أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2013

تحديد موعد «جنيف 2» قبل حل العقد

لندن، نيويورك، جنيف، روما، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلن الأمين العام للامم المتحدة بان كي، يوم 22 كانون الثاني (يناير) المقبل موعداً لمؤتمر «جنيف 2» قبل حل «العُقَد» التي كانت تؤخر انعقاده، بينها مشاركة إيران التي لم تعلن إلى الآن موافقتها على بيان جنيف الأول وتشكيل حكومة انتقالية في سورية.

في غضون ذلك، عقد الجانبان الأميركي والروسي والمبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي محادثات في جنيف لاستكمال ترتيبات عقد المؤتمر، على أن يُعقد اجتماع تشاوري آخر في 20 الشهر المقبل. كما شهدت العاصمة السويسرية لقاءات مع قادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ومعارضين سوريين آخرين.

وكان بان قال للصحافيين: «لدينا هدف واضح. تنفيذ بيان جنيف بالكامل الصادر في 30 حزيران (يونيو) 2012، بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية، بناء على موافقة المشتركين، ذات سلطات تنفيذية كاملة، بما في ذلك على المؤسسات العسكرية والأمنية»، من دون أن يشير إلى قائمة المدعوين إلى المؤتمر.

من جهته، أكد الإبراهيمي أنه لم يجر بعد الاتفاق على قائمة المدعوين. وقال الإبراهيمي للصحافيين في أعقاب اجتماع مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي تشيرمان، إن «لائحة المدعوين لم تحدد بعد». فيما ذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن المشاركة في هذا المؤتمر «ممكنة للقوى الإقليمية كافة التي تقبل مبدأه، وهو تشكيل حكومة انتقالية». وأضاف أن إيران تريد أن يكون لها دور إيجابي في المنطقة و «هذا الدور الإيجابي يبدأ عندما يكف حزب الله عن التدخل في سورية». واعتبر الإبراهيمي أنه ينبغي أن يكون ممثلو النظام السوري والمعارضة «ذوي مصداقية مع أكبر صفة تمثيلية ممكنة». وقال: «نحن على اتصال مع المعارضة والحكومة في وقت واحد. طلبنا منهم إعطاءنا أسماء وفودهم بأقصى سرعة والأفضل قبل نهاية العام لأنه من الأهمية بمكان أن نلتقيهم ونتحدث معهم ونستمع إليهم. هذا المؤتمر هو فعلاً لكي يأتي السوريون إلى جنيف ويتحدثوا، وأن يبدأوا، كما نامل، عملية سلام موثوقاً بها وفعالة يمكن أن تكون صالحة للتنفيذ بالنسبة إلى بلدهم»، لافتاً إلى أن المؤتمر سيبدأ «من دون شروط مسبقة»، و «كل المسائل ستطرح على الطاولة، وستبدأ المفاوضات في 22 كانون الثاني. لكن كم من الوقت ستدوم، سنقول ذلك عندما يبدأ الأمر».

ورحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالسعي إلى عقد مؤتمر السلام، قائلا إنه يمثل «أفضل فرصة» لتشكيل حكومة انتقالية جديدة في البلد المضطرب وإخراجه من أزمته. وقال: «من أجل إنهاء سفك الدماء ومنح الشعب السوري فرصة لتحقيق تطلعاته التي تأجلت طويلاً، تحتاج سورية الى قيادة جديدة (ما سيكون) خطوة مهمة باتجاه إنهاء معاناة الشعب السوري والتأثير المزعزع للاستقرار لهذا النزاع على المنطقة». لكنه أقر بوجود «عقبات عديدة على طريق التوصل إلى حل سياسي، وسندخل إلى مؤتمر جنيف الخاص بسورية بأعين مفتوحة».

وقال إنه خلال الأسابيع المقبلة، ستعمل واشنطن مع الأمم المتحدة وغيرها من الشركاء للأعداد لأجندة المحادثات وقائمة الضيوف المشاركين في المؤتمر. وأضاف أن على النظام السوري والمعارضة «تشكيل وفودهما». ولم يكشف كيري صراحة عن قائمة المدعوين إلى المؤتمر، واكتفى بالقول: «نظراً إلى أن لدول خارجية تأثير كبير على المجموعات المتحاربة في سورية، فإن لها أيضاً دوراً مهماً تلعبه». وزاد: «لاحتواء التهديد المتزايد للتطرف والمقاتلين الأجانب داخل سورية وضمان احترام سيادة الأراضي السورية، لا يمكننا تأخير العمل على إقامة حكومة انتقالية».

واعربت مصادر «الائتلاف» عن «الانزعاج» لعدم استجابة طلبها تأجيل المؤتمر الى بداية شباط (فبراير) المقبل، مشيرة الى ان قادة «الائتلاف» خرجوا من لقاءاتهم مع الجانبين الاميركي والروسي والابراهيمي في جنيف بان «اي تغيير لم يحصل لا لجهة تقديم ضمانات والقيام باجراءات بناء ثقة وتقديم مساعدات انسانية او لجهة استمرار موسكو برفض ان يكون للائتلاف دور قيادي». وتابعت المصادر ان الابراهيمي طلب من قادة «الائتلاف» تسمية اعضاء الوفد الى المؤتمر قبل 27 كانون الاول (ديسمبر) المقبل، مشيرة الى ان القرار النهائي في هذا الموضوع سيتخذ في اجتماع الهيئة العامة في منتصف الشهر المقبل. وتابعت ان السفير فورد طلب لقاء عاجلا مع قيادة «المجلس الوطني» برئاسة جورج صبرا، اشد المعارضين لـ «جنيف 2».

وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الانتقال السياسي يعني أن الأسد لا يمكن أن يكون له دور مستقبلي في سورية. إنني أرحب ترحيباً كبيراً بقرار الائتلاف المشاركة (في المؤتمر)، وأعتبره في قلب وفد المعارضة وصدارته. دعمنا لهم (الائتلاف) سيتم توسيعه واستمراره خلال عملية جنيف 2».

وفي نيويورك، قال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن «جولات المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وروسيا التي سبقت إعلان موعد المؤتمر توصلت الى اتفاق على الإطار العام لمفاوضات السلام حول سورية»، وإن «الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني فتح الطريق أمام جنيف 2». وقال ديبلوماسي مطلع على التحضيرات الجارية لعقد «جنيف ٢»، إن «إيران والمملكة العربية السعودية ستتلقيان الدعوة للمشاركة على الأقل في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر»، التي يتوقع أن «يعقبها جلسات عمل مصغرة»، وأن الدعوات للمشاركين «قد ترسل في وقت قريب من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة».

من جهته، قال الناطق باسم «الائتلاف» المعارض في إسطنبول: «أعتقد أن من المهم أن نسأل في هذه المرحلة عن كيفية إنجاح مؤتمر جنيف لأن لا أحد مهتماً بحضور مؤتمر آخر. نظام الأسد يقول إنه سيأتي إلى جنيف لكنه لا يقبل بيان جنيف. ما نريده منهم هو (تنفيذ) المبادئ الستة لبيان جنيف. عليهم أن يعلنوا استعدادهم وقبولهم الكامل لبيان جنيف».

وأوضحت مصادر المعارضة لـ «الحياة»، إن وفد «الائتلاف» برئاسة الأمين العام بدر جاموس التقى في جنيف أول من أمس، في شكل منفصل الإبراهيمي والسفير الأميركي السابق لدى سورية روبرت فورد، مشيرة إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف سيعقد اليوم لقاءات مع معارضين آخرين.

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «خمسة مقاتلين من حزب الله اللبناني قتلوا و12 آخرين أصيبوا بجروح (في اليومين الماضيين) في منطقة المرج في الغوطة الشرقية في اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة». وكان «الائتلاف» أعلن أن مقاتلي «الجيش الحر» استعادوا السيطرة على ست قرى شرق دمشق ووصلوا إلى أطراف بلدة العتيبة التي تشكّل ممراً للإمداد العسكري والإنساني بين دمشق وغوطتها وجنوب سورية.

وجاء تقدم «الحر» في الغوطة الشرقية في وقت تواصلت الاشتباكات في القلمون وقطع الطريق الدولية بين دمشق وحمص في وسط البلاد. وأعلن «المرصد» أن القوات النظامية قصفت مناطق في مدن الزبداني والنبك ويبرود، بالترافق مع تنفيذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في مدينة النبك ومنطقة ريما، ما أدى إلى مقتل رجل وامرأة.

الائتلاف السوري المعارض: نرفض مشاركة الأسد في هيئة الحكم الانتقالية

بيروت – ا ف ب

اكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفض مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في “هيئة الحكم الانتقالي”، التي ستخرج عن مؤتمر “جنيف-2″، وذلك غداة اعلان تحديد موعد المؤتمر الدولي الهادف الى ايجاد حل للازمة السورية في 22 كانون الثاني/يناير.

وجاء في بيان ان “الائتلاف يؤكد التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سورية السياسي”.

إدريس: لن نشارك في جنيف 2 ولن نوقف القتال

دمشق – رويترز

قال قائد الجيش السوري الحر المعارض سليم إدريس، إن مقاتليه لن يشاركوا في مؤتمر جنيف 2، الذي سيعقد في المدينة السويسرية في كانون الثاني/يناير، وإنهم لن يوقفوا القتال وسيواصلون معركتهم للإطاحة بالرئيس بشار الأسد خلال فترة المحادثات.

ورأى اللواء سليم إدريس، في مقابلة تلفزيونية، أن “الظروف غير مواتية لمحادثات جنيف 2 في الموعد المقرر لها”، مؤكداً أن “الجيش الحر والقوى الثورية لن تشارك في المؤتمر”.

وأضاف إن “مقاتليه لن يوقفوا القتال أبداً خلال مؤتمر جنيف أو بعده، وكل ما يهم هو الحصول على الأسلحة التي يحتاجها المقاتلون”.

إيران مستعدة للمشاركة في “جنيف 2” إذا وجهت إليها الدعوة

دبي – رويترز

أكد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إن بلاده مستعدة للمشاركة في محادثات السلام المقررة في جنيف يوم 22 كانون الثاني/يناير بشأن سورية إذا وجهت إليها الدعوة.

وقال ظريف لقناة “برس تي.في” نرى أن مشاركة إيران في “جنيف 2″ إسهام مهم في حل المشكلة. قلنا دائما إنه إذا دعيت إيران فسنشارك دون أي شروط مسبقة”.

البرقاوي يدعو إلى التروي قبل «مبايعة أبو بكر البغدادي»

عمان – تامر الصمادي

دعا منظر التيارات الجهادية في الأردن عصام البرقاوي الشهير بـ «أبو محمد المقدسي»، من سجنه الأردني، المقاتلين السنة في سورية إلى التروي قبل مبايعة «أبو بكر البغدادي» زعيم «دولة العراق والشام الإسلامية».

جاء ذلك في رسالة نقلها إلى «الحياة» زعيم «السلفييين الجهاديين» جنوب الأردن محمد الشلبي المعروف بـ «أبو سياف».

ووجه المقدسي في الرسالة نقداً مباشراً الى بكر بن عبد العزيز المعروف بـ «أبو همام الأثري»، وهو أحد قادة «الدولة الإسلامية» في سورية، قائلاً: «أدعو أبو همام الأثري وآخرين يدعون إلى إلزام المجاهدين ببيعة أبو بكر البغدادي إماماً عاماً على المسلمين، إلى التروي قبل إصدار الفتاوى التي تلزم الأمة أموراً عظاماً تحتاج الى دراسة وترو من جهابذة العلم». وأضاف: «يجب ألا يكون الأثري وإخوانه سبباً في إظهار الخلاف أمام الناس، وإن من مقاصد الشريعة تجميع الصفوف وعدم تفريقها».

وعلمت «الحياة» من مصادر جهادية أردنية أن «الأثري» الذي يقاتل حالياً في مدينة حلب السورية بحريني الجنسية، ويعمل «مستشاراً شرعياً» لدى منبر إلكتروني ينشط في نشر فتاوى ومؤلفات «المقدسي» السجين في الأردن منذ سنوات لادانته بتهم تتعلق بـ «الإرهاب».

وكان «الأثري» أصدر قبل أيام رسالة دعا فيها الجماعات السلفية المقاتلة في سورية إلى مبايعة «البغدادي»، قائلاً: «ظل مجلس شورى الدولة في حال انعقاد مستمر طيلة الفترة الماضية… والكلمة اجتمعت على بيعة الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي الحسيني القرشي أميراً للمؤمنين، وكذا على تولية الشيخ المجاهد أبي عبد الله الحسني القرشي وزيراً أول ونائباً له، وندعو المجاهدين كافة في الشام إلى مبايعة البغدادي أميراً على المسلمين».

وكانت «الحياة» نشرت قبل أيام رسالة بعث بها الداعية الأردني من أصل فلسطيني عمر عثمان المعروف بـ»أبو قتادة» من داخل سجنه جنوب عمان إلى المقاتلين السنة في سورية، أكد خلالها انحيازه إلى رسالة أخرى سجلت أخيرا بصوت زعيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، أعلن فيها إلغاء ضم الشام إلى «دولة العراق الإسلامية»، مؤكداً بقاء «النصرة» على الأرض السورية باعتبارها ذراع «القاعدة» الوحيدة هناك.

في شأن آخر، توقع «أبو سياف» حدوث مواجهة حاسمة بين الجهاديين السنة ومقاتلي «حزب الله» في غضون الأيام المقبلة، مؤكداً أن مقاتلة أنصار الحزب تعتبر «على رأس أولويات» السلفيين.

وجاءت هذه التصريحات بعد تقارير ميدانية تحدثت عن ارتفاع وتيرة القتال بين قوات الحزب وفصائل «الجيش الحر» و»جبهة النصرة» قرب المناطق السورية المجاورة للأردن. وأفادت تقارير أن مقاتلي الحزب يحاولون استعادة السيطرة على الحدود مع الأردن التي سقطن غالبيتها في ايدي الثوار.

وقال الزعيم السلفي إن «حزب الله من أخطر الجماعات المقاتلة على الساحة السورية، وهو على رأس أولويات المجاهدين». وأضاف: «يجب التصدي له لأنه يقاتل أهل السنة والجماعة من منظور عقائدي». وتابع: «مستعدون للدفاع عن القرى والحدود الأردنية من عدوان الحزب الشيعي، ونحن هنا لا ندافع عن أسلاك أو حواجز حدودية أو عن النظام الأردني، وإنما عن عقيدة وأعراض أهل السنة والجماعة».

وقال مقاتلون في «الجيش الحر» إن المعارك مع «حزب الله» متواصلة في العديد من قرى وبلدات محافظة درعا القريبة من الأردن، أهمها في بلدتي بصرى الشام والمنشية التي لا تبعد سوى 300 متر فقط عن الحدود الأردنية. وأضافوا أنهم حصلوا على إثباتات تؤكد قيادة «حزب الله» لمعارك درعا، منها أسلحة ووثائق وأعلام صفراء تتبع الحزب.

وقال قائد لواء اليرموك وقائد العمليات الخاصة في «الجيش الحر» جنوب سورية بشار الزعبي لـ «الحياة» إن وجود «حزب الله» في درعا «تسبب في تأخير تحرير المحافظة الجنوبية». وأضاف: «خاض الحزب معارك كبرى هنا ضد الثوار، وإذا تمكن من التقدم في منطقة المنشية، فإنه قد يوجد مباشرة على الشريط الحدودي مع الأردن».

وتتحدث عمان بتحفظ عن تقدم «حزب الله» قرب أراضيها، لكن الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير محمد المومني قال لـ «الحياة» إن بلاده «تنظر بقلق شديد تجاه التقارير المتواترة التي تتحدث عن وجود مجموعات متطرفة مسلحة (لم يسمها) قرب حدودها مع سورية». وأضاف أن مؤسسات الدولة الأردنية وأجهزتها «تبذل الإجراءات الضرورية كافة للحفاظ على أمن الأردن واستقراره وأمن حدوده».

ما هي العقوبات الدولية المفروضة على إيران؟

باريس – أ ف ب

أتاح الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم إقراره أمس الأحد في جنيف، خفض العقوبات الدولية المفروضة على إيران منذ سنوات، والتي كانت تضيّق على اقتصادها.

هذه العقوبات الدولية المفروضة على إيران لحملها على التخلي عن أنشطتها النووية، المركزة على قطاعات أساسية (الدفاع والنفط والمال…)، ستخفف موقتاً بموجب اتفاق جنيف.

فما هي هذه العقوبات؟

الأمم المتحدة

منذ العام 2006 صوت مجلس الأمن على أربع مجموعات من العقوبات:

– القرار 1737 الصادر في 23 كانون الأول (ديسمبر) 2006: ينص على فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على 10 كيانات مرتبطة بالبرامج النووية والبالستية الإيرانية. وتم تجميد أرصدتها وأرصدة 12 شخصية.

– القرار 1747 الصادر في 24 آذار (مارس) 2007: يشدد العقوبات ويوسع نطاقها، تم تجميد أرصدة 13 كياناً جديداً مرتبطاً بالبرنامج النووي، وفرض حظر على مشتريات الأسلحة الإيرانية وفرض قيود على القروض لإيران.

– القرار 1803 الصادر في 3 آذار (مارس) 2008: يوسع لائحة الكيانات والأشخاص الذين يطالهم تجميد الأرصدة في الخارج والمحظور عليهم السفر. ويحظر أيضاً تزويد إيران بمعدات ذات استخدام مزدوج (مدني وعسكري).

– القرار 1929 الصادر في 9 حزيران (يونيو) 2010: يفرض قيوداً جديدة على الاستثمارات الإيرانية ويحظر بيع إيران بعض الأسلحة الثقيلة، مثل دبابات وطائرات ومروحيات قتالية كما يوسع لائحة الأفراد والكيانات الإيرانية التي تطالها العقوبات.

الولايات المتحدة

في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979: جمدت واشنطن الأرصدة الإيرانية في المصارف الأميركية وفروعها، بعد احتجاز رهائن في السفارة الأميركية في طهران.

– فرض حظر اقتصادي تام في 1995 أعقبته في 1996 عقوبات على الشركات مهما كانت جنسيتها والمستثمرة في قطاعي النفط والغاز في إيران. ويتم تعديل هذه العقوبات بانتظام.

– في 2008، منعت الولايات المتحدة المصارف الأميركية من أن تكون وسيطاً في تحويل أموال مع إيران.

– في تموز (يوليو) 2010، استهدف قانون إمدادات الوقود إلى إيران، التي تعتمد كثيراً على المنتجات المكررة ونص على اتخاذ إجراءات رد على المجموعات الأجنبية التي تستثمر في القطاع النفطي الإيراني.

– في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 شددت واشنطن عقوباتها على الأشخاص الذين يقدمون دعماً لتطوير القطاع النفطي الإيراني.

– في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2011 تم تجميد أرصدة مؤسسات مالية أجنبية تقيم علاقات تجارية مع البنك المركزي الإيراني في قطاع النفط.

– في 31 تموز (يوليو) 2012 تم تشديد العقوبات على القطاعات النفطية والبيتروكيماوية الإيرانية.

– في الثالث من حزيران (يونيو9 2013، تم استهداف قطاع إنتاج السيارات والعملة المحلية.

– في 31 تموز (يوليو) 2013: تصويت مجلس النواب الأميركي على فرض عقوبات جديدة.

الاتحاد الأوروبي

– في 26 تموز (يوليو) 2010، منع الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدة فنية أو نقل تكنولوجيا نفطية إلى إيران، وأنشطة بعض المصارف الإيرانية، كما وسع نطاق لائحة الأمم المتحدة للشخصيات المحظورة من السفر.

– في أيار/مايو ثم في كانون الأول (ديسمبر) 2011: جمد الاتحاد أرصدة 243 كياناً إيرانياً ونحو أربعين شخصية إضافية منعت أيضاً من الحصول على تأشيرات دخول.

– في 23 كانون الثاني (يناير) 2012: فرض الاتحاد الأوروبي حظراً نفطياً تدريجياً لا سابق له على إيران دخل حيز التنفيذ في الأول من تموز (يوليو) 2012، وجمد أرصدة البنك المركزي الإيراني.

– في 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2012: حظر الاتحاد الأوروبي التعاملات بين المصارف الأوروبية والإيرانية مع بعض الاستثناءات، ووضع على القائمة السوداء وزير الطاقة الإيراني و34 إدارة وشركة.

– في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2012: وسع الاتحاد الأوروبي قائمته السوداء التي شملت 105 إيرانيين و490 شركة.

                                                                                                                                                               «            

انقلاب ديبلوماسي ضخم» لأوباما

واشنطن – جويس كرم

انهمكت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في شرح تفاصيل الاتفاق المرحلي المبرم في جنيف بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، والرد على منتقديها في الداخل والخارج في شأن مخاوف من أن الصفقة تمنح طهران حق تخصيب اليورانيوم، وهذا ما نفته الإدارة.

واتصل أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لطمأنته والالتزام بـ «استشارات مكثفة» بين الجانبين في المرحلة المقبلة، وتوقّع خبراء مفاوضات صعبة ومعقدة، قبل إبرام اتفاق شامل، خصوصاً لأن القيادة في إيران لم تعطِ مؤشرات إلى اهتمامها بتقارب شامل مع واشنطن.

وأبلغ أبرز الباحثين في «معهد كارنيغي للسلام الدولي» كريم سادجابور «الحياة» أن “الولايات المتحدة وإيران لن يكونا حلفاء في أي وقت قريب، وثمة أجواء كبيرة من عدم الثقة والقضايا العالقة» التي تحول دون ذلك، أبرزها أن «إسرائيل ليس لديها صديق في العالم افضل من الولايات المتحدة وعدو أسوأ من إيران». ورأى أن على الجميع في المنطقة «التروي» لأن الأمور «لم تبلغ مرحلة إعادة التوازن الإقليمي».

سادجابور القريب من مسؤولين في إدارة أوباما، اعتبر أن «العداء بين الولايات المتحدة وإيران لا بد أن ينتهي، لأنه ليس في المصلحة الاستراتيجية للبلدين»، مستدركاً: «ليس قبل أن نرى قيادة إيرانية تضع في شكل مستمر مصالحها القومية فوق تلك الأيديولوجية، ولم نصل إلى هذه المرحلة بعد».

وتطرّق إلى اتفاق جنيف منبهاً إلى أن «الاتفاقات النووية يصدر حكم عليها عادة بعد أشهر وسنوات، لا ساعات، وما يمكن قوله إن هذا انقلاب ديبلوماسي ضخم لإدارة أوباما»، إذ إن الصفقة تضمن هدفيه حيال طهران: منعها من امتلاك سلاح ذري وتجنّب استخدام الخيار العسكري ضدها. ولفت سادجابور إلى أن السؤال الأبرز يبقى مدى استعداد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي لـ «تقارب شامل مع الولايات المتحدة»، معتبراً أن لا مؤشرات إلى ذلك.

ورأى أن خامنئي «في وضع صعب، وثمة زخم ضخم وآمال مرتفعة لدى الإيرانيين، ستصعّب عليه أن يشكّل عائقاً بين الشعب الإيراني والتعاضد الدولي». وزاد أن العائق الأبرز يبقى حول تخصيب اليورانيوم، مضيفاً أن كون إيران أرادت «إقراراً علنياً (بهذا الأمر) فيما أرادته واشنطن ضمنياً، واتفقا على أن يختلفا، سيبقى عائقاً في المرحلة المقبلة».

الميدان السوري في سباق مع جنيف – 2 موعد 22 ك2 “لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم

نيويورك – علي بردى جنيف – موسى عاصي

لم يدخل الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي قاعة الصحافة شاحباً كما في المرة السابقة (4 تشرين الثاني الجاري)، هذه المرة دخل حاملاً موعداً لجنيف – 2 ضربه من نيويورك الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون. لكن هذا الموعد لم يأت على خلفية جهوزية الاطراف كافة للاشتراك في المؤتمر الذي طال انتظاره، بل لوضع “الجميع أمام مسؤولياتهم” استناداً الى أوساط الامم المتحدة، وتحديداً المعارضة السورية بجميع اطرافها وحضها على الاسراع في حسم الموقف من تأليف وفدها المشترك الذي تطالب به “الترويكا” الدولية لمواجهة وفد النظام السوري حول طاولة الامم المتحدة في جنيف. ورأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان مؤتمر جنيف – 2 هو “افضل فرصة” لتأليف حكومة انتقالية لإنهاء الصراع ولكن يجب الا يقلل اي طرف شأن الصعوبات التي يحملها المستقبل.

في غضون ذلك، استمرت المعارك بعنف في الغوطة الشرقية بريف دمشق حيث يحاول مقاتلو المعارضة منذ الجمعة فك الحصار عن بلدات في الغوطة، بينما أعلن مصدر أمني سوري “ان المقاتلين استولوا على سبع بلدات فيما استعاد النظام ثلاثة منها”. ونقلت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطة عن أهلين في دير عطية شمال دمشق “ان قوات الجيش اعادت انتشارها في محيط بلدة دير عطية تمهيداً للسيطرة عليها بعد تسلل أكثر من 500 مسلح إليها معظمهم من جنسيات غير سورية”.

بان كي – مون

وأعلن بان أن مؤتمر جنيف – 2 سيعقد في 22 كانون الثاني 2014، معرباً عن امتنانه العميق للبلدين المبادرين، الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك للدول الأعضاء في الأمم المتحدة والإبرهيمي لـ”عملهم الجدي الذي مهد للوصول الى هذه النقطة”. وقال إن المؤتمر “وسيلة لانتقال سلمي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الى الحرية والكرامة، ويضمن السلامة والحماية لجميع الجماعات في سوريا”. وأضاف أن “المؤتمر يهدف الى التطبيق الكامل لإعلان جنيف في 30 حزيران 2012 الذي يتضمن تشكيل هيئة حاكمة، بالإتفاق المتبادل، تتمتع بكل الصلاحيات التنفيذية على كل المؤسسات بما فيها العسكرية والأمنية”.

الاجتماع الثلاثي

وشارك في الجولة التحضيرية الثانية لمؤتمر جنيف- 2 عن الامم المتحدة الابرهيمي وفريق عمله، وعن الولايات المتحدة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان والسفير الاميركي في دمشق روبرت فورد، وعن الجانب الروسي مساعدا وزير الخارجية غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف. وناقش الموفدون مسألة القائمة الكاملة للمشاركين. وقالت اوساط الامم المتحدة في جنيف لـ”النهار” إن الاقتراح المتعلق بتوزيع المقاعد حول طاولة المفاوضات في جنيف – 2 والذي سيقدمه الابرهيمي الى فريقي الصراع في سوريا لاحقاً يقوم على اساس “تسعة بتسعة”، أي تسعة أعضاء من النظام بينهم رئيس وفد، وتسعة من المعارضة بينهم رئيس وفد.

ويأتي هذا الاقتراح وقت تستعر مجدداً الخلافات بين أطياف المعارضة بسبب الاسماء المقترحة للمشاركة، مع اتهامات لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بمحاولة “الهيمنة” على القرار المعارض. وقالت اوساط “هيئة التنسيق الوطني” لـ”النهار” ان النظام السوري والائتلاف تشاركا في منع الشخصيات الاربع الاولى من المشاركة في المؤتمر، “اثنان يمنعهم النظام من السفر، واثنان وضع الائتلاف فيتو على مشاركتهما”.

ويشاطر هذا الرأي رئيس الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم الذي قال لـ”النهار” إن الائتلاف الوطني لم يجر أي اتصال بالهيئة الكردية العليا، من اجل تأليف الوفد، وانه يرى ان الشخصيات الكردية التي يضمها هي التي تمثل الاكراد في سوريا “فالائتلاف لا يعترف بوجودنا” لكن للابرهيمي رأياً آخر، اذ قال في مؤتمره صحافي في جنيف، ان “الائتلاف سيلعب درواً كبيراً في تأليف الوفد، ولكن ينبغي ان تكون للوفد المشترك المشارك صدقية كبيرة وحالة تمثيلية كبيرة”.

وتبقى مشاركة الدول في جنيف – 2 من دون حل، فالابرهيمي يسعى الى أوسع مشاركة، ويركز على ضرورة مشاركة كل من ايران والمملكة العربية السعودية تحديداً، ويشاطره هذا الموقف كل من بان كي – مون والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. لكن امر مشاركة ايران لم يحسم بعد، فالولايات المتحدة ترفض هذه المشاركة حتى الآن والائتلاف الوطني السوري يعتبر ان ايران جزء من المشكلة، ولم تجد في هذا الاطار تدخلات غاتيلوف لدى وفد الائتلاف الذي التقاه في جنيف أي نتيجة. وعلم أن غاتيلوف قال للوفد السوري: “بما أنكم تعتبرون ايران جزءاً من الأزمة فعليكم اعتبارها أيضا جزءاً من الحل”. ولم يخف انزعاج موسكو من رفض مشاركة ايران معلناً بعد لقائه وفد الائتلاف انه “من دون مشاركة ايران سيكون من الصعب تنفيذ ما سيتفق عليه في جنيف – 2، وان ايران دولة اقليمية كبرى لها علاقة بالاحداث الجارية في سوريا ومشاركتها امر ضروري”.

ورداً على سؤال لـ”النهار” عن دور الحكومة الانتقالية وصلاحياتها وخصوصاً بالنسبة الى الاجهزة الامنية والجيش السوري، قال الابرهيمي: “ان هذه الحكومة هي من اهم النقاط التي يجب البحث فيها في المؤتمر وانه اتفق عليها وعلى نقل الصلاحيات اليها كاملة في مؤتمر جنيف – 1 الذي عقد في حزيران 2012، وان الجميع متفقون على دخول المؤتمر من غير شروط مسبقة.

المعارضة السورية تحاول وقف تقدم النظام في ريف دمشق وحلب / كيري: جنيف – 2 أفضل فرصة لتأليف حكومة انتقالية

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

يحاول مقاتلو المعارضة السورية الحد من تقدم القوات النظامية أخيراً في ريف دمشق وحلب بشنهم هجمات مضادة، فيما رأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان مؤتمر جنيف-2 للسلام في سوريا هو “افضل فرصة” لتأليف حكومة انتقالية لإنهاء الصراع ولكن يجب الا يقلل اي طرف شأن الصعوبات التي يحملها المستقبل.

افاد ناشطون سوريون ان التصعيد الهادف الى كسر الحصار الذي يفرضه النظام السوري على الغوطة الشرقية في ريف دمشق أدى الى مقتل العشرات من كلا الجانبين.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلي المعارضة “قاموا بالسيطرة على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز خلال الايام الثلاثة الاخيرة في الغوطة الشرقية وجنوب حلب بعدما شنّوا هجمات مضادة على هذه المناطق”.

واضاف ان المعارك في الغوطة الشرقية اسفرت عن مقتل 194 مقاتلا من الجانبين منذ الجمعة، كما قتل سبعة مواطنين- صحافيين معارضين.

وأوضح ان حصيلة القتلى تشمل 115 مقاتلا معارضا بينهم 50 جهاديا ينتمون الى “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) و”جبهة النصرة” المرتبطتين بتنظيم “القاعدة”، فيما قتل من الطرف الاخر خمسة من افراد “حزب الله” اللبناني و 20 مقاتلا من “لواء ابو فضل العباس” العراقي، الى 46 رجلا من القوات النظامية وثمانية من افراد ميليشيات موالية للنظام. وافاد الى ان “حزب الله يقود المعارك في الغوطة الشرقية حيث قام بنشر المئات من مقاتليه”.

واعلن ان القوات النظامية “لم تعد تحرز تقدما هناك”، وان “المعارك تركزت اليوم (الاثنين) حول منطقة المرج في ريف دمشق الشرقي بالاضافة الى خناصر الواقعة جنوب شرق حلب”.

وعزا “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تقدم المقاتلين الى اعلان فصائل اسلامية اساسية تقاتل في سوريا ضد النظام السوري السبت اندماجها لتشكل “الجبهة الاسلامية”. ولا تضم هذه الجبهة “داعش” و”جبهة النصرة”.

ولاحظ مصدر امني “ان المسلحين يحاولون تحقيق بعض الانجازات في الغوطة الشرقية بعد التقدم الذي احرزه الجيش، الا ان الطوق محكم ولن يستطيعوا تحقيقها… ان محاولاتهم بائسة وفاشلة ويتكبدون خسائر كبيرة”. واكد ان “الطوق محكم من مطار دمشق في اتجاه شريط البلدات في الغوطة الشرقية حتى عدرا” وان هذا الطوق “حرمهم امكان الاستفادة من الامدادات الداخلة او الاتصال بالريف الشرقي والشمالي الشرقي في دمشق”. وذكر “ان المقاتلين استولوا على سبع بلدات، فيما استعاد النظام ثلاث بلدات منهم” قائلا ان “المسلحين يحاولون الاستيلاء على العتيبة الا انهم لن ينجحوا”.

وتقع العتيبة في موقع استراتيجي شرق العاصمة، وكان يستخدمها المقاتلون حتى نيسان الماضي نقطة انطلاق لدخول دمشق من احدى الطرق الآتية من الحدود الاردنية.

وفي ريف حلب الجنوبي، شرح المصدر الامني ان “العمليات التي تجري هناك هي امتداد وتوسيع لعمليات ريف حلب الشرقي والجنوب الشرقي وتندرج تحت تامين المنطقة التي تم استرجاعها بشكل اكبر حتى يكون هناك امكان لفتح كل الطرق واعادة النشاط الى المطار” في مدينة حلب المتوقف عن العمل منذ سنة.

ونقلت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطة عن اهلين في مدينة دير عطية شمال دمشق “ان قوات الجيش اعادت انتشارها في محيط بلدة دير عطية تمهيدا للسيطرة عليها بعد تسلل أكثر من 500 مسلح إليها معظمهم من جنسيات غير سورية”.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا الجمعة سيطرة شبه كاملة على دير عطية في منطقة القلمون شمال دمشق، الاستراتيجية والمتاخمة للحدود اللبنانية.

ازمة بنزين خانقة

وبسبب المعارك الضارية التي تشهدها منطقة القلمون، يعاني سكان العاصمة السورية ازمة بنزين خانقة نتيجة توقف الطريق الدولي بين حمص ودمشق عن الخدمة منذ ايام.

وامتدت صفوف السيارات بضعة امتار امام محطات الوقود التي لا تزال تملك مخزونا من هذه المادة او تلك التي زودتها السلطات اياها من المخزون الاستراتيجي الذي تحتفظ به.

ويعيد ذلك الى الاذهان الكابوس الذي عاناه سائقو السيارات مرات عدة هذه السنة بسبب نقص تزويد المحطات العامة والخاصة بمادة البنزين. وعمدت الحكومة على الاثر الى رفع سعر ليتر البنزين للمرة الثالثة هذه السنة آخرها في تشرين الاول الماضي عندما رفعت سعر الليتر بنسبة 25 في المئة ليصل الى 100 ليرة (0،75 دولار).

وتعود الازمة الى اقفال الطريق الدولي بين دمشق وحمص التي فيها منشاة لتكرير النفط والتي تتزود منها صهاريج البنزين قبل ان تسلك الطريق متجهة الى العاصمة. ومصفاة حمص هي احدى مصفاتين للنفط لا تزالان تعملان في سوريا بعد نشوب العمليات العسكرية في البلاد على نطاق واسع ولكن بحدودهما الدنيا. واستهدف مقاتلو المعارضة هذه المصفاة مراراً بقذائف هاون، فشب حريق في خزانات الوقود.

واكد مصدر امني ان الجيش اقفل الطريق الدولي بين حمص ودمشق قبل ايام “لتجنيب المسافرين خطر القناصة”. وقال ان “المسلحين فروا من قارة الى مناطق قريبة كالنبك ودير عطية ودخلوا بعض الابنية وهم يقومون باعمال قنص”. واضاف ان “الجيش يقوم بواجبه في المنطقة”، وان “الامور ستحسم بشكل نهائي قريبا”.

لاجئون يعودون

وفي عمان، قال مصدر رسمي اردني ان نحو 100 الف لاجىء سوري عادوا طوعا الى بلادهم منذ نشوب الازمة السورية منتصف اذار 2011.

ونقلت وكالة الانباء الاردنية “بترا” عن المصدر الذي لم تسمه والذي يعمل في ادارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في المملكة ان “عدد اللاجئين السوريين العائدين طواعية الى بلادهم منذ اندلاع الازمة السورية قبل اكثر من سنتين بلغ نحو 100 الف لاجىء”.

كيري

وفي واشنطن، قال كيري ان مؤتمر السلام في سوريا هو “افضل فرصة” لتأليف حكومة انتقالية لإنهاء الصراع ولكن يجب الا يقلل اي طرف شأن الصعوبات التي يحملها المستقبل. وأضاف في بيان: “نعي جيدا ان العوائق على الطريق الى حل سياسي كثيرة وسندخل مؤتمر جنيف في شأن سوريا وعيوننا مفتوحة على اتساعها”. وأضاف: “سنواصل العمل مع الأمم المتحدة وشركائنا في ما يتعلق بالقضايا المتبقية بما في ذلك الدول التي ستوجه اليها الدعوة للحضور وجدول الأعمال”.

مشاركة إيران وتشرذم المعارضة يبعدان المؤتمر السوري إلى 22 ك2

واشنطن تستبق «جنيف»: إطار سياسي لـ«الجهاديين»

محمد بلوط

محاولات أميركية لتوسيع تمثيل المعارضة السورية إلى الجماعات «الجهادية» في مؤتمر «جنيف ٢» بعد تحديد موعد نهائي لانعقاده في 22 كانون الثاني المقبل.

السفير الأميركي روبرت فورد، المكلف الملف السوري، التقى الأسبوع الماضي في تركيا، مسؤولين من «لواء التوحيد» وجماعة «أحرار الشام». اللقاء بحث عملية ضم ممثلين عن هذه المجموعات إلى العملية السياسية.

الأميركيون الذين يخاطرون بإغضاب «الائتلاف الوطني السوري» يشعرون بأن الجماعات «الجهادية» المسلحة التي لا تندرج علناً في خط تنظيم «القاعدة»، والتي تؤدي دوراً ميدانياً كبيراً في المعارك ضد الجيش السوري، ينبغي تأطيرها سياسياً عبر «الائتلاف»، وإعادتها تحت إمرة «هيئة الأركان» التي يقودها سليم إدريس.

ويسهل التقارب وقوع «لواء التوحيد» تحت قيادة جماعة «الإخوان المسلمين» وتمويل «أحرار الشام» من جماعات سلفية كويتية خاصة. وقد يذهب الأميركيون إلى إشراك ممثلين مقربين منهم في جنيف، برغم أن «أحرار الشام»، التي يقاتل تحت لوائها ما يقارب الـ ١٥ ألف مقاتل والتي يقودها أبو عبدالله الحموي، هي حليفة «جبهة النصرة» الموضوعة على لائحة الإرهاب الأميركية.

ويعد ذلك تطوراً لافتاً في مقاربة الأميركيين للأولويات في سوريا. الهدف من التقارب مع هذه المجموعات، التي تشكل العمود الفقري لـ«جيش الإسلام» الذي يقوده زهران علوش، إحداث فرز بين «الجهادي القاعدي» وغير «القاعدي»، لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، بعد أن تبين تراجع «الجيش الحر» ميدانياً على جبهات كثيرة أمام الجيش النظامي و«داعش».

أما لقاء نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعد الوزير ميخائيل بوغدانوف ونظيريهما الأميركيين ويندي شيرمان وفورد والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، فلم يحسم أمس، إعلانهم موعدا لـ«جنيف ٢» في 22 كانون الثاني المقبل، كل الخلافات التي أخّرت تحديده، وتسببت بتأجيله ثلاث مرات متتالية. إذ من دون تدخل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وضغط الإبراهيمي كان المؤتمر سيبقى من دون موعد حتى الآن. كما يبين التأخير في عقده حتى كانون الثاني استمرار الخلافات داخل «الائتلاف» والمعارضة السورية عامة، على أولوية تشكيل الوفد، ومشاركة إيران أم لا، وكيفية نقل الصلاحيات الرئاسية إلى الهيئة الحاكمة الانتقالية، ومصير الإمرة على أجهزة الأمن والجيش خلال المرحلة الانتقالية.

وقال غاتيلوف إن «التأخير ناجم عن خلافات المعارضة، والحاجة إلى منحها المزيد من الوقت لتوحيد صفوفها وتشكيل وفدها». وتبنى المتحدث باسم «الائتلاف» لؤي صافي تأخير عقد المؤتمر الدولي الى العام المقبل بناءً على طلب من «الائتلاف لكي يتسنى له التحقق من الخطوات التي على نظام (الرئيس بشار) الاسد القيام بها في ما يتعلق برفع الحصار عن بعض المدن السورية وإتاحة الوقت أمام القوى الثورية والوطنية لعقد مؤتمر لتوحيد المواقف».

وفي تشكيل الوفد المعارض والحكومي، تقول مصادر الأمم المتحدة إن الإبراهيمي اقترح على المعارضة والنظام، وفداً مؤلفاً من تسعة أعضاء لكل منهما لتسهيل العملية التفاوضية. كما اقترح صالة موحدة تضم ثلاث طاولات، تتوسطها طاولته. وتجاور القاعة التفاوضية الرئيسية قاعتان جانبيتان، تضمان ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة، والسعودية وإيران.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي، بعد اللقاء التحضيري في جنيف، إن المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على تشكيل الوفود وتسمية المشاركين في المفاوضات. وسيكون على الرعاة الدوليين من الروس والأميركيين العمل بسرعة قبل الاجتماع التحضيري الأخير في العشرين من كانون الأول المقبل، لإقناع المعارضين بالتوصل إلى تسوية، توحد مواقفهم السياسية، وتقع على صيغة وفد يضم جميع الأطياف من دون إقصاء أو انفراد، وهي مهمة شبه مستحيلة، قد تؤدي في الأسابيع المقبلة إلى تفجير «الائتلاف» أولا إذا لم يتوصل إلى تسوية مع الأجنحة العسكرية والجماعات «الجهادية» التي تعمل تحت لافتة «الجيش الحر» وترفض مفاوضات جنيف.

وتضغط السعودية، راعية «الائتلاف»، بقوة لمنع أي تقدم في العملية السياسية. كما أنه سيكون صعباً التوصل إلى رؤية سياسية مشتركة بين أجنحة المعارضة، التي لا تزال بعيدة جدا عن التوافق على مؤتمر يجمع كل أطرافها للتوافق على استراتيجية تفاوضية واحدة إزاء وفد حكومي يقوده وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

«إذ من غير المقبول أن تمثل المعارضة بغير الائتلاف، وهو الذي سيقوم بتحديد من يدخل في عداد التسعة الذين سيفاوضون النظام» كما قال لـ«السفير» أحد أعضاء وفد «الائتلاف» إلى اجتماع جنيف التحضيري. وضم الوفد بدر جاموس، وعبد الأحد اصطيفو، ونذير الحكيم، وعبد الحكيم بشار.

ومن جنيف، رد رئيس «هيئة التنسيق» في المهجر هيثم مناع، لـ«السفير»، بأن «فكرة أن يكون الائتلاف المظلة التي نذهب تحتها إلى جنيف، مرفوضة كليا، لان ذلك يعني أننا نتحمل مسؤولية ما ارتكبوه من أخطاء. لن نذهب في وفد تحت مظلة الائتلاف، ولن ندخل المفاوضات إلا في وفد تحت اسم المعارضة السورية».

ويجنح الإبراهيمي إلى تشكيل وفد موحد، لكن من دون أن يكون تمثيله أو تعيين أعضائه حقاً حصرياً لـ«الائتلاف»، كما يذهب إلى ذلك الأميركيون. وعلق الإبراهيمي على ما قاله وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن «الائتلاف» هو من يمثل المعارضة في جنيف «بأن الائتلاف سيلعب دورا كبيرا، ولكن ينبغي لوفد المعارضة أن يتمتع بمصداقية وتمثيلية كبيرة» ما يعني توسيعه إلى أوسع طيف ممكن من معارضتي الداخل والخارج.

وقال الإبراهيمي «نحن على تواصل مع كل من الحكومة والمعارضة. نسألهما أن يعينا وفديهما في أقرب وقت ممكن ونأمل أن يكون ذلك قبل نهاية العام لأنني أعتقد أن من المهم أن نلتقي معهم ونتحدث إليهم ونستمع إليهم، لان هذا المؤتمر هو بالفعل من أجل أن يأتي السوريون إلى جنيف لكي يتحدثوا مع بعضهم بعضا، ونأمل أن يبدأوا عملية سلام فعالة وعملية وجديرة بالتصديق من أجل بلدهم».

ولم يحسم اجتماع جنيف التحضيري مسألة مشاركة إيران في «جنيف 2». وتلقى المشاركة الإيرانية اعتراضا من «الائتلاف»، بتأييد سعودي وأميركي قد يشهد تغييراً محتملاً بعد الاتفاق الأميركي – الإيراني في الملف النووي. إذ قال وزير الخارجية جون كيري «سنواصل العمل مع الأمم المتحدة وشركائنا في ما يتعلق بالقضايا المتبقية، ولا سيما الدول التي ستوجه إليها الدعوة».

وقال الإبراهيمي انه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يؤيدون حضور إيران «جنيف 2». وقال إن «إيران والسعودية ستكونان بالتأكيد من المشاركين المحتملين». وكان الروس أكثر وضوحا وحسما في توقع فشل المؤتمر إذا لم تحضره إيران، إذ قال غاتيلوف إن «إيران دولة إقليمية مهمة، وان عدم مشاركتها قد لا يساعد على تنفيذ مقررات المؤتمر في ما بعد».

وعلى الإبراهيمي، ومعه الروس والأميركيون، أن يحددوا شكل المؤتمر في الأسابيع المقبلة، إذا غاب الإيراني، ما سيؤدي حكماً إلى تغييب السعودية. والأرجح أن يلجأ الإبراهيمي إلى صيغة مصغرة لإنقاذ المؤتمر، تضم الراعيين الدوليين روسيا وأميركا وحدهما، والمخاطرة بعدم دعوة الدول الإقليمية، التي يخشى أن تؤدي دوراً معرقلاً للمفاوضات، إذا ما بقيت خارج جنيف، أو بعيدة عن قاعة المفاوضات.

وأعاد الإبراهيمي إلى نقطة البدء النقاش في الصلاحيات الرئاسية، ونقل الإمرة على الأجهزة الأمنية والجيش من الرئيس إلى الهيئة الحاكمة الانتقالية. وعدّ الإبراهيمي ذلك من ضمن الشروط المسبقة، التي لا ينبغي طرحها قبل دخول قاعة المفاوضات، إذ قال حول نقل الصلاحيات المتعلقة بالأمن والدفاع إن «الجميع متفق على دخول المؤتمر من غير شروط مسبقة. كل المواضيع ستطرح على الطاولة بعد افتتاح المؤتمر، والهيئة الحاكمة الانتقالية هي من أهم ما ينبغي الاتفاق عليه، ونقل الصلاحيات كاملة هي من ضمن اتفاق جنيف واحد، وهذه الصلاحيات ستحدد في اللقاءات المقبلة».

وكان بان كي مون قد قال، في بيان أعلن فيه تحديد موعد «جنيف 2»، إن الهدف هو تشكيل «حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة بما في ذلك بشأن الأجهزة العسكرية والأمنية، على أساس تفاهم متبادل».

وقال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست ان الرئيس باراك اوباما يرى ان مفاوضات جنيف ينبغي أن «تنتهي بالضرورة برحيل (الرئيس بشار) الأسد من السلطة»، مضيفا «الرئيس ما زال يؤمن بذلك، والاهم انه رأي السوريين. انه هدف هذه المفاوضات المرتقبة في جنيف».

وقال كيري إن المؤتمر يهدف إلى «إنهاء سفك الدماء ومنح الشعب السوري فرصة لتحقيق تطلعاته التي تأجلت طويلا. تحتاج سوريا إلى قيادة جديدة». ووصفه بأنه «أفضل فرصة لتطبيق إعلان جنيف وتشكيل جهاز حكم انتقالي جديد عبر التوافق المتبادل». وأضاف «لاحتواء التهديد المتزايد للتطرف والمقاتلين الأجانب داخل سوريا، ولضمان احترام سيادة الأراضي السورية، لا يمكننا تأخير العمل على إقامة حكومة انتقالية».

الأردن يقترب من الإشتباك مع ‘الجهاديين’ في سورية وعقدة الأمير بندر تؤخر الإستحقاق الدرك يساعد السفير السوري وقناة لتبادل المعلومات مع نظام دمشق

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي’: صورة رجال الدرك الأردنيين وهم ينظمون الصفوف والطوابير المتجمعة على بوابة السفارة السورية في قلب العاصمة عمان توحي ضمنيا بأن الجانب الرسمي في الدولة الأردنية بدأ يغير قواعد اللعبة في التعاطي مع الملف السوري وفقا لإتجاهات وتطورات البوصلة السياسية الإقليمية.

قبل ذلك كانت قوات الدرك الأردنية متخصصة في الحجز بين مقر السفارة الملحق بمنزل السفير المثير للجدل بهجت سليمان وبين آلاف المعترضين والمتظاهرين ضد الرئيس بشار الأسد.

اليوم تغيرت المعطيات، المراجعون لسفارة بلادهم من السوريين يتزايدون بصورة واضحة بحثا عن وثائق العودة أو مصالحهم الورقية في الوقت الذي يشاهد المارة بالقرب من السفارة في ضاحية عبدون الراقية غربي عمان رجال الدرك الأردني يحجزون الطوابير البشرية ويشرفون على تنظيم دخول المواطنين السوريين لنافذة المراجعين.

بالمقابل توقفت تماما المظاهرات والمسيرات التي تعارض بشار الأسد في عمان لأن الحكومة الأردنية بدأت على حد تعبير الناشط السياسي والقانوني موسى عبدللات تغازل النظام الظالم في دمشق دون مراعاة لمشاعر الشعبين السوري والأردني.

إزاء ضيق هوامش المبادرة والمناورة أمام معارضي بشار الأسد الكثر في عمان يحتجب السفير الإشكالي سليمان عن الأنظار ويخفف من تصريحاته المعادية لوزير الخارجية الأردني ناصر جودة الذي نصح بدوره مؤخرا السفير السوري بالإلتزام بقواعد العمل الدبلوماسي في تعليق تلفزيوني رد عليه الأخير بالإشارة إلى ان الشعب الأردني في معظمه مؤيد لسورية بشار الأسد.

التغييرات تتسارع في الإتجاه السوري أردنيا فحجم التنسيق الأمني يتزايد بعد تشكيل خلية لتبادل ما تيسر من المعلومات خصوصا عن ‘العدو المشترك’ مرحليا وهو الإرهاب حيث يتجمع المتشددون بشكل يثير القلق على حد تعبير الناطق الرسمي الوزير محمد مومني وحيث أصبح الأمر مقلقا كما قال لـ’القدس العربي’ رئيس الوزراء عبدلله النسور.

وحلقات التنسيق في ضوء مستجدات المشهد الإقليمي دفعت الأردنيين لقرارات يعتقد مراقبون سياسيون أنها تستعد لمرحلة الإشتباك الأردني مع ما يسمى بالإرهاب وهو إشتباك دخل دائرة الإستحقاق كما يقدر مراقبون سياسيون بينهم الدكتور عامر سبايلة وينذر بعواقب وخيمة ستلحق ضررا بالمصالح الأردنية كما يتصور رئيس جمعية المعتقلين الإسلاميين الشيخ محمد خلف الحديد.

في هذا السياق يمكن قراءة قرار الحكومة الأردنية الأخير القاضي بمنع دخول أي مواطن سوري إلى الأردن من المطارات والموانيء والحدود البرية ما لم يكن لاجئا مع إعادة أي سوري يحضر للأردن إلى البلد الذي إنطلق منه قادما الى عمان وهو قرار يؤذي المئات من العائلات السورية وسيتم الإلتزام به حرفيا كما فهمت القدس العربي بإعتباره من القرارات ‘السيادية’ على حد تعبير وزير الداخلية الجنرال حسين المجالي.

دخول تعبير’القرار السيادي’ على خط التصريحات والقرارات الأردنية المعنية بسورية والسوريين يعني عمليا أن الملف بات ‘أمنيا’ وعابرا للحكومات وللتقدير السياسي وهي حالة تحتكم فيها الأمور لإعتبارات أمنية أبرزها مرحليا الحملة الدولية التي تتشكل ضد تنظيمات القاعدة وجبهة النصرة شمالي وجنوبي سورية.

الأهم أن إستعمال الخلفية ‘السيادية’ في تعليقات إعلامية وسياسية وخلال إجتماعات داخلية يوحي بأن التوجس الأمني يتزايد وبان القرارات بخصوص الملف السوري ستكون بعد الأن ‘امنية’.

وذلك يحصل وسيحصل لسبب ما يمكن تقديره مسبقا ويتعلق حصريا بإحتمالية مشاركة الأردن لاحقا بنشاطات لها علاقة بمكافحة الجماعات الجهادية على الحدود مع سورية.

‘القدس العربي’ إستمعت في مقر رئاسة الوزراء لتقديرات أمنية قلقة والقرارات التي إتخذت لاحقا توحي ضمنيا بأن عمان قد تجد نفسها في مرحلة قريبة مع نظام بشار الأسد في خندق واحد ضد جبهة النصرة وتعبيرات تنظيم القاعدة في سورية، الأمر الذي يفسر تفعيل قنوات ضيقة لتبادل المعلومات مع دمشق وقرار عمان منع دخول السيارات السورية عبر الحدود ومنع إستقبال المزيد من السوريين الذين لا يحملون صفة لاجيء.

قبل ذلك كانت نائب رئيس الجمهورية السوري نجاح العطار قد إعتبرت خلال إستقبالها وفدا نقابيا أردنيا مؤيدا لنظامها ان الإرهاب ضد سورية موجه أيضا ضد الأردن ملمحة الى ان التراخي الأردني في الماضي القريب فيما يتعلق بعبور المقاتلين الجهاديين ودعم تدريب معارضين مسلحين والسماح للأمير السعودي بندر بن سلطان بدعم الإرهاب في درعا..هذا التراخي- حسب العطار- إنتهى بمشكلات أمنية قد تنفجر في حضن الأردنيين وتؤذيهم.

رسالة العطار في هذا السياق إلتقطها أعضاء الوفد الأردني الذين سارعوا بعد محاولة تفجير حافلتهم في طريق العودة من دمشق إلى عمان لتوجيه إتهام لجهتين هما جبهة الأمير بندر الذي يدعم العصابات الإجرامية بحق الشعب السوري والحكومة الأردنية التي سمحت بعبور الإرهابيين كما قال لـ’القدس العربي’ رئيس الوفد الأردني الناشط النقابي حسين مطاوع.

المقايضة هنا واضحة سياسيا وسبق لبشار الأسد شخصيا أن ألمح اليها عندما إستقبل المبعوث الفلسطيني عباس زكي وهو يعتبر تحشد الإرهابيين في درعا كما يصفهم مشكلة أردنية وليست سورية فقط وكذلك ما يحصل شمالي بلاده.

عمان بهذه المعطيات تتفاعل مع المستجدات وبدأت تتهيأ عمليا لمرحلة قد تتطلب منها الدخول أمنيا في معركة ضد التنظيمات الجهادية في سورية يتم التمهيد لها بإعتقالات ومحاكمات أنصار جبهة النصرة في الساحة الأردنية…العقدة الوحيدة التي تحول دون التحليق على مستويات مرتفعة في هذا الإتجاه هي حصريا الأمير بندر والأجندة السعودية الضاغطة خلف الكواليس.

دبلوماسية الأسلحة: السعودية تشتري موقف فرنسا بشأن الملف النووي الإيراني بصفقة أسلحة تصل الى 20 مليار يورو

مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي ـ تراهن العربية السعودية على دبلوماسية صفقات الأسلحة في محاولة منها لتعويض تضرر نفوذها وخلق توازن في الخريطة جيوسياسية في الشرق الأوسط، وذلك من خلال التوقيع المرتقب على صفقات أسلحة ضخمة مع فرنسا قد تصل الى 20 مليار يورو لخلق محور جديد الرياض-فرنسا.

وأوردت جريدة “لاتريبين “الفرنسية ذات التوجه الاقتصادي في موقعها الرقمي في شبكة الإنترنت نقلا عن مستثمر صناعي في الأسلحة أن هناك مفاوضات بشأن التوقيع على اتفاقيات أسلحة ضخمة للغاية تشتري بموجبها العربية السعودية ست فرقاطات من نوع فريم، وهي من الفرقاطات الأكثر تطورا في العالم. كما ستشتري ست غواصات  وستصل الفاتورة الى عشرة ملايير يورو.

وتضيف الجريدة أن هناك صفقة أخرى لتطوير وتحديث سلاح الجو السعودي على مستوى المضادات للطيران بقيمة أربعة ملايير يورو وقد لكون الصفقة 14 مليار يورو وقد ترتفع الى 20 مليار يورو في حالة الرهان على طائرات مروحية وأسلحة أخرى مثل الصواريخ والقاذفات الجوية.

ويأتي هذا التطور في أعقاب الموقف الفرنسي المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني، إذ اعتبرت الرياض أن باريس كانت بمثابة الناطق باسمها في مفاوضات جنيف التي أسفرت عن الاتفاق التاريخي بين الدول الخمس زائد المانيا وإيران فجر الأحد الماضي.

وبهذا تكون العربية السعودية تمارس دبلوماسية صفقات الأسلحة في كسب تعاطف ودعم فرنسا لها في محاولة الحفاظ على الخريطة جيوستراتيجية في الشرق الأوسط بعد محطة مفاوضات جنيف.

الائتلاف السوري يطلب من الجامعة العربية شغل مقعد سوريا الشاغر

القاهرة- (يو بي اي): طالب “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، اليوم الثلاثاء، الجامعة العربية بشغل مقعد سوريا بالجامعة بعد تشكيل “حكومة سورية مؤقتة” برئاسة أحمد طعمة.

وقال رئيس الائتلاف أحمد الجربا، للصحافيين عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، “سيتم توجيه خطاب رسمي من الحكومة المؤقتة خلال الايام المقبلة للجامعة العربية لشغل مقعد سوريا الشاغر بعد تشكيل الحكومة المؤقتة وذلك وفق قرار الجامعة العربية الذي اشترط من المعارضة تشكيل حكومة لشغل المقعد”.

وأضاف الجربا أن مباحثاته مع العربي تناولت تطورات الأوضاع في سوريا في ضوء اعلان الامم المتحدة عن تحديد موعد 22 كانون الثاني/ يناير المقبل لعقد مؤتمر جنيف الثاني، وأعلن أنه اتفق مع الأمين العام للجامعة العربية على عقد مؤتمر تشاوري خلال شهر من الآن بالجامعة العربية للمعارضة السورية يدعو اليه الائتلاف.

وحول مطالب الائتلاف للمشاركة في جنيف 2 قال الجربا إن “الاجتماع الأخير للهيئة العامة للائتلاف تم خلاله الاتفاق على رؤية مشتركة سيتم الذهاب بها إلى المؤتمر”.

وأوضح أن هذه الرؤية “تقوم على أنه ليس (للرئيس السوري بشار) الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية فهذه مسألة ثابتة ومُسلَّم بها كما أن هناك توافقا بين الائتلاف والدول المعنية بالأزمة على ضرورة وجود ممرات انسانية آمنة ودائمة في المناطق المحاصرة في سوريا خاصة في دمشق وريفها وحمص وبعض المناطق الأخرى التي تواجه مأساة انسانية كبيرة ومحاصرة بشكل كامل فهذا موضوع إنساني يجب أن يكون خارج التداول السياسي”.

وحول إعلان “الجيش السوري الحر” عن عدم مشاركته في جنيف2، قال الجربا إن “الجيش السوري الحر هو ذراع الثورة السورية ويمكن أن يكون له ممثل أو اثنان لكن إذا قررنا الذهاب فإننا سنكون المظلة السياسية له”.

كما اتهم الجربا النظام السوري بعدم الرغبة في الذهاب إلى جنيف 2، معتبراً أن “النظام السوري قرَّر الذهاب إلى المؤتمر تحت الضغط الروسي” ورأى أن المصلحة في احراز تقدم هو أن يقبل النظام السوري بما تضمنته وثيقة جنيف الاولى وهذا بدوره سيكون مفيدا لنا كمعارضين.

ورداً على سؤال حول موقف الائتلاف من مشاركة إيران في جنيف2، قال الجربا إن “إيران دولة محتلة لسوريا وقتلت الكثير من ابناء الشعب السوري وطالبنا بأن تسحب حرسها الثوري وتطلب من حزب الله الانسحاب من سوريا لأنهم أضروا كثيرا بفرص أي اصلاح أو تقدم في العملية السياسية”.

وحول طلب المبعوث العربي الأممي للأزمة السورية الأخضر الابراهيمي من المعارضة والحكومة وقف اطلاق النار قبل الذهاب إلى جنيف 2، قال الجربا إن “هذا الكلام لم يتم التوافق عليه ولم يحدث و خلال لقائنا بالإبراهيمي في نيويورك لم يكن هذا الطلب موجوداً”.

ورأى الجربا أنه لا يوجد رابط بين الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى حول ملف إيران النووي وبين تحديد موعد جنيف 2.

المقداد: دولاً غربية اتصلت بنا للتعاون في مجال مكافحة الجهاديين

لندن- (يو بي اي): أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن ممثلين عن بعض الدول الغربية اتصلوا بحكومة بلاده بشأن التعاون في مجال مكافحة الجهاديين، وقال أن دمشق لا تتوقع أن تواجه ضغوطاً دولية للمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد خلال محادثات السلام في مؤتمر (جنيف 2).

وقال المقداد في مقابلة مع صحيفة (فايننشال تايمز) الثلاثاء “لدينا ثقة كاملة بأن الشعوب في أوروبا الغربية والولايات المتحدة بدأت تدرك بأننا في سوريا نواجه الارهاب نيابة عن العالم بأسره”.

وأضاف “أن ممثلي بعض الدول الغربية أجروا اتصالات مع دمشق سعياً وراء التعاون في مجال تقاسم المعلومات الاستخباراتية لمكافحة الجهاديين”. ولم يسم المقداد هذه الدول.

واعتبر نائب وزير الخارجية السوري أن مسألة تنحي الرئيس الأسد “اصبحت وراءنا لفترة طويلة”، مشيراً إلى أن اتفاق القوى الست الكبرى مع ايران بشأن برنامجها النووي “جاء نتيجة تغيير الغرب لسياساته في المنطقة”.

وقال “إن التوصل إلى اتفاق بشأن قضية معقدة جداً مثل البرنامج النووي الايراني يعني بالتأكيد أن المشاركين في العملية برمتها بدأوا يعيدون النظر في مواقفهم لصالح ايجاد حلول سياسية”.

وأضاف المقداد “يحدونا الأمل الآن في أن نتمكن وبالروح نفسها من ايجاد حل لوقف الإرهاب في سوريا واستعادة السلام والاستقرار في البلاد، حين نذهب إلى جنيف”.

وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا سيُعقد في الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل.

وكان نائب وزير الخارجية السوري حذّر سابقاً من أن سوريا “ستغيب عن الخريطة إذا تنحى الرئيس الأسد”، واتهم دولاً غربية بـ “دعم تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو غير مباشر لتصعيد الحرب في بلاده”، ومن وصفهم بالأغبياء العرب بـ “خدمة المصالح الغربية”.

جبهة النصرة تعلن إعدام خمسة عسكريين ومتعاونين مع النظام قرب دمشق

بيروت- (ا ف ب): اعلنت جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا إعدام خمسة شبان، هم عسكريان وثلاثة “متعاونين” مع النظام السوري في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بحسب ما جاء في بيان نشر على مواقع جهادية على الانترنت.

وجاء في البيان بعنوان “تنفيذ حكم الله في عدد من أعوان النظام النصيري في ريف دمشق”.

وجاء فيه “يسر الله للسرايا الأمنية في جبهة النصرة (…) أن تلقي القبض على عدد من أعوان النظام النصيري في عدة مناطق بريف دمشق. وبعد التحقيق معهم اعترفوا بارتكاب عدة جرائم في حق المجاهدين وعوام المسلمين من قتل وهتك للأعراض وإعطاء معلومات عن أماكن تواجد المجاهدين ليتم قصفها من قبل النظام النصيري”.

واضاف “تم تنفيذ حكم الله فيهم بعد ثبوت التهم عليهم”.

وعدد البيان اسماء الشبان الخمسة، ونشر صورهم، وهم “عسكري مجند في جيش الطاغوت منذ سنتين وسبعة أشهر، وكان يخدم في كتيبة الإشارة 304 التابعة لـ105 حرس جمهوري”، و”متطوع في الجيش الطاغوتي منذ اربع سنوات في السرية 215 أمن عسكر”، وثلاثة “متعاونين” اعطوا أحداثيات عن مواقع الجيش الحر وقدموا تسهيلات للنظام ليقوم باعتقالات مقابل مبالغ مالية، بحسب النصرة.

كما نشر البيان صورة تظهر جثث خمسة شبان موثوقي اليدين مع مناديل على افواههم وآثار دماء على ارض ترابية مليئة بالحصى.

ويحاول مقاتلو المعارضة السورية، وبينهم النصرة، وقف التقدم الذي احرزته القوات النظامية خلال الاسابيع الماضية في ريف دمشق عبر هجمات مضادة.

وتمكنوا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان” من السيطرة على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز بين السبت والاثنين في الغوطة الشرقية، ما اسفر عن مقتل العشرات في صفوف الطرفين المتقاتلين.

فابيوس: مؤتمر جنيف2 سيعقد بدون بشار الأسد

باريس- (ا ف ب): اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء أن مؤتمر السلام حول سوريا الذي حددت الأمم المتحدة موعده في 22 كانون الثاني/ يناير في جنيف سيعقد بين ممثلي النظام- بدون الرئيس بشار الأسد- والمعارضة المعتدلة.

وقال الوزير لاذاعة محلية إن “جنيف-2 سيعقد لكن اذكر بان هدف المؤتمر هو عدم إجراء مباحثات عابرة حول سوريا، وانما موافقة متبادلة بين ممثلي النظام- بدون بشار- والمعارضة المعتدلة للوصول إلى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات”.

واضاف فابيوس “انه امر صعب جدا لكنه الحل الوحيد الذي يؤدي إلى استبعاد بشار الأسد والارهابيين”.

وقال “انه موقف صائب. الأمريكيون الان يدعمون هذا الموقف”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اعتبر الاثنين أن مؤتمر جنيف سيشكل “افضل فرصة (…) لتشكيل حكومة انتقالية عبر توافق مشترك”.

وسيلتقي المبعوث الاممي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي مرة جديدة في 20 كانون الاول/ ديسمبر مسؤولين روس وامريكيين للتحضير للمؤتمر وخصوصا لاختيار المشاركين.

الابراهيمي: لائحة المدعوين لم تحدد بعد… وايران والسعودية مشاركان محتملان

الامم المتحدة: ‘جنيف 2’ في 22 يناير… لبحث

تأسيس حكومة بصلاحيات على الأمن والجيش بسورية

عواصم ـ وكالات ـ اسطنبول ـ ‘القدس العربي’: اعلنت الامم المتحدة الاثنين ان مؤتمر السلام الدولي الذي يهدف الى ايجاد حل سياسي للنزاع السوري والمعروف بـ’جنيف-2′ سيعقد في 22 كانون الثاني/يناير المقبل، فيما اعلن الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي الاثنين ان لائحة المدعوين الى مؤتمر السلام حول سورية في 22 كانون الثاني/يناير في جنيف لم تحدد بعد.

وقال الابراهيمي للصحافيين في اعقاب اجتماع مع مسؤولين روس وامريكيين كبار ان ‘لائحة المدعوين لم تحدد بعد’. وبشأن المشاركين السوريين، اعتبر انه ينبغي ان يكونوا ‘ذوي مصداقية مع اكبر صفة تمثيلية ممكنة’.

وقال ايضا ان ايران والمملكة العربية السعودية ‘ستكونان بالتأكيد من المشاركين المحتملين’.

وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان ‘ان الامين العام سيعقد مؤتمر جنيف حول سورية في (مدينة) جنيف يوم الاربعاء في 22 كانون الثاني/يناير، ليحمل الى طاولة التفاوض الحكومة السورية والمعارضة للمرة الاولى منذ بدء النزاع′.

واضاف المتحدث ‘سنذهب الى جنيف في مهمة تبعث على الامل. فمؤتمر جنيف هو الوسيلة للتوصل الى انتقال سلمي يستجيب للتطلعات المشروعة لكل الشعب السوري الى السلام والكرامة ويضمن الامن والحماية لكافة الاطياف في سورية’.

وذكر بان هدف الاجتماع هو تطبيق الخطة التي اعتمدت في 30 حزيران/يونيو 2012 من قبل القوى العظمى والدول المجاورة لسورية اثناء اول مؤتمر في جنيف بدون مشاركة سورية، ثم صادق عليه مجلس الامن الدولي في القرار 2118 الصادر في 2013. لكنها بقيت منذ ذلك الحين حبرا على ورق، كما تعذر حتى الان التوصل الى اتفاق بشأن جنيف 2.

واكد بيان الامم المتحدة ان الهدف هو تشكيل ‘حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة بما في ذلك بشأن الاجهزة العسكرية والامنية، على اساس تفاهم متبادل’.

وقال الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان ‘الامين العام ينتظر من المندوبين السوريين ان يحضروا الى جنيف وهم مدركون ان هذه الخطة هي الهدف ومع نية جدية بوقف الحرب التي اسفرت عن مقتل اكثر من مئة الف شخص وشردت حوالى تسعة ملايين شخص من منازلهم وتسببت بعدد لا يحصى من المفقودين والمعتقلين واثارت الاضطراب في المنطقة وفرضت عبئا غير مقبول على الدول المجاورة لسورية’.

كما يدعو الدول المشاركة الى ‘ابداء دعمها لمفاوضات بناءة’.

كان الائتلاف الوطني، وهو التحالف الرئيس في المعارضة، قد أعلن أوائل هذا الشهر، موافقته على الحضور، إذا تمت الموافقة على عدد من الشروط التي حددها.

ومن بين تلك الشروط، الموافقة على السماح لوكالات الإغاثة بدخول المناطق المحاصرة، ومقابلة المحتجزين، خصوصا النساء والأطفال، الذين ينبغي إطلاق سراحهم.

وشدد رئيس الائتلاف أحمد الجربا على أنه ‘لا دور للرئيس في الفترة الانتقالية’.

وكانت الحكومة السورية قد قالت إنها، من حيث المبدأ، ستحضر المؤتمر.

ولكنها، مع ذلك، لن تتفاوض مع من وصفتهم بـ’الإرهابيين’، في الوقت الذي تعتبر معظم معارضيها ضمن هذا التوصيف.

وأصرت الحكومة أيضا غير مرة على أنه ينبغي ألا يشمل أي حل سياسي تنحي الرئيس الأسد عن السلطة.

واثناء مؤتمر جنيف-1 في حزيران/يونيو 2012 اعتمد وزراء القوى العظمى ودول مجاورة لسورية خطة لتسوية النزاع تقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية تضم مختلف المكونات السياسية السورية وتتمتع بكامل الصلاحيات. وتكلف بالتحضير للانتخابات وتعديل الدستور.لكن النص الذي اعتمد انذاك لا يحدد بشكل واضح مصير الرئيس بشار الاسد.

صحيفة ‘وورلد تربيون’: محادثات سرية بين حزب الله والولايات المتحدة

لندن ـ ‘القدس العربي’: أكدت مصادر لصحيفة ‘وورلد تربيون’ الأمريكية أن مفاوضات سرية تجري بين حزب الله اللبناني والولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت مصادر لبنانية إن دبلوماسيين أمريكيين بدأوا بإجراء اتصالات مع مسؤولين في حزب الله ببيروت.

وأضافت المصادر أن هذه المحادثات تتعلق باستقرار لبنان، إضافة إلى التوقعات بشأن الحكومة المقبلة.

وقال المصدر ‘الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بإرسال رسائل إلى حزب الله عن طريق طرف ثالث متعاطف ،ولقد أصبحت الاتصالات أكثر كثافة خلال الأسابيع الماضية.’

أوباما يواجه الجمهوريين.. والأسد ضمن بقاءه في الحكم

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: طلبت الحكومة الأمريكية من صحافيين كشفوا عن محادثات سرية موازية مع الرسمية التي كانت تعقدها مجموع الدول (5+1) في جنيف مع إيران لحل الأزمة النووية معها، عدم الكشف عنها حتى إعلان واشنطن وحلفائها إتفاقا ‘تاريخياً’ تقوم من خلاله إيران بتخفيض مستويات تخصيب اليورانيوم مقابل رفع متواضع للعقوبات التي فرضتها أمريكا بمساعدة من حلفائها على إيران خلال العقود الماضية، وقامت وكالة أنباء ‘اسوسيتد برس′ وموقع ‘المونيتور’ بنشر تفاصيل اللقاءات يوم الأحد بعد توقيع الإتفاق.

وفي الوقت الذي رحبت فيه عواصم دولية وعربية بالإتفاق واستقبل المفاوضون الإيرانيون استقبال الفاتحين في مطار مهرباد في طهران ساد صمت في الرياض وإسرائيل حيث حذرت الأخيرة من عواقب ما أسمته ‘الإتفاق السيىء’، على الرغم من محادثة باراك أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

محطة عُمان

وبحسب الوكالة الأمريكية وموقع ‘المونيتور’ فقد عقد مسؤولون أمريكيون في منصب مساعدين لوزير الخارجية ولنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدين خمسة لقاءات مع مسؤولين إيرانيين في عُمان منذ آذار (مارس) الماضي مما يقترح أن بعضها عقد قبل الأنتخابات الإيرانية الاخيرة التي فاز بها فيها الإصلاحي حسن روحاني.

وذكرت أن جيك سوليفان المساعد لبايدين، وويليام بارنز من الخارجية، وبونيت تولر من مجلس الأمن القومي. وهذه تفسر الطريقة السريعة التي تم فيها التوصل لاتفاق بين البلدين كما تفسر السبب الذي أغضب الفرنسيين عندما قدم الأمريكيون اتفاقا جاهزا لهم لتوقيعه وذلك في الجولة الأولى من المحادثات.

إتفاق سيىء

ويظل الإتفاق مرحليا يفسره كل طرف بالطريقة التي يريدها، ورأت فيه صحيفة ‘تايمز′ البريطانية اتفاقاً ‘سيئاً’ مستخدمة في افتتاحيتها التعبيرات الإسرائيلية حيث علقت على ما قاله محمد جواد ظريف، وزير الخارجي الإيراني ورئيس وفد المفاوضات الإيراني إن الإتفاق يعبر بطريقة لا ترقى للشك عن اعتراف المجتمع الدولي بالمشروع النووي السلمي الأغراض.

وقالت ان إتفاقاً يوافق على المطالب الإيرانية كما عبر عنها ظريف لا يخدم السلم العالمي فما أدى إلى هذا الإتفاق المرحلي هي ‘الضغوط الدبلوماسية والعقوبات التي أجبرت إيران للجلوس على طاولة المفاوضات، وقد أعطيت في صفقة جنيف شروطا كريمة لا تستحقها’.

وبناء ‘على التصرفات الإيرانية السابقة فستقوم طهران بوضع هذه التنازلات في الخزانة ومواصلة ما كانت تقوم به بدون معوقات’.

وبعد تقديم بعض بنود الصفقة تقول الصحيفة إن ما تم الإتفاق عليه كان سيحمل معنى لو تم ‘مع دولة أظهرت استعداداً حقيقياً للوفاء بالتزاماتها ضمن ما تقره معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، وعندها سيكون هذا أول خطوة نحو التوصل لاتفاق شامل وأعاد إيران لحضن العائلة الدولية وضمن لها مصادرها من الطاقة’.

وعلى خلاف هذه النظرة فإيران دولة ليس لها سجل جيد، فهي معروفة كما تقول الصحيفة بالخداع والعداء للأجنبي، ولم تنس في هذا السياق الحديث عن علاقة إيران بإسرائيل حيث قالت إن الجمهورية الإسلامية تهدد إسرائيل بالإبادة، ومنذ الكشف عن نشاطات إيران النووية كشف عن سلسلة من الأكاذيب.

وتختم بالقول إن إيران التي تزعم بأنها تقوم بانتاج الطاقة النووية لأغراض سلمية لا تحتاج كي تخصب اليورانيوم وبناء مفاعلات نووية للمياه الثقيلة في ‘آراك’ و’ناتنز′، وبدلاً من تخصيبه فيمكن لإيران شراء اليورانيوم من السوق العالمي وبأسعار مخفضة.

وتعتقد الصحيفة أن إصرار الحكومة الإيرانية على السيطرة على العملية الإنتاجية تقترح أنها تريد إنتاج القنبلة النووية.

وترى الصحيفة ان التنازلات القليلة التي قدمتها إيران في المفاوضات تكشف أن الضغوط هي الوسيلة الفعالة كي تقدم تنازلات أكبر. ولكنها تقول ان مجرد منح القوى التقليدية فسحة لإيران كي تتنفس منها فستجد صعوبة في العودة للمسار الذي تعمل عليه منذ 15 عاماً.

إنجاز كبير

وعلى خلاف تشاؤم ولهجة ‘تايمز′ الرافضة لما حدث صباح الأحد في جنيف ترى ‘غارديان’ فيه أكبر إنجاز لباراك أوباما في مجال السياسة الخارجية منذ توليه السلطة، وأهم اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وفي حالة نجاح الدولتين في التوصل لاتفاق دائم فسيترك أثره على منطقة الشرق الأوسط وشكله، حيث ستقوم واشنطن بإعادة تشكيل علاقاتها مع أصدقائها التقليديين في المنطقة.

ولكن الطريق لا يزال طويلا، فقد قال أوباما أن جنيف ليس إلا البداية.

وترى أن صفقة جنيف تحققت بعد تقديم كل طرف تنازلات، فإيران وافقت على تخفيض عمليات تخصيب اليورانيوم في مفاعل فوردو وآراك بنسبة 20′ ووافقت على تفتيش دولي صارم على مفاعلاتها، مما يعني تخفيض مخزونها من اليورانيوم، ولن تكون إيران قادرة على بناء القنبلة النووية بدون بناء عملية تخصيب مستقلة، وهي مهمة صعبة في ظل التفتيش الدولي، وبالنسبة للدول الخمس + واحد فقد قدمت تنازلات على شكل اعتراف بحق إيران بالطاقة النووية السلمية أياً كان الخلاف حول طبيعة التخصيب الذي سيستمر وإن بكميات قليلة.

وتعتقد الصحيفة أن ما سيحدث بعد ذلك يعتمد على عرابي الإتفاق وهم جون كيري وكاثرين آشتون، مفوضية الإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، ومحمد ظريف وزير الخارجية الإيراني للمواصلة.

وتقول الصحيفة إن النقاش ألأقوى ضد الرافضين – صقور الكونغرس، إسرائيل ودول الخليج وفي داخل إيران أيضاً يتعلق بالبديل الذي يطرحونه غير دفع المنطقة إلى حرب جديدة، وتضيف ‘سواء وافقت أم لم توافق فإن تخليص سورية من الأسلحة الكيماوية كان أكثر فعالية من صوت صواريخ ‘كروز′ التي كانت ستنطلق من البوارج الأمريكية، مع أن الحكومة السعودية نظرت باحتقار لحلفائها الأمريكيين لأنهم لم يقوموا بضرب سورية.

يضاف إلى هذا فمجرد وجود المفتشين الدوليين سيجعل من الصعوبة بمكان أمام إيران تطوير قنبلتها النووية. وترى الصحيفة أن استخدام الخيار العسكري وإن كان سيؤخر حصول إيران على السلاح النووي لكنه لن يمنع المحتوم.

وتعتقد الصحيفة أن قيام الكونغرس بفرض جولة جديدة من العقوبات على إيران او تنفيذ نتنياهو تهديداته التي أطلقها الأحد تعني نهاية الحكومة المعتدلة في طهران، والتي ستكون ضحية خيار العسكرة.

فلم يكن باستطاعة ظريف تحقيق الإتفاق بدون دعم من مرشد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي للرئيس روحاني، وهذا قابل للتغير خاصة عندما يتم استحضار مثال الزعيم الليبي معمر القذافي الذي فتح نفسه للغرب عندما تخلى عن برامجه النووية.

الجمهوريون وقرع الطبول

وترى صحيفة ‘إندبندنت’ أن المخاطر على الإتفاق تنبع من الكونغرس واليمين الذي سيقرع نفس الطبول التي قرعتها إسرائيل ضد القرار ، وقالت إن على أوباما أن يحضر نفسه لمعركة مع الجمهوريين. وتقول إنه عندما سنحت الفرصة لحصول تقدم في مسار الشرق الأوسط كان من المتوقع أن يرقص الناس فرحاً لكن ليس هذا هو حال ما حصل في جنيف، مشيرة إلى موقف إسرائيل، التي شجب رئيس وزرائها الإتفاق وقال وزير اقتصادها نفتالي بينيت إن النتيجة الوحيدة له ستكون قنبلة نووية إيرانية في غضون أسابيع. وترى أنه لو كانت إسرائيل وحدها المعارضة للإتفاق لهان الأمر لكن عندما تعارض إسرائيل يتبعها اليمين المتطرف في أمريكا، وهناك السعودية التي تخشى هذه الأيام من منافستها الإقليمية – إيران بصورة أكثر من العدو الصهيوني، لدرجة أصبحت فيها إسرائيل والسعودية تغنيان نفس الأغنية. وتشكلان معاً كتلة تريد فشل جنيف.

والصحيفة وإن اتفقت على أن دعاة القيامة لديهم بعض المنطق من ناحية عدم تخلي إيران عن مشاريعها النووية بشكل كامل، لكن الإتفاق ‘بالنسبة لنا يمثل علامة يجب الترحيب بها تؤشر لنهاية حرب باردة طويلة بين الغرب وإيران، فالكثيرون في الغرب وإيران يتساءلون عن السبب الذي أدى إلى استمرار حالة الحرب، خاصة ان إيران قد انتخبت الآن رئيسا كرس نفسه لإنهاء سياسة المواجهة مع الغرب، وحتى في أمريكا فقد أظهر استطلاع أخير أن 60 بالمئة من الأمريكيين يريدون نهاية حالة انسداد الأفق’. وترى الصحيفة أن نتائج الإتفاق ستكون لها آثار أبعد من منعها حرباً جديدة في الشرق الأوسط، فهي ستؤدي إلى تعاون جديد لإنهاء الحرب في سورية. ففي الوقت الحالي تشعر إيران انها محاصرة من الدول السنية وإسرائيل وعليه ستعمل ما بوسعها لحماية النظام العلوي في سورية، ولكنها إن شعرت كما تقول الصحيفة إنها أقل حصاراً فالغرب وإيران قد يتوصلان إلى أرضية مشتركة.

انتصار شيعي

وفي السياق نفسه يعتقد روبرت فيسك أن الإتفاق في جنيف يمثل انتصاراً للشيعة في الصراع المتزايد مع السنة في منطقة الشرق الأوسط، ويعطي الإتفاق أملاً للرئيس الأسد بأنه باق في السلطة، وفي الوقت نفسه عزل الإتفاق إسرائيل وأغضب السعودية وحلفاءها من دول الخليج والتي آملت أن تؤدي المفاوضات في جنيف لإهانة إيران وتوسيع الدعم الدولي لهم في جهودهم للاطاحة بنظام الأسد. ويعتقد فيسك أن السياسة في المنطقة قاسية ولأنها كذلك فقد أثبتت أن الغرب لن يذهب إلى حرب مع إيران وليست لديه النية لعمل هذا.

وكان هذا واضحاً من الطريقة التي تعاملت فيها الدول الغربية مع الأزمة السورية، فبعد وصفها للأسد بأنه هتلر إلا أنها تراجعت عن تهديداتها بضرب النظام والإطاحة به. ويعتقد أن السبب هو عدم رغبة بريطانيا وأمريكا بشن حرب جديدة في المنطقة على غرار العراق، لان هاتين الدولتين هما اللتان ستدفعان الثمن.

اتفاق تاريخي ولكن..

وترى صحيفة ‘دايلي تلغراف’ أن ‘طموحات إيران النووية انتهت صباح الأحد عندما حقق الأمريكيون اتفاقاً تاريخياً عدوتها التاريخية، وبسبب هذه الدبلوماسية المتنورة فالعالم بات أكثر أماناً وأكثر مشاكل فمن حق حلفاء أمريكا التعبير عن مخاوفهم’.

فإذا أخذنا بعين الإعتبار أن المشروع النووي الإيراني لا منطق له سوى إعطاء قادة إيران القساة الخيار لبناء القنبلة النووية فمن حقنا التعبير عن شكنا، ويجب أن لا ينسى أحد أن إيران بنت مفاعلات تخصيب اليورانيوم بسرية ولم تفتحهما للتفتيش إلا بعد اكتشافهما’. وقالت إن جون كيري كان محقاً عندما قال إن الإتفاق سيضع قيوداً على إيران، وان الـ 9.500 جهاز طرد مركزي التي توقفت عن العمل يجب أن تظل كذلك، فيما ستواصل الـ 10 آلاف للعمل لمدة ستة أشهر ولن تكون قادرة على إنتاج أي شيء إلا بنسبة 5 بالمئة.

52 لاجئا فلسطينيا فروا من نيران سورية لمصر مستمرين بالإضراب عن الطعام في سجن الإسكندرية حتى الخروج لأوروبا أو الموت

أشرف الهور

غزة ـ ‘القدس العربي’ : يتسلل خطر الموت شيئا فشيئا لـ 52 لاجئا فلسطينيا ممن فروا من القتال في سورية، ومعتقلين الآن في مصر منذ ثلاثة أشهر، بعد شروعهم بخوض إضراب مفتوح عن الطعام، للمطالبة بتوفير ملجأ آمن في بلد أوروبي، عقب فشل محاولتهم في الوصول إلى القارة العجوز بطرق غير شرعية، على غرار من ابتلعتهم أمواج المتوسط في الأسابيع الماضية.

فلا زال المستقبل المجهول يخيم على تفكير هؤلاء اللاجئين وجميعهم ألقت السلطات الأمنية المصرية القبض عليهم، خلال محاولتهم ركوب البحر والفرار إلى ملجأ أوروبي أمن، بعد فرارهم من الحرب في سورية، ولتأكدهم بأن الملجأ غير متوفر في أي من البلدان العربية.

فمعاناة هؤلاء اللاجئين لم تنتهي عند وقت الابتعاد عن نار الحرب والقتال في سورية كما كان ظنهم، لكنها بدأت مع رحلة اللجوء الجديدة.

ويقول لاجئو فلسطين الذين فروا من سورية إلى مصر أن مجمل أوضاعهم الإنسانية والمعيشية صعبة، وأن هناك تقصيرا كبيرا تجاه حل مشاكلهم وتوفير متطلبات الحياة لهم، وأن ذلك أجبرهم على التفكير في الهروب إلى أوروبا عن طريق سفن تهريب بطرق غير شرعية، وقد قضى عدد كبير منهم ومن مواطنين سوريين في حوادث غرق وقعت في المتوسط الشهر الماضي.

وكان هؤلاء اللاجئين الـ 52 احتجزوا من قبل السلطات المصرية منذ ثلاثة أشهر، ووضعوا في سجن شرطة ‘المنتزه’ بالإسكندرية، خلال محاولتهم مع مواطنين سوريين ركوب البحر والفرار إلى أوروبا.

وبحسب ما ينقل عنهم فإنهم يؤكدون أن السلطات المصرية منذ ذلك التاريخ، علاوة عن ممثلين عن الأمم المتحدة فشلوا في توفير ملجأ أوروبي لهم للخروج إليه حسب طلباتهم، وأنهم قرروا بعد ثلاثة شهور الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، لتحريك الملف ولجلب أنظار العالم إليهم.

ويشتكي هؤلاء داخل السجن من سوء المعاملة، ووفق تقارير محلية فإن هؤلاء يشتكون أيضا من ضيق المكان المحتجزين فيه وافتقاد للنظافة، علاوة عن توجيه الشتائم لهم، ورفض خروجهم لقضاء الحاجة في الحمام، إلى درجة أن عددا منهم يتبول على نفسه.

ومن بين المضربين عن الطعام مرضى وآخرين مسنين، بدا عليهم التعب والإرهاق منذ اليوم الأول للإضراب، ونقل عن منظمي الإضراب أن هؤلاء رغم ذلك يصرون على إكمال الخطوة إلى جانب الآخرين، وأن أحدهم أصيب الاثنين بحالة إعياء شديدة، دون أن يقدم له الرعاية الصحية اللازمة.

ومن بين المحتجزين 21 طفلا بينهم طفلتان توأمان تبلغان من العمر 14 شهرا وثماني نساء.

وأرجع المضربون وجبات الطعام التي تقدمها إليهم مفوضية اللاجئين، وأكدوا أن قرارهم بعدم تناول الطعام نهائي، ولن يوقف إلا بتوفير ملجأ إلى دولة آمنة.

وأمس صعد هؤلاء اللاجئين من لهجتهم، وهددوا بوقف تناول الماء إلى جانب الطعام، بعد أسبوع ان لم تحقق مطالبهم، وذلك بعد فشل لقاء عقد بينهم وبين ممثل عن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، زارهم في سجنهم.

وحاول المبعوث الأممي إقناعهم بفك الإضراب، دون أن يقدم لهم أي حلول لمشكلتهم، وأقر في ختام زيارته للمضربين بفشل مهمته في إقناعهم بفك الإضراب.

وقال الناطق باسم المضربين أبو علاء الحفيان لوكالة ‘صفا’ المحلية أن ممثل المفوضية زارهم وحاول إقناعهم بفك الإضراب، دون أن يقدم لهم حلا للخروج إلى أحد البلدان الأوروبية الآمنة، كما كانوا يظنون.

وأشار إلى أن المبعوث من المنظمة الأممية أبلغهم بأنه يبذل جهوداً من أجل حل قضيتهم مع العديد من الأطراف الأوروبية والمصرية، غير أنه لم تستجب بعد أي جهة.

ومنذ بداية الإضراب المستمر منذ أربعة أيام أكد المحتجون أن خطوتهم ستمضي حتى تحقيق مطلبهم أو الموت.

ونقل عن محتجز آخر القول أن احتجازهم يتم في أوضاع غير إنسانية، وأن النساء والأطفال يعانون من أوضاع نفسية سيئة جدا.

وبحسب الإجراءات المصرية فإن هؤلاء اللاجئين لا يمكن أن يتنقلوا إلى بلدان أخرى بحرية، ولا حتى داخل مصر، وأنه لا وجود لخيار لهم سوى العودة لسورية التي فروا من نيران حربها.

وسبق وأن أعلنت الأمم المتحدة أن الحكومة المصرية رفضت السماح لها بتسجيل فلسطينيين وافدين من سورية كلاجئين وإعطائهم البطاقة الصفراء التي تسمح لهم بالإقامة المؤقتة.

يشار إلى أن الشهر الماضي شهد غرق سفينتين كانت تقلان لاجئين فلسطينيين وآخرين سوريين، كانوا متجهين صوب إيطاليا طلبا للجوء والبحث عن مكان آمن للعيش.

وغرقت السفينة الثانية التي كانت تقل عدد ركاب أكبر بعد أن أطلق خفر السواحل الليبي النار عليها ما أدى لتعطل محركاتها.

وأنقذت فرق بحرية إيطالية وأخرى من مالطا حوالي 70 فلسطينياً كانوا موجودين على متن السفينة، فيما غرق آخرون في البحر بينهم أطفال.

22 كانون الثاني موعداً لـ جنيف 2

فادي الداهوك

حسم موعد جنيف 2. على الأقل بات مؤكداً أن المؤتمر لن يعقد هذا العام، بعد إعلان الأمين العام للأم المتحدة، بان كي مون، أن 22 كانون الثاني من العام المقبل سيكون موعداً لانعقاد جنيف 2.

هذا الاتفاق الذي أعقب اجتماعاً بين المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين، يأتي في لحظة تشهد تحولات بارزة، لم تكن الصفقة بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي سوى أول تجلياتها العلنية، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة على صعيد باقي ملفات المنطقة، وتحديداً في سوريا بعدما كُشف النقاب عن خط اتصالات سرية منذ أشهر بين البلدين. وهو ما يجعل من إيران تبدو الأقل قلقاً من بدء العد التنازلي لجنيف على عكس دول عربية وإقليمية تلعب دوراً محورياً في الأزمة السورية.

إدراك الأمين العام للأمم المتحدة للدور الرئيسي للدول المنخرطة في الأزمة السورية سواء لجهة تسهيل أو عرقلة أي حل مرتقب، دفعه إلى تجديد دعوته ليس فقط للأطراف السورية أن “تحضر جنيف والاستعداد لتحقيق أهداف المؤتمر الساعي حل الأزمة السوربة”، بل أيضاً ألمح إلى ضرورة أن تفعل الدول المنخرطة في الأزمة السورية الأمر نفسه.

في موازاة ذلك، حرص بان على بث جو تفاؤلي من خلال بيان اعتبر فيه أن التحضيرات “مهمة تبعث على الأمل”، متمنيّاً أن يحقق المؤتمر “آمال الشعب السوري في الديموقراطية والحرية”، ومجدداً التأكيد على خطورة تداعيات الأزمة على دول الجوار وتهديدها للأمن الإقليمي.

كما أشار إلى أن المؤتمر سيسعى إلى تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات كاملة، فيما لاقاه الإبراهيمي بالتأكيد على ضروة الاسراع في عقد المؤتمر، موضحاً أن لقاءً ثلاثياً روسياً أميركياً دولياً سيعقد في 20 كانون الأول/ ديسمبر المقبل ،ربما يكون الأخير قبل “جنيف-2”. ولم يغفل الإبراهيمي في مؤتمره الصحافي الحديث عن ضرورة حضور جميع الافرقاء للمؤتمر من دون شروط مسبقة وأهمية تهيئة الأجواء لانجاح المؤتمر.

تحديد موعد المؤتمر وتسارع التحضيرات لا يعني أن ورقة العقبات أمام المؤتمر انطوت.  في الأفق، تلوح بوادر خلافات لدى المشاركين، تتعلق أبرزها بطلب الائتلاف لضمانات حول النتائج التي سينتهي إليها المؤتمر، في ظل تخوفه من صفقة جديدة على حسابه، فضلاً عما تسرب عن مطالبته بتأجيل المؤتمر إلى شباط من العام المقبل بحسب ما قالت مصادر إعلامية.

الأمر الذي دفع بالسفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، إلى طمأنة الائتلاف من خلال إبلاغه بأن الاتفاق حول برنامج إيران النووي لن يؤثر على الأزمة السورية بشكل سلبي، وأن ما حصل ليس مقايضة بين المشكلتين، وذلك حسب ما كشفت عضو تيار التغيير الوطني في سوريا، بهية مارديني لقناة العربية.

كذلك هناك السجال بين النظام والائتلاف، الأول لم يكن يضع شروطاً علنية للمشاركة لكنه عاد بجملة من الشروط أولها أن الأسد باقٍ ولا نقاش حول هيئة انتقالية وإلا فلا داعي لـ”جنيف 2″، في حين ترى المعارضة في مناقشة المؤتمر لتشكيل هيئة انتقالية دون الأسد أمراً أساسياً.

لكن هذا ليس كل شيء. صحيح أن بيان الأمين العام للأمم المتحدة لم يتطرق إلى الحديث عن طبيعة الوفود المشاركة في “جنيف 2″، إلا أن الصيغة التي ستشارك فيها المعارضة لا تزال غير محسومة.

روسيا تحديداً كانت تتطلع إلى مشاركة المعارضة في وفد موحد. وهو ما قوبل برفض من هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي والائتلاف السوري المعارض على حد سواء. لكن هذا الرفض للطرح الروسي لم يمنع الائتلاف من اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ضمن وفد ترأسه الأمين العام للائتلاف، بدر جاموس.

عقبة اضافية عنوانها استمرار الخلاف الأميركي – الروسي حول مشاركة إيران في المؤتمر، الأمر الذي أكده نائب وزير الخارجية الروسية، غينادي غاتيلوف، في تصريحات صحافية، الإثنين، بقوله إنه “لم يتوصل بعد إلى اتفاق على مشاركة إيران في جنيف 2”

أما عن أوراق الضغط التي ستوضع على طاولة “جنيف 2” اذا انعقد، فستكون الكلمة العليا فيها لموازين القوى على الأرض.

موقف النظام حتى اللحظة يبدو أقوى من الائتلاف، ولا سيّما أن النظام يملك الأرض والقوة الأكبر في دمشق والمنطقة الجنوبية التي تشهد اشتباكات بين قواته وفصائل المعارضة المسلحة الممثلة في الائتلاف من خلال هيئة أركان الجيش السوري الحر برئاسة اللواء سليم إدريس.

أما مناطق الشمال الواقعة تحت سطوة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” فهي خارج حسابات الاثنين. النظام لا يبدي جدية في استعادتها قبل “جنيف 2” على عكس ما يفعله على الجبهة الجنوبية، والائتلاف يظهر في موقف هشّ، مع الفصائل المقاتلة التي تبدو أقل خبرة من “داعش” وأكثر ضعفاً من النظام في مواجهة ذلك التنظيم.

السعودية: الأميركيون كذبوا علينا ولن نسمح بحرس ثوري في حمص!

عبدالاله مجيد

ايلاف

حذر مستشار دبلوماسي سعودي رفيع من أن السعودية ستعتمد عقيدة دفاعية جديدة، تركز على التصدي للنفوذ الايراني في الشرق الأوسط، بعد الاتفاق النووي الذي توصلت اليه مجموعة القوى الدولية الست مع طهران.

لندن: علّق نواف عبيد، مستشار الأمير محمد نواف، سفير المملكة العربية السعودية في لندن، على اتفاق جنيف بين واشنطن وطهران، بالقول إن الولايات المتحدة لم تكن صادقة مع المملكة. وقال لصحيفة ديلي تلغراف: “كذبوا علينا، وأُخفيت عنا أشياء، والمشكلة ليست في الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف بل في طريقة التوصل اليه”.

اضاف نواف أن رد المملكة سيكون عقيدة دفاعية جديدة، تقوم على احتواء النفوذ الايراني، مؤكدًا أن السعودية ستكون هناك لوقفهم حيثما يكونون في العالم العربي، “فنحن لا نقبل بالحرس الثوري الايراني يتجول في حمص”.

لا إنهاء للتحالف

تعكس تصريحات نواف خيبة أمل السعودية بتعاطي الادارة الأميركية مع ايران، وتحذيرها من أن هذا الغزل يمكن أن يضر بتحالفها التقليدي المتين مع واشنطن. وفي هذا الشأن، استبعد دانيل ليفي، مدير قسم الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، انتهاء التحالف التاريخي مع الولايات المتحدة، لكنه اضاف أن لدى السعودية مشروعًا أطول امد لتوسيع دائرة تحالفاتها.

وكانت الحكومة السعودية اصدرت بيانًا في ختام الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء، اعلنت فيه أن الاتفاق يمكن أن يشكل خطوة أولية في اتجاه التوصل إلى حل شامل للبرنامج النووي الايراني، إذا توافرت حسن النوايا.

لكن الاتفاق يواجه تحديًا جديًا داخل الولايات المتحدة نفسها، بالرغم من موقف أوباما المؤيد بقوة، إذ يعكف زعماء في مجلس الشيوخ الاميركي على اعداد مشروع قانون يعيد فرض العقوبات التي ستُخفف بموجب اتفاق جنيف إذا أخلت ايران ببنوده.

تشكيك الكونغرس

وضع النص النهائي للاتفاق موضع تساؤل مع قول وزير الخارجية الاميركي جون كيري عقب انتهاء المفاوضات: “الخطوات الأولى لا تقول إن لإيران حقًا في التخصيب”. فالوثيقة تنص على أن لإيران برنامج تخصيب محدَّداً تحديدًا مشتركًا في اطار التسوية النهائية الشاملة. في هذه الأثناء، يجوز لإيران أن تستمر في تخصيب اليورانيوم بعشرة آلاف جهاز طرد عاملة، شريطة ألا تزيد نسبة التخصيب على 5 بالمئة لمحطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية أو يزيد مخزونها منه. ويعني هذا أن فهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للاتفاق كان صحيحًا حين قال: “الاعتراف موجود، وسيكون لايران برنامج تخصيب”.

واعرب اعضاء في الكونغرس عن شكوكهم في الدبلوماسية السرية التي مهدت الطريق للاتفاق، مشيرين إلى استضافة سلطنة عمان لقاءات بين دبلوماسيين ايرانيين واميركيين، وقيام كيري بزيارة مسقط في كانون الأول (ديسمبر) 2011، قبل عام على توليه وزارة الخارجية.

ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن مصدر جمهوري رفيع في مجلس الشيوخ قوله: “كان البيت الأبيض يظن أن بمقدوره لي أذرع الجميع للقبول بإتفاق سيئ، ولهذا السبب هناك الآن قليل من الثقة داخل الكونغرس بأن الرئيس يستطيع إلزام ايران بتنفيذ الاتفاق”. ومن هنا ضرورة اصدار قانون يشدد العقوبات في حال عدم الامتثال، بحسب المصدر.

العراقيل تبقى كثيرة أمام عقد مؤتمر السلام حول سوريا

أ. ف. ب.

أبدى محللون تشكيكهم بإمكانية نجاح مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا أو حتى مجرد عقده في موعده المحدد بسبب الانقسام الدولي بشأن الملف السوري من ناحية، وكذلك استمرار المعارك على الأرض بوتيرة أسرع من ناحية أخرى، بالإضافة الى تمسك كل من طرفي الصراع بموقفه.

نيويورك: يرى محللون أنه سيكون من الصعب الالتزام بموعد 22 كانون الثاني/يناير الذي حددته الامم المتحدة لعقد مؤتمر جنيف-2 حول السلام في سوريا، حيث تشتد الحرب وتخلف تداعيات على كل المنطقة.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين عند اعلانه موعد المؤتمر “اخيراً، وللمرة الاولى، ستلتقي الحكومة السورية والمعارضة على طاولة المفاوضات وليس في ميدان المعركة”.

واعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن مؤتمر جنيف سيكون “أفضل فرصة لتشكيل حكومة انتقالية عبر توافق متبادل”.

لكن قلة من المحللين تعتقد باحتمال وقف سريع للنزاع المستمر منذ سنتين ونصف السنة، والذي اوقع اكثر من مئة الف قتيل وشرد اكثر من ثلاثة ملايين شخص.

وبالواقع، فإن لائحة المشاركة في المؤتمر لم تحدد بعد، لأن القوى الكبرى تبقى مقسومة وعاجزة عن وقف المعارك، فيما يستمر العداء على أشده بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة المنقسمة.

ولم تعد الامم المتحدة تجازف باعطاء حصيلة محددة لهذا النزاع، فيما حذر ممثل الامم المتحدة الخاص في العراق نيكولاي ملادينوف الاثنين مجلس الامن الدولي من مخاطر تسلل مجموعات متطرفة تنشط في سوريا الى العراق.

ورأى سلمان شيخ مدير مركز بروكينغز للابحاث في الدوحة أن مجرد اعلان الامم المتحدة عن موعد يعتبر اشارة ايجابية. لكنه قيّم فرص نجاح مؤتمر جنيف بـ”50 الى 50″، مؤكدًا أن ذلك “رهينة الوضع الميداني”.

من جهته، قال ريتشارد غوان من جامعة نيويورك إن موعد “22 كانون الثاني/يناير لا يزال بعيدًا”، مضيفًا أن “الجيش السوري سجل انتصارات جديدة على مسلحي المعارضة، ويمكن أن يضاعف جهوده لتعزيز موقعه العسكري قبل بدء المفاوضات”.

وسيلتقي المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي مرة جديدة في 20 كانون الاول/ديسمبر مسؤولين من روسيا واميركا في محاولة للتحضير للمؤتمر وخصوصًا لاختيار المشاركين. لكن الاسئلة تبقى عديدة: من سيمثل المعارضة السورية؟ وهل ستكون لدى الوفد الحكومي السوري سلطة اتخاذ قرارات حاسمة؟ وايران التي تدعم دمشق أو السعودية التي تدعم المعارضة فهل ستشاركان؟.

ويعلق دبلوماسي في الامم المتحدة متابع لهذا الملف عن كثب بالقول إن “الاجوبة على هذه الاسئلة ستكون امرًا اساسيًا”.

واعتبر سلمان شيخ أن المعارضة ستشارك في المؤتمر لأنها “ضعيفة وبحاجة الى شرعية دولية (…) وهي لا تريد أن تظهر كالطرف الذي يفشل المحادثات عبر رفضها المشاركة” في المؤتمر.

لكنّ مسلحي المعارضة “يقومون بمجازفة كبرى” عبر التوجه الى جنيف لأنه “اذا لم تسفر المحادثات عن أي تقدم فعلي واذا تفاقم الوضع على الارض” فإن موفدي المعارضة “سيواجهون انتقادات شديدة”.

وفي المقابل، فإن مشاركة ايران تثير جدلاً لأن طهران لم توقع رسميًا على الاعلان الذي اعتمد في جنيف في حزيران/يونيو 2012 من قبل القوى الكبرى. وهذا الاعلان ينص على اقامة حكومة انتقالية في سوريا، فيما تعتبر الامم المتحدة والغرب أنه يجب أن يشكل قاعدة المباحثات في مؤتمر 22 كانون الثاني/يناير.

ويؤكد ريتشارد غوان أنه الآن وبعد تحديد موعد للمؤتمر- وحتى وإن ارجىء في السابق عدة مرات- فإن الولايات المتحدة وروسيا تريدان الالتزام به. ويقول “لكن لا يزال هناك خطر كبير وهو أن تنسف المحادثات فور بدئها أو أن تكون النتيجة تسوية ضعيفة جدا اذا لم يبدِ المفاوضون جدية”.

وعند اعلانه موعد المؤتمر الاثنين، قال بان كي مون إن “النزاع مستمر منذ فترة طويلة. وسيكون امرًا لا يغتفر عدم اقتناص هذه الفرصة لوقف المعاناة والدمار اللذين سببهما”.

واعتبر أن مؤتمر جنيف “هو الوسيلة للتوصل الى انتقال سلمي يستجيب للتطلعات المشروعة لكل الشعب السوري الى السلام والكرامة ويضمن الامن والحماية لكافة الاطياف في سوريا”.

واشنطن تحسم: لا بد من رحيل بشّار

نصر المجالي

 ايلاف

بينما جددت الولايات المتحدة تأكيدها على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، قالت دمشق إنها لا تتوقع ضغوطًا من المجتمع الدولي لتنحيته.

مع الإعلان عن موعد مؤتمر جنيف 2، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش آرنست، إن مؤتمر “جنيف 2” المرتقب في يناير/ كانون الثاني لابد أن يفضي إلى رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

وقال مبعوث الأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، إن قائمة المشاركين لم تكتمل، ودعا الأطراف السورية إلى اختيار وفودها قبل نهاية العام، وحض الحكومة والمعارضة المسلحة على اتخاذ تدابير بناء الثقة بينهما، وتخفيف حدة أعمال العنف.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري وصف مؤتمر السلام في جنيف لحل النزاع في سوريا بأنه “أفضل فرصة” لتشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الصراع.

وجاءت تصريحات كيري في وقت لاحق من إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عقد مؤتمر ” جنيف 2″ في 22 يناير / كانون الثاني لإنهاء الصراع الدموي الذي أودى بحياة أكثر من 100 الف شخص.

وقال كيري في بيان “نعي جيدًا أن هناك عوائق كثيرة على الطريق لحل سياسي وسندخل مؤتمر جنيف بشأن سوريا وعيوننا مفتوحة على اتساعها”.

وأكد كيري أن بلاده ستواصل ” العمل مع الأمم المتحدة وشركائها في ما يتعلق بالقضايا المتبقية بما في ذلك الدول التي ستوجه لها الدعوة للحضور وجدول الأعمال”.

لا نتوقع ضغوطات

وإلى ذلك، فإن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكد أن ” دمشق واثقة من مستقبل الأسد قبيل محادثات جنيف 2″. وقال المقداد إن “سوريا لا تتوقع قيام المجتمع الدولي بفرض ضغوط لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد خلال مؤتمر جنيف 2”.

وأضاف المقداد في حديث لصحيفة الفايننشيال تايمز اللندنية: ” لدينا ثقة كاملة بأن الشعوب في الدول الأوروبية وأميركا أصبحت مدركة بأننا في سوريا نواجه الإرهاب نيابة عن العالم أجمع”.

وأوضح المقداد أنه “منذ ثلاثة أشهر تقريباً، كانت دمشق تترقب ضربة عسكرية أميركية، وأعلن البيت الأبيض هذا القرار رداً على استخدام النظام الأسلحة الكيميائية لقتل المئات من مواطنيه في الغوطة”.

وأشار المقداد إلى أن “مبادرة روسيا لتدمير الأسلحة النووية السورية لم تعمل على إنقاذ البلاد من الضربة العسكرية الأميركية بل على حماية الحكومة السورية ومركزها على الساحة الدولية”.

وختم نائب وزير الخارجية السوري بالقول إن “الاتفاق النووي الايراني كان نتيجة تغيير في سياسة الغرب في المنطقة”، موضحاً أن “التوصل إلى إبرام إتفاق حول مسألة شديدة التعقيد، يعني بالتأكيد بأن جميع الأطراف التي لها صلة بالموضوع تسعى لإيجاد حلول سياسية لها”.

العمل الشاق يبدأ هذا الاسبوع لتطبيق اتفاق إيران والقوى الكبرى

أ. ف. ب.

سيكون للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدور الأكبر في تطبيق الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى بخصوص برنامج طهران النووي، وستجري الوكالة زيارات يومية الى مواقع التخصيب وجميع أجهزة الطرد المركزي ومناجم اليورانيوم وزيارات متكررة اكثر الى مفاعل اراك”.

جنيف:  بعد اجواء الارتياح التي اشاعها الاتفاق بين ايران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي في نهاية الاسبوع، يبدأ العمل الشاق لتنسيق كيفية تطبيق المرحلة الاولى من الاتفاق والتفاوض حول اتفاق طويل الامد.

وقال مسؤول غربي كبير في جنيف حيث وقع الاتفاق فجر الاحد في اليوم الخامس من المفاوضات الصعبة: “العمل الملموس حول تطبيق الاتفاق سيبدأ بسرعة شديدة على مختلف المستويات”.

وينص الاتفاق على ما اسمته واشنطن “قيوداً مهمة” على البرنامج النووي الايراني وعمليات تفتيش “غير مسبوقة” تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل تخفيف بسيط للعقوبات.

وقد وافقت الجمهورية الاسلامية في الجولة الثالثة من المفاوضات منذ وصول حسن روحاني الى الرئاسة على تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% الذي يمكن أن يستخدم في صنع اسلحة نووية، لمدة ستة اشهر.

كما التزمت بتحويل مخزونها المخصب بنسبة 20% الى مواد من الصعب استخدامها في صنع اسلحة وعدم نصب أجهزة طرد مركزي جديدة ووقف البناء في مفاعل اراك الجديد.

لكن مصنعها الاساسي نطنز الذي ينتج يورانيوم مخصب بنسب متدنية سيواصل العمل.

لكن هذا الامر يجب أن تتحقق منه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يعني عملاً اضافيًا لهذه الوكالة ومديرها العام الياباني يوكيا امانو.

وتراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كثب انشطة ايران النووية ويزور مفتشوها البلاد بانتظام للتأكد من أن طهران لا تحول اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة.

لكن بموجب اتفاق جنيف المبرم الاحد، فإن هذه العمليات ستتزايد كما قال البيت الابيض، “مع زيارات يومية يقوم بها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى مواقع التخصيب وجمع أجهزة الطرد المركزي ومناجم اليورانيوم وزيارات متكررة اكثر الى مفاعل اراك”.

وسيكون على ايران ايضاً أن تقدم معلومات حول خططها لبناء منشآت نووية جديدة ومواصفات كل مبنى في مواقعها النووية ومعلومات محدثة حول كيفية عمل مفاعل اراك بموجب نص الاتفاق الذي ابرم الاحد.

وقال مارك هيبس من معهد كارنيغي إنه بين كل بنود الاتفاق مع ايران، هذه النقطة الاخيرة يمكن أن تشهد صعوبات في التطبيق في الاشهر الستة المقبلة.

وقال لوكالة فرانس برس “هذا الامر سيكون من الصعب القيام به، وعملية التحقق هي التي تكمن فيها الكثير من المشاكل”.

وضمان مسؤوليات التفتيش الجديدة هذه التي يرد قسم منها في البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر الاسلحة النووية، الذي ترفض ايران توقيعه يجب أن يحدد في محادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال هيبس إن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست طرفاً في هذا الاتفاق بين ايران والقوى الكبرى” مضيفاً “يجب أن يكون هناك تفاهم لاعطاء الوكالة السلطة المشروعة للقيام بالامور التي يجب القيام بها”.

وسيتم انشاء “لجنة مشتركة” بين ايران ومجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين الى جانب المانيا) للعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبة تطبيق الاتفاق ومعالجة الامور الطارئة التي يمكن أن تستجد.

وقال الدبلوماسي الكبير ان القوى الكبرى ستكون “على اتصال دائم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تلعب دوراً حاسماً في تطبيق اتفاقنا”.

وكان امانو اتفق في وقت سابق هذا الشهر مع ايران على “خارطة طريق للتعاون” تتضمن هذه النقاط.

وستكون هذه المسألة موضع مباحثات هذا الاسبوع خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

ومن اجل التوصل الى اتفاق “شامل” طويل الامد من المفترض أن تتوصل اليه ايران والقوى الست خلال الاشهر الستة المقبلة، سيكون على ايران ايضًا الرد على اسئلة سبق أن طرحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الماضي.

وهذا الامر يتعلق بتحقيق الوكالة الذي يراوح مكانه منذ فترة طويلة حول الشبهات “باحتمال وجود بعد عسكري” للبرنامج النووي الايراني قبل العام 2003 ويحتمل منذ ذلك الحين، وهو ما تنفيه طهران.

ويرى مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن مخاطر اخرى يمكن أن تسبب عراقيل للاتفاق.

وذلك يشمل تحرك اعضاء في الكونغرس الاميركي لفرض عقوبات اضافية على ايران أو احتمال كشف طهران عن موقع تخصيب سري أو خطط ايران المحتملة لاطلاق قمر اصطناعي صغير ووضعه في المدار، كما قال.

وقال فيتزباتريك لوكالة فرانس برس إن “اطلاق مثل هذا القمر الاصطناعي ليس محظورًا بموجب الاتفاق النووي لكنه قد يعتبر خطوة استفزازية يمكن أن تنسف حسن النية التي تبلور في جنيف”.

المعارك وقطع طريق حمص – دمشق يخلّفان أزمة بنزين خانقة

أ. ف. ب.

يعاني سكان العاصمة السورية من أزمة خانقة في البنزين نتيجة توقف الطريق الدولي بين حمص ودمشق عن الخدمة منذ ايام، بسبب المعارك الضارية التي تشهدها منطقة القلمون.

دمشق: امتدت طوابير السيارات لعدة امتار الاثنين امام محطات الوقود التي لا تزال تملك مخزونًا من هذه المادة أو تلك التي زودتها السلطات بها من المخزون الاستراتيجي الذي تحتفظ به.

ويقول ابو رانيا (58 عامًا)، “اضطررت الى العودة امس (الاحد) الى منزلي بعد أن انتظرت لمدة ساعتين امام محطة دمر (على اطراف دمشق) دون أن اتمكن من التزود بالوقود”.

واشار هذا المحاسب الى أنه سيضطر للعودة اليوم “لأن خزان الوقود اصبح شبه فارغ، وإلا فلن اتمكن من الذهاب الى عملي”.

وفي محطة الازبكية الواقعة في شارع بغداد وسط المدينة، تقف عشرات السيارات في طابور يمتد لعشرات الامتار، ويلتف نحو الطرق الفرعية منعاً لعرقلة السير.

ويعيد ذلك الى الاذهان الكابوس الذي عانى منه سائقو السيارات مرات عدة هذا العام، بسبب نقص تزويد المحطات العامة والخاصة بمادة البنزين.

وقامت الحكومة على الاثر برفع ثمن سعر ليتر البنزين لثالث مرة هذا العام آخرها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي عندما رفعت سعر الليتر بنسبة 25 بالمئة ليصل الى 100 ليرة (0،75 دولار).

وكانت الحكومة قد رفعت سعر ليتر البنزين مرتين قبل ذلك الاولى في آذار/مارس حيث رفعت سعر الليتر من 55 ليرة إلى 65 ليرة، وفي ايار/مايو رفعته إلى 80 ليرة.

ويعود سبب الازمة الى اغلاق الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص، التي توجد فيها منشأة لتكرير النفط وتتزود منها صهاريج البنزين قبل أن تسلك الطريق متجهة الى العاصمة.

ومصفاة حمص هي احدى مصفاتين نفطيتين لا تزالان تعملان في سوريا بعد اندلاع العمليات العسكرية في البلاد على نطاق واسع لكن بحدودهما الدنيا.

واستهدف مقاتلو المعارضة هذه المصفاة مرات عدة بقذائف هاون، ما اسفر عن نشوب حريق في خزانات الوقود.

واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس أن الجيش قام باغلاق الطريق الدولي الواصل بين حمص ودمشق منذ ايام “لتجنيب المسافرين خطر القناصة”.

ولفت الى أن “المسلحين قاموا بالفرار من مدينة قارة الى مناطق قريبة كالنبك ودير عطية ودخلوا بعض الابنية ويقومون بأعمال قنص”.

واشار المصدر الى أن “الجيش يقوم بواجبه في المنطقة” مؤكدًا أن “الامور ستحسم بشكل نهائي قريباً”.

وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعدة كتائب اسلامية معارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية الواقعة شمال العاصمة، والتي يجتازها هذا الطريق الدولي بعد سيطرة الجيش الثلاثاء على مدينة قارة ولجوء مقاتلي المعارضة الى بلدات قريبة منها تقع على الطريق.

واكد الاعلام السوري الى أن احتياطي مدينة دمشق من البنزين يبلغ نحو 600 الف ليتر، وأن “الازمة ستنتهي خلال يومين”.

ويعاني السوريون من نقص في الوقود كالمازوت والبنزين والغاز المنزلي، أسهم في رفع أسعار هذه المواد في السوق السوداء عدة أضعاف، في حين تبرر الجهات الرسمية هذا الامر  بانقطاع الطرق بسبب الاحداث التي تشهدها البلاد، ما أدى إلى عدم تأمين المواد إلى تلك المناطق.

واعلنت السلطات السورية في آب/اغسطس أن اجمالي انتاج النفط في سوريا تراجع خلال النصف الاول من هذا العام بنسبة 90 بالمئة عمّا كان عليه قبل اندلاع الازمة، ليبلغ خلال الاشهر الستة الاولى من السنة 39 ألف برميل يوميًا، مقابل 380 ألفًا قبل منتصف آذار/مارس 2011.

ودفعت الازمة الحكومة، التي تدعم بشكل مستمر الوقود، الى استيراد حاجتها من النفط في شكل شبه كامل، لا سيما من ايران ابرز الحلفاء الاقليميين لنظام الرئيس بشار الاسد.

وبلغت قيمة الاضرار المباشرة وغير المباشرة التي اصابت قطاع النفط في سوريا جراء الازمة المستمرة في البلاد، نحو 17،7 مليار دولار اميركي، بحسب ما افاد الاعلام الرسمي، بعد أن كان انتاج النفط يشكل ابرز مصدر للعملات الاجنبية في سوريا.

وسيطر مقاتلون معارضون، بينهم جهاديون من جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، السبت على حقل العمر في شرق سوريا، الذي يعد أكبر وأهم حقل نفط في البلاد، وبذلك تكون الحكومة السورية “قد فقدت السيطرة على حقول النفط في المنطقة الشرقية بشكل كامل”، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتقع غالبية الحقول النفطية السورية في شمال البلاد وشرقها، وباتت في معظمها تحت سيطرة مقاتلي المعارضة أو المقاتلين الاكراد.

«جنيف النووية» تمهد الطريق إلى «جنيف 2» السورية

السعودية: الاتفاق النووي خطوة باتجاه حل شامل شرط صدق النوايا > لندن: الكرة في ملعب طهران

لندن: مينا العريبي جنيف: بثينة عبد الرحمن طهران: فرهمند علپور

أكدت السعودية أن الاتفاق النووي بين مجموعة «5+1» وإيران يمكن أن يشكل خطوة باتجاه حل شامل «إذا صدقت النوايا». جاء ذلك خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس في قصر اليمامة بالرياض، برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي.

وأوضح المجلس أن الحكومة السعودية اطلعت بعناية على اتفاقية «5+1» وإيران، وترى أنه «إذا توافر حسن النوايا فيمكن أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أولية في اتجاه التوصل لحل شامل للبرنامج النووي الإيراني».

وبينما تواصلت ردود الفعل الدولية على الاتفاق، كان لافتا إعلان الأمم المتحدة في بيان أمس, بعد نحو 24 ساعة من التوصل الى الاتفاق, يوم 22 يناير (كانون الثاني) المقبل موعدا لعقد مؤتمر «جنيف 2» الخاص بسوريا. ولم يحدد الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لائحة المدعوين، في الوقت الذي أشار فيه مسؤولون من الدول التي شاركت في مباحثات جنيف النووية إلى أن مشاركة إيران مشروطة بموافقتها على «جنيف 1» السورية التي تتضمن تشكيل حكومة انتقالية.

                      وفي لندن, أفادت مسؤولة في وزارة الخارجية «الشرق الأوسط»، بأنه «لم يتخذ قرار حول مشاركة إيران، وأن القرار يعود للأمم المتحدة»، لكنها أضافت «من الصعب أن نتصور مشاركة إيران من دون أن تقر ببيان جنيف»، الصادر في يونيو (حزيران) 2012، موضحة أن «الكرة في ملعب إيران» لتوضح موقفها من الحل السياسي في البلاد.

الأمم المتحدة تحدد 22 يناير موعدا لـ«جنيف 2».. وبان كي مون يحدد شروطا لمشاركة إيران

كيري يعد المؤتمر الدولي أفضل فرصة لتشكيل جهاز حكم انتقالي جديد في دمشق عبر التوافق المتبادل > الائتلاف: لسنا جاهزين للمشاركة

واشنطن: هبة القدسي بيروت: كارولين عاكوم

أعلنت الأمم المتحدة في بيان أمس تحديد يوم 22 يناير (كانون الثاني) موعدا لعقد مؤتمر السلام بشأن سوريا المسمى بـ«جنيف 2»، لتنهي عدة أشهر من الجدل حول موعد إقامة هذا المؤتمر. وفيما لم يحدد الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لائحة المدعوين، فإنه أشار إلى مشاركة محتملة من إيران، التي وقعت مع القوى العظمى أخيرا اتفاقا، حول ملفها النووي، وجد ترحيبا شديدا.

ولا يعني تحديد الأمم المتحدة موعد مؤتمر «جنيف 2» بالنسبة للمعارضة السورية مشاركتها الحتمية فيه، وإن كانت تعد هذه الخطوة «محاولة لوضعها تحت الأمر الواقع»، من دون أن تستبعد أن ينعكس الاتفاق النووي الإيراني سلبا على سير المفاوضات لا سيما في ما يتعلق بشروطها أو مطالبها الأساسية.

وقال بان كي مون، في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك صباح أمس «مؤتمر جنيف هو وسيلة للتوصل إلى انتقال سلمي يلبي تطلعات المشروعة لجميع الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة، وإن الأمم المتحدة تأمل في تحقيق انتقال سلمي في سوريا يقوم على الاتفاق الذي توصلت له القوى العالمية في جنيف في يونيو (حزيران) العام الماضي، والذي يشمل الاتفاق بين الطرفين المتحاربين على إنشاء هيئة للحكم الانتقالي تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة بما في ذلك الكيانات العسكرية والأمنية، وأن يتم إيقاف العنف وإطلاق سراح المعتقلين وإعادة النازحين داخليا وخارجيا». وأضاف «سيكون خطأ لا يمكن التسامح معه إذا لم نستغل هذه الفرصة لإنهاء الأزمة في سوريا، لأن الحرب في سوريا هي أكبر تهديد للأمن العالمي».

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه يتوقع أن يشارك ممثلو سوريا «بنية جادة» في «جنيف 2» وهم يتفهمون أن الهدف منه هو إنهاء الحرب التي خلفت أكثر من مائة ألف قتيل وشردت تسعة ملايين سوري من منازلهم، إضافة إلى عدد كبير من المفقودين والمعتقلين والاضطرابات التي أثقلت كاهل البلدان المجاورة لسوريا. ولم يحدد الأمين العام للأمم المتحدة تفاصيل حول الأطراف المشاركة وما إذا كانت إيران ستشارك في المؤتمر أم لا، إلا أنه ربط مشاركتها بالموافقة على مقررات «جنيف 1» حول سوريا.

ورحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان بتحديد موعد «جنيف 2»، وقال «من أجل إنهاء سفك الدماء ومنح الشعب السوري فرصة لتحقيق تطلعاته التي تأجلت طويلا، تحتاج سوريا إلى قيادة جديدة». وأضاف أن «المؤتمر هو أفضل فرصة لتطبيق إعلان جنيف وتشكيل جهاز حكم انتقالي جديد عبر التوافق المتبادل»، في إشارة إلى اتفاق 2012 بشان انتقال القيادة في سوريا. وقال كيري إنه إذا أمكن الاتفاق على قيادة جديدة في محادثات جنيف المقبلة، فإن ذلك سيكون بمثابة «خطوة مهمة باتجاه إنهاء معاناة الشعب السوري والتأثير المزعزع للاستقرار لهذا النزاع على المنطقة». إلا أنه أقر بوجود «عقبات عديدة على طريق التوصل إلى حل سياسي، وسندخل إلى مؤتمر جنيف الخاص بسوريا بأعين مفتوحة على وسعها». وقال إنه خلال الأسابيع المقبلة ستعمل واشنطن مع الأمم المتحدة وغيرها من الشركاء، للإعداد لأجندة المحادثات، وكذلك لإعداد قائمة الضيوف المشاركين في المؤتمر. وأضاف أنه على النظام السوري والمعارضة «تشكيل وفودهما».

ورجحت مصادر بالخارجية الأميركية أن يشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الاجتماعات في جنيف حول سوريا في يناير المقبل. وقال دبلوماسي أوروبي بالأمم المتحدة إن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة معناها أن اجتماع «جنيف 2» سيرتكز على المبادئ التي توصل إليها اجتماع القوى العالمية حول سوريا في يونيو (حزيران) 2012، ولذا يجب على إيران الاعتراف ببنود اتفاق يونيو 2012، وأن تؤيده علنا قبل أن تتم دعوتها إلى «جنيف 2».. و«إذا لم تفعل ذلك فإنه سيكون من الصعب أن يكون هناك دور يمكن أن تلعبه إيران في إيجاد حل سياسي للصراع». وأوضح أن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع القوى العالمية جعل الحكومات الغربية أكثر راحة في وجود إيران في محادثات سوريا.

وجاء إعلان الأمين العام للأمم المتحدة حول موعد عقد اجتماعات «جنيف 2» في وقت اجتمع فيه المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع كبار المسؤولين الأميركيين والروس في جنيف، كما اجتمع مع بعض أطياف المعارضة السورية في جلسات مغلقة.

من جانبه، كشف مصدر في الائتلاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن موقف المعارضة النهائي بشأن المشاركة أو عدمها من المفترض أن يعلن في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف المزمع عقده في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل بعد إنهائها مباحثاتها مع القوى الثورية والعسكرية في الداخل ومع الأطراف العربية. وأشار إلى أن ما أعلنه أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، أمس، لناحية تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، قد «يشكّل مدخلا لحل إيجابي، لا سيما أن الفترة المتبقية من ولاية الأسد ستكون أشهرا قليلة، لكن الأمر يبقى مرتبطا بالدرجة الأولى بموقف القوى العسكرية على الأرض والتي لا تزال ترفض رفضا قاطعا الجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام وإيران، إضافة إلى وضعها الميداني، خاصة أن النظام السوري كان قد استعمل أقصى قوته في الأشهر القليلة الماضية، سعيا منه لتحقيق أكبر قدر من الانتصارات والذهاب إلى (جنيف 2) بموقع أقوى».

وكانت المعارضة السورية قد حاولت، وفق المصدر «الدفع باتجاه تأجيل موعد المؤتمر إلى فبراير (شباط) المقبل»، مشيرا إلى أن «تحديد الموعد في يناير جاء كحل وسطي، بين مطلب المعارضة وما كانت تطالب به روسيا وأميركا في ديسمبر المقبل».

ولفت المصدر إلى أنه «من المتوقع أن يتألف وفدا المعارضة والنظام إلى (جنيف 2)، من (8 + واحد) لكل منهما، أي من 8 أعضاء ورئيس للوفد، من دون أن يعني ذلك أن يكون الرئيس هو أحمد الجربا»، مشيرا إلى أن الائتلاف «لا يزال متمسكا بأن من يريد أن يشارك في المؤتمر تحت اسم المعارضة يجب أن يكون تحت مظلته، وأن يكون موافقا على ثوابته».

وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد وافقت على حضور مؤتمر «جنيف 2»، على أن يؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، بما فيها الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى عدم وجود أي دور للرئيس السوري بشار الأسد ومساعديه في المرحلة الانتقالية. وأشارت الهيئة في رؤيتها إلى أن انتقال السلطة منصوص عليه في بيان «جنيف 1»، وفي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 218، الذي تبنى بيان جنيف، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه.

من جهته، اعتبر عضو الائتلاف سمير النشار أن المجريات السياسية في الأيام الأخيرة تهدف إلى تنفيذ «سياسة الأمر الواقع» في موازاة الضغوط المستمرة التي تمارس على الائتلاف للمشاركة في «جنيف 2». وشدد، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الأرضية للمشاركة في جنيف ليست ناضجة لغاية اليوم»، مشيرا إلى أن «هناك أسئلة برسم القوى الدولية لا سيما روسيا وأميركا، لم نحصل على إجابات عنها، أهمها، موقع الأسد في المرحلة الانتقالية ودور إيران وانسحاب أذرعتها العسكرية من القتال في سوريا». وأكد النشار أن «المعطيات المتوافرة لغاية الآن غير مقنعة بالنسبة إلى المعارضة، إلا إذا كان تحديد موعد انعقاد المؤتمر جاء استنادا إلى ما قد ينتج من متغيرات بناء على الضغوط التي تمارس على الائتلاف والمستجدات العسكرية على الأرض»، مشيرا إلى أنه «لم يتم إعلام وفد الائتلاف الموجود في جنيف منذ ثلاثة أيام بالموعد المحدد، حتى إنه لم يسمع به إلا من خلال الإعلام».

وفي ما يتعلق بالمباحثات التي يجريها الوفد في جنيف لا سيما لقاءاته مع ممثلين روس وأميركيين، أوضح النشار أن «نتائجها لم تكن مغايرة لما سبق أن أعلن، وعلى عكس ما كان يشاع سابقا بأن هناك تحولا ما في الموقف الروسي أو أنهم يسعون إلى طرح خيارات جديدة»، لافتا إلى أن «لقاءات عدة عقدها الوفد مع وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي كان «أقل تصلبا» من السابق لكنه عاد وكرر الموقف نفسه بالقول «لسنا متمسكين ببشار الأسد، لكن كل الأمور تطرح على طاولة المفاوضات وليس قبلها»، مشيرا إلى أن «لقاء سيجمع اليوم الثلاثاء في اسطنبول المعارضة السورية، المجلس الوطني والائتلاف، بوزير الخارجية الأميركي روبرت فورد في إسطنبول».

وعن مشاركة إيران في المفاوضات، وهو الأمر الذي لا يزال الائتلاف الوطني رافضا له، مشترطا توقف مشاركتها العسكرية على الأرض، قال النشار «الروس يدفعون باتجاه مشاركة طهران، بينما يبقى الموقف الأميركي غير واضح حتى الآن»، مبديا خشيته من انفتاح أميركي – إيراني، يؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع ما في هذا الموقف.

«الحر» يتقدم في الغوطة الشرقية لفتح خطوط إمداده.. ومقتل قائد ميداني لحزب الله

المعارضة: استهداف النظام للأحياء السكنية «رد يائس» على إنجازاتنا العسكرية

بيروت: «الشرق الأوسط»

واصلت كتائب «الجيش السوري الحر» أمس محاولتها فك الحصار عن منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق تزامنا مع أنباء عن استعادتها بلدة قارة في منطقة القلمون التي سبق للقوات النظامية أن أعلنت سيطرتها عليها.

ووصف «الائتلاف الوطني السوري المعارض» تكثيف النظام عملياته العسكرية في ريف دمشق، واستهدافه الأحياء السكنية، على خلفية المجزرة الأخيرة في حلب قبل يومين، بأنها «رد يائس على إنجازات الجيش السوري الحر».

واتهم الائتلاف في بيان أمس «القوات النظامية بتهديد الحاضنة الشعبية للثورة السورية، وطمس الهزائم بدماء الأبرياء، بهدف صرف انتباه الجيش السوري الحر عن الجبهات». ووضع في بيان صادر عنه «السلوك العشوائي في (قتل المدنيين)» في سياق «إجهاض أي حل سياسي بما فيه مؤتمر (جنيف2)».

وحسب مصادر سورية ونشطاء، فإن ما لا يقل عن 194 شخصا قتلوا خلال اليومين الماضيين، في الوقت الذي يسعى فيه مقاتلو المعارضة لإنهاء الحصار الذي تفرضه منذ أشهر قوات موالية للرئيس بشار الأسد.

واندلع القتال يوم الجمعة الماضي عندما هاجمت وحدات لمقاتلي المعارضة عددا من نقاط التفتيش التابعة للجيش التي تطوق الضواحي الخاضعة لسيطرة المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية وهي تحت الحصار منذ أكثر من ستة أشهر. ويقول عمال إغاثة محليون ودوليون إن قوات الأسد تحاول فيما يبدو تجويع السكان وهو ما يؤثر على المدنيين ومقاتلي المعارضة على حد سواء. وتبدأ الغوطة الشرقية من مدينة دوما وتمتد نحو الشرق والجنوب محيطة بمدينة دمشق، وتواصل امتدادها إلى مناطق وقرى وبلدات مثل جرمانا والمليحة وعقربا وحزّة وكفربطنا وعربين إلى أن تلتقي بالغوطة الغربية.

وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» بأن «المواجهات في الغوطة الشرقية أدت إلى مقتل العميد مازن صالح، وهو قائد ما يعرف بـ(الجيش الوطني)، وهي ميليشيات مؤيدة للنظام». كما أعلن «مقتل قائد عمليات حزب الله في الغوطة الشرقية واستسلام 40 من عناصر الحزب بعد محاصرتهم»، بحسب الاتحاد. وبث ناشطون صورا قال إنها لعناصر حزب الله الذين أسروا في الغوطة الشرقية.

بدوره، أوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «خمسة مقاتلين من حزب الله اللبناني لقوا مصرعهم وأصيب 12 آخرون في منطقة المرج بالغوطة الشرقية في اشتباكات مع مقاتلين إسلاميين». وبثت «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا صورا لما قالت إنها «عملية إعدام وقطع رأس لعنصر من عناصر حزب الله اللبناني في الغوطة الشرقية لريف دمشق، حيث كان يقاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد».

وتخوض المعارضة السورية معارك عنيفة ضد القوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني بهدف التقدم نحو مناطق محيطة بدمشق، خاصة الغوطة الشرقية لمحاولة فك الحصار النظامي المفروض عليها منذ أكثر من عام. ويستطيع الجيش الحر، عبر فك الحصار عن هذه المنطقة، إعادة خط الإمداد لقواته؛ إذ تعدّ الغوطة الشرقية مفتاح العاصمة دمشق الشرقي وخط الوصول إليها. ويعمل «الحر» للسيطرة عليها في معركة متواصلة منذ أشهر.

وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن مقاتلي المعارضة «قاموا بالسيطرة على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز خلال الأيام الثلاثة الماضية في الغوطة الشرقية وجنوب حلب بعد أن شنوا هجمات مضادة على هذه المناطق».

وكانت القوات النظامية أحرزت عدة نجاحات على الأرض خلال الأسابيع الماضية خصوصا حول دمشق وحلب في الشمال. وأضاف عبد الرحمن أن القوات النظامية «لم تعد تحرز تقدما هناك»، مشيرا إلى أن «المعارك تركزت اليوم (أمس الاثنين) حول منطقة المرج في ريف دمشق الشرقي بالإضافة إلى خناصر الواقعة جنوب شرقي حلب». وعزا الائتلاف الوطني المعارض تقدم المقاتلين إلى إعلان فصائل إسلامية أساسية تقاتل في سوريا ضد النظام السوري السبت اندماجها لتشكل «الجبهة الإسلامية». ولا تضم هذه الجبهة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة».

في موازاة ذلك، أفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة» بأن المعارضة استردت مدينة «قارة» الاستراتيجية في القلمون شمال غربي دمشق، بعد أيام على دخول القوات النظامية إليها، في حين أفادت «شبكة شام» بإصابة طائرة حربية نظامية بمنطقة القلمون بريف دمشق.

من جانبها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن «الجيش النظامي قتل عددا من (الإرهابيين) في حيي برزة والقابون بدمشق، وكذلك في بلدة ببيلا ومنطقة القلمون والغوطة الشرقية».

وفي حلب، أفاد ناشطون باستهداف «لواء التوحيد» التابع للجيش الحر مطار النيرب العسكري في مدينة حلب بصواريخ «كاتيوشا»، تزامنا مع مواجهات عنيفة اندلعت بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وكتائب أخرى من جهة، والقوات النظامية مدعومة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، في ريف حلب الجنوبي، بحسب المرصد السوري.

وفي ريف حمص، أشارت شبكة «سوريا مباشر» إلى سيطرة الكتائب المعارضة على بلدتي القاشوطة وباشكوي بريف حمص بعد معارك طاحنة مع القوات النظامية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

خسائر قطاع الكهرباء السوري في ازدياد وتكلفة إصلاحه تتخطى ملياري دولار

السلطات تقر بانخفاض الإنتاج.. و غرق محافظات في الظلام

بيروت: ليال أبو رحال

تكررت في الأسابيع الأخيرة ظاهرة غرق محافظات أو مناطق سورية بأكملها في ظلام دامس نتيجة ما يصفه مسؤولون رسميون بـ«اعتداء الإرهابيين» على خطوط غاز أو محطات التوليد والإنتاج. وفي حين اعتادت محافظات عدة منذ بدء أزمة سوريا على انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وارتفاع ساعات التقنين، اعترف وزير الكهرباء السوري عماد خميس، الأسبوع الماضي، بانخفاض توليد الكهرباء بنسبة 28%، بموازاة انخفاض الطلب على الطاقة بنسبة 22%، نتيجة توقف بعض المعامل والمصانع.

وتظهر مراجعة سريعة للأحداث الميدانية منذ شهر تقريبا، إعلان النظام السوري، من خلال وسائل الإعلام المحسوبة عليه أو من خلال مصادر رسمية، انقطاع الكهرباء بالكامل عن محافظات عدة، حيث تكرر قطع الكهرباء في العاصمة دمشق وريفها، بعد استهداف خط الغاز العربي في منطقة البيطارية القريبة من مطار دمشق الدولي بالغوطة الشرقية، في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي حين انقطع التيار الكهربائي عن حلب، شمال سوريا في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي نتيجة «اعتداء إرهابي على محطة توليد»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «مصدر في وزارة الكهرباء السورية»، انقطع التيار الكهربائي في 17 من الشهر الحالي عن كل محافظة دمشق وريفها والمحافظات الجنوبية درعا والسويداء والقنيطرة، ومحافظة حمص وسط سوريا. وقال وزير الكهرباء السوري إن ذلك نتج عن «تخريب المجموعات الإرهابية المسلحة خطوط التوتر العالي المغذية للمنطقة الجنوبية».

في موازاة ذلك، انقطع التيار الكهربائي، منذ فجر أمس عن محافظة دير الزور بسبب «سيطرة مقاتلي (جبهة النصرة) على حقل العمر للغاز الذي يغذي مدينة حمص»، وفق ما ذكره «مكتب أخبار سوريا»، لافتا إلى أن «حمص تعتبر مصدر التيار الكهربائي في دير الزور عبر خط الجندلي».

ووفق وزارة الكهرباء السورية، فإن التحدي الأكبر يكمن في تأمين الوقود إلى المحطات الحرارية؛ «إذ لديها ثلاثة آلاف ميغاواط متوقفة عن العمل لعدم توفر الوقود، إضافة إلى وجود 68 خطا لنقل الكهرباء خارج الخدمة نتيجة الاعتداءات المتكررة على هذه الخطوط»، وفق ما نقلته «سانا» عن الوزير خميس.

وتظهر البيانات الإحصائية الصادرة عن وزارة الكهرباء السورية بلوغ الطلب على الكهرباء العام الماضي نحو 50 مليار كيلوواط في الساعة، فيما تتوقع ازدياده العام الحالي إلى 148 مليار كيلوواط في الساعة.

وفي حين قدر خميس، وزير الكهرباء السوري، تجاوز خسائر القطاع الكهربائي خلال أزمة سوريا، عتبة 80 مليار ليرة سورية (أكثر من 600 مليون دولار أميركي)، حيث تتراوح الخسائر اليومية بين 100 و150 مليون ليرة سورية، وفق ما أعلنه منتصف الشهر الحالي، يقدر تقرير صادر أخيرا عن «مجموعة عمل اقتصاد سوريا»، التي يرأسها الدكتور أسامة قاضي، مساعد رئيس الحكومة السورية المؤقتة للشؤون الاقتصادية، ما جرى تدميره من شبكة الكهرباء حتى نهاية عام 2012 بـ150 مليون دولار أميركي، وفق تقارير دولية تعتمد على بيانات وزارة الكهرباء السورية.

لكن التقرير، الذي يتناول قطاع الكهرباء في سوريا ويصدر في إطار سلسلة تقارير حول «الخارطة الاقتصادية لسوريا الجديدة»، يقدر أن الأرقام الحقيقية أكبر بكثير، مستندا في ترجيحاته هذه إلى أن «الإحصاءات المتداولة تفيد بتدمير 2.4 مليون منزل في سوريا، وهذا العدد من المنازل يحتاج إلى ما بين مليار و1.2 مليار دولار فيما يتعلق بالكهرباء، عدا المشافي والمتاجر المحترقة والمستودعات والمصانع المدمرة..».

ويؤكد التقرير الصادر قبل يومين عن «مجموعة عمل اقتصاد سوريا» الحاجة إلى «عدد كبير جدا من محطات ومراكز التحويل والكابلات والأمراس، بجميع أنواعها»، مقدرا تكلفة «إعادة بناء ما تهدم فيما يتعلق بتكاليف شبكة الكهرباء العامة وتوابعها والأضرار الناتجة عن المباني المهدمة، بنحو ملياري دولار على الأقل».

وفي حين تعدّ نسبة الهدر في قطاع الكهرباء في سوريا من أعلى النسب المسجلة في العالم، يتوقف التقرير عند «التحديات الكبرى» التي يواجهها قطاع الكهرباء، ليس نتيجة الدمار الناتج عن الأزمة التي تعصف بالبلاد فحسب؛ بل نتيجة الوضع البائس للقطاع في مرحلة ما قبل الأزمة، والتحديات المستقبلية التي ستواجه سوريا بسبب الانخفاض في كميات النفط.

وحول ما يتعلق بخسائر الاقتصاد السوري جراء انقطاع الكهرباء، ترجح التقديرات تراوحها بين 30 و40 مليار دولار أميركي، علما بأن تقارير عدة تقدر أن الخسارة الكلية التي تعرضت لها سوريا نتيجة التدمير تجاوزت عتبة 200 مليار دولار، من دون خسائر البنى التحتية والمرافق العامة. يذكر أن نسبة توليد الطاقة الكهربائية بواسطة النفط والغاز تتراوح بين 90 و93% من كمية الطاقة الكهربائية الكلية المنتجة في سوريا،

22 كانون الثاني “جنيف2” والهدف تنفيذ كامل إعلان “جنيف1”

خسائر فادحة لـ”حزب الله” في الغوطة و”الحر” يتقدم

                                            أكدت مواقع إلكترونية مقربة من المعارضة السورية أمس، أن “حزب الله” الذي يقاتل جنباً إلى جنب مع قوات بشار الأسد في سوريا، تكبد خسائر كبيرة في معارك الغوطة الشرقية فاقت العشرات بين قتيل وجريح، وأن 40 من عناصر الحزب وقعوا في الأسر. كما تحدثت تلك المواقع عن تقدم ميداني ملحوظ للجيش السوري الحر في القلمون حيث استعاد بلدة قارة من يد قوات النظام.

سياسياً، عيّنت الأمم المتحدة أمس 22 كانون الثاني من السنة المقبلة موعداً لانعقاد مؤتمر جنيف2، وأضاف الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون في إعلانه، إن هدف المؤتمر المزمع عقده برعاية أميركية روسية دولية، هو تنفيذ بيان جنيف1 بالكامل.

ففي الميدان، تحدثت أمس مواقع للمعارضة السورية عن خسائر بأعداد كبيرة تلقاها مقاتلو “حزب الله” في الغوطة الشرقية حيث يشنون مع قوات النظام هجوماً عسكرياً شرساً ضد قوات المعارضة المتمركزة حول العاصمة دمشق، وذكرت تلك المواقع على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي أن أعداداً من مقاتلي الحزب سقطوا قتلى وجرحى وأن العشرات أسروا.

وأكد المرصد السوري مقتل 5 من مقاتلي الحزب وإصابة 12 آخرين بجروح يومي الأحد والاثنين في منطقة المرج في الغوطة الشرقية في اشتباكات مع الثوار، وأن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المقاتلة على أطراف مدينة الزبداني وسط تجدد القصف من قبل قوات النظام على المدينة ومناطق في مدينة النبك، كما جدد الطيران الحربي قصفه منطقة ريما، ما أدى لسقوط جرحى، وسقطت قذيفة هاون على قرية القسطل في القلمون، الأمر الذي أدى لسقوط ضحايا.

وتداول ناشطون صوراً لما قالوا إنهم “عناصر من ميليشيا “حزب الله”، استطاع الثوار والمجاهدون في الغوطة من أسرهم أثناء المعارك الضارية هناك”.

وقال موقع زمان الوصل الإلكتروني، “اعترف مرتزقة على صفحاتهم أن جيش النظام انسحب من بلدات عدة في الغوطة، وترك المرتزقة من ميليشيات “حزب الله” وأبو الفضل وغيرها ليلاقوا مصيرهم المحتوم، قتلاً وأسراً”. وأضاف: “لا يعرف بالضبط عدد القتلى والأسرى من جيش النظام ومرتزقته الذين فقدهم في معارك الغوطة، لكن الأحاديث في صفحات الشبيحة تقر بوقوع هجوم كبير وخسارة عشرات المرتزقة ومنهم قيادات كبرى مثل قائد عمليات ميليشيا “حزب الله” في الغوطة المدعو علي اسكندر”.

كما نقل موقع “جنوبية” الإلكتروني اللبناني من مصدر ميداني سوري في الغوطة الشرقية أنّ “مجموعات ثورية سورية غير إسلامية أسرت 10 مقاتلين من “حزب الله” في الساعات الأخيرة”، وأنّ “هؤلاء سيجري تصويرهم وعرض صورهم في الأيام الآتية”.

وأضاف المصدر السوري الميداني أنّ “المعارك القاسية التي وقعت في ريف دمشق بالغوطة خلال اليومين الفائتين قتل خلالها أكثر من 15 مقاتلاً من “حزب الله” على الأقلّ، من بينهم القائد الميداني علي اسكندر”.

وقال ناشطون في المعارضة السورية إن المواجهات في الغوطة الشرقية أدت إلى مقتل قائد ميليشيا “الجيش الوطني” التي أسسها النظام، المدعو العميد مازن صالح. كما أشاروا إلى اقتحام مقرات للواء الحرس الجمهوري في جبل قاسيون المطل على العاصمة.

وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن الثوار سيطروا “على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز خلال الأيام الثلاثة الماضية في الغوطة الشرقية وجنوب حلب بعد أن شن هجمات مضادة على هذه المناطق”. وأكد أن القوات النظامية “لم تعد تحرز تقدماً هناك” مشيراً الى أن “المعارك تركزت اليوم (أمس) حول منطقة المرج في ريف دمشق الشرقي بالإضافة الى خناصر الواقعة جنوب شرق حلب.

وذكر المرصد أن “حزب الله اللبناني، حليف النظام السوري، يقوم بقيادة المعارك في الغوطة الشرقية حيث قام بنشر المئات من مقاتليه”.

وذكر مصدر أمني “أن المقاتلين قاموا بالاستيلاء على سبعة بلدات فيما قام النظام باستعادة ثلاثة بلدات منهم”.

وأضاف أن المسلحين يحاولون الاستيلاء على العتيبة إلا أنهم لن ينجحوا”.

وفي ريف حلب الجنوبي، لفت المصدر الى أن “العمليات التي تجري هناك هي امتداد وتوسيع لعمليات ريف حلب الشرقي والجنوب الشرقي وتندرج تحت تأمين المنطقة التي تم استرجاعها بشكل أكبر حتى يكون هناك إمكانية لفتح كل الطرق وإعادة النشاط الى المطار” في مدينة حلب والمتوقف عن الخدمة منذ عام.

سياسياً، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إن المؤتمر الدولي للسلام بشأن سوريا الذي تحدد له يوم 22 كانون الثاني سيسعى لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، إلا أنه لم يحسم مسألة حضور إيران لهذا المؤتمر. وأوضح أن “لدينا هدف واضح. تنفيذ بيان جنيف بالكامل الصادر في 30 حزيران 2012 بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية ـ بناء على موافقة المشتركين ـ ذات سلطات تنفيذية كاملة بما في ذلك على الكيانات العسكرية والأمنية”. ولم يُشر بان الى قائمة المشاركين في المؤتمر ولم يتلق أي أسئلة من الصحافيين.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، إن مؤتمر السلام في سوريا هو “أفضل فرصة” لتشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الصراع، لكن يجب ألا يقلل أي طرف من شأن الصعوبات التي يحملها المستقبل. وأضاف “سنواصل العمل مع الأمم المتحدة وشركائنا في ما يتعلق بالقضايا المتبقية بما في ذلك أي الدول التي ستوجه لها الدعوة للحضور وجدول الأعمال”. ومن لندن (مراد مراد)، رحبت بريطانيا بإعلان أمين عام الأمم المتحدة عن عقد مؤتمر جنيف 2 في كانون الثاني المقبل، وشددت في الوقت عينه على أن بشار الأسد لن يكون موجوداً في سوريا المستقبل.

وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في بيان “أرحب بإعلان الأمم المتحدة بأن مؤتمر السلام جنيف2 بشأن سوريا سوف يبدأ في 22 كانون الثاني 2014. إن عملية الانتقال السياسي في سوريا عبر التفاوض هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتخفيف الأزمة الإنسانية”. وأضاف “عندما استضفت اجتماع لندن 11 للمجموعة الأساسية من أصدقاء سوريا في 22 تشرين الأول الماضي، عزمنا جميعاً على وضع ثقلنا الجماعي وراء عملية جنيف 2، وأوضحنا بأن الانتقال السياسي يعني أن الأسد لا يمكن أن يكون له دور مستقبلاً في سوريا. وإنني أرحب كل ترحيب بقرار الائتلاف الوطني المعارض المشاركة والإقرار بأنه محور ورئيس وفد المعارضة. ولسوف نوسع ونواصل دعمنا للائتلاف طوال عملية جنيف2”.

وفي سياق متصل، أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي أمس أن لائحة المدعوين الى المؤتمر لم تحدد بعد. وقال في أعقاب اجتماع مع مسؤولين روس وأميركيين كبار إن “لائحة المدعوين لم تحدد بعد”.

وبشأن المشاركين السوريين، اعتبر أنه ينبغي أن يكونوا “ذي مصداقية مع أكبر صفة تمثيلية ممكنة”. وقال أيضاً إن إيران والمملكة العربية السعودية “ستكونان بالتأكيد من المشاركين المحتملين”.

وفي موسكو نقلت وكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف قوله إنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي بشأن توجيه الدعوة لإيران لحضور مؤتمر دولي من المقرر عقده في كانون الثاني بهدف إنهاء الصراع في سوريا.

ونسبت “انترفاكس” إلى غاتيلوف قوله في جنيف حيث كان ضمن الوفد الروسي الذي اجتمع مع مسؤولين أميركيين والابراهيمي لمناقشة الاستعدادات للمؤتمر “التساؤلات بشأن الأطراف الخارجية التي ستتم دعوتها للمؤتمر تتطلب المزيد من النقاش”.

نساء سوريا ضحايا اغتصاب وخطف

بيروت – ندّد تقرير، اليوم الإثنين، بتعرّض عدد من النساء خلال النزاع في سوريا للاغتصاب في السجن، واستخدامهنّ دروعاً بشرية وخطفهنّ لممارسة الضغط على عائلاتهنّ وإذلالها.

وجاء في دراسة نشرتها الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان أنّ “التجاوزات التي تمارس ضدّ النساء نُفّذت بشكل مُتعمد، لإلحاق الهزيمة بالخصم من وجهة نظر رمزية ونفسية على السواء”.

والتقرير الذي نُشر بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف بحقّ النساء، أكّد أنّ “الحرب في سوريا تشكّل إطاراً ملائماً للعنف ضدّ النساء، بما في ذلك العنف الجنسي”، لافتاً إلى “عمليات اغتصاب في سبع محافظات، بينها محافظة دمشق، وقعت في غالب الأحيان أثناء غارات حكومية وعند نقاط التفتيش وفي مراكز الاحتجاز”.

وأكّد التقرير أنّ “الاغتصاب يستخدم في غالب الأحيان كسلاح خلال العمليات العسكرية. وأورد حالة فتاة في التاسعة من العمر في حمص تعرّضت للاغتصاب في آذار/مارس 2012 أمام عائلتها من قبل القوّات النظامية في حي بابا عمرو.

ولفت التقرير إلى صعوبة توثيق عمليات الاغتصاب بسبب الفضيحة المرتبطة بهذا العنف الجنسي.

وقال التقرير: “إنّ الكثيرات من ضحايا هذه الأعمال، إن لم يكن معظمهنّ، يخترن أو يرغمن على مغادرة بلدهنّ الأصلي حاملات معهنّ الصدمات الجسدية والنفسية”.

وأشارت الشبكة أيضاً إلى “استخدام النساء كدروع بشرية وازدياد عمليات الخطف”.

وقالت: “إنّ النساء يتعرضن للخطف في غالب الأحيان ليستخدمن عملة للمقايضة أو لممارسة الضغط على الرجال في العائلة لكي يستسلموا”.

بلدية عرسال تمنع تجول النازحين السوريين في أوقات متفرقة

عرسال – اتخذت بلدية عرسال منذ نحو ثلاثة أيام قراراً منعت بموجبه تجول النازحين السوريين، من الساعة الواحدة إلى الثالثة والنصف ظهراً ومن الساعة الثامنة مساء الى الثامنة صباحاً، بعد دخول عدد كبير من النازحين مع بدء معركة القلمون إلى بلدة عرسال، وفق ما أفاد مندوب موقع NOW في المنطقة.

وإذ لفت إلى أنَّ البلدية لا تتشدد في تطبيق القرار، أوضح ان القرار اتخذ بعد دخول النازحين من القلمون بسياراتهم، ما تسبب بزحمة على طرقات البلدة.

الجربا في القاهرة لبحث ترتيبات “جنيف 2

24- د ب أ

وصل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، إلى القاهرة اليوم، الثلاثاء، قادماً من تركيا على رأس وفد للمعارضة في زيارة لمصر تستمر عدة أيام يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين المصريين، ومسؤولي جامعة الدول العربية.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، كانت في استقبال الوفد السوري، إن الجربا سيلتقي وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، لبحث تطورات الوضع في سوريا على ضوء تحديد موعد مؤتمر جنيف 2، والمقرر عقده في النصف الثاني من يناير (كانون الثاني) المقبل.

الائتلاف السوري المعارض لم يحسم أمره

فابيوس يستبعد الأسد و”الحر” يعارض جنيف2

                                            قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن مؤتمر جنيف2 سيعقد بين ممثلي النظام السوري والمعارضة “المعتدلة”، ومن دون الرئيس بشار الأسد، للتوصل إلى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، في حين أعلن الجيش الحر رفضه المؤتمر الذي حددته الأمم المتحدة في 22 يناير/كانون الثاني.

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن جنيف2 يهدف إلى عدم إجراء مباحثات “عابرة” بشأن سوريا، وإنما “موافقة متبادلة” بين ممثلي النظام دون بشار الأسد، ومن وصفها بالمعارضة المعتدلة، للوصول إلى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.

وأضاف فابيوس أنه “أمر صعب جدا لكنه الحل الوحيد الذي يؤدي إلى استبعاد بشار الأسد والإرهابيين”.

غير أن رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس أكد في مقابلة مع الجزيرة أن الأجواء ليست ملائمة لعقد مؤتمر جنيف2 في الموعد المحدد. وأضاف أن الجيش الحر لن يوقف القتال، لا قبل المؤتمر ولا أثناء انعقاده.

وأضاف إدريس أن الجيش الحر لن يشارك في المؤتمر ما دام لم يتم إشراكه في مسار الإعداد له، مؤكدا أنه لم يتلقّ أي عروض في هذا الشأن.

وتعليقا على تصريحات إدريس، قال رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد صالح إن ما ذهب إليه لا يتعارض مع توجه الائتلاف الذي يطالب الجيش الحر بمواصلة القتال.

وقال صالح إن مشاركة الحر في أي وفد للمعارضة أمر أساسي، ولكنه أشار إلى أن الائتلاف لم يحسم أمره بعد بشأن الذهاب إلى المؤتمر، مؤكدا أن ذلك سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وشدد على أن مشاركة المعارضة مرهونة بإيفاء النظام بجملة من المطالب والخطوات، منها إنهاء حصار العديد من المدن والبلدات السورية والإفراج عن المعتقلين، وهو ما لم ينفذه النظام، وفق تعبيره.

دعوة أممية

من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله في أن ترسل السلطات السورية وفدا يدرك أن هدف المؤتمر هو إنهاء الحرب، وفق تعبيره.

ودعا جميع الأطراف في سوريا إلى اتخاذ خطوات تهيئ ظروفا مناسبة لإنجاح مؤتمر جنيف2 الذي وصفه بأنه “وسيلة انتقال سلمي تلبي التطلعات المشروعة لجميع الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة، وتلبي وتضمن السلامة والحماية لجميع الطوائف في سوريا”.

استعداد روسي

بدورها، أعربت روسيا عن استعدادها لمواصلة العمل مع السلطات السورية والمعارضة لتسوية المسائل المتعلقة بجنيف2 المقرر عقده في 22 يناير/كانون الثاني المقبل.

ونقل موقع “روسيا اليوم” عن بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء قوله “على طريق عقد جنيف2 يتبقى حل عدد من المسائل المهمة المتعلقة بإطار مشاركة الوفود السورية عن الحكومة والمعارضة دون شروط مسبقة، وتنسيق دائرة  الدول التي ستتم دعوتها لهذا المؤتمر”.

ويهدف مؤتمر جنيف2 إلى تطبيق خطة اعتمدت يوم 30 يونيو/حزيران 2012 من قبل القوى الدولية الكبرى والدول المجاورة لسوريا أثناء مؤتمر مماثل عقد في جنيف من دون مشاركة سوريا، واصطلح على تسميته “جنيف1”.

وصادق مجلس الأمن الدولي على نتائج هذا المؤتمر في القرار 2118 الصادر عام 2013، لكنها بقيت منذ ذلك الحين دون تنفيذ، كما تعذر حتى الآن التوصل إلى اتفاق بشأن جنيف2.

المشاركون

وعن المشاركين في المؤتمر، قال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إن القائمة لم تحدد بعد، ولكنه أكد أن إيران والسعودية من ضمن المشاركين المحتملين.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء إن بلاده على استعداد للمشاركة في المؤتمر “كما قلنا دائما”، واعتبر أن ذلك “إسهام مهم في حل المشكلة”.

يشار إلى أن دمشق  أبلغت الأمم المتحدة موافقتها على المشاركة في المؤتمر على أساس حق الشعب السوري الحصري في البت في مستقبله السياسي واختيار قيادته، في حين اشترطت المعارضة استعباد الأسد عن أي دور في السلطة الانتقالية.

وسيعقد الإبراهيمي يوم 20 ديسمبر/كانون الأول المقبل اجتماعا تحضيريا مع الأطراف المعنية بمؤتمر جنيف2 للاستعداد ووضع الترتيبات اللازمة له.

غارات على القلمون واشتباكات بالقنيطرة

قال المركز الإعلامي السوري إن طائرات النظام شنت أكثر من عشر غارات جوية على مدينة النبك بالقلمون في ريف دمشق، وسط اشتباكات على عدة محاور في ريف القنيطرة الجنوبي وأنباء عن تقدم مقاتلي المعارضة في المنطقة ذاتها، وتواصل للقصف على عدة محاور مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وتركزت الغارات على أحياء سكنية وسط المدينة، وترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي من مقر اللواء 18.

وتشهد النبك غارات جوية مكثفة منذ أسبوع ضمن معارك تخوضها قوات النظام ضد مقاتلي المعارضة في القلمون لاسترجاع الطريق الدولي الرابط بين حمص ودمشق، حيث تسيطر المعارضة على مسافات طويلة من الطريق.

من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات التي نفذها الطيران الحربي السوري على مناطق في القلمون شمال دمشق أدت إلى سقوط  قتلى وجرحى.

وأشار إلى استمرار “الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من جهة أخرى في محيط اللواء 22 في الغوطة الشرقية”.

وقد قال ناشطون إن الجيش الحر أسقط طائرة مقاتلة أثناء إحدى الغارات التي استهدفت مدينتي النبك ويبرود في القلمون شمال غرب دمشق.

تقدم المعارضة

في غضون ذلك، أكدت قوات المعارضة أنها تحرز تقدما في عدة مناطق في ريف دمشق لرفع الحصار عن الغوطة.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز في الغوطة الشرقية، مما أسفر عن مقتل العشرات في صفوف الطرفين.

وأعلنت جبهة النصرة إعدام خمسة شبان، هم عسكريان وثلاثة “متعاونين” مع النظام السوري في الغوطة الشرقية، بحسب ما جاء في بيان نشر على مواقع جهادية على الإنترنت نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي دمشق، قتل أربعة أشخاص اليوم الثلاثاء في سقوط قذائف هاون على بعض أحياء العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد قوله في بريد إلكتروني إن عدة قذائف هاون سقطت في ساحة التحرير وشارع بغداد وحي مساكن برزة قرب مشفى حاميش، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاث سيدات.

قتلى واعتقالات

في غضون ذلك، لقيت سيدة حتفها وجرح آخرون في ظل قصف عدد من البلدات بالقنيطرة، في حين تتواصل الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على عدة محاور بريف القنيطرة الجنوبي.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على سرية الكوبرا وجسر الرقاد وأسر عدد من الجنود النظاميين.

وفي حمص، استهدف قصف قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية مدينة قلعة الحصن.

وفي درعا استهدف القصف أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، وذلك بالتزامن مع اقتحام القوات النظامية بلدة قرفا وتنفيذ حملة دهم واعتقال عشوائي طالت عددا من الأطفال والنساء بحسب ناشطين من البلدة.

وفي حماة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن انفجارا عنيفا هز بلدة كفرزيتا بعد منتصف ليل أمس.

وفي حلب أطلق الطيران الحربي البارحة نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدة كفرحمرة ترافق مع استهداف مقاتلي المعارضة مبنى المواصلات في منطقة النقارين بصواريخ غراد وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية، بحسب المرصد السوري.

أوباما يدافع وهيغ يحذر من تقويض اتفاق نووي إيران

                                            دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما الاثنين عن الاتفاق المرحلي الذي وقعته القوى الكبرى في جنيف مع إيران بشأن برنامجها النووي، في حين حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من تقويضه ودعا زعماء العالم لمنح الاتفاق فرصة.

فقد تطرق أوباما في خطاب بمدينة سان فرانسيسكو إلى الاتفاق الذي انتقده عدد من خصومه الجمهوريين، وقال “لا يمكننا أن نغلق الباب أمام الدبلوماسية، ولا يمكننا استبعاد حلول سلمية لمشاكل العالم”. واعتبر أن الاتفاق سيحول دون بناء إيران سلاحا نوويا.

وأضاف “حين كنت مرشحا للرئاسة للمرة الأولى قلت إن زمن عصر جديد قد حل للقيادة الأميركية وإنه ينبغي طي صفحة عقد من الحرب”. وتابع “أؤمن بما قاله الرئيس (جون) كينيدي يوما: علينا ألا نفاوض لأننا نشعر بالخوف، ولكن علينا ألا نخشى أبدا إجراء مفاوضات”.

واعتبر أوباما أن “هذه الدبلوماسية، مدعومة بعقوبات غير مسبوقة فرضت على إيران، أدت إلى التقدم الذي شهدناه في نهاية الأسبوع (الفائت). في الأشهر المقبلة، سنواصل جهودنا الدبلوماسية بهدف التوصل إلى حل يعالج نهائيا تهديد البرنامج النووي الإيراني”.

وقال أيضا “إذا انتهزت إيران هذه الفرصة وقررت الانضمام إلى المجتمع الدولي، فيمكننا البدء بوضع حد للريبة الموجودة منذ أعوام طويلة بين بلدينا”.

هيغ يحذر

من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين إن إسرائيل يجب أن تتجنب أي عمل من شأنه أن يقوض الاتفاق النووي المؤقت بين إيران والقوى العالمية.

وحث هيغ زعماء العالم على منح الاتفاق فرصة، وقال إن من المهم السعي إلى فهم رأي المعارضين للاتفاق.

وأضاف في كلمة أمام البرلمان “يجب أن نثني أي أحد في العالم بما في ذلك إسرائيل عن اتخاذ أي خطوات تقوض هذا الاتفاق وسنجعل ذلك واضحا جدا لكل المعنيين”.

جاءت تصريحات هيغ بعد تنديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاق ووصفه بأنه “خطأ تاريخي”.

وقال نتنياهو أمام الكنيست (البرلمان) مساء الاثنين “تحدثت البارحة مع الرئيس باراك أوباما واتفقنا على أن فريقا إسرائيليا برئاسة مستشار الأمن القومي يوسي كوهين سيتوجه إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات بشأن الاتفاق النهائي مع إيران”.

ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله “هذا الاتفاق يجب أن تكون له نتيجة واحدة: تفكيك قدرة إيران النووية العسكرية”.

وأبرمت إيران مع القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) اتفاقا يقلص برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، فيما اُعتبر بداية لتقارب يقلل من مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.

ترحيب

ولقي الاتفاق ردود فعل دولية مرحبة، ففي حين أعلن الاتحاد الأوروبي بدء تخفيف العقوبات على طهران أول الشهر المقبل، قالت كندا إنها ستبقي على عقوباتها لحين توقيع اتفاق نهائي.

ورغم أن الاتفاق ينص على تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، فإن وزير الخارجية الكندي جون بيرد أعلن أن بلاده ستبقي على عقوباتها بانتظار اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي.

وفي برلين، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أملها في التوصل إلى اتفاق شامل قريبا مع إيران. وأشاد المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت بالاتفاق واعتبره “خطوة أولى مهمة”.

وفي روما، رحبت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو بالاتفاق، واعتبرت أنه “يفتح نافذة ملائمة علينا أن نحرص على تركها مفتوحة”، لكنها وصفته في مقابلة صحفية بأنه “اتفاق حذر”.

عربيا، رحبت دول مجلس التعاون الخليجي بالاتفاق، واعتبرت أن من شأنه تعزيز الاستقرار في المنطقة. ففي الرياض التي أعربت الأحد عن تخوفها من الاتفاق، قال بيان للحكومة في ختام اجتماعها الأسبوعي الاثنين إن الاتفاق يمكن أن يشكل خطوة باتجاه حل شامل إذا ما توافرت النوايا.

وفي الدوحة، قال مصدر في وزارة الخارجية إن الاتفاق “يشكل خطوة هامة نحو حماية السلام والاستقرار في المنطقة”، مؤكدا أن قطر “تدعو لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي”. كما رحبت بالاتفاق كل من الإمارات والكويت وسلطنة عمان.

خطف صحفيين سويديين اثنين بسوريا

وصرحت المتحدثة باسم الخارجية السويدية لينا ترانبرغ بأن “رجلين سويديين يبلغان من العمر 45 عاما خطفا بينما كانا في طريقهما للخروج من سوريا السبت”.

وأضافت “لا نعلم ما الذي حدث، أو من الذي قام بعملية الخطف. وسفارتنا في بيروت تحقق في الأمر”.

وذكرت صحف سويدية عدة مساء الاثنين أن المخطوفين هما المصور المستقل نيكلاس هامارستروم والصحافي المستقل ماغنوس فالكيهيد المقيم في باريس.

وصرح سفير السويد في سوريا المقيم حاليا في بيروت لإذاعة “أس في تي” العامة بأن عائلتي الصحفيين أبلغتا عن خطفهما ليل الأحد وقالتا إنهما اقتيدا عنوة.

وذكرت وزارة الخارجية أن الوضع لا يزال غامضا ولا يمكن تأكيد كيفية علم السفارة باختفاء الرجلين.

الحر يقتل 12 من حزب الله بالغوطة ويحتفظ بجثث للمبادلة

فصائل المعارضة تخوض معارك عنيفة على مدار الساعة بهدف التقدم نحو الغوطة

دبي – قناة العربية

أعلن الجيش الحر مقتل 70 من قوات النظام وحلفائه في الغوطة بريف دمشق، بينهم 12 من حزب الله اللبناني فيما ينتمي الآخرون للواء أبو الفضل العباس العراقي وجيش الأسد.

كما أكد الجيش الحر أنه يحتفظ بجثماني قتيلين من حزب الله ينوي مبادلتهما بأسرى أحياء لدى حزب الله.

وفي سياق متصل، استقدم حزب الله مزيداً من المقاتلين لتعزيز صفوفه في معارك الغوطة الشرقية التي لا تزال مستمرة.

وتخوض فصائل المعارضة المسلحة معارك عنيفة منذ أسابيع، وعلى مدار الساعة، بهدف التقدم نحو مناطق محيطة بدمشق وتحديدا الغوطة الشرقية.

وتهدف محاولة المعارضة لكسر الحصار الخانق على الغوطة الذي مضى عليه أكثر من عام من جهة كما لفتح ولتأمين خط الإمداد العسكري لقواتها، باعتبار أن الغوطة الشرقية باب العاصمة دمشق الشرقي.

وتشير آخر المعلومات إلى تجدد القصف المدفعي والصاروخي وقصف الطيران الحربي لأحياء برزة والقدم والقابون والعسالي وجوبر.

كيري: “جنيف2” أفضل فرصة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا

المعارضة السورية منزعجة من عدم حصولها على ضمانات بخصوص إجراءات بناء الثقة

دبي – قناة العربية

وصف وزير الخارجية الأميركي مؤتمر “جنيف2” بأنه سيكون أفضل فرصة لتشكيل حكومة انتقالية جديدة عبر التوافق المتبادل، لأن سوريا تحتاج إلى قيادة جديدة، مضيفاً أن المؤتمر يهدف إلى “إنهاء سفك الدماء ومنح الشعب السوري فرصة لتحقيق تطلعاته التي تأجلت طويلاً، مشيراً إلى أنه لا يمكننا تأخير العمل على إقامة حكومة انتقالية.

ولم يكشف كيري عن قائمة المدعوين إلى المؤتمر، واكتفى بالقول إنه “نظراً لأن دولاً خارجية لها تأثير كبير على المجموعات المتحاربة في سوريا، فإن لها أيضاً دوراً مهماً تلعبه”.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه مصادر في ائتلاف المعارضة السورية عن انزعاجها لعدم الاستجابة لطلبها بتأجيل مؤتمر “جنيف 2” إلى بداية شهر فبراير المقبل.

وخرج قادة المعارضة السورية من لقاءاتهم مع الجانبين الأميركي والروسي من دون أي تغيير يُذكر حسب مصادر صحافية.

ولم تحصل المعارضة السورية على ضمانات بخصوص إجراءات بناء الثقة في ظل استمرار رفض موسكو أن يكون للمعارضة دور قيادي مستقبلاً.

وتابعت المصادر أن الأخضر الإبراهيمي طلب من قادة الائتلاف السوري تسمية أعضاء الوفد إلى مؤتمر “جنيف2” قبل 27 ديسمبر المقبل.

وقالت مصادر مطلعة على تحضيرات “جنيف2” إن المملكة العربية السعودية وإيران ستتلقيان الدعوة للمشاركة على الأقل في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

من جانبه، أكد مارتن نيسيركي، المتحدث باسم الأمم المتحدة، ما أعلنه الإبراهيمي عن عقد اجتماعات لم يكشف عن طبيعتها ولا المشاركين فيها في 20 ديسمبر المقبل، حيث تسبق عقد مؤتمر “جنيف2”.

نحات سوري يحمي أعماله من قصف النظام بالدفن

أكد أنه عرض نفسه للخطر لكي يحمي ما أنتجه خلال 24 سنة

دبي- قناة العربية

روى النحات السوري عاصم الباشا الطريقة التي لجأ إليها لكي يحمي أعماله التي أنتجها خلال 24 عاماً من قصف النظام، وهي الدفن.

وقال الباشا خلال استضافته في برنامج “صباح العربية”، اليوم الثلاثاء، “أنا مقيم في إسبانيا منذ 26 عاماً، وقررت إقامة مشغل في سورياً، لكي يستفيد الشباب هناك من خبرتي التي تصل إلى 40 سنة في هذا المجال”.

وأضاف “قمت بنقل أعمالي التي تصل إلى 700 عمل، إلى سوريا، وذلك في شهر أغسطس 2011، لكني تفاجأت بعد ثمانية أيام من نقلها، بازدياد الأمر سوءاً في البلد، فعدت إلى إسبانيا وحيداً، حتى تهدأ الأمور”.

وأوضح “ولكن علمت بعد وصولي إلى إسبانيا أن المشغل الذي أقمته تعرض للقصف، فقررت العودة إلى سوريا، ووصلت إليها في شهر مارس 2012، وبدأت بمراقبة توقيت القصف، وبعد ما عرفت المواعيد التي لا يكون فيها القصف، كنت أذهب إلى المشغل وأبدأ بنقل أعمالي مع ما في ذلك من المخاطرة بنفسي”.

وأضاف “لكن بسبب عدم وجود من يساعدني، في نقل هذه الأعمال الكثيرة، وهي خلاصة 24 عاماً من العمل، قررت أن أدفن أجزاء منها، وخصوصاً التي لا تتأثر بعوامل التعرية، بينما الجزء المتبقي تمكنت من تهريبه إلى إسبانيا”

ناشطون يدعون المجتمع الدولي لمساندة المرأة في سوريا

“هيومن رايتس ووتش” تحذر من عمليات اغتصاب للنساء المعتقلات

العربية.نت

دعا ناشطون سوريون المجتمع الدولي إلى الوقوف مع المرأة في سوريا، والحد من الانتهاكات التي تتعرض لها النساء السوريات من قبل قوات النظام منذ بداية الثورة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.

فمنذ اندلاع الثورة السورية، سجلت المرأة السورية حضورها وبقوة في مختلف النشاطات الثورية، ووقفت إلى جانب شباب الثورة في كل منعطفاتها. فكانت متظاهرة وناشطة وإعلامية وممرضة ومقاتلة وشهيدة كذلك.

فقد حضرت المرأة السورية بزخم في الاعتصامات في مختلف المناطق منذ اندلاع الثورة السورية، وكانت نصف الثورة كما هي نصف المجتمع، مما دعا ناشطي الثورة إلى تسمية جمعة 13 مايو عام 2011 بـ”جمعة الحرائر” تقديرا منهم للدور الكبير الذي لعبته المرأة في انطلاق الثورة.

يذكر أن نظام الأسد لم يفرق في بطشه ومحاولاته لإخماد نار الثورة بين الرجال والنساء اللاتي تعرضت الآلاف منهن للتعذيب والاغتصاب على يد الأجهزة الأمنية، حيث وثقت منظمة “هيومان رايتس ووتش” روايات عن اعتداءات جنسية في السجون وخلال المداهمات، الأمر الذي وصفته المنظمة بالأسلوب الممنهج للامتهان والإذلال.

وفي نفس السياق، ذكر تقرير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” الذي صدر قبل أشهر، بالتزامن من الذكرى السنوية الثانية لانطلاقة الثورة، أن أكثر من 7500 شهيدة سقطن في مختلف المناطق. ويأتي ذلك في الوقت الذي يحيي فيه العالم اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر.. فأين هي حقوق المرأة السورية؟ وما الذي قدمته المنظمات الدولية لمواجهة العنف الذي يمارسه النظام بحقها؟.

حالتا شلل أطفال جديدتان في سوريا

شلل الأطفال في سوريا , شلل الأطفال , الأزمة السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، إنه تأكد ظهور حالتي إصابة جديدتين بشلل الأطفال في ريف دمشق وحلب، بالقرب من تركيا.

وأضافت المنظمة في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “إلى جانب ظهور 15 حالة شلل أطفال في محافظة دير الزور بسوريا، تأكدت حالتان إضافيتان إحداهما في ريف دمشق والأخرى في حلب”.

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الشهر الجاري، بدء حملة واسعة لتلقيح 20 مليون طفل ضد مرض شلل الأطفال في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت المنظمة إن الحملة تشمل سوريا و6 بلدان أخرى في المنطقة، وأوضح اليونيسف أنه تم تلقيح نحو 650 ألف طفل في سوريا، منهم 116 ألفا في دير الزور حيث سجلت إصابات بالشلل.

وتهدف الحملة إلى وقف تفشي المرض في أعقاب عودته للظهور في سوريا بعد 14 عاما من انحساره، كما تشمل 7 دول ومناطق أخرى.

قتلى بانفجار سيارة مفخخة قرب دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 15 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 30 آخرين، الثلاثاء في تفجير انتحاري غرب دمشق، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي السوري.

وتحدث شريط إخباري عاجل على التلفزيون عن “تفجير إرهابي أمام محطة انطلاق الحافلات في السومرية (غرب العاصمة) نتج عن سيارة مفخخة من نوع سابا يقودها انتحاري، ما أدى إلى استشهاد 15 مواطنا على الأقل وإصابة 30”.

وكان يوم الاثنين شهد مقتل العشرات في قتال بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية، بينهم 25 في الجيش، منهم ضابط برتبة عميد، وفقا لناشطين سوريين.

فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في رسالة بالبريد الإلكتروني أن عدة قذائف هاون “سقطت في ساحة التحرير وشارع بغداد وحي مساكن برزة قرب مشفى حاميش”، مشيراً إلى أن هذه القصف أدى إلى مقتل 4 مواطنين بينهم ثلاث نساء.

ويقع شارع بغداد وساحة التحرير في وسط العاصمة، فيما يقع حي برزة في الجزء الشمالي منها، ويشهد معارك عنيفة منذ أشهر بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة الذين تمكنوا من السيطرة على أجزاء منه.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن القذائف “أطلقها إرهابيون”.

وفي وقت لاحق، ذكرت مصادرنا أن 7 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 20 في انفجار سيارة مفخخة في مركز انطلاق الحافلات في منطقة السومرية بدمشق

والاثنين، قال ناشطون إن 25 شخصاً من القوات الحكومية قتلوا في معارك بلدة “البحارية” في غوطة دمشق الشرقية، بينما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن 56 شخصا قتلوا في سوريا الاثنين معظمهم في دمشق وريفها.

وسقط عدد من القتلى في قصف جوي استهدف عدداً من القرى في ريف حلب الجنوبي.

كما قصفت مدفعية القوات الحكومية، المتمركزة على جبل قاسيون، حي القابون في العاصمة دمشق.

وقال ناشطون إن الجيش السوري قصف بالمدفعية المنطقة الجنوبية من قرية جبا في ريف القنيطرة.

مخاوف من عودة أتراك يقاتلون بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أرسل أبو حسين، الذي يعيش في مدينة تركية جنوبية، عشرات المقاتلين من مدينته القديمة للانضمام إلى جماعات جهادية تقاتل في شمال سوريا، وهو يتعهد بإرسال المزيد لمساعدة المجاهدين على “أداء واجبهم نحو الله”، حسبما قال لـ”رويترز”.

ويعتقد أن هناك مئات الأتراك – من بين آلاف الأجانب – يقاتلون القوات الحكومية السورية، إلى جانب قوات المعارضة، ما يثير مخاوف معارضين أتراك من أن يعود هؤلاء المقاتلين بعد انتهاء الحرب في سوريا، لتنفيذ هجمات في بلدهم.

وأوضح أبو حسين لـ”رويترز” عبر الهاتف، إذ رفض مقابلة مراسل الوكالة: “نحن نرسل الذين يؤمنون بالجهاد إلى سوريا. لكن لا أحد يطلب منهم الذهاب إلى سوريا. إنه قرارهم”.

وأبو حسين الذي يعمل تاجرا يعرف كيف يرسل من يريد القتال إلى سوريا، من مدينته “شانلورفا” التي تضم أتراكا وعربا وأكرادا، وتبعد عن الحدود السورية نحو 50 كيلومترا.

وكانت تركيا من أوائل الدول التي أعلنت دعمها للمعارضة السورية، منذ بدء الحرب التي اقتربت من دخول عامها الثالث دون أفق واضح لنهاية ترجح كفة طرف على آخر، كما تستضيف الدولة الواقعة شمالي سوريا مئات الآلاف من السوريين الفارين من الحرب.

لكن المعارضة التركية أبدت مؤخرا قلقها من سيطرة جماعات جهادية على ارتباط بالقاعدة، مثل جبهة النصرة ودولة العراق والشام، على مساحات شاسعة شمالي سوريا، قرب الأراضي التركية.

ويرى معارضون أتراك أن وجود مقاتلين أجانب، يضيف مخاطر أخرى ويزيد من فرص امتداد الصراع خارج الحدود السورية، مثلما حدث في لبنان، متهمين حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالتقصير في مواجهة تلك المخاطر.

ويقول البرلماني التركي المعارض عن عضو حزب الشعب الجمهوري محمد شكر لـ”رويترز”، إن وجود مقاتلين متشددين شمالي سوريا قرب الحدود التركية “أكبر مخاوفنا”، مضيفا: “يتلقون تدريبات وأفكارهم تجمدت. بإمكانهم بسهولة تنفيذ هجمات في تركيا”.

وشكر واحد من بين مجموعة تضمن نوابا آخرين، دعوا البرلمان للتحقيق في مسألة عبور أتراك الحدود للقتال إلى جانب صفوف المعارضة السورية.

وعانى لبنان المجاور لسوريا تداعيات الصراع السوري الذي يكتسي بالعباءة الطائفية، وهو ما يخشاه الأتراك.

لكن مسؤولين أتراكا أكدوا أكثر من مرة أن عداءهم للنظام السوري وعلى قمته الرئيس بشار الأسد، لا يعني أنهم يقدمون أي دعم للقاعدة أو لمقاتلين متشددين يحملون السلاح ضد الجيش السوري.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمام البرلمان الأسبوع الماضي: “الاتهام بـ(حب القاعدة) وُجّه لي بشكل شخصي. لا يوجد مسؤول تركي أبدى تعاطفا مع القاعدة أو أي جماعة إرهابية أخرى”.

كما أن أردوغان نفى هذا الشهر أن تركيا تؤوي أي مقاتلين مرتبطين بالقاعدة، بل بالعكس أكد أن تركيا تقاتل أعضاء هذا التنظيم.

وتحاول تركيا ضبط حدودها مع سوريا، التي يبلغ طولها نحو 900 كيلومتر، ونشرت على تلك الحدود بطاريات صواريخ باتريوت “أرض-جو” منذ مطلع العام الجاري، كما نشرت بطاريات لصواريخ “ستينغر” المضادة للطائرات.

سوريا.. المعارضة ترفض حضور الأسد جنيف2

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، الثلاثاء، أن الائتلاف يرفض حضور الرئيس السوري بشار الأسد المؤتمر الدولي الخاص بسوريا “جنيف 2″، وأشار كذلك إلى رفض الائتلاف أي دور للأسد خلال المرحلة الانتقالية.

واشترط الجربا خروج الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من سوريا لحضور مؤتمر “جنيف 2”.

وعقب مباحثاته مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بالقاهرة، طالب الجربا الحكومة السورية بالإفراج عن المعتقلين من السيدات والأطفال.

ودعا المجتمع الدولي إلى العمل على فتح ممرات آمنة، لتأمين وصول الإغاثة إلى كل المناطق السورية، وقال إنه لا يوجد حديث عن وقف إطلاق النار قبل عقد “جنيف 2”.

كما أكد رئيس الائتلاف أن الجيش الحر سيكون له ممثل أو ممثلان، إذا ما قرر الائتلاف المشاركة في “جنيف 2″، موضحا أن الائتلاف يمثل المظلة السياسية للجيش الحر، ولا ينفصل عنها.

من جهة أخرى قال أمين سر الجيش الحر، عمار الواوي، إن هناك مبادئ اقترحها الائتلاف السوري، لحضور مؤتمر “جنيف 2″، لا يمكن الخروج عنها.

وأوضح في تصريحات لسكاي نيوز عربية أن “الثوابت تقتضي أن لا يكون للأسد أي وجود في المحادثات”، ودون تقديم أي تنازلات، أو الرضوخ لضغوط دولية.

وجاءت تصريحات الجربا والواوي بعد ساعات من إعلان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن مؤتمر “جنيف 2” سيعقد في 22 يناير 2014.

من جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن المؤتمر سيعقد بين ممثلي النظام، بدون الرئيس بشار الأسد، والمعارضة المعتدلة.

وقال الوزير لإذاعة محلية إن “جنيف 2” سيعقد، لكن “أذكر بأن هدف المؤتمر عدم إجراء مباحثات عابرة بشأن سوريا، وإنما موافقة متبادلة بين ممثلي النظام، بدون بشار، والمعارضة المعتدلة للوصول إلى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات”.

وأضاف فابيوس: “أنه أمر شديد الصعوبة، لكنه الحل الوحيد الذي يؤدي إلى استبعاد بشار الأسد والإرهابيين”.

وقال “إنه موقف صائب. الأميركيون الآن يدعمون هذا الموقف”.

من جهة أخرى قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن طهران مستعدة للمشاركة في “جنيف 2” بشأن سوريا، إذا وجهت لها الدعوة، ودون شروط مسبقة.

تراجع صادرات سوريا بنسبة 95% جراء الأزمة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت دراسة رسمية نشرتها صحيفة سورية الثلاثاء أن الأزمة التي تمر بها سوريا خلفت تراجعاً حاداً في حجم التجارة الخارجية بين الربع الأول من العام 2011، تاريخ اندلاع الأزمة، والربع الأول من العام 2014، بلغ 95 في المائة بالنسبة إلى الصادرات، و88 في المائة بالنسبة إلى الواردات.

وأوردت صحيفة “الوطن” القريبة من السلطات مقتطفات من دراسة لهيئة تنمية وترويج الصادرات أظهرت “تراجعاً واضحاً” في التجارة الخارجية.

وأوضحت البيانات الواردة في التقرير تراجع قيمة الصادرات السورية الإجمالية (النفطية والسلعية) خلال فترة الأزمة “من 1901 مليون دولار في الربع الأول من عام 2011 إلى 94.7 مليون دولار في الربع الأول من عام 2013″، أي “بنسبة تراجع إجمالية بلغت نحو 95 في المائة”.

وعزا التقرير ذلك إلى “العقوبات الاقتصادية المفروضة التي أثرت بشكل مباشر في تمويل التجارة الخارجية، إلى جانب تدهور عملية الإنتاج وارتفاع تكاليفها”.

كما تراجعت المستوردات السورية الإجمالية خلال فترة الأزمة “من نحو 4115 مليون دولار في الربع الأول من عام 2011 إلى نحو 818 مليون دولار في الربع الأول من عام 2013″، أي “بنسبة تراجع إجمالية بلغت 88 في المائة”.

وكشف التقرير عن تراجع الصادرات السلعية مع تقدم الأزمة باستثناء المواد الخام، عدا الوقود “بسبب تراجع العملية الإنتاجية في جميع قطاعات الإنتاج”.

في المقابل، أشار التقرير إلى أن هناك انخفاضاً في نسبة المستوردات السورية من المواد الخام “بشكل واضح” نتيجة “لتداعيات الأزمة التي أدت إلى تراجع العملية الإنتاجية وبالتالي اقتصرت المستوردات على الحاجات الأساسية للمواطنين من السلع المصنعة”.

وأشار إلى تضاعف مستوردات السلع الاستهلاكية “نظراً إلى الحاجة الماسة لتلبية حاجات السوق الأساسية بسبب التراجع الكبير في الإنتاج السلعي المحلي”.

يشار إلى أن قيمة الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي أصابت قطاع النفط في سوريا جراء الأزمة بلغت نحو 17.7 مليار دولار أميركي، بحسب أرقام رسمية.

وكان إنتاج النفط، الذي تقع غالبية الحقول النفطية السورية في شمال البلاد وشرقها وباتت في معظمها تحت سيطرة مقاتلي المعارضة أو المقاتلين الأكراد، يشكل أبرز مصدر للعملات الأجنبية في سوريا.

وينعكس النزاع، الذي تسبب بتدمير البنى التحتية بشكل هائل على كل مفاصل الاقتصاد السوري، إذ تراجعت المداخيل وقيمة العملة الوطنية، وتراجعت عائدات الاستثمارات والسياحة.

وبلغت خسائر الصناعة السورية 2.2 مليار دولار، بحسب ما أعلن وزير الصناعة السوري كمال الدين طعمة في مطلع نوفمبر.

مصادر بالمعارضة السورية: قتلى النظام وحلفائه تجاوزا الستمائة خلال عشرة أيام

روما (26 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر في المعارضة السورية إن قوات النظام وميليشياته وميليشيات حزب الله اللبناني فقدت خلال العشرة أيام الأخيرة في دمشق وريفها وحده “أكثر من 600 من مقاتليها” وأشارت إلى أن قوات المعارضة أسرت “أكثر من خمسين من الإيرانيين ومن مقاتلي حزب الله” اللبناني

ووفق المصادر، فإن “خسائر قوات النظام بلغت خلال العشرة أيام الأخيرة 600 قتيل بينهم ضابط استشاري روسي وعدد من الإيرانيين وعشرات من اللبنانيين والعراقيين”، وأوضحت أن قوات النظام خسرت وحدها في دمشق وريفها أكثر من 55 من الضباط بعضهم برتب عالية كالعماد واللواء، على حد وصفها

وأضافت المصادر “في شمال ووسط سورية تقوم الكتائب الإسلامية المتشددة أحياناً بقتل الأسرى اللبنانيين والإيرانيين أو إعدامهم ميدانياً لصعوبة الاحتفاظ بهم وخطورة ذلك على تحركاتهم فضلاً عن تشددهم تجاه هذا النوع من المقاتلين، لكن كتائب دمشق وريفها تقوم بأسر مقاتلي ميليشيات حزب الله والأسرى الإيرانيين بهدف مبادلتهم قريباً بأسرى لدى النظام” السوري

وأردفت المصادر “معارك القلمون في ريف دمشق مستحيلة على النظام، ولا يمكن له الانتصار فيها، حتى لو شاركت فيها كل ميليشيات حزب الله دون استثناء، نظراً لصعوبة وتعقيد التضاريس والجغرافيا، وتوزع المقاتلين على مساحات شاسعة، وخبرة المقاتلين بالمنطقة وأهلها، وقدرتهم على السيطرة النسبية على الجو لمنع أي تصوير جوي لتحركاتهم، فضلاً عن أن المنطقة ليست موالية للنظام ولا يمكن أن تتحرك فيها قوات النظام وميليشيات حزب الله إلا بحذر شديد”

هيئة التنسيق السورية تدعو لاجتماع تشاوري للمعارضة لتشكيل وفد مشترك لجنيف

روما (26 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعت هيئة تنسيق قوى التغيير المعارضة في سورية أطراف المعارضة الأخرى للاتفاق على وفد مشترك لمؤتمر جنيف2 يمثل جميع قوى المعارضة

ودعت الهيئة قوى المعارضة السورية للاتفاق على “وفد موحد يمثل الجميع في حال الوصول إلى رؤية موحدة وآلية تفاوض ومطالب موحدة”، وأضافت “إن تعذر ذلك بسبب رفض البعض، لابد من التنسيق بين الوفود قبل المؤتمر على توحيد الرؤية والمطالب”

وقال قيادي بارز في الهيئة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “نطالب باجتماع تشاوري لكل أطراف المعارضة القابلة ببرنامج الانتقال الديمقراطي في سورية، وفيه يمكن أن يتم الاتفاق على برنامج مشترك ومطالب مشتركة، على أن يتم كنتيجة له التوافق على أسماء الوفد المشارك في جنيف2، وليكون اسمه بعيد عن أسماء الكتل المعارضة القائمة حالياً، كأن يكون وفد المعارضة الوطنية السورية مثلاً” على حد تعبيره

ووفق القيادي فإن الهيئة “ترفض بالمطلق فكرة الانضمام لوفد الائتلاف في المؤتمر، وليست مضطرة لذلك، ولا يوجد من هو قادر على الضغط عليها للقبول بهذا الأمر، لكنها ستوافق على وفد مشترك يضم كل قوى المعارضة السورية بشكل متساو على حد سواء”

إلى ذلك نبّهت الهيئة في اجتماع لها بضرورة أن يستند المؤتمر على بيان جنيف الأول وقالت إن تنفيذه “يضمن عملية الانتقال بسورية إلى وضع جديد، يضع حداً للاستبداد واحتكار السلطة ولمحاولات التقسيم والتفتيت التي يتعرض لها الوطن السوري

جنيف 2: الائتلاف الوطني السوري “لم يقرر المشاركة بعد” في المؤتمر الدولي للسلام

قال أحمد عاصي الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الائتلاف لم يقرر بصفة نهائية الذهاب لجنيف 2، مشيرا إلى أن هناك أمورا أعلن عنها الائتلاف حتى يتسنى له المشاركة في المؤتمر الذي حدد له 22 يناير/كانون ثاني كموعد للانعقاد.

وأكد الجربا عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية د.نبيل العربي أن الائتلاف حريص على المشاركة وأن النظام هو من لا يريد الذهاب للمؤتمر الدولي وهو الذي يقوم بالمماطلة.

وأوضح أن مشاركة المعارضة في جنيف ستكون موحدة وسيمثلها في ذلك الائتلاف الوطني السوري.

وحول إعلان الجيش الحر عدم المشاركة في المؤتمر أكد أن الجيش السوري الحر هو أحد أذرع الثورة السورية، وأنه سيكون له ممثل أو اثنان ضمن الوفد الموحد، في حين سيكون الائتلاف المظلة الدولية للمعارضة.

وحول مشاركة إيران في المؤتمر أكد الجربا حديثه السابق من حيث اعتبار إيران دولة محتلة لسوريا، مضيفا ” طالبنا بسحب الحرس الثوري وبأن تسحب حزب الله، لأن أي تقدم في العملية السياسية لا بد أن يتم في هذا الإطار”.

وحول إمكانية تاثير الاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى ومدى تأثيره على الوضع فيما يخص سوريا قال “لا ربط بين ذلك وبين الموضوع السوري”.

وفيما يتعلق بموافقة الائتلاف على وقف إطلاق النار من الطرفين قبل الذهاب لجنيف 2 قال إن هذا الأمر لم يتم التوافق عليه ولم يطرحه الأخضر الابراهيمي خلال لقائهم به.

الجيش الحر

وكان اللواء سليم ادريس رئيس اركان الجيش السوري الحر قد قال إن قواته لن تشارك في محادثات السلام في جنيف وستواصل القتال للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

وقال ادريس لقناة الجزيرة الإخبارية إن الظروف غير مهيأة لاجراء المحادثات في منتصف يناير/كانون الثاني، وهو التاريخ الذي حددته الأمم المتحدة.

وقال ادريس “الظروف غير مواتية لعقد محادثات جنيف 2 في الوقت المحدد، ونحن كقوة ثورية وعسكرية لن نشارك في المؤتمر”.

وأضاف “لن نوقف القتال اثناء محادثات جنيف او بعدها وما يشغلنا هو ايصال الأسلحة لمقاتلينا”.

BBC © 2013

الجيش السوري الحر المعارض لن يشارك في محادثات جنيف

بيروت (رويترز) – قال قائد الجيش السوري الحر المعارض يوم الثلاثاء ان مقاتليه لن يشاركوا في مؤتمر السلام المقترح عقده في سويسرا في يناير كانون الثاني وسيواصلون القتال خلال فترة المحادثات.

وتبرز تصريحات اللواء سليم ادريس حجم التحدي الذي سيواجهه الوسطاء الدوليون لحمل الاطراف المتحاربة والمنقسمة على الاجتماع حول مائدة التفاوض في جنيف.

وقالت حكومة الرئيس السوري بشار الاسد انها ستحضر محادثات جنيف لكنها لن تقبل شروطا مسبقة وانها ستطرح أي اتفاق للاستفتاء وهو اقتراع تقول المعارضة انه سيخضع للتزوير.

وقالت الامم المتحدة يوم الاثنين ان مؤتمر (جنيف 2) سيبدأ يوم 22 يناير كانون الثاني للاتفاق على حكومة انتقالية مقبولة لدى جميع الاطراف حتى يتسنى انتشال سوريا من الصراع المستمر منذ أكثر من عامين ونصف العام.

وقال ادريس لقناة الجزيرة “إن الظروف والاجواء ليست مهيئة حتى الان لعقد مؤتمر جنيف في التوقيت الذي تم تحديده لاسباب كثيرة والاسراع عن اعلان هذا المؤتمر دون أخذ الاسباب المؤدية لنجاح هذا المؤتمر ستؤدي الى نتائج سلبية كبيرة على جميع المستويات.”

وأضاف “نعتقد ان النظام غير جاد في ايجاد أي حل يؤدي الى وقف القتال في سوريا وانتقال السلطة للشعب السوري.”

وقال ان مقاتليه لن يوقفوا القتال أبدا خلال مؤتمر جنيف او بعده وان كل ما يهمهم هو الحصول على الاسلحة التي يحتاجونها.

ويضم الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب الكثير من وحدات المعارضة لكن مصادر بالمعارضة ومحللين يقولون ان تأثيره تراجع بسبب جماعات اسلامية مؤثرة تقيم تحالفات بين أقوى الفصائل المقاتلة.

والمعارضة منقسمة بشدة بشأن مؤتمر (جنيف 2). وأعلن الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب أيضا والذي يضم في الأساس معارضين في الخارج استعدادا مشروطا للمشاركة في المحادثات رغم ما تلقاه الفكرة من معارضة قوية من جانب مقاتلين ونشطاء في الداخل.

وقال خالد صالح المتحدث باسم الائتلاف لقناة الجزيرة يوم الثلاثاء انه لم يتم حتى الان اتخاذ قرار حاسم بالذهاب الى جنيف وانما صدر مجرد تعبير عن استعداد للحضور.

وقالت شخصيات معارضة في اسطنبول ان بعض اعضاء الائتلاف يجرون محادثات في جنيف مع مبعوث الامم المتحدة بشأن سوريا الاخضر الابراهيمي ومع مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا.

وقال مصدر ان جماعات المعارضة السياسية ستجتمع مرة اخرى في منتصف ديسمبر كانون الاول للتصويت على مسألة المشاركة في المحادثات.

 (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

من اريكا سولومون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى