أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 24 كانون الأول 2013

«الائتلاف» يشترط وقف «البراميل» قبل «جنيف 2»

الدوحة – محمد المكي أحمد

لندن، بيروت، باريس، عمان- «الحياة»، أ ف ب، أ ب – أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض انه لن يشارك في مؤتمر «جنيف 2» في 22 الشهر المقبل، ما لم يتوقف نظام الرئيس بشار الأسد عن قصف حلب في شمال البلاد، في وقت أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سقوط 300 شخص، بينهم 87 طفل، خلال أسبوع في المدينة، إضافة إلى 21 شخصاً قتلوا امس.

وأفاد «الائتلاف» في بيان بأن رئيسه أحمد الجربا اتصل بوزيري الخارجية البريطاني وليم هيغ وفرنسا لوران فابيوس، وقال: «من المعيب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات تجاه السلاح الكيماوي ويسمح للنظام بقتل أبناء الشعب السوري بالأسلحة التقليدية وبشكل ممنهج ويومي». ونقل البيان عن الأمين العام بدر جاموس أنه «في حال استمر القصف الذي يمارسه نظام الأسد ومحاولته تصفية الشعب السوري، فإن الائتلاف لن يذهب إلى مؤتمر جنيف». وتساءل: «إذا لم تستطع الدول الضغط على النظام لإيقاف عملياته في التدمير الشامل المخيف، فكيف يمكنها أن تضغط في جنيف 2 على النظام للاتجاه نحو الحل السياسي وتطبيق بنود جنيف 1؟». وأوضح جاموس أنه «تمت مخاطبة الروس للضغط على الأسد الذي يقتل الشعب السوري بصواريخ روسية لإفشال عملية التفاوض».

وكان «المرصد» أفاد بان أكثر من 300 شخص، بينهم 87 طفلاً، قتلوا في ثمانية أيام من القصف الجوي الذي يشنه سلاح الطيران السوري على كبرى مدن الشمال السوري وبلدات في ريفها. وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن النظام «أمطر حلب وأحياءها خلال الأسبوع الماضي بأكثر من 200 برميل متفجر حصدت أرواح أكثر من ألف شخص وفق تقديرات أولية معظمهم من النساء والأطفال وأضعاف ذلك العدد من الجرحى».

وذكر «المرصد» أن 21 مواطناً بينهم 6 أطفال و 4 سيدات قتلوا أمس جراء قصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مناطق في حيي المرجة والسكري ومناطق أخرى في مدينة حلب، لافتاً إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود ما لا يقل عن 10 جرحى في حالات خطرة».

وجاء تصعيد القصف الحكومي على مناطق المعارضة في حلب وريفها بعد التقدم الميداني لقوات المعارضة هناك. وأفيد أمس بأنهم اقتربوا من السيطرة على سجن حلب المركزي الذي حاصروه على مدى شهور لكنهم فشلوا في التقدم داخله. لكن سيطرتهم على مستشفى الكندي الأسبوع الماضي فتحت لهم الطريق نحو السجن المركزي.

في الدوحة، قال رئيس الحكومة السورية الموقتة أحمد طعمة لـ «الحياة» بعد لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن الوضع على الأرض «مأسوي في ضوء استمرار القصف بالبراميل المتفجرة» من قوات النظام السوري على مناطق عدة. ووجّه نداء للدول الخليجية والعربية لدعم الحكومة الموقتة، محذراً الدول الغربية من «تقاعسها» ومن انعكاسات مشكلة التشدد والتطرف. وقال طعمة: «قلنا للمجتمع الدولي إذا لم تتدخلوا إيجاباً للوصول إلى أي حل سياسي عادل للأزمة السورية، فإن النتائج ستكون كارثية علينا وعليكم، ولا تظنوا أنكم في معزل عن الآثار الارتدادية لمشكلة (التشدد والتطرف) الكونية الكبرى».

في باريس، قالت مصادر فرنسية معنية بالتحضير لزيارة الرئيس فرنسوا هولاند للرياض إن فرنسا والسعودية تتفقان على أن لا حل سياسياً للأزمة السورية مع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، وإن باريس تريد العمل مع السعودية كي يؤدي مؤتمر «جنيف ٢» إلى نتيجة فاعلة ذات صدقية، أي وضع أسس للانتقال السياسي في سورية والاتفاق على السبل لمساعدة السوريين والمعتدلين الديموقراطيين للتصدي لصعود المجموعات المتطرفة الخطرة.

الى ذلك، كشفت إحصائية أعلن عنها التيار السلفي الجهادي في الأردن أن «عدد المقاتلين العرب الذين ينضوون إلى التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة والذين قتلوا في سورية منذ بدء الأحداث فيها بلغ 9936 عنصراً». وأضافت أن «أعداد القتلى الأكثر في الدرجة الأولى كان من تونس وليبيا والعراق».

«داعش» يعلن مسؤوليته عن الهجوم على مقر «فضائية» صلاح الدين

بغداد – إفي

أعلن تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) اليوم (الثلثاء) مسؤوليته عن الهجوم الذي تعرضت له فضائية صلاح الدين يوم أمس في مدينة تكريت (170 كم) شمال بغداد.

وقال التنظيم في بيان نشره على مواقع إسلامية إن عناصره اقتحموا مبنى الفضائيية وأضرموا فيه النار.

وأضاف البيان: «أن العملية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات أثناء الهجوم على مقر الفضائية ومكتب قناة العراقية في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين».

وبرر البيان سبب الهجوم على الفضائية بانها تناصب العداء لأهل السنة.

كان مسلحون مجهولون اقتحموا بعد ظهر أمس مقر محطة «صلاح الدين» الفاضية وسط تكريت، وقتلوا خمسة من العاملين في الفضائية وأصابوا ثلاثة اخرين بجروح، فيما فجر أربعة انتحاريين أنفسهم في طوابق المبنى بحسب ما أعلنت قوات الشرطة العراقية

دمشق تدافع عن الهجمات على حلب رداً على انتقادات واشنطن

دمشق ـ أ ف ب

دافعت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) الثلاثاء عن الغارات الجوية التي تستهدف المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب (شمال) منذ أيام رداً على انتقادات واشنطن، معتبرة ان هذه المناطق تحولت “جبهة قتال” تضم مقاتلين عرباً وأجانب.

واعتبرت الوكالة ان البيت الأبيض “تعامى عن جرائم الارهابيين (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) وغالبيتهم من أولئك المسلحين الأجانب عندما دان ما سماه (الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية.. بلا تمييز في مدينة حلب)”.

وأضافت “إذا كان (المتحدث باسم البيت الابيض جاي) كارني وصف المناطق التي تتعرض للقصف من قبل القوات الحكومية السورية بأنها (مناطق مدنية) فهذا صحيح بمعنى أنها أحياء سكنية، ولكن السؤال كيف تحولت إلى جبهة قتال يستخدم فيها الطيران، وهل أولئك الذين داخلها هم أصحابها أم أنهم عبارة عن مجموعة من السعوديين والقطريين والشيشانيين والأفغان والباكستانيين والليبيين”.

واعتبرت ان المسؤول الأميركي لم “يسأل نفسه كيف واجهت بلاده الإرهاب في افغانستان”، منتقدة صمت الولايات المتحدة ازاء “مجازر” تقول ان مقاتلي المعارضة ارتكبوها في مناطق كان يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الاسد، ومنها عدرا وبلدة معلولا المسيحية في ريف دمشق التي سيطر عليها مقاتلون جهاديون مرتبطون بالقاعدة مطلع كانون الاول/ديسمبر الجاري.

واعتبرت (سانا) أن واشنطن تبدو “كقرصان بعين واحدة”.

وكان البيت الأبيض دان الاثنين قصف الطيران السوري لمدينة حلب (شمال) وريفها منذ 15 كانون الاول/ديسمبر، في هجمات ادت الى مقتل قرابة 380 شخصاً بينهم أكثر من مئة طفل، بحسب احدث حصيلة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.

وصرح كارني ان بلاده “تدين الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية على المدنيين، بما في ذلك استخدام صواريخ سكود وبراميل متفجرة بلا تمييز في حلب وحولها الاسبوع الماضي”.

ويقول نظام الرئيس الاسد انه يواجه في النزاع الدائر في البلاد منذ منتصف آذار/مارس 2011، “ارهابيين” مدعومين من دول اقليمية وغربية. واشار مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان القصف على حلب يستهدف مراكز للمقاتلين، عازيا ارتفاع حصيلة القتلى الى وجود هذه المراكز في مناطق سكنية.

دمشق تتهم مقاتلي المعارضة بشن هجمات على موقعين للأسلحة الكيماوية

دمشق ـ أ ف ب

اتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد الثلثاء مقاتلي المعارضة بشن هجمات على موقعين للاسلحة الكيماوية في ريف دمشق ووسط سورية قبل أيام، وذلك وسط استعدادات لنقل هذه الأسلحة وتدميرها خارج البلاد.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) “بتاريخ 21 كانون الاول/ديسمبر 2013، قامت المجموعات الإرهابية المسلّحة (في إشارة الى مقاتلي المعارضة) بالهجوم على أحد هذه المواقع في المنطقة الوسطى بأعداد كبيرة… إلاّ أن الجهات المعنية قامت بالتصدي لهذا الهجوم الغادر وإفشاله”.

وأضاف أن مجموعات أخرى بينها جبهة “النصرة” المرتبطة بـ”القاعدة” شنت هجوماً “على أحد المواقع في ريف دمشق محاولة اقتحامه بعربة مدرعة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، إلاّ أن عناصر حماية الموقع تصدّوا لهذا الهجوم وفجّروا السيارة المفخخة قبل دخولها”، ما أدى إلى “سقوط أربعة شهداء و28 جريحاً”.

وأوضح أن “المحاولات ما زالت مستمرة على هذا الموقع”، من دون أن يقدّم تحديداً دقيقاً للموقعين اللذين تعرضا للهجمات.

واتهم المصدر الدول الداعمة للمعارضة السورية بـ”تسريب” معلومات الى المقاتلين عن مواقع هذه الاسلحة التي من المقرر ان تنقل تمهيدا لتدميرها في البحر.

وقال: “الأهم يبقى حول كيفية تمكن هذه المجموعات الإرهابية من معرفة الجهود الجارية لنقل هذه المواد الى خارج سورية بالتعاون مع الامم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية”، منتقداً “الدور الخطير واللامسؤول لبعض الدول التي تتواصل مع المسلحين وتنقل اليهم المعلومات المتعلقة بمحتويات هذه المواقع من المواد الخطيرة والتوجهات الجارية لنقلها”.

ودانت الخارجية بحسب المصدر “ما تقوم به الدول المعروفة بدعمها لهذه المجموعات الارهابية”، محملة إياها “مسؤولية المخاطر التي ينطوي عليها تسريب مثل هذه المعلومات وأي نتائج كارثية ستترتب على ذلك”.

ووافقت دمشق على اتفاق روسي أميركي في أيلول (سبتمبر) الماضي لتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية. وأتى الاتفاق الذي تلاه قرار من مجلس الأمن الدولي، إثر تلويح وانشطن بتوجيه ضربات عسكرية الى النظام السوري رداً على هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق في آب (أغسطس).

ومن المقرر أن تنقل العناصر الكيماوية على متن قوافل مؤلفة من شاحنات روسية مدرعة الى ميناء اللاذقية (غرب)، قبل أن يتم تدميرها على متن بارجة أميركية في المياه الدولية.

ويفترض أن تغادر أخطر العناصر الكيماوية الأراضي السورية في 31 كانون الاول (ديسمبر)، على أن يتم تدمير مجمل الترسانة قبل الثلاثين من حزيران (يونيو) 2014.

حلفاء المعارضة «ينصحون» بالتمسك بـ «جنيف 2»: هيئة انتقالية لقيادة التحول ومكافحة الإرهاب

لندن – إبراهيم حميدي

قالت مصادر معارضة متطابقة لـ «الحياة»: «إن الائتلاف الوطني السوري» المعارض تلقى «نصائح» من حلفائه بالتمسك بالذهاب إلى مؤتمر «جنيف – 2»، على رغم التصعيد الأخير في حلب شمالاً، مشيرة إلى أن مسؤولاً غربياً أبلغهم أن مهمتي الحكومة الانتقالية ستكونان «قيادة سورية نحو التحول الديموقراطي ومحاربة الإرهاب».

ومن المقرر أن يرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نهاية الشهر الجاري رسائل الدعوة إلى الأطراف الإقليمية والدولية والسورية إلى مؤتمر «جنيف – 2» في 22 الشهر المقبل. ووفق مسودة الدعوة، التي اطلعت «الحياة» على مضمونها، أنها تتضمن العمل على «تنفيذ في أقرب وقت ممكن» بيانَ جنيف الأول الصادر في 30 حزيران (يونيو) للعام الماضي الذي أقره مجلس الأمن بـ «الإجماع» في القرار 2118 الصادر في 27 أيلول (سبتمبر) عام 2013. وتضمنت المسودة أن يرمي المؤتمر الدولي أيضاً إلى «مساعدة» الأطراف السورية على «وقف العنف والتوصل إلى تسوية سلمية» على أساس «تنفيذ كامل» لبيان جنيف الأول مع الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.

وأشارت إلى أن بيان جنيف تضمن أيضاً مبادئ لـ «عملية سياسية انتقالية بقيادة سورية» عبر سلسلة من الخطوات تبدأ بـ «التوافق» على تشكيل هيئة انتقالية حكومية بصلاحيات تنفيذية كاملة وفق مبدأ القبول المتبادل، بحيث تشمل الصلاحيات الجيش ومؤسسات الأمن والاستخبارات بحيث تعمل جميع المؤسسات تحت سلطة «قيادة عليا ذات شعبية والهيئة الانتقالية». وأوكلت الدعوة مهمة إيجاد المفاوضات إلى الأطراف السورية، مقابل واجب الأطراف الإقليمية والدولية المدعوة إلى حضور المؤتمر لـ «دعم» المفاوضات المباشرة بطريقة «بناءة وإيجابية» التي تبدأ بعد إقرار «خريطة طريق» بعد افتتاح المؤتمر.

واعتبرت المسودة أن تأكيد أي طرف حضور المؤتمر الدولي يعني الموافقة على «مبادئ المرحلة الانتقالية وأسسها»، مذكرة بضرورة القيام بـ «إجراءات بناء الثقة» بما في ذلك السماح بوصول المساعدات الإنسانية و «وقف» الهجمات على المدنيين، إضافة إلى ضرورة «عمل كل الأطراف المعنية لإنهاء الإرهاب والتعاطي بمسؤولية لتحقيق التسوية وإنجاز المرحلة الانتقالية تلبية لتطلعات الشعب السوري».

وكان مقرراً أن توجه هذه المسودة إلى الأطراف المعنية، بعد إقرار نسختها النهائية في اللقاء التشاوري الأميركي – الروسي مع المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، في جنيف في 20 الشهر الجاري، على أن يقوم الطرفان السوريان بتسلم قائمة بأسماء وفدَيهما قبل 27 الشهر الجاري. لكن المصادر أوضحت أن تأخراً حصل في العملية، إذ إن الأمين العام للأمم المتحدة أعلن أن الدعوات سترسل قبل نهاية العام، في وقت قالت مصادر المعارضة إنها سترسل قائمة بأسماء وفدها في حدود 10 الشهر المقبل. وكانت موسكو أعلنت أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد الحكومة السورية إلي «جنيف – 2».

وأفادت المصادر بأن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض يعمل على مسارين: الأول، إعداد جميع الأوراق وإخضاع قياديين وخبراء في المعارضة لدورات تدريب على المفاوضات وإجراء اتصالات مع باقي أطراف المعارضة لتشكيل وفد مشترك وكأن «الائتلاف» قد اتخذ قراراً بالمشاركة. الثاني، الضغط على «أصدقاء سورية» وحلفاء المعارضة لوقف التصعيد العسكري الأخيرة والقصف بـ «البراميل المتفجرة» على حلب.

وقال مسؤول معارض إن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بعث برسالتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، تضمنتا ما مفاده أن التصعيد الأخير هو «رد على تحديد موعد «جنيف – 2» وأن المعارضة أصبحت في موقف حرج». كما أجرى الجربا اتصالات مع مسؤولين عرب وأجانب. وأوضح المسؤول أن النصائح التي حصل عليها «الائتلاف» تضمنت «ضرورة التمسك بالذهاب إلى المؤتمر الدولي». لكن، أشار إلى أن موعد 22 الشهر المقبل «لم يعد مئة في المئة كما كانت الحال قبل أيام، خصوصاً إذا استمر التصعيد الميداني».

ومن المقرر أن يعقد «المجلس الوطني السوري» المعارض اجتماعه العام في اسطنبول يومي 3 و4 الشهر المقبل على أن يعقبه اجتماع الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» قبل اجتماع الهيئة العامة يومي 5 و6 من الشهر المقبل، بدلاً من الثامن منه. وتتضمن هذه الاجتماعات انتخاب قيادة جديدة لكل من «المجلس» برئاسة جورج صبرا و «الائتلاف» برئاسة الجربا.

وأشار المسؤول إلى أن «نصائح» عدة جاءت إلى «الائتلاف» بضرورة عدم تغيير قيادة «الائتلاف» قبل مؤتمر «جنيف – 2»، ما يرجح إعادة انتخاب الجربا والأمين العام بدر جاموس لولاية جديدة مدتها سته أشهر. وزاد أنه تقرر تقديم موعد مؤتمر «الائتلاف» كي تتمكن قيادته من حضور مؤتمر مجموعة لندن التي تضم 11 دولة رئيسة من «أصدقاء سورية» في العاصمة البريطانية في الثامن من الشهر المقبل. كما تستضيف مدينة قرطبة الإسبانية مؤتمراً للمعارضة يومي 9 و10 من الشهر ذاته، بدعوة من الاتحاد الأوروبي والخارجية الإسبانية.

إلى ذلك، قالت المصادر إن جهوداً تجرى لـ «إعادة هيكلة» هيئة الأركان في «الحر» في ضوء تشكيل الحكومة الموقتة برئاسة أحمد طعمة وتعيين أسعد مصطفى وزيراً للدفاع. وكانت مصادر أخرى قالت لـ «الحياة» إن «الجبهة الإسلامية» التي تضم أكبر أربعة تنظيمات مقاتلة، و «جبهة ثوار سورية» التي تشكلت قبل أيام من فصائل أخرى برئاسة جمال معروف، تسعيان إلى تشكيل قيادة عسكرية «موازية» لهيئة أركان «الحر». وأوضحت المصادر أن وساطات تبذل معها لعدم القيام بذلك بالتوازي مع جهود «الائتلاف» لإعادة الهيكلة كي يجرى تمثيل أفضل للكتائب الإسلامية في القيادتين العسكرية والسياسية.

الغارات الجوية على حلب مستمرّة/ لافروف: إسقاط الأسد يسلّط المتطرفين

(و ص ف، رويترز، أ ب)

لليوم العاشر توالياً، واصل سلاح الجو السوري غاراته بلا هوادة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها، مما ادى أمس الى مقتل 15 شخصاً على الاقل، بينهم سيدة وثلاثة اطفال، فيما رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تحقيق الاستقرار في سوريا مهمة ذات أولوية وأن “إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لا يمثل سبيلا لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة خلال فترة وجيزة”. ص 11

وأشار “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الغارات الجوية الدامية، وخصوصاً باستخدام البراميل المتفجرة المحشوة بأطنان من مادة “تي ان تي”، أدى منذ 15 كانون الاول حتى الاثنين، الى مقتل 364 شخصا، بينهم 105 اطفال و33 سيدة و30 مقاتلا معارضا على الاقل.

وكانت المعارضة أعلنت الاثنين أنها لن تشارك في المؤتمر الدولي المقرر عقده في سويسرا في 22 كانون الثاني 2014، سعياً الى حل للازمة، اذا استمرت الغارات الجوية على حلب.

اجتماع دولي

في غضون ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأن الاجتماع الذي سيعقد في موسكو الجمعة سيضم خبراء من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وسوريا.

ووافقت سوريا على التخلي عن اسلحتها الكيميائية بموجب اتفاق اقترحته روسيا لتفادي ضربة عسكرية اميركية محتملة بعد هجوم قاتل بغاز سارين في 21 آب القت الولايات المتحدة تبعيته على القوات السورية.

وتقضي خطة أقرتها منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي في تشرين الثاني الماضي بنقل معظم المواد الكيميائية الحساسة الى خارج سوريا بحلول 31 كانون الاول وتدميرها بحلول منتصف آذار. كما ستدمر المواد الكيميائية الاخرى بحلول 30 حزيران.

وقال ريابكوف: “نحن متأكدون من اننا سنتمكن من استكمال هذه العملية في اطار الجدول الزمني المتفق عليه اي في النصف الاول من السنة المقبلة”.

وأعلنت موسكو أنها أرسلت 25 شاحنة مدرعة و50 عربة أخرى الى سوريا للمساعدة في نقل مواد سامة ستدمر بموجب الاتفاق الدولي.

ونقلت وكالات الاعلام الروسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو في تقرير مقدم الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الطائرات الروسية حملت بين 18 كانون الاول و 20 منه 50 شاحنة طراز “كاماز” و25 شاحنة مدرعة طراز “أورال” الى ميناء اللاذقية السوري الى جانب معدات أخرى.

غارات عراقية على الحدود والمالكي يحذر من مؤامرة ضد بغداد وعمان وطهران

تحرك أميركي ضد «الإرهاب» العابر من سوريا

سجلت الغارات الجوية التي شنها الجيش العراقي امس قرب الحدود السورية، علامة الارتباط الابرز بين الساحتين العراقية والسورية منذ اندلاع الازمة السورية، وتفاقم ظاهرة «الجهاديين» العابرين للحدود. الا ان البارز في هذا المشهد العراقي، من خلال الضربات الجوية لمواقع المسلحين، انه ترافق مع بيان اميركي واضح يربط تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)» بتنظيم «القاعدة» الذي وصفته واشنطن بانه «عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير»، مطالبة «قادة المنطقة باتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا».

ومن شأن هذه الغارات العراقية على قواعد لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» قرب الحدود السورية، ان تعزز المطالب التي تطرحها روسيا وايران والعراق، بضرورة قيام تعاون اقليمي – دولي، وربما انشاء «تحالف»، يواجه الخطر المتصاعد لـ«الارهاب» الاقليمي عبر الساحة السورية. كما ان من شأنها تعزيز المخاوف المبطنة نسبيا التي يرددها الاوروبيون والاميركيون بين الحين والآخر، حول خطر «الجهاديين» في سوريا وضرورة مواجهتهم، وهو ما يتلاقى بوضوح مع التحذيرات التي ما فتئ السوريون يطلقونها وسط التقارير التي تشير الى خيوط تعاون امني يستعيده الغرب ولو بشكل سري، مع دمشق بهدف مواجهة هذه الظاهرة.

وأضفى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مشهدا اكثر اكتمالا لما جرى بالامس عندما هاجم دولا اقليمية، في اشارة مبطنة الى السعودية، التي قال انها «لا تملك أي لون من ألوان الديموقراطية والحريات، لكنها تتحدث عن سوريا والعراق ولبنان وتتحدث عن الحرية وعن الديموقراطية». وفيما كان الطيران العراقي يقصف مواقع للمسلحين قرب الحدود السورية، اعلن المالكي ان المخطط الذي يستهدف سوريا كان يفترض ان ينتقل لاحقا الى العراق وايران والاردن.

وتكمن اهمية المواقف العراقية والاميركية هذه، في كونها تتناغم مع نقطة التقاء اميركية ــ روسية سجلت في الاسبوع الماضي حول الازمة السورية. فبينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي دعا مرارا الى قيام تحالف دولي لمحاربة الارهاب في سوريا، إنه يتحتم خلال مؤتمر «جنيف 2» في 22 كانون الثاني المقبل، قيام «تحالف» ايضا بين النظام السوري والمعارضة لمحاربة المتطرفين، قال نظيره الأميركي جون كيري إن خطر «القاعدة» يتزايد في سوريا، وتتحتم مواجهته.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه في دمشق وفدا استراليا، إن «ما يحدث في سوريا خصوصا، وفي المنطقة عموما، يتأثر به العالم برمته، لأن ما تواجهه البلاد من فكر تكفيري متطرف هو إرهاب لا حدود ولا وطن له. هو آفة دولية يمكن أن تضرب في أي زمان ومكان».

واشنطن و«القاعدة»

وأعلنت الولايات المتحدة إدانتها للهجمات «التي نفذتها الدولة الإسلامية في العراق والشام مستهدفة جنودا ومسؤولين منتخبين ومدنيين وقادة عسكريين عراقيين».

واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان وزعته السفارة الأميركية في بغداد، إن «الدولة الإسلامية في العراق والشام فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير». وأضافت: «نحن، وبموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين بلدينا والتي توفر أساسا لتعاون امني طويل المدى، ما زلنا ملتزمين بالمساعدة في تعزيز القوات العراقية في معركتها المستمرة ضد الدولة الإسلامية».

ودعت «قادة المنطقة إلى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا، حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق».

واتهم المالكي، في مؤتمر صحافي في كربلاء، دولا لا تملك «الحرية والديموقراطية»، في إشارة واضحة إلى دول الخليج، بالوقوف وراء النزاع في سوريا في إطار مخطط كان من المفترض أن يستهدف العراق وإيران والأردن.

وقال: «بعد أن كسرنا شوكة الإرهاب والطائفية، وعادت اللحمة إلى الشعب العراقي، اشتعلت القضية في سوريا فعادت الطائفية». وأضاف: «كانوا يتوقعون سقوط سوريا خلال شهرين، وقد قالوا إن العملية في سوريا هي نزهة، وقد أعماهم الغرور، ومن ثم يتحولون إلى العراق ثم إيران والأردن».

وتابع: «هذا المخطط تقف خلفه دولة لا تملك أي رحمة، ولا تعارض الظلم على شعبها، ولا تملك أي لون من ألوان الديموقراطية والحريات، لكنها تتحدث عن سوريا والعراق ولبنان وتتحدث عن الحرية وعن الديموقراطية». ووجه كلامه إلى هذه الدول «نقول لهم امنحوا الحريات لشعوبكم أولا».

وظهر أن النزاع السوري وكأنه المحرك الأكبر للتفجيرات والهجمات الدامية التي يشهدها العراق في الشهور الاخيرة. وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري إن «المعلومات والصور الجوية المتوفرة لدينا تفيد بوصول أسلحة ومعدات متطورة من سوريا إلى صحراء الانبار الغربية وحدود محافظة نينوى». وأضاف: «هذا الأمر شجع تنظيمات القاعدة وداعش على إحياء بعض معسكراتها التي قضت عليها القوات الأمنية بين العامين 2008 و2009».

وتابع العسكري: «هناك صور ومعلومات استخباراتية تشير إلى انه كلما حدث ضغط على الجماعات المسلحة في سوريا، انسحبت إلى العراق لتفعيل دورها وإعادة تنظيم صفوفها ومن ثم القيام بعمليات إرهابية في البلدين»، مشيرا إلى أن «صورا ملتقطة من قبل القوة الجوية العراقية رصدت 11 معسكرا للقاعدة قرب الحدود السورية».

وأعلن العسكري ان «القوات المسلحة العراقية تقوم بمطاردة وقصف معسكرات تنظيم داعش الإرهابي في قاطع عمليات الانبار والجزيرة». وأضاف: «هذه الضربات بدأت بعد أن تمكنت طائرات الرصد والاستطلاع من تحديد الأهداف بدقة متناهية، ثم توجيه ضربات موفقة إلى هذه الأهداف، والتي أدت إلى تدمير معسكرين في صحراء الانبار». وتابع: «ما زالت العمليات مستمرة لتحديد الأهداف ومعالجتها حسب متطلبات الموقف العملياتي».

ايران و«جنيف 2»

في هذا الوقت، لا تزال عدم دعوة إيران للمشاركة في المؤتمر الدولي تتفاعل. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه سيرسل قبل نهاية كانون الأول الحالي الدعوات الرسمية لمؤتمر «جنيف 2»، مكررا دعوته لمشاركة إيران في المؤتمر. ورأى أن «إيران يمكن أن تقوم بدور مهم. إنها قوة إقليمية مهمة جدا، ومنطقيا، ومن وجهة نظر واقعية، يجب أن يشاركوا (الإيرانيون) في هذا الاجتماع»، لكنه اقر بوجود «خلافات في وجهات النظر بهذا الشأن»، مضيفا: «ما زلنا نحاول حل هذه المشكلة بأسرع ما يمكن». وجدد نداءه لأطراف النزاع «بالإفراج عن المساجين وإنهاء حالات الحصار والسماح بأوسع قدر من العمل الإنساني».

وأعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف أن «جنيف 2 سيكون ناقصا من دون مشاركة إيران، وذلك لدورها الكبير في تسوية الوضع في سوريا»، فيما رأى عضو الهيئة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة في إيران آية الله خاتمي أن «عدم توجيه دعوة لإيران لحضور جنيف 2 سيؤدي إلى فشل المؤتمر». وأشار إلى «نفوذ إيران ودورها الإيجابي الكبير في سوريا وباقي الدول الإسلامية شاءت أميركا أم أبت».

وهدد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «بعدم المشاركة في جنيف 2 في حال تواصل القصف الجوي على حلب وريفها». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إن الغارات الجوية تواصلت لليوم التاسع على التوالي، مضيفا: «قتل 30 شخصا في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على أحياء السكري والمرجة والمعادي والنيرب في حلب». وأضاف: «قتل 300 شخص على الأقل، بينهم 87 طفلا و30 مقاتلا، في ثمانية أيام من القصف على حلب».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

سجن حلب: الموت يقترب

علاء حلبي

يراقب نزلاء سجن حلب المركزي الدمار الذي حل بمستشفى الكندي الجامعي القريب.

يتنهد أحد عناصر حماية السجن، ويقول “أطبق المسلحون الحصار. أصبحنا على بعد خطوة من الدمار والموت”، مضيفا، عبر جهاز اتصال عسكري الذي يعتبر وسيلة الاتصال الوحيدة في ظل انقطاع الاتصالات الخلوية في المنطقة وقيام المسلحين بقطع خطوط الاتصال الأرضية، “اشتدت المعارك بعد سيطرة المسلحين على مستشفى الكندي، حيث تركز هجومهم علينا بعد أن أصبحنا آخر نقطة حكومية في هذه المنطقة”. ويتابع “يبدو أن هذه المعارك تمهيدية لعملية اقتحام جديدة للسجن. سنقوم بكل ما بوسعنا لحماية السجن”.

على بعد نحو سبعة كيلومترات شمال مدينة حلب، يرفع فوق السجن العلم السوري، كنقطة أخيرة تسيطر عليها الحكومة في ريف حلب الشمالي. ويحاصر المسلحون السجن منذ نيسان الماضي. يشتد الحصار تارة، وترتفع وتيرة الاشتباكات، وتترافق مع هجمات بسيارات مفخخة، وقصف عنيف على السجن يتسبب بسقوط قتلى وجرحى، قبل ان تعود وتيرة الاشتباكات لتنخفض.

“البرد شديد، الأمراض تنتشر وتتفاقم”، يقول مصدر متابع لوضع السجن. ويضيف “شهد السجن عشرات الهجمات منذ إطباق المسلحين حصارهم في نيسان الماضي، وسجل سقوط أكثر من 200 شهيد، معظمهم من السجناء، تم دفنهم في الباحة الخلفية للسجن، بعد الحصول على موافقة رسمية بسبب استحالة إخراجهم منه”.

“بعد سيطرة المسلحين على مستشفى الكندي لم يبق سوى السجن، ما يعني أن وتيرة المعارك ستشتد، وأن الانفجارات والهجمات ستتوالى، وأن السجن أصبح هدفهم التالي” يقول المصدر. ويضيف “قمنا خلال الفترة الماضية بإخلاء نحو 600 سجين ممن انهوا فترة حكمهم، وتم إخراج آخرين بسبب تفاقم وضعهم الصحي، حيث قامت فرق الهلال الأحمر، التي كانت تقوم خلال الفترة الماضية بإدخال أطعمة وبعض المواد الطبية والملابس، بنقلهم على دفعات إلى خارج السجن”.

وكان مسلحون من “جبهة النصرة”، التابعة لتنظيم “القاعدة” سيطروا، بالتعاون مع مسلحين من “الجبهة الإسلامية”، على مستشفى مبنى الكندي، الذي يبعد حوالى كيلومترين عن السجن، وذلك بعد تفجيرين انتحاريين بشاحنتين تسببتا بتدمير البناء القديم للمستشفى بشكل كامل، وتهدم البناء الجديد، ومقتل عدد من عناصر الحماية، و”أسر” آخرين، في حين تمكن 17 عنصراً من الوصول إلى السجن، مستغلين حلول الظلام، لينضموا إلى عناصر حماية السجن، وتمكن 24 آخرين من الوصول إلى نقاط تابعة للجيش السوري عند مدخل حلب الشمالي، ومطار النيرب العسكري البعيد، بينما قتل ستة جنود خلال عملية الانسحاب عبر مناطق خاضعة لسيطرة المسلحين، وذلك بحسب ما أكدت مصادر ميدانية لـ “السفير”.

وبعد ساعات من تمكن المسلحين المتشددين من السيطرة على البناء المدمر للمستشفى، تناقلت صفحات “جهادية” على مواقع التواصل الاجتماعي أن “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” أعلنتا “ساعة صفر” لاقتحام السجن والسيطرة عليه. وذكرت الصفحات انه تم تجهيز عدة انتحاريين لمهمة اقتحام السجن، ما يهدد بتكرار سيناريو تدمير مستشفى الكندي، ولكن هذه المرة سيكون عدد الضحايا أكبر بكثير.

ويقول مصدر مطلع على وضع السجن المركزي في حلب، لـ “السفير”، إن “طريقة بناء السجن تجعل اقتحامه عملا صعبا جدا، فكل جناح منفصل عن الآخر ومقطوع بأسوار وبوابات حديدية، ما يجعله أشبه بحصن منيع، وبالتالي فإن اقتحامه سيؤدي إلى دماره كاملا على رؤوس من فيه من سجناء، وسيؤدي لسقوط مئات القتلى”.

ويضم سجن حلب المركزي، الذي بني في ستينيات القرن الماضي، نحو 3700 سجين، بعد إخراج نحو 700 سجين خلال الأشهر الماضية عن طريق الهلال الأحمر السوري. وبين السجناء حوالي 100 امرأة، معهن 10 أطفال بعضهم رضّع ولدوا داخل السجن. ويوجد ما يسمى بالسجناء الجانحين، وعددهم 370، تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما. كما يضم نحو 80 سجينا سياسيا إسلاميا، موقوفين منذ سنوات عديدة.

وكان مصدر متابع لوضع السجن كشف في وقت سابق لـ “السفير” أن “إصرار المسلحين على اقتحام السجن يعود إلى هدفهم تحرير السجناء الإسلاميين، إضافة إلى كونه آخر مركز تسيطر عليه الحكومة ويرفع العلم السوري في ريف حلب الشمالي”.

وعلى الرغم من إعلان المسلحين المتشددين عزمهم اقتحام السجن، وتحديد “ساعة صفر” لذلك، لم يصدر عن الحكومة السورية أية ردة فعل أو بيان يشير إلى تحرك جدي تجاه السجن، إلا ان مصدرا عسكريا في حلب قال، خلال حديثه لـ”السفير”، ان “القيادة العسكرية تتابع وضع السجن بشكل دقيق”، مشيراً إلى أن قراراً اتخذ لحماية السجن سيبدأ تنفيذه قريبا. وأضاف ان “القيادة العسكرية في حلب لن تسمح بوقوع مجزرة أخرى في السجن”، مؤكداً ان “السجن سيبقى صامداً. هذا الأمر محسوم”، من دون أن يكشف أية تفاصيل إضافية.

وعلى وقع إطلاق نار متقطع، يقول مصدر من داخل السجن، عبر جهاز الاتصال العسكري، “لم تحدث أية تحركات غير عادية اليوم، اعتدنا هذه الاشتباكات، وفي حال قرروا اقتحام السجن بسيارات مفخخة سيختارون وقتاً متأخراً من الليل لذلك، أو وقتاً مبكراً من الفجر”. ويضيف “لا مكان يمكن لأحد منا الهرب إليه، نحن بنظرهم كفّار يجب قتلنا، لذلك سنقاتل حتى النهاية”.

دمشق تتهم مقاتلي المعارضة بشن هجمات على موقعين للاسلحة الكيميائية

دمشق- (أ ف ب): اتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء مقاتلي المعارضة بشن هجمات على موقعين للاسلحة الكيميائية في ريف دمشق ووسط سوريا قبل أيام، وذلك وسط استعدادات لنقل هذه الاسلحة وتدميرها خارج البلاد، بحسب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.

وقال المصدر في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) “بتاريخ 21 كانون الاول/ ديسمبر 2013، قامت المجموعات الارهابية المسلحة (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) بالهجوم على احد هذه المواقع في المنطقة الوسطى باعداد كبيرة (…) الا ان الجهات المعنية قامت بالتصدي لهذا الهجوم الغادر وافشاله”.

واضاف ان مجموعات اخرى بينها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة شنت هجوما “على احد المواقع في ريف دمشق محاولة اقتحامه بعربة مدرعة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، الا ان عناصر حماية الموقع تصدوا لهذا الهجوم وفجروا السيارة المفخخة قبل دخولها”، ما أدى إلى “سقوط اربعة شهداء و28 جريحا”.

واوضح ان “المحاولات ما زالت مستمرة على هذا الموقع″، من دون ان يقدم تحديدا دقيقا للموقعين اللذين تعرضا للهجمات.

واتهم المصدر الدول الداعمة للمعارضة السورية ب “تسريب” معلومات الى المقاتلين عن مواقع هذه الاسلحة التي من المقرر ان تنقل تمهيدا لتدميرها في البحر.

وقال “ان الاهم يبقى حول كيفية تمكن هذه المجموعات الارهابية من معرفة الجهود الجارية لنقل هذه المواد الى خارج سوريا بالتعاون مع الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية”، منتقدا “الدور الخطير واللامسؤول لبعض الدول التي تتواصل مع المسلحين وتنقل اليهم المعلومات المتعلقة بمحتويات هذه المواقع من المواد الخطيرة والتوجهات الجارية لنقلها”.

ودانت الخارجية بحسب المصدر “ما تقوم به الدول المعروفة بدعمها لهذه المجموعات الارهابية”، محملة اياها “مسؤولية المخاطر التي ينطوي عليها تسريب مثل هذه المعلومات وأي نتائج كارثية ستترتب على ذلك”.

ووافقت دمشق على اتفاق روسي اميركي في ايلول/ سبتمبر لتدمير ترسانتها من الاسلحة الكيميائية. واتى الاتفاق الذي تلاه قرار من مجلس الامن الدولي، اثر تلويح وانشطن بتوجيه ضربات عسكرية الى النظام السوري ردا على هجوم بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في آب/ اغسطس.

ومن المقرر ان تنقل العناصر الكيميائية على متن قوافل مؤلفة من شاحنات روسية مدرعة الى ميناء اللاذقية (غرب)، قبل ان يتم تدميرها على متن بارجة اميركية في المياه الدولية.

ويفترض ان تغادر اخطر العناصر الكيميائية الاراضي السورية في 31 كانون الاول/ ديسمبر، على ان يتم تدمير مجمل الترسانة قبل الثلاثين من حزيران/ يونيو 2014.

القصف الجوي يتواصل بلا هوادة على حلب في شمال سوريا

بيروت- (أ ف ب): واصل الطيران السوري قصفه بلا هوادة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها (شمال)، ما أدى إلى مقتل 15 شخصا على الاقل الثلاثاء بينهم سيدة وثلاثة اطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واشار المرصد إلى أن القصف الجوي الدامي لا سيما باستخدام “البراميل المتفجرة” المحشوة بأطنان من مادة (تي ان تي)، ادى منذ 15 كانون الاول/ ديسبمر حتى الاثنين، إلى مقتل 364 شخصا، بينهم 105 اطفال و33 سيدة و30 مقاتلا معارضا على الاقل.

وافاد المرصد في بريد الكتروني عن “استشهاد 15 شخصا بينهم سيدة وثلاثة اطفال جراء قصف الطيران الحربي والمروحي مناطق في حي السكري (جنوب شرق) صباح اليوم (الثلاثاء)”.

واشار الى ان القصف استهدف كذلك بلدة اورم الكبرى في الريف الغربي لحلب. كما افاد ناشطون معارضون لنظام الرئيس بشار الاسد، ان قصفا مماثلا طاول مدينتي اعزاز والاتارب في ريف حلب على الحدود مع تركيا.

وبث ناشطون اشرطة على موقع “يوتيوب” الالكتروني، قالوا انها لآثار القصف على حي السكري. ويظهر احد هذه الاشرطة رجلا غطاه الغبار، وهو يساعد امرأة على الخروج من حي اصابه دمار هائل. وتظهر اللقطات رجالا آخرين يحملون طفلا وولدا اكبر منه سنا. اما السيدة فكانت تصرخ وهي غير قادرة على المشي بمفردها.

ودعا المرصد المجتمع الدولي والامم المتحدة “وكل من لديه بقايا من الضمير الانساني، الى التحرك الفوري والعاجل من اجل وقف هذا القتل العشوائي بحق المدنيين”، معتبرا انه في غياب هكذا تحرك، سيعتبر الاطراف المعنيون “شركاء في المجازر التي ترتكب (…) بشكل يومي”.

وقال الناشط محمد وسام (19 عاما) لوكالة فرانس برس عبر الانترنت “اذا كان المجتمع الدولي يتخذ سابقا مواقف ضعيفة في الشأن السوري، الآن نشهد صمتا تاما ليس فقط من الدول الغربية بل ايضا من العرب. ثورتنا يتيمة. لا نواجه نظاما قاسيا فحسب، بل صمت العالم ايضا”.

واوضح ان “قصف الايام العشرة الاخيرة كان الاعنف منذ بدء الثورة (في اشارة الى النزاع الذي اندلع منتصف آذار/ مارس 2011). عندما تقترب الطائرات، الناس يصابون بالشلل وينتظرون القذائف لانهم عاجزون”.

اضاف “عندما يبدأ القصف، يسود الهلع. يركض الناس في كل الاتجاهات باحثين عن مكان يختبئون فيه. المؤسف الا مكان يحتمون فيه والعديد من الناس يصبحون سجناء تحت ركام الابنية التي تدمر بالكامل”.

وتابع ان القصف “عشوائي. البعض يعتقدون ان القوات النظامية تريد دفع المدنيين للهرب من اجل الهجوم على مواقع المقاتلين المعارضين، وآخرين يعتقدون ان الهدف من الغارات الضغط على المعارضة قبل مؤتمر جنيف، لكن احدا لا يعرف الحقيقة”.

وكانت المعارضة اعلنت الاثنين انها لن تشارك في المؤتمر الدولي المقرر عقده في سويسرا في 22 كانون الثاني/ يناير المقبل سعيا للتوصل الى حل للازمة، في حال تواصل الغارات الجوية على حلب.

وافاد مصدر امني سوري فرانس برس ان القصف يستهدف مواقع “الارهابيين” في حلب، في اشارة الى مقاتلي المعارضة.

وقال المصدر “عمليات الجيش مستمرة لدحر الارهابيين وتخليص حلب من براثنهم. العمليات تتم حسب الاهداف المرصودة وبالاسلحة المناسبة. الغارات الجوية تستهدف اماكن تمركز العصابات الارهابية في حلب. نحن لا نستهدف اي منطقة الا عندما نكون متأكدين مئة بالمئة ان الموجودين في المقر هم ارهابيون”.

واشار الى ان “الطيران يقصف على مناطق الارهابيين سواء في الريف الشمالي او في بعض المناطق في اطراف المدينة”، معتبرا ان “كل الجثث التي ترونها هي لارهابيين ومرتزقة معظمهم اتوا من خارج الحدود السورية”.

وتتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية النظام باستخدام “البراميل المتفجرة” في قصف كبرى مدن الشمال السوري وريفها. وهذه البراميل محشوة بأطنان من المتفجرات، وتلقى من الطيران من دون نظام توجيه.

وافاد مصدر امني سوري فرانس برس الاثنين ان القوات النظامية تكثف من غاراتها ضد حلب نظرا الى محدودية عديدها على الارض، مشيرا الى ان ارتفاع الحصيلة مرده وجود مراكز للمقاتلين وسط المناطق المدنية.

لافروف: شركاؤنا الغربيون أدركوا أن إسقاط الأسد قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة

القاهرة- (د ب أ): أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تحقيق الاستقرار في سورية مهمة ذات أولوية، مشددا على أن الحديث عن الشخصيات ونظام الانتخابات في سورية جديدة له أهمية ثانوية.

وقال لقناة (روسيا اليوم) إن شركاء روسيا الغربيين “باتوا يدركون أن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لا يمثل سبيلا لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة خلال فترة وجيزة”.

وفي الشأن السوري نفسه، نقلت روسيا اليوم عن “هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية” أن سفنا تابعة للمجموعة الروسية في البحر المتوسط سترافق السفن التي ستنقل على متنها أسلحة كيميائية سورية.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الهيئة إن قائد الأركان العامة سيتخذ بعد الاطلاع على تقرير لقائد القوات البحرية قرارا بشأن تحديد السفن ومهماتها انطلاقا من الوضع في البحر المتوسط.

واشنطن ‘ستواصل عملها مع القادة العراقيين’ وتدعو ‘قادة المنطقة’ لمنع تمويل القاعدة

اشتباكات بين الجيش العراقي و’داعش’ قرب الحدود السورية

بغداد – يو بي اي: اشتبكت قوة من الجيش العراقي مع عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الإثنين، قرب الحدود مع سوريا بغرب العراق، فيما اعلنت الولايات المتحدة ادانتها للهجمات الاخيرة ‘التي نفذتها الدولة الاسلامية في العراق والشام مستهدفة جنودا ومسؤولين منتخبين ومدنيين وقادة عسكريين عراقيين’، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية نقلته السفارة الامريكية في بغداد.

وقال مصدر أمني عراقي امني، إن ‘اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر ما يسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام.. داعش) وقوات الجيش العراقي بمساندة مروحيات تابعة لطيران الجيش قرب الحدود مع سوريا غرب مدينة الرمادي’.

وأضاف أن حجم الخسائر في صفوف الجانبين لم تعرف بعد.

وعاش العراق الاثنين يوما داميا جديدا شهد مقتل خمسة صحافيين في هجوم شنه ‘انتحاريون’ ضد قناة فضائية، كما قتل ستة عسكريين بينهم اربعة ضباط في هجوم ضد ثكنتهم، وهجمات متفرقة اخرى قتل فيها 11 شخصا،

وفي بيانها قالت الولايات المتحدة ان ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الاوسط الكبير’. واضاف البيان ‘سنواصل عملنا مع جميع القادة العراقيين من اجل (…) عزل الشبكات المتطرفة العنيفة’.

ودعت وزارة الخارجية الامريكية ‘قادة المنطقة الى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايقاف تدفق المقاتلين الاجانب الى سوريا حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق’.

وشهد العراق على مدى الايام الماضية عددا من الهجمات الانتحارية التي استهدفت الزوار الشيعة خلال توجههم الى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين، ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة.

كما شهد العراق في الفترة ذاتها هجمات مكثفة ضد قوات الجيش والشرطة، قتل فيها اكثر من 20 عسكريا وعنصر شرطة، بينهم ضباط كبار.

ويشترك العراق الذي يرفض تسليح القوات المعارضة التي تحارب النظام السوري، حدودا بطول نحو 600 كلم مع سوريا المجاورة، يقع اكثر من نصفها في محافظة الانبار التي تسكنها غالبية سنية وتعتبر احد المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة.

يشار الى ان مجموعات من العراقيين تقاتل قوات المعارضة السورية في اطار ما تقول انه ‘واجب مقدس′ يشمل الدفاع عن ‘المقدسات الشيعية’ في هذا البلد الذي يشهد نزاعا داميا منذ اذار/مارس 2011.

وبدأ الجيش العراقي عملية واسعة في محافظة الأنبار في وقت هدد فيه نوري المالكي المعتصمين ضده الأحد باستعمال القوة ،وهو ما نفذه أمس حيث اقتحمت قوات عراقية ساحة الاعتصام في سامراء، وشنت حملة اعتقالات في صفوف المعتصمين، وشنت قوات عراقية عمليات واسعة لملاحقة مسلحين في الأنبار.

 ‘الجبهة الاسلامية’ تعلن السيطرة على مستودعات أسلحة ومخازن وقود صواريخ ‘سكود

حملة النظام المستمرة على حلب تودي بـ301 قتيل بينهم 87 طفلا و30 امرأة

عواصم ـ وكالات: قتل 300 شخص على الاقل بينهم 87 طفلا، في ثمانية ايام من القصف الجوي الذي يشنه سلاح الطيران السوري على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب (شمال) وريفها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين، فيما دعت وزارة الخارجية الامريكية قادة منطقة الشرق الاوسط الى وقف تمويل وتجنيد عناصر لتنظيمي الدول الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايضا وقف تدفق المقاتلين الاجانب الى سوريا.

وترى المعارضة ان هذه الضربات الجوية هدفها كسر معنويات سكان المناطق التي تسيطر عليها، وتأليبهم ضد المقاتلين المعارضين.

واكد مصدر امني سوري الاثنين ان القوات النظامية تلجأ الى الغارات الجوية في محافظة حلب خلال الايام الماضية بسبب النقص في اعداد الجنود على الارض، مشيرا الى ان ارتفاع حصيلة القتلى مرده الى وجود مراكز المقاتلين وسط المناطق السكنية.

وأدى القصف من القوات النظامية الى تدمير احياء بكاملها، بحسب شهود ومصادر طبية.

وأعلنت الجبهة الإسلامية في بيان نشر لها الأحد سيطرتها على أجزاء واسعة من مستودعات التسليح بالقرب من مدينة الضمير، وتحتوي هذه المستودعات على مخازن وقود صواريخ ‘سكود’، كما تعتبر من أهم النقاط العسكرية المسؤولة عن قطع الطريق إلى الغوطة الشرقية.

وقالت الجبهة ان مقاتليها تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة بدأت قبل أيام من قتل عشرات من عناصر قوات النظام التي حاولت مؤازرة الجنود داخل المستودعات بإرسال أرتال مدعومة بتغطية جوية انطلقت من مطاري الضمير والناصرية.

واستهدف الثوار، بحسب بيان الجبهة، مقر الرصد والسيطرة المتمركز في منطقة جبل أبو قوس، وتمكنوا من اقتحام مراكز نظامية قريبة من خط الغاز في أقصى القلمون من جهة غوطة دمشق، وهي المنطقة التي يستخدمها النظام طريق إمداد لنقل الميليشيات العراقية عبر الصحراء بالقرب من منطقة أبو الشامات.

و اضطر النظام لاستخدام طائرة شحن لإمداد مطار الضمير بالطعام و الذخيرة بعد قطع الطرق البرية، كما صدرت أوامر بإجلاء عائلات الضباط من مساكن ضمير العسكرية باتجاه بلدة معضمية القلمون عبر طريق جبلي معروف بـ’طريق الشجرة’ بعد اغلاق طريق دمشق الرئيسي من جهة عدرا أيضاً.

وتم رصد نداءات استغاثة لفك الحصار عن مقاتلين وطلب لنقل جرحى دون استجابة من قيادة قوات النظام ما دفع عدداً من الأفراد للفرار ووقع عدد منهم بيد المعارضة المسلحة السورية.

كارتر: الحرب السورية لا منتصر فيها ويجب وقفها وعلى المجتمع الدولي فرض شروطه

إبراهيم درويش

لندن ‘القدس العربي’: دعا الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، والبروفسور روبرت باستور، الباحث في الجامعة الأمريكية للتحرك واتخاذ قرار عاجل وهو تحقيق السلام في سوريا. واتفق الرئيس السابق والباحث على أن ما يجري في سوريا منذ ثلاثة أعوام هي حرب لا يمكن لأي طرف الإنتصار فيها. وقالا ‘في 26 تشرين الثاني/نوفمبر أطلق الأمين العام للأمم المتحدة نداء جديدا لعقد مؤتمر جنيف المقرر في 22 كانون الثاني/يناير.

وقد تم اصدار هذه الدعوات منذ حزيران/ يونيو 2011 ولم يحضر أي من المتحاربين لأن كل منهما وضع شروطا مسبقة لحضور المفاوضات، والطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها كسر الجمود هي قيام الأمم المتحدة والدول الكبرى بتحديد الشروط للمشاركين والقيام بفرضها عليهم’.

شروط تعجيزية

وذكر الكاتبان هنا بثمن الحرب الأهلية في سوريا، التي قتل فيها أكثر من 100 ألف سوري وتشرد مليونين لدول الجوار، فيما نزح 6 ملايين داخل سوريا عن بيوتهم.

وأصبحت الحرب بين الجماعات الطائفية في سوريا أكثر شراسة، وهناك من دول الجوار من تشارك بعمق في مساعدة أحد طرفي النزاع وتحاول تأكيد نصره، وقد حان الوقت الآن للتساؤل عن السبب الذي جعل من الدعوات للسلام عبثية’.

ويشير الكاتبان إلى أن معارضي النظام أكدوا أن الهدف من مؤتمر جنيف هو مناقشة رحيل الرئيس الأسد، وهو ما رفضه الأخير.

وبالمقابل تطالب حكومته الجماعات السورية المسلحة ممن تصنفها جميعا على أنها جماعات إرهابية تسليم أسلحتها والتوقف عن القتال، وتشترط الحكومة هذا قبل الجلوس على طاولة المفاوضات للحديث عن السلام.

وحالة الجمود هذه كافية لتفسير احتمالات عدم نجاح مؤتمر جنيف القادم. ويرى كارتر وباستور أن الأمم المتحدة كانت محظوظة لتوفر مبعوث خاص ذكي وهو الأخضر الإبراهيمي، ومع الأمين العام كوفي أنان، ولكن لم يسمح لهما باستخدام مهاراتيهما في التفاوض لأن اللاعبين الرئيسيين في القتال يؤكدون على شروط مسبوقة للنصر أكثر من التعايش المشترك الذي يؤدي إلى نهاية للحرب.

ويضيف الكاتبان إلى أن فكرة الشروط المسبقة تهدف في النهاية إلى الفوز في حرب لا يمكن الإنتصار بها أكثر من كونها محاولة لعقد سلام وفي هذا فهم يحرمون الشعب السوري من حقهم السيادي في الإختيار كما يقول الكاتبان.

حل بديل

وبالسياق نفسه فشروط مسبقة بديلة، صعبة على الطرفين كي يتقبلاها، ولكنها ستكون كفيلة بتحقيق الديمقراطية والتسامح. وحتى يتحقق هذا فالمجتمع الدولي واللاعبون الرئيسيون مطالبوون باتخاذ خطوات لتشجيع حلفائهم السوريين لأخذ الخطوات القادمة.

ويرى كارتر وباستور أن على كل اللاعبين تقديم تنازلات صعبة إن كانوا حريصين فعلا على نهاية الحرب، وفي حالة فشلهم لاتخاذ الخطوات الصعبة فقد تستمر الحرب لعقد من الزمن وستساهم في خلق دائرة من القتل والتدمير.

واقترحا مبادئ او شروطا تقوم على النقاش في مؤتمر جنيف المقبل، وهي التأكيد على حق السوريين في تقرير مصيرهم، وضمن هذا السياق فيجب أن يوافق السوريون على مستقبل البلاد في انتخابات حرة وبمراقبة لا قيود عليها من المجتمع الدول ومنظمات غير حكومية مسؤولة، ويجب القبول بالنتائج في حالة التأكد من نزاهة الإنتخابات.

الإحترام والحماية

أما الشرط الثاني فهو ‘الإحترام’ يجب أن يقدم المنتصرون الضمانات باحترام كل الطوائف والأقليات الأخرى.

واقترح الكاتبان نشر قوات حفظ سلام ‘ من أجل التأكد من تحقيق الهدفين السابقين، ومن هنا على المجتمع الدولي التوافق على قوة حفظ سلام فاعلة’.

ومن هنا فأي لاعب محلي أو اقليمي يوافق على هذه الشروط الثلاثة يجب الترحيب به في مفاوضات جنيف. ويؤكد كارتر وباستور على أن هذه الشروط المسبقة ليست ‘مثيرة للجدل’بل تعني أن على ‘الفصائل السورية وداعميها التراجع عن شروطها غير المنطقية السابقة’.

ويقول الكاتبان إن الإتفاق الأخير حول الأسلحة الكيميائية تؤشر أن أي تنازلات غير مرئية ممكنة في حالة اتفقت الأمم المتحدة واللاعبين الدوليين على هدف واحد.

لا نصر في الأفق

وأكد كارتر وباستور على صعوبة تحقيق نصر في هذه الحرب ‘فمن الواضح أن الفرقاء يؤمنون باستحالة هزيمتهم خوفا من الإبادة وهذا يفسر استمرارية الحرب التي لن تتوقف حتى يقوم المجتمع الدولي بفرض بديل مشروع′.

ويقترحان هنا وكخطوة أولى إنشاء لجنة لا حزبية مستقلة للإنتخابات، وبناء آلية أمنية تمنع أي طرف تخريب الإنتخابات او تطبيق النتائج. ‘ونحن بحاجة لروسيا والولايات المتحدة كي تتفقان على هذا المدخل، ونحتاج من إيران والقوى الإقليمية الأخرى التوقف عن دعم وكلائهم، وكذلك نريد من الأمم المتحدة أن تتعامل مع هذا الموضوع كأولوية رئيسية’.

فقد حان الوقت لتغيير الأجندة والإستراتيجية حول سوريا ووضع حد للحرب، يقول الكاتبان.

ويعبر مقال كارتر وباستور عن تغيير في الخطاب العام حيث يؤكد المعلقون الصحافيون والدبلوماسيون والباحثون في مراكز البحث الأمريكية على أهمية الحل السياسي للأزمة، والنقاش الذي أدارته صحيفة ‘نيويورك تايمز′ على موقعها يوم السبت إشارة لهذا التوجه.

البحث في الحرب الأهلية

وكتب لينتش مقالا في مجلة ‘فورين بوليسي’ جاء فيه إن الحرب في سوريا ستدخل عامها الثالث، ‘وما بدأ كانتفاضة سلمية تكور إلى حرب أهلية دموية، يشعل وقودها طيف من التدخلات الخارجية على كل طرف’.

ويضيف أن الصراع في سوريا ليس أول حرب أهلية معقدة والتي تمثل موضوعا مهما للبحث السياسي وبرامجه في الجامعات. ويحاول لينتش قراءة الصراع في ضوء درسات العلوم الإجتماعية والسياسية والحروب الأهلية، متسائلا ماذا تقدم هذه الحرب لنظريات الحرب الأهلية والتمرد؟

ويقول الكاتب انه نظم ورشة عمل في جامعة جورج واشنطن، ضمن مشروع الجامعة عن الشرق الأوسط، ودعا إليه عددا من الباحثين في مجال الحرب الأهلية لكتابة دراسة عن الحالة السورية.

ويقول ‘توقعت توفر عدد قليل منهم ولديهم استعداد للمشاركة، ولكن كل من وجه إليه الدعوة قبلها، وقد انضم إلى هؤلاء باحثون متخصصون في سوريا بالإضافة لعدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين.

وتتوفر النقاشات الآن على موقع المشروع، كما وتتزامن النقاشات مع ‘لعبة السلام’: أي الإختيار بين حل سلمي أو تدخل عسكري للحرب السورية التي تزداد قتامة كل يوم. وما يهم في النقاشات هي البحث في الأسباب التي تجعل من الحرب السورية عصية على الحل والدور الذي لعبه المجتمع الدولي في زيادتها.

لا نظريات

ويقول الكاتب إن المشاركين حذروا من تطبيق أفكار العلوم السياسية ونتائجها حول ‘الحل التفاوضي وإمكانية فشله’ أو أن ‘الدعم الخارجي للمتمردين يعقد من الأمور’ وأكدوا في الوقت نفسه على ‘الحالة الإستثنائية’ لسوريا، فقد أثبتت الأخيرة كونها مختلفة من أكثر من وجه، ففي حالة الحرب السورية تزاوج بين نظام متماسك لديه حلفاء ورعاة خارجيين، يسيطر على معظم البلاد ويتنافس مع معارضة محلية مدعومة من مقاتلين أجانب تنافس للسيطرة على بقية البلاد.

ويرى لينتش أن أحسن مقارنة للوضع السوري هي أفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي، وجمهورية الكونغو الديموقراطية في بدايات القرن الحالي، وهاتان الحالتان تقدمان منظورا كئيبا للعقد الحالي.

في الإطار نفسه تقدم سوريا رؤية مختلفة حيث تمنح عددا من الملامح المختلفة فانقسام المعارضة وتشرذمها يظل عاديا، وكذا الأثر الخبيث الذي يلعبه الدعم الخارجي غير المنسق للجماعات المقاتلة.

كما وأن استهداف النظام للمدنيين لأسباب تكتيكية وتسييس الإغاثة الإنسانية هي مظاهر واضحة في الحروب الأهلية. كما يشير إلى ان ظهور اقتصاد مرتبط بالحرب ليس جديدا، وكذا محاولة أمراء الحرب تعزيز مكتسباتهم وسيطرتهم على المناطق التي خرجت منها القوات النظامية. ويقول لينتش إن من سوء حظ سوريا أنها ورثت كل الديناميات التي تنشأ نتيجة للحروب الأهلية، مذكرا أن الحرب لا تزال في بدايتها وعمرها لا يتجاوز الثلاثة أعوام.

ويقول الكاتب إن العنف المستخدم ضد المدنيين والهادف في جزء منه لهزيمة المقاتلين عسكريا إلا أنه يهدف لمنع المقاتلين من بناء قاعدة حكم فعالة. وكما أشار زخاريا مابيل من كلية فاسار فمن الجيد أن يقوم المقاتلون إظهار قدرتهم على توزيع المساعدات وتقديم الخدمات في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، ولدى النظام الحافز الأكبر لمنعهم من تحقيق هذا، عبر الغارات الجوية والقصف الصاروخي العشوائي، وحرمانها من المساعدات الإنسانية وما إلى ذلك من الأعمال اللاعقلانية، الحصار الطويل مثلا.

وبنفس السياق فليس مستغربا ان يقوم المقاتلون بالتنافس فيما بينهم بل ومواجهة بعضهم بعضا عسكريا أكثر من مواجهة النظام نفسه، إن أخذنا بعين الإعتبار الطبيعة المنقسمة لفصائل المعارضة.

وفي الوقت الذي يرغب فيه المقاتلون بالإطاحة بالنظام إلا انهم يريدون القضاء على منافيسهم والاستئثار بمنافع النصر. وكانت فوتيني كريستيا من معهد ماسوشيتس للتكنولوجيا الأمريكي قد وثقت حالات في كل من أفغانستان والبوسنة عانت فيها الجماعات الصغيرة والتي تفتقد الشرعية من تحولات في التحالفات وهو ما أصاب على الحرب السورية الحالية.

كيف ستنتهي؟

وعن الطبيعة التي يمكن أن يتحول اليها مسار الحرب وتتغير، أشار باحثون إلى عدد من الطرق، لكن جيمس فيرسون من جامعة ستانفورد يرى تناقصا في عدد القتلى المدنيين كلما طال أمد الحرب والسبب هو وضوح خطوط المعركة وتعقدها.

فيما اقترح جونا شولوفير- وهول من جامعة فيرجينيا حدوث صراع داخلي بين فصائل المقاتلين عندما يشعرون أنهم بمأمن عن النظام. ومن هنا فتراجع حظوظهم قد تجبرهم على هدنة لا يريدونها حتى يتخلصوا من النظام.

وقد يتراجع العنف إلى مستويات دنيا حيث تتعلم ملامح العلاقات المحلية بين اللاعبين كما يقول الباحث في جامعة ييل ستاثيس كاليفاس حيث يرى هو وغيره أن العنف هو جزء من’الرواية الرسمية’ للحرب ومدفوع بأسباب متعددة ومحلية.

ويرى لينتش أن التنافس والصراع الداخلي بين الفصائل السورية ملمح مميز للحرب ونابع من الطبيعة الأولى للإنتفاضة والتي بدأت في مناطق متعددة بدون قيادة مركزية او مؤسسة متماسكة، وهو ما لاحظه بول ستانيلاند من جامعة شيكاغو أن غياب التماسك في بداية الإنتفاضة من الصعب التغلب عليه، مما جعل من توحيد الفصائل المقاتلة أمرا صعبا.

وعلى الرغم من تشرذم المعارضة وقصورها إلا أنها ظلت متوحدة في البداية تواصل الحرب كما ترى ويندي بيرمان، من جامعة نورثين ويست، والذي أدى لتفككها هو الضغوط التي صارت المعركة اليومية تفرضها على الفصائل من مثل تأمين السلاح والمال. ووجدت بيرمان في رحلاتها الميدانية للمخيمات في الأردن وتركيا ولبنان أثر الدعم الخارجي وغير المنسق على وحدة الفصائل حيث يلوم سكان المخيمات الدعم القادم من الخارج على تشرذم المعارضة. وهول إطالة أمد الحرب، وتعقيد مهمة الحل وعدم تقديم تنازلات، وزيادة فرص الإقتتال الداخلي. وتظهر نقاشات الباحثين أن الحرب السورية وإن حملت مظاهر الحروب الأهلية المعروفة لكنها تختلف من ناحية استهداف المدنيين واشتباك المقاتلين فيما بينهم. ويرى باحثون أن الحرب السورية ليست مرشحة للإستمرار طويلا فكما تقول ليلا بالسيلز من جامعة ديوك، فالحرب في سوريا تشبه كثيرا ما حدث في ليبيا ومن المتوقع أن تنتهي بهزيمة النظام،لكن ماذا سيحدث بعد ذلك، يتفق الجميع أن سوريا لن تتعافى من جراح الحرب سريعا.

فالأمر ليس متعلقا بعودة اللاجئين وإصلاح الإقتصاد ولا العوامل التي تريد إطاله أمد الحرب مثل تجار السوق السوداء وأمراء الحرب المرتبط مصيرهم باستمرار الحرب ولكن كيف يمكن للمجتمعات التي خاضت حروبا أن تتعايش مع النظام بدون الرغبة بالانتقام ولا خشية المرتبطين به من الإنتقام منه. وبالمحصلة يخرج القارئ لنقاشات الباحثين برؤية متشائمة، ولكن نقاشاتهم المقارنة قد تساعد على التوصل لحل واقعي ينهي الحرب ولا يزيدها سوءا.

بعد هجرة معظم صحافيي حلب والرقة نحو تركيا: إتهامات للجيش الحر بالعجز أمام ‘داعش’ في حماية الناشطين الإعلاميين

وائل الطيراوي:

انطاكيا ـ’القدس العربي’ ‘قبل عودته لحلب بيوم واحد، جمع المراسل السابق لقناة ‘العربية’ لؤي ابو الجود أصدقاءه من الناشطين الإعلاميين السوريين والتقاهم في أحد مقاهي مدينة غازي عنتاب التركية، التي اضحت ملجأ عشرات الصحافيين السوريين الذين هجروا المناطق المحررة بسوريا لسوء أوضاعها الامنية.

فخلال الشهر الماضي وحده خطف أغلبية الصحافيين والناشطين الإعلاميين السوريين في حلب ودوهمت معظم مقراتهم الإعلامية وقتل مراسل لـ’العربية’ هو محمد سعيد بعد أن قاوم ثلاث عمليات سابقة لاعتقاله في ريف حلب بل أنه أطلق النار على أحد عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ الذين حاولوا اختطافه في مرة سابقة كما يقول أحد أقارب سعيد لـ’القدس العربي’ في هذه التفاصيل الجديدة التي تكشف بعد عملية اغتياله. ودوما وجهت أصابع الإتهام نحو الدولة الإسلامية في العراق والشام، التنظيم الأصولي الذي يعترف أعضاؤه في أحاديثهم الخاصة مع باقي الفصائل وفي منتدياتهم الإلكترونية بمسؤوليتهم عن معظم هذه الأعمال بل ويفتخرون بها. ويقول كثيرون ممن خرجوا من سجون ‘داعش’ أما ضمن صفقات تبادل مع الفصائل الإسلامية الأخرى المنافسة أو نجحوا بالهروب كما حصل في حالات’نادرة، يقولون أن عددا كبيرا من الناشطين معتقلين داخل هذه السجون. قال لؤي مبتسما نحو أصدقائه ‘إتصلت بهم جميعا لألتقيهم وأودعهم، جمعتهم لأني قررت العودة غدا لحلب، لم أعد أحتمل غازي عنتاب، مكاني الطبيعي حلب’.

حاول الجميع إقناعه بالعدول عن قراره بالعودة لحلب، خاصة وأن عمله السابق كمراسل لـ’العربية’ تسبب له في تهديدات عديدة من ‘داعش’ دفعته بالنهاية الى ترك العمل في ‘العربية’ وإعلان ذلك على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي ‘فيسبوك’.

وعندما قتل زميله مراسل ‘العربية’ محمد سعيد برصاصة في الرأس بحريتان بريف حلب قرر لؤي ابو الجود مغادرة حلب.

خاصة وأنه تعرض في الآونة الأخيرة للمضايقة أثناء تغطيته للأحداث في حلب رغم تركه للعمل في قناة ‘العربية’، وآخرها كان في معارك اللواء ثمانين، حيث قال له أحد مقاتلي الدولة الاسلامية ‘داعش’، ‘أترك كاميرتك وعد الى الخلف وإلا أطلقت عليك النار’، قبل ان تنتهي المشادة باطمئنان المقاتل ان لؤي ترك العمل مع القنوات ‘العميلة للائتلاف والكافرة وأنه تاب الى الله’. وفي يوم عودته الأول الى حلب تعرضت منطقة قاضي عسكر وسط حلب لقصف عنيف من النظام السوري فذهب مع ثلاثة من زملائه أحدهم ناشط إغاثي لتصوير الدمار الذي حل بالحي، ليعتقلهم مسلحون الى جهة مجهولة.

وتسود حالة من السخط المتنامي بين صفوف الإعلاميين السوريين الذي هجروا حلب الى تركيا بعد ان رافقوا الثورة في ايامها الاولى، وخاضوا مع المقاتلين معارك التحرير.

ولم يعد غريبا ان تسمع في جلسات الإعلاميين كلمات مثل’ الثورة انتهت في حلب’ الثورة خطفت” حلب محتلة من داعش’

بل ان الاحباط وصل بالكثير منهم لإشهار موقفهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. إذ أصبح انتقاد الفصائل الاسلامية او تلك التابعة للجيش الحر هو المادة اليومية لإعلاميي حلب، فهذه الفصائل بنظرهم فشلت في تأمين الحماية للإعلاميين ومنظمات الإغاثة، حتى أصبحت حلب خاوية تقريبا من الصحافيين السوريين قبل الأجانب.

ويقول الناشط البارز رأفت الرفاعي الذي تعرض مكتبه للتدمير من مجموعة مسلحة يرجح انها تابعة لـ’داعش’، ‘ان فصائل الجبهة الاسلامية التي توحدت مؤخرا عجزت عن توفير الأمن ومواجهة فوضى المسلحين واختطاف الصحافيين’.

ويضيف الرفاعي لـ’القدس العربي’ بعد ان وصل لغازي عنتاب التركية قبل ايام ‘سنعود لحلب، وقد نعود للعمل بشكل سري كما كنا نعمل أيام الثورة الأولى في عهد النظام السوري’. ويعلق أحمد كنجو الصحافي السوري من داخل حلب ‘للأسف الكثير من الفصائل والكتائب تخلت عنا، لم تعد تحمينا، قتل الكثير من الصحافيين وهم يصورون المعارك معهم منذ اكثر من عام والان نحن نقتل ونخطف من فصائل المفترض أنها تقاتل النظام، حلب أصبحت خاوية من الصحافيين’.

ووقعت أكثر من حادثة تبين عجز فصائل المعارضة الإسلامية عن مواجهة النفوذ المتنامي لداعش في حلب، ففي الأيام الماضية خطف زميل كنجو في حلب الناشط البارز أحمد بريمو رغم أنه مقرب من أحد الفصائل المسلحة التابعة للجيش الحر وهو ‘تجمع فاستقم كما أمرت’، بل أن المسلحين الذين ينتمون لتنظم داعش اشتبكوا مع نقطة حراسة لكتيبة ‘فاستقم’ بعد اختطاف بريمو من بيته ليلا، واصيب عنصران من تجمع ‘فاستقم’ كما أمرت وأكمل الخاطفون طريقهم وصولا لمقر داعش في حلب كما أفاد شهود عيان، وهو ما أثار احباطا شديدا لدى الاعلاميين في حلب اذ اظهر مدى استخفاف التنظيم المتشدد المقرب من ‘القاعدة’ بباقي الفصائل، ‘يفعلون ما يحلو لهم ويخطفون من يريدون ولا أحد يحاسبهم’، كما يعلق ناشط شاهد عملية الإختطاف من بيته في حي الزبدية وسط حلب. ورغم أن جماعات مسلحة أخرى تابعة للجيش الحر ثبت تورطها في عمليات خطف للناشطين وفي انتهاكات عديدة أخرى كسرقة المال العام والتعذيب في المعتقلات، إلا أن العمليات التي نفذتها داعش أكثر عددا وتأثيرا. ويقول معتقلون هربوا أو أطلق سراحهم من سجون ‘داعش’ أن سجون التنظيم في حلب والريف تعج بناشطين وعمال إغاثة بتهمة العمالة للغرب والائتلاف ‘الكافر’ حسب وصف قادة التنظيم المتطرف.

الامر الذي قلل بصورة كبيرة من النشاط الاغاثي والاعلامي في مدينة حلب. ويقول كنجو لـ’القدس العربي’، ‘عندما يحدث انفجارفي حلب لم تعد تجد صحافيا يصور، انهم قليلون جدا، من له مصلحة في تفريغ حلب من الكاميرات من له مصلحة بإخفاء صور جرائم النظام التي تحدث يوميا في حلب’.

الائتلاف السوري المعارض يرفض المشاركة في جنيف.. اذا إستمر قصف حلب

45 قتيلا جديدا في القصف على المدينة.. والنظام يفشل في فك الحصار عن «اللواء 68»

بيروت: نذير رضا

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن عدد القتلى الذين سقطوا في غارات البراميل المتفجرة بحلب منذ ثمانية أيام، ارتفع إلى 300 قتيل، بعد انضمام 45 قتيلا سقطوا أمس في قصف جوي شنته طائرات القوات الحكومية السورية، استهدفت أحياء مساكن هنانو، والحيدرية وبعدين.، فيما أعلن الإئتلاف السوري المعارض أنه لن يشارك في مؤتمر جنيف2 إذا ما إستمر القثف على المدينة.بموازاة ذلك، صعدت القوات النظامية من قصفها في مناطق الغوطة الشرقية والزبداني ويبرود في ريف دمشق، فيما تجددت الاشتباكات في منطقة عدرا العمالية.

وارتفعت أعداد القتلى المدنيين في حلب، إثر القصف المتواصل منذ الاثنين الماضي، باستخدام البراميل المتفجرة. وقال مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات النظامية لجأت إلى الغارات الجوية في محافظة حلب خلال الأيام الماضية «بسبب النقص في أعداد الجنود على الأرض»، مشيرا إلى أن ارتفاع حصيلة القتلى مرده إلى وجود مراكز المقاتلين وسط المناطق السكنية.

وفي حين لا يقر النظام رسميا باستخدام هذه البراميل، فإن مصدرا أمنيا سوريا أكد أن تكلفتها أقل من القنابل أو الصواريخ الموجهة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران السوري استهدف بمزيد من «البراميل المتفجرة» أربعة أحياء على الأقل شرق حلب وثلاث بلدات في ريفها، مشيرا إلى أن القصف على حي المرجة في جنوب شرقي مدينة حلب، أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال. ويقول ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن الغارات الجوية «تستهدف الأحياء التي لم تتمكن القوات النظامية من دخولها وتنفيذ عمليات عسكرية قريبة منها، فيما تستهدف مناطق أخرى قريبة من مطار النيرب»، وهو مطار حلب الدولي، موضحا أن الغارات التي بدأت الأسبوع الماضي «كشفت المناطق المحيطة بالمطار، منعا لتقدم المعارضة فيها أو إيواء مقاتلين معارضين».

وكانت غارات جوية استهدفت الأسبوع الماضي مناطق باب النيرب والشعار وطريق الباب القريبة من مطار حلب الدولي، فيما تركز القصف خلال الأيام الثلاثة الماضية على أحياء معروفة بأنها معارضة، وتضم مقاتلين معارضين.

ولم تتمكن القوات النظامية، منذ بدء الهجوم على حلب الشهر الماضي، من التقدم داخل المدينة، بفعل الاشتباكات، وسط تقدم قوات المعارضة باتجاه أحياء حلب الجديدة التي كانت بمنأى عن الاشتباكات العسكرية منذ سبعة أشهر.

وترى المعارضة أن هذه الضربات الجوية هدفها كسر معنويات سكان المناطق التي تسيطر عليها، وتأليبهم ضد المقاتلين المعارضين. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحياء حلب. وأدى قصف القوات النظامية إلى تدمير أحياء بكاملها، بحسب شهود ومصادر طبية.

ويرى محللون أن النظام السوري يصعد من قصفه الجوي على حلب، من دون أن يكترث لرد فعل محتمل من المجتمع الدولي. وقال مدير معهد «بروكينغز – الدوحة» سلمان الشيخ لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم تعد ثمة خطوط حمراء، بات الضوء أخضر»، وذلك في إشارة إلى «الخطوط الحمر» التي وضعها الرئيس الأميركي باراك أوباما ضد احتمال استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد مواطنيه.

وعدّ الشيخ أن الخطاب السائد لدى الدول الغربية حاليا هو أن النظام السوري يعد أقل سوءا من السيناريوهات التي تطرح احتمال سيطرة التنظيمات الجهادية على الميدان السوري، علما بأن عددا لا يستهان به من مقاتلي هذه الجماعات التي يرتبط بعضها بتنظيم القاعدة، قدم من دول أوروبية. وتابع أن «النظام يقصف لأنه يرى ذلك متاحا له. لن يوقفه أحد»، مضيفا أنه «على رغم كل القوانين الدولية، فإن ثمة من يرمي بالبراميل المتفجرة على المدنيين. هذا أمر استثنائي».

في غضون ذلك، تجددت المعارك العنيفة صباح اليوم بين كتائب إسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر من جهة وقوات النظام من جهة أخرى بالقرب من مخيم خان الشيح في ريف دمشق الغربي إثر محاولة الأخيرة التقدم لفك الحصار عن «اللواء 68» الذي تحاصره كتائب المعارضة منذ عدة أيام. وقد أسفرت المعارك عن مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام وتدمير دبابة وسيارتين لنقل الجنود. وأعلن ناشطون أن العشرات من القوات الحكومية قتلوا أمس على يد ألوية وكتائب ما يعرف بـ«تحالف الراية الواحدة» بعد محاولتهم مؤازرة الحاجز المطل على «اللواء 68» في خان الشيح بريف دمشق الغربي، مشيرين إلى أن الطريق الدولي دمشق – القنيطرة من جهة خان الشيح ما زال مقطوعا لليوم الثالث على التوالي.

بريطانيا تجرد المقاتلين في سوريا من جنسيتها

الداخلية تصادر جواز سفر الإسلامي معظم بيغ في مطار هيثرو

لندن: «الشرق الأوسط»

سحبت السلطات البريطانية جواز سفر سجين معتقل خليج غوانتانامو السابق معظم بيغ البريطاني عقب زيارته إلى سوريا، فيما نشرت صحيفة «الإندبندنت» تقريرا أكدت فيه أن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي تمنع بصورة سرية عودة مواطنيها الذين يذهبون للقتال في سوريا من العودة إلى بريطانيا وذلك بتجريدهم من الجنسية البريطانية. وأوضح التقرير أن الوزيرة البريطانية جردت نحو 37 بريطانيا من حق المواطنة منذ عام 2010 وذلك بحسب بيانات جمعها مكتب الصحافة الاستقصائية.

وأشار بيغ (45 عاما من برمنغهام) إلى أنه تعرض للإيقاف من قبل الشرطة في مطار هيثرو لدى عودته من رحلة إلى جنوب أفريقيا، وأُخبر بأن جواز سفره صودر لأن سفره «يتعارض مع المصلحة العامة». وذكر قرار وزارة الداخلية الذي سلم له في ذلك الوقت أنه جرى تقييمه بأنه متورط في أنشطة إرهابية بسبب سفره إلى سوريا العام الماضي، فيما ذكرت الشرطة أنها لجأت إلى سلطات الاختصاص الملكي لمصادرة جواز السفر.

ونفى بيغ ضلوعه في أي أنشطة إرهابية، مشيرا إلى أنه تعرض للمضايقات بسبب عمله مع مؤسسة Cageprisoners، وهي منظمة إسلامية غير حكومية مقرها لندن تدافع عن حقوق المعتقلين في عمليات مكافحة الإرهاب. وقال معظم بيغ لصحيفة «ذا ميل أو صانداي»: «طالبت مرارا بمساءلة الشرطة والاستخبارات على تواطئهم في عمليات التعذيب وتسليم الأشخاص. وربما يكون هذا هو السبب الأكثر منطقية لمصادرة جواز سفري».

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الداخلية: «نحن في العادة لا نعلق على قضايا الأفراد. لكن سلطات الاختصاص الملكية توفر أداة هامة لمنع الأفراد الذين يحاولون السفر بجواز سفر بريطاني للمشاركة في أنشطة تتعلق بالإرهاب أو جرائم جنائية خطيرة أخرى في الخارج والتي تلقي بتأثيراتها على المملكة المتحدة. قرار رفض أو سحب جواز السفر بهدف المصلحة العامة ينبغي أن يكون مناسبا ولا يستخدم إلا في حالات نادرة».

وكان بيغ قضى ثلاث سنوات معتقلا في سجن غوانتانامو دون محاكمة عقب توقيفه في باكستان أوائل عام 2002. وهو واحد بين عدد من البريطانيين الذين أقاموا دعاوى قضائية ضد الحكومة البريطانية للحصول على تعويضات على احتجازهم في غوانتانامو. وقامت الحكومة بتسوية القضية بعيدا عن المحكمة بعدما أجبرت على تقديم وثائق تظهر قرارا لوزراء في الحكومة بتسليم عدد من المسلمين إلى سجون تديرها الولايات المتحدة، رغم علمهم بأنهم سيواجهون معاملة سيئة.

من جهة أخرى، أكد مسؤول سابق في وزارة الداخلية البريطانية «أن هناك ازديادا في عدد البريطانيين الذين يجردون من جنسياتهم جراء مشاركتهم في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا». وأشار التقرير إلى أن هناك بين 40 إلى 240 بريطانيا في سوريا بحسب المسؤول السابق في الداخلية البريطانية، مضيفا: «بريطانيا لا تقوم بتجريدهم من جنسيتها بالسرعة المطلوبة».

ويحق لوزيرة الداخلية البريطانية تجريد أي شخص من جنسيته البريطانية إذا كان يحمل جنسية ثانية لأن نيل الجنسية البريطانية «لا يعتبر حقا للأفراد بل امتيازا» وذلك بحسب وزارة الداخلية البريطانية. وأردف التقرير أن اثنين ممن جردوا من جنسيتهم البريطانية قتلا خلال قصف طائرات من دون طيار في الصومال وهما بلال البرجاوي ومحمد سكر، كما جرد مهدي حاشي المولود في الصومال من جنسيته البريطانية ويقبع في الوقت الحالي في سجن في نيويورك بعد إدانته بتهمة الإرهاب. وأكد التقرير أن نحو 5 أشخاص ممن جردوا من جنسيتهم البريطانية ولدوا وترعرعوا في المملكة المتحدة.

واشنطن تطالب دول الشرق الأوسط بوقف تمويل «داعش» و«النصرة»

مسؤول عراقي: كلما ضغط عليهما في سوريا انسحبتا إلى العراق لإعادة تنظيم صفوفهما

لندن – بغداد: «الشرق الأوسط»

حضت واشنطن قادة منطقة الشرق الأوسط على وقف تمويل وتجنيد عناصر لتنظيمي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة»، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا، فيما عد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده تواجه «فكرا تكفيريا متطرفا».

وقال الأسد إن «ما تواجهه البلاد من فكر تكفيري متطرف هو إرهاب لا حدود ولا وطن له… هو آفة دولية يمكن أن تضرب في أي زمان ومكان». وانتقد الأسد خلال لقائه أمس وفدا من أستراليا، قائلا «المشكلة أن بعض ساسته يتصرفون تجاه قضايا المنطقة بمعايير مزدوجة ومصالح ضيقة بعيدا عن فهم صحيح للواقع وطبيعة ما يجري في سوريا».

وأدانت وزارة الخارجية الأميركية أمس في بيان وزعته السفارة الأميركية في بغداد الهجمات الأخيرة في العراق التي استهدفت خصوصا قوات الجيش والشرطة، متهمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالوقوف خلفها. وذكر البيان أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير».

ودعت وزارة الخارجية الأميركية قادة المنطقة إلى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق.

وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري في تصريح إن «المعلومات والصور الجوية المتوفرة لدينا تفيد بوصول أسلحة ومعدات متطورة من سوريا إلى صحراء الأنبار الغربية وحدود محافظة نينوى». وأضاف أن هذا الأمر شجع تنظيمات القاعدة و«داعش» مختصر لاسم تنظيم الدولة الإسلامية على إحياء بعض معسكراتها التي قضت عليها القوات الأمنية في عامي 2008 و2009. وأشار إلى أن هناك «صورا ومعلومات استخبارية تشير إلى أنه كلما حدث ضغط على الجماعات المسلحة في سوريا، انسحبت إلى العراق لتفعيل دورها وإعادة تنظيم صفوفها ومن ثم القيام بعمليات إرهابية في البلدين. وفي وقت لاحق، أعلن العسكري أن القوات المسلحة العراقية تقوم بمطاردة وقصف معسكرات تنظيم «داعش» (الدولة الإسلامية في العراق والشام) الإرهابي في قاطع عمليات الأنبار والجزيرة.

وكان معهد واشنطن قدر عدد المقاتلين الأجانب الذين هاجروا إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بـ11 ألف مقاتل، يتحدرون من 74 دولة حول العالم، لافتا إلى ارتفاع العدد على مستوى الضعف، منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي.

وأشار التقرير إلى أن المقاتلين القادمين من المملكة المتحدة، يبلغ عددهم، في أعلى التقديرات، 366 مقاتلا. وتتصدر فرنسا قائمة الدول الغربية التي هاجر منها مقاتلون إلى سوريا، حيث تشير أعلى تقديرات معهد واشنطن إلى أن عددهم يصل إلى 412 مقاتلا.

وأوضح معهد واشنطن في تقرير أصدره أخيرا، أن غالبية المقاتلين انضموا إلى صفوف جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بينما انضم آخرون إلى فصائل «جيش المجاهدين والأنصار»، و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، و«كتيبة صقور العز»، و«لواء الأمة»، و«حركة شام الإسلام».

ولفت المعهد إلى أن المقاتلين المهاجرين من أوروبا الغربية، يمثلون 18 في المائة من مجمل المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة، معظمهم يأتي من فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا، وهولندا.

حملات تدعو لطرد النازحين من الساحل السوري خوفا من «تحولات ديموغرافية»

سكان طرطوس اعترضوا على إقامة مجمع سكني لإيواء 2500 منهم

بيروت: «الشرق الأوسط»

تعاني مناطق الساحل السوري التي لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية من ضغوط اقتصادية واجتماعية كبيرة بسبب تزايد أعداد النازحين الذين فروا إليها هربا من الحرب المشتعلة في محافظات حلب وإدلب. كما يتخوف أبناء الطائفة العلوية من حدوث تحول ديموغرافي لصالح السنة، على اعتبار أن جميع النازحين إلى الساحل هم من الطائفة السنية. ويؤكد ناشطون أن «تدفق رؤوس الأموال الحلبية إلى الساحل وتأسيسهم مشاريع تجارية وصناعية ساهم في تقليص فرص الاستثمار لدى أبناء المدن الساحلية، إضافة إلى ارتفاع جنوني في أسعار العقارات والسلع». الأمر الذي ساهم، بحسب الناشطين إلى بروز ردود فعل سلبية لدى سكان هذه المدن.

وكانت مدينة اللاذقية تعيش في ظل مستوى اقتصادي متواضع قبل بداية الأزمة وتدفق النازحين من حلب وإدلب إليها، بحسب ما يؤكد عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية وريفها، عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «سعر إيجار المنزل ارتفع من 15 ألف ليرة سورية (ما يعادل 200 دولار) إلى نحو 65 ألف (800 دولار)».

ويوضح الحسن أن «رجال أعمال وتجارا حلبيين أسسوا مصانع وشركات ومحلات تجارية، الأمر الذي انعكس سلبا على التاجر اللاذقاني». ويملك سكان مدينة حلب تقاليد عريقة في التجارة والصناعة على عكس أهالي الساحل الذين كانوا يعتمدون في اقتصادهم على السياحة وبعض الصناعات البسيطة. وتحدثت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات الرسمية، الشهر الماضي عن عودة 40 صناعيا حلبيا من مصر وباشروا العمل على إقامة منشآت صناعية في المنطقة الحرة البرية في اللاذقية.

وفي حين بلغ عدد النازحين السوريين داخل بلادهم بسبب النزاع المسلح الدائر في سوريا 4.25 مليون شخص، كما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فإن مدن الساحل التي تشمل اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة تحتضن نحو مليون نازح، وفق تقديرات الناشطين.

وإلى جانب التأثيرات الاقتصادية، فإن سكان المناطق الساحلية الذين يتحدرون بغالبيتهم العظمى من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. يخشون حدوث تحول ديموغرافي لصالح الطائفة السنية في مدنهم. وهو ما دفع أهالي حي الغدير في مدينة طرطوس للاعتراض على قرار رسمي صادر عن محافظ المدينة ينص على ضرورة إسكان 2500 نازح سني في مجمع سكني مخصص لهم.

وأنشأ ناشطون مؤيدون للنظام على موقع التواصل الاجتماعي صفحة بعنوان «معا لطرد النازحين من الساحل السوري» تدعو إلى طرد القادمين إلى اللاذقية وطرطوس من محافظات حلب وإدلب، بحجة أنهم أهالي «الإرهابيين» الذين يقومون بقتل عناصر الجيش النظامي. وقال المشرفون على الصفحة في منشورهم الافتتاحي: «شبابنا ذهبوا لقتال أبناء هؤلاء النازحين الذين يسكنون عندنا ولا نعرف بماذا يخططون؟»، موضحين أن «هؤلاء النازحين هم أهالي المسلحين لذلك يجب أن لا نمنحهم الأمان». وسأل المشرفون عبر منشورهم «في حال حصل هجوم على مناطقنا في اللاذقية وطرطوس ألن يكون هؤلاء بيئة حاضنة ضدنا؟»، مطالبين بـ«طرد جميع النازحين».

واعتبر مسؤولو الصفحة التي يتزايد معجبوها يوميا أن حادثة اعتراض سكان من طرطوس إسكان نازحين في مدينتهم «دليل واضح على فهم اللعبة وأن الناس بدأت تشعر بخطورة هؤلاء». مؤكدين وجود مخطط لخلخلة التوزع الديموغرافي وخلق بيئة حاضنة جاهزة للانقضاض على الساحل في وقت لاحق.

مسيحيو سوريا يستقبلون أعياد الميلاد بالقلق.. ولحام يصف أوضاعهم بـ«المأساة الرهيبة»

نزوح نحو 450 ألفا منهم إلى داخل سوريا وخارجها ومقتل 1200

بيروت: «الشرق الأوسط»

يمر عيد الميلاد على المسيحيين السوريين في ظل ظروف قلقة، دفعت أعدادا منهم إلى الهرب خارج مناطقهم نتيجة الصراع الدائر في البلاد منذ مارس (آذار) 2011. ويؤكد بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك، غريغوريوس الثالث لحام، نزوح نحو 450 ألف مسيحي إلى داخل سوريا وخارجها وقتل 1200، إضافة إلى تعرض 60 كنيسة للدمار، واضطرار سكان 24 بلدة مسيحية للهرب منها».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن لحام، الذي ترأس في دمشق أمس صلاة من أجل «عودة المحبة والأمل» إلى سوريا، قوله بأن «المأساة رهيبة. نحن جميعا مهددون، مسيحيين ومسلمين».

وتزايدت مخاوف المسيحيين السوريين الذين يشكلون ما نسبته خمسة في المائة من عدد سكان سوريا في الفترة الأخيرة، بسبب سيطرة الكتائب الإسلامية المتشددة على المشهد الميداني المعارض. إذ اجتاحت مجموعات تابعة لـ«جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة، مطلع الشهر الماضي، بلدة معلولا المسيحية قرب دمشق التي تعتبر من أبرز البلدات المسيحية في سوريا وتضم العديد من المواقع الدينية والأثرية وما زال سكانها يتقنون الآرامية، لغة السيد المسيح، واختطفت 12 راهبة أرثوذكسية من أحد أديرتها.

ولم يخفف إعلان «الائتلاف الوطني المعارض» أن الراهبات «نقلن إلى مكان آمن» من الأثر السلبي الذي خلفته هذه الحادثة على المسيحيين، لا سيما أن البطريرك لحام لفت إلى «عدم توافر أي معطيات عن مصيرهن».

وأسهم دخول كتائب إسلامية إلى منطقة معلولا مرتين على التوالي في تهجير معظم سكانها المسيحيين، إذ تنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن امرأة خمسينية تدعى حنينة تعلب، قولها «كان لدي ابنة وثلاثة شبان، لكنني فقدت أحدهم»، مشيرة إلى أن مقاتلي جبهة النصرة الذين سيطروا على البلدة، قتلوا ابنها سركيس زخم (20 عاما). وتلفت تعلب إلى أن «أجمل هدية في عيد الميلاد ستكون عودتي إلى معلولا».

وخصص البطريرك لحام صلاة عيد الميلاد هذا العام لأطفال بلدة معلولا وشهدائها، حيث وزع الهدايا على الأطفال في كنيسة لا تتوافر فيها وسائل التدفئة، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتعرب الطفلة جيسيكا (سبعة أعوام) عن أملها في «العودة إلى معلولا، عندما تصبح محررة». في حين تؤكد جوليانا (22 عاما) أن «الميلاد في معلولا كان زمن فرح. كنا نزين شجرة الميلاد، ويجتمع الأهل والأصدقاء ونذهب معا للمشاركة في الصلاة منتصف الليل». وتضيف «هذه السنة سنذهب طبعا إلى الصلاة، لكن لن يكون ثمة شجرة أو مغارة ميلادية. بتنا لاجئين».

وتشتهر معلولا بمزاراتها ومغاورها والأضرحة البيزنطية المنحوتة في صخور الجبال. ويعود تاريخها إلى القرون الميلادية الأولى. وكان عدد كبير من أهلها يقيمون خارجها ويمضون فصل الصيف فيها، حين يرتفع عدد قاطنيها إلى حدود أربعة آلاف و500 نسمة. وكانت البلدة ترتدي حلة الأعياد «في زمن الميلاد»، بحسب ما تؤكد نجاة فاضل، مديرة مدرسة القديس يوسف، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، مشيرة إلى أن «العائلات كانت تجتمع حول الشجرات المزينة، وحلل الزينة تتدلى من الشرفات». وتتابع «لكن حاليا لا يوجد أي من هذا. حتى لو كان ثمة بعض الاحتفالات البسيطة، فإن العيد سيكون ميلادا قاتما».

ويأتي هجوم الكتائب الإسلامية المعارضة على بلدة معلولا واختطاف 12 راهبة بعد مقتل 41 مدنيا بينهم 14 سيدة وطفلان، في بلدة صدد المسيحية في محافظة حمص (وسط) والتي دخلها مقاتلون معارضون بينهم إسلاميون متشددون في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، في محاولة للسيطرة على مخازن أسلحة ضخمة قريبة منها، قبل أن يستعيد النظام السيطرة على هذه البلدة المسيحية التاريخية. يأتي كل ذلك والغموض لا يزال يحيط بمصير مطراني حلب للروم الأرثوذكس بولس يازجي، والروم الكاثوليك يوحنا إبراهيم، وعدد من الكهنة، والأب اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو، والذين خطفوا خلال عام 2013.

ورغم أن المسيحيين السوريين يتعاطفون إجمالا مع النظام السوري الذي يعتبرون أنه حمى حقوقهم ومعتقداتهم خلال فترة حكم حزب البعث، ويخشون تنامي نفوذ التيارات الإسلامية المتطرفة، فإن «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» وثقت قصف النظام السوري لـ33 كنيسة على الأقل في مختلف أنحاء البلاد منذ بدء الصراع قبل نحو ثلاثين شهرا.

تواصل قصف حلب واشتباكات بدرعا ودمشق

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ثلاثين شخصا على الأقل قتلوا في غارات شنتها طائرات النظام على حي السكري في حلب مستخدمة براميل متفجرة، فيما لا تزال عملية انتشال الجثث من بين الأنقاض والبحث عن ناجين مستمرة.

ويأتي قصف اليوم استمرارا لسلسلة الهجمات والغارات التي تشنها طائرات النظام على حلب وريفها باستخدام البراميل المتفجرة لليوم الحادي عشر على التوالي.

وفي حلب أيضا، قصف الطيران الحربي بالقنابل الفراغية حي الأنصاري، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وجرح عشرة آخرين، بحسب ما أفاد به ناشطون ذكروا أيضا أن اشتباكات عنيفة تدور في منطقة النقارين شرقي حلب، وسط قصف متبادل بالقذائف.

وفي ريف حلب الشمالي، استهدف الطيران الحربي بلدة رتيان، مما أدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى، وأسفر عن دمار واسع في منازل المدنيين.

وفي إحصاء له، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما يزيد على ثلاثمائة شخص، من بينهم 87 طفلا، لقوا حتفهم خلال ثمانية أيام من الغارات الجوية المتوالية التي شنتها قوات النظام على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضين بمدينة حلب في شمال البلاد.

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن الخسائر البشرية حدثت في الفترة بين 15 و22 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وفي بعض الغارات قامت الطائرات بإسقاط براميل معبأة بالمتفجرات على المناطقة الخاضعة لسيطرة المعارضين.

وتشير تقديرات المرصد إلى أن أكثر من 125 ألف شخص قتلوا في الصراع السوري الذي بدأ في مارس/آذار 2011، فيما أجبر الصراع أكثر من مليوني شخص على اللجوء إلى الخارج، ودفع أكثر من سبعة ملايين نسمة على النزوح داخل البلاد.

من ناحية أخرى، أفاد ناشطون سوريون أن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدتي النعيمة وجاسم بريف درعا، فيما قـُتل سبعة من جنود النظام في مواجهات مع الجيش الحر بحي السد بدرعا.

وفي ريف دمشق، استهدف قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات عدرا ومعضمية الشام ودوما وجسرين ومديرا، وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية وعلى قرى أفرة وكفر الزيت بوادي بردى، فيما تدور اشتباكات عنيفة عند حاجز اللواء 68 بريف دمشق الغربي.

وفي حمص استهدف قصف بقذائف المدفعية والدبابات أحياء حمص القديمة، كما شهدت مدينة قلعة الحصن بريف حمص قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.

وشهدت أحياء عدة في دير الزور قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة وسط اشتباكات على عدة محاور في المدينة، كما شهدت بلدات الجنينة وعياش بريف دير الزور الغربي قصفا عنيفا مثله.

وفي إدلب قصف الطيران الحربي مدينة بنش ومنطقة الرويحة بجبل الزاوية، كما شن غارات على بلدة أبو الظهور، وفي الحسكة استهدف الطيران المروحي بلدة تل حميس بالبراميل المتفجرة.

وفي القنيطرة شهدت بلدات ممتنة والخوالد قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة على أطراف بلدة ممتنة بين الجيش الحر وقوات النظام.

واشنطن ولندن تدينان قصف المدنيين بحلب

لافروف يحذر من “المتطرفين” والأسد ينتقد الغرب

                                            قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن شركاء روسيا الغربيين “باتوا يدركون أن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لا يمثل سبيلا لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي لاستيلاء المتطرفين على السلطة في فترة وجيزة”، في حين اعتبر الأسد أن الغرب لا يفهم طبيعة ما يجري في بلاده.

وقال لافروف لقناة روسيا اليوم، إن تحقيق الاستقرار في سوريا مهمة ذات أولوية، مشددا على أن  الحديث عن الشخصيات ونظام الانتخابات في سوريا جديدة له أهمية ثانوية.

من جهته اعتبر الأسد أن بلاده التي تغرق في نزاع استمر منذ 33 شهرا، تواجه “فكرا تكفيريا متطرفا”، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين.

وقال إن “ما تواجهه البلاد من فكر تكفيري متطرف هو إرهاب لا حدود ولا وطن له… هو آفة دولية يمكن أن تضرب في أي زمان ومكان”.

وأوضحت الوكالة أن التصريحات جاءت أثناء استقبال الرئيس السوري وفدا أستراليا “تضامنيا” يضم أكاديميين وباحثين وناشطين برئاسة تيم أندرسون.

وانتقد الأسد الغرب الداعم إجمالا للمعارضة المطالبة برحيله، قائلا “المشكلة أن بعض ساسته يتصرفون تجاه قضايا المنطقة بمعايير مزدوجة ومصالح ضيقة بعيدا عن فهم صحيح للواقع وطبيعة ما يجري في سوريا”.

وتتهم دمشق دولا إقليمية وغربية بتوفير دعم مالي ولوجستي لمقاتلي المعارضة الذين يعدهم النظام السوري “إرهابيين”.

إدانات

على صعيد متصل أدانت واشنطن ولندن قيام النظام السوري بقصف المدنيين في حلب وما حولها طيلة الأسبوع الماضي بالصواريخ والبراميل المتفجرة.

 وأدان البيت الأبيض في وقت متأخر مساء الاثنين قصف النظام السوري للمدنيين بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وقال إن على دمشق أن تحترم التزاماتها بعدم إعاقة المساعدات الإنسانية.

 وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني إن “القصف قتل في نهاية هذا الأسبوع 300 شخص، من بينهم عدد من الأطفال”، وأضاف أن على النظام السوري أن يفي بالتزامه في نوفمبر/تشرين الثاني بفعل المزيد من أجل تسهيل إغاثة آمنة لملايين السوريين من الأطفال والنساء المحتاجين لإغاثة عاجلة.

 من جهته أدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الغارات بالبراميل المتفجرة على مدينة حلب، وأبدى قلقه إزاء تصاعد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا.

وقال هيغ “يساورني قلق بالغ إزاء تصاعد مستوى العنف في سوريا، وأُدين استخدام الأسلحة العشوائية والوحشية من قبل النظام في المناطق المدنية المكتظة بالسكان، مثل التي شهدناها في مدينة حلب في الأيام الأخيرة”.

الائتلاف يهدد

في السياق نفسه هدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعدم المشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي سيبحث الأزمة السورية، إذا تواصل القصف الجوي العنيف الذي تشنه قوات النظام على حلب وريفها منذ أكثر من أسبوع.

وقال الأمين العام للائتلاف بدر جاموس في بيان أصدره المكتب الإعلامي للائتلاف مساء الاثنين إنه “في حال استمرار القصف الذي يمارسه نظام الأسد ومحاولته لتصفية الشعب السوري، فإن الائتلاف لن يذهب إلى مؤتمر جنيف”.

وأضاف جاموس أن الهيئة العامة للائتلاف ستتخذ قرارا بشأن المشاركة في جنيف2 أثناء اجتماعها يوم 4 يناير/كانون الثاني المقبل.

وسبق للائتلاف أن أعلن موافقته على المشاركة في المؤتمر بشرط ألا يكون للرئيس الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية، وهو ما ترفضه دمشق معتبرة أن مصير الأسد يحدده “الشعب السوري” عبر صناديق الاقتراع.

من جانبه، قال رئيس الائتلاف أحمد الجربا إنه “من المعيب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات تجاه السلاح الكيميائي ويسمح للنظام بقتل أبناء الشعب السوري بالأسلحة التقليدية وبشكل ممنهج ويومي”، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتدمير الترسانة الكيميائية السورية الذي وافقت عليه دمشق.

وكان المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قد كشف الجمعة الماضي أن 26 دولة ستشارك في مؤتمر جنيف2، فضلا عن الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة.

براميل الموت تدفن أطفال حلب بالأنقاض والقبور تضم أشلاء

بعضهم ناشد قائلاً: أيها الحلبيون اكتبوا ذكرياتكم عن حلب فإنها تختفي

دمشق – جفرا بهاء

اعتقد السوريون وربما جزء من العالم أنه لن يكون ثمة أسلوب إبادة يمكن للأسد أن يستعمله مع شعبه بعد السلاح الكيمياوي، ولكن سرعان ما اخترع النظام السوري أسلوباً وحشياً آخر في إبادة عاصمة سوريا الاقتصادية.

البراميل المتفجرة أو “براميل الموت” كما يسميها السوريون، تسقطها طائرات النظام منذ 10 أيام على حلب وريفها لتقتل الأطفال والنساء والرجال ولا تترك وراءها مجالاً لأي حياة، لتقترب حصيلة قتلى البراميل المتفجرة من 500 مدني.

وبحسب الناشطين، فإن الرقم مرجّح للزيادة بسرعة كبيرة نظراً لوجود مئات الجرحى الذين يفارقون الحياة على مدار الساعة، عدا عن الأجساد المدفونة تحت الأنقاض والتي لا يجد الناس قوة ولا وقتاً لمحاولة إخراجها من تحت تلك الكتل الإسمنتية.

حي السكري اليوم نال النصيب الأكبر من البراميل المتفجرة، وبدا الحي بحسب شاهد العيان (س. م) أقرب إلى مكان حلّ به إعصار لم يترك حجراً على حجر، وانتشرت أشلاء الأطفال والنساء في السكري والأنصاري والمرجة وغيرها من الأحياء الحلبية بالإضافة إلى الريف الحلبي.

ويقول (س. م): “لا ندفن جثثاً كاملة، تلك البراميل التي تسقط على رؤوسنا ورؤوس أولادنا لا تترك لنا جثة كاملة نواريها التراب، فنجمع أجزاء الجسد وبعض البقايا ونضعها بجانب بعضها”، ويضيف لـ”العربية.نت”: “ما تم دفنه أقل بكثير من العدد الحقيقي، إذ ما أن نحاول أن نحصي المفقودين حتى يسقط برميل آخر ينسينا ما كنا نهمّ بالقيام به”.

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 308 ضحايا من المدنيين كحصيلة أولية لعدد قتلى البراميل منذ بداية الحملة التي اعتبرها الناشطون الأعنف والأقوى على المدينة في الـ15 من الشهر الجاري حتى اليوم الـ20 منه أي قبل 4 أيام، وقدرت الشبكة في تقرير لها عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها طيران النظام على مدينة حلب وريفها بنحو 136 برميلاً متفجراً.

المدنيّون الهدف الأول

يقول (محمد. س): “بعد أن ترمي الطائرة البرميل في منطقة أو حيّ سكني يتراكض الناس للهرب أولاً ومن ثم يحاولون العودة لإنقاذ بعض الأحياء، فتقوم الطائرة بإسقاط البرميل الثاني على تجمع الناس، ليتضاعف عدد الضحايا، ليُصاب الميت مرتين والحيّ يسقط بجانب مَنْ حاول إنقاذه، في مشهد لا يمكن أن يصف وحشيته أي مراقب أو شاهد”.

وخرجت الكثير من الفيديوهات من حلب لكنها من الصعوبة بمكان أن يتم عرضها إعلامياً لقسوة مشاهدها، وكانت “العربية نت” قد نشرت فيديو لطفل يستقبل أخته التي خرجت من تحت الأنقاض، وإن كان هذا الفيديو يحمل بعض الأمل فإن باقي الصور والفيديوهات لا تترك إلا السؤال حول حقيقة ما يفكّر به النظام السوري.

آباء يحملون أطفالهم المقتولين، وآخرون يحملون أطفال غيرهم، اللوعة والخوف والقهر بادية في وجوههم تصرخ في وجه العالم “إننا نُباد في حلب”.

ولم تترك البراميل المتفجرة حيزاً للحياة هناك، وكتب أحد السوريون على صفحته بفيسبوك: “أيها الحلبيون اكتبوا ذكرياتكم عن حلب فإنها تختفي”.

واشنطن تدين القصف المتواصل بالبراميل المتفجرة على حلب

الائتلاف السوري: لن نشارك في “جنيف2” إذا استمر القصف على المدينة وريفها

بيروت – العربية.نت، فرانس برس

أدان البيت الأبيض، الاثنين، القصف المتواصل لقوات النظام السوري على حلب ومحيطها، فيما أعلن الائتلاف الوطني السوري المُعارض أنه لن يشارك في مؤتمر “جنيف2” الشهر المقبل في حال تواصل القصف الجوي العنيف الذي تشنه القوات النظامية على حلب (شمال) وريفها منذ تسعة أيام.

وأشار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان إلى أن رئيسه أحمد الجربا اتصل بوزيري خارجية بريطانيا وفرنسا ووضعهما في صورة القصف الجوي المكثف الذي أدى الى مقتل  400  شخص في ثمانية أيام.

وقال الأمين العام للائتلاف بدر جاموس في البيان الذي وزّعه المكتب الإعلامي للائتلاف “في حال استمر القصف الذي يمارسه نظام الأسد ومحاولته لتصفية الشعب السوري فإن الائتلاف لن يذهب الى (مؤتمر) جنيف”، الذي من المقرر أن يبدأ أعماله في 22 يناير المقبل في مدينة مونترو السويسرية، ويستكملها في جنيف.

وأضاف “إذا لم تستطع الدول الضغط على النظام لإيقاف عملياته في التدمير الشامل المخيف، فكيف يمكنها أن تضغط في جنيف2 على النظام للاتجاه نحو الحل السياسي وتطبيق بنود جنيف1″، في إشارة الى اتفاق يعود تاريخه إلى يونيو 2012، وينص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، دون التطرق الى مصير الرئيس بشار الأسد.

وأوضح أن الهيئة العامة للائتلاف “ستتخذ قراراً تجاه المشاركة في جنيف2 خلال اجتماعها في الرابع من شهر يناير القادم”.

ومن جهته، صرح المعارض السوري فواز تللو، الذي يتخذ من برلين مقرا له، بأن الاعتراف بالأسد كطرف في الحوار هو جريمة، كما أن الذهاب إلى مؤتمر جنيف2 هو جريمة بحق الشعب السوري.

ولفت خلال مداخلته على شاشة “العربية”، أن الائتلاف السوري لم يأخذ أي ضمانات لنجاح المؤتمر.

وسبق للائتلاف أن أعلن موافقته على المشاركة في المؤتمر الدولي، بشرط ألا يكون للرئيس الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية، وهو ما ترفضه دمشق، معتبرة أن مصير الأسد يحدده “الشعب السوري” من خلال صناديق الاقتراع.

84 سقطوا في حلب جراء البراميل

في غضون ذلك، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل مئة وعشرة قتلى بينهم نساء وأطفال، سقطوا بنيران قوات الأسد منهم أربعة وثمانون في حلب وحدها، حيث تواصل قوات الأسد تدك حلب بالبراميل المتفجرة.

كما أفادت الهيئة العامة للثورة بتعرض حي القابون الدمشقي لقصف بقذائف الهاون، فضلا عن إطلاق  صاروخ أرض أرض على بلدة جسرين بريف دمشق مما تسبب بأضرار بشرية ومادية.

هذا وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام النظام السوري البراميل المتفجرة على حلب، مؤكداً أن “مفاوضات جنيف2 حول سوريا ستكون صعبة”.

وقال مون في مؤتمر صحافي، الاثنين، إنه “يتوقع من الحكومة والمعارضة السورية التركيز على اختيار ممثليهم في جنيف2″، مجدداً التأكيد أيضاً على أن الأمم المتحدة “تستعد لعقد جنيف2 حول سوريا في 22 يناير المقبل”.

ناشطون: الحر يسقط طائرتين للجيش السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون سوريون أن مسلحين من الجيش الحر تمكنوا من إسقاط طائرتين حربيتين للقوات الحكومية في ريف دمشق، الثلاثاء، حيث الأولى في منطقة الضمير قرب مدينة عدرا العمالية في ضواحي العاصمة، والثانية في منطقة الرحيبة شمال شرقي دمشق.

وقال ناشطون سوريون لـ”سكاي نيوز عربية” إن معارك عنيفة اندلعت بين القوات الحكومي ومسلحي المعارضة في محيط منطقة الضمير بريف دمشق، حيث استولى مقاتلو المعارضة على عدد من الآليات العسكرية الثقيلة التابعة للجيش السوري.

قصف الجيش السوري براجمات الصواريخ مناطق في حي القابون في العاصمة دمشق، ونشبت معارك على مداخل الحي، حيث فجر الجيش الحر عددا من الأبنية التي تتحصن بها القوات الحكومية.

وأفادت مصادر “سكاي نيوز عربية”، في دمشق، باندلاع حريق كبير غطت سحبه أحياء دمشق الشرقية وبلدات الريف الدمشقي الشرقية، بعد قصف استهدف خزانات للوقود بمدينة عدرا في ضواحي العاصمة.

يأتي ذلك في وقت اتهمت الحكومة السورية مقاتلي المعارضة، الثلاثاء، بشن هجمات على موقعين للأسلحة الكيمياوية في ريف دمشق ووسط سوريا قبل أيام، وذلك وسط استعدادات لنقل هذه الأسلحة وتدميرها خارج البلاد.

وقال مصدر حكومي في وزارة الخارجية السورية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا): “بتاريخ 21 ديسمبر 2013، قامت المجموعات الإرهابية المسلحة بالهجوم على أحد هذه المواقع في المنطقة الوسطى بأعداد كبيرة، إلا أن الجهات المعنية قامت بالتصدي لهذا الهجوم الغادر وإفشاله”.

وأضاف أن مجموعات أخرى بينها “جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة” شنت هجوما “على أحد المواقع في ريف دمشق محاولة اقتحامه بعربة مدرعة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، إلا أن عناصر حماية الموقع تصدوا لهذا الهجوم وفجروا السيارة المفخخة قبل دخولها”، ما أدى إلى “سقوط اربعة شهداء و28 جريحا”.

ووافقت دمشق على اتفاق روسي أميركي في سبتمبر لتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيمياوية. وجاء الاتفاق الذي تلاه قرار من مجلس الأمن الدولي، إثر تلويح واشنطن بتوجيه ضربات عسكرية إلى النظام السوري ردا على هجوم بالأسلحة الكيمياوية قرب دمشق في أغسطس.

ويفترض أن تغادر أخطر العناصر الكيمياوية الأراضي السورية في 31 ديسمبر، على أن يتم تدمير مجمل الترسانة قبل الثلاثين من يونيو 2014.

دمشق ترد على واشنطن

في غضون ذلك، دافعت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، الثلاثاء، عن الغارات الجوية التي تستهدف المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب شمال البلاد، منذ أيام، ردا على انتقادات واشنطن، معتبرة أن هذه المناطق تحولت إلى “جبهة قتال” تضم مقاتلين عربا وأجانب.

واعتبرت الوكالة أن البيت الأبيض “تعامى عن جرائم الإرهابيين وغالبيتهم من أولئك المسلحين الأجانب عندما دان ما سماه الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية بلا تمييز في مدينة حلب”.

وكان البيت الأبيض دان الاثنين قصف الطيران السوري لمدينة حلب وريفها منذ 15 ديسمبر، في هجمات أدت إلى مقتل قرابة 380 شخصا بينهم أكثر من مائة طفل، بحسب أحدث حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.

سوريا تشتري 50 ألف طن دقيق بمساعدة إيران

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

طرحت سوريا مناقصة لشراء 50 ألف طن من الدقيق (الطحين) على أن تدفع ثمنها باستخدام خط ائتمان إيراني.

وقالت المؤسسة العامة للتجارة الخارجية السورية إنه يشترط موافقة البائعين على تقاضي مستحقاتهم عن طريق خط ائتمان إيراني منصوص عليه في اتفاق بين المصرف التجاري السوري وبنك تنمية الصادرات الإيراني، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وبحسب وثيقة المناقصة تقدم العروض باليورو في موعد أقصاه السادس من يناير وتكون شاملة تكاليف الشحن.

وكانت المؤسسة العامة للتجارة طلبت شراء 150 ألف طن من السكر و50 ألف طن من الأرز في مناقصة أغلقت يوم 17 ديسمبر.

مصدر عسكري سوري منشق: النظام يقصف حلب لإخراج أسلحة كيماوية من مطار عسكري

روما (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مصدر عسكري سوري منشق إن العملية العسكرية التي تقوم بها قوات النظام في مدينة حلب شمال البلاد تهدف إلى فتح طريق مطار كويرس العسكري في ريف حلب من أجل نقل أسلحة كيماوية مخزّنة فيه، وأشار إلى وجود “موافقة دولية ضمنية” من أجل تسهيل هذه المهمة ونقل هذه الأسلحة لتدميرها، وفق الاتفاق الدولي

وأوضح المصدر العسكري التابع للجيش السوري الحر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن خريطة الحرب في سورية خلال الشهرين الأخيرين تتبع خريطة تواجد السلاح الكيماوي، فبعد أن انتهى من تدمير ريف دمشق والقلمون لفتح الطريق الدولي أمام السلاح الكيماوي للخروج للساحل السوري من أجل نقله، يقوم النظام منذ عشرة أيام وحتى اليوم بقصف حلب وتدمير مناطق تسمح له بفتح الطريق نحو مطار كويرس المحاصر منذ أكثر من سنة، من أجل إخراج أسلحة كيماوية مخزّنة فيه”، على حد وصف

وكانت قوات النظام قد كثّفت نيران أسلحتها الثقيلة ومدفعيتها لليوم العاشر على التوالي على مدينة حلب ولاسيما الأحياء الشرقية واستهدفت بأكثر من مائة برميل متفجر أحياء المرجة وقاضي عسكر والصالحين والأحمدية والحيدرية وبعيدين ومساكن هنانو وماير ومارع وحريتان ورتيان والصاخور ومارع في حلب وريفها، وسقط نتيجتها أكثر من خمسمائة قتيل بينهم نحو مائة طفل وأضعاف ذلك العدد من الجرحى وفق مراصد حقوقية سورية.

وأضاف المصدر العسكري “كان من الأجدر للمجتمع الدولي التفاهم مع الكتائب المقاتلة المسيطرة على المنطقة لتتفق معها على تسهيل خروج هذه الأسلحة الكيماوية بدلاً من أن يسمح للنظام بقصفها وتدميرها”، واستطرد “كنا قد عرضنا على بعض الأوساط الدولية أن نساهم في فتح الطريق وتسهيل خروج هذه الأسلحة برعاية دولية، لكن بعض الدول وعلى رأسها روسيا رفضت بسبب خوفها من انتقال الأسلحة لأيدي كتائب المعارضة المسلحة”

وكان ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية قد هدد بعدم المشاركة في مؤتمر جنيف2 المعني بإيجاد حل للأزمة السورية والمتوقع انعقاده في الثاني والعشرين من الشهر المقبل في حال مواصلة قوات النظام قصفها على مدينة حلب وريفها.

وتابع القيادي العسكري الميداني من حلب “ما يجري من قصف جوي عنيف ومن تدمير ممنهج يخضع لموافقة ضمنية من المجتمع الدولي، روسيا وأمريكا وغيرها، وتتحمل مع النظام جزءاً من المسؤولية”

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد أعربت عن استيائها من الحملة التي يشنها النظام على حلب واستخدامه البراميل المتفجرة والطيران الحربي، وقدّمت واشنطن مشروع بيان أمام مجلس الأمن يدين الغارات الجوية للنظام على حلب إلا أن المجلس فشل في إصدار البيان بسبب اعتراض روسيا

هيئة التنسيق السورية تدعو لمؤتمر بالقاهرة لتحديد القواسم المشتركة للمعارضة

روما (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

طرحت هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي مبادرة قبيل مؤتمر جنيف2 حملت اسم (وفد واحد، برنامج واحد، صوت واحد)، دعت من خلاله لاجتماع مصغر في القاهرة، يشمل الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق والهيئة الكردية العليا وشخصيات مستقلة لتحديد المشتركات الأساسية للمعارضة السورية.

كما دعت الهيئة إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة للمعارضة السورية تنضم إليها شخصيات تمتلك الكفاءة والاختصاص والتجربة تسمح برسم سياسة إعلامية مشتركة وبناء نسيج علاقات قوية أثناء المؤتمر وتكوين جماعات ضغط مؤيدة للبرنامج المشترك

ودعت الهيئة قوى وتيارات العارضة السورية للتوافق قبيل جنيف2 على عناوين أساسية أهمها اعتبار المؤتمر الدولي تدشينا لفترة انتقال ديمقراطي مدني لا فترة استمرار للتعسف والدكتاتورية، وضرورة أن يكون لنتائج المؤتمر طابع مُلزم وتنفيذي، والاتفاق قبيل المؤتمر على ميثاق وطني سوري مشترك وعلى مبادئ دستورية للمرحلة الانتقالية وأولويات العدالة الانتقالية وعلى تحديد مواصفات هيئة الحكم ومبدأ إعادة هيكلة وبناء المؤسستين العسكرية والأمنية

ورات أن نجاح مؤتمر جنيف2 مرتبط بتحقيق عدة شروط أهمها وقف الاعتقالات العشوائية والإفراج عن المعتقلين وخصوصاً النساء والأطفال، ورفع مستويات الإغاثة وإيصال المساعدات الإنسانية، ورفع العقوبات الغذائية والدوائية عن سورية، وإطلاق سراح المخطوفين لدى مختلف الجماعات المسلحة

وشددت هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي على ضرورة أن يرسم مؤتمر جنيف معالم سورية مدينة ديمقراطية ذات سيادة لا مؤتمراً لتقاسم النفوذ والمصالح الدولية، ولا يمكن الحديث عن تسوية سياسية تاريخية إلا في مؤتمر يهدف إلى التغيير الديمقراطي وانتقال البلاد من دولة أمنية إلى دولة القانون الديمقراطي

أموال أوروبية إضافية لمساعدة اللاجئين السوريين

بروكسل (23 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت المفوضية الأوروبية عن تخصيص مبلغ جديد يصل إلى ثلاثين مليون يورو، لمساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في كل من الأردن ولبنان وأيضاً لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين تضرروا جراء الصراع السوري

وفي هذا المجال، أكد المفوض الأوروبي المكلف بشؤون سياسة الجوار ستفان فول في تصريحات الاثنين، أن هذه الأموال ستصرف من موازنة سياسة الجوار الأوروبية، “نأمل أن تساعد هذه الأموال في تحسين ظروف اللاجئين السوريين وتعزيز قدرات البيئات الحاضنة لهم، خاصة في فصل الشتاء الحالي، الذي نشهد فيه موجة برد غير مسبوقة في كافة أنحاء الشرق الأوسط”، حسب تعبيره

وأكد أن أولويات المفوضية الأوروبية تنحصر في تأمين متطلبات التعليم والخدمات الأساسية مثل مياه الشرب والصرف الصحي

وذكر فول أن الإتحاد الأوروبي بدوله ومؤسساته، لا يزال المانح الأكبر للاجئين السوريين منذ بداية الأزمة في هذا البلد قبل ما يقرب ثلاثة أعوام، مشيراً إلى أن التكتل الموحد كان صرف حوالي ملياري يورو في مجالات مختلفة لمعالجة الآثار الإنسانية للصراع

وكان المفوضية الأوروبية قد وقعت الأسبوع الماضي عقوداً بقيمة 147 مليون يورو مع العديد من وكالات وهيئات لأمم المتحدة المتخصصة، لضمان استمرارية وتطوير برامجها القائمة حالياً والرامية إلى التعاطي مع التحديات التي تفرضها أزمة اللاجئين السوريين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى