أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 27 تشرين الأول 2015

 

 

 

 

غاراتان روسيتان تنتهكان «قوانين الحرب» في سورية

دبي- أفنان الصمادي (مدرسة الحياة)

ذكرت وكالة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير صدر في 25 تشرين الأول (أكتوبر) إن غارتين جويتين على الأقل شمال حمص، يعتقد السكان المحليون أنهما روسيتان، انتهكتا قوانين الحرب. وأدت الغارتان اللتان وقعتا في 15 تشرين الأول (اكتوبر)، إلى مقتل 59 مدنياً بينهم 33 طفلاً، إضافة إلى قائد مجموعة معارضة مسلحة محلية.

وأصاب الهجوم الذي يعد الأعنف من القوات الروسية بصاروخ منزلاً في قرية الغنطو اتخذته عائلة عساف ماوى لها، وكان فيه قرابة 46 شخصاً. وذكرت “هيومن رايتس ووتش” أنها تلقت قائمة بأسماء القتلى والمفقودين، وبينهم 32 طفلاً و 12 امرأة.

وقال ناشطون إن جميع الضحايا كانوا مدنيين، وهم من أقارب قائد “لواء الصمود” في “حركة تحرير حمص” الملقب “أبو العباس”، وهي مجموعة تابعة للجيش الحر. وكان “أبو العباس” في الجبهة وقت الهجوم. وذكر شهود إن الهجمات امتدت على مدار 12 ساعة، ابتداء من الساعة 6 صباحاً.

أما الغارة الجوية الثانية، فكانت على بلدة تير معلة المجاورة، منذ الساعة 6 صباحاً، وفقاً لشهود محليين قالوا أنها استهدفت موقعاً بجانب مخبز العلي في سوق مزدحم، وقتلت 13 مدنياً على الأقل وقائدا محلياً في الجيش الحر، منشقاً عن الجيش الحكومي.

وأفادت صفحة عن تير معلة على “فايسبوك” عن مقتل 12 شخصاً في البداية، بينهم طفل واحد، ثم أشارت لاحقاً إلى مقتل شخص آخر متأثراً بجراحه في الغارة ذانها.

وذكرت “هيومن رايتس ووتش” أن صور 8 من الضحايا الـ 13 تظهرهم مرتدين ملابس مدنية من دون علامة إلى أي انتماء لجماعات مسلحة، وأنه بحلول الساعة 9 مساء، وصل العدد الإجمالي للقتلى في تير معلة إلى 18، لكن لم تُحدد إن كان الخمسة الإضافيين توفوا بسبب الغارة التي جرت في الصباح الباكر أم لا.

وقال سكان محليون انهم يعتقدون أن الهجمات نفذتها القوات الروسية، لاختلاف صوت الطائرات عن صوت طائرات سلاح الجو السوري، كما أن الطائرات الروسية تحلق على ارتفاعات أعلى بكثير. وذكرت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء، أن القوات الجوية الروسية ساعدت القوات المسلحة السورية لشن غارات جوية في 15 تشرين الأول (أكتوبر).

 

وأظهرت مقاطع فيديو على “يوتيوب” عقب الغارة الجوية، ناشطين محليين في حفرة كبيرة ناتجة من الغارة، وذكرت ان المنطقة هي الغنطو وان الحفرة كانت ملجأ. وأظهر الفيديو جثثاً متناثرة على الأرض والناس يغطونها بالبطانيات، وأنقاض المنازل المتضررة، فيما كان الناس يحاولون انتشال الجثث من تحت الانقاض التي كانت تبدو ثقيلة جداً.

وقالت “هيومن رايتس ووتش” ان جروح الانفجار والحروق الشديدة على الضحايا في الفيديو وصور الضحايا، إضافة إلى أحجام الأنقاض، تشير إلى احتمال استخدام قنابل الوقود الغازي، المعروفة أيضاً باسم “القنابل الفراغية”. وتعد قنابل الوقود الغازي أقوى من الذخائر شديدة الانفجار التقليدية ذات الحجم المماثل، وتُنتج أضراراً واسعة النطاق، وبالتالي قد يكون تأثيرها عشوائياً في المناطق المأهولة بالسكان.

وقالت “هيومن رايتس ووتش” أن هاتين الغارتين تعدان خرقاً لقوانين الحرب، لأنه وبحسب شهود محليين لم يسبقها أي تحذيرات روسية أو سورية، ولم يُعلم المدنيون بالغارة الجوية. وأشار السكان إلى أن التحذيرات الوحيدة التي جاءت من الجيش السوري تمثلت بطلب استسلام الجيش الحر.

وأصافت الوكالة إن على روسيا وسورية التقيد بالالتزامات المترتبة عليهما بمقتضى القانون الإنساني الدولي، بما فيها عدم استهداف المدنيين، وإعطاء إنذار مسبق بجميع الهجمات التي قد تؤثر على المدنيين، والسماح لوكالات الاغاثة بالوصول الفوري وإنشاء ممر آمن للمدنيين للخروج من القرى التي تعرضت للقصف أو التي قد تتعرض له.

وشكلت بلدة تير معلة ملاذاً لحوالى 30 ألف شخص على الأقل وقت الهجوم السوري – الروسي، وكثيرون نزحوا إليها من مناطق أخرى، لأنها تعتبر أكثر أمناً مقارنة ببلدات أخرى ضمن المنطقة الخاضعة للمعارضة.

يذكر أنه وفقاً للجنة المفوضة من الأمم المتحدة بالتحقيق في سورية، فرضت القوات الحكومية حصاراً على محافظة حمص، يقوم فيه الجنود السوريون بشكل منتظم وضمن نقاط التفتيش بالاعتقالات التعسفية ومصادرة المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الأساسية.

وبحسب “الجمعية الطبية الأميركية السورية”، هناك أكثر من 50 ألف مدني ما زالوا يعيشون في المناطق المتضررة التي تخضع بلدات عدة منها لحصار الجيش السوري منذ العام 2012.

 

أميركا وروسيا لتوسيع مشاركة دول المنطقة

موسكو – رائد جبر ؛ باريس – رندة تقي الدين ؛ لندن، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أوضاع المنطقة والتطورات.

وبحث وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي مع الرئيس بشار الأسد في دمشق أمس «الأفكار المطروحة إقليمياً ودولياً للمساعدة في ايجاد حل للأزمة السورية» قبل أيام من اجتماع في فيينا بين وزراء الخارجية الأميركي والروسي والسعودي والتركي لاستكمال مناقشة «الحل الروسي» بالتزامن مع تكثيف «ديبلوماسية الهاتف» بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري وجهود واشنطن وموسكو لتوسيع مشاركة دول المنطقة في التسوية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف بحث في العملية السياسية السورية مع كيري في اتصال هاتفي أمس. وأضافت أن الاتصال، وهو الثالث في ثلاثة أيام بين الوزيرين، ركز على ما يمكن عمله لإشراك القوى الإقليمية الأخرى في العملية السياسية.

وكانت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) أفادت بأن الأسد استقبل بن علوي في أول زيارة لمسؤول خليجي الى سورية منذ بدء الانتفاضة عام 2011، وبحثا في «تطورات الأوضاع في المنطقة ولا سيما الحرب على الإرهاب في سورية والأفكار المطروحة اقليمياً ودولياً للمساعدة في ايجاد حل للأزمة في سورية» حيث «اكدا حرصهما على مواصلة التعاون والتنسيق بينهما بما يساهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين ويخدم أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على مصالح شعوبها».

وأكد بن علوي وفق «سانا»، «حرص سلطنة عمان على وحدة سورية واستقرارها»، مشيراً الى ان بلاده «مستمرة في بذل كل مسعى ممكن للمساعدة في ايجاد حل ينهي الأزمة فى سورية».

ولم تقطع سلطنة عمان علاقاتها الديبلوماسية والسياسية مع دمشق كما فعلت دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي. وتأتي زيارة بن علوي بعد زيارة مماثلة اجراها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى مسقط في آب (اغسطس) الماضي، علماً أن بن علوي كان استقبل قبل أيام رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة في مسقط.

وجاءت زيارة الوزير العماني دمشق بعد اجتماع فيينا الجمعة الماضي الذي تضمن تقديم لافروف مقترحاً للحل لنظرائه كيري والجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو.

ويعقد مساء اليوم في باريس، اجتماع وزاري بمشاركة وزراء خارجية السعودية عادل الجبير والإمارات الشيخ عبد الله بن زايد وقطر خالد العطية والأردن ناصر جودة وألمانيا فرانك والتر شتاينماير وبريطانيا فيليب هموند وممثل عن الولايات المتحدة بدلاً من كيري، اضافة الى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لـ «توحيد الموقف والتنسيق» استكمالاً لاجتماع سابق عقد في نيويورك. وقال مصدر فرنسي رفيع لـ «الحياة» ان اجتماع اليوم يرمي الى «التنسيق لتقويم التدخل الروسي من جهة وكيف يكون رد الفعل بالنسبة إلى هذا التدخل خصوصاً في ضوء التحرك الأميركي النشيط للتوصل الى حل سياسي ما يجبر الأوروبيين وشركاءهم العرب على التنسيق الوثيق مع اميركا» قبل اجتماع فيينا المقبل.

في موسكو، أعلن الجيش الروسي انه ضرب 94 هدفاً خلال 24 ساعة ما يشكل رقماً قياسياً للضربات في يوم واحد منذ بدئها في 30 ايلول (سبتمبر) الماضي، وشملت محافظات حماة (وسط) وإدلب (شمال غرب) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال غرب) وفي ضواحي العاصمة دمشق. وقالت الوزارة ان الطائرات قصفت نحو 285 هدفاً في 164 طلعة خلال الأيام الثلاثة الماضية. ونقلت شبكة «السورية نت» المعارضة عن مصادر قولها إن طائرات روسية من نوع «سوخوي 24» نفّذت أربع غارات على مواقع تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية في ريف درعا بين دمشق والأردن، بعد أيام على الاتفاق الروسي – الأردني للتنسيق العسكري. وقال عصام الريس الناطق باسم «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» امس: «لا نحتاج المساعدة الآن. ينبغي أن يكفوا عن مهاجمة قواعدنا وبعدها نتحدث عن التعاون في المستقبل»، في اشارة الى غارات روسية ضربت مواقع «الجيش الحر» في وسط سورية وشمالها، بعدما قال الوزير لافروف إن القوات الروسية ستكون على استعداد لمساعدة المعارضة «الوطنية».

 

الأسد يلتقي وزير الخارجية العماني في دمشق

بيروت – رويترز

قال التلفزيون السوري الرسمي اليوم (الإثنين) إن الرئيس بشار الأسد استقبل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في إطار مساع ديبلوماسية للتوصل لحل سياسي للصراع السوري.

وقالت «الوكالة العربية السورية للأنباء» إنهما إلتقيا في دمشق ونشرت صورة لهما وهما يتصافحان.

وقالت الوكالة إن بن علوي قال خلال اجتماعه مع الأسد في إن بلاده تبذل قصارى جهدها للمساعدة في التوصل لحل للأزمة السورية.

وأضافت أن بن علوي والأسد ناقشا أفكاراً إقليمية ودولية طرحت للتعامل مع الأزمة السورية.

وتابعت أن بن علوي أكد أهمية وحدة واستقرار سورية، وقال إن بلاده مستمرة في بذل قصارى جهدها للمساعدة في التوصل لحل للأزمة.

وقالت الوكالة إن الأسد أكد من جديد أن القضاء على الإرهاب سيساعد في نجاح أي مسار سياسي في سورية.

 

الخارجية الأميركية: سيتعين إشراك إيران في المحادثات حول سورية

واشنطن – رويترز

قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أمس (الاثنين) إن جولة جديدة من المباحثات الدبلوماسية حول سورية قد تجرى عقب نهاية هذا الأسبوع، مقرا بأنه “سيتعين في نهاية المطاف إشراك إيران في المحادثات حول انتقال سياسي في سورية”.

وأوضح كيربي للصحافيين أنه “”في مرحلة ما، نعلم أنه سيتعين إجراء مناقشات مع إيران حول عملية الانتقال السياسي في سورية”. ياتي هذا عقب محادثات في فيينا عقدت يوم الجمعة الماضي بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظرائه من روسيا والسعودية وتركيا في شأن تسوية سياسية في سورية. وتضمن الاجتماع محادثات حول سبل إيجاد حل سياسي للحرب الأهلية في سورية على رغم من الاختلافات في شان مستقبل الرئيس بشار الأسد. وأضاف كيربي إن “دور إيران في الصراع السوري ومساندتها الأسد وحزب الله اللبناني غير مفيد”. يذكر أن إيرات تدعم نظام الرئيس السوري من خلال إرسالها مستشارين، بالإضافة إلى حشدها ميليشيات عراقية وأفغانية للقتال في صفوف القوات السورية الحكومية، فيما تقاتل جماعة “حزب الله” اللبناني المدعومة من إيران مع الجيش السوري منذ بداية الحرب هناك. وأشار كيربي إلى “أنهم (الإيرانيون) طرف ذو مصلحة في هذه العملية، ولهم علاقات مع نظام الأسد، بالإضافة إلى علاقاتهم داخل سورية”،مضيفاً أن “الوزير (كيري) يدرك جيدا أن هذه عملية معقدة، وستستغرق وقتا وستتضمن حتما بعض التنازلات من قبل الجميع حينما نصل إلى هناك”.

 

الأهداف الروسية في سورية بين تجريب السلاح وإيجاد التسوية

دبي – رضا علام (مدرسة الحياة)

طرح التدخل العسكري في سورية قبل نحو شهر أسئلة عدة لدى المتابعين، حول أهدافه ونتائجه وتأثيراته على تطورات الأزمة.

وبدأت روسيا في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي حملة جوية في سورية استجابة لطلب دمشق، قالت إنها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ومجموعات «إرهابية» أخرى، فيما انتقدت الدول الغربية موسكو لشنها ضربات ضد فصائل المعارضة السورية.

ويطرح حديث موسكو يومياً عن «إنجازات ملموسة» تستخدم فيها تقنيات لم يرَها الروس والعالم إلا في نشرات تعريفية، أو خلال عروض مهيبة تنظّم في الساحة الحمراء كل سنة، السؤال المهم: هل غدت سورية ميدان تجارب للأسلحة الروسية الحديثة؟ فالمسؤولين عن القطاع الإقتصادي في الحكومة الروسية أعلنوا، منذ بدء العمليات العسكرية، أنها تموَّل من موازنة وزارة الدفاع (كلفتها ضخمة وتزيد عن 80 بليون دولار)، وتحديداً من باب في الموازنة مخصص للتدريبات والمناورات العسكرية وتجارب الصواريخ والأسلحة الحديثة.

ودفعت هذه التصريحات والعمليات العسكرية المراقبين إلى القول إن موسكو نقلت ميدان التجارب والتدريبات الى الأراضي السورية، وهو ما يفسر التشديد على «المدة المحدودة».

أما السؤال الثاني الذي يتوجب طرحه بعد مرور نحو شهر على العمليات، ما الذي تختبره روسيا في سورية عسكرياً؟ بخلاف الضربات الكثيرة التي استُخدمت فيها غالباً قذائف «غبية» غير موجّهة، بدا استعراض صواريخ «كاليبر» التي أُطلِقت من بحر قزوين لافتاً، وضجت الصحافة الروسية الموجّهة بالتحليلات عن «المفاجأة» التي أحدثها إطلاق الصواريخ لدى الغرب. وعلى رغم تقارير عن «تعثر» 4 من 26 صاروخاً وسقوطها في إيران، لكن الأمر ليس غريباً، بل يحدث في أي تدريب.

وتكمن أهمية الحدث في أنها المرة الأولى التي تُجرَّب فيها تلك الصواريخ ميدانياً، كما أن النسخ التي قدمتها روسيا سابقاً في المعارض والندوات المتخصصة، كان مداها 300 كيلومتر، بينما فاجأت موسكو الغرب بقدرتها على ضرب أهداف على بعد 1500 كيلومتر.

وهي أيضاً المرة الأولى التي تختبر فيها موسكو ميدانياً منظومة «غلوناس» الفضائية للتحكُّم والتوجيه، وتباهى الناطقون العسكريون بنتائج «ممتازة» على هذا الصعيد.

ومع قدرات الصواريخ والمقاتلات، استعرضت روسيا إمكانات قذائفها الموجّهة في سورية، وبرزت منها قذيفة «كا ا بي 500» القادرة على اختراق تحصينات تحت الأرض وتدميرها. إلى ذلك، دخلت «الخدمة الميدانية» في سورية طائرات تجسس بلا طيار، وهي مزودة بتقنيات رادار مطوّرة تحدِّد الأهداف وترسل إشارات إلكترونية لتعديل مسار الضربات تلقائياً. وبين التقنيات الأخرى الحديثة، راجمة قذائف أُطلِق عليها «الشمس الحارقة»، حصل عليها النظام السوري اخيراً، وبدأ «يجربها» في ريف اللاذقية ومناطق أخرى.

ولا يخفِ العسكريون الروس ارتياحهم إلى ما أُنجِز حتى الآن، والأهم لديهم من تدمير معاقل «الإرهاب» هو درس رد فعل الغرب على التقنيات الحديثة المستخدمة، وهذا واحد من الأهداف البعيدة للحملة.

لكن السفير الروسي لدى السعودية أوليغ أوزيروف أكد أن موسكو لديها هدف أساس هو إيجاد التسوية في سورية على أسس ديموقراطية، تحترم مصالح كل القوى الوطنية والقوميات والطوائف الدينية، بما في ذلك الأكراد. ولفت إلى أن هذه التسوية يجب أن تؤمّن حقوق كل الأقليات، الدينية والعرقية، في إطار دولة علمانية ذات سيادة موحدة.

وشدد أوزيروف على أن مصير سورية أهم من مصير رئيسها بشار الأسد، وأن موسكو منفتحة على كل فصائل المعارضة السورية إلا الإرهابية منها. وتابع: “نحن نؤيد إعادة بناء سيادة سورية الموحدة على أسس ديموقراطية”.

وعلى رغم أن روسيا كانت تتحدث عن حل سياسي في سورية، ومن ثم أصبحت رأس حربة في المعركة السورية، لكن السفير قال: “نحن نتمسك بالحل السياسي، لكن قبل أن ننتقل إليه من المهم جداً أن نزيل العامل الإرهابي من الساحة، وفي ظل مشاركة الإرهابيين نرفض الحل السياسي. فكيف تتصورون عملية سياسية وثلث الأراضي السورية، أو مساحة كبيرة منها، تحت سيطرة الإرهابيين. هذا مستحيل”.

وشدد على أن “روسيا لا تملك طموحات استعمارية أو مصالح توسعية في الشرق الأوسط. نحن لا نحتاج إلى النفط والغاز والأنابيب، فلدينا كل شيء. لدينا 38 في المئة من الموارد الطبيعية التي يملكها العالم كله، ونحن نصدر. لكن لدينا مصالح أمنية، ومصالح مرتبطة باستقرار المنطقة”. وأضاف أن من أبرز الأهداف الأمنية أن «تركيا لا تطلب من مواطنينا تأشيرة دخول أراضيها. وبالتالي يهرب المقاتل الروسي من سورية، ويركب الطائرة من تركيا، ومن الممكن أن يأتي إلى روسيا. ونحن لا نريد أن يعود هؤلاء إلينا، لا نريدهم».

وأشار إلى أنه في حال القضاء على القوى الإرهابية، وانتهاء العامل الإرهابي من الساحة، سيكون دور روسيا هو الإسهام في توحيد القوى الوطنية السورية، بما في ذلك المعارضة، لانطلاق العملية السياسية والحوار السياسي، لإيجاد حل طويل الأمد في سورية.

 

بوتين اتصل بسلمان وباريس تنافِسه ديبلوماسياً بن علوي في دمشق و”داعش” يعدُم البشر والتاريخ

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

في تنافس واضح مع الدور الروسي، أعلنت فرنسا عن استضافة مؤتمر دولي حول سوريا من دون مشاركة روسيا للبحث في الحلول المطروحة لتسوية الازمة السورية، بينما مضت موسكو في انتهاج الديبلوماسية الناشطة بالتوازي مع دورها العسكري، إذ تحدث الرئيس فلاديمير بوتين هاتفيا للمرة الثانية في خمسة ايام مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تساند بلاده المعارضين لحكومة دمشق، واتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الاميركي جون كيري للمرة الثالثة في ثلاثة ايام.

 

ووقت كانت المانيا تقول انها لا يمكنها تخيل دور للاسد في مستقبل سوريا، كان الرئيس السوري يستقبل وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله الذي يعتبر ارفع مسؤول عربي يزور دمشق منذ اربعة اعوام. وفرضت التطورات الميدانية نفسها مع اقدام تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على تفجير اعمدة في المدينة الاثرية في تدمر بريف حمص الشرقي.

 

الاتصالات الروسية

وافاد المكتب الصحافي للكرملين أن “الزعيمين الروسي والسعودي تبادلا خلال المكالمة الهاتفية، الآراء حول مجموعة من المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية، بما في ذلك اخذهما في الاعتبار مخرجات اللقاء في شأن سوريا الذي جمع وزراء خارجية روسيا والسعودية والولايات المتحدة وتركيا في فيينا الجمعة 23 تشرين الأول، بالإضافة إلى ما تلا الاجتماع من لقاءات أخرى جرت بصيغ مختلفة. كما ناقش الجانبان تسوية النزاع في الشرق الأوسط، وأعربا عن قلقهما إزاء استمرار تصعيد الوضع في فلسطين وإسرائيل”.

وأضاف “أن العاهل السعودي قيم عاليا الدور النشيط الذي تلعبه روسيا في دفع العملية السلمية هناك”.

الى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير لافروف بحث في العملية السياسية السورية مع نظيره الأميركي في اتصال هاتفي. وأوضحت أن الاتصال – وهو الثالث في ثلاثة أيام بين الرجلين- تركز على ما يمكن عمله لإشراك القوى الإقليمية الأخرى في العملية السياسية.

وأوردت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة إن المبعوث الشخصي للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أجاب عن سؤال عما اذا كان “الجيش السوري الحر” زار موسكو الأسبوع الماضي: “نعم كانوا هنا … وكانوا هنا أيضا هذا الأسبوع”… إنهم هنا طوال الوقت وهم أناس مختلفون البعض يغادر والبعض يأتي لكنهم يقولون جميعا إنهم ممثلو الجيش السوري الحر”.

 

اجتماع باريس

وفي باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال بان فرنسا تحضر لاجتماع حول سوريا اليوم في العاصمة الفرنسية يشمل “ابرز الاطراف الاقليميين”.

وقال في بيان نشر بالبريد الالكتروني: “نعمل على تنظيم اجتماع جديد يشمل ابرز الاطراف الاقليميين هذا الثلثاء في باريس”.

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعلن الجمعة انه يريد عقد لقاء يضم نظراءه الغربيين والعرب للبحث في الازمة السورية. وقال في يوم انعقاد اجتماع في فيينا لوزراء خارجية روسيا وتركيا والولايات المتحدة والسعودية في غياب فرنسا: “لقد وجهت دعوة الى اصدقائنا الالماني والبريطاني والسعودي والاميركي وآخرين لعقد اجتماع الاسبوع المقبل في باريس في محاولة لدفع الامور الى الامام”.

وسئل عن وجود لافروف في اجتماع باريس، فاجاب: “كلا، لا اعتقد ذلك”. واضاف: “ستكون هناك اجتماعات اخرى نعمل فيها مع الروس”. وكشفت اوساطه في حينه ان الوزيرين التركي والسعودي سيأتيان الى باريس لكن ايران لم تُدع.

 

واشنطن

وبينما تعارض الرياض اشراك طهران في المحادثات الجارية لحل الازمة السورية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، إن جولة جديدة من المحادثات الديبلوماسية قد تجرى عقب نهاية هذا الأسبوع، مقرا بأنه سيتعيّن في نهاية المطاف إشراك إيران في المحادثات في شأن انتقال سياسي في سوريا. وقال: “في مرحلة ما… نعلم أنه سيتعين إجراء مناقشات مع إيران مع قرب انتهاء انتقال سياسي هناك”. ورأى إن دور إيران في الصراع السوري ومن ذلك مساندتها للأسد و”حزب الله” اللبناني غير مفيد.

 

ألمانيا

وفي برلين، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر أمس، بأن الحكومة الألمانية لا تتخيّل أي سيناريو يلعب فيه الأسد دورا في حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة.

وقال: “على حد علمي هناك لاعبون كثيرون وقوى كثيرة في المنطقة بما في ذلك تركيا والسعودية ودول خليجية أخرى لا يتخيلون هذا الأمر. ونحن لا يمكننا أيضا ان نتخيّل أن يكون الأسد جزءا من حكومة انتقالية بسلطات كاملة”. وأضاف إن الأسد مسؤول عن “جرائم وسلوكيات وحشية في الحرب”، مقراً بأنه “لا نعرف من سيخلف الأسد”.

 

“داعش” يتفنن في الاعدام

وعلى الارض، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان جهاديي “داعش” أقدموا على اعدام ثلاثة اشخاص في المدينة الاثرية بتدمر في وسط سوريا من طريق تقييدهم بثلاثة اعمدة وتفجيرها بهم.

وقال ان التنظيم المتطرف “أقدم على تفجير أعمدة في المدينة الأثرية بتدمر”، وان “عناصر التنظيم عمدوا إلى ربط ثلاثة أشخاص، كانوا معتقلين لديه، وقيدوهم إلى الأعمدة في القسم الأثري من تدمر، وقاموا بإعدامهم من طريق تفجير هذه الأعمدة”.

 

الأسد ناقش وبن علوي الأفكار المطروحة لحل الأزمة السورية “الجيش الحر” يُطالب روسيا بالتوقّف عن شنّ غارات على مواقعه

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، سانا)

استقبل الرئيس السوري بشار الاسد امس وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي الذي بات المسؤول العربي الارفع مستوى يزور سوريا منذ اربعة اعوام. ومع هذا المعطى السياسي الجديد، استمرت الجبهات مشتعلة في اكثر من محافظة وواصل الطيران الروسي غاراته على عدد من المواقع .

 

أفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” انه تخلل لقاء الاسد وبن علوي “بحث في العلاقات الثنائية بين سوريا وسلطنة عمان وحرص قيادتي البلدين على مواصلة التعاون والتنسيق بينهما بما يساهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين ويخدم أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على مصالح شعوبها. كما بحث في تطورات الأوضاع في المنطقة ولا سيما منها الحرب على الإرهاب في سوريا والأفكار المطروحة إقليميا ودوليا للمساعدة في إيجاد حل للأزمة في سوريا”.

واضافت ان الاسد “عبر عن تقدير الشعب السوري لمواقف سلطنة عمان تجاه سوريا وترحيبه بالجهود الصادقة التي تبذلها لمساعدة السوريين في تحقيق تطلعاتهم بما يضع حدا لمعاناتهم من الإرهاب ويحفظ سيادة البلاد ووحدة أراضيها مشددا على أن القضاء على الإرهاب سيسهم في نجاح أي مسار سياسي في سوريا”.

وأوضحت ان بن علوي “أكد حرص سلطنة عمان على وحدة سوريا واستقرارها مشيرا إلى أن بلاده مستمرة في بذل كل مسعى ممكن للمساعدة في إيجاد حل ينهي الأزمة في سوريا”.

واشارت الى انه “في الإطار ذاته بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مع بن علوي تطورات الأزمة في سوريا وضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب”.

ويذكر ان المعلم كان التقى بن علوي في مسقط في 6 آب الماضي.

 

العمليات العسكرية

وعلى الصعيد العسكري، صرح ناطق عسكري باسم الجيش السوري بأن “وحدات الجيش والقوات المسلحة تتابع عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية بإسناد جوي كثيف ومركز في المنطقة الوسطى والجنوبية والشمالية وريف اللاذقية الشمالي ودير الزور”.

وقال أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل عملياتها في حرستا ومزارع نولة في الغوطة الشرقية بريف دمشق وتوسع نطاق سيطرتها في المنطقة وتقضي على عدد من الإرهابيين وتدمر أسلحتهم وعتادهم”.

واضاف: “إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل عملياتها بنجاح على اتجاه جب الأحمر ومحور سلمى بريف اللاذقية الشمالي وتسيطر على عدد من التلال والنقاط الحاكمة في المنطقة”. و”تتابع وحدات من الجيش والقوات المسلحة عملياتها القتالية في ريف حلب الجنوبي وتسيطر على 50 قرية ومزرعة وعدد من الهيئات الحاكمة في مساحة تبلغ أكثر من 120 كيلومترا مربعا وتواصل ملاحقة فلول التنظيمات الارهابية في منطقة العمليات وتعلن منطقتي الوضيحي والحدادين مناطق آمنة وتدعو المواطنين للعودة إلى مساكنهم”.

وأعلن “أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحبطت محاولات تسلل متكررة لتنظيم داعش الإرهابي ودمرت له ثلاث عربات مفخخة قبل وصولها إلى إحدى النقاط العسكرية في الجفرة في دير الزور وكبدته خسائر فادحة بالأفراد والعتاد”. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية إن طائراتها نفذت 164 طلعة جوية وضربت 285 هدفا لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش” و”جبهة النصرة” في سوريا خلال الأيام الثلاثة الاخيرة. وقالت

أن الطائرات الروسية نفذت 59 طلعة جوية خلال الساعات الـ24 الاخيرة وأصابت 94 هدفا في محافظات حماه وإدلب واللاذقية ودمشق وحلب ودير الزور.

ونفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تقريرا لمنظمة “هيومان رايتس ووتش” التي تتخذ نيويورك مقراً لها مفاده أن الطائرات الروسية في سوريا ربما قتلت 59 مدنيا بينهم 33 طفلا في شمال حمص، معتبرا التقرير خدعة إعلامية.

وقال: “في الأيام القليلة الأخيرة لاحظنا عددا كبيرا من الخداع الإعلامي والبيانات المتعمدة التي تتعلق بعواقب الحملة الجوية العسكرية الروسية في سوريا… أعتقد أن هذا التقرير منها”.

 

“الجيش السوري الحر”

من جهة أخرى، شكك تحالف لمجموعات مرتبطة بـ”الجيش السوري الحر” في جنوب سوريا في اقتراح روسي لمساعدة مقاتلي المعارضة ورأى إن على موسكو أن تتوقف عن قصف المقاتلين والمدنيين وسحب دعمها للرئيس بشار الأسد.

وصرح الناطق باسم “الجبهة الجنوبية” لـ”الجيش السوري الحر” عصام الريس: “كلماتهم ليست مثل أفعالهم… كيف يمكننا الحديث معهم بينما يضربوننا؟” وقال أنه لا اتصال بين المقاتلين والروس ليوضح تصريحا سابقاً لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” جاء فيه إن المقاتلين لم يرفضوا عرضا روسيا. وأكد ان “لا عرض. ولا اتصال”.

وعبر الريس بالانكليزية: “لا نحتاج الى المساعدة الآن. ينبغي أن يكفوا عن مهاجمة قواعدنا وبعدها نتحدث عن التعاون في المستقبل”.

وتشبه تصريحاته وجهات نظر جماعات سورية أخرى في شأن التصريحات الروسية في ظل شكوك معارضي الأسد في أن موسكو تعمل فقط لتعزيز حليفها.

وتقع المناطق التي تنشط فيها “الجبهة الجنوبية” قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل ولم تستهدفها الغارات الجوية الروسية، لكنها منطقة يخوض فيها المقاتلون معارك متواصلة ضد الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه.

 

الاكراد

واتهم المقاتلون الاكراد في سوريا الجيش التركي باطلاق النار في نهاية الاسبوع على مواقعهم قرب الحدود مع تركيا في حادث لم تؤكده الحكومة التركية حتى الان.

وقالت “وحدات حماية الشعب” الكردية في بيان ان “الجيش التركي استهدف امس (السبت) وصباح 25 تشرين الاول (الاحد) مواقع لوحداتنا على طول الحدود عند تل ابيض”.

وفي حزيران، استعادت ميليشيات حزب الاتحاد الديموقراطي (اكراد سوريا) السيطرة على تل ابيض من مقاتلي “داعش” بعد معارك دامت اسابيع.

وردا على سؤال، قال مسؤول تركي طلب عدم ذكر اسمه ان بلاده تحقق في الادعاءات الكردية.

وتعتبر الحكومة التركية هذه الميليشيات الجناح السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” الذي يعد منظمة “ارهابية” بدأت تمردا على اراضيها منذ 1984.

 

سكان دمشق يأملون أن تساهم الضربات الروسية في انهاء الحرب

دمشق- (أ ف ب): عدل فراس كيواني في الوقت الراهن عن قرار الهجرة من سوريا بسبب النزاع المستمر، بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع الميدانية في البلاد على ضوء الضربات الجوية التي تشنها روسيا منذ نهاية الشهر الماضي.

 

فراس هو أحد الشبان الذين دفعتهم تطورات النزاع الذي تشهده سوريا منذ نحو خمس سنوات الى التفكير بالهجرة، حتى قبل انهاء تحصيله الجامعي في اختصاص الاقتصاد. لكن يبدو ان التطورات الميدانية منذ مطلع الشهر الحالي ساهمت في رفع معنوياته وتجميد قراره.

 

ويقول فراس (20 عاما) وهو يجلس مع اصدقائه حول طاولة في مقهى الكمال الذي لا يغلق ابوابه ليلا نهارا في دمشق “بات الوضع الآن أفضل بكثير. جمّدتُ فكرة السفر حاليا حتى أرى تطورات الوضع الميداني”.

 

ويوضح “في الفترة الماضية شعرت بالخوف والإحباط وخططت مع أصدقائي للهجرة، لكن مع بدء الضربات الروسية عاد الجيش ليتقدم وهذا امر إيجابي”.

 

وبدأت موسكو، حليفة دمشق التقليدية التي وفرت لها دعما سياسيا ودبلوماسيا منذ بدء النزاع العام 2011، شن ضربات جوية في سوريا منذ 30 ايلول/ سبتمبر دعما للجيش السوري.

 

ولا يقتصر الشعور بالتفاؤل على فراس وحده، اذ يشاطره العديد من الدمشقيين هذا الانطباع، وخصوصا القاطنين في مناطق تحت سيطرة قوات النظام.

 

في العاصمة، تزدحم الأماكن العامة والمقاهي بروادها من الشبان والرجال حتى ساعات متأخرة من الليل. يتبادلون الاحاديث والاخبار حول تقدم الجيش ومواصفات الطائرات الروسية التي تسانده.

 

ويحلو لخالد لبواني (48 عاما) الحديث باسهاب عن ما يصفه بـ”عاصفة السوخوي”، في اشارة الى الطائرات الروسية من طراز سوخوي التي تشارك في استهداف مواقع “المجموعات الارهابية” وفق ما تعلن موسكو.

 

يقصد خالد يوميا مقهى الروضة قرب البرلمان السوري وسط العاصمة، حيث يقضي وقته في اللهو بورق اللعب مع اصدقائه، بعدما فقد عمله وتدمر منزله بفعل المعارك المستمرة في مدينة عربين في منطقة الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة في محافظة دمشق.

 

وبرغم رؤيته الايجابية للدور الروسي، يعتقد خالد ان موسكو تدخلت في سوريا دفاعا عن مصالحها بالدرجة الاولى.

 

ويقول لوكالة فرانس برس “التدخل الروسي الحالي إيجابي لأنه يعزّز سلطة الدولة في وجه المسلحين”.

 

ويضيف بعد ان يأخذ نفسا عميقا من نرجيلته “لكني أرفض تسمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأبو علي كما يطلق عليه اصدقائي، لأن روسيا تدخلت من أجل مصالحها الخاصة”.

 

ويطلق المؤيدون للنظام السوري تسمية “أبو علي” على الرئيس الروسي كنوع من المحاباة، وهي تسمية شائعة بين الأوساط العلوية المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، لا سيما في المناطق الساحلية.

 

في مقهى آخر في دمشق، يجلس محمد وسيم الخالدي وهو رجل في الثلاثينيات مع احد اصدقائه ويكثر المزاح حول التطورات السياسية الاخيرة. يقول “التدخل الروسي جاء في وقته، خصوصا ان الجيش السوري تعب في الفترة الاخيرة”.

 

وكان الرئيس السوري اقر قبل اشهر ان “العقبة التي تقف في وجه القوات” مرتبطة اساسا “بمشكلة تعب” نتيجة سنوات الحرب الطويلة.

 

ويضيف الخالدي “لم يكن هناك تقدم كبير للجيش قبل التدخل الروسي (…) أما اليوم فنسمع في الأخبار أن الجيش يدخل إلى داريا (ريف دمشق) وحمص (وسط) وحلب (شمال)”.

 

وتوفر الطائرات الحربية الروسية منذ 7 تشرين الاول/ أكتوبر غطاء جويا لعمليات برية متزامنة يقودها الجيش السوري في محافظات عدة وتحديدا في وسط وشمال وغرب البلاد.

 

وزادت متابعة المواطنين لآخر الاخبار الميدانية في سوريا بعد تصدر الغارات الروسية نشرات الاخبار والصفحات الاولى في المطبوعات اليومية.

 

وفي مشهد متكرر يوميا، ترتفع رؤوس المارة في شوارع دمشق فور سماع او معاينة طائرة تحلق في اجواء العاصمة، ليبدأوا بعد ذلك السؤال اذا كانت الطائرة روسية ام تابعة للسلاح الجوي السوري.

 

وفي موازاة التفاؤل الذي يبديه العديد من الدمشقيين، لا يخفي البعض الاخر تخوفهم من تداعيات الانفتاح الروسي العسكري الكبير على سوريا ويتساءلون عما ستكون عليه كلفة هذه المساعدة.

 

ويقول المحامي أنس جودة (40 عاما) لوكالة فرانس برس “التعاون العسكري الروسي اليوم ضروري لتثبيت الدولة السورية، لكن المشكلة تكمن في حال عدم استثمار ذلك سياسيا في المستقبل، والا سنذهب إلى معارك أخرى”.

 

ويرى جودة المقيم في منطقة المزة غرب العاصمة، أن “الصراع الحقيقي ليس على سوريا بل على الهيمنة، وهو صراع في الأساس بين أميركا وروسيا لكنه يجري اليوم على الأراضي السورية”.

 

ويضيف “تعيرنا روسيا اليوم قوتها العسكرية”، مستدركا في الوقت ذاته ان “ثوب العيرة ما بدفّي”، وفق المثل الشعبي السوري.

 

ويزدحم سوق الحميدية أشهر الأسواق الشعبية في دمشق بالباعة والزبائن وعابري السبيل. وامام متجر والده المخصص لبيع الادوات المنزلية، يعتبر عبد الرحمن شاكر (23 عاما)، وهو طالب في كلية الاقتصاد، انه “من الطبيعي أن يكون لأي دولة أهداف استراتيجية قبل أن تدعم عسكريا دولة أخرى”.

 

ويتابع “عين روسيا على الغاز، لكن الأهم ما نريده نحن، وما سنجنيه بأقل خسائر ممكنة”.

 

ويقول هذا الشاب الملتحي الذي يضع نظارات شمسية وقبعة بيضاء “لسنا في أحسن أحوالنا الميدانية، وخياراتنا ليست كثيرة، لذلك فالخيار الروسي يعد الأفضل حاليا بين تلك المتاحة”.

 

اما خالد لبواني فيقول باختصار وحزم “ما يهمنا حاليا هو الحل، نريد لهذه الحرب أن تنتهي”.

 

تنظيم الدولة يعدم ثلاثة أشخاص بتفجير اعمدة في تدمر

بيروت- (أ ف ب): قام جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية بإعدام ثلاثة اشخاص في المدينة الاثرية بتدمر في وسط سوريا عبر تقييدهم بثلاثة اعمدة وتفجيرها بهم، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان مساء الاثنين.

 

وقال المرصد في بريد الكتروني أن التنظيم المتطرف “أقدم على تفجير أعمدة في المدينة الأثرية بتدمر”، لافتا الى ان “عناصر التنظيم عمدوا إلى ربط ثلاثة أشخاص، كانوا معتقلين لديه، وقيدوهم إلى الأعمدة في القسم الأثري من تدمر، وقاموا بإعدامهم عن طريق تفجير هذه الأعمدة”.

 

من جهته قال خالد الحمصي وهو ناشط من تدمر لوكالة فرانس برس ان عملية الاعدام “تمت بدون حضور احد. تم تدمير الاعمدة ومنعوا (الجهاديون) الناس من التوجه إلى المنطقة”.

 

وبحسب المرصد فان “هذه المرة الأولى التي يقوم فيها التنظيم بإعدام أشخاص بهذه الطريقة”، مذكرا بان التنظيم الجهادي “عمد في الأشهر الأخيرة إلى اختلاق طرق جديدة في الإعدام، منها دهس عنصر من قوات النظام بالدبابة، ردا على دهسه جنود الدولة الإسلامية بدبابته وهم أموات، إضافة إلى إعدام أشخاص بعد إجبارهم على حفر قبورهم بيدهم وطرق أخرى أعدم التنظيم ضحاياه بها”.

 

وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية في 21 ايار/ مايو على مدينة تدمر المدرجة على قائمة منظمة يونيسكو للتراث العالمي والواقعة في محافظة حمص (وسط) وقد عمد مذاك الى تدمير العديد من معالمها وآخرها تفجيره قوس النصر الشهير.

 

واثار تفجير التنظيم عددا من المواقع الاثرية في المدينة تنديدا عالميا.

 

وكان التنظيم دمر في في آب/ اغسطس معبدي بعل شمين وبل الاثريين في المدينة القديمة، بالاضافة الى تدميره في تموز/ يوليو تمثال اسد اثينا الشهير الذي كان موجودا عند مدخل متحف تدمر.

 

وتشهد سوريا نزاعا بدأ في منتصف اذار/ مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 240 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

 

باريس تستضيف اليوم اجتماعا لحل الأزمة السورية بدون روسيا وإيران

ألمانيا لا ترى دورا للأسد في حكومة انتقالية ووزير الخارجية العُماني يلتقيه في دمشق

عواصم ـ وكالات ـ لندن «القدس العربي» ـ من احمد المصري: تستضيف فرنسا اليوم الثلاثاء اجتماعا وزاريا لحل الأزمة السورية يضم وزراء خارجية كل من المانيا وبريطانيا وأمريكا والسعودية وتركيا ودول أخرى ليس من بينها روسيا او إيران.

ويأتي هذا الاجتماع قبيل اجتماع سيعقد في 30 تشرين الاول/ اكتوبر الجاري في فيينا بين وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وروسيا سعيا لإيجاد حل للأزمة السورية.

وكان وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس قال الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي مشترك مع الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا «دعوت الأسبوع المقبل إلى باريس (…) أصدقاءنا الألماني والبريطاني والسعودي والأمريكي وآخرين (…) في محاولة للسير بالأمور قدما»، مضيفا أن «ما يهم هو التمكن من أيجاد حل سياسي» في سوريا.

وسئل فابيوس عما إذا كان نظيره الروسي سيرغي لافروف سيحضر الاجتماع المقبل في باريس فأجاب «كلا، لا أعتقد. هناك اجتماعات أخرى سنعمل فيها مع الروس».

وأضاف فابيوس «ينبغي القيام باللازم ليكف نظام (الرئيس بشار الأسد) عن قصف المدنيين»، لذا «ستعرض فرنسا في الأيام المقبلة قرارا في مجلس الأمن الدولي لحظر ما نسميه (البراميل المتفجرة)».

إلى ذلك استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس الاثنين وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي، في زيارة نادرة لمسؤول خليجي إلى سوريا منذ بدء النزاع عام 2011، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».

وقالت الوكالة إن الطرفين بحثا خلال اللقاء «تطورات الأوضاع في المنطقة ولا سيما الحرب على الإرهاب في سوريا والأفكار المطروحة إقليميا ودوليا للمساعدة في إيجاد حل للأزمة في سوريا».

وأكدا حرصهما «على مواصلة التعاون والتنسيق بينهما بما يساهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين ويخدم أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على مصالح شعوبها».

وعبر الأسد وفق وكالة «سانا»، عن «تقدير الشعب السوري لمواقف سلطنة عمان تجاه سوريا وترحيبه بالجهود الصادقة التي تبذلها لمساعدة السوريين في تحقيق تطلعاتهم بما يضع حدا لمعاناتهم من الإرهاب ويحفظ سيادة البلاد ووحدة أراضيها».

وجدد الإشارة إلى أن «القضاء على الإرهاب سيسهم في نجاح أي مسار سياسي في سوريا».

وأكد بن علوي من جهته «حرص سلطنة عمان على وحدة سوريا واستقرارها»، مشيرا إلى أن بلاده «مستمرة في بذل كل مسعى ممكن للمساعدة في إيجاد حل ينهي الأزمة في سوريا».

ولم تقطع سلطنة عمان علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع دمشق كما فعلت باقي الدول الخليجية.

وتأتي زيارة بن علوي لدمشق بعد زيارة مماثلة أجراها وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم لمسقط في آب/اغسطس الماضي.

والتقى بن علوي نظيره السوري الاثنين في دمشق وبحث معه «تطورات الأزمة في سوريا وضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب».

من جهة أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس الاثنين إن الحكومة الألمانية لا تتخيل أي سيناريو يلعب فيه الرئيس السوري بشار الأسد دورا في حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة.

وتابع مارتن شيفر في مؤتمر صحافي حكومي «على حد علمي هناك لاعبون كثيرون وقوى كثيرة في المنطقة بما في ذلك تركيا والسعودية ودول خليجية أخرى لا تتخيل هذا الأمر ونحن لا يمكننا تخيل أيضا أن يكون الأسد جزءا من حكومة انتقالية بسلطات كاملة.»

وقال شيفر إن الأسد مسؤول عن «جرائم وسلوكيات وحشية في الحرب» في سوريا خلال الأربعة أعوام ونصف العام الماضية، مضيفا «لا نعرف من سيخلف الأسد».

 

الجيش الروسي يعلن قصف 94 هدفا في سوريا خلال 24 ساعة و«الجيش الحر» يقول إنه لم يرفض الدعم العسكري الروسي

عواصم ـ وكالات: أعلن الجيش الروسي الاثنين انه ضرب 94 هدفا «إرهابيا» خلال 24 ساعة في سوريا ما يشكل رقما قياسيا للضربات في يوم واحد، منذ بدء الضربات الروسية في 30 أيلول/سبتمبر.

وقامت الطائرات الروسية بـ59 طلعة جوية وضربت 94 هدفا في 24 ساعة في محافظات حماة (وسط) وإدلب (شمال غرب) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال غرب) وفي ضواحي العاصمة دمشق، بحسب وزارة الدفاع الروسية. وقال الجيش انه قصف إجمالي 285 هدفا في الأيام الثلاثة الماضية.

إلى ذلك قال تحالف لمجموعات مرتبطة بـ «الجيش السوري الحر» في جنوب سوريا أمس الاثنين إنه متشكك في اقتراح روسي لمساعدة مقاتلي المعارضة وإن على موسكو أن تتوقف عن قصف المقاتلين والمدنيين وسحب دعمها للرئيس بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم السبت إن القوات الجوية الروسية التي تقصف مقاتلين في سوريا منذ 30 أيلول/سبتمبر ستكون على استعداد لمساعدة المعارضة السورية «الوطنية».

وقال عصام الريس المتحدث باسم الجبهة الجنوبية لـ «الجيش السوري الحر»، «كلماتهم ليست مثل أفعالهم.. كيف يمكننا الحديث معهم بينما يضربوننا؟».

وقصف الطيران الروسي عددا من المجموعات المقاتلة المرتبطة بـ «الجيش السوري الحر» في مناطق شمالية منذ تدخلت موسكو في الحرب لصالح الأسد. وتقدم القوات الجوية الروسية غطاء جويا لعدد من الهجمات البرية الكبرى التي ينفذها الجيش السوري وحلفاؤه من مقاتلي جماعة «حزب الله».

وأضاف الريس أنه لا يوجد اتصال بين المقاتلين والروس ليوضح تصريحا سابقا لـ»بي.بي.سي» قال فيه إن المقاتلين لم يرفضوا عرضا روسيا. وقال «لا يوجد عرض. ولا يوجد اتصال.»

وقال في مقابلته مع «بي.بي.سي» باللغة الانكليزية «لا نحتاج للمساعدة الآن. ينبغي أن يكفوا عن مهاجمة قواعدنا وبعدها نتحدث عن التعاون في المستقبل.»

وتشبه تصريحاته وجهات نظر جماعات سورية أخرى بشأن التصريحات الروسية في ظل شكوك معارضي الأسد بأن موسكو تعمل فقط لتعزيز حليفها.

وتقع المناطق التي تنشط فيها الجبهة الجنوبية قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل ولم تستهدفها الضربات الجوية الروسية، لكنها منطقة يخوض فيها المقاتلون معارك متواصلة ضد الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه.

والجبهة الجنوبية هي تحالف فضفاض لمجموعات تلقى بعضها مساعدات عسكرية من أعداء الأسد الأجانب. ويقود معظمها ضباط سابقون في الجيش السوري وتتبنى أيديولوجية قومية.

لكن نفوذ هذه الجماعات تراجع في معظم أنحاء سوريا أمام الجهاديين، بما في ذلك «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» وتنظيم «الدولة» وهو الهدف المعلن للتدخل الروسي في الحرب.

 

صحف غربية تتهم الغزو الأنكلو ـ أمريكي للعراق بغذية النعرات الطائفية وخلق التربة لولادة الجهاديين

بلير ليس بحاجة للاعتذار فما قاله وسيقوله لن يغير الحقيقة… العراق إرثه وسيلاحقه إلى قبره

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: اعتذر أم لم يعتذر، سيظل غزو العراق وصمة عار في تاريخ رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

وقد قيل الكثير عن مقابلته مع شبكة أنباء «سي أن أن» الأمريكية التي اعترف فيها بخطأ المعلومات الأمنية وأثر الغزو الذي جلب في النهاية «تنظيم الدولة».

لكن علينا أن لا نصدق بلير الذي عجز طوال ثماني سنوات من العمل ممثلا للرباعية الدولية في فلسطين عن المساهمة في حل أطول احتلال في التاريخ.

ولا بد من وجه آخر النظر للاعتراف/الاعتذار من خلال ما سيقوله سير جون تشيلكوت الذي يحقق في الظروف التي قادت بريطانيا للحرب.

ويرى المعلقون أن ما صدر من تصريحات أو اعتذار جزئي في مقابلته مع المعلق المعروف فريد زكريا هي «محاولة وقائية» لإحباط ما يمكن أن يصدر عن السير تشيلكوت من انتقادات حول مسؤولية بلير عن الغزو وفشله مع الأمريكيين في التخطيط لما بعد الحرب.

وهو ما التفتت إليه نيكولا ستريجن، وزيرة اسكتلندا، حيث قالت إن «آلة غزل» بلير بدأت بالتحرك لنسج حكاية تغطي على الحقيقة «في الوقت الذي ينتظر فيه كل البلد معرفة الحقيقة».

 

انتقادات

 

ومن المتوقع أن ينتقد تقرير تشيلكوت المعلومات الأمنية التي بنى عليها بلير وحكومته مبرر الدخول للحرب. فقد قالت المعلومات الأمنية أن صدام حسين بمقدوره ضرب بريطانيا في مدى 45 دقيقة.

ويرى مينزي كامبل، زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين السابق أنه «مهما قال بلير أو أي انتقاد له في تقرير تشيلكوت، فقد توصل الناس للحقيقة منذ زمن طويل. واعترافه الجزئي من أن التدخل العسكري ضد صدام حسين ساهم في زعزعة استقرار الشرق الأوسط لن يؤثر كثيرا على مواقف الرأي العام وأنه اتخذ قرارا خاطئا». وأضاف «الحقيقة المحتومة هي أن العراق سيظل إرثه وستنقش على ضريحه».

وكان بلير يتحدث مع زكريا كجزء من برنامج الشبكة «الطريق الطويل إلى جهنم: أمريكا في العراق» وعرض ليلة أمس. ويحضر سير تشيلكوت لنشر تقريره وسيعلن خلال الأيام المقبلة عن الجدول الزمني لصدوره.

وكتب لكل المشاركين حتى يسمح لهم بالرد على ما ورد من نقد ضدهم قبل نشر التحقيق بالكامل.

واتفق معظم المعلقين مع بلير على انه من دون غزو العراق لم يكن «تنظيم الدولة» ليظهر.

ويعتبر اعترافه تطورا في موقفه، فحتى اليوم السابق رفض بلير الربط بين الإطاحة بصدام وصعود الجهاديين.

فقد بنى مبرراته للغزو على فكرة حرمان الجهاديين من منطقة للعمل في العراق ومنع الرئيس العراقي السابق من استخدامهم كقوات وكيلة وضرب الغرب.

 

كيف صعدوا؟

 

وأثبتت السنوات الـ12 الماضية خطل وخطأ المبررين. فخلال ستة أشهر من الغزو أرسلت القوات البريطانية الخاصة لقتال الجهاديين الذين تمركزوا في الرمادي، محافظة الأنبار. وكانوا في البداية مجموعة من الجهاديين الأجانب الذين تعاونوا مع السنة الغاضبين ثم جاءت الدول الإسلامية في العراق (القاعدة) وتحولت منذ منتصف عام 2013 إلى «تنظيم الدولة» في العراق والشام.

ويرى مراسل صحيفة «الغارديان» مارتن شولوف أن مطالب الجهاديين ظلت متناسقة وتقوم على اتهام بريطانيا والولايات بتغيير النظام في المنطقة وفتح المجال أمام طائفة أخرى للحكم، وبالتالي صعود النفوذ الإيراني في العراق.

ويقول إن السنة رأوا، صوابا أو خطأ، في قرار بلير الانضمام إلى جورج دبليو بوش بأنه كان نقطة محورية فتحت الباب أمام النفوذ الفارسي في المنطقة. ويشيرون في هذا السياق إلى سلسلة من الإجراءات التي تؤكد رؤيتهم، مثل حل الجيش واجتثاث البعث، السياسة التي أصبحت وسيلة ليس لمعاقبة البعث ولكن لاضطهاد السنة.

ويضاف إلى مظالم السنة فقد ساهمت صور التعذيب التي خرجت من سجن أبو غريب في صعود «تنظيم الدولة».

ويقول قادة بارزون في الدوائر الجهادية إن صور التعذيب كانت وسيلة مهمة للتجنيد، كما تحولت السجون التي أقامها الأمريكيون لجامعة يتخرج منها الجهاديون مثل معسكر بوكا- جنوب العراق.

ونقل شولوف عن قيادي في «تنظيم الدولة» قوله لو لم يكن هناك سجن بوكا، لما كان هناك «تنظيم الدولة» اليوم «فلم يكن من الممكن أن نلتقي كلنا مرة واحدة في بغداد أو أي مكان آخر»، «كان مستحيلا وخطيرا أما هنا فقد كان الوضع آمن وكانت قيادة القاعدة لا تبعد عنا سوى أمتار قليلة».

وعندما غرق العراق في دوامة الطائفية من بداية عام 2005 تشدد كل طرف ، ومع خروج الأمريكيين من العراق عام 2011 وبداية الربيع العربي عرف «تنظيم الدولة» كيفية الاستفادة من شعور السنة بالظلم.

ووجدت دعوات «تنظيم الدولة» لاستعادة الأمجاد السابقة قبولا من داخل القطاع السني وخارجه. وزادت من جاذبية التنظيم الأحداث في سوريا ولبنان، حيث تهيمن إيران. ولم يكن هذا ليحدث لو لم تشن حرب العراق عام 2003 كما يقول شولوف.

ولم تفت هذه الحقيقة عن السنة في العراق فبحسب جهاد محمد الذي يعيش في غرب بغداد معلقا على اعتراف بلير بأنه «واضح وأنا مستغرب لحديثه، فبدون الغزو لم يكن هناك داعش».

 

عالم غير مستقر

 

ويعلق روبرت فيسك في صحيفة «إندبندنت» أن هناك بعض الحقيقة في كلام بلير «فهذا الرجل الشقي بدأ حربا إقليمية غطت على قضية الفلسطينيين الذين لا يزالون يعانون من أطول احتلال في التاريخ الحديث».

وقال فيسك «لقد شعرت بالضيق عندما فشل بلير بتحمل مسؤولية الكارثة. ولا شك أن الظل القاتم لتقرير تشيلكوت يقف وراء هذا الاعتذار المبتور».

وأضاف «ما وجدته مثيرا للرعب في مقابلة «سي أن أن» هو الافتراض الذي يرى في الشرق الأوسط مكانا غير مستقر». ويشير في هذا السياق لمقال كتبه رامي خوري والذي علق فيه على كلام لهنري كيسنجر ورأى في الشرق الأوسط بأنه «مكان لا وجود فيه أو يتعامى فيه عن حقيقة أن نصف مليون رجل وأمرأة ممن يعيشون في تلك الدول والمجتمعات، فهؤلاء يريدون نفس الشيء الذي يريده كيسنجر للأمريكيين: مجتمعا مستقرا وشريفا حيث يعيش الناس بسلام».

ويعترف خوري بوجود الجماعات غير الدول والقومية الإثنو- طائفية إلا أن الغرب لا يرى العالم العربي إلا من خلال الرؤية الطائفية والأقليات- شيعية، مارونية أو درزية. وتتحارب هذه حربا وجودية في حرب وجودية تقوم بها جماعات مسلحة.

ويعتقد فيسك أن بلير يرى الشرق الأوسط بهذه الطريقة. بخلاف أن بلير يرى أرضا، ولكنه لا يرى شعوبا. فحقيقة أنه أطاح بصدام حسين تظهر المشكلة. نعم، استخدم النظام العراقي السابق السلاح الكيميائي، لكن جورج بوش الأب كان يدعمه عسكريا في حربه ضد إيران. وعندما شنت الحرب في عام 2003 لم تقتل الصداميين أو المعادين له ولكن عشرات الألوف من المدنيين.

ويقول إننا نعرف الضحايا بكونهم سنة أم شيعة أو موارنة «فإننا نحط من قدر هؤلاء الناس ونفرزهم ونحشرهم في صناديق» الهوية الطائفية. ولا شك أن سياسات الأمريكيين والقوى الاجنبية أسهمت في المشاكل وهزت سلام المنطقة وعلمت حياتها في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية باستثناء الحروب العربية ـ الإسرائيلية.

ولأن هذه الدول لا ترى الناس بل السياسات اختار بلير الحرب. وهي الحروب التي اختارها كيسنجر والتي ركزت على السلام بين العراق وإيران مقابل التضحية بالأكراد. وهو ما فعله الأمريكيون عندما قصفوا العراق مرة تلو الأخرى في الفترة ما بين 1991- 2003 وبعد فترة طويلة من تحرير الكويت.

وهو ما فعلوه منذ غزو العراق ولا يزال القصف مستمرا. ويعتقد فيسك أن الغرب يفشل في تحمل المسؤولية ولا يخطط لأنه لا يملك خططا طويلة الأمد.

وهذا بخلاف ما فعله تشرتشل الذي بدأ يخطط لغزو ألمانيا عام 1941 أي قبل غزو النازيين الاتحاد السوفييتي «وعندما اجتازت الدبابات نهر دجلة لم يفكر لا بوش أو بلير بما سيحدث بعد وكانا مشغولين بالتقارير الأمنية التي لا تحمل إلا عناصر من الصحة».

 

حرب الدمار

 

في تعليق على ما جاء في تصريح بلير الأخير، تعتقد صحيفة «إندبندنت» في افتتاحيتها أن اعتذار أو شبه اعتذار رئيس الوزراء الأسبق ليس بديلا عن تحقيق شامل في قرار الحرب الذي ترك عواقب وخيمة «فالنتائج الوحشية والكارثية القاتلة للغزو الأنكلو- أمريكي للعراق لا تزال واضحة في كل أنحاء الشرق الأوسط وبالتأكيد في العالم».

وتشير للهلال العظيم من المشاكل الذي يمتد من نيجيريا إلى الصومال وأفغانستان وأبعد منها».

وتعتقد الصحيفة أن نتائح حرب بوش- بلير تركت آثارها الدولية، فهي وإن لم تكن حربا ثالثة إلا أنها ومن خلال ما خلقته من أعداء ألداء وما دمرته من أمم ومدن وما ولدته من هجرات جماعية للسكان يمكن اعتبارها وبالتأكيد حربا دولية.

ويمكننا اليوم متابعة أصل هذه الحرب من خلال الأحاديث الخاصة التي تمت بين بوش وبلير في منتجع كامب ديفيد، وبالتالي رد نهب سوريا وهجرة العراقيين والسوريين لتلك الحادثة.

ورأت في مسارعة بلير للحديث، قبل الإعلان عن الجدول الزمني لنشر تقرير تشيلكوت الذي طال انتظاره، تخليا منه عن براعته في المناورة، وتبريره شرعية الحرب بالإطاحة بنظام صدام حسين لا يبرر في النهاية حربا غير شرعية.

وتعتقد الصحيفة أن وزير الخارجية روبن كوك والذي استقال احتجاجا على حرب العراق كان محقا، فلو ترك صدام محبوسا في قفص المناطق ذات الحظر الجوي لما خسر الملايين أرواحهم. صحيح، بلير محق عندما يقول أن الربيع العربي كان سيحدث إضطرابات بحرب العراق أو بدونها لكن مع الانهيار الذي أصاب ذلك البلد، فمن الصعوبة عليه إنكار أن الربيع العربي ربما أعطى نتيجة أفضل لو لم يتم غزو العراق.

فلم يكن صعود «تنظيم الدولة» محتوما ولكنه جاء نتيجة لحرب لم يتم التخطيط لها جيدا ولا يمكن الانتصار بها، وهي التي عرفت بـ «الحرب على الإرهاب» وهي التي سمحت لطالبان بالعودة من جديد في أفغانستان.

وتعتقد الصحيفة أن «التاريخ الحديث مهم لأنه عن تحقيق نوع من العدالة للمدنيين والجنود الذين فقدوا أرواحهم». و»مهما قاله بلير فلن يحمي على المدى القريب ولا لاجئ واحد من الغرق في البحر المتوسط أو من التجمد في مخيمات اللاجئين في جبال لبنان وبعلبك. ولن يمنع من اغتصاب النساء على يد بوكو حرام أو داعش أو حركة الشباب الإسلامي ولن يمنع من محاولات إبادة الأقليات وانتهاك حقوق الإنسان وتدمير التراث الثقافي.

ويجب أن لا تمنعنا أحداث عام 2003 من اتخاذ الأفعال الآن. ورغم مساعدة تقرير تشيلكوت لنا على فهم ما جرى لكن ما «نحتاجه» أي الغرب هو السياسات الصحيحة والأفكار والمصادر المالية والأمنية والسياسية. كانت القضية بالنسبة لبلير وبوش واضحة لكنهما لم يفعلا ما يجب حتى تكتمل المهمة. ولدى بلير عادة في الاتكاء على التاريخ وتركه لكي يحكم عليه.

ولن ينتظر طويلا حسب صحيفة «دايلي تلغراف» التي قالت في افتتاحيتها. وقللت الصحيفة من أهمية ما نظر إليه اعتذار عن الغزو «ولم يكن أعتذارا من أي نوع ولم تكن لحظة «فروست/نيكسون»، وبالتأكيد يشعر أنه ليس بحاجة لتقديم اعتذار لأنه مقتنع بأن ما فعله كان صحيحا.

وتعلق الصحيفة على رفض بلير الاعتذار عن الإطاحة بصدام حسين، إلا أن التخلص من الزعيم العراقي كان نتيجة للحرب وليس المنطق الذي دفعها. فقد أكد بلير مرارا وتكرارا للنواب أن سبب دعمه لقرار بوش جاء لتأكيد القانون الدولي الذي رفض صدام حسين الرضوخ له، خاصة فيما يتعلق بقرارات مجلس الأمن حول برنامج التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل.

ورغم كل هذا فالأدلة تشير إلى تعهد رئيس الوزراء السابق لدعم بوش قبل عام من الغزو كما كشفت الرسائل الإلكترونية لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وتعتقد الصحيفة أن تصريحات بلير الأخيرة مرتبطة بالتأكيد بملف تشيلكوت، فهو الشخصية الرئيسية فيه وربما اطلع على الفقرات المتعلقة به ويريد والحالة هذه، أي بلير، تحضير الأجواء للدفاع عن سمعته.

وترى أن تبرير بلير بأن العراق كان سيمضي بالطريقة نفسها التي مضت بها سوريا بعد الربيع العربي ليس موفقا، فهو يتحدث هنا عن تاريخ بديل لما حدث، ويجب عليه أن يكتب ما حدث بالفعل لا ما لم يحدث.

فعندما يتحدث بلير عن الثمن الباهظ لعدم التحرك لوقف ديكتاتور أو حرب أهلية والمضي فيما يراه تدخلا إنسانيا يتعامى عن الكثير من الحقائق ليس أقلها الإجابة على ما سيحدث لاحقا، وهذا هو جوهر نقد تشيلكوت له، فقراره مع بوش أدى لخروج الجني من القمقم ولم يكن بقدرة أي منهما إعادته لمكانه غير الحديث عن المهمة المتعجلة وإعلان ان «المهمة أنجزت» وهو إعلان أدى لمقتل الملايين وتدمير المجتمعات.

فلم يقاتل العراقيون الأمريكيين أو البريطانيين لأنهم أطاحوا بصدام، ولكن لاحتلالهم العراق وهي الحرب التي دمرت البلاد وفتحت الباب أمام دخول تنظيم «القاعدة».

وكما يعلق باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت» فتصريحات بلير عن الغزو وما جرى في الشرق الأوسط منذئذ تنقصها الخبرة والمعلومات الصحيحة وتبدو متحيزة وكأن الرجل المعروف بذكائه بات أسيرا ومشلولا للقرار الذي أدى به إلى هناك.

ويتناقض موقفه حول العراق مع فهمه للأزمة في أيرلندا التي تحدث عنها بوضوح في مذكراته، فالقوة في أيرلندا تحولت لضعف في العراق والمرونة تحولت إلى جمود.

 

بعد هدنته مع «حي القدم» جنوب دمشق: تنظيم «الدولة» يتمدد باتجاه البلدات المهادنة والفصائل تستنفر

حازم صلاح

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: أصدرت الفصائل العسكرية والهيئات المدنية في بلدات جنوب دمشق بيانا موحدا تؤكد فيه عزمها على قتال تنظيم «الدولة»، وإنهاء وجوده في المنطقة، وجاء في البيان «لقد عزمنا على أن يكون منهجنا في التعامل مع خوارج هذا العصر كلاب أهل النار ومن ساعدهم وساندهم هو ما أوصانا به المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في الخوارج (فاقتلوهم قتل عاد)».

وتعهد الموقعون على البيان بملاحقة الأشخاص المتعاونين مع التنظيم وخلاياه الأمنية في مناطقهم، وسيتم تطبيق العقوبة على كل من يثبت عليه التعاون مع التنظيم وستكون القتل، بحسب البيان، وذلك من بعد يوم الأحد 25/من شهر تشرين الأول الجاري، وتم تحديده كآخر مهلةٍ لتسليم المتعاونين مع التنظيم أو الخلايا الأمنية.

ووقع على البيان كل من «المكتب المركزي في يلدا»، و«مجلس أعيان بيت سحم»، و«الهيئة العمومية لبلدة ببيلا»، بالإضافة إلى «جيش الإسلام»، و«لواء شام الرسول»، و«جيش الأبابيل»، و«حركة أحرار الشام»، و»كتائب أكناف بيت المقدس».

وفي حديث خاص لـ»القدس العربي» مع «أبو أحمد» أحد الناشطين في جنوب دمشق عن أسباب صدور البيان في هذا التوقيت رغم العداء القديم بين التنظيم والفصائل العسكرية في المنطقة قال «بعد تقدم التنظيم باتجاه يلدا في الأيام القليلة الماضية وقتله لستة عناصر من «جيش الأبابيل» وتغلغل التنظيم في قطاع الأبابيل اضطرت الفصائل على الاجتماع والتوقيع على هذا البيان، وسيتم توقيع عدة اتفاقات هامة مثل الاتفاق على تفعيل دار القضاء، وتوقيع على بيان بخصوص الأمن في المنطقة».

وأضاف «أبو أحمد»: «التقدم الذي أحرزه التنظيم خطير جدا لأنه سيطر على أربعة أبنية هامة في قطاع زليخا، وفي حال أحرز تقدما آخر على المحور نفسه فسوف يصبح قريبا جدا من معبر ببيلا، وقد يسيطر عليه بنيران قناصاته، لأن هذا المعبر هو المعبر الرئيسي للمنطقة ومتنفسها الوحيد، وذلك غالبا سيؤدي إغلاق المعبر إلى إحكام الحصار على المنطقة».

ويشار إلى أن «تنظيم الدولة» ملتزم مع حي القدم بهدنة تتيح له التفرغ للقتال باتجاه ببيلا ويلدا وبيت سحم والتي تعيش في هدنة مع النظام السوري منذ شهور، وقد أوضح «أبو أحمد» أن الفصائل العاملة في هذه البلدات لم تقم بواجبها الحقيقي عندما حاول التنظيم السيطرة على حي القدم، رغم جميع المناشدات من ثوار القدم للتخفيف عنهم وفتح معارك مع التنظيم من جهة يلدا، لتستمر المعارك لأسابيع دون تحرك فعلي من هذه الفصائل لنصرة القدم وهم يعلمون جيدا أنهم جميعا أهداف للتنظيم.

وبين «أبو أحمد» أن حي القدم لم يكن ليوقع الهدنة مع التنظيم في حال وجد المساعدة والمؤازرة الحقيقية، فالمعارك الطويلة مع التنظيم أنهكت ثوار الحي الذين يرابطون على جبهات كثيرة مع النظام أيضا، إضافة لاضطرار التنظيم لتوقيع الهدنة وفتح الطريق بين القدم والبلدات المهادنة بعد خسائر كبيرة لحقت به، و ثبات غير متوقع من ثوار القدم الذين اتسمت مقاومتهم في معركتهم مع التنيظم بالمقاومة الشعبية بعيدا عن الفصائلية وشارك فيها جميع سكان الحي، مدنيين وعسكريين.

والجدير بالذكر أن «تنظيم الدولة» في جنوب دمشق يسيطر على حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك ومعظم عناصره من منطقة الحجر الأسود، إضافة إلى عناصر من بلدات الجنوب الدمشقي تركت فصائلها والتحقت به، ووجود التنظيم في الحجر الأسود ومخيم اليرموك يفصل حي القدم عن باقي بلدات الجنوب الدمشقي كببيلا، ويلدا، وبيت سحم.

 

الممثل الدائم لروسيا في مجلس الأمن فيتالي شوركين لـ «القدس العربي»: سياسة الولايات المتحدة تقوم على استدامة الصراع في سوريا

عبدالحميد صيام

نيويورك – «القدس العربي»: خارج قاعة مجلس الأمن التقى عدد قليل من مراسلي الصحف من بينها «القدس العربي» مع الممثل الدائم للاتحاد الروسي، فيتالي شوركين، ووجهنا له عددا من الأسئلة حول التدخل الروسي في سوريا فقال:

□ لقد بدأت الولايات المتحدة حملتها ضد «داعش» منذ أكثر من سنة. إن سياسة الولايات المتحدة تقوم على أساس استدامة الصراع، حيث لم ينتج عن حملة القصف هذه أي نتائج ملموسة. لقد حددوا هدفا غير قابل للتحقيق مثل إسقاط نظام الأسد. كما أنهم يقصفون من دون أن يكون هناك أثر سلبي على التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا. كانوا يعدون ما سموه «المقاتلين المعتدلين» ولكن، كما قال جنرال في الكونغرس إن أربعة أو خمسة مقاتلين بقوا مع المقاتلين المعتدلين والباقي التحقوا بالتنظيمات الإرهابية بعد سنة من التدريب وصرف نحو 500 مليون دولار. كل ذلك لم يؤد إلى أية نتائج إيجابية. مع التدخل الروسي الآن تشعر الحكومة السورية أنها في وضع أفضل وكذلك يمكن للحكومة الآن أن تقوم بما كنا نطلب منهم أن يقوموا به وخاصة في الميدان الإنساني بالإضافة إلى إمكانية التقدم على المسار السياسي.

■ هل هناك تصدع في العلاقات بين روسيا وإيران بسبب التدخل الروسي في سوريا؟

□ لا أرى هناك أي تصدع. هناك محادثات ومشاورات ونريدهم أن يكثفوا من وجودهم ومشاركتهم. هناك دول ومنها الولايات المتحدة لا يريدون أي وجود لإيران حول طاولة المفاوضات. نحن نرى العكس. يجب أن يكون لإيران دور. هم لا يؤيدون أن يشاهدوا إيران في غرفة الاجتماعات نفسها. ونحن في أحاديثنا مع الإيرانيين نرى أن لديهم أفكارا مهمة استطاعوا تطويرها خلال سنوات الصراع في سوريا والتي قد تساهم في تحقيق اختراق. فليس من المسؤولية في مكان أن يتم استبعاد إيران في العملية السياسية، ونحن منزعجون من الأمريكيين ودول أخرى لمعارضتهم للمشاركة الإيرانية المباشرة للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية.

■ إذن لا خلاف في وجهات النظر بين روسيا وإيران حول السياسة السورية؟

□ أنا لست مشاركا بشكل مباشر في هذه المباحثات. قد يكون هناك بعض فروق صغيرة في وجهات النظر بين روسيا وإيران. هذه قضية معقدة جدا ولا أستبعد أن تكون بعض الفروق. أنا لا أستطيع أن أؤكد أننا نرى كل الأشياء بالمنظار نفسه وفي كل شيء. لو قلت هذه لكان ذلك مبالغة. لكنني بعيد عن تفاصيل المشاورات لأقدم تصورا دقيقا حول المواقف.

■ اتهمت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة، سامانثا باور، القصف الروسي في سوريا بقتل 100 مدني. فكيف ترد على ذلك؟ هذه التهم باطلة؟ لقد اقتبست باور من منظمات حقوق الإنسان.

□ هذا أمر غريب. في ظل حرب من الإعلام والدعاية ضد التدخل الروسي. أود أن أؤكد أن هذا التدخل والحملة العسكرية الجوية تتم ضمن حرص شديد على عدم إلحاق أي أذى بالمدنيين. ويقدم المتحدث الرسمي العسكري الروسي تقارير يومية حول سير العمليات تؤكد أن الأهداف المقصوفة هي أهداف عسكرية تابعة للتنظيمات الإرهابية. ولماذا لم تثر نفس الأسئلة حول الحملة العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة. نحن نحاول أن ننفذ هذه الحملة بقدر عال من المسؤولية. لم أسمع أن هناك تقارير مؤكدة حول سقوط مدنيين. لا يوجد لدينا معلومات مؤكدة ومحققة. وقد نأخذ درسا من أصدقائنا الأمريكيين والذين يقولون عندما اتهموا بقتل مدنيين، «لا نستطيع أن نؤكد ذلك» وفي حالات أخرى رفضوا الحديث عن سقوط ضحايا من المدنيين. أتذكرون الحملة الجوية ضد ليبيا؟ عندما قيل لهم هناك ضحايا من المدنيين قالوا الموضوع غير ذات صلة. لقد قمنا بمهمة عظيمة وهو إسقاط نظام القذافي ولا نجد سببا للحديث عن مقتل مدنيين. إذن لا ترموا بالموضوع علينا. قد يسقط أحيانا مدنيون للأسف لكن الحرب مضى عليها وقت طويل. شيء ما لا بد أن يحدث لتغيير ديناميات الصراع. وهذا التدخل الروسي يستطيع أن يغير ديناميات الصراع.

■ بعد لقاء الرئيس بوتين بالرئسي السوري بشار الأسد، قام الرئيس بوتين بالاتصال بزعماء إيران والسعودية وتركيا. فما هي مضامين المكالمات؟ هل تستطيع أن تشاركنا بما قيل في هذه الاتصالات؟

□ لا لا أستطيع ذلك.

 

قيادي من «جبهة النصرة» بدأ مسيرته في حرب غزة وثورة مصر لينتهي في الريف الجنوبي في حلب

ياسين رائد الحلبي

حلب ـ «القدس العربي»: نعت حسابات رسمية تابعة لـ»جبهة النصرة» القيادي البارز في صفوفها «أبو سليمان المصري» وذلك بعد مقتله في الريف الجنوبي لمدينة حلب أثناء محاولة حركات جهادية وثورية إيقاف تقدم نظام بشار الأسد نحو طريق دمشق ـ حلب، ويعتبر أبو سليمان المصري من أبرز قيادات «جبهة النصرة» وكان له دور كبير بحل خلافات «جبهة النصرة» مع فصائل أخرى في ريفي حلب وإدلب.

وأكد رفاقه أن أبو سليمان قتل أثناء محاولته السيطرة على تلة القراصي في ريف حلب الجنوبي، كما أنه كان يقود مجموعات تابعة لـ»النصرة» خلال المعركة بالرغم من إصابته في القدم وعدم قدرته على السير إلا بصعوبة.

يعد أبو سليمان، بحسب رفاق في العمل العكسري، من المقاتلين «القدامى» في سوريا، قدم إلى سوريا منذ أكثر من ثلاثة سنوات تاركا خلفه بلده مصر، بعد مشاركته في الثورة ضد حكم الرئيس المصري حسني مبارك، لكن الأجواء ما بعد الثورة لم تلائمه بسبب فكره السلفي الجهادي وتوجه إلى سوريا لقتال نظام بشار الأسد.

وقالت بعض المصادر انه كان ضمن صفوف المقاتلين مع حركة «حماس» في حرب غزة، وشارك في حفر الأنفاق على حدود غزة مع مصر، إلا أنه انتقل بعدها إلى تدريس القرآن الكريم والفكر السلفي.

ويحمل محمود محمد مغاوري الملقب بـ «أبو سليمان» إجازة في علم الاجتماع والشريعة الإسلامية، تاركا خلفه اسمه الحقيقي، وناقلا معه العلوم ليكون له دور كبير في ترسيخ تنظيم «جبهة النصرة» و«القاعدة» في الشمال، وانفصل عن واقعه المصري ليكون «الشيخ أبو سليمان» أحد أهم قيادات «جبهة النصرة» في الشمال السوري.

وفي السياق فإن بعض حسابات عناصر «جبهة النصرة» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أكدت أن أبو سليمان المصري (محمود محمد مغاوري) محكوم بست إعدامات من قبل نظام عبدالفتاح السيسي في مصر، وذلك بسبب دعوته للجهاد المسلح ضد النظام علناً وسراً.

ويشتهر «أبو سليمان المصري» بمداخلاته لحل الخلافات بين الفصائل مع مجموعات جهادية حيث طالب «عمر الشيشاني» القائد العسكري لـ»تنظيم الدولة» بإطلاق سراح جميع المعتقلين من الفصائل العسكرية وذلك قبل أن يبدأ الاشتباك العسكري بين التنظيمين والذي شارك به «أبو سليمان المصري» وكان على رأس المجـموعات العسكري، بالإضافة إلى قتاله وحـدات حمـاية الشـعب الكـردية وإصابته في رأس العين السورية خلال تلك الاشتبـاكات.

يذكر أن «جبهة النصرة» بدأت عملياتها العسكرية في الريف الجنوبي ضد قوات النظام، وكانت تغيب عن الساحة الحلبية إلا أنها دخلت في المواجهة العسكرية مؤخرا وبقوة، وبدأت عملياتها بمفخخات ضربت بها قوات النظام بالقرب من خان طومان في الريف الجنوبي وقتل في بداية دخولها المعركة «أبو سليمان المصري» وذلك بعد سيطرت المجموعة التي يقودها على تلال في منطقة القراصي.

 

مخابرات الأسد في تركيا… نفوذ تاريخي متصاعد وقدرة على الاختراق والتنفيذ

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أعاد اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بالمشاركة في تفجيرات أنقرة الأخيرة فتح ملف نفوذ مخابرات الأسد في تركيا، تاريخياً في دعم الحركات الانفصالية والمعارضة المسلحة، وحديثاً في ملاحقة المعارضين والقدرة على تنفيذ عمليات أمنية وتفجيرات لزعزعة الأمن وتهديد الحكومة التركية التي دعمت الثورة والفصائل المسلحة التي تعمل على إسقاط النظام.

وفي العاشر من الشهر الحالي قتل 102 من الأشخاص وأصيب المئات في تفجير انتحاري مزدوج استهدف تجمعاً لنشطاء أكراد دعا له حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ومنظمات يسارية، واتهم أردوغان منظمات إرهابية بالتعاون مع النظام السوري بالمسؤولية عن العملية.

وقال أردوغان: «هو هجوم إرهابي جماعي، خُطط له بشكل مشترك من قبل تنظيم «داعش»، ومنظمة «بي كاكا»، ومخابرات نظام الأسد، وحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» في شمال سوريا»، وذلك بعد يومين من كشف مصادر أمنية تركية خاصة لـ«القدس العربي» أن الجهات الأمنية تحقق وبشكل مكثف في علاقة محتملة للنظام السوري بالتفجير.

المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان أكد على أن «المخابرات السورية لها نفوذ كبير في تركيا وليس فقط في بعض الأحداث الأخيرة، وإنما هو نفوذ تاريخي قديم حيث يوجد للنظام السوري حاضنة في تركيا من الطائفة العلوية على اتصال وتعاون مباشر مع الأسد».

وعن كيفية تجنيدهم، يقول أوجان: «منذ سنوات طويلة يذهب علويون أتراك للدارسة في الجامعات السورية وتقدم لهم تسهيلات كبيرة وبعضهم يتم تجنيده من خلال المخابرات خلال هذه الفترة»، مضيفاً: «بعد أحداث 2011 وحدوث موجات كبيرة من الهجرة من سوريا إلى تركيا دخل عناصر على ارتباط بالمخابرات السورية إلى الأراضي التركية وهذا أمر مؤكد».

وحول إمكانية وجود صلة مباشرة لمخابرات الأسد في تفجيرات أنقرة، يقول أوزجان: «أردوغان قال هناك صلة لمخابرات الأسد.. لا أستطيع الجزم بذلك، من الصعب وجود تنفيذ مباشر، لكن هناك عملية توزيع أدوار ربنا استخدمت المخابرات السورية عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بشكل غير مباشر من خلال اختراق أمني ونفذت العملية من خلالهم».

وفي سبتمبر/ايلول 2011 أقدمت المخابرات السورية على اختطاف المقدم السوري المنشق حسين هرموش من مدينة أنطاكيا التركية وأعادته إلى الأراضي السورية، في عملية معقدة رُجح مشاركة عناصر من المخابرات التركية ينتمون إلى الطائفة العلوية في تسهيل العملية.

وفي تطور لافت، قالت قوات الأمن التركية إنها ألقت القبض، الخميس الماضي، على محمد حاج (22 عام) «أحد عملاء جهاز المخابرات التابع لنظام الأسد في إسطنبول».

ونقل عن مصادر أمنية، أنه تم نقل محمد حاج، إلى شعبة مكافحة الإرهاب في إسطنبول، وأن التحقيقات ما زالت مستمرة مع المعتقل، موضحةً أن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن حاج اعترف بأنه يعمل مع جهاز المخابرات السورية، وأنه كان يخطط لتنفيذ أعمال إرهابية في البلاد»، وعثر بحوزته على قنابل ومتفجرات.

الصحافي السوري إبراهيم العلبي، يقول لـ«القدس العربي»: «اعتقد أنه لم ينقطع وجود خلايا ونشاطات لمخابرات الأسد في تركيا منذ 30 عاماً»، مضيفاً: «العلويين قاموا بتفجيرات بالتزامن مع عمليات لحزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، والمسلحين الأكراد كانوا أنفسهم ممر للمخابرات السورية من أجل الولوج إلى الساحة التركية».

ويوضح العلبي الذي يقيم في تركيا أن «الأسد تخلى عن التعاون مع حزب العمال الكردستاني لمدة وجيزة لا تزيد عن 3 أعوام نتيجة تحسن العلاقات مع تركيا وفترة التحالف مع أردوغان، لكنه استعاد العلاقة مع الحزب فوراً ع بداية الثورة السورية».

ولفت إلى أنه «في الثمانينيات والتسعينيات كان يتركز عمل المخابرات السورية على إثارة القلاقل وزعزعة الأمن في تركيا، ومع بداية الثورة أول تفجير استهدف معبر باب الهوى ـ معبر حدودي بين تركيا وسوريا ـ وأول تفجير حصل في أنطاكيا قبل 3 أعوام كان بأيدي المخابرات السورية»، مشيراً إلى أن العلاقة بين (جبهة التحرير الشعبية الثورية) والنظام السوري قديمة وتم تفعيلها وتنشطيها بعد الثورة السورية وتم تدريب أشخاص علويين أتراك في اللاذقية، بحسب تقارير واتهامات رسمية من أنقرة في حينها، يقول العلبي.

وجبهة التحرير الشعبية الثورية هو حزب يتبنى الأيدلوجية الماركسية اللينينية الثورية في تركيا، أنشئ في عام 1978 كحزب اليسار الثوري وأعيدت تسميته عام 1994 بعد خلافات داخلية.

يعتبر الحزب مجموعة إرهابية في كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعد تبنيه العديد من الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية، كان آخرها مهاجمة السفارة الأمريكية في أنقرة وقنصليتها في إسطنبول.

وفي أيار/ مايو 2013 وقع انفجاران بسيارتين مفخختين أمام مبنى بلدية الريحانية التركية القريبة من الحدود السورية في وأسفرا عن مقتل 51 تركياً وإصابة العشرات، حيث أكدت السلطات التركية أن السيارات المفخخة تم تهريبها من سوريا وان مخابرات الأسد هي من دبر العملية.

 

شبان من القلمون يتراجعون عن انشقاقهم ويعودون للخدمة العسكرية لدى قوات النظام السوري

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: عادت مجموعة من الشبان المنشقة عن قوات النظام السوري من أبناء بلدة حفير الفوقا في منطقة القلمون في ريف دمشق، التي تسيطر عليها مجموعات من المعارضة المسلحة، إلى الخدمة في الفرقة الثالثة ـ المدرعات وهي إحدى الفرق المدرعة لدى النظام السوري ـ بعد محاولتهم الانشقاق بقرابة السبعة أيام، وذلك بشكل إجباري من قبل ذويهم ووجهاء البلدة، والمخبرين الذين يمتلكون سلطات متعددة ونفوذا واسعا.

ووفقا لمصادر ميدانية من داخل البلدة فإن حوالي 15 شابا انشقوا خلال الأسبوع الفائت عن قوات النظام وامتنعوا عن الخدمة في الفرقة الثالة التابعة له، ولجأ القسم الأكبر منهم إلى بلدتهم حفير الفوقا في منطقة القلمون للاحتماء، إلا أن تهديد قوات النظام السوري واللواء 65 بقصف البلدة وإنهاء الهدنة فيها، دفع بذوي الشبان ووجهاء البلدة على محاولة إجبار هؤلاء المنشقين تسليم أنفسهم إلى قوات النظام السوري والعودة عن تركهم السلاح في صفوفه.

وأضاف المتحدث الذي فضل عدم كشف هويته، لـ «القدس العربي» أن خمسة شبان من أصل 15، قد سلموا أنفسهم لقوات بشار الأسد، وعادوا إلى قطعتهم العسكرية، فيما ينتظر أهالي البلدة خلال الأيام القليلة المقبلة تسليم باقي الشبان أنفسهم والعودة إلى القتال في صفوف النظام السوري.

وهذه الحادثة في بلدة حفير الفوقا ليست الأولى من نوعها، فقد سلمت جميع فصائل المعارضة المسلحة عناصرها إلى اللواء 65 التابع لقوات نظام بشار الأسد في منطقة القلمون، وفرغت البلدة تماما من أي مظهر مسلح معارض، بعد أن تخلى مقاتلو المعارضة عن سلاحهم الفردي لصالح قوات النظام، وانتسبوا إليها على دفعات، فاق عدد الأخيرة منها 600 مقاتل، وذلك في مطلع شهر آب/أغسطس الماضي من العام الجاري.

وبحسب المصدر فإن البلدة أصبحت تضم بعد ذلك الأهالي من المدنيين الكبار في السن والأطفال فقط، فيما انضم جميع شبانها من عناصر «الجيش الحر»، والمنشقين، والمتخلفين عن الخدمة العسكرية، والمدنيين القادرين على الحمل السلاح إلى جبهات النظام في مطار السين العسكري ومدينة الناصرية والفرقة الثالثة.

واعتمد نظام بشار الأسد على عدة شخصيات معروفة من أذرعه الأمنية داخل البلدة في إغراء الشبان بالانشقاق عن المعارضة المسلحة، وتسوية وضعهم لدى قوات النظام، التي بدورها ستغرقهم بالمرتبات الشهرية والحوافز في ظل انعدام مقومات الحياة في البلدة، عقب محاصرة الثكنات العسكرية لها من جهاتها الأربع، وسوى ذلك من العواقب التي ستحل بالبلدة والتهديد بقصفها وهلاك من فيها، في حال احتفظ شبانها بسلاحهم، وفتحوا جبهات مع قوات بشار الأسد.

وكان القائد العسكري قد حذر في حديث سابق من كارثة مرتقبة تحدق ببلدة حفير فوقا الواقعة في منطقة القلمون، وقال إن البلدة تحت خطر السقوط بيد قوات النظام والميليشيات الايرانية واللبنانية الشيعية التي تسانده، بعد أن استقدم الأخير أرتالا عسكرية أحاطت بالبلدة من الاتجاهات الأربع، وباتت تكشف كامل تحركات الثوار فيها، خاصة بعد هروب وانشقاق مئات الشبان المدنيين والمقاتلين وانضمامهم إلى قوات النظام.

وتابع القيادي دعمت قوات نظام بشار الأسد مواقعها وأقامت أربع دشم عسكرية ونقاط تمركز على التلال المحيطة ببلدة حفير الفوقا شلت بذلك كل طرق وشوارع البلدة، ورصدت تحركات الثوار والأهالي.

 

مقتل ثلاثة عسكريين إيرانيين في سورية

طهران ــ فرح الزمان شوقي

أعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الثلاثاء، عن مقتل عسكريين إيرانيين اثنين، خلال مواجهات مع المعارضة السورية المسلحة، في ريف دمشق.

 

وقالت وكالة أنباء “فارس”، إن العسكريين حميد رضا دائي تقي وجبار عراقي، قتلا خلال مواجهات في سورية.

 

وذكرت “فارس”، أن القتيلين من “المدافعين عن حرم السيدة زينب”، جنوبي دمشق، “حيث ذهبا للدفاع عن المراقد الدينية”، بحسب الوكالة.

 

وفي السياق نفسه، نقلت مواقع إيرانية خبراً حول مقتل بويا إيزدي، وهو عسكري إيراني ينتمي لصفوف قوات التعبئة “الباسيج” في سورية.

 

وأشارت المواقع إلى أن إيزدي أول إيراني من أصفهان، الواقعة وسط البلاد، يقتل في سورية.

 

وارتفع بشكل ملحوظ عدد القتلى الإيرانيين في سورية، خلال الآونة الأخيرة، الأمر الذي تزامن مع تصريحات لمسؤولين عسكريين إيرانيين كبار، كشفوا فيها عن إرسال إيران المزيد من المقاتلين، الذين تصفهم بـ”المستشارين العسكريين”، إلى سورية.

 

وقتل القيادي في لواء “فاطميون”، مصطفى صدر زاده، خلال معارك في مدينة حلب شمالي البلاد، قبل أيام. فيما قتل ضابطان، لم تشر وسائل الإعلام الإيرانية إلى رتبتيهما، خلال اشتباكات مع قوات المعارضة السورية المسلحة في حلب أيضاً.

 

وفي واحدة من الضربات الموجعة التي تلقتها إيران في سورية، قتل القائد في الحرس الثوري، الجنرال حسين همداني، فيما قتل كل من القائد السابق لـ”لواء الصابرين”، التابع للحرس الثوري أيضاً، الجنرال فرشاد حسوني، والضابط في الحرس، حميد مختار بند.

 

داود أوغلو: الجيش التركي استهدف قوات “الاتحاد الديمقراطي” بسورية

إسطنبول ــ باسم دباغ

كشف رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، عن قيام طائرات حربية تركية، بقصف قوات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) في سورية.

 

وقال داود أوغلو، خلال مقابلة تلفزيونية، إن تركيا “لن تترك مصير حدودها في أيدي أي دولة أخرى”.

 

ويسيطر “الاتحاد الديمقراطي” على مناطق شمالي سورية، محاذية للحدود مع تركيا التي تمتد لمسافة 911 كيلومتراً، وأعلن، الأسبوع الماضي، عن ضم مدينة تل أبيض، التابعة لمحافظة الرقة، شمال شرق سورية، إلى “مناطق إدارته الذاتية”.

 

وقال أوغلو، “سبق لنا أن أخبرنا روسيا والولايات المتحدة أننا سنضرب قوات الاتحاد الديمقراطي في حال عبورها إلى غرب الفرات، وضربنا تلك القوات مرتين بالفعل”.

وهذا أول إعلان رسمي من نوعه عن قيام الجيش التركي باستهداف مواقع الحزب الكردي داخل سورية، علماً أن الأخير كان قد أعلن، الأحد الماضي، عن قيام الجيش التركي باستهداف مواقعه، الأمر الذي لم تؤكده السلطات التركية على الفور.

 

وأكد داود أوغلو، أنه لن يتم السماح بانتهاك حدود تركيا، مشيراً إلى إسقاط مروحية سورية العام الماضي، وإلى ضرب طائرة بدون طيار لدى اختراقها المجال الجوي التركي، خلال الأسبوعين الماضيين.

 

وجدد المسؤول التركي، خلال المقابلة، تأكيد الدور البارز لبلاده في الأزمة السورية، مشيراً، بهذا الصدد، إلى لقاء وزير الخارجية، فريدون سينيرلي أوغلو، الجمعة الماضي في فيينا، مع نظرائه الروسي والأميركي والسعودي، وتدشينهم آلية رباعية للتعامل مع الأزمة السورية، وإلى وجود الوزير التركي حالياً في باريس للقاء وزراء خارجية 9 دول للحديث بشأن الأزمة السورية، كما سيلتقي، يوم الجمعة المقبل، نظرائه السعودي والروسي والإيراني.

 

وأشار داود أوغلو إلى أن يوم الجمعة المقبل، قد يشهد اجتماعاً آخر للرباعية بين كل من تركيا روسيا والسعودية والولايات المتحدة، لكن بحضور إيران، مضيفاً أن الأزمة السورية لا يمكن أن تُحل إن لم يكن لتركيا مكان في أي معادلة بهذا الشأن.

 

ويأتي الإعلان التركي عن استهداف مواقع الحزب الكردي، بعدما أطلق الرئيس، رجب طيب أردوغان، تحذيراً شديد اللهجة لـ”الاتحاد الديموقراطي” من أي رغبة في توسيع سيطرتهم في شمال سورية، فيما دعا مجلس الأمن القومي التركي، قبل أسبوع ، إلى اعتبار “الاتحاد الديمقراطي” منظمة إرهابية.

 

تمدُّد “داعش” جنوبي حلب… تحت أنظار المقاتلات الروسية

رامي سويد

بعد مرور أقل من شهر على بدء الغارات الروسية في سورية والتي انطلقت تحت شعار محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، تمكّن التنظيم من تحقيق تقدّم كبير جنوب حلب من دون أن يتدخّل الطيران الروسي ضده، مواصلاً غاراته على مناطق سيطرة المعارضة السورية. وتمكّن التنظيم بتقدّمه من فصل مناطق سيطرة النظام السوري بحلب بشكل كامل عن مناطق سيطرته في حماة، الأمر الذي تسبّب حتى الآن بانطلاق علامات أزمة إنسانية كبيرة قد تطاول نحو مليون نسمة يقيمون في مناطق سيطرة النظام في حلب وريفها الشرقي.

وواصل تنظيم “داعش” فرض حصار كامل على مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب وريفها الشرقي لليوم الثالث على التوالي، عبر سيطرته على نحو ثلاثين كيلومتراً من طريق إثريا-خناصر، الطريق الوحيد الذي يصل مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب وريفها بمناطق سيطرته في محافظة حماة. وفشلت محاولات قوات النظام لاستعادة السيطرة على الطريق بسبب هجمات “داعش” المستمرة على نقاط النظام العسكرية شرق حلب، وتزامنها مع هجمات قوات المعارضة على نقاط النظام العسكرية في منطقة الراموسة عند مدخل حلب الجنوبي الشرقي.

ويوضح الناشط الإعلامي عبدالله الأحمد، لـ”العربي الجديد”، أن قوات “داعش” تسيطر على ما لا يقل عن إثني عشر حاجزاً كانت تتمركز فيها قوات النظام على طريق خناصر-إثريا الصحراوي، في مقابل سيطرة قوات النظام و”لواء القدس”، المكوّن في معظمه من مقاتلين سوريين فلسطينيين مؤيدين للنظام من أتباع “الجبهة الشعبية القيادة العامة”، على خمسة حواجز على الطريق شمال بلدة إثريا في أقصى شمال ريف حماة الشرقي، وعلى إثني عشر حاجزاً على الطريق نفسها من بلدة خناصر في ريف حلب الشرقي نحو الجنوب، أي أن الطريق الذي يبلغ طوله نحو 60 كيلومتراً هو الآن تحت سيطرة قوات النظام من بلدة خناصر إلى الجنوب بمسافة 24 كيلومتراً، ثم تحت سيطرة “داعش” بمسافة تُقدر بنحو 30 كيلومتراً، ثم تحت سيطرة قوات النظام بمسافة 5 كيلومترات وصولاً إلى بلدة إثريا.

ويشير الأحمد إلى أن قوات النظام مدعومة بمقاتلي “لواء القدس”، حاولت التقدّم باتجاه المنطقة التي سيطر عليها مسلحو “داعش” من الجهة الشمالية ظهر الأحد، وتمكّنت قوات النظام من حصار مسلحي التنظيم في تلة واسعة معروفة باسم التلة الحادية عشرة، لكن عاصفة رملية هبت في المنطقة تسبّبت بانعدام الرؤيا، الأمر الذي أدى إلى توقّف الاشتباكات بين الطرفين بعد أن فقدت قوات النظام الاتصال بمجموعتين تابعتين لها، قبل أن تتراجع قوات النظام إلى خطوطها الأساسية، الأمر الذي أدى إلى فشل هجوم النظام على المناطق التي يسيطر عليها “داعش”.

وردّ التنظيم على هجوم قوات النظام في مساء اليوم نفسه، فهاجم مناطق تمركز قوات النظام في محيط معامل الكابلات والجرارات والبطاريات الواقعة عند مفرق تل حاصل على طريق السفيرة الذي تسيطر عليه قوات النظام، ونجحت قوات “داعش” بالتسلل من الأطراف الشمالية لنقاط تمركز قوات النظام قبل أن تتمكن الأخيرة من ردها وإجبارها على الانسحاب.

وجاء هجوم التنظيم على الطريق الوحيد الذي يصل مناطق سيطرة قوات النظام بحلب بمناطق سيطرتها في محافظة حماة، رداً على الهجوم الكبير الذي يشنّه النظام منذ أسبوعين على مناطق سيطرة “داعش” الواقعة جنوب غرب مطار كويرس العسكري والكلية الفنية الجوية في ريف حلب الشرقي، اللذين يقعان تحت سيطرة قوات النظام ويخضعان لحصار كامل من مسلحي “داعش”.

ووصلت قوات النظام إلى تلة السبيعين وقرية البقجية وتل النعام الواقعة على بُعد لا يزيد عن ثمانية كيلومترات من مطار كويرس العسكري، الذي تسعى قوات النظام إلى فك حصار “داعش” عنه، إلا أن هجوم التنظيم المعاكس على خط إمداد النظام الوحيد إلى حلب والذي ترافق مع هجومه أيضاً على منطقة العمليات العسكرية لقوات النظام جنوب غرب مطار كويرس، تسبّب بوقف هجوم قوات النظام نحو مناطق “داعش” في ريف حلب الشرقي بشكل كامل.

وتزامنت هذه التطورات مع هجوم كبير شنّته قوات المعارضة انطلاقاً من المناطق التي تسيطر عليها في حي الشيخ سعيد جنوب حلب، نحو مناطق سيطرة النظام في حي الراموسة الاستراتيجي، الذي يُعتبر مدخل مناطق سيطرة النظام في حلب. وتسبّب هجوم المعارضة في هذه المنطقة يوم الأحد الماضي، بقطع طريق إمداد قوات النظام نحو حلب في منطقة معمل الإسمنت المقابل لحي الراموسة بالإضافة إلى قطع “داعش” لهذا الطريق في المنطقة الواقعة بين خناصر وإثريا. وقامت قوات النظام طوال يوم الأحد بإغلاق طريق السفيرة-حلب من قرية الذهبية حتى حي الحمدانية في حلب. لكن قوات النظام تمكنت مساء الأحد من استعادة زمام المبادرة بعد أن أجبرت قوات المعارضة التي تسللت على الانسحاب.

وتسبب قطع طريف خناصر-إثريا من قبل “داعش” بأزمة كبيرة في مناطق سيطرة النظام في أحياء وسط وغرب مدينة حلب، إذ بدأت بعض المواد الأساسية بالاختفاء من الأسواق وعلى رأسها اللحوم والخضروات. كما شهدت محطات المحروقات ازدحاماً كبيراً وارتفعت أسعار معظم المواد الغذائية.

ولم يبقَ لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في حلب من سبيل للخروج من هذه المناطق، سوى عبر معبر الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردية، والتي فتحت بشكل منفرد معبراً للمدنيين بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرتها، الأمر الذي تسبب بأزمة كبيرة بين القوات الكردية وقوات المعارضة وصلت إلى حد الاشتباك بالأسلحة الرشاشة أكثر من مرة بين الطرفين خلال الشهر الماضي.

 

دمشق: 50 مليار دولار خسائر النفط السوري

إسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق

اعترف وزير النفط والثروة المعدنية في النظام السوري، سليمان العباس، اليوم الإثنين، بأن خسائر قطاع النفط والثروة المعدنية منذ العام 2011 تجاوزت 50 مليار دولار.

وأوضح، خلال اجتماع للمؤسسات والشركات التابعة للوزارة، أن هذه الخسائر نجمت عن ضربات وجهتها قوات التحالف الدولي للآبار النفط والغاز، ومحطة لتصدير النفط، مما أسفر عن “أضرار مادية كبيرة، خاصة في الأبنية ومعدات الضخ الرئيسية”، على حد قوله.

وفي حين كان إنتاج سورية من النفط قبل الثورة يتجاوز 380 ألف برميل يومياً، أفادت الوكالة الرسمية السورية للأنباء “سانا”، اليوم، بأن إجمالي إنتاج النفط حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري والمسلّم للمصافي بلغ 2.644 مليون برميل بمعدل إنتاج 9688 برميلا يومياً، في حين وصل إنتاج الغاز الخام 4.032 مليارات متر مكعب بمعدل يومي يناهز 14.8 مليون متر مكعب.

وتراجع إنتاج النفط في سورية بعد سيطرة تنظيم الدولة “داعش”، والقوات الكردية، على أكثر من 95% من الآبار السورية. ولم يعد يسيطر نظام بشار الأسد، سوى على نحو 9 آلاف برميل شرقي حمص وسط سورية، من أصل 380 ألف برميل عام 2011، بحسب إحصاءات نشرتها وزارة النفط في النظام السوري في وقت سابق.

وتمتلك سورية كميات كبيرة من احتياطيات النفط التي لم يتم اكتشافها تقدر بنحو 315 مليار برميل، بالإضافة إلى 69 مليار برميل من الاحتياطيات المكتشفة، وذلك بحسب دراسة أجرتها جامعة دمشق قبل الثورة.

وبحسب الدراسة، فإن إنتاج النفط كان يشكل نحو 24% من الناتج الإجمالي لسورية، و25% من عائدات الموازنة، و40% من عائدات التصدير.

 

سورية: مقتل ثمانية إعلاميين خلال شهر واحد

حمص ــ ريان محمد

قُتل ثمانية إعلاميين، خلال الشهر الفائت فقط في سورية منهم ستة سقطوا، على يد قوات النظام السوري، فيما نعى المكتب الإعلامي في بلدة تيرمعلة الناشط الإعلامي، محمود اللوز، الذي قُتل يوم الأحد، بريف حمص الشمالي، بعد إصابته بجراحٍ، يوم السبت، إثر غارات الطيران الحربي الروسي على البلدة.

وكان محمود (23 سنة)، طالب هندسة كهربائية، وقد انخرط في المجال الإعلامي منذ بداية الحراك الشعبي في سورية، عبر تغطية المظاهرات المناهضة للنظام في بلدته الصغيرة، لينتقل بعدها إلى مدينة الرستن، حيث أُصيب في معركة حاجز التمثال بمدخل الرستن الجنوبي.

 

ومن الرستن انتقل اللوز إلى القصير أثناء اجتياحها من القوات النظامية، ثم تنقل بين القلمون ويبرود، ليدخل بعدها إلى الريف الشمالي لحمص مع فوج الفاتحين، حيث صوّر عدة معارك، منها معركة تحرير قرية الهلالية التي تعرّض خلالها لإصابة بيده، كما أُصيب بمعركة كتيبة زور السوس.

 

وقال الناشط الإعلامي، عامر الناصر، زميل اللوز في المكتب الاعلامي ببلدة تيرمعلة لـ”العربي الجديد” “إن اللوز كان من أنشط الإعلاميين في حمص، يقف على الخطوط الأمامية للمواجهات، رغم خطورت المعارك، غير متردد في التواجد في أي منطقة مقابل أن ينقل الواقع”.

 

ولفت إلى أن “اللوز فقد أخاه الأصغر منه قبل إصابته بثلاثة أيام”، متحدثاً عن “ثبات الناشط الإعلامي على مبادئ الثورة السورية وحلمه بدولة ديمقراطية”.

 

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثّقت مقتل عشرات الصحافيين والناشطين الإعلاميين السوريين، خلال سنوات الثورة السورية، منذ منتصف آذار/مارس من عام 2011.

 

وزير خارجية عُمان في دمشق: مبادرة جديدة..وأفكار قديمة

وصل وزير الخارجية العمانية يوسف بن علوي، الاثنين، إلى دمشق، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول خليجي منذ العام 2011، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وبحثا سبل تسوية الأزمة السورية.

 

وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، إن بن علوي والأسد بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين و”وحرص قيادتي البلدين على مواصلة التعاون والتنسيق بينهما بما يساهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين ويخدم أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على مصالح شعوبها”. كما تم “بحث تطورات الأوضاع في المنطقة، ولا سيما الحرب على الإرهاب في سوريا والأفكار المطروحة إقليمياً ودولياً للمساعدة في إيجاد حل للأزمة في سوريا”. وبحسب الوكالة الحكومية، فإن بن علوي أكد للأسد “حرص سلطنة عمان على وحدة سوريا واستقرارها”، وأن مسقط “مستمرة في بذل كل مسعى ممكن للمساعدة في إيجاد حل ينهي الأزمة في سوريا”.

 

يشار إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد أيام على زيارة الأسد إلى موسكو، ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبن علوي هو أول مسؤول يلتقي الأسد في دمشق بعد عودته من روسيا. كما أن الزيارة جاءت بعد لقاء، في مسقط، جمع وزير الخارجية العمانية مع وفد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ترأسه خالد خوجة، وناقش سبل حل الأزمة السورية. كما أن زيارة خوجة سبقها زيارة لوزير الخارجية السورية وليد المعلم، الأمر الذي أثار توقعات حول مبادرة جديدة بوساطة عمانية يجري العمل عليها.

 

وكانت مصادر مقربة من الائتلاف قد أشارت لـ”المدن” إلى أن زيارة الوفد المعارض تمت تلبية لدعوة السلطنة، التي أبدت للائتلاف، على لسان وزير خارجيتها، رغبتها للاستماع إلى جميع وجهات نظر الأطراف السورية حول الوضع في سوريا. وناقش الجانبان تطورات الوضع بعد التدخل العسكري الروسي، حيث أكّد رئيس الائتلاف على الموقف من التدخل الروسي الذي يعتبره الائتلاف عدواناً على الشعب السوري و”الجيش الحر”، مشيراً إلى قدرة تنظيم “داعش” على احتلال المزيد من الأراضي في ظل الغارات الروسية، التي لم تستهدف مواقع التنظيم.

 

وتأتي زيارة وزير الخارجية العمانية إلى دمشق، في ظل أنباء عن استمرار الاتصالات الأميركية-الروسية، بخصوص العملية الانتقالية في سوريا. وتسربت معلومات عما دار في اجتماع فيينا الجمعة، بين وزراء خارجية أميركا وروسيا وتركيا والسعودية، لجهة مقاربة وجهات النظر المختلفة.

 

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، قد قدّم تصوراً يتعلق بطول المرحلة الانتقالية، التي ستصل إلى 18 شهراً، وإمكان ترشح الأسد للانتخابات الرئاسية في نهاية المرحلة الانتقالية. إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد أعرب لقادة السعودية وتركيا، بعد لقائه بشار الأسد، عن ضمانات روسية، تتعلق بعدم ترشح الأسد في نهاية المرحلة الإنتقالية، لقاء عدم محاكمته داخل أو خارج سوريا، وإمكان ترشح مقربين منه، أو من عائلته، إلى الرئاسة، في حين تحدثت تركيا عن أن مرحلة انتقالية من ستة أشهر، كافية لإقناع المعارضة بالعملية السياسية، وتخليها عن شرط تنحّي الأسد قبل العملية الانتقالية. كما أشارت التسريبات إلى تراجع موسكو عن دعوة طهران إلى المفاوضات مقابل زيادة مرونة واشنطن تجاه الهيئة الانتقالية ودور الأسد فيها.

 

وتناول التصوُّر الروسي للحل في سوريا، توجهاً إلى نظام جديد ومنع حدوث فراغ دستوري. كما أشارت تقارير صحافية، إلى احتمال عقد تحالف بين قوات المعارضة والنظام والقوات الكردية، لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ووضع قائمة بالأهداف العسكرية ستطال كل من يرفض المشاركة في الحل السياسي. كما ظهر ميل روسي لممارسة دور قادم في حماية العلويين والأقليات، ومؤسسات الدولة والجيش، عبر اقتراح ببقاء القوات الروسية على الأرض السورية، خلال المرحلة الإنتقالية.

 

ومن التصورات التي طرحتها الأطراف المتفاوضة في فيينا، وردت احتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم شخصيات معارضة بحقائب سيادية. على أن يتم نقل الصلاحيات التنفيذية الكاملة إلى الحكومة، مع بقاء الأسد في منصبه، بصلاحيات بروتوكولية. صلاحيات الحكومة، بحسب التصورات، قد تمتد إلى القوى الأمنية بعد إعادة هيكلتها وإصلاحها، وفق التسريبات غير المؤكدة. كما حملت التصورات الأولية، إمكان تأجيل الانتخابات البرلمانية، وإجراء مراجعة للدستور بغرض تعديله، على أن تنتهي المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات رئاسية بموجب الدستور الجديد. لكن الخلاف الذي ظهر في اجتماع فيينا، يتعلق بمدة هذه المرحلة.

 

كما أشارت مصادر صحافية أخرى، إلى أن تصور لافروف للحل، الذي قدمه لوزير الخارجية الأميركية جون كيري، يتضمن إعداد مؤتمر حوار يضم معارضة الداخل والجيش الحر، ليتم الاتفاق فيه على إطلاق المعتقلين، وسط ضمانة روسية بالعفو عن المعارضة وناشطيها ومقاتليها داخل وخارج سوريا، مقابل إنهاء الحظر الاقتصادي المفروض على داعمي الأسد.

 

حلب: المعارضة تتقدم في الشيخ سعيد..وتستنكر “دار الحسبة

شنّت فصائل المعارضة السورية المسلحة، المنضوية في غرفة عمليات “فتح حلب”، الأحد، هجوماً واسعاً على معاقل قوات النظام في أحياء الشيخ سعيد والراموسة في الجنوب الغربي من مدينة حلب. وتم التمهيد بقصف مواقع قوات النظام والمليشيات الطائفية، بالأسلحة الثقيلة، ومن ثم تقدم مقاتلو المعارضة على ثلاثة محاور باتجاه كل من: مقر السيريتل والإسكان العسكري ومعمل الإسمنت.

 

معارك عنيفة، تمكنت على إثرها المعارضة المسلحة من السيطرة الكاملة على معمل الإسمنت، وعدد من المواقع في حي الشيخ سعيد، ما تسبب في قطع الطريق الوحيد الذي يصل المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب، بمدينة السفيرة ومعامل الدفاع في ريفها الجنوبي. طريق يعتبر المنفذ الوحيد لقوات النظام إلى أحياء حلب الغربية.

 

قوات النظام والمليشيات الطائفية، بدعم جوّي روسي، عادت وتمكنت من السيطرة على معمل الإسمنت، بعد انسحاب المعارضة المسلحة إلى محيطه. وتمكنت المعارضة من تدمير ثلاث آليات مدرعة لقوات النظام، وقتلت أكثر من عشرين عنصراً منها ومن المليشيات التي تساندها.

 

ويأتي تحرك المعارضة المسلحة على جبهتي الشيخ سعيد والراموسة، ضمن خطة عمليات محكمة، تُشرف عليها بشكل مباشر غرفة عمليات “فتح حلب”. وتعتمد الخطة على استراتيجية لتشتيت جهود قوات النظام، من خلال فتح أكثر من جبهة في حلب وريفها. وذلك للتخفيف عن ريف حلب الجنوبي الذي يشهد حملة عسكرية عنيفة باشتراك ميليشيات عراقية ولبنانية وإيرانية، وتغطية جوية روسية على مدار الساعة.

 

مدير “المكتب الإعلامي” في “حركة نور الدين زنكي” أحمد حماحر، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة من خلال عملياتها العسكرية –التي تنطلق من الأحياء الواقعة تحت سيطرتها في المدينة- على محاور جنوب غربي حلب، تسعى إلى قطع طريق الإمداد الذي يعتبر شريان الحياة للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام غربي حلب، والذي يصلها بمعامل الدفاع ومدينة السفيرة. وفي الوقت ذاته، فالمعارضة تريد إشغال قوات النظام وتشتيت جهودها المتركزة على جبهات ريف حلب الجنوبي.

 

وأشار حماحر إلى أن المعارضة حققت جزءاً كبيراً من أهدافها، وبدت علائم الراحة عليها في ريف حلب الجنوبي، بعدما تسلمت زمام المبادرة، أو على الأقل أوقفت زحف قوات النظام والميلشيات التي كانت تحتل المناطق المحررة، على مدى الأيام العشرة الماضية.

 

وتزامنت العمليات العسكرية التي شنتها المعارضة المسلحة في حي الشيخ سعيد، مع معارك عنيفة شهدتها جبهات ريف حلب الجنوبي في خان طومان وتلة المحروقات وخلصه والحميرة. وتمكنت المعارضة من السيطرة الكاملة على تلة المحروقات ذات الموقع الاستراتيجي، والتي تقع إلى الشرق من خان طومان. كما تمكنت المعارضة من قتل 30 عنصراً من قوات النظام والميلشيات في كمين محكم كانت قد نصبته في المنطقة. أما باقي جبهات ريف حلب الجنوبي حتى بلاس جنوباً، فقد بقيت من حيث السيطرة والانتشار، على ما هي عليه، منذ الجمعة.

 

المتحدث باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، أوضح لـ”المدن”، أهمية فتح أكثر من جبهة من قبل المعارضة المسلحة في حلب ضد قوات النظام والميليشيات. الأمر الذي من شأنه خلق التوازن العسكري الذي ظل مائلاً طيلة الأيام الماضية لصالح قوات النظام، التي كانت مبادرة في الريف الجنوبي، وسيّرت المعركة كما ترغب. العقيد الأحمد رجّح فتح جبهات أخرى من قبل المعارضة خلال الأيام القليلة القادمة، في حلب، نظراً للنتائج الجيدة التي حصدتها المعارضة من تحركاتها الأخيرة على الصعيد الميداني.

 

وأضاف الأحمد أن اختيار المعارضة لجبهات الشيخ سعيد، كان موفقاً كبداية للأعمال العسكرية التي تستهدف المناطق الحساسة لقوات النظام، باعتبار الحي مُشرفاً بشكل مباشر على طريق الإمداد الوحيد للنظام.

 

من ناحية أخرى، تابع الطيران الحربي الروسي غاراته المكثفة على قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي، التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة. واستهدفت الغارات بالصواريخ والقنابل العنقودية بلدات الحاضر وزيتان وخان طومان والعيس وخلصه والزربة وبرقوم، ومواقع أخرى بما فيها خطوط الاشتباك الأولى مع المعارضة. وتسبب القصف في مقتل أكثر من عشرين شخصاً أغلبهم مدنيون.

 

القصف المكثف من قبل المقاتلات الحربية الروسية، والقصف المدفعي والصاروخي المستمر من قبل قوات النظام والميليشيات على القرى والبلدات المحررة في ريف حلب الجنوبي، تسبب في تصاعد موجات النزوح الجماعية للسكان المحليين من المنطقة. وتجاوز عدد النازحين 120 ألفاً بحسب تقديرات الأمم المتحدة، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، مع قدوم فصل الشتاء. وأكثر من نصف النازحين، لا يزال في العراء، بلا مأوى لائق.

 

من جانب آخر، صدر بيان يُعلن عن تشكيل “دار الحسبة في حلب”، الأحد، من قبل مجموعة زعمت أنها تمثل “شرعيين” يتبعون لفصائل “نور الدين زنكي” و”لواء السلطان مراد” و”كتائب أحفاد حمزة” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وفصائل وكيانات أخرى.

 

ولاقى البيان انتقاداً لاذعاً في الأوساط المعارضة في حلب، التي استنكرت استنساخ تجارب تنظيم “الدولة الإسلامية” في المناطق المُحررة. الانتقادات استندت إلى فتاوى شرعية أطلقها مشايخ وعلماء تداعوا لعدم جواز إنشاء هذه الهيئة، في الوقت الحالي، إذ لا يوجد مبررات شرعية لهذه الدار.

 

وسرعان ما أصدر كل من “حركة نور الدين زنكي” و”لواء السلطان مراد” بيانات ينفون فيها علاقتهم بـ”دار الحسبة”، بأي شكل من الأشكال. وقال مدير المكتب الإعلامي في “لواء السلطان مراد” محمد نور، لـ”المدن”، إن مشاركة اللواء في البيان هو تصرف فردي من قبل أحد أعضاء المكتب الشرعي في اللواء. وأكد على عدم مشاركة اللواء في “الحسبة” المشكلة حديثاً، والتي لا تتناسب مع متطلبات المرحلة في حلب.

 

من جانب آخر، شن تنظيم “الدولة الإسلامية” هجمات على مواقع خاضعة لسيطرة قوات النظام، في معمل الزيت والكابلات ومواقع أخرى بالقرب من تل عرن، شمال شرقي مدينة السفيرة في ريف حلب الجنوبي. كما قصف التنظيم بالمدفعية والصواريخ مخيم النيرب القريب من المطار العسكري شرقي حلب، فيما تستمر الاشتباكات على جبهات مطار كويرس الذي يحاصره التنظيم، دون تغير يُذكر على الأرض.

 

وتتزامن عمليات تنظيم “الدولة الإسلامية” شرقي حلب، مع استمراره في قطع طريق الإمداد الواصل بين حماة ومناطق سيطرة النظام في حلب، مروراً بإثريا وخناصر. والتنظيم يقطع الطريق بطول عشرين كيلومتراً على الأقل، بعدما تمكن من السيطرة على 15 حاجزاً على الطريق، وقتل 100 عنصر من قوات النظام والمليشيات.

 

التصوير الروسي فائق الدقة يبدأ من حي جوبر

تبدو الفيديوهات الأخيرة التي نشرتها شركات إنتاج روسية عن الحرب قرب دمشق، أشبه بلعبة فيديو استراتيجية، مع الخلفية الموسيقية ذات الإيقاع الحماسي والصور فائقة الوضوح التي تبرز الدمار والحرب الدائرة في البلاد، كنوع من التمجيد للقوة العسكرية الروسية أمام الرأي العام المحلي الروسي والعالمي على حد سواء.

 

الفيديوهات التي التقطتها طيارات من دون طيار، تعود لشركة “RussianWorks” وانتشرت بشكل واسع عبر السوشيال ميديا والإعلام العالمي، وتصور معارك بالدبابات في منطقة جوبر قرب دمشق، ويظهر فيها الدمار الشديد الذي لحق بالحي الدمشقي الصامد أمام هجمات النظام الشرسة منذ اندلاع الثورة السورية العام 2011، والتي عاد إلى الواجهة أخيراً مع الدعم الروسي للنظام، كأحد أبرز خطوط التماس في البلاد.

 

ويقول الخبير الروسي في منظمة الدفاع عن الديموقراطية بوريس زيبلرمان في تصريحات صحافية لموقع “بزنس إنسايدر” العالمي، أن الشركة المذكورة استخدمت مرات عديدة في الماضي لحشد الدعم الشعبي تجاه التدخلات الروسية العسكرية خارج البلاد، وهي جزء من حملة بارعة يقوم بها الكرملين لتسويق روسيا كقوة عسكرية داخل وخارج البلاد.

 

“RussianWorks” هي إحدى الشركات الروسية ذات العلاقات الوطيدة مع الكرملين، وتعمل بشكل مستقل لتزويد القنوات الروسية بمواد مصورة من أماكن النزاع حول العالم، وتحديداً قناة “روسيا 24″، وبات وجودها في سوريا واضحاً مع تعدد الفيديوهات التي تنشرها هناك منذ بداية التدخل العسكري الروسي في البلاد، ونشرت سابقاً فيديوهات مماثلة في كل من حمص واللاذقية.

 

الرئاسة السورية: الأسد أبلغ روسيا استعداده لإجراء انتخابات

دعا إليها حلفاؤه بموسكو

24 – رويترز

قالت الرئاسة السورية في بيان اليوم الثلاثاء، إن البلاد سترحب بأي حل سياسي يقره الشعب السوري ويحترم وحدة أراضيه، لكنها أضافت أنه لا يمكن تنفيذ أي مبادرة قبل “القضاء على الإرهاب”.

 

وأضافت الرئاسة أنها توضح ببيانها تقارير بأن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ وفداً روسيا يوم الأحد، باستعداده لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية دعا إليها حلفاؤه في موسكو.

 

وقال البيان: “لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن”.

 

تجدد القصف الروسي بريفي حلب وحمص  

جددت المقاتلات الروسية اليوم الثلاثاء قصفها على ريفي حلب (غرب) وحمص (وسط) وسط تأكيد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أن الغارات الروسية أدت إلى مقتل أكثر من 1500 مدني وتدمير مستشفيات ومدارس وغيرها.

وقالت شبكة سوريا مباشر إن الغارات الروسية هزّت بلدات خلصة والزربة والحاضر والعيس وخان طومان في ريف حلب الجنوبي.

 

يأتي ذلك بينما أفاد ناشطون باستمرار انقطاع الكهرباء على حلب لليوم الثالث على التوالي، واستمرار انقطاع المياه عن معظم المناطق.

 

وفي حمص، قال مركز حمص الإعلامي إن الطيران الروسي شنّ عدة غارات على مدينة تلبيسة وبلدة تيرمعلة وقريتي غرناطة والغنط وفي ريف حمص الشمالي.

 

وقال مراسل الجزيرة في حمص إن عددا من الأشخاص جرحوا إثر الغارات الروسية على تلبيسة المدينة.

 

كما شنّ سلاح الجو الروسي غارات على قرى أخرى بريف حمص الشمالي، وجميعها تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.

 

وذكر المراسل ذاته أن القصف الروسي تزامن مع تجدد الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في محيط قرية تيرمعلة، حيث تحاول قوات النظام اقتحام مواقع قوات المعارضة بالقرية.

استهداف المدنيين

على صعيد متصل، قال الائتلاف السوري المعارض إن المدنيين على رأس أهداف موسكو ومنذ اليوم الأول للقصف الروسي على سوريا، وذلك بقصد قتلهم أو تهجيرهم.

 

وبيّن الائتلاف أن الغارات الروسية أسفرت حتى يوم أمس عن مقتل 1511 مدنيا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير ١٢ مشفى ومركزا طبيا، إضافة إلى مدارس ودور عبادة ومؤسسات خدمية ومناطق أثرية.

 

وكانت مجموعة مستشفيات وهيئات طبية أعلنت حالة طوارئ بعد استهداف مقاتلات روسية مستشفيات اليمضية والإخلاص والبرناص في ريف اللاذقية، بالتوازي مع قصف مستشفى اللطامنة في حماة بشكل مباشر وإصابة طاقمه ونزلائه، واستهداف مركز لتلقيح الأطفال في قرية التمانعة بريف إدلب في وقت سابق.

 

قصف واشتباكات

على صعيد موازٍ، واصلت قوات النظام السوري قصفها ومعاركها على أكثر من جبهة، وقال ناشطون إن هذا القصف طال قرى المحطة وسنيسل وجوالك في ريف حمص الشمالي وسط تحليق للطيران الروسي.

 

يأتي ذلك وسط اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام على أطراف بلدة التينة في ريف حماة الشرقي.

 

وفي دمشق، وقع عدد من الجرحى جراء سقوط قذائف هاون على حي باب توما شرق العاصمة.

 

من جانبه، أعلن اتحاد التنسيقيات عن إلقاء قوات النظام السوري ثمانية براميل متفجرة على مدينة داريا في ريف دمشق الغربي.

 

كما استهدفت قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون بلدتي عين ترما وحمورية في ريف دمشق الشرقي.

 

وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية اقتحامه بلدة السفيرة بريف حلب الشرقي وسيطرته على عدد من أحيائها.

 

هل تستعد روسيا لشن حرب برية بسوريا

افتكار مانع-موسكو

مع استمرار الحملة الجوية التي بدأتها روسيا نهاية الشهر الماضي في سوريا تتزايد المخاوف من تطورها إلى عملية برية واسعة النطاق، لا سيما مع تردد أنباء عن سحب وحدات عسكرية روسية من أوكرانيا وإعادة نشرها في سوريا.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع الروسية قوله إن بلاده نقلت قوات خاصة تابعة لها من أوكرانيا إلى سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، ومنها وحدة مختصة في حماية المنشآت الدبلوماسية.

 

كما نقل موقع “لينتا” الإخباري الروسي عن مصدر بوزارة الدفاع الروسية أن وحدات من مشاة البحرية التابعة لأسطول البحر الأسود تم نقلها بواسطة سفن إنزال تابعة للبحرية الروسية إلى سوريا، بينما ذكرت وكالة “إنترفاكس” الروسية أن سفينتي الإنزال “كورولوف” و”ألكساندر أوتراكوفسكي” عبرتا البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط.

 

وعلى الرغم من تواتر الأنباء بهذا الشأن، فإن ألكساندر كوزنتسوف نائب رئيس “معهد التنبؤ والنزاعات السياسية” الروسي قلل من شأنها خلال تصريحات للجزيرة نت، حيث استبعد أن تكون مرتبطة بحرب برية محتملة.

 

وقال كوزنتسوف “بعد طلب إيران وحكومة بشار الأسد من روسيا إرسال طائرات ومعدات عسكرية وأسلحة متطورة لتغير ميزان القوى في سوريا، ومنع انهيار النظام، شهدت أروقة وزارة الدفاع الروسية والدوائر المعنية مشاورات مكثفة في هذا الشأن أدت إلى اتخاذ القيادة الروسية قرارا بالتدخل العسكري المباشر بسوريا”.

 

وأضاف كوزنتسوف “أن القرار كان مشروطا ببقاء حماية الأسلحة والمعدات والتجهيزات العسكرية الروسية على عاتق قوات النخبة الروسية وعدم السماح لأي قوات أخرى بالاقتراب منها، لأن روسيا لا تثق في قدرات قوات النظام السوري ولا أي قوى أخرى حليفة في توفير الأمن والحماية للمواقع  والأسلحة الروسية، ولهذا السبب تم إرسال قوات روسية من الوحدات الخاصة لحماية المطارات والقواعد العسكرية وأماكن تواجد المستشارين العسكريين الروس، أما المشاركة في العمليات البرية فليست من اختصاص هذه القوات، على الأقل خلال المرحلة الحالية”.

 

من جهته، يرى رئيس “معهد التحليل السياسي” الروسي ديميتري تسيغانوك أن المهمات التي كلفت بها القوات الروسية المتواجدة في سوريا “ليست بالضرورة قتالية، فمثلا قامت قوات سلاح الهندسة الروسية بإنشاء قاعدة جوية جديدة في اللاذقية، كما قامت بأعمال ترميم وتوسعة للقاعدة البحرية في طرطوس، وهذا يتطلب توفير حماية كافية لتنفيذ هذه الأعمال”.

 

ورجح تسيغانوك في تصريح للجزيرة نت أن تكون هذا القوات قد انتقلت إلى سوريا من منطقة القوقاز (جنوبي روسيا)، حيث توجد طائرات عسكرية حديثة قبل بدء العمليات الجوية الروسية لتهيئة الأوضاع وتوفير الظروف المناسبة لعمل الطائرات القتالية وطائرات الشحن إلى جانب سفن الإنزال والإمداد.

 

ولم يبد استغرابه بما نشرته وول ستريت جورنال، قائلا “إن الاستخبارات الأميركية تتابع عن كثب التحركات العسكرية الروسية، وهذا يعد أمرا طبيعيا يدخل في صميم عملها، كما هو الأمر بالنسبة للاستخبارات الروسية عند متابعة التحركات الأميركية”.

 

جنرال إيراني يتوقع مزيدا من القتلى الإيرانيين بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أرسلت إيران قوات جديدة من الحرس الثوري إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش السوري، حسب ما أعلن الجنرال الإيراني، حسين سلامي، الذي أعرب في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن هذه الخطوة ستؤدي “إلى مزيد من القتلى الإيرانيين”.

وتأتي هذه التصريحات وسط تقارير عن ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين الذي سقطوا في سوريا منذ مطلع الشهر الجاري إلى أكثر من 10، بينهم ضباط كبار في الحرس الثوري والميليشيات التابعة له.

 

وقال سلامي إن “الحرس الثوري أرسل المزيد من المستشارين العسكريين إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الأسد في قتال المتمردين”، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة السورية المسلحة.

 

وأضاف نائب رئيس الحرس الثوري “أن هذا يؤدي إلى مزيد من القتلى الإيرانيين في النزاع”، دون أن يفصح عن أي تفاصيل عن حصيلة القتلى الإيرانيين، أو عدد القوات التي تم إرسالها إلى سوريا.

 

وأوضح سلامي في تصريحات للتلفزيون الإيراني الحكومي أن القوات الإيرانية تحاول نقل متطوعين إلى سوريا لمساعدة الأسد في مواجهة مجموعات المسلحين، دون تحديد أي من هذه المجموعات بالاسم.

 

وإيران، بجانب روسيا، حليف رئيسي للأسد وتقدم لحكومته دعما عسكريا وسياسيا منذ سنوات، وقد أعلنت مصادر حكومية في دمشق قبل أسابيع عن إرسال طهران قوات للمشاركة في عمليات ضد المعارضة تحت الغطاء الجوي الروسي.

 

يشار إلى أن وكالة أنباء فارس أعلنت، السبت، مقتل اثنين من وحدة تابعة لقوات الحرس الثوري في حلب،وذلك غداة تأكيد مقتل اثنين، أحدهما حارس خاص سابق للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.

 

وفي النصف الأول من أكتوبر الجاري، كانت وسائل إعلام إيرانية قد أكدت سقوط الجنرالين في الحرس الثوري فرشاد حسوني زاده وحسين همداني والقيادي حميد مختار، أيضا في حلب.

 

كما أعلن عن مقتل عدد من العناصر الإيرانية منذ تسريب مصادر مقربة من الحكومة السورية معلومات عن إرسال إيران الآلاف من القوات الإيرانية الإضافية لسوريا، لدعم هجمات ضد المعارضة.

 

وبعد إعلان مقتل إفرشاد حسوني زاده، نشرت صور لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، مع مجموعة من القوات الحكومية السورية في اللاذقية.

 

فصائل “الجيش السوري الحر” تنفي زيارة موسكو

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نفى ممثلو فصائل منضوية تحت لواء “الجيش السوري الحر”، الثلاثاء، تقارير تحدثت عن زيارة وفود من القوات المعارضة إلى العاصمة الروسية، موسكو.

وقال أحمد السعود، المتحدث باسم “الفرقة 13″ التي تنشط في مناطق في غرب سوريا تقصفها طائرات روسية، إن هذه التقارير عارية من الصحة، وفق ما ذكرت وكالة” رويترز”.

 

من ناحيته، ذكر أبو غياث الشامي، المتحدث باسم ألوية سيف الشام، وهي جماعة تابعة للجيش السوري الحر وتنشط في جنوب سوريا، أن هذه الزيارات لم تحدث.

 

وأضاف قائلا “أنه يستحيل أن تقبل جماعته الذهاب إلى موسكو وإجراء حوار معها”، مؤكدا “أنها لا تريد مساعدة من” روسيا.

 

وكانت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلت عن المسؤول بوزارة الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، قوله الثلاثاء إن وفودا من الجيش السوري الحر زارت موسكو عدة مرات منها مرة هذا الأسبوع.

 

روسيا تؤكد زيارة وفود من “الحر” لموسكو.. والائتلاف ينفي

موسكو – رويترز

نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله الاثنين إن وفودا من الجيش السوري الحر زارت موسكو عدة مرات، الأمر الذي نفاه الائتلاف السوري المعارض.

وأكدت وكالة “إنترفاكس” إن بوغدانوف قال ردا على سؤال هل زار الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب موسكو الأسبوع الماضي: “نعم كانوا هنا.. وكانوا هنا أيضا هذا الأسبوع”.

وأضاف: “إنهم هنا طوال الوقت وهم أناس مختلفون، البعض يغادر والبعض يأتي لكنهم يقولون جميعا إنهم ممثلو الجيش السوري الحر”.

وغيرت روسيا موقفها من مقاتلي الجيش السوري الحر قائلة السبت إن القوات الجوية الروسية التي تقصف أهدافا في سوريا منذ 30 من سبتمبر ستكون مستعدة لمساعدة مقاتلي المعارضة إذا عرفت أين توجد مواقعهم.

وأذيعت تصريحات بوغدانوف بعد أيام من لقاء الأسد وبوتين في موسكو لمناقشة حملة عسكرية مشتركة على المتشددين في سوريا.

ومن جهته، نفى نصر الحريري، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في لقائه مع قناة “العربية” مشاركة أي وفد من الجيش الحر في حوار مع موسكو، واشترط وقف روسيا قصفها للمدن السورية وقتلها للمدنيين قبل أي حوار.

 

حراك دولي مكثف حول سوريا.. واجتماع في باريس اليوم

العربية.نت

تستضيف فرنسا اليوم اجتماعاً دولياً حول سوريا، يشمل أبرز الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة.

وبحسب مصادر فرنسية سيشارك في الاجتماع وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا والسعودية وتركيا والولايات المتحدة، إلا أن مصادر العربية كشفت أن جون كيري سيغيب عن هذا الاجتماع.

في غضون ذلك أجرى وزير الخارجية العماني مباحثات في دمشق مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.

إلى ذلك، كشف متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن جولة جديدة من المباحثات الدبلوماسية بشأن الانتقال السياسي في سوريا قد تجري عقب نهاية هذا الأسبوع، مشيراً الى أنه سيتعين في نهاية المطاف إشراك إيران في المحادثات بشأن هذا الملف.

وقال جون كيربي إن دور إيران في الصراع السوري ومساندتها للنظام ولحزب الله غير مفيد. وأضاف أن الإيرانيين طرف ذو مصلحة في هذه العملية.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أجرى اتصالاً هاتفيا الاثنين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثا خلاله الأزمة السورية، وتبادلا وجهات النظر بشأن حلها.

 

الدفاع الروسية تعلن عن زيارة ممثلين للجيش الحر.. والائتلاف السوري: تضليل للتغطية على إخفاق العدوان

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– نفى الائتلاف السوري المعارض، الثلاثاء، ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية عن زيارة ممثلين عن “الجيش السوري الحر” إلى موسكو، متهما روسيا بـ”التضليل”.

 

عقيباً على ما نسب لمتحدث من وزارة الخارجية الروسية حول قيام وفد من الجيش السوري الحرّ بزيارة لموسكو، صرح مصدر مسؤول بما يلي:

 

وأكد الائتلاف في بيان نشره على موقعه أنه “ينفي نفياً تاماً ما نشر عن زيارة وفد من الجيش السوري الحر إلى موسكو، أو عقد أي من مسؤوليه اجتماعات مع مسؤولين روس”.

 

واعتبر الائتلاف أن “تلك الأنباء جزءاً من عملية تضليل للرأي العام هدفها التغطية على إخفاق العدوان الروسي على الشعب السوري في أسبوعه الرابع، والخسائر التي مُنيت بها قوات الاحتلال الإيرانية والميليشيات الطائفية التابعة لها”.

 

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف قال، الاثنين، إن ممثلي “الجيش السوري الحر” زاروا روسيا في روسيا.

 

وأضاف ردا على سؤال حول الموعد المتوقع لزيارة ممثلين عن الجيش الحر لموسكو أن روسيا تتواصل بشكل مستمر مع ممثلين عن الجيش الحر، وتابع: “إنهم هنا كل الوقت، أشخاص كثيرون يأتون ويذهبون، وكلهم يقولون إنهم يمثلون الجيش الحر”، وفق ما نقلته وكالة أنباء “تاس” الروسية.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب عن استعداد بلاده لدعم الجيش الحر المعارض لنظام بشار الأسد وتوفير الغطاء الجوي لعناصره لمواجهة تنظيم “داعش”، بينما أكد الجيش الحر أنها لن يتعاون مع موسكو قبل وقف “عدوانها على الشعب السوري، ودعمها لنظام الأسد”، متهما روسيا بشن غارات تستهدف مقاتليه.

 

عميل مزدوج سابق لـCNN: مشاركة المعلومات عن المعارضة السورية مع روسيا ستصل إلى بشار الأسد.. والأكراد أفضل فرصة لنا

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال نافيد جمالي، العميل المزدوج السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI” مع روسيا، إن المعلومات حول مواقع المعارضة السورية التي تطلبها موسكو من واشنطن ستصل إلى بشار الأسد الذي سيستغلها بصالحه.

 

جاء ذلك في مقابلة لجمالي مع NN، حيث قال: “روسيا تريد البقاء في سوريا، فهم لن يستغنوا عنها، ومشاركة المعلومات معهم ستصل إلى بشار الأسد على الأقل وبالتالي سيستخدمونها في صالحهم ولتحقيق أهدافهم.”

 

وتابع العميل قائلا: “السؤال الأكبر باعتقادي هو الأكراد علينا إلقاء الضوء على هذا الأمر، فكما رأينا للأسف ما حصل مع الرقيب ويلر (الجندي الأمريكي الذي قتل بعملية أمريكية كردية مشتركة في الحويجة بالعراق) فنحن نعتمد إلى حد كبير على الأكراد، وللأسف الأتراك والأكراد لا ينسجمون وهذا أمر ضروري علينا إيجاد حل له.”

 

وردا على سؤال كيف يمكن لأمريكا حل الخلاف بين تركيا والأكراد قال جمالي: “الأكراد ينظرون إلى الوضع على أنهم يريدون دولتهم الخاصة، وإذا لم نرد ارسال قوات برية وهو الأمر الذي لا يريد أحد القيام به بما فيه روسيا أيضا، فإن الأكراد هم أفضل فرصة بالنسبة لنا ولكن علينا إعطائهم شيئا، وما يريدونه هو دولة وهو أمر ليس مقبولا بالنسبة لتركيا.”

 

“لا اعتقد أن أمريكا ستشارك معلوماتها حول مواقع المعارضة مع روسيا، من الصعب التكهن بالمصلحة التي يمكن التوصل لها في ذلك.”

 

المرصد السوري: داعش ينفذ إعدامات بطريقة جديدة.. ويدمر أعمدة أثرية في تدمر

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن تنظيم “داعش” أقدم على تفجير أعمدة أثرية في مدينة تدمر وإعدام أشخاص بربطهم في الأعمدة خلال التفجير.

 

ونقل المرصد عن مصادر أهلية في تدمر، مساء الأحد، قولهم إن عناصر التنظيم، عمدوا إلى ربط 3 أشخاص، كانوا معتقلين لديه، وقيدوهم في الأعمدة في القسم الأثري من تدمر، وقاموا بإعدامهم عن طريق تفجير هذه الأعمدة، دون معرفة هوية الأشخاص الذين تم إعدامهم.

 

وأشار المرصد إلى أن هذه المرة الأولى التي يقوم فيها “داعش” بإعدام أشخاص بهذه الطريقة، وأضاف المرصد أن “التنظيم عمد في الأشهر الأخيرة إلى اختلاق طرق جديدة في الإعدام، منها دهس عنصر من قوات النظام بالدبابة رداً على دهسه جنود التنظيم بدبابته وهم أموات، إضافة إلى إعدام أشخاص بعد إجبارهم على حفر قبورهم بيدهم وطرق أخرى أعدم التنظيم ضحاياه بها”.

 

وزير سوري أسبق معارض يدعو لقبول مبادرة دي ميستورا الأخيرة

روما (26 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى مسؤول كبير سابق في حزب البعث السوري إن روسيا تمتلك مشروعاً يتناقض مع المشروع الإيراني، وشدد على استحالة تأهيل الرئيس السوري بشار الأسد من جديد، ودعا المعارضات السورية لقبول مبادرة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا الأخيرة والمشاركة بها.

 

وقال حبيب حداد، الذي كان أميناً قطرياً مساعداً لحزب البعث السوري ووزيراً للإعلام، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يُخطئ من يظن أن القيادة الروسية تتصرف حيال الأزمة السورية بمنطق رد الفعل، فهي تولي المسألة السورية نفس المرتبة من الاهتمام الذي توليه للمسألة الأوكرانية، وتربط صراعها بين الملفين، وتمتلك مشروعاً لحل الأزمة السورية يتوافق مع مصالحها فقط وليس لإنقاذ الأسد ونظامه”، وفق تقديره.

 

ونبّه المعارض السوري من مخاطر عدم وجود ممثل جدير للثورة السورية، وقال “يمكن للتدخل الروسي أن يُساعد على التوصل لحل توافقي يُرضي جميع الأطراف ويُنشّط مسار الحل السياسي، لكنّ الحلقة المفقودة في مسار الحل كي يتناسب مع مطالب السوريين وحجم تضحياتهم، هو عدم وجود ممثل يُعبّر عن إرادتهم ويجسد وحدتهم الوطنية، وذلك يتحقق فقط من خلال مؤتمر وطني عام تحت إشراف الأمم المتحدة”.

 

وتابع “للأسف لم تتوفر للسوريين بعد خمس سنوات من انتفاضتهم هيئة سياسية مُعبرة عن إرادتهم في التغيير الديمقراطي وإنهاء نظام الاستبداد والفساد”. وقال إنها “تفتقد لرؤية واضحة وبرنامج عمل مُوحّد لمهمات المرحلة الانتقالية، وغالبيتها صنيعة الأطراف الإقليمية، وعلى المعارضات الوطنية الديمقراطية أن تتحمل مسؤولياتها وتستعيد ثقة السوريين وتعمل على توحيد رؤيتها”.

 

كما شدد على أن المصالح الاستراتيجية والحيوية لروسيا وإيران متناقضة في سورية، وقال “إنهما يتباعدان في المواقف تجاه العديد من القضايا وتختلفان تجاه الموقف من مصير الأسد، وتعاظم الدور الروسي في سورية سيكون على حساب الدور الإيراني”، وأعرب عن قناعته بأن توافقاً أمريكياً روسياً سيُجبر إيران على الرضوخ للإرادة الدولية.

 

ودعا حداد كافة أطراف المعارضة السورية للمشاركة بلجان مبادرة المبعوث الأممي لسورية دي ميستورا، وقال “هذه الخطة الأممية هي ترجمة عملية للتوافقات الدولية، وتهدف لإيجاد المناخ الملائم لانعقاد جنيف3، ويجب التعامل معها بروح إيجابية مسؤولة وطلب تعديل سلبياتها، فمواصلة الصراع الذي خرج عن إطاره الوطني والاجتماعي معناه استكمال تدمير سورية”.

 

تنظيم “الدولة الإسلامية” يعدم أسرى بتفجير أعمدة علقوا عليها في تدمر

أفاد ناشطون أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أعدم ثلاثة أسرى بتعليقهم في أعمدة بمدينة تدمر الأثرية، ثم تفجيرها.

ولم يكشف عن هويات القتلى.

ولكن يعتقد أنهم أول من يقتلهم التنظيم بهذه الطريقة منذ سيطرته على آثار تدمر في مايو/ أيار.

وقد دمر تنظيم “الدولة الإسلامية” معبدين عمرهما 2000 عام، وقوسا ومدافن برجية في تدمر، أحد أهم المواقع الأثرية في العالم.

ويعتقد التنظيم أن هذه الأبنية تعبد من دون الله.

ونددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة بالتدمير ووصفته بأنه جريمة حرب.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع النزاع السوري، من بريطانيا، عن مصادر في تدمر قولها إن تنظيم “الدولة الإسلامية” ربط الأحد ثلاثة أسرى بأعمدة تعود للعهد الروماني، ثم فجرها.

وقال الناشط، خالد الحمصي، في تدمر لوكالة فرانس برس إن التنظيم لم يخبر الناس بعد بهويات الأسرى، ولا بسبب قتلهم.

ويرى الناشط، محمد العايد، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” “يفعل هذا من أجل جذب اهتمام وسائل الإعلام”.

وبعد سيطرتهم على الآثار وعلى مدينة تدمر الحديثة المجاورة، استعمل مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” المسرح التاريخي لإعدام 25 جنديا سوريا.

كما قطعوا رأس عالم الآثار، خالد الأسد، الذي أشرف على رعاية آثار تدمر مدة 40 عاما، لأنه رفض، فيما يبدو، أن يدلهم على مكان وجود القطع الأثرية النادرة.

وبث تنظيم “الدولة الإسلامية”، الأسبوع الماضي، صورا لمسلحيه يدهسون جنديا أسيرا بدبابة، لأنه يعتقد أنه كان هو نفسه يدهس المسلحين بالدبابة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى