أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 22 أيلول 2015

روسيا تدخل الحرب السورية جواً

موسكو، واشنطن، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

في مؤشر جديد إلى تدخل روسي أكبر وأوسع في النزاع السوري، كشف مسؤولون أميركيون أن موسكو نشرت 28 مقاتلة في سورية وسيرت رحلات استطلاع بطائرات بلا طيار في أجوائها، ما عزز المخاوف من حصول صدام جوي غير مقصود بينها وبين طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش». ويُوحي تدفق الطائرات إلى سورية وبدء تشغيل طائرات الاستطلاع (درون) بأن الروس ربما يكونون على وشك الانخراط في شن غارات على «داعش»، علماً أنهم برروا انخراطهم الأكبر عسكرياً في سورية بأنه يأتي لمساعدة الحكومة في محاربة الإرهاب.

وتزامن تشغيل الروس طائرات الاستطلاع مع استهداف سفارتهم في دمشق بقذائف هاون قالت وزارة الخارجية الروسية إن مصدرها حي جوبر الذي تسيطر عليه المعارضة على الأطراف الشرقية للعاصمة. ما فُسر بأنه «رسالة» من المعارضة إلى الروس تحذّرهم من الانحياز في شكل أكبر إلى جانب النظام. (للمزيد)

وشغل الموضوع السوري الحيّز الأبرز من محادثات جرت في موسكو أمس بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي رافقه عدد من أبرز قادة الأمن والاستخبارات. وفيما شدد بوتين على أن سورية لا تريد مهاجمة إسرائيل، قائلاً إن «جيشها لا يمكنه في وضعه الحالي أن يقاتل على جبهتين» (ضد المعارضة وإسرائيل)، أعلن نتانياهو اتفاقاً على «آلية» لضمان عدم حصول صدام عرضي بين الجيش الإسرائيلي والقوات الروسية التي يتم نشرها في سورية حالياً، مشدداً على ضرورة ضمان عدم وصول إمدادات السلاح من إيران والنظام السوري إلى حليفهما اللبناني «حزب الله». وكان الإسرائيليون شنوا أكثر من مرة خلال السنوات الأربع الماضية، غارات على مواقع للنظام أو لـ «حزب الله» داخل الأراضي السورية.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس تعرض حرم سفارتها في دمشق للقصف، متهمة معارضي النظام بذلك. وقالت في بيان إن «قذائف أطلقت على حرم سفارة روسيا في دمشق في 20 أيلول (سبتمبر) قرابة الساعة التاسعة صباحاً (6:00 ت. غ.) من دون أن تخلف أضراراً». وأضافت: «نحن ندين القصف الإجرامي للحضور الديبلوماسي الروسي في دمشق. وننتظر موقفاً واضحاً من هذا العمل الإرهابي من جميع أعضاء المجتمع الدولي، بما في ذلك الجهات الإقليمية الفاعلة». وتابع البيان أن «ما هو مطلوب ليس أقوالاً فقط بل أفعال ملموسة»، موضحاً أن «قصف السفارة الروسية أتى من جهة (حي) جوبر، حيث يتواجد مسلحون معارضون للنظام». ولفتت الخارجية الروسية إلى أن لهؤلاء المسلحين «رعاة خارجيين» مسؤولين عن تحركاتهم.

وسبق أن تعرضت السفارة الروسية في حي المزرعة في دمشق إلى سقوط قذائف، ففي أيار (مايو) قتل شخص بسقوط قذيفة هاون في مكان قريب، كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح عندما سقطت قذائف هاون أيضاً في حرم السفارة في نيسان (أبريل).

في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين، أن روسيا بدأت تنفيذ مهمات استطلاع بطائرات بدون طيار في أجواء سورية. ولم يتمكن المسؤولان اللذان تحدثا شرط عدم نشر اسميهما من تحديد عدد الطائرات الروسية بدون طيار التي شاركت في مهمات الاستطلاع أو نطاق الرحلات. وأحجمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن التعليق.

وقال المسؤولان الأميركيان إن العمليات الروسية بهذا النوع من الطائرات نفّذت على ما يبدو انطلاقاً من قاعدة عسكرية قريبة من مدينة اللاذقية التي نقلت إليها موسكو معدات عسكرية ثقيلة بينها مقاتلات وطائرات هليكوبتر مقاتلة وقوات من مشاة البحرية خلال الأيام الماضية. ونقلت «فرانس برس» في هذا الإطار عن مسؤولين أميركيين أن روسيا أرسلت 28 طائرة مقاتلة إلى سورية، وهو أعلى رقم يُعطى لعدد الطائرات الروسية منذ بدء تكشف المعلومات عن العزيزات العسكرية الروسية.

ويؤكد بدء موسكو استخدام رحلات الطائرات بدون طيار المخاطر التي قد يسببها قيام طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وطائرات روسية بعمليات في المجال السوري المحدود.

واتفق قادة الدفاع الأميركيون والروس الجمعة الماضي على البحث عن سبل لتجنب أي تداخل غير مقصود. وقد تصبح الحاجة أكثر إلحاحاً الآن بعدما بدأت موسكو رحلات بطائرات بلا طيار.

في غضون ذلك، قالت أوساط وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إنه اطلع خلال زيارته للإمارات العربية المتحدة على أولى نتائج المهمات الاستخباراتية التي نفذتها طائرات فرنسية منذ الثامن من أيلول (سبتمبر) في سورية. وتابعت الأوساط أنه اطلع على معلومات وصور التقطتها طائرات الاستطلاع خلال لقاء مع ضباط متمركزين في قاعدة ميناء زايد البحرية في شمال أبو ظبي.

 

الجيش السوري تسلم من موسكو طائرات استطلاع ومقاتلات

دمشق – أ ف ب

أفادت مصادر أمنية، اليوم، بأن الجيش السوري تسلم في الأيام الماضية من حليفته روسيا خمس طائرات مقاتلة على الأقل، إضافة إلى طائرات استطلاع ومعدات عسكرية، لمساعدته في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال مصدر عسكري طلب عدم كشف اسمه: «نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الأقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع الجمعة الماضي» إلى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية.

وأكد المصدر أن «أثر السلاح الروسي بدأ يظهر على الأراضي السورية وافتتح الجيش استخدامه لهذه الأسلحة في مدينتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال)، تحديداً في استهدافات على أرتال لتنظيم داعش».

وأشار المصدر العسكري إلى «أسلحة نوعية لديها إصابة دقيقة للهدف، ولدى بعضها صواريخ موجهة عن بعد»، لافتاً إلى أنها «أسلحة دفاعية وهجومية ولا تقتصر على الطائرات».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم، بمقتل ما لا يقل عن 38 من عناصر التنظيم في الأمس في غارات شنها الطيران الحربي السوري على مواقع للمتطرفين في وسط البلاد.

وأكد مصدر عسكري آخر في مدينة اللاذقية أن «المساعدة الروسية لا تقتصر على الطائرات المقاتلة وحسب، بل وصلتنا أيضاً أسلحة استطلاع جديدة تساعد في تحديد مكان الهدف بدقة متناهية (…)، إضافة إلى رادارات مرافقة لها ومناظير ليلة». وكثف الجيش السوري ضرباته الجوية ضد التنظيم المتطرف خلال الأيام الماضية تزامناً مع تعزيز روسيا وجودها العسكري في سورية.

 

روحاني: إيران هي القوة الرئيسة لمكافحة الإرهاب في المنطقة

طهران – أ ف ب

صرّح الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم (الثلثاء)، بأن الجيش الإيراني هو «القوة الرئيسة لمكافحة الإرهاب في المنطقة، التي لا يجب أن تعتمد على القوى الكبرى».

وقال روحاني في الخطاب الذي ألقاه قبل عرض عسكري كبير لمناسبة الذكرى الـ35 لاندلاع الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988)، أن «القوة الرئيسة لمكافحة الإرهاب هي القوات المسلّحة الإيرانية، لأنها وحدها قادرة على تدمير الإرهابيين».

وأضاف الرئيس الإيراني أن قوات بلاده «ساعدت الجيشين العراقي والسوري، بطلب من حكومتيهما، في مكافحة الإرهاب».

وتابع أنه «إذا كان الإرهابيون يتمددون في دول أخرى في المنطقة، فإن الأمل الوحيد هو الجيش وحراس الثورة والباسيدج الإيرانيون»، مؤكداً أنه على هذه الدول «ألا تظن أن القوى الكبرى ستدافع عنها».

 

مسؤول إيراني: أي حل سياسي للأزمة السورية يجب أن يشمل بشار الأسد

موسكو – رويترز

نقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان قوله اليوم (الثلثاء) إن موسكو وطهران ستفعلان كل ما هو ممكن لمساعدة سورية في الخروج من أزمتها، وأن بشار الأسد يجب أن يكون جزءاً من الحل.

وأضاف في مؤتمر صحافي في موسكو أن «طهران وموسكو تعتزمان استخدام الاحتمالات والإمكانات كلها، لمساعدة سورية على الخروج من هذه الأزمة» وتابع أن «روسيا وإيران ستواصلان الحوار مع المعارضة السورية»، مؤكداً أن «الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يكون جزءاً من أي حل سياسي للأزمة».

وأشار عبد اللهايان أيضاً إلى إنه لا توجد قوات ولا مستشارون عسكريون من إيران في سورية واليمن.

 

محققة دولية: انهاء الحرب ثم ملاحقة الأسد روسيا نشرت 28 مقاتلة وقصف لسفارتها

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أعلن مسؤولون اميركيون ان روسيا بدأت طلعات جوية فوق سوريا بواسطة طائرات بلا طيار وانها نشرت 28 مقاتلة في سوريا ، فيما ابلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زار موسكو أمس ان دمشق لا تعتزم فتح “جبهة ثانية” في مرتفعات الجولان السورية المحتلة واتفق واياه على تنسيق عسكري من اجل تفادي أي صدام من طريق الخطأ في الاجواء السورية.

وبينما لا تزال التعزيزات الروسية تتدفق على سوريا، سقطت قذيفة هاون على حرم السفارة الروسية في دمشق اقتصرت اضرارها على الماديات. ونددت وزارة الخارجية الروسية بشدة بـ”القصف المجرم للممثلية الديبلوماسية الروسية في دمشق، ونتوقع موقفاً واضحاً من جميع أعضاء المجتمع الدولي، بمن في ذلك الأطراف الاقليميون في شأن هذا العمل الإرهابي، ونتوقع أن تكون المواقف أفعالا معينة وليست أقوالا”. ولاحظت أن “قصف السفارة الروسية جرى من جهة منطقة جبار حيث يتمركز مسلحون معارضون للحكومة السورية، ولا ينتمي هؤلاء المسلحون إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لكن لهم ممولين خارجيين تقع عليهم مسؤولية ممارسة التأثير اللازم على هذه المجموعات المسلحة غير الشرعية”.

وفي وقت سابق، أكد مسؤولون أميركيون ان روسيا نشرت 28 مقاتلة في سوريا. وقال أحدهم رافضاً ذكر اسمه: “هناك 28 طائرة مقاتلة وهجوم على الارض” نشرت على مدرج للطائرات في محافظة اللاذقية بغرب سوريا التي تشكل معقلا للرئيس بشار الاسد.

وأكد مسؤول أميركي آخر عدد هذه الطائرات، مشيراً ايضاً الى وجود “20” مروحية روسية للقتال والنقل. واضاف ان روسيا تنشر كذلك طائرات من دون طيار فوق سوريا.

 

18 قتيلاً في حلب

على صعيد آخر، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 18 مدنياً على الاقل قتلوا وان العشرات اصيبوا بجروح في قصف لقوات النظام السوري لحي الشعار الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب بشمال سوريا.

وفي 15 ايلول، قتل 38 مدنياً بينهم 14 طفلاً جراء قصف مصدره الفصائل المقاتلة استهدف احياء خاضعة لسيطرة النظام في المدينة، كما أصيب 150 آخرون.

وفي شرق البلاد، اسفرت غارات لطيران النظام السوري على مدينة الرقة، “عاصمة الخلافة” التي اعلنها “داعش”، عن مقتل خمسة اشخاص.

واستهدفت غارات النظام أيضاً قرية مراط في ريف دير الزور الشرقي مما اسفر عن سقوط 13 قتيلاً بينهم سبعة أطفال.

وفي شمال شرق سوريا، قتل اربعة اشخاص في تفجير سيارتين مفخختين في اطراف مدينة راس العين بمحافظة الحسكة.

 

ديل بونتي

¶ في جنيف، صرحت المحققة التابعة للأمم المتحدة المختصة بحقوق الانسان كارلا ديل بونتي إن العدالة ستلاحق الرئيس السوري بشار الأسد حتى إذا ظل في السلطة في إطار اتفاق من طريق المفاوضات لإنهاء الحرب السورية.

وقالت: “الأسد هو الرئيس… ومن ثم فلنتعامل مع مؤسسة الرئيس. إذ كان في وسعنا تحقيق وقف للنار مع الرئيس… فلم لا؟ ولكن بعد ذلك ستأتي العدالة… تذكرون في يوغوسلافيا سابقاً… أن ميلوسيفيتش كان رئيساً وجرت مفاوضات سلام في دايتون وتمخضت عن اتفاق. وكان ميلوسيفيتش لا يزال رئيساً لكن العدالة أنجزت. هذا مجرد مثال من الماضي”.

وسئلت ديل بونتي هل ترى أن العدالة ستلاحق الأسد، فأجابت: “نعم يجب أن تلاحقه”. وأفادت إن الشاغل الفوري هو إنهاء الحرب، لكنها أملت أن تُنشأ محكمة خاصة مثل المحاكم التي أنشئت لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في يوغوسلافيا سابقا ورواندا لسوريا أيضاً.

 

الأمم المتحدة تُعيّن رؤساء مجموعات عمل تمهيداً للمحادثات

مسؤول سوري: دمشق تسلّمت “طائرات استطلاع ومقاتلات” روسية

تسلّم الجيش السوري من موسكو خمس طائرات مقاتلة على الأقل وطائرات استطلاع ومعدات عسكرية لمساعدته على محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”-“داعش”، في وقت عيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أربع مجموعات عمل تمهيداً لإجراء محادثات لإحلال السلام في سوريا.

وقال مسؤول أمني سوري كبير، رافضاً الكشف عن اسمه: “نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الأقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع يوم الجمعة الماضي” إلى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية، من ضمنها “اسلحة دفاعية وهجومية لديها إصابة دقيقة للهدف، ولدى بعضها صواريخ موجّهة عن بعد”.

وأضاف المصدر: “بدأ يظهر أثر السلاح الروسي على الأراضي السورية وافتتح الجيش السوري استخدامه لهذه الأسلحة في مدينتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال)، تحديداً في استهداف أرتال لتنظيم داعش”.

وأكد مصدر عسكري آخر في مدينة اللاذقية أن “المساعدة الروسية لا تقتصر على الطائرات المقاتلة فحسب، بل وصلتنا أيضاً أسلحة استطلاع جديدة تُساعد في تحديد مكان الهدف بدقة متناهية (…) بالإضافة إلى رادارات مرافقة لها ومناظير ليلية”.

ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن مستشارين عسكريين في موسكو، قولهم إن روسيا ستنشر نحو 2000 عسكري في قاعدتها الجوية الجديدة القريبة من ميناء اللاذقية في سوريا.

ويُشكّل هذا الانتشار العسكري المرحلة الأولى من المهمة الروسية هناك، ويتضمن طواقم طائرات مقاتلة ومهندسين وقوات لتأمين القاعدة، حسب الصحيفة.

وقال مسؤولون عسكريون غربيون إن هذا العدد يتماشى مع حجم القوة التي تتطلّبها حماية أي قاعدة جوية عسكرية.

ومن المرجّح أن تُثير خطوة كهذه، إن صحت، حفيظة الولايات المتحدة التي ترى أن التدخل الروسي في سوريا، يُعقّد الأزمة ويُأجّج الصراع المسلح.

وقال خبراء قريبون من النظام إن روسيا أرسلت مستشارين لتدريب القوات السورية على استخدام أسلحة جديدة، وتحديداً “منظومة دفاع جوي قصيرة المدى ودبابات حديثة (…) لقلب المعادلات العسكرية ميدانياً”.

وكان مسؤولون أميركيون أفادوا، الاثنين، بأن روسيا نشرت 28 مقاتلة في مطار في اللاذقية غرب سوريا، إضافة إلى 20 مروحية قتالية روسية.

وأوردت تقارير صحافية أميركية أن موسكو بدأت بالفعل بتسيير طائرات من دون طيار في الأجواء السورية لأغراض المراقبة والاستطلاع.

ونفت موسكو أن تكون اتخذت تدابير إضافية لتعزيز وجودها في سوريا.

ويدافع الكرملين عن دعمه لدمشق ويدعو الى ائتلاف اوسع ضد تنظيم الدولة الاسلامية يضم سوريا والعراق.

ورأى وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، بدوره، أن التحرّك العسكري في سوريا خلال الاسابيع الأخيرة “زاد الوضع تعقيداً”.

وكثّف الجيش السوري ضرباته الجوية ضدّ التنظيم المتطرّف خلال الأيام الماضية تزامناً مع تعزيز روسيا لتواجدها العسكري في سوريا.

وقُتل ما لا يقل عن 38 من عناصر “داعش” في غارات شنها الطيران السوري على مواقع للتنظيم في وسط البلاد الاثنين.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، اليوم الثلاثاء، بأن طائرات النظام السوري شنّت “ضربات محدّدة على مواقع التنظيم في تدمر والسخنة والقريتين في محافظة حمص.

سياسياً، عيّن بان كي مون رؤساء أربع مجموعات عمل بشأن سوريا ستجتمع في جنيف، في خطوة باتجاه إجراء محادثات يتوقّع أن تتباحث الأطراف المتصارعة فيها حول سبل تنفيذ خريطة طريق لإحلال السلام.

وأمل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في بيان، أن “يُمهّد عملها الساحة أمام اتفاق سوري لإنهاء الصراع على أساس بيان جنيف”، مشيراً إلى اتفاق دولي تمّ التوصل إليه في العام 2012 لحل الأزمة.

وقال مكتب دي ميستورا إن الأربعة الذين عيّنهم الأمين العام هم يان ايغيلاند ونيكولاس ميشيل وفولكر بيرتيس وبيرجيتا هولست ألاني.

وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بدوره، أن موسكو وطهران ستفعلان كل ما هو ممكن للمساعدة في حل الأزمة السورية.

وإذ أشار إلى أن روسيا وإيران ستواصلان الحوار مع المعارضة السورية، أكد عبداللهيان من موسكو أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يكون جزءاً من أي حل سياسي للأزمة، نافياً وجود قوات أو مستشارين عسكريين من إيران في سوريا واليمن.

ونوّه عبداللهيان إلى استعداد إيران لتشكيل جبهة مع روسيا في محاربة الإرهاب، معلناً ترحين إيران “باقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل جبهة مشتركة لمحاربة الإرهاب. ونحن جاهزون من أجل تنفيذ هذه المبادرة والتعاون معا وبشكل مشترك”.

وفي سياق متّصل، أكدت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية عبور نحو 70 مقاتلاً من المعارضة السورية التي درّبتها من تركيا إلى الأراضي السورية.

وأعلنت القيادة، اليوم الثلاثاء، أن المسلّحين مما يُعرفون بـ”القوات السورية الحديثة” سيتزعمون المعارضة المسلحة شمال البلاد.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن القيادة قولها إن “القوات السورية الجديدة وبدعم من التحالف (الدولي بقيادة الولايات المتحدة) ستُحارب إلى جانب قوات معارضة مختارة، باستخدام التدريبات والمعدّات التي حصلت عليها خلال البرامج المعنية، لتقوية عمل هذه الوحدات الأكبر حجماً”.

(“موقع السفير”، “روسيا اليوم”، “نوفوستي”، ا ف ب، رويترز)

 

انعطافة فرنسية: لن نشترط تنحي الأسد قبل الحل

روسيا تستطلع جوياً وتعزّز مقاتلاتها في اللاذقية

عززت روسيا تواجدها العسكري في اللاذقية بشكل كبير، حيث كشف مسؤولون أميركيون أنها نشرت 28 مقاتلة جوية، وأنها بدأت عمليات استطلاع بطائرات من دون طيار فوق سوريا، فيما التحقت فرنسا أمس بالانعطافات الأميركية والبريطانية بشأن المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد فوراً.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في مقابلة مع صحيفة «لوموند»، أن باريس لن تطالب برحيل الأسد كمقدمة لأي مفاوضات سلام. وقال «إذا اشترطنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات أن يتنحى الأسد، فلن نحقق الكثير، موضحاً أن فرنسا تعتقد أن الحل الديبلوماسي سيتطلب إنشاء حكومة وحدة وطنية تضم عناصر من الحكومة «لتجنب تكرار الانهيار الذي حدث في العراق».

وقال مسؤولون أميركيون، لوكالة «فرانس برس»، إن روسيا نشرت 28 مقاتلة في سوريا. وقال أحدهم «هناك 28 طائرة مطارَدة وهجوم على الأرض» تم نشرها على مدرج للطائرات في محافظة اللاذقية.

وأكد مسؤول أميركي آخر عدد هذه الطائرات، لافتاً أيضاً إلى وجود «عشرين» طوافة روسية للقتال والنقل، مضيفاً أن موسكو تنشر كذلك طائرات من دون طيار فوق سوريا.

وقال مسؤولان أميركيان، لوكالة «رويترز»، إن روسيا بدأت تنفيذ مهام استطلاع بطائرات من دون طيار في أجواء سوريا، فيما يبدو كأول عمليات عسكرية جوية لموسكو داخل سوريا منذ أن عززت وجودها العسكري في قاعدة جوية هناك. ولم يتمكن المسؤولان تحديد عدد الطائرات الروسية من دون طيار التي شاركت في مهام الاستطلاع أو نطاق الرحلات. وأحجمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن التعليق.

وببدء روسيا عمليات استطلاع، عبر طائرات من دون طيار، تتزايد المخاطر من إمكانية وقوع «حادث» بين طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، وطائرات روسية.

وقال المسؤولان الأميركيان إن العمليات الروسية بهذا النوع من الطائرات نفذت على ما يبدو انطلاقاً من قاعدة عسكرية قريبة من اللاذقية، التي نقلت إليها موسكو معدات عسكرية ثقيلة، بينها مقاتلات وطوافات مقاتلة وقوات من مشاة البحرية خلال الأيام الماضية.

ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التعليق حين سئلت عن تقرير «رويترز»، وقالت إنه لا يمكنها مناقشة أمور تتعلق بالاستخبارات، لكنها أشارت إلى أنها «على دراية كاملة» بما يجري على الأرض في سوريا. ومنذ أسابيع، تبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا. وأجرى وزيرا الدفاع الأميركي أشتون كارتر والروسي سيرغي شويغو مشاورات في هذا الشأن في أول اتصال مباشر بينهما منذ تولي كارتر حقيبة الدفاع الأميركية. وتم التوافق على مواصلة هذه المباحثات لتجنب خطر أي حادث بين القوات الروسية ومقاتلات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي تستهدف مقاتلي «داعش» بضربات جوية في سوريا.

وأعلنت روسيا تعرض حرم سفارتها في دمشق للقصف، متهمة المسلحين المدعومين من الغرب بهذا الهجوم ومطالبة المجتمع الدولي بتحرك ملموس.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «قذائف أطلقت على حرم سفارة روسيا في دمشق في 20 أيلول من دون أن تخلف أضراراً». وأضافت «نحن ندين القصف الإجرامي للحضور الديبلوماسي الروسي في دمشق، وننتظر موقفاً واضحاً من هذا العمل الإرهابي من جميع أعضاء المجتمع الدولي، بما في ذلك الجهات الإقليمية الفاعلة». وتابعت أن «ما هو مطلوب ليس أقوالا فقط بل أفعال ملموسة»، موضحة أن «قصف السفارة الروسية أتى من جهة جوبر، حيث يتواجد مسلحون معارضون للنظام»، لافتة إلى أن هؤلاء المسلحين لهم «رعاة خارجيون» مسؤولون عن تحركاتهم.

 

«جيش الإسلام»: طريق دمشق ـ حمص آمنة!

طارق العبد

أكثر من أسبوع مر على معارك بلدة حرستا والطريق الدولي التي يصر «جيش الإسلام» من خلالها على تأكيد سيطرته على شريان دمشق الأساسي الذي يربطها بباقي المناطق. مسألة تقلل أطراف موالية ومعارضة من أهميتها، معتبرة أن الأمر لا يتعدى إثبات للوجود.

وتحدثت مصادر ميدانية عن مقتل «أمير جبهة النصرة» في حي القدم أبو فهد الصهيوني، وذلك جراء خلاف مع قائد «لواء مجاهدي الشام» صالح الزمار. وسارعت «النصرة» إلى إعلان الاستنفار في حي العسالي.

فبعد مضي أسبوع على المعارك عند محور حرستا ومحيط ضاحية الأسد، أصدر «جيش الإسلام»، بزعامة زهران علوش، بياناً يعتبر فيه طريق دمشق ـ حمص الدولي منطقة آمنة لعبور المدنيين بين السادسة صباحاً والسادسة مساء، مع مرور الشاحنات غير العسكرية، وهو الطريق ذاته الذي أغلقته القوات السورية، حيث تتواصل المعارك عند التلال القريبة من حرستا ومن ضاحية الأسد السكنية التي استعادت جزءاً كبيراً من حياتها الاعتيادية مع عودة جزء من المدنيين إلى المنطقة.

ويشير مصدر ميداني، في حديثه لـ «السفير»، إلى أن «كل ما يقوم به جيش الإسلام ليس أكثر من استعراض لإثبات وجوده، ذلك أن الكلام عن تأمين الطريق الدولي في غاية المبالغة، خاصة أن عشرات القطع العسكرية للجيش تبطل هذه السيطرة أولا، وثانياً لأن محور المعارك يمتد من مفترق حرستا ـ القابون وصولاً إلى نقطة جسر بغداد التي تطل على عدرا العمالية».

ويضيف أن «الكلام عن خنق العاصمة، عبر قطع طريق رئيسي يربطها بغالبية المحافظات، هو بدوره أمر للاستهلاك الإعلامي، إذ سبق أن أغلق الجيش المسار ذاته قبل عامين إبان معارك القلمون في قارة ودير عطية والنبك ويبرود من دون أن تتأثر العاصمة التي ترتبط بممر حول قاسيون عند التل ـ معربا، ثم يلتقي بالطريق الدولي عند نقطة الثنايا بعيداً عن الاشتباكات، يضاف إلى ذلك أن باقي الطرق، لا سيما إلى مطار دمشق الدولي تعتبر آمنة، وكذلك بالنسبة للشرايين التي تربط الشام بكل من الحدود اللبنانية والسويداء ودرعا».

بدوره، يقلل مصدر معارض من تزامن الهجوم على حرستا مع ما حصل في القريتين، وتصعيد «داعش» للهجمات في محيط صدد ومهين، ما يعني بدوره اقتراباً للتهديد من الطريق الدولي من جهة حمص، متوقعاً أن تشهد المنطقة مزيداً من التصعيد المرتبط بالاستحقاقات السياسية كرد على التوسع الروسي، أو شن هجمات بأسلحة متطورة، لافتاً إلى تركيز «جيش الإسلام» وإعلامه على مسألة دورهم الأساسي قبل باقي الفصائل ومحاولة إبراز أنفسهم كقيادات أساسية لا منافس لهم في الريف الدمشقي.

وفي الزبداني ومحيطها، استمر وقف إطلاق النار لليوم الثاني من دون أي خروقات تسجل في المنطقة وجوارها باتجاه مضايا، وسط تضارب أنباء بشأن الاتفاق، حيث إصرار مصادر وقيادات أحرار الشام وجيش الفتح على أن الأمر لا يعدو تبادل أفكار بوساطة تركية – إيرانية، مع التشديد على أن الأمر يتعلق بتقدمهم في الفوعة وكفريا بريف إدلب، قبل أن يعود أحد إعلامييهم ويؤكد استعداد من يرغب من مقاتلي الزبداني للخروج مع إطلاق سراح 500 معتقل وخروج كل سكان كفريا والفوعة.

وفي الحسكة، استمر مسلسل التفجيرات، حيث استهدفت بلدة رأس العين عند مدخل المدينة بسيارتين تبناهما تنظيم «داعش». وطال التفجيران نقاطاً تابعة لوحدات الحماية الكردية قرب البلدة الخاضعة لسيطرة المقاتلين الأكراد، وأديا الى مقتل أربعة أشخاص. وبذلك يرتفع عدد السيارات المفخخة التي ضربت المدينة وما حولها إلى أربع في 24 ساعة.

 

الأمم المتحدة تعين رؤساء مجموعات عمل تمهيدا لمحادثات سورية

 

جنيف – (رويترز) – قالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن أمينها العام بان جي مون عين رؤساء أربع مجموعات عمل بشأن سوريا ستجتمع في جنيف وذلك في خطوة باتجاه إجراء محادثات يتوقع أن تتباحث الأطراف المتصارعة فيها حول سبل تنفيذ خارطة طريق لإحلال السلام.

 

وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا في بيان “نأمل أن يمهد عملها الساحة أمام اتفاق سوري لإنهاء الصراع على أساس بيان جنيف” مشيرا إلى اتفاق دولي تم التوصل إليه عام 2012 لحل الأزمة.

 

وقال مكتب دي ميستورا إن الأربعة الذين عينهم الأمين العام هم يان ايجيلاند ونيكولاس ميشيل وفولكر بيرتيس وبيرجيتا هولست ألاني.

 

المرصد السوري: قتلى في انفجار بمنطقة يقطنها علويون في حمص

القاهرة -(د ب أ) – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسماع دوي انفجار عنيف في منطقة الزهراء التي يقطنها مواطنون غالبيتهم من الطائفة العلوية وسط مدينة حمص.

 

وقال المرصد في بيان الثلاثاء إن سيارة انفجرت ما أدى لسقوط جرحى ومعلومات أولية عن قتلى.

 

المعارضة السورية المدربة أمريكياً تنفي تسليم سلاحها لجبهة النصرة

اسطنبول – الأناضول –  نفى قيادي في الفرقة 30 من المعارضة السورية، التي تم تدريبها ضمن البرنامج الأميركي لتدريب وتجهيز المعارضة، الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام معارضة في اليومين الماضيين، وتفيد بقيام عناصرها تسليم سلاحهم إلى “جبهة النصرة”.

 

وقال “علي بكران”، قائد اللواء 11 التابع للفرقة 30، الثلاثاء، إنه لا يوجد أي إتفاق ضمني مع “جبهة النصرة”، بعدم تعرضها للمقاتلين التابعين للفرقة.

 

ولفت بكران أن “جبهة النصرة” لن تقدم على أي تصرف مشابه للسابق، عندما اعتقلت عدداً من عناصر الفرقة، وذلك خوفاً من ردة فعل شعبية، سيما أن الأهالي ضاقوا ذرعًا، ويرغبون بالتخلص من تنظيم “داعش”.

 

وأفاد بكران بأن دفعة جديدة تستعد دخول سوريا، والانضمام إلى الدفعتين السابقتين، ويبلغ قوامها 150 مقاتلاً، وستدخل سوريا خلال عشرة أيام ، مشدداً على أن دورهم ينحصر بقتال تنظيم “داعش”.

 

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الإثنين، دخول 70 مقاتلاً سورياً جديداً بكافة أسلحتهم وتجهيزاتهم إلى سوريا، بعد إنهائهم لبرنامج التدريب والتسليح الأمريكي.

 

وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية أن “التحالف سيواصل دعم القوات السورية الجديدة رغم أنها لا تعمل تحت قيادة أو سيطرة التحالف، كجزء من الحملة المستمرة لإضعاف وهزيمة داعش في النهاية”.

 

يشار إلى أن الدفعة الأولى من المقاتلين المدربين أمريكيًا، ويبلغ عددهم 54 مقاتلًا، دخلت ريف حلب الشمالي قبل نحو شهرين، تحت اسم الفرقة 30، إلا أنها تعرضت لهجوم من جبهة النصرة أسفر عن مقتل عدد منهم وأسر آخرين، وهو ما أدى إلى انفراط عقدها.

 

وزير الدفاع البريطاني: لم نناقش مع روسيا التحرك العسكري في سوريا

لندن – (رويترز) – قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الثلاثاء إن بريطانيا لم تناقش مع روسيا مسألة التحرك العسكري في سوريا مضيفا أن التحرك الروسي هناك في الأسابيع الأخيرة زاد الوضع تعقيدا.

 

وقال فالون أمام المعهد الملكي للخدمات المتحدة وهو وكالة بحثية معنية بالدفاع والأمن “لم نناقش مع الروس العمليات العسكرية ضد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في سوريا.”

 

وأضاف “من الواضح أن التحرك الروسي في الأسابيع القليلة الماضية من نشر سفن وطائرات في المنطقة يزيد من تعقيد وضع معقد جدا بالفعل.”

 

نتنياهو وقادة جيشه في موسكو لتنسيق قواعد الاشتباك العسكري فوق سوريا

عبّر عن قلقه من وصول الأسلحة الروسية إلى «حزب الله» وبوتين قال إن دمشق منهمكة بالدفاع عن نظامها

■ عواصم ـ وكالات: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو إن سوريا وإيران تحاولان تكوين «جبهة ثانية» في منطقة مرتفعات الجولان المتنازع عليها على الحدود بين إسرائيل وسوريا.

ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن نتنياهو القول: «تحاول إيران، بمساعدة الجيش السوري، تكوين جبهة ثانية في مرتفعات الجولان ضدنا (إسرائيل)».

ورد الرئيس الروسي بأن الجيش السوري غير قادر على التقدم نحو إسرائيل نظرا لانشغاله بمحاولة الحفاظ على الحكومة السورية المنهمكة في حرب أهلية.

وقال بوتين خلال محادثات في موسكو كان من المتوقع أن تركز على الدعم العسكري الروسي للحكومة السورية «نعلم أن الجيش السوري وسوريا ككل في حال لا يمكنها معه فتح جبهة أخرى. إنهم على الأرجح يعملون على إنقاذ حكومتهم».

ويسعى نتنياهو للحصول على تطمينات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الانتشار العسكري الروسي في سوريا، ولتوضيح بواعث القلق الإسرائيلية من خطر وصول أسلحة لأيدي متشددين على حدودها.

ونظرا لأن روسيا تستخدم طائرات مقاتلة كجزء من الحشد العسكري السريع في سوريا تخشى إسرائيل احتمال تبادل إطلاق النار بالخطأ مع القوات الروسية، ولا سيما منذ أن نفذت ضربات جوية ضد متشددين في جنوب سوريا ومنذ الاشتباه في أن مقاتلي جماعة «حزب الله» يهربون أسلحة.

وقال مستشار استراتيجي سابق لنتنياهو إنه سيحاول تحديد «القواعد الأساسية» مع بوتين بشأن تفادي مثل هذه الاشتباكات.

وتجري أيضا الولايات المتحدة – التي تجري مع حلفائها طلعات جوية تستهدف مقاتلي «الدولة الإسلامية» في سوريا – محادثات مع روسيا بهدف تفادي حدوث صدام بين الجانبين هناك.

وقال المستشار السابق الذي طلب عدم نشر اسمه «قد يصل الأمر إلى اتفاق بين إسرائيل وروسيا على أن يقتصر كل جانب على مناطق محددة لتنفيذ العمليات في سوريا، أو حتى أن يحلقوا هم في الصباح ونحلق نحن في الليل.»

ومن بين مخاوف إسرائيل أن تواجه مقاتلات إسرائيلية أنظمة مضادة للطائرات تشغلها روسيا أو حتى طائرات تسيرها روسيا.

ويصطحب نتنياهو كبار قادة الجيش الإسرائيلي في محادثاته مع بوتين الذي يحاول دعم الرئيس السوري بشار الأسد في الصراع الذي دخل عامه الخامس.

وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إنه سيقدم معلومات مخابرات إسرائيلية عن عمليات نقل سابقة للأسلحة لـ»حزب الله» بعضها وردته روسيا، وسيسعى للحصول على تطمينات من موسكو بأن التعزيزات الأخيرة ستظل تحت سيطرتها.

وقال مسؤولان أمريكيان، أمس الاثنين، إن روسيا بدأت مهام استطلاع بطائرات بلا طيار في سوريا في أول عمليات جوية عسكرية تجريها في سوريا فيما يبدو منذ تسارع وتيرة تعزيزاتها في مطار هناك.

ولم يتمكن المسؤولان اللذان تحدثا إلى رويترز شريطة عدم ذكر اسميهما من تحديد عدد الطائرات بلا طيار المشاركة في مهام الاستطلاع. وأحجمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن التعليق.

 

اللاجئون السوريون سيّاح في أنقرة: شاي وبزر ونرجيلة وصوت «ماهر زين» يصدح بالعربية

مئات الهكتارات كانت تعجّ بالمجرمين صارت حدائق معلقة

أنقره ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: جلس المواطن السوري سامي الحلاق بهدوء مع أطفاله الثلاثة وزوجته قبالة المنظر الخلاب في حديقة «النجم الشمالي» العملاقة، التي بنيت حديثا على مئات الهكتارات بقرار من رئيس البلدية «الإسلامي»، الذي نجح في تحويل منطقة سفحية بين جبلين وسط أنقره إلى «لوحة من المياه والخضراء» بعد أن كانت مرتعا للكلاب الضالة والحيوانات والحشرات والقاذورات وفي الكثير من الأحيان للخلايا الإجرامية.

لا يجد الحلاق وعائلته أجمل من التلال الخضراء التي زرعتها بلدية أنقرة الشمالية في وسط الجبال التي كانت مقفرة للترويح عن أطفاله مجانا.

يكتظ السوريون بكثافة في المكان المدهش الذي زارته «القدس العربي» وتجولت فيه، ويمكن ببساطة رصد الإيقاع السوري حيث رؤوس النرجيلة وأباريق الشاي وكميات هائلة في سلال النفايات من قشر البزر والفستق.

قبل سنوات قليلة كانت منطقة النجم الشمالي عبارة عن وديان مقفرة لا يسكنها إلا المسحوقون وتتغلغل فيها الجريمة ولا تصلها الخدمات ولا دوريات الشرطة ولا حتى السيارات. وحسب شاهد عيان من المقيمين في أنقرة كانت المنطقة تشعر الأتراك بالخجل كلما زارهم وفد أجنبي بسبب العبور الإجباري من المطار عبر مشاهد العشوائيات المأساوية. اليوم يرى الحلاق وأولاده أن المكان فيه روح وثقافة وترفيه وجمال.

يتوافد السوريون بكثرة نحو الترفيه المجاني الذي وفره الأتراك حيث نافورة مياه عملاقة ملونة تبث صورا لتركيا ولأنقرة ولبلديتها عبر المياه، وحيث سلسلة من الحدائق المعلقة والمقاعد المضيئة والأغاني بصوت مرتفع باللغتين العربية والتركية.

«القدس العربي» استمعت في المكان وسط مكبرات صوت عملاقة لأنشودة «رقت عيناي شوقا» للمطرب الإسلامي السويدي من أصل لبناني ماهر زين، وكان يمكن التقاط أغنية «يا حبيبي يا محمد» من قبل الجمهور.

في الطرف المقابل لشمالي أنقره ثمة مشروع مماثل يحاربه إعلام الخصوم السياسيون لكنه أحال منطقة عشوائية ضخمة اسمها وادي الديكمون كانت مرتعا لكل أنوع الجرائم إلى منطقة جذب سياحية بامتياز حيث قنوات مياه مع أضواء ملونة ومقاه على الطريق بعد رحيل سكان العشوائيات لشقق فاخرة جدا ومدفوعة من قبل البــلدية حول الوادي الذي ولدوا فيه.

تفاخر بلدية أنقرة بأنها حققت ربحا تجاريا ولم تتكلف الكثير من هذه المشاريع العمرانية بعد مقايضات محسوبة مع مستثمرين في القطاع الخاص، والأهم ان رموز العمل البلدي وأغلبهم اليوم من جماعة حزب «العدالة والتنمية» يتفاخرون بأن نسبة الجريمة الجنائية في هذه المناطق العشوائية التي تحولت إلى حدائق معلقة انخفضت بالأرقام بنسبة لا تقل عن 35 ٪.

 

نظام الأسد خرج من اللعبة والتفاوض بعد الآن مع بوتين والمعدات العسكرية الضخمة هدفها بناء جيش نظامي جديد

الأردن يراقب عن كثب الاختراق الروسي لجارته سوريا وقراءات السيناريو الأخير

بسام البدارين

عمان ـ «القدس العربي»: تجري غرفة القرار الأردنية تقييمات عميقة للوضع الميداني في سوريا، خصوصا في ظل تحول البلاد المجاورة لقاعدة عسكرية روسية بالتدريج.

ويرى مسؤولون في عمان، على علم بالتطورات الميدانية ويراقبونها عن كثب، أن نمو المساحة الروسية العسكرية في سوريا يعني نمو مشروع سياسي بالتوازي، يتوافق عليه أقطاب القوة في العالم والمنطقة.

تأمل عمان كغيرها من العواصم العربية بأن تكون قريبة من الطاولة في الحد الأدنى، عندما تضع القوة العسكرية أساسا للمعالجة السياسية أوالتسوية الشاملة في سوريا.

لكن عواصم العرب في أبعد نقطة عن مسار الأحداث، فالقاهرة مشغولة تماما بحساباتها وأوضاعها الداخلية ومسلسل «تحجيم» حركة «حماس» وإضعافها والرياض وعواصم الخليج بدأت تقترب من مفاصل مهمة عسكريا في حسم الملف اليمني الشائك والمعقد.

في الوقت نفسه، دمشق وبغداد في نطاق التأثر وليس التأثير والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كان قد تنبأ قبل نحو ثلاثة أسابيع بآفاق جديدة لمشروع سياسي يحسم الصراع في سوريا، وإن كانت عمان تجد في التصدي الجدي لـ»تنظيم الدولة» من قبل القوات الروسية مسألة لا يمكن إسقاطها من الحساب عندما يتعلق الأمر برؤية ورصد جنود القوات الخاصة الروسية مدججين بالسلاح في مساحة جغرافية لا تقل عن ساعتين برا بالقرب من شمال الأردن.

وجهة نظر الحكومة الأردنية خلف الأضواء تؤشر على ان وجود قوات روسية في سوريا، بعيدا عن الدلالات السياسية، يثبت القناعة الأردنية القديمة بأن بنية وهيكل القوات المسلحة الروسية بيد نقطة الاستحكام الروسية أصلا.

بالنسبة لأوساط عمان السياسية فوائد التواجد العسكري الروسي لا تقف عند حدود تصفية ومواجهة «تنظيم الدولة» الذي يعتبره الأردنيون العدو الأول لهم، ولكنها تصل لمسافات أعمق أخرى من بينها وأبرزها الاستغناء عن جهود «قوات مريبة» من الميليشيات العسكرية تتبع «حزب الله» اللبناني أو الحرس الجمهوري الإيراني، خصوصا بعدما ظهرت هذه القوات في محيط درعا القريبة والملاصقة للحدود مع الأردن.

بالنسبة للأردن، روسيا ليست دولة حليفة جدا ووجود قواتها في سوريا يعقد الأمور مع الإدارة الأمريكية، لكن موسكو تحاول توفير ملاذات للاستراتيجية الأردنية، وهي تقترح بناء تحالف دولي جديد ضد تنظيم «الدولة» تشارك به عمان وتركيا.

حصل الأردنيون على وعد ضمني بأن مصالحهم لن تتضرر من العمليات العسكرية الروسية الوشيكة.

وهو وعد يكفي برأي مراقبين لبناء نمط من الاتصالات مع الروس، خصوصا بعدما التقى الملك عبدالله الثاني الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرا، لكنه في الوقت نفسه وعد مربك لأن البوصلة الأمريكية ما زالت غامضة في السياق ولا دلالات مباشرة عليها. فوق ذلك تقررت، في مجلس الأمن القومي الأردني بعد تقييم ودراسة الوضع، إمكانية التعاون أمنيا واستخباريا مع الروس ووضع قاعدة المعلومات الأردنية المهمة عن هيكلية «تنظيم الدولة» بين أيديهم، إذا كانت خطوة من هذا النوع يمكن ان تؤسس لدور سياسي وإقليمي أردني أو لاحترام روسي للمصالح والمخاوف الأردنية، لكن هذه الخطوة حساسة إلى حد ما وتترقب الضوء الأخضر، ويمكن ان تندفع إذا ما وافق الأمريكيون على الجهد الروسي ضد «تنظيم الدولة».

حسبة أخرى في عمق المطبخ السياسي الأردني برزت مؤخرا، عندما تعلق الأمر بمراقبة الاختراق الروسي القوي للأرض السورية، فوجهة نظر مسؤولين أردنيين ان كثافة الوجود العسكري والتسليحي الروسي يعني عمليا ان النظام السوري الحالي، برئاسة بشار الأسد، لم يعد موجودا وأنه انتهى أو شارف على الانتهاء. وبالتالي تدخل روسيا عسكريا حفاظا على مصالحها الحيوية في الساحل الروسي وحصتها من الكعكة، كما قال سفير بارز في الأردن لـ «القدس العربي».

وفيما تعلم عمان بأن موسكو تشرف على «إعادة بناء وهيكلة الجيش السوري النظامي» في ضوء المستجدات تصبح من نافلة القول الإشارة إلى ان سوريا بصدد بناء جيش جديد وأن المفاوضات بالشأن الروسي بعد الآن لن تكون مع نظام الأسد، حتى إن تمت عبره، بل مع بوتين وجماعته، الأمر الذي يعتبر أساسا في تفسيرعبارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن «مفاجآت».

 

مفاوضات “النفس الطويل” بين إيران و”جيش الفتح

قال مصدر قيادي في “جيش الفتح”، لـ”المدن”، إنّ ما تم تسريبه عبر وسائل الإعلام من بنود الهدنة، صحيح، ومازالت المفاوضات مستمرة بين الجانبين. وأشار المصدر إلى أنّ الاتفاقات النهائية لم تنجز بعد، ومن المحتمل تمديد الهدنة حتى نهاية عيد الأضحى. وأكد المصدر على أن المسودة المسربة هي المسودة القديمة التي قدمها الوفد الإيراني.

 

وعلمت “المدن”، من مصدر مقرب من فريق “جيش الفتح” المفاوض، أن القنصل الإيراني في اسطنبول هو من يقود عملية المفاوضات المباشرة مع “جيش الفتح”، التي تجري بوساطة تركية، فيما يرأس فريق “جيش الفتح” قائد الجناح السياسي في “حركة أحرار الشام الإسلامية” محمد الشامي، إضافة إلى ممثلين عن بعض فصائل “جيش الفتح”.

 

وتشير المعلومات إلى أن وفد “جيش الفتح” رفض الفقرة الثامنة من المقترح الإيراني بصيغته الحالية، والتي تنص على “التعهد والالتزام باطلاق سراح 500 معتقل من سجون النظام بعد انجاز المرحلة الأولى”. وتشمل القائمة المقترحة 325 امرأة و25 حدث و150 رجل، دون الالتزام باسماء محددة أو مناطق معينة، على أن تكون تواريخ اعتقالهم سابقة لـ1 تموز/يوليو 2015. وكان وفد “حركة أحرار الشام” قد أصرَّ على الإفراج عن ألف معتقلة و40 ألف معتقل في سجون النظام، قبل انهيار الجولة الأخيرة من المفاوضات.

 

وبحسب ما سُرب، فإنّ الاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد، في مناطق: الزبداني ومضايا وبقين وسرغايا والقطع العسكرية المحيطة بها في ريف دمشق، إلى جانب الفوعة وكفريا والمدن والبلدات المحيطة بهما في ريف إدلب، ويشمل ذلك مدينة إدلب وبلدات بنش وتفتناز وطعوم ومعرة مصرين ورام حمدان وزردنا وشلخ.

 

كما تضمنت المسودة “الاتفاق على وقف الطيران الحربي والمروحي من قبل نظام الأسد، إلى جانب وقف إلقاء المساعدات من الطيران المروحي، والتعهد بعدم إغلاق الطريق الإنساني إلى الفوعة وكفريا، أو إغلاق منافذ مضايا وبقين وسرغايا”.

 

وتنص بنود الاتفاق أيضاً على أن الوجهة الوحيدة لخروج مقاتلي مدينة الزبداني مع الجرحى هي إدلب حصراً بسلاحهم الفردي الخفيف مع الجعب، وحقيبة كتف واحدة لا تحوي سلاحاً أو ذخائر، وأن يتم تدمير السلاح الثقيل في منطقة الزبداني، في حين لا يشمل هذا الاتفاق خروج مقاتلي مضايا، ولكن يسمح باخراج الجرحى ذوي الحالات الصعبة الذين لا يمكن علاجهم داخل مضايا، ويحدد ذلك من خلال الهلال الأحمر تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وبحسب ما سُرب عن المحادثات، فإنّ الاتفاق تضمّن أيضاً أن تقوم إيران بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية على تسوية أوضاع عائلات الزبداني التي خرجت بطريقة غير قانونية إلى لبنان، وإعادتهم إما إلى سوريا مباشرة أو إلى تركيا، شرط أن يكون العدد بين 40 و50 عائلة فقط، وأن يتم ذلك خلال المرحلة الأولى.

 

ومن الجهة المقابلة، فإنه سيسمح خروج الراغبين من النساء والأطفال دون الثامنة عشر والرجال فوق الخمسين، من الفوعة وكفريا، بحيث لا يزيد العدد عن عشرة آلاف شخص. إلى جانب خروج كامل الجرحى قيد العلاج في القريتين، على أن يضمن كل طرف الأمن والسلامة خلال سير العمل داخل مناطق سيطرته.

 

ويتضمن الإتفاق تشكيل “مجموعة عمل” تشمل مندوباً عن الأمم المتحدة ومندوباً عن إيران ومندوباً من طرف المعارضة، وتعتبر مرجعية لمتابعة تنفيذ الاتفاق.

 

في السياق، ذكر مصدر محلي من مدينة بنش، أن مقاتلين من “الحزب الإسلامي التركستاني”، ومتظاهرين من أبناء المدينة خرجوا في تظاهرات راجلة، وهم يحملون أسلحة خفيفة، للتنديد بالهدنة. وأشار المصدر إلى أنهم كادوا أن يخرقوا الهدنة، لولا صدور تعليمات صارمة من قيادة “جيش الفتح”، ألزمتهم بالتهدئة، والعودة إلى المقرات.

 

وانتقد ناشطون من محافظة إدلب “جيش الفتح” بعد استبعاد بلداتهم من الهدنة، فيما استمر النظام بقصف قراهم بواسطة الطيران الحربي.

 

بدوره، قال مدير مكتب العلاقات العامة في “فيلق الشام” أحمد الأحمد لـ”المدن”، إنّ الجبهات هادئة الآن، على محور كفريا-الفوعة، والتعليمات الصادرة عن قيادة “جيش الفتح” هي وقف التدشيم وإطلاق النار، مقابل وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي من قبل النظام.

 

وأشار الأحمد إلى أنّ الميلشيات في الفوعة، خرقت اتفاق الهدنة، من خلال إطلاقها النار، وقصفها العشوائي على مدينة بنش في الساعة الثانية من عصر الإثنين، ما أدى لإصابة عدد من مقاتلي “جيش الفتح”.

 

وقال الشرعي في “جيش الفتح” عبدالله المحسيني، في تغريدة له في “تويتر”، إن “إيران تتوسل جيش الفتح القبول بوقف إطلاق النار”.

 

وعلّق رئيس المكتب التنفيذي في “مجلس قيادة الثّورة” صبحي الرفاعي، على ما يجري من مفاوضات بين الإيرانين و”أحرار الشام”، بالقول: “من حيث المبدأ، لايحق للأحرار مطلقاً التفاوض مع اﻹيرانيين حول أي أمر من أمور الثورة، لسببين: اﻷول أن إيران دولة تحتل سوريا والتفاوض معها يعني شرعنة احتلالها وسيطرتها على القرار السياسي السوري، أما الثاني فإن الأحرار لا يحق لهم التفاوض عن سوريا ﻷن سوريا بلد السوريين وليست مكتسباً للأحرار، وﻷن آﻻف المجاهدين ممن يقاتلون النظام وداعش واﻹيرانيين ومليشياتهم، لم يؤخذ رأيهم ولم يستشاروا في ما يفعله مفاوضو اﻷحرار”.

 

وأضاف الرفاعي لـ”المدن”، أن “التفاوض مع إيران هو إنعاش للنظام المنتهي وإعطاء فرصة حياة له لم يعد يحلم بها”. وأشار إلى أنّ اﻷخطر من هذا، هو ما يرشح من أخبار، وما ظهر في الشهرين الماضيين من خطوط عامة للتفاوض تُظهر “تغييراً لديموغرافيا سوريا بتفريغ الزبداني والوادي من السنة، وتمكين إيران والشيعة من المنطقة بإحلال الشيعة مكان السكان اﻷصليين فيها”.

 

ورآى الرفاعي، أنّ الاتفاق إذا تمّ بصيغته الحالية، فإن الأمور عسكرياً، ستتجه لأن “يتفرغ آلاف المرتزقة من إيران وحزب الله، للضغط على الغوطتين الشرقية والغربية”. وأشار إلى أنّه “لا مبرر للتفاوض حتى مع النظام، ولو إدعى اﻷحرار أن التفاوض من أجل سلامة مقاتلينا في الزبداني”. ففي “الفترة الماضية حقق مجاهدونا تقدماً كبيراً ومفاجآت عسكرية قلبت الموازين هناك”.

 

واعتبر الرفاعي أن ما جرى تسريبه من بنود للإتفاق، هو لجس نبض الشارع والفصائل، لمعرفة ردود أفعالهم تجاه إعلان اتفاقات ستبرم مع اﻹيرانيين.

 

ويبدو أن فريق “جيش الفتح” التفاوضي أمام تحد كبير وضغوط هائلة من الشارع السوري، في ما يخص عشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام، وينتظر منهم تحقيق “إعجاز” تفاوضي أمام الايرانيين وهم أصحاب “النفس” التفاوضي الكبير.

 

سوريا: لجنة تقصي الحقائق تساوي بين النظام والمعارضة والإرهاب

ناقشت لجنة تقصي الحقائق الخاصة بسوريا تقريرها العاشر في جلسة مطولة، ضمن اعمال الدورة الثلاثين لمجلس حقوق الانسان في جنيف، التقرير الذي ساوى بين الحكومة السورية والمجموعات المصنفة إرهابية والمعارضة المسلحة لناحية انتهاكات حقوق الانسان. وأشار التقرير الى دور بعض الدول المواكبة لعملية الحل السياسي بضخ السلاح والاموال للأطراف السورية وإطالة امد الحرب الى ما لا نهاية.

 

التقرير العاشر للجنة لم يختلف مضمونه عن تقارير سابقة في تعداد انتهاكات الاطراف وجرائم الحرب، لكنه قسم المسؤولية بالتساوي هذه المرة على جهات ثلاث استهدفت المدنيين بشكل عشوائي وغير متوازن، وهي المجموعات المصنفة ارهابية من قبل الامم المتحدة كـ”جبهة النصرة” و”داعش”، ويضاف اليها المعارضة المسلحة والقوات الحكومية. هذا التصنيف دفع بالناطق باسم البعثة السورية في الأمم المتحدة في جنيف عبد المولى النقري الى الرد بان التقرير “منحاز وبعيد عن المهنية القانونية”، وأنه أغفل حقائق دامغة تشير الى دعم بعض الدول للمجموعات الارهابية بالعتاد والتدريب، فيما رأت بعض المنظمات غير الحكومية المقربة من الجانب السوري ان اللجنة استندت في تحقيقاتها الى مقابلات وعينات من طرف واحد.

 

هذا الأمر استدعى رداً حاد اللهجة من رئيس اللجنة باولو بينييرو على الحكومة السورية، معتبراً أن اللجنة طالبت مرراً بفتح الاراضي السورية امامها لكن السلطات الرسمية رفضت تكراراً هذا الطلب.

 

بينييرو قال في تصريح لـ”المدن” إن السلطات السورية “رفضت تسهيل مهمتنا باجراء تحقيقات داخل سوريا. طالبنا بزيارة سوريا لمعاينة الواقع على الارض ومقابلة جرحى الجيش السوري والمتضررين من المعارك، ومتابعة التحقيقات على الارض، اضافة إلى مناقشة مفاصل التقرير مع السلطات، لكنهم رفضوا تقديم اي مبادرة ايجابية، ومنعونا من زيارة سوريا منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2012”. وأضاف أن على الحكومة السورية اعادة النظر في التقرير “لأنه كنا أول من وثق انتهاكات حقوق الانسان من قبل مجموعات الثوار، وعلى الحكومة السورية أن ترى في التقرير الجانب الحيادي، من غير العدل وصفه بالمنحاز لأنه حدد المسؤولية بجهات ثلاث فاعلة عسكرياً في سوريا، الحكومة السورية إحداها، وهي الوحيدة التي تملك سلاح الجو، وتقوم من خلاله بقصف المناطق، فيما تمارس الجهات المعارضة والمصنفة ارهابية انتهاكات أيضاً بقصف مناطق مأهولة ومدنية من دون تمييز، وبالنسبة لنا كلجنة تقصي الحقائق نتوقف عند نوع الانتهاكات ومرتكبيها بغض النظر عن هويتهم وانتمائهم”.

 

من جهته، قال السفير الأميركي في الأمم المتحدة كايث هاربر إن “وجود الرئيس السوري بشار الاسد في سدة السلطة يعتبر عائقاً اساسيا امام اي حل او تسوية جذرية للأزمة”، فيما حملت الكلمة الفرنسية النظام مسؤولية الاولى عن دورة العنف وتمادي “داعش” في هجماتها، ورأت أن “على مجلس الامن احالة جميع القضايا الى المحكمة الدولية”. ورداً على سؤال حول مشاركة النظام والرئيس السوري في مفاوضات الحل السياسي في حال كان متهماً في انتهاكات حقوق الانسان، أعطت كارلا ديلبونتي عضو لجنة تقصي الحقائق والمدعية العامة السابقة لمحكمة يوغوسلافيا مثالاً على السابقة الدولية التي حصلت في عهد الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوفودان ميلوسوفيتش، وقالت إن ميلوسوفيتش شارك في المفاوضات وتم التوصل الى اتفاق سلام في يوغوسلافيا خلال فترة رئاسته “وبعد ذلك أخذت العدالة مجراها الطبيعي”.

 

التقرير ركز أيضا على الحل السياسي في سوريا باعتباره السبيل الوحيد لتخطي الوضع القائم. في هذا الشأن قال بينييرو حول مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والمبادرة الروسية التي تطالب بحلف دولي لمحاربة الارهاب، إنه “على الاطراف كافة اخذ مبادرة دي ميستورا على محمل الجد وانتهاز هذه الفرصة للخوض في حل فعلي في سوريا”، خصوصاً بعد فشل كوفي انان والاخضر الابراهيمي المبعوثين السابقين لسوريا، أما عن الطرح الروسي فرأى فيه بينييرو “فرصة لعودة واشنطن وموسكو الى الحوار حول الازمة السورية، ومن الجيد وجود مبادرات دولية لمحاربة الارهاب”.

 

في السياق، اكدت الناطقة باسم البعثة الروسية في الامم المتحدة ماريا كودينسكايا غولينيتشيفا لـ”المدن” أن “المبادرة الروسية التي اطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشارت الى ان الحل هو في  توحيد المساعي الدولية لتأسيس ائتلاف دولي يضم الجيشين، السوري والعراقي، والمجموعات الكردية، اضافة إلى المعارضة السورية المعتدلة”، ورأت ان التقرير “اشار الى ان الارهابيين يحظون بدعم خارجي وعلى المعنيين وضع حد لهذا الواقع”، وان اهمية التقرير تكمن “في قربه من التوازن وتركيزه على الواقع الحالي للارهاب كتهديد اساسي للشرق الاوسط ككل، وكواحد من اهم اسباب ازمة اللاجئين الحالية في اوروبا”.

 

كرواتيا تطالب اليونان بوقف تدفق المهاجرين..والمجر ستواجههم بالرصاص المطاطي

يعقد وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، اجتماعاً في العاصمة البلجيكية بروكسل بهدف بحث سبل التنسيق في مواجهة أزمة المهاجرين، بعد فشل جهود سابقة بتوزيع الآلاف من اللاجئين على دول أوروبا بسبب عدم التوصل الى إتفاق على حصص تقاسم اللاجئين بين الدول الأوروبية. وتهدد الدول الداعمة لخطة “الحصص الإلزامية”، التي اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بفرض عقوبات مالية على الدول الرافضة للمشاركة في الخطة.

 

وتوقّع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، أن يتوصل وزراء الداخلية خلال اجتماعهم، رغم النقاشات الدائرة، إلى حل لاستيعاب 160 ألف لاجئ، مشيراً إلى دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي وجهتها للقادة الأوروبيين لتحمل المسؤولية المشتركة في التعامل مع أكبر أزمة لجوء في القارة منذ الحرب العالمية الثانية.

 

من جهته، أعتبر وزير الداخلية الكرواتية رانكو أوستوييتش، أن “تدفق المهاجرين من اليونان يجب أن يتوقف”، مشيراً إلى أنه سيطرح هذا الموضوع خلال اجتماع وزراء الداخلية الأوروبين، ولفت إلى أن بلاده ستطلب من اليونان منع تدفق اللاجئين عبرها إلى دول أوروبية. وأكّد أوستوييتش أن قيام اليونان بـ”تفريغ مخيمات اللاجئين الواصلين إليها وتحويل اللاجئين عبر مقدونيا وصربيا وكرواتيا” أمر غير مقبول.

 

وفي المجر التي تواجه انتقادات دولية بسبب سياستها ضد المهاجرين، وافق البرلمان، الاثنين، على مذكرة تسمح للجيش باستعمال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في التعامل مع المهاجرين الذي يحاولون عبور الحدود بطرق غير شرعية. واعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أن خطة توزيع حصص اللاجئين ليست “خطة عمل أوروبية”، مشيراً إلى ضرورة التوصل إلى موقف موحد حول أزمة المهاجرين الذين يحاصرون أوروبا ويهددون بتدمير حدودها، بحسب قوله. وأكّد أوربان أن حماية أوروبا “من خطر الهجرة الجماعية” واجب تاريخي وأخلاقي على المجر. وقدّم أوربان بعض المقترحات لحل أزمة اللاجئين، تضمنت تشكيل قوة أوروبية مشتركة لحماية حدود الاتحاد الأوروبي الجنوبية، وإنشاء مخيمات للاجئين خارج حدود الاتحاد، وتقديم المساعدات للدول التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين.

 

وتعليقاً على سياسة المجر ضد المهاجرين، أكّد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي، الثلاثاء، معارضته للإجراءات التي تتخذها حكومة المجر لصد المهاجرين. وأعتبر راخوي أنّ مشكلة المهاجرين “مشكلة صعبة للغاية، نتحدث في هذه المشكلة عن أرواح وبشر”.

 

من جهة ثانية، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الولايات المتحدة الأمريكية إلى مساعدة الدول الأوروبية في أزمة اللاجئين. وقالت ميركل، في خطاب أمام البرلمان الألماني، إن “الاعتقاد بقدرة أوروبا على التعامل بمفردها مع الأزمة دون مساعدة الولايات المتحدة أمر غير واقعي”. وأشارت إلى قدرة الولايات المتحدة على استقبال عدد أكبر من اللاجئين، وتحسين مخيمات اللاجئين في كل من تركيا ولبنان والأردن، إضافةً إلى مكافحة أسباب هرب اللاجئين من بلادهم. وأكّدت ميركل على أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، سيستمران بقبول أعداد كبيرة من اللاجئين.

 

(إسـرائيـل) تخشى قيام «سـوريا صغيـرة»

قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الامساك بالثور من قرنيه والسفر الى روسيا، بمرافقة رئيس الاركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية من اجل الالتقاء مع الرئيس بوتين، هو قرار صحيح رغم التوتر في الحرم والقدس. ليس بالضرورة أن يكون الامر الاكثر الحاحا واشتعالا هو الاهم والاكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بعيدة المدى.

 

في نهاية المطاف، فإن مفتاح علاج العنف الفلسطيني في القدس يوجد لدى إسـرائيل. وكل ما هو مطلوب الصبر وعدم التسامح والتصميم وعدد من الاجراءات التنفيذية والقضائية لمواجهة التحريض، الذي يرافقه الاخلال بالنظام من الشباب في شرقي القدس.

 

الأمر ليس كذلك على الجبهات الاخرى، في الجنوب على حدود قطاع غزة، وبالذات في الشمال على الحدود مع سوريا ولبنان. فهناك اسرائيل هي واحدة من عدد من اللاعبين، والمبادرة لا تكون بيدها وكذلك ليس مفتاح الحل والهدوء.

 

كما هو معروف طرأ تطور في الجبهة الشمالية مع ازدياد التدخل الروسي في سوريا، وفي أعقاب ذلك ايران ايضا. هذا التدخل يضمن بقاء بشار الاسد على كرسيه ويمنحه هو وحليفه حزب الله الثقة بالنفس، هذه الثقة التي غابت بفعل الانجازات العسكرية لتنظيم داعش والجماعات الاسلامية الراديكالية الاخرى في ميادين المعارك في سوريا.

 

بدل خوف اسرائيل من صعود داعش في سوريا، أصبح الخوف الآن من انشاء “سوريا صغيرة” تحت سيطرة بشار الاسد، ولكن بتواجد ايراني فعال وكذلك حزب الله. والامر الاخطر هو أن يتمتع كل من الاسد وايران وحزب الله بالمظلة الروسية، الامر الذي قد يساهم فيه ايضا الامريكيون، كما في العراق، فان من شأنهم التنازل عن المباديء من اجل محاربة داعش، بل والتسليم بوجود مقاتلين ايرانيين ومقاتلي حزب الله الذين يقاتلون داعش على الاراضي السورية.

 

تهديد رشق الحجارة والزجاجات الحارقة في الاحياء العربية في القدس لا يشبه تهديد عشرات آلاف الصواريخ المتطورة لدى حزب الله، والضرر الذي قد يتسبب به على طول الحدود في هضبة الجولان للخلايا الارهابية التي تحركها ايران. إن التواجد الروسي في سوريا قد يلحق الضرر بقدرة اسرائيل على العمل بحرية ضد هذا التهديد، وقد يشجع العمليات الارهابية الخطيرة.

 

لكن التواجد الروسي يحمل ايضا الفرصة وليس فقط الخطورة، حيث أن روسيا قد تكون عامل تهدئة، لأن بشار يحتاج الى بوتين مثلما يحتاج الى ايران وحزب الله. وبوتين هو الذي منع اتخاذ خطوات أو قرارات في الساحة الدولية ضد سوريا، وهو الوحيد الذي يستطيع ردع الغرب عن خطوة كهذه. ايضا خلافا لايران وحزب الله، هو لا يريد أن يصبح زعيم سوريا ويغير وجهها، ولا يريد أن تصبح سوريا شيعية مثل ايران. كل ما يريده بوتين هو الحفاظ على مصالحه وضمان مناطق سيطرة عسكرية لجيشه، ومن هذه الناحية فهو شريك مريح لبشار، وأخيرا توجد لبوتين علاقات مباشرة مع واشنطن والقدس.

 

يمكن الحديث عن هذه الامور وغيرها مع الروس. مثلا كيف يمكن الحفاظ على قدرة الحركة لاسرائيل في سوريا التي لا تهدف الى اسقاط نظام الاسد، وهذا الامر يعرفونه في دمشق وموسكو. أو كيف يمكن كبح قوات ايران وحزب الله في سوريا وضمان عدم تهديدها لاسرائيل.

 

المفارقة هي أن روسيا، على ضوء الضعف الامريكي، تتحول الى لاعب مهم يستطيع الربط بين الاطراف، الامر الذي كانت واشنطن فقط تستطيع عمله في السابق. علاقة موسكو الجيدة مع القدس وطهران ودمشق، ومؤخرا مع الرياض والقاهرة، تمنحها الفرصة لأن تلعب دورا ايجابيا كوسيط يضمن الاستقرار والهدوء. مطلوب من نتنياهو تفسير كل ذلك لبوتين.

 

تمديد هدنة الزبداني والنظام يقصف حلب  

قالت مصادر للجزيرة إنه تم تمديد الهدنة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، بينما سقط نحو ثلاثين قتيلا في قصف للنظام على حي الشعار بحلب.

 

وأضافت المصادر أنه تم تمديد الهدنة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب والزبداني بريف دمشق الغربي حتى ظهر يوم السبت القادم، بينما تستمر المفاوضات بين الطرفين.

 

وقالت إن حركة أحرار الشام طالبت الوفد الإيراني الممثل للنظام السوري وحزب الله اللبناني بالإفراج عن نحو أربعين ألف معتقل وألف معتقلة مقابل السماح لعشرة آلاف شخص بمغادرة كفريا والفوعة المواليتين للنظام، كما تضمنت المفاوضات بنداً يتعلق بالسماح لمن يرغب من أهالي الزبداني في الخروج.

 

من جانبه، قال قاضي جيش الفتح (من أكبر فصائل المعارضة) الشيخ عبد الله المحيسني للجزيرة إن الاتفاق النهائي سيتضمن حظرا جويا فوق مدينة إدلب وما حولها، والإفراج عن عدد من المعتقلين والمعتقلات من سجون النظام.

 

كما  رجح مراسل الجزيرة في ريف إدلب صهيب الخلف أن تنجح المفاوضات لأن إيران هي التي تشرف عليها، وأن إدلب لم تشهد طيرانا كثيفا كالعادة.

 

وكانت الجزيرة قد حصلت على مسودة لاتفاق هدنة لوقف المعارك في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب، وبحسب تلك المسودة، فإن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار بين الطرفين ثم هدنة لمدة ستة أشهر تشمل الزبداني وكفريا والفوعة ومدينة إدلب ومناطق في ريفها.

 

قصف حلب

في الأثناء، واصل النظام السوري أمس الاثنين غاراته على الأحياء السكنية في كل من حلب ودير الزور والرقة والحسكة، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

 

وقال مراسل الجزيرة في حلب عمرو الحلبي إن 32 شخصا قتلوا وجرح عشرات آخرون إثر قصف شنته قوات النظام بصواريخ أرض أرض على سوق شعبي وسط حي الشعار في مدينة حلب.

 

وأضاف المراسل أن القصف أحدث دمارا كبيرا، حيث سقط أحد الصواريخ على سوق ومسجد في الحي المكتظ بالسكان.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن قوات النظام أعقبت قصفها الصاروخي لحي الشعار بقصف بالقذائف تزامن مع عمليات إسعاف المصابين وإجلاء الجرحى وإنقاذ العالقين.

 

أما في دير الزور (شرقي البلاد)، فقد أفادت مصادر للجزيرة بأن عدد القتلى جراء قصف طيران النظام السوري على بلدة مُرَّاط بريف المحافظة بلغ 16، معظمهم أطفال، كما طمر القصف عددا من الأهالي تحت الأنقاض جراء انهيار المنازل على ساكنيها.

 

كما قتل شخصان وجُرح آخرون جراء استهداف مقاتلات طائرات النظام مستشفى الخرَيْطة الميداني بريف دير الزور الغربي.

 

وفي شمال شرق البلاد، أسفرت غارات لطيران النظام السوري على مدينة الرقة -التي يسيطر عليها تنظيم الدولة- عن مقتل خمسة أشخاص.

 

كما قتل أربعة أشخاص -على الأقل- في تفجير سيارتين مفخختين في أطراف مدينة رأس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق البلاد)، وفق ما أكده المرصد والإعلام الرسمي السوري.

 

فرنسا تخفف موقفها حيال الأسد  

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لحل الأزمة في سوريا ليس واقعيا، بعد أيام من تصريحات مماثلة لنظيره الأميركي جون كيري طالب فيها برحيل الأسد عن السلطة ولكن ليس بالضرورة على الفور.

وقال فابيوس، في مقابلة أجرتها معه “لوفيغارو” الفرنسية وصحف أوروبية أخرى، إنه إذا تم الاشتراط أن يتنحى الأسد حتى قبل أن تبدأ المفاوضات فلن يتحقق الكثير من التقدم، مشددا على أنه “منعا لانهيار النظام على غرار ما حصل في العراق، يجب الحفاظ على الجيش وعلى دعائم أخرى للدولة” معتبرا أن ذلك يمر عبر تشكيل “حكومة وحدة وطنية” تضم أطرافا من النظام والمعارضة ممن يرفضون ما سماه الإرهاب.

 

وتمثل هذه التصريحات تخفيفا في موقف فرنسا تجاه الأسد بعد أيام من تعديل الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مماثل أيضا مواقفهما بشأن سوريا، في وقت تزيد فيه روسيا دعمها للأسد بتعزيز حشدها العسكري هناك.

 

وقال كيري السبت الماضي إن توقيت رحيل الأسد عقب إبرام اتفاق سلام سيكون قابلا للتفاوض، بينما قال نظيره البريطاني فيليب هاموند إنه “إذا كانت هناك خطة انتقالية يكون فيها الأسد، يمكننا بحث ذلك، فنحن لم نقل أن عليه الذهاب من أول يوم لتلك المرحلة”.

 

وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني قوله اليوم الثلاثاء إن الأسد يجب أن يكون جزءا من أي حل سياسي للأزمة السورية.

 

وشدد عبد اللهيان، بمؤتمر صحفي في موسكو، على أن إيران وروسيا ستواصلان الحوار مع المعارضة السورية وستفعلان كل ما هو ممكن للمساعدة في حل هذه الأزمة.

زيارة سوريا

يأتي ذلك، في وقت أعلن فيه ثلاثة نواب اشتراكيين فرنسيين عزمهم على القيام بزيارة خاصة إلى سوريا نهاية الشهر الجاري رغم “تحفظات” زعيم كتلتهم البرلمانية، وذلك بعد بضعة أشهر من زيارة مماثلة قام بها إلى هذا البلد أربعة برلمانيين فرنسيين.

 

وقال النواب الثلاثة الأعضاء بالأغلبية الاشتراكية، وهم رئيس مجموعة الصداقة السورية الفرنسية جيرار بابت، وكريستيان أوتين وجيروم لامبير، إن زيارتهم المقررة من يوم 26 حتى 30 سبتمبر/ أيلول الجاري “خاصة بالكامل” مشيرين إلى أنها ستشمل جولات في كل من دمشق وحمص واللاذقية إضافة إلى بلدات أخرى.

 

وأوضحوا أنهم يعتزمون من خلال هذه الزيارة التعبير عن “تضامن البرلمانيين الفرنسيين مع أقليات الشرق” وإجراء تقييم “للوضع الإنساني ميدانيا”.

 

ويعتزم النواب الثلاثة خلال زيارتهم لقاء برلمانيين سوريين وممثلين عن السلطات الكنسية ومدير الآثار والمتاحف السورية.

 

وتعليقا على ذلك، شدد زعيم الكتلة الاشتراكية بالجمعية الوطنية برونو لو رو، في تصريح للصحفيين، على أن للنواب “الحرية” في القيام بما يشاؤون، لافتا إلى أن لديه “تحفظات على مثل زيارة كهذه” ومشددا على وجوب “عدم إتاحة فرصة استغلال” الزيارة من قبل نظام الأسد.

 

وكانت زيارة إلى دمشق قام بها في مارس/ آذار أربعة برلمانيين فرنسيين بينهم بابت أثارت سجالا واسعا، لا سيما بعدما أعربت حكومة باريس عن غضبها إثر لقاء ثلاثة من البرلمانيين الأربعة الرئيس الأسد.

 

التردد الأميركي بسوريا عزز نفوذ روسيا  

تتزايد الانتقادات للدور الأميركي في الأزمة السورية، وسط اتهامات بفشل إستراتيجية إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات، مما أدى إلى تعاظم الدور الروسي في سوريا والمنطقة وعلى المسرح الدولي.

هذا هو الإطار الذي تناولت به صحف أميركية وبريطانية الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، وتنذر بزعزعة استقرار المنطقة برمتها.

 

فقد أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون وصفت إستراتيجية بلادها في سوريا بالفاشلة، وأضافت أن كلينتون تساءلت عن الأسباب الكامنة وراء هذا الفشل الذريع.

 

وأوضحت الصحيفة أن تصريحات كلينتون جاءت في أعقاب الكشف عن فشل برنامج أميركي أنفقت عليه واشنطن مئات الملايين بهدف تدريب وتجهيز مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه لم يبقَ داخل سوريا من الذين دربتهم الولايات المتحدة سوى أربعة أو خمسة مقاتلين.

 

مقاتلات روسية

من جانبها أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى أن موسكو أرسلت طلائع المقاتلات الحربية إلى إحدى القواعد الجوية التي هي قيد التوسعة في سوريا، وذلك في إطارالدعم الروسي لاستمرار الأسد في السلطة لفترة قصيرة.

 

وأوضحت الصحيفة أن وزيري الدفاع الأميركي والروسي أجريا محادثات عسكرية عبر الهاتف قبل أيام هي الأولى من نوعها بعد انقطاع الاتصالات بين الطرفين في أعقاب الأزمة الأوكرانية، وأشارت إلى أن روسيا مستعدة لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا عند الطلب.

 

وعلى صعيد متصل بالحرب المستعرة في سوريا، نشرت صحيفة ذي غارديان البريطانية مقالا للكاتب بول ماسون قال فيه إنه تجب الإجابة عن عدد من الأسئلة قبل الإقدام على قصف تنظيم الدولة أو الأسد في سوريا.

 

وأوضح أن الفشل الغربي أدى إلى استمرار “الحرب القذرة” في البلاد، وأن الأزمة بدأت على شكل انتفاضة ديمقراطية اختطفتها فصائل إسلامية مسلحة وأهملها الغرب وأصبح يساوم عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وتساءل الكاتب عن الطريقة التي يمكن من خلالها وضع حد للحرب في سوريا، وعن النتائج المرجوة وعن مدى نجاعة توجيه ضربات ضد تنظيم الدولة أو القواعد الجوية للأسد في جعل بوتين يساوم لإحلال السلام في سوريا، وذلك إذا أدرك أن الأسد قد ضعفت قوته وتقلصت خياراته العسكرية مرة أخرى.

 

فشل أوباما بسوريا عزز نفوذ روسيا بالمنطقة  

تشير تقارير إلى عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعزيز نفوذ بلاده العسكري في سوريا، خاصة في ظل إشارة مراقبين إلى فشل إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في البلاد التي تعصف بها الحرب وتمزقها منذ نحو خمس سنوات.

 

وترى صحف بريطانية وأميركية أن تردد الرئيس أوباما في اتخاذ موقف حاسم إزاء الحرب المستعرة في سوريا شجّع الرئيس بوتين على زيادة حجم قواته في سوريا، ومن ثم لعب دور الشرطي الدولي في المنطقة.

 

فقد نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية مقالا للكاتب جيمس روبين قال فيه إن بوتين أرسل مزيدا من القوات والآليات العسكرية الأسبوع الماضي إلى سوريا، وأنه دعا إلى عقد قمة مع الولايات المتحدة. وأضافت أن بوتين يكون بذلك قد انتزع الأضواء على حساب واشنطن.

 

وأوضح أن قادة أوروبا يعارضون التدخل العسكري الغربي في سوريا، ولكنهم يدركون أنه لا مناص من استمرار تدفق اللاجئين السوريين على القارة الأوروبية ما لم يتم وقف الحرب المستعرة في البلاد، وما لم يتم إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية أو احتواؤه.

 

تضاؤل

وأشار الكاتب إلى أن تضاؤل دور الولايات المتحدة بالشرق الأوسط وانسحابها من العراق كانا سببا لصعود تنظيم الدولة الإسلامية.

 

من جانبها، نشرت صحيفة ذي غارديان مقالا للكاتبة نتالي نوغيريد أشارت فيه إلى أن بوتين يستعد لاختطاف الأضواء على مسرح الأمم المتحدة أواخر الشهر الجاري، وأنه سيدعو قادة العالم إلى عدم اعتبار الأسد عثرة في طريق إيجاد تسوية للأزمة السورية، وذلك بالرغم من معرفته بأن الأسد “سفاح قاتل”.

 

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة صنداي تلغراف إلى تصريحات لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، وقالت إنها تمثل الموقف الأميركي اللين إزاء الحرب التي تعصف بسوريا، خاصة أن كيري أشار إلى أن الأسد يمكن أن يسقط، ولكن في نهاية عملية سلام بسوريا وليس في بداياتها.

 

من جانبها، أشارت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي إلى أن واشنطن تقول إنه “يجب على الأسد أن يرحل”، وأضافت أن الولايات المتحدة تدعو كلا من روسيا وإيران إلى استخدام نفوذهما لتحقيق المطلب الأميركي هذا عبر المفاوضات.

 

وعلى الصعيد ذاته، أشارت صحيفة ذي وولستريت جورنال الأميركية إلى مرونة الموقف الأميركي إزاء توقيت الرحيل المحتمل للرئيس الأسد, وأوضحت أن كيري صرح بأن بلاده يمكنها أن توافق على بقاء الأسد في السلطة لفترة معينة.

 

من جانبها، أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى تصريحات كيري المتمثلة في قوله إن الوجود العسكري الروسي في سوريا يشمل صواريخ أرض جو ومقاتلات وغيرها من التعزيزات العسكرية اللوجستية، مما يثير تساؤلات بشأن الدور الذي تعتزم روسيا أن تلعبه في المنطقة.

 

وأضافت أن مسؤولين روس يشيرون من جانبهم إلى أن هذه التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا تهدف إلى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

فابيوس: الأسد أساس الأزمة في #سوريا

باريس ترى أن الحل في سوريا يمر عبر حكومة وحدة تضم النظام والمعارضة

دبي – قناة العربية

جدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة تنشر اليوم الثلاثاء, التأكيد على أن الحل في سوريا يمر عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أطرافاً من النظام والمعارضة.

وبشأن المقترح الروسي بتشكيل تحالف دولي واسع يشارك فيه نظام الأسد ضد “داعش”، قال فابيوس إن كانت موسكو تريد تحالفاَ حسن النوايا فكيف يمكن للنوايا الحسنة أن تضم بشار الأسد، مشيراً إلى أن الأسد هو أساس الأزمة في سوريا.

كما شدد فابيوس على أن اعتبار الأسد مفتاحاً لحل الأزمة هو “مجرد وهم”.

وفيما يتعلق بالتمهيد لمشاركة فرنسا بالغارات على “داعش”، أكد فابيوس أن الموقف الفرنسي المستجد “نابع من مبدأ الدفاع المشروع عن النفس”.

وبرر ذلك بمعلومات دقيقة مفادها أن “داعش” يحضر لشن اعتداءات ضد فرنسا ودول أخرى.

 

الحرب السورية تدفع لسحب بذور من قبو بالقطب الشمالي

“قبو يوم القيامة” أقيم في كهف بالقطب الشمالي لتخزين تقاوي المحاصيل الزراعية العالمية

أوسلو – رويترز

أدت الحرب الأهلية التي تدور رحاها في سوريا إلى سحب بذور لأول مرة من قبو “يوم القيامة” أو “سفينة نوح – مملكة النباتات”، الذي أقيم في كهف أسفل جبل ناء في الدائرة القطبية الشمالية لتخزين تقاوي المحاصيل الزراعية العالمية وتأمين الإمدادات الغذائية، تحسبا لوقوع كارثة.

وطلب باحثون من منطقة الشرق الأوسط هذه البذور، ومنها عينات من القمح والشعير والمحاصيل الأخرى الصالحة الزراعة في المناطق القاحلة، لتعويض ما فُقد من بنك للجينات قرب مدينة حلب السورية الذي دُمِّر أثناء الحرب.

وقال برايان لينوف، المتحدث باسم صندوق المحاصيل الذي يدير “قبو سفالبارد للتخزين” الواقع على جزيرة نرويجية على مسافة 1300 كيلومتر من القطب الشمالي، إن “حماية التنوع الحيوي العالمي على هذا النحو هو بالضبط الهدف من قبو سفالبارد العالمي للبذور”.

والهدف من هذا القبو، الذي افتُتح عام 2008 على أرخبيل سفالبارد النرويجي، هو حماية تقاوي المحاصيل، مثل الفول والأرز والقمح، تحسباً لأسوأ الكوارث على غرار الحرب النووية أو الأوبئة.

ويحتفظ القبو بأكثر من 860 ألف عينة من جميع دول العالم تقريبا. وحتى في حالة انقطاع التيار الكهربي عن القبو، فتظل العينات محفوظة في درجة حرارة التجمد لـ200 عام على الأقل.

وظل “بنك حلب للجينات والحبوب” يعمل بصورة جزئية، بما في ذلك وحدات التخزين الباردة، على الرغم من الحرب، لكن لم يعد بمقدوره القيام بدوره كمخزن طوارئ لإنتاج البذور وتوزيعها إلى دول أخرى، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت جريث إيفين، الخبيرة بوزارة الزراعة النرويجية، إن من طلب سحب البذور من القبو هو “المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة” (إيكاردا) الذي نُقل في عام 2012 مقره من حلب إلى بيروت بسبب الحرب.

وأضافت إيفين، في حديث مع وكالة “رويترز” إن “ايكاردا” طلب نحو 130 صندوقا من بين 325 صندوقا أودعها في القبو تحتوي على ما إجماليه 116 ألف عينة.

وكشفت أنه سيجري نقل الصناديق فور الانتهاء من الإجراءات الإدارية الخاصة بذلك.

وأوضحت أنها المرة الأولى التي يجري فيها سحب مثل هذه العينات من القبو، شارحةً أن معظم التقاوي الخاصة بمجموعة حلب هي من البذور ذات الخواص المقاومة للجفاف، التي يمكنها إنتاج محاصيل تصمد أمام ظروف تغير المناخ في المناطق الجافة.

 

بان كي مون يعين رؤساء لأربع مجموعات عمل بشأن سوريا

دبي، جنيف – قناة العربية، رويترز

أعلنت الأمم المتحدة أن الأمين العام، بان كي مون، عين 4 رؤساء مجموعات عمل بشأن سوريا ستجتمع في جنيف، أملاً في تمهيد الطريق أمام اتفاق سوري لإنهاء الصراع المحتدم منذ ما يزيد على أربع سنوات.

وفي هذا السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا، ستيفان دي ميستورا، في بيان: “نأمل أن يمهد عمل اللجنة الساحة أمام اتفاق سوري لإنهاء الصراع على أساس بيان جنيف”، مشيراً إلى اتفاق دولي تم التوصل إليه عام 2012 لحل الأزمة.

وذكر مكتب دي ميستورا أن رئيس المجلس النرويجي للاجئين، يان إيجلاند، سيتولى رئاسة مجموعة السلامة والحماية، بينما سيقود السويسري نيكولاس ميشيل، والذي عمل مستشاراً قانونياً سابقاً للأمم المتحدة، القضايا السياسية والقانونية.

كذلك سيقود مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فولكر بيرتيس، مجموعة العمل المعنية بالشؤون العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب، بينما ستترأس الدبلوماسية السويدية البارزة، بيرجيتا هولست العاني، المجموعة المعنية بمواصلة الخدمات العامة وإعادة الإعمار والتنمية.

 

تعرف على “داعش” بلسان منشقين: عنصرية وفساد وقتل للسنّة.. وإسقاط الأسد ليس أولوية

مقال لبيتر نيومان، أستاذ الدراسات الأمنية ومدير المركز الدولي لدراسة التطرف (ICSR) في كلية كينغز بلندن، بريطانيا. المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي CNN.

 

لندن، بريطانيا (CNN) — كُتب الكثير عن الشباب والشابات ممن ينضمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ونحن نعلم قصصهم واختياراتهم وخلفياتهم ودوافعهم.

 

ولكن لا أحد يعلم أي شيء عن الهاربين من داعش، “المنشّقين” الذين لم يعجبهم ما رأوه، وتخلوا عن مناصبهم ورفاقهم وفرّوا من داعش. قد تكون قصصهم المفتاح لوقف تدفق المقاتلين الأجانب لداعش، والتصدي لدعاية الجماعة وفضح أكاذيبها.

 

جمعت في بحث قصير، كل القصص التي نُشرت عن الذين غادروا الدولة الإسلامية وتحدثوا عن انشقاقهم. واكتشفت مجموعة من 58 شخصا، وهو عدد لا بأس به ولكنه على الأحرى ليس سوى جزء صغير من الذين خاب أملهم بالجماعة أو على استعداد للمغادرة.

 

ظاهرة الانشقاق من الدولة الإسلامية، جديدة ومتنامية، فمن بين المنشقين الـ58، غادر الثلثان في 2015. وهرب ثلثهم خلال أشهر الصيف الأخيرة فقط.

 

كما أن تجارب وقصص المنشقين متنوعة، فلم يصبح الجميع مؤيدين متحمسين للديمقراطية الليبرالية. بعضهم ارتكب الجرائم، حيث كانوا جميعا في مرحلة ما، مؤيدين أقوياء للمنظمة الأكثر عنفا والأكثر استبدادا ووحشية في عصرنا. ومع ذلك فداعش الآن تُعتبر أسوأ أعدائهم.

 

وتختلف جودة شهاداتهم، ولا تتضح دائما تفاصيل ظروفهم وأسباب مغادرتهم الدولة الإسلامية، لكن ما أقنعني بمصداقيتهم، هو اتساق قصصهم. ومن بين 58 قصة منشق، وجدت أربع روايات كانت مؤثرة بشكل خاص.

 

كان أحد أكثر الانتقادات تكرارا في الشهادات هو مثابرتهم في قتال المتمردين السنّة الآخرين. فوفقا للمنشقين، لا يبدو أن إسقاط نظام الأسد من أولويات داعش، حيث لم يفعل شيئا يُذكر لمساعدة السنّة الذين استهدفهم نظام الحكم.

 

وكان أغلب اهتمام الجماعة، على حد قول المنشقين، موجها لخلافات داعش مع المتمردين الآخرين، وتخوّف القيادة من “الجواسيس” و”الخونة.” ولم يكن هذا هو الجهاد الذي سافروا إلى سوريا والعراق ليشاركوا به.

 

وتمحورت بعض القصص الأخرى حول وحشية الجماعة. حيث اشتكى العديد منهم من الفظائع التي شهدوها من قتل المدنيين الأبرياء. وتحدثوا عن القتل العشوائي للرهائن، واضطهاد القرويين وإعدام المقاتلين من قبل قادتهم العسكريين.

 

ومع ذلك لم تشمل أي تلك القصص العنف ضد الأقليات. فالمنشقون لم يكن لهم موقف معاد للعنف بشكل مطلق، وإنما يلاحظ أن تركيزهم انصب على الحالات التي كانت تتسبب بضحايا من السنّة.

 

كما ذكرت معظم قصصهم أيضا الفساد. حيث استنكر معظم المنشقين سلوك قادتهم و”أمرائهم”، رغم عدم اعتقادهم أن الفساد منهج الجماعة. وانتقد المنشقون السوريون الامتيازات التي أعطيت للأجانب، والتي زعم السوريون عدم وجود مبرر لها بناءً على فلسفة الجماعة أو الإسلام بشكل عام.

 

وفي حين كان العديد على استعداد لتحمل مشاق الحرب، وجدوا أنه من المستحيل تقبل الظلم وعدم المساواة والعنصرية. فقال منشق من الهند: “هذه ليست حربا مقدسة”، حيث اشتكى من تعيينه بمهمة تنظيف المراحيض بسبب لون بشرته.

 

وكان الأمر الرابع الأكثر بروزا في قصص المنشقين هو أن الحياة في ظل الدولة الإسلامية كانت قاسية ومخيبة للآمال. وكان المنشقين الذين عبّروا عن هذا الرأي، هم الذين انضموا للجماعة لأسباب “أنانية”، والذين سرعان ما أدركوا أنهم لن يحصلوا على شيء من السلع الكمالية والسيارات التي وعدتهم بها الجماعة.

 

أما بالنسبة لآخرين ممن لهم خبرة بالقتال، لم ترق هجمات داعش إلى مستوى توقعاتهم من البطولة والإثارة. حيث وصف أحدهم واجباته بأنها “مملة”، واشتكى من قلة فرص الاشتباك القتالي الحقيقية، بينما ادعى آخرين أن داعش استغل الأجانب واستخدمهم كوقود لحروبه.

 

هذه القصص مهمة، حيث يحطم وجود المنشقين من داعش صورة الاتحاد والعزم التي تسعى الجماعة لتقديمها لبقية العالم. فقصصهم تبرز نفاق الجماعة وتناقض الواقع مع ما يصوره داعش في وسائل الإعلام. وقد تشجع قصصهم آخرين على الهروب من التنظيم وتردع من يطمح بالانضمام إليه.

 

وفي رأيي، يجب على الحكومات والمجتمعات المتحضرة أن تعترف بقيمة المنشقين وتساعدهم على التحدث عن تجربتهم. وحيثما كان ذلك ممكنا، ينبغي على الحكومات مساعدتهم بإعادة توطينهم وضمان سلامتهم. كما أنها تحتاج الى إزالة العوائق القانونية التي تمنعهم من رواية تجاربهم للعالم.

 

ليس كل منشق قديس، وليس كلهم ​​مستعد أو راغب بالوقوف في دائرة ضوء الرأي العام. ولكن أصواتهم قوية وواضحة: “إن الدولة الإسلامية لا تحمي المسلمين. إنها تقتلهم.” يجب أن يسمع العالم قصتهم.

 

اللاجئون السوريون والعراقيون يرفضون العيش في فرنسا رغم فتحها أبوابها أمامهم

المغرب، الرباط (CNN)— رغم إعلانها عن فتح أبوابها أمام 24 ألفًا منهم، إلّا أن اللاجئين السوريين والعراقيين لا يرغبون بالتوجه نحو فرنسا، فوفق دراسة نشرتها مجلة “لوبوان” المحلية، تأتي فرنسا في المرتبة الرابعة من حيث عدد اللاجئين بـ7 في المئة الموجودين في أوربا، مقابل 38 في المئة لألمانيا المتاخمة لحدوها.

 

جريدة نيويورك تايمز أشارت إلى أن خوف السلطات الفرنسبة، والتأخر في الاستقبال، وضعف المرافقة، كلها عوامل تغذي برود اللاجئين نحو هذا البلد حيث أضحى اليمين المتطرف قوة سياسية، زيادة على ارتفاع نسبة البطالة داخلها وإغلاقها للحدود.

 

وظهر جليًا أن قلة قليلة من اللاجئين هي من تجرّب حظها للإقامة في فرنسا رغم أن هذه الأخيرة تعد من أقوى بلدان الاتحاد الأوروبي، وقد أكد مراسل جريدة سويسرية أن العدد الذي استقبلته ألمانيا في يومين يبقى أكبر مما قد تستقبله فرنسا في سنتين.

 

وبذل المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين جهدًا كبيرًا لأجل إقناع السوريين والعراقيين بالتوجه نحو بلده وتخفيف العبئ على ألمانيا، فعدد من اقتنعوا خلال الأيام الماضية لم يتجاوز 500 أو 600 على أقصى تقدير، وهو رقم أقلّ بكثير من الأماكن المتاحة، إذ تفضل الأغلبية البقاء في ألمانيا، وحتى من سافروا نحو فرنسا، اشترطوا الكثير من مقوّمات العيش الكريم على سلطاتها قبل ركوبهم الحافلات.

 

وتنتقد الكثير من المنظمات الحقوقية السياسة التي تتبعها فرنسا في مجال اللجوء، فهي لا تمكّن اللاجئ من حق العمل طوال مدة دراسة ملفه التي قد تتجاوز 9 أشهر، كما لا تتيح لثلثي اللاجئين مساكن تقيهم الشوارع، كما أن العامل الجغرافي يلعب دورًا في تقليل عدد اللاجئين بها، بما أن الكثير منهم يأتون عبر دول أوروبا الشرقية التي لا تجمعها بفرنسا أي حدود.

 

المفوضية الأوروبية تواصل الضغط لتمرير مقترحاتها بشأن اللاجئين

بروكسل (22 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تسابق المفوضية الأوروبية الزمن لحث الدول الأعضاء في الاتحاد على قبول مقترحاتها لمعالجة قضية الهجرة واللجوء على المدى الطويل، وذلك قبل انعقاد اجتماع وزراء داخلية أوروبا بعد ظهر اليوم والقمة الاستثنائية غداً في بروكسل

 

وتعي كافة الأطراف أن لقاء الوزراء اليوم سيكون معقداً وصعباً وأن احتمالات التوصل إلى إتفاق ليست كبيرة، خاصة في ظل استمرار الاجراءات الفردية التي تتخذها كل دولة على حدة للتعامل مع ملف اللاجئين، ما أدخل التكتل الأوروبي في حال من الفوضى والتخبط

 

هذا ويستمر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في إجراء العديد من اللقاءات والاتصالات على مستويات متعددة لتكثيف عملية البحث عن حل، “مخططنا ليس مثالياً، لكننا لانملك غيره حالياً”، وفق كلام المتحدث باسم المفوضية

 

وأكد ماغاريتس شيناس على ضرورة أن تتوصل الدول الأعضاء إلى إتفاق على رؤية شاملة للتعامل مع مشكلة اللاجئين، “نحن نرفض الدخول في لعبة تبادل الاتهامات والمهاترات، فالأمر لن يساهم في حل الأزمة”، حسب تعبيره

 

ويتضمن مخطط المفوضية إجراءات من أجل إعادة توزيع 120ألف طالب لجوء على الدول الأعضاء بموجب حصص إلزامية، وكذلك إقامة مراكز تسجيل في الدول التي يدخلها المهاجرون أولاً، بالاضافة إلى العديد من الإجراءات المتعلقة بترحيل من لا يستحقون الحماية الدولية في أوروبا

 

وتتضمن مقترحات المفوضية أيضاً بعض الإجراءات “المشددة” ضد الدول التي ترفض الانصياع للقوانين الأوروبية

 

ويحاول شيناس عبر تصريحاته مواجهة الانتقادات التي تعرضت لها المفوضية الأوروبية، والتي إمتنعت عن توجيه اللوم لهنغاريا، التي سنت العديد من القوانين التي تجيز استخدام القوة ضد اللاجئين على الحدود، بالاضافة إلى رفضها الكامل لمخطط المفوضية

 

لكن المفوضية تدافع عن موقفها بالقول إن رئيسها سبق وأكد أن بناء الجدران ليس الحل الأمثل، وأنه ناقش مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان مجمل الاجراءات التي اتخذتها بلاده

 

ويعيد الجهاز التنفيذي التأكيد بأن مسألة إدارة وضبط الحدود الخارجية للاتحاد يدخل في صلاحيات الدول الأعضاء حصراً، وذلك في محاولة منه للنأي بالنفس عما يتم إتخاذه من إجراءات مختلفة من قبل العواصم الأوروبية

 

وهناك قضية أخرى تثير اللغط في الأوساط الأوروبية، إذ أن العديد من الدول لا تقوم بتسجيل اللاجئين الذين يعبرون أراضيها باتجاه بلد آخر، “يعتبر هذا مخالفة لنظام دبلن، وقد أرسلنا العديد رسائل التحذير لهذه الدول”، كما قالت ناتاشا برتود، المتحدثة باسم المفوض المكلف شؤون الهجرة والداخلية ديمتريس أفراموبولوس

 

ولم تذكر المتحدثة من هي هذه الدول

 

وكان رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، قد وصف بـ”غير المقبولة” الممارسات الهنغارية بحق اللاجئين ولكن موقف المفوضية لم يتسم بهذه الصراحة

 

وتعبر العديد من المصادر الأوروبية عن تشككها بإمكانية أن يتوصل الوزراء إلى اتفاق اليوم، في ظل استمرار الانقسام واختلاف المواقف، بين الدول المؤيدة لمسألة الحصص والرافضة لها مثل التشيك وسلوفاكيا وهنغاريا

 

وتلمح المصادر إلى أن الأمر قد يرحل إلى القمة الاستثنائية يوم الأربعاء

 

جماعة أحرار الشام ينتظرها دور أكبر في سوريا

من مريم قرعوني

بيروت (رويترز) – عندما قضى انفجار على كل قادتها تقريبا بضربة واحدة العام الماضي اعتقد كثيرون أن هذه هي نهاية جماعة أحرار الشام المعارضة السورية القوية التي أسسها أعضاء موالون لتنظيم القاعدة.

 

غير أنها سرعان ما نهضت من هذه الكبوة أقوى مما كانت. وغيرت زعيمها واختارت قادة عسكريين جددا. وبعد بضعة أشهر انضمت إلى ائتلاف من جماعات المعارضة سيطر على مدينة إدلب بما لا يقل عن 2000 مقاتل ما جعلها أقوى الجماعات نفوذا في جيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.

 

وأصبح لهذه الجماعة الآن طموحات أكبر.

 

وبدعم قوي من تركيا تلعب أحرار الشام دورا مهما في الحرب الأهلية الدائرة منذ أربع سنوات في سوريا إن لم يكن الدور الأكبر فيما بين جماعات المعارضة باستثناء تنظيم الدولة الاسلامية.

 

ويسيطر مقاتلو الجماعة على معبر باب الهوى المعبر القانوني الوحيد بين تركيا والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا كما أن للجماعة وجودا قويا حول حلب وإدلب.

 

ومن الممكن أن يسهم ظهور جماعات قوية للمعارضة المسلحة مثل أحرار الشام التي لها تمثيل سياسي وقوة عسكرية في معالجة انتقادات قديمة توجه للمعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

 

وتتمثل هذه الانتقادات في الانفصال التام بين جماعات المعارضة المسلحة في سوريا والائتلاف السياسي الذي يعمل انطلاقا من تركيا ولا يتحدث باسم أي من هذه الجماعات.

 

وقال دبلوماسي غربي إن أحرار الشام تعتبر جماعة غير مركزية تتحلى بالمواقف العملية وعلى استعداد للعمل مع جماعات أخرى وسيكون لها على الأرجح دور في أي محادثات سلام مستقبلا.

 

وفي حين أن القيادة السابقة لأحرار الشام لم تبد أي اهتمام بفكرة الحكم يبدو أن القيادة الحالية تود أن يكون لها دور في أي حل طويل الأجل في سوريا.

 

وتتفاوض الجماعة مع حكومة الأسد وحزب الله اللبناني المتحالف معها حول مصير مدينة تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة قرب الحدود مع لبنان وبلدتين شيعيتين تحت سيطرة الحكومة يحاصرهما مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

 

وتلقى المحادثات التي انهارت مرتين على الأقل دعما من تركيا وايران اللتين تقفان على طرفي نقيض من الصراع. ومنحت هذه المحادثات جماعة أحرار الشام ميزة اكتساب خبرة في التفاوض لأي محادثات مستقبلية بحثا عن نهاية للحرب.

 

كما بينت المحادثات مكانة جماعة أحرار الشام بين جماعات المعارضة التي احترمت اتفاقات وقف إطلاق النار التي تفاوضت عليها. ومن بين هذه الجماعات جبهة النصرة.

 

وقال أحد قادة الجماعة في مقابلة مع رويترز عبر الانترنت مشترطا عدم الكشف عن هويته “أحرار الشام أصبحت الآن نواة لدولة. فلها أساس متين وتتكون من كوادر علمية وأكاديمية لا وجود لها في الجماعات السورية الأخرى مجتمعة.”

 

وأضاف القائد أن سرعة تغلب الحركة على اغتيال جميع قادتها من الصف الأول وعودتها القوية يظهر أنها حركة تقوم على مؤسسات.

 

ولم يعلن أحد مسؤوليته عن التفجير الذي قتل فيه قادة الجماعة.

 

ومنذ ذلك الحين أنشأت مكاتب تتولى المسائل السياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية والمالية. وكل مكتب من هذه المكاتب مستقل بذاته لكنه مسؤول أمام قيادة أعلى.

 

وقال القائد “مازلنا كحركة نؤمن بأن إحدى وسائل تحقيق التغيير هي عن طريق السلاح. ونحن نتعاون مع كل الجماعات على كل الجبهات.”

 

ورغم جذورها كجماعة متحالفة مع تنظيم القاعدة تستبعد أحرار الشام أي التزام بالجهاد العالمي وتركز على اهتماماتها الوطنية كحركة سورية تحترم حدود البلاد. وتقول إن حربها تقتصر على الجبهة السورية.

 

ويمثل هذا الموقف مبعث ارتياح للدول الغربية التي يقلقها انتشار مفهوم الجهاد في أوروبا وغيرها.

 

وإدراكا منها لخوف الغرب المتنامي من نفوذ الجماعات الجهادية المتشددة وقوتها داخل سوريا نشرت أحرار الشام مقالات في صحيفتين غربيتين تنأى فيهما بنفسها عن المتشددين وتقول إنها ستحمي الأقليات الدينية.

 

كما أنها تعارض تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد.

 

* صلات القاعدة

 

عندما تشكلت جماعة أحرار الشام كانت تربطها صلات قوية بقيادة تنظيم القاعدة. وكان زعيمها المقتول أبو خالد السوري قاتل إلى جانب مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وكان مقربا من خليفته أيمن الظواهري.

 

ومنذ مقتل قياداتها ظل لها زعيم مؤقت حتى الأسبوع الماضي عندما اختارت أبو يحيى الحموي زعيما دائما لها. والحموي مهندس مدني ومقاتل مخضرم في الثلاثينات من العمر وقد سعى للتواصل مع جماعات معارضة أخرى في أولى رسائله ووعد بإشراكها في أي صفقة تتوصل إليها جماعته.

 

وأضاف في رسالة على حسابه في تويتر أن الكل سيكون شريكا في اتخاذ القرار وفي تنفيذه.

 

ونظرا للعلاقة القوية التي تربطها بتركيا وقرارها المشاركة في المحادثات مع الحكومة السورية تعرضت جماعة أحرار الشام في بعض الأحيان لانتقادات من جماعات معارضة أخرى.

 

وهي تحاول في ظل قيادتها الجديدة التمييز بينها وبين القاعدة ما أغضب جبهة النصرة وغيرها من المتشددين. لكن خلفيتها التي ربطت بينها وبين القاعدة جعلت لها علاقة خاصة مع جبهة النصرة.

 

ويقول مقاتلون معارضون داخل سوريا إن أحرار الشام هي مصدر الكثير من أسلحة جبهة النصرة. ولم يتضح ما إذا كانت مستمرة في هذا الدور.

 

وقال مقاتل سابق بجبهة النصرة لم يعد مشاركا في الحرب إن جبهة النصرة وأحرار الشام كانت تربطهما علاقات قوية في وقت من الأوقات.

 

وأضاف “كل ما أعرفه أن جبهة النصرة تعتبر أحرار الشام مصدر أسلحتها خاصة في بعض المعارك. هم يبتعدون عن العمل العسكري ويركزون جهدهم في إدارة المناطق المحررة.”

 

وتابع “قوتهم واضحة في إدارة معبر باب الهوى. فهم يسيطرون عليه بعد طرد الآخرين ومن هناك يسيطرون على التجارة في سوريا ومنها ويضعون نقل البضائع إلى كل أنحاء سوريا تحت سيطرتهم. لقد أصبحوا يعتمدون على التمويل الذاتي بعد فرض ضرائب على السلع الواردة إلى سوريا.”

 

وليست جماعات المعارضة الأخرى هي وحدها التي تراقب عن كثب أحرار الشام بل إن خصومها يراقبونها بالقدر نفسه.

 

وقال قائد عسكري في صفوف الحكومة السورية مطلع أيضا على المفاوضات الجارية مع الجماعة “لاحظنا أنهم يحاولون إبعاد أنفسهم عن القاعدة لكنهم ما زالوا سلفيين ولا يمكن إنكار ذلك.”

 

وتابع “على عكس أغلب مقاتلي المعارضة السورية لديهم هيكل ومقاتلوهم مخلصون للقيادة وينفذون أوامرها بكل كفاءة.”

 

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى