أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 20 كانون الثاني 2015

 

«الائتلاف» يريد القاهرة بديلاً لموسكو و «هيئة التنسيق» تتراجع عن المقاطعة

إبراهيم حميدي

ترك «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الباب مفتوحاً للقاء «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» في القاهرة نهاية الأسبوع الجاري وسط وجود كتلة «ائتلافية» تدفع للذهاب الى العاصمة المصرية، بعد مقاطعة «منتدى موسكو» بين ٢٦ و٢٩ الجاري، مقابل موافقة «هيئة التنسيق» الذهاب الى العاصمة الروسية، بعد لقاء قادة فيها بمسؤول اميركي في جنيف وتعرضها لـ «ضغوطات روسية» وأمل بعض قياديين فيها بـ «وراثة الائتلاف دولياً وقيادة المعارضة».

وكانت الخارجية الروسية وجهت دعوات الى ٣١ شخصاً معارضاً للاجتماع يومي ٢٦ و٢٧ الجاري ثم لقاء ممثلي النظام يومي ٢٨ و٢٩ منه، شرط ان تكون اللقاءات «من دون شروط مسبقة» وعلى اساس بيان جنيف للعام ٢٠١٢. لكن «الائتلاف» و «هيئة التنسيق» اعترضا على توجيه الدعوات في شكل فردي واشترطا «وقف النظام للقصف وإطلاق معتقلين».

ولم تستجب موسكو أياً من هذه الطلبات باستثناء انها وجهت دعوات اضافية الى اربع شخصيات في «الائتلاف» هم الرئيس الجديد خالد خوجة وسلفه احمد الجربا والقيادي في «الإخوان المسلمين» فاروق طيفور ورئيس «التجمع الوطني» ميشال كيلو، اضافة الى دعوات وجهت الى خمسة من قياديي «الائتلاف» في وقت سابق.

وأعلن «الائتلاف» امس انه «يتفهم» موقف موسكو من أنه «لا حل وإنهاء المأساة الإنسانية والجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا إلا عبر حل سياسي جذري وشامل»، مضيفاً: «كون هدف روسيا من منتدى موسكو تشجيع عملية الحوار السوري – السوري بين أطراف المعارضة، فإن الحوار بدأ وقطع شوطاً كبيراً ما يستدعي من روسيا وبقية دول العالم دعم جهود المعارضة في هذا الاتجاه وإنجاحها».

وحمّل «الائتلاف» روسيا «مسؤولية قانونية في ما يحدث في سورية ولها دور مهم وأساس للوصول إلى حل سياسي وفق بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، قبل ان يدعوها الى «إعادة النظر بسياساتها تجاه ما يحدث في سورية (…) واستئناف المفاوضات للوصول إلى حل سياسي ينقذ سورية ويحقق الانتقال السياسي الجذري والكامل للسلطة من الحكم الدكتاتوري (…) واختيار قياداته عبر انتخابات حرة ونزيهة». وقال خوجة، المحسوب على «الإخوان»، في بيان: «لن نسمح بالالتفاف على أهداف الثورة في أي مبادرة تطرح لإيجاد الحل السياسي التفاوضي، ولن يكون التفاوض هدفاً بذاته إنما وسيلة لتحقيق انتقال السلطة إلى الشعب».

في المقابل، أعلنت «هيئة التنسيق»، ابرز قوى المعارضة في الداخل، أنها تركت لأعضائها حرية المشاركة في لقاء موسكو. وشدّدت في بيان على «ألا يكون اللقاء بديلاً لبيان جنيف والعملية التفاوضية لتنفيذه في جنيف -٣» في اشارة الى المفاوضات المرتقبة بين ممثلي الحكومة والمعارضة لتشكيل هيئة حكم انتقالية. وقال الناطق باسم «الهيئة» منذر خدام: «ليس لدينا رهانات كبيرة على لقاء موسكو ونعلم أن النظام كان يحاول بصورة ممنهجة دفع المعارضة الوطنية إلى اتخاذ القرار الخاطئ من خلال تصريحات قادته الاستفزازية».

وجاء قرار «الهيئة» بعد تسلم منسقها العام حسن عبدالعظيم رسالة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إضافة إلى لقائه قبل أيام في جنيف معارضين بينهم هيثم مناع والناطق باسم الخارجية السابق جهاد مقدسي ورئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم. وقال احد المشاركين لـ «الحياة» ان انقساماً بدا في الاجتماع بين قرار مسلم المشاركة في لقاء موسكو وتشجيع مقدسي المدعويين على ذلك، في مقابل قول عبدالعظيم بعدم وجود قرار وقناعة احدهم ان «موسكو طرف في الصراع ولا يمكن ان تكون فندقاً لجمع المعارضين». وزاد ان المعارضين التقوا وقتذاك منير جنيد مساعد المبعوث الأميركي إلى سورية دانيال روبنستين حيث أكد عدم اعتراض واشنطن على حوار موسكو، الأمر الذي لمح إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأشار المعارض إلى أن «هيئة التنسيق» تسعى إلى طرح نفسها «وريثة للائتلاف استناداً إلى قناعة موسكو أن اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بالائتلاف ممثلاً للمعارضة لا يعني انه الممثل الوحيد».

وكان رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين قال من سجنه: «لا نجد في اللقاء (في موسكو) الذي أصبح مجرد منتدى أي فائدة للسوريين، بل نراه إيهاماً لهم بأنه فرصة لحل أزمتهم» رداً على تحذير لافروف كل من لا يشارك في اللقاء بأنه «سيخسر موقعه في عملية السلام».

كما أن رئيس «الائتلاف» الأسبق معاذ الخطيب أعلن رفضه المشاركة وإعلان «الإخوان» موقفاً مماثلاً، الموقف الذي عبر عنه معارضون آخرون في مقابل إعلان أكثر من نصف المدعويين قرارهم المشاركة بينهم مناع والقيادي في «جبهة التغيير والتحرير» قدري جميل وعدد من معارضي الداخل.

وقال مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي ناؤمكين، الذي كلفته حكومته ادارة الحوار السوري على طاولة مستديرة في مقر الخارجية، ان «المشاورات غير الرسمية ترمي إلى إطلاق مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة بين ممثلي المعارضة السورية والنظام»، قائلاً: «وثيقة جنيف هي القاعدة القانونية والسياسية للحوار المزمع». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن ناؤمكين قوله ان بيان جنيف «لم يشر الى اي شخص سوري» بالاسم في اشارة الى ان التفسير الروسي للبيان لا يتطابق مع موقف واشنطن بالدعوة منتصف ٢٠١٢ الى «تنحي» الرئيس بشار الأسد. وأضاف ان «تفسير جنيف يعود للسوريين».

وفي رده على تصريحات مسؤولين سوريين من ان اللقاء «مصلحة روسية»، قال ناؤمكين انه «مصلحة سورية بالدرجة الأولى». كما التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف امس السفير السوري في موسكو رياض حداد لـ «التحضير للقاء التشاوري وتعزيز سبل التوصل العاجل إلى حل سياسي للأزمة في سورية».

وكانت دمشق ابلغت موسكو انها ستخفض مستوى وفدها من وزير الخارجية وليد المعلم الى نائبه فيصل المقداد في حال لم يشارك قادة المعارضة، في وقت قال معارض ان دمشق «أقرّت أسماء عدد من المدعويين ورفضت بعض الأسماء التي اقترحتها موسكو».

في مقابل رفض «منتدى موسكو»، ترك «الائتلاف» الباب مفتوحاً للقاء القاهرة الذي دعت اليه الخارجية المصرية يومي الأربعاء والخميس المقبلين. لكن معارضاً تحدث عن «آراء مختلفة إذ إن بعضهم يرفض أيضاً الذهاب الى القاهرة ما لم يتم تجاوز عقبة رفض الحكومة المصرية مشاركة «الإخوان» و «إعلان دمشق» خصوصاً بعدما تعزز موقف «الإخوان» والإسلاميين المقربين من تركيا في الانتخابات الأخيرة»، اضافة الى «اعتقاد بعض اعضاء الكتلة السياسية بأن هيئة التنسيق صنيعة النظام مع تراجع دور التوفيقيين في الائتلاف بعد الانتخابات الأخيرة».

وأوضح المعارض ان الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» ناقشت مبادئ للحوار مع «هيئة التنسيق» وقرار تشكيل وفد للتفاوض مع احتمال تأخير اللقاء الى ٢٤ الجاري، لافتاً الى «وجود اتجاه بالتعاطي مع هيئة التنسيق في القاهرة ليكون بديلاً من لقاء موسكو بعد الاتفاق على وثيقة اعلان القاهرة» التي ارسلت الى «الهيئة»، وتضمنت ضرورة «قيام نظام ديموقراطي تعددي يتيح التداول السلمي للسلطة لا يكون إلا بالقضاء على الاستبداد وتغيير النظام السياسي في شكل جذري وشامل بما فيه رموز النظام وجهازه الأمني» واعتماد «بيان جنيف» للعام ٢٠١٢ وقرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن السوري «اساساً للحل السياسي وإطاراً للعملية التفاوضية برعاية دولية».

 

«ظل سليماني» بين قتلى الغارة الإسرائيلية

طهران – محمد صالح صدقيان – باريس – رندة تقي الدين < لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

 

اكدت طهران مقتل معاون قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الايراني» في الغارة التي شنتها مروحية اسرائيلية في القنيطرة اول امس، وعزز الجيش الاسرائيلي دورياته في الجولان السوري المحتل، في وقت تتواصل التحضيرات لعقد الحوار السوري في موسكو الاسبوع المقبل وتمسك «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بتشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات رئاسية. (المزيد)

 

وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس ان قوات النظام «قصفت مناطق في بلدتي نبع الصخر وأم باطنة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة الحميدية»، ذلك بعد يوم على شن مروحية اسرائيلية غارة على مواقع في القنيطرة اسفرت عن مقتل قياديين في «حزب الله» والحرس الثوري الايراني.

 

ونعی الحرس الثوري امس العميد محمد علي دادي الذي قتل «في جغرافية المقاومة الاسلامية دفاعا عن سيادة الشعب السوري المظلوم». ونقل بيان صادر عن العلاقات العامة في الحرس ان العميد محمد «قتل مع مجموعة من عناصر المقاومة الاسلامية خلال تفقدهم منطقة القنيطرة».

 

وبحسب نشطاء مقربين من ايران، فان «القائد محمد التحق بحرس الثورة الإسلامية اثناء الحرب مع العراق ثم اصبح مجاهداً في وحدة الإسناد للواء «41 ثار» الذي كان قائده الحاج قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري» وانه كان «مهتما بعمل الحرس الثوري في لبنان وفلسطين» وانه بعد اندلاع الازمة السورية «لبى نداء الجهاد في التصدي للتكفيريين». وقال خبراء ان القتيل كان «ظل سليماني» في الملفات السورية واللبنانية والفلسطينية.

 

واتخذت القوات الإسرائيلية مواقع على امتداد الخط الفاصل بين الجزء الذي تحتله إسرائيل من مرتفعات الجولان بعد الهجوم وسط مخاوف من ردود انتقامية. وتمركزت دبابات إسرائيلية قرب معبر القنيطرة وجال جنود إسرائيليون المنطقة الحدودية الجبلية المغطاة بالثلوج.

 

الى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية إن سورية بدأت عملية تأخرت طويلا لتدمير 12 مخبأ ومستودعا تحت الأرض كانت تستخدم لانتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية.

 

سياسياً، علمت «الحياة» ان مسؤولاً فرنسياً سيزور موسكو بعد ايام لاجراء محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف حول مساعي عقد «منتدى موسكو» بين ممثلي النظام السوري والمعارضة بين ٢٦ و٢٩ الجاري.

 

واكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد لقائه نظيره الاميركي جون كيري في باريس الجمعة الماضي، ان فرنسا لن تشارك التحالف الدولي – العربي ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية طالما الهدف يقتصر على محاربة «داعش» وليس التخلص من الاسد.

 

وحدد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بعد اجتماع هيئته السياسية اول امس، ١٣ نقطة اساساً للحوار مع المعارضة والتفاوض ممثلي النظام، بينها «تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة بما فيها صلاحيات الرئيس».

 

«داعش» يهدد بقتل رهينتين يابانيين ويطالب طوكيو بفدية قيمتها 200 مليون دولار

بيروت – ا ف ب

 

هدد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بقتل رهينتين يابانيين ما لم تدفع طوكيو فدية قيمتها 200 مليون دولار خلال 72 ساعة، بحسب ما ظهر في فيديو نشر اليوم (الثلثاء)، على مواقع تعنى باخبار التنظيمات الجهادية.

 

وقال رجل يحمل سكينا ويرتدي ملابس سوداء يقف بين رجلين آسيويين موجها رسالته الى اليابانيين “لديكم 72 ساعة للضغط على حكومتكم لدفع 200 مليون دولار وانقاذ حياة مواطنيكما”.

 

وقال كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا اليوم إن اليابان تعمل على التأكد من صحة تسجيل الفيديو الذي يزعم أن “داعش” يحتجز رهينتين يابانيين ويطالب بفدية 200 مليون دولار لانقاذ حياتهما. مضيفاً أن اليابان لن تغير من موقفها ولن ترضخ للإرهاب.

 

وثائق سنودن تكشف تجسس بريطانيا على وسائل الاعلام

لندن – رويترز، ا ف ب

 

ذكرت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية امس (الاثنين) ان وثائق نشرها إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي الاميركية، اظهرت ان وكالة الاستخبارات البريطانية (جي سي اتش كيو) اعترضت رسائل الكترونية لصحافيين يعملون في وسائل اعلام دولية.

 

وقالت الصحيفة ان الوكالة تجسست على الرسائل الالكترونية لصحافيين في “هيئة الاذاعة البريطانية” (بي بي سي) و”ذي غارديان” نفسها، و “لوموند” ومحطة تلفزيون “ان بي سي” وصحف “نيويورك تايمز” و “واشنطن بوست” و”صن” بالاضافة الى وكالة “رويترز”.

 

وشكلت الرسائل المعترضة قسما من 70 الف رسالة اعترضتها الوكالة في العام 2008 خلال اقل من عشر دقائق، بحسب التحليل الذي اجرته “ذي غارديان” على وثائق سنودن.

 

وذكرت الصحيفة انه تم اعتراض الرسائل الالكترونية من قبل الموظفين المكلفين الاشراف على الموقع الالكتروني لوكالة الاستخبارات البريطانية. واوضحت ان التعليمات الامنية الداخلية للوكالة تعتبر الصحافيين، وخصوصا الذين يجرون تحقيقات، بمثابة “تهديد قوي للأمن”، يماثل خطرهم خطر الارهابيين وقراصنة الشبكات الالكترونية.

 

وكان سنودن أثار ضجة دولية في 2013 عندما كشف النقاب عن تفاصيل عن مدى المراقبة الالكترونية من جانب وكالة الامن القومي الاميركية ونظيرتها البريطانية.

 

أردوغان يخطو بتركيا إلى نظام رئاسي

أنقرة – يوسف الشريف

 

يهوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تذكير رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بأن عليه أن يستشيره في كل كبيرة وصغيرة. ولتأكيد هذا الأمر، قرر اردوغان دعوة الحكومة إلى عقد جلستها الأسبوعية برئاسته في قصر الرئاسة الجديد.

 

الاجتماع الاستثنائي بكل المقاييس، دام نحو 6 ساعات، تخلّلها غداء، وراجع الرئيس التركي خلال الاجتماع مشاريع حكومة داود أوغلو، وقوّم أداءها مقدّماً النصح والمشورة وتعليمات من أجل تنفيذها. وعلّقت المعارضة ووسائل إعلام بأن أردوغان يتدرّب على النظام الرئاسي، بل قام بالخطوة الأولى في اتجاه تطبيقه، مستبقاً تعديل الدستور.

 

وكان أردوغان أشار إلى أنه «سيرأس جلسة الحكومة مرتين أخريين» حتى موعد الانتخابات النيابية في حزيران (يونيو) المقبل، أو «كلما دعت الضرورة»، مبرّراً الأمر بأن «آليات الاستشارة والتنسيق مع الحكومة لا تسير في الشكل الذي أريده»، كما نقل عنه نواب من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم.

 

وعلى رغم أن الدستور يجيز للرئيس ترؤس جلسة الحكومة إذا استدعت الضرورة، لم يحدث هذا الأمر خلال العقود الثلاثة الأخيرة سوى 3 مرات، فيما لم يلجأ إليه الرئيس السابق عبدالله غل أبداً، على رغم خلاف في وجهات النظر بينه وبين أردوغان الذي كان رئيساً للحكومة، ساد في السنوات الأخيرة في شأن مسائل كثيرة. وبرّر غل الأمر باحترامه النظام البرلماني القائم وصلاحيات رئيس الوزراء.

 

وكان داود أوغلو استنكر تصريحاً لأحد مستشاري أردوغان، تطرّق إلى عزم الأخير جمع الحكومة في قصره، فبدا وكأنه يجهل نية الرئيس التركي في هذا الصدد، حتى كشف عنها الأخير لوسائل الإعلام، فرضخ داود أوغلو قائلاً: «كان أردوغان رئيس الحكومة قبل 6 أشهر، وكنا نجتمع برئاسته، واجتماع (أمس) هو استمرار للتنسيق والتواصل في ما بيننا. هذا أمر عادي، وفقاً للدستور وللتقاليد السياسة التركية خلال السنوات الخمسين الماضية».

 

لكن خورشيد غونيش، وهو نائب عن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض، دعا أردوغان إلى «تفسير» سبب رغبته في ترؤس جلسة الحكومة، وزاد: «نهمه إلى السلطة بلا حدود، ونرى توحيداً للسلطات، لا في يد مؤسسة، بل في يد شخص واحد».

 

الاجتماع الاستثنائي للحكومة ناقش أيضاً وضع آليات للتنسيق بين القصر الرئاسي والحكومة، وفق مخطط وضعه أردوغان لتعيين مستشارين من معاونيه الموثوقين، لكي يتابعوا أداء الحكومة ومشاريعها.

 

ونشرت صحيفة «طرف» اليسارية تقريراً ذكر أن نواباً مقرّبين من أردوغان أعدّوه وقدّموه للأخير، لكي يقنع الحكومة بتنفيذه، في شأن أفضل السبل لتعيين مقرّبين من الحزب في وظائف عامة، وتجاوز الاختبارات الحكومية. وكان لافتاً في التقرير عبارات انتقاد لأداء الحكومة، واتهامها بعدم الإخلاص المطلق لمصلحة الحزب وأنصاره، من خلال محاولتها الظهور في شكل «حيادي» إزاء مسائل، بينها التوظيف.

 

كما يتناقل نواب من الحزب الحاكم أخباراً عن بدء أردوغان الاستعدادات لاختيار مرشحي الحزب للانتخابات المقبلة، على رغم أن القانون يمنعه من ذلك، إذ أن كونه رئيساً للجمهورية يحتّم عليه ألا ينتمي إلى أي حزب والتزام الحياد. ويستنكر نواب في الحزب، خصوصاً المخضرمين منهم، تدخلات أردوغان، لكن آخرين يرونها ضرورية من أجل ضمان الفوز في الانتخابات، بسبب قلّة خبرة داود أوغلو في هذا الشأن.

 

“داعش” يهدد بإعدام رهينتين يابانيين

هدد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” اليوم، بقتل رهينتين يابانيين ما لم تدفع طوكيو فدية قيمتها 200 مليون دولار خلال 72 ساعة، بحسب ما أظهر شريط فيديو نشر اليوم الثلاثاء على مواقع تنقل أخبار التنظيمات المتطرفة.

وأظهر الشريط رجلاً من “داعش” يحمل سكيناً ويرتدي ملابس سوداء يقف بين رجلين آسيويين جالسين على الأرض بملابس برتقالية، موجهاً رسالته إلى اليابانيين، قائلاً: “لديكم 72 ساعة للضغط على حكومتكم، لدفع 200 مليون دولار وإنقاذ حياة مواطنيكما”.

ولاحقاً، أعلنت وزارة الخارجية اليابانية أن الحكومة اليابانية وحكومات دول أخرى “ستبذل قصارى جهدها للإفراج عن الرهينتين بأسرع وقت ممكن إذا كان ذلك حقيقياً”.

 

من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا خلال مؤتمر صحافي في طوكيو إن “موقف بلدنا، وهو المساهمة في المعركة ضد الإرهاب بدون الاستسلام، يبقى ثابتا”، مضيفاً أن ”

شريط الفيديو يتضمن تهديدات بقتل شخصين يبدو أنهما يابانيان، ونحن نتحقق من صحته”.

وأشار سوغا إلى أن “الحكومة ستوفد وزير الدولة للشؤون الخارجية ياسوهيدي ناكاياما إلى العاصمة الأردنية لإعطاء تعليمات”.

 

إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بالإفراج الفوري عن الرهينتين، متعهداً بالمضي قدماً في تقديم المساعدات الإنسانية وحجمها 200 مليون دولار لـ”منطقة الشرق الأوسط”.

(أ ف ب)

 

الأسد: متمسكون بالحل وماضون في المصالحات

شدد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، على أن الدولة متمسكة بإيجاد حل للأزمة عن طريق الحوار، وهي ماضية في تعزيز وتوسيع المصالحات الوطنية. وذكرت وكالة الأنباء السورية -»سانا» أن الأسد استقبل الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي مارتين تشونغونغ، الذي عبَّر عن «دعم الاتحاد البرلماني الدولي لسوريا في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له، والذي بات يشكل تحدياً عالمياً، ولا يقتصر على سوريا ودول المنطقة». وشدد الأسد على أن «الدولة السورية متمسكة بإيجاد حل للأزمة عن طريق الحوار، وهي ماضية في تعزيز وتوسيع المصالحات الوطنية التي تحققت في العديد من المناطق السورية»، موضحاً أن «نجاح الحوار يتطلب الاستمرار في محاربة الإرهاب وممارسة ضغوط جادة وحقيقية على الدول المتورطة في دعم وتسليح الإرهابيين، الأمر الذي يمكن للاتحاد البرلماني الدولي والبرلمانات الأعضاء فيه أن تقوم بدور فاعل من أجل تحقيقه». وأشار الأسد إلى أن «الاطلاع عن قرب على حقيقة المشكلات التي تواجه عالمنا اليوم، بعيداً عن أسلوب التضليل السياسي والإعلامي الذي مورس ولا يزال من قبل البعض، يساهم في حل الكثير من هذه المشكلات، التي سببها انعدام أو ضعف التواصل بين الدول بمختلف مؤسساتها». ورأى تشونغونغ، بعد اللقاء، أن «حل مشكلة الإرهاب في العالم يحتاج إلى تضافر الجهود الدولية، لكونها أضحت مشكلة عالمية تهدد سلامة المدنيين في جميع المناطق»، مؤكدا أنه «ستتم مناقشة الدور الذي يمكن أن يقوم به البرلمانيون في العالم للمساعدة في الحد من انتشار الإرهاب وتمدده». («سانا»)

 

هدنة مؤقتة بين الجيش والأكراد في الحسكة

موسكو تدعم «تجميد القتال» في حلب

قدمت موسكو، أمس، أوضح دعم لخطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد القتال» في حلب، مشيرة إلى أن «التجميدات الموضعية» تطبق بنجاح في مناطق في غوطة دمشق، فيما أعلن الجيش السوري والمسلحون الأكراد عن هدنة مؤقتة بينهما في الحسكة.

إلى ذلك، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر رفيع المستوى في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قوله إن «اجتماع أعضاء الائتلاف في اسطنبول استقر على اختيار ثلاثة من أبرز قياداته لإجراء حوار مع هيئة التنسيق السورية في القاهرة في 22 و23 كانون الثاني الحالي». ويستهدف الحوار المزمع انعقاده في القاهرة التوصل إلى رؤى مشتركة، والتغلب على اختلافات وجهات النظر بين «الائتلاف» و «التنسيق».

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «روسيا تؤيد أفكار دي ميستورا، حول حل الصراع المسلح في سوريا، وفق مبدأ من الأصغر إلى الأكبر، ومن خلال ما يعرف بالتجميدات الموضعية».

وأضافت «روسيا تؤيد بقوة هذه البدايات، المرتكزة بشكل أساسي على محاولات حل الوضع في مدينة حلب الكبيرة. ونحن ننطلق من أن هذه الجهود تهدف لوقف العنف، وتخفيف معاناة السكان المدنيين، وعودة الناس للحياة الطبيعية».

وأشارت إلى أن «مهمة دي ميستورا الرئيسية تبقى محصورة بأفكار التوصل إلى حل الصراع الداخلي المسلح في سوريا، وفق مبدأ من الأصغر نحو الأكبر، من خلال ما يعرف بمبدأ التجميدات الموضعية».

واعتبرت وزارة الخارجية أن «الإعلان عن التوصل لهدنة 10 أيام في ضواحي مدينة كبيرة أخرى ثانية، هي حمص، يستحق الاهتمام الكبير»، مضيفة إن «السلطات السورية وعددا من قادة المجموعات المسلحة المعارضة يأملون من خلال وقف إطلاق النار، التوصل إلى شروط تجميد الصراع بشكل دائم في منطقة الوعر، المنطقة الأخيرة المتبقية تحت سيطرة المعارضة المسلحة في المدينة، والمهم كذلك أن منطقة الوعر بدأت بتلقي المواد الغذائية من خلال وكالات الأمم المتحدة».

وذكرت بأن «مبدأ تنفيذ التجميد الموضعي يطبق بنجاح في منطقة الغوطة الشرقية لمدينة دمشق، حيث تمكنت السلطات من إبعاد حوالي ألفي شخص عن مناطق الأعمال العسكرية، وتنظيم وضع حوالي 450 شخصا من أفراد المجموعات المسلحة المعارضة، الذين اتخذوا قراراً بالتخلي عن الممارسات المسلحة». وتابعت «نرى أن التجربة التي ستتراكم نتيجة مثل هذه التجميدات، ستكون مفيدة جداً، والطرق المستخدمة لحل أوضاع صعبة بهدف وقف العنف، يمكن أن يتم استخدامها في حلب».

ميدانيا، توصل الجيش السوري و «وحدات حماية الشعب الكردي» في مدينة الحسكة إلى هدنة مؤقتة، بعد اشتباكات دامت يومين، راح ضحيتها حوالي 20 شخصا من مقاتلي الطرفين والمدنيين.

وقال ناشطون إن وفداً أمنياً سورياً وصل إلى الحسكة ليل أمس، وطلب تثبيت هدنة مؤقتة، بالاتفاق مع قيادات لجان الحماية، خصوصا وأن جانباً من المعارك كان يجري بين لجان الدفاع الوطني بشكل أساسي والوحدات الكردية.

وعقد الجانبان بحضور محافظ الحسكة ووجهاء دينيين ومدنيين اجتماعاً، تم خلاله الاتفاق على هدنة 24 ساعة قابلة للتمديد إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي.

وقال سكان من الحسكة أمس إن الأفران عادت للعمل في المدينة، وأن هدوءا يسودها. وتردد أن حصيلة الاشتباكات كانت ستة قتلى من الأكراد ومدنيين على الأقل، فيما تحدثت مصادر كردية عن مقتل ثمانية مقاتلين من الدفاع الوطني.

ونشبت المعارك بين الطرفين بسبب الخلاف على حاجز عسكري، وهي المرة الثانية التي يصل فيها مستوى التوتر إلى الاشتباك الناري. ويقتسم الطرفان بالاتفاق السيطرة على مدينة الحكسة، وتتواجد قوات منفصلة من الجيش ولجان الحماية في مدن أخرى مثل القامشلي ومناطق عدة في الشمال الشرقي.

من جهة ثانية، استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على هضبة مشتى نور الإستراتيجية في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» عليها.

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى أن «المقاتلين الأكراد استطاعوا بذلك السيطرة بالنار على طرق إمدادات «داعش» من حلب والرقة، بالإضافة للسيطرة النارية على كامل عين العرب، بما فيها الجزء الشرقي والجنوبي الشرقي، الذي لا يزال تحت سيطرة عناصر الدولة الإسلامية، ويشكل نحو 15 في المئة من مساحة المدينة».

(«السفير»، «المرصد»، رويترز)

 

مقتل شخصين في غارات النظام السوري على إدلب

إدلب – الأناضول – كثفت طائرات النظام السوري غاراتها على المناطق الجنوبية من محافظة إدلب بعد ظهر الثلاثاء، وأدى القصف الذي استهدف بلدة حزارين لمقتل شخصين أحدهما طفل يبلغ من العمر 15 عامًا، وإصابة 7 آخرين بجروح ودمار العديد من المنازل.

 

وقال “عبد الحميد عبد العزيز″، المسؤول عن مخفر الشرطة الحرة (مخفر أمني يتبع للجيش السوري الحر) في قرية حزارين “إنَّ المنطقة التي تمَّ استهدافها هي مناطق سكن للمدنيين، ولا وجود لأي قوات عسكرية”، موجهًا انتقاداته لسوء أداء المعارضة السورية في الخارج، ورغبتهم بالتفاوض مع النظام رغم أعمال القتل التي يقوم بها، بحسب وصفه.

 

ويصعد النظام من قصفه للمناطق الجنوبية من محافظة إدلب بعد سيطرة قوات المعارضة على معسكري وادي الضيف والحامدية، حيث استهدف بلدات حزارين، والموزة، وكنصفرة، وتل عاس.

 

المرصد السوري: عشرات القتلى والجرحى في قصف جوي على ريف الحكسة

القاهرة – (د ب أ) – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط عشرات القتلى والجرحى الثلاثاء جراء قصف جوي شنته القوات الحكومية على ريف الحسكة.

 

وقال المرصد في بيان:”تعرضت منطقة سوق الأغنام بقرية الخنساء القريبة من بلدة تل حميس (بريف الحسكة) لقصف جوي ما أدى لوقوع عشرات القتلى والجرحى”.

 

تنظيم «الدولة الإسلامية» يطلق قناة «الخلافة»

ترفع شعار «باقية وتتمدد»… ويعمل فيها عشرات التقنيين في الإعلام والبثّ

لندن ـ «القدس العربي» من احمد المصري: أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» عن إطلاق قناة تلفزيونية تبث على الإنترنت تحت اسم «قناة الخلافة» التلفزيونية، لتغطية أخبار التنظيم وعناصره، وتم نشر عنوان القناة (KhilafaLive.info) في جميع نقاط بث أخبار التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشرت عدة مواقع جهادية محسوبة على التنظيم الإعلان التسويقي الذي تضمن شرحا عن القناة، وما تتضمنه من برامج، مع الإشارة إلى أن البث سيكون على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع.

وفي العنوان المنشور تبث القناة سلسلة فيديوهات جديدة أعدها الأسير البريطاني لدى التنظيم جون كانتلي، وعرضا للأخبار اليومية، بالإضافة إلى تكرار عرض النشرة المصورة التسويقية. كما تتضمن الدعاية التي تم إطلاقها تقديما لبرنامج «وقت التجنيد» والذي سيناقش كيفية تجنيد الجهاديين الجدد، واقناعهم بالانضمام للتنظيم، حسبما ذكرت مصادر جهادية لـ»القدس العربي»، مع تحديد مواعيد البث باعتماد «توقيت الدولة الإسلامية».

الجدير بالذكر أن التنظيم كان أطلق إذاعة «البيان». ويتخذ التنظيم من مدينة الموصل في شمالي العراق مركزا للبث، وتهتم الإذاعة ببث خطب أبو بكر البغدادي وغيره من قيادات التنظيم، إلى جانب خطب عقائدية وجهادية.

وعلى رأس كل ساعة تبث المحطة الإذاعية نشرة إخبارية محلية وعالمية، ويتم تحويلها إلى مقاطع صوتية تبث على «يوتيوب» عبر قناة تحمل الاسم نفسه «البيان».

وقبلها أطلق التنظيم مجلة «دابق»، لتصبح بمثابة الصحيفة الرسمية للتنظيم وخلافته، والمجلة لا تتحدث إلا عن انجازات التنظيم وما يقدمه للمسلمين، إضافة إلى المشاريع التي يسعى لإقامتها، وتوعية الناس بما يقول إنها «إقامة شرع الله وحدوده في البلاد».

وتزامن مع نمو الجناح الإعلامي للتنظيم، تدشين مؤسسة «الفرقان» التي تتولى إنتاج أشرطة الفيديو الصادرة عن التنظيم، إلى جانب الأفلام الوثائقية بل وحتى ألعاب الفيديو مثل «صليل الصوارم».

و»صليل الصوارم» لعبة الكترونية انتجها التنظيم أواخر عام 2014، لمحاكاة كل الأساليب العسكرية التي يستخدمها ضد أعدائه، حيث يظهر مقاتلو التنظيم في اللعبة مقسمين إلى قوات صاعقة، وقنص، وتفجير مركبات عسكرية. وبهذه الخطوة، يكون التنظيم قد شكل مؤسسات إعلامية متنوعة بعد أن كان اعتماده على مواقع التواصل الاجتماعي والعمل الفردي. وتحدث ناشطون عن توفر التنظيم على عشرات التقنيين في مجالات الإعلام والبث.

ويرى مراقبون أن التنظيم مع إطلاق هذه القناة يكون قد استكمل بناء منظومته الإعلامية وبشكل يوحي بأن شعار الدولة الإسلامية «باقية وتتمدد» ليس شعارا فقط بل أصبح واقعا، وأن التنظيم يعمل من منطلق أنه دولة.

 

تحديات على أكثر من جبهة يواجهها حزب الله… اختراق وعدم انضباط وخسارة قادة و«تنظيم الدولة» يحشد قواته لضرب البقاع

هشاشة الوضع في حزام بغداد تفتح الباب لعودة «التنظيم».. والقبائل السنية لم تحسم أمرها

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي» يواجه حزب الله اللبناني تحديات على أكثر من جبهة فبعد اعتراف زعيم الحزب بحالة اختراق لصفوفه من قبل الموساد الإسرائيلي ها هو يتعرض لضربة جديدة. فقد كشف أن المسؤول الذي وكل بتنفيذ عمليات انتقاما لاغتيال المسؤول العسكري عماد مغنية في عام 2008 هو نفسه عميل وقام بإحباط خمس عمليات من هذا القبيل. وفي التطور الجديد قتلت غارة إسرائيلية خمسة من قادته ومنهم جهاد نجل مغنية البالغ من العمر 25 عاما.

ويرى مراقبون أن العملية التي وصفها الحزب بالاستفزازية تهدد باندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله حيث كانت آخر حرب بينهما عام 2006. لكن الصراع بينهما أخذ المقعد الخلفي في السنوات الأخيرة بسبب اهتمام الحزب بالحرب الأهلية السورية التي يقاتل فيها الحزب لمنع سقوط نظام بشار الأسد.

وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الحزب لغارات منذ مشاركته في الحرب الأهلية بل وقامت إسرائيل بقصف الأراضي السورية مرات عدة واستهدفت مخازن أسلحة وقوافل قيل أنها في طريقها للحزب وذلك دون أن تؤدي تلك الضربات لرد فعل من الحزب.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» ما قاله عضو في حزب الله أن الأسرائيليين باستهدافهم عناصر الحزب «يحاولون تغيير قواعد اللعبة ولن يسمح حزب الله بذلك». وقال عضو آخر لم يذكر اسمه إن الهجوم أثار الانتباه بسبب وجود جهاد مغنية من بين القتلى.

وكان مصدر أمني إسرائيلي نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قد قال بأن مروحية إسرائيلية قامت بضرب «إرهابييين» في الجزء السوري من هضبة الجولان قال بأنهم كانوا يعدون لضربة ضد إسرائيل. فيما أشارت صحف إسرائيلية إلى أن جهاد مغنية كان يقود شبكة من المقاتلين تعمل ضد إسرائيل في الجولان، إلا أن عضوا في الحزب قال بأن مغنية كان مقاتلا عاديا.

وقال حزب الله أن من بين القتلى محمد أحمد عيسى (42 عاما) الذي يقال بأنه قائد كبير. وأضاف بأن إيرانيا كان أيضا من بين القتلى مما أثار تخمينات بتواجد شخصيات عسكرية إيرانية.

وبحسب والبروفيسور إيال زيسر الخبير في الشؤون السورية في جامعة تل أبيب فليس من الواضح إن كانت الضربة تستهدف أشخاصا بعينهم وأن مغنية كان معروفا بالنسبة لهم، مضيفا: «عندما ترسل طائرة هيليوكوبتر فمن غير المحتمل أن لأمر عادي». فيما قال يوآف غالنت الذي شغل سابقا مناصب بارزة في قيادة الجيش الإسرائيلي والمرشح الحالي للبرلمان إن توقيت العمليات أحيانا «مرتبط بالحملات الانتخابية».

 

أزمة حزب

 

وكشف تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأسبوع الماضي عن حجم المشاكل التي يواجهها الحزب بسبب الحرب في سوريا.

ونقلت سوزانا جورج معدة التقرير عن قيادي قوله إن الحرب التي يخوضها الحزب في سوريا مختلفة، ففي هذه المرة للحزب وجود واضح واسع على الأرض، وله فرق عسكرية تعمل خارج لبنان.

ويقاتل الحزب منذ عام 2013 وبشكل مفتوح في سوريا إلى جانب قوات الأسد، ولعب مقاتلوه دورا مهما في الانتصارات التي حققها الأسد واستعادته جيوبا عدة من المعارضة السورية. ويضيف القيادي قائلا «بتنا الآن جيشا» و «لسنا جيشا نظاميا ولكننا نتصرف مثله».

وبهذه المثابة غيرت الحرب السورية الحزب مثلما غير هو الحرب حيث أصبح أكبر ولم يعد يهتم كثيرا بشروط الانضباط وأصبح أكثر عرضة للاختراقات والفساد. ورغم ما يقوله القادة من تنام في قوته وحجمه وتجربته حيث أدت الحرب السورية لولادة جيل جرب الحرب إلا ان البعض يرى أن الحزب أصبح «يقبل أي شخص» و «لا تشعر بالعجب لو شاهدت بلطجيا في صفوفنا» بحسب أحد المقاتلين وكنيته أبو علي الذي يعيش في الضاحية الجنوبية ببيروت ويقول إنه لم يعد قادرا على التعرف على حزبه. فقد أصبح جنوده المعروفين بالانضباط «شرسين بعد تجربة سوريا وأكثر تعطشا للدم» كما يقول.

وينقل التقرير عن مسؤول أمني لبناني قوله إن النزاع «كشف عن الكثير من التصدعات في المنظمة».

مضيفا إن هذه ليست أيديولوجية فلا يزال حزب الله يتمتع بدعم واسع من قاعدته ولكن مالية، فعلى الحزب توفير الإمدادات لجنوده وتوفير الغذاء وتعويض عائلات القتلى.

ويركز زعيم الحزب حسن نصر الله ومنذ تورطه في سوريا على مواجهة من أسماهم بالتكفريين حيث لا يخلو خطاب له من الإشارة إليهم ويقصد بهم جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش. وهذا الاخير يحشد قواته على الحدود السورية مع لبنان كما يقول تقرير لصحيفة «ديلي تلغراف».

 

حشد القوات

 

وقالت الصحيفة البريطانية إن التنظيم يقوم بتدريب دفعات جديدة من المجندين ومنشقين من جماعات مقاتلة صغيرة في منطقة القلمون الإستراتيجية. وتقول إن تزايد قوة تنظيم الدولة الإسلامية يعني أنه يقترب من معاقل حزب الله في الجنوب.

ونقلت الصحيفة عن نائب عمدة بلدة عرسال السنية القريبة من الحدود السورية أحمد فليتي قوله إن المعارضة السورية المعتدلة التي كانت تقاتل قرب الحدود قد انهارت وقام رجالها بالانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية».

وبسبب التهديد القادم من الجماعات المقاتلة خاصة تنظيم الدولة وجبهة النصرة قامت قوات الأمن اللبنانية بقطع بلدة عرسال عن بقية أنحاء لبنان.

ولاحظ مراسلا الصحيفة في المنطقة علم تنظيم الدولة الإسلامية الأسود مرفرفا وليس بعيدا عن نقطة التفتيش الوحيدة التي أقامها الجيش اللبناني بين عرسال وسوريا.

وكانت البلدة معبرا لتهريب الأسلحة وتلفونات الثريا للناشطين المعارضين لنظام الأسد ولاحقا للمقاتلين المعتدلين.

وتقول الصحيفة إنها راقبت كيف تحرك الجهاديون وبنوع من الثقة في داخل التضاريس الجبلية الوعرة. وقاموا بنقل أسلحة جديدة وزودوا شاحناتهم بالنفط الذي يبيعه المهربون ممن أقاموا محلا لبيعه في المنطقة الخالية بين البلدين وبعيدا عن الملاحقة القانونية.

ويقدر عباس إبراهيم، مدير المخابرات اللبنانية العامة عدد المقاتلين التابعين للفصائل الأقل تشدد والذين قدموا البيعة لتنظيم الدولة بحوالي 700 مقاتل مما زاد عدد مقاتلي التنظيم إلى حوالي 1.000 مقاتل.

 

لا يريد السيطرة

 

وترى الصحيفة أن زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي ليس مهتما بتوسيع الحرب لتشمل لبنان إلا أن مصادر قالت إن تنظيم الدولة الإسلامية يخطط لاستهداف سلسلة من البلدات والقرى اللبنانية الواقعة على الحدود مع سوريا وتعتبر قاعدة لحزب الله.

ويعتبر الجهاديون الآن القوة المتسيدة للساحة القتالية في جبال القلمون ولا تبعد قواتهم إلا أميالا قليلة عن هذه البلدات.

ولكن تنظيم الدولة لن يكون قادرا على الوصول إليها قبل الهجوم على مواقع الجيش اللبناني القريبة من الحدود والتي تضم سلسلة من أبراج المراقبة التي أقامتها الحكومة البريطانية في محاولة من الأخيرة لحماية لبنان من آثار الحرب السورية.

 

جبهة النصرة لا تريد

 

وفي الوقت الذي تنشط فيه جبهة النصرة الجناح الموالي لتنظيم القاعدة في المنطقة إلا أنها لا تدعم ضرب القوات اللبنانية وتفضل تركيز حربها ضد حزب الله، وهو ما أدى لبروز خلافات بين الطرفين.

ويقول مصدر من النصرة في بلدة عرسال «هناك خطتان لضرب حزب الله». فالخطة الأولى تشتمل على هجوم شامل في جبال القلمون السورية، أما الخطة الثانية فتقوم على توجيه ضربات لحزب الله في منطقة الهرمل والبقاع داخل لبنان.

ويضيف المصدر أن أمير القلمون الشيخ أبو مالك لا يوافق على الخطة الثانية. وتخشى جبهة النصرة أن يؤدي هجوم كامل على القرى اللبنانية ونقاط التفتيش التابعة للجيش لتخريب الاتفاق بينها والجيش والقائم على عدم الاعتداء.

وتقول الصحيفة إن الكثير من مقاتلي النصرة جاءوا من جبال القلمون التي تعرضت العام الماضي لهجوم مشترك شنه الجيش السوري مع حزب الله وهو ما دفع العديد من عائلاتهم لاجتياز الحدود إلى عرسال.

وتسامح الجيش اللبناني الذي يحيط بالبلدة مع وجودهم خاصة أنهم لم ينتقلوا إلى مناطق أخرى داخل البلاد. ولهذا السبب يخشى أبو مالك من رد انتقامي يقوم به الجنود حالة قيام تنظيم الدولة بمهاجمة مواقع الجيش اللبناني.

وأكد مصدر لبناني وجود اتفاق غير رسمي مع النصرة حيث يمتنع الجيش من دخول عرسال خشية اعتقال عناصر للنصرة. ويؤكد فليتي أن النصرة ليست معنية بالهجوم على لبنان «وتقول إن لبنان لا يهاجمها وهي لن تهاجمه».

ففي العام الماضي عندما قام الجيش اللبناني باعتقال عماد أحمد جمعة، وهو قيادي إسلامي سوري ردت النصرة بالانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية وهاجمت عرسال حيث سيطرت عليها لفترة قصيرة وقامت باعتقال 21 من الجنود اللبنانيين، ولا تزال تتحفظ عليهم. وتشير «تلغراف» إلى أن العلاقات بين الجماعتين النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية تتسم في مناطق أخرى بالتنافس والإقتتال الدائم على خلاف العلاقة الودية في جبال القلمون.

ويعود هذا للعلاقة الشخصية التي تربط أبو مالك التلي، أمير النصرة في القلمون بأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية وهي علاقة سبقت الحرب في سوريا. ويقول عناصر في النصرة إن تنظيمهم قام بتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار مع الجيش اللبناني، ونجحت النصرة بتأجيل هجوم تنظيم الدولة على جنوب لبنان، لكنها لم تعد قادرة على منعه أكثر. ومع زيادة قوة تنظيم الدولة تعاني الجبهة من نقص في الإمدادات.

ونتيجة لهذا زاد عدد المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة. وأدى عدم توازن القوة بين الطرفين إلى توتر بينهما. وفي بداية كانون الأول/ديسمبر 2014 زار أبو الوليد المقدسي بزيارة القلمون لإقناع أبو مالك الانضمام لتنظيم الدولة.

ويقول من حضروا اللقاء إن أبو مالك الذي لا يتحدث كثيرا لم يرد على أبو الوليد وخرج من اللقاء.

ويشير التقرير إلى الحالة الصعبة التي تمر بها جبهة النصرة حيث قام بعض مقاتليها بمقابلة بعض تجار السلاح لبيع أسلحتهم وشراء مواد غذائية.

 

مكاسب العراق

 

بعيدا عن جبال القلمون يقول مسؤول عراقي إن غياب العملية السياسية سيؤدي إلى مكاسب جديدة لتنظيم الدولة الإسلامية.

ونقل مراسل صحيفة «الغارديان» مارتن شولوف عن مسؤولين عراقيين قولهم إن غياب العملية التي ترافق الغارات الجوية تدفع المجتمعات السنية للتفكير والتحالف مع تنظيم الدولة الإسلامية خاصة في المناطق القريبة من العاصمة بغداد.

ونقل التقرير عن نائب الرئيس العراقي لشؤون المصالحة الوطنية إياد علاوي قوله إن غياب العملية السياسية بين الشيعة الذين يتسيدون البلاد والسنة المحرومين يعتبر «خطأ فادحا» وسيؤدي إلى إفشال أثر الغارات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها منذ شهر آب/أغسطس 2014.

ودعا علاوي لإعادة النظر في الإستراتيجية وتشكيلها من جديد ويجب أن يكون المجتمع الدولي جزءا من هذه المراجعة.

وأضاف علاوي «يسألني الناس ماذا سيحدث بعد داعش؟ وماذا سيكون مصير السكان المحليين؟ هل سيتهمون بدعم أو هزيمة داعش؟ هل ستوجه لهم اتهامات بالانتماء لحزب البعث؟ وستكون هناك صعوبة في إقناعهم بالموافقة على المصالحة؟».

وأكد علاوي أن المناطق المحيطة في بغداد والتي تقدم فيها تنظيم الدولة الإسلامية قبل أن يسيطر على مدينة الموصل في حزيران/يونيو الماضي أصبحت وبشكل متزايد عرضة للخطر وغير مستقرة.

وقال «يظهر حزام بغداد غياب استراتيجية المصالحة، فهناك عملية تطهير عرقي واسعة فيما يتجول عناصر الميليشيات وتم طرد أعداد كبيرة من السكان ولا يمكنهم العودة بسبب سيطرة الميليشيات».

ويوافق هشام الهاشمي والذي يقدم النصح للحكومة العراقية على الطريقة التي يجب التعامل فيها مع داعش «تعاني المناطق المحيطة ببغداد من الكثير من العنف الطائفي وبدأت القبائل هناك بالتفكير مليا والانضمام لداعش». و «تعتقد القبائل أن هناك خطة لترحيلهم من مناطقهم».

 

القبائل لا تثق

 

ويشير التقرير إلى المناطق السنية القريبة من مدينة سامراء التي تقع شمال العاصمة العراقية لا تزال متوترة وخطيرة رغم مرور سبعة أشهر على بدء الغارات الجوية. ومن المهم السيطرة على هذه المناطق من أجل إحكام السيطرة على كامل العراق.

ويقول مسؤولان عراقيان إن سيطرة الحكومة على هذه المناطق قد تنهار حالة قررت القبائل الوقوف مع التمرد السني.

ويعبر قادة القبائل عن هذه المخاوف ويؤكدون على غياب الثقة بينهم والحكومة والتي تدفعهم لتفضيل شوكة داعش على التحركات السياسية.

ويقول الشيخ محمد صالح البحري «القبائل منقسمة هذه المرة بشأن الدفاع عن الحكومة» وأضاف «ليست لدينا ثقة بالحكومة خاصة أنها لا تتعامل إلا مع المشائخ الذين فروا قبل سنوات خوفا على حياتهم ويعيشون في عمان أو دبي».

وأضاف الشيخ «لم ترتكب الحكومة الخطأ مرة أو مرتين فقد ظلت تكرره مرة بعد الأخرى، ولم تف الحكومة بأي من الوعود التي وعدت بها، فلماذا نثق بها؟».

وقال إن «الوضع حول بغداد هش، ومعظم المناطق تقع تحت سيطرة داعش، كما أن الوضع في أبو غريب – غرب بغداد – هش ومن المتوقع أن يخسر الجيش المعركة في أي وقت». ويرى هاشمي أن الغارات في كل من العراق وسوريا محدودة الأثر مشيرا إلى أن الأمريكيين استخدموا ثلاثة أساليب «خلق معوقات ودفاع، الهجوم على مخازن الأسلحة ومصافي النفط لتخفيض مالية داعش والهجوم على بنية التنظيم» ولكن الأمريكيين لم يفعلوا الكثير في استهداف بنية التنظيم الذي بدأ يتكيف مع الإستراتيجية الأمريكية.

ويقول «يشعر المستشارون الأمريكيون بالحرج لأنهم لم يفوا بوعودهم للسنة، وبشكل نسبي، يخسر الأمريكيون».

وتقول الصحيفة إن المستشارين الأمريكيين قضوا الثلاثة أشهر الماضية وهم يحاولون إعادة بناء الصلات مع قادة القبائل الذين قادوا حملة ناجحة في عام 2007 ضد تنظيم القاعدة أو ما عرف بالدولة الإسلامية في العراق. فقد قادت ما عرفت بالصحوات الحملة ضد القاعدة، وتحاول الولايات المتحدة الحصول على دعم القبائل التي ترى أنه ضروري لصد وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وإخراجه من المدن التي يحتلها.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت يوم الجمعة عن خطة لإرسال 400 مستشار عسكري لتدريب المعارضة السورية وإعدادها لمواجهة تنظيم الدولة. وفي الوقت الحالي تتردد القبائل السنية من أخذ مقعد القيادة لقتال داعش حيث يرون أن الصحوات لم تقدم لهم إلا منافع قصيرة الأمد.

وفي الوقت الذي أعادت فيه الصحوات سيطرة القبائل على الأنبار إلا ان الثمن البشري والمالي كان فادحا، كما ولم تغير التجربة وضع السنة. فقد ظلت الحكومة العراقية تتعامل مع السنة كطابور خامس وهو ما قاد لاندلاع تمرد جديد.

ويقول علاوي إن «الرعب الذي سيحدث بعد تحرير هذه المناطق من «التنظيم» سيكون كبيرا إن لم نفكر بما سيحدث فيما بعد»، وأضاف «يجب علينا خلق فرص عمل لهؤلاء لناس وإعادة إعمار المناطق من خلال منح السكان حقوقهم التي حرموا منها وتقديم الدعم لمحافظاتهم، وعلينا أن لا نخلق قوات مسلحة جديدة في الشوارع».

 

تهديدات بالتصفية تطال قادة من المعارضة السورية .. والعشرات منهم قتلوا «اغتيالا»

حازم داكل

ريف ادلب ـ «القدس العربي» كشف القيادي في لواء «فرسان الحق» التابع للجيش السوري الحر محمود العزو عن تهــــديد جديد من قبل مجهولين استلمه بورقة صغيرة وضعت في سيارته بداخلها رصاصة، كتب عليها جملة: «هذا اخر انذار لك، والا ستتعرض للاغتيال».

وأوضح القيادي محمود أن هذا التهديد لم يكن الاول فقد سبقه ثلاثة تهديدات، أولها كان من تنظـــيم الدولة الإسلامية، وآخـــر محــــاولة اغتيال بعبوة ناسفة زرعت على باب منزله في مدينة كفرنبل في لمحافظة إدلب.

وأضاف أن سبب التهديدات هو أولا انتمائه للجيش السوري الحر، والثاني هو عدم سكوته على تجاوزات البعض من الفاسدين وقطاع الطرق في المدينة، فيما عبّر عن خوفه على عائلته و اولاده، مؤكداً انه سيبقى بين عناصره ويقاتل ضمن لوائه. وشهد الشمال السوري في الأسابيع القليلة الماضية عدة محاولات اغتيال لقادة عسكريين من حركة «حزم» المصنفة ضمن الكتائب «المعتدلة»، منهم قائد الحركة المكنى بـ«أبو عرب» حيث تعرض لمحاولة اغتيال في مدينة حلب بعبوة ناسفة وضعت في سيارته، ما أدى إلى اصابته بعدة شظايا في قدميه. وحملت مصادر اعلامية من الحركة المسؤولية عن تلك الحادثة إلى بعض الكتائب الإسلامية المتشددة في المدينة.

كما كان الطيار السوري مهيــــب جدعـــان القــــيادي في «اللواء السابع» التابع للجيش الحر قتل، بعد ان فجرت سيارته بلغم ارضي كان مزروعاً إلى جانب احدى طرقات قرية أطمة الحدودية مــــع تركيا، وكانت تـلك ثالــــث محاولة لاغتياله من قبـــل مجهولين، الا انه لم ينجوا الطيار من الأخيرة، وفارق الحياة بعد ساعات من استهدافه.

بدوره، قال الصحافي مصعب الحمادي إن تنظيم القاعدة ومفرزاتها في سوريا هي المسؤول المباشر عن تلك الاغتيالات، وطبعاً النظام السوري ليس بعيد عن ذلك، فجبهة النصرة وأخواتها لديهم منفعة متبادلة مع النظام وعلى رأس تلك المنفعة، القضاء على رموز الثورة السورية وقادة جيشها الحر والحراك المدني الثوري، لأن بوجودهم لن يكتب لهذه المجموعات النجاح في مساعيها بإقامة الدولة الظلامية التي يغطيها السواد والدم.

ويتهم ناشطون الكتائب الإسلامية المتشددة كتنظيم الدولة الاسلامية وجبهــــة النصرة وحليفـــتها جند الاقصى بالوقوف وراء تلك الحوادث والاغتيالات، خصوصاً بعد سيطرتهم على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا.

 

فصائل معارضة في حلب تصادر وتحظر جرائد محلية على خلفية «شارلي إيبدو»

مصطفى محمد

ريف حلب ـ «القدس العربي»: أظهر شريط فيديو بثته إحدى القنوات التلفزيونية المعارضة في مدينة حلب، قيام شعبة المعلومات التابعة لقوات المعارضة وبالتعاون مع «حركة أحرار الشام»، بحرق عدد من الجرائد السورية المعارضة أمس في مدينة حلب، بعد مصادرتها.

ويظهر الشريط حرق أكثر من نسخة لأربع جرائد محلية معارضة للنظام وهي «سوريتنا، وصدى الشام، وعنب بلدي، وتمدن»، مع تلاوة بيان يرجع سبب حرق هذه النسخ، إلى تأييد هذه الجرائد لجريدة «شارلي إيبدو» الفرنسية، التي تنشر صورا مسيئة للرسول محمد. ولم تكتف الشعبة بقرار حرق هذه النسخ الذي ترافق مع التكبير كما أظهر الشريط، بل امتد هذا القرار ليشمل حظر هذه الجرائد، متوعدة من يوزعها بالعقاب.

ولم يكن القرار مفاجئاً بشأن جريدة «سوريتنا»، حيث علقت الجريدة في عددها الماضي على هذه الحداثة بقولها: «لأن القلم يكون دائماً أعلى من البرابرة… لأن الحرية هي حق كوني.. لأنكم تدعموننا.. نحن شارلي»، بينما كان مثيراً للجدل في أروقة الجرائد الثلاث الأخرى، وذلك كون باقي الجرائد نشرت مقالات مذيلة بأسماء كتابها، مع الإشارة إلى عدم تبني الجريدة رأي الكتّاب بالضرورة.

وأبدى أحد العاملين في جريدة «صدى الشام»، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه استغرابه من القرار الأخير، واضعاً إياه في خانة تضييق على الحريات، والعودة إلى الوراء إلى زمن النظام السابق، وعلق بالقول «الجريدة لا تتبنى آراء كتابها، وهذا موضح بالعبارة التي تختم بها الجريدة كل أعدادها، والعبارة واضحة للجميع وهي الآراء الواردة في الجريدة لا تعبر بالضرورة عن رأي الجريدة وحق الرد مكفول للجميع».

وأضاف «تكفل الجريدة حق الرد وهذا هو العــــرف الصحــــافي السائد، أما أن تصادر أعداد جريدتنا وتحظر مــــن الدخــــول إلى الأراضـــي المــحررة، فهذا يستدعي التســــاؤل وإشارات الاستفهام عن النيات الحقيقية من هذا القرار».

وفي مدينة إدلب، وقبل هذا القرار الأخير بيوم واحد، اقتحم عناصر من جبهة النصرة المكــــتب الإعـــلامي في مدينة «كفرنبل»، على خلفية اتهامات للمكتب بطباعة جريدة «سوريتنا» في الداخل السوري، بينما تتم طباعة هذه الجريدة في الدول المجاورة.

 

«كتارا» تعلن عن مبادرة جديدة لدعم اللاجئين السوريين

سليمان حاج إبراهيم

الدوحة ـ «القدس العربي» بلغت حصيلة حملة «القلوب الدافئة» التي أطلقتها الجمعيات الخيرية القطرية لدعم اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان في مواجهة موجات البرد التي تجتاح المنطقة نحو 10 ملايين دولار سوف يتم تحويلها مباشرة إلى المحتاجين في تجمعاتهم والمخيمات التي تأويهم، في وقت أعلنت فيه المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» عن تدشين حملتها الجديدة «نعين ونعاون» لمحاربة البرد و الجوع في سوريا.

وشاركت في الحملة جمعية عيد الخيرية وقطر الخيرية والهلال الأحمر و «راف» واستمرت يومين حيث جمعت في اليوم الأول 10ملايين ريال وفي الثاني أكثر من 17 مليون ريال مع هبة شعبية لدعم الأشقاء السوريين.

وأكدت المؤسسات الأهلية القطرية أن الجهود المبذولة لإغاثة المحتاجين لن تتوقف مع انتهاء الحملة المحددة ليومين وهي سوف تستمر حتى يتم إسناد وتأمين احتياجات اللاجئين السوريين حيثما كانوا. ودعا السيد علي عبد الله الســـويدي مدير عام مؤسسة الشيخ عيد الخيرية إلى مواصلة العطاء لافتا إلى أن هناك قلة في الموارد في الأيام الأخيرة، بسبب طول الأزمة، وهذا الطول لا ينبغي أن يجعل الهمة تفتر.

وأضاف: «الكل يعرف شدة البرودة هناك، ولا تزال الحرارة منخفضة و درجة التجمد إلى الصفر، والحكومة الأردنية مشكورة آوت اللاجئين والحكومة لا تستطيع تلبية احتياجات اللاجئين، وهناك قرار جديد يتضمن أن اللاجئ السوري لابد أن يدفع مصاريف العلاج والتعليم وقد كان معفوا منها قبل ذلك، وهذا زاد عبئا على اللاجئين». من جانبه ناشد عائض القحطاني مدير عام مؤسسة راف للخدمات الإنسانية من من يريد التبرع لزيارة السوريين وتسليم الكرافانات (البيوت الجاهزة) بنفسه، لافتا إلى بعض مشاهداته حيث سرور الناس وبكاؤهم من الفرح أثناء استلامهم االمعونات التي بها دورة مياه ومطبخ.

وأشار إلى أن» راف» ستأوي 20 ألف نازح في 4 قرى عبر تسكينهم في كرافانات. وحذر حسام الغالي رئيس اتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان من عاصفة ثلجية أخرى قادمة بعد عشرة أيام، مطالبا تأمين عدد من الحصص التموينية التي لا تحتاج إلى طهي، مشيرا إلى أنه تم توزيع 18 ألف حصة غذائية و22 ألف لتر مازوت و15 ألف بطانية، ولكن هناك 100 ألف لاجئ إضافي في عرسال، و150 ألفا في وادي خالد بعكار وهي أعداد لا يمكن لجهة واحدة أن تتكفل بها وحدها. وأشار المستشار عبد العزيز النجيب رئيس مكتب المنظمة العربية لحقوق الإنسان إلى وجود 7 ملايين نازح في سوريا هجروا بيوتهم، وهم بحاجة لدعم عاجل بسبب الظروف الجوية الصعبة.

وقال عادل الباكر مستشار الشؤون العامة في الهلال الأحمر القطري: «المؤسسات والمعيات الخيرية والأهالي مدعوون لبذل المزيد من الجهود من أجل إنقاذ الأسر السورية التي تفقد أفرادها بسبب هذه الظروف الصعبة.

ونجحت الحملة خلال يومين من البث المباشر على شاشة تلفزيون قطر، في جمع العشرة ملايين دولار ويؤكد القائمون على الهبة أن مجال التبرعات ما يزال مفتوحا عبر وسائل التواصل التي توفرها مختلف الجمعيات الخيرية في الدولة. وفي هذه الأثناء تواصل مختلف الجمعيات سعيها لبناء قرى نموذجيّة جديدة للنازحين السوريين، تتضمن جميع الخِدمات الضرورية لسكانها. كما تعمل على توفير المستلزمات الضرورية صحيا وغذائيا.

 

كتارا تطلق حملة نعين

ونعاون لمحاربة البرد

 

وأطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا حملة إغاثية لصالح الأشقاء في سوريا تحت عنوان «نعين ونعاون» لمحاربة البرد والجوع في سوريا – و التي تهدف إلى جمع تبرعات عينية من شأنها أن تقدم المساعدة للإخوة المنكوبين في ظل الأوضاع القاسية التي يعيشونها. سوف يقوم متطوعون قطريون يشاركون في الحملة بقيادة الشاحنات لجمع التبرعات من مختلف مناطق الدولة.

وقد خصصت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا 10 شاحنات تحمل اسم الحملة لجمع التبرعات ووضعت لذلك أرقام هواتف لكل المتطوعين حسب المناطق الموجودين فيها وذلك حتى يسهل التواصل معهم حيث يتم الاتصال عليهم من قبل المتبرعين الذين يودون المشاركة في هذه الحملة لتصل إليهم الشاحنات أينما كانوا وذلك بغية تسهيل عملية التطوع والتشجيع على الاقبال عليها.

وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا: «وعيا منها بأهمية دورها الإنساني تطلق كتارا على بركة الله حملة (نعين ونعاون) الخاصة بجمع التبرعات العينية لنصرة إخوتنا في سوريا الذين يعيشون في ظروف قاسية جدا ولا إنسانية إذ هم يموتون من البرد والجوع إضافة إلى ظروف الحرب، وهو ما جعل معانتهم كارثية خاصة مع دخول فصل الشتاء البارد وتعرض الملايين من اللاجئين والنازحين السوريين إلى تساقط الثلوج وموجات الصقيع والبرد القارس وتزايد أفواج النزوح للسكان بعد أن دمرت منازلهم وبيوتهم وفقدوا محلاتهم ومصادر دخلهم، وأصبحوا في العراء دون مأوى يقيهم خطر الموت بردا وجوعا. مضيفا قوله أن مأساة أهلنا الأعزاء في سوريا عصية على الوصف، لضخامتها وفداحتها وجسامتها، فهناك تسعة ملايين سوري في الداخل يحتاجون إلى المساعدات، وهو ما يعادل ثلث الشعب السوري، بالإضافة إلى وجود أربعة ملايين سوري لجأوا إلى البلدان المجاورة، ليقيموا في المخيمات والمخازن والكهوف، نصفهم من الأطفال.

وأوضح د. السليطي أن المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) أطلقت هذه المبادرة الإنسانية التي تجسد أجمل معاني التضامن والتعاضد مع الإخوة السوريين وذلك انطلاقا من وعيها بأهمية دورها تجاه المجتمع المحلي و الاقليمي والانساني، ورسالتها الهادفة إلى تحقيق التقارب ومدّ جسور التواصل بين مختلف الشعوب علاوة على تعزيز العمل الخيري والإغاثي، وترسيخ قيم الحب والتعاون والسلام بين جميع الشعوب، فضلا عن تعزيز قيمة الرسالة التي أنشئ الحي الثقافي من أجلها وهي خدمة المجتمع ودعم القضايا الإنسانية عبر الثقافة والفنون، وتشجيع ودعم الحملات والفعاليات الهادفة إلى تقديم المساعدات للفقراء والمرضى والمحتاجين، وذلك من خلال برنامجها للمسؤولية الاجتماعية.

جدير بالذكر أن المؤسسة العامة للحي الثقافي كانت قد نظمت في أيلول/ سبتمبر الماضي مهرجان كتارا التضامني لنصرة غزة وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري وتلفزيون قطر وقناة الريان الفضائية وشركة كيو ميديا، حيث بلغت قيمة التبرعات من مختلف القطاعات والأفراد ( 148.642.230)ريال قطري. وكانت مطاعم كتارا قد تبرعت بمداخيلها ليومين لنصرة غزة.

 

مهلة من أجل هدنة جديدة في حي «الوعر» في مدينة حمص والنظام السوري يحاول إفشالها

يمنى الدمشقي

ريف حمص ـ «القدس العربي» ذكر الناشط مهند الحمود من مدينة حمص، أنه من المفترض أن يتم الاتفاق على هدنة نهائية في حي الوعر في مدينة حمص، بعد عشرة أيام، مبينا أنه قد مضى منها أربعة أيام من المهلة المتفق عليها، لكن حتى الآن وبعد محاولة النظام إفشالها، لا نعرف مصيرها إن كانت ستتتم أم لا.

وقال مهند إن «النظام عرض مرات عدة اتفاقيات وقف إطلاق للنار داخل الحي، وفي كل مرة يحاول إفشالها، حيث يحضر لجنة للأمم المتحدة لاستطلاع الوضع في حمص، وبعد خروجها يستفرد في الحي المحاصر وينشر قناصاته على أسطح المباني في الحي أو يقوم باستهداف الحي بقذائف الهاون».

وبين انه في يوم 15/1/2015 دخلت لجنة للأمم المتحدة إلى الحي وبقيت هناك ما يقارب الساعتين، وعند خروجها قام قناصة النظام باستهداف الحي مما أسفر عن وقوع خمسة جرحى، ولم يكتفِ النظام بهذا حيث قام بضرب قنبلتين نابالم حارقة وهي من الأسلحة المحرمة دولياً إضافة إلى ثلاثة قذائف هاون وكل ذلك كان على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة التي لم تتخذ أي إجراء ولم تبدِ أي اعتراض.

وبحسب مهند، «في اتفاق الهدنة الأخير قام النظام بخرقه، عندما ارتكب مجزرة في الحي راح ضحيتها أحد الشيوخ الذين كانوا مفوضين من قبل لجنة مدنية تدرس شروط الهدنة مع النظام». ويعتقد مهند أن الهدنة هذه المرة قد يكون لها وضعها الخاص لا سيما على الناحية العسكرية والداخلية، حيث يعاني النظام من انقسام في داخله وبين طوائفه، فالشيعة والعلويون يواجهون انقسامات داخلهم، فإذا ما دخلت صفحات العلويين منهم تراهم يطالبون بتوقيع الهدنة، أما الشيعة الذين يتخذون مقرهم في قرية المزرعة بالقرب من حي الوعر فهم أشد الرافضين لها وجلهم من حزب الله اللبناني، إذ يستشرسون بشتى الطرق للحفاظ على أماكنهم، لكي لا ينتقلوا لأماكن أخرى قد تتحول حربهم فيها ضد «داعش» بدلاً من النظام.

أما من الناحية العسكرية، فيتميز حي الوعر بأهمية عسكرية كبرى لكلا الطرفين، حيث تتواجد فيه مراكز السرايا التي تعتبر المعقل الأخير للفصائل المعارضة كما يمكن أن يكون نقطة تحرير لحمص كلها.

ويحاول النظام جاهداً السيطرة عليها لما فيها من أوراق هامة ومستندات، بالإضافة إلى مديرية البيئة وقسم الشرطة والكلية الحربية لكن لازال النظام مسيطر على كل هذه المباني الحكومية، ومن هنا تأتي معركته حامية الوطيس في حمص والتي يجملها باتفاقات وهدن محتملة ووفود للأمم المتحدة، لكن الحقيقة أنه لا يريد بأي شكل من الأشكال أن تتوقف معركة حمص، بحسب مهند.

ويضيف مهند أن ما يدفع لجنة التفاوض المفوضة من قبل الفصائل في الحي لقبول الهدنات في كل مرة هو حالة المدنيين المتردية التي لا زالت تسوء يوماً بعد يوم، بهدف إدخال سيارات الإغاثة إلى الحي. ولا زال حي الوعر في حمص يتصدر أخبار الإعلام من كونه الحي الأكثر اشتعالاً في المدينة ومن حيث تسارع الأحداث فيه، ففي كل فترة نسمع عن هدنة محتملة وأخرى فشلت، واتفاقاً لإطلاق النار ينتهي بسقوط عدد من الضحايا.

وتأتي هذه الاتفاقيات في ظل أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها الحي الحمصي، حيث لا زال الحصار قائماً عليه إلا من خلال بعض المساعدات الشحيحة التي تدخل عليه والتي غالبها تتم تحت إشراف الأمم المتحدة، بينما يعيش الأهالي أزمة أخرى في ظل العاصفة الثلجية التي اجتاحت البلاد فجأة، حيث لا يتوافر الوقود ولا مواد التدفئة إلا نادراً، ويعاني مايقارب 100 شخص من خطورة الموت جوعاً أو برداً سيما أن الحي ودع 3 ضحايا للعاصفة الثلجية هدى قضوا نتيجة البرد والجوع الشديدين، منهم رجل كبير في السن وطفلان توأمان قضوا نتيجة البرد.

وبحسب ناشطون، يلجأ الناس في الحي في ظل هذه الظروف العصيبة، إلى استخدام البطانيات والشوادر يغطون بها بيوتهم علها ترد عنهم قليلاً صقيع الشتاء، بينما من استطاع منهم أن يوقد ناراً للتدفئة في بيته فإنه يوقد الحطب الذي يسبب أدخنة كثيرة مما يعرضهم لخطر الأمراض.

 

داعش”يهاجم منفذ الوليد الحدودي ويتقدّم شمالي الرمادي

بغداد ــ صفاء عبد الحميد

شنّ تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) هجوماً على منفذ الوليد الحدودي، الرابط بين محافظة الأنبار العراقية وسورية، في حين تمكّن من السيطرة على مركز شرطة البوريشة في منطقة الجزيرة شمالي الرمادي.

 

وأوضح مصدر محلي في محافظة الأنبار، لـ”العربي الجديد”، أنّ “التنظيم شنّ هجوماً من جانبين على منفذ الوليد، الأول من طريق صحراء الأنبار، والثاني عبر الأرض الحرام في الأراضي السورية”.

 

كما أشار إلى أنّ “اشتباكات تدور الآن بين قوات حرس الحدود، و(داعش) الذي يتقدّم باتجاه المنفذ”.

 

ويحاصر التنظيم منفذ الوليد الحدودي، منذ عدة أشهر، حيث تتواجد قوة صغيرة من الجنود العراقيين، وأبناء العشائر الذين يتلقون مساعدات، عبر الطائرات من قبل الجيش العراقي.

 

وفي حين شنّ التنظيم هجوماً على منطقة الجزيرة شمالي الرمادي، قال المصدر إنّ “داعش” تمكّن من السيطرة على مركز شرطة البوريشة، ومقرّ حركة مؤتمر صحوة العراق، ومنزل الشيخ أحمد أبو ريشة، زعيم الصحوة، ومنزل الشيخ حميد الهايس.

 

من جهةٍ أخرى، لفت المصدر إلى أنّ “التنظيم حاول اختراق عامرية الفلوجة، التي حاصرها منذ الأمس، لكنّه جوبه بتصدٍّ من قبل أبناء عشائرها المدعومين بالجيش وطيران التحالف، واشتبكوا معه، مما أسفر عن مقتل 19 من عناصره، وأجبر على الانسحاب”.

 

في غضون ذلك، قلّل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، السناتور الأميركي، جون ماكين، من “إمكانية القضاء على “داعش”، من دون تواجد قوات برية دولية على الأرض، إضافة لمعلومات استخبارية”.

 

وقال في تصريح صحافي، أمس الإثنين: ” لا يمكننا أن نتعامل مع العراق وسورية، كميداني معركة مختلفين، لأنّ ما نواجهه هو العدو نفسه، لذا فإننا نحتاج لمزيد من القوات على الأرض”.

 

كذلك، دعا إلى “إقامة مناطق حظر طيران، تشكل منطقةً عازلةً، ليس فقط للتدريب والتجهيز، وإنّما لرعاية اللاجئين”.

 

وفد الائتلاف إلى لقاء القاهرة.. واحتمال التأجيل قائم

فادي .أ. سعد

شهدت الساعات القليلة الماضية تطوراً مهماً في سياق الاستعداد للقاء المعارضة السورية في القاهرة. وبعد انتظار، شكّل الائتلاف الوطني السوري وفده إلى القاهرة، قبل ثلاثة أيام من الموعد المبدئي المعلن عنه في 22 كانون ثاني/يناير.

 

الوفد سيكون برئاسة نائب رئيس الائتلاف هشام مروة، وعضوية كل من عضو الهيئة السياسية وممثل القائمة الكردية صلاح درويش، وعضو الهيئة العامة ومدير مكتب القاهرة للائتلاف قاسم الخطيب.

 

وقال بيان الائتلاف إن الوفد شُكِّل “للقاء هيئة التنسيق الوطنية في القاهرة، وذلك في إطار الحوار السوري-السوري، الذي بدأه الائتلاف مع باقي فصائل وتيارات وشخصيات المعارضة السورية”، وإن “مسودة وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سوريا”، ستكون “محور النقاش بين الطرفين خلال اللقاء المقرر انعقاده في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى مذكرة التفاهم التي تم تداولها في الأيام القليلة الماضية”.

 

وأوضح مروة أن الوفد قد يلتقي مسؤولين في وزارة الخارجية المصرية، للبحث في الجهود الرامية لعقد لقاء تشاوري بين قوى المعارضة السورية، لتوحيد مواقفها بما يخدم ثورة الشعب السوري.

 

ورداً على تسمية الائتلاف لوفده إلى القاهرة، قال عضو قيادة فرع الوطن العربي في هيئة التنسيق نور واكي: “هي خطوة في الاتجاه الصحيح، باتجاه توحيد رؤية المعارضة، وإعادة الروح للحل السياسي الذي نعول عليه، في أن يوقف الحرب العبثية التي تم توريط شعبنا بها، وأهمية الخطوة تأتي كونها. ضمن جو دولي أصبح شبه مهيأ لإطلاق العملية السياسية”.

 

من ناحية ثانية، وعن أسباب تأخر تسمية وفد الائتلاف، قال عضو الائتلاف محمد بسام ملك، لـ”المدن” إن السبب يعود إلى الانشغال بالوثيقة المتداولة بين الائتلاف والهيئة، حيث “تم تعديلها في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف في 3 كانون الثاني، وأرسلناها للهيئة”. وعن وفد الائتلاف قال ملك إن “الوفد لديه صلاحيات لمفاوضة الهيئة وبقية أطياف المعارضة”، لكنه أشار إلى أن لقاء القاهرة “يحتمل أن يؤجل والهيئة لديها رغبة بالتأجيل لشهر”، لأن “وفد الائتلاف لم يصل بعد وأرسلنا طلباً إلى الخارجية المصرية للحصول على الفيزا لعضوين من الوفد”. وأضاف “هناك احتمال أن يصلا الثلاثاء إلى القاهرة”.

 

من جهة أخرى، قال رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق منذر خدام، لـ”المدن” إن لقاء القاهرة “يحتاج إلى مزيد من التحضير حتى لا يفشل، لذلك سوف تتم الدعوة إليه على مرحلتين: في المرحلة الأولى سوف تجتمع لجنة تحضيرية تمثل كل أطياف المعارضة التي تقبل بالحل السياسي التفاوضي، وسوف تجتمع على الأغلب في 22 كانون الثاني. وأن المرحلة الثانية ربما تعقد في أواخر أذار/مارس أو نيسان/ابريل، ويشارك فيها ممثلون عن أطياف المعارضة لاطلاق خريطة طريق لانقاذ سوريا، وتشكيل لجنة متابعة”.

 

في حين قال عضو منبر النداء الوطني بدر منصور، لـ”المدن”: “إذا تمت دعوتنا من الخارجية المصرية سوف نحضر، إلى الآن الدعوة شخصية”. وحول التعويل على حوار المعارضة في القاهرة، قال منصور: “من البديهي أن نعول على أي شي يجمع المعارضة، وأنا شخصياً مع أي اجتماع للمعارضة. على الأقل نرسم خارطة طريق ونعمل على أساسها”. أضاف منصور: “مع أني موافق على وثائق القاهرة التي تمت في اجتماع المعارضة 2012، ومع ذلك نحن في المنبر نرحب بأي مبادرة”.

 

وكان بيان الائتلاف قد اكد أن “عمليات الحوار السوري-السوري قد بدأت بين أطراف المعارضة منذ فترة، وقبل أن تعلن روسيا عن نيتها عقد منتدى موسكو”. وجاء هذا الكلام في سياق تحميل الإئتلاف “المسؤولية القانونية لموسكو في ما يحدث في سوريا”. وأشار البيان إلى “دورها المهم والأساسي للوصول إلى حل سياسي وفق بيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

 

وحثّ الائتلاف روسيا وباقي دول العالم على دعم جهود المعارضة وإنجاحها في الحوار الذي “قطع شوطاً كبيراً”، كون ذلك هو “هدف روسيا من محادثات موسكو”، بحسب البيان.

 

غارة القنيطرة كشفت غرفة عمليات لحزب الله في الجولان

مروان شلالا

إيران خسرت 6 خبراء في الغارة وحزب الله خسر 6 من عناصره

كان العميد الإيراني محمد علي الدادي مساعدًا أول للجنرال قاسم سليماني في لبنان وسوريا، وسقط في الغارة الاسرائيلية على القنيطرة، التي كشفت غرفة عمليات لحزب الله بالجولان.

 

بيروت: أكدت إيران الاثنين مقتل العميد محمد علي دادي، معاون الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني، في الغارة الاسرائيلية على موكبه في القنيطرة بالجولان الأحد.

 

ظل سليماني

 

ونعی الحرس الثوري العميد دادي، “الذي قتل في جغرافية المقاومة الاسلامية، دفاعًا عن سيادة الشعب السوري المظلوم”، بحسب بيان النعي. وقال بيان صادر عن العلاقات العامة في الحرس الثوري إن دادي قتل مع مجموعة من عناصر المقاومة الاسلامية خلال تفقدهم منطقة القنيطرة.

 

ونسبت جريد “الحياة” إلى نشطاء مقربين من ايران قولهم إن دادي التحق بحرس الثورة الإسلامية اثناء الحرب مع العراق، “ثم اصبح مجاهدًا في وحدة الإسناد للواء “41 ثار”، الذي كان قائده الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، وكان مهتمًا بعمل الحرس الثوري في لبنان وفلسطين. وبعد اندلاع الازمة السورية، لبى نداء الجهاد في التصدي للتكفيريين”.

 

وقال خبراء إن القتيل كان “ظل” سليماني في الملفات السورية واللبنانية والفلسطينية.

 

آخرون

 

ولم يأتِ بيان الحرس الثوري على ذكر 5 خبراء إيرانيين آخرين قتلوا الأحد، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طهران خسرت 6 خبراء الأحد، أحدهم قتل في الضربة الإسرائيلية، بينما قتل الآخرون في سقوط طائرة النقل السورية من نوع أنطونوف، أثناء هبوطها في مطار أبو الضهور العسكري بإدلب، شمال غربي سوريا. وقتل في الحادث أيضًا 30 عنصرًا من قوات النظام السوري، بينهم 13 ضابطًا، كانوا على متنها.

 

وتضاربت الأنباء حول عدد قتلى حزب الله والحرس الثورة الإيراني في الغارة الإسرائيلية، إذ كانت وكالة الصحافة الفرنسية نسبت إلى مصدر مقرب من حزب الله قوله إن 6 عسكريين إيرانيين بينهم ضباط قتلوا في الغارة. إلا المكتب الإعلامي في حزب الله وجه رسالة إلى الوكالة أكد فيها أن ما نشر في هذا الاطار لا علاقة له بحزب الله، رافضًا اعتماد صيغة المصادر في أخباره.

 

خبير روسي جريح

 

وتنقل “النهار” عن مصادر في المعارضة السورية قولها إنه بعد الغارة، استنفرت قوات النظام السوري وحزب الله، وبدأت تسمع أصوات سيارات الإسعاف والإطفاء.

 

ويؤكّد مدير مكتب وكالة سوريا برس والناشط السوري ماهر الحمدان للنهار أنه تم نقل قتلّى ومصابين من الخبراء الروس والحرس الثوري الايراني وحزب الله من طريق عين النورية الى مشفى الشهيد ممدوح إباظة في مدينة الشهداء (البعث سابقًا)”.

 

وتنقل مصادر مشفى إباظة وصول نحو 11 قتيلًا من جنسيات لبنانية وإيرانية، من حزب الله والحرس الثوري الايراني، لافتة إلى إصابة طفيفة لخبير روسي، و13 جريحًا من الحزب والحرس الثوري، ما استدعى استنفارًا كاملًا في محيط المشفى.

 

وعن سبب وجود الخبير الروسي، يقول الحمدان: “توجد في سرية المشاة التابعة للنظام أجهزة روسية الصنع لرصد طائرات من دون طيار، وهي بالقرب من تلّ الأحمر – عين النورية، كما يوجد في منطقة الطلائع خبراء روس ومجموعة عسكرية لحزب الله والحرس الثوري الايراني تؤمّن الحماية للخبراء”.

 

مهمة غامضة

 

ما زالت مهمة المجموعة المقصوفة غامضة في القنيطرة، خصوصًا أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله كان أكد قبل ايام، في مقابلة متلفزة، أن حزبه غير ناشط أبدًا في هضبة الجولان، على الحدود السورية الاسرائيلية.

 

وتنقل صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر متقاطعة تأكيدها أن القيادي الأبرز في المجموعة كان محمد عيسى (43 عامًا)، الذي انتسب إلى حزب الله في بدايات ظهور الحزب في الثمانينات، وتدرج في المواقع القيادية حتى أصبح أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا في حزب الله. ويقول أشخاص من بلدته في عربصاليم الجنوبية إنه يتحدر من أب سوري وأم لبنانية، وكان من أوائل من عرف عنهم دورهم المؤثر في الحرب السورية، منذ إعلان حزب الله تدخله في الحرب إلى جانب النظام السوري في مايو (أيار) 2013.

 

وفي بيان النعي، وصف حزب الله عيسى بـ”الشهيد القائد”، فيما وصف الآخرين بـ”المجاهدين”، وكانوا يقومون بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية، على مقربة من الخط الفاصل بين الجزأين السوري والمحتل من إسرائيل في هضبة الجولان، عندما تعرضوا لقصف صاروخي من المروحيات الإسرائيلية”.

 

مقرات سرية

 

ونقلت “الشرق الأوسط” عن مصادر معارضة سورية في الجبهة الجنوبية قولها إن مقاتلي حزب الله يترددون عادة إلى مقرات سرية لهم، هي بمثابة غرف عمليات في المنطقة، وإن المروحيات الاسرائيلية استهدفت السيارتين اللتين كانتا تنقلان عناصر الحزب في منطقة قريبة من أحد هذه المقرات.

 

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، للشرق الأوسط إن مزرعة الأمل خاضعة لسيطرة النظام السوري، ويتواجد فيها مقاتلو الحزب، وهذه المنطقة على تماس مع مناطق سيطرة المعارضة من ناحية الشرق والجنوب، وقريبة من منطقة فض الاشتباك مع إسرائيل في هضبة الجولان من جهة الغرب، وهي مفتوحة على الغوطة الغربية لدمشق من ناحية الجنوب.

 

عمل أمني

 

وأضاف عبد الرحمن أن النظام السوري خفض عدد الضباط السوريين هناك، فتسلم حزب الله زمام الامور فيها، “بعد تأكيد النظام بأنه مخترق في هذه المنطقة، بدليل تسليم موقع تلة الحارة للمعارضة في معركة سابقة”.

 

وتابع: “كان مقاتلو حزب الله والخبير الإيراني يتحضرون لعمل أمني في الجولان ضد أهداف إسرائيلية، فالقيادات التي قتلت في العملية من الخبراء والقادة العسكريين”. ويغلب عبدالرحمن أن تكون العملية تمت نتيجة رصد إسرائيلي دقيق لتحركاتهم، بعد الحصول على معلومات عن تحرك هذه المجموعة.

 

عشرات القتلى بقصف سوق للأغنام في ريف الحسكة  

قال مراسل الجزيرة إن أكثر من ستين قتيلا سقطوا جراء قصف بالبراميل المتفجرة على سوق للأغنام في ريف الحسكة شمال شرق سوريا، في حين سقط عدد من القتلى والجرحى جراء إلقاء الطيران الحربي براميل متفجرة على عدد من المناطق في أنحاء البلاد.

 

من جهته، قال مراسل الجزيرة نت إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على سوق للأغنام في قرية الخنساء جنوب بلدة تل حميس بريف الحسكة. كما تحدثت سوريا مباشر عن مقتل 75 وسقوط مائة جريح.

 

يذكر أنه بعد اشتباكات دارت على مدار يومي السبت والأحد في أحياء بمدينة الحسكة، أعلن جيش النظام ووحدات حماية الشعب الكردية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

 

وفي ريف إدلب، قال ناشطون إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء شنّ طيران النظام الحربي ثلاث غارات على مدينة سراقب.

 

وفي ريف حلب، ذكرت سوريا مباشر أن طيران النظام المروحي ألقى برميلين متفجرين على منطقة المناشر في البريج. في حين أفادت لجان التنسيق بأن مروحيات النظام ألقت ثلاثة براميل متفجرة على حي الهلك.

 

وفي ريف حمص، تحدثت لجان التنسيق عن استهداف قوات النظام بالرشاشات الثقيلة مدينة الحولة، كما وثقت مسار برس سقوط عدد من الجرحى جراء قصف قوات النظام بالمدفعية مدينة تلبيسة.

 

وفي ريف دير الزور، قالت مسار برس إن طيران التحالف الدولي شن أربع غارات على محيط جسر بلدة السويعية بمدينة البوكمال. كما ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على مدينة كفرزيتا بريف حماة.

 

مصادر دبلوماسية غربية : 3 أسباب وراء رفض واشنطن مهاجمة مواقع النظام السوري

اجتماع دولي في لندن الخميس لبحث استراتيجية الحرب على «داعش» وسط تساؤلات وانقسامات

ميشال أبو نجم لندن :الشرق الاوسط

تستضيف لندن يوم الخميس المقبل اجتماعا هاما لمجموعة من وزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد «داعش»، دعا إليه الوزيران الأميركي جون كيري والبريطاني فيليب هاموند، من أجل تقويم ما وصلت إليه الحرب ضد التنظيم المتطرف ورسم الخطط المستقبلية. ويأتي الاجتماع الذي يفترض أن يشارك فيه نحو 20 وزير خارجية بينهم وزراء عرب بعد 50 يوما من اجتماع موسع حصل في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وجديد لقاء لندن أنه يجري على خلفية التعبئة الأوروبية ضد التنظيمات الإرهابية، بعد الهجمات الدامية التي شهدتها باريس بين 7 و10 يناير (كانون الثاني) الحالي والعملية الأمنية التي قامت بها قوات الأمن في بروكسل وسعي الأوروبيين لبلورة سياسة أكثر تشددا غرضها درء الخطر الإرهابي بخطوات «استباقية» وتشديد الإجراءات على كل من يشكل تهديدا لأمن هذه البلدان، وتوثيق التعاون الاستخباري والميداني بينها، فضلا عن التشدد في التشريعات.

وينتظر أن يكون بند المقاتلين الأجانب في صفوف «داعش» الأول على جدول أعمال الاجتماع، إضافة إلى 4 بنود أخرى هي: النتائج العسكرية للحملة الجوية على «داعش» (في العراق وسوريا)، وتجفيف منابع تمويل التنظيم، وقطع وسائل التواصل الاستراتيجية التي يقيمها، وأخيرا إيصال المساعدات الإنسانية.

ويتضح من تسلسل البنود أن الداعين إلى الاجتماع يعتبرون أن موضوع المقاتلين الأجانب، بعد التعبئة الاستثنائية التي تعيشها أوروبا منذ أسبوعين، يجب أن يتقدم على ما عداه. وتفيد إحصائيات أمنية بأن نحو 3000 أوروبي ضالعون في الحرب في سوريا والعراق غالبيتهم منضوية تحت لواء «داعش» أو «جبهة النصرة»، وضمن هؤلاء 1400 فرنسي. ونقلت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية الأحد الماضي عن هاموند قوله إن «الشركاء الفاعلين الرئيسيين في الائتلاف، بمن فيهم شركاؤنا العرب، سيجتمعون في لندن لتقرير ما هي الأمور الإضافية الواجب علينا القيام بها لإضعاف وهزيمة (داعش)»، بيد أن الوزراء الـ20 ليسوا كلهم على الخط نفسه، خصوصا في ما يتناول «داعش» في سوريا والسياسة الواجب اتباعها إزاء الرئيس الأسد الذي بقي حتى الآن في منأى عن الضربات العسكرية التي تصيب مواقع التنظيم وتستهدف أحيانا مواقع النصرة.

وبحسب مصادر دبلوماسية غربية رفيعة المستوى تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، فإن الاتصالات التي أجريت مع واشنطن في الأسابيع الأخيرة بينت أن الإدارة الأميركية «ليست على أهبة إعادة النظر في هذه السياسة»، وأنها مستمرة «في ترك الأسد ونظامه وقواته جانبا». ومن بين البلدان الرئيسية التي تشارك في التحالف لكنها تتحفظ على «تحييد» النظام السوري فرنسا التي ترى أن النظام «يستفيد» من هذه السياسة على حساب المعارضة المعتدلة التي تقول واشنطن إنها «تريد مساعدتها لمحاربة (داعش)».

وتقول المصادر المشار إليها إن هناك 3 أسباب رئيسية تجعل واشنطن محجمة عن استهداف قوى النظام، وهي أولا رغبتها في تلافي قيام حرب بينها وبين النظام، الأمر الذي سيعني قيام حرب مع إيران في الوقت الذي تسعى فيه لإبرام اتفاقية نهائية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وثانيا خشيتها من استفزاز روسيا في هذا الملف بالنظر إلى الدعم المتواصل الذي توفره موسكو للنظام منذ اندلاع الأحداث قبل 4 أعوام، وثالثا خوف واشنطن على أمن جنودها في العراق الذين يقدر عددهم بـ3000 رجل، وحرص الرئيس أوباما على ألا يحصل في عهده ما حصل في عهد الرئيس الديمقراطي الأسبق جيمي كارتر عندما اقتحم «الطلاب» الإيرانيون السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا العاملين فيها رهائن، ما كانت نتيجته خسارة كارتر الانتخابات وفوز الجمهوري رونالد ريغان بها.

وتشكو المصادر المشار إليها من «الغموض» في الموقف الأميركي والتركيز «المطلق» على «داعش» وتناسي الأوجه الأخرى للحرب في سوريا. وكانت باريس «لسعت» من تهرب الرئيس أوباما من التزاماته العلنية بمعاقبة النظام السوري في حال اجتاز «الخطوط الحمراء» واستخدم السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وهو ما فعله في الغوطتين الشرقية والغربية في 21 أغسطس (آب) 2013. كذلك لا تولي واشنطن، بحسب المصادر نفسها، أهمية جدية للمساعي التي تقوم بها روسيا ولا لمقترحات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا وأهمها «تجميد» القتال في عدد من المناطق، وأولها في حلب وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتهيئة الأجواء للعودة إلى الحوار. وفي هذا السياق قالت مصادر غربية على صلة وثيقة بالملف السوري إن النظام السوري «رفض» مبادرة المبعوث الدولي بعد أن قبلها لأن دي ميستورا لم يتبنَّ مطلبين اثنين طرحهما هما: تسليم المعارضة لسلاحها الثقيل، وعودة «الإدارة» السورية إلى مناطقها. وكانت المعارضة اعتبرتهما بمثابة طلب «استسلام» لا يمكن أن تقبله، فضلا عن أنها طرحت شروطها الخاصة ومنها منع النظام من نقل قواته إلى جبهات أخرى وتوفير آلية رقابة دولية للإشراف على وقف النار، وكلها طلبات ينظر إليها النظام بكثير من الحذر.

تفيد المصادر الغربية بأن دي ميستورا بصدد إعادة النظر في مقترحاته، الأمر الذي يجعل الساحة الدبلوماسية خالية تماما إلا من المبادرة الروسية، لكن هذه المبادرة فقدت كثيرا من زخمها بعد رفض الائتلاف المعارض المشاركة فيها من جهة، ومن جهة ثانية بسبب ممانعة موسكو وهي الجهة الداعية تغيير توجهها بدعوة أفراد وليس المنظمات.

وفي أي حال، تبدو مكونات المعارضة «المعتدلة» بحاجة إلى التفاهم بين أطرافها التي لم تتفق حتى الآن على مسائل أساسية مثل مصير النظام ووزن كل طرف ومدى ما يمثله وكيفية أخذ ذلك بعين الاعتبار. ولذا فإن كثيرين يرون أن مباحثات موسكو ستكون قاصرة عن تحقيق اختراق أساسي ما دامت المسائل المهمة يكتنفها الغموض.

 

في سوريا.. “الموت يأتي بطيئاً بعد التعذيب

العربية.نت

 

أكدت عضو اللجنة الدولية للتحقيق في سوريا، كارلا ديل بونتي، أن الجرائم التي ترتكب في سوريا تفوق كل الجرائم التي تمت خلال حرب يوغسلافيا السابقة.

 

وقالت بونتي، في تصريح صحافي في جنيف “في سوريا يتم القتل بدون تمييز بين الرجال والنساء والأطفال، وتنتشر عمليات التعذيب، ويتم التعذيب ببطء حتى يأتي الموت بطيئاً، وبعد أكبر قدر من العذاب والألم”.

 

ودعت بونتي بلادها(سويسرا) إلى استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، مؤكدة أن استضافتهم ستكون مؤقتة، لأنهم يريدون العودة إلى سوريا عقب انتهاء الصراع.

 

وكان رئيس لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، باولو بينيرو، قد أشار في آخر تقرير للجنة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلى أن الصراع في سوريا وصل إلى نقطة اللاعودة، مما يهدد المنطقة بأسرها.

 

وأشار إلى أن اللجنة بدأت التحقيق في الآلاف من الصور لأشخاص قتلوا في المرافق العسكرية الحكومية بعد التجويع والتعذيب، وقد جمعت اللجنة أكثر من 3.000 مقابلة وروايات مفصلة تشير إلى عدد هائل من جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية.

 

يذكر أن اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا قد كلفت من قبل مجلس حقوق الإنسان في 2011 للتحقيق في جميع الانتهاكات للقانون الدولي في سوريا منذ مارس 2011.

 

 

—————-

خوجة: أي حوار مع النظام يجب أن يبدأ من “جنيف 2

دبي – قناة العربية

 

تواجه روسيا صعوبات كبيرة في عقد مؤتمر بين النظام والمعارضة في موسكو بداية الأسبوع المقبل، مع رفض كثير من أطياف المعارضة الحضور وتهديد النظام بتخفيض مستوى تمثيله الدبلوماسي في المؤتمر إلى ما دون نائب وزير الخارجية.

 

من جهته قال رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة إن أي حوار بدعوات شخصية لن يتم الاستجابة لها، وأن أي حوار يجب أن يبدأ من حيث انتهى جنيف اثنين. وأضاف خوجة أن الذين لبوا دعوة روسيا معظمهم موجودون في دمشق ونظام الأسد يقابلهم، مشيراً إلى أن روسيا تسعى بدعوتها لحوار إلى ملئ الفراغ الذي تركه التردد الأميركي في حسم المعركة في سوريا.

 

ووضع أعضاء الائتلاف الوطني، مع إصرارهم على المقاطعة، تصوراً للحل السياسي في سوريا من خلال وثيقة لا تتطابق لا مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وتتناقض تماماً مع ما تريده موسكو.

 

ويرى الائتلاف أن الهدف من هذه المفاوضات هو تنفيذ بيان جنيف واحد، بدءاً من تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة للسلطات بما فيها سلطات رئيس الجمهورية. وطالب بتغيير النظام السياسي بشكل جذري وشامل بما في ذلك رأس النظام ورموزه وأجهزته الأمنية، وقيام نظام مدني تعددي. كما اشترط الائتلاف وقف عمليات القتل والقصف واستهداف المدنيين لإطلاق عملية التفاوض هذه.

 

أما المعارضة فتريد استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة مما انتهى إليه مؤتمر جنيف اثنين.

 

من ناحيتهم لم يعلق الروس بشكل مباشر على رفض المعارضة والتعقيدات الأخيرة وما إذا كانت هناك جهود لإنقاذ المؤتمر المفترض عقده بداية الأسبوع المقبل.

 

الائتلاف الوطني: نرحب بالدعوة الأوروبية لتحالف ضد الإرهاب ونطالب بتخليص سورية من نظام الأسد الإرهابي

روما (20 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أبدى الائتلاف الوطني السوري المعارض الترحيب بدعوة الاتحاد الأوروبي لإنشاء تحالف يضم في صفوفه دولاً عربية وإسلامية لمواجهة الإرهاب

 

ونوه الناطق الرسمي باسم الائتلاف، سالم المسلط بـ”ضرورة الإسراع في وضع نظام الأسد على رأس قائمة الأنظمة الإرهابية، والإسراع في لجم مخططاته وتخليص الشعب السوري والعالم من إجرامه”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف المعارض للنظام في دمشق

 

ورأى المسلط أن “مجريات الأعوام الأربعة الماضية، تثبت أن أخطر التنظيمات الإرهابية نبتت بإشراف وتنسيق أنظمة ترعى الإرهاب وتديره وتستخدمه كذراع ووسيلة لتحقيق أهداف سياسية، وكان على رأسها نظام الأسد، الذي عمد إلى تصنيع وإدارة شبكات إرهابية وإطلاق يدها بما يخدم مخططاته، بل ومواجهة كل من يقف في وجهها ريثما تمكنت وتمددت”، على حد تعبيره

 

وحذر الناطق باسم الائتلاف من “أن أي تجاهل لدور نظام الأسد في رعاية وترويج الإرهاب سيكون ذا أبعاد كارثية، ليس على الشعب السوري فقط وإنما على مستوى المنطقة والعالم بأسره، فسجل هذا النظام في الإشراف على تصنيع وبناء خلايا وتنظيمات إرهابية بكل طريقة ممكنة بات موثقاً من خلال شبكات حقوقية عالمية ومفضوحاً في المحاكم الدولية”. ورأى المسلط “إن ترسيخ العدالة على مستوى العالم، والعمل على دعم الشعوب المطالبة بحقوقها وحرياتها الأساسية، وحل النزاعات والصراعات التي ينمو الإرهاب في ظلها، هو المظلة الحقيقية التي يمكن من خلالها تجفيف منابع الإرهاب بشكل نهائي

 

العربي يؤكد أن أوروبا وروسيا تقدمان تغطية ما للنظام السوري

بروكسل (20 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أن روسيا والاتحاد الأوروبي يقدمان، بشكل ما، نوعاً من التغطية للنظام السوري

وفي مداخلة أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي في بروكسل الثلاثاء، أعرب العربي عن قناعته بأن تدخل حزب الله وإيران، المتعدد الأوجه، في الشأن السوري قد ساهم في تصاعد نفوذ المجموعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وما يعرف بتنظيم (الدولة الاسلامية) أيضاً

 

كما أعرب عن قلق وحزن جامعة الدول العربية للدمار الذي لحق بسورية، البلد العريق، الذي قدم الكثير للتاريخ، “كان الحل ممكناً عام2012 على أساس بيان جنيف1، الذي جاء متوازناً ومقبولاً”، لكن “التطورات اللاحقة، وبشكل خاص تدخل بعض الأطراف، ساهم في تأزيم الوضع وابعاد آفاق السلام”، وفق ذكره

 

وشرح العربي بشيء من التفصيل الجهود التي قامت بها الجامعة العربية ومصر من أجل جمع أطراف المعارضة السورية والتوفيق بينها، وتشجيعها على قبول الحوار مع الحكومة السورية

 

وأوضح العربي أن الجامعة تتطلع حالياً إلى الجهود التي تبذلها كل من مصر وروسيا لعقد جولة حوار جديدة قادمة بين المعارضة والنظام الحاكم في دمشق، “لو حصل هذا سيكون أمراً ممتازاً”، وفق كلامه

 

لكن العربي، أعاد التذكير بالإحباط الذي يشعر به نتيجة لعجز مجلس الأمن الدولي على مدى سنوات عن اتخاذ قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في سورية، لافتاً النظر إلى عدم جواز استخدام حق النقض الفيتو، من قبل هذه الهيئة الدولية، بشكل مبالغ

 

كما ناقش الأمين العام لجامعة الدول العربية مع النواب الأوروبيين العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، خاصة ما يتعلق منها بمحاربة الإرهاب، والوضع في ليبيا والشرق الأوسط إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة في المجلس الوزاري الأوروبي، أن الساسة في الاتحاد يتطلعون بشيء من الحذر إلى المساعي الروسية لجمع النظام السوري وأطراف من المعارضة حول طاولة الحوار مرة أخرى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى