أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 22 أذار 2016

 

 

 

«داعش» يقتل عشرات من قوات النخبة السورية قرب تدمر

لندن – «الحياة»

شهد محيط مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي استمراراً للمعارك العنيفة بين القوات النظامية السورية وتنظيم «داعش» الذي تمكن من قتل ما لا يقل عن 26 من «مغاوير البحر» الذين يُعتبرون من قوات النخبة في الجيش، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. واستطاع النظام، في المقابل، من استعادة قرية صغيرة كان «داعش» قد سيطر عليها الأحد في هجوم مفاجئ بمحيط المدينة الصناعية شرق حلب.

وذكر المرصد في تقرير أمس أنه تأكد من «مقتل ما لا يقل عن 26 عنصراً من فوج مغاوير البحر في قوات النظام، من ضمنهم قائد ميداني في الفوج»، نتيجة استهدافهم من عناصر «داعش» في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي والتي يحاول النظام منذ أسابيع استعادة السيطرة عليها بعدما سقطت في أيدي التنظيم المتشدد في أيار (مايو) العام الماضي.

وأشار المرصد إلى أن مقتل عناصر النظام جاء في ظل «معارك كر وفر» بينهم وبين «داعش»، لافتاً إلى أن النظام يحاول التقدم نحو تدمر ونحو مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي مدعوماً بغارات روسية وبـ «حزب الله» اللبناني ومسلحين موالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية. وتابع أن «داعش» استقدم الأحد تعزيزات عسكرية من مدينة الرقة معقله في شمال البلاد إلى تدمر في وسطها والتي وصلها عشرات من عناصر التنظيم. وجاء وصول التعزيزات في حين ارتفع إلى نحو 75 عدد الضربات الجوية التي تنفذها طائرات حربية على تدمر ومنطقة العامرية في شمالها وحقل شاعر النفطي ومنطقة الدوة بريف حمص الشرقي. كذلك أفاد المرصد بأن مدينة القريتين تعرضت لقصف متقطع من قوات النظام التي تخوض أيضاً معارك كر وفر مع «داعش» للتقدم نحوها.

في المقابل، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط منطقة أم شرشوح بريف حمص الشمالي، كما قصفت قوات النظام مدينة تلبيسة وقرية الغنطو بريف حمص الشمالي، من دون انباء عن إصابات، على ما ذكر المرصد.

أما في محافظة إدلب (شمال غربي سورية) فلفت المرصد إلى أن الطيران المروحي ألقى 6 براميل متفجرة على بلدة الناجية وقرية مرعند بالريف الغربي لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي. وفي محافظة حلب المجاروة، ذكر المرصد أن اشتباكات دارت بين «وحدات حماية الشعب» الكردية وبين عناصر تنظيم «داعش» قرب حاجز للوحدات الكردية في محيط منطقة صرين بريف حلب الشمالي الشرقي، اثر هجوم للتنظيم جنوب البلدة، مشيراً إلى «سماع دوي انفجارات في المنطقة ناجمة عن تفجير عناصر من التنظيم أنفسهم». وقرب مدينة حلب أفاد «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» بأن قوات النظام استعادت قرية كفر صغير الواقعة شمال المدينة الصناعية بريف ‏حلب الشمالي الشرقي بعدما سيطر عليها «داعش» في هجوم مفاجئ الأحد. وقال «الاعلام الحربي» إن 30 من «داعش» قتلوا في الهجوم بينهم قائده «ابو أنس الجزائري». أما المرصد فتحدث عن مصير مجهول لـ 52 شخصاً من سكان القرية اختفوا بعد هجوم «داعش»، علماً أن كفر صغير قرية كردية.

وفي شرق البلاد، أورد المرصد معلومات عن مقتل 5 عناصر من «داعش» من جنسيات غير سورية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في دير الزور، في حين قتل عنصر من قوات النظام بالاشتباكات ذاتها، مشيراً إلى أن النظام «سحل» جثتي إثنين من عناصر «داعش» في مناطق سيطرته بدير الزور. وفي ريف المحافظة الغربي، استهدف الطيران الحربي صهريج نفط في قرية الجلامدة ما أدى إلى تفجيره وإندلاع النيران فيه. وعند أطراف قرية الحصين في ريف دير الزور الشمالي انفجر لغم أودى بحياة ثلاثة أشخاص يتحدرون من قرية عدلة بريف الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي.

وفي تطور لافت في جنوب البلاد، ذكر موقع «الدرر الشامية» المعارض أن «لواء شهداء اليرموك» المبايع لـ «داعش» سيطر فجر الإثنين على بلدة تسيل الواقعة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي. ونقلت «الدرر» عن مصادر محلية إن اللواء اقتحم البلدة الخاضعة لسيطرة «فرقة الشهيد رائد المصري»، التابعة لـ «الجيش الحر»، بعدد كبير من الآليات والعناصر بعد حشد قواته في بلدة عين ذكر الواقعة غرب تسيل التي سقطت في أيدي المهاجمين بالكامل. وأوردت «الدرر» أيضاً أن عناصر «لواء شهداء اليرموك» يحاولون «التقدم على طريق نوى – تسيل لقطع الطريق … ومنع أرتال الثوار من التقدم» لاستعادة البلدة. أما المرصد السوري فأشار، في المقابل، إلى أن الاشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل ثلاثة من الفصائل الإسلامية أحدهم «القائد العسكري لجبهة النصرة في الجنوب» وعنصر من «لواء شهداء اليرموك»، مؤكداً سيطرة الأخير على البلدة وقيامه بتوجيه نداءات عبر مكبّرات الصوت مخيّراً عناصر الفصائل بين «المبايعة أو تسليم السلاح أو التزام المنزل».

وتأتي المعارك الجديدة بعد يومين من استعادة فصائل المعارضة السيطرة على مدينة إنخل بريف درعا الشمالي الغربي، بعد مواجهات مع «تجمع أنصار الأقصى» المبايع لـ «داعش». ويشهد ريف درعا الغربي اشتباكات عنيفة منذ أكثر من عام ونصف عام بين «شهداء اليرموك» التابع للتنظيم و «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، وفق ما لفتت «الدرر».

 

أميركا ترفض دعوة روسيا إلى اجتماع عاجل في شأن سورية

موسكو، جنيف، دبي – رويترز، أ ف ب، «الحياة»

رفضت الولايات المتحدة اليوم (الإثنين) دعوة روسية إلى اجتماع عاجل في شأن انتهاكات اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية المطبق منذ ثلاثة أسابيع، قائلة إنه تم التعامل مع ذلك بالفعل في شكل بناء.

واقترحت القيادة المشتركة للقوات المسلحة الروسية اليوم، عقد اجتماع عاجل مع ممثلين أميركيين للاتفاق على آلية مراقبة وقف العمليات القتالية في سورية، قائلة إنها قد تعمل في شكل منفرد اعتباراً من الغد إذا لم تتلق رداً.

وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم، إن روسيا ستتحرك في شكل أحادي ضد المتشددين الذين ينتهكون اتفاق وقف القتال في سورية، إذا لم تتوصل موسكو إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في شأن آلية رصد ومنع انتهاكات الهدنة.

وقالت الوزارة إن الاتفاق الذي تم إعداده بواسطة الولايات المتحدة وروسيا متماسك إلى حد بعيد.

ولكنها أضافت أن البلدين، اللذين يشتركان في رئاسة المجموعة الدولية لدعم سورية، أخفقا حتى الآن في الاتفاق على بنود منع كل الانتهاكات لوقف إطلاق النار، وهو ما يبعث برسالة خاطئة إلى «أعضاء المعارضة … الذين لم ينأوا بأنفسهم بوضوح كاف عن جماعات إرهابية معروفة».

وقال مسؤول أميركي لـ «رويترز» في جنيف، إنه «أطلعنا على التقارير الإعلامية الخاصة بمخاوف روسيا في شأن انتهاكات وقف القتال. أياً كان من يدلي بهذه التصريحات هو مضلل لأن هذه المسائل تم بحثها في شكل مطول بالفعل ومازال يجري بحثها في شكل بناء».

وكانت «هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة» الروسية اقترحت اليوم، عقد اجتماع «عاجل» مع ممثلين أميركيين للاتفاق على آلية لمراقبة وقف القتال في سورية، قائلة إنها «ستتصرف في شكل منفرد اعتباراً من الغد إذا لم يصلها أي رد أميركي»، واصفة موقف واشنطن العسكري في متابعة تطبيق الهدنة بـ «غير المقبول».

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «المزيد من التأخير في تنفيذ القواعد المتفق عليها للرد على انتهاك نظام وقف إطلاق النار في سورية غير مقبول، سكان مسالمون يموتون كل يوم هناك نتيجة أعمال استفزازية وقصف»، مضيفةً أن اجتماع الوفدين الروسي الأميركي يمكن أن يعقد في موسكو أو في أي مكان آخر.

وأعلن الجنرال سيرغي رودسكوي المسؤول الكبير في قيادة أركان الجيوش الروسية في بيان أن «واشنطن أظهرت عدم استعداداها للتباحث عملياً في نص متابعة انتهاكات الهدنة التي دخلت حيز التطبيق في أواخر شباط (فبراير) الماضي». وأضاف رودسكوي أن «من غير المقبول تأخير البدء في تطبيق اجراءات تنص على التحرك في حال حصول انتهاكات لوقف اطلاق النار»، محذراً من أن واعتباراً من 22 آذار (مارس) الجاري ستتابع روسيا في شكل أحادي قواعد تطبيق الهدنة في حال غياب رد من الجانب الأميركي». وتابع «نؤكد أننا لن نستخدم قواتنا المسلحة إلا بعد الحصول على أدلة بحصول انتهاكات منهجية للاتفاق من مجموعات مسلحة». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن إجراء مشاورات ثنائية مع روسيا في جنيف وعمان حول انتهاكات الهدنة السارية منذ 27 شباط (فبراير) الماضي.

من جهة ثانية، دافع مندوب الأكراد السوريين في موسكو اليوم، عن إعلان منطقة فيديرالية كردية في شمال سورية، وهو مشروع يثير معارضة نظام دمشق والمعارضة السورية على حد سواء.

وقال رودي عثمان مدير المكتب التمثيلي للأكراد السوريين في روسيا، إننا «لا نهدف إلى إقامة منطقة مستقلة تقتصر على الأمة الكردية»، وأضاف: «نريد إقامة نظام فيديرالي، ديموقراطي وعلماني تستطيع جميع مكونات المجتمع السوري أن تعيش فيه وتشعر من خلاله أنها ممثلة».

وأعلن أكراد سورية وحلفاؤهم الخميس الماضي، «نظاماً فيديرالياً» يجمع المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في شمال سورية، ويأملون بأن يطبق هذا النموذج في كل أنحاء سورية بعد انتهاء الحرب.

وتشبه هذه المبادرة غير المسبوقة حكماً ذاتياً بفعل الأمر الواقع على أكثر من 10 في المئة من أراضي سورية وثلاثة أرباع حدودها مع تركيا، التي تسيطر عليها المجموعات الكردية المقاتلة.

ولم يشارك الأكراد الذين يعتبرون إحدى أبرز القوى الناشطة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في المفاوضات غير المباشرة التي تجرى حالياً في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، بسبب المعارضة الحادة لتركيا التي تعتبر هذه الحركة «إرهابية» وتتخوف من ردود فعل على مستوى الأكراد في تركيا.

وفتح الأكراد السوريون في شباط  الماضي، مكتباً في موسكو وأعلنوا عزمهم فتح مكاتب أخرى في واشنطن وبرلين وباريس وفي عدد من البلدان العربية.

 

روسيا تهدد بضربات «أحادية» في سورية

موسكو – رائد جبر { الرياض، لندن – «الحياة»

عُقدت في جنيف أمس جولة جديدة من المفاوضات بين المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ووفد حكومة دمشق الذي يتعرض لضغوط كبيرة من أجل تقديم رؤيته لمرحلة «الانتقال السياسي» ودور الرئيس بشار الأسد فيها، وهو أمر يحاول المفاوضون الحكوميون تفاديه، في وقت أعدت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة ردوداً خطية على وثيقتي الوفد الحكومي ودي ميستورا مؤكدة أن تشكيل «هيئة الحكم الانتقالية، هي نقطة الانطلاق» للحل، على أن تسلّمها إلى المبعوث الدولي اليوم.

واستبقت موسكو محادثات حاسمة غداً مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول الملف السوري بتصعيد لهجتها والتلويح باستئناف عملياتها العسكرية «منفردة» رداً على الجماعات التي تخرق الهدنة في سورية في حال لم تستجب واشنطن لمطالبتها التنسيق بين وزارتي دفاع البلدين في مراقبة الهدنة في سورية. ورد مسؤول أميركي بالقول إنهم إطلعوا على «مخاوف روسيا في شأن انتهاكات وقف القتال»، لكنه قال إن «هذه المسائل تم بحثها في شكل مطوّل بالفعل وما زال يتم بحثها في شكل بنّاء».

وفي الرياض، اعتبر مجلس الوزراء السعودي الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من الساحة السورية خطوة إيجابية، معرباً عن الأمل بأن يسهم هذا الانسحاب في تسريع وتيرة العملية السياسية التي تستند إلى بيان «جنيف»، وأن يجبر نظام الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي الذي ينشده الجميع في سورية. وجدد المجلس «إدانة المملكة لاستمرار الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام السوري وأعوانه ضد أبناء الشعب السوري». وناشد المجتمع الدولي إلزام النظام السوري وأعوانه بوقف إطلاق النار والاختراقات اليومية للهدنة.

إلى ذلك، أعلن قائد دائرة العمليات العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي، أن روسيا «مستعدة لبدء تنفيذ الاتفاق في شأن آلية مراقبة سير الهدنة في سورية من جانب واحد اعتباراً من اليوم الثلثاء»، مبرراً ذلك بأن واشنطن لم تستجب لاقتراحات روسية متكررة بعقد اجتماع على مستوى وزارتي الدفاع لتنسيق عمل مشترك للمراقبة.

واللافت في التلويح الروسي باستئناف العمليات العسكرية أنه يستبق زيارة كيري التي ينتظر أن يلتقي خلالها الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وكانت أوساط روسية أشارت في وقت سابق إلى أن هذه اللقاءات ستكون حاسمة لجهة ترتيب اتفاقات روسية – أميركية تهدف إلى دفع طرفي الصراع في سورية إلى تحقيق تقدم في مفاوضات جنيف. واعتبر محللون روس أن موسكو تهدف من خلال تصعيد لهجتها قبل زيارة كيري إلى ممارسة ضغوط على واشنطن لدفعها إلى مزيد من التنسيق مع الروس ميدانياً في سورية، كما أشار خبراء إلى أن مفاوضات جنيف تشهد تعثّراً ما يعني أن تصعيد اللهجة الروسية ربما يهدف إلى تخفيف الضغوط عن الوفد الحكومي السوري في هذه المفاوضات.

وقالت مصادر لـ «الحياة» أمس، إن «الهيئة التفاوضية» التي وصل منسقها العام رياض حجاب إلى جنيف، أعدت ردوداً خطية على ورقتي الوفد الحكومي التي تضمنت عشرة مبادئ حيث وجدت «الهيئة» فيها بعض التقاطعات مع تطوير نقاط أخرى، إضافة إلى ردود على ورقة دي ميستورا المتعلقة بجدول الأعمال. وأوضحت أن «الهيئة» رأت أن «النقطة الأولى على جدول الأعمال تتعلق بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي لأنه لا يمكن بحث الأمور الأخرى مثل الدستور الجديد والتحضير للانتخابات قبل تشكيل الهيئة الانتقالية، التي هي نقطة الانطلاق للمرحلة الانتقالية». كما وافقت «الهيئة» في ردودها الخطية على ضم شخصيات معارضة أخرى اليها «شرط ان تلتزم هذه الشخصيات البيان الختامي لمؤتمر المعارضة في الرياض» نهاية العام الماضي. وقالت المصادر: «توافقنا على امكان قبول شخصيات معارضة كمستشارين وخبراء واعضاء، على أن تبقى تشكيلة الوفد المفاوض على حالها». وستكون الايام الثلاثة المقبلة حاسمة لتقرير مصير الجولة المقبلة التي طلب المبعوث الدولي عقدها في ١١ الشهر المقبل، فيما اقترح الوفد الحكومي تأجيلها الى ما بعد الانتخابات البرلمانية في ١٣ منه.

 

«مفوضية اللاجئين» توقف استقبال المهاجرين الواصلين إلى اليونان

ليسبوس (اليونان) – رويترز

قال ناطق باسم «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» التابعة للأمم المتحدة، اليوم، إنها أوقفت نقل المهاجرين الواصلين إلى جزيرة ليسبوس من تركيا إلى مركز استقبال، إذ إن حرية الحركة لم تعد مكفولة لهم، مشيراً إلى اتفاق أبرم الأسبوع الماضي بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن المفوضية تخشى أن يكون الاتفاق نُفّذ قبل الأوان من دون ضمانات كافية في اليونان، وقال: «اتخذنا قراراً مبدئياً بوقف عمليات النقل من موريا وإليها لأن حرية الحركة لم تعد مكفولة منذ أول من أمس»، مشيراً إلى مركز استقبال يحتجز فيه الواصلون الجدد منذ 20 آذار (مارس) الجاري.

وتابع الناطق أن «المفوضية ستواصل العمل على الخط الساحلي وفي ميناء ليسبوس بتقديم المساعدات المتعلقة بإنقاذ الحياة إلى جانب المتطوعين»، وقال إن المفوضية ستركز في موريا على المراقبة وتقديم الاستشارات.

وحالياً، لا يوجد على أي من جزر اليونان النظم المطلوبة لتقييم طلبات اللجوء، ولا تملك استعدادات لاستيعاب المهاجرين انتظاراً لصدور قرار في شأنهم.

ويهدف الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي، والذي أبرم في بروكسيل الأسبوع الماضي، إلى تسريع إجراءات طالبي اللجوء من الواصلين الجدد إلى اليونان، لكن من ترفض طلباتهم يعادون إلى تركيا. ويشمل الاتفاق كذلك حق الطعن في أي قرار بإعادة الأفراد إلى تركيا.

 

هجمات بروكسيل: ارتفاع عدد القتلى إلى 34 شخصاً.. والملك في حال صدمة

بروكسيل – رويترز، أف ب، “الحياة”

قالت محطة «في.ار.تي» الإذاعية البلجيكية إن عدد قتلى هجمات بروكسيل الإرهابية التي وقعت اليوم (الثلثاء) ارتفع إلى 34 شخصاً، 20 منهم في انفجار محطة مترو و14 في تفجيرين بمطار بروكسيل، في ما أشارت تقارير إعلامية إلى أن الملك فيليب والملكة ماتيلد في حال صدمة.

ونفى القصر الملكي البلجيكي في تغريدة رسمية على «تويتر» نبأ إخلائه عقب تفجير قنبلة في محطة مترو قريبة ووقوع تفجيرين في مطار المدينة. وقال: «خلافا لما ذكرته بعض التقارير لم يتم إخلاء القصر الملكي». وفي وقت سابق ذكرت تقارير إعلامية أنه تم إخلاء القصر الواقع في قلب العاصمة بروكسيل وأن الملك فيليب والملكة ماتيلد في حالة صدمة.

ولم تذكر التقارير ما إذا كان الملك فيليب والملكة ماتيلد تواجدا في القصر اليوم. وهزّت بروكسيل سلسلة انفجارات استهدفت مطار العاصمة البلجيكية ومحطتي مترو قرب مؤسسات للاتحاد الاوروبي. وكانت حصيلة أولية قال إن الهجمات الإرهابية أسفرت عن مصرع 26 شخصاً وجرح 136 آخرين.

وأعلنت دول أوروبية حال التأهب في مطاراتها واتخذت سلسلة تدابير أمنية إثر الانفجارات التي هزت بروكسيل صباح اليوم، كما عززت اجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا.

وتأتي هذه التفجيرات الارهابية بعد أيام من اعتقال السلطات البلجيكية الرأس المدبر لاعتداءات باريس الدموية في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال الناطق باسم هيئة الاطفاء في العاصمة البلجيكية أن “هناك 11 قتيلا” في المطار و”نحو عشرة اخرين” في محطة مالبيك في حي المؤسسات الاوروبية في العاصمة “حيث وقت انفجار كبير في المترو”، مضيفا ان “تم اجلاء غالبية الجرحى لكن الفوضى تعم المكان”.

ونقلت وسائل إعلام عن المدعي العام الاتحادي في بلجيكا قوله إن التفجيرين اللذين وقعا في المطار وأسفرا عن سقوط قتلى نفذهما مهاجم انتحاري، وتحدثت وسائل اعلام محلية عن سماع اصوات اطلاق نار في المطار والعثور على احزمة ناسفة غير منفجرة.

وافادت الاذاعة الرسمية “ار بي تي اف” الناطقة بالفرنسية استنادا الى شاهد بأن الانفجارين وقعا بالقرب من بوابة المسافرين الى الولايات المتحدة وان “اشخاصا كثر كانوا مضرجين بالدماء”.

ورفعت السلطات حال التأهب الى الدرجة القصوى في جميع انحاء بلجيكا، بعدما اغلقت المطار والغت الرحلات الجوية وطلبت من المواطنين تجنب منطقته. وقالت وسائل إعلام بلجيكية إنه تم تعليق حركة السكك الحديدية إلى المطار. وذكرت قناة “سكاي نيوز” في لندن أن الانفجارين وقعا في صالة المغادرة بالمطار وأشارت الى استهداف احدهما مكتب خطوط طيران “أميركان ايرلاينز”.

وفور وقوع الانفجارات تراجعت اسهم شركات الطيران والسفر بشكل كبير في مختلف اسواق المال الاوروبية. ورفعت عدد من الدول الاوروبية اجراءات الامن في مطاراتها.

وتأتي الاعتداءات بعد أيام قليلة اعلان وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز أن صلاح عبدالسلام، المعتقل والناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت اعتداءات باريس، قال للمحققين إنه كان يخطط لضرب أهداف في بروكسيل.

 

حوار جنيف يضغط على لقاء موسكو روسيا تهدد بالتحرك ضد منتهكي الهدنة

جنيف – موسى عاصي

كان التصعيد سيد الموقف في جنيف أمس قبل ساعات من اللقاء المنتظر في موسكو لوزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف للبحث في الأزمة السورية وحوار جنيف والهدنة المهددة بتداعيات المراوحة في الحوار السوري – السوري.

وقد عكست جلسة أمس بين الوفد الحكومي السوري وفريق الامم المتحدة حجم الهشاشة التي تتسم بها المحادثات ومدى الحاجة الى تدخل أميركي – روسي مباشر منعاً للإنزلاق نحو الخطوط الحمر التي تعني الفشل والعودة الى الأعمال العسكرية. وقد حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا مجدداً من أنه لا بد من التقدم في المسار السياسي “حتى يصمد وقف النار في سوريا”.

ويراوح “جنيف 3” في دائرة مليئة بالمتاريس يقف الافرقاء خلفها مصرين على عدم التقدم قيد أنملة للتلاقي في مكان ما في منتصف الطريق، وعادت الامور خلال اليومين الاخيرين الى نقطة الصفر، ولم يتمكن المبعوث الدولي من تحقيق أيٍ خطوة من خريطة طريقه، فلم يحصل من الوفد الحكومي على ما كان يطالب به، أي ورقة عمل مفصلة عن رؤيته للحل، واكتفى هذا الوفد بتقديم أجوبة عن 29 سؤالاً وجهها قبل أيام الى الفريقين الحكومي والمعارض، الى ورقة المبادئ المؤلفة من ثمانية بنود التي كان قد قدمها السفير بشار الجعفري الى دو ميستورا في اليوم الاول للحوار.

ويصر الوفد الحكومي على عدم مناقشة مسألة الانتقال السياسي في هذه المرحلة على أساس “أن الوقت لم يحن بعد” على حد تعبير رئيسه. ورد دو ميستورا في تصريح للصحافيين “إن الانتقال السياسي أساسي في محادثات جنيف ولا يمكن تجاهله”.

وفي المقابل، لم يتمكن المبعوث الاممي من إقناع فريق الهيئة العليا للمفاوضات بالرد على ورقة البنود الثمانية للفريق الحكومي، ويعود رفض المعارضة الاجابة عن هذه الورقة الى “كونها لا تتضمن أي تفصيل حول رؤية الحل بل فقط ورقة مبادئ لا معنى لها” كما قال الناطقون باسم الوفد المعارض.

واعلن الجعفري في مؤتمر صحافي بعد الجلسة الثالثة مع دو ميستورا ان المبعوث الدولي وعد بتسليمه غداً أو الخميس رداً على ورقة العناصر الأساسية للحل السياسي التي قدمها الوفد الحكومي الاثنين الماضي، منتقداً تأخر الفريق الآخر في الرد مدة أسبوع ونصف اسبوع أو أسبوعين، معتبراً ذلك “تهرباً من المسؤولية”.

وحسم الجعفري موقف دمشق الرافض نهائياً لأي حديث يتناول مصير الرئيس السوري بشار الاسد في حوار جنيف وقال في اشارة الى ورقة تم تداولها في جنيف على أساس انها الورقة الحكومية وهي تتضمن بنداً يتعلق باعادة ترشيح الاسد لولاية أخرى في انتخابات 2018، ان “ما تم الحديث عنه حول مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد عليه لأن أصحابه يعرفون أن هذا الموضوع ليس موضوع نقاش ولم يرد في أي وثيقة مستندية في هذا الحوار، وهذه المسألة المهمة ليست جزءاً من أدبيات ومرجعيات هذا الحوار”.

ورد وفد المعارضة مباشرة على كلام الجعفري حول مصير الاسد، واتهم الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط الوفد الحكومي بإضاعة الوقت “برفضه مناقشة مستقبل الرئيس بشار الأسد”، وقال: “لا يمكن الانتظار بهذه الطريقة في وقت يضيع فيه وفد النظام الوقت دون إنجاز شيء”.

 

موسكو

وفي موسكو (الوكالات)، قالت وزارة الخارجية الروسية إن روسيا ستتحرك أحادياً ضد المتشددين الذين ينتهكون اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا إذا لم تتوصل موسكو إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في شأن آلية رصد ومنع انتهاكات الهدنة.

وقالت إن الاتفاق الذي تم أعدته الولايات المتحدة وروسيا متماسك إلى حد بعيد.

لكنها أضافت أن البلدين، اللذين يشتركان في رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا، أخفقا حتى الآن في الاتفاق على بنود منع كل الانتهاكات لوقف النار وهو ما يبعث برسالة خاطئة إلى “أعضاء المعارضة … الذين لم ينأوا بأنفسهم بوضوح كاف عن جماعات إرهابية معروفة”.

واقترحت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية في وقت سابق عقد اجتماع عاجل مع ممثلي الولايات المتحدة للاتفاق على آلية مراقبة وقف النار في سوريا. وقالت إنها سوف تتحرك أحادياً بدءا من 22 آذار إذا لم تتلق رداً.

ورفضت الولايات المتحدة لاحقاً دعوة الجيش الروسي وقالت إن مخاوفه يجري التعامل معها فعلاً بشكل بناء.

 

المعارضة السورية تؤكد انخراطها في مفاوضات جنيف غداة رفض دمشق بحث مستقبل الأسد

جنيف – أ ف ب – أكدت المعارضة السورية الثلاثاء، انخراطها في مفاوضات جنيف وتحليها بـ”الصبر والمسؤولية”، غداة اعلان الوفد الحكومي ان مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد “ليس موضع نقاش” في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة حول سوريا.

وقال هشام مروة عضو الوفد الاستشاري المرافق لوفد الهيئة العليا للمفاوضات الى جنيف، ان مواقف الوفد الحكومي الاخيرة “لم تكن مفاجئة ولن تؤثر على قرارنا بالانخراط في العملية السياسية”.

ولفت الى ان الوفد المعارض سيقدم الى الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا، الذي يلتقيه بعد ظهر اليوم، أجوبة على 29 سؤالاً موجهين من الأمم المتحدة حول تفاصيل المرحلة الانتقالية وكيفية تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

وشدد على “اننا نبدي قدراً أعلى من المسؤولية والتحلي بالصبر لأننا نحاور نظاماً، لا يحترم التزاماته ولا القانون الدولي او رغبة شعبه بالانتقال السياسي”، لافتاً الى ان الوفد الحكومي “يحاول اثارة المعارضة للحصول على رد فعل منها”.

ويرفض الوفد الحكومي البحث في الانتقال السياسي رغم الضغوط التي يمارسها دي ميستورا في هذا السياق. واعتبر بشار الجعفري رئيس الوفد المفاوض الحكومي في جنيف ومندوب سوريا لدى الامم المتحدة الاثنين ان “ما يتم الحديث عنه من قبل وفد السعودية.. حول مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد”، مضيفاً ان “الموضوع ليس موضع نقاش ولم يرد في اي وثيقة مستندية لهذا الحوار” في اشارة الى مفاوضات جنيف.

واوضح مروة ان “النظام يريد الانتقال السياسي كما يراه، اي مع بقاء الاسد، وهذا امر مرفوض بالمطلق بالنسبة الينا”، مؤكداً ان “الانتقال السياسي يعني تشكيل سلطة جديدة تتولى كافة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئاسة”.

ويشكل مستقبل الاسد نقطة خلاف جوهرية في مفاوضات جنيف، إذ تطالب الهيئة العليا للمفاوضات برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما يصر الوفد الحكومي على ان مستقبل الاسد يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع.

وينص القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن في كانون الاول/ديسمبر على تشكيل حكومة تضم ممثلين عن المعارضة والحكومة خلال ستة أشهر، وصياغة دستور جديد، واجراء انتخابات خلال 18 شهراً.

ورأى مروة ان “الوفد الحكومي يواصل سياسة التهرب من الاستحقاقات” متسائلاً “اذا كانت المعارضة السياسية بنظره غير وطنية والفصائل الثورية ارهابية، فهل نتوقع منه ان يكون جاداً في الانتقال السياسي؟”.

ونقل دي ميستورا للصحافيين الاثنين عن الجعفري قوله “انه من السابق لأوانه في الوقت الراهن” بحث مسألة الانتقال السياسي. وجدد الإشارة الى ان “الانتقال السياسي يبقى أساس كل القضايا ويتعين علينا ان نتعامل مع ذلك بواقعية”.

ولم تحقق جولة المفاوضات الراهنة اي تقدم منذ انطلاقها الاثنين، وتقر الامم المتحدة بأن “الهوة كبيرة” بين طرفي المحادثات غير المباشرة والتي تختتم الخميس، على ان تعقد جولة اخرى الشهر المقبل.

 

كيري سيلتقي بوتين.. و”الحكومة الانتقالية” السورية على طاولة النقاش

واشنطن- القدس العربي- من تمام البرازي: يتوجّه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو غداً للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث كيفية التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سورية، بعد أن وصلت المفاوضات غير المباشرة بين وفد المعارضة السورية، وممثل النظام السوري إلى طريق مسدود.

ويصرّ الوفد السوري، برئاسة بشار الجعفري، على رفض الحديث عن المرحلة الانتقالية، بل يتحدث عن كيفية استسلام “الإرهابيين”،  معتبراً أن المعارضة تمثلهم، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحت وصاية الأسد، ويرفض مجرد الحديث عن حكومة انتقالية بدون الأسد.

وسيُجبَر كيري على عقد اجتماع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف لبحث الخروقات لوقف الأعمال العدائية، بعد أن رفض الأمريكيون طلباً روسياً لعقد اجتماع حول هذا الأمر. ويصرّ الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي على رفض الاجتماع مع الروس حول وقف الأعمال العدائية، لأن الأمريكيين قاموا بالتنسيق مع الروس حول وقف إطلاق النار، وجمعوا وحللوا المعلومات حول الخروقات وناقشوها بعمق ويطريقة إيجابية. وفوجئوا بتصريح الجنرال الروسي، الذي هدّد بالتصرف بطريقة أحادية، مما يخالف روح اتفاقية وقف الأعمال العدائية، التي وافق عليها الجميع.

ويضيف كيربي: توقعنا أن تستجيب روسيا لاقتراحاتنا المضادة حول طرق تطبيق اتفاقية وقف الأعمال العدائية.

واعترف كيربي أنه لم يجر اتخاذ أي إجراء ضد من خرق وقف الأعمال العدائية، مع أن وقف الأعمال العدائية دخل أسبوعه الرابع.

وأكد كيربي أن فريق العمل، التابع للمجموعة الدولية لدعم سورية، يجمع كل التقارير حول الخروقات، ويتمنى أن يكون عددها صفراً. ورفض إعطاء رقم الخروقات ومناقشتها، ولكنه قال إن ما نقدر أن نؤكده أن أغلبية الخروقات قام بها النظام السوري.

 

سوريا: مقتل العشرات من جنود النظام خلال هجوم على مدينة تدمر

روسيا تهدد بشن غارات ضد جماعات تنتهك الهدنة

عواصم ـ وكالات: قتل 26 عنصرا على الأقل من قوات النظام السوري، أمس الاثنين، في هجوم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» غرب مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص (وسط)، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، «صد تنظيم الدولة هجوما لقوات النظام السوري كانت تحاول التقدم على بعد أربعة كيلومترات غرب مدينة تدمر، وقتل 26 عنصرا منهم على الأقل».

وأوضح عبد الرحمن أن «فوج مغاوير البحر الذي شنّ الهجوم عبارة عن قوات رديفة لقوات النظام السوري، ولعبت دورا أساسيا في معارك ريف اللاذقية الشمالي (غرب)».

وأشار عبد الرحمن إلى أنه بالرغم من الغارات الروسية فإن «قوات النظام السوري تتقدم ببطء في المنطقة المحيطة بتدمر التي تم استهدافها من بدء الشهر الحالي بحوالى 800 ضربة جوية».

ويسيطر تنظيم «الدولة» على مدينة تدمر منذ أيار/ مايو 2015، وعمد مذاك إلى تدمير العديد من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدا شمين وبل.

وبدأ الجيش السوري معركة استعادة تدمر قبل أسبوعين بغطاء جوي روسي.

وتعد هذه العملية، وفق عبد الرحمن، «معركة حاسمة لقوات النظام كونها تفتح الطريق أمامها لاستعادة منطقة البادية وصولا إلى الحدود السورية العراقية شرقا».

جاء ذلك فيما هددت روسيا بأنها ستبداً غاراتها ضد الجماعات التي لا تمتثل لاتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا.

وأفاد سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات الرئيسية التابعة لهيئة الأركان الروسية، في تصريح أمس الاثنين، أن روسيا نقلت بالوسائل الدبلوماسية والعسكرية، للولايات المتحدة الأمريكية خطة حيال مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا.

وأشار رودسكوي إلى أن سلطنة عُمان شهدت في 18 آذار/ مارس الجاري اجتماعاً على مستوى الخبراء، وأن الجانب الأمريكي لم يبدِ خلال الاجتماع استعداده لتقييم الخطة الروسية، زاعماً أن بعض الجماعات انتهكت وقف إطلاق النار بشكل ممنهج في سوريا.

وأوضح رودسكوي أن روسيا ستبدأ بشكل منفرد في تطبيق المواد التي تتضمنها الخطة اعتباراً من يوم غد 22 آذار/مارس في حال عدم تلقيها رداً من جانب الولايات المتحدة على مقترحها.

وقال»إن استخدام القوى العسكرية سيكون موجها ضد الجماعات التي سيثبت بالأدلة انتهاكها الممنهج لوقف إطلاق النار».

وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد بالإجماع، في 26 شباط/ فبراير الماضي، قرارا أمريكيا روسيا، حول «وقف الأعمال العدائية» في سوريا، والسماح بـ «الوصول الإنساني للمحاصرين»، بدأ سريانه اعتبارا من 27 شباط / فبراير الماضي.

 

«أحرار الشام» يقاتلون تنظيم «الدولة» تحت قيادة «فيلق الشام»… وبدء إعلان منطقة عسكرية شمال حلب

عبدالله العمري

حلب- «القدس العربي»: أكد مصدر خاص لـ «القدس العربي» استمرار حركة أحرار الشام بقتال تنظيم «الدولة» شمال حلب، وأضاف، ان شريطاً مصوراً مسرباً يكشف «تحريض القيادي في الحركة، حسام أبو بكر، جنوده على قتال التنظيم».

وأشار إلى أن مكان التصوير هو في «احدى الجبهات بريف حلب الشمالي»، وكانت تساؤلات «أثارت لغطاً في صفوف مقاتلي الحركة حول شرعية عقد الهدنة مع قوات النظام والقوات الروسية مع الإصرار على استمرار قتال التنظيم على الرغم من خرق النظام والروس للهدنة عشرات المرات»، حسب المصدر.

وأضاف، أن الكثير من «مقاتلي «أحرار الشام» رفضوا التوجه لقتال تنظيم «الدولة» بعد توقيع الهدنة مع النظام»، كما يقول المصدر الذي أشار إلى «لجوء الحركة لاستدعاء القوة المركزية الخاصة بها وإرسالها إلى خطوط التماس مع تنظيم «الدولة».

وكشف المصدر عن قرار اتخذته قيادة «حركة أحرار الشام» قبل اشهر عدة بتشكيل «قوة مركزية تتألف من خمسة آلاف مقاتل لكن عددهم الآن لا يتجاوز 500 مقاتل من ذوي الخبرة القتالية والتدريب العالي».

وذكر، أن قيادة «حركة أحرار الشام»، «وضعت القوة المركزية تحت تصرف قيادة فيلق الشام ضمن مساع سابقة هدفت إلى دمج الفصيلين والقتال تحت مسمى واحد، والتي ستكون القوة الموكل إليها حماية المنطقة العسكرية التي سيتم الإعلان عنها وتحديدها قرب الحدود التركية».

من جهة أخرى، أكد المصدر على مساندة «المدفعية التركية لقوات المعارضة المسلحة التي تقاتل تنظيم «الدولة» منذ بدء عملياتها لاستعادة المناطق والبلدات التي يسيطر عليها التنظيم»، حسب قوله، نافياً ما رددته بعض وسائل الإعلام عن «تزامن ضربات المدفعية التركية مع غارات التحالف الدولي».

وأشار «إلى أن «حركة أحرار الشام» لم تعلن يوماً أنها توقفت عن قتال تنظيم «الدولة»، أو المشاركة في قتاله».

وكشف عن «تعقيدات في تسويغ قيادة «أحرار الشام» قتال تنظيم «الدولة» بوجود تيار سلفي قد لا يرضى بقتال التنظيم بالتزامن مع تقدم القوات الكردية واستيلائها على عدد من القرى والبلدات من جهة، والهدنة التي التزمت بها الفصائل مع النظام من جهة أخرى».

يذكر أن «حركة أحرار الشام» الزمت نفسها بتعهدات سابقة لقتال تنظيم «الدولة» وإبعاد خطره عن الريف الشمالي عامة، وبلدتي اعزاز ومارع خاصة.

ورجح المصدر «أن تكون الحركة قررت عدم الكشف عن مشاركتها القتال في الريف الشمالي ضد تنظيم «الدولة»، لأن التيار السلفي يرفض القتال تحت الراية الأمريكية كما يصفونها».

وأضاف، «ان الحركة ستستمر بقتال التنظيم بمعزل عن أي دعم دولي، لذلك فان وضع الحركة الحالي وخصوصاً بعد تشكيل القيادة العسكرية في تركيا أصبح متازماً جداً، وانعكس ذلك على الواقع الميداني في ريف حلب الشمالي وإدلب».

وقال «ومما زاد الوضع الداخلي للحركة تعقيداً قيام الحكومة التركية مؤخراً بإغلاق المعابر الحدودية منذ أيام عدة ، ورفضها لتواجد مدنيين قرب الحدود السورية في نية منها لإعلان مناطق عسكرية في المناطق الممتدة قرب حدودها شمال حلب كما لا يمكن تجاهل تأثير غلق الحدود على ارتفاع أسعار المواد الأساسية في محافظتي إدلب وحلب ما يزيد من نسبة التوتر الداخلي».

وحذر المصدر من نهاية «الفصائل التي لا تندمج ضمن تكتلات كبيرة يتم الترتيب لها للخلاص من الملاحقة التي ستطال الفصائل الرافضة للهدنة، والمحسوبة على تنظيم «القاعدة» أو «الدولة» أو غيرهما من الفصائل التي سيتم تصنيفها ضمن قائمة الفصائل الإرهابية حسب اتفاق الهدنة.

 

نقل ماهر الأسد إلى قيادة الفرقة الرابعة لأسباب تنظيمية تتعلق بالترفيعات

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: أفادت مصادر موثوقة لـ «القدس العربي» بأن تغييراً سلبياً لم يطرأ في الموقع العسكري للعميد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت المصادر أن العميد ماهر كان قائداً للواء 42 التابع للفرقة الرابعة وأن ما جرى هو نقله إلى قيادة أركان الفرقة الرابعة أي أنه بقي في الفرقة ذاتها التي تعرف كأهم الفرق المقاتلة في الجيش السوري النظامي.

عملية النقل من قيادة اللواء 42 أحد ألوية الفرقة إلى قيادة أركان الفرقة جرت لأسباب تنظيمية تتصل بالترفع والترقي العسكري حيث عادة تصدر نشرات الترفيعات العسكرية والأمنية في سورية مطلع الشهر السابع من كل عام أو الشهر الأول من كل عام.

ووفق العرف في القوات المسلحة السورية فإن أي تشكيل عسكري من تصنيف لواء يجب أن يقوده ضابط برتبة عميد وعليه فإن ترفّيع العميد ماهر إلى رتبة لواء ستجعل من بقائه في قيادة اللواء 42 أمراً مخالفاً لهذا العرف فجرى نقله إلى قيادة أركان الفرقة.

علماً أنه ووفق المصادر ذاتها فإن ماهر الأسد هو برتبة عميد من سبع سنوات وشهرين بالضبط. وتنتشر وحدات وكتائب الفرقة الرابعة قتالياً في مناطق واسعة من الجغرافيا السورية كمدينة حمص وحماه وغيرهما لكنها تتركز في مناطق ريف دمشق.

 

استقبلت مليوني لاجئ العام الماضي ..تحول جذري في سياسة ألمانيا تجاه اللاجئين

علاء جمعة

برلين ـ «القدس العربي»: أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أمس الاثنين عن استقبال ألمانيا لحوالي 2 مليون لاجئ في العام 2015. وتأني هذه الأرقام بعد التمكن من مراجعة الأرقام من الدوائر المختصة.

وقال المكتب الإتحادي أنه جرى تسجيل مليوني لاجئ في أنحاء البلاد خلال عام 2015. إلا أنه أوضح أن حوالي 860 ألفاً منهم انتقلوا بعد ذلك إلى دول أخرى.

وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير قد قدر في بداية عام 2016، أن ما يقرب من 1.1 مليون طالب لجوء تم تسجيلهم في ألمانيا على مدار العام الماضي. ولا يشمل هذا الرقم الآلاف من الأشخاص الذين يأتون إلى ألمانيا من أجل العمل أو الدراسة.

وكانت آخر أحصائية رسمية معلنة بخصوص اللاجئين تعود إلى شهر أب/ أغسطس من العام الماضي، حيث نشرالمكتب الاتحادي الألماني للاجئين والهجرة بيانات النصف الأول من العام 2015 وذكر فيها أن السوريين شكلوا النسبة الأكبر من عدد طالبي اللجوء في ألمانيا بنسبة 20.3 ٪، بواقع حوالي 32 ألف لاجئ، من أصل 160 ألفا من جميع الجنسيات. فيما حل ثانيا اللاجئون القادمون من كوسوفو بنسبة 17.9٪.

واحتل المركز الثالث اللاجئون من ألبانيا بنسبة بلغت 13.6 ٪ وذلك من مجموع اللاجئين القادمين إلى ألمانيا في الفترة الممتدة بين الأول من كانون الثاني / يناير 2015 وحتى 30 حزيران / يونيو 2015. وكان توزيع اللاجئين السوريين حسب الدين كما يلي 82.6٪ مسلمون، 4.9٪ مسيحيون، 5.2٪ أيزيدون. فيما كان توزيع الباقين بدون دين أو ديانات أخرى.

وفي سياق متصل أكد زعيم الاتحاد المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر لصحيفة بيلد الألمانية أن سياسة المستشارة أنغيلا ميركل تجاه اللاجئين تغيرت. وقال زيهوفر والذي يعتبر حزبه الأخ الصغر للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تقوده ميركل إن «الحكومة الاتحادية غيرت تماما سياستها المتعلقة باللاجئين رغم أنها لم تقر بذلك». وأضاف «ثمة تراجع تدريجي عن ثقافة الترحيب غير المشروطة. ورغم الصور القادمة من الحدود اليونانية المقدونية فلم يقل أي سياسي ألماني اليوم :(الحدود مفتوحة ولنسمح للجميع بالمجيء إلى ألمانيا».

وفتحت ميركل حدود ألمانيا أمام اللاجئين الصيف الماضي، حيث وصل نحو 1.1 مليون لاجئ إلى ألمانيا في عام 2015. ويصر زيهوفر، وهو رئيس وزراء ولاية بافاريا، على ضرورة أن تضع ألمانيا حدا أقصى لعدد اللاجئين الذين تقبلهم عند 200 ألف سنويا، وهو طلب ترفضه ميركل وتراهن بدلا من ذلك على حل أوروبي للأزمة.

ومع بدء تنفيذ اتفاق اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، حذر سياسيون ألمان من إمكانية وقوع نزوح جماعي للأكراد إلى ألمانيا، وانتقال مشاكل تركيا إلى داخل ألمانيا. لكن سياسيا ألمانيا قال إن العبء سيوزع بصورة مشتركة.

و اتهم أنتون هوفرايتر المسؤول الكبير بحزب الخضر المعارض أيضا المستشارة الألمانية بتغيير موقفها وقال لصحيفة راينشه بوست إن ميركل «تخلت عن نهجها الإنساني» بتأييدها لاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بهدف وقف تدفق الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه الجمعة على أن تتسلم تركيا مرة أخرى كل المهاجرين بشكل غير مشروع الذين عبروا بحر إيجه إلى اليونان بينما يقبل الاتحاد الأوروبي العدد ذاته من اللاجئين السوريين من تركيا مباشرة ويمنح تركيا أموالا وحقوقا تتيح للأتراك السفر للاتحاد الأوروبي دون تأشيرة دخول كما يسرع وتيرة مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي

وفي تصريحات للقناة الأولى في التلفزيون الألماني (ايه آر دي)، قال منسق الحكومة الألمانية لشؤون اللاجئين إنه كان قد تقرر توزيع طالبي لجوء على دول الاتحاد الأوروبي في حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر الماضيين «وقد تم تطبيق معدل التوزيع». وكان معدل التوزيع للعام الماضي ينص على أن تستقبل ألمانيا نحو 25٪ من حصة اللاجئين.

وعن اتفاق اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، قال التماير «إن هذه العملية يجب أن يتم تنظيمها وهذا يعني الكثير من العمل»، مشيرا إلى أن أوروبا ستتحمل «العبء بصورة مشتركة» باستثناء المجر وسلوفاكيا.

وعن اللاجئين النازحين من مناطق حروب وأزمات، قال السياسي المنتمي إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل، المسيحي الديمقراطي، إن هؤلاء ليس بمقدورهم انتقاء البلد الذي يلجؤون إليه «فحماية اللاجئين ليست مقصورة على ألمانيا وحدها».

إلا أن زيهوفر زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري قد أعرب في وقت سابق عن تشككه حيال تطبيق معدل توزيع اللاجئين في أوروبا، محذرا في تصريحات لصحيفة «بيلد آم زونتاغ» الألمانية من خطر «أن تتحمل ألمانيا مرة أخرى العبء الرئيسي لاستقبال اللاجئين». وأضاف زيهوفر إن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ليس «انفراجة لكنه خطوة انتقالية على طريق حل أوروبي مستدام».

ولا تزال الشكوك تحوم حول جدية «التزام» تركيا بالاتفاق الذي توصلت اليه مع القادة الأوروبيين بشأن «أزمة اللاجئين»، لا سيما بعد اعلان هيئة تنسيق سياسة الهجرة في اليونان، عن استمرار «تدفق» اللاجئين، عبر تركيا، ووصولهم إلى جزيرتي «خيوس» و«ليسبوس».

 

يوم الخوف في إسطنبول… بلاغات واشتباه بقنابل وانتحاريين تربك الحياة وتغير وجه المدينة

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: عاشت مدينة إسطنبول التركية واحداً من أصعب أيامها في السنوات الأخيرة، الاثنين، بسبب تصاعد حدة الخوف من احتمال حدوث تفجيرات أو عمليات انتحارية تستهدف وسط المدينة والمناطق السياحية ووسائل النقل العام، بعد يومين من التفجير الانتحاري الذي استهدف شارع الاستقلال قرب ساحة التقسيم أهم مركز سياحي وسط المدينة وأدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة عشرات آخرين.

حالة الخوف والقلق غير المسبوقة نتج عنها عشرات البلاغات عن احتمال وجود انتحاريين في مراكز حيوية، وبلاغات أخرى عن أشخاص مشتبهين، وعن احتمال وجود سيارات مفخخة، وعلى مدار الوقت واصلت الشرطة وفرق الأمن العام والاستخبارات متابعة جميع البلاغات.

وشهدت المدينة التي يقطن فيها قرابة 15 مليون مواطن تركي ومئات آلاف الأجانب والسياح منذ ساعات الأولى ازدحامات واختناقات مرورية كبيرة بسبب الإجراءات الأمنية التي أعلن وزير الداخلية أفكان آلا، الأحد، أن 200 ألف شرطي وعنصر أمن يعملون على حفظ الأمن ودعم الاستقرار في البلاد.

وبسبب بلاغ عن الاشتباه بوجود انتحاري تم إخلاء طلاب إحدى الكليات الجامعية وسط المدينة وسط حالة من الخوف لدى الطلاب، سبقها توقف حركة النقل البحري بين جانبي المدينة لقرابة الساعتين بسبب تهديدات باحتمال حصول عمل إرهابي على متن إحدى السفن التي تنقل المواطنين بين ضفتي إسطنبول.

إلى ذلك، أخلت الشرطة العديد من الأماكن الحيوية بشكل مفاجئ بعد بلاغات عن احتمال حصول عمل إرهابي، منها ساحات عامة ومحطات مواصلات، كما قلت الحركة بشكل كبير في الأماكن السياحية وسط إسطنبول لا سيما في شارع التقسيم ومنطقة السلطان أحمد والعديد من الأماكن الأخرى.

هذه الحالة نفسها انعكست على المقيمين العرب والسياح الأجانب الذين باتوا يتجنبون التنقل عبر شبكة المواصلات العامة، في حين عمل جزء من السياح على تغيير مكان إقامتهم من الفنادق المحيطة بميدان تقسيم إلى أماكن أقل حيوية في محاولة لتجنب أي تهديد أمني محتمل.

وساعد في رفع مستوى الخوف لدى المواطنين التحذيرات التي أطلقتها عدد من السفارات والممثليات الدولية في إسطنبول خلال الأيام الماضية لمواطنيها لأخذ الحيطة والحذر وتجنب الأماكن المزدحمة بناءاً على معلومات استخباراتية باحتمال وقوع هجمات إرهابية جديدة.

ومساء الأحد، اضطرت السلطات التركية لتأجيل مباراة كرة قدم في إسطنبول (بين فريقي غلطة سراي وفنربهجة) بعد معلومات استخباراتية، تحذر من احتمال وقوع عملية إرهابية، وهو ما أكده الرئيس رجب طيب أردوغان في حوار تلفزيوني بأن التأجيل تم بسبب تهديدات إرهابية، وعقب ذلك سرت إشاعات واسعة عن احتمال إغلاق المدارس والجامعات أمس الاثنين، لكن الجهات الرسمية لم تعلن ذلك.

وقالت مصادر أمنية تركية إن حالة استنفار أمني تسري في أنحاء تركيا بحثا عن ثلاثة أشخاص ينتمون لـتنظيم «الدولة»، ويشتبه في أنهم على صلة بالتفجير الأخير في إسطنبول.

وذكرت المصادر لوكالة الأناضول أن وحدات الاستخبارات والأجهزة الأمنية التركية في سائر الولايات التركية تبحث عن ثلاثة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بتنظيم الدولة، واعتزامهم تنفيذ عمليات «إرهابية» كبيرة في البلاد، مشيرة إلى أن الأشخاص الثلاثة يشتبه في تلقيهم أوامر من خلية نشطة (لم تُحدد اسمها) تابعة للتنظيم قبل فترة قصير، من أجل تنفيذ «هجمات إرهابية كبيرة».

وتحلق الطائرات التابعة للشرطة على مدار الساعة في أجواء المدينة، وأدى تصادف حلول عيد «النيروز» الذي يحتفل فيه الأكراد مع حلول الربيع في زيادة المخاوف والإجراءات الأمنية كونها تعتبر مناسبة لانطلاق احتجاجات واسعة من الأكراد ضد الحكومة التركية.

والاثنين، قتل خمسة عسكريين من الجيش التركي وأصيب آخرين في حين أعلنت هيئة الأركان التركية مقتل 22 من مسلحي حزب العمال الكردستاني في العمليات العسكرية المتواصلة جنوب وشرقي البلاد. فيما أعلن وفاة أحد جرحى تفجير تفجير أنقرة الأخير الذي أودى بحياة 37 مدنياً وأصاب العشرات.

 

تركيا تسلم أسماء 25 ألف لاجئ سوري للاتحاد الأوروبي

أنقرة، أوتاوا – الأناضول، فرانس برس

أعدّت إدارة الهجرة التركية لائحة بأسماء 25 ألف لاجئ سوري، سيُسلَّمون للاتحاد الأوروبي مقابل المهاجرين غير القانونيين المعادين، عملاً بالاتفاق بين الجانبين في 18 مارس/ آذار الجاري في بروكسل، في حين أبدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قلقها من احتمال الالتفاف على القانون الدولي بهذه المسألة.

 

وأفاد مسؤول في وزارة الخارجية التركية، بأن الاتفاق التركي الأوروبي يهدف لمنع الهجرة غير القانونية عبر بحر إيجه إلى الجزر اليونانية، مشيرا إلى أنَّ 56 بالمائة من المهاجرين سوريون و24 بالمائة أفغان و10 بالمائة عراقيون.

 

ولفت المصدر إلى أن من المنتظر أن يصل مسؤولون من الاتحاد الأوروبي واليونان غداً الأربعاء إلى تركيا من أجل العمل بالاتفاقية، مذكراً أنّ مسؤولين أتراكا وصلوا اليوم إلى الجزر اليونانية.

 

ودخلت اتفاقية إعادة قبول اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ الأحد الماضي، وبحسب الاتفاقية، سيتم إعادة كل لاجئ سوري وصل إلى دول الاتحاد الأوروبي بصورة غير قانونية قادماً من تركيا، ومقابل كل لاجئ معاد تسلم تركيا الاتحاد الأوروبي لاجئا سورياً، وتهدف الاتفاقية لوقف المأساة الإنسانية الحاصلة نتيجة الهجرة غير القانونية، عبر بحر إيجه من الأراضي التركية إلى الجزر اليونانية.

 

وبحسب منظمة الهجرة الدولية، بلغ عدد الواصلين إلى الجزر اليونانية من الأراضي التركية منذ بداية العام الحالي، أكثر من 144 ألفا، قضى 362 منهم غرقا في البحر، بينما غرق العام الماضي أكثر من 700 شخص.

 

المفوضية العليا لشؤون اللاجئين

 

من جهته، حذر رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندين أمس الإثنين من أنه سيتابع بالتفصيل تطبيق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن المهاجرين، مبدياً قلقه من احتمال الالتفاف على القانون الدولي.

 

وتساءل غراندي خلال مؤتمر صحافي في أوتاوا “إن الشيطان يكمن في تفاصيل هذا الاتفاق: فكيف سيتم تطبيقه؟”. وشدد على أهمية وجود ضمانات للاجئين “لاحترام المبادئ الأساسية”، ومنها عدم طردهم رغماً عنهم إلى بلدانهم الأصلية.

 

على صعيد متصل، أعلن مصدر في الشرطة البحرية اليونانية عن اعتقال 127 مهاجراً، معظمهم من الباكستانيين قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية في بحر إيجه، بعد وصولهم من الشواطئ التركية القريبة.

 

وأوضح مسؤول في الشرطة البحرية في ليسبوس اليوم، إن “الشرطة البحرية رصدت 127 شخصاً معظمهم من الباكستانيين، وكذلك عشرة أفغان وبعض السوريين والكونغوليين، على متن زورق قبالة ليسبوس وتم اقتياد الزورق إلى مرفأ ميتيلان (كبرى مدن الجزيرة).

 

وحسب هذا المسؤول، فإن المهاجرين اعتقلوا وسينقلون إلى مركز تسجيل مغلق في موريا، على بعد 13 كلم من مرفأ ميتيلان في وسط الجزيرة.

 

وقال سائق الزورق أمرد، وهو سوري يبلغ من العمر 25 عاماً، إن “خفر السواحل الأتراك اعترضوا زورقنا في المياه الإقليمية التركية، ولكن عندما رأيناهم أسرعنا، لأننا نريد الوصول إلى الجهة الجيدة، الجهة اليونانية”، مضيفاً “عندما وصلنا إلى المياه الإقليمية اليونانية، اعتقلنا أخيراً خفر السواحل اليوناني”.

 

وتابع “لم يعد لي أي شخص في سورية، كل أفراد عائلتي أصبحوا في ألمانيا، ليس لي أي خيار سوى محاولة الانضمام إليهم”.

 

درعا: “داعش” يتمدد إلى حوض اليرموك

عمر البلخي

تشهد قرى وبلدات ريف درعا الشمالي والغربي، منذ الأحد، اشتباكات عنيفة بين “لواء شهداء اليرموك” و”حركة المثنى الإسلامية” من جهة، وعدد من فصائل الجيش السوري الحر و”جبهة النصرة” و”أحرار الشام” من جهة ثانية.

 

وجاءت الاشتباكات بعد تحرك “لواء شهداء اليرموك” و”حركة المثنى الإسلامية”، المتهمين بمبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسيطرتهم الإثنين على بلدة تسيل القريبة من مراكز تجمع “شهداء اليرموك” في منطقة حوض اليرموك، وقامت “حركة المثنى” بقطع طريق المزيريب-نوى. الأمر الذي دفع بـ”دار العدل في حوران”، إلى إصدار قرار بالتصدي لتلك المجموعات، وحماية المدنيين. فاندلعت اشتباكات عنيفة في تسيل وعدوان وتل شهاب، ليل الإثنين، قتل على اثرها كل من “الأمير العسكري” لـ”جبهة النصرة” أبو صلاح العسكري، وقائد “لواء خالد سيف الله” أبو إسلام زين العابدين.

قرار “دار العدل”، مثّل وللمرة الأولى منذ خمس سنوات، حالة إجماع لدى جميع الفصائل المعارضة المسلحة، لقتال الفصائل المتهمة بمبايعة “الدولة الإسلامية”. وتوافق على القرار جميع فصائل الجيش السوري الحر الممثلة في محكمة “دار العدل”، بالإضافة إلى “جبهة النصرة” و”أحرار الشام”. ومن المتوقع أن ينهي هذا القرار في الأيام القادمة أي تواجد لـ”الدولة الإسلامية” في الجنوب السوري بشكل كامل.

قائد “التجمع الأول” التابع للجيش الحر عدلي الحشيش، قال لـ”المدن”، إن قرار القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” اتخذ منذ أول محاولة ظهور لها في إنخل وبعدها في طفس، قبل أيام. وجاء القرار الحاسم للتحرك بعد مهاجمة تلك المجموعات للمدنيين في بلدة تسيل، فقرر “التجمع الأول” بمؤازرة من فصائل “الجبهة الجنوبية” وعلى رأسها “جيش اليرموك” و”فرقة شباب السنّة” بدء “عملية التطهير، عند الساعة الثالثة من عصر الإثنين، بعد صدور حكم بالإجماع من قضاة دار العدل في حوران”.

 

الحشيش أكد أن “حركة المثنى الإسلامية” أعلنت مبايعتها لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وعملت على قطع الطرق لمنع وصول الإمدادات إلى الجيش الحر، منعت المدنيين من الخروج من بلدتي تسيل وعدوان، بعدما هاجمتهما “المثنى” بالاشتراك مع “لواء شهداء اليرموك”. وحاولت “المثنى” و”شهداء اليرموك” السيطرة على تل الجموع، والتقدم نحوه بعد سيطرتهما على تسيل، إلا أن فصائل الجيش الحر تصدت لهما في مدينة نوى.

 

وقال نشطاء إن “حركة المثنى” فجّرت جسر تل السمن الواقع على خط التابلاين والواصل بين مدينة طفس وبلدة الطيرة، كما فجّرت جسر الهرير الواقع بالقرب من حاجز جلين. تفجير “المثنى” للجسور جاء لفصل المناطق الشرقية عن الغربية في ريف درعا الغربي. بدورها، “حركة المثنى” نفت أي صلة لها بتفجير الجسور، وقالت إن عناصر مجهولة هي من قامت بهذا العمل التخريبي.

 

الحشيش أوضح أن الاشتباكات العنيفة جرت على حاجز خراب الشحم وسرية خراب الشحم، قبل أن تسيطر عليهما فصائل الجيش السوري الحر، وتطرد عناصر “حركة المثنى” و”لواء شهداء اليرموك” الذين كانوا بداخلهما. كما جرت اشتباكات في بلدة تل شهاب، بالقرب من الحدود السورية-الأردنية، حيث استطاع الجيش الحر تأمين الطريق الحربي، الفاصل بين الأردن وسوريا، بشكل كامل، من بلدة تل شهاب حتى بلدة نصيب شرقاً.

 

وقام “لواء شهداء اليرموك” باقتحام بلدات تسيل وسحم الجولان وحيط، وحشد قوات كبيرة في بلدة عين ذكر الواقعة غربي بلدة تسيل. وعلى الرغم من التحذيرات الكبيرة من الأهالي والنشطاء، تمكن “لواء شهداء اليرموك”، فجر الأحد، من دخول تسيل وسيطر عليها بشكل كامل، من دون مقاومة تذكر، بسبب خلوها من أي عناصر للجيش الحر أو “جبهة النصرة”، أو أي فصيل مسلح آخر.

 

ويهدف “لواء شهداء اليرموك” إلى قطع الطرق وتشتيت الفصائل على أكثر من جبهة، ومن ثم السيطرة على بلدات سحم الجولان وعدوان وحيط والمزيريب وتل شهاب، ما يُمثل معظم ريف درعا الغربي. وتتجه أنظار “شهداء اليرموك” الآن للتقدم إلى بلدة سحم الجولان والسيطرة عليها من ثم بلدة حيط بعد محاولتهم السيطرة على تل جموع الاستراتيجي، وبذلك يكونوا قد رسموا خطاً دفاعياً قوياً لمناطق سيطرتهم.

 

ومن المعروف أن “لواء شهداء اليرموك” متهم من قبل فصائل الجيش الحر و”جبهة النصرة” بمبايعته لتنظيم “الدولة”، وهو ما ينفيه اللواء بشكل مستمر.

 

ومنذ أكثر من عام ونصف، يشهد ريف درعا الغربي، معارك عنيفة بين “جيش الفتح” -مكون من “جبهة النصرة” و”أحرار الشام”- و”لواء شهداء اليرموك”، سقط خلالها أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من الطرفين. واتسمت المعارك في المنطقة بالكر والفر، من دون أن يتمكن أي طرف من حسم الأمر لصالحه. كما أن أغلب فصائل الجيش الحر قد التزمت الحياد، ولم تتدخل بشكل مباشر، على الرغم من مطالبة “دار العدل في حوران” بإحضار قادة اللواء للمحاكمة في قضايا اغتيال وقتل وتعدي على حقوق الآخرين.

 

نائب قائد “فرقة فجر التوحيد” أبو محمد الاخطبوط، قال لـ”المدن”، إن المعارك بدأت بعد التجاوزات والانتهاكات التي زادت من قبل مجموعات مشكوك بانتمائها لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وما حصل قبل أيام في بلدة إنخل بعد ظهور جماعات تنتمي لتنظيم “الدولة الإسلامية” وطردهم منها، يُبيّن أن هناك خلايا نائمة في عدد كبير من المناطق، تتبع لـ”الدولة الإسلامية”.

 

الأخطبوط أشار إلى أنه بعد عزل “الأمير العام” في “لواء شهداء اليرموك” الملقب بالقحطاني، وتعيين السعودي أبو عبدالله المدني مكانه، وهو صاحب توجهات توسعية، سيقوم اللواء بمحاولة السيطرة على القطاع الغربي لمنطقة حوض اليرموك، وإعلان ولاية تتبع لتنظيم “الدولة”.

 

ويضيف الأخطبوط أن “لواء شهداء اليرموك” استغل انشغال فصائل الجيش الحر في معارك إنخل وطفس ضد تنظيم “الدولة”، وشنّ هجوماً على تسيل، وسيطر عليها بعد توافقه مع “حركة المثنى”، وعملا سوية على إغلاق الطرق ووضع الحواجز، وهم يخططون للسيطرة على سحم وجلين وعدوان والشيخ سعد، وصولاً إلى المزيريب وتل شهاب. وأضاف “وقد تيقظنا لذلك ويتم التطهير والمتابعة، فقد تم تطهير التل وخراب الشحم وإنخل وطفس وكفر شمس والحارة”. وأوضح أن سبب التأخير في طرد المنتمين لتنظيم “الدولة” من تلك المناطق هو انشغال المعارضة بالجبهات مع النظام، وانكار تلك الجماعات مبايعتهم لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وكان الوضوح الوحيد فقط في حالة حوش حماد في اللجاة، والمعارك مستمرة هناك لقتالهم.

 

انطلقت “حركة المثنى الإسلامية”، في مدينة درعا، وهي تضم حوالى 300 عنصر سوري، خرج منهم إلى الرقة لبيعة تنظيم “الدولة الإسلامية” أكثر من 20 عنصراً. وأبرز قادة “المثنى أبو جعفر الشرعي من بلدة القنية، والفلسطيني السوري أبو محمد المقدسي، وأميرها العام أبو أيوب، من درعا البلد. وبدأت “المثنى” بنقل مركز ثقلها إلى القرى القريبة من أماكن تواجد “شهداء اليرموك” المبايعة لـ”الدولة الإسلامية”، غربي درعا. وكانت “المثنى” قد انضمت إلى قائمة الموقعين بالاعتراف بـ”محكمة دار العدل في حوران”، ثم ما لبثت أن علقت مشاركتها فيها. وينسب لـ”المثنى” عدد كبير من الاغتيالات التي حصلت في درعا، كون أغلب العمليات تمت في مناطق سيطرتها، كما قامت الحركة بعدد كبير من الاعتقالات منها اعتقال رئيس “مجلس محافظة درعا” يعقوب العماري، والمحاسب المالي في “دار العدل”.

 

دي ميستورا يؤكد بحث الانتقال السياسي بسوريا  

يلتقي المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا اليوم الثلاثاء في جنيف بـوفد المعارضة السورية، وذلك عقب لقائه أمس وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، مؤكدا على ضرورة بحث مسألة الانتقال السياسي.

 

وأكد دي ميستورا أن بحث مسألة الانتقال السياسي في سوريا أمر ملح، وذلك في معرض رده على موقف رئيس وفد النظام السوري إلى مباحثات جنيف الذي قال إنه من السابق لأوانه بحث الانتقال السياسي.

 

وقال إن من الواضح أن الانتقال السياسي هو أساس كل المسائل في هذه المفاوضات، ولا أحد يشكك في ذلك سواء مجلس الأمن أو بيانات فيينا أو ميونيخ أو دول مجموعة دعم سوريا.

 

وأضاف دي ميستورا أن المحادثات الروسية الأميركية مستمرة بهدف تحقيق تقدم فيما يتعلق بالملف السوري، وبخصوص تصنيف “المنظمات الإرهابية”، قال المبعوث الأممي إن المنظمات التي تعاملها الأمم المتحدة كذلك هي التي تقع في دائرة هذا الوصف.

 

من جهتها، اتهمت المتحدثة باسم وفد المعارضة السورية في مباحثات جنيف فرح الأتاسي وفد النظام السوري بأنه غير جاد في مناقشة الانتقال السياسي في سوريا، وقالت في مقابلة سابقة مع الجزيرة إن نظام الأسد يختلق الأعذار المختلفة لوقف سير المفاوضات.

 

وكان الجعفري قال إن المفاوضات لا تحرز تقدما، واتهم المعارضة بالمماطلة لأنها لم تقدم ردا على وثيقة المبادئ العامة التي قدمها وفده لدي ميستورا.

 

وجدد في تصريحات صحفية عقب لقائه المبعوث الأممي دي ميستورا التأكيد على أن ما وصفه بمقام الرئاسة في سوريا غير خاضع لأي نوع من المفاوضات.

 

دي ميستورا يسأل عن تعريف “الحكم الرشيد” بسوريا  

قضى وفد المعارضة السورية في محادثات السلام بجنيف عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) في كيفية الرد على أسئلة المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا حول أسس إدارة الدولة.

 

ومن بين الأسئلة التي طلب دي ميستورا من المفاوضين التمعن فيها تلك التي تُعنى بإصلاح مؤسسة الرئاسة والضوابط الديمقراطية لأجهزة الأمن وتمثيل المجموعات العرقية.

 

و وصف دي ميستورا الانتقال السياسي في سوريا بأنه “أم القضايا كلها” لكن التعريف لم يخرج عن قرار للأمم المتحدة يقول إن المحادثات ينبغي ان تؤسس “حكما ذا مصداقية وشاملا (لكل الأطراف) وغير طائفي”.

 

وقال المبعوث الدولي إنه يخشى من سقوط سوريا في نوع من الفوضى من قبيل تلك التي يشهدها العراق وليبيا.

 

وأوضح أنه سيكلف كل طرف “بواجب منزلي” لكن لم يتضح هل وجه نفس الأسئلة لوفد النظام الذي أصر رئيسه بشار الجعفري أمس الاثنين على أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد لن يلعب دورا في المحادثات.

 

وكشف دي ميستورا للصحفيين بعد اجتماعه مع وفد النظام أن الجعفري أبلغه بأنه من “السابق لأوانه” الحديث عن انتقال سياسي، حسبما أفادت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء.

 

وذكر الوسيط الدولي أنه رد على الجعفري بالقول “رسالتي هي إن عبارة سابق لأوانه على حد علمنا تعني قريب الحدوث”.

 

ووُجِّهت لوفد اللجنة العليا للتفاوض 29 سؤالا لمعرفة ما يعنيه لهم قرار الأمم المتحدة بشأن الفترة الانتقالية وتفسيرهم لهذه العبارة والتحقق من إمكانية التطبيق العملي لقواعد الحكم الرشيد.

 

كما وردت بوثيقة الأمم المتحدة التي اطلعت عليها وكالة رويترز للأنباء أسئلة مثل “ما هي أنسب الأجهزة أو الآليات التي يمكنها الاضطلاع بإدارة الحكم ومهامها؟ وكيف يتسنى تأسيس هذا الجهاز أو تلك الآليات؟”.

 

وتضمنت الأسئلة أيضا كيفية ضمان مشاركة النساء في الحكومة وما نوع العلاقة بين الهيئات التشريعية والقضائية وكيفية تمثيل مختلف المناطق الجغرافية السورية.

 

الحصار في ريف حمص يهدد مئات المرضى بالموت  

عمار خصاونة-ريف حمص

 

عبد الإله عليوي طفل سوري لا يتجاوز عمره 12 عاما، وهو من أبناء مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي المحاصر، حيث تقول والدته إنه أصيب بضمور قشري دماغي مترقٍّ وهو في سن الخامسة، إلا أن أوضاعه الطبية كانت مستقرة لتلقيه العلاج في مستشفيات متخصصة، إلى أن فُرض الحصار على المنطقة فأخذت حالته تسوء حتى توقف عن الحركة والنطق والقدرة على تناول الطعام، ليبقى أسير الأنابيب الأنفية المعدية لتناول السوائل المغذية التي باتت شبه معدومة.

 

عبد الإله ليس الطفل الوحيد، فبحسب ما صرحت به مها أيوب مديرة مركز رعاية الطفولة والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة في ريف حمص الشمالي، فإن هناك خمسمئة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من أصل ألفي معاق يعيشون أسوأ الظروف في ظل حصار خانق.

 

وتضيف مها أن أكثر مشكلة تواجه مركز رعاية الطفولة في ظل الحصار هي “الخداج”، حيث يؤدي سوء التغذية لدى الأمهات إلى ولادات مبكرة، مركزة على أن 60% من هؤلاء المواليد يموتون بسبب عدم توفر حواضن لاستيعابهم وانعدام المحاليل المغذية، حيث يصل معدل الولادات شهريا ما بين 130 و150 حالة تحتاج نحو 25 منها إلى حواضن، ولا تتوفر إلا حاضنة واحدة.

 

من جهته يشير الطبيب أحمد أبو حسن إلى أن الناجين من هؤلاء المواليد عادة يصابون بتأخر نمو في السنة الأولى من عمرهم، مرجعا ذلك إلى سوء تغذية الأمهات وبالتالي انعدام الرضاعة، فيصبح الرضيع بحاجة إلى حليب صناعي ذكرت مها أيوب أنه “منعدم في هذه الأيام”، مشيرة إلى وجود 1650 رضيعا وُلدوا داخل الحصار.

 

ومع وجود 12 ألف طفل داخل الحصار في ريف حمص الشمالي حسب توثيق مكتب رعاية الطفولة وإحصاءات المجلس المحلي في مدينة الرستن، فإن مها أيوب كشفت عن ألفي طفل يعانون حاليا من سوء التغذية، وهو ما أكده أيضا الدكتور أبو حسن، مضيفا أن غالب حالات سوء التغذية لدى الأطفال تؤدي إلى نقص مناعة كبيرة لديهم.

 

زيادة الموت

وفي سياق نقص التغذية، قال رئيس مجلس الرستن المحلي مصطفى حسين إنه بسبب إطباق الحصار على المنطقة منذ ما يزيد على ستة أشهر، فقد وصلت المنطقة إلى حالة يرثى لها، مشيرا إلى أن الأهالي اليوم باتوا يتناولون وجبة يومية واحدة، وهي وجبة بسيطة تفتقر إلى كامل العناصر المغذية للأطفال وحتى للكبار.

 

وأكد حسين على وجود وفيات بسبب نقص التغذية وهو ما أكده المصدر الطبي، مشيرا إلى خضوع نحو مئة ألف مدني للحصار.

 

ولفت الدكتور أبو حسن إلى تزايد حالات الربو القصبي بسبب الغازات والأغبرة المنبعثة نتيجة القصف على المنطقة، مشيرا إلى أن كثيرا من الأطفال ماتوا نتيجة الاختناق ليلا في ظل انعدام العلاج لهذه الأمراض، حيث بلغ متوسط حالات الوفيات شهريا خمس حالات للأطفال دون ستة أشهر، بينما شهدت المنطقة انتشار جائحات التهاب الكبد الوبائي نتيجة التلوث الغذائي مما أدى في بعض الحالات إلى الوفاة.

تحذير

من جهته حذر الطبيب زياد أيوب من استمرار الحصار، مشيرا إلى زيادة نسبة وفيات مرضى القلب. وأشار إلى وجود خمسين مصابا بالسرطان في المنطقة المحاصرة يحتاجون إلى مستشفيات متخصصة لتلقي العلاجات.

 

وأضاف أن هناك 200 حالة بتر أطراف نتيجة قصف النظام على المنطقة، و150 حالة إعاقة بصرية وسمعية، و600 حالة إصابة حركية هي بأمس الحاجة إلى دخول مستشفيات متخصصة لتلقي علاجات جراحية وفيزيائية وإعادة تأهيل.

 

يُذكر أن مركز رعاية الطفولة والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة تأسس في السنة الأولى للثورة، وهو يعمل على تأمين احتياجات من يغطيهم بالتعاون مع منظمات دولية مثل اليونيسيف.

 

بعد النظام والتنظيم.. حروب جديدة تنتظر السوريين  

ياسر الأطرش-تركيا

 

لم تنته الحرب في سوريا بعد، ولا يمكن التنبؤ بما إذا كانت ستضع أوزارها بُعيْد انتهاء الهدنة الهشة، أو انفضاض محادثات السلام الجارية في جنيف بين أطراف النزاع دون اتفاق.

 

ومع استمرار القتال بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري، فإن التطورات على الساحة تُنذر باندلاع حروب جديدة تجلت أولى بوادرها بإعلان فصائل وقوى كردية تأسيس كيان فيدرالي (اتحادي) شمال البلاد.

 

فبعد إعلان الجيش الحر أنه سيتصدى عسكريا للكيان الجديد، توصلت قيادات 45 عشيرة سورية إلى اتفاق بتشكيل قوات مشتركة تحت اسم “جيش العشائر الشرقية” لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والقوى المتحالفة معه.

 

وكان ناشطون وفعاليات ثقافية واجتماعية سورية قد بدؤوا جهدا سياسيا وطنيا لمقاومة “الفدرلة” بإطلاق صفحات تحت عنوان “لا للفيدرالية” على مواقع التواصل الاجتماعي، قوبلت بنشاط معاكس من دعاة التقسيم.

 

جيش العشائر

يرى المحلل العسكري العميد أحمد رحال أن تشكيل جيش العشائر والإعلان عنه هذه الفترة خطوة ذات طابع دعائي أكثر من كونها تحركا واقعيا على الأرض، ذلك أن روسيا والولايات المتحدة لن تقدما على تسليح هذا الجيش لكونه يناصب حلفاء القوتين العظميين “الأكراد” العداء.

 

وأضاف في تصريح للجزيرة نت أنه حتى لو حصل جيش العشائر على سلاح، فإن مجلس الأمن سيتدخل بعد أول طلقة توجه ضد الأكراد بدعوى حماية أقلية تتعرض لظلم الأكثرية، وبالتالي سيكون هناك مبرر للاعتراف بكيانهم وحمايته دوليا.

 

وعلى النقيض، يؤكد المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشرقية ومجلس القبائل السورية، مضر حماد الأسعد، أن جيش العشائر الشرقية توجه منذ تشكيله لقتال النظام و”العصابات الإرهابية”.

 

وأوضح أن “الهدف الأسمى” لهذا الجيش هو “المحافظة على وحدة التراب السوري ومنع التقسيم، وكذلك الوقوف ضد الداعمين الخارجيين الساعين إلى تكريس الطائفية وإنقاذ نظام (الرئيس بشار) الأسد”.

 

وأشار الأسعد إلى وجود مئات المتطوعين من الشباب الذين يتلقون حاليا تدريبات عسكرية بإشراف ضباط منشقين عن النظام، ويتزعم المجلس الذي يعمل في المنطقة الشرقية الشيخ نواف البشير.

 

وكشف الرائد عمر طراد، القائد العسكري لجيش العشائر، أنهم أنشؤوا ما سماها “ركائز” لقواته في ريف إدلب وريف حلب الشرقي، وأنهم سيطلقون عملية عسكرية كبيرة في وقت قريب، من دون أن يدلي بتفاصيل بهذا الشأن.

 

وكان طراد أدلى، في تصريحات صحفية سابقة نُسبت إليه، بأنهم يطمحون لإدارة المنطقة الشرقية عبر بناء مؤسسات قائلا “كوننا من أبناء المنطقة”.

 

غير أنه أكد للجزيرة نت أن هدفهم هو توحيد جهود شباب العشائر وتنظيمهم في مؤسسات مدنية وعسكرية ورأب الصدع بين العشائر.

 

حروب محتملة

وعن الحروب المحتملة في سوريا والتي لن تنتظر سقوط نظام الأسد، أشار العميد رحال إلى نوعين من الحروب، أولاهما حروب الفدرلة التي هي في حقيقتها تقسيم مقنّع، لأنها تقوم على تقسيم طائفي وليس على بنى اقتصادية أو اجتماعية، موضحاً أن القوى الكبرى لن تسمح بها غالبا لأنها ليست مستعدة لتحمل عواقبها، خاصة ما يتعلق بملف الهجرة الذي أرهق الجميع.

 

أما النوع الثاني من الحروب المحتملة -وفق العميد- فهي بينية أيضا حيث سيتم تجنيد قوى محلية لمقاتلة كل الفصائل التي يعتبرها الغرب إرهابية، وليس تنظيم الدولة وحسب، مثل جبهة النصرة وجند الأقصى والتركمانستان، وسيتم إذكاء هذه الحرب بتمرير معلومات استخبارية لجبهة النصرة وتنظيم القاعدة عن الفصائل التي تعمل على استهدافها، كما حدث مؤخرا عندما هاجمت “النصرة” الفرقة 13 في معرة النعمان.

 

نصرالله: سنبقى في سوريا حتى لو خرج الإيرانيون

بيروت – حسن فحص

ما بين مواقف أمين عام حزب الله التي اتصفت بنزوع نحو التهدئة في الملفات الداخلية والعربية وتصعيد باتجاه إسرائيل، وبين الزيارة المتوقعة لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون يوم الخميس والجلسة رقم 37 المرتقبة لانتخاب رئيس جمهورية جديد يوم غد الأربعاء، تشهد الساحة اللبنانية “سخونة” لافتة على خط الاستعدادات التي تبذلها الأطراف اللبنانية لمواكبة هذه الاستحقاقات.

أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وفي لقاء متلفز، أطلق عدة مواقف تتعلق بالساحة الداخلية شكلت مؤشرات على مساعي الحزب لاستيعاب الضغوط التي تعرض لها مؤخرا فيما يتعلق بالعلاقة مع خصومه السياسيين، خاصة تيار المستقبل، على خلفية استمراره في تعطيل الاستحقاق الرئاسي.

نصرالله أعلن استعداده لعقد لقاء مع زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، مشترطا أن يكون اللقاء في إطار “النتائج الإيجابية” و”حاجة” الحوار الثنائي القائم بين الحزب والتيار. لكن نصرالله أعرب عن ما يشبه “العتب” على الحريري والخطاب الهجومي الذي قدمه منذ عودته الى لبنان في خطاب 14 فبراير، معتبراً أن هذا الخطاب لا يساعد على تعزيز الحوار أو التمهيد لأي لقاء ثنائي.

في المقابل، وعشية الجلسة النيابية الـ37 لانتخاب رئيس للجمهورية، أعاد نصرالله تمسكه بترشيح زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون “طالما أن عون يعلن أنه مازال مرشحا لهذا المنصب”، متهما حزب القوات اللبنانية بمحاولة “دق اسفين” في العلاقة بين الحزب و”التيار العوني” من خلال تحميل الحزب مسؤولية تعطيل الانتخابات بعدم مشاركته في جلسات الانتخاب وعدم ممارسته ضغوطا على حلفائه بالوقوف الى جانب ترشيح عون، خاصة رئيس المجلس وزعيم “حركة أمل” نبيه بري. وشدد نصرالله على أن التحالف مع “حركة أمل” عميق ولا يمكن لأحد التأثير على العلاقة القائمة بين الحزب والحركة، رافضا مقولة إنه “لا يمارس ضغوطا على الحلفاء لتغيير موقفهم”، معتبرا أن العلاقة معهم “علاقة حوار ليس فيها أي فرض أو ضغط”.

نصرالله لم يستبعد إمكانية الاتفاق على مرشح جديد من خارج الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، لكنه اعتبر أن المرشح سليمان فرنجية هو مرشح قوي وحليف ويمكن أن تكون له حظوظ في الوصول إلى الرئاسة، موضحا أن “بلدنا يحتاج إلى إعادة تكوين سلطة، وبالتالي يحتاج إلى قانون انتخاب”، متهما “تيار المستقبل” بعرقلة الوصول الى “قانون نسبي جديد” للانتخابات البرلمانية، مشيراً إلى أن قانون “النسبية” بالنسبة إلى هذا التيار “خط أحمر غير قابل للنقاش”.

وأكد نصرالله “أنّنا نريد رئيسا قويا ثابتا لا يُشترى بالمال ولا يخاف من الإعلام، والنائب سليمان فرنجية مؤهّل ليكون رئيساً للجمهورية، وهو حليفنا وصديقنا، وكذلك فإن عون يمتلك الحيثيات لمنصب الرئاسة، وحين ندعمه لا يعني أننا نرفض مرشحاً آخر”.

تيار المستقبل يحشد للجلسة 37 لانتخاب رئيس

وفي هذا الإطار، توقعت مصادر سياسية نيابية أن تبذل “قوى 14 آذار”، خاصة “تيار المستقبل”، جهودا حثيثة لحشد أكبر عدد من النواب في الجلسة البرلمانية يوم غد الأربعاء ورفع عدد المشاركين في الجلسة الانتخابية لأكثر من 72 نائبا في محاولة لرسم خطوط واضحة بين من يريد إنهاء الاستحقاق الرئاسي ومن يعمل على تعطيله.

وفي هذا السياق، تحدث النائب عن “تيار المستقبل” عاصم عراجي في حديث صحفي عن وجود احتمال كبير في أن يحشد الحريري كل أقطاب كتلته، حتى المقيمين في الخارج، في جلسة الغد، مبدياً اعتقاده بأن يقارب عدد النواب الذين سيحضرون الـ80 نائباً. وقال: “أعتقد أنّه عندما يكتمل النصاب من المفروض أن يُنتخَب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية”، معربا عن تمنيه بأن يقتنع الفريق الآخر بالنزول الى المجلس ويأخذ الأمر بروح رياضية وبطريقة ديموقراطية وينتخب رئيس. واتهم عراجي حزب الله بأنه “يريد أن يتسلّم السلطة بكاملها، فلماذا يريد الإتيان بشخص يشاركه فيها، بغض النظر عما إذا كان هذا الشخص في فريق 8 آذار. هو ينتظر اتضاح الصورة في سوريا ونتائج محادثات جنيف، عندها يمكن أن يقرّر، لكن في الوقت الحاضر الحزب لا يريد أحداً”.

وعلى صعيد الملفات الإقليمية، أكد نصرالله أن حزبه لن ينسحب من سوريا حتى في حال قرر الإيرانيون الانسحاب منها، نافيا أن تكون روسيا جزءا من “محور المقاومة”، معتبرا أن لها مصالح وأهدافا خاصة كانت وراء دخولها المباشر في الحرب السورية. وأوضح أن “كل ما يقال عن خروجنا من سوريا غير صحيح”.

ودعا نصرالله إلى “حوار وتسويات سياسية بدءاً بحوار إيراني-سعودي، وحوار اللبنانيين والسوريين مع بعضهم”، رافضاً الحوار مع الإسرائيليين. وأوضح “إنّنا ندعو إلى كل أشكال الحوار، ولا نمانع من أيّ حوار، وهذا هو الطريق المطلوب”.

نصرالله، وفي محاولة لامتصاص الإرباك الذي أصيب به فريقه من القرار الروسي سحب جزء كبير من القوات العسكرية من سوريا، أكد أن حزبه وطهران كانا على علم مسبق بهذا القرار وأن الجانب الروسي قام بالتنسيق معهما قبل اتخاذ هذه الخطوة.

على الخط الإسرائيلي، رفع نصرالله من مستوى التهديد بحرب شاملة وإمكانية قيام حزبه باستهداف مواقع نووية إسرائيلية في حال قررت إسرائيل شن حرب على لبنان، كاشفا أنه يملك منظومة صواريخ متطورة ومتقدمة قادرة على استهداف أي نقطة في إسرائيل، وأن أي معركة قادمة لن يكون فيها أي خطوط حمراء للرد.

موقف نصرالله من إسرائيل يأتي في أجواء تتحدث عن مخاوف كبيرة من إمكانية أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية ضد الحزب وأن الحزب قام بنشر وحدات عسكرية من عناصره على طول الحدود اللبنانية-السورية مع إسرائيل تخوفا من هذه المعركة.

 

530 قتيلاً خلال هدنة امتدت 23 يوماً في سوريا

بيروت – رويترز

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء إن 530 شخصا قتلوا في 23 يوماً منذ سريان الهدنة السورية في المناطق التي يشملها اتفاق وقف العمليات القتالية.

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن 1279 شخصا قتلوا في المناطق غير المشمولة بالاتفاق الذي بدأ العمل به يوم 27 فبراير.

وبدأ سريان الهدنة الجزئية -التي لا تشمل تنظيم داعش وجبهة النصرة منذ ما يزيد قليلا على 3 أسابيع للسماح بإجراء محادثات سلام في جنيف بين الحكومة وجماعات المعارضة.

لكن مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستافان دي ميستورا، قال إن عدم إحراز تقدم فيما يتعلق بمصير رئيس النظام السوري بشار الأسد قد يهدد التراجع الراهن في أعمال العنف.

 

موسكو: لا نهدف لإبقاء الأسد رئيساً في التسوية بسوريا

العربية.نت

نقلت وكالة “سبوتنك” الروسية للأنباء عن رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن في البرلمان، فيكتور أوزيروف، قوله إن موسكو لا تعتبر الأساس في عملية التسوية هو الحفاظ على بشار الأسد رئيساً، بل العمل على مصلحة الشعب السوري، وهو المصلحة الرئيسية، وليس الحفاظ على الأسد رئيساً.

وأضاف أنه لابد من تهيئة الظروف ليتم تحديد من يقود البلاد.

 

“مصير الأسد” مهمة دي ميستورا الصعبة

الائتلاف الوطني السوري اتهم النظام بالمماطلة في الانتقال السياسي وخرق الهدنة

دبي – قناة العربية

تواصلت المفاوضات بشأن الأزمة السورية في جنيف، وسط تباين كبير في مواقف طرفي النزاع، لا سيما على مرحلة الانتقال السياسي التي تبحث مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وكمن يقفز في حقل ألغام، تسير المفاوضات السورية ببطء في جنيف، وسط تناقضات كبيرة بين وفدي النظام والمعارضة، ما دفع مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى الإعراب عن قلقه إزاء هذا البطء، محذراً من أنه “بدون البدء في حوار بشأن الانتقال السياسي سيكون من الصعب الحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية وتسليم المساعدات”.

وبعد إجرائه مشاورات مع وفد النظام، انتقد المبعوث الدولي رئيس وفد النظام إلى جنيف بشار الجعفري، قائلاً إن “على هذا الوفد أن يفهم أولاً المقصود بالانتقال السياسي بعد تصريحات الجعفري التي قال فيها إن مناقشة الانتقال السياسي مسألة مبكرة”.

تأتي تصريحات دي ميستورا في الوقت الذي أكد فيه الجعفري رفضه التطرق إلى مصير الأسد في المفاوضات، معتبراً “أي حديث في هذا الشان أمر لا يستحق الرد”.

وكان عضو الائتلاف الوطني السوري، هشام مروة، قد اتهم النظام بالمماطلة في عملية الانتقال السياسي في سوريا، وأنه يحاول خرق الهدنة.

 

الجعفري من جنيف: شرحنا لدي ميستورا خطورة منبع الفكر المتطرف.. ولماذا لا توجد معارضة مسلحة بفرنسا وأمريكا؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف، إن وفده شرح لمبعوث الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، خطورة منبع الفكر المتطرف المتمثل بـ”الوهابية” متسائلا لماذا لا تتواجد معارضة مسلحة في بريطانيا او فرنسا أو أمريكا مثلا.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الجعفري ونقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية، حيث قال: “شرحنا لدي ميستورا مخاطر قيام دول بعضها أعضاء في مجلس الأمن بدعم الإرهاب وتدريبه وتصديره إلى سورية عبر تركيا تحت تسميات عدة.. وخطورة منبع الفكر المتطرف التكفيري المتمثل بالوهابية والذي يشكل خطرا على كل العالم.. وفكر القاعدة أساسه فكر وهابي.”

 

وتابع الجعفري قائلا: “لم نتلق حتى الآن إجابة من الأطراف الأخرى عن ورقة عناصر الحل السياسي للأزمة التي قدمناها لدي ميستورا الذي وعدنا أن نتلقى إجابة عنها الأربعاء أو الخميس القادمين.. ولم نستلم من دي ميستورا أي وثيقة أو ورقة رسمية من أي طرف منخرط في هذا الحوار.”

 

وحول الانتخابات السورية، قال الجعفري: “نستغرب أن نسمع أحاديث غير مسؤولة من هنا أو هناك حول الانتخابات التشريعية التي ينتخب فيها السوريون ممثليهم في مجلس الشعب.. ما يتحدث عنه وفد السعودية تصريحا أو تسريبا حول مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد عليه لأن هذا الموضوع ليس موضوع نقاش ولم يرد في أي ورقة وليس جزءا من أدبيات هذا الحوار.”

 

واشنطن تستنكر تهديد الروس بالإجراءات المنفردة بسوريا وتؤكد وجود الحوار مع موسكو حول الهدنة

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– علق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، على تهديد روسيا بضرب جماعات تخترق الهدنة في سوريا بدءا من الثلاثاء بحال عدم رد أمريكا على مقترح للمراقبة، قائلا إنه من غير المرجح أن تتخذ موسكو إجراءات منفردة لأنه ليس هناك سبب لمثل هذه التصريحات، وشدد على أن أغلب انتهاكات الهدنة تصدر عن النظام.

 

وسؤل كيربي عن تقارير استياء الروس من حالة التعاون حول انتهاكات وقف الأعمال العدائية وحالة التعاون بينهم وبين الأمريكان، حيث أعلنت موسكو استعدادها اعتبارا من الثلاثاء لضرب من وصفتها بـ”الجماعات المسلحة التي تخترق الهدنة” في سوريا بشكل منفرد، بحال لم تتلق ردا أمريكيا على المقترحات التي قدمتها حول الموضوع.

 

اقرأ.. محللون لـCNN: روسيا قد تكون مستعدة لدفع الأسد نحو التنحي.. و50 عسكريا فقط هم المسؤولون عن القتل والتعذيب بسوريا

 

وردا على ذلك الإعلان العسكري الروسي، قال كيربي: “هناك تنسيق في المقام الأول، وتحدثنا عن فرقة التنسيق لوقف إطلاق النار فيما يختص بالعمل من خلال القدرة على جمع وتحليل المعلومات عن الانتهاكات. لذلك كان هناك تنسيق. كما نوقشت هذه الأمور تفصيليا ولا تزال تناقش بطريقة بناءة،” مؤكدا وجود الحوار الأمريكي الروسي حول الأزمة السورية، وذلك خلال اللقاء الصحفي اليومي له، الاثنين.

 

واستنكر كيربي “فكرة عدم وجود حوار مع الروس حول هذا الموضوع، وأنه لا يوجد تنسيق على مراقبة وقف الأعمال العدائية،” مضيفا أنها “ببساطة لا تؤكدها الحقائق.” وأكد أن اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يدخل الآن أسبوعه الرابع، لا يزال صامدا رغم تقارير الانتهاكات، التي شدد على أن أغلبها نُفذت من قبل النظام السوري، التابع للرئيس بشار الأسد.

 

أبضا.. المتحدث باسم التحالف ضد داعش لـCNN: التنظيم حاليا بوضعية الجثوم الدفاعي.. وإعلان روسيا سحب قواتها من سوريا مفاجئ

 

وأضاف كيربي: “أود أن أقول أيضا إن البيان الذي نُقل عن الجنرال الروسي حول العمل من جانب واحد يعارض روح اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي اتفق عليه الجميع، كما تعلمون، في فبراير/ شباط الماضي. توقعاتنا هي أن روسيا سوف تمتنع عن اتخاذ إجراءات من جانب واحد وسترد على مقترحاتنا حول طرائق تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية. حيث كان هناك حوار بين الجانبين، وبالتالي لا يوجد سبب لأحد أن يقول أن هناك حاجة إلى إجراءات من جانب واحد.”

 

وكان رئيس إدارة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة الروسية، سيرغي رودسكوي، قد قال في تصريح نقلته الاثنين قناة “روسيا اليوم” الحكومية الروسية إن موسكو أرسلت اقتراحاتها الخاصة بالرقابة على وقف إطلاق النار في 25 فبراير/شباط إلى جانب الأمريكية، مضيفا أن روسيا “أعلنت استعدادها ابتداء من الثلاثاء لاستخدام القوة من جانب واحد ضد جماعات مسلحة تخرق الهدنة في سوريا في حال عدم حصولها على رد أمريكي على اقتراحاتها بشأن الهدنة.”

 

معارض سوري: لا ضغط روسي على وفد النظام ولا تغيّر بموقفه بجنيف

روما (22 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى معارض سوري أن قرار الانسحاب العسكري الجزئي لروسيا من سورية لم يكن للضغط على النظام، بل لـ”حسابات خاصة تتعلق بمقاربة الولايات المتحدة وأوروبا للتدخل الروسي في سورية”، وأكّد على أن ما يقوم به وفد النظام في جنيف3 يدلّ على “عدم وجود أي ضغط روسي” على الوفد.

 

وقال المعارض وليد البني لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “كان لابد قبل إطلاق الأحكام وتفسير أسباب سحب روسيا لقواتها العسكرية أن يراقب السوريون أمرين، الأول سلوك وفد النظام في جنيف ومدى تشنجه أو مرونته في المفاوضات سواء لجهة موافقته على إلغاء الانتخابات البرلمانية التي أعلن عنها النظام أم لجهة التعامل مع فكرة الانتقال السياسي للسلطة”. واضاف “الأمر الثاني مراقبة حجم الانسحاب ونوعية التصريحات الروسية، ويمكن الجزم الآن بأن موقف وفد النظام متشدد، والانسحاب العسكري الروسي ضئيل، والقصف الروسي مستمر، وعليه فإنه يمكن التيقن من أن سبب إعلان موسكو انسحابها هو الضغوط التي حاولت الولايات المتحدة وأوربا والسعودية ممارستها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى رأسها إمكانية تزويد ثوار سورية بأسلحة مضادة للطيران، كي تدفعه للضغط على الأسد للقبول بالخروج من السلطة”، وفق تقديره.

 

ونفى البني أن تكون موسكو بصدد خداع الغرب والدول العربية بإعلانها الانسحاب من سورية، وقال “روسيا ليست بحاجة لخداع أحد، هي تضغط ولا تخدع”، على حد تعبيره.

 

كما نفى أن يكون موقف وفد النظام في مفاوضات جنيف فيه أي تغيّر أو تنازل، وقال “كل مواقف وفود النظام منذ جنيف الأول وحتى الآن هي نفسها ولم تتغير. النظام لا يُكابر لأنه ليس غبياً، خاصة وأنه يعلم أن المكابرة قد تجعل مصيره ومصير أسرته مشابهاً لمصير نظام القذافي وأسرته، لذلك لو كانت هناك مواقف دولية وعربية تُشعره بالخطر فعلاً، لتغيرت مواقفه فوراً” على حد جزمه.

 

وكانت روسيا أعلنت في الرابع عشر من الشهر الجاري عن سحب جزء أساسي من قواتها العسكرية في سورية بحجّة “إنجاز المهام”، ورجّحت المعارضة السورية وجود اتفاق روسي ـ أمريكي جدّي يهدف لإنهاء الأزمة السورية، ورأت أن هناك تحوّلاً في الموقف الروسي وبداية افتراق عن النظام في دمشق، الذي دعمته منذ انطلاق الانتفاضة قبل خمس سنوات.

 

وطرحت المعارضة السورية عدة نظريات تتعلق بأسباب الانسحاب الروسي منها أن موسكو بدأت رحلة تخليها عن الرئيس بشار الأسد بعد أن شاكس ورفض حلّها السياسي الذي يقضي بتنازله عن السلطة خلال 18 شهراً، ومنها أن روسيا أيقنت باستحالة تحقيق النصر عسكرياً ورأت أنه من الأفضل التحوّل نحو الحل السياسي. كما افترضت أيضاً أن روسيا بدأت تخشى الغرق في المستنقع السوري، أو أن التكلفة الاقتصادية للحرب باتت ترهق اقتصادها.

 

المعارضة السورية تقول لا أرضية مشتركة في مقترحات الوفد الحكومي

جنيف (رويترز) – قالت المعارضة السورية يوم الثلاثاء إنه لا توجد أي أرضية مشتركة مع الحكومة بعد أكثر من أسبوع من مباحثات السلام واتهمت دمشق بحصار مناطق جديدة وتكثيف عمليات إسقاط البراميل المتفجرة على المدنيين.

 

وقال أسعد الزعبي رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات إن المعارضة لا تجد أي أرضية مشتركة في الوثيقة المقدمة من الحكومة لمبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا.

 

وأضاف أن الحكومة زادت عدد المناطق التي تحاصرها من 15 إلى 25 وكثفت إسقاط البراميل المتفجرة خلال الأيام الماضية.

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى