أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 29 أذار 2016

 

 

 

بوتين يؤكد أهمية «الإنجاز الكبير» في تدمر

موسكو، دمشق – رائد جبر، أ ف ب

غداة استعادة الجيش السوري مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، تركّزت الأنظار أمس على محاولة تحديد الوجهة المقبلة للقوات النظامية، وهل ستكون شرقاً في اتجاه الحدود العراقية ومحافظة دير الزور، أم شمالاً باتجاه الرقة «عاصمة» تنظيم «داعش» في سورية.

وظهرت مؤشرات إيجابية أمس، إلى سلامة جزء كبير من آثار تدمر بعد قرابة سنة من خضوعها لحكم «داعش»، إذ قالت هيئة الآثار السورية إن 80 في المئة من معالم «لؤلؤة البادية» ما زالت سليمة، وإن إعادة المدينة إلى مجدها السابق يمكن أن يستغرق خمس سنوات.

وجاء ذلك في وقت اعتبرت أوساط عسكرية روسية أن «الانتصار الاستراتيجي» في تدمر يمهّد للقيام بعمليات جديدة تهدف إلى «توسيع العمليات ضد الإرهاب» في مناطق أخرى بالتوازي مع دفع المسار السياسي. ونقلت «رويترز» أمس عن رئيس وفد الحكومة السورية لمحادثات جنيف بشار الجعفري، أن سورية مستعدة للمشاركة في تحالف دولي ضد الإرهاب إذا نسقت الولايات المتحدة العمل مع دمشق بشكل لم تفعله حتى الآن. وقال الجعفري: «التحالف الدولي لم ينجح في سورية لأنه لم ينسق مع النظام، وروسيا نجحت لأنها تنسّق معنا».

ورحبت وزارة الخارجية الأميركية بطرد تنظيم «داعش» من تدمر لكنها اعتبرت أن من المبكر جداً معرفة أثر ذلك على عملية السلام في سورية.

في الأثناء، أكد الرئيس فلاديمير بوتين أمس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي، على أهمية «الإنجاز الكبير» في تدمر، بينما أعلن رئيس الأركان العامة للجيش الروسي فاليري غيراسيموف، أن «الانتصار الاستراتيجي» سيمكّن من «تحقيق نقلة نوعية في تطورات الوضع وإلى وضع حد لتنامي الورم الإرهابي»، كما قال. وأكد الكرملين أن موسكو ستواصل دعم القوات الحكومية بكل الأشكال في «الحرب على الإرهاب»، في إشارة إلى نية موسكو مواصلة شن عمليتها بالتعاون مع القوات الحكومية في مناطق أخرى، ولم يستبعد محللون عسكريون في موسكو أن تغدو دير الزور الهدف المقبل.

من جهة أخرى تضاربت المعطيات الروسية والأميركية حول زيارة قام بها إلى موسكو مطلع الشهر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون برينان، ففيما أعلنت موسكو أن الزيارة لم تكن مرتبطة بالوضع في سورية، أكدت السفارة الأميركية أن برينان شدد على «أهمية التزام روسيا و(الرئيس السوري بشار) الأسد بالهدنة»، وجدد تأكيد موقف واشنطن بأن «لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية التي يجب أن تعبّر عن إرادة الشعب السوري».

وبالتوازي مع التقدم الميداني، أكدت موسكو تصميمها على دفع العملية السياسية، لكنها جددت تأكيد ضرورة إدخال تعديلات على تشكيلة الوفد المعارض ليشمل المكوّن الكردي وأطرافاً أخرى، وشدد نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف على ضرورة أن تتبنى «قائمة الرياض موقفاً أكثر واقعية، بالإضافة إلى التخلي عن طرح شروط مسبقة في سياق التفاوض».

وفي دمشق، قال مصدر عسكري سوري لـ «فرانس برس»، إن «الجيش السوري يعمل أولاً على تأمين محيط مدينة تدمر بشكل خاص وريف حمص الشرقي بشكل عام، وثانياً على القضاء على المسلحين الذين هربوا إلى المناطق القريبة من تدمر». وأوضح أن الجيش «أرسل حشوداً إلى مدينة القريتين وبدأت صباح اليوم (أمس) العملية العسكرية هناك»، مؤكداً أن المدينة «تشكل الوجهة القادمة للجيش» غداة سيطرته على تدمر. وأضاف: «العين حالياً على منطقة السخنة التي انسحب إليها تنظيم داعش من تدمر»، لكن «العملية العسكرية لم تبدأ فعلياً على الأرض بعد».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»: «تستعد قوات النظام والمسلحون الموالون لها بدعم جوي روسي، لشن هجوم جديد باتجاه مدينة القريتين الواقعة جنوب غرب تدمر والسخنة شمال شرقي تدمر». وأشار إلى «معارك عنيفة تدور على أطراف مدينة القريتين، حيث يسعى الجيش إلى حماية أطراف تدمر لمنع التنظيم (داعش) من العودة إليها مجدداً». ووفق المرصد، في حال تمكن الجيش من السيطرة على مدينة السخنة، يصبح بإمكانه التقدم إلى مشارف محافظة دير الزور (شرق) التي يسيطر «داعش» على معظمها. وفي الوقت ذاته، فإن سيطرة وحدات الجيش على بلدة الكوم الواقعة في شمال شرقي تدمر تمكنه من الوصول إلى تخوم محافظة الرقة (شمال) أبرز معاقل التنظيم في سورية.3

 

الصين تعين أول مبعوث خاص لها لدى سورية

بكين – رويترز

عينت الصين اليوم (الثلثاء) أول مبعوث خاص لها للأزمة السورية وهو ديبلوماسي عمل كسفير لدى إيران في الوقت الذي تسعى فيه للقيام بدور أكثر نشاطاً في الشرق الأوسط.

وعلى رغم اعتمادها على إمدادات النفط من المنطقة تميل الصين إلى ترك ديبلوماسية الشرق الأوسط إلى الدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.

إلا أنها تحاول تنشيط دورها ومن ذلك استضافة كل من وزير الخارجية السوري وشخصيات من المعارضة في الآونة الأخيرة وإن تم ذلك في أوقات مختلفة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي إن المبعوث الخاص الجديد لدى سورية هو شيه شياو يان، الذي شغل في الآونة الأخيرة منصب سفير الصين في إثيوبيا والإتحاد الأفريقي.

وقال هونغ إن الصين سعت دائماً بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن إلى التوصل إلى حل مناسب للقضية السورية مضيفاً أن الحل السياسي هو أفضل طريقة. وتابع أن الصين تدعم جهود الوساطة التي يقوم بها ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لدى سورية وأنها قدمت مساعدات إنسانية للمنطقة.

وأضاف أن تعيين الصين مبعوثها الخاص يساعد على دفع عملية السلام ونقل حكمة ومقترحات الصين في شكل أفضل. وقال هونغ “نعتقد بأنه سيقوم بهذه المهمة بالتأكيد في شكل جيد.”

 

الجيش السوري يتعقب “داعش” إلى ما بعد تدمر موسكو وطهران تهنئان وواشنطن ترحّب

المصدر: (و ص ف، رويترز)

واصل الجيش السوري أمس تعقب تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) غداة طرده من مدينة تدمر الاثرية في تقدم ميداني يعد الابرز له ضد الجهاديين، تزامناً مع إعداده لشن هجمات جديدة على المعاقل الرئيسية للتنظيم في البلاد.

 

وفيما سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تهنئة الرئيس السوري بشار الاسد بتحرير المدينة تحت غطاء جوي روسي وبمشاركة من وحدات خاصة روسية، وضعت الخارجية الاميركية في موقف لافت طرد الجهاديين من تدمر بأنه “أمر جيد” ولكن من غير ان تهنئ الجيش السوري. كما هنأت طهران دمشق بهذا الانجاز. ورحب الامين العام للامم المتحدو بان كي -مون باستعادة المدينة الاثرية. ص10

وقال مصدر عسكري سوري: “يعمل الجيش السوري أولاً على تأمين محيط مدينة تدمر بشكل خاص وريف حمص الشرقي بشكل عام، وثانياً على القضاء على المسلحين الذين هربوا الى المناطق القريبة من تدمر”.

وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان “قوات النظام والمسلحين الموالين لها يستعدون بدعم جوي روسي، لشن هجوم جديد في اتجاه مدينة القريتين الواقعة جنوب غرب تدمر والسخنة شمال شرق تدمر”. وتحدث عن “معارك عنيفة تدور على اطراف مدينة القريتين حيث يسعى الجيش الى حماية اطراف تدمر لمنع الجهاديين من العودة اليها مجدداً”.

وأوضح المصدر العسكري، أن الجيش أرسل “حشوداً” الى مدينة القريتين و”بدأت صباح اليوم العملية العسكرية هناك” مشيراً الى ان المدينة “تشكل الوجهة المقبلة للجيش”. وقال: “العين حاليا على منطقة السخنة التي انسحب اليها تنظيم “داعش” من تدمر”، لكن “العملية العسكرية لم تبدأ فعلاً على الأرض بعد”.

وأورد المرصد انه اذا تمكن الجيش من السيطرة على مدينة السخنة، يصير في إمكانه التقدم الى مشارف محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على معظمها. أضف أن فإن سيطرة وحدات الجيش على بلدة الكوم الواقعة في شمال شرق تدمر تمكنه من الوصول الى تخوم محافظة الرقة في اشمال أبرز معاقل الجهاديين في سوريا.

ويبقى أمام الجيش حالياً طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية الواقعة على مسافة 60 كيلومترا جنوباً لاستعادة البادية السورية كاملة والتقدم نحو الحدود العراقية التي يخضع الجزء الاكبر منها لسيطرة التنظيم.

ورأى عضو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” هادي البحرة انه لو كان النظام السوري جدياً في التصدي للجهاديين لكان منعهم من السيطرة على تدمر قبل عشرة أشهر. وقال: “منذ البداية، قامت استراتيجية النظام على تضخيم الخطر الذي يشكله داعش ليقول للمجتمع الغربي: إما أنا وإما داعش”.

وغداة طرد الجهاديين منها، بدت تدمر أشبه بـ”مدينة اشباح” خلت من المدنيين الذين فر معظمهم في الايام الاخيرة.

وعاودت الطائرات المروحية حركة الاقلاع والهبوط في مطار تدمر العسكري وقت عملت وحدات الجيش على تفجير الالغام والعبوات التي خلفها التنظيم في الاحياء السكنية والمدينة الاثرية. وأعلن مصدر عسكري، تفجير “أكثر من 50 عبوة ولغماً منذ أمس (الاحد)” حتى ظهر أمس.

 

الجعفري

وصرّح رئيس الوفد الحكومي السوري الى مفاوضات جنيف السفير بشار الجعفري في مقابلة مع فضائية “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها بأن الوقت قد حان لقوى منها واشنطن للانضمام إلى موسكو في التعاون مع دمشق. وأضاف: “نحن مع إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب ولكن بالتنسيق مع الحكومة السورية”.

 

برينان في موسكو

في غضون ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفارة الأميركية في موسكو أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي إي” جون برينان أثار خلال زيارة لموسكو مطلع آذار الجاري، مسألة رحيل الأسد عن السلطة.

وقالت إن برينان ناقش أيضا التزام وقف النار في سوريا.

وأكد الناطق باسم “السي أي إي” دين بويد أن برينان زار موسكو أوائل آذار وأن الملف السوري كان على جدول الأعمال. وليس من المعتاد أن تتناول وكالة الاستخبارات المركزية علانية رحلات مديرها أو المواضيع التي يبحث فيها مع المسؤولين الأجانب.

وكذلك نقلت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة عن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف في وقت سابق أن برينان عقد اجتماعات في مقر جهاز الأمن الاتحادي الروسي وغيره وإن زيارته لا علاقة لها بقرار موسكو بدء سحب قاتها من سوريا.

وأصدرت “السي آي إي” بياناً عبر البريد الإلكتروني جاء فيه أن هدف زيارة برينان كان “التأكيد مع المسؤولين الروس على أهمية أن تواصل روسيا ونظام الأسد التزام تعهداتهما لتطبيق اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا”. وأضافت أن برينان أكد للمسؤولين الروس مجدداً الدعم الأميركي “لانتقال سياسي حقيقي في سوريا” يتضمن “رحيل الأسد من أجل تسهيل عملية انتقال تعكس إرادة الشعب السوري”.

 

نجاة 80 % من الآثار.. ودعوة سورية لواشنطن للتنسيق العسكري

تدمر: انقلاب في المشهد السوري.. وتململ أميركي

عبد الله سليمان علي

سجّل التحالف السوري ـ الروسي من خلال السيطرة السريعة على مدينة تدمر وسط البادية، نقطةً على حساب «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، في السباق بينهما على قتال تنظيم «داعش» والقبض على مفاتيح إعادة ترتيب الأراضي الواقعة تحت سيطرته، عسكرياً وسياسياً.

واستشعر بعض أطراف فريق التفاوض للمعارضة جراء هذا الإنجاز أن هدنة وقف العمليات العدائية قد تتحول إلى فخ محكم بطريقه للإطباق عليه، خصوصاً في ظل فشل الفصائل الممثَّلة فيه من تحقيق أي تقدم استراتيجي ضد «داعش» في ريف حلب الشمالي، كذلك عجزها عن منع تمدده في ريف درعا الغربي، على الرغم من حشدها عشرات الفصائل للقتال ضد «شهداء اليرموك» و«حركة المثنى»، ولكن من دون جدوى حتى الآن.

ولم يسهم النصر الإستراتيجي في تدمر، في إظهار الجيش السوري مع حلفائه وبالغطاء الجوي الروسي، باعتباره القوة الوحيدة المتحررة من القيود الإقليمية والدولية القادرة على قتال «داعش» بفاعلية وسرعة وحسب، بل أعطى مؤشراً مهماً على أن قدرات التحالف السوري ـ الروسي تتفوق بأشواط على التحالف الأميركي ـ الكردي في بعض المناطق السورية، فيما معركة الموصل في العراق يقف منها الأميركيون مواقف مترددة تؤجلها من شهر الى آخر.

وتتبدى هذه الفروقات من خلال المقارنة بين معركة تدمر وكل من معركة عين العرب (كوباني) في سوريا ومعركة الرمادي في العراق، سواء لناحية المدة التي لزمتها هذه المعارك أو لناحية نسبة التدمير التي طالت المدن المحررة.

فعلى سبيل المثال، فيما تطلب خروج «داعش» من بعض أجزاء عين العرب، إذ لم يكن قد سيطر إلا على أقل من نصفها، أربعة أشهر من الغارات الجوية الأميركية المكثفة ومن القتال العنيف، فإن معركة تدمر، التي تبلغ من حيث السكان نصف حجم عين العرب، لم تتطلب سوى أقل من أسبوعين. وبينما كان ثمن خروج «داعش» من عين العرب تدمير المدينة تدميراً شبه كامل، بحيث أصبحت غير صالحة للسكن جراء القصف الجوي المكثف، فإن الدمار في تدمر كان أقل من ذلك بكثير، وهي رغم جراحها ما زالت قادرة على دعوة أبنائها للعودة إليها، كما أن المدينة الأثرية لم تتضرر جراء معركة التحرير أضراراً غير قابلة للإصلاح، ومعظم الأضرار التي أصابتها كانت بفعل تفجيرات «داعش» إبان سيطرته عليها.

كما أن تضارب المصالح بين واشنطن وأنقرة لعب دوراً كبيراً في تقييد دور «قوات سوريا الديموقراطية» ومنعها من التقدم في مناطق «داعش» بين مدينتي جرابلس وإعزاز المحاذيتين للحدود التركية. أما الجيش السوري فإنه غير خاضع لمثل هذه التقييدات، وهو ما سيعطيه حرية أكبر في العمل خلال الفترة المقبلة.

وقد يفسر هذا جانباً من التصريحات الأميركية حول عدم ارتياح واشنطن تجاه تقدم الجيش السوري في تدمر قبل يومين من سيطرته عليها. لأنه بالرغم من تنسيق الحد الأدنى بين واشنطن وموسكو حول الأزمة السورية، فإن التنافس بينهما يتصاعد في بعض جبهات القتال، لا سيما بخصوص معركة الرقة التي من شأن السيطرة على تدمر أن تعطي الجيش السوري محوراً جديداً للتقدم نحوها، بالإضافة إلى محور أثريا – الطبقة.

وأعلن رئيس وفد الحكومة السورية لمحادثات جنيف بشار الجعفري، لقناة «الميادين»، أن دمشق مستعدة للمشاركة في تحالف دولي ضد الإرهاب، ولكن فقط إذا نسقت الولايات المتحدة العمل مع دمشق تنسيقاً لم تفعله حتى الآن. وقال «التحالف الدولي لم ينجح في سوريا لأنه لم ينسق مع النظام. وروسيا نجحت لأنها تنسق معنا». وأضاف «نحن مع إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب لكن بالتنسيق مع الحكومة السورية. ليس لدينا مانع من أن نتحالف مع أميركا لكن يكون بالتنسيق مع سوريا».

ورحبت واشنطن بطرد «داعش» من تدمر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي «سأجيب بسرعة، نعم، نعتقد أن عدم سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بعد اليوم (على تدمر) هو أمر جيد»، لكن من دون أن يصل إلى حد تهنئة الجيش السوري بهذا الإنجاز الميداني الكبير. وأضاف «من المبكر جدا أن نعرف مدى تأثير عملية تدمر على (محادثات السلام) بشكل أو بآخر»، معتبراً أن التحول في المدينة لا يغير معارضة الولايات المتحدة للأسد.

وشكل طرد «داعش» من تدمر محور اتصال أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الإيراني حسن روحاني، وذلك بعد ساعات من تهنئة بوتين للأسد بهذا الإنجاز. وذكر الكرملين، في بيان، أن الرئيسي الروسي والإيراني «ناقشا بالعمق الوضع في سوريا في ضوء هذا الحدث البالغ الأهمية»، والذي يندرج في «سياق مواصلة مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا».

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قد رحب، في رسالة إلى الأسد، بانتصار الجيش السوري في تدمر. وتعهد بأن «تواصل الحكومة والقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمها الكامل لسوريا وسائر قوى المقاومة» ضد «داعش».

وقد انسحبت حالة القلق جراء إنجاز تدمر على وفد الرياض في محادثات «جنيف 3»، حيث قرأ ممثلو الفصائل في الوفد هذا الإنجاز على ضوء وثيقة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا باعتباره دليلاً على أن هدنة وقف العمليات العدائية كانت فخاً وقعت الفصائل فيه. ومن هنا كانت مسارعة «أحرار الشام» إلى التنصل من وثيقة دي ميستورا، من دون أن تمس مبدأ التفاوض، متهمةً الموافقين عليها بالتخاذل وإضاعة «الثورة السورية»، ليلحق بها ممثل «جيش الإسلام» محمد مصطفى علوش، في جو واضح من المزايدة الإعلامية، ليطالب الحركة بإشعال الجبهات وإسقاط الهدنة، في محاولة تهدف على ما يبدو إلى إحراج «أحرار الشام» التي تتعامل مع موضوع الهدنة والمفاوضات بوجهين.

وإذا كان الجيش السوري قد أحدث، من جهة، انقلاباً جذرياً في موازين القوى ومعادلات السيطرة الميدانية، ليس لأنه حقق أول انتصار استراتيجي له ضد «داعش» من موقع الهجوم، بل لأنه أثبت فاعلية جنوده العالية في القتال ضد التنظيم وقدرتهم على دحره بأسرع وقت وبأقل الخسائر الممكنة، مع تكبيد خصمهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فإنه من جهة ثانية أحدث انقلاباً مماثلاً على صعيد بعض المفاهيم التي أريد لها أن تشكل إطار عمل يتحكم بأبعاد الأزمة السورية وآفاق حلها. وأهم هذه المفاهيم هو مفهوم «سوريا المفيدة» الذي جرى تسويقه باعتباره خطة إستراتيجية ينوي الجيش السوري من خلالها العمل على تقسيم سوريا، والاحتفاظ بما أسمته بعض الصحافة «الدويلة العلوية».

لكن الجيش من خلال قبضه على قلب البادية، وخروجه عن حدود الشريط الغربي الممتد بين درعا جنوباً إلى حلب شمالاً، أكّد بما لا يدع مجالاً للشك أن خطته التكتيكية التي اقتضت منه، في ظل ظروف ميدانية ضاغطة، أن يركز جهوده على بعض المدن ذات الكثافة السكانية لحمايتها ومنع تمدد التنظيمات المتطرفة إليها، ولم تكن من قبيل التمهيد للتقسيم كما تم الترويج له، بل هي خطة مدروسة بعناية، كان الهدف الأساسي منها تأمين مرتكزات أساسية للجيش في المناطق الإستراتيجية، ومنع الفصائل المسلحة من حيازة مناطق كاملة ومترابطة بعضها مع بعض، وهو ما أُطلق عليه اسم «إستراتيجية التجزير»، أي الحرص على أن تكون مناطق سيطرة المسلحين مجرد جزر منفصلة يسهل محاصرتها والانقضاض عليها عندما تتوافر الشروط الميدانية والعسكرية.

وقد كان الدعم الروسي أحد هذه الشروط التي ساعدت الجيش على الاستفادة من سياسة «التجزير» التي كرّسها في مناطق المسلحين، بهدف إعادة السيطرة عليها بالتدريج. كما أن الهدنة من خلال إيقافها العمليات العسكرية ضد الجيش في مناطق الفصائل التي وافقت عليها، كانت عاملاً مساعداً آخر مكّن الجيش من حشد قواته باتجاه مناطق «داعش» حيث كان أول الغيث فيها مدينة تدمر.

 

الجيش الأمريكي يطلب من أسر العسكريين مغادرة مناطق في تركيا

واشنطن- رويترز- قال الجيش الأمريكي الثلاثاء إنه أمر أسر أفراده بمغادرة مناطق من جنوب تركيا بسبب “استمرار المخاوف الأمنية في المنطقة”.

وقال بيان للقيادة الأوروبية بالجيش الأمريكي إن الأوامر صدرت بمغادرة أسر أفراد الجيش المتمركزين في أضنه- بما في ذلك قاعدة انجيرليك الجوية التي تستخدم بكثافة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية- وأزمير وموجلا. وأجاز القرار وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر.

وقال الجنرال فيليب بريدلاف قائد القيادة الأوروبية الأمريكية في بيان “نتفهم أن هذا أمر مزعج لأسر العسكريين لكن يتعين علينا الحفاظ على سلامتهم وضمان الفاعلية القتالية لقواتنا لدعم حليفتنا القوية تركيا في الحرب على الإرهاب.”

وأضاف البيان أن أمر المغادرة لا يشير إلى قرار بإنهاء دائم لوجود الأسر في منشآت عسكرية في جنوب تركيا.

 

موسكو تدعو أطراف الصراع السوري لمفاوضات مباشرة وترفض استقالة الأسد

موسكو- (د ب أ): دعت روسيا أطراف الصراع السوري للمشاركة في مفاوضات مباشرة.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الثلاثاء في موسكو إنه يتعين على السوريين أن يتحدثوا خلال الجولة القادمة من المفاوضات في سويسرا مع بعضهم البعض وليس عبر وسيط.

وكان مبعوث الأمم المتحدة لسورية ستافان دي ميستورا قد أعلن وقف المفاوضات بشأن سورية الأسبوع الماضي في جنيف على أن تستأنف اعتبارا من التاسع من نيسان/ أبريل المقبل.

غير أن ريابكوف أعلن حسب وكالة أنباء تاس أن استئناف المفاوضات سيكون في الحادي عشر من نيسان/ أبريل.

وجدد المسؤول الروسي رفضه مطالبة المعارضة السورية باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد وقال إنه يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة لاستئناف عملية السلام.

 

الضربات الروسية أكثر دموية من تلك التي يوجهها التحالف

واشنطن- أ ف ب- اعتبرت منظمة “ايرورز″ غير الحكومية الثلاثاء ان الغارات الروسية في سوريا اسفرت عن مقتل عدد من المدنيين خلال ثلاثة اشهر مواز لذلك الذي اوقعه التحالف الدولي بقيادة أمريكية طوال اكثر من عام ونصف عام في العراق وسوريا.

وحسب المنظمة التي مقرها لندن، وتقوم بجمع المعلومات المتاحة حول القصف، فان الغارات الروسية قد تكون قتلت بين “1096 و 1448 مدنيا” من تشرين الاول/ اكتوبر حتى كانون الاول/ ديسمبر 2015 خلال 192 عملية قصف.

وعلى سبيل المقارنة، فان ضربات التحالف الدولي قد تكون قتلت 1044 شخصا في العراق وسوريا منذ بداية الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في اب/ اغسطس 2014، وفقا لارقام هذه المنظمة غير الحكومية.

وبين تشرين الاول/ اكتوبر وكانون الاول/ ديسمبر 2015، قد يكون التحالف قتل بين 178 و 233 مدنيا في العراق وسوريا، اي ست مرات أقل مما فعلته روسيا في سوريا وحدها، بحسب المنظمة.

ونددت هذه المنظمة بـ”استهداف روسيا البنى التحتية المدنية مثل “مصنع معالجة المياه والمخابز ومستودعات المواد الغذائية وقوافل المساعدات”.

وقد تراجعت حدة الهجمات الروسية بشكل كبير منذ بدء سريان الهدنة بين نظام الرئيس بشار الاسد والفصائل المعارضة.

 

داود أوغلو يتعاطف مع يتيم سوري يريد أن يصبح “تركيًّا” عندما يكبر

أنقرة- الأناضول- كشف رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، تلقيه رسالة من طبيبة تعنى بشؤون اللاجئين، حول طفل سوري يتيم مقيم في تركيا، أبدى رغبته في أن يصبح “تركيًّا” عندما يكبر، مشيرا أنه تأثر بالرسالة.

وقال داود أوغلو الثلاثاء، في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية، في العاصمة أنقرة، “طبيبة سورية لاجئة على أراضينا، تهتم بتعليم أطفال لاجئين، قامت بسؤال طفل سوري يتيم يترواح عمره بين 7 و8 سنوات، هل تذهب إلى المدرسة؟ والآخر يرد عليها، بجواب نعم، وعند سؤاله ماذا تريد أن تغدو في المستقبل، يجاوب طفلنا، أريد أن أكون تركيًّا”.

ولفت رئيس الوزراء التركي، “اغرورقت عينيّ عند قراءة هذه الجملة، تأثرت منها كثيرًا”، موضحا أن رغبة الطفل في أن يصبح تركيًّا لا تشير إلى عرقية معينة، وإنما شعب تركيا بأسره، الذي يتجلى فيه خصال الرحمة والشفقة وحب مساعدة الآخرين.

وفي شان آخر دعا رئيس الوزراء التركي، إلى “استنفار” لإفشاء السلام(ضد الإرهاب)، في الأماكن العامة والخاصة، مشيرًا أن قول “السلام عليكم” في التحية، يحث على السلام والعيش المشترك والخصال الحميدة.

وفي هذا الإطار، أوضح داود أوغلو، أن “السلام عليكم، هي أجمل رسالة في تاريخ البشر، حيث أن ملقي السلام يطمأن مقابله بأنه لن يصيبه ضرر منه”.

 

قاض باريسي يستقبل عائلة ضابط سوري ذبحه تنظيم الدولة

باريس- أ ف ب- استقبل قاض فرنسي الثلاثاء والدي ضابط سوري اتخذا صفة الادعاء بالحق المدني على فرنسي يدعى مكسيم هوشار يشتبه بانه عنصر في تنظيم الدولة الاسلامية وذبح ابنهما في سوريا.

وقالت محامية الوالدين فابريس دولاند “انها المرة الاولى التي تتخذ فيها عائلة سورية صفة الادعاء بالحق المدني في ملف يتورط فيه جهادي فرنسي يقاتل في سوريا”، مشيدة باستماع القاضي لهما يوم الجمعة الماضي حيث تمكنا “من التطرق الى الظروف الفظيعة جدا التي احاطت بمقتل ولدهما”.

ومكسيم هوشار من منطقة نورمندي الفرنسية يبلغ الرابعة والعشرين من العمر، وقد تم التعرف اليه على شريط فيديو بثه تنظيم الدولة الاسلامية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 ويظهر فيه قطع رؤوس الرهينة الامريكي بيتر كاسيغ مع 18 معتقلا من الجنود السوريين بينهم الضابط السوري غيث م. الذي كان في مدينة الرقة والذي تقدم والداه بالدعوى.

وفتح تحقيق في السادس والعشرين من كانون الاول/ ديسمبر 2014 لكشف “عمليات اغتيال مرتبطة بمجموعة ارهابية”، كما ان مكسيم هوشار ملاحق بموجب مذكرة اعتقال دولية.

واتخذ والدا الضابط السوري صفة الادعاء بالحق المدني في فرنسا في شباط/ فبراير 2015.

وقال غسان م. والد الضابط السوري ان “القضاء السوري غير قادر على استلام دعاوى في الوضع الحالي. وعلى فرنسا ان تحاكم مواطنيها عندما يرتكبون جرائم فظيعة في بلادنا”.

وقال الوالد إن ابنه البالغ الثلاثين من العمر اعتقل عام 2013 لدى عناصر من الجيش السوري الحر لمدة ستة اشهر قبل ان يسلم إلى جبهة النصرة التي تعتبر فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا.

واوضح “لقد دفعنا فدية الى جبهة النصرة. الا انهم عذبوه وباعوه لداعش الذي قطع رأسه. كل ذلك يتعارض مع الاتفاقيات الدولية الخاصة باسرى الحرب”.

وهناك فرنسيون اخرون يعتقد انهم شاركوا بجرائم في سوريا على غرار مايكل دوس سانتوس الذي يعتقد انه الجلاد الثاني الذي ظهر في الشريط نفسه.

 

لبنان: قتلى وجرحى في اشتباكات بين تنظيم «الدولة» و«النصرة» في جرود عرسال ورأس بعلبك

بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: دارت اشتباكات عنيفة أمس بين تنظيم «الدولة» و»جبهة النصرة» في جرود عرسال ورأس بعلبك في البقاع الشمالي، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وأسفرت عن مقتل وجرح عدد كبير من مسلحي الطرفين ناهز الـ20.

وتباينت المعلومات حول سبب اندلاع الاشتباكات، فذكر بعضهم أن تنظيم «الدولة» شنّ هجوماً على مواقع «النصرة» في جرود عرسال ورأس بعلبك وقتل وجرح عدداً من مسلحيها، ثم قام بتصفية بعض المسلحين وأسر آخرين.وعندها قامت مجموعات كبيرة من جبهة النصرة بقيادة ابو مالك التلي بشن هجوم مضاد بعد استقدام تعزيزات.

غير أن معلومات أخرى أفادت أن «جبهة النصرة» استغلت هدوء الجبهات في جرود القلمون الغربي في سوريا وشنّت هجوماً على تنظيم «الدولة» لاستعادة عدد من المراكز التي كانت قد خسرتها منذ نحو شهر ونصف بين الزمراني والعجرم وقرنة الحشيشات والملاهي ووادي شبيب.وانطلق الهجوم من معبر الزمراني في جرود الجراجير في القلمون الغربي، وهذه المراكز تطل على نقاط انتشار حزب الله في الجانب السوري.

وتحدثت أنباء صحافية عن مقتل المسؤول الميداني في «الدولة» أبو عزام مع أفراد مجموعته، وعرف منهم أبوعبد الباري، وأبو الفاروق، فيما سقط من «النصرة» أبو خطاب التلي، أبو نصير حذيفة التلي، أبو إسحاق، ومجد محمد عبد المجيد الحجيري من عرسال.

 

عمدة لندن يعبر عن فرحته باستعادة مدينة «تدمر» ويدعو بريطانيا للمساهمة في إعمارها لكنه لم ينس أن الأسد طاغية كريه وحكم والده لأجيال عبر الإرهاب والعنف

هل استعادة «لؤلؤة الصحراء» تعزيز لاستراتيجية بوتين في مكافحة الإرهاب… أم أنها هزيمة جديدة لدولة لم تعد باقية وتتمدد

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: «برافو للأسد» هذا ما قاله عمدة لندن بوريس جونسون في مقالته الأسبوعية التي نشرتها صحيفة «دايلي تلغراف» إلا انه لم ينس التأكيد على أن الأسد هو «طاغية كريه».

والسبب في «التحية» التي يوجهها جونسون للرئيس السوري لأنه أنقذ مدينة تدمر من شر تنظيم الدولة الذي أعمل فيها تدميراً ونهباً لتراثها الحضاري الذي يعود إلى ألفي عام.

فقد دمر المقاتلون الأعمدة التي ظلت شامخة طوال السنين وفجروا معبد الإله بعل وعاثوا في المتحف المعروف وكسروا وهشموا ما فيه وسرقوا ما استطاعوا وقتلوا عند احتلالهم للمدينة العام الماضي خالد الأسعد مدير آثار ومتاحف تدمر منذ عام 1963 وعلقوا جثته على عمود كهربائي بتهمة العمالة للنظام السوري.

وقال جونسون إن النظام السوري وبدعم من روسيا نجحا حيث فشل الغرب، وكتب قائلاً «أعتقد أنه من الغرابة الشعور بالفرحة على نجاح عسكري حققه أكثر الأنظمة خسة على وجه البسيطة. ولكنني لم أستطع إخفاء جذلي عندما وصلت الأخبار من تدمر وقالت إن الجيش السوري عاد للسيطرة على الموقع الذي تعتبره منظمة «اليونسكو» التابعة للأمم معلماً حضارياً إنسانياً».

وقال عمدة لندن إن الإرهابيين ربما خلفوا وراءهم مفخخات ولكنهم هربوا في النهاية و«أصيح وأقول برافو وتقدم للأمام، نعم، أعرف أن الأسد هو وحش، فقد رمى البراميل المتفجرة على أبناء شعبه وسجونه مليئة بالتعذيب، حكم هو ووالده لأجيال عبر الإرهاب والعنف».

أسباب الفرح

واضاف «ومع ذلك هناك سببان يجعلان أي إنسان عاقل يشعر بالرضى مما أنجزته قوات الأسد. الأول، مهما كان نظام الأسد مثيراً للقرف فإن أعداءه من تنظيم «الدولة» في العراق والشام هم أسوأ بكثير، فهؤلاء هم من قاموا برسم هذه الدويلة الفاسدة في الصحراء، هذه النجمة السوداء التي تصدر شعاعاً يدخل في رؤوس العديد من البائسين في بريطانيا وغيرها من دول أوروبا ممن يحلمون بأن يكونوا جهاديين.

وهؤلاء هم المجانين الذين ظهرت أيديولوجيتهم الشريرة مرة أخرى في الأسبوع الماضي في مطار زافنتيم ومحطة مالبيك للقطار. وهم الذين برروا قتل وتشويه مئات المدنيين الأبرياء بناء على الدين. وبالمقارنة فقد يكون نظام الأسد بلطجياً ووحشياً وشريراً وقاسياً إلا أن هؤلاء الناس ـ داعش ـ مرضى بطريقة لا تصدق. فهم يقومون بحرق الناس أحياء لسبب بسيط وهو أنهم يحملون رؤية مختلفة عن الإسلام. ويرمون المثليين من شرفات البيوت العالية ويضعون المعارضين لهم في أقفاص ينزلونها في حمامات السباحة. ويصورون كل هذه الفظائع على وقع الموسيقى الصاخبة وتعليقاتهم المتبجحة».

وقال جونسون إن الإرهابيين من تنظيم «الدولة» «قاموا بحرب إبادة ضد الإزيدييين ويمثلون تهديداً على أمن أوروبا ويعتبرون كابوسا على أهل سوريا. فلو كانت هناك جماعة تستحق المسح من على وجه الكرة الأرضية وتشطب من سجل العرق الإنساني فهم أتباع تنظيم الدولة». أما السبب الثاني الذي يدفع جونسون للفرحة فمتعلق بأهمية تدمر الآثرية، وقد يكون هذا ثانوياً للبعض لكن حماية الآثار التاريخية تثير عاطفته.

ومن هنا يرى أن انتصار الأسد هو انتصار للآثار وانتصار لكل حريص على المعالم الآثارية المهمة خاصة إن كان هذا موقعا أثرياً مثيراً للدهشة مثل تدمر. «فلم يتوقف داعش عن قتل وذبح من لا يوافقون على آرائه إلا أنهم كانوا صغاراً وضيقي النظرة في فهمهم لإرادة الله واعتبروا أي بناء سبق الإسلام مهما كان جميلاً كفراً. ولهذا السبب زرعوا الألغام وقصفوا وجرفوا أجمل البنايات على وجه الأرض. وقتلوا مدير الآثار خالد الأسعد وعاقبوه بسبب عمله وقطعوا رأسه في المسرح الروماني».

ويقول جونسون إن الفترة التي ظلت فيها تدمر تحت سيطرة تنظيم «الدولة»، حوالي العام، كانت كارثة أخلاقية وثقافية «ولهذا السبب أنا فرح بطردهم من الموقع».

تضامن في الطرف الأغر

وأشار جونسون إلى أن مدينة لندن ستقوم في 19 نيسان/إبريل بإظهار التضامن مع تدمر من خلال نصب صورة رقمية طولها 15 متراً لبوابة معبد «بعل» في ساحة الطرف الأغر في وسط لندن.

وهو جزء من مشروع يشرف عليه معهد الآثار الرقمي وتشارك فيه جامعتا أوكسفورد وهارفارد ومتحف المستقبل في دبي.

ورغم أن الصورة لن تكون مشابهة للبوابة الزهرية اللون التي دمرها تنظيم «الدولة» إلا أنها ستظل صورة مثيرة للإعجاب وستعبر عن الرؤية الجمعية لوضع هذه الفترة المثيرة للتقزز ـ سيطرة تنظيم «الدولة» ـ وراء ظهورنا والتذكر أن كل الغزاة الذين حلوا على تدمر منذ ألفي عام كانوا يستمتعون بجمال المدينة الأثرية إلا «داعش». «وكان المعبد مقدساً للإله بعل ثم تحول إلى كنيسة بيزنطية ومن ثم لمسجد حتى جاء هؤلاء المرضى وفكروا بتدميره».

وعبر جونسون عن فرحته بوضع صورة بوابة معبد بعل في لندن لأنها ستعبر بطريقة أخرى عن تصميم بريطانيا على المشاركة في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب.

وعلق أن «أحداً لا يستطيع الحديث عن نجاح الأسد باعتباره جزءاً من استراتيجية بريطانية أو غربية. فالغرب كان منشغلاً بمهمة نبيلة وهي بناء قوة بديلة عنه لا تشمل تنظيم «الدولة» ولم تثمر الجهود. ومن دعم الأسد هو فلاديمير بوتين الذي تصرف بعنف ووضوح ودعم وكيله في دمشق. وإذا صدقنا التقارير فلم يسهم الروس بتوفير الغطاء الجوي لجيش الأسد بل شاركت قوات روسية في العمليات على الأرض. وبهذه الطريقة بدا الغرب غير فعال».

وختم عمدة لندن مقاله بالدعوة للعمل على ترميم الآثار في تدمر «فلدينا أعظم خبراء الآثار في العالم. وآمل أن تقوم الحكومة بدعمهم كيف يسافروا إلى سوريا والمساعدة في الترميم، وهي أرخص من القصف وقد تقود إلى إزدهار اقتصادي وسياحي بعيد المدى. ويقول «في يوم من الأيام سيكون مستقبل سوريا عظيماً وهذا يعتمد على قدرة العالم على التمتع بأمجاد الماضي. ويجب أن يكون الخبراء البريطانيون في المقدمة».

هزيمة جديدة؟

وفي تقييم للمعركة التي خسرها الجهاديون وأثرها على مشروعهم، فهي بالتأكيد خسارة منكرة. وكانت استعادة تدمر جزءاً من استراتيجية تدخله في نهاية أيلول/سبتمبر.

وقد تحقق هذا الطموح. والسؤال ما هو الأثر الذي ستتركه العملية على بقاء التنظيم؟ من اللافت أن مقاتلي التنظيم في أوقات فراغهم كتبوا شعارات على أنقاض تدمر مثل «باقية وتتمدد» لكن خسارة تدمر تأتي بعد إعلان المسؤولين الأمريكيين عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم «الدولة» أبو علاء العفري أو حجي إيمان في غارة جوية في سوريا.

ويرى باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت» أن تنظيم الدولة خسر معركة لكنه لم يخسر الحرب بعد ومن الصعب على جيش النظام التقدم شرق تدمر حيث سيدخل المناطق العربية الرئيسية وسيواجه حرب عصابات.

وكذا منطقة إدلب ذات الكثافة السكانية العالية حيث تتعرض جماعات المعارضة المسلحة لضغوط من قوات النظام والميليشيات التابعة له وكذا قوات حماية الشعب التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي. ويقول كوكبيرن إن الوضع السياسي والعسكري في كل من سوريا والعراق غير مستقر خاصة أن اللاعبين المحليين والدوليين يحاولون تطبيق استراتيجيات مختلفة.

ففي الوقت الذي يقدم فيه الأكراد السوريون والعراقيون القوات الأرضية ويعملون بشكل لصيق مع التحالف الدولي ضد الجهاديين إلا أنهم يعرفون ان الدعم المقدم لهم الآن لن يستمر بعد هزيمة تنظيم الدولة.

وسيجدون أنفسهم تحت ضغوط من حكومتي بغداد ودمشق اللتين ستحاول كل واحدة منهما تأكيد سيطرتها على الأقاليم الكردية والمناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد. ويقول كوكبيرن إن روسيا تتعاون مع الولايات المتحدة في مراعاة وقف إطلاق النار الذي بدئ بتطبيقه في 27 شباط/فبراير ويشمل كل الجماعات المسلحة باستثناء جبهة النصرة وتنظيم الدولة.

وتحاول موسكو دعم محادثات جنيف التي تتصور شكلاً من أشكال المشاركة في السلطة سواء قامت على أسس جغرافية أو مؤسساتية.

وهي سياسة لا تلقى دعماً من إيران ومحورها الشيعي التي لا تزال ملتزمة ببقاء نظام بشار الأسد. ومع ذلك لا يقلل كوكبيرن من أهمية انتصار النظام، فهو مهم لكنه لا يعني تفكك تنظيم الدولة. فرغم أنه خلف وراءه 400 من جثث مقاتليه داخل المدينة وخارجها إلا أنه على ما يبدو سحب كل قواته قبل تدميرهم.

وهذا يتساوق مع استراتيجيته التي لوحظت في كل المعارك التي خاضها في الماضي وكان آخرها خسارته بلدة الشدادي قرب الحسكة ـ شرق سوريا حيث انسحب منها ولم يقاتل حتى آخر رجل.

وبالنسبة للأسد فهو انتصار مهم لأن خسارته لتدمر العام الماضي جاءت بعد سلسلة من النكسات التي تعرض لها جيشه في إدلب وجسر الشغور.

وبدا أن السلطة بدأت تفلت من بين يديه. وكان التراجع سبباً في إرسال بوتين لطائراته التي دعمت جيشه والقوات الإيرانية وحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية. ورغم إعلان بوتين نهاية العمليات العسكرية إلا أن الطائرات الروسية لعبت دوراً مهماً في استعادة مدينة تدمر.

ويشير الكاتب هنا لما قيل العام الماضي حول عدم تدخل الطيران الأمريكي لمنع دخول مقاتلي التنظيم تدمر في أيار/مايو العام الماضي خشية أن تتهم الولايات المتحدة بتقديم الدعم للنظام.

وفي الحقيقة تكبد الجيش السوري منذ عام 2014 خسائر فادحة على يد الجهاديين كما أظهرت أشرطة الفيديو التي عرضت عمليات قتل وإهانة للجنود التابعين للنظام.

وتتهم الحكومات الغربية والمعارضة الطيران الروسي باستهداف المقاتلين المعارضين للنظام. ولكن الكاتب يرى أن استراتيجية بوتين قامت على ضرب أي جماعة تمثل تهديداً للنظام. وشملت الضربات اللاذقية وحلب وحمص وحماة.

استراتيجية بوتين

ومع ذلك فالعملية في تدمر ستعزز وبطريقة مختلفة موقف الروس وأنهم لم يستهدفوا فقط الجماعات المعتدلة بل والإرهابية وأنهم حسب تقرير في صحيفة «الغارديان» حلفاء مهمون في الحرب على الإرهاب.

وقالت إن خروج تنظيم «الدولة» يأتي بعد سلسلة من التراجعات التي خسر فيها مدينة الرمادي وسنجار والشدادي وتدمر ومعابر على الحدود السورية العراقية وفي وقت تقول فيه الإدارة الأمريكية انها تحقق إنجازات مهمة ضد الجهاديين.

ونقل عن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قوله إن «الزخم في الحرب ضد تنظيم الدولة بات في يد الأمريكيين».

ونقلت عنه مجله «بوليتكو» قبل أيام قوله إن القوات العراقية تقوم بالتحضير لعملية عسكرية كبيرة ومحفوفة بالمخاطر لاستعادة ثاني أكبر المدن العراقية، الموصل الواقعة تحت سيطرة التنظيم منذ عام 2014.

وكشف المسؤولون الأمريكيون عن عدد القوات الأمريكية العاملة في العراق اليوم بأنه 3800 جندي وهو رقم أعلى مما توقعه الكثيرون.

وبرر المسؤولون هذا الرقم بأن الموجودين في العراق بناء على عقود غير دائمة لم يتم إحصاؤهم. وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد زيادة في عدد القوات الأمريكية في الأسابيع المقبلة إلا أن القرار لم يتم اتخاذه بعد. وفي مقابلة مع «بوليتكو» الأسبوع الماضي أكد كارتر على أهمية هزيمة تنظيم «الدولة» وعلى أهمية مواصلة هزيمتهم. «ونعرف ماذا يعني هذا، إنه يعني وجود البعض لإدارة المناطق بعد الهزيمة بطريقة يقبل الناس بهم ويكونون نبلاء وليسوا برابرة».

 

سورية عالقة على الحدود المقدونية… يصلها خبر إفراج النظام عن زوجها شهيداً

محمد إقبال بلو

أنطاكيا – «القدس العربي»: من منزلها كان ينطلق الثوار الأوائل للمظاهرات، بعد أن يجهزوا مختلف الترتيبات المتعلقة بإنجاح مظاهراتهم، تخيط لهم الأعلام والرايات، وتعد وجبات الطعام والمشروبات الساخنة، لم تلتق بأي منهم، إلا أنها أحبتهم وقامت على خدمتهم تلبية لرغبة زوجها الشاب الثائر، إلى أن داهمت إحدى دوريات الأمن العسكري منزل سامية في حي بستان القصر الشعبي بحلب، واعتقلت الزوج، لتبدأ السيدة وابنتها ذات العامين رحلة المعاناة والشقاء.

بيت مستأجر وطفلة صغيرة ولا معين لتلك الأم الشابة سوى بعض أصدقاء زوجها، الذين سرعان ما علموا أن اعتقال رضوان قد يطول وأن موضوع المتطلبات المادية لتلك السيدة وطفلتها الصغيرة أمر قد يطول، ولن يحتمل أحد رفقاء «الثورة» تلك التكاليف، فابتعد الجميع ما عدا شاباً صغيراً بينهم كان يقدم لها مبالغ بسيطة شهريا ً كجزء من دخله، لا تكفيها لأيام فقط.

سامية تحملت سوء الأوضاع المادية لعامين متتاليين باعت خلالهما كل ما تملك وأنفقته، بعدها غادرت البيت المستأجر لتقيم مع أسرتها الكبيرة في بيت صغير بأحد الأحياء الفقيرة، والتي بدأت بدورها تتعرض للقصف الذي يشتد تارة وتخف وتيرته تارة أخرى بحسب استعار المعارك في جبهات حلب.

تقول السيدة الحلبية لـ«القدس العربي»، «في بدايات عام 2014 وبعد وفاة والدي غادرنا مدينة حلب إلى تركية، ونتيجة الظروف المادية الصعبة والتي لا تسمح لنا بالإقامة في إحدى المدن التركية حيث ارتفاع تكاليف المعيشة، توجهنا إلى أحد المخيمات بالقرب من مدينة غازي عينتاب لنمكث هناك أكثر من عام ونصف عام، كانت أقسى من الحياة داخل حلب، مع فارق وحيد وهو انعدام القصف».

وتضيف «بعد أن وجد أخويّ عملاً في أحد المصانع في غازي عينتاب، خرجنا من المخيم واستأجرنا بيتا صغيرا مناسبا للدخل الذي نحصل عليه، لكننا وجدنا أن الحياة بهذا الحال ستكون صعبة للغاية، كما بدا واضحاً من خلال قراءتنا لما يحدث في البلاد أن العودة بعيدة جدا وأن الأمور تزداد تعقيداً وتتجه للأسوأ.

مؤخرا ً أصبحت كلفة الانتقال من السواحل التركية إلى الجزر اليونانية بسيطة بالمقارنة معها في الأعوام السابقة، إذ أصبح الحلم ببلوغ أوروبا أمراً لا يعجز عن تحقيقه الكثيرون، فألف دولار تكفي للانتقال من تركيا إلى أية دولة أوروبية حيث يجد اللاجئ السوري سكناً مجانياً ومعونة مادية تكفيه لطعامه وشرابه، فضلاً عن التأمين الصحي.

بعد جهد وتوفير ودَيْن جمعت الأسرة مبلغاً من المال يكفيها لتلك الرحلة التي قد تنهي جزءاً من المعاناة، أما رضوان الزوج المعتقل، فقد أصبح أمراً خارج سياق التفكير والاحتمالات، فخمس سنوات انقضت ولم تسمع عنه سامية أي خبر، وغالباً قضى تحت التعذيب كما قضى آلاف غيره من ناشطي الثورة الأوائل.

تشرح سامية لـ«القدس العربي» ذلك بقولها «أصبحت على يقين بأن زوجي قد استشهد تحت التعذيب في أحد الفروع الأمنية، هنالك الكثير من المعتقلين منذ سنوات خمس، لكن معظمهم تصل عنهم بعض الأخبار كانتقالهم من سجن إلى آخر أو صدور حكم بحقهم أو ما شابه من معلومات يتم تناقلها عن طريق من يفرج عنهم من المعتقلين، إلا أنني لم أسمع حرفاً واحداً عن زوجي خلال السنوات الفائتة كلها».

عبرت العائلة إلى اليونان في بلم مطاطي مكتظ بالمهاجرين غير الشرعيين، وتوجهت بعد الحصول على أوراق من الجزيرة التي كانت مكان وصولهم الأول إلى الحدود المقدونية، ولسوء حظ «سامية» وأسرتها وطفلتها التي زاد عمرها اليوم عن ست سنوات، أغلقت الحدود وبدأ سريان الاتفاقيات الدولية الجديدة بخصوص اللاجئين.

لكن الصعقة الأكبر التي تعرضت لها سامية والتي لم تكن بالحسبان، كانت مؤلمة لدرجة تفوق كل العذابات الماضية، وكل مصاعب الهجرة وتفوق قرار إغلاق الحدود، بل والتي أوجدت ألماً جديداً رغم الألم كله، وضربت كل تفاصيل المخطط المقبل، سامية العالقة في اليونان والتي قد لا تستطيع المتابعة إلى أوروبا، أو العودة إلى تركية، وصلها خبر الإفراج عن رضوان الذي لم يستشهد بل صمد كما صمدت وأكثر.

 

قائد «جيش اليرموك» في درعا: المعركة في الريف الغربي للمدينة بين أهل حوران وأصحاب الفكر المتطرف

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: تستمر المعارك على أشدها في الريف الغربي لردعا، بين «الجيش السوري الحر» وفصائل إسلامية من جهة، و»حركة المثنى الإسلامية» و«لواء شهداء اليرموك»، من جهة أخرى، والتي انطلقت قبل أسبوع عندما اقتحم «شهداء اليرموك» بلدة تسيل تبعه تسهيل من «حركة المثنى» للسيطرة على عدوان، الأمر الذي أدى لحصار بلدتي سحم الجولان وحيط التي تحوي مقاتلين من «جبهة النصرة» و«احرار الشام» و»الجيش الحر»، ومن ثم سقوط سحم بيد «شهداء اليرموك» لتبقى بلدة حيط وحدها محاصرة مع فتح طرق إمداد ووعرة ووشاقة عبر وادي اليرموك بوسائل بدائية جدا ً بالنقل على الحمير.

سليمان الشريف قائد «جيش اليرموك» أحد أكبر فصائل «الجيش الحر» المشاركة بالمواجهات غرب درعا يقول لـ«القدس العربي»، «إن المعركة في الريف الغربي في درعا، بين أهل حوران والفكر المتطرف او ما يسمى بحركة المثنى المتهمة بعمليات الاغتيال والسلب والنهب في حوران، إضافة لشهداء اليرموك أصحاب الفكر المتطرف، ولا تزال المعركة دائرة منذ فترة على أطراف بلدات الشيخ سعد وجللين ومنطقة الطيرة وحيط».

وعن خسائر «شهداء اليرموك» و»حركة المثنى» خلال المواجهات قال الشريف «هناك خسائر كبيرة في العتاد وهناك أيضاً خسائر في الأرواح حيث قتل اثنان من أهم أمراء الحركة الأول أبو حسين التل القائد العسكري للحركة الثاني ونوائب ناجي مسالمة قائد الحركة المدعو بأبو مندي وغيرهم من العسكريين ممن كانوا في هذه المعارك».

وحول مدى قدرة «الجيش الحر» على حسم المعركة والابتعاد عن حرب استنزاف يكون الخاسر الأكبر فيها المدنيين كما جرى خلال المواجهات على مدار عام بين «شهداء اليرموك» و»جيش الفتح»، يقول الشريف «المرجى أن يكون الجميع على قدر المسؤولية وأن يقف الجميع موقفاً واحداً وصلباً بحيث تنتهي المعركة خلال أيام ولا تكون معركة استنزاف طويلة».

وأضاف الشريف «أن المرجو أيضا ان يتخلى أبناء هذه الحركة عن هؤلاء الأمراء الذين جروهم الى هذه المقتلة مع أبناء جلدتهم».

وأكد «وجود تململ في صفوف عناصر المثنى حتى ان بعض المواقع التي كانت تغطيها الحركة يغطيها الآن لواء شهداء اليرموك المنهك أيضاً جراء عام كامل من الرباط والمعارك، مما يدل على أن هذه المعركة لن تكون طويلة، وسينهار هذا التنظيم في المنطقة لعدم وجود اي حاضنة اجتماعية له».

وأشار الشريف إلى «أن الفرق كبير عندما تكون المعركة بين جبهة النصرة التي بالأساس ليس لديها حاضنة بالجنوب، مع شهداء اليرموك، بينما أن تكون مع أبناء حوران وفصائل الحر الذي يمثل أبناء هذه الثورة ضد أصحاب هذا الفكر».

وكانت الاتهامات قد توالت على صفحات التواصل لفصائل «الجيش الحر» والفصائل الإسلامية المشتركة بالمعارك ضد «المثنى» و«شهداء اليرموك» بالمسؤولية عن القصف على مناطق تواجد المدنيين وسقوط ضحايا خصوصاً ببلدات جلين وتسيل، إلا ان الشريف نفى تورط «الجيش الحر» بذلك قائلاً «جميعنا يعلم تورع الجيش الحر عن القتل والدماء مقابل الاستهانة والاستهتار بدماء المسلمين والشعب السوري من قبل هذه التنظيمات»، موضحاً «ان المواقع التي يشن الهجمات عليها هي مواقع عسكرية بحتة من حواجز ومقرات».

ولفت الشريف «إلى أنه تم فتح طريق عبر وادي اليرموك لأهل حيط والمدينين المحاصرين في البلدات المجاورة نحو مناطق أكثر أمنا ً في عمق الأراضي المحررة».

 

الصراع السوري في ظل الهدنة… النظام و«الجيش الحر» والأكراد يتسابقون لكسب الأرض من تنظيم «الدولة»

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: النظام السوري والمليشيات الكردية وفصائل المعارضة المعتدلة، ثلاثة أطراف رئيسية في النزاع القائم منذ 5 سنوات في سوريا ركزوا جهودهم منذ بدء اتفاق «وقف الأعمال العدائية» على محاولة كسب الأرض من تنظيم «الدولة ـ داعش» غير المتضمن في الاتفاق الموقع برعاية الأطراف الدولية.

الميليشيات الكردية المتمثلة في وحدات حماية الشعب الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي تمكنت من ضم مزيد من الأراضي لمناطق سيطرتها بعد معارك كبيرة مع التنظيم جرت بغطاء جوي روسي وأمريكي، ويواصل الحزب كسب الوقت والأرض لتوسيع الأراضي التي تم إعلانها مؤخراً نظاماً فدرالياً.

من جهته، استغل نظام الرئيس السوري بشار الأسد الهدنة على جبهات المعارضة «المعتدلة» وحشد كماً كبيراً من قواته العسكرية وبغطاء جوي روسي وبدعم من المليشيات اللبنانية والإيرانية لكسب الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وبالفعل تمكن الأحد من بسط سيطرته على كامل مدينة تدمر الأثرية.

وبالتوازي مع ذلك كثفت فصائل من المعارضة السورية المعتدلة و«الجيش السوري الحر» من هجماتها على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم خاصة في ريف مدينة حلب، وتمكن من استعادة بعض القرى التي كان يسيطر عليها التنظيم منذ فترة طويلة.

الصحافي السوري المعارض أحمد كامل اعتبر أن الأكراد تمكنوا من انتزاع أكبر كم من الأراضي من داعش بسبب الدعم الأمريكي والروسي الكبير لهم، لافتاً إلى أنهم تمكنوا من السيطرة على مناطق من التنظيم أكثر مساحةً من المناطق التي استعادها النظام. وقال لـ«القدس العربي»، «الأكراد حققوا مكاسب، والجيش السوري الحر وجبهة النصرة تمكنوا أيضاً من السيطرة على مناطق من داعش، والنظام استعاد تدمر من داعش بحركة استعراضية بعد أن تركها له سابقاً مع كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية»، على حد تعبيره.

وتوقع كامل أن يتمكن الأكراد من السيطرة على كم أكبر من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم خلال الفترة المقبلة، مشدداً على أن «أي خسارة لداعش أو للنظام لا نحزن عليها»، وقال: «النظام يقول للعالم إما أنا أو داعش، وداعش تقول للشعب السوري إما أنا أو النظام».

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري إبراهيم العلبي «المعركة الآن في ظل الهدنة تتركز ولا تنحصر في كسب الأراضي من تنظيم الدولة»، موضحاً أن «المعارضة والجيش الحر بدآ فعلياً معركة واسعة في ريف حلب الشمالي لطرد تنظيم الدولة من قرى عدة على محور مارع، تشمل صوران واحتيملات ودابق».

وأضاف «المعلومات تقول إن الجيش الحر يحظى بمساندة من طيران التحالف الدولي، والبعض يؤكد أنه طيران تركي، بالإضافة إلى مساندة من المدفعية التركية على الحدود»، مستدركاً «لكن بسبب مشاكل داخلية وأزمات تتعلق بخلافات عميقة بين النصرة والحر في إدلب بشكل خاص يمكن القول إن النظام يكسب أكثر من المعركة ضد داعش.. ولا ننسى أنه يحظى بمساندة قوية من الطيران الروسي وهذا نراه في تدمر بشكل واضح».

ولفت العلبي إلى أن «آخر المعلومات المؤكدة تفيد بأنه حتى طيران التحالف الذي تقوده واشنطن شارك إلى جانب قوات النظام في تدمر»، وقال: «بالنسبة للأكراد فهذه المعركة ليست جديدة بالنسبة لهم، فحزب بي ي د بنى منظومته العسكرية والسياسية وحصل على دعم أمريكا والغرب بفضل الحرب بينه وبين تنظيم الدولة».

ويرى محللون أن النظام السوري يحاول كسب مزيد من الدعم الدولي من خلال تقديم نفسه على أنه الجهة الأقوى والأفضل في الحرب على تنظيم «الدولة».

 

آغا: دعوة موسكو لعدم مناقشة مستقبل الأسد تقويض للمفاوضات

العربي الجديد

قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية، رياض نعسان آغا، اليوم الثلاثاء، إن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يكون الموضوع الرئيسي لمحادثات السلام في جنيف، فيما كشفت منظمة غير حكومية أن الضربات الروسية في سورية أكثر دموية من تلك التي يوجهها التحالف الدولي.

ونقلت وكالة “إنترفاكس للأنباء”، عن نعسان آغا، قوله، تعليقاً على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف “من الواضح أن هذا التصريح يهدف إلى وقف عملية المفاوضات وحرمان الهيئة العليا للمفاوضات من أي أمل في مواصلة المحادثات”.

وأضاف “ما الذي سنناقشه إذا لم نناقش مصير الأسد؟”.

وكان ريابكوف قال إن واشنطن تفهّمت موقف موسكو بأنه ينبغي عدم مناقشة مستقبل الأسد الآن.

في موازاة ذلك، اعتبرت منظمة “ايرورز” غير الحكومية، في تقرير نشرت مقتطفات منه وكالة (فرانس برس)، أن الغارات الروسية في سورية أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين، خلال ثلاثة أشهر، مواز لذلك الذي أوقعه التحالف الدولي بقيادة أميركية طوال أكثر من عام ونصف عام في العراق وسورية.

وحسب المنظمة التي مقرها لندن، وتقوم بجمع المعلومات المتاحة حول القصف، فإن “الغارات الروسية قد تكون قتلت بين 1096 و1448 مدنياً من تشرين الأول/ أكتوبر حتى كانون الأول/ ديسمبر 2015 خلال 192 عملية قصف”.

وعلى سبيل المقارنة، فإن ضربات التحالف الدولي قد تكون قتلت 1044 شخصاً في العراق وسورية، منذ بداية الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في آب/ أغسطس 2014، وفقاً لأرقام المنظمة.

وبين أكتوبر/تشرين الأول، وديسمبر/كانون الأول 2015، قد يكون التحالف قتل بين 178 و233 مدنياً في العراق وسورية، أي ست مرات أقل مما فعلته روسيا في سورية وحدها، بحسب المنظمة.

ونددت هذه المنظمة باستهداف روسيا البنى التحتية المدنية، مثل “مصنع معالجة المياه والمخابز ومستودعات المواد الغذائية وقوافل المساعدات”.

ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة بين تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها في وسط سورية.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بوقوع “اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ما بعد منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى في محيط مدينة القريتين والتلال المحيطة بها في ريف حمص الجنوبي الشرقي، تزامناً مع قصف جوي نفذته طائرات حربية سورية وروسية” على مناطق الاشتباكات.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد يومين على استعادة قوات النظام بدعم جوي روسي السيطرة على مدينة تدمر، التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ مايو/أيار الماضي وتبعد عن القريتين نحو 120 كيلومتراً.

 

النظام يسعى لتقسيم الغوطة الشرقية

عمار حمو

تواصل قوات النظام عملياتها العسكرية على جبهة بلدة بالا في الغوطة الشرقية، في محاولة للتقدم، لعزل بلدات جنوبي الغوطة عن شمالها. واستقدمت قوات النظام، الإثنين، تعزيزات عسكرية للمشاركة في اقتحام بالا، بالتزامن مع استهداف البلدة بالمدفعية الثقيلة، وأودت المعارك إلى مقتل 4 عناصر من “جيش الإسلام” أثناء تصديهم لقوات النظام.

 

ولم تتسبب “الهدنة” بين قوات النظام والمعارضة، في تهدئة جبهات الغوطة الشرقية. الناطق باسم “هيئة الأركان” في “جيش الإسلام” حمزة بيرقدار، أكد لـ”المدن”، أنه ومنذ سريان اتفاق “وقف الأعمال العدائية” لم تهدأ جبهة المرج على الإطلاق.

 

وتمكنت قوات النظام من السيطرة على أجزاء من كتيبة بالا، وقطع الطريق المؤدي إلى بلدتي زبدين ودير العصافير، ليبقى طريق واحد لدى المعارضة يصل شمالي الغوطة بجنوبها، وهو طريق حرستا القنطرة–بزينة.

 

 

 

ويسعى النظام إلى فصل الغوطة إلى منطقتين، وحصار جنوبها الذي يضم بلدات زبدين ودير العصافير وبزينة والركابية والدوير وحرستا والقنطرة وبالا ونولة، والتي يسكنها أكثر من 3000 مدني رفضوا الخروج منها، وأصروا على البقاء رغم القصف العنيف، ومواجهة “احتمال الحصار في حال حقق النظام مآربه في معركته الحالية”، وفق ما ذكره عضو “مجلس محافظة ريف دمشق الحرة” خالد أبو سليمان، لـ”المدن”.

 

وقررت “محافظة ريف دمشق” إنشاء مستودع يحتوي على كميات من المواد الغذائية والوقود وحليب الأطفال، وبعض التجهيزات اللوجستية لمواجهة الحصار المتوقع لتلك القرى والبلدات. كما قامت بعض المؤسسات العاملة في المنطقة، بالخطوات ذاتها كخطة استباقية لاحتواء الحصار، وفق أبو سليمان.

 

واستغل النظام هدوء جبهاته الأخرى مع الثوار في الغوطة الشرقية، لتنفيذ مخطط عزل وتقسيم الغوطة. ويسعى النظام من خلال عملياته العسكرية على تلك الجبهة، إلى ضرب عصفورين بحجر واحد؛ الأول في فرض طوق على جنوب الغوطة الشرقية وحصار المدنيين فيها، والثاني هو منع شمال الغوطة من “السلة الغذائية” المتمثلة في المناطق الزراعية في جنوب الغوطة.

 

ووفق الناشط آدم الشامي، فإن النظام في حال تحقق أهدافه، سيمنع المنتجات الزراعية والمواد الغذائية من الدخول إلى شمال الغوطة، الذي يعتمد بشدة في تأمين احتياجاته الغذائية، على المزارع جنوبي الغوطة، في ظل الحصار المفروض على كامل الغوطة. وقد ساهم جنوب الغوطة الشرقية، في صمود الغوطة في مواجهة الحصار، على مدى السنوات الماضية.

 

الناطق باسم “هيئة أركان جيش الإسلام” حمزة بيرقدار، قال إن قوات النظام تضع كل ثقلها وإمكانياتها للتقدم على جبهة المرج، بغرض “حصار جنوب الغوطة من جهتي الفضائية وبالا”. وأضاف بيرقدار: “الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية، تقوم بالدفاع عن الأراضي التي يحاول نظام الأسد قضمها والسيطرة عليها، ومنع أي تقدم لقوات النظام على تلك الجبهة، والتي تعتبر الجبهة الوحيدة المشتعلة في الغوطة الشرقية”.

 

إلى ذلك، يتخوف المدنيون من جهوزية الفصائل العسكرية وقدرتها على الثبات في مناطقها، ومنع قوات النظام من متابعة المزيد من التقدم. فالأراضي المحيطة بجبهات القتال في منطقة المرج أصبحت تحت مرمى نيران قوات النظام كبلدات بيت نايم والمحمدية والأشعري، ذلك عدا عن البلدات التي وقعت للتو في يد قوات النظام.

 

وتسعى الفعاليات المدنية والعسكرية لأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة، لكل السيناريوهات المحتملة في الغوطة الشرقية، ومنها تقدم قوات النظام وفصل الغوطة إلى قسمين. ما يعكس مخاوف جدية لدى المعارضة من فصل الغوطة، وعودة شبح الحصار والجوع إلى الواجهة.

 

ويبدو أن النظام وجد في سياسة “التجويع” فعالية كبيرة لمواجهة معارضيه في الغوطة الشرقية، بعد أن استخدمها في مناطق أخرى من محافظة ريف دمشق كالزبداني ومضايا ومعضمية الشام والتل.

 

وعلى الرغم من أن النظام لم يعلن صراحة عن أهدافه في معارك المرج، إلا أن سعيه لفصل الغوطة إلى قسمين، وإعادة الحصار عليها هو الأكثر ترجيحاً. مصدر عسكري معارض قال لـ”المدن”: “لو أن نظام الأسد يريد بسط سيطرته على الغوطة الشرقية بما فيها مدينة دوما المعقل الأساسي لجيش الإسلام، لكان الأجدى له أن يقتحم الغوطة من جهة أوتستراد دمشق–حمص الدولي المحاذي لدوما. ولكن عملياته العسكرية من جهة المرج تؤكد مساعيه في حصار الغوطة من جديد، وبدورنا نسعى لإفشال مخططاته وقلب الطاولة عليه”.

 

وشهدت مناطق المرج خلال الأشهر الثلاثة الماضية موجة نزوح كبيرة من الأهالي باتجاه مدن سقبا وحمورية وجسرين، بعدما تقدمت قوات النظام وسيطرت على عدد من قرى وبلدات المرج، ما أدى إلى استياء الأهالي من فصائل المعارضة، مطالبين تلك الفصائل بتوحيد الجهود العسكرية، لصدّ هجمات النظام، وإفشال محاولاته في تقسيم الغوطة والسيطرة عليها.

 

موسكو: معركة تدمر هي ستالينغراد السورية

بسام مقداد

لم يبخل المسؤولون والساسة الروس والمحللون في اسباغ الأوصاف، التي تستحضر محطات عظيمة من انتصارات الشعب الروسي في حربه المريرة ضد النازية الألمانية. وهم يعبرون بذلك عن ابتهاجهم بالنصر، الذي “حققناه” في الحرب ضد الإرهاب.

 

عضو لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، والنائب عن الحزب الليبرالي الديموقراطي الروسي، الذي يتزعمه السياسي الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي، يقول لموقع “Life news” الروسي إن تدمر “ليست مجرد انتصار، هي مفصل جذري في الحرب. إنها، بمعنى ما، موقعة ستالينغراد أو كورسك”. وللتذكير فقط، فإذا كانت موقعة ستالينغراد أشهر من أن تُعرف، فإن معركة كورسك لم تكن تقل عنها، من الناحية الاستراتيجية، في تقرير مصير الحرب العالمية الثانية. وهي أضخم معركة دبابات في التاريخ، شارك فيها من الطرفين نحو مليوني شخص و6 آلاف دبابة و4 آلاف طائرة.

 

ويؤكد النائب المذكور، بأن التنسيق للهجوم، الذي بدأ منذ أسبوعين، استغرق تنظيمه أربعة أشهر. واستعان ممثلو الأركان العامة السورية بالإختصاصيين الروس “الذين نقلوا إليهم الخبرة في تنظيم المعارك، التي لم تكن متوفرة سابقاً للزملاء في الجمهورية العربية السورية”.

 

ويقول عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الإتحاد الروسي إيغور ماروزوف لموقع “RCB” الروسي، إن “تحرير تدمر أظهر أن الدولة الإسلامية لم تنجح”. ويضيف “لقد تحقق اليوم ما كان يحلم به الجميع. وتعكس روح الجيش السوري والشعب أمل العالم بأسره بالإنتصار على الإرهاب العالمي. وينبغي أن يكون هذ الأمل عيداً لكل القوى التقدمية. وأصبح مفهوماً منذ هذا اليوم، يوم استعادة تدمر، أن الدولة الإسلامية  لم تنجح، وهي تتعرض للهزيمة تلو الأخرى. وقد فقدوا تلك الروح القتالية للأيديولوجيا، التي كانت تجتذب الكثير من الشباب، الذين وفدوا من كل أنحاء العالم”.

 

ويرى ماروزوف أن المفاوضات في جنيف “سوف تحصل على دفع جديد من أجل استقرار الوضع ومن أجل خلق الظروف للتسوية اللاحققة وإعداد دستور يستجيب لمصالح كافة شرائح السكان. إن انتصار القوات السورية في تدمر هو مؤشر رئيسي هام على سوريا المتجددة، القادرة على التغيير والمستعدة له”.

 

ويرى أن نتائج المفاوضات في جنيف قد تسفر عن “موقف موحد لجميع الأطراف حول ضرورة إعداد دستور في أقرب وقت، وإقراره وما يستتبعه من خطوات من أجل انتخاب رئيس، قادر على قيادة البلاد إلى الأمام”.

 

ويقول موقع “Lenta.ru” إن السفير الأميركي السابق في موسكو مايكل ماكفول، غرّد على “تويتر”، معلقاً على الخبر الذي نشرته السفارة الروسية في واشنطن حول تحرير تدمر بقوله : “شكراً !”.

 

وينقل موقع “Pravda.ru” عن الناطقة باسم وزاة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إنه “بوسع الدبلوماسية الروسية مع القوات الجوية الفضائية أن تصنع المعجزات”. ويذكر الموقع أن زاخاروفا صرحت بذلك أثناء تعليقها على قول أحد المشاركين في برنامج “توك شو” على قناة “روسيا 1″، أن التغيرات قد بدأت من زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى موسكو. فردت زاخاروفا عليه بالقول “إن الدفع للتغيرات لم تعطه زيارة كيري إلى موسكو هذا الأسبوع.. والأمور لن تجري كما كانت تجري في السابق”.

 

وتعدد زاخاروفا الأمور التي “لن تجري كما في السابق” فتقول، بحسب الموقع “لن يكون هناك من قرارات تفويض بعمليات عسكرية، مع  الإدراك بأن الدول لن تخضع للمساءلة. لن تكون هناك من موافقة صامتة على التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لن يكون هناك من موافقة للمسايرة وتصويت على قرارات تطلق يد البعض وتُبدل المشهد الجيوستراتيجي والجيوسياسي في منطقة معينة. لن يكون كل هذا”.

 

وكان موقع “новая газета” قد نشر في 25 آذار/مارس الحالي مقالة بعنوان “ماذا تفعل القوات الخاصة الروسية في سوريا؟”، قال فيها إن المجموعات الأولى المقاتلة من مشاة البحرية والمخابرات العسكرية الروسية قد ظهرت هناك في أيلول/سبتمبر الماضي، والبعض منها باق هناك حتى الآن.

 

ويذكّر الموقع بالمقابلة، التي أجراها قائد القوات الروسية في سوريا الجنرال ألكسندر دفورنيكوف مع إحدى الصحف الروسية، واعترف فيها بوجود قوات خاصة في سوريا. وتقول صحيفة “نوفايا غازيتا”، إن مهمة مقاتلي هذه القوات كانت تأمين سلامة وامن الطيران من قاعدة حميميم في اللاذقية، والمشاركة في القضاء على المجموعات التخريبية للإرهابيين في المحيط المباشر للقاعدة الجوية. لكن مهمة هذه القوات تبدلت، كما تقول الصحيفة، في تشرين الأول/اوكتوبر الماضي، بعدما أعلن البنتاغون عن وجود 3 آلاف عسكري أميركي من أصحاب القبعات الخضر من القوات الخاصة، يشاركون في الهجمات على تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وتشير الصحيفة إلى أنه بعد القرار الأميركي، اتخذت وزارة الدفاع الروسية قرارها بتعزيز الفرقة “104” من الحرس الجمهوري في سوريا “بمستشارين عسكرين روس، تحفظ ملفاتهم الخاصة في إدارة المخابرات العسكرية في الأركان العامة في وزارة الدفاع الروسية”. وتمضي الصحيفة بالقول إن مقاتلي القوات الخاصة الروسية موجودون حتى الأن في سوريا، وليس من المعروف موعد عودتهم إلى روسيا.

 

إن استعادة السيطرة على تدمر والابتهاج الروسي الملفت به، والحديث عن المعجزات، التي بوسع القوات الجوية الروسية أن تأتيها مع الدبلوماسية الروسية، يعيد الحديث إلى المربع الأول عن حدود الإنسحاب الروسي والوظيفة الجيوسياسية المتوخاة منه.

 

 

المعارضة: دعوة موسكو تجاوز مصير الأسد تقوض جنيف  

اعتبر عضو الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض نعسان آغا دعوة روسيا لعدم مناقشة مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد تهدف لتقويض محادثات جنيف، حسبما نقلت عنه وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء. وأوضح آغا “ما الذي سنناقشه إذا لم نناقش مصير الأسد؟”.

 

وتعليقا على تصريحات روسية بهذا الشأن قال آغا -وهو المتحدث باسم وفد المعارضة إلى جنيف- “من الواضح أن هذا التصريح يهدف إلى وقف عملية المفاوضات وحرمان الهيئة العليا للمفاوضات من أي أمل في مواصلة المحادثات”.

في غضون ذلك جدد نائب وزير الخارجية الروسي رفضه مطالبة المعارضة السورية بتنحي الأسد وأكد أنه يجب عدم وجود شروط مسبقة لاستئناف عملية السلام في جنيف.

 

وكان سيرغي ريابكوف قال في وقت سابق إن واشنطن تفهمت موقف موسكو بأنه ينبغي عدم مناقشة مستقبل الأسد في المحادثات الآن.

 

مفاوضات مباشرة

في سياق متصل دعت روسيا أطراف الصراع السوري للمشاركة في مفاوضات مباشرة في جنيف، وقال ريابكوف اليوم الثلاثاء في موسكو إنه يتعين على السوريين أن يتحدثوا في الجولة القادمة من المحادثات بعضهم مع بعض وليس عبر وسيط.

 

وكان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستفان دي ميستورا أعلن وقف المحادثات السورية الأسبوع الماضي في جنيف، على أن تستأنف اعتبارا من التاسع من أبريل/نيسان المقبل بعد أن طالب وفد النظام السوري بالرد على أسئلة وجهها بخصوص موقفه من الانتقال السياسي، غير أن ريابكوف أعلن حسب وكالة أنباء تاس الروسية أن استئناف المحادثات سيكون في 11 أبريل/نيسان.

 

وكان رئيس وفد النظام لمحادثات جنيف بشار الجعفري اعتبر في جولة الحوار غير المباشرة السابقة مناقشة مصير الأسد خطا أحمر، كما اعتبر مسألة مناقشة الانتقال السياسي من السابق لأوانه، وهو ما دفع دي ميستورا للتأكيد على بحث مسألة الانتقال السياسي في سوريا، ودعا موسكو وواشنطن للضغط في هذا الاتجاه.

 

الانتقال السياسي

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الخميس الماضي على تسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا، والضغط باتجاه إجراء مفاوضات مباشرة بين نظام الأسد والمعارضة.

 

وعقب لقاء جمع كيري وبوتين في الكرملين، قال الوزير الأميركي إنه تم الاتفاق مع روسيا على الخطوات التالية في مفاوضات جنيف للبدء فورا بتناول قضية الانتقال السياسي، وأضاف أن البلدين اتفقا أيضا على التعاون في الإفراج عن معتقلين سوريين، وأنهما يريدان دستورا جديدا في سوريا بحلول أغسطس/آب المقبل.

مبعوث صيني

على صعيد متصل بالتطورات السياسية عينت الصين أول مبعوث خاص إلى سوريا وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم مع سعي بكين إلى تعزيز وجودها الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط رغم بقائها لفترة طويلة بمنأى عن النزاعات فيها.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي للصحفيين إن شي شياويان سيكون مبعوث الصين الخاص إلى سوريا. وكان شي عمل سفيرا للصين لدى كل من إيران وإثيوبيا والاتحاد الأفريقي.

 

وخلال الأشهر الأخيرة، استضافت الصين وفودا عالية المستوى من النظام السوري والمعارضة كما دعت إلى “حل سياسي” للنزاع واستخدمت حق النقض (الفيتو) أربع مرات في مجلس الأمن الدولي ضد قرارات تتعلق بالنزاع آخرها ينص على التحقيق في جرائم حرب.

 

وسيتيح تعيين المبعوث الصيني تسهيل محادثات السلام و”المساهمة بحكمة الصين وعرض حلول” للأزمة، وفق المتحدث مؤكدا أن الحل السياسي هو “الحل الوحيد”.

 

وأضاف المتحدث أن الصين تدعم جهود الوساطة التي يقوم بها دي ميستورا وقدمت مساعدات إنسانية للمنطقة.

 

غارات روسية كثيفة واشتباكات بريف حمص  

شنت المقاتلات السورية والروسية غارات في أرياف حلب وحماة وإدلب، وتركزت بشكل كثيف في ريف حمص حيث تقدمت قوات النظام بعد معارك وصفت بالعنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية.

 

فقد أفاد مراسل “مسار برس” بأن الطيران الروسي شن اليوم الثلاثاء حوالي عشرين غارة بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على بلدة القريتين ومحيطها.

وقالت وكالة سانا الرسمية إن القوات السورية ومجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها على منطقة الحزم الغربية ونقطة الراقمة وتلة ضهر الخرنوبي بمحيط مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بعد معارك خاضتها تلك القوات مع مقاتلي تنظيم الدولة.

 

وكانت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة قالت إن مقاتلي التنظيم دمروا آليات عسكرية ثقيلة تابعة لقوات النظام خلال معارك في محيط مدينة القريتين الخاضعة لسيطرته.

 

وذكر ناشطون أن ثمانية من قوات النظام قتلوا إثر تفجير تنظيم الدولة عربة مفخخة في منطقة جبل جبيل في القريتين.

 

من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام تخوض منذ مساء أمس اشتباكات عنيفة ضد تنظيم الدولة بدعم جوي روسي، وذلك بعد طرد التنظيم من مدينة تدمر التاريخية.

 

وكان تنظيم الدولة سيطر في أغسطس/آب الماضي على مدينة القريتين التي تقع على طريق إستراتيجي يربط تدمر بريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق.

 

غارات النظام

من جانب آخر، أفاد ناشطون سوريون بأن طيران النظام شن غارات جوية على مدن وبلدات في ريف حلب، تزامنا مع تصدي كتائب المعارضة لهجوم قوات سوريا الديمقراطية على مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.

 

وتعيش إعزاز أوضاعا إنسانية صعبة، وتوافد إليها عشرات العائلات الفارّة من المعارك والقصف بريف حمص الشرقي، ونشر ناشطون صورة تظهر الأوضاع التي يعيشها النازحون داخل أحد الجوامع بالمدينة.

 

وشهد ريف حلب الشمالي تحركات من قوات النظام وخرقا للهدنة، حيث تتعرض بلدة حيان لقصف صاروخي عنيف من قبل عناصره، كما قامت مروحياته بإلقاء عدة براميل متفجرة على البلدة، وذلك بالتزامن مع إسقاط المعارضة طائرة استطلاع، وفق ناشطين.

 

وفي حماة، شنت طائرات النظام غارة على ناحية عقيربات بالريف الشرقي، ما أوقع جرحى بصفوف المدنيين.

 

الجنود الروس في سوريا.. نظاميون أم مرتزقة؟  

افتكار مانع-موسكو

 

تتزايد المؤشرات على وجود مقاتلين روس في صفوف النظام السوري، بينما يتصاعد الجدل بشأن خلفياتهم لا سيما في ظل النفي الرسمي الروسي لانتمائهم إلى وحداته الموجودة في سوريا.

فقد نشرت صحيفة “غازيتا.رو” الروسية أنباء تحدثت عن مقتل مرتزقة روس على مشارف مدينة تدمر في سوريا.

 

ونشر تنظيم الدولة الإسلامية صورا وفيديوهات من هواتف تعود لخمسة جنود روس يقول التنظيم إنهم قتلوا خلال المعارك بالقرب من تدمر، لكن السلطات الرسمية نفت هذه الأنباء، كما نفت أن يكون القتلى ينتمون لوحداتها الموجودة في سوريا، معلنة أنها فقدت ستة من جنودها طوال فترة وجود قواتها هناك.

 

غير أن مصادر مطلعة قالت لصحيفة “غازيتا.رو” إن القتلى يتبعون لشركة عسكرية خاصة تحمل اسم “فاغنر” كانت تتولى إرسال مرتزقة ومتطوعين روس للقتال في أوكرانيا.

 

التجربة الأوكرانية

يُذكر أنه في ربيع 2013 أعلنت الحركة القومية “سلفيانسكي كوربوس” عن الحاجة لمتطوعين روس للدفاع عن “العرقية السلافية” لإرسالهم لأوكرانيا للقيام بمهمات قتالية وتأمين الحماية، وكان عقيد المخابرات الاحتياط فاتشسلاف كلاشنكوف رئيس شركة “موران سيكيورتي غروب” المختصة بالأمن والحماية يتولى إجراء المقابلات مع المتقدمين.

 

ويقول الصحفي دنيسيس كوروتكوف إن القوانين الروسية لا تسمح بترخيص الشركات العسكرية الخاصة، لكنه أشار إلى أن شركة “سلافونيك غروب المحدودة” مسجلة في هونغ كونغ، وقد تعاقدت مع النظام السوري بموافقة رسمية روسية لإرسال مقاتلين مقابل مرتبات تصل إلى أربعة آلاف دولار شهريا.

 

ولفت كوروتكوف إلى أن الخسائر في صفوف المرتزقة الروس بليغة لكن يجري التعتيم عليها.

 

ويقدر الخبراء أعداد المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب قوات الأسد بنحو ألفي شخص يتم إيصالهم إلى بيروت جوا، ومنها يتابعون طريقهم نحو سوريا برا.

 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا -عندما كان رئيسا للوزراء- بالسماح بعمل الشركات العسكرية الخاصة وإصدار تشريعات جديدة تقنن عملها، دون أن يتم اتخاذ أية خطوات عملية بهذا الاتجاه، بينما رأى مسؤولون أن هذه الخطوة بحاجة للمزيد من الدراسة.

 

غطاء غير رسمي

من جهته، يؤكد المستشار الأمني بمجلس الدوما الروسي ألكسي بلوتنيكوف أن وجود خبراء عسكريين وأمنيين روس في صفوف جنود النظام السوري ليس سرا.

 

وأوضح -في حديث للجزيرة نت- أن روسيا تزود النظام السوري بأسلحة حديثة لم يكن يمتلكها سابقاً، مثل دبابات تي-90 بالإضافة إلى طواقم مدربة من الجنود والضباط الروس ومنظومات صاروخية تتطلب مهارة عالية لتشغيلها، وهذا -وفق بلوتنيكوف- غير متوفر بين كوادر جيش النظام.

 

وأشار بلوتنيكوف إلى أن القوات الروسية شاركت مع القوات السورية في عملية تحرير مدينة تدمر وستواصل تقديم كافة أشكال الدعم، ودلل على ذلك بمقتل ضابط روسي شارك في العملية العسكرية.

 

وأكد أن المتطوعين السلاف لا شأن للحكومة الروسية بهم لأن الشركات الخاصة الأمنية تعمل وفق لوائحها الداخلية، كما أن عملها في روسيا غير مقنن مثلما هو الحال في الولايات المتحدة ودول أخرى.

 

دعاية

من جهته، يقول رئيس أكاديمية الشؤون الجيوسياسية الجنرال المتقاعد ليونيد إيفاشوف إن الدعم الروسي لقوات النظام السوري يقتصر على الإسناد الجوي للقوات البرية التابعة للنظام.

 

ولم ينف الجنرال وجود خبراء ومستشارين عسكريين روس شاركوا في المعارك التي خاضها النظام السوري، مشيرا إلى أن لهؤلاء دورا كبيرا في استعادة مدينة تدمر.

 

بيد أن إيفاشوف اعتبر الحديث عن وجود مرتزقة روس يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري أمرا دعائيا.

 

أما الخبير في تقنيات الحرب الإعلامية بافل رودكين فأوضح أن الحروب تشكل عامل استقطاب لمختلف القوى والتوجهات لصالح هذا الطرف أو ذاك، مبينا أن هناك أفرادا يرون أن من واجبهم التطوع للقتال.

 

واستذكر رودكين وجود أعداد كبيرة من المتطوعين المرتزقة يقاتلون في صفوف الجمهوريات الانفصالية في شرق أوكرانيا ( دانيتسك، لوغانسك) مشيرا إلى وجود مواطنين روس يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة.

 

ولفت إلى أن هناك أوروبيين تطوعوا للقتال في صربيا، لكن هذا لا يعبر عن سياسات حكوماتهم ولا يغير كثيرا في موازين القوى، وفق رودكين.

 

بعد شهر من الهدنة.. داريا تنتظر المساعدات  

يعاني سكان بلدة داريا جنوب دمشق من استمرار الحصار بالرغم من إعلان الهدنة، حيث تقول مصادر بالمعارضة إن النظام لا يستجيب لدعوات الأمم المتحدة إلى إدخال المساعدات، بينما تقول الأخيرة إن القوافل غير كافية لإغاثة المناطق المحاصرة في سوريا.

وبعد مرور ثلاثين يوما على بداية الهدنة في سوريا، لا يزال العنف منخفضا إلى أدنى مستوياته منذ سنوات، إلا أن الأمم المتحدة أعلنت أنه ليس هناك عدد كاف من قوافل المساعدات للوصول إلى المناطق المحاصرة حتى بعد الهدنة.

 

ويقول نائب مجلس محافظة ريف دمشق المعارض طارق معترماوي إن دعوات الأمم المتحدة للنظام السوري إلى السماح بدخول المساعدات إلى حوالي نصف مليون شخص محاصر في ريف دمشق ما زالت تقابل بالرفض.

 

وكان برنامج الغذاء العالمي قد حذر من الوضع المزري في داريا التي تعد من أكثر المناطق السورية تضررًا، حيث ما زال فيها ثمانية آلاف مدني عالقون منذ ثلاث سنوات، بعد نزوح أكثر من مئتين وخمسين ألفا من سكانها.

 

وسبق أن ذكرت المنظمة الدولية أن السكان اضطروا إلى تناول الأعشاب والنباتات وجبة رئيسية على مدى أيام بفعل الحصار الذي يفرضه النظام.

 

شبيحة الأسد يخربون معرضاً في جنيف

العربية نت

أقيم في مدينة “جنيف” معرض لصور يشارك فيه سوريون يتحدثون فيه عما تعنيه لهم الثورة السورية، وعن تأثيرها في حياتهم، وعبروا فيه عن المأساة التي تعيشها سوريا على يد “نظام الأسد” الذي يفتك بها على مرأى العالم الصامت.

ونظمت جمعية “يقظة جنيف” بمشاركة القسم الثقافي لمدينة جنيف وبالتعاون مع مؤسسة زيتون ومنظمة رسالة إلى سورية المعرض تحت عنوان “سوريا: الثورة اليتيمة”، وهو بمثابة دعوة مفتوحة للسوريين للمشاركة فيه بإرسال صور عن موقف ومشاركة كل منهم في الثورة.

وقد قام شبيحة الأسد بالهجوم على المعرض وتخريب اللوحات والكتابة على بعض اللوحات كلمة “الأسد”.

 

الائتلاف: توافق روسي أميركي لإنهاء الحرب السورية

صبرا: مسألة رحيل الأسد غير قابلة للتفاوض بالنسبة للمعارضة

دبي – قناة الحدث

اعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض وعضو وفد المعارضة في مفاوضات جنيف، جورج صبرا، أن مجريات المحادثات في جنيف تشير إلى وجود توافق دولي كبير بشأن الحل السياسي في سوريا، مشدداً على أن مسألة رحيل الأسد غير قابلة للتفاوض بالنسبة للمعارضة.

وأشار صبرا إلى أن موسكو بدأت تتوافق مع واشنطن بشأن مسألة إنهاء الحرب السورية ورحيل الأسد.

ويأتي هذا بينما أكد دبلوماسي أميركي أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي أي آي إيه” زار موسكو مطلع مارس الحالي وبحث الانتقال السياسي في سوريا.

وجاء التأكيد الأميركي بعد إعلان موسكو عن الزيارة السرية، نافية وجود أي صلة بينها وبين قرار انسحاب قواتها من سوريا.

 

رئيس الائتلاف الوطني: انتخابات حرة في سورية والشعب لن يختار قاتليه

روما (29 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنس العبدة “إن أي عملية انتقالية وأي عملية انتقال سياسي لا بد أن تنتهي بانتخابات حرة، من أجل الانتقال إلى المرحلة القادمة”، على حد تعبيره

 

وأشار العبدة إلى أنه “على الرغم من أن فلول نظام الأسد تمتلك ماكينة انتخابية على مدى 40 عاماً، لكن كوادر ونشطاء الثورة قادرون على هزيمة هذه الماكينة الفاسدة”، منوها بأن “القرار النهائي هو للشعب السوري، الذي لا يمكن أن ينتخب قاتليه ومعذبيه والذين أجرموا بحقه”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف

 

وأعاد رئيس الائتلاف التأكيد على “ثوابت الثورة المتمثلة بوحدة سورية أرضاً وشعباً وعلى أنه لا مكان لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سورية، والعمل على إقامة نظام سياسي عادل مدني تعددي ديمقراطي لجميع مواطنيه”.

 

ناشطون سوريون: تنظيم الدولة ينسحب بالكامل من شرق تدمر

روما (29 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة، بأن تنظيم الدولة (داعش) “قام بسحب عناصره بالكامل من شرق تدمر باتجاه منطقة السخنة التي تبعد نحو 70 كلم عن المدينة الأثرية بريف حمص

 

وذكر المرصد، المحسوب على المعارضة للنظام الحاكم في دمشق، أن هذا النسحاب يأتي في وقت “تتعرض فيه منطقة السخنة لقصف مكثف منذ صباح اليوم من قبل الطائرات الحربية والمروحية الروسية والسورية”، في حين تتواصل “الاشتباكات العنيفة” بين قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى، في محيط مدينة القريتين وتلالها بريف حمص الجنوبي الشرقي

 

هذا وتحدثت مصادر إعلامية روسية عن “مغادرة أول فريق من خبراء تفكيك الألغام إلى سورية في إطار دعم جهود تفكيك الألغام، التي زرعها الإرهابيون في تدمر قبل تحريرها منهم”.

 

وذكرت قناة روسيا اليوم، أن الخبراء يتوقعون أن تتطلب عملية التطهير من الألغام والعبوات الناسفة عدة أشهر، نظرا لـ”صعوبة المهمة في مدينة أثرية يتعين الحفاظ على ما تبقى من معالمها وصروحها التاريخية بعد دمار حل بها على أيدي الإرهابيين”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى