطني، التي نشأت العام 2012، وتضم في صفوفها تسعين الف مقاتل، ابرز مكونات الفصائل الموالية.

 

ويضاف الى الفصائل المحلية، مقاتلون من لبنان وايران والعراق وافغانستان. ويشكل مقاتلو حزب الله اللبناني الذين يتراوح عددهم بحسب خبراء، بين خمسة آلاف وثمانية آلاف، المجموعة الابرز بين هؤلاء.

 

– الدعم العسكري الروسي والايراني:

 

استعادت قوات النظام زمام المبادرة في مناطق عدة بعد الدعم الجوي الروسي الكثيف منذ نهاية سبتمبر 2015. وتعد ايران الحليف الاقليمي الرئيسي للنظام السوري، وارسلت آلاف العناصر من الحرس الثوري لمساندة الجيش في معاركه، بالاضافة الى مستشارين عسكريين. كما توفر ايران مساعدات اقتصادية لدمشق.

 

مقاتلو المعارضة

 

رغم أن تسمية “الجيش الحر” تتكرر على لسان الناشطين وبعض القياديين المعارضين، الا ان هذا الجيش الذي تشكل في بداية النزاع خصوصًا من منشقين عن الجيش السوري، ثم من مدنيين حملوا السلاح لاسقاط النظام، لم يعد له وجود ككيان مستقل.

 

وفشلت محاولات توحيد قراره وايجاد هيكلية له تارة تحت مسمى هيئة الاركان وطورًا تحت مسميات اخرى. وتعددت الفصائل المقاتلة بتسميات لها غالبًا طابع اسلامي مع تنوع مصادر تمويلها، التي هي اجمالاً تركيا والسعودية وقطر وغيرها من الجهات الخليجية.

 

وابرز الفصائل المقاتلة اليوم هي:

 

– حركة احرار الشام: ابرز الفصائل الاسلامية في سوريا. أنشئت في العام 2011 وتعد جماعة سلفية تتلقى دعماً تركياً وخليجياً، بحسب محللين. تتواجد بشكل رئيسي في محافظتي ادلب وحلب.

 

– جيش الاسلام: الفصيل الابرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

– مجموعة من الكتائب والفصائل الصغيرة التي لا تحصى.

 

وتسيطر الفصائل المقاتلة المعارضة والاسلامية ومعها جبهة فتح الشام (القاعدة سابقا)، على 12 في المئة من سوريا، وفق الباحث في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.

 

جبهة فتح الشام

 

في يوليو 2015 اعلنت جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013، وغيّرت اسمها الى جبهة فتح الشام ويقودها ابو محمد الجولاني.

 

وفي بداية العام 2017، واثر اقتتال داخلي بينها وبين فصائل اسلامية اخرى منها حركة احرار الشام في ادلب (شمال غرب)، اختارت جبهة فتح الشام ان تحل نفسها لتندمج مع فصائل اسلامية اخرى تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”.

 

وتسيطر جبهة فتح الشام الى جانب فصائل اسلامية اخرى، ابرزها حركة احرار الشام، على كامل محافظة ادلب، ومناطق واسعة في ريف حلب الغربي المحاذي، كما لها تواجدها الميداني في محافظة دمشق وفي جنوب البلاد.

 

تنظيم داعش

 

يضم التنظيم الذي يتزعمه ابو بكر البغدادي منذ انطلاقه في العام 2013، آلاف المقاتلين.

 

وهو المجموعة المسلحة الاكثر ثراء والاكثر وحشية في سوريا.

 

اعلن في يونيو 2014 اقامة “الخلافة الاسلامية” في المناطق الواقعة تحت سيطرته في سوريا والعراق. وانضم نحو ثلاثين الف مقاتل اجنبي الى صفوفه في البلدين.

 

خسر العديد من مواقعه في العام 2015 وتحديدًا امام تقدم الاكراد الذين طردوه من مناطق واسعة شمال وشمال شرق سوريا.

 

كما طرده الجيش السوري مؤخرًا من مناطق واسعة في البادية في وسط دمشق.

 

ويسيطر التنظيم المتطرف حاليًا على 21 في المئة من البلاد.

 

وفي اطار حملة واسعة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، دخلت قوات سوريا الديموقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) في السادس من يونيو مدينة الرقة بهدف طرده من معقله الابرز في سوريا.

 

المقاتلون الاكراد

 

بعد معاناتهم على مدى عقود من سياسة تهميش حيالهم، تصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيًا من هذه المناطق، اعلن الاكراد اقامة إدارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق في شمال البلاد.

 

وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، دعم التحالف الدولي، الذي يعتبرها الاكثر فعالية في قتال تنظيم داعش.

 

ويريد الاكراد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث في شمال وشمال شرق سوريا، الجزيرة (الحسكة) وعفرين (ريف حلب الغربي) وكوباني (ريف حلب الشمالي)، من اجل انشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق.

 

ويسيطر الاكراد على 21 في المئة من البلاد.

 

تركيا

 

تركيا لا تزال تحتفظ بدور بارز، وهي التي بدأت في اغسطس الماضي عملية عسكرية بمشاركة فصائل معارضة في شمال سوريا ضد تنظيم داعش والمقاتلين الاكراد على حد سواء.

 

وبعد ما يقارب ست سنوات من الاختلاف، عملت انقرة وموسكو سويًا خلال الاشهر الماضية في مساعٍ للتوصل الى حل للنزاع في سوريا.

 

وترعى تركيا الى جانب روسيا وايران المحادثات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة في أستانة.

 

التحالف الدولي

 

تشارك فيه دول عدة غربية وعربية بقيادة واشنطن. وينفذ منذ صيف 2014 غارات جوية مكثفة ضد الجهاديين في سوريا.

 

ومن ابرز الدول المشاركة فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية والاردن والامارات والبحرين وكندا وهولندا واستراليا.

 

ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية بالغارات الجوية والسلاح والمستشارين على الارض ضد تنظيم داعش.

 

وشهدت الاسابيع الماضية توترًا بين التحالف الدولي وقوات النظام، حيث استهدف التحالف مواقع الاخيرة مرات عدة في منطقة قريبة من الحدود الاردنية.

 

وفي 18 يونيو، اسقطت مقاتلة للتحالف الدولي طائرة حربية سورية اتهمتها بإلقاء قنابل على قوات سوريا الديموقراطية جنوب غرب الرقة.

 

ايلاف

 

‎لا أمل في جولات جنيف وأستانة المقبلة، ‎محاولات لإبطاء عجلة الموت في سوريا

بهية مارديني

أسف باحث وناشط سوري لما آلت إليه الأمور في سوريا ومصير الثورة بعد 6 أعوام على انطلاقتها، وذلك لما وصفه بـ “فقدان القرار الحر” لدى كلا الفريقين، حتى إنه لا يعوّل على جولات مقبلة من مفاوضات “جنيف” و”أستانة”.

 

إيلاف: ‎أكد نصر فروان الحريري، الباحث السياسي السوري، أن التطورات السياسية والعسكرية متسارعة في سوريا، وكأن الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية في سباق مع الزمن.

 

‎وأوضح في حديث مع “إيلاف”، “أننا اليوم في سوريا رهائن لمصالح إقليمية ودولية، أي لم تعد هناك إرادة سورية خاصة، وبمعنى آخر لا معارضة ولا نظام يمتلكان حرية اتخاذ القرار”.

 

‎ونوّه بأن العديد من الأطراف “كانت قد وضعت خطتها لاحتواء وإحباط الثورة السورية، وجعلها أهم وأكبر نموذج لفشل الثورات العربية المقبلة. وجعلت من سوريا مقبرة لكل من يحاول الخروج عن نظام الوصاية الاستعماري”.

 

دولة فاشلة

‎واعتبر الحريري أن الهدف الأساسي هو “تحويل سوريا إلى دولة فاشلة وإيصال شعبها إلى مرحلة الصدمة من أجل سهولة فرض الحلول، لدرجة ربما يصبح معها التقسيم على سبيل المثال مطلبًا شعبيًا”.

 

أما بالنسبة إلى أهم التطورات السياسية والدبلوماسية، فقال:”كانت المحادثات السرية الروسية الأميركية حول سوريا في الأردن لبحث إقامة مناطق تخفيف توتر في الجنوب السوري الأحد 11 يونيو، وبحث مستقبل سوريا بشكل عام، وإمكانية توحيد الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب، المتمثل في تنظيمي جبهة النصرة وداعش”.

 

جنوب سوريا

‎وأشار الحريري إلى أن جنوب سوريا يتصدر المشهد العسكري نظرًا إلى أهمية تلك المنطقة، وأضاف “النظام السوري يسعى إلى إعادة السيطرة على المعبرين الحدوديين مع الأردن، كما إن الولايات المتحدة الأميركية عززت وجودها العسكري في التنف. وكذلك بالنسبة إلى إيران التي تسعى جاهدة إلى أن يكون لها موطئ قدم في الجنوب”.

 

‎لذلك رأى أن الجميع راهن على معركة “الموت ولا المذلة”، خاصة أن “الجميع كان يدرك أن نتائج هذه المعركة سيكون لها تأثير على مجريات محادثات أستانة، هذه المحادثات التي ستقتصر فقط على ترتيبات إقامة مناطق خفض التوتر ورسم خطوط الهدنة بين المناطق التي يسيطر عليها النظام وبين مناطق سيطرة المعارضة”.

 

‎وشدد الحريري أن “كل ما يخص هذا الأمر أصبح تحصيلًا حاصلًا، خاصة بعد اللقاء والاتفاق بين الأطراف الثلاثة في عمان. ولا شك أن ملف أستانة سوف يرحّل إلى جنيف 7”.

 

حلول جزئية

‎وحول هل ستحمل جولة جنيف السابعة جديدًا لجهة إيجاد تسوية عادلة في سوريا تحقق تطلعات السوريين، خاصة بعد فشل ست جولات سابقة؟.‎ أجاب “أن النتائج ستكون محدودة، وربما السقف الأعلى سيكون الاتفاق على هدنة، وفي أحسن الأحوال الاتفاق على إصدار قرار أممي لوقف إطلاق النار، أي حلول جزئية هدفها إبطاء سرعة عجلة الموت فقط”.

 

أضاف: “المؤشرات إلى عدم التوصل إلى حل كثيرة، منها أن مستوى التشاور بين موسكو وواشنطن لحلحلة الأزمة السورية لا يزال دون الحدود المرجوة حتى اتفاق التهدئة الميدانية، والذي كان برعايتهما، سرعان ما تعرّض للانهيار، وآخر اتفاق للتهدئة متمثلًا في اتفاق خفض التصعيد في سوريا بضمان ثلاثية تركية – روسية – إيرانية لم يحقق الآمال المرجوة بالكامل، لأن النظام استثمر الاتفاق، ليقوم بالتصعيد العسكري بشكل غير مسبوق، محاولًا استعادة مواقع عديدة، كان قد خسرها في المواجهة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة”.

 

المواقف الروسية

‎على صعيد المواقف الروسية المتعلقة بالأزمة السورية، ذّكر بأن “وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ‎قال إن المعطيات الروسية تفيد بأن المنطقة التي نشرت فيها الولايات المتحدة منظومات صاروخية إضافية في التنف في جنوب سوريا لم يبقَ فيها مسلحو تنظيم داعش، معتبرًا نشر الصواريخ ألاعيب جيوسياسية، وأن بلاده تأسف لقيام الولايات المتحدة باستبدال المهمة المشتركة في مكافحة الإرهاب بمحاولة تنفيذ ألاعيب جيوسياسية”، على حد تعبيره.

 

‎بشكل عام، رأى الحريري أن “جولة جنيف 7 ستكون رهن لقاء الرئيسين الأميركي والروسي يومي 7 و8 يوليو المقبل على هامش قمة العشرين الاقتصادية المقررة في مدينة هامبورغ الألمانية، وأن المسألة السورية ستكون على جدول الأعمال، وهناك تأكيد على محاولة الوصول إلى حل للنزاع السوري”.

 

لكن الحريري استبعد الحل، وقال إنه في أحسن الأحوال سيتم “الاتفاق على حلول جزئية، لأن الخطة الأميركية الآن هي رسم خطوط هدنة بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة وتغيير خارطة الفصائل المسلحة وبلورتها إما على أساس أيديولوجيات مختلفة أو على أساس عشائري، من أجل الانتقال إلى مرحلة صراع الميليشيات، وكما قلت سابقًا لتحويل سوريا إلى دولة فاشلة”.

 

ما حقيقة الصراع بين واشنطن وإيران على البادية السورية؟

البادية السورية.. نقطة ولادة الهلال الشيعي الذي تستميت لأجله إيران

عبدالله حاتم – الخليج أونلاين

ارتفعت وتيرة استهداف التحالف الدولي لقوات النظام السوري، في ظل معركة الرقة والصراع على دير الزور والمناطق الجنوبية – الشرقية من سوريا، أو ما تعرف بـ”البادية السورية”.

 

وتشهد منطقة البادية توتراً كبيراً بين التحالف الدولي والفصائل المعارضة المدعومة منه من جهة، والنظام السوري والقوات الحليفة له من جهة ثانية؛ لمنعها من التقدم نحو الحدود الأردنية-العراقية.

 

ففي اعتراف صريح ونادر؛ أقر جيش النظام السوري بقيام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بإسقاط إحدى طائراته، الأحد 18 يونيو/حزيران في محافظة الرقة بشمالي البلاد، في وقت أحرزت قوات النظام تقدماً ميدانياً وباتت قريبة إلى حد كبير من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها واشنطن.

 

وكان التحالف الدولي أعلن بداية الشهر الجاري عن استهداف قوات موالية للنظام السوري، وقوات إيرانية موالية له، أدت إلى مقتل 60 جندياً بينهم 14 إيرانياً.

 

وقال التحالف: إنه “حذر قوات مؤيدة للنظام، دخلت مناطق عدم الاشتباك المتفق عليها بدبابة ومدفعية وأسلحة مضادة للطائرات ومركبات مسلحة”.

 

وفي مايو/أيار استهدفت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، قوات تابعة للأسد بعدما اخترقت “منطقة نزع السلاح”، في طريقها إلى الحدود الأردنية.

 

وتكررت الضربات بالقرب من قاعدة “التنف” التي يستخدمها التحالف الذي تقوده أمريكا، لتدريب عناصر “مختارة” من المعارضة السورية، للمساعدة في مكافحة تنظيم “داعش”.

 

-حرب نفوذ

 

اشتعل التنافس بشكل كبير على دير الزور وبادية الشام في محاولة للسيطرة على الطريق الواصل من الحدود العراقية نحو الأردنية وصولاً إلى اللبنانية، والتي قد تمثل ولادة الهلال الشيعي الذي تخشاه دول المنطقة وتقاتل لأجله إيران.

 

واشنطن بدأت أول إجراءاتها على الأرض منذ نحو شهرين؛ عندما أغلقت بالتعاون مع البيشمركة الكردية معبر ربيعة الحدودي في محافظة نينوى، وتحولت مدينة ربيعة إلى تجمع عسكري للقوات الأمريكية والبيشمركة لمنع قوات الحشد الشعبي من الاقتراب من هذه المنطقة من الناحية العراقية.

 

وإلى الجنوب؛ أحكمت الولايات المتحدة مع فصائل المعارضة السيطرة على منطقة التنف عند المثلث السوري – العراقي – الأردني، قاطعة المعبر الاستراتيجي بين سوريا والعراق أمام الطموحات الإيرانية.

 

الدكتور عبد الرحمن الحاج، الكاتب والمحلل السياسي السوري، أوضح في حديث لـ”الخليج أونلاين” أن “إيران تهدف للسيطرة على هذه المنطقة، لضمان نفوذها وتغيير دورها في المنطقة بالكامل، فهو يضمن إيصال أسلحتها وقواتها إلى البحر المتوسط”، مشيراً إلى أنها “سوف تستميت للسيطرة عليه”.

 

وأضاف الحاج: إن “مزاعم الإدارة الأمريكية في الحد من النفوذ الإيراني تتطلب قطع هذا الممر بشكل كامل، وحتى الآن التحركات الأمريكية ليست كافية لإيقاف الممر، وهذا أمر يثير الاستغراب”. متسائلاً: “هل واشنطن تنتظر عقد صفقة مع موسكو لحسم الأمر، أم هي لا تريد أن تغرق أكثر في سوريا من خلال توسيع عملياتها العسكرية هناك؟”.

 

ورأى الحاج أن “إيران تختبر ردة فعل واشنطن في موضوع الحد من نفوذها، وإذا فشلت فهذا يعني أن واشنطن لن تكون قادرة على تنفيذ شيء ملموس في سوريا، وستكتفي بمناطق نفوذ وإنجازات محدودة، ومن ثم فكل حديثها عن وقف النفوذ الإيراني سيصبح دون قيمة”.

 

ولفت إلى أن وصول قاسم سليماني إلى المناطق الحدودية العراقية-السورية قبيل أيام، كان “رسالة قوية مفادها أن إيران لن تتخلى عن سيطرتها على هذا الطريق الاستراتيجي”، لافتاً إلى أن “الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة المطالبة باتخاذ موقف قوي حيال ذلك، لكن حتى هذه اللحظة لا يوجد حماسة كافية لردع الإيرانيين من قبل واشنطن”.

 

-استغلال الخلاف الخليجي

 

وفي ظل الأزمة الخليجية التي أشعلت صراعاً جديداً في المنطقة بعد قطع الإمارات والسعودية والبحرين علاقاتها مع قطر، وفرض حصار بري وجوي وبحري عليها، بات هناك سؤال يطرح حول مدى دور هذه الأزمة في تقويض جهود واشنطن في مواجهة النفوذ الإيراني.

 

فقد عبر وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيين في تصريحات مختلفة في يونيو/حزيران الجاري، عن خشيتهما من أن تؤدي الأزمة إلى إفساح المجال أمام إيران لتقوية نفوذها في المنطقة، خصوصاً مع تأثر الدور الخليجي المساهم في حل الأزمة السورية منذ بدايتها.

 

وكان اللافت أن زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الرياض في مايو/أيار 2017، تم التسويق لها على أنها “صافرة نهاية النفوذ الإيراني في المنطقة”، لكن الأزمة الخليجية غير المسبوقة قللت من أهمية هذا القول، في ظل اتخاذ دول خليجية إجراءات بحق قطر دون تبني نفس الأسلوب مع إيران.

 

وفي هذا السياق أوضح عبد الرحمن الحاج أن “إيران تستغل بشكل كبير الخلاف الخليجي؛ فمن جهة تحاول خلق محور جديد في المنطقة، ومن جهة أخرى تحاول استغلال الأحداث عسكرياً، وفي النهاية هذا الخلاف يصب في مصلحة طهران، وهي لن تقصر في استغلاله إلى آخر مدى”.

 

صحيفة أمريكية: غياب استراتيجية ترامب في سوريا يعقد الأزمة

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

اتهمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنها تقف وراء تصاعد حدة القتال في سوريا خلال الفترة الأخيرة؛ بسبب غياب الاستراتيجية لدى الإدارة الأمريكية، مشيرة إلى أنه ومنذ مجيء إدارة ترامب إلى البيت الأبيض، لم يكن واضحاً ما طبيعة الإجراءات التي ستتخذها الإدارة في سوريا؛ ما عقد الوضع أكثر.

 

وقالت الصحيفة إن التصعيد الأخير في سوريا الذي جاء عقب إسقاط الولايات المتحدة طائرة تابعة للنظام وقصف الحرس الثوري الإيراني مواقع داخل سوريا، انطلاقاً من قواعده في ايران، كل ذلك يؤشر على أن حدة الصراع في سوريا، آخذة في التصاعد في ظل غياب أي استراتيجية أمريكية واضحة المعالم هناك.

 

ومنذ مجيء إدارة ترامب، أقدمت القوات الأمريكية على التدخل العسكري في سوريا أكثر من مرة، فلقد قصفت مطاراً تابعاً للنظام عقب استهداف النظام السوري بلدة خان شيخون بغاز السارين، كما قصفت قوات موالية للنظام أكثر من مرة، وأخيراً إسقاط مقاتلة تابعة للنظام السوري قبل أيام.

 

إلا أن هذا التحول الذي بدا لافتاً في سياسة البيت الأبيض تجاه سوريا والصراع هناك، لم يرافقه إدارة واضحة ومعروفة الأهداف لما تريده واشنطن في سوريا.

 

يقول إيلان غولدنبرغ مدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط، بمركز الأمن الأمريكي الجديد: “في الوقت الراهن، لا شيء لدينا سوى سياسة الغموض، ماذا يمكن أن يفعل الخصوم عندما لا يكون لديك سوى سياسة الغموض!”.

 

حتى بيانات الإدارة الأمريكية في أعقاب إسقاط طائرة تابعة لنظام الأسد، لم توضح حقيقة ما تريده واشنطن في سوريا، خاصة أن حلفاء الأسد هددوا بإجراءات أكثر صرامة في حال تكرر هذا الأمر، كما أعلنت ذلك روسيا.

 

العنف المتصاعد في الرقة والحدود الشرقية لسوريا، يوضح صعوبة المهمة التي تواجهها الإدارة الأمريكية، في إطار سعيها لتحقيق العديد من المهام المتعارضة؛ فهي تريد قتال تنظيم داعش، كما تريد أن تنسق وتدعم جماعات سورية معارضة للنظام تسعى لقلب نظام الحكم، وأيضاً تريد أمريكا أن تواجه تأثير إيران المتزايد، ومعها مواجهة نفوذ روسيا في سوريا.

 

المشكلة، على ما يبدو، لا تتعلق فقط بإدارة ترامب؛ فغياب أي استراتيجية أمريكية حيال سوريا هي تركة سلفه باراك أوباما الذي تقهقر كثيراً، إلا أن اللافت أن ترامب دفع بمزيد من الوجود الأمريكي على التراب السوري، ولكن بعد أن كانت مشاكل البلاد قد تصاعدت إلى حد كبير.

 

اليوم، هناك قوات أمريكية وأخرى روسية وإيرانية بالإضافة إلى القوات السورية، تعمل في منطقة مضغوطة، فضلاً عما تقدمه تلك الدول من دعم لمليشيات محلية هنا وهناك.

 

النظام السوري اختبر عدة مرات صبر الولايات المتحدة حيال أفعاله، وفي كل مرة كان يفلت من العقاب، بحسب سعيد جنيفر، محلل سوريا بمعهد واشنطن لدراسة الحرب.

 

ويضيف: “يبدو أن الرسالة وصلت إلى النظام السوري بأن واشنطن لا نية لها للتدخل في سوريا، في أعقاب هزيمة مقاتلي تنظيم الدولة، لقد أعلنت واشنطن ذلك مراراً وتكراراً، نحن لا نوايا عسكرية لنا في سوريا”، وهذا يعني -بحسب سعيد- أن “واشنطن ستترك بقية سوريا للنظام وشركائه ليفعلوا ما يشاؤون”.

 

قصف وهجمات عنيفة للنظام في درعا  

قصفت طائرات النظام السوري مواقع للمعارضة بمدينة درعا جنوبي البلاد، بالتزامن مع هجوم كبير شنته قوات النظام على حي المنشية بدعم من مليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية.

 

ونقلت رويترز عن شهود عيان أن ضربات جوية عنيفة وقعت في المدينة اليوم الثلاثاء مع انتهاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة لمدة يومين من جانب واحد.

 

وتسعى قوات النظام لاستعادة السيطرة على حي المنشية بمساندة الطائرات الحربية والمروحيات التي استهدفت الأحياء بعشرات الغارات والبراميل المتفجرة، بعضها يحمل مادة النابالم الحارقة.

 

وتتطلع قوات النظام في حال السيطرة على حي المنشية، إلى التقدم باتجاه جمرك درعا القديم وصولا إلى الحدود الأردنية، لقطع طريق إمداد المعارضة بين ريفي درعا الغربي والشرقي.

 

وكانت فصائل معارضة منضوية ضمن ما تعرف بغرفة عمليات البنيان المرصوص شنت في فبراير/شباط الماضي عملية عسكرية تمكنت خلالها من السيطرة على أجزاء مهمة من حي المنشية في درعا البلد.

 

يذكر أن مدينة درعا مشمولة باتفاق معلن في مايو/أيار الماضي في أستانا عاصمة كزاخستان يقضي بإنشاء أربع مناطق لخفض التصعيد في سوريا.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الأمم المتحدة تحذر من تصادم القوى المتدخلة بسوريا  

 

حذرت الأمم المتحدة من تصادم محتمل بين القوى العسكرية المتدخلة في سوريا بعد التوتر الأميركي الروسي جراء إسقاط التحالف الدولي مقاتلة سورية، وإطلاق إيران صواريخ بالستية على مواقع مفترضة لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور السورية.

 

فقد قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفن دوجاريك أمس في نيويورك إن هذه الحوادث تزيد من قلق المنظمة الأممية العميق إزاء احتمال وقوع “خطأ في الحسابات وتصعيد النزاع في سوريا”.

وأضاف أن “هذا الخطر يزيد عندما لا يتم توحيد الجهود لقتال تنظيم الدولة وغيره من المنظمات الإرهابية المدرجة (في اللوائح الأممية) من أجل التوصل لحل سياسي شامل للنزاع السوري”.

 

وتأتي هذه التصريحات بعد تعليق روسيا مذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة لتجنب حوادث جوية في الأجواء السورية ردا على إسقاط طائرة “سوخوي 22” الحربية السورية، وبعد الضربات الصاروخية الإيرانية الأولى من نوعها في سوريا.

 

تجنب التصادم

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف دايفس أمس الاثنين إن قوات التحالف الدولي لا تسعى للتصادم مع أي طرف في سوريا سوى تنظيم الدولة، ولكنها لن تترد في الدفاع عن النفس أو عن الحلفاء في حال تعرضهم للتهديد.

 

ويأتي هذا الموقف الأميركي بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقف العمل بمذكرة التفاهم الموقعة مع واشنطن بشأن تجنب وقوع حوادث جوية فوق سوريا إثر إسقاط قوات التحالف الدولي طائرة تابعة للنظام السوري في ريف الرقة.

 

وحذر بيان باسم وزارة الدفاع الروسية من أن الدفاعات الروسية ستتعامل مع أي جسم طائر غربي نهر الفرات بمثابة هدف مشروع. وطالب البيان الروسي القيادة العسكرية الأميركية بإجراء تحقيق في هذا الحادث، وتزويد الجانب الروسي بنتائجه والإجراءات المتخذة في أعقابه.

 

وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن إسقاط الطيران الأميركي لطائرة تابعة لسلاح الجو السوري في أجواء سوريا انتهاك صارخ لسيادة الدولة السورية، مشيرة إلى تصرفات أميركا حيال القوات المسلحة السورية يمكن اعتبارها عدوانا عسكريا. ولاحقا قال قائد هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد إن واشنطن تسعى لإعادة العمل بالاتفاق.

 

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت إن الطائرة الحربية السورية ألقت قنابل قرب مواقع لقوات سوريا الديمقراطية جنوب مدينة الطبقة، فردت عليها طائرات حربية أميركية وأسقطتها.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

أمريكا تسقط طائرة بدون طيار للنظام السوري

العربية نت

قال التحالف الدولي إن طائرة أمريكية أسقطت طائرة من دون طيار مسلحة تابعة للنظام السوري، كانت تتقدم صوب التحالف في جنوب سوريا.

وبحسب بيان التحالف فإن الطائرة من صنع إيراني من طراز شاهد 129 في ⁧‫سوريا⁩‏⁧‫⁩،  و وأضاف البيان أن الطائرة ⁩ أسقطت على قواته قنبلة لم تنفجر.

ومن المتوقع أن يكون لروسيا رد فعل على ذلك، خصوصاً أنه قبل أيام أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان تعليق التعاون مع #أميركا حول منع الحوادث الجوية في #سوريا.

وقالت الوزارة: “سنستهدف أي طائرة في مناطق عملنا في سوريا”، مشيرة إلى أن “واشنطن لم تستخدم قناة الاتصال معنا قبل إسقاط مقاتلة النظام السوري”.

وأضافت: “سنعتبر طائرات التحالف التي تحلق غرب الفرات أهدافاً مشروعة”.

وكانت وكالات أنباء روسية نقلت عن وزير الخارجية سيرغي #لافروف قوله إن على #الولايات_المتحدة احترام وحدة الأراضي السورية والكف عن أي أفعال أحادية في البلاد.

وجاءت تصريحات لافروف بعدما أسقطت #طائرة_حربية_أميركية طائرة تابعة لجيش #النظام_السوري قبل أقل من أسبوع، في ريف #الرقة الجنوبي وقالت واشنطن إن الطائرة كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة، بينما صرح النظام بأن الطائرة أسقطت خلال مهمة تستهدف متطرفي تنظيم #داعش.

 

بعد حادث الرقة.. أستراليا تعلق الضربات الجوية في سوريا

العربية.نت- وكالات

أعلنت #أستراليا الثلاثاء أنها علقت الضربات الجوية في #سوريا بعدما أسقطت الولايات المتحدة طائرة عسكرية سورية يوم الأحد وبعد تهديد وجهته روسيا لطائرات #التحالف_الدولي بقيادة #واشنطن.

وقالت وزارة الدفاع في بيان “في إجراء احترازي توقفت ضربات قوة الدفاع الأسترالية في سوريا مؤقتا”.

وكانت #طائرة_حربية_أميركية أسقطت الأحد طائرة تابعة لجيش #النظام_السوري في ريف #الرقة الجنوبي. وقالت واشنطن إن الطائرة كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة، بينما صرح النظام بأن الطائرة أسقطت خلال مهمة تستهدف تنظيم #داعش.

وتعليقاً على هذا الحادث، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان الاثنين تعليق التعاون مع #أميركا حول منع الحوادث الجوية في #سوريا بدءاً من الاثنين. وقالت الوزارة: “سنستهدف أي طائرة في مناطق عملنا في سوريا”، مشيرة إلى أن “واشنطن لم تستخدم قناة الاتصال معنا قبل إسقاط مقاتلة النظام السوري”. وأضافت: “سنعتبر طائرات التحالف التي تحلق غرب الفرات أهدافاً مشروعة”.

وكانت وكالات أنباء روسية نقلت عن وزير الخارجية سيرغي #لافروف قوله الاثنين إن على #الولايات_المتحدة احترام وحدة الأراضي السورية والكف عن أي أفعال أحادية في البلاد.

 

بعد التطورات الأخيرة في سوريا.. هل تقود الحرب ضد داعش أمريكا إلى حرب ضد الأسد؟/ غايل تزماك ليمون،

أنباء أن مقاتلة تابعة للبحرية الأمريكية أسقطت طائرة حربية سورية هي تصعيد دراماتيكي في حرب لم تكن الولايات المتحدة تنوي خوضها. وهو تطور أخذ سنوات ليحدث.

وفي الوقت نفسه، أطلقت إيران صواريخ بالستية على سوريا في نهاية الأسبوع. وأعلنت روسيا، الاثنين، أنها أوقفت تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة في سوريا حول إسقاط الطائرة، واصفة الإجراء الأمريكي بـ”العدوان العسكري.”

وتوضح هذه الأحداث كيف أن التعايش غير المستقر في ساحة المعركة في سوريا قد تحول إلى حالة يستحيل الاستمرار بها. الآن تأتي مهام تهدئة المواجهة المتصاعدة مع الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيديه الإيرانيين والروسيين، والعمل على إعادة التركيز على الحرب في سوريا التي تريد الولايات المتحدة المشاركة فيها – المعركة ضد داعش.

وقال المتحدث باسم عملية “العزم التام” في بيان إن “مهمة التحالف هي هزيمة داعش في العراق وسوريا،” مضيفاً: “التحالف لا يسعى إلى محاربة النظام السوري أو القوات الروسية أو الموالية للنظام، لكنه لن يتردد في الدفاع عن نفسه أو القوى الشريكة من أي تهديد، يتعامل وجود التحالف في سوريا مع تهديد داعش الوشيك في سوريا على الصعيد العالمي، ولن يتم التسامح مع النوايا العدوانية وأعمال القوات الموالية للنظام تجاه قوات التحالف والشركاء في سوريا التي تقوم بعمليات مشروعة ضد داعش.”

هذه لحظة كان من المحتم تقريباً وقوعها، إذ أمرت الولايات المتحدة جيشها باتباع سلسلة من التكتيكات على الأرض لهزيمة داعش دون سياسة أمريكية شاملة لسوريا. وكما ذكر وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، الوقت حالياً “خال من الاستراتيجية.”

في الواقع، منذ عام 2011، كان أولئك الذين يريدون تجنب تدخل أكبر في المعركة ضد الأسد يخشون أن تنجّر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط. وحتى الآن كان المبدأ التوجيهي الأميركي الشامل هو تجنب هذا الصراع المباشر مع قوات الأسد على الأرض – تقريباً بأي ثمن.

ولكن نحن هنا. في لحظة كانت الولايات المتحدة تستخدم فيها خطوط “تجنب الاشتباك” لتجنب نزاع مع روسيا، فإن الحرب ضد داعش تُقرّب الولايات المتحدة من تصادمها مع النظام السوري، لأن القوات المتحالفة مع الأسد تستهدف القوات التي تدعمها الولايات المتحدة.

لسنوات، ناقشت واشنطن فكرة المناطق الآمنة داخل سوريا لتجنب المزيد من المجازر المدنية في الحرب التي يُقدر الآن أنها قتلت ما يقرب من نصف مليون شخص.

ولسنوات، تم تجاهل هذه الفكرة، ويعود جزء كبير من ذلك لأن الولايات المتحدة لم تكن تريد أن تجد نفسها في صراع مباشر مع النظام السوري.

“حان الوقت لتنحي الرئيس الأسد،” قد يكون سياسة رسمية للولايات المتحدة اعتباراً من عام 2011. ولكن بقاء الأسد في الوقت الراهن أصبح التوجيه الفعلي، حيث تسعى الولايات المتحدة لتجنب التدخل المباشر في الصراع السوري، وعُقدت سلسلة لا تنتهي من مؤتمرات جنيف بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب.

شبح حرب العراق أثّر على كل قرار بشأن التدخل السوري، وخطر اتخاذ خطوات تدريجية من شأنها أن تقود الولايات المتحدة إلى حرب برية أخرى في المنطقة دفع قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بالبقاء بعيداً عن الصراع المتصاعد. لذلك دعمت الولايات المتحدة برنامجاً لتسليح المعارضة المعتدلة، لكنها لن تذكر أبداً إلى أي مدى ستذهب لحمايتهم إذا كانت تلك القوات مستهدفة من قبل قوات النظام.

سعت أمريكا للبحث عن استراتيجية “غولديلوكس” بشأن الحرب في سوريا وانتهت بالقيام بما فيه الكفاية لمساعدة المعارضين الذين يقاتلون الأسد في محيطهم، ولكنهم بعيدون عن أن يكونوا حاسمين في الحرب.

حتى بعد أن دخلت روسيا بصف الرئيس السوري ما كان له تأثير مدمر – الأكثر تأثيراً في مدينة حلب – سعت الولايات المتحدة للبقاء بعيداً عن المواجهة مع دولة أخرى، سواءً كان ذلك مع النظام السوري أو روسيا وإيران.

في الواقع، في السنوات القليلة الماضية تجاوز داعش الأسد وأصبح التهديد الذي يقود التدخل العسكري الأمريكي في الدولة. ومنذ ذلك الحين، كان التركيز الأمريكي على مكافحة داعش، وليس النظام.

وحتى الآن، ومع دخول إدارة ترامب شهرها السادس، يتم توجيه الولايات المتحدة إلى الصراع ذاته الذي كان يسعى لتجنبه. وبما أن القوى التي تدعمها الولايات المتحدة تواجه خطراً من القوات الداعمة للنظام السوري، فإن الأسئلة ستزداد صرامة: ما هي السياسة الأمريكية في سوريا؟ وهل ستقود الحرب ضد داعش أمريكا إلى حرب ضد الأسد؟

تأتي الأسئلة في وقت محوري في الحملة لاستعادة معقل داعش في الرقة – كما لا تزال هناك أسئلة حول ما سيتبع سقوط داعش.

الآن ستأتي المزيد من الأسئلة، وستزداد حالة عدم اليقين في بينما تنتظر الدولة لترى كيف ستتطور سياسة الولايات المتحدة حول سوريا مع تغير الحقائق على أرض الواقع.

ايل تزماك ليمون، وهي زميلة كبيرة في مجلس العلاقات الخارجية. ومؤلفة كتاب ” حرب أشلي: القصة غير المروية لفرقة العمليات الخاصة للنساء الجنود في ساحة المعركة”.

CNN

 

بعد إسقاط أمريكا لمقاتلة سورية وهجوم إيران على دير الزور.. تحليل: تحرك الصراع في سوريا إلى منطقة جديدة خطيرة/ تيم ليستر

بدأت مرحلة جديدة من الصراع السوري، وهي مرحلة تقوم فيها القوى الخارجية بتكثيف مشاركتها في الوقت الذي يتصاعد فيه الضغط على آخر معاقل “داعش”.

يدل حدثان خلال عطلة نهاية الأسبوع – إسقاط طائرة الولايات المتحدة لطائرة سورية من طراز “Su-22” وإطلاق إيران صواريخ باليستية ضد أهداف تابعة لداعش – على التدافع في شرق سوريا الذي ازداد منذ بداية عام.

إذ هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بإسقاط طائرة عسكرية سورية، ولكنها المرة الخامسة على الأقل التي تستهدف فيها قوات النظام السوري، التابع لبشار الأسد، منذ تولي إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مهامها.

وهناك الكثير من القوات ذات الأهداف المتعارضة في مناطق قريبة من شرق سوريا. إذ تدعم الولايات المتحدة تحالف المليشيات الكردية والعربية المعروفة باسم “قوى سوريا الديمقراطية” (SDF)، وهم يقاتلون في طريقهم إلى الرقة، معقل “داعش” على مدى السنوات الثلاث الماضية. مئات من المستشارين العسكريين الأمريكيين على مقربة من خطوط المواجهة، مدعومين بغارات جوية مكثفة للتحالف.

قوات تقترب من الرقة

الجيش السوري وحلفائه (أغلبهم من الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية) يقتربون من الرقة أيضاً. وفي الأسبوع الماضي وصل الجيش السوري إلى مناطق تسيطر عليها “قوى سوريا الديمقراطية”. كان من المحتم تقريباً أن تصطدم تلك التحالفات المعارضة ببعضها في وقت ما. لذلك عندما قصفت القوات الجوية السورية مواقع “قوى سوريا الديمقراطية”، الأحد، جاءت الولايات المتحدة لمساعدة شركائها على الأرض – وفقط السوريون إثر ذلك مقاتلة “Su-22”.

وقال البنتاغون إن ذلك الإجراء “يتفق مع قواعد الاشتباك والدفاع الجماعي عن قوات التحالف”، إلا أن موسكو لم تر الواقعة بنفس المنظور.

إذ أعلنت روسيا، الاثنين، أنها تعلق للمرة الثانية هذا العام اتفاق تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة في سوريا، وهو اتفاق يهدف إلى منع وقوع حوادث غير مقصودة في السماء المزدحمة. لكنها أخذت خطوة أخرى، محذرة من أن أي شيء في الهواء غرب نهر الفرات – بما في ذلك طائرات التحالف – سيكون هدفاً.

واشتكت وزارة الدفاع الروسية من أن الولايات المتحدة ومؤيديها يسمحون لمقاتلي داعش بالفرار من الرقة، وكانت القوات الجوية الروسية نشطة جداً في الشهر الماضي باستخدام صواريخ كروز لاستهداف قوافل داعش ومخيماته في الصحراء جنوب الرقة.

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، إسقاط الطائرة السورية بأنه “عمل عدواني،” و”مساعدة للإرهابيين الذين تقاتلهم الولايات المتحدة ظاهرياً.”

التعاون مع روسيا ضد الإرهاب الدولي الذي دعا إليه ترامب سابقاً يبدو بعيد المنال؛ فإن مسابقة السيطرة على شرق سوريا أصبحت الآن جادة.

المواجهة في وادي الفرات

بالإضافة إلى ذلك، يريد النظام السوري استعادة مدينة دير الزور، التي لا يزال أغلبها تحت سيطرة داعش. التي يبدو أن التنظيم يتمسك بها لأهميتها الاستراتيجية، نظراً لموقعها الاستراتيجي على الطريق إلى العراق، واحتوائها على قاعدة جوية كبيرة.

وكانت الهجمات الصاروخية الإيرانية على مواقع داعش حول دير الزور، انتقاماً من الهجمات الارهابية التي وقعت في طهران في وقت سابق من هذا الشهر ولكنها أيضاً تخدم غرضاً أكبر. الهدف النهائي لإيران هو إنشاء ممر أرضي عبر العراق إلى سوريا ولبنان، لفرد تأثيرها على البحر الأبيض المتوسط.

حلفاء إيران في العراق، الميليشيات الشيعية المعروفة باسم “وحدات الحشد الشعبي”، قد وقفوا بالفعل على الحدود السورية، وعملوا على تطهير مدن مثل بعاج من وجود داعش.

وبالتالي فإن المعركة تتحرك بلا هوادة نحو مجموعة من الأراضي حيث تقع الطرق السريعة الرئيسية التي تربط العراق وسوريا. ووفقاً لتقييم أجرته وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية في مايو/ أيار، فإن تنظيم “داعش” ينقل قادته الرئيسيين من الموصل والرقة إلى ملاذات آمنة على طول نهر الفرات في سوريا والعراق.” ملاذات آمنة مثل بلدة الميادين التي أصبحت بالفعل غير آمنة بشكل واضح لبقايا داعش المحاصر.

وقد أنشأت الولايات المتحدة قاعدتين صغيرتين على طول الحدود العراقية السورية في محاولة لوقف النظام السوري والميليشيات الموالية له المدعومة من إيران من السيطرة على المنطقة. لكن هذه القواعد معزولة – وفي الأسبوع الماضي، استعرض النظام السوري وصول قواته على الحدود للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات. كما ظهر شخص آخر – قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني.

لا يزال هناك قتال في أماكن أخرى في سوريا، ولا سيما في الجنوب حول درعا. لكن العديد من فصائل المعارضة دعت للسلام أو تحولت إلى إدلب في شمال غرب سوريا.

في الوقت الحالي، على الأقل، يصطف المتنافسون الرئيسيون في جبهتين، نظام بشار الأسد مع حلفائه في موسكو وطهران ضد الولايات المتحدة وبقية الجماعات غير الجهادية المتبقية التي لا تزال موجودة بساحة المعركة السورية.

ما هو على المحك أكثر من مجرد تصفية داعش.

مقال لتيم ليستر، المحلل السياسي والأمني لدى شبكة CNN.

 

قوات النظام السوري تبدأ معركة كبيرة على أطراف دمشق الشرقية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 20 يونيو 2017

بدأت قوات النظام السوري والميليشيات الرديفة لها هجوماً كبيراً على حي جوبر شرقي دمشق، في محاولة لتطويق الحي الذي تتمركز فيه قوات المعارضة السورية منذ سنوات، في “خرق كبير للهدنة”،  التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران والمقرر أن تشمل هذا الحي.

 

ومنذ ساعات مبكرة من صباح اليوم (الثلاثاء) تعرضت أحياء عدة في العاصمة لوابل من القذائف والصواريخ صغيرة الحجم، لم يُعرف مصدرها، فيما أطلقت قوات النظام المدافع والراجمات مستهدفة الحي المذكور، وقطعت طريق ساحة العباسيين عند المدخل الشرقي للعاصمة بسبب قوة وشراسة المعارك.

 

وتستهدف قوات النظام والميليشيات الموالية لإيران المرافقة لها حي جوبر وبلدة عين ترما المجاورة، ويقول ناشطون محليون إن “النظام يريد تنفيذ المرحلة الثانية من تهجير سكان شرق دمشق، بعد أن نجح بدعم من موسكو وطهران في تهجير أحياء برزة والقابون وحي تشرين قبل أسابيع”.

 

وقال وائل علوان، الناطق الرسمي باسم (فيلق الرحمن) “ما يحدث هو محاولة من النظام لتأمين العاصمة دمشق بشكل كامل، وعلى هذا الأساس يشن النظام وحلفاؤه اليوم هجوماً شاملا على حي جوبر ذي البعد الاستراتيجي والجيو سياسي الأكثر أهمية من أي منطقة أخرى في دمشق”، وفق تعبيره.

 

وقد حشد النظام السوري قواته العسكرية البرية منذ أسابيع على الجبهات التي تُحيط بالحي، في تمهيد واضح ومرتقب لهذا الهجوم الكبير الذي بدأ اليوم، رغم أن القصف العنيف بالصواريخ والراجمات الذي استهدف المنطقة بدأ منذ مطلع الشهر الجاري.

 

وتقول المعارضة السورية إنها تُكبّد النظام “خسائر كبيرة” خلال محاولات تقدّمه نحو الحي، و”تتصدى بعنف لهذا الهجوم، وهي ثابتة في أماكنها بعد أن استعدت لهذا الهجوم المرتقب”.  وتؤكد أن هذه المعركة “لن تنتهي إلى أي نتائج إيجابية لصالح النظام، دون أن يكون هناك أي إصدارات مُصوّرة يؤكد ذلك، لكن أصوات سيارات الإسعاف تُسمع في شرق العاصمة دمشق ووسطها بشكل لم يتوقف منذ الصباح”.

 

ويُعتبر هذا الهجوم “خرقاً للهدنة”، التي أقرّها الروس والأتراك والإيرانيون نهاية العام الماضي، وقرروا ضمانها في مؤتمرات أستانة المتتالية، عبر اتفاقيات لتخفيف التوتر والتصعيد في أربع مناطق في سورية من بينها ريف دمشق الشرقي، والأحياء التي تتعرض اليوم للقصف والهجوم من قبل قوات النظام والميليشيات الرديفة لها.

 

ضربات جوية على مدينة درعا في جنوب غرب سوريا

عمان/بيروت (رويترز) – قال شهود والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية شنت ضربات جوية وقصفا بالمدفعية على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة درعا على الحدود مع الأردن يوم الثلاثاء بعد انتهاء وقف لإطلاق النار أعلنته الحكومة لمدة يومين.

 

ولم يتسن الحصول على تعليق من الجيش السوري. ووقع القصف في الوقت الذي يجري فيه مسؤولون أمريكيون وروس محادثات بشأن إقامة “منطقة لعدم التصعيد” في جنوب غرب سوريا حيث تقع درعا.

 

وقال شاهد واثنان من مقاتلي المعارضة في درعا إن الجيش وحلفاءه استأنفوا القصف الجوي والمدفعي في المدينة وقطاع ريفي ضيق يفصلها عن الحدود.

 

وقال مقاتلو المعارضة إن ست غارات على الأقل وقعت في غرز بشرق درعا وفي الحي القديم بالمدينة حيث استأنف الجيش مساعيه لاختراق صفوفهم.

 

وقال الشاهد إن براميل متفجرة وقذائف مدفعية وصواريخ استخدمت في القصف. وأضاف أن الاشتباكات وقعت قرب قاعدة عسكرية جنوب غربي المدينة على مقربة من الحدود مع الأردن.

 

وقال دبلوماسيون في الأردن إن مسؤولين أمريكيين وروسا اتفقوا على وقف لإطلاق النار، انتهى يوم الثلاثاء، خلال محادثات في عمان بهدف تعزيز حسن النوايا قبل مفاوضات أكثر تفصيلا بشأن إقامة “منطقة لعدم التصعيد”.

 

وقال الجيش السوري يوم السبت إنه سيعلق العمليات القتالية في درعا لمدة 48 ساعة لدعم “جهود المصالحة”.

 

وقال مقاتلو المعارضة وسكان الشهر الجاري إن الجيش كثف قصفه لدرعا وقال المقاتلون إن الحكومة جلبت المزيد من القوات للمدينة.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى