أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 26 نيسان 2016

 

قوة أميركية تستعد لـ «تحرير» الرقّة

لندن، موسكو، هانوفر، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

عزز الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الحملة ضد «داعش» بإعلانه العزم على إرسال 250 عسكرياً، بينهم قوات خاصة لتدريب القوات المحلية التي تقاتل التنظيم المتطرف، وسط استعدادات لبدء معركة «تحرير» الرقة شرق سورية، في حين أعلن «داعش» مسؤوليته عن تفجير سيارة في منطقة السيدة زينب التي تضم مزاراً شيعياً جنوب دمشق. وأكدت واشنطن وعواصم أخرى ضرورة إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي يتعرض لانتهاكات متكررة وسط استمرار القصف على حلب.

وقال أوباما في خطاب ألقاه في هانوفر، خلال قمة مصغّرة جمعته مع قادة أوروبيين: «تنظيم داعش الآن هو التهديد الأكثر خطورة لدولنا، ولهذا نحن متّحدون في عزمنا على القضاء عليه».

وأضاف: «وافقت على نشر 250 عسكرياً أميركياً إضافياً، بينهم قوات خاصة، في سورية». وذكر أن هؤلاء سيشاركون في «تدريب ومساعدة القوات المحلية» التي تقاتل المتطرفين، في ظل خطط لبدء هجوم مقاتلين عرب وأكراد لطرد التنظيم من الرقة معقله شرق سورية، بعد أسابيع على استعادة الجيش النظامي السوري بدعم روسي، مدينة تدمر الأثرية.

وإذ سقط أمس عشرات القتلى والجرحى نتيجة استمرار القصف على مناطق المعارضة والنظام في حلب، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سقوط قتلى بتفجير طاول نقطة تفتيش أمنية عند مدخل بلدة الذيابية، قرب منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، والتي تضم مزاراً شيعياً. وأعلنت وكالة «أعماق» المقرّبة من «داعش» مسؤولية التنظيم عن التفجير.

وشدّد أوباما على إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية. وحضّ ناطق باسم الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وروسيا على «ممارسة نفوذهما الكامل لوقف الانتهاكات» التي تتعرض لها الهدنة، فيما ندّدت وزارة الخارجية الفرنسية بالهجمات التي يشنّها النظام السوري على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة «ما أوقع عشرات الضحايا خصوصاً في حلب».

وواصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مشاوراته مع الأطراف السورية، والتقى أمس في جنيف الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا في الأزمة السورية خلال اتصال هاتفي أمس، وأبديا تأييدهما الكامل لمفاوضات جنيف. وأفادت بأن لافروف شدد على ضرورة انسحاب «المعارضة المعتدلة» من المناطق التي يسيطر عليها «داعش» و «جبهة النصرة»، وضرورة قطع خطوط الإمداد للمتطرفين.

إلى ذلك، دخلت أمس قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية مدينة الرستن ومحيطها في وسط سورية، وهذه العملية هي الثانية خلال خمسة أيام، وفق الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك.

 

روسيا قلقة من تهاوي مفاوضات السلام السورية… وفرنسا تندد بتكثيف النظام لهجماته

موسكو – رويترز

قال الكرملين اليوم (الاثنين)، إن روسيا قلقة بشدة من تدهور الوضع في مفاوضات السلام السورية في جنيف. في وقت نددت الخارجية الفرنسية بالهجمات الكثيفة التي يشنها النظام السوري على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين، إن «روسيا تفعل كل ما في وسعها بالشكل الملائم للمساعدة في تطوير ودعم عملية التفاوض هذه وعدم السماح بتعطيل هذه العملية».

وأضاف: «في الوقت نفسه ما زلنا نؤكد بقلق بالغ على أن الوضع يتدهور في هذه المفاوضات».

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا الأزمة السورية في اتصال اليوم، وأبديا تأييدهما الكامل لمفاوضات السلام السورية في جنيف.

وأكد لافروف على ضرورة انسحاب «المعارضة المعتدلة» من المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة» وضرورة قطع خطوط الإمداد للمتطرفين.

من جهة ثانية، نددت الخارجية الفرنسية اليوم، بالهجمات الكثيفة التي يشنها النظام السوري على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، الأمر الذي يهدد عملية السلام، داعية إلى استئناف مفاوضات جنيف سريعاً.

وقال الناطق باسم الخارجية رومان نادال في مؤتمر صحافي، إن «فرنسا تدين تكثيف هجمات النظام في الأيام الأخيرة ما أوقع عشرات الضحايا وخصوصاً في حلب» شمال سورية.

وأضاف أن «النظام لا يزال يرفض السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة»، وأكد الناطق أن هذه الانتهاكات للهدنة وللقانون الإنساني الدولي من شأنها «تقويض عملية التفاوض وإمكان (حصول) انتقال» سياسي. وتابع: «من الملح أن تتوقف انتهاكات الهدنة وأن تستأنف المفاوضات».

وقال نادال أيضاً إن «فرنسا تدعو إلى تعبئة جديدة للمجتمع الدولي بهدف وقف أعمال العنف وإجراء مفاوضات بهدف التوصل إلى حل سياسي» في سورية. وبالأمس، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى «إحياء» وقف الأعمال القتالية في سورية، لافتاً إلى أنه بحث هذا الأمر أخيراً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وسيكون الملف السوري على جدول أعمال قمة مصغرة اليوم في مدينة هانوفر الألمانية تجمع أوباما والمستشارة أنغيلا مركل إضافة إلى رئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كامرون والإيطالي ماتيو رينزي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

إلى ذلك، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، وزيراً جزائرياً، في زيارة نادرة لمسؤول عربي إلى دمشق منذ اندلاع النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ أكثر من خمس سنوات، بحسب «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا).

وأفادت الوكالة أن «الأسد استقبل اليوم وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل»، وعبر عن «تقديره للموقف المبدئي الذي تقفه الجزائر مع سورية».

وتأتي زيارة المسؤول الجزائري، بعد زيارة أجراها وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الجزائر في آذار (مارس) الماضي، أشاد خلالها بعد لقائه عدداً من المسؤولين الجزائريين في مقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بموقف الجزائر من النزاع السوري وبـ «الاهتمام الذي توليه لخروج سورية من هذه الأزمة بأسرع ما يمكن».

 

تركيا تنوي نشر بطاريات اميركية على حدودها مع سورية

أنقرة – أ ف ب

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو أن تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر بطاريات صواريخ اميركية مضادة للصواريخ على حدودها مع سورية خلال شهر ايار (مايو) المقبل، لمواجهة عمليات القصف المتكررة التي يقوم بها تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) وتستهدف الاراضي التركية.

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال أن تركيا ستتخذ إجراءات عسكرية إضافية بعد أن شهدت 46 هجوماً بالمدفعية من مناطق يسيطر عليها “داعش”.

وقال جاوش في تصريح لصحيفة “هبرتورك” نشر اليوم (الثلثاء) “توصلنا الى اتفاق لنشر هايمارس” (هاي موبيليتي ارتيوري روكيت سيستم) وهي صواريخ اميركية مضادة للصواريخ.

ومنذ مطلع السنة الحالية، سقطت حوالى اربعين قذيفة على مدينة كيليس التركية المجاورة للحدود مع سورية، من مناطق يسيطر عليها تنظيم “داعش”، ما ادى الى مقتل 17 مدنياً على الاقل. وأطلق التنظيم المتطرف الاحد قذائف على كيليس اوقعت قتيلين و25 جريحاً، مع العلم ان المدينة تستقبل اعداداً كبيرة من المهاجرين السوريين.

وبالامكان نشر بطاريات الصواريخ الاميركية في أمكنة مختلفة نظراً لسهولة نقلها، ويصل مداها الى 90 كلم.

ويبلغ المدى الاقصى للمدفعية التركية التي تقصف مواقع تنظيم “داعش” في سورية نحو اربعين كيلومتراً. وترد القوات التركية دائماً على القصف الذي يستهدف أراضيها بقصف مدفعي مماثل.

ويأمل الوزير التركي من جهة ثانية، بأن تتوصل المحادثات القائمة مع الولايات المتحدة بشأن اقامة “منطقة آمنة” شمال سورية بين مدينتي منبج وجرابلس الى قرارات ملموسة.

وقال الوزير بهذا الصدد “ان هدفنا هو تطهير هذا الشريط البالغ طوله 98 كلم من داعش”.

وتدعو تركيا الى اقامة هذه المنطقة الآمنة لاستقبال اللاجئين السوريين فيها مع ضمان حمايتهم، الا ان واشنطن تتحفظ على هذا المشروع.

 

موسكو تحمل بعنف على «هيئة المفاوضات» وتصر على إدراج فصائل معارضة على لائحة الإرهاب

موسكو – رائد جبر

أعرب الكرملين عن قلق روسيا بسبب تعثّر المفاوضات السورية، لكنه استبعد دعوة مجموعة دعم التسوية إلى اجتماع لدفع العملية السياسية، بينما شدد وزير الخارجية سيرغي لافروف على ضرورة «مواصلة العملية التفاوضية من دون الهيئة العليا للمفاوضات» واتهمها بأنها «لا تطبّق قرارات مجلس الأمن».

واتجه الموقف الروسي إلى مزيد من التشدد ضد المعارضة السورية، خصوصاً الهيئة العليا للمفاوضات، ولم تعد اللهجة الروسية تقتصر على توجيه انتقادات بسبب قرار تأجيل المشاركة في المفاوضات، بل انتقلت إلى توجيه اتهام مباشر لها بانتهاك قرارات مجلس الأمن، ما أوحى – وفق مصدر ديبلوماسي تحدثت إليه «الحياة» – بأن موسكو قد تتحرك على صعيد المجلس بطلب وضع تصوّر ملزم لتشكيلة وفد المعارضة، بالتوازي مع الإصرار على توسيع لائحة الإرهاب لتشمل «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» وفصائل أخرى تمتنع عن فك ارتباطها بـ «جبهة النصرة».

وأكد الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف أن روسيا قلقة بشدة من تدهور الوضع في مفاوضات السلام السورية في جنيف، مؤكداً أن بلاده «تفعل كل ما في وسعها بالشكل الملائم للمساعدة في تطوير عملية التفاوض هذه ودعمها وعدم السماح بتعطيل هذه العملية». وعلى رغم ذلك، استبعد بيسكوف دعوة مجموعة دعم التسوية في سورية لعقد اجتماع مخصص لدفع العملية السياسية، معتبراً أن «من الصعب الحديث عن اجتماع مماثل في ظل تعنت بعض الأطراف». في إشارة إلى الهيئة العليا للمفاوضات.

وانتقد إعلان واشنطن إرسال وحدة قوامها 250 عسكرياً إلى سورية، مذكّراً بأن «القوات الروسية موجودة في شكل شرعي وبطلب من الحكومة السورية».

ووجه لافروف، أمس، انتقادات عنيفة للهيئة، وشدد على أن «المفاوضات السورية في جنيف مستمرة، رغم تعليق بعض المعارضين مشاركتهم فيها»، مؤكداً أن تحقيق تقدم يتطلب مشاركة الأطراف المعنية كافة. وزاد أن الهيئة «لا تنفذ متطلبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وأضاف أن القرارات الدولية تدعو الأطراف إلى «الجلوس والتفاوض بدل طرح إنذارات، هذا هو المطلوب من جميع السوريين وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي. ومن الواضح أن مجموعة من الناس الذين أطلقوا على أنفسهم الهيئة العليا للمفاوضات، لا تنفذ متطلبات الهيئة العليا لمنظمة الأمم المتحدة».

وأكد لافروف أن المهمة الأساسية التي ترى موسكو ضرورة تنفيذها «أن يتم صوغ دستور جديد للجمهورية العربية السورية، خلال فترة أقل من ستة أشهر، شرط ترك التعنت جانباً في هذه المسألة».

وحول ما وصف بأنه المقترح الأميركي في شأن تقاسم مناطق النفوذ في سورية، قال لافروف أنه «طرح مبسط بعض الشيء»، معتبراً أن «الأمر المبدئي هو محاربة الإرهاب. لقد اتفقنا على أن الأطراف المرتبطة بـ «داعش»، و «جبهة النصرة»، أي التنظيمين الإرهابيين المذكورين في القرار الأممي، لا يمكن أن تكون جزءاً من المصالحة». وزاد أن «جماعات المعارضة السورية يجب عليها الخروج من المناطق التي يوجد بجوارها الإرهابيون»، مشيراً إلى أن روسيا «تجمع معلومات حول التعاون بين تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات التي انضمت إلى نظام الهدنة في سورية» و «الجماعات التي تتعاون مع «داعش» و «جبهة النصرة» لا يمكن أن تكون جزءاً من الهدنة».

وقال الوزير الروسي أن الولايات المتحدة لم تتخذ ما يجب لتنفيذ اتفاق مع روسيا حول سحب المسلحين المعارضين من منطقة حلب، بما يسمح بتوجيه ضربات إلى الإرهابيين هناك. وأردف أن موسكو تتلقى الكثير من الأسئلة حول تعثّر عمل التحالف الدولي ضد «جبهة النصرة»، مشيراً إلى أن الجانب الروسي يطرح هذه الأسئلة أمام الأميركيين.

 

فاو: تقلص المساحة المزروعة بالقمح في سورية إلى 2.16 مليون هكتار

الحسكة (سورية) – رويترز

يزداد النقص الذي تعاني منه سورية في محصول القمح سوءاً بعدما تقلصت مساحة الأراضي المزروعة بالقمح مجدداً هذا العام، وفق ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).

وقالت المنظمة إن الصراع الدائر في البلاد كان له أثر كبير على الزراعة، إذ بلغت المساحة المزروعة بالقمح والشعير لموسم 2015-2016 نحو 2.16 مليون هكتار انخفاضاً من 2.38 مليون هكتار في الموسم السابق.

أضافت أن هذا يمثل 68 في المئة من الحجم الذي تستهدفه الحكومة. وقالت فاو إن معلومات الزراعة تلك جاءت من الحكومة السورية. لكن الحكومة ذاتها لم تعلن البيانات الخاصة بموسم الزراعة 2015-2016.

 

أوباما يقرّر إرسال قوات إضافية إلى سوريا لافروف يأمل في صوغ دستور قبل آب

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس عن أكبر زيادة في عديد القوات البرية الأميركية في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية هناك بإرسال 250 جندياً إضافياً من القوات الخاصة لدعم النجاحات التي تحققت ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وبهذه الخطوة سيزيد عديد القوات الأميركية في سوريا إلى نحو 300. وفي حين لا تزال القوة الأميركية البرية صغيرة مقارنة بالقوات الأميركية في مناطق أخرى من العالم، قال خبراء عسكريون إنها قد تساعد في تحويل قوة الدفع في سوريا بإتاحة الدعم الجوي الأميركي لمزيد من المقاتلين السوريين على الأرض.

وأعلن أوباما القرار في ألمانيا في ختام جولة خارجية استغرقت ستة أيام وأوضح إن الخطوة تأتي بعد انتصارات انتزعت خلالها أراض من “داعش”. وقال في خطاب في معرض تجاري في مدينة هانوفر بشمال ألمانيا وهي المحطة الأخيرة في جولته التي شملت أيضاً السعودية وبريطانيا: “نظراً إلى النجاح الذي تحقق وافقت على إرسال ما يصل إلى 250 جنديا أميركيا إضافيا في سوريا بما يشمل قوات خاصة للحفاظ على هذه القوة الدافعة”. وأضاف: “لن تقود القتال على الأرض لكنها ستكون ضرورية لتوفير التدريب ومساعدة القوى المحلية في سعيها المتواصل الى إجبار داعش على التراجع”.

وبدأت روسيا حملتها الجوية في سوريا العام الماضي وكانت أكثر فاعلية لأنها تنسق عن كثب مع الرئيس بشار الأسد حليف موسكو وخصم الولايات المتحدة.

 

المعارضة ترحب

وكانت القوات الكردية المعروفة باسم “وحدات حماية الشعب” الحليف الرئيسي لواشنطن وقد انتزعت السيطرة على عدد كبير من مناطق الحدود السورية التركية من “داعش”. لكن هذا التحالف معقد لأن تركيا حليفة الولايات المتحدة تناصب “وحدات حماية الشعب” الكردية العداء.

ورحبت الهيئة العليا للمعارضة السورية، التي تمثل فصائل معارضة للاسد لا تشمل الأكراد، بقرار أوباما المساعدة في التصدي لـ”داعش”، لكنها قالت إن على واشنطن عمل المزيد لمواجهة الأسد.

ورأى الناطق باسم الهيئة سالم المسلط في بيان أن قرار أوباما إرسال 250 جنديا آخرين لمحاربة التنظيم في سوريا خطوة إيجابية، لكن سوريا لن تتخلص من الإرهاب إلا بانتهاء حكم الأسد. وأضاف أن المعارضة في حاجة الى المساعدة في تحرير البلاد من نظام الأسد ومن “داعش”.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بين الحضور خلال خطاب أوباما الذي حض أوروبا وحلف شمال الأطلسي على فعل المزيد في الحرب ضد “داعش”. وقال: “على رغم مساهمات الدول الأوروبية المهمة ضد داعش فلا يزال بإمكان أوروبا بما في ذلك حلف شمال الأطلسي فعل المزيد”.

وأجرى أوباما محادثات لاحقاً مع ميركل وزعماء بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.

وساهمت الدول الأوروبية بأعداد قليلة من الطائرات في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.

وقال نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي بن رودس قبل خطاب أوباما إن القوات الأميركية: “لن ترسل إلى هناك في مهمة قتالية”.

 

اتصال كيري – لافروف

وفي موسكو، أفادت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا في الأزمة السورية في اتصال هاتفي وأبديا تأييدهما الكامل لمحادثات السلام السورية في جنيف.

وأعلن لافروف أن المفاوضات السورية في جنيف مستمرة على رغم تعليق بعض المعارضين مشاركتهم فيها، مؤكدا أن احراز تقدم يتطلب مشاركة الأطراف المعنيين كافة. ولاحظ أن “تحقيق تقدم في المفاوضات يتطلب ألا يعلق الأطراف المعنيون مشاركتهم فيها، مشيراً إلى أن تركيا هي التي لها تأثير حاسم على وفد الرياض للمعارضة السورية.

وشدد على إن موسكو تود أن تكتمل عملية صياغة الدستور الجديد لسوريا قبل آب المقبل، مشيرا إلى أن مجلس الأمن حدد مدة ستة أشهر لوضع الدستور كفترة مرجعية وتقريبية.

ولفت الى إن الولايات المتحدة لا تنفذ اتفاقاً مع روسيا على سحب المسلحين المعارضين من منطقة حلب، بما يسمح توجيه ضربات إلى الإرهابيين هناك. وأوضح أن الجانب الروسي اتفق مع الأميركيين على أن تستخدم واشنطن نفوذها لدى “المعارضين الأخيار” قرب حلب لسحبهم من هناك لئلا يعرقل أحد تدمير تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، إلا أن الولايات المتحدة لم تنفذ وعدها بإجراء هذا الفصل مدة شهرين.

واعتبر أن المبادرة الأميركية الأخيرة حول تقسيم سوريا “مناطق نفوذ” تمثل موقفا سطحيا إلى حد ما، وأن مكافحة الإرهاب لا تزال الأهم في الأمر.

ودعا واشنطن إلى عدم نفي وجود تعاون بين عسكريي البلدين في سوريا لإرضاء بعض حلفائها في المنطقة، قائلاً إن “النظام يعمل على رغم محاولات البنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية نفي وجود أي تنسيق بين عسكريينا، وإنهم يقولون إن كل الاتصالات مع القوات الجوية الفضائية تقتصر على منع وقوع حوادث”.

 

60 قتيلاً في تصعيد حلب الأسد التقى وزيراً جزائرياً

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 60 شخصاً على الأقل في ثلاثة أيام من الاشتباكات بمدينة حلب في شمال سوريا مع استمرار تصاعد العنف في البلاد.

وأوضح أن هناك سبعة أطفال و10 نساء بين القتلى الذين سقطوا منذ الجمعة إثر سلسلة غارات جوية شنتها المقاتلات السورية وقصف لمقاتلي المعارضة.

وتصاعدت حدة القتال في سوريا في الأسابيع الأخيرة لكن الأمر لم يصل إلى حد انهيار وقف جزئي للأعمال العدائية بدأ سريانه في نهاية شباط.

وأغارت طائرات حربية سورية على عدد من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب بدءاً من ساعة مبكرة من الجمعة. وقال المرصد إن 45 شخصاً قتلوا في هذه الغارات.

وفي غضون ذلك قتل 15 شخصاً في هجمات شنها مقاتلو المعارضة باستخدام صواريخ محلية الصنع وقنابل غاز على الطرف الغربي للمدينة الخاضع لسيطرة الحكومة.

من جهة أخرى، قتل سبعة اشخاص على الأقل واصيب 20 بجروح جراء تفجير سيارة مفخخة قرب مقام السيدة زينب في منطقة ريف دمشق الجنوبي.

وأحصى المرصد مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، مشيراً إلى ان “عدد الخسائر البشرية مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حال الخطر ووجود مفقودين”.

استهدف التفجير نقطة تفتيش امنية عند مدخل بلدة الذيابية، بالقرب من مبنى سكني قيد الانشاء وأحدث حفرة في الرصيف المتصدع في المكان.

وأمس، دخلت قافلة جديدة من المساعدات الانسانية مدينة الرستن ومحيطها في وسط سوريا، في عملية هي الثانية من نوعها في خمسة أيام.

ديبلوماسياً، أفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان الرئيس السوري بشار الاسد استقبل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل، في زيارة نادرة لمسؤول عربي لدمشق منذ نشوب النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ أكثر من خمس سنوات.

وقالت ان الاسد عبر “عن تقديره للموقف المبدئي الذي تقفه الجزائر مع سوريا”. ورأى “ان الارهاب لم يعد محلياً وانما بات جزءاً من لعبة سياسية تهدف الى ضرب واضعاف الدول التي تتمسك باستقلالية قرارها”، مؤكداً “ان الوضع في سوريا أصبح أفضل وان الشعب السوري مستمر في صموده وتماسكه للدفاع عن أرضه”.

وعرض الوزير الجزائري خلال اللقاء “التجربة الجزائرية في مواجهة الارهاب والتطرف وتحقيق المصالحة الوطنية”.

 

أوباما يرسل 250 عسكرياً إلى سوريا

لافروف: واشنطن تنصّلت من سحب مسلحي حلب

في الوقت الذي كانت تتعرض فيه أحياء في حلب إلى هجمات صاروخية، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يهاجم واشنطن لعدم تطبيقها اتفاقاً روسياً – أميركياً لسحب المسلحين «الأخيار» من منطقة حلب لتعزيز عزلة «جبهة النصرة» وضربها.

في هذا الوقت، حث زعماء أميركا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا أطراف الحرب السورية على احترام اتفاق وقف الأعمال القتالية والعمل على نجاح مباحثات جنيف، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقته على إرسال 250 عسكرياً إضافياً إلى سوريا.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أبديا، في اتصال هاتفي بطلب من الجانب الأميركي، تأييدهما الكامل لمحادثات السلام السورية في جنيف.

وأوضحت الخارجية الروسية، في البيان، أن لافروف وكيري بحثا سبل التعاون بين البلدين لتعزيز الهدنة في سوريا، وموضوع تزويد السوريين بمساعدات إنسانية وإطلاق عملية تسوية مستقرة لوقف النزاع في البلاد، و «أكدا تمسكهما بالمفاوضات الجارية في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، بين السلطات السورية ومعارضيها حول شكل الدولة المستقبلية».

وأضاف البيان «ركز لافروف في اتصاله مع كيري على ضرورة انسحاب فصائل المعارضة المعتدلة من مناطق في سوريا يسيطر عليها مسلحو داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في أسرع وقت ممكن، وقطع قنوات وصول تعزيزات للمتطرفين». وأشار إلى أن «الوزيرين اتفقا على مواصلة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة، في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا».

وكان لافروف قد أعلن، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإثيوبي تيدروس أدهانوم في موسكو، أن «المفاوضات السورية في جنيف مستمرة، رغم تعليق بعض المعارضين مشاركتهم فيها»، مؤكداً أن «تحقيق تقدم يتطلب مشاركة كل الأطراف المعنية».

وقال لافروف إن «الوضع في المفاوضات كان يمكن أن يكون أفضل كثيرا في حال عدم مغادرة أحد وفود المعارضة جنيف مؤقتا»، مضيفاً ان «تحقيق تقدم في المفاوضات يتطلب ألا تعلق الأطراف المعنية مشاركتها فيها»، مشيراً إلى أن «تركيا هي التي لها تأثير حاسم على وفد الرياض للمعارضة السورية».

وقال لافروف إن «موسكو تود أن تكتمل عملية صياغة الدستور الجديد لسوريا قبل آب المقبل»، مشيرا إلى أن «مجلس الأمن الدولي حدد مدة 6 أشهر لوضع الدستور كفترة مرجعية وتقريبية».

وأضاف ان «الجانب الروسي اتفق مع الأميركيين على أن تستخدم واشنطن نفوذها بين المعارضين الأخيار قرب حلب لسحبهم من هناك، لكي لا يعرقل أحد تدمير تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، إلا أن الولايات المتحدة لم تنفذ وعدها بإجراء هذا الفصل لمدة شهرين».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «قتل 19 مدنياً على الأقل، وأصيب 120، جراء قصف المجموعات المسلحة أحياء تحت سيطرة القوات السورية في مدينة حلب». وأشارت وكالة الأنباء السورية – «سانا» إلى مقتل 16 شخصا، وإصابة 86، جراء «الاعتداءات الإرهابية لجبهة النصرة والمجموعات المسلحة التابعة لها بقذائف صاروخية على أحياء سكنية في مدينة حلب وبلدة الزهراء». واستهدف القصف أحياء السليمانية والإذاعة وجمعية الزهراء والموكامبو والأشرفية والحمدانية وأحياء أخرى في الجهة الغربية من المدينة. كما قتل أربعة أشخاص في قصف مدفعي للجيش السوري استهدف حيي الجزماتي والزبدية في المدينة.

وكان قتل ثمانية أشخاص، وأصيب 20، في انفجار سيارة، تبناه «داعش»، على نقطة تفتيش أمنية عند مدخل بلدة الذيابية، قرب منطقة السيدة زينب في دمشق.

وأعلن لافروف أن «المبادرة الأميركية الأخيرة حول تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ تمثل موقفاً سطحياً إلى حد ما»، مؤكداً أن «مكافحة الإرهاب لا تزال الأهم في الأمر». وأشار إلى أن «موسكو وواشنطن اتفقتا على آلية للرقابة على وقف القتال في سوريا»، مؤكداً أن «قيادة القاعدة العسكرية الروسية في حميميم تجري اتصالات مستمرة مع القادة العسكريين الأميركيين في عمان، ما يسمح بحل مختلف المهمات على الأرض من دون أي تسييس».

ودعا لافروف «واشنطن إلى عدم نفي وجود تعاون بين عسكريي البلدين في سوريا لإرضاء بعض حلفائها في المنطقة»، مؤكداً أنه «لا يوجد أي أساس للخجل، لأن البلدين يتعاونان في مكافحة الإرهاب».

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في بيان، أن «الكرملين يرى أنه من الصعب الحديث عن احتمال عقد اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا، بسبب انعدام المرونة لدى بعض الأطراف». وأضاف ان «روسيا تشير بقلق شديد إلى تراجع الوضع ضمن المفاوضات السورية – السورية في جنيف حالياً».

 

أوباما

 

وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وايطاليا ماتيو رينزي، دعوا خلال قمة في مدينة هانوفر الألمانية «جميع الأطراف لاحترام وقف الأعمال القتالية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والمساهمة في نجاح مباحثات جنيف بشأن الانتقال السياسي. ودعوا أيضاً من يملكون نفوذاً على أطراف الصراع للضغط عليهم للامتناع عن أي أفعال من شأنها تعريض اتفاق وقف الأعمال القتالية ومباحثات السلام للخطر».

وكان أوباما قد قال، في خطاب في هانوفر، «في الوقت الراهن، تنظيم الدولة الإسلامية هو التهديد الأكثر خطورة لدولنا، ولهذا السبب نحن متحدون في عزمنا على القضاء عليه». وأضاف «وافقت على نشر ما يصل إلى 250 عسكرياً أميركياً إضافياً، بينهم قوات خاصة، في سوريا»، مضيفاً «لن تقود (القوات) القتال على الأرض، لكنها ستكون ضرورية لتقديم التدريب ومساعدة القوى المحلية في سعيها المتواصل لإجبار داعش على التراجع». وبهذه الخطوة سيزيد عدد القوات الأميركية في سوريا إلى ستة أمثاله ليصل إلى نحو 300.

من جهة ثانية، أعلن رئيس الوفد السوري إلى محادثات جنيف بشار الجعفري، بعد اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إنه اقترح تعديلات على اقتراح السلام الذي قدمه المبعوث، وسيعقدان اجتماعاً جديداً اليوم.

وقال الجعفري، بعد اجتماعين مع دي ميستورا، إن «الوفد الحكومي قدم تعديلات على الورقة التي قدمها المبعوث الخاص، وإن الوفد يعتبر تلك التعديلات جزءا لا يتجزأ من الورقة». ووصف «المحادثات بأنها كانت ثرية».

(«روسيا اليوم»، «سبوتنيك»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

أوباما يريد من حلفائه الأوروبيين القيام بمهمة بحرية لمنع تدفق المهاجرين

واشنطن- أ ف ب- يبدو أن أوروبا تقترب من الاستجابة لدعوة أوباما لها بان تتوحد وتتولى المزيد من المسؤولية عن أمنها، وذلك من خلال اتخاذها لعدد من الإجراءات من بينها القيام بمهمة عسكرية بحرية قبالة السواحل الليبية.

فقد قال أوباما إن “أوروبا تتساهل احيانا بشأن دفاعها”، في انتقاد سافر للقارة العجوز اطلقه الرئيس الاميركي الاثنين في هانوفر التي كانت اخر محطة له في زيارته الاخيرة لبريطانيا والمانيا قبل مغادرته منصبه.

وجاء الانتقاد في كلمة اشتملت على اللوم والدعوة إلى الأوروبيين الذين تتزايد شكوكهم بشأن الاتحاد الأوروبي، للاعتراف والاحتفاء بالوحدة التي حققتها دول القارة.

وقال أوباما إن الاتحاد الأوروبي ساعد على إخراج القارة من فظائع الحرب الى الازدهار الحالي الذي لم يسبق للقارة ان بلغته في تاريخها.

وتحمل اشادة أوباما بالوحدة الأوروبية في طياتها انتقادا لقادة القارة.

فلماذا لم يكن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره الايطالي ماتيو رنزي مستعدين لتوجيه رسالة من هذا النوع؟ كيف يمكن للازمة ان تصبح بالخطورة التي تدفع بريطانيا الى التصويت على البقاء في الاتحاد او مغادرته؟.

لقد عكست كلمة أوباما في جوانب منها شعور أوباما بالاحباط الذي يتراكم منذ سبع سنوات والذي سببه اعتماد دول العالم على الامن الامريكي، في حين ترى ادارته ان تلك الدول تجر واشنطن إلى القيام بحملات مكلفة ليست ضرورية دائما للامن القومي الامريكي.

لكن أوباما وفي محادثات جرت في وقت لاحق من ذلك اليوم، ناقش مع زعماء كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا إجراء ملموسا يمكن ان يقلل من بعض التهديدات الاستراتيجية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، وربما يستجيب لبعض مطالب الرئيس الامريكي.

والإجراء هو القيام بمهمة بحرية قبالة ساحل ليبيا تحمل اهمية جيوستراتيجية كبيرة.

ويتمحور قلق أوباما بشأن أوروبا في أزمة اللاجئين التي عصفت بالمشروع الأوروبي.

وتسببت موجة اللاجئين القادمين من جنوب وشرق القارة بأزمة انسانية شديدة ومقتل اعداد لم تحدد، وشكلت تحديا لمواقف القادة الاخلاقية وخلقت مشاكل كبيرة للاطراف المستجيبة للازمة.

كما أثارت تلك الأزمة تهديد استخدام تنظيم الدولة الاسلامية لتدفق اللاجئين لارسال مسلحيه لتنفيذ هجمات على غرار هجمات باريس وبروكسل.

واشعلت الأزمة المشاعر الشعبوية الاوروبية وحركات اليمين المتطرف الذي غالبا ما يعارض الاندماج وينشر بذور عدم الاستقرار الاجتماعي.

– التركيز على المتوسط

لقد عمل أوباما ونظراؤه الأوروبيون معا على تشكيل قوة بحرية لمكافحة تهريب البشر في بحر ايجه لوقف تدفق قوارب المهاجرين إلى الجزر اليونانية من تركيا.

والان اصبح قادة الدول الواقعة على طرفي الاطلسي يفكرون في القيام بعملية مماثلة قبالة السواحل الليبية الاطول والاكثر خطورة.

وطبقا للبيت الابيض فان الحلفاء قد يستفيدون من تجربة بحر ايجه “لاستكشاف سبل العمل معا لمواجهة تدفق المهاجرين في منطقة المتوسط بشكل منظم وانساني”.

ومنذ بداية 2014 وصل نحو 350 الف مهاجر من ليبيا بحرا إلى ايطاليا. وذلك في الوقت الذي استمر ننظيم الدولة الاسلامية في ترسيخ وجوده في هذا البلد المضطرب.

ولكن لا تزال العديد من الاسئلة دون اجابات من بينها الجهة التي ستتولى قيادة هذه المهمة، هل هي حلف شمال الاطلسي ام الاتحاد الاوروبي؟، وكم ستعتمد هذه المهمة على عمليات الاستطلاع الاميركية والمعلومات الاستخباراتية وغيرها من الموارد، وكيف سيتم التعامل مع المهاجرين؟.

 

داود أوغلو: تنظيم الدولة و”بي كا كا” أداتان بيد جهات معينة

20ipjأنقرة- الأناضول- قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن من يقومون بحفر الخنادق ويعملون على تحويل المدن التركية إلى خراب (في إشارة إلى منظمة “بي كا كا” الإرهابية)، والذين يطلقون القذائف على المواطنين المدنيين في ولاية كيلس (في إشارة إلى تنظيم داعش الإرهابي) هم أدوات بيد نفس الجهات (دون أن يسميها).

جاء ذلك في كلمة له ألقاها الثلاثاء، أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي بأنقرة، حيث أشار داود أوغلو أن الهجمات التي تستهدف ولاية كيلس التي تعتبراً نموذجاً في احتضان عشرات الآلاف اللاجئين السوريين، هي “جزءُ من خطة قذرة”.

وأضاف داود أوغلو أنهم سيرفعون التدابير الأمنية على الحدود في ولاية كيلس وإرسال تعزيزات عسكرية، مؤكداً أنهم أعطوا كل التعلميات اللازمة إلى رئاسة الأركان خلال اجتماع أمني في وقت سابق بخصوص إتخاذ التدابير حيال إطلاق قذائف على كيلس من الجانب السوري، وحمايتها منها.

وأشار داود أوغلو أن جميع التحضيرات اكتملت، وسيتم نشر طائرات بدون طيار إضافية لمراقبة الحدود، وجمع المعلومات قبل وقوع هجمات محتملة على كيلس، لتجنبها.

وأشار داود أوغلو إلى أن 46 قذيفة أطلقت من المناطق التي يُسيطر عليها تنظيم داعش من الجانب السوري، على كيلس ، منذ 18 كانون الثاني/ يناير الماضي، ما أوقع 17 قتيلاً بينهم 11 مواطن تركي، وأصابة 61 آخرين بجروح.

وأكد داود أوغلو أن الإرهابيين وداعميهم سيتلقون الرد المناسب، وسيُهزمون، متهماً المجتمع الدولي بالتردد في التعامل مع مسألة الإرهاب، والسماح لقيام المنظمات الإرهابية التي وصفها بالوحشية، بنصب الخيام في العواصم الأوروبية (خيمة لأنصار بي كا كا في بروكسل) وإجراء لقاءات صحفية مع زعماء تلك المنظمات (يقصد لقاء بي بي سي مع أحد قادة بي كا كا) مشددا على أن ذلك ليس بالعمل الصحفي بل هو تشجيع للإرهاب.

وتعهد داود أوغلو بتوفير الأمن لكل المدن التركية، وتخليص البلاد من الإرهاب، من خلال مواصلة العمليات الأمنية ضد الإرهابيين بكل عزيمة.

 

المعارضة السورية المقربة من موسكو تطالب بوفد موحد ومفاوضات مباشرة

جنيف- أ ف ب- أعلن قدري جميل من المعارضة السورية المقربة من موسكو الثلاثاء في جنيف ان وفده طلب من موفد الأمم المتحدة إلى سوريا إجراء مفاوضات مباشرة وتوحيد المعارضة في وفد واحد.

وبعد لقاء جمع موفد الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا ظهر الثلاثاء بوفد يضم شخصيات من المعارضة القريبة من موسكو وممثلين عن مؤتمر القاهرة، قال جميل “طالبنا بمفاوضات مباشرة وطلبنا من دي ميستورا إن يقوم بمساعيه الحميدة بجهد في هذا الاتجاه، لان المفاوضات المباشرة تسرع التقدم”.

واضاف جميل، وهو ايضا نائب رئيس الوزراء السوري سابقا، “طالبنا ايضا جمع المعارضة في وفد واحد”. وتابع ان “الوضع الحالي في ظل وجود وفود عديدة هو وضع غير طبيعي وشاذ ويجب الا يستمر، والجاد بالوصول الى نتيجة يعني ان يسعى الى وفد واحد”.

واوضح جميل، القيادي في “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير” والمقيم في موسكو، أن “وفدا واحدا لا يعني وفدا موحدا (…) فالتجمع في وفد واحد لا يعني التوافق على المواقف وانما على الحدود الدنيا الممكنة”.

واعتبر أن “هذا هو الطبيعي لانه يعكس وضع المعارضة السورية التي هي معارضة تعددية”.

وبخلاف الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، والتي تصر على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، لا تطالب المعارضة القريبة من موسكو او تلك المقبولة من النظام برحيله الفوري.

وعلقت الهيئة العليا للمفاوضات الاسبوع الماضي مشاركتها في جولة المحادثات احتجاجا على تدهور الاوضاع الانسانية وانتهاكات تتهم بها قوات النظام لاتفاق وقف الاعمال القتالية الذي بدأ العمل به في السابع والعشين من شباط/ فبراير الماضي.

وبرغم ذلك، استمرت الجولة الراهنة من المفاوضات الصعبة حول سوريا بوجود الوفد الحكومي ووفد المعارضة المقربة من موسكو وشخصيات من مؤتمر القاهرة ووفد ثالث من معارضة الداخل المقبولة من النظام.

واكد جميل “نحن قمنا بكل وظائفنا واليوم ننتظر الامم المتحدة ان تقوم بوظيفتها ما بين الجولتين (…) أي غربلة وتجميع الآراء المختلفة وتقديم شيء ما يعكس التقاطعات، فمهمة الامم المتحدة تدوير الزوايا”.

ويعقد دي ميستورا لقاء مع الوفد الحكومي برئاسة مندوب سوريا إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي يعتقد انه سيعقد مؤتمرا صحافيا في وقت لاحق.

وتنتهي الاربعاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة والتي بدأت في 13 نيسان/ ابريل على ان تعقد جولة رابعة لم تحدد الامم المتحدة موعدها حتى الآن.

 

الاحتقان الأمريكي ـ الروسي يصل إلى نقطة خطرة في القارة الأوروبية

لواء أمريكي مقاتل دائم و350 سفينة حربية لمواجهة روسيا

واشنطن ـ «القدس العربي» – من رائد صالحة: أضاف أعضاء لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي بنودا جديدة في مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2017 بهدف مواجهة روسيا التي حلقت طائراتها بشكل استفزازى فوق مدمرة بحرية أمريكية الشهر الجاري.

وقال النائب آدم سميث إن مشروع القانون سيتضمن الكثير من البنود لرد روسيا، وأضاف: «لدينا المال لنشر قوات في أجزاء مختلفة من أوروبا الشرقية، سنركز بشكل رئيسي على التواجد الأمريكي في المنطقة لإظهار الدعم للحلفاء».

وقد توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منذ عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وبدأت في دعم الجماعات الانفصالية في شرقي أوكرانيا، ودار جدل في الكونغرس الأمريكي منذ ذلك الحين لاتخاذ تدابير رادعة ضد موسكو ولكن الأحداث الاخيرة في الأسبوعين الماضيين سلطت الأضواء بشدة مرة أخرى على روسيا حيث حلقت المقاتلات الروسية من مسافة قريبة جدا فوق «يو إس إس دونالد كوك» في بحر البلطيق، ووصفت واشنطن هذه التحركات بأنها استفزازية وغير مهنية وغير آمنة. وبعد أيام، تحرشت طائرة روسية مقاتلة بطائرة تجسس أمريكية كانت تحلق في المجال الجوي الدولي فوق بحر البلطيق .

ووضعت روسيا من جهتها اللوم على الولايات المتحدة وحذرت واشنطن من العمل بالقرب من أراضيها وخاصة في المنطقة العازلة، كالينغيراد، التي تقع بين بولندا وليتوانيا على بحر البلطيق. وقال المبعوث الروسي لدى حلف شمال الاطلسي ألكسندر غروشكو بعد اجتماع الناتو – روسيا بأن هذه محاولات لممارسة ضغط عسكري على روسيا مؤكدا بأن موسكو ستتخذ جميع التدابير اللازمة والاحتياطات للرد على محاولات استخدام القوة العسكرية.

وتهدف إجراءات مجلس النواب ضد روسيا في مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني إلى طمأنة الدول الأوروبية التي تشعر بالقلق من التحركات الروسية، واتفق النواب على تخصيص مبلغ 3.4 مليار دولار للمبادرة وهو المبلغ نفسه الذي طلبته إدارة اوباما وأربعة أضعاف ما حصلت عليه المبادرة في العام الجاري.

وتدعم المبادرة التى سيتم مناقشها يوم غد، الأربعاء، توصية للجيش بإقامة محطة دائمة للواء مدرع قتالي في أوروبا حيث يعتزم الجيش بالفعل إرسال لواء واحد مع الحفاظ على حالة من «الدوران المستمر» كما ينص مشروع القانون على تخصيص 150 مليون دولار للمبادرة الأمنية لمساعدة اوكرانيا بهدف المساعدة في تسليح وتدريب الجيش في هذا البلد.

وانتقد الجمهوريون لمدة طويلة الإدارة الأمريكية بسبب ترددها في منح اوكرانيا أسلحة فتاكة لمواجهة روسيا كما برز حرص على ربط جهود الإصلاح في مشروع القانون بالجهود المبذولة لمواجهة روسيا إضافة إلى حمل البنتاغون على شراء أسلحة أكثر فاعلية.

ويسمح مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني للبحرية الأمريكية بالحصول على 350 سفينة، وأوضح النائب فوربس بأنه من المهم توفر هذا النوع من التواجد العسكري حتى تتمكن الولايات المتحدة من ردع أي عدوان محتمل أو مواجهة حوادث معينة.

ونجح فوربس في إجراء تعديل على مشروع القانون يسمح للجيش بإمكانية إطلاق صواريخ متوسطة المدى من البر حيث تم حظر هذه الصواريخ في ظل القوات الدورية في معاهدة مع روسيا.

وقال مشرعون يعارضون هذه الإجراءات بأن هذه التدابير ستكثف فقط التوترات مع روسيا، وعارض الديمقراطيون الدراسة المتعلقة بالصواريخ متوسطة المدى، وقال النائب جون غرامندي بأن التدابير تسير نحو مسار إضافي لسباق تسلح نووي.

 

أوباما يعلن إرسال قوات إضافية لسوريا… وقتلى في تفجير سيارة في «السيدة زينب»

الأسد يتلقى رسالة من بوتفليقة تؤكد دعم الجزائر للنظام السوري

عواصم ـ وكالات: أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الاثنين عن أكبر زيادة في عدد القوات البرية الأمريكية في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية هناك بإرسال 250 جنديا إضافيا من القوات الخاصة لدعم النجاحات التي تحققت ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وبهذه الخطوة سيزيد عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى نحو 300.

وأعلن أوباما القرار في ألمانيا في ختام جولة خارجية استغرقت ستة أيام ويعكس الأمر تزايد الثقة في قدرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد.

وقال أوباما في خطاب بمعرض تجاري في مدينة هانوفر بشمال ألمانيا وهي المحطة الأخيرة في جولته التي زار خلالها السعودية وبريطانيا «بالنظر إلى النجاح الذي تحقق وافقت على نشر ما يصل إلى 250 جنديا أمريكيا إضافيا في سوريا بما يشمل قوات خاصة للحفاظ على هذه القوة الدافعة.»

وأضاف «لن تقود (القوات) القتال على الأرض لكنها ستكون ضرورية لتقديم التدريب ومساعدة القوى المحلية في سعيها المتواصل لإجبار داعش على التراجع.»

إلى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا في انفجار سيارة ملغومة على مشارف منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق أمس الاثنين وهو ثالث هجوم على المنطقة هذا العام.

وذكر تلفزيون «المنار» التابع لجماعة حزب الله اللبنانية أن التفجير وقع عند نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري وأنه أسفر عن سقوط ثمانية قتلى.

وقال بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في محادثات السلام بجنيف إن الانفجار أصاب مستشفى وأسفر عن سقوط عشرة قتلى.

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن عدد القتلى من المتوقع أن يرتفع نظرا لعدد المصابين بجروح خطيرة.

وأوضح الجعفري أن انفجار أمس الاثنين «الذي نفذه أربعة إرهابيين» أصاب مستشفى وقتل عددا من المرضى الذين جرى إجلاؤهم الأسبوع الماضي من بلدتين خاضعتين لحصار مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد.

الى ذلك استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوزير الجزائري المكلّف بشؤون جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أمس الاثنين في العاصمة دمشق، ونقل مساهل رسالة من رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد العزيز بوتفليقة، يتحدث فيها عن «مساندة الجزائر للشعب السوري في مكافحة الإرهاب والتصدي له، للحفاظ على استقرار سوريا وأمنها ووحدة أبنائها وانسجام شعبها».

وأعرب بوتفليقة عن «تمنياته للشعب السوري بتحقيق الأمن والاستقرار»، كما أطلع عبد القادر مساهل بشار الأسد على «تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية»، متحدثا عن ضرورة «إيجاد حل سياسي للأزمات التي يعيشها العالم العربي»، فيما تقدّم بشار الأسد «بشكره للجزائر على تضامنها مع بلده في مواجهة التحديات»، حسب الوكالة الرسمية الجزائرية.

 

تنظيم «الدولة» يتقدم في مخيم اليرموك… وأذرعه تطال الناشطين السوريين في تركيا

لماذا يدعم المسيحيون الأمريكيون السوريون دونالد ترامب؟

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: في 10 نيسان/إبريل أفرغ مسلح رصاصات عدة في رأس إعلامي وناشط سوري في واحد من أزقة مدينة غازي عينتاب جنوبي تركيا التي يعيش فيها الكثير من الناشطين في الثورة السورية.

وكان الإعلامي زاهر الشرقاط، يعمل معداً ومذيعاً في قناة «حلب اليوم» وتولى مرة منصب رئيس بلدية الباب. ومن الناشطين في العمل المعارض ضد نظام بشار الأسد ومن مؤسسي تنسيقية بلدة الباب وأسس لواء أبو بكر الصديق قبل وصول تنظيم «الدولة» إلى حلب. وتحول في السنوات الأخيرة إلى ناقد شديد لتنظيم «الدولة».

وهذا الأخير له أذرعه الممتدة ضد الناشطين في داخل سوريا وتركيا. وهو رابع ناشط إعلامي يغتال في جنوب تركيا خلال الأشهر الستة الماضية بعيداً عن معقل التنظيم في شرقي سوريا. ونقل هيو نايلور، مراسل صحيفة «واشنطن بوست» عن زميل الشرقاط الذي شارك في مراسم دفنه في بلدة نيزيب، التي تبعد 30 ميلاً شرق غازي عينتاب قوله «لا نشعر بالأمن في تركيا فداعش يراقبنا».

وكان الشرقاط قد هرب من حلب إلى تركيا بحثاً عن الأمن ولكنه لم يكن قادراً على تجنب أعدائه الأقوياء الذين أجبروه على مغادرة بلده.

وأعلن تنظيم «الدولة» مسؤوليته عن مقتله مظهراً أنه قادر على توجيه ضربات لأعدائه خارج منطقة نفوذه مع أنه تراجع في الأشهر الأخيرة وأجبر على الخروج من مناطق عدة في سوريا والعراق خاصة مدينتي تدمر والرمادي.

ومن أجل حرف الأنظار عن هزائمه في الداخل قام أتباعه بسلسلة هجمات في باريس وبروكسل وتركيا التي قتل فيها العشرات.

شبكات

وتختلف طبيعة الهجمات الانتحارية التي شنها الجهاديون في المدن الأوروبية والعربية عن الحرب الأخرى التي يقول الكاتب إن التنظيم يستهدف من خلالها الناشطين والصحافيين السوريين والمقاتلين السابقين الذين تجرأوا من منافيهم في جنوب تركيا على نقد التنظيم وفضح أساليبه الوحشية.

وهناك من يعتقد بوجود شبكة من المخبرين والقتلة الذين يقومون بمراقبة الناشطين وذبحهم في بيوتهم أو إطلاق النار عليهم في الشوارع.

ومع أن الحكومة التركية قامت خلال العام الماضي بتشديد الرقابة على حدودها الطويلة مع سوريا لخنق مصادر تمويل التنظيم ومنع تدفق الجهاديين الأجانب إلا أن هذا لم يحم الناشطين من هجماته.

وهناك من يعتقد بوجود شبكة الناشطين التابعين له بين اللاجئين السوريين الذين يزيد عددهم عن مليوني لاجئ يقيم معظمهم في جنوبي تركيا.

وينقل نيلور عن حسام عيسى الناشط في المجموعة المعروفة باسم «الرقة تذبح بصمت» والتي تقوم بتوثيق وحشية التنظيم في داخل الرقة التي يطلق عليها عاصمة «الخلافة» قوله إن التنظيم يحاول «استفزاز» الناشطين في تركيا. ففي تشرين الأول/أكتوبر قام مجهولون بقتل ناشطين في شقة ببلدة سانلي أورفا.

وكان أحدهما وهو إبراهيم عبد القادر ناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت». ونظراً للمخاطر التي بدأوا يتعرض لها الناشطون في تركيا قررعدد منهم الإنتقال إلى أوروبا. ولكن الشرقاط لم يكن لديه خطط أو ربما لم يستطع الخروج من تركيا. ففي السبعة أشهر التي قضاها في غازي عينتاب تلقى سيلا من المكالمات الهاتفية ورسائل هاتفية تهديدية.

وتقول عائلته إن بعض التهديدات جاءت من الحكومة السورية والبقية من تنظيم «الدولة» الذي قتل في كانون الأول/ديسمبر 2015 الصحافي ناجي الجرف في قلب مدينة غازي عينتاب حيث أطلق عليه شخص النار بعدما اشترى طعاماً لأطفاله من مطعم قريب.

وكان الجرف يحضر للسفر إلى كندا في اليوم التالي. وكان سبب استهداف الجرف هو فيلم أنتجه ووثق فيه فظائع التنظيم في مدينة حلب. وعلى خلاف الجرف رفض الشرقاط وقف هجماته ضد الجهاديين.

وينقل الكاتب عن صديق له وصف أن ما قام به هو «أكثر من شجاعة». فمن خلال برنامجه على قناة «حلب اليوم» استقبل ضيوفاً اتهموا التنظيم باختطاف وإضعاف الثورة السورية التي مضى عليها خمسة أعوام.

وفي آخر برنامج بثته القناة استضاف فيه قيادياً سابقاً اتهم نظام بشار الأسد بأنه «عراب» تنظيم «الدولة»، خاصة أن نظام دمشق قام بإطلاق سراح الراديكاليين الإسلاميين لتشويه الإنتفاضة.

وكان الشرقاط ينتقد المبررات الدينية التي يستخدمها الجهاديون لتبرير أعمالهم حيث تسلح بمعرفته الدينية، فهو حاصل على شهادة في الدراسات الإسلامية من جامعة دمشق وكانت لديه ميول نحو التصوف.

ويسرد التقرير هنا نشاطه قبل ظهور تنظيم «الدولة» على ساحة الثورة السورية. وكيف قام الفصيل الذي أسهم في إنشائه بقتال الجهاديين بمدينة الباب عام 2013. وخسر فصيله لاحقا المعركة ضد تنظيم «الدولة» حيث اضطر للإنتقال إلى حلب بعدما تلقى تهديدات متكررة بالقتل والاختطاف ولهذا قرر تغيير مكان عمله إلى تركيا.

ولكن القاتل تمكن من الوصول إليه عندما أوصل زوجته الحامل إلى محطة قطار غازي عينتاب. وتظهر الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة القاتل وهو يسير خلف الشرقاط وعندما رفع مسدسه وأطلق النار ثم جرى هارباً حيث تخلص التنظيم من أحد معارضيه وليس كلهم.

مخيم اليرموك

ففي ظل الضغوط التي يتعرض لها في ساحات القتال في العراق وسوريا من المتوقع أن يحاول فتح جبهات قتال جديدة خارج مناطق نفوذه.

وتزعم الولايات المتحدة أن الغارات الجوية أدت لقتل مئة من قادته. وأعلن الرئيس باراك أوباما عن زيادة عدد المستشارين الأمريكيين في سوريا ليصبح 300 وسط مخاوف من انهيار الهدنة بين الحكومة والمعارضة المعتدلة.

وتعتبر هذه بمثابة «خطة ب» التي تحدث عنها وزير الخارجية جون كيري. وكان أوباما قد عقد اجتماعاً مع قادة كل من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا ناقش فيه الأزمة السورية. وفي وقت سابق أكد أوباما في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أنه من الخطأ إرسال قوات عسكرية إلى سوريا لإسقاط الأسد. في تأكيد لموقفه الرافض لتورط الولايات المتحدة في الحرب الأهلية السورية.

وسيعمل المستشارون الأمريكيون بشكل قريب مع حلفاء الولايات المتحدة من أكراد سوريا للحفاظ على زخم المعركة ضد تنظيم «الدولة». وفي هذا السياق يواصل هذا تمدده في مناطق حلب وكذا المناطق الواقعة حول العاصمة دمشق.

وبحسب موقع «ذا لونغ وور» الذي يديره توماس جوسلين من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فقد حقق تنظيم «الدولة» تقدماً في مخيم اليرموك السوري.

وشهد المخيم الفلسطيني قرب دمشق معارك حامية بين مقاتلي التنظيم وجبهة النصرة. وتقول تقارير إن التنظيم حقق تقدما في المخيم على حساب «النصرة» التي تعتبر الفرع الرسمي لتنظيم «القاعدة».

وكان يعيش في المخيم قبل الإنتفاضة أكثر من 100.0000 لاجئ فلسطيني ونقص عددهم بشكل متزايد بسبب الحصارات والمواجهات بين الفصائل السورية المعارضة.

وحذرت الأمم المتحدة من زيادة القتال بين الجهاديين لمصاعب السكان الإنسانية في وقت زادت فيه الحكومة السورية من غاراتها على المخيم.

وحذر كريس غانيس من المفوضية السامية للاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أثر القتال على نقص المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب بالإضافة للتسبب في قتل ووفيات لمن تبقى فيه وعددهم 6.000 شخص. وكان تنظيم الدولة قد بدأ هجومه في المخيم في 7 نيسان/إبريل حيث وجد فرصة للتقدم فيه بعدما تحول منذ عام 2012 لساحة حرب وتنافس بين الفصائل السورية المسلحة.

وهذه هي المحاولة الثانية لتنظيم «الدولة» من أجل السيطرة على المخيم ففي نيسان/إبريل 2015 دخل مقاتلوه المخيم ولكن تحالفا من «جبهة النصرة» وجماعات أخرى أفشلت العملية.

ورغم سيطرة جماعة أبو بكر البغدادي على مناطق في المخيم إلا أن جبهة النصرة بدأت تخسر المضمار في الأسابيع القليلة الماضية.

وكانت وكالة أنباء «أعماق» التابعة للتنظيم قد نشرت رسماً بيانياً أظهر مستوى سيطرته على المخيم بنسبة 30% من اليرموك و70% من مخيم فلسطيني قريب.

وأشار التقرير إلى انشقاق 15 مقاتلاً عن جبهة النصرة بعد إعلان العفو العام عنهم. وهناك تقدم آخر للتنظيم في الجنوب السوري وعند الحدود مع إسرائيل.

في الجولان

وتعلق صحيفة «التايمز» البريطانية أن كتيبة شهداء اليرموك التي أقسمت الولاء لتنظيم الدولة تحقق وببطء تقدماً في منطقة القنيطرة.

وقالت إن مقاتلي الكتيبة البالغ عددهم 900 شخص سيطروا على عدد من القرى منها الشجرة والجملة البالغ عدد سكانهما حوالي 10 آلاف نسمة.

وقالت الصحيفة إن مخاوف المسؤولين الأردنيين والإسرائيليين تتزايد. ونقلت عن مصدر غربي قوله «هذا موضوع يهم كل شخص» مضيفاً أن الأردنيين قاموا بسلسلة من عمليات الاعتقال. ويقول محلل إسرائيلي «إنهم يزحفون نحو الغرب ولا نحب هذا ونحن قلقون».

وقامت القوات الإسرائيلية بمناورة عسكرية حول كيفية مواجهة تنظيم الدولة بداية هذا العام. وشنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الهجمات لمنع حزب الله اللبناني من بناء قواعد له في الجنوب السوري لكن حضور التنظيم يعني خطراً آخر.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد توعد بأنه سيقوم بعمل كل ما لديه لمنع ظهور جماعة إرهابية جديدة على الحدود مع الجولان. وقامت إسرائيل بعقد سلسلة من التفاهمات مع الجماعات السورية المقاتلة من أجل إنشاء منطقة عازلة.

ودعمت الحكومة الإسرائيلية برنامجاً مضى عليه 3 أعوام من أجل تقديم العلاج الطبي لجرحى الحرب السورية. وتم نقل وعلاج ما يقرب من 2.200 جريح من بينهم مقاتلون تابعون لتنظيم الدولة حسبما تقول الصحيفة.

ووزعت إسرائيل الطعام والشراب والدواء وحليب الأطفال في المناطق التابعة للمعارضة. ونقل التقرير عصام الريس، المتحدث باسم الجيش السوري الحر قوله «لقد شاهدنا 8 عمليات انتحارية نفذها انتحاريون تتراوح أعمارهم ما بين 17 ـ 20 عاماً» وأضاف «كانوا من السكان المحليين، فكيف يمكنك التنافس معهم؟».

ويقول المحللون إن استمرار الاقتتال بين الفصائل السورية يعني عدم تعرض إسرائيل لهجمات. ويقول أيمن التميمي الذي درس كتيبة شهداء اليرموك «عندما تخوض حرباً وجودية ضد الجماعات المقاتلة الأخرى فما هو الوقت الكافي لديك للهجوم على إسرائيل؟».

ويقول العسكريون الإسرائيليون إنهم يتعاونون مع الأردنيين. وقال الجنرال يائير غولان، نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إن «الإردنيين خائفون من وجود تنظيم الدولة في المدن والبلدات».

ومع ذلك فإن إسرائيل قلقة من من نشاطات إيران أكثر من تنظيم «الدولة». وقال «لدينا 20 حادثاً إرهابياً لم ينفذ أياً منها تنظيم الدولة أو جبهة النصرة ولا الجماعات السورية السنية» و»من وجهة نظرنا فالمشكلة في سوريا هي إيران والجماعات الوكيلة لها».

المسيحيون السوريون وترامب

وبعيداً عن تقدم تنظيم الدولة كتبت بيستي وودراف في موقع «دايلي بيست» عن راعٍ أمريكي سوري قوله إنه يحب المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة لأنه يذكره بالرئيس السوري بشار الأسد.

وقال إن هذا الأخير وترامب متشابهان. فجوزيف موسى والمجتمع السوري المسيحي الذي يعيش في بنسلفانيا يجبون ترامب لأنه يتحدث بصراحة عما يؤمن به. ويعمل القليل لإضعاف الأسد وسيحمي المسيحيين في سوريا.

ويقول موسى «السيد ترامب هو المرشح الوحيد الذي قال أنا «مسيحي إيفانجليكي وفخور بهذا وسأقوم بحماية المسيحيين».

وتضيف الكاتبة إن المجتمع المسيحي السوري في بنسلفانيا مثل بقية التجمعات الإثنية ليسوا متشابهين. وتشير الأحاديث مع مسيحيين في ولايات أمريكية مهمة أنهم ربما مالوا أكثر لترامب أو عدد منهم. ويدعم معظم هؤلاء وبحماس الأسد لاعتقادهم بأنه يعامل المسيحيين بطريقة جيدة وأنه حاميهم ضد تهديدات تنظيم الدولة.

ولهذا يحبون ترامب لأنه أملهم الوحيد ضد التدخل الغربي ضد نظام الأسد. ويرون في كل من الاسد وترامب شخصيتين تحميان المسيحيين.

وتقول الكاتبة إن قادة مسيحيين جاؤوا في كانون الثاني/يناير 2014 إلى واشنطن للدفاع عن الأسد. وقالوا بحسب مجلة «تايم» إنه حمى مجتمعاتهم من تهديد تنظيم «الدولة».

ولم يطالبوا بدعم أمريكي للأسد ولكنهم دعوا لتحديد الدعم الأمريكي للمعارضة السورية. ووجد الوفد دعماً من المحافظين المسيحيين مثل توني بيركنز من مجلس أبحاث العائلة والذي كان ضد التدخل الأمريكي في عام 2013 حيث قال إنه يهدد حياة المسيحيين.

وشارك عدد من قادة الكنائس الأمريكية بيركنز الرأي. ورغم أن ضحايا الحرب في غالبيتهم من المسلمين إلا أن المسيحيين تعرضوا للقتل والطرد.

ويقول موسى الذي يقود الكنائس العربية الإيفانجليكية في مدينتي يورك وهاريسبيرغ قال إن قريبه قتل على يد تنظيم «الدولة».

ويقول إن قريبه دفن في اليوم الذي تحدث فيه المسيحيون السوريون إلى ترامب الذي وعد بحماية المسيحيين مثل الأسد.

ونقل الموقع عن أيوب الجاروري، وهو مسيحي أمريكي سوري قوله إن معظم السوريين المسيحيين في أمريكا مؤيدون لترامب.

ومن لا يدعمه منهم يرون أنه خيار أفضل من وزيرة الخارجية الديمقراطية هيلاري كلينتون. ولكن الراعي أنتوني صباغ الذي يرعى كنيسة سانت جورج الأرثوذكسية في ألين تاون يقول إنه يدعم بيرني ساندرز، المرشح الديمقراطي المحتمل. ولكنه قال إنه سيختار ترامب حالة كانت منافسته كلينتون في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وقال إن إدارة أوباما لا تريد لسوريا التقدم بل انهيارها، مشيراً إلى أنهم فعلوا هذا في العراق وفيتنام. وقال صباغ إنه يأمل ببقاء الأسد في السلطة حيث يعتقد أن ترامب سيبقيه.

ويدعم غياث موسى الذي يدير فرع المنبر السوري في نيوجرسي وقريب الراعي موسى ترامب أيضاً. وقال «ترى أن المجتمع السوري يقترب يوماً بعد يوم نحو ترامب».

 

لماذا تتمدد روسيا في الساحل السوري دون غيره من مناطق سيطرة النظام؟

إيلاف قداح

باريس ـ «القدس العربي»: لم تمض أشهر عدة على اتخاذ روسيا القرار بالسيطرة على السلة الغذائية للساحل السوري وأهمها الحمضيات لتكون بديلة للمنتجات التركية التي كانت تستوردها موسكو قبيل توتر العلاقات بين الجانبين، حتى أظهرت الأخيرة مساعي جديدة لزيادة أنواع الواردات السورية لتشمل المنتجات الصناعية والنسيجية، الأمر الذي ينعكس سلباً على المواطن السوري من ناحية الإرتفاع الجنوني والمستمر للأسعار.

هذه السيطرة الروسية على العجلة الاقتصادية لمنطقة الساحل رافقتها اتفاقيات مع الحكومة السورية تقتضي بموجبها البدء بتنفيذ مشاريع تنموية في اللاذقية بدون غيرها من المدن القابعة تحت سيطرة قوات النظام، وهو ما يفتح باب التساؤلات عن أهداف وغايات موسكو من التمدد الإقتصادي في الساحل بالتوازي مع تواجدها العسكري المكثف.

إعلام النظام تحدث عن تعزيز التعاون الروسي ـ السوري في المجالات الاقتصادية والتجارية، حيث نشرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» مقابلة مع محافظ اللاذقية ابراهيم السالم زعم فيها أن هذه المشاريع المقامة في المدينة تصب في مصلحة الشعبين، مشيراً للتسهيلات المقدمة لرجال الأعمال والشركات الروسية بغية خلق مناخ صحي للاستثمارات بحسب الوكالة.

الصحافي السوري سمير الطويل والمختص في الشأن الاقتصادي يرى أن النظام الروسي يسعى من خلال مشاريعه وتواجده العسكري والإقتصادي في الساحل لأهداف عدة أبزرها الحفاظ على القاعدة العسكرية السابقة في مدينة طرطوس والاستمرار في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط فضلاً عن الحصول على حقوق سيادية داخل المياه الإقليمية والحفاظ على النافذة البحرية الوحيدة للروس على المتوسط .

ويضيف لـ «القدس العربي»، «الغايات الروسية تتجاوز العامل الاقتصادي وصولاً لعامل الوجود، فبلاد الشام هي قلب العالم وأهم منطقة ترانزيت ويجب التنويه هنا للاقتراح الروسي القديم للنظام في سوريا لربط مياه البحار الخمسة وفتح أوروبا على الخليج، فالظروف مواتية الآن لبناء قواعد عسكرية واقتصادية لموسكو على الساحل مع الإعتقاد بوجود تسوية دولية مع الدول الكبرى وفقاً لنظام المحاصصة».

ومن زاوية أخرى يشير الطويل إلى تواجد كل من حافظ ومحمد مخلوف في روسيا وهما من كانا يديران العملية الاقتصادية في سوريا، وبالتالي قد تذهب الأمور في حال تم الإتفاق على تسوية تنتهي برحيل الأسد إلى نهب أموال الدولة من قبل العائلة الحاكمة والبدء بإدارة أعمالهم من روسيا وفقاً لقوله.

ويستذكر الصحافي الإقتصادي أن الدين المترتب على سوريا سابقاً جراء شراء حافظ الأسد للأسلحة الروسية الثقيلة تم اسقاطها بعد عام 2006 مقابل استحواذ روسيا على أراضي داخل مدينة عدرا العمالية ولعل الأمر قد يتكرر حالياً مع بشار الأسد من بيع لمناطق سورية مقابل سد الديون بحسب وصفه.

يشار إلى أن الساحل السوري مناطق ذات غالبية علوية تؤيد نظام الحكم في سوريا ومعظم شبانها متطوع في الجيش أو الميليشيات التي استحدثت خلال الثورة السورية، وهذا الأمر دفع العديد من المحللين السياسيين لربط التواجد الروسي في الساحل بمشروع الدويلة العلوية.

 

ضحايا مدنيون بغارات كثيفة للنظام استهدفت 10 أحياء بحلب

أحمد حمزة

وَسّعت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري، ظهر اليوم الثلاثاء، دائرة استهدافها للأحياء التي تسيطر عليها المعارضة السورية في مدينة حلب، إذ نفذت غاراتها على نحو عشر مناطق، موقعة قتلى وجرحى.

وأفادت مصادر محلية في حلب، لـ”العربي الجديد”، بأن القصف الجوي استهدف مناطق طريق الباب، وباب النيرب، والمغاير، وبستان القصر، وكرم البيك، وطريق الكاستيلو والسكن الشبابي، والشعار، والكلاسة، والحيدرية، ومساكن الفردوس.

وسقط نتيجة لبعض هذه الهجمات ضحايا من المدنيين، إذ أكد الناشط الإعلامي المتواجد في حلب، منصور حسين، لـ”العربي الجديد”، أن “نحو خمسة عشر شخصاً تم توثيق مقتلهم حتى عصر اليوم، نتيجة غارات النظام، عشرة منهم في القصف الذي طاول حي الفردوس، وأربعة في كل من الحيدرية وباب النيرب، إضافة لعشرات المصابين في مختلف المناطق المُستهدفة”.

وكان الطيران الحربي قد شن، منذ صباح اليوم، غارات بمناطق للمعارضة السورية في ريف حمص الشمالي، واستهدفت قرية تيرمعلة وبلدة تلبيسة، كما طاولت هجمات مماثلة قرية كفرزيتا بريف حماة الشمالي، ومناطق عيدون والتلول الحمر، بريف المحافظة الجنوبي، وأطراف مدينة دوما في ريف دمشق.

 

تركيا تنتظر “هيمارس” الأميركي لإطلاق عملية عسكرية شمالي سورية

عدنان علي

مع استمرار سقوط القذائف على مدينة كيليس التركية الحدودية مع سورية، دفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات إلى المدينة، وسط ضغوط داخلية، ومظاهرات شعبية، تطالب بالتحرك لوقف هذا القصف، الذي أوقع 17 قتيلا، وعشرات الجرحى، منذ بداية الشهر الجاري.

وقالت وسائل الإعلام التركية إن رتلًا من الدبابات والعربات العسكرية أرسلت من قيادة اللواء الخامس المدرع بولاية غازي عنتاب إلى مدينة كيليس، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وقال نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة التركية، معمان كورتولموش، إن “الحكومة قررت اتخاذ المزيد من التدابير الأمنية في ولاية كيليس، عقب تعرضها لاستهدافات متكررة مؤخرا من قبل تنظيم “داعش”، الذي قال إنه أطلق، منذ 18 كانون الثاني/يناير الماضي، 46 قذيفة صاروخية، على مناطق متفرقة في الولاية التي ترتبط بحدود مع سورية بطول 111 كيلومترا، سقط نتيجتها 17 شخصا، منهم 10 أتراك، والبقية سوريون، فضلا عن إصابة 61 آخرين.

تصريحات كورتولموش جاءت عقب اجتماع عقدته الحكومة التركية لبحث سبل وقف القصف الذي تتعرض له مدينة كيليس من الأراضي السورية، برئاسة رئيس الحكومة، داود أوغلو، الذي قال إن تركيا ستتخذ إجراءات عسكرية إضافية لوقف هذه الهجمات.

وكان داود أوغلو قد زار بنفسه، قبل أيام، مدينة غازي عنتاب الحدودية، رفقة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وتعهد آنذاك باتخاذ “كل الإجراءات اللازمة” للحيلولة دون سقوط الصواريخ على كيليس، التي يعيش فيها نحو 110 آلاف لاجئ سوري، باتوا يتعرضون لمضايقات من جانب أهالي المدينة، الذين تظاهروا بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة، مطالبين بحماية مدينتهم من القصف، وإبعاد اللاجئين السوريين عنها، وقد بدأ العديد من السوريين بالفعل في مغادرة المدينة نحو مناطق تركية أخرى.

ورغم أن القوات التركية تقوم بالرد في كل مرة على مصدر النيران، وآخر ذلك كان إعلان الأركان العامة التركية، مساء الاثنين، بأن ثمانية عناصر من “تنظيم الدولة” قتلوا في قصف للجيش التركي لموقعهم داخل الأراضي السورية، إلا أن هذه الردود تبدو غير كافية، خاصة مع تواصل سقوط القذائف داخل الأراضي التركية من مناطق سيطرة “داعش” في سورية.

وفي سياق الإجراءات التي لجأت إليها تركيا للتعامل مع هذا الوضع، قال وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده ستنشر على حدودها مع سورية صواريخ من طراز “هيمارس”، وذلك بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، موضحا، في حوار تلفزيوني على قناة “هابير تورك”، أن هذه الصواريخ ستصل إلى تركيا في شهر مايو/أيار، وستغطي منطقة منبج في ريف حلب الشمالي، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.

ولدى سؤاله ما إذا كانت هذه الخطوة مقدمة لفرض منطقة آمنة، على الحدود السورية التركية، أجاب المسؤول التركي بالإيجاب قائلا: “الهدف الأساس لنا هو أن نطهر المنطقة الممتدة حتى منبج، والتي يبلغ طولها 98 كيلومترا، من عناصر تنظيم “داعش”، وعندما يتم تحقيق هذا الأمر تكون المنطقة الآمنة قد فرضت نفسها”.

ورأى جاويش أن قادة العالم متفقون مع تركيا بشأن المنطقة الآمنة، بما في ذلك الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي قال إنه لا يعارض فكرة المنطقة الآمنة، إضافة إلى ألمانيا التي” توافقنا الرأي في هذا الإطار”، معتبرا أنهم “باتوا يفهمون أن تركيا على حق في ما يخص المنطقة الآمنة، والموضوع السوري، ولكن لم يفهموا ذلك إلا مؤخرا، ويعود السبب في تأخرهم في الفهم إلى أنهم يقتربون من الموضوع بأحكام مسبقة”.

وحول دور صواريخ “هيمارس” المرتقبة في العملية العسكرية التركية المتوقعة داخل الأراضي السورية، قال الوزير التركي إن المدى الذي تصل إليه المدافع التركية هو 40 كيلومترا، في ما يصل مدى صواريخ “هيمارس” إلى 90 كيلومترا، و”سيتم تقديم دعم جوي وبري عبر الحدود التركية للمعارضة السورية المعتدلة، وبواسطة هذه الصواريخ سنتمكن من ضرب مواقع “داعش” بدقة أكبر، بينما ستتقدم المعارضة المعتدلة عبر البر”.

يذكر أنه يمكن لحاضنة الصواريخ “هيمارس” حمل 6 صواريخ أو صاروخ تكتيكي واحد برأس مضاد للدروع، أو رأس يحمل قنابل عنقودية، أو رأس انفجاري تقليدي.

وقال مسؤولون أتراك إن عناصر “داعش” يأتون إلى الحدود على متن دراجات نارية، ثم يطلقون الصواريخ على البلدة، وإن صواريخ هاوتزر التركية، التي تنتشر على الحدود، تجد صعوبة في إطلاق النار على أهداف متحركة.

وفي هذا الإطار، قال الصحفي التركي، اوكتاي يلماز، لـ”العربي الجديد”، إن تركيا قد تقدم بالفعل على دعم عملية عسكرية محدودة في الشمال السوري، لإبعاد تنظيم “داعش” عن حدودها، ومنع سقوط القذائف داخل أراضيها.

وذكر يلماز أن وحدات خاصة تركية محدودة قد تشارك في العملية، التي سيكون عمادها قوات المعارضة السورية المعتدلة، بينما تتولى تركيا إسنادها بالصواريخ والمدفعية والطيران، بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وحول ما إذا كانت فكرة المنطقة الآمنة التي طالما نادت بها تركيا ما زالت حية وقابلة للتطبيق، رأى يلماز أن العالم مقتنع بالفكرة، لكن لا توجد إرادة سياسية لتنفيذها، مشيرا إلى أن المنطقة الآمنة تعني لدى تركيا أن تكون مطهرة من تنظيم “داعش” ومن قوات الحزب الديمقراطي الكردي، التي تشكل امتدادا لحزب العمال، المصنف إرهابيا في تركيا، وأن تكون مخصصة للنازحين السوريين والأغراض الإنسانية.

وكانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قد قالت خلال مرافقتها لرئيس الحكومة التركية في زيارة للمخيمات السورية جنوبي تركيا، إنها تؤيد إقامة “مناطق آمنة” لإيواء اللاجئين في سورية.

وشرحت ميركل مفهومها للمنطقة الآمنة بقولها: “يجب أن يكون لدينا مناطق يفرض فيها وقف إطلاق النار على نحو خاص، حيث يمكن ضمان مستوى معقول من الأمن للاجئين”، مضيفا أنها كانت تقصد أن المناطق الآمنة “يجب أن تتمخض عن محادثات السلام في جنيف”.

غير أن الولايات المتحدة لا تزال غير متحمسة لهذه الفكرة، التي قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه طرحها على نظيره الأميركي، باراك أوباما، خلال زيارته لواشنطن مطلع الشهر الجاري، وما زال أوباما يخشى أن تكون مقدمة لاستدراج تدخل عسكري أميركي واسع طالما سعى إلى تجنبه طيلة الحرب السورية.

وقال أوباما، في خطابه الأخيرة في مدينة هانوفر الألمانية، إنه “سيكون من الصعب للغاية تخيل نجاح ما يطلق عليها منطقة آمنة في سورية من دون التزام عسكري كبير”. وشرح أن الأمر “لا يتعلق بإقامة منطقة آمنة في أراضٍ سورية باعتراض أيديولوجي من جهتي، لا علاقة للأمر بعدم رغبتي في تقديم المساعدة وحماية عدد كبير من الأشخاص، الأمر يتعلق بظروف عملية بشأن كيفية تحقيق ذلك”.

اقــرأ أيضاً

تركيا ترسل تعزيزات عسكرية إلى كيليس بسبب قذائف “داعش”

واستطرد الرئيس الأميركي طارحا بعض الأسئلة بشأن هذه المنطقة، مثل البلد الذي يمكنه وضع عدد كبير من القوات البرية داخل سورية، في إشارة إلى أن هذا البلد لن يكون الولايات المتحدة.

وبدلا من ذلك، عرض وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على موسكو تنظيم مراقبة على مدار الساعة للهدنة في سورية، أو ما سماه في حديث لصحيفة “نيويورك تايمز” مناطق نفوذ، يتقاسم خلالها الجانبان الأميركي والروسي المراقبة داخل سورية، بحيث يكون كل منهما مسؤولا عن مناطق محددة.

 

الملف السوري إلى مجلس الأمن مجدداً بعد فشل جنيف

رامي سويد

تعود أوراق الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، من جديد، بعد الفشل غير المعلن للمباحثات السورية غير المباشرة التي جمعت ممثلي النظام السوري والمعارضة في جنيف، والتي انتهت بتعليق وفد الهيئة العليا للمفاوضات، والتي تمثل المعارضة السورية، لمشاركتها في المباحثات الأسبوع الماضي.

وربطت الهيئة العليا عودتها للتفاوض بالتزام النظام بهدنة “وقف الأعمال العدائية” التي أعلن انطلاقها في السابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي، كما اشترطت قبول النظام الدخول في مفاوضات مباشرة، وفك قواته الحصار عن المدن السورية التي تحاصرها.

 

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، ظهر الثلاثاء، أن المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان ديمستورا، سيلقي كلمة من جنيف في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، ليطلع فيها ممثلي القوى الكبرى وباقي أعضاء مجلس الأمن الدولي على ما وصلت إليه المباحثات.

 

وأجرى المبعوث الدولي، يوم الثلاثاء، جلسة ثالثة مع وفد النظام السوري إلى جنيف، برئاسة بشار الجعفري، مندوب النظام في الأمم المتحدة، ونقلت وكالة “سانا” عن الجعفري قوله إن “الحكومة السورية أرسلت رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، أوضحت فيهما ضرورة أن يقوم مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات العاجلة أو الفورية لمساعدة الحكومة السورية على مكافحة الإرهاب، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”، وذلك في سياق اتهام الجعفري لقوات المعارضة السورية وزعهمه بخرقها اتفاق وقف الأعمال العدائية، عبر قصفها لمناطق سيطرة النظام في حلب وتفجير “الست زينب” قرب دمشق، وذلك في سياق اتهامه المعارضة السورية بعرقلة المباحثات وخرق الهدنة بعد قرارها تعليق مشاركتها في جنيف.

وكان رياض حجاب قد أوضح، في مؤتمر صحفي عقده أمام مخيم نيزب للاجئين السوريين جنوب تركيا، يوم السبت، أن المعارضة السورية علّقت مشاركتها في المفاوضات الأخيرة “بسبب مواصلة النظام، وحلفائه، حصار وقصف البلدات والمدن السورية”، مشيرًا إلى أن “السوريين يموتون جوعًا، وتحت التعذيب، على مرأى ومسمع من المبعوث الأممي وفريقه”.

 

وجاء ذلك في سياق انتقاد رئيس الهيئة العليا للمفاوضات للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية، حيث قال حجاب إنه منذ تعيين الأخير مبعوثًا خاصًا، قبل عامين، “زاد عدد البلدات والمدن المحاصرة في بلادنا”.

 

ونشر “العربي الجديد”، أمس الإثنين، وثائق سريّة قدمها ستيفان دي ميستورا إلى مجلس الأمن قبل أشهر، تحت مُسمى “التوصية الأولى”، وتهم “مسودة الإطار التنفيذي لبيان جنيف”، والتي ترافقت مع مجموعات العمل الأربع، ورفض حينها الائتلاف السوري، في بيان مشترك مع الفصائل العسكرية المعارضة، المشاركة فيها.

 

وتنص الفقرة (51) من الملحق الرابع للتوصية، بشكل صريح، على بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتقول الفقرة: “علاوة على ذلك، فإن وجود المرحلة التحضيرية يسمح ضمنياً باحتمال استمرار الرئيس في ممارسة بعض المهام خلال هذه الفترة، على الرغم من أن المسؤوليات الأساسية، مثل الإشراف على الشؤون العسكرية والأمنية، ستتولاها منذ البداية هيئة الحكم الانتقالي (والتي تكون الحكومة الحالية ممثلة فيها)”.

وقال المصدر الذي سلمَ الوثيقة، لـ”العربي الجديد”، إنّ فرنسا هي الدولة الوحيدة الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي رفضت الوثيقة، وبناء على ذلك وضع دي مستورا مسودة جديدة حذف فيها الفقرة (51)، وبعض الأمور الأخرى، ليجعل مصير الأسد غامضاً في الدراسة الثانية، عبر ذكر “الحفاظ على الصلاحيات البروتوكولية” للرئيس، والتي تم تسليمها فيما بعد للأطراف السورية في ورقتين، وجرى تسريبها فيما بعد.

ويطرح ذلك تساؤلات جدية حول الرواية التي سيقدمها المبعوث الدولي لمجلس الأمن الدولي غدا الأربعاء حول ما جرى في جولة المباحثات الأخيرة في جنيف، والتي تخللها انسحاب وفد الهيئة العليا المعارضة للمفاوضات.

 

ولا يبدو مستبعداً أن يحمل المبعوث الدولي المعارضة السورية مسؤولية فشل المفاوضات، بعد أن أصر على متابعة لقاءاته في مقر الأمم المتحدة في جنيف مع وفد النظام السوري، ووفود المعارضة التي دعيت إلى جنيف بصفة استشارية، بالرغم من تعليق وفد الهيئة العليا للمفاوضات مشاركته في المباحثات ومغادرته مدينة جنيف السويسرية.

ويرجح أن يبلغ المبعوث الدولي ممثلي القوى الكبرى وباقي أعضاء مجلس الأمن باستحالة عقد جولة جديدة من المفاوضات، في ظل الانهيار شبه الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية بين النظام السوري والمعارضة السورية.

 

ويعيد هذا الوضع المعقد الذي وصلت إليه مباحثات جنيف إلى الأذهان حديث المبعوث الدولي، في منتصف شهر مارس/ آذار الماضي، قبل بدء الجولة الأولى من مفاوضات جنيف 3، حين ذهب إلى حد القول: “إن لم نرَ استعدادا للتفاوض سنقوم بإعادة القضية لواشنطن وموسكو ومجلس الأمن”، مشيراً إلى أن الخطة (ب) البديلة عن المفاوضات تعني بالنسبة إليه الحرب في سورية.

 

ويرجح، بالنظر إلى التطورات الجارية، أن تشهد سورية جولة قتال جديدة،تحاول خلالها قوات النظام السوري وقوات المعارضة تحقيق مكاسب ميدانية تسخرها سياسياً لزيادة الضغط على الطرف الآخر وإجباره على تقديم تنازلات سياسية.

 

ففي حين تسعى المعارضة السورية إلى استعادة الأراضي التي خسرتها لصالح النظام السوري إبان التدخل الروسي العسكري الأخير، يستعد النظام السوري لشن هجوم عسكري كبير على مناطق سيطرة المعارضة في حلب، التي باتت تعتبر مؤخراً أهم معاقلها، وتتعرض في الأيام الأخيرة لقصف يومي من طيران النظام السوري ومدفعيته، التي يبدو أنها تمهد لهجوم جديد في حلب، الأمر الذي سيعني تجميد كل الجهود السياسية الرامية للتوصل لحل سياسي، بانتظار نتيجة معركة حلب القادمة.

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، قد صرح اليوم الثلاثاء، بأن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، سيُطلع القوى الكبرى على الموقف في محادثات السلام السورية، في وقت متأخر غدا الأربعاء، وذلك بعد ختام الجولة الحالية من المحادثات.

وقال فوزي، في إفادة إخبارية، إن دي ميستورا سيلقي كلمة في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي من جنيف، غدا الأربعاء في الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش.

وأضاف: “طُلب منه إبلاغ مجلس الأمن، وعليه إبلاغ مجلس الأمن أولا”.

 

لؤي حسين ينهي علاقته بالهيئة العليا للتفاوض ويلجأ لموسكو

ريان محمد

أعلن رئيس ما يسمى بـ”تيار بناء الدولة السورية”، لؤي حسين، عن إنهاء علاقة تياره بـ”الهيئة العليا للمفاوضات”، محملاً إياها السبب في “إعاقة العملية السياسية لإنهاء الأزمة السورية”، ومتهما إياها بأنها “تعمل وفق مصالح دول إقليمية، وليس وفق مصالح أبناء شعبنا السوري”، على حد قوله.

وجاء انسحاب تياره، وسط معلومات تفيد بأن حسين سعى، خلال الأيام الماضية، إلى تسويق نفسه لدى الدبلوماسية الروسية، لإلحاقه بوفد موسكو الذي يتزعمه النائب السابق لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية لدى النظام، قدري جميل.

وأنهى حسين علاقة تياره “بناء الدولة” بالهيئة العليا للمفاوضات، من خلال بيان أصدره، مساء أمس الاثنين، ادعى فيه أن عمل الهيئة انحصر في بيع السوريين “كلاماً خطابياً مكرراً ممقوتاً من غالبية سوريي اللجوء وغالبية سوريي الحصار، بل من الغالبية الساحقة من السوريين عموماً”، بحسب البيان.

وكان البيان هاجم الهيئة العليا للتفاوض، متهماً إياها بأن “قراراتها تتخذ من خارجها”، موضحاً أن “القيادة الجديدة للتيار ستعمل على إيجاد السبل المناسبة للدفع بالعملية السياسية التفاوضية، وقد يكون ذلك من خلال المشاركة في تحالفات جديدة قادرة على لعب دور أفضل وأفيد”.

من جانبها، أفادت مصادر معارضة من جنيف، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث مع “العربي الجديد”، بأن “حسين زار جنيف مؤخراً، حيث التقى مع دبلوماسيين روس، مع طفلهم المدلل قدري جميل، في محاولة منه للالتحاق بوفد موسكو الذي يتزعمه الأخير”، مبينة أن “محاولات حسين لم تجد حماسة من الروس وجميل، إلا أنه لم يستبعد قبوله”. وأوضح أن “دخول لؤي حسين ضمن وفد موسكو سيثير صراعاً بينه وبين فاتح جاموس، أحد أبرز قياديي مؤتمر موسكو والمقرب من جميل”.

وقالت المصادر ذاتها، إن “حسين يعاني من العديد من المشاكل، أولها أن تياره ليس له وزن على الأرض، خاصة عقب انسحاب غالبية أعضائه منه العام الماضي، على إثر خلافات معه ومع نائبته، منى غانم، كما أن علاقاته الدبلوماسية مع أميركا وبريطانيا تدهورت بشكل كبير. كما أنه لم ينجح في تحقيق إنجاز الحد الأدنى من الشراكة مع القوى الأخرى، إذ عُرف عنه الانسحاب الدائم من كل الشراكات التي عمل عليها بدءا من هيئة التنسيق، متنقلاً إلى الأحزاب المقربة من النظام عقب اعتقاله الأخير، ومن ثم الائتلاف الوطني، وغيرهم من الشخصيات والمجموعات. في الوقت الذي انفكت من حوله الكثير من الشخصيات المعارضة”.

وكان حسين قد أعلن انسحابه من هيئة التفاوض العليا عقب أيام من تشكيلها، وهاجم منسقها العام رئيس الوزراء المنشق عن النظام، رياض حجاب، وعددا من أعضاء الهيئة علناً، الأمر الذي أثار استياءهم، مطالبين إياه باعتذار علني.

 

الدفاع المدني ينعى خمسة من متطوعيه في حلب

لبنى سالم

نعت مديرية الدفاع المدني في محافظة حلب الحرة، صباح اليوم، خمسة من متطوعيها، استشهدوا في مدينة الأتارب، إثر استهداف الطيران الحربي لمركزها هناك، فجر اليوم الثلاثاء، ما تسبب بدماره بشكل كامل.

وأوضح ناشطون أن القوات الجوية الروسية شنت سبع غارات متتالية على مدينة الأتارب، في ريف حلب الغربي، كما أطلقت قوات النظام صاروخ أرض- أرض بالتزامن مع القصف الجوي.

وأشار محمد عبد الله وهو ناشط إعلامي من ريف حلب إلى أن “القصف أدى إلى إصابة مدنيين في المنطقة المحيطة بالمركز، إضافة إلى استشهاد خمسة عناصر من الدفاع المدني، الذين كانوا مناوبين فيه، تحسباً لأي عمليات قصف مفاجئة ليقوموا بمهامهم الإنسانية بإنقاذ الضحايا. هم ربما لم يتوقعوا أن يكونوا الضحايا”. شهداء الدفاع المدني في حلب والذين نعاهم المركز هم: أحمد طارق عبد الله، وخالد بشار، وأحمد محمود، وحمدو حج إبراهيم، وحسين إسماعيل.

ويتخوف ناشطون من أن تكون مراكز الدفاع المدني الهدف التالي لنيران النظام وروسيا، بعد أن قصفت ودمرت معظم المستشفيات والنقاط الطبية في المنطقة.

بدوره، يؤكد خليفة الخضر وهو ناشط من مدينة حلب، عدم وجود قوات لجبهة النصرة في مدينة الأتارب، نافياً ما تدّعيه روسيا من أنها تقصف قواعد عسكرية. وأشار إلى أن “كلاً من النظام وروسيا يهدفان إلى ضرب كل منظومة تحمل طابعاً إنسانياً في مناطق سيطرة المعارضة، والترويج بأن الثوار هم إرهابيون وبأنهم يحاربون القاعدة، لم نعد نستغرب قصف النظام للفرق الإنسانية، فقد دأب على الممارسات والانتهاكات المحرمة دولياً دون محاسبة من أحد”.

ولعب متطوعو الدفاع المدني في مدينة حلب وريفها دوراً حيوياً كبيراً في إنقاذ الضحايا المدنيين بعد عمليات القصف الأخيرة التي استهدفت المناطق السكنية والأسواق في حلب، ويقول محمد “هؤلاء المتطوعون أبطال حقيقيون، يهرعون لإنقاذ الأطفال والأمهات والكهول العالقين خلال دقائق من نزول البرميل أو الصاروخ، ينتشلون الجرحى والعالقين من تحت الأنقاض من قلب الحرائق دون أن يفكروا بالخطر المحيط بهم، يحملون بأيديهم الأشلاء البشرية ليكرم صاحبها بدفنها ولا تضيع بين الأنقاض، يتحملون ضغوطاً نفسية لا يتحملها بشر”.

وكان مجلس محافظة حلب الحرة قد أثنى أمس في بيان صادر عنه على “صمود وثبات متطوعي الدفاع المدني في حلب أمام الهجمة الشرسة الأخيرة التي تتعرض لها حلب من قبل القوات الروسية والنظام السوري”.

 

خيارات دي ميستورا لجولة المحادثات السورية المقبلة

دينا أبي صعب

أسبوعان يفصلان محادثات السلام السورية عن الجولة المقبلة، ومعهما تتحدد ملامح التوافق الاميركي-الروسي حول الحل في سوريا، ومدى قوة التأثير لواشنطن وموسكو على اللاعبين الاقليميين، واستطراداً، الاطراف الداخلية السورية، مع بلوغ الجولة الثالثة من المحادثات خاتمتها، بالفشل، مقارنة مع ما كان يتوقع لها أن تنتهي في ايامها الاخيرة بلقاءات مباشرة بين الطرفين الاسايين، وفد الحكومة السورية ووفد الهيئة العليا للمفاوضات.

 

الأيام الأخيرة من هذه الجولة برهنت، بعد مغادرة الوفد المعارض لجنيف، أن القرار بالمقاطعة يبدو أنه كان متسرعاَ، فالمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، الذي وصف قرار المعارضة بـ”الاستعراض”، تابع جلساته مع الاطراف التي بقيت في جنيف، وأخليت الساحة لوفد الحكومة؛ هذا السيناريو للمحادثات يمكن أن تستند إليه الجولة المقبلة منها في حال لم يتم تحقيق أي تقدم على مستوى الاتصالات بين واشنطن وموسكو، والقيام ببعض الخطوات الميدانية التي تسمح للوفد المعارض بالعودة عن قرار المقاطعة.

 

شروط الوفد المعارض تقلصت مع اتخاذ موقف المقاطعة من ثلاثة: أولاً إيصال المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة، وثانياً الالتزام بقرار وقف الاعمال العدائية، وثالثاً مناقشة عملية الانتقال السياسي على اساس هيئة حكم انتقالي تضمن رحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن الحكم، إلى المطلبين الأول والثاني فقط كشرط للعودة الى جلسات المباحثات داخل مقر الامم المتحدة.

 

ومع غياب وفد المعارضة، التقى الوفد الحكومي مع دي ميستورا بشكل مكثف، مناقشاً، بحسب تصريحات رئيس الوفد، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة  بشار الجعفري، وثيقة الامم المتحدة ذات البنود الاثني عشر، وتعديلات الحكومة السورية على هذه الورقة، ومطالبة المنظمة الدولية بمساعدة عاجلة لسوريا من أجل “مكافحة الارهاب” بعد التفجيرات في دمشق والتصعيد في حلب، لكن الاوساط التي تابعت الجلسات الحوارية أكدت لـ”المدن” أن الجعفري قدم خلال الجلسات الاخيرة شرحاً موسعاً حول رؤية الحكومة للحل السياسي من خلال تشكيل حكومة “وحدة وطنية موسعة”، وبحسب المعلومات فإن موقف دي ميستورا وفريقه، اقتصر على الاستماع من دون الادلاء باقتراحات أو ردود.

 

ومع استمرار الجلسات الاخيرة قبل إعلان ختام المباحثات، الأربعاء، سيكون المبعوث الدولي أمام خيارين اثنين: الأول نجاح الاتصالات التي تقوم بها موسكو وواشنطن من اجل اعادة الوفد المعارض عن قرار المقاطعة، والعودة الى المحادثات التقليدية مع امكان بدء اللقاءات المباشرة، وتترافق هذه الجهود مع ضغوط كبيرة يقوم بها الجانب الروسي على الحكومة السورية في المجال الانساني، وقد نتج عن ذلك زيارة هي الاولى من نوعها لفريق الامم المتحدة العامل في سوريا الى مدينة داريا للاطلاع على الاوضاع هناك، تمهيداً لتحريك ملف المساعدات الى هذه المدينة، التي طالما رفضت الحكومة ايصال المساعدات إليها، وخاصة الطبية منها، بسبب “التواجد المكثف لجبهة النصرة في داخلها” بحسب التبرير السوري الرسمي، وذلك بالتزامن مع ادخال قافلات اضافية الى المناطق الساخنة التي كانت صعبة الوصول.

 

والخيار الثاني، إصرار المعارضة على المقاطعة ما يلبي طموحات موسكو، باستبعاد من تصفهم بـ”المتشددين والمتطرفين” في صفوف الهيئة العليا، وتشكيل وفد معارض موحد، يضم شخصيات معارضة تشارك حالياً في المحادثات من كافة الوفود، بما فيها شخصيات من وفد الهيئة العليا للمفاوضات، التي يمكن أن تتخذ موقفاً مغايراً لقرار الهيئة العليا، لكن هذه “الطموحات” لا تزال تواجه باعتراض كبير من قبل الجانب الاميركي، الذي تصر أوساطه في جنيف على اعتبار وفد الهيئة العليا هو الوفد الوحيد الذي يمثل المعارضة السورية.

 

وخارج هذه الخيارات، يعلق دي ميستورا الآمال على انعقاد مجموعة العمل الدولية على المستوى الوزاري، للخروج ببيان جديد وموقف موحد للدول المشاركة، على غرار بيانات فيينا وميونيخ، تعيد الحياة لعملية التسوية السورية على اسس اكثر شفافية، بما يسمح بالانتقال الى مناقشة عملية الانتقال السياسي طبقاً للقرار ٢٢٥٤.

 

“المحكمة الشرعية” في حمص.. الاستبداد مستمر

أسامة أبوزيد

على غرار معظم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، تأسست “المحكمة الشرعية العليا” في ريف حمص الشمالي، معتمدة على تعاليم “الشريعة الإسلامية”، كبديل عن القضاء المدني الفاسد في عهد البعث، وفي محاولة لسدّ حاجات الناس الملحة في فض النزاعات وحل الخلافات وحفظ الحقوق.

 

وتأسست “المحكمة الشرعية” في حمص، في الشهور الأولى من العام 2014، بشكل سري، قبل إعلانها رسمياً بداية تشرين الأول/أكتوبر 2014، عبر تعيين بعض الشيوخ من “هيئة علماء حمص”، التي تضم شيوخ دين من مدينة حمص وريفها، وبوجود أعضاء وشرعيين من “حركة أحرار الشام” و”جبهة النصرة”. فرحة المدنيين بتلك المحكمة لم تطل كثيراً؛ فقد تحولت المحكمة التي جاءت لحل المشاكل، إلى فزاعة تخيف الناس وتبطش بهم لكثرة الفساد المتغلغل فيها. ويترأس “المحكمة الشرعية” حالياً شرعي “حركة أحرار الشام” فراس غالي.

 

مصدر مقرب من “المحكمة الشرعية العليا” في ريف حمص الشمالي، قال لـ”المدن”، إن المحكمة ما هي إلا مؤسسة فاسدة لا تصلح لأن تحكم الناس، وهي الآن المتحكم الأول من دون منازع في حياة الناس اليومية بعد قضائها على جميع خصومها، بحجة مبايعتهم تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهي تهمة حكمها القتل من دون ضرورة إثبات صحتها.

 

ويقبع العشرات من الشباب والرجال في سجون المحكمة، بعضهم قُتل تحت التعذيب، ومنهم من ما زال مغيباً عن أهله، فلا أخبار أو أحكام من المحكمة تكشف مصيرهم. ويقول أحد أبناء مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي: “والدي يبلغ من العمر 56 سنة تم اعتقاله منذ 3 أشهر، ولا نعرف عنه شيئاً حتى الآن، والتهمة هي مناصرة تنظيم داعش، رغم تفرغ أبي للزراعة وعدم حمله السلاح يوماً، سوى في الخدمة الإلزامية أيام حافظ الأسد”. الشاب يؤكد أن مجرّد السؤال عن مصير والده قد يتسبب باعتقاله، وتعميم تهمة مناصرة “الدولة الإسلامية” على العائلة.

 

وتظاهر سكان الرستن نهاية آذار/مارس، وبداية نيسان/إبريل العام الحالي، من أجل خروج “المحكمة الشرعية العليا” من الرستن، وذلك بعد مقتل أحد أبناء المدينة تحت التعذيب في سجون المحكمة، وكانت تهمته “سرقة هاتف محمول”.

 

التهم لم تكن فردية فقط، بل اتهمت “المحكمة” فصائل كاملة بمبايعة تنظيم “داعش”، وكان من أشهرها “كتيبة شهداء البياضة” وقائدها عبد الباسط الساروت، الذين تعرضوا للمحاكمة والاعتقال. وبعد أن كثر الكلام في هذه القضية، ومطالبة الناشطين للمحكمة بإبراز الأدلة، أصدرت المحكمة تسجيلاً مرئياً، فيديو، حمل عنوان “تبيان الحقيقية”، في 14 آذار/مارس 2016. و”الحقيقة” بحسب المحكمة، كانت مجرّد صور لمحادثة نصية عبر تطبيق “واتساب”، بين شخصين، الساروت ليس أحدهما، وإنما جاء ذكره في سياق المحادثة. ورغم ضعف أدلة المحكمة، إلا أن هذا الإصدار زرع الخوف في قلوب الناس، بسبب المدى الذي يمكن أن تصله المحكمة من السطحية والوقاحة في فبركة الأدلة.

 

وبحسب بعض العاملين السابقين في “المحكمة الشرعية”، فإن الاتهامات تنحصر ضد المجموعات العسكرية التي لا تتماشى مع أجندة وسياسات من يقف خلف المحكمة، حيث تدور الشكوك حول “أحرار الشام” و”جبهة النصرة”، كداعمين رئيسين للمحكمة.

 

وكانت “المحكمة الشرعية” قد أصدرت قراراً في كانون الثاني/يناير 2015، ألزمت به “النصرة” و”أحرار الشام” و”فيلق حمص” باقتحام مدينة الرستن، واعتقال عناصر “لواء خالد بن الوليد” بحجة الفساد، بعدما رفض “اللواء” وهو من أقدم تشكيلات الجيش الحر في الرستن، تسليم عناصره، لعدم اعترافه بـ”االمحكمة” المعينة من “أحرار الشام” و”النصرة”. واندلعت الاشتباكات بين الطرفين، انتهت بالقضاء على “لواء خالد بن الوليد” وتفكيكه، واعتقال قائده، قبل أن يتم إعدامه لاحقاً من قبل “المحكمة”، بحسب أقاربه.

 

وبعد معركة الرستن، استهولت “جبهة النصرة” سيطرة “حركة أحرار الشام الإسلامية” على قرارات المحكمة وتفردها بها؛ فالمحكمة تضم في مجلسها 7 أعضاء، ثلاثة منهم لـ”الأحرار” وواحد لـ”النصرة”. فرأت “النصرة” أن المحكمة لم تعد ذات جدوى، فغادرتها وشكّلت محاكم خاصة بها.

 

المحكمة استهدفت أي فصيل قد يؤثر على سير عملها أو قد يكون عقبة في وجهها. فعملت منذ البداية على تفكيك تلك المجموعات وجعلها تبايع أحد الفصيلين، “الأحرار” أو “النصرة” قبل انسحابها، أو من يتماشى معهما مقابل المال والإمداد العسكري، وإلا فالقتال والتهمة حاضرين.

 

فساد المحكمة وصل إلى استغلال حاجات الناس نتيجة الحصار المفروض على المنطقة، فعمدت إلى عقد اتفاقيات سرية مع النظام، يقال إن غايتها فك ضغط الحصار على المدنيين وإدخال المواد الغذائية لهم. وقد فتح ضمن إطار اتفاق سري بين النظام والمحكمة، معبر سري يُعرف بـ”جوالك المحطة”.

 

ومازالت “المحكمة الشرعية العليا” في حمص تعمل على إتمام هدنة مع النظام، بهدف زيادة المعابر الإنسانية نحو ريف حمص الشمالي، ومن المرجح أن يتم فتح معبر في قرية الدار الكبيرة، مقابل أن تفتح المعارضة، خلال اليومين المقبلين، اوتستراد حمص-مصياف، والذي يعد من أهم الطرق الواصلة بين محافظة حمص وطرطوس.

 

وحتى الآن، مازال قاطنو ريف حمص الشمالي يعانون من ويلات ارتفاع الأسعار التي تتحكم بها المحكمة وتفرضها على الناس، فضلاً عن فرض الضرائب وغيرها. ويُقدر البعض أن حصة النظام والمحكمة، من الأتاوات المفروضة على دخول المواد الغذائية، تبلغ 7000 دولار أميركي، مقابل الشاحنة الواحدة. كما أن أحكام المحكمة تطبق على أشخاص من دون غيرهم، وتراعي الانتماء العسكري للأفراد.

 

وقال تاجر في المنطقة، لـ”المدن”، إنه تعرض للضرب من أحد عناصر “فيلق حمص” أثناء ادخال شاحنة مواد غذائية عبر المعبر الذي تتحكم به المحكمة و”فيلق حمص”، فجرّب تقديم شكوى إلى المحكمة لكن من دون فائدة.

 

وكانت “جبهة النصرة” قد اعتقلت بعض محتكري مشتقات النفط من الديزل والبنزين، إلا أن المحكمة أطلقت سراحهم، لأن محتكري تجارة النفط يتبعون للمحكمة بشكل مباشر. وهناك العديد من الشواهد والقصص التي يرويها المدنيون، تؤكد أن “المحكمة الشرعية العليا” أعادت الناس من حكم وظلم استبداد نظام الأسد، إلى ظلم واستبداد وتسلط جديد من نوع أخر.

 

لافروف: محادثات جنيف مستمرة.. رغم تعليق البعض مشاركته

قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إن محادثات السلام السورية مستمرة في جنيف على الرغم من تعليق وفد الهيئة العليا للمفاوضات مشاركته فيها. وخلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو، الاثنين، تراجع لافروف عن تصريحات سابقة أطلقها عقب إعلان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب تعليق مشاركتهم في المحادثات، اعتبر فيها أن قرار المعارضة السورية يمثل “معافاة” للمفاوضات في جنيف، وأشار في موقفه الجديد أن الوضع في المفاوضات كان يمكن أن يكون أفضل كثيراً في حال عدم مغادرة أحد وفود المعارضة جنيف بشكل مؤقت.

 

وأكد لافروف أن موسكو وواشنطن اتفقتا على آلية للرقابة على وقف القتال في سوريا، وأن قيادة القاعدة العسكرية الروسية في حميميم (مطار باسل الأسد) في اللاذقية، تجري اتصالات مستمرة مع القادة العسكريين الأميركيين في عمان، من أجل حل أي مشكلات تطرأ على الأرض، من دون تسييس. ودعا الولايات المتحدة إلى الكف عن نفيها وجود تعاون عسكري بينها وبين موسكو في سوريا، وشدد على أن “النظام يعمل رغم محاولات البنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية نفي وجود أي تنسيق بين عسكريينا، وإنهم يقولون إن كل الاتصالات مع القوات الجوية الفضائية تقتصر على منع وقوع حوادث”. وأضاف أن واشنطن “ربما تخجل من التعاون مع موسكو”، في الوقت الذي يجب أن يزول أي أساس للخجل بين بلدين يتعاونان في مكافحة الإرهاب، على حد تعبيره.

 

وفي جنيف، عقد وفد الحكومة السورية، للمرة الأولى، اجتماعين متتاليين مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وقال رئيس الوفد، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قبيل انطلاق الاجتماع الأول إن “محادثات اليوم مع المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة الى سوريا (ستيفان) دي ميستورا (ستركز) على دراسة تعديلاتنا على ورقة المبعوث الخاص التي تضمنت 12 نقطة وذلك بناء على طلبه”.

 

في موازاة ذلك، نشر الموقع الالكتروني لصحيفة “العربي الجديد” “وثائق سرية” تحت عنوان “التوصية الأولى”، وهي حول “مسودة الإطار التنفيذي لبيان جنيف”، كان دي ميستورا قد قدمها إلى مجلس الأمن الدولي خلال سعيه إلى تشكيل مجموعات عمل مشتركة بين المعارضة والنظام في تموز/يوليو العام الماضي، قبل أن تعلن المعارضة رفضها الخوض بها، وذلك برسالة إلى مجلس الأمن الدولي، وموقف موحد للفصائل العسكرية.

 

ولفت “العربي الجديد” إلى أن الفقرة 51 من الملحق الرابع للتوصية، تشير بشكل صريح على بقاء الأسد في السلطة خلال المرحلة الانتقالية، حيث جاء فيها: “علاوة على ذلك، فإن وجود المرحلة التحضيرية يسمح ضمنياً باحتمال استمرار الرئيس في ممارسة بعض المهام خلال هذه الفترة، على الرغم من أن المسؤوليات الأساسية مثل الإشراف على الشؤون العسكرية والأمنية ستتولاها منذ البداية هيئة الحكم الانتقالي (والتي تكون الحكومة الحالية ممثلة فيها)”.

 

وبحسب المصدر الذي زود “العربي الجديد” بالمستندات، فإن باريس هي الدولة الوحيدة التي رفضت وثيقة دي ميستورا -آنذاك- ما دفع بالمبعوث الدولي إلى حذف الفقرة 51 وتقديم مسودة جديدة، أبقى فيها مسألة مصير الأسد غامضة، ووضع فيها عبارة “الحفاظ على الصلاحيات البروتوكولية” للرئيس.

 

أوباما يحتفظ بـ”الدبلوماسية” لمواجهة الأسد

حثّ الرئيس الأميركي باراك أوباما حلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية على بذل مزيد من الجهود في محاربة تنظيم “داعش”، وقال إن تهديد هذا التنظيم يعد الأكبر الذي تواجهه أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وإن أحداً ليس بمأمن من الإرهاب في العالم.

 

وأعلن أوباما في كلمة ألقاها في إطار المعرض الصناعي في هانوفر، الإثنين، في ختام زيارته لألمانيا، عن مصادقته على إرسال 250 عنصراً إضافياً من القوات الخاصة الأميركية، لمحاربة “داعش” في سوريا، ليرتفع بذلك عدد العناصر العسكرية الأميركية الموجودة في المنطقة إلى 300.

 

وستعمل هذه العناصر على تسريع وتيرة تقدم “حلفاء محليين” لواشنطن في أجزاء من شمال وشرق سوريا، بحسب ما أوضح نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي بن رودس، الموجود أيضاً في هانوفر. وقال رودس أن القوات الجديدة لن تقوم بدور قتالي على الأرض في سوريا. وأثار هذا الإعلان ترحيباً من قبل “قوات سوريا الديموقراطية” التي يقودها مقاتلون أكراد.

 

وتطرق أوباما إلى الجانب السياسي من الأزمة السورية، وشدّد على أن “عناء الشعب السوري يجب أن ينتهي وهذا ما يتطلب عملية انتقالية”، وجدّد التأكيد على أن واشنطن لن تتراجع عن “الجهود الديبلوماسية” لإنهاء الحرب في سوريا.

 

ومن المتوقع أن يعقد أوباما، قبل مغادرته ألمانيا، قمة أوروبية مصغرة، مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والايطالي ماتيو رينزي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، حيث سيتم التطرق إلى الملف السوري ومكافحة الإرهاب وأزمة المهاجرين، بالإضافة إلى احتمال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

 

وكان الرئيس الأميركي قد اجتمع، الليلة الماضية، مع ميركل في هانوفر، حيث جدد رفضه فكرة إقامة مناطق آمنة بحماية خارجية للسكان في سوريا، وقال إن هذا الرفض مرتبط بأسباب عملية. وتابع أوباما “الحقيقة إنه حين أبحث هذا الأمر مع وزارة الدفاع، وقد فعلنا ذلك مراراً، لرؤية كيفية تطبيق ذلك في شكل ملموس، فمن الصعوبة بمكان، للأسف، القيام بذلك إلا إذا تمت السيطرة على قسم كبير من البلاد”. ولفت إلى أنه بحث مؤخراً الملف السوري مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ودعا إلى “إعادة إرساء” وقف إطلاق النار في سوريا.

 

من جهتها، قالت ميركل إنها لا تؤيد إقامة “مناطق آمنة” تقليدية في سوريا، بحماية قوات أجنبية، لكنها أعربت عن أملها في أن تؤدي مفاوضات جنيف إلى الاتفاق على مناطق “يمكن أن يشعر فيها السوريون الفارون من الحرب بأنهم في مأمن من القصف”.

 

هلسنكي تستضيف فعاليات اليوم العالمي لحرية الصخافة

تركز هذا العام على العلاقة بين حريّة الإعلام والتنمية المستدامة

إيلاف- متابعة

تحيي اليونسكو اليوم الدولي لحريّة الصحافة 2016 المصادف في الثالث من أيّار (مايو) في مدينة هلسنكي الفنلندية وذلك خلال الفترة بين 2 و4 أيار/مايو. وسيكون موضوعها الموضوع الرئيس لهذا العام هو الحق في الوصول إلى المعلومات والحصول على الحريات الأساسيّة، مع التركيز على حرية المعلومات والتنمية المستدامة، وحماية حرية الإعلام من الرقابة المفرطة وضمان سلامة الصحافيّين في الإعلام المكتوب والالكتروني على حدّ سواء.

 

إيلاف – متابعة: جرى الربط بين حريّة الصحافة والتنمية المستدامة للمرة الأولى هذا العام في أعقاب اعتماد أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 للأمم المتحدة في أواخر عام 2015. حيث أيقنت الأمم المتحدة من خلال وضعها لهذه الأهداف الحاجة “لضمان وصول الجميع إلى المعلومات، وذلك بموجب اتفاقات القانون الوطني والدولي”. (النقطة العاشرة من الهدف السادس عشر).

 

تضافر الجهود

وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في الرسالة التي وجهتها في هذه المناسبة: “إنّ المحافظة على حريّة واستقلالية وسائل الإعلام من أجل إطلاع الجمهور على كل ما يجري حوله مهمّة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030”

 

واعتبرت أنه “في حال الاضطراب والتغير المستمر الذي يشهده العالم بما في ذلك التحديات الجديدة التي تتطلب التعاون العالمي والعمل الموحّد، تعتبر الحاجة إلى معلومات موثوقة مهمّة أكثر من أي وقت مضى، وهذا يتطلب بيئة تعزّز حريّة الصحافة والأنظمة الفاعلة من أجل ضمان حق الجمهور بالوصول إلى المعلومات”.

 

كما ستتحدّث المديرة العامة عن جهود اليونسكو لتعزيز حرية الصحافة وحريّة المعلومات، ولضمان سلامة الصحافيّين وإنهاء حالات التسيّب والإفلات من العقاب وذلك خلال فعاليّات افتتاح المؤتمر الذي سيدوم لمدّة يومين، إضافة إلى الاحتفال الصباحي يوم 3 أيار/ مايو. سيشاركها في الكلمة الافتتاحية في هذه المناسبة كل من رئيس الوزراء الفنلندي، يوها سيبيلا، ورئيس بلديّة هلسنكي، يوسي باجونين.

 

“إعلان فنلندا”

أما الموضوعات التي ستتناولها الجلسات العامة فهي كالآتي: حرية الصحافة، والحق في الحصول على المعلومات، والشفافيّة حيال ما جرى خلال السنوات الماضية، وحرية المعلومات باعتبارها حرية أساسيّة وحق من حقوق الإنسان، والرقابة المفرطة، وحماية البيانات والرقابة الالكترونيّة، وأخيرًا اعتماد إعلان سيطلق عليه اسم “إعلان فنلندا”، وذلك من قبل المشاركين في هذه الأحداث، والذين يزيد عددهم على الألف، وهم إعلاميّون وممثلون حكوميّون وممثّلون المنظمات الدوليّة الحكوميّة وغير الحكوميّة، إضافة إلى المجتمع المدني.

 

خلال تسع جلسات موازية سيستعرض المشاركون مجموعة كبيرة من القضايا السياسية والمجتمعية والتقنية المتعلقة بحريّة التعبير، مثل تأثير أزمة اللاجئين في الوقت الراهن على قيم وسائل الإعلام العامة والحريات الفنيّة والتنمية، ومصادر كشف الفساد وحماية المصادر التي تزوّد الصحافيّين بالمعلومات والتصدي لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام والمساواة بين الجنسين والتطرّف في وسائل الإعلام والمعلومات المضلّلة.

 

سلامة الصحافيين

يتضمن جدول الأعمال أيضًا مناقشات بخصوص الوصول إلى المعلومات ومؤشرات أهداف التنمية المستدامة وسلامة الصحافيّين وهي أحد مشاغل اليونسكو الأساسيّة، حيث تدين المنظّمة كل هجوم قاتل يستهدف الصحافيّين، وبالتالي وضع حدّ للتسيّب الغالبيّة العظمى من المجرمين وإفلاتهم من العقاب.

 

يفتح المؤتمر هذا العام آفاقًا جديدة لإنشاء علاقات بين الحريّات الفنيّة والتنوع الإعلامي وحريّة الصحافة، وهو الهدف الذي ترمي إليه اليونسكو من خلال اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي. وسيتم تناول هذه القضايا في الجلسة الموازية الثانية بحضور وزيرة التعليم والثقافة الفنلندي وفي الأحداث المترتّبة على المؤتمر “إعادة تشكيل السياسات الثقافية للتنمية وتعزيز تنوع التعابير الثقافيّة والحريات الفنية في الجيل الرقمي” وذلك بحضور مجموعة من وزراء دول الشمال، إضافة إلى المديرة العامة لليونسكو ومجموعة من فناني افريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

 

يترأس الرئيس الفنلندي، ساولي نينيستو، مع المديرة العامة لليونسكو، ايرينا بوكوفا، مساء يوم 3 أيار/مايو، حفل تسليم جائزة اليونسكو – غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة، والتي حصلت عليها لهذا العام الصحافيّة خديجة إسماعيلوفا، وهي صحافيّة استقصائيّة من أذربيجان. تحمل الجائزة التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار أميركيّ هذا الاسم تكريمًا لغييرمو كانو إيسازا، وهو صحافي كولومبي اُغتيل أمام مقر صحيفته الإسبيكتادور في بوغوتا يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 1986. وتموّل الجائزة مؤسسة كانو (كولومبيا) ومؤسسة سانومات هيلزينغن (فنلندا).

 

عرض أعمال

أخيرًا تختتم فعاليات اليوم الدولي لحريّة الصحافة لهذا العام يوم 4 أيار/ مايو بعرض حول تقويم تأثير مشاريع التنمية التي من شأنها تعزيز حرية التعبير في العالم العربي، والتي تموّلها حكومتا فنلندا والسويد. وسيتمّ عرض أعمال تسعة مصوّرين صحافيّين كانوا قد اشتركوا في برنامج اليونسكو التدريبي الذي نظّمته وموّلته كل من فنلندا والسويد.

 

شاركت في تنظيم فعاليّات اليوم الدولي لحريّة الصحافة 2016 وزارة التعليم والثقافة الفنلنديّة ووزارة الشؤون الخارجيّة الفنلنديّة وبدعم من حوالى 50 منظمة إعلاميّة ومدنيّة. كما تنظّم مئات الاحتفالات حول العالم لإحياء فعاليّات اليوم الدولي لحريّة الصحافة.

 

تدابير تركية عسكرية لحماية الحدود مع سوريا  

أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا اتخذت تدابير عسكرية إضافية لحماية مدينة كيليس من القذائف الصاروخية التي توجه إليها من الأراضي السورية.

جاء ذلك خلال كلمة له أمام كتلة حزبه البرلمانية في أنقرة، تطرق فيها إلى الوضع في المدينة التي سقطت عليها سبع وأربعون قذيفة في الفترة الأخيرة.

 

وقال أوغلو إن الحكومة قررت تعزيز وجود الجيش في هذه المنطقة بشكل واسع، وتوعد بالرد المباشر على أي قصف، قائلا “سنرد على الفور وسنتخذ كل الإجراءات المناسبة”، مضيفا أن طائرات إضافية من دون طيار ستنشر في منطقة كيليس لصد أي اعتداءات جديدة.

 

في غضون ذلك، تواصلت التعزيزات العسكرية التركية القادمة من مدينة غازي عنتاب وبعض المدن الأخرى صوب مدينة كيليس الحدودية مع سوريا.

 

وشوهدت الليلة الماضية وصباح اليوم شاحنات تنقل دبابات ومدافع ثقيلة وآليات عسكرية أخرى إلى منطقة الحدود السورية التركية، حيث يعمل الجيش على نشرها في النقاط الحدودية القريبة من مناطق الاشتباكات في سوريا.

 

ونقل مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم عن مصادر رسمية أن التدابير التركية شملت مضاعفة أعداد طائرات الاستطلاع المسيّرة بدون طيار، التي تقوم بعمليات الاستكشاف على طول الحدود، وفوق المناطق المحاذية للحدود السورية التركية لاستكشاف وجود مجموعات تقوم بإطلاق القذائف الصاروخية على تركيا وإصدار إنذار مبكر يمكن المدفعية التركية من قصف هذه المواقع قبل أن تطلق قذائفها باتجاه تركيا.

 

وأضاف أن هناك جولات من الطائرات المقاتلة التركية تقوم بتمشيط المنطقة الحدودية، إضافة إلى استعدادات ومباحثات تجري بين المسؤولين العسكرين والسياسيين الأتراك ومسؤولين أميركيين وآخرين من قوات التحالف، وذلك لاستخدام الإمكانات المتاحة في قاعدة إنغيرليك وخاصة الطائرات المسيّرة بدون طيار الأميركية القادرة على حمل الصواريخ التي تعتبر الأفضل عالميا في كشف الموقع وضرب النقاط الحساسة بدقة عالية جدا وذلك لضرب المجموعات التي تقوم بتوجيه الصواريخ نحو تركيا.

 

وأوضح المراسل أن هناك اتفاقا تركيا أميركيا لنشر بطاريات صواريخ من طراز “هاريمارس” على مدى 95 كم، وهي قادرة على الوصول إلى المواقع التي تقوم بقصف تركيا من داخل سوريا، وينتظر نشرها خلال الأيام المقبلة.

 

اجتماع مغلق لمجلس الأمن حول سوريا غدا

يستمع مجلس الأمن غدا لدي ميستورا، ويواصل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف لقاءاته بمن حضر رغم تعليق المعارضة السورية مشاركتها في المفاوضات.

ورفضت المعارضة المشاركة في المفاوضات بسبب عدم إحراز تقدم في ملف المعتقلين، وعدم الاستجابة لجوهر القرار الدولي، وبيان جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالي.

من جانبه قال بشار الجعفري مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، ورئيس وفده في المفاوضات السورية بجنيف، إنهم سلموا وثيقة إلى دي ميستورا، بخصوص التعديلات التي تقترح دمشق إدخالها على الدستور.

وأجرى الجعفري وأعضاء وفد النظام لقاءين أمس مع دي ميستورا في إطار المفاوضات الجارية في جنيف.

 

الأسلحة تتدفق على أطراف النزاع بسوريا

 

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشفت تقارير استخباراتية مختلفة مؤخرا أن الأسلحة مازالت تتدفق بشكل كبير على أطراف النزاع المختلفة في سوريا، بما فيها قوات المعارضة وكذلك القوات الحكومية.

ولعل أبرز الأسلحة التي وصلت إلى أطراف النزاع في سوريا هو السلاح الصيني المضاد للطائرات المحمول على الكتف المعروف اختصارا “مانباد”، وهو نسخة مطورة عن “إف إن 6″، حيث تم رصده أكثر من مرة بأيدي عناصر من الفصائل السورية المعارضة.

 

ووفقا لتقرير صادر عن موقع ستراتفور للأبحاث الاستخباراتية  الجيوسياسية فإن هذا السلاح لن يكون مجديا في مواجهة المقاتلات الروسية الحديثة مثل سوخوي 34، لكنها مجدية مع الطائرات المقاتلة القديمة نسبيا، مثل تلك التي تملكها القوات السورية.

 

وأوضح التقرير أنه في حال وصلت هذه الأسلحة بمعرفة الإدارة الأميركية فهذا يعني أن واشنطن ترغب في تعزيز قدرة المعارضة المسلحة في وجه القوات الحكومية وكذللك بهدف زيادة المدى الناري لأسلحة المعارضة لمواجهة القوات المساندة للقوات الحكومية.

 

وبينما وصلت شحنات أسلحة للمعارضة، فإن شحنات الأسلحة إلى القوات الحكومية لم تنقطع، حيث تردها الإمدادات من كل من روسيا وإيران، بحيث تعوض القوات السورية عن خسائرها المادية.

 

ومن بين الأسلحة التي وصلت القوات الحكومية، منظومة مكافحة الألغام الروسية المعروفة اختصارا في روسيا باسم “أو آر 77” أو  YP 77، وهي عبارة عن سلاح حارق مدمر، استخدم في عمليات استعادة تدمر من أيدي تنظيم داعش.

 

وأشار تقرير ستراتفور إلى أن استمرار تدفق السلاح على أطراف النزاع المختلفة يعني أن الحشد العسكري يحل محل المفاوضات التي فشلت في تحقيق السلام في سوريا.

 

تسليح داعش

 

وتشير التقارير الاستخباراتية الغربية إلى أن تنظيم داعش خسر أعدادا كبيرة من المقاتلين، بلغت قرابة 25 ألف عنصر، بالإضافة إلى تقلص المساحة التي يسيطر عليها في سوريا والعراق بعد الضربات التي تلقاها بواسطة التحالف الدولي وكذلك القوات الحكومية في الدولتين بالإضافة إلى خسائره في مواجهة البشمركة الكردية والفصائل السورية المعارضة.

 

قبل هذه الخسائر، كان التنظيم قد حصل على كميات هائلة من الأسلحة إثر سيطرته على قواعد عسكرية عراقية وأخرى سورية.

 

وتفيد التقارير بأن كمية الأسلحة التي حصل عليها تكفي لإنشاء 3 فرق عسكرية مزودة بكافة العدة والعتاد العسكري.

 

ومن بين الأسلحة في أيدي تنظيم داعش، أسلحة ثقيلة تتمثل في دبابات والناقلات المدرعة والعربات العسكرية من طراز هامفي، بالإضافة إلى أسلحة تم صنعها في أكثر من 21 دولة، من بينها روسيا والولايات المتحدة والصين وبلجيكا وإيران وغيرها.

 

وشوهد التنظيم وهو ينقل صواريخ “أرض أرض”، كان قد استولى عليها من مستودعات الجيش العراقي، إلى الرقة، كما شوهد وهو ينقل عددا من الدبابات الروسية الصنع من طراز تي 55 وتي 62 وتي 73 إلى مناطق القتال في سوريا.

 

بالإضافة إلى ذلك يملك التنظيم العديد من مدافع الميدان من عيارات مختلفة وكذلك مدافع الشيلكا وراجمات الصواريخ ومدافع الهاون.

 

كذلك يمتلك التنظيم كميات محدودة من مضادات الدبابات، غالبيتها “آر بي جي” مختلفة الطرز، بالإضافة إلى قاذفات لاو وتاو ودراغون وكورنيت وميتس.

 

غير أن أبرز ما يمتلكه في مجال مضادات الطائرات، وإن بكميات محدودة أيضا، هو صواريخ سام المحمولة على الكتف وكذلك “إف إن 6” الذي يصل مداها إلى 6000 متر وعلى ارتفاع 3000 متر، بالإضافة إلى عدد محدود أيضا من صواريخ ستينغر.

 

الجيش الحر وفصائل المعارضة

 

يمتلك الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة السورية تقريبا نفس الأسلحة التي يمتلكها تنظيم داعش، لكن بكميات أقل من تلك التي يمتلكها التنظيم.

 

ومن بين أسلحة الجيش الحر دبابات تي 72 وتي 62، وكذلك مضادات الدبابات مثل الآر بي جي وكونكورس ودراغون وميلان.

 

وعلي صعيد مضادات الطائرات، فقد أفادت تقارير بأن الجيش الحر والفصائل المسلحة المعارضة يمتلك عددا محدودا منها، مثل الصاروخ المضاد للطائرات “إف إن 6”.

 

وكانت تقارير نشرت في العام 2013 أشارت إلى أن هذا السلاح شوهد مع عدد من أفراد المعارضة المسلحة في سوريا.

 

كما شوهدت عدة قطع من صواريخ ستينغر بأيدي عناصر المعارضة السورية المسلحة وجبهة النصرة.

 

الجيش السوري

 

بينما يحتل الجيش السوري المركز الرابع على صعيد أقوى الجيوش العربية، فإنه يحصل على دعم كبير في العدد والعتاد من إيران وحزب الله اللبناني وكذلك فصائل عراقية وأفغانية وباكستانية موالية لإيران.

 

غير أن الدعم الأبرز يأتي من روسيا التي شاركت في العمليات العسكرية في سوريا بشكل مباشر قبل أن تعلن سحب جزء من قواتها سوريا.

 

ولروسيا قاعدة جوية وأخرى بحرية في سوريا، كما أن لديها أعداد كبيرة من المستشارين العسكريين يعملون ضمن القوات السورية.

 

وقامت روسيا بتعويض جزء من خسائر الجيش السوري التسليحية، كما زودته بالذخائر، الأمر الذي مكنه من تحقيق بعض التقدم على عدة جبهات، وأبرزها استعادة تدمر من تنظيم داعش.

 

فريد زكريا يبين لـCNN مواطن قوة داعش.. وهذه المشكلة الأساسية التي نواجهها في سوريا

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال فريد زكريا، المحلل السياسي ومقدم برنامج GPS على شبكة CNN إن هناك مواطن قوة في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” وهو الأمر الذي يتخوف منه الغرب حول إمكانية استمرار تأثيره بعد دحر التنظيم.

 

وأوضح زكريا: “إذا نظرنا إلى داعش، ولنفترض أننا دحرنا التنظيم، فإن نقطة قوته الرئيسية من وجهتي نظر أمريكية وغربية هي قدرته على تجنيد المقاتلين ودفعهم إلى السفر لمناطق نفوذه وتدريبهم وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية كما حصل في هجوم سان برناردينيو، وقد كنت أحاول الإجابة على سؤال هو: لماذا؟ أين تكمن قوة أفكارهم أو أيديولوجيتهم؟ وكنت كذلك أسعى للرد على ما طرحه دونالد ترامب على مذيع CNN أندرسون كوبر بأن الإسلام يكرهنا، فرد عليه كوبر بسؤاله: هل تقصد الإسلام برمته أم الإسلام المتطرف فقط؟ فرد ترامب: حاول الرد على السؤال وقد تحصل على جائزة بولتزر للصحافة.”

 

وتابع المحلل السياسي: “ما أدهشني هو أن الناس الذين أمضوا وقتا طويلا مع الجهاديين وانخرطوا في عمليات استجواب أو حاولوا فهم هوية هؤلاء الناس خرجوا بانطباع بأن الأمر ليس له صلة بالدين. وجهة نظرهم هي أن الجهاديين هم مجموعة من الشباب صغار السن الذين يمكن التأثير عليهم بسهولة ويعانون من العزلة الاجتماعية وقد كانوا متطرفين في حياتهم قبل أن يكونوا إسلاميين، أي أنهم كانوا متطرفين في الأصل ويبحثون عن أيديولوجية تسمح لهم بالاحتجاج على ما يرونه حولهم، حتى أن فيل مون، الذي يشرف على فريق الاستجواب في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، قال إن المتشددين يذكرونه بالأولاد الأيرلنديين في شبابه الذين كانوا منخرطين في عقلية العصابات. بالطبع الدين أمر في غاية الأهمية، وقد خصصنا جزءا من المادة التي ننوي عرضها عن القرآن وكيفية توظيفه أو إساءة توظيفه في هذه الأيديولوجيا ولكننا دُهشنا أيضا بكيفية جذب الشباب للتطرف بناء على عقلية العصابة وحب المغامرة.”

 

وحول الملف السوري وإعلان امريكا نيتها ارسال 250 جنديا إضافيا، قال زكريا: “كلا على الأغلب. أظن أن المشكلة الأساسية التي نواجهها في سوريا هي غياب وجود أي قوة محلية لديها القدرة العسكرية والشرعية السياسية التي تسمح لنا بدعمها من أجل إلحاق الهزيمة بداعش. بالطبع يمكننا نشر قوة من 20 ألف جندي لمقاتلة داعش، لكن ماذا ستكون النتيجة بعد ذلك؟ من سيتولى السيطرة على الأرض وإدارة الأمور ومن هي القوة السياسية التي ستتولى زمام المبادرة؟ ليس لدينا إجابات على هذه الأسئلة بعد.”

 

واضاف: “أعتقد أن هذه القوة العسكرية الأمريكية الصغيرة الحجم ستعمل لتعزيز المكاسب على الأرض وتطوير الاستراتيجية التي تحقق الآن مكاسب تكتيكية على الأرض بانتظار الانتصار الاستراتيجي المنتظر، والمتمثل بإيجاد قوة سورية محلية يمكنها ضرب داعش عسكريا وسياسيا.”

 

الحكومة السورية تقول المحادثات مثمرة مع تصاعد العنف

من ستيفاني نبيهاي

 

جنيف (رويترز) – قالت الحكومة السورية يوم الثلاثاء إن الجولة الأخيرة من المحادثات مع مبعوث الأمم المتحدة في سوريا ستافان دي ميستورا كانت مفيدة ومثمرة لكن دبلوماسيين حذروا من أن تصاعد القتال حول حلب يهدد عملية السلام الهشة.

 

ويواجه دي ميستورا صعوبات في الإبقاء على المفاوضات مستمرة بعد انسحاب اللجنة العليا للمفاوضات وهي التيار الرئيسي للمعارضة من المحادثات الرسمية الأسبوع الماضي بسبب تصاعد أعمال العنف وتوقف قوافل المساعدات الإنسانية رغم هدنة بدأ سريانها قبل شهرين.

 

وتصاعد القتال في محافظة حلب في الأسابيع القليلة الماضية في حين يتماسك بصعوبة اتفاق وقف العمليات القتالية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا.

 

وقال دبلوماسيون إنه من المتوقع أن يناشد دي ميستورا الذي سيرفع تقريره لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء القوى الكبرى عقد اجتماع وزاري عاجل للمجموعة الدولية لدعم سوريا.

 

وأدلى بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية بتصريحات مقتضبة للصحفيين بعد الاجتماع مع دي ميستورا يوم الثلاثاء قبل يوم من الموعد المقرر أن تنتهي فيه المحادثات الجارية في جنيف منذ أسبوعين قال فيها إنه يعتبر هذه الجولة مفيدة ومثمرة. ورفض الجعفري تلقي أسئلة من الصحفيين.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجمات قوات الحكومة والمعارضين أسفرت عن سقوط 30 قتيلا على الأقل بينهم ثمانية أطفال خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في حلب التي تشهد بعضا من أعنف القتال المتصاعد في الحرب السورية.

 

وقال دبلوماسيون إن لجنة تابعة للمجموعة الدولية لدعم سوريا بشأن اتفاق وقف العمليات القتالية ستجتمع في جنيف يوم الثلاثاء لمراجعة أحدث أعمال العنف.

 

وقال مسؤول غربي مقرب من المحادثات طلب عدم نشر اسمه لرويترز “نحن قلقون للغاية من تصاعد انتهاكات اتفاق وقف العمليات القتالية. القصف المستمر للمدنيين الذي ينفذه النظام في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة يهدد المحادثات بوضوح.”

 

وأضاف “إذا لم تستأنف المحادثات فستتزايد بشدة مخاطر تصاعد الصراع. يتعين تجنب ذلك. لذلك نحن نشجع المجموعة الدولية لدعم سوريا على الاجتماع بشكل عاجل لمعالجة الوضع.”

 

وأبدى الدبلوماسي الغربي خيبة أمله من أن “روسيا لم تمارس ضغوطا على النظام للعمل بشكل بناء في جنيف.”

 

وأضاف “يتعين على روسيا وإيران العمل بشكل يتسم بالمسؤولية والإسهام في تهدئة الأعمال العسكرية.”

 

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في بلدة داريا السورية “وخيم للغاية

جنيف (رويترز) – قال منسق شؤون الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة ستيفن أوبراين يوم الثلاثاء إن الوضع الإنساني “وخيم للغاية” في بلدة داريا السورية التي تحاصرها الحكومة في ظل نقص حاد في الأغذية والأدوية.

 

وجاءت تصريحاته بعد أسبوع من مهمة تقييم قامت بها الأمم المتحدة.

 

وقال أوبراين خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن السلطات السورية لم ترد على “طلبات لا تحصى” للحصول على إذن لتسليم إمدادات الإغاثة إلى البلدة التي يسكنها أربعة آلاف نسمة وتقع جنوب غربي دمشق.

 

وقال “سنواصل الضغط على السلطات السورية بلا كلل حتى نستطيع الوصول إلى داريا بشكل آمن وبدون عقبات.”

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى