أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016

دمشق ترفض مؤتمراً واسعاً للمعارضة بـ «ضمانات روسية»

لندن – ابراهيم حميدي

رفضت دمشق اقتراح موسكو استضافة مؤتمر موسع للمعارضة السورية بـ «ضمانات روسية» يرمي إلى تشكيل تحالف واسع للمعارضة، لكنها سهلت انعقاد اجتماع آخر يومي الجمعة والسبت المقبلين لشخصيات معارضة ومدنية يمهد لـ «مؤتمر وطني»، ما فتح الباب أمام دول عربية بينها الكويت وعمان لعرض استضافة مؤتمر لتشكيل تحالف وطني معارض يمهد لاحقاً لإجراء مفاوضات مع الحكومة للاتفاق على خطوات الانتقال السياسي بموجب «بيان جنيف» والقرار 2254.

وقال المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطني» عبدالعظيم لـ «الحياة» أمس: «أمام انسداد الأفق السياسي إلى حين تسلم الإدارة الأميركية الجديدة، وجدنا ضرورة العمل على استكمال جهود توحيد المعارضة ومؤتمر القاهرة وفرز المعارضة بين المعارضين الحقيقيين الذين يريدون الانتقال السياسي والانتقال من الاستبداد إلى الديموقراطية والمعارضين الموالين للنظام الذين يريدون تغييرات مثل تشكيل حكومة موسعة»، ما يعني الفرز بين من يقبل بـ «انفتاح النظام» ومن يريد «تغيير النظام» بحيث لا يشارك «الانفتاحيون» في المؤتمر الأول في انتظار مشاركتهم في المؤتمر الوطني الموسع لاحقاً بغية تشكيل هيئة انتقالية لبحث مراجعة الدستور لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وزاد عبدالعظيم أن الهدف هو الوصول إلى «انتقال سياسي لا يقصى فرداً أو حزباً باستثناء مرتكبي الجرائم للوصول إلى دولة ديموقراطية ليس فيها استئثار لحزب أو رئيس أو فرد، بل نظام جمهوري تعددي برلماني أو برلماني رئاسي»، إضافة إلى إقرار نظام اللامركزية الإدارية بحيث يجري اختيار مجلس المحافظة والمحافظ في انتخابات شفافة ما يتيح للوحدات المحلية المساهمة في تحديد أولوياتها وصرف مدخولاتها في تنمية محلية.

عليه، عرضت «هيئة التنسيق» هذا الاقتراح على السفير الروسي ألكسندر كينشاك في دمشق لتقديم «ضمانات روسية سياسية وأمنية» باستضافة العاصمة السورية مؤتمراً يشكل تحالف قوى المعارضة بما يشمل قدوم شخصيات معارضة من منصات موسكو والقاهرة ومجموعة قرطبة و «تيار الغد» إلى دمشق مع بقاء التنسيق مع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي ينضوي مع «هيئة التنسيق» في «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة المنبثقة من المؤتمر الموسع في الرياض نهاية العام الماضي. وكانت «هيئة التنسيق» تراهن على تكرار مؤتمر المعارضة في دمشق في أيلول (سبتمبر) 2012 الذي عقد بضمانات روسية وصينية وإيرانية. وبعد زيارة كينشاك إلى موسكو ولقائه مسؤولي الخارجية، أبلغ الوزير المفوض في السفارة في دمشق «هيئة التنسيق» عدم قبول السلطات السورية استضافة هذا المؤتمر بضمانات روسية، قائلاً إن ذلك مرتبط بـ «التحضيرات».

هنا، انطلق مساران: الأول، استكمال «هيئة التنسيق» جهودها لعقد مؤتمر واسع للمعارضة عبر تشكيل لجنة تحضيرية وعرض وثيقة سياسية للاتفاق عليها مع باقي قوى المعارضة على عقد مؤتمر موسع، حيث عرضت الكويت وعمان استضافته. وقال أمين «حزب الإرادة الشعبية» وعضو قيادة «جبهة التحرير والتغيير» قدري جميل لـ «الحياة» أمس أنه «ليس ضد مبدأ عقد المؤتمر، لكن لا بد من الاتفاق على الحضور والوثائق ومكان المؤتمر وزمانه شرط أن يفتح الطريق لاستكمال مسيرة جنيف وتنفيذ القرار 2254»، فيما أوضح جمال سليمان القيادي في «منصة القاهرة» أن أحداً لم يتحدث معه في هذا المؤتمر.

أما بالنسبة إلى عقد مؤتمر وطني، رأى أنه «سلاح ذو حدين: فشله كارثة ويجب اتخاذ جميع التدابير لنجاحه الأمر الذي يتطلب استعداد النظام لإيجاد حل سياسي. سبق وحاورنا النظام في موسكو ولم نلمس ذهنية جديدة للانتقال السياسي من الاستبداد إلى الديموقراطية وتجاوز المجاملة والمداورة». وأضاف: «الهدف ليس إرضاء المعارضة أو الدول الإقليمية بل هو أمر لأجل سورية والسوريين. كما يجب أن تبرهن المعارضة على أنها لا ترمي إلى مشاريع إقليمية، بل إلى انتقال سياسي يتسع للجميع، إضافة إلى ضرورة توافر تفاهمات أميركية -روسية ومظلة دولية لضمان تنفيذ ما يجري الاتفاق عليه»، ما يعني انتظار الإدارة الأميركية الجديدة.

المسار الثاني، عقد مؤتمر لأحزاب مرخصة تمهيداً لـ «مؤتمر وطني» في دمشق يومي الجمعة والسبت. إذ من المقرر مشاركة حوالي أربعين شخصية اجتماعية ومدنية من مختلف المحافظات السورية تحت عنوان «الخيارات الاستراتيجية للسوريين» تتناول «الهوية والانتماء، شكل الحكم والدولة، الحكومة، المصالحات وبناء السلام». بحسب أحد المدعوين، يرمي الاجتماع إلى البحث في «خيارات استراتيجية بمنطق مختلف من تجاذبات المعارضة والموالاة».

وتراقب موسكو هذه التحركات بما فيها احتمال دعوة ضباط منشقين وقيادات محلية إلى القاعدة العسكرية في حميميم في اللاذقية، لاختبار احتمالات طرح عملية سياسية بعد دعم القوات النظامية وأنصارها في السيطرة على دمشق وحلب وعزل إدلب، فيما يحذر معارضون من جهود لإنتاج جسم معارض بديل من «الهيئة التفاوضية» مستعد للتفاوض مع الحكومة في جنيف بسقف سياسي منخفض من دون «الهيئة الانتقالية»، بالتزامن مع نية المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا دعوة ممثل كتل معارضة إلى جنيف لإبقاء عجلة العملية السياسية دائرة واختبار فكرة «تذويب» صلاحيات رئيس الجمهورية ومنح جزء منها إلى الحكومة والإدارات المحلية.

 

قوات النظام تضيق الخناق على شرق حلب

حلب، بيروت ـ أ ف ب، رويترز

شددت قوات النظام السوري وحلفاؤها اليوم (الثلثاء) الخناق على شرق حلب عبر شنها هجمات على محاور عدة بغية تقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة، في وقت أجبر تقدمها في حي مساكن هنانو المدنيين إلى النزوح.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وحزب الله اللبناني تخوض اليوم معارك على جبهات عدة في حلب، خصوصاً في حي مساكن هنانو الواقع شمال شرقي المدينة»، موضحاً أنها «تقدمت أيضاً داخل حي الشيخ سعيد جنوب المدينة».

وتابع: «باتت قوات النظام تسيطر على ثلث حي مساكن هنانو حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين»، مشيراً إلى مقتل ثمانية مقاتلين معارضين على الأقل، من بينهم قيادي. وتحاول قوات النظام وفق المرصد التقدم من هذه الجبهة نحو الأحياء الشرقية.

ودفعت المعارك من تبقى من سكان الحي الذين نزحت أعداد كبيرة منهم مع بداية النزاع في حلب، إلى الفرار خوفاً من اشتداد حدة المعارك. وقال عضو المجلس المحلي لمساكن هنانو ميلاد شهابي إن «المدنيين بدأوا بالفرار من الحي هرباً من الاشتباكات العنيفة» باتجاه الأحياء الجنوبية.

وتزامنت المعارك في مساكن هنانو مع قصف جوي ومدفعي على مواقع الفصائل وأحياء عدة شرق المدينة، وفق المرصد، فيما سمع دوي القصف والغارات طوال ساعات الليل.

وأعلن «المرصد» مقتل 141 مدنياً من بينهم 18 طفلاً خلال أسبوع من قصف قوات النظام الذي استؤنف بعد فترة من الهدوء، فيما أودت هجمات الفصائل المعارضة التي استهدفت الأحياء الغربية بالقذائف بحياة 16 مدنياً بينهم عشرة أطفال في الفترة نفسها.

ومن جهة ثانية، دعا الجيش السوري في بيان مسلحي المعارضة إلى استخدام الأغذية الموجودة في المستودعات شرق حلب لإطعام الناس.

ويثير التصعيد العسكري في حلب قلقاً دولياً حيال مصير المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية والبالغ عددهم أكثر من 250 ألف شخص يعيشون ظروفاً مأسوية، خصوصاً بعد تعذر إدخال أي مساعدات اليهم منذ تموز (يوليو) الماضي.

 

لائحة أميركية بضبّاط سوريين ارتكبوا جرائم حرب

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة)، حلب ـ أ ف ب، رويترز

اتهمت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور اليوم (الإثنين) أمام مجلس الأمن أكثر من 10 ضباط سوريين بشن هجمات على أهداف مدنية أو بتعذيب معارضين.

وقالت باور «لن تدع الولايات المتحدة من تولوا قيادة وحدات ضالعة في هذه الأعمال يختبئون خلف واجهة نظام (الرئيس بشار) الأسد (…) يجب أن يعلموا أن انتهاكاتهم موثقة وأنهم سيحاسبون يوماً». مذكرةً بـ«سلوبودان ميلوشيفيتش وتشارلز تايلور والعديد من مجرمي الحرب الآخرين».

وأوضحت أن هؤلاء الضباط يقودون وحدات عسكرية قصفت أو شنت هجمات برية على أهداف مدنية، أو يقودون معتقلات للجيش السوري حيث يتم تعذيب معارضين بشكل ممنهج، ومن بينهم «أديب سلامة والعميد جودت مواس واللواء طاهر خليل واللواء جميل حسن واللواء رفيق شحادة إضافة الى خمسة قادة الوية وعقيدين».

وأقرت باور أن بعض فصائل المعارضة السورية ترتكب بدورها فظائع، من دون تحديد أسمائها. لكن مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف سأل باور «أين هي أسماء الإرهابيين؟»، ومطالباً باور بممارسة «محايدة».

ووجهت تحقيقات أجرتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية أصابع الاتهام الى وحدات عسكرية سورية، وخصوصاً آخر تقرير للأمم المتحدة عن هجمات كيماوية شنت في سورية في العامين 2014 و2015.

ويستطيع المجلس إحالة التجاوزات المرتكبة في سورية على المحكمة الجنائية الدولية، لكن محاولات القيام بذلك عطلها حتى الآن فيتو الروسي.

من جهته، قال منسق المساعدات الإنسانية لدى الأمم المتحدة ستيفن أوبراين إن قرابة مليون شخص يعيشون حالياً تحت الحصار في سورية مشيراً الى أن العدد الجديد هو 974 ألفاً و80 شخصاً يشكل زيادة كبرى من ذلك المسجل قبل ستة أشهر والبالغ 486.700 شخص.

ميدانياً، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام وحلفاؤها من روس وايرانيين ومقاتلين من حزب الله اللبناني حققوا تقدماً استراتيجياً ليل الأحد – الإثنين بسيطرتها على القسم الشرقي من مساكن هنانو»، مشيراً الى استمرار «الاشتباكات العنيفة» بين الطرفين.

وأوضح عبد الرحمن أن التقدم في مساكن هنانو «هو الأول من نوعه داخل الأحياء الشرقية منذ سيطرة الفصائل المعارضة عليها صيف العام 2012»، مؤكداً مشاركة «حلفاء النظام بفعالية في الهجوم على جبهات عدة في حلب».

وأضاف «لهذا الحي رمزية كبيرة ايضاً باعتباره اول حي تمكنت الفصائل من السيطرة عليه في مدينة حلب قبل توسيع سيطرتها الى بقية الأحياء».

واستأنفت قوات النظام الأسبوع الماضي قصفاً جوياً ومدفعياً غير مسبوق على الأحياء الشرقية، مستهدفة أبنية سكنية ومرافق طبية عدة، ما تسبب في مقتل أكثر من مئة مدني وفق المرصد، تزامناً مع خوضها معارك عنيفة ضد الفصائل وتحديداً في حي الشيخ سعيد جنوب المدينة.

وتزامن التصعيد العسكري في حلب اعتباراً من الثلثاء الماضي مع إعلان روسيا، الحليفة الأبرز لدمشق والتي تنفذ ضربات جوية مساندة لقوات النظام منذ اكثر من عام، حملة واسعة النطاق في محافظتي حمص وإدلب.

 

واشنطن تتهم 13 ضابطاً سورياً بارتكاب جرائم حرب

سامنتا باور

حلب، نيويورك، لندن – «الحياة»، أ ف ب

اتهمت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور أمس، أمام مجلس الأمن الدولي 13 ضابطاً في القوات النظامية والأجهزة الأمنية السورية بالاسم بأنهم أمروا بشن هجمات على أهداف مدنية أو بتعذيب معارضين، ودعت مجلس الأمن إلى محاسبتهم، في وقت ارتفع إلى مليون عدد السوريين المحاصرين مع توغل القوات النظامية وحلفائها أمس في عمق الأحياء الشرقية في حلب. وأعلنت موسكو أنها وضعت خطة لتطوير القاعدتين العسكريتين في طرطوس واللاذقية غرب سورية، فيما جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغبته في إقامة منطقة حظر طيران شمال سورية.

وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور وزعت أمس «لائحة عار» لأسماء ١٣ ضابطاً رفيعاً في الجيش النظامي السوري والقوى الأمنية التابعة للحكومة اتهمتهم بـ «الإشراف على ارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم بحق الشعب السوري»، وهي تمثل جرائم حرب بموجب القانون الدولي، وقرأت باور أسماءهم أمام أعضاء المجلس في جلسة علنية أمس، وبينهم العميد سهيل الحسن المعروف بـ «النمر» ورئيس الاستخبارات الجوية اللواء جميل حسن ومساعده قصي ميهوب ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق اللواء رفيق شحادة ورئيس اللجنة العسكرية في حلب اللواء أديب سلامة ومسؤول دمشق في الاستخبارات العامة العميد حافظ مخلوف ابن خال الرئيس السوري. وقالت إن هؤلاء «أشرفوا على انتهاكات ارتكبت بحق الشعب السوري»، وأكدت ضرورة خضوعهم للمحاسبة بقرار من المجلس، متهمة روسيا بالضلوع بهذه الجرائم في سورية.

وقالت باور إن «روسيا والنظام السوري» نفذا أكثر من مئتي غارة على شرق حلب يوم السبت وحده، وأن ٢٨٩ شخصاً قتلوا منذ الثلثاء في شرق حلب. ورد نائب السفير الروسي فلاديمير سافرونكوف، معتبراً أنهم «يمارسون النفاق»، داعياً السفيرة الأميركية باور إلى «نشر أسماء الإرهابيين» بدلاً من نشر أسماء مسؤولين في الجيش النظامي.

وأعلن منسق المساعدات الإنسانية لدى الأمم المتحدة ستيفن أوبراين أمام المجلس، أن العدد الجديد للمحاصرين في سورية وهو 974 ألفا و80 شخصاً يشكل زيادة كبرى عن ذلك المسجل قبل ستة أشهر والبالغ 486,700 شخص. وأشار أوبراين أمام مجلس الأمن الدولي إلى «زيادة كبيرة» منذ عام في استخدام هذا «التكتيك العنيف»، خصوصاً من قبل النظام. وقال إن مناطق جديدة أضيفت إلى اللائحة وبات العاملون الإنسانيون غير قادرين على إيصال المساعدات إليها، وبينها حي في دمشق و «العديد من المناطق» في الغوطة الشرقية. وأضاف أن السكان في هذه المناطق «معزولون وجياع ويتعرضون للقصف ومحرومون من المساعدة الطبية والرعاية الإنسانية بهدف إجبارهم على الخضوع أو الفرار (..) إنه تكتيك متعمد (..) وشكل عنيف من العقاب الجماعي».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات النظام وحلفاءها من روس وإيرانيين ومقاتلين من «حزب الله» اللبناني حققوا تقدماً استراتيجياً ليلة الأحد بسيطرتها على القسم الشرقي من مساكن هنانو، وذلك في «أول تقدم من نوعه داخل الأحياء الشرقية منذ سيطرة الفصائل المعارضة عليها صيف العام 2012».

في موسكو، أكد السيناتور فيكتور أوزيروف رئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن في مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي، أن روسيا تعمل على تعزيز البنية التحتية لقاعدتي حميميم وطرطوس. وتوقع الانتهاء من الجهود الرامية لرفع كفاءة القاعدتين في غضون سنتين أو ثلاث.

في أنقرة، قال أردوغان خلال لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في أنقرة أمس، إنه يأمل في إقامة منطقة آمنة شمال سورية، «خصوصاً من أميركا وأن تؤخذ خطوات إيجابية بحيث يكسر ظهر الإرهابيين وتتخلص تركيا من تهديد الإرهاب»، في إشارة إلى تولي الرئيس دونالد ترامب الإدارة الأميركية.

سياسياً، قال معارضون سوريون لـ «الحياة» إن دمشق رفضت اقتراح موسكو استضافة مؤتمر موسع للمعارضة السورية بـ «ضمانات روسية» يرمي إلى تشكيل تحالف واسع للمعارضة، لكنها سهلت انعقاد اجتماع آخر يومي الجمعة والسبت المقبلين لشخصيات معارضة ومدنية يمهد لـ «مؤتمر وطني»، ما فتح الباب أمام دول عربية بينها الكويت وعمان لعرض استضافة مؤتمر لتشكيل تحالف وطني معارض يمهد لاحقاً لإجراء مفاوضات مع الحكومة للاتفاق على خطوات الانتقال السياسي بموجب «بيان جنيف» والقرار 2254.

 

النظام يتوغل في عمق حلب وواشنطن تسمي ضباطاً مرتكبين

نيويورك – علي بردى

أمس أيضاً حققت قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدماً في عمق الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب، وقت يثير التصعيد العسكري مخاوف دولية على مصير المدنيين المحاصرين.

وأخفق أعضاء مجلس الأمن مجدداً في التوصل الى أي توافق على مشروع قرار أعدته مصر بالإشتراك مع نيوزيلندا وإسبانيا للحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مدينة حلب.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة ستيفن أوبراين أمام المجلس إن “مئات المدنيين قتلوا وأصيبوا أو تضرروا من الهجوم المتواصل على شرق حلب”، موضحاً أن “275 ألف شخص يحاصرون في شرق حلب نتيجة الأساليب التي تفرضها عليهم الحكومة السورية وحلفاؤها”. وأضاف أن “عدد المحاصرين في أنحاء سوريا ازداد، فبعدما قدر العدد بـ394 ألفاً في تشرين الثاني 2015، و487 ألفا قبل ستة أشهر، ارتفع في الوقت الراهن الى نحو مليون محاصر، وبالتحديد 974 ألف شخص”.

وعقب هذه الإحاطة القاتمة، أعلنت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامنتا باور أن بلادها “لن تسمح لأولئك الذين يقودون الوحدات المتورطة” في ارتكاب “المجازر وعمليات التعذيب” بـ”الإختباء وراء واجهة نظام الأسد”. وذكّرت أمام أعضاء المجلس أسماء كل من: نائب رئيس المخابرات الجوية في دمشق اللواء أديب سلامة، العميد عدنان عبود حلوة، العميد جودت صلبي مواس، العقيد الركن سهيل حسن، العميد طاهر حميد خليل، اللواء جميل حسن، العميد عبد السلام فجر محمود، اللواء ابرهيم معلا، العقيد قصي ميهوب، العميد صلاح حمد، العميد شفيق مصة، مدير شعبة الأمن العسكري العميد رفيق شحادة، العميد في المخابرات السورية والمخابرات العسكرية السورية والقوات الجوية السورية حافظ مخلوف. وحذّرت من أن الذين يقفون خلف الهجمات “يجب أن يعلموا أننا في المجتمع الدولي نراقب أفعالهم، ونوثق انتهاكاتهم ويوماً ما سيحاسبون”، لافتة الى ان “هؤلاء الأفراد يشعرون بالإفلات من العقاب”، مثلما شعر يوماً الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش وأمير الحرب الليبيري تشارلز تايلور اللذان حوكما بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

 

قصف “هستيري”

وعن الميدان، قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له : “حققت قوات النظام وحلفاؤها من روس وايرانيين ومقاتلين من حزب الله اللبناني تقدما استراتيجيا ليل الاحد بسيطرتها على القسم الشرقي من حي مساكن هنانو”، مشيراً الى استمرار “الاشتباكات العنيفة” بين الطرفين الاثنين.

وأوضح ان التقدم في مساكن هنانو “هو الاول من نوعه داخل الاحياء الشرقية منذ سيطرة الفصائل المعارضة عليها”. وأضاف: “لهذا الحي رمزية كبيرة باعتباره اول حي تمكنت الفصائل من السيطرة عليه في مدينة حلب قبل التوسع الى بقية الاحياء”.

وتحدث مراسل لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” في شرق المدينة عن قصف “هستيري” متواصل لاحياء عدة بوتيرة كثيفة. واحصى المرصد مقتل 15 مدنيا على الاقل أمس جراء القصف.

وأوردت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من النظام ان الجيش تمكن من “اقتحام مساكن هنانو، أهم وأكبر معقل للمسلحين في الأحياء الشرقية” ومن “كسر خطوط دفاعهم الأولى في الحي”.

ونقلت عن خبراء عسكريين أنه اذا تمكن الجيش من السيطرة تماماً على مساكن هنانو، فإنه “يسقط نارياً أحياء الإنذارات والحيدرية وأرض الحمرا”، الأمر الذي اكده المرصد السوري.

ويثير التصعيد العسكري الحالي مخاوف المجتمع الدولي على مصير المدنيين المحاصرين.

وحذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا الذي أجرى محادثات في دمشق الاحد وغادرها الاثنين من ان الوقت “ينفد”. وقال: “نحن في سباق مع الزمن” حيال الوضع في شرق حلب.

وراى انه “بحلول عيد الميلاد وبسبب تكثف العمليات العسكرية، قد نشهد تدهوراً لما تبقى في شرق حلب ويمكن ان ينزح نحو 200 الف شخص الى تركيا، ما سيشكل كارثة انسانية”.

واعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان ان “ليس هناك حالياً أي مستشفى قيد الخدمة في القسم المحاصر من المدينة”، موضحة ان خدمات صحية “لا تزال متوافرة في عيادات صغيرة”.

 

موسكو تذكّر أنقرة: الباب للجيش السوري!

محمد بلوط

مدينةُ الباب للجيش السوري. مصيرُ المدينة المفتاحية في الشمال السوري لم يغادر النقاش بين الأتراك والروس في الأيام الأخيرة، وبحسب مصادر عسكرية سورية، استعاد الروس والأتراك تفاهماً يعودُ الى شهر آب الماضي يحددُ مناطق انتشار الجيش التركي في الشمال السوري، لا يتضمنُ مدينة الباب، ويتوقف عند عمق 12 كيلومتراً انطلاقاً من مدينة جرابلس، لمراقبة عمليات «قوات سورية الديموقراطية»، وتأمين موقع انطلاق متقدم داخل الاراضي السورية، يمنع اتصال كانتون عين العرب كوباني، بكانتون عفرين.

وعكست ردة الفعل الروسية المتفهمة، والسورية الرسمية المتواضعة، لعبور القوات التركية الحدود باتجاه جرابلس في آب الماضي، وجودَ تفاهم عَمِل نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري الانصاري في أكثر من زيارة الى أنقرة على تصليبه، ولكن الأتراك نقضوا التفاهم بسرعة، عندما قرروا الذهاب أبعد من عمق الـ12 كيلومترا الذي تم التفاهم عليه، كما قرر وضع العمليات غرب الفرات على لائحة الأهداف التي يعملون على تحقيقها من الموصل الى عفرين، وكان الهدف من ذلك ضمّها الى أوراقهم، لضمان موقع مميز على طاولة تقسيم النفوذ في مستقبل العراق وسوريا، أو ببساطة استئناف التوسع في الأراضي السورية، جنوب الاناضول، الذي لم يتوقف منذ عام 1920، مع ضم نصيبين، وقرى كيليس، ولواء الاسكندرون السليب. وذهبت غرفة عمليات انطاكيا مجدداً إلى محاولة اختراق مدينة حلب من الغرب وإعادة حشد المجموعات المؤيدة لها في عملية «ملحمة حلب الكبرى» الثانية بخلاف كل التعهدات المعطاة بوقف دعم المجموعات المسلحة في عملياتها حول مدينة حلب.

ويقول المصدر السوري إن الأتراك، الذين لم يحترموا أياً من الاتفاقات المعقودة تاريخياً، تجاوزوا بكثير مساحة المنطقة التي تمّ الاتفاق عليها، وإن العودة الى خيار دخول الجيش السوري الى المدينة، قد طرح مجدداً خلال الاسبوع الماضي بين هيئتي الأركان الروسية والتركية. وتضافرت رسائل دولية وروسية وسورية الأسبوع الماضي، لوقف الزحف التركي نحو المدينة التي دخلت قوات «درع الفرات» تخومها، وبدأت تستعد لاقتحامها، على ما كانت تقولُه قياداتها. وكان تصعيد السوريين احتمال الذهاب الى مواجهة مع الجيش التركي مع اقترابه من مدينة الباب أحد الأسباب التي دعت الأتراك الى إعادة النظر في قرار اقتحام المدينة.

وتقول مصادر سورية وتركية متقاطعة إن سرباً من مقاتلات «الميغ 31»، قد أطبق على سرب من المقاتلات التركية كانت تحلق في المنطقة. والأرجح أن الروس قد قاموا بتسليم سرب من ست مقاتلات من النسخة الأحدث لـ «الميغ 25» الاعتراضية، الى دمشق في إطار صفقة عقدت عام 2007 بقيمة تقترب من مليار دولار. ولم تتوقف موسكو عن تأجيلها، بحجة «عدم وجود القاعدة التقنية الملائمة في سوريا لتشغيلها» بحسب مسؤول روسي لخدمة هذا النوع من الطائرات. ويعد دخول هذا النوع من المقاتلات في السماء السورية، تطوراً تكتيكياً فائق الأهمية في لحظة تقرير مصير معارك الشمال السوري، اذ تمتاز هذه الطائرة التي تحلق بسرعة 3000 كيلومتر، برادارٍ قادر على تغطية ما يقارب 300 كيلومتر، فيما يصل مدى صاروخها «آر ٣٣» الموجه الى أهداف تبعد عنه نحو 200 الى 300 كيلومتر. وأضاف الرئيس السوري بشار الاسد، الى احتمالات المواجهة، وصف التغلغل التركي في الشمال السوري بالغزو، وبحق سوريا في مواجهته .

وبدا الحديث عن تفاهم وتنسيق تركي مع الروس، كما قال وزير الدفاع فكري ايشيق، مفارقا وبعيدا من النتائج الاستراتيجية التي تترتب على مجمل العملية الروسية – السورية، لو قام الاتراك فعلاً بدخول المدينة، إذ إن عودة «درع الفرات» الى الوقوف على مشارف مدينة حلب، وتخومها الشمالية الشرقية، تجويف لكل الانجازات في حلب، الى حد إعادة تهديد انتشار القوات السورية في ريفها الشمالي، وتعقيد عملية اسقاط حلب الشرقية. كما أن تفاهما روسياً مزعوماً مع الاتراك يمنحهم الباب، يشبه إطلاق الروس رصاصة على قدمهم وإسقاطهم ورقة الشرق السوري من حساباتهم. إذ سيؤدي الى إغلاق طريق الرقة، عبر دير حافر، ومسكنة، وسيطرة «درع الفرات»، والاتراك من خلفهم، على مطار الجراح الاستراتيجي، الذي لا يزال يسيطر عليه «داعش».

وأميركيا، تلقى الأتراك رسالة تمنعهم من الذهاب بعيداً في محاصرة الانتشار الكردي في ريف حلب الشمالي، إذ استطاع الاميركيون حشد المزيد من القوات الكردية التي جاءت من منبج والحسكة في عملية الرقة، فيما تتعثر وتتعقد عملية الموصل، مقابل تسليح وتأمين الاميركيين خطوط القوات الكردية غرب الفرات، وفي الرقة وتل ابيض وعين العرب.

وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» إن قوافل كبيرة من الأسلحة الاميركية والعربات المدرعة والمعدات والذخائر عبرت قبل يومين فوق ناقلات وشاحنات، مدينة القامشلي باتجاه ريف الرقة الشمالي، فيما وصلت أعداد اضافية من القوات الاميركية الى عين العرب كوباني. وقالت مصادر سورية معارضة في المنطقة إن الكرد تلقوا ضوءاً أخضر لمضاعفة عملياتهم في منطقة الباب، للحفاظ على خطوط دفاعهم في منبج، مقابل زجّ المزيد من القوات في ريف الرقة الشمالي.

وزاد الاميركيون في رسائلهم لضبط الانتشار التركي والتوازنات مع حلفائهم الكرد. وكان جون دوريان، متحدث «التحالف الدولي»، يعلن أن القرار التركي دخول مدينة الباب مستقل، وقد اتخذ من دون العودة الى «التحالف»، الذي لن يوفر أي تغطية جوية للعملية، في مرحلتها الأخطر، مع حشد الاتراك دباباتهم وقوات الفرات لدخول المدينة. وكانت أكثر من 90 مدرعة ودبابة تركية قد انضمت الى لواء مدرع تركي من 125 دبابة ومدرعة، يعمل على خط 30 كيلومتراً من المعارك بين مدينتي جرابلس والباب، وحول أرياف المدينة. وكانت طبيعة قوات الفرات قد فشلت في تحقيق نصر واحد حاسم ضد «داعش»، من تدخل وحدات ضمت اكثر من 5500 جندي تركي يرافقون الاولية المدرعة. وكان الاتراك قد أعادوا تدوير «فضلات» القوى المتبقية من أحرار الشرقية او جبهة ثوار سوريا، ومقاتلي فرقة الحمزة، وحركة حزم، والفرقة 30 مشاة، والألوية التركمانية، بعدما كانت «جبهة النصرة» قد تولت تصفيتها او تشتيتها والاستيلاء على أسلحتها.

وكانت قوات سورية كبيرة ضمت وحدات من الفرقة الاولى، وفوج القوات الخاصة، تتمركز في مطار كويرس، تنتظر أوامر بالتحرك باتجاه الباب. كما وصل الى مدينة السفيرة شرق حلب، فوج المدرعات الذي استعرضه «حزب الله» في مدينة القصير قبل يومين، فيما تقول مصادر في المنطقة إن الفوج سيتوجه الى جنوب حلب للانضمام الى عملية مرتقبة تستهدف الوصول من خان طومان، وتل العيس، الى بلدتي كفريا والفوعة، لفكّ الحصار عنهما، وإن الفوج المدرع، لن يشارك في عمليات الباب.

 

مذكّرة اعتقال تركيّة بحقّ صالح مسلم

أصدرت السّلطات التركية، يوم الثلاثاء، مذكّرة اعتقال بحقّ الزّعيم المشترك لـ”حزب الاتّحاد الديموقراطي” (كردي سوري) صالح مسلم للاشتباه بعلاقته باعتداءٍ ارتكب في أنقرة خلال شهر شباط الماضي.

وذكرت وكالة “الأناضول” التّركية أنّ السّلطات أصدرت أمراً باعتقال مسلم بالإضافة إلى 47 شخصاً آخرين.

(أ ف ب، رويترز)

 

الجيش السّوري يُعلن تشكيل فيلق جديد من المتطوّعين

أعلن الجيش السّوري، يوم الثّلاثاء، تشكيل فيلقٍ جديدٍ من المتطوّعين للقتال إلى جانبه في سوريا في قتاله ضدّ المسلّحين.

وقالت القيادة العامّة للجيش، في بيان، إنّها شكّلت فليقاً خامساً “للعمل إلى جانب باقي تشكيلات القوّات المسلّحة والقوّات الرّديفة والحليفة لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السوريّة”، عازيةً التّشكيل إلى “التّطوّرات المتسارعة للأحداث”.

ودعت جميع المواطنين الرّاغبين بالمشاركة في “إنجاز الانتصار النّهائي على الإرهاب إلى مراجعة مراكز الاستقبال في المحافظات”.

إلى ذلك، دعا الجيش السّوري المسلّحين إلى توزيع حصص غذائيّة يملكونها بحوزتهم في شرق حلب، وذلك لتخفيف حدّة نقص الطّعام بعد أسبوعٍ من تجدّد الضّربات الجوية والقصف على المدينة.

وقال الجيش، في بيان، “القيادة العامّة للجيش والقوات المسلحة تدعو المسلّحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى فتح المستودعات التموينية وتوزيع المواد الغذائية لمستحقّيها.”

(“سانا”)

 

مقتل أكثر من ألف مقاتل أرسلتهم إيران إلى سوريا

طهران- أ ف ب- اعلن رئيس مؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين في إيران الثلاثاء أن حوالي ألف مقاتل أرسلتهم الجمهورية الاسلامية إلى سوريا قتلوا في النزاع، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء “تسنيم”.

 

وقال محمد علي شهيدي محلاتي في خطاب أمام اعضاء ميليشيا الباسيج “عدد شهداء بلادنا” الذين سقطوا في سوريا “تجاوز الف” مقاتل.

 

وأرسلت إيران مستشارين عسكريين ومقاتلين جندتهم من أفغانستان وباكستان لدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ويطلق عليهم في إيران اسم “المدافعون عن مراقد أهل البيت”، في اشارة إلى العتبات الشيعية المقدسة في سوريا.

 

ولم يحدد شهيدي جنسيات القتلى.

 

وايران من ابرز حلفاء النظام السوري وتؤمن له دعما ماليا وعسكريا.

 

ويضم “لواء الفاطميين” الذي تشرف عليه إيران مجندين أفغانا، وهو بغالبيته من المتطوعين الذين ارسلوا من ايران للقتال في سوريا والعراق.

 

وتنفي ايران نشر قوات في سوريا وتشدد على ان قادتها وجنرالاتها من قوات الحرس الثوري هم “مستشارون عسكريون” في سوريا والعراق.

 

وتتحدث وسائل الاعلام الايرانية بانتظام عن سقوط “شهداء” ايرانيين وافغان وباكستانيين في سوريا وتنقل جثامينهم إلى إيران.

 

جيش النظام السوري يدعو المسلحين في شرق حلب إلى السماح للمدنيين بالمغادرة وفتح مستودعات الغذاء

دمشق- أ ف ب- دعا جيش النظام السوري في بيان الثلاثاء الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية لمدينة حلب إلى السماح للمدنيين الراغبين بالمغادرة، بعد اسبوع من هجوم عنيف يهدف لتضييق الخناق على مناطق سيطرتها.

 

واعلن الجيش في بيان ثان عن انضمام تشكيل جديد إلى صفوفه يحمل تسمية “الفيلق الخامس اقتحام” مهمته المساهمة في “القضاء على الارهاب”.

 

وأوردت قيادة الجيش في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا)، انها “تدعو المسلحين في الاحياء الشرقية لمدينة حلب إلى السماح لمن يرغب من المواطنين بالمغادرة وعدم اتخاذهم كرهائن ودروع بشرية”.

 

كما طالبتهم بـ”ازالة الالغام من المعابر التي حددتها الدولة”، والسماح “للجرحى والمرضى” بالخروج. وناشدت الاهالي التعاون معها، مؤكدة “حرصها الشديد على امنهم وسلامتهم”.

 

وبدأ الجيش السوري هجوما بريا على شرق حلب في 22 ايلول/ سبتمبر الماضي مدعوما بغارات روسية توقفت اثر اعلان موسكو هدنتين متتاليتين من جانب واحد في 18 تشرين الاول/ اكتوبر لم تحققا هدفيهما باجلاء مدنيين ومقاتلين من الاحياء الشرقية، على رغم تخصيص ستة معابر انسانية لذلك.

 

واستؤنف الهجوم قبل اسبوع مع قصف جوي ومدفعي كثيف.

 

وطالبت قيادة الجيش الأهالي بـ”تجنب الخروج الى الشوارع الا عند الضرورة الملحة”، مؤكدة انها “تمتلك المعلومات الكاملة والدقيقة عن أماكن تواجد المسلحين ومستودعاتهم ومقراتهم وترصد جميع تحركاتهم”.

 

وليست هذه المرة الاولى التي يصدر فيها الجيش بيانات تتضمن دعوات مماثلة.

 

وافاد مراسل فرانس برس في شرق حلب عن القاء مروحيات الثلاثاء مناشير عليها صورة لباص ركاب أخضر اللون يستخدم عادة في إجلاء المقاتلين والمدنيين من المناطق المحاصرة، مع تعليق جاء فيه “إلى من تورط بحمل السلاح، يدنا ممدوة إليك احجز مكانك قبل فوات الاوان”.

 

وذيل المنشور بعبارة “طريق الخلاص”.

 

ويترافق الهجوم على الاحياء الشرقية قصف غير مسبوق ومعارك عنيفة على جبهات عدة. ويثير التصعيد العسكري قلقا دوليا حيال مصير اكثر من 250 الف شخص يعيشون ظروفا مأساوية في الاحياء الشرقية، بعد تعذر ادخال اي مساعدات اليهم منذ تموز/ يوليو الماضي.

 

وطالب الجيش في بيانه الثلاثاء مقاتلي المعارضة بـ”فتح المستودعات التموينية وتوزيع المواد الغذائية لمستحقيها”. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس “ليعلم (المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان) دي ميستورا ان المسلحين يتحججون بان الجيش يطبق الحصار بينما مستودعاتهم مليئة بالمواد التموينية والغذائية ويمنعونها عن الناس″.

 

وكان دي ميستورا اعرب الاحد خلال زيارة الى دمشق عن “مخاوف متزايدة (…) من تسارع الانشطة العسكرية بدلا من المبادرات الانسانية او السياسية”.

 

وفي بيان منفصل، اعلن الجيش تشكيل الفيلق الخامس “اقتحام” على ان يضم متطوعين “شريطة أن يكونوا أتموا الثامنة عشرة من عمرهم وغير مكلفين بخدمة العلم أو فارين منها”.

 

وحدد الجيش مهمة هذا الفصيل بـ”القضاء على الارهاب الى جانب باقي تشكيلات قواتنا المسلحة البطلة والقوات الرديفة والحليفة”.

 

دورة تدريبية لـ 4200 مُعلم تركي لتدريس الطلاب السوريين

أنطاليا – الأناضول

بدأ 4200 مدرس تركي اليوم الاثنين، دورة تدريبية في ولاية أنطاليا (جنوب) للتعامل مع الأطفال السوريين على الصعيد اللغوي والنفسي، بهدف دمجهم في النظام التعليمي التركي.

 

وتعاقدت وزارة التربية التركية مع 4200 مدرس، ضمن “مشروع دمج الطلاب السوريين في مناهج التعليم التركية” لمدة عام كامل قابلة للتجديد.

 

ويشرف على الدورة التي ستقام في ولاية أنطاليا، أكاديميون خبراء، سيدربون المعلمين على طرق التعامل مع الأطفال الذين شهدوا الحرب، وتلقوا صدمات نفسية والأطفال الذين لا معيل لهم. وستستمر الدورة لمدة أسبوعين.

 

كما سيتعلم المدرسون، سبل تعليم اللغة التركية لغير الناطقين بها على أن يباشروا عملهم في 5 ديسمبر/كانون الأول القادم.

 

وأشار مدير عام تطوير وتدريب المدرسين في وزارة التربية التركية، سميح آق تكين، لمراسل الأناضول، إلى “وجود ثلاثة ملايين سوري ضيف في تركيا، وأن وزارة التربية التركية اتجهت لإيجاد مشروع دائم من أجل تعليم الأطفال السوريين ودمجهم في النظام التعليمي التركي”.

 

وبين آق تكين أنهم تواصلوا مع عدة مؤسسات دولية من أجل هذا الموضوع، وتمخضت اللقاءات عن مشروع “دمج الطلاب السوريين في مناهج التعليم التركية”، حيث سيتلقى 4200 مدرس تركي التدريب من أجل دمج الأطفال السوريين في مناهج التعليم التركية.

 

ولفت آق تكين لوجود 250 ألف طالب أجنبي في المدارس الرسمية التركية، وأوضح أنَّ مدة التعاقد مع المدرسين الجدد 12 شهرا قابلة للتجديد.

 

ومن جانب آخر، ذكر علي رضا ألتونال، مدير مؤسسة “التعلّم مدى الحياة” (تابعة لوزارة التربية) وجود 833 ألف سوري في تركيا، أعمارهم ضمن مراحل التعليم. أدخلوا 483 ألف منهم في النظام التربوي والتعليمي.

 

ولفت ألتونال “إلى وجود 10 آلاف طفل سوري مفقود في ألمانيا، اعترفت بهم الحكومة الألمانية، كانوا هدفا لعصابات المخدرات والأعضاء البشرية، والمنظمات الإرهابية.

 

وقال: “إن لم يتلق الأطفال السوريون التعليم في تركيا اليوم، سيتعرض هؤلاء لنفس مصير أقرانهم غدًا في ألمانيا، التي لا تتوفر فيها بيئة آمنة، علينا أن نقف معهم الآن فهم أخوة لنا”.

 

38 ألف دولار قيمة النجاة من شبح تجنيد النظام للشبان في حماة

سلامي محمد

حماة – «القدس العربي»: كثفت النظام وأفرعه الأمنية في مدينة حماة، منذ مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، من الاعتقالات للمدنيين وأبناء ذوي رؤوس الأموال وغيرهم بهدف التجنيد القسري أو مقايضة الحرية بمبالغ مالية كبيرة، وصلت في حالات عدة إلى 20 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل قرابة 38 ألف دولار أمريكي للشخص الواحد، وفق ما أكدت مصادر ميدانية معارضة للأسد.

وأشار عضو وكالة حماة الإخبارية، هدير العاصي، لـ»القدس العربي»، إلى «تعرض أحياء حماة المدينة إلى حملات اعتقال موسعة مؤخراً، والتي تركزت على اعتقال الشبان والرجال من هم دون سن الأربعين، حيث تم اقتياد العشرات منهم إلى الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية بشكل قسري».

وأضافت: «التفاوض المالي ما بين ضباط الأسد وعائلات المعتقلين للتجنيد وصل إلى أرقام مخيفة، وقد قارب في حالات عديدة سقف العشرين مليون ليرة سورية، أي 38 ألف دولار أمريكي، وهذه العمليات الأمنية تستهدف في غالبيتها أبناء التجار وذوي رؤوس الأموال ممن لا يملكون أذرعاً أمنية ذات نفوذ».

يعتبر حي القصور وحاجز مدخل منطقة الصناعة وسط حماة من أكثر المناطق المستهدفة بالعمليات الأمنية أو المالية من قبل مخابرات الأسد وقواته.

نوهت عضو وكالة حماة الإخبارية، إلى أن غالبية الاعتقالات تتم عبر «الإفسادية» من قبل مخبرين مجندين من قبل مخابرات الأسد.

العاصي، روت إحدى قصص الاعتقال، موضحة أنه : «قبل أسابيع فقط تعرض شاب للاعتقال والتجنيد القسري بعد مداهمة منزله في أحد الأحياء، رغم أن الشاب كان يختبئ بداخل منزله ولا يخرج إلا للحاجات الماسة، ليتبين فيما بعد بأن مخبراً يتبع لمخابرات الأسد أبلغ عنه بعد رؤيته صدفةً.

هدير العاصي، أكدت توثيقهم حالات عدة في حماة المدينة، تعرض فيها الشبان للابتزاز المالي بعد التهديد بالتجنيد القسري والزج على الجبهات من قبل مخابرات الأسد أو قواته العسكرية، وعند رضوخ الشاب المستهدف للضغوط الممارسة ضد، يتم الاتفاق على مبلغ مالي يقدمه لهم مقابل أن يبقى حراً.

وغالباً يكون المبلغ أضعافاً مضاعفة عن قدرة الشاب تحمله، فتقوم مخابرات الأسد بأخذ دفعة أولى من المستهدف، وتقسيط بقية المبلغ على أشهر، يتم تسديد مبلغ متفق عليه مع كل نهاية شهر.

هذه الممارسات، وفق المصدر، «تجبر العائلات تحت وطأة الاضطرار إلى طلب المال من الأقارب أو المعارف لتسديده لقوات النظام، مقابل الحفاظ على ابنهم من السوق للجبهات وقتال المعارضة ضمن صفوف قوات النظام».

بدوره، قال الناشط الحقوقي واصف الحموي، لـ «القدس العربي»: «السوري المعارض للأسد مضطهد أينما حل وقطن، سواء في المناطق المحررة أو الخاضعة منها لسيطرة الأسد، ففي المحررة منها، يتعرض للقتل العمد بأساليب وحشية، وحصار قاتل، وظروف معيشية معقدة، وفي مناطق الأسد، فالرعب هو الصديق الملازم له، والخشية من الاعتقال أو التجنيد أمور يحسبها الإنسان قبل أن يفكر بتأمين ربطة الخبز». وأضاف الحموي، الشريعة الحاكمة في حماة المدينة هي شريعة الغاب، وهذه السياسة يتبعها الأسد في المناطق كافة، والاعتقال للزج في الجبهات والمقايضة المالية وغيرها، كلها أعمال ينفذها الأسد بسبب غياب الدول الفاعلة دولياً عن وضع حد لما آلت إليه الأمور في سورية.

ورأى الحقوقي المعارض، أن نظام الأسد في الوقت الراهن في أعلى درجات ذروته وقوته على خلاف الحالة التي كان يعيشها قبيل التدخل الروسي، الذي قلب الموازين لصالح حليفه الأسد، على حد وصفه.

 

اتفاق أكبر فصائل غوطة دمشق الشرقية يمهد لتنسيق عسكري لتحصين الجبهات

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: يتجه «جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن»، أكبر الفصائل العسكرية العاملة ضمن المناطق المحررة على تخوم العاصمة دمشق لرفع درجة التنسيق العسكري للحفاظ على الجبهات، بعد إبرام اتفاق لـ»انهاء حالة الخلاف والاقتتال الداخلي».

وأصدر التنظيمان، بياناً مشتركاً، أكدا خلاله «وضع خطة من قبل القيادات العسكرية التي تترأس الفصيلين بهدف حل الخلاف جذرياً، بعد اجتماع وصفه البيان بالمثمر».

وتمحور الاجتماع حول ثلاث خطوات، بينها صون جبهات الغوطة الشرقية من قوات النظام والقوى التي تسانده، ورد الحقوق من الطرفين خلال سقف زمني محدد، واقفال الملف بشكل كامل، مع الإشارة إلى البدء الفوري بتنفيذ البند الأخير.

وشدد البيان على أن المرحلة الفائتة كانت «استثنائية وقد تم طيها ولن تعود».

وبحسب مصار أهلية، فقد جرى الاتفاق بين الفصيلين عقب اجتماع مغلق ضم قيادات عسكرية لجيش الاسلام مع قادة الصف الأول لدى فيلق الرحمن، بتنسيق مع وجهاء ومثقفي وناشطي المنطقة ممن يطلقون على أنفسهم اسم «الحراك الشعبي» في الغوطة، ووعدت القيادات العسكرية بجهوزيتها لأي حل ينقذ الغوطة الشرقية من خطر الانهيار والسقوط بيد قوات النظام السوري.

وحول الاتفاق، قال العقيد خالد المطلق : «بعد صراع مرير ودام بين الفصيلين المرتبط كل منهما بدولة تسيره وتوجهه، وسعياً من الفصيلين لتمثيل دمشق وريفها، ليكون أحدهما الواجهة المعتمدة من قبل الدول الفاعلة في القضية السورية، وعلى الرغم من جرائمهما بحق أهلنا في الغوطة الشرقية، لإظهار سيطرتهما على الغوطة، وبالتالي دمشق وريفها، اتفق هؤلاء على ان يعملا معاً باتفاق وتعاون للالتفاف على مشروع جيش الانقاذ الوطني وافشاله».

وأضاف: «كان من الافضل أن يتم توحيد الجهود منذ أكثر من ثلاثة أعوام والابتعاد عن الاستعراضات واعتقال واغتيال قادة الثورة الحقيقيين في الغوطة، والخسارة المدروسة لكثير من المناطق خاصة الشرقية والجنوبية من الريف الشرقي المحاصر، والتي كان يسيطر عليها جيش الإسلام، ولو أن النية سليمة لتم قصف دمشق والمطار الدولي والمراكز الحيوية للنظام منذ ثلاث سنوات ولتم نجدة داريا والمعضمية أخيراً».

وتابع المصدر: «حتى لو اتحدوا لن يتدخلوا لإنقاذ أي منطقه محررة إلا بأوامر الداعم والداعمين، لكن أهلنا في الغوطة الشرقية سيقاومون حتى آخر رجل فيها وهذا ما سمعته من الكثير الكثير منهم».

وكانت الهيئة العامة في ريف دمشق الشرقي والتي تضم وجهاء ومثقفي وناشطي المنطقة، والتي تمثل المدنيين المحاصرين والفعاليات الأهلية، قد أعلنت في بيان لها عن مهلة لفصائل المعارضة العاملة في المنطقة للانطواء تحت راية واحدة وتشكيل جسم عسكري باسم «جيش الإنقاذ الوطني»، وقامت بتسليم الفصائل كتب خطية تتضمن المبادرة وآلية العمل فيها، ضمن خطة زمنية لا تتجاوز الخمسة أيام، والتوافق على تسمية الجيش بـ»جيش انقاذ الغوطة الوطني»، وصولاً حتى اندماج الفصائل ضمن جيش واحد بقيادة جديدة، تؤول إليه الأسلحة والمقرات والإمكانيات المادية والبشرية كافة، يحمل علم الثورة ويتبنى أهدافها ويعمل على تحقيقها.

 

لافروف يتهم دي ميستورا بـ”تقويض” محادثات السلام حول سورية

مينسك ــ العربي الجديد

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، بـ”تقويض” محادثات السلام.

 

وقال لافروف، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية، إنّ “الأمم المتحدة بشخص مبعوثها ستيفان دي ميستورا تقوّض منذ أكثر من ستة أشهر، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الأطراف السورية بدون شروط مسبقة”.

 

وأضاف لافروف، خلال زيارة إلى مينسك في بيلاروسيا، أنّه “ليس على الأرجح أمام المعارضين الوطنيين والحكومة السورية من خيار سوى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم وتنظيم حوار سوري – سوري”.

 

ويطلب القرار 2254 الذي أقره مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ ديسمبر 2015، من الأمين العام للأمم المتحدة جمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، لإجراء مفاوضات رسمية حول “عملية انتقالية” سياسية في سورية، على أن تبدأ في كانون الثاني/ يناير 2016.

 

وكان وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، قد أكد، أول أمس الأحد، في مؤتمر صحافي متلفز، رفض مقترح طرحه دي ميستورا، ينصّ على إنشاء “إدارة ذاتية” في شرق مدينة حلب، وذلك بعد اجتماع عُقد في دمشق مع دي ميستورا والوفد الأممي المرافق له.

 

وقال المعلم إنّ الفكرة مرفوضة جملة وتفصيلاً، موضحاً أن ديمستورا “عرض فكرة الإدارة الذاتية في شرق حلب.. ونحن عرضنا مشروعاً آخر بالنسبة للمسلحين في شرق حلب، فمن يرغب البقاء يمكنه تسوية وضعه، ومن يود الخروج فالطريق ممهد له”.

 

وتحاصر قوات النظام السوري منذ ثلاثة أشهر شرق مدينة حلب، الخاضع لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، وتقصف المنطقة بالتعاون مع الطيران الروسي.

 

سورية: تسعة قتلى في مجزرة روسيّة جديدة بحماة

جلال بكور

ارتكب الطيران الحربي الروسي، اليوم الثلاثاء، مجزرة جديدة بحق مدنيين في مدينة اللطامنة بريف حماة، في وقت حققت قوات النظام السوري، مدعومة بمليشيات أجنبية، تقدما في أطراف حي مساكن هنانو، شرق مدينة حلب المحاصرة.

 

وذكر “مركز حماة الإعلامي” أنّ الطيران الحربي الروسي ارتكب مجزرة بحق مدنيين راح ضحيتها تسعة قتلى، إضافة إلى جرح العشرات، إذ استهدفت غارة الأحياء السكنية في اللطامنة بريف حماة الشمالي.

 

وفي تطوّر آخر، كشفت مصادر محليّة لـ”العربي الجديد”، أنّ قوات النظام السوري، مدعومة بمليشيات أجنبية، بدأت صباح اليوم، شن هجوم هو الأعنف من نوعه على نقاط المعارضة السورية المسلحة في أطراف حي مساكن هنانو، وأنها تمكنت من التقدم والسيطرة على عدّة أبنية، في حين تستمر الاشتباكات بين الطرفين.

 

وتحاول قوات النظام السوري اقتحام المنطقة الشرقية من جبهات حي مساكن هنانو، بالتزامن مع محاولات اقتحام من جبهة عويجة شمالها، ومن جبهة حي الشيخ سعيد في جنوبها.

 

وقد تمكنت المعارضة السورية المسلحة من تدمير آلية للنظام خلال صد الهجمات في حي الشيخ سعيد.

 

وفي سياق متّصل، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل الضابط في الحرس الثوري الإيراني، المدعو يد الله قاسم زاده، خلال معارك مع المعارضة السورية في حلب.

 

إلى ذلك، أكّد متحدث باسم الدفاع المدني في حلب، إبراهيم أبو الليث، لـ”العربي الجديد”، أن وتيرة القصف الروسي ارتفعت اليوم، وشملت معظم مناطق حلب الشرقية، حيث وقع قتلى وجرحى، لكن لم ترد حصيلة مؤكدة.

 

من جانب آخر، قالت مصادر إنّ اشتباكات عنيفة وقعت، صباح اليوم، في شرق مدينة الباب وغرب مدينة منبج، بين “الجيش السوري الحر” و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، وتركزت أساسا في محاور الشعيب وحمران.

 

وفي محافظة الرقة، تجددت المعارك بين “قسد” ومقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في محيط قرية تل السمن بريف الرقة الشمالي، حيث يشن التنظيم هجوما معاكسا في محاولة لاستعادة السيطرة على القرية.

 

مخيّم “رجم الصليبي” في الحسكة: النزوح إلى قبر

حذيفة فتحي

أن تنام ليلاً في قبرٍ تحفره بيديك، وتستيقظ صباحاً وأنت تتأمّل عمق الحفرة، هي تجربة جديدة تبلغ حداً من القهر، تتخطى ما عاشه السوريون، منذ بدء رحلة نزوحهم ولجوئهم.

 

نازحون من جحيم تنظيم “الدولة الإسلامية” في دير الزور، ولاجئون عراقيون هاربون من معركة الموصل ومن الموت الذي يطوف بلادهم، يصلون يومياً إلى منطقة صحراوية قاحلة عند حاجز “رجم الصليبي”، الواقع بين مدينة الشدادي وبين بلدة الهول في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، والذي تديره “وحدات حماية الشعب” الكردية، قرب الحدود العراقية.

 

بمجرّد الوصول إلى الحاجز، يصبح النازحون واللاجئون، ومعظمهم من النساء والأطفال والمُسنّين، داخل سجنٍ من دون أسوار. فعناصر “الوحدات” يمنعون مغادرة أي شخص، حتى أصحاب الحالات الصحية الطارئة وذوي الأمراض المزمنة.

 

 

 

مصطفى، نازح من ريف ديرالزور الشرقي، يصف تجربته في معسكر “رجم الصليبي” بـ”الحياة بعد الموت”. بدأت معاناة مصطفى بالبحث عن مُهرّبٍ يساعده في عبور مناطق تنظيم “الدولة” والوصول إلى محافظة الحسكة. يقول مصطفى لـ”المدن”، إن 150 ألف ليرة كانت تسعيرة المهرّب لنقله مع زوجته وطفلتهما المصابة بالربو، إلى خارج ديرالزور، بعيداً عن أنظار التنظيم الذي يمنع المغادرة إلى مناطق لا تخضع لسيطرته. ساعات أمضاها مصطفى وعائلته في سيارة يقودها المهرّب عبر طرقات صحراوية غير معبّدة، كي لا يمرّوا على حواجز التنظيم. وبعدها وصلوا منطقة الدشيشة داخل الحدود الإدارية لمحافظة الحسكة، والتي تُعدّ الحدّ الفاصل بين “وحدات الحماية” و”داعش”، ومنها مشوا سيراً على الأقدام، من دون رفقة المهرّب، حوالي عشرة كيلومترات عبر مناطق تكثر فيها الألغام، حتى بلغوا الحاجز.

 

“لا خيم، لا كهرباء، لا ماء.. فقط صحراء شاسعة، يخرج مئات المقهورين من باطنها كالنمل”. هكذا يستذكر مصطفى ما جرى معه، وهو الذي أمضى مع عائلته أسبوعين في الحاجز، كادت ابنته خلالهما أن تفارق الحياة. مع اقتراب المدنيين من الحاجز، لا يعود أمرهم بيدهم، فعناصر “وحدات حماية الشعب” تحتجز الوافدين الذين يُجبرون على حفر جورة للنوم داخلها. ومن لا يقوم بذلك، يبقى في العراء ليحتمل قسوة الصحراء.

 

يقول مصطفى: “بأدوات بدائية تتوافر لدى المتواجدين في المخيّم، حفرتُ حفرة طولها وعرضها حوالي مترين مربّعين، وبعمق متر واحد. شعورٌ لا يوصف حين نزلتُ مع عائلتي للقبر وجلسنا فيه. استخدمتُ بعد الاستقرار في الحفرة، أغطية وشوالات مهترئة كانت لنازحين سابقين، لتغطية جزء من فتحة القبر، وللاحتماء من برد الليل وشمس النهار وغبار الأرض القاحلة”.

 

لا يستطيع مصطفى العودة من حيث أتى، فهو إن تمكّن من مغادرة الحاجز، سيعتقله تنظيم “الدولة”، وربّما ينتهي به الأمر جثّةً بلا رأس، بتهمة “التخابر مع الأكراد الكفّار”. ولم تُفلح مناشداته المتكرّرة لعناصر “الوحدات” في الخروج من الحاجز، إلى أن ضربت المنطقة عاصفة رملية شديدة، تسبّبت باختناق طفلته الوحيدة. “حملتُ ابنتي مسرعاً. بكيتُ كالطفل أمام عناصر الحاجز لإنقاذ حياتها. طلبوا مني مبلغ 300 ألف ليرة للسماح بذهابنا إلى مدينة الحسكة. وافقتُ من دون تردّد، وعدتُ لجلب زوجتي التي كانت تنتظر وحيدةً في القبر”.

 

مخيّم “رجم الصليبي” الذي بدأ باحتجاز الهاربين من ويلات الحرب قبل أشهر قليلة، يشهد غياباً غير مفهوم لـ”الأمم المتحدة” والمنظمات الإنسانية والإغاثية، رغم تسجيل عدد من الوفيات فيه، والتي غالباً ما يُدفن أصحابها في قبور النزوح ذاتها.

 

مدير “مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور” جلال الحمد، أكّد لـ”المدن”، توثيق حالتي وفاة في “رجم الصليبي”، إحداهما لطفلة من بلدة السوسة التابعة لمدينة البوكمال، والأخرى لسيدة من ديرالزور تُدعى أمامة عبدالرحمن السيد، وتبلغ من العمر 63 عاماً، كانت قادمة من ريف الحسكة، فتمّ احتجازها مع عدد من أقاربها بينهم أطفال. أكثر من عشرين يوماً أمضتها أمامة، مع أقاربها داخل الحاجز، وسط انعدام أبسط مقوّمات الحياة وتردّي أحوال الطقس وغياب الخدمات الطبية، وهي التي كانت تُعاني من مرضٍ في القلب. توفّيت أمامة نتيجة احتشاءٍ في عضلة القلب، بعدما دفعت 300 ألف ليرة لسمسار وعدها بإخراجها ومَن معها من الحاجز. لكنها خرجت في اليوم التالي جثّةً إلى المشفى الوطني في مدينة الحسكة، وبقي أقاربها في حاجز الموت يراقبون السماء، خوفاً من أمطارٍ قد تُغرِق قبورهم مجدداً.

 

حوالي خمسة آلاف نازح ولاجئ يتواجدون في مخيّم “رجم الصليبي”، تُمارس “الوحدات” الكردية بحقّهم مختلف أنواع الاستغلال المادي. فالمنطقة لا يوجد فيها شبكة اتصال، أو مساعدات غذائية وطبية، أو حتى مياه للشرب والاستحمام. فالليتر الواحد من مياه الشرب يبلغ سعره 600 ليرة، وربطة الخبز تُباع بـ1500 ليرة، وعلبة المرتديلا الصغيرة بـ1000 ليرة.

 

 

 

الحمد، أشار إلى أنه بسبب غياب الرعاية الصحية والبرد القارس، أصبح بعض الأطفال في المخيّم يتبوّلون دماً، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض المُعدية كالجرب وعدد من الأمراض الجلدية الأخرى.

 

لا مؤشرات على ما يبدو حتى الآن، لإيجاد حلولٍ لمعاناة آلاف النازحين واللاجئين على حدٍّ سواء في مخيّم “رجم الصليبي”. ولا اهتمام أيضاً من قبل الجهات الإنسانية بمصير هؤلاء العالقين في باطن الأرض. وحده الموت مَن يعبر الحدود ويفرح بطول أمد الحرب.

 

حزب الله يدخل آخر معاركه في حلب؟

منير الربيع

مازال حزب الله يدرس تداعيات انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، رغم اعتباره أن ترامب، كما غيره من الرؤساء، وجوه لعملة واحدة مع إسرائيل. لكن الحزب يرى أن أكثر المتضررين من انتخابه هم خصوم الحزب السياسيين في الإقليم، وإن كان لا بد من وضع احتمالات تحسّباً لأي سيناريوهات غير محسوبة.

 

يعتبر الحزب أن الميدان السوري هو الأهم. وهو مستمر في عملية حلب من أجل تحقيق مزيد من النقاط الإيجابية لمصلحته، خصوصاً أن هناك من يعتبر أنه منذ الآن وحتى شهر كانون الثاني 2016، أي فترة استلام ترامب، سيكون الميدان السوري قد هدئ. وإذا كان موقف ترامب من سوريا مازال غامضاً، في انتظار تبلور أولى اشاراته، فإن حزب الله سيتجه إلى الحسم في كثير من المناطق، خصوصاً في حلب، مركزاً على أحيائها الشرقية.

 

لكن، وفق ما تؤكد المصادر، ليس هناك قرار بدخول هذه الأحياء، نظراً إلى صعوبة تلك المنطقة، في حين أن المعركة فيها ستكون كبيرة وشرسة. وبالتالي، سيسقط عدد كبير من القتلى والجرحى. عليه، هناك وجهة نظر تعتقد بضرورة تضييق الخناق عليها، واعتماد الاستراتيجية التي اعتمدت في حمص القديمة والزبداني لدفع الناس إلى الخروج من دون معارك كبرى تؤدي إلى تكبد مزيد من الخسائر.

 

وفي هذا السياق، تفيد مصادر مطّلعة أن الحزب أرسل مزيداً من قواته إلى حلب، تمهيداً لفتح المعركة الواسعة في المدينة. ووفق المصادر، فإن الحزب بعد عرض القصير، أرسل جزءاً أساسياً من هذا السلاح الثقيل إلى حلب، وأرسل مزيداً من مجموعات المقاتلين من بعض المناطق السورية ومن داخل لبنان أيضاً.

 

ويرجح أن تكون معركة حلب آخر نشاطات حزب الله العسكرية في سوريا، في هذه المرحلة، إذا لم يحصل أي تطور غير متوقع. ولا يعني ذلك انسحاب الحزب من سوريا، بل وقف العمليات العسكرية والمعارك الطويلة والمفتوحة، والتركيز على تثبيت وجوده في النقاط الأساسية.

 

لكن حزب الله لا يتجاهل جبهة جنوب لبنان، تحسباً لأي خطوة إسرائيلية قد تتخذ في هذه اللحظة، في محاولة من الإسرائيليين لاستدراج ترامب إلى ما يريدونه. فالأيام والأشهر المقبلة ستكون حافلة على الصعيد السياسي في لبنان وسوريا، وهي التي ستحدد ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة، وإذا ما كانت ستتجه نحو التهدئة والحلول السياسية، أم نحو استمرار التصعيد العسكري، لكن بشكل أعنف هذه المرة.

 

إصابة مراسل “عنب بلدي” في حلب

أصيب مراسل صحيفة “عنب بلدي” السورية المعارضة في حلب، مهاب عبد السلام، جراء غارات جوية شنها طيران النظام السوري وحليفه الروسي، على حي المواصلات في المدينة شمالي البلاد، الاثنين.

 

وذكر الموقع الإلكتروني للصحيفة أن عبد السلام انتقل من مكان إقامته في حلب القديمة إلى حي المواصلات، الاثنين، من أجل تغطية القصف الجوي هناك، وأثناء جولته للوقوف على الأضرار وتغطية الغارات، تعرض الحي مجدداً لقصف بالصواريخ العنقودية، ما أدى إلى إصابته بشظية في كتفه.

 

وفي تصريحات صحافية أفاد عبد السلام: “لا يوجد مستشفيات أو أماكن أصور فيها كتفي، عدت إلى منزلي لكنني لا أستطيع تحريك يدي اليسرى”.

 

يذكر أن الغارات الجوية للنظام السوري دمرت معظم المشافي الميدانية في أحياء حلب الشرقية المحاصرة بالكامل والخاضعة لسيطرة المعارضة، في إطار حملة الإبادة التي ينفذها النظام بحق المدنيين هناك، والتي راح ضحيتها في أسبوع واحد، ما لا يقل عن 300 مدني حسب تقديرات الدفاع المدني السوري.

 

الجيش السوري يدعو إلى السماح للمدنيين في حلب بالمغادرة

أ. ف. ب.

دمشق: دعا الجيش السوري في بيان الثلاثاء الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية لمدينة حلب الى السماح للمدنيين الراغبين بالمغادرة، بعد اسبوع من هجوم عنيف يهدف لتضييق الخناق على مناطق سيطرتها.

 

واعلن الجيش في بيان ثان عن انضمام تشكيل جديد الى صفوفه يحمل تسمية “الفيلق الخامس اقتحام” مهمته المساهمة في “القضاء على الارهاب”.

 

واوردت قيادة الجيش في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا)، انها “تدعو المسلحين في الاحياء الشرقية لمدينة حلب الى السماح لمن يرغب من المواطنين بالمغادرة وعدم اتخاذهم كرهائن ودروع بشرية”.

 

كما طالبتهم  بـ”ازالة الالغام من المعابر التي حددتها الدولة”، والسماح “للجرحى والمرضى” بالخروج. وناشدت الاهالي التعاون معها، مؤكدة “حرصها الشديد على امنهم وسلامتهم”.

 

وبدأ الجيش السوري هجوما بريا على شرق حلب في 22 سبتمبر الماضي مدعوما بغارات روسية توقفت اثر اعلان موسكو هدنتين متتاليتين من جانب واحد في 18 اكتوبر لم تحققا هدفيهما باجلاء مدنيين ومقاتلين من الاحياء الشرقية، على رغم تخصيص ستة معابر انسانية لذلك.

 

واستؤنف الهجوم قبل اسبوع مع قصف جوي ومدفعي كثيف.

 

وطالبت قيادة الجيش الأهالي بـ”تجنب الخروج الى الشوارع الا عند الضرورة الملحة”، مؤكدة انها “تمتلك المعلومات الكاملة والدقيقة عن أماكن تواجد المسلحين ومستودعاتهم ومقراتهم وترصد جميع تحركاتهم”.

 

وليست هذه المرة الاولى التي يصدر فيها الجيش بيانات تتضمن دعوات مماثلة.

 

مناشير

 

وافاد مراسل فرانس برس في شرق حلب عن القاء مروحيات الثلاثاء مناشير عليها صورة لباص ركاب اخضر اللون يستخدم عادة في اجلاء المقاتلين والمدنيين من المناطق المحاصرة، مع تعليق جاء فيه “الى من تورط بحمل السلاح، يدنا ممدوة إليك احجز مكانك قبل فوات الاوان”.

 

وذيل المنشور بعبارة “طريق الخلاص”.

 

ويترافق الهجوم على الاحياء الشرقية قصف غير مسبوق ومعارك عنيفة على جبهات عدة. ويثير التصعيد العسكري قلقا دوليا حيال مصير اكثر من 250 الف شخص يعيشون ظروفا مأساوية في الاحياء الشرقية، بعد تعذر ادخال اي مساعدات اليهم منذ تموز/يوليو الماضي.

 

وطالب الجيش في بيانه الثلاثاء مقاتلي المعارضة بـ”فتح المستودعات التموينية وتوزيع المواد الغذائية لمستحقيها”. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس “ليعلم (المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان) دي ميستورا ان المسلحين يتحججون بان الجيش يطبق الحصار بينما مستودعاتهم مليئة بالمواد التموينية والغذائية ويمنعونها عن الناس”.

 

وكان دي ميستورا اعرب الاحد خلال زيارة الى دمشق عن “مخاوف متزايدة (…) من تسارع الانشطة العسكرية بدلا من المبادرات الانسانية او السياسية”.

 

وفي بيان منفصل، اعلن الجيش تشكيل الفيلق الخامس “اقتحام” على ان يضم متطوعين “شريطة أن يكونوا أتموا الثامنة عشرة من عمرهم وغير مكلفين بخدمة العلم أو فارين منها”.

 

وحدد الجيش مهمة هذا الفصيل بـ”القضاء على الارهاب الى جانب باقي تشكيلات قواتنا المسلحة البطلة والقوات الرديفة والحليفة”.

 

المعارضة تستعيد مواقعها بحلب والغارات تتواصل  

أكدت المعارضة السورية المسلحة وجيش الفتح استعادة جميع المواقع التي تقدمت إليها قوات النظام في حلب، حيث سقط العشرات من القتلى والجرحى بصفوف النظام، بينما واصلت الطائرات قصف مناطق عدة وتسببت بسقوط ضحايا مدنيين في حلب وحماة وإدلب.

 

وقالت فصائل المعارضة وجيش الفتح في حلب إنها استعادت جميع المواقع التي تقدمت إليها قوات النظام بشرق حلب وجنوبها أمس الاثنين، ولا سيما في جبهتي الشيخ سعيد والشيخ نجار.

 

وتصدت المعارضة لمحاولة قوات النظام التقدم بالمنطقة، كما قتلت وجرحت العشرات من عناصر قوات النظام ودمرت آلياتهم أثناء المعارك.

 

وشنت طائرات النظام غارات على أحياء مدينة حلب وعدة بلدات بالريف الحلبي، مما أدى لسقوط عشرات الجرحى، بينما ردت قوات المعارضة بقصف بلدتي نبل والزهراء بصواريخ الكاتيوشا.

 

من جهة ثانية، تواصل قوات النظام السوري قصفها المكثف على حي الوعر المحاصر داخل مدينة حمص باستخدام جميع أنواع الأسلحة وذلك لإجبار السكان على تسليم الحي دون قيد أو شرط.

 

وكانت الأمم المتحدة قد رعت هدنة بين المعارضة المسلحة والنظام السوري قضت بفك الحصار عن الحي وإخراج المعتقلين من سجون النظام مقابل خروج مقاتلي المعارضة من الحي.

 

وفي ريف دمشق، شن طيران النظام غارات على بلدتي سقبا والنشابية، تزامنا مع اشتباكات في بلدات المحمدية وميدعاني والبحارية، دون أن تحرز قوات النظام أي تقدم.

 

وفي ريف حماة الشمالي شن الطيران الروسي غارة بالصواريخ على مدينة اللطامنة أودت بحياة ستة أشخاص وجرحت آخرين، كما تم استهداف بلدات أخرى في المحافظة وتسبب القصف بسقوط جرحى، وفقا لناشطين.

 

وقالت شبكة شام إن طائرات النظام قصفت مدينة بنش بإدلب وقتلت شخصين وجرحت آخرين، مضيفة أن عدة جرحى سقطوا أيضا ببلدات عدة، منها الهبيط والشيخ مصطفى وسكيك والتمانعة ومعرة مصرين.

 

وأكدت الشبكة أن المعارك بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام مستمرة بقرية الجفرة ومحيط مطار دير الزور العسكري، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، في حين شن الطيران الحربي غارات جوية مكثفة استهدفت الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم.

 

وفي ريف اللاذقية، استهدفت المعارضة بالمدفعية معاقل النظام في تلة رشو وقرية عين البيضا وقمة النبي يونس، في حين استهدفت قوات النظام براجمات الصواريخ قريتي السلور واليمضية عند الحدود مع تركيا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

روسيا تفتح أجواء سوريا لطيران إسرائيل  

قالت الكاتبة الإسرائيلية فيزيت رافينا الكاتبة في موقع “أن آر جي” الإسرائيلي إن العلاقات الروسية الإسرائيلية تطورت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، ويعد التنسيق بين البلدين بعد السيطرة الروسية على الأجواء السورية أبرز تجليات ذلك.

 

وأكد الموقع أنه في ظل التعاون الأمني القائم بين موسكو وتل أبيب، فإن ذلك يوفر حرية عمل لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية، مضيفا أنه منذ دخول القوات الروسية سوريا، أصبحت كل طائرة إسرائيلية تحلق في السماء السورية مسجلة في أجهزة الأمن الروسية، وتحول بياناتها تلقائيا إلى القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس.

 

وذكر “أن آر جي” أن إسرائيل تواصل نسج علاقاتها مع روسيا، حيث توجت الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيدف إلى تل أبيب بتوقيع عدة اتفاقيات للتعاون الإستراتيجي الثنائي في مجالات الاقتصاد والمياه.

 

وتقدر وزارة الزراعة الإسرائيلية حجم المكاسب المالية التي ستعود على إسرائيل من اتفاقياتها مع روسيا بنحو 11 مليار دولار.

 

ولفت الموقع للتدليل على قوة العلاقة بين البلدين بأنه تم خلال عام واحد عقد أربعة لقاءات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

 

وذكر أن وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل قام بإهداء ميدفيدف خلال زيارته الأخيرة طائرة مسيرة بقيمة 167 ألف دولار، مما كاد أن يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة.

 

ورغم هذه العلاقات الوطيدة بين تل أبيب وموسكو، فإن هناك سببا للقلق الإسرائيلي يتمثل في استمرار روسيا في بيع السلاح لإيران، وآخرها صفقة عسكرية هي الأكبر بقيمة عشرة مليارات دولار.

 

وأضاف الموقع أن تقدم العلاقات الإسرائيلية الروسية يتزامن مع وجود تحالف بين موسكو وطهران، لا سيما التعاون في سوريا لصالح نظام بشار الأسد.

 

كما أن روسيا تقوم بتسليح حزب الله، وهو الشريك في الهيئة الأمنية التي أقامتها روسيا في العراق قبل عام، وتوفر لها معدات عسكرية مباشرة، مع العلم أن التواجد العسكري لحزب الله وإيران على حدود إسرائيل في هضبة الجولان أمر غير قابل للتحمل.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

مؤتمر المعارضة بدمشق.. إشكالية الضمانات وتضارب التصريحات  

سلافة جبور-دمشق

 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مؤتمر تعتزم المعارضة السورية عقده في العاصمة دمشق أواخر العام الحالي، وتعددت الروايات التي ترجح مشاركة أطراف مختلفة فيه.

فقد نشرت صحيفة “رأي اليوم” قبل نحو أسبوع مقالاً تحدثت فيه عن “التنسيق لعقد مؤتمر للمعارضة السورية داخل دمشق بحضور شخصيات معارضة من داخل وخارج البلاد وبرعاية روسية وتعاون من الحكومة السورية”.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر بالمعارضة أن “المنسق العام لهذا المؤتمر بالخارج هو أحمد الجربا الرئيس السابق للائتلاف السوري الوطني ورئيس تيار الغد السوري حالياً، حيث يقوم الجربا باتصالات مكثفة مع الروس لحضور المؤتمر بضمانات روسية، إضافة إلى اتصالات بشخصيات معارضة بالخارج لإقناعها بالحضور”.

 

وفي مقال لاحق، أوردت الصحيفة ضمن قائمة الحضور أسماء كل من وزير الإعلام السابق محمد سلمان والفنان السوري جمال سليمان والمعارضين جهاد مقدسي ومحمد أبو القاسم وأحمد العسراوي وعلاء سعد الدين ومعاذ الخطيب، إضافة إلى حسن عبد العظيم، وهو منسق هيئة التنسيق الوطنية المعارضة التي تعمل بسوريا، الذي يتولى بدوره التنسيق للمؤتمر من الداخل.

 

نفي وتأكيد

وانشغلت المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بمحاولات نفي وتأكيد هذا المؤتمر، ومعرفة سبب انعقاده في هذا التوقيت داخل أهم معقل للنظام السوري، ومَن هي الأطراف المعارضة الداخلية والخارجية التي يمكن أن تحصل على الموافقة للحضور لدمشق.

 

وفي تصريح للجزيرة نت نفى الناطق الرسمي باسم تيار الغد السوري منذر آقبيق عِلْمهم بهذا المؤتمر، قائلاً إن التيار غير مشارك “لا في التحضير ولا الحضور”.

 

وعلّل آقبيق ذلك بأن “الظروف الآن غير مناسبة للعودة إلى دمشق، فرغم أنها عاصمتنا وبلدنا فإن عودتنا إليها يجب أن تكون في إطار حل سياسي شامل يتضمن انتقالاً حقيقياً نحو الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون وحقوق الإنسان”.

 

واستغرب من عقد مؤتمر للمعارضة في دمشق “بينما فوهات البندقيات من قبل مخابرات الأسد موجهة نحو رؤوس المشاركين، وقواته تعتقل يومياً عشرات المواطنين والنساء والأطفال لمجرد الاشتباه في معارضتهم للنظام”.

 

وأكد آقبيق أن هذه الأجواء لا تصلح لعمل معارضة قادرة على ممارسة دورها السياسي في الداخل السوري، وقال إن أي حل يتم البحث عنه “يجب أن يكون بضمانات كاملة من الأمم المتحدة والمجموعة العربية والدولية وليس فقط من روسيا”.

 

مؤتمر الإنقاذ

وفي سياق متصل، أفاد مصدر مقرب من هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة بوجود دعوة من الهيئة “لعقد مؤتمر الإنقاذ الثاني في دمشق، وهو مؤتمر للمعارضة الوطنية والديمقراطية التي تتبنى الحل السياسي المبني على بيان جنيف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.

 

ونفى للجزيرة نت علاقة هيئة التنسيق بأي من الادعاءات التي تتحدث عن مؤتمر بمشاركة المعارضة والنظام السوري، وأكد أن مؤتمر الإنقاذ مختلف عما يجري الحديث عنه عبر وسائل الإعلام.

 

وأضاف المتحدث “نحن في طور التواصل مع قوى المعارضة حتى الآن، وعندما تكتمل هذه المرحلة سيشارك جميع المدعوين في تنظيم المؤتمر”، ورأى أن توقيت مؤتمر الإنقاذ المذكور “مقترن بسرعة التفاهمات والتوافقات بين القوى السياسية المعارضة”.

 

ونوّه المصدر إلى ضرورة وجود ضمانات لعقد هذا المؤتمر، “فقدوم المشاركين من الخارج إلى دمشق يتطلب ضمانات روسية لعدم اعتقال أي منهم، وفي حال عدم حصول القوى المشارِكة على هذه التأكيدات من الطرف الروسي فهناك خيارات أخرى ستُحدد في وقتها”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

موغيريني: نحظى بثقة جميع الأطراف المنخرطة بالصراع السوري

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 فيديريكا موغيريني

ستراسبورغ – بروكسل –  أعلنت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن كل الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية المنخرطة في الصراع السوري تثق بالاتحاد الأوروبي.

جاء ذلك في مداخلة لها اليوم أمام جلسة عامة للبرلمان الأوروبي لمناقشة الوضع في سورية، عقدت في ستراسبورغ، عرضت خلالها تحركاتها الأخيرة من أجل حشد الدعم الإقليمي للمساعدة على إيجاد حل للأزمة السورية.

وأشارت موغيريني الى أن عدم انخراط الاتحاد الأوروبي عسكرياً في الصراع السوري، يضعه في “موقع أفضل” من أجل المساعدة على إعادة السلام لهذا البلد.

ورأت أن هذا الموقع الذي يتمتع به الاتحاد يؤهله للانخراط في عمل بدأ بالفعل، حسب كلامها، من أجل حشد الجهد الإقليمي والمحلي للانخراط بإعداد مستقبل سورية في مرحلة ما بعد الصراع.

وتحدثت عن الزيارات والمشاورات التي قامت بها مؤخراً في كل من إيران والمملكة العربية السعودية وقطر والامارات، وكذلك عن قنوات الحوار التي فتحتها مع كل من مصر ولبنان، دون نسيان الحديث مع أطراف المعارضة السورية المختلفة لتحقيق الهدف.

وتريد موغيريني أن يركز الاتحاد جهوده على تحديد عدة عناصر تشكل أولويات الحل في سورية،  وقالت “يجب أن نعزز مفهوم المسؤولية السياسية، واللامركزية، وشمولية الحوار، وحماية كل مكونات الشعب السوري بالإضافة إلى إعادة الإعمار”.

ولكنها نوهت بأن عملية إعادة الإعمار والتأهيل الاقتصادي للبلاد، لا يمكن أن تتم إلا بشرط بدء عملية إنتقالية، وفق قرارات الأمم المتحدة.

وأعادت التركيز على أن أوروبا تعمل من أجل تقوية دور المبعوث الدولي لسورية ستافان دي ميستورا.

وقالت موغيريني “السلام في سورية لا يمكن أن يتم إلا باتفاق دولي تحت راية الأمم المتحدة وهذا نشجعه، وباتفاق إقليمي أيضاً دون إهمال أهمية الاتفاق بين الأطراف السورية نفسها، وهنا صلب عملنا”.

فبالنسبة للاتحاد الأوروبي، حسب موغيريني، هذا التوجه سيساعد على خلق مناخ سياسي ويمهد لحل سلمي في سورية.

ومن جانب آخر، عرضت المسؤولة الأوروبية بإسهاب وتفصيل الجهود التي يقوم بها الاتحاد لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى أكبر قدر من الأشخاص المحتاجين والمحاصرين في سورية، مع إقرارها بتعقيد وصعوبة المهمة بسبب عدم وجود اتفاق على وقف اطلاق النار.

أما ردود فعل النواب الأوروبيين فتراوحت ما بين التشجيع على المضي قدماً في نفس الطريق والدعوة إلى إتخاذ مواقف أكثر قوة وعدم الوقوف خلف القوى الكبرى، بينما تصاعدت أصوات أخرى تنادي بضرورة فرض عقوبات على روسيا،  كونها “المسؤولة الأولى عن شلل المجتمع الدولي وعجزه عن البحث عن حل”، وفق كلام البرلماني الأوروبي كريستيان بريدا (مجموعة الديمقراطيين المسيحيين- رومانيا).

كما عبر العديد من النواب عن ترقبهم لما قد يفعله الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تجاه الملف السوري، داعين الاتحاد، على السير في خط خاص به بعيداً عن تأثير للقوى الكبرى الاخرى.

 

شتاينماير: جماعات المعارضة السورية تتفق على ضرورة رحيل الأسد

برلين (رويترز) – قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير يوم الثلاثاء إنه على الرغم من جميع الخلافات بين جماعات المعارضة في سوريا فإنها متفقة على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد.

 

وفي كلمة بمؤتمر استضافه حزبه الديمقراطي الاجتماعي جدد شتاينماير دعوته إلى نهاية لقصف المدنيين في مدينة حلب السورية ومناطق أخرى بالبلاد وقال إن هناك حاجة إلى خطة لمرحلة انتقالية للوصول إلى حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية هناك.

 

وأضاف أن مناقشات تجري بشأن جلب إمدادات الإغاثة الإنسانية إلى حلب عبر تركيا لكن لا يوجد أي ضمانات للنجاح.

 

(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية- تحرير محمد يماني)

 

مصادر: ناقلات روسية تتحدى حظر الاتحاد الأوروبي وتهرب وقود طائرات لسوريا

من جاي فالكونبريدج وجوناثان سول

 

لندن (رويترز) – قالت مصادر مطلعة إن ناقلات روسية هربت وقود طائرات إلى سوريا عبر مياه الاتحاد الأوروبي لتعزز الإمدادات العسكرية لبلد مزقته الحرب حيث تنفذ موسكو ضربات جوية دعما للحكومة.

 

وقال مصدر مخابرات من حكومة بالاتحاد الأوروبي لرويترز إن سفينتين على الأقل تحملان العلم الروسي أوصلتا شحنات عبر قبرص في انتهاك لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع إنه كانت هناك زيادة حادة في الشحنات في أكتوبر تشرين الأول.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى