أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 30 آب 2016

 تركيا تتهم «الوحدات الكردية» بـ«تطهير» الشمال السوري

أنقرة، بيروت، اسطنبول،واشنطن – رويترز، أ ف ب

اتهم وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية اليوم (الاثنين) بتنفيذ عمليات تطهير عرقي في شمال سورية، وقال إن الوحدات تسعى إلى «توطين أنصارها» في المناطق التي انتزعت السيطرة عليها من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال أوغلو إن «هدف العملية التي يقوم بها مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا حول بلدتي منبج وجرابلس هو طرد داعش»، وأضاف أنه يجب أن تتحرك الوحدات فوراً إلى شرق الفرات، وأن تركيا «ستواصل استهدافهم إن لم ينتقلوا إلى هناك» (شرق الفرات).

وتابع في مؤتمر صحافي في أنقرة أن «الناس الذين أجبروا على مغادرة هذه الأماكن يجب أن يعودوا إلى هذه المناطق، يجب أن يعيشوا هناك لكن هذا ليس هدف وحدات حماية الشعب، فهي ضالعة في تطهير عرقي يقومون بتوطين من يريدون في هذه الأماكن (…) هذا هو سبب عدم ارتياح وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي-السوري لهذه العملية».

وفي السياق قال مصدر عسكري تركي إن القوات التركية نفذت 57 ضربة مدفعية على 16 هدفاً للمتشددين في شمال سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وقال المصدر إن الضربات استهدفت «جماعات إرهابية»، من دون أن يحدد ما إذا كان القصف شمل مقاتلين ينتمون إلى «الوحدات الكردية» أو «داعش».

ونقلت محطة تلفزيون «أن تي في» عن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش قوله اليوم، إن تركيا لم تشن حرباً من خلال توغلها في شمال سورية ولا تعتزم البقاء هناك. وقال قورتولموش للصحافيين في إسطنبول إن «تركيا ليست دولة محتلة. تركيا لا تشن حرباً».

وأضاف «كل الأطراف المعنية بما في ذلك حكومة دمشق كانت تعلم بعملية درع الفرات. روسيا أبلغتها نحن على ثقة من ذلك».

في موازاة ذلك، قال ناطق باسم منطقة الحكم الذاتي الكردية في سورية اليوم (الاثنين) إنه يجري تعزيز مجالس عسكرية محلية في مدينتي منبج وجرابلس لكن ليس من قبل «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وقال إبراهيم إبراهيم رئيس المكتب الإعلامي لمنطقة الحكم الذاتي الكردية «روج افا»: «هناك تعزيز ولكن ليس لوحدات حماية الشعب لأن وحدات حماية الشعب في شرق الفرات وليست في منبج ولا في جرابلس».

من جانبه قال كبير الناطقين باسم «الوحدات الكردية» ريدور خليل إن مزاعم تركيا بأنها تقاتل قوات الوحدات غرب الفرات غير صحيحة وهي «مجرد حجج واهية» لتوسيع احتلالها لأراض سورية.

وكانت مصادر أمنية محلية قالت في وقت سابق اليوم إن الوحدات تعزز بالسلاح والمقاتلين بلدة منبج التي انتزعت السيطرة عليها هذا الشهر من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضمن «قوات سورية الديموقراطية». وقال قيادي في المعارضة السورية أمس أن مقاتلين تدعمهم تركيا يسعون لانتزاع البلدة من القوات المتحالفة مع الأكراد.

وقال مصادر إن شاحنات وحافلات صغيرة تحمل أسلحة ومعدات ومقاتلين تتحرك من الشرق إلى الغرب في شمال سورية، ما دفع المصادر للاعتقاد أن وحدات حماية الشعب تعزز تواجدها في منبج.

وكانت «الوحدات» قالت الأسبوع الماضي إن مقاتليها انسحبوا من منبج وإن وجودهم هناك لا يجب أن يستخدم ذريعة لشن هجوم.

دولياً، أعربت واشنطن عن «قلقها الشديد» إزاء المعارك بين الجيش التركي والمقاتلين المدعومين من الأكراد في شمال سورية واعتبرتها «غير مقبولة»، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وأعلن الناطق باسم «البنتاغون» بيتر كوك في بيان، أن واشنطن تتابع الأنباء عن «اشتباكات جنوب جرابلس، وحيث تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد متواجداً، بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سورية الديموقراطية».

وأفادت وزارة الدفاع «نريد أن نوضح أننا نعتبر هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد»، وأكدت أن «لا ضلوع للولايات المتحدة» في الاشتباكات كما «لم يتم التنسيق مع القوات الأميركية في شأنها، ونحن لا ندعمها»، داعية الأطراف المعنية «إلى وقف الأعمال المسلحة كافة في هذه المنطقة (…) وفتح قنوات تواصل في ما بينها».

 

تركيا توسع نطاق عملياتها السورية

لندن، بيروت، أنقرة، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

وسعت تركية نظاق عملياتها السورية وساعدت فصائل موالية من «الجيش الحر» في السيطرة على 30 قرية بين جرابلس وحلب بعد اليوم السابع لعملية «درع الفرات»، وسط قلق أميركي من معارك لا تستهدف تنظيم «داعش» شمال سورية. وسارعت فصائل معارضة الى محاولة السيطرة أمس على مناطق واسعة في ريف حماة ضمن معركة اطلقتها لـ «تخفيف الضغط على المعارضة في حلب» حيث استمرت «معارك الأبنية» بين القوات النظامية وفصائل إسلامية ومقاتلة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن «اشتباكات متفاوتة العنف» تدور «بين «فصائل إسلامية ومقاتلة مدعمة بالدبابات التركية» من طرف، و «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية من طرف آخر، في ريف جرابلس الجنوبي الواقع في ريف حلب الشمالي الشرقي، «وسط مزيد من التقدم للفصائل في المنطقة»، متحدثاً عن سيطرتها على قريتي أم سوس وظهر المغارة جنوب غربي جرابلس ليصل الى 30 عدد القرى التي سيطرت عليها الفصائل المنضوية في إطار «الجيش الحر» في ريفي جرابلس الجنوبي والغربي ووصلت إلى منطقتي قيراطة والأورية الواقعتين على الضفاف الغربية لنهر الفرات.

وقال مصدر عسكري تركي أمس إن القوات التركية نفذت 57 ضربة مدفعية على 16 هدفاً للمتشددين (…) في شمال سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقال المصدر لـ «رويترز» إن الضربات استهدفت «جماعات إرهابية» من دون أن يحدد ما إذا كان القصف شمل عناصر من «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية أو تنظيم «داعش».

واتهم وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو «وحدات حماية الشعب» بتنفيذ عمليات «تطهير عرقي» في شمال سورية وقال إنها تسعى إلى توطين أنصارها في المناطق التي انتزعت السيطرة عليها من «داعش». وقال إن هدف العملية التي يقوم بها السوريون المدعومون من تركيا حول بلدتي منبج وجرابلس هو طرد «داعش»، لكنه أضاف أنه يجب أن تتحرك «وحدات حماية الشعب» فوراً إلى شرق الفرات و «طالما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفاً».

وقال بريت ماكغورك مبعوث الرئاسة الأميركية الخاص للتحالف المناهض لـ «داعش» في حسابه الرسمي على موقع «تويتر» نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع (بنتاغون): «نريد أن نوضح أننا نرى هذه الاشتباكات في مناطق لا يوجد فيها داعش غير مقبولة وتسبب قلقاً عميقاً». وتابع: «نطالب كل الأطراف بأن تلقي أسلحتها. الولايات المتحدة تشارك في شكل فعال في تسهيل نزع فتيل هذا الصراع وتوحيد التركيز على داعش الذي لا يزال خطراً مميتاً ومشتركاً». وجاء في بيان «البنتاغون» أيضاً إن الولايات المتحدة كررت طلبها عودة «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى شرق نهر الفرات وإنها تدرك أن ذلك هو ما حدث «إلى حد كبير».

وفي وسط سورية، تحدث «المرصد» عن «معارك عنيفة» في ريف حماة الشمالي الغربي، بين فصائل معارضة وإسلامية من جهة، وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة أخرى، وتمكنت المعارضة من اقتحام حلفايا والسيطرة على أجزاء واسعة منها، في ظل انهيار واضح في صفوف القوات الحكومية. وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض إن المعارك يشارك فيها «جند الأقصى وجيش العزة وجيش النصر اضافة إلى فصائل أخرى، وشملت ثلاث معارك متزامنة في ريف حماة للسيطرة على حواجز الزلاقيات وزلين وشليوط والمصاصنة والبويضة وبعض النقاط المتبقية جنوب غربي قرية معركبة» وذلك بهدف «تخفيف الضغط عن المعارضة في حلب». ووزع نشطاء معارضون صوراً لدبابات وآليات استولت عليها فصائل معارضة في المعارك التي اطلق على إحداها اسم «مروان حديد» مؤسس «الطليعة المقاتلة» المنبثقة من «الإخوان المسلمين» والذي اعدم في السجن في منتصف السبعينات.

وأشار «المرصد»، من جهة أخرى، إلى «معارك عنيفة في محور الكليات العسكرية ومنطقة 1070 جنوب وجنوب غربي مدينة حلب، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين من جنسيات عربية وآسيوية من جهة أخرى»، فيما قال «مركز حلب الإعلامي» المعارض ان «الثوار استعادوا السيطرة على مبنيين في مشروع 1070 شقة جنوب غربي حلب، بعد سيطرة قوات النظام (عليهما) صباحاً».

 

مسؤول أميركي يعلن انسحاب الميليشيات الكردية إلى شرق الفرات

واشنطن، أنقرة – أ ف ب، رويترز

أعلن مسؤول عسكري أميركي اليوم (الإثنين) أن القوات الكردية في شمال سورية انسحبت «بالكامل» إلى شرق الفرات، في خطوة تأمل واشنطن بأن تخفض وتيرة النزاع بين تلك القوات التي تدعمها وحليفتها تركيا.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته حول العمليات الجارية، إن عملية الانسحاب التي تعد مطلباً رئيساً لأنقرة، تمت تقريباً خلال أمس، وأضاف أن «جميع قوات وحدات حماية الشعب الكردي أصبحت شرق الفرات»، إلا أنه أقر أن بعض الأكراد ربما لا زالوا غرب النهر، ولكنه قال إنهم ليسوا جزءاً من «وحدات حماية الشعب» الكردية.

من جهة ثانية، قال مصدر عسكري إن تركيا ردت بقصف مدفعي بعد أن سقط صاروخ وانطلقت نيران من سورية على بلدة كليس الحدودية التركية التي تبعد نحو 80 كيلومتراً غرب المكان الذي توغلت قوة من المعارضة السورية مدعومة من تركيا في الأراضي السورية الأسبوع الماضي.

ولم يتضح على الفور الجهة التي أطلقت الصاروخ أو فتحت النار من الجانب السوري. وتقع كليس عبر الحدود من مناطق تسيطر عليها قوات كردية ولكنها قريبة أيضاً من منطقة يسيطر عليها متشددو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال مسؤول تركي ثان إن ثلاثة صواريخ أصابت كليس وإن أربعة أشخاص أصيبوا.

 

الأمم المتحدة منحت عقوداً إنسانية لمقربين من الأسد

لندن – أ ف ب

ذكرت صحيفة «الغارديان» اليوم (الثلثاء) أن الأمم المتحدة منحت عقوداً بعشرات ملايين الدولارات لمنظمات أو أفراد مقربين من الرئيس السوري بشار الأسد بهدف القيام بمهمتها الإنسانية، على رغم العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة البريطانية إنها دققت في مئات العقود التي أبرمتها الأمم المتحدة منذ العام 2011 وبدء النزاع الذي أوقع أكثر من 290 ألف قتيل. وبحسب الصحيفة فإن العديد من هذه العقود وقعت على رغم فرض عقوبات أوروبية أو أميركية على المستفيدين منها.

وصرفت الأمم المتحدة أكثر من 13 مليون دولار للحكومة السورية لتطوير الزراعة على رغم حظر الاتحاد الأوروبي التجارة مع الوزارات المعنية بهذه المساعدات. من جهتها انفقت «منظمة الصحة العالمية» أكثر من خمسة ملايين دولار لدعم «بنك الدم الوطني» السوري التابع لوزارة الدفاع السورية.

وتابعت الصحيفة أن وكالتين في الأمم المتحدة شريكتان لمنظمة «سيريا تراست تشاريتي» التي ترأسها زوجة الرئيس السوري، أسماء، بمستوى 8.5 مليون دولار. من جهتها دفعت «يونيسف» حصتها بقيمة 268 ألف دولار لجمعية «البستان الخيرية» التي يديرها رامي مخلوف، نسيب الأسد الثري الذي فرضت عليه عقوبات.

ورداً على سؤال للصحيفة قال مسؤولون في الأمم المتحدة إنه بسبب عنف النزاع وشدة تعقيده فإن اختيار الشركاء لتلبية الحاجات الإنسانية الملحة للشعب «محدود».

ونقلت الصحيفة عن ناطق باسم الأمم المتحدة «عندما يكون علينا الاختيار بين تقديم سلع أو خدمات عبر مؤسسات قد تكون مرتبطة بالحكومة أو ترك مدنيين من دون مساعدة حيوية هم بأمس الحاجة إليها فالخيار واضح: واجبنا يقضي بمساعدة المدنيين».

وأكد مسؤول أممي آخر أن الوضع سبب إحراجاً داخل وكالات عدة للأمم المتحدة قلقة من هيمنة النظام السوري على توزيع المساعدات الإنسانية.

 

حي الوعر المحاصر على خطى مدينة داريا… تصعيد الغارات لفرض تسوية

لندن – «الحياة»

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن طائرات يُعتقد أنها سورية قصفت حي الوعر المحاصر في مدينة حمص السورية ذلك بعد يوم واحد على إجلاء سكان ومقاتلين من بلدة داريا التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة عند أطراف العاصمة دمشق، ذلك بعد سيطرة القوات النظامية على آخر أحياء المعارضة في حمص التي سميت بـ «عاصمة الثورة السورية».

وأضاف «المرصد» ونشطاء معارضون إن 12 غارة جوية على هذا الحي السكني أدت إلى سقوط ما لا يقل عن سبعة قتلى وعشرات الجرحى من المدنيين في آخر منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص ثالث أكبر مدن سورية.

وأوضح «المرصد» أن امرأة وطفلاً كانا من بين القتلى. وأظهرت شرائط مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي أطفالاً مصابين بحروق بسبب ما وصفه ناشطون بقنابل حارقة.

وتابع «المرصد» أمس أن القوات النظامية السورية «جددت قصفها لمناطق في حي الوعر، بالتزامن مع تجدد الطائرات الحربية لمناطق في الحي، ليرتفع إلى 8 على الأقل عدد الغارات التي استهدفت الحي اليوم (أمس)، حيث استشهد جراء الغارات والقصف المتجدد على الحي ما لا يقل عن 3 أشخاص إضافة إلى إصابة أكثر من 20 آخرين بجروح». وتابع: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة ووجود معلومات عن شهيد آخر، بينما استهدف الطيران الحربي أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي. كما قصفت قوات النظام أماكن في منطقة الرستن، فيما سقط عدد من الجرحى جراء قصف جوي على مناطق في مدينة تلبيسة» في ريف حمص.

وكان هذا ثالث يوم من القصف الجوي فيما يمثل أول غارات من نوعها منذ نحو عام على تلك المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حيث توصل وجهاء المنطقة في كانون الأول (ديسمبر) إلى اتفاق مع السلطات تحت رعاية الأمم المتحدة لإجلاء المقاتلين بموجب خطة مرحلية كان من شأنه تعزيز سيطرة الحكومة على المدينة.

وبحسب نشطاء وتقارير محلية، كان الحي ضم نصف مليون شخص قبل ثلاث سنوات معظمهم من النازحين من أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون والقصور والقرابيص وحمص القديمة غير أنه منذ أكثر من عام حاصرت قوات النظام الحي وقصفته فانخفض سكانه إلى حوالى ٧٥ ألف شخص، إضافة إلى وجود ٢٢٠٠ شخص في ١١ مركزاً لإيواء النازحين من بابا عمرو وحمص القديمة لا يستطيعون العودة إلى منازلهم. وجرت مفاوضات بين النظام ولجنة تفاوض لعقد اتفاق، انهار أكثر من مرة.

ونقلت وكالة «سمارت» المعارضة عن «لجنة المفاوضات» في حي الوعر بحمص دعوتها «المنظمات الدولية والإنسانية، وفي مقدمها الأمم المتحدة، بالوقوف إلى جانب السكان في الحي، الذي يتعرض لقصف مكثّف من قبل النظام، ومحاولات مستمرة لتهجيرهم». وقال عضو «لجنة التفاوض» في الحي «أبو توفيق» إن «النظام يصعد قصفه على الحي بهدف تهجير أهله، كما حصل في مدينة داريا بريف دمشق».

من جهته، قال عضو آخر لـ «الحياة» أمس أنه «بعد توقف اتفاق الهدنة بين الوعر والنظام عمد النظام إلى إغلاق الطرقات وبدأ تصعيد وتيرة القصف والقنص وإثارة الكثير من المشاكل داخل حي الوعر ومحاولة اغتيال لأحد القادة العسكريين داخل الوعر من قبل خلية مرتبطة بالنظام ومحاولات تسوية أوضاع بعض الشباب من طريق الضغط عليهم من خلال اعتقال أحد أفراد أسرهم، إضافة إلى حملة الاعتقالات الضخمة التي بدأ بها النظام بالإضافة إلى التضييق على الموظفين والطلاب ومنع تطوير بعض المشاريع داخل الحي. كما غادرت حي الوعر أكثر من ألف أسرة خلال الأشهر الستة الأخيرة بعد التهديدات التي تلقتها من قوات النظام وأغلب هؤلاء هم من الموظفين والطلاب الذين ساهموا بكسر الحصار جزئياً عن الحي».

كما أشار في تقرير أرسل إلكترونيا إلى «الحياة» إلى أن «التصعيد الأخير في سياق تكرار تجربة داريا، تضمن إنذار الموظفين وإبلاغهم أن عملية عسكرية ستبدأ الأسبوع المقبل وعليهم الخروج من الحي وتصعيد القصف اليومي والقنص في الشوارع الرئيسية في حي الوعر وإرسال أخبار عن ضرورة العودة للتفاوض شرط التخلي عن المعتقلين وإخراج المسلحين وتسليم الحي له بالنتيجة».

وأشار التقرير إلى أنه «تم التأكد من قصف الحي بقذائف النابالم الحارقة من طريق مدفعية الهاون التي استهدفت أحد الأبراج السكنية وأدت إلى إصابات خطرة في صفوف السكان، إضافة إلى صواريخ أرض- أرض وقذائف الدبابات والمدفعية».

من جهته، بعث المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال فيها إن «حلب حلقة واحدة من حلقات المأساة السورية، فأنتم تتابعون تطور الأحداث فيها الذي أخذ منحى خطيراً يتم من خلاله تغيير ديموغرافي وتهجير قسري نخشى أن تغرق الأمم المتحدة في تبعاته القانونية والأخلاقية. والأمر ذاته ينسحب على الوعر في حمص وداريا ومضايا في ريف دمشق وجميع المناطق في سورية».

وتابع: «بصفتكم المكلفين بالإشراف على حسن تنفيذ قرارات المنظمة وتسهيل تنفيذها بما يحقق أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة التي أنشئت على أساسه، نتوجه إليكم بالسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه بقوة: هل تعتقدون أن ما يجري سيقضي على الإرهاب؟ هل سيقضي على التطرف؟ هل سيوقف نزيف الدم السوري وقتل النساء والأطفال؟ هل سيجعل العالم أكثر أماناً؟ هل سيحافظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية؟ سنقول لكم وبكل صدق: إطلاقاً»، لافتاً إلى أن «تهجير المدنيين الآمنين من بلداتهم واقتلاعهم من أراضيهم والتنكيل بهم وإجبارهم على الرضوخ لترك منازلهم سيزيد من تغذية التطرف والإرهاب ولن يصبح العالم آمناً كما يظن بعض المتنفذين في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن على وجه الخصوص، بل أنهم يخدمون الإرهاب والتطرف ويعملون على تغذيته ولن يكون أي بلد بعيداً عن آثاره المدمرة التي يعيشها الشعب السوري على مدى خمس سنوات ونيف، حتى أن تلك البلدان التي تظن أنها بأمان وأن ما تفعله في سورية سيحقق لها الأمان لاحقاً هي واهمة ولا شك، ولا تقرأ الواقع والحقائق، بل ربما منفصلة عن الواقع السياسي ولم تستفد من تجارب التاريخ البعيد والقريب».

وقال حجاب إن «النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيين والمليشيا الطائفية والمرتزقة قتلوا ما يزيد على الـ 500 ألف مواطن سوري منذ بداية الثورة عام 2011 حتى الآن وشرد الملايين، وارتفع معدل القتل منذ بداية ما يسمى بالعملية السياسية، بل تضاعف عما كان عليه قبلها، أي أن هذه العملية شكلت غطاء للنظام وحلفائه لقتل المزيد من السوريين وتهجيرهم والمضي قُدُماً في خطتهم الخبيثة نحو تغيير ديموغرافي يهدد وحدة وسلامة الأراضي السورية كلها»، داعياً إلى «انتقال سياسي حقيقي في سورية كما نصت عليه قرارات مجلس الأمن لإيقاف مأساة ومحنة الشعب السوري والمحافظة على وحدة وسلامة أراضيها».

 

توغّل تركي على حساب الأكراد وواشنطن تحذر من تجاهل “داعش

المصدر: (و ص ف، رويترز)

توغلت قوات تدعمها تركيا في عمق الأراضي السورية أمس مما أثار انتقادات من الولايات المتحدة التي قالت إنها تشعر بالقلق من أن يكون الصراع على الأرض قد حاد عن استهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وفي مستهل الهجوم التركي عبر الحدود المستمر منذ أسبوع، وفرت الدبابات والمدفعية والطائرات المقاتلة التركية لحلفائها من المعارضة السورية قوة النيران اللازمة للسيطرة السريعة على بلدة جرابلس الحدودية من “داعش”.

ومذذاك تقدمت القوات التركية في الأساس داخل أراض تسيطر عليها قوات متحالفة مع “قوات سوريا الديموقراطية” وهي تحالف يضم “وحدات حماية الشعب” الكردية وتدعمه واشنطن في قتال التنظيم المتشدد.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن 41 شخصا قتلوا في غارات جوية تركية مع تقدم القوات التركية جنوباً الأحد. ونفت تركيا سقوط أي قتلى مدنيين قائلة إن 25 من المقاتلين الأكراد قتلوا.

وعلّق المبعوث الأميركي الخاص للائتلاف المناهض لـ”داعش” بريت ماكغورك :”نريد أن نوضح أننا نرى هذه الاشتباكات -في المناطق التي لا وجود للدولة الإسلامية فيها – غير مقبولة ومبعث قلق بالغ”.

ونقل حسابه الرسمي في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي عن بيان لوزارة الدفاع الأميركية :”ندعو كل الأطراف المسلحين إلى التوقف”.

وأعلن مسؤول عسكري اميركي طلب عدم ذكر اسمه ان القوات الكردية في شمال سوريا انسحبت “تماماً” الى شرق الفرات، في خطوة تأمل واشنطن في أن تخفض وتيرة النزاع بين تلك القوات التي تدعمها وحليفتها تركيا. وقال ان عملية الانسحاب التي تعد مطلبا رئيسيا لانقرة، تمت تقريبا خلال يوم الاحد. واضاف ان “جميع قوات وحدات حماية الشعب الكردية باتت شرق الفرات”، الا انه أقر بان بعض الاكراد ربما لا يزالون غرب النهر، وهم ليسوا جزءاً من “وحدات حماية الشعب” الكردية.

وأفاد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس ان الادارة الاميركية تعارض توغل تركيا في مناطق بشمال سوريا تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من واشنطن. وحذر من أن “(أي) إجراء إضافي ضد قوات سوريا الديموقراطية سيعقد الجهود لإقامة تلك الجبهة الموحدة التي نريدها ضد داعش”.

ودعا وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر تركيا إلى التركيز على قتال متشددي “داعش” وعدم استهداف العناصر الكردية للمعارضة السورية. وجاء في إفادة له لوسائل الإعلام :”دعونا تركيا لإبقاء التركيز على قتال الدولة الإسلامية وألا تشتبك مع قوات سوريا الديموقراطية وأجرينا عددا من الاتصالات خلال الأيام الاخيرة”. وكشف أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزف دنفورد تحدث مع نظيره التركي الجنرال خلوصي آكار الأحد.

وأعلن البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 4 أيلول قبيل قمة لمجموعة الـ20 في الصين.

 

توغل تركي جديد

لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صرح في مؤتمر صحافي بأن و”حدات حماية الشعب” الكردية “وكما وعدت الولايات المتحدة بنفسها وقالوا هم أنفسهم، يجب ان ينتقلوا الى شرق الفرات في أسرع وقت ممكن وما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفا”.

وأمس، توغلت قوات تدعمها تركيا الى مسافة أعمق في سوريا لتصل إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلون متحالفون مع “قوات سوريا الديموقراطية”.

وتقدمت القوات التركية نحو منبج التي تقع على مسافة 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية والتي سيطرت عليها هذا الشهر “قوات سوريا الديموقراطية” بمساعدة أميركية.

وأوضح الجيش التركي إن القوات التي تدعمها تركيا طردت المتشددين من عشر قرى إضافية في شمال سوريا خلال حملة تركية عبر الحدود تخللتها السيطرة على مناطق جنوب مدينة جرابلس الحدودية السورية.

وأضاف أن العمليات تتحول الآن إلى المنطقة الغربية من شمال سوريا حيث قالت القوات المدعومة من تركيا في السابق إنها سيطرت على عدد من القرى.

ولم يحدد الجيش المتشددين الذين طردوا.

وتقول تركيا التي تقاتل تمرداً كردياً على أراضيها إن حملتها لها هدف مزدوج هو “تطهير” المنطقة من مقاتلي “داعش” ومنع المقاتلين الأكراد من ملء الفراغ وتوسيع الأراضي التي يسيطرون عليها فعلاً على طول الحدود مع تركيا.

ونقلت شبكة “ان تي في” التركية للتلفزيون عن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش أن تركيا لم تشن حرباً بتوغلها في شمال سوريا وانها لا تعتزم البقاء هناك. وقال :”تركيا ليست دولة محتلة. تركيا لا تشن حرباً”.

في غضون ذلك، قال مصدر عسكري إن تركيا ردت بقصف مدفعي بعدما سقط صاروخ وانطلقت نيران من سوريا على بلدة كليس الحدودية التركية على مسافة نحو 80 كيلومترا غرب المكان الذي توغلت منه قوة من المعارضة السورية تدعمها تركيا في الأراضي السورية الأسبوع الماضي.

 

واشنطن “لا تقبل” بمعارك تركيا والأكراد وأنقرة تجدّد المطالبة بالعودة إلى شرق الفرات

المصدر: (و ص ف، رويترز)

رأت الإدارية الأميركية أن القتال بين تركيا والمقاتلين الاكراد في شمال سوريا غير مقبول، بينما اتهمت أنقرة “وحدات حماية الشعب” الكردية بممارسة تطهير عرقي واعلنت انها ستستهدف هذه الوحدات كي تتراجع الى شرق الفرات.

قال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” بيتر كوك في بيان إن واشنطن تتابع الانباء عن “اشتباكات جنوب جرابلس، حيث تنظيم “الدولة الاسلامية” لم يعد موجوداً، بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سوريا الديموقراطية”.

وأضافت الوزارة: “نريد ان نوضح اننا نعتبر هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد”. وأكدت ان “لا ضلوع للولايات المتحدة” في الاشتباكات كما “لم يتم التنسيق مع القوات الاميركية في شأنها، ونحن لا ندعمها”، داعية الاطراف المعنيين “الى وقف كل الاعمال المسلحة في هذه المنطقة… وفتح قنوات تواصل في ما بينها”. ولفتت الى أن غياب التنسيق في العمليات والتحركات في شمال سوريا سيعطي “داعش” فرصة أكبر، داعية تركيا وجماعات المعارضة السورية إلى التوقف عن الاقتتال.

وذكرت أن الولايات المتحدة جددت طلبها عودة “وحدات حماية الشعب” السورية الكردية إلى شرق نهر الفرات وانها تدرك أن ذلك هو ما حصل “إلى حد كبير”. وشنت تركيا عملية عسكرية في سوريا فجر الاربعاء الماضي ضد “داعش” والمقاتلين الاكراد على حد سواء في ريف حلب الشمالي الشرقي. وبعد ساعات من بدء الهجوم تمكنت فصائل معارضة تدعمها أنقرة من السيطرة على بلدة جرابلس، التي كانت تعد أحد آخر المعقلين الأخيرين لـ”داعش” في محافظة حلب.

وواصلت تلك الفصائل تقدمها جنوب جرابلس لتصل الى مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلين محليين تدعمهم “قوات سوريا الديموقراطية”، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية وتعد “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري.

وتدعم واشنطن “قوات سوريا الديموقراطية” في معاركها ضد “داعش”، اذ تعتبرها الأكثر فاعلية في مواجهة الجهاديين.

أما تركيا، فتعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا وجناحه العسكري “وحدات حماية الشعب” منظمتين “ارهابيتين”.

ومنذ بدء العملية التركية في سوريا، سيطرت الفصائل المعارضة التي تدعمها أنقرة على 21 قرية جنوب جرابلس، استناداً إلى “المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “بين تلك القرى ثماني انسحب منها تنظيم الدولة الاسلامية جنوب جرابلس و11 قرية أخرى سيطرت عليها الفصائل اثر اشتباكات مع قوات مجلسي جرابلس ومنبج العسكريين” اللذين يدعمهما الاكراد.

وحذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من ان على مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية ان “ينتقلوا الى شرق الفرات في أسرع وقت ممكن وما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفاً”. واتهم “وحدات حماية الشعب” بتنفيذ عمليات تطهير عرقي في شمال سوريا قائلاً إن الوحدات تسعى إلى توطين أنصارها في المناطق التي انتزعت السيطرة عليها من “داعش”.

في المقابل، اتهم الاكراد أنقرة “بالسعي الى توسيع احتلالها لبلوغ مناطق سورية أخرى”. وقال الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” ريدور خليل: “ليست هناك أي تعزيزات عسكرية للوحدات باتجاه منبج نهائياً وكل الإدعاءات التركية أنها تحارب الوحدات غرب الفرات لا أساس لها من الصحة وهي مجرد حجج واهية لتوسعة احتلالها للأراضي السورية”.

 

استقالة المتحدّث باسم “جيش الإسلام” بعد مقابلته مع باحثة إسرائيليّة

اعلن المتحدّث باسم “جيش الإسلام” إسلام علّوش استقالته من منصبه، بعد مقابلةٍ أجرتها معه الباحثة الإسرائيلية أليزبيث تسوركوب، الّتي أكّدت عبر صفحتها على موقع التّواصل الاجتماعيّ “فايسبوك” أنّ علّوش كان على علمٍ بجنسيتها.

وقال علّوش، في بيان، “نظراً لما تقتضيه المصلحة العامّة، أعلن، أنا النّقيب إسلام علّوش من منسوبي جيش الإسلام الاستقالة من منصب المتحدّث الرّسمي لجيش الإسلام”.

وأضاف “وقد تمّ إعلان هذه الاستقالة لما يربط منصب المتحدّث الرّسمي من علاقات مع وسائل الإعلام، خلافاً للمناصب الأخرى في الجيش الّتي يقتصر فيها على الإعلان الدّاخلي من المنسوبين”.

ويبدو أن مقابلة علوش أحرجت “جيش الإسلام” في سوريا، بعد موجة الاستياء الّتي أثارتها على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تمّ اتهامه بالخيانة، في وقت تعاطف آخرون معه وأشادوا بالباحثة الإسرائيلية، بوصفها مدافعة عن “الثّورة”.

ولم يبدِ علوش خلال المقابلة رفضه لإقامة علاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ قال إنّ “مسألة السّلام مع إسرائيل وغيرها من القضايا التي تتعلّق بالسّياسة الخارجيّة لسوريا سيتمّ حسمها من قبل مؤسسات الدولة التي ستقوم عندما تنتصر الثورة”.

وكتبت تسوركوب العديد من المقالات باللغة العبرية عن “جيش الإسلام”، ومدحت بما اعتبرته مساعدة عناصر الجيش للمحتاجين في الغوطة.

(“موقع السفير”)

 

«جند الأقصى» برداء «الإخوان»: «الطليعة المقاتلة» تحاول طرق أبواب حماه

علاء حلبي

هجوم جديد تقوده جماعة «جند الأقصى» التي انسحبت من «جيش الفتح» بعدما اتُهمت بأنها «فرع لتنظيم داعش»، على أطراف حماه الشمالية الغربية تهدف من خلاله إلى اختراق المدينة، وقد حمل الهجوم اسم «مروان حديد»، مؤسس «الطليعة المقاتلة» في جماعة «الاخوان المسلمين» التي اتخذت من حماه مقراً لها.

كثافة صاروخية من ثلاثة محاور انتهت بانسحاب «موقت» لقوات الجيش السوري من نقاط عدة أبرزها حلفايا، ليغدو المسلحون على بعد خمسة كيلومترات عن مدينة محردة، خط الدفاع الاول عن مدينة حماه.

وأعلنت جماعة «جند الاقصى» بدء المرحلة الأولى من المعركة بالتعاون مع فصيلَين آخرَين (جيش العز وجيش النصر)، حيث شن المسلحون هجمات من ثلاثة محاور تحت ضغط صاروخي ومدفعي كثيف، الأمر الذي أجبر قوات الجيش السوري على الانسحاب من نقاط عدة أبرزها مدينة حلفايا الاستراتيجية، وبلدة البويضة ومنطقة الزلاقيات وحاجز زلين.

مصدر عسكري سوري أكد خلال حديثه لـ «السفير» أن قرار سحب القوات جاء بهدف «تخفيف الخسائر أمام الهجوم العنيف»، موضحاً أن «عملية عسكرية واسعة بدأ الجيش السوري يشنها على هذا المحور» بالتزامن مع استقدام تعزيزات على محاور أخرى أبرزها صوران ومحيطها.

وتسعى الفصائل المسلحة إلى اختراق مدينة محردة التي يعني سقوطها اختراقا فعليا لمدينة حماه، وقطع لأبرز الطرق الاستراتيجية (طريق بيت ياشوط) كما تعني السيطرة على محردة أن الابواب باتت مفتوحة أمام الفصائل المسلحة لاختراق مصياف ودير ماما وقرى منطقة الغاب، الأمر الذي تعرفه جيدا القيادة العسكرية السورية، وهي عززت خطوط دفاعاتها على محاور عدة وبدأت العمل ضمن خطة وصفت بأنها محكمة.

وفي حين أن هذا الهجوم لا يعتبر الاول من نوعه، إلا أنه الأكبر والأضخم على هذا المحور، كما أن استعمال «جند الأقصى» لإسم «مروان حديد» يثير تساؤلات عديدة، خصوصاً ان التنظيم يعتبر من أكثر التنظيمات «الجهادية» تشددا في سوريا، ويأتي في وقت تشتد فيه الخلافات بينه وبين مكونات «جيش الفتح» وبالتحديد «حركة أحرار الشام».

وفي وقت يؤكد فيه المصدر العسكري على أهمية المعارك الجارية في خاصرة حماه الشمالية، يشدد أيضاً على ان القيادة العسكرية تعمل وفق «خطة محكمة» هدفها في المرحلة الأولى استيعاب الهجوم العنيف وتخفيف الخسائر لتنتقل في مرحلة لاحقة إلى البدء بعملية عسكرية واسعة لاستعادة النقاط التي تم إخلاؤها، مضيفاً أن «محردة تعتبر نقطة وصل بين مختلف المناطق السورية وخط دفاع أول عن مدينة حماه التي تمثل محور خطوط الإمداد في سوريا، الأمر الذي يتطلب عملا عسكريا دقيقا».

في الوقت الحالي، بدأت قوات الجيش السوري التمهيد المدفعي والصاروخي بالإضافة إلى شن غارات عنيفة على مواقع الفصائل المسلحة، ستتبعها بالتأكيد تحركات للقوات الراجلة لاستعادة النقاط، وتمتين خاصرة حماه وزيادة تحصينها.

 

فرنسا: التوغل التركي في سوريا يهدد بمزيد من التصعيد هناك

باريس – رويترز – قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الثلاثاء، إن التوغل العسكري التركي في شمال سوريا يهدد بتصعيد الصراع ودعا جميع الأطراف لإنهاء القتال والعودة إلى محادثات السلام من أجل البلاد.

 

وقال أولاند في لقاء للسفراء الفرنسيين، إنه بعد مرور عام تقريباً على بدء التدخل الروسي دعماً للرئيس السوري بشار الأسد، “اختارت تركيا اليوم نشر جيشها على أراض سورية للتصدي لداعش.”

 

وأضاف “هذه التدخلات المتعددة المتناقضة تنطوي على تهديد بتصعيد عام.”

 

وقال إن هذا مفهوم بعد الهجمات التي عانت منها البلاد، لكن تركيا تستهدف أيضاً القوات الكردية التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من التحالف الذي تشارك فيه فرنسا.

 

ومضى قائلا إن على روسيا ألا تتجاهل التقارير، عن قيام القوات الحكومية السورية بهجمات بأسلحة كيميائية وطلب منها دعم دعوة فرنسا لمجلس الأمن الدولي لإدانة هذه الهجمات.

 

مسؤول محلي: تنظيم ” بي كا كا ” يختطف الإيزيديات في سنجار

دهوك – الأناضول – قال رئيس مجلس قضاء سنجار بمحافظة نينوى العراقية، ويس نايف، إن تنظيم “بي كا كا”، يقوم بنفس ممارسات تنظيم الدولة الاسلامية ضد الإيزيديين في سنجار، ويختطف النساء والفتيات.

 

وأفاد نايف أن بي كا كا، اختطفت 45 من النساء الإيزيديات، وتقوم بتدريبهن لخدمة أهدافها التنظيمية، كما سبق أن اختطفت 550 من أبناء القضاء، وأرسلتهم إلى قواعدها في جبال قنديل.

 

وأكد نايف أنه لا فرق بين ما تقوم به “بي كا كا”، وبين ممارسات “الدولة”، مشيراً الى أن “بي كا كا” لا تسمح للأهالي بالتواصل بأي شكل من الأشكال مع النساء المخطوفات.

 

واعتبر نايف أن تنظيم “بي كا كا”، يمثل خطراً على أهالي قضاء سنجار، وأن عليه مغادرته، قائلاً “يوجد 8 آلاف من عناصر البيشمركة في سنجار.لسنا بحاجة إلى بي كا كا، لذا طلبنا منهم عدة مرات مغادرة القضاء، إلا أنهم لم يستجيبوا”.

 

وقال نايف إن بي كا كا، “تحتل” سنجار، وجميع المباني الحكومية، بما فيها المدارس.

 

وانتقد نايف عدم تخصيص حكومة بغداد، أي موارد لإعمار سنجار في ميزانيات أعوام 2014 و2015 و2016، قائلاً إن “الدولة” حول سنجار إلى “خراب” ولابد من إعادة إعمارها، كما أشار أن حوالي 70 أسرة فقط عادت إلى القضاء حتى الآن، فيما لم يعد باقي الأهالي، بسبب عدم إصلاح البنية التحتية، وعدم توافر المرافق والخدمات.

 

وأعرب نايف عن تأييده لاقتراح رئيس إقليم شمال العراق مسعود بارزاني، بإعادة بناء سنجار كمدينة جديدة.

 

كما أعرب نايف عن رغبته في ربط سنجار بإقليم شمال العراق، معتبراً أن من يعارضون ذلك يريدون أن يعاني القضاء من كارثة جديدة.

 

وكان تنظيم الدولة استولى على قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى شمالي العراق، في أغسطس/ أب 2014، وأسر عدداً كبيراً من أبناء القضاء من الايزيديين، وانتشرت أخبار عن معاملة التنظيم للنساء الإيزيديات المختطفات كجواري لعناصره، وبيعهن في الأسواق، وحظي الموضوع باهتمام إعلامي عالمي كبير.

 

واستخدم تنظيم بي كا كا، هذا الموضوع للدعاية ضد مسعود بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، متهماً إياه بالهروب من سنجار، والتخلي عن الايزيديين، واعتبر مراقبون أن التنظيم أراد من دعايته تلك استمالة أهالي سنجار إلى جانبه، والاستفادة من الإيزيديين لتحقيق أهدافه الإرهابية.

 

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2015 تمكنت قوات البيشمركة من تحرير القضاء، بدعم من التحالف الدولي ضد الدولة الاسلامية.

 

والإيزيديون مجموعة دينية، يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل (شمال)، ومنطقة جبال سنجار في العراق، فيما تعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا.

 

دي ميستورا: محادثات أمريكا وروسيا الأسبوع الجاري مهمة للهدنة في سوريا

جنيف – رويترز – قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا الثلاثاء، إن المحادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس الأسبوع الجاري “مهمة” من أجل استعادة وقف إطلاق النار في سوريا.

 

وقالت جيسي شاهين المتحدثة باسم دي ميستورا في إفادة صحافية في جنيف، “يأسف المبعوث الخاص بشدة للقتال الشرس والوضع الإنساني المتدهور. العملية السياسية والحل سياسي هما الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة.”

 

وأضافت في تكرار لدعوته لهدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في مدينة حلب المقسمة بشمال سوريا، “المحادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة هذا الأسبوع مهمة لجهود استئناف وقف الأعمال القتالية.”

 

تركيا تعلن قصف 21 هدفا للمسلحين الأكراد في مدينة جرابلس السورية

اسطنبول- د ب أ- أعلن الجيش التركي الثلاثاء قصف 21 “هدفا إرهابيا” في مدينة جرابلس السورية.

 

ووفقا لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية للأنباء فإن المدفعية التركية قصفت 21 هدفا تابعا لإرهابيين في جرابلس ومحيطها منذ الساعة 1330 بتوقيت غرينتش من مساء الاثنين.

 

في غضون ذلك، جدد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر مطالبة تركيا والمسلحين الأكراد بوقف الاشتباكات فيما بينهما والتركيز على تنظيم داعش.

 

وقال: “نطالب تركيا بالتركيز على محاربة داعش، وعدم الاشتباك مع قوات الدفاع السورية”.

 

«الجيش السوري الحرّ» يواصل تقدمه ضد «وحدات الحماية» الكردية

وسط خلافات بين أنقرة وواشنطن

إسطنبول – «القدس العربي» ـ من إسماعيل جمال: قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن ملاحقة تركيا من وصفها بالجماعات المتشددة ستكون بلا هوادة. جاء ذلك في كلمة ألقاها في مدينة غازي عنتاب، التي شهدت في وقت مبكر من هذا الشهر هجوما انتحاريا إرهابيا يعتقد بأنه من تخطيط تنظيم «الدولة الإسلامية»، في حفل زفاف، ما أوقع 54 قتيلا.

وأضاف إردوغان أمام حشد من آلاف المؤيدين الذين كانوا يرفعون الأعلام «لن نتفادى تحمل المسؤولية في مناطق أخرى إذا لزم الأمر». وكان يشير إلى تنظيم «الدولة» و«وحدات حماية الشعب» الكردية. وتابع القول إن الهجوم التركي عبر الحدود إلى سوريا يعطي الناس الذين فروا من المناطق الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية» فرصة للعودة إلى بلادهم بما في ذلك مدينة جرابلس.

تأتي تصريحات إردوغان هذه في وقت يحقق فيه «الجيش السوري الحر» بغطاء جوي ومدفعي تركي تقدما سريعا في المناطق المحيطة بمدينة جرابلس، وقد تمكن من تحرير أكثر من 10 قرى كانت تحت سيطرة الوحدات الكردية غرب نهر الفرات. كما يأتي .

وكانت واشنطن قد أعربت أمس عن «قلقها الشديد» إزاء المعارك بين الجيش التركي والوحدات الكردية في شمال سوريا، واعتبرتها «غير مقبولة»، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية. وقال المتحدث باسم الوزارة بيتر كوك في بيان: «واشنطن تتابع الأنباء عن اشتباكات جنوب جرابلس (شمال)، وحيث أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لم يعد موجوداً، بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سوريا الديمقراطية»، مضيفاً: «نريد أن نوضح أننا نعتبر هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد».

وواصلت المدفعية التركية توجيه ضربات متلاحقة ضد مناطق سيطرة الوحدات الكردية، بعد يوم واحد من مقتل عشرات المقاتلين التابعين لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تبعت استهداف دبابتين للجيش التركي، مساء يوم السبت، أدت إلى مقتل جندي وإصابة 3 آخرين بحسب اعتراف الجيش التركي.

وأمس قالت مصادر سورية إن «الجيش الحر» تمكن من تحرير قرى جديدة، بعد يوم واحد من السيطرة على 10 قرى في محيط مدينة جرابلس و3 قرى أخرى في محيط بلدة (الراعي)، وهي: عمارنة، وعين البيضاء، ودابس، وبالبان، وصريصات، وبئر الكوسا، وقرة مغارة، والظاهرية، وخربة، وقراطة، والعياشة، وشيخ يعقوب، وكرسنلي.

 

من زلزال الانقلاب لـ«درع الفرات»… ما هي قدرة تركيا على خوض معركة طويلة الأمد في سوريا؟

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع دخول عملية «درع الفرات» العسكرية التي يخوضها الجيش التركي في سوريا يومها السابع، وإجماع عدد كبير من المحللين والمراقبين على أن العملية ستتواصل لفترة طويلة مقبلة، بدأت التساؤلات تتزايد داخلياً وخارجياً عن مدى قدرة الحكومة والجيش التركي اللذين لم يتعافيا بعد من محاولة الانقلاب على خوض معركة عسكرية طويلة الأمد في سوريا وتَحمل الفاتورة السياسية والعسكرية والاقتصادية لهذه المعركة.

فالجيش التركي التي نفذ جزءا كبيرا من كبار قياداته في القوات الجوية والبحرية والبرية محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف الشهر الماضي، تعرض لهزة غير مسبوقة من خلال اعتقال الآلاف من عناصر وقياداته، إلى جانب تبديل أكثر من ثلث كبار الجنرالات.

وعلى الرغم من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار مسؤولي الدولة قالوا إن عملية التطهير التي جرت في أوساط الجيش ستزيد من قوته وتماسكه وقدرته على المواجهة، إلا أن العديد من الأوساط الأخرى والجهات الدولية ومنها الولايات المتحدة عبرت عن خشيتها من الآثار السلبية الكبيرة لمحاولة الانقلاب وعملية التطهير اللاحقة على قوة الجيش وحرفيته وقدرته على المواجهة.

بحسب آخر تعداد سكاني في تركيا لعام 2016، بلغ عدد سكان الجمهورية 79 مليون نسمة، يصنف 41 مليون منهم تحت بند القوة البشرية الفاعلة، لكن العدد الفعلي لقوات الجيش التركي بكافة أقسامه بلغ 410 آلاف جندي، بالإضافة إلى 185 ألف الاحتياط، وذلك بحسب آخر إحصائية نشرها موقع (قلوبال فاير باور) المتخصص بتصنيف الجيوش العالمية، بحسب ما اطلعت عليه «القدس العربي».

ولدى الجيش التركي 3778 دبابة عسكرية، وقرابة 7500 عربة مدرعة، وأكثر من 1000 بطارية صواريخ، و700 مدفع ثقيل، بالإضافة إلى 811 قاعدة إطلاق صواريخ بعيدة المدى.

جوياً، يمتلك سلاح الجو التركي ما مجموعه 1007 طائرات حربية، 207 منها طائرات حربية مقاتلة، و207 طائرات هجومية، و439 طائرة نقل عسكرية، و276 طائرة تدريب عسكرية، بالإضافة إلى 445 طائرة مروحية، و64 مروحية حربية هجومية.

وتمتلك القوات البحرية التركية ما مجموعة 115 قطعة بحرية حربية، منها 16 فرقاطة حربية كبيرة، و8 سفن حربية، و13 غواصة حربية، و29 سفينة، و15 زورقا صغيرا.

 

زلزال الانقلاب وأثره على فعالية الجيش

 

الرواية التي تبثها وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة والحزب الحاكم تقول إن كبار جنرالات الجيش الذين أشرفوا على محاولة الانقلاب هم من كانوا يعيقون تنفيذ العملية العسكرية في سوريا والتي كان مخططا لها منذ سنوات وبدأت الآن في ظل ظروف ومعطيات سياسية وعسكرية أصعب من السابق، معتبرين أن أداء الجيش سيكون أكثر مثالية بعد عملية التطهير التي طالتهم.

هذه الرواية لا تبدو مقنعة للكثير من الأطراف المحلية والدولية والتي تُجمع على أن عزل واعتقال آلاف الجنود والضباط من وحدات الجيش الهامة سيكون له بكل تأكيد تأثير على قوة وفعالية الجيش، خاصة وأن الإقالات والاعتقالات شملت ما مجموعه قرابة ثلث كبار الجنرالات وتم تعيين جنرالات جدد في مواقعهم لا يمتلكون الخبرة والفاعلية نفسها.

وتعتبر القوات الجوية من أكثر الوحدات التي تعاني من نقص عقب محاولة الانقلاب حيث تم عزل واعتقال العشرات من الطيارين الفاعلين وذوي الخبرة العالية نتيجة مشاركتهم في الطلعات الجوية ليلية الانقلاب، وفي محاولة لسد العجز فتحت هيئة الأركان الباب أمام عودة الطيارين المفصولين والمتقاعدين إلى عملهم من جديد.

كما أن قوات الجندرما التي تصدرت محاولة الانقلاب كانت الجهة المخولة بحفظ أمن الحدود السورية الممتدة على طول أكثر من 900 كيلومتر، حيث تم إقالة قائد الجهاز والضباط المسؤولين عن أمن الحدود، وتغيير هيكلية وتبعية عمل الجندرما التي باتت لوزير الداخلية بشكل مباشر.

 

الاقتصاد التركي وفاتورة السلاح

 

الاقتصاد التركي الذي تكبد خسائر بقيمة 90 مليار يورو بسبب محاولة الانقلاب الفاشلة بحسب إحصائية رسمية أعلنها وزير الاقتصاد، يعاني أصلاً في السنوات الأخيرة من التراجع الكبير جداً في أعداد السياح وتراجع أقل في مستويات التجارة بسبب التفجيرات الإرهابية التي ضربت البلاد، وأزمة الطائرة الروسية مع موسكو، والخلافات التي ضربت علاقات أنقرة مع العديد من دول المنطقة والعالم.

في المقابل، زج الجيش التركي ومنذ انطلاق عملية «درع الفرات» بأكثر من 50 دبابة وعشرات الآليات العسكرية إلى داخل الأراضي السورية، فيما يواصل نقل وتحريك مئات الدبابات والمدرعات العسكرية إلى طول الشريط الحدودي وهي أرقام سوف تتصاعد مع إطالة مدى العملية وتوسعها.

كما أن الطائرات الحربية التركية تواصل تنفيذ غارات مكثفة على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية، وذلك بالتزامن مع إطلاق مئات القذائف المدفعية والصواريخ الموجهة بشكل يومي منذ بدء التدخل المحدود حتى الآن، وستشكل جميعها عبئاً ماليا ضخما على ميزانية الدولة وفاتورة باهظة يتطلب على الحكومة التركية سدادها طالما استمر التدخل العسكري خارج حدود البلاد.

 

توسع دائرة «الابتزاز الأمريكي»

 

إلا أن الأخطر من ذلك بشكل عام، هو الخشية من العودة بشكل أكبر بكثير إلى مربع «الابتزاز» الأمريكي. فأنقرة التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي «الناتو» لا زالت تعتمد على السلاح الأمريكي بشكل كبير، خاصة ما يتعلق بسلاح الجو، وذلك على الرغم من مساعيها الحثيثة لتعزيز صناعاتها العسكرية والدفاعية، وخطابات أردوغان المتكررة عن جهوده لتحقيق الاكتفاء الذاتي للجيش التركي.

فواشنطن التي وفرت غطاءاً مبدئياً للتدخل التركي في سوريا يمكن أن تعود لسحب هذا الدعم تحت ضغط التهديد بوقف تزويد أنقرة بالأسلحة المطلوبة لاستمرار المواجهة في سوريا، أو عبر الضغط الاقتصادي والمطالبة بدفع فاتورة السلاح التي ستتضخم مع الوقت، خاصة بعدما حولت أنقرة من تركزها على ضرب «الدولة» إلى تحقيق هدف طرد الوحدات الكردية ـ المدعومة أمريكاً- إلى شرق نهر الفرات.

كما يمكن لواشنطن أن ترفع الغطاء السياسي والعسكري عن العملية التركية، وهو ما بدأ يلوح في الأفق، الاثنين، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك أن واشنطن تتابع بـ»قلق شديد» الاشتباكات بين الجيش التركي ووحدات حماية الشعب الكردية في شمالي سوريا، معتبرةً هذه الاشتباكات «غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد.. لا ندعم هذه الاشتباكات».

وعلى الرغم من ذلك أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الاثنين، لأول مرة أن مهاجمة الوحدات الكردية يأتي في إطار عملية «درع الفرات» مؤكداً أن بلاده ستواصل ضرب وحدات حماية الشعب الكردية في شمالي سوريا ما لم تنسحب إلى شرق الفرات، وهي إشارة أخرى على صدام أمريكي تركي قادم حول العملية المتواصلة في سوريا.

وعلى الرغم من أن الجيش التركي لم يفقد حتى الآن سوى أحد جنوده في المعارك، إلا أن استمرارها وتوسعها والدخول في مواجهات حقيقية مع تنظيم «الدولة» والوحدات الكردية، سيضطر أنقرة إذا لم تستطيع المحافظة على الغطاء الأمريكي والروسي، إلى تحمل فاتورة باهظة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واللجوء مجدداً إلى واشنطن للمساعدة في التوصل إلى حلول تنهي العملية وتلبي الحد المعقول من مطالبها المتعلقة بأمن الحدود وما تسميه «الخطر الكردي».

 

خلاف جديد بين أنقرة وواشنطن بعد تأكيد الأولى عزمها على «اقتلاع جذور الوحدات الكردية» في سوريا

إسماعيل جمال

إسطنبول – «القدس العربي»: مع التقدم السريع الذي يحققه «الجيش السوري الحر» في مناطق سيطرة الوحدات الكردية غرب نهر الفرات بغطاء جوي ومدفعي تركي مكثف، طفت على السطح بوادر خلاف أمريكي تركي جديد بعد تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين أتراك كبار أن «اقتلاع جذور» وحدات حماية الشعب الكردية ضمن أبرز أهداف العملية العسكرية المتواصلة لليوم السابع في شمال سوريا.

وأعربت واشنطن أمس عن «قلقها الشديد» إزاء المعارك بين الجيش التركي والوحدات الكردية في شمال سوريا واعتبرتها «غير مقبولة»، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية. وقال المتحدث باسم الوزارة بيتر كوك في بيان: «واشنطن تتابع الأنباء عن اشتباكات جنوب جرابلس (شمال)، وحيث تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد موجوداً، بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سوريا الديمقراطية»، مضيفاً: «نريد أن نوضح أننا نعتبر هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد».

وأكدت الوزارة أن «لا ضلوع للولايات المتحدة» في الاشتباكات كما «لم يتم التنسيق مع القوات الأمريكية في شأنها، ونحن لا ندعمها»، داعية الأطراف المعنية «إلى وقف كافة الأعمال المسلحة في هذه المنطقة (…) وفتح قنوات تواصل في ما بينها».

وواصلت المدفعية التركية توجيه ضربات متلاحقة ضد مناطق سيطرة الوحدات الكردية، بعد يوم واحد من مقتل عشرات المقاتلين التابعين لوحدات حماية الشعب الكردية التي تبعت استهداف دبابتين للجيش التركي، مساء السبت، أدت إلى مقتل جندي وإصابة 3 آخرين بحسب اعتراف الجيش التركي.

وأمس، قالت مصادر سورية إن «الجيش الحر» تمكن من تحرير قرى جديدة، بعد يوم واحد من السيطرة على 10 قرى في محيط مدينة جرابلس و3 قرى أخرى في محيط بلدة (الراعي)، وهي: عمارنة، وعين البيضاء، ودابس، وبالبان، وصريصات، وبئر الكوسا، وقرة مغارة، والظاهرية، وخربة، وقراطة، والعياشة، وشيخ يعقوب، وكرسنلي.

وأكد أردوغان على عدم سماح بلاده لأي «منظمة إرهابية» بالقيام بفعاليات داخل الحدود التركية أو بالقرب منها، وذلك في خطاب له في مدينة غازي عنتاب على الحدود مع سوريا هدد فيه بالقول «نحن موجودون في جرابلس السورية وبعشيقة العراقية، وإن استدعى الأمر فسنقوم بما يجب في باقي المناطق، إننا عازمون على دحر تنظيم «ب ي د» أيضاً، واقتلاع جذوره من سوريا».

وجدد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش، أمس التأكيد على أن أحد أبرز أهداف عملية «درع الفرات» هو «منع إقامة ممر كردي ممتد من العراق»، قائلاً: «هدف العملية هو تطهير المنطقة من إرهابيي تنظيم الدولة ومنع وحدات حماية الشعب الكردي من إقامة ممر متصل.. إذا حدث ذلك فانه يعني أن سوريا أصبحت مقسمة».

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنّ الوحدات الكردية ستكون مٌستهدفة في حال لم تنسحب بأسرع وقت إلى شرق نهر الفرات في سوريا، عملاً بالوعود الأمريكية، وإعلان التنظيم الانسحاب في وقت سابق. وأضاف: «كنّا نشدد منذ سنين على عدم إمكانية التغلب على تنظيم داعش، من خلال الاكتفاء بالغارات الجوية، فمن خلال العمليات البرية الفعّالة يمكننا تطهير سوريا والعراق من هذا التنظيم الإرهابي، وبغضّ النظر عن الدول الـ 65 المشاركة في التحالف الدولي، فلو قررت 5 أو 6 دول التحرك برياً لما بقي هذا التنظيم حتى اليوم في هاتين الدولتين».

وتابع جاويش أوغلو: «المنطقة التي نطلق عليها اسم (جيب منبج) التي تشهد حالياً اشتباكات، يقطنها غالبية من العرب، ومعظم أفراد الفصائل التي تدعمها تركيا هم من أبناء تلك المنطقة، ويجب إعادة السكان الأصليين الذين أُجبروا على الرحيل إلى هذه المنطقة، لكن تنظيم (ي ب ك/ب ي د) لا يهدف لهذا، بل يعمل على تهجير عرقي».

 

وعود تركية بتأمين الخدمات الأساسية لمدينة جرابلس شرق حلب

منار عبد الرزاق

حلب – «القدس العربي» : عاد أهالي جرابلس إلى مدينتهم بعد أن نجحت فصائل المعارضة المدعومة من قبل تركيا عليها، في طرد تنظيم «الدولة الأسلامية». وكان عدد كبير من أهالي المدينة قد فروا منها، خوفاً من استهدافهم بالقذائف، أو استخدامهم كرهائن في الصراع. وتزامن ذلك مع تأكيدات مسؤول محلي في المدينة، إدارتها من قبل المجلس المحلي، مع وجود وعود تركية بتقديم المسلتزمات الخدمية لأهاليها كافة.

وأكد مقاتل من حركة نور الدين الزنكي لـ «القدس العربي» عودة 40 عائلة إلى أحد أحياء المدينة، فيما يتخوف البقية من أن تكون منازلهم قد تم تفخيخها لذلك بقوا بعيداً في ريف المدينة القريب.

وقال أبو محمد من داخل جرابلس لـ»القدس العربي» إنه عاد إلى منزله في المدينة بعد نزوحه إلى الريف لثلاثة أيام، مشيراً إلى أنّ الوضع الآن داخل المدينة، هادئ، تشوبه في بعض الأحيان أصوات اشتباكات وقصف مدفعية.

وقال رئيس المجلس المحلي في جرابلس «محمود العلي لـ «القدس العربي» أنّ أكثر من خمسة آلاف نسمة عادوا إلى المدينة إثر انتهاء العمليات العسكرية فيها، وسيطرة فصائل المعارضة عليها، مشيراً إلى أنّ أكثر من نصف سكان المدينة نزحوا إلى القرى المجاورة، إثر التمهيد المدفعي قبل السيطرة عليها وطرد عناصر التنظيم منها.

وكشف عن تلقيه وعوداً من قبل المسؤولين الأتراك بإعادة تأهيل الأفران، ومدّها بمادة الطحين فضلاً عن تكفلهم بمد المدينة بالماء والكهرباء، منوهاً بدور المنظمات المدنية في تأمين باقي مستلزمات الحياة في جرابلس.

وأشار «إلى وصول ست شحنات إغاثية تركية لأهالي المدينة، تضمنت خبزاً ومواد غذائية، قام الأتراك بتوزيعها على الأهالي، نظراً للظروف الأمنية التي تحيط بجرابلس. وفيما يتعلق بمستقبل إدارة المدينة، أوضح أنّ هناك اجتماعات متلاحقة تعقد مع الجانب التركي، للتباحث في هذا الخصوص، مشيراً إلى أنّ «عدداً من المسؤولين الأتراك أخبرونا بتسليم إدارة المدينة للمجلس المحلي فيها، بعد تأمينها ونزع الألغام التي تركها التنظيم من داخل أحيائها.

ولفت العلي إلى أنّ المجلس المحلي سيعمل على تأسيس دار للقضاء، ومؤسسة أمنية تعنى بأمن المدينة وريفها، على أن يكون قوامها في المرحلة الأولى 300 عنصر، يُضاف إليهم 300 آخرون في المرحلة الثانية، متعهداً بإعادة المؤسسات كافة للعمل.

ويأتي الحديث عن عودة الحياة إلى المدينة، بعد استقرار الأوضاع فيها. ويشير مطلعون إلى أنّ جرابلس وريفها سيشهدان خلال الأسابيع القليلة المقبلة عملاً نشطاً، من خلال افتتاح معبري جرابلس والراعي أمام الحركة التجارية.

 

النظام السوري ومليشياته ينهبان داريا بعد تهجير أهلها

ريان محمد

ليس أهل داريا بريف دمشق وحدهم من هجروا من مدينتهم، بل حتى أثاث منازلهم يواجه المصير نفسه، فقد فتح النظام السوري المدينة أمام مقاتليه والمليشيات الموالية، لينقلوا من داخلها، كل ما يصلح بيعه في المناطق المجاورة.

 

وقالت مصادر مطلعة من مدينة صحنايا بريف دمشق، في حديث مع “العربي الجديد”، اليوم الثلاثاء، إنّ “قوات النظام والمليشيات الموالية بدأت، منذ يوم أمس، بنقل كل ما يصلح بيعه من مدينة داريا إلى مدينة صحنايا المجاورة لها، ضمن ما يسمى “التعفيش”، وهو سرقة محتويات المناطق المناهضة للنظام، عقب السيطرة عليها”.

 

وأوضحت أنّ “عشرات السيارات تنقل أثاث منازل وأدوات كهربائية، ليتم بيعها بأسعار زهيدة”، مشيرة إلى أنّ القائمين على التعفيش يؤمنون للمشتري الأوراق الرسمية اللازمة لنقل المشتريات إلى حيث يريد.

 

وأكد مهاب نوفل من مدينة صحنايا لـ”العربي الجديد” أنّ “هناك عائلات من داريا، كانت قد نزحت منها مع بداية الأحداث، قامت بشراء جزء من أثاث منازلها من السوق”.

 

وأوضح نوفل أنّ “عناصر النظام ومليشياته، وبينهم مقاتلون من مختلف المناطق السورية، تتولى التعفيش في داريا”، مبدياً توجسه من “توجيه النظام لتكون صحنايا، وهي المعروفة بأنّ غالبية أهلها من طائفة الموحدين الدروز، لتكون سوقاً لممتلكات جيرانهم أهل داريا، ما يؤسس لعداوة قد تمتد لأجيال قادمة”.

 

وبحسب مصادر من مدينة صحنايا، فإنّ موقف الأهالي من التعفيش يتباين، حيث تستقبل صحنايا نحو 18 ألف عائلة نازحة معظمها من داريا والغوطة الغربية منذ سنوات.

 

وأشارت المصادر إلى أنّ “هناك من يرفض التعفيش ويعتبره سرقة، في حين يجده آخرون فرصة للحصول على بعض الأثاث الذي أصبح اقتناؤه حلماً نظراً لغلاء الأسعار”.

 

يشار إلى أنّ المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات الموالية لها تعرّضت لعملية “التعفيش”، حيث يجري بيع الأثاث في تجمعات أطلق عليها “سوق التعفيش” أو “سوق السنة” كما سمي في مدينة حمص وسط البلاد.

 

تركيا تطالب واشنطن بمراجعة دعمها للمليشيات الكردية

اسطنبول – باسم دباغ

دعا المتحدث باسم الرئاسة التركية، ابراهيم كالن، اليوم الثلاثاء، الإدارة الأميركية لإعادة النظر في سياساتها الداعمة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، بوصفه القوة الوحيدة القادرة على ضرب تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية، وذلك على ضوء التقدم الكبير الذي حققته قوات المعارضة السورية المعتدلة بدعم تركي خلال عملية “درع الفرات”.

 

وشدد كالن، خلال مقالة كتبها في جريدة “صباح” الموالية للحكومة التركية، بعنوان “المرونة التركية بعد الانقلاب”، على أن “الجيش السوري الحر بقليل من الدعم قادر على محاربة داعش وتطهير المناطق التي يسيطر عليها من الإرهاب، كما يمكنه محاربة قوات النظام السوري أيضاً”.

 

وأضاف: “لقد سقطت الأسطورة التي كانت تقول إن قوات الاتحاد الديمقراطي هي الوحيدة القادرة على محاربة الإرهاب بشكل كامل، وذلك بعد الدخول الناجح لقوات الجيش السوري الحر إلى مدينة جرابلس وتحريرها من إرهابيي داعش”.

 

وأعتبر أن “من بين ما تظهره عملية درع الفرات، إلى جانب أشياء أخرى، هو أنه لو تم دعم قوات المعارضة السورية المعتدلة بشكل كافٍ، فإنها قادرة على قتال كل من داعش وقوات نظام بشار الأسد، وتطهير الأراضي السورية من الإرهاب”.

 

وطالب كالن، الولايات المتحدة، بـ”إعادة النظر في سياسات دعم الاتحاد الديمقراطي بكل ما كلفته هذه السياسات، بعد عملية جرابلس، وأن ترى مقدار التدمير الذي أدى إليه دعم الاتحاد الديمقراطي على مستوى التجانس الإثني والاجتماعي السوري”.

 

أنقرة فاجأت واشنطن بعملية “درع الفرات” في سورية

واشنطن ــ العربي الجديد

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن عملية “درع الفرات” العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سورية الديمقراطية”، بمشاركة قوات الجيش السوري الحر فاجأت المسؤولين الأميركيين، موضحة أن التنسيق بين واشنطن وأنقرة انهار على مستوى كبار المسؤولين، وفق معلومات حصلت عليها الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بينما أشادت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في العلن عقب الإعلان عن بدء عملية “درع الفرات” بالتعاون الوثيق بين تركيا والولايات المتحدة، فإن العكس كان يجري خلف الكواليس.

 

وأضافت أن التنسيق بين البلدين المتحالفين ضمن حلف شمال الأطلسي انهار على مستوى كبار المسؤولين، وفق ما أكده مسؤولون من كلا البلدين، مشيرة إلى أن الاتفاق بين البلدين حول العملية العسكرية لم يكن بالمستوى نفسه الذي توحي به البيانات الرسمية الصادرة عن أنقرة وواشنطن.

وفي التفاصيل، أبرزت “وول ستريت جورنال” أنه بينما كان البيت الأبيض بصدد تقييم إمكانية تنفيذ مخطط سري يقضي بانضمام القوات الأميركية الخاصة إلى نظيرتها التركية، بدأت أنقرة في تنفيذ عمليتها العسكرية بشكل أحادي وبدون تقديم أي سابق إنذار للمسؤولين بواشنطن.

 

وأضافت أنه بعدما بدأت المواجهات بين القوات التركية والقوات الكردية بسورية، التي تدعمها وحدات من القوات الخاصة الأميركية، أصدر البنتاغون دعوات غير مسبوقة لكلا الطرفين للتهدئة.

ووفق المسؤولين الأميركيين، كما نقلت الصحيفة، فإن القرار التركي قوض جهوداً كانت تجري خلف الكواليس لسحب المقاتلين الأكراد أولا من منطقة الصراع. كما تسبب ذلك في خلق تحد جديد للولايات المتحدة، بعدما أصبح طرفان من أهم حلفائها في الحرب على “داعش” يحاربان بعضهما، بدل محاربة التنظيم المتطرف. ويضاف هذا التطور إلى حالة الاستياء التركي من طريقة تعاطي الولايات المتحدة مع المحاولة الانقلابية الفاشلة بتركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي.

إلى ذلك، نقلت الصحيفة أن المسؤولين بواشنطن وجهوا تحذيرات إلى القادة العسكريين بتركيا بأن الولايات المتحدة لن توفر دعما جويا للقوات التركية التي تتقدم جنوبا داخل سورية، فيما ستواصل توفير غطاء جوي للقوات التركية التي تتقدم غرباً، نحو المنطقة الحدودية التي يمثل تواجد “داعش” بها تهديداً لتركيا.

وبالمثل، تضيف الصحيفة، أعلم المسؤولون الأميركيون الأكراد بأن الدعم الجوي الأميركي سيقتصر على القوات التي تتحرك نحو المناطق الواقعة شرق نهر الفرات، وتتقدم باتجاه الأراضي التي يسيطر عليها “داعش”، لاسيما نحو الرقة عاصمة التنظيم المزعومة، وذلك لضمان عدم دخولهم في مواجهة عسكرية مع القوات التركية، وفق تصريحات مسؤولين.

 

75 ألف مختفٍ قسرياً في سورية

لبنى سالم

وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 75 ألف حالة اختفاء قسري في مختلف المحافظات السورية على مدى السنوات الست الماضية، وعلى يد الجهات الرئيسية الفاعلة في سورية.

 

وأوضحت الشبكة في تقرير صادر عنها، اليوم الثلاثاء، أن ما لايقل عن 71533 شخصا اختفى قسرياً على يد القوات الحكومية السورية، 7319 منهم من أفراد تنظيمات مخالفة للحكومة، و64214 مدنياً، بينهم ما لايقل عن 4109 أطفال، و2377 سيدة، مشيراً إلى أن العدد الأكبر منهم ينحدر من محافظات ريف دمشق ودرعا ودمشق.

 

كما قدّر التقرير وجود 1479 شخصاً اختفى قسرياً على يد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بينهم 118 طفلاً، و87 سيدة. و 892 شخصاً على يد تنظيم جبهة فتح الشام “جبهة النصرة سابقاً” بينهم 41 طفلاً، و3 سيدات. وأشار إلى 306 حالات اختفاء قسري على يد فصائل المعارضة المسلحة، بينهم 29 طفلاً، و14 سيدة.

 

وحمّل التقرير قوات الإدارة الذاتية الكردية المسؤولية عن اختفاء 397 شخصاً، بينهم 61 طفلاً، و11 سيدة، مشيراً إلى اتباعها سياسة الإخفاء القسري تجاه خصومها في الأحزاب السياسية والمعارضين لسياستها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إضافة إلى اتباعها الخطف والإخفاء وسيلة لتخويف الناس من عواقب مخالفتها خاصة قوانين التجنيد الإجباري.

 

وبحسب المصدر نفسه، فإن النظام السوري هو أسوأ الأنظمة الممارسة لمنهجية الإخفاء القسري في العصر الحديث، منذ أحداث الثمانينيات في عهد الأسد الأب (حافظ)، حين قاربت حصيلة المختفين قسرياً 17 ألفا، إلى عهد ابنه (بشار) الذي بلغ عدد المختفين خلاله أكثر من 75 ألفاً.

 

وبيّن التقرير أن الاختفاء القسري كمصطلح حقوقي يعني أن الجهة المرتكبة له قد تكون الحكومة أو مليشيات تابعة لها أو منظمة سياسية أخرى. ووفقاً لميثاق روما الأساسي، فإن حرمان الأشخاص من حريتهم دون تهم وعدم إعطائها معلومات عن مصيرهم وأماكن وجودهم بهدف حرمانهم من حماية القانون يعد اعتقالاً تعسفياً.

 

وذكر أن النظام السوري لايزال متفوقاً على بقية الأطراف بنسبة تصل إلى 96 بالمائة من مجمل المختفين قسرياً في سورية، بالرغم من كون تنظيم “داعش” و”فتح الشام” والإدارة الذاتية وفصائل المعارضة المسلحة قامت بممارسات ترقى إلى جريمة الإخفاء القسري.

 

وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني: “في سورية من السهولة أن يتحول المعتقل إلى مختفٍ قسرياً، لأن عمليات الاعتقال جميعها لا تتم بمذكرة قضائية، هي أشبه بعمليات خطف، أو اعتقال لدى المرور عبر الحواجز، دون معرفة الجهة التي قامت بالاعتقال، ودون معرفة سبب الاعتقال، كما تُنكر وترفض السلطات بشكل مطلق الاعتراف بأنها من قامت باعتقال الأشخاص أو تعذيبهم أو إبلاغ أحد بمكان وجودهم، ويخشى الأهالي السؤال عنهم، ويدخل الضحايا في ثقب أسود يزداد توسعاً مع الزمن”.

 

وطالب بالضغط العاجل على النظام السوري من أجل السماح للجنة التحقيق الدولية المستقلة بالوصول إلى جميع مراكز الاحتجاز من أجل التحقيق في المزاعم الرهيبة حول انتهاكات حقوق الإنسان داخلها من أجل محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.

السويداء: الأمن الذاتي في شهبا.. لمواجهة العصابات

سالم ناصيف

بعد العجز الفاضح لأجهزة الأمن والشرطة في التصدي لظاهرة الفلتان الأمني المستمرة منذ أعوام في السويداء، أخذت مجموعات محلية في مدينة شهبا على عاتقها أمر تحقيق الأمن الذاتي في المدينة، من خلال تشكيل لجان أهلية تتولى مهام مواجهة مجموعات الخطف والسلب المتواجدة في شهبا، ومعاونة الضابطة العدلية في عمليات إلقاء القبض على عناصرها المتمتعين بغطاء أمني، على الرغم من وجود عشرات الأحكام القضائية بحقهم.

 

قرار تشكيل “لجان دعم الضابطة العدلية”، جاء بإجماع شعبي في شهبا، بعد بلوغ ممارسات تلك العصابات حداً غير مسبوق، وانتشار الجريمة بشكل أثر على سير الحياة العامة في شهبا، وقوض الحياة الاقتصادية فيها، حتى بات يطلق على الحيز الجغرافي الذي تقع فيه شهبا مسمى “مثلث الرعب” نتيجة لكثرة وقوع حالات الخطف والقتل فيها.

 

أدهم وهبة، أحد سكان المدينة، قال لـ”المدن”، إن مجموعات من شباب المدينة بدأت خلال الأيام الماضية بالعمل بشكل منظم، على ملاحقة وتسليم بعض المجرمين الضالعين بتلك الأعمال، بهدف إعادة الأمن لمدينتهم وطمأنة السكان.

 

ولقيت تلك الخطوة تأييداً واسعاً ودعماً من قبل السكان الذين بادروا بدورهم لعقد اجتماعات أهلية، سرعان ما ترجمت بإقرار تشكيل “لجان دعم الضابطة العدلية”. وسرعان ما ترجم الأهالي تأييدهم لتلك اللجان من خلال قيامهم بوقفة احتجاجية، الأحد، احتشد فيها المئات من الأهالي وسط ساحة شهبا، كتعبير عن وجود قوة مجتمعية مؤيدة وداعمة لها، لكن أفراد العصابات وجدوا في تلك الخطوة خطراً على وجودهم، فقابلوها بإشهار السلاح بوجه المحتجين، وقام أحد عناصرها بإلقاء قنبلة وسط الساحة بعيد الاعتصام مباشرة، ما أسفر عن جرح خمسة أشخاص.

 

وبحسب وهبة، تمكن المعتصمون من إلقاء القبض على المهاجم، بعد محاولاته الاحتماء داخل مبنى شعبة “حزب البعث” وسط المدينة، وأوسعوه ضرباً وتم تسليمه إلى مديرية المنطقة، ليتم سوقه إلى القضاء في دمشق مباشرة تحت إشراف تلك اللجان.

 

الحادثة الأخيرة تأتي ضمن سلسلة حوادث مماثلة تعبر عن المواجهات المندلعة بين السكان والعصابات في شهبا. فقد شهدت المدينة ليل الجمعة الماضي، محاولات لقطع الطرق المؤدية إليها من قبل عناصر العصابات، كرد على قيام شبان ورجال المدينة بإلقاء القبض على أحد أفرادها، لقيامه بسلب سيارة تنقل الخضار في وضح النهار داخل شهبا.

 

وفي الوقت الذي تتسلح فيه “لجان دعم الضابطة العدلية” في شهبا بتأييد السكان، لا يزال أفراد العصابات يتسلحون بامتلاكهم لكميات هائلة من السلاح والذخيرة، حصلوا عليها من خلال ضلوعهم بتجارة السلاح. كما أن أفرادها يمتلكون موارد مالية ضخمة نتيجة أعمال التهريب والسرقة، بحسب ما قال أبومناف، لـ”المدن”، وهو أحد سكان المدينة.

 

يرى أبومناف أن القوى الأمنية رفعت الغطاء عن تلك العصابات، نظراً لما ساهمت به جرائمها في نقمة تجاه أجهزة الأمن، وبعدما أصبحت العلاقة مع تلك العصابات تشكل حرجاً للقيادات الحزبية والأمنية في السويداء. وأشار إلى أن الأهالي باتوا يعرفون أسماء عناصر تلك العصابات، ما ساهم في تبرؤ العائلات من أفرادها المتورطين بتلك الأعمال، وطلبهم من القضاء والزعامات الاجتماعية إنزال العقاب الذي يستحقونه.

 

وبحسب مصادر حقوقية، تعتبر منطقة شهبا من أكثر المناطق التي شهدت ارتفاعاً في معدلات الجريمة في السويداء خلال الأعوام الخمسة الماضية، إذ سجّل وقوع 200 حالة سرقة لسيارات خلال شهري يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط من العام 2015 فقط، عدا عن عشرات  حالات السلب والخطف، الأمر الذي ساهم في تراجع حركة التجارة والأعمال، وجمّد السوق العقارية على وجه التحديد، نتيجة لقيام عشرات العائلات بالهجرة من شهبا، وخاصة عائلات النازحين الذين كانوا يستأجرون بيوتاً فيها.

 

تبادل أسرى بين حزب الله وفتح الشام.. قريباً

منير الربيع

مسار جديد من العلاقات يفتح بين تركيا وإيران في سوريا. لا ينحصر ذلك في الإنعكاس التنسيقي الواضح في ريف حلب، ويتعدى مسألة الإتفاق السابق الذي رعته الدولتان بين الزبدني وكفريا والفوعة، ليصل إلى تقدّم إيجابي وحقيقي في المفاوضات بين حزب الله وجبهة فتح الشام لتبادل الأسرى. هذه المفاوضات لم تتوقف منذ فترة طويلة، وفق مصادر متابعة هذا الملف. لكنّها الآن وصلت إلى نقطة جدية متقدّمة قد تسرّع إتمام الصفقة وتنفيذها بناء على معطيات عديدة.

 

عوائق عديدة اعترضت إنجاز الصفقة في السابق، حتى أن جبهة فتح الشام أخضعت الإفراج عن أسرى الحزب لمطالب عديدة منها في حلب وإدلب وآخرها في القلمون، ولاسيما بعد تقدّم الحزب في وادي بردى وتهجير أهالي قرية هريرة، لكنّ المفاوضات والتنسيق الإيراني التركي أفضى إلى تهدئة الأوضاع على هذه الجبهات مرحلياً، وأسهم في تذليل بعض العقبات من أمام هذه الصفقة التي بدأ البحث في تفاصيلها وكيفية إنجازها والبحث في المطالب بشكل جدّي.

 

في السابق، كانت مطالب جبهة فتح الشام مرفوضة جملة وتفصيلاً لدى حزب الله وإيران والنظام السوري، ولاسيما أن المطالب تلك كانت تتركز على إنسحاب الحزب والجيش السوري من بعض المناطق التي دخلاها وتسليمها إلى النصرة وإعتبارها آمنة لإدخال المدنيين إليها. وأبرز تلك المناطق كانت في القلمون مع فتح ممرّ آمن للمسلّحين وإدخال المواد الغذائية والطبية. مع الإشارة إلى أن المطالب كانت مشمولة في إتفاق التبادل السكاني بين الزبداني وكفريا والفوعة، لكنها لم تطبّق. ومن هذه المطالب كانت فليطا ورأس المعرة حيناً ويبرود أحياناً.

 

لكن الآن وفق مصادر مطّلعة على مسار المحادثات، جبهة فتح الشام تنازلت عن مطالب الحصول على مناطق آمنة. ما أدى إلى تسهيل المفاوضات وإدخالها حيزاً جدّياً، خصوصاً مع تدخّل تركي لرعاية هذه العملية. وتكشف المصادر أن اجتماعات عدة عقدت في تركيا بين مسؤولين أتراك وإيرانيين لبحث كيفية إنجاز الصفقة، وخصوصاً بعد التدخل التركي في حلب. كذلك حصلت مفاوضات غير مباشرة بين الحزب وفتح الشام على بعض التفاصيل.

 

وتفيد المصادر أن وجود جثتي الطيارين الروسيين اللتين أصبحتا في حوزة المسلّحين في سراقب في ريف إدلب إثر إسقاط المروحية الروسية، لعب دوراً مهماً  رئيسياً في المفاوضات، التي تتركز على إطلاق سراح الأسرى الأربعة الأحياء لحزب الله مع بعض الجثث، إضافة إلى جثتي الطيارين الروسيين، مقابل مئات المعتقلين لدى الحزب وفي سجون النظام من المعارضين السلميين أو المسلّحين التابعين للنصرة والجيش الحرّ.

 

وتعتبر المصادر أن المفاوضات تقترب من خواتيمها وقد يتم تنفيذ الصفقة في فترة قريبة ريثما تكتمل بعض اللمسات، وخصوصاً أن العدد الكبير من المعتقلين الذين سيطلق سراحهم من معتقلات النظام والحزب سينقلون إلى إدلب. وتلفت المصادر إلى أن التدخل التركي هو الذي ساعد على تقدّم هذه المفاوضات وتراجع مسلّحو المعارضة عن المطالب بالمناطق الآمنة، وتربط ذلك بما يجري أو سيجري في حلب في الأيام المقبلة.

 

في إنتظار تحديد موعد تنفيذ الصفقة، تقوم فتح الشام، وفق المصادر، بإعداد لوائح بأسماء المعتقلين الذين تطالب بإطلاق سراحهم، ومن بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء من سجون النظام، على أن يتم تسليمهم إلى الجهات المعنية لتحضيرهم لإطلاق سراحهم. وستكون عملية التسليم والتسلم برعاية الأمم المتحدة وفريق المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

 

مصادر “المدن” في جنيف: هدنة حلب ما زالت متعثرة

دينا أبي صعب

تستمر اجتماعات الخبراء الروس والأميركيين في جنيف، لمتابعة العمل على تفاصيل اتفاق حول سوريا، بعد فشل وزيري خارجية البلدين، جون كيري وسيرغي لافروف، في التوصل الى صيغة نهائية حياله.

 

مصدر رفيع في الأمم المتحدة، في جنيف، قال لـ”المدن”، إن الامم المتحدة تواصل اجتماعاتها مع الجانبين الروسي والاميركي، للتوصل الى هدنة الثماني والاربعين ساعة في حلب، لكن على ما يبدو “الوضع متردّ جداً، ولا تقدم في المباحثات، ولا نتوقع حصول الهدنة هذا الاسبوع على الاقل”.

 

وأشار المصدر إلى أن الخبراء الروس والاميركيين “يتباحثون حول موضوعات عديدة، من بينها وقف الاعمال العدائية وطريق الكاستللو، لكن فريق (المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان) دي ميستورا لا يحضُر هذه الاجتماعات الا للبحث في الجزء المخصص بهدنة حلب”.

 

وذكر مصدر من الأمم المتحدة، متابع لاعمال المجموعة المشتركة في جنيف، أن موضوع الهدنة “يشكل نوعاً من الكابوس بالنسبة للجانب الروسي” الذي رمى كرة التوصل الى حل على الاطراف الباقية، وعلى رأسها واشنطن القادرة على الضغط على المعارضة للالتزام بوقف ثابت للنار خلال المهلة المذكورة. ويرى الجانب الروسي، بحسب المصدر، أن “موسكو وافقت على الهدنة التي طالبت بها الامم المتحدة مباشرة، وعلى باقي الاطراف، الدولية والاقليمية، اتخاذ خطوات مماثلة في الضغط على الفصائل التي تؤثر فيها لتنفيذ المهام الانسانية الطارئة لحلب”، ويعتبر أن “البعثة الروسية في جنيف عملت لمدة خمسة ايام بجد مع فريق عمل دي ميستورا على وضع خطة دقيقة لادخال المساعدات عبر الحدود التركية”.

 

وبحسب المعلومات، فإن الخطة اعتمدت على تسيير قوافل المساعدات الانسانية الى شرق حلب عن طريق معبر باب الهوى الحدودي، مروراً بطريق الكاستللو. وبحسب المصدر، فإن الامم المتحدة “هي من اختارت معبر الكاستللو وليس روسيا، لانه يعتبر بالنسبة لها الاكثر أمنا، لكن فصائل في المعارضة اعلنت رفضها لهذا الطريق وتفضيل الدخول من جهة الراموسة التي تسيطر عليها هذه الفصائل”.

 

وكانت “المدن” قد أشارت في تقرير سابق، إلى أن “مجلس مدينة حلب الحرة” وجمعيات إغاثية محلية ونشطاء مستقلون وافقوا على الهدنة لكن بشرط استبدال طريق الكاستللو بالراموسة، مهددين بعرقلة أي مسعى لجعل طريق الكاستللو معبراً إنسانياً، في الوقت الذي تستخدمه قوات النظام ومليشياته كممر عسكري، تُحاصرُ من خلاله الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأعلنت غرفة عمليات “فتح حلب” جملة من الشروط لقبول الهدنة. وقالت في بيان، الجمعة: “إننا نرحب بقوافل الإغاثة التابعة للمنظمات المدنية الدولية والمحلية، وبقوافل الأمم المتحدة، للدخول إلى مدينة حلب من خلال باب الهوى مروراً بالراموسة، ونتعهد بحمايتها ونشير إلى أن هذا الطريق الذي قمنا وبالتعاون مع فصائل أخرى بفتحه لفك الحصار عن مئات آلاف المدنيين في مدينة حلب هو الطريق الأقصر والأسرع لوجستياً”. وتتخوف المعارضة من أن تتعرض قوافل الإغاثة إلى عمليات نهب من قبل قوات النظام والمليشيات، إذا مرّت من طريق الكاستللو.

 

وبينما لا تزال المباحثات جارية حول تفاصيل هذه الهدنة، تشدد الامم المتحدة على “عدم تفريطها نهائياً بأرواح العاملين الانسانيين ضمن هذه القوافل بأي شكل من الاشكال” وترفض تمرير القوافل ما لم تضمن وصولها الى شرق حلب، وعودة العاملين بها بأمان تام الى خارج المناطق المشتعلة.

 

وبحسب الاجواء السائدة في جنيف، يبدو ان الاتفاق على تفاصيل صفقة اميركية-روسية مازال متعثراً، بعد لقاء كيري لافروف الذي دام اثني عشر ساعة، وانتهى بالاعلان عن انشاء مجموعة روسية-اميركية مشتركة لـ”محاربة الارهاب”، من المقرر أن تجتمع الاربعاء والخميس المقبلين، على مستوى الخبراء العسكريين والدبلوماسيين في محاولة لاعلان اتفاق لتنسيق الضربات الجوية ضد تنظيمي “داعش” و”جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً).

 

وبحسب مصادر في الغرفة المشتركة لـ”محاربة الارهاب” في جنيف، فإن “التصريحات المبالغة في التشاؤم حول اجتماعات جنيف يبدو انها موجهة من قبل الجانبين (..) الروسي والاميركي، فيما تسود اجواء ايجابية بالمجمل في الاجتماعات المشتركة، واجتماعات هذا الاسبوع ستحسم الكثير من المسائل”. ويعتبر موضوع فصل الفصائل المعارضة، عن “جبهة النصرة” من اكثر المواضيع الشائكة التي تطرح ضمن الاجتماعات، ويبدو أن الحجم الأكبر من العقد يتمحور حول هذه النقطة.

 

ويتقاطع هذا الحديث مع ما نقلته الناطقة الرسمية باسم المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا جيسي شاهين، عن أسفه الشديد “للقتال الشرس والوضع الإنساني المتدهور”. وأضافت شاهين “العملية السياسية والحل سياسي هما الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة، المحادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة هذا الأسبوع مهمة لجهود استئناف وقف الأعمال القتالية”.

 

وبينما لم يعلن حتى الان عن لقاء ثان بين كيري ولافروف يختم هذه الاجتماعات في جنيف، يتوقع عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة العشرين الاقتصادية (G20) التي ستعقد في مدينة هانغشتو الصينية في الرابع والخامس من سبتمبر/أيلول المقبل.

 

تعزيزات تركية جديدة..وهولاند يتفهم التدخل التركي

أرسلت تركيا تعزيزات إضافية إلى الحدود مع سوريا، الثلاثاء، وقالت وكالة “الأناضول” التركية، إن الجيش التركي يواصل إرسال دبابات وعربات مصفحة إلى الحدود المتاخمة لمدينة جرابلس، التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا.

 

يأتي ذلك في إطار عملية “درع الفرات” التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع المعارضة السورية المسلحة في 24 اغسطس/آب. وانضم إلى العملية خبراء تفكيك الألغام، لإبطال مفعول عدد منها كان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد زرعها في جرابلس قبل انسحابه من المدينة.

 

وأعلن الجيش التركي، الثلاثاء، قصف 21 هدفاً “لإرهابيين” في مدينة جرابلس ومحيطها الشمالي. وقال في بيان إن “المدفعية التركية حققت إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين”.

 

في موازاة ذلك، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الثلاثاء، من “مخاطر تصعيد شامل” في سوريا على خلفية التوغل التركي في مدينة جرابلس الحدودية، لكنه أعرب عن تفهم بلاده لقرار تركيا بإرسال قوات إلى شمال سوريا.

 

وقال هولاند، متحدثاً أمام السفراء في قصر الاليزيه، إنه “منذ قرابة سنة، تقدم روسيا خبراتها لنظام بشار الاسد الذي يستخدم هذا الدعم لقصف المعارضة، لكن أيضاً السكان المدنيين، ما يصب في مصلحة المتطرفين من كل الجهات”. وأضاف “اليوم اختارت تركيا نشر جيشها في الاراضي السورية للدفاع عن نفسها في مواجهة داعش، ما يمكن تفهمه تماماً بعد الهجمات التي شهدتها البلاد ومن اجل ضبط حدودها وهذا الامر يمكن تفهمه أيضاً”.

 

وشدد هولاند على أن “الضرورة القصوى، هي وقف المعارك”، ودعا “على الفور، الى هدنة فورية”، مذكراً بأن “سوريا تعيش منذ خمس سنوات مأساة رهيبة”، وخصوصاً في حلب “تجري كارثة انسانية واسعة النطاق”.

 

وأعرب هولاند عن قلق بلاده حيال المواجهات بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد، وقال إن مثل هذه المواجهات و”التدخلات المتكررة والمتضاربة” تحمل خطر تصعيد شامل، فتركيا تقوم بعملية ضد “داعش”، وتقوم “بأعمال ضد الاكراد، الذين يواجهون هم أيضاً تنظيم الدولة الاسلامية بدعم من التحالف”.

 

هدنة حلب في عهدة الخبراء الروس والاميركيين في جنيف

قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن المناقشات الأميركية-الروسية المنتظرة في جنيف هذا الأسبوع ستكون “حاسمة” بالنسبة لاستئناف نظام التهدئة في سوريا.

 

وأعربت المتحدثة باسم المبعوث الدولي جيسي شاهين، عن “أسف” الأخير “لتكثيف المعارك وتدهور الوضع الإنساني”، وأكّدت أن “العملية السياسية والحل السياسي هما المخرج الوحيد من الأزمة”، داعية مجدداً إلى إعلان هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب.

 

في غضون ذلك، نفى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني، الأنباء التي نقلتها وكالة “انترفاكس” الروسية عن وجود عملية عسكرية مشتركة بين موسكو وواشنطن في حلب، مؤكداً أن لا تنسيق حالياً “عسكري أو غيره” بين روسيا وأميركا في سوريا.

 

توضيح راتني جاء في بيان للخارجية الأميركية، أكد “الولايات المتحدة وروسيا لم تتوصلا إلى اتفاق بعد”، لكنه أشار إلى “العمل على تفاهمات يمكنها، إذا طُبقت، أن تخفف العنف وتحقن دماء السوريين وتستعيد الهدنة”. وأضاف البيان أن الولايات المتحدة “لم تبدأ التنسيق مع روسيا في سوريا سواء في الجانب العسكري أو غيره”، وإنه “لا يوجد معنى للحديث عن التعاون دون أن تفي روسيا بالتزاماتها في سوريا، وهو ما يتضمن إنهاء الهجمات العشوائية على المدنيين السوريين وحمل نظام الرئيس السورى بشار الأسد على الوفاء بالتزاماته بموجب اتفاق الهدنة”.

 

وكانت وكالة “انترفاكس” قد نقلت عن مصادر دبلوماسي في جنيف، قوله إن موسكو وواشنطن تدرسان إمكان شن عملية مشتركة ضد “الإرهابيين” في حلب بدءاً من منتصف أيلول/سبتمبر.

 

في السياق، نقلت وكالة “نوفوستي” عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله، إن موسكو تأمل في التوصل إلى اتفاق مع واشنطن “قريباً”، في إطار المشاورات الجارية على مستوى الخبراء في جنيف، لكنه أكد أن هذا الاتفاق مرهون بـ”مدى استعداد الجانب الأميركي للتعاون”. وأوضح المصدر أن اللقاء المُنتظر للخبراء سينعقد خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

حماة: المعارضة تكسر خطوط الدفاع الأولى للنظام

عبدالله الحموي

تمكنت فصائل معارضة، الإثنين، من السيطرة على نقاط مهمة في الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام، على جبهة ريف حماة الشمالي، بعد ساعات من بدء المعركة. وأعلن كل فصيل مشارك، بحسب قطاعه، عن انطلاق المعركة، تحت مسميات مختلفة؛ فجاء إعلان “جند الأقصى” عن “غزوة الشيخ مروان حديد”، في حين أطلق عليها “جيش النصر” اسم “حمم الغضب لنصرة حلب”، فيما أطلق عليها “جيش العزة” اسم “في سبيل الله نمضي”.

 

ومروان حديد هو مؤسس “الطليعة المقاتلة” التي خاضت حرباً ضد النظام السوري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ومات في “سجن المزة العسكري” في حزيران 1976، بعد عام على اعتقاله. ورغم المسميّات المختلفة للمعركة، إلا أن التنسيق كان على مستوى مرتفع على الأرض، وسط تعاون بين “جند الأقصى” وبقية فصائل المعارضة.

 

واستطاعت المعارضة السيطرة على مدينة حلفايا الإستراتيجية التي تبعد حوالي 25 كيومتراً عن مدينة حماة، وكذلك قرية المصاصنة بشكل كامل جنوبي بلدة معركبة، إضافة للسيطرة على أكثر من 10 نقاط كانت تتمركز فيها قوات النظام؛ مداجن أبو حسين والملحق وحاجزي الخيم والسرو والمفقص والعضايض والمدجنة الشرقية والخربة. وما تزال الاشتباكات مستمرة على محاور مختلفة في ريف حماة الشمالي.

 

واستعادت المعارضة السيطرة على قرية البويضة ومداجنها، الثلاثاء، بعدما تقدمت قوات النظام إليها ليل الإثنين، وتمكنت من قتل عدد من العناصر واغتنام عربة شيلكا مجنزرة وذخائر.

 

القائد العسكري في “جيش النصر” الملازم زاهر كريكر، قال لـ”المدن”، إن المعارضة متمثلة بـ”جيش النصر” و”جيش العزة” بالاشتراك مع “جند الأقصى” وبعض الفصائل الأخرى، بدأت المعركة بتمهيد ناري كثيف منذ فجر الإثنين، على عدد من الحواجز في وقت واحد، لتوسيع الجبهة وعدم حصرها في منطقة واحدة، فقد استهدف التمهيد حواجز الزلاقيات وزلين والمصاصنة وجنوبي معركبة، إضافة إلى استهداف مطار حماة العسكري بصواريخ “غراد” لتحييد الطيران، خاصة المروحي.

 

وتابع كريكر أن “تحرير قرية المصاصنة ساعدنا في تحرير حاجز زلين والزلاقيات اللذين يشرفان على مدينة حلفايا الاستراتيجية والملاصقة لمدينة محردة”. وأشار إلى أن الهدف الأول، هو كسر خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام في مدينة حماة، والسيطرة على قريتي صوران وقمحانة بإعتبارهما مراكز لمليشيا “الدفاع الوطني” وبوابة مدينة حماة.

 

وكانت “جبهة فتح الشام” و”حركة أحرار الشام” قد أعلنتا عن عدم مشاركتهما في معركة حماة بسبب اشتراكهما في معارك حلب والساحل السوري.

 

وفي حين أشار البعض إلى أن “جند الأقصى” قد تستفيد من غياب مشاركة “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) في العملية لضم المنشقين عنها، إلا أن بيان “جند الأقصى” الرسمي، أوضح بأن أهداف “الجند” من معركة حماة تتحدد في تخفيف الضغط على مقاتلي المعارضة في حلب، من خلال تشتيت قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها، وتشتيت طيران النظام وروسيا، بفتح جبهة إضافية في حماة، وذلك عدا عن الأهداف الخاصة بمحافظة حماة، وهي كسر خط الدفاع الأساسي عن المدينة.

 

مدير المكتب الإعلامي في “جيش العزة” عبادة منصور، قال لـ”المدن”، إنه بعد السيطرة على مدينة حلفايا تابعت قوات المعارضة تقدمها باتجاه مدينة طيبة الإمام على بُعد 3 كيلومترات غربي الطريق الدولي حماة-حلب و18 كيلومتراً شمالي حماة. وبعد ساعات قليلة فجّرت “جند الأقصى” سيارة مفخخة يقودها انغماسي في حاجز المداجن الذي يعتبر الحصن القوي لطيبة الإمام. إلا أن المعارضة لم تتمكن من الصمود ومتابعة التقدم إلى طيبة الإمام بسبب القصف الجوي الكثيف من قبل الطيران الحربي الروسي على المنطقة. وتابع منصور، إن المعارضة تمكنت من قتل عشرات الجنود من قوات النظام وأسر ضابط برتبة عالية في قرية البويضة. مشيراً إلى أن المعارضة تمكنت من تدمير رشاش من عيار “14.5” في حاجز زلين وعربة شيلكا على جبهة البويضة، وسيارة نقل جنود في حاجز شليوط، ودبابة “T-72” في حاجز جب الدكتور، وقاعدة “كورنيت”، وكذلك من اغتنام دبابتين وعربة “BMB” ورشاش “14.5” بالإضافة إلى قاعدة صواريخ “كونكورس”.

 

قائد “كتيبة الاستطلاع” عبدالحكيم أبو هشام، شرح لـ”المدن” أهمية المعركة بالقول: “هذه المناطق كسرت القوس الدفاعي الإستراتيجي الذي أنشأه النظام، ما يكشف الحواجز التابعة للنظام، ضمن زاوية رؤية 180 درجة”. وأضاف عبدالحكيم، أن القوس الدفاعي يمتد من معان في ريف حماة الشرقي، مروراً بمورك والبويضة ومعركبة والزلاقيات وزلين، إلى شليوط غرباً، وامتداداً إلى ريف حماة الغربي، وصولاً إلى مدينة كرناز.

 

وبعد السيطرة على المصاصنة وحلفايا وأجزاء من منطقة الزوار الزراعية، انتقلت المعارك إلى مرحلة جديدة، وهي السيطرة على مدينة طيبة الإمام شرقاً وقرية خطاب ومدينة محردة غرباً. وأشار عبدالحكيم إلى أنه أصبح بالإمكان استهداف مطار حماة العسكري بصواريخ “غراد” بعيدة المدى.

 

وشنّت المقاتلات الحربية غارات جوية على مدينة حلفايا ومورك وكفرزيتا واللطامنة ومحيطها وعلى محاور الاشتباكات في ريف حماة الشمالي. كما استهدفت طائرة مروحية تابعة للنظام بالبراميل المتفجرة مدينة اللطامنة ومحيط مدينة مورك. كما قصفت قوات النظام بالمدافع الميدانية المتمركزة في معسكر دير محردة وحواجز بريديج، مدينة اللطامنة ومحيطها بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية.

 

هل تقوّضُ “درع الفرات” حلم “الاتحاد الديموقراطي”؟

عدنان الحسين

فتحت معركة “درع الفرات” التي أطلقتها فصائل المعارضة، في 24 آب/أغسطس، بدعم تركي مباشر، سيناريوهات جديدة على الأرض في الشمال السوري. وسيطرت قوات المعارضة السورية على أكثر من 30 قرية منذ بدء العملية، جنوبي وغربي جرابلس، ومعظمها كانت تحت سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” والتي سقط لها قتلى وجرحى تبين أن معظمهم من “وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

توغل الجيش التركي داخل الأرض السورية واصطدامه المباشر مع “قوات سوريا الديموقراطية” ورأس حربتها “وحدات حماية الشعب” الكردية، والتي تتهمها أنقرة بأنها الفرع السوري لمنظمة “العمال الكردستاني”، وسيطرة المعارضة على عشرات القرى من قبضة “قسد” في محيط جرابلس، رسم واقعاً مغايراً لمخططات “قسد” في تشكيل “فيدرالية روجافا-غربي كردستان”. كما أن “قسد” باتت متخبطة في محيط منبج، بالتزامن مع سيطرة المعارضة على قرى خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، شمالي منبج.

 

وتضع المعارضة حالياً، مدينتي الباب ومنبج، كأهداف استراتيجية لمعركة “درع الفرات”، وباتت قواتها تبعد 24 كيلومتراً عن الباب و12 كيلومتراً عن منبج، بعد سيطرتها على قرى الظاهرية وبلدق صغير وبلدق كبير.

 

وامتدت المعارك بين المعارضة و”قسد” على طول نهر الساجور، على خط جبهة بطول 10 كيلومترات، من قرية الهوشرية شرقاً إلى عرب حسن والحلونجي غرباً. وأجبرت المعارضة “قسد” على الانسحاب إلى ما بعد نهر الساجور، لتشكيل خط دفاعي في حال حاولت المعارضة التقدم بشكل جدي باتجاه مدينة منبج. وركزت “وحدات الحماية” عدداً كبيراً من الآليات وحفرت خنادق ورفعت سواتر ترابية ونشرت القناصة في جبال قرية الهوشرية ومحيط قرية عون الدادات.

 

ويرى مراقبون أن دفع “وحدات الحماية” لمواجهة المعارضة والجيش التركي، يهدف إلى توريط تركيا في حرب استنزاف داخل سوريا. إلا أنه وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فالمشكلة في الشمال السوري، امتدت إلى داخل الإدارة الأميركية، نتيجة الخلاف بين وزارة الدفاع “البنتاغون” الداعمة للوحدات الكردية ووكالة الاستخبارات “سي أي إيه” الداعمة لفصائل المعارضة السورية.

 

وكانت المعارضة قد أمهلت “سوريا الديموقراطية” مدة ثلاثة أيام للانسحاب إلى شرق نهر الفرات، إلا أن “قسد” لم تستجب لذلك. وتسعى “سوريا الديموقراطية” لوقف تقدم المعارضة المدعومة من تركيا و”التحالف الدولي” على ضفاف نهر الساجور الشمالية الشرقية. وتعتبر هذه المنطقة وصولاً إلى مدينة الباب، ذات أهمية استراتيجية لـ”قسد” لربط كانتوني عفرين وكوباني. لذا فقد تحركت “قسد” انطلاقاً من الشرق؛ في محيط قريتي حربل وأم حوش في ريف حلب الشمالي وسط تكهنات بنيتها التقدم إلى مدينة الباب، وسط تمهيد جوي من “التحالف الدولي” على مواقع “داعش” في تلك المناطق.

 

ويراهن حزب “الاتحاد الديموقراطي” وجناحه المسلح “وحدات حماية الشعب” على المدة الزمنية لعملية “درع الفرات” والتي لا تزال في مطلعها، كما تسعى “قسد” لايقاف تقدم المعارضة في ريف حلب الشرقي، بأي طريقة، في محاولة لربط مقاطعات “روجافا” ببعضها.

 

كما تسعي “قسد” إلى الابتعاد عن الحدود السورية-التركية، وحصار المعارضة في المنطقة الحدودية، عبر التقدم باتجاه مدينة الباب، من حربل وأم حوش غرباً، ومن العريمة شرقاً.

 

استهداف “قسد” لدبابتين تركيتين بصواريخ “تاو” أميركية، قبل يومين، سرّعَ من تطورات المعركة، فزجت تركيا بثقلها بشكل كبير، عبر القصف الجوي والمدفعي على مواقع “قسد”. وتصر أنقرة على انسحاب تلك القوات إلى ضفة الفرات الشرقية، بشكل كامل، رافضة كل محاولات “وحدات الحماية” للتمويه عن وجودها غربي الفرات بتسميات “مجلس منبج العسكري” و”مجلسي” الباب وجرابلس، العسكريين.

 

وكانت “قسد” قد شكلت “مجلس جرابلس العسكري” قبل بدء “درع الفرات” في جرابلس، وألحقته ببيانات عن ارسالها تعزيزات لجبهات القتال في محيط جرابلس، محذرة فصائل المعارضة  من التقدم في مناطق سيطرتها. إلا أن “مجلس جرابلس العسكري” لم يصمد أمام توغل المعارضة التي أدركت أنه تشكيل وهمي، في محاولة من “قسد” لخلط الأوراق، واثارة النزاع بين فصائل الجيش الحر في الشمال.

 

الكيماوي السوري رهن توافق اميركي روسي في مجلس الأمن

يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة، الثلاثاء، لمناقشة تقرير أعدته اللجنة المشتركة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، يتهم النظام السوري وتنظيم “الدولة الإسلامية” باستخدام السلاح الكيماوي في هجمات في سوريا.

 

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دعت مجلس الأمن إلى “اتخاذ إجراءات” حيال المسؤولين عن هذه الهجمات. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في تصريح الثلاثاء، إن نظام الأسد يستخدم أسلحة محظورة ضد المدنيين السوريين، وشدد على أنه “لابد أن لا يمر هذا الأمر دون محاسبة”.

 

في السياق، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في بيان الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي إلى فرض “عقوبات فورية” على الحكومة السورية لاستخدامها السلاح الكيماوي، وإحالة هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، استناداً إلى التقرير الدولي الذي تناول 9 حالات، استُخدمت فيها أسلحة كيماوية في سوريا بين عامي 2014 و2015.

 

وبحسب التقرير فإن المروحيات العسكرية السورية أسقطت قنابل متفجّرة تحوي غاز الكلور في هجومين على الأقل خلال هذه الفترة. كما ثبًت أيضاً استخدام “داعش” لغاز كبريت الخردل في هجوم على المناطق التي تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة في أغسطس/آب 2015.

 

وقالت “هيومن رايتس ووتش”، إن “السلطات السورية والجماعات المسلحة غير التابعة للدولة لم تتخذ أي خطوات جادة لضمان قدر معقول من العدالة تجاه الجرائم السابقة والمستمرة التي تنتهك القانون الدولي”. وأضافت “الفشل في محاسبة المسؤولين عنها أدّى إلى أعمال وحشية أكثر من قبل جميع الأطراف”.

 

واتهمت المنظمة روسيا والصين بعرقلة صدور قرار من مجلس الأمن بإحالة هجمات أيار/مايو الكيماوية 2014 إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولفتت إلى إن الفظائع في الحرب السورية استمرّت “في السنوات التي تلت الفشل في إصدار هذا القرار”، مضيفة أنه “ليس لدى الحكومتين الروسية والصينية أي أساس معقول لمعارضة إجراءات مجلس الأمن لضمان المساءلة النزيهة في سوريا”.

 

ودعت المنظمة مجلس الأمن إلى تجديد تفويض لجنة التحقيق المشتركة للسماح لها بمواصلة التحقيق في كلّ هجمات الأسلحة الكيماوية في سوريا. وقالت مستشارة شؤون العدالة الدولية في المنظمة بلقيس جراح، إنه وبعد تحديد التقرير الجهات المسؤولة عن الهجمات، ينبغي تقديم المسؤولين عنها إلى لمحاسبة، مشددة على أن قضية الأسلحة الكيماوية “لن تنتهي إلا عند إدانة وسجن أولئك الذين أمروا بهذه الأعمال الوحشية ونفذوها”.

 

في المقابل، نقلت قناة “روسيا اليوم” عن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، قوله إن موسكو “مستعدة لبحث خطوات مجلس الأمن المحتملة في هذا الشأن” مع المندوبة الأميركية سامنثا باور.

 

ودعا تشوركين مجلس الأمن إلى “عدم الاستعجال في القيام بالاستنتاجات”، مؤكداً أن لدى أعضاء مجلس الأمن “مصالح مشتركة” في منع اللجوء إلى الأسلحة الكيماوية حتى في ظروف الحرب.

 

 

 

مسؤول أميركي يعلن وقف القتال في شمال سوريا

اتفاق غير رسمي بين القوات التركيه والمقاتلين الأكراد

أ. ف. ب.

واشنطن: أكد مقاتلون سوريون مدعومون من الاكراد الثلاثاء التوصل الى اتفاق مع تركيا برعاية الولايات المتحدة ينص على وقف اطلاق النار في شمال سوريا لمدة غير محددة.

 

وقال المتحدث باسم مجلس جرابلس العسكري المدعوم من قوات سوريا الديموقراطية علي حجو عبر الهاتف لوكالة الصحافة الفرنسية “تم الاتفاق بيننا وبين الدولة التركية على وقف اطلاق النار عن طريق الولايات المتحدة والتحالف الدولي (ضد تنظيم داعش)” جنوب جرابلس في محافظة حلب.

 

وأوضح أن الاتفاق “دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء ولمدة غير محددة”. واكد ان “المفاوضات مستمرة (مع الاتراك) عبر الجانب الاميركي”، مشددا على رفض ما وصفه بـ”الاحتلال التركي لاراضينا”.

 

وأكد مجلس جرابلس العسكري في بيان في وقت لاحق ان “هناك محاولات من الجهة الراعية للهدنة لتحويلها الى وقف دائم لاطلاق النار”. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن هدوء شهدته منطقة جنوب جرابلس اثر توقف الاشتباكات بين الطرفين.

 

ويأتي تأكيد حجو بعد اعلان المتحدث باسم القيادة الاميركية الوسطى الكولونيل جون توماس التوصل الى “اتفاق غير رسمي” لوقف القتال بين الطرفين.

 

وقال توماس “خلال الساعات الماضية تلقينا تاكيدا بان جميع الاطراف المعنية ستتوقف عن اطلاق النار على بعضها البعض وستركز على تهديد داعش”، موضحا ان “هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الاقل، ونامل ان يترسخ”.

 

وتعد وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية التي نجحت في طرد تنظيم داعش من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا بدعم اميركي.

 

وتبذل الولايات المتحدة جهودا حثيثة لتجنب تصعيد اعمال العنف بين القوات التركية والمقاتلين المدعومين من الاكراد اثر اشتباكات غير مسبوقة بينهما.

 

والطرفان مدعومان من الولايات المتحدة كما ان تركيا حليف اساسي ضمن حلف شمال الاطلسي.

 

وبدأ الجيش التركي وفصائل سورية معارضة تدعمها انقرة عملية عسكرية في شمال سوريا فجر الاربعاء الماضي تستهدف تنظيم داعش والمقاتلين الاكراد على حد سواء.

 

وبعد ساعات على بدء الهجوم، تمكنوا من السيطرة على مدينة جرابلس، التي كانت تعد احد اخر معقلين متبقيين لتنظيم داعش في محافظة حلب. كما سيطروا في الايام الاخيرة على عشرات القرى جنوب جرابلس، معظمها كانت تحت سيطرة مقاتلين محليين مدعومين من الاكراد.

 

وقال القيادي في فصيل السلطان مراد المدعوم من انقرة والمشارك في الهجوم احمد عثمان لفرانس برس “توقف عملنا جنوب جرابلس ضد قوات سوريا الديموقراطية بشكل مؤقت”.

 

واضاف “نركز حاليا على الجبهة الواقعة غرب جرابلس ضد تنظيم داعش بهدف طرده من المنطقة وصولا الى اعزاز” التي تعد ابرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب.

 

وبرغم اعلانه توقف المعارك جنوبا، اكد عثمان ان الهدف الرئيسي يبقى “السيطرة على كامل ريفي حلب الشمالي والشرقي”، حيث تقع مدينتا منبج التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية اخيرا، والباب المعقل الاخير لتنظيم داعش في محافظة حلب.

 

أنقرة للاتحاد الأوروبي: إلغِ التأشيرات.. نضبط اللاجئين

تدفق اللاجئين من تركيا إلى أوروبا بلغ أقصاه أخيرًا

أ. ف. ب.

حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في حديث لصحيفة “كاثيميريني” اليونانية نشر الثلاثاء أن تركيا “لن تتمكن من الاستمرار في وقف” تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم إعفاء الأتراك من تأشيرات دخول بحلول أكتوبر.

 

أنقرة: وجّه الوزير هذا التحذير مجددا للاوروبيين بعد تسجيل السلطات اليونانية بين الاثنين وصباح الثلاثاء لتدفق جديد قياسي لمهاجرين مع وصول 462 شخصًا انطلقوا من السواحل التركية.

 

مهلة شهر

وقال الوزير التركي “قامت تركيا بواجباتها” لقطع تدفق المهاجرين بعد الاتفاق المبرم في مارس مع الاتحاد الاوروبي، وباتت تنتظر من الاوروبيين “ان يحترموا وعودهم” منها اعفاء الاتراك من تأشيرة شنغن.

 

اضاف في حال تخلف الاتحاد الاوروبي عن تعهداته “لا يمكن لتركيا ان تستمر  وحدها في وقف الهجرة غير الشرعية” الى اوروبا. وتابع “ننتظر اعفاء المواطنين الاتراك من التأشيرات في اكتوبر على ابعد تقدير”.

 

وتخشى اثينا كما الاتحاد الاوروبي من ان تسمح تركيا مجددا بتدفق المهاجرين في بحر ايجه، في حين ان تسلط النظام التركي بعد الانقلاب الفاشل في 15 يوليو سبب فتورا في علاقاته مع الاوروبيين.

 

الانقلاب عزز المخاوف

وتراجع عدد المهاجرين الذين كانوا في الصيف الماضي بالالاف في بحر ايجه، الى حوالى مئة يوميا بعد الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا، وينص على إعادة كل الوافدين بعد 20 مارس.

 

لكن هذه الاعداد ارتفعت بعد الانقلاب الفاشل في تركيا، وبلغت ذروتها خصوصا بين الاثنين والثلاثاء خلال الصيف. لكن السلطات اليونانية امتنعت عن التعليق على هذا الموضوع وتسعى الى الحفاظ على التعاون مع انقرة.

 

هدنة مؤقتة بين تركيا والأكراد بشمال سوريا  

أعلنت القيادة الأميركية الوسطى أن القوات التركية والمقاتلين الأكراد بشمال سوريا اتفقوا على وقف الأعمال القتالية خلال يومين على الأقل، كما أكدت قوات سوريا الديمقراطية التوصل لهدنة مؤقتة، حيث سيتم التركيز على إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من الشريط الحدودي.

 

وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى جون توماس -اليوم الثلاثاء- “خلال الساعات الماضية تلقينا تأكيدا بأن جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن إطلاق النار على بعضها، وأنها ستركز على تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا أن “هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الأقل، ونأمل أن يترسخ”.

 

من جهته، قال قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل إنه يرحب بالتحرك العسكري التركي داخل الأراضي السورية.

 

وأضاف فوتيل -خلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع الأميركية- إن هناك حاجة للتعاون مع كل من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية في المعركة ضد تنظيم الدولة، وإن أميركا ترغب في أن تركز قواتها وكل حلفائها على هذه المعركة التي تشهد زخما ضد التنظيم، مؤكدا أنها تمتد إلى أبعد من سوريا والعراق، على حد تعبيره.

 

وفي الأثناء، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر قيادية في قوات سوريا الديمقراطية أنه تم التوصل لاتفاق هدنة مؤقتة بينها وبين القوات التركية المشاركة بعملية درع الفرات في منطقة غرب الفرات بسوريا.

 

ووفق المصادر القيادية، فإن الاتفاق لا يؤدي لانسحاب أي من الطرفين من مواقعه، إنما هو فقط وقف للأعمال القتالية في منطقة غرب الفرات، وذكرت أن الاتفاق تم برعاية التحالف الدولي.

 

وأفادت مصادر في قوات سوريا الديمقراطية -المشكلة أساسا من وحدات حماية الشعب الكردية- بأنها سيطرت بدعم جوي من طائرات التحالف الدولي على عدة قرى في الجهة الجنوبية من منطقة منبج بريف حلب الشرقي، والجهة الجنوبية من بلدة مارع في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة.

 

كما نقل مراسل الجزيرة عن مصادر في المعارضة السورية المسلحة المشاركة في عملية درع الفرات، أنها ستركز عملياتها خلال الأيام المقبلة على مناطق سيطرة تنظيم الدولة شمال حلب وشرقها.

 

ومن الحدود التركية المقابلة لمدينة جرابلس، قالت مراسلة الجزيرة إيلاف ياسين إنه في حال الالتزام باتفاق الهدنة، فسيتم خلال الأيام المقبلة تحرك درع الفرات باتجاه المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة على الشريط الحدودي والتي يبلغ عمقها نحو 25 كيلومترا داخل الأراضي السورية.

وفي وقت سابق اليوم، أكدت وكالة الأناضول أن الجيش التركي يواصل إرسال دبابات وعربات مصفحة إلى الحدود المتاخمة لمدينة جرابلس، وأن مختصين بتفكيك الألغام يواصلون إبطال مفعول ألغام زرعها عناصر تنظيم الدولة في جرابلس قبل انسحابهم.

 

وقالت قيادة الأركان التركية إن مقاتلات التحالف الدولي نفذت أمس ليلا غارات دمرت إثرها موقعين لتنظيم الدولة في جرابلس، كما قصفت المدفعية التركية 21 موقعا تابعا لمن سمتهم “الإرهابيين” في جرابلس ومحيطها الشمالي في إطار “درع الفرات”.

 

بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن -في مقال صحفي اليوم- إن تركيا لن تسمح بدويلة على حدودها يديرها حزب العمال الكردستاني، وإنها ستدافع عن وحدة الأراضي السورية ضد الحزب و”داعميه في الغرب”.

 

ولفت قالن إلى أن القوات الكردية هيأت ظروفا للاستيلاء على مزيد من الأراضي التي انسحب منها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا، وأن عملية “درع الفرات” تهدف إلى “تطهير الحدود التركية السورية من كافة المنظمات الإرهابية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

قتلى بغارة روسية على إدلب ونزوح جماعي بشمال حماة  

أسقطت الغارات الروسية اليوم الثلاثاء سبعة قتلى و35 جريحا في مدينة معرة مصرين بريف إدلب، بينما تتواصل المعارك بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في جنوب حلب وريفها وشمالي حماة، مما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من حماة.

 

وقال مراسل الجزيرة إن سبعة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب 35 آخرون بجروح وصف أغلبها بالخطرة، جراء قصف للطائرات الروسية بالقنابل العنقودية استهدف سوق الخضار في مدينة معرة مصرين التي يسيطر عليها جيش الفتح بريف إدلب.

 

وذكرت وكالة مسار برس أن طيران النظام قصف أحياء الأنصاري والصالحين والمشهد والراموسة وتجمع الكليات وتل المحروقات ومواقع المعارضة في كتيبة الصواريخ بمدينة حلب ومحيطها، مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين على الأقل، كما هاجمت قوات النظام البرية تل القراصي وتل المحروقات جنوب حلب مما أجبر المعارضة على الانسحاب.

 

وأضافت أن الغارات شملت مدينتي حريتان وعندان شمال حلب، وأن اشتباكات وقعت بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية في قريتي أم حوش وحربل وسط قصف روسي، كما استعادت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على قريتي تل حوذان والكدر من التنظيم.

 

وفي حماة، تتواصل الاشتباكات بين المعارضة وقوات النظام في الريف الشمالي مع غارات مكثفة، مما تسبب في نزوح أكثر من أربعين ألف نسمة من سكان بلدات حلفايا والمصاصنة والبويضة إلى ريف إدلب.

 

وسيطرت قوات النظام على بلدة البويضة بضع ساعات قبل أن تستعيدها المعارضة، بينما أكدت شبكة شام أن المعارضة تصدت لمحاولات تقدم النظام في مناطق عدة وكبدته خسائر في الأرواح والعتاد.

 

وأضافت الشبكة أن قوات النظام قصفت منطقة صوامع غرز شرق درعا وأسقطت قتيلا وعدة جرحى، كما قصفت جويا بلدة كباني بريف اللاذقية، بينما تعرضت بلدة الزبداني في ريف دمشق لقصف مدفعي عنيف.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

مهاجرو داريا.. آلام الأمس وهواجس الغد  

علاء الدين عرنوس-ريف دمشق

 

شريط ذكريات يستحضر مرارة السنوات الأربع، مرّ بخاطر مروى وهي تنهي ترتيبات مغادرة مدينتها داريّا دون أمل قريب بالعودة، فالشابة ذات التسعة عشر ربيعا لم تعد تملك خيارا سوى أن ترحل مع الناجين من القصف الهمجي الذي تركز على المدينة في المئة يوم الأخيرة.

 

تقول مروى إنها أصرت على حرق مقتنياتها الشخصية، من صور طفولتها وما تبقى من ملابسها، باستثناء تذكارين مرتبطين بشقيقها الشهيد الذي قتل في المجزرة قبل ثلاثة أعوام.

 

وتوضح الفتاة الأمر قائلة “لقد خبأتهما في حفرة داخل حديقة المنزل، لعلّ أطفاله يستعيدونها في يوم ما إن كُتبت لنا العودة”.

 

وهي تتحدث للجزيرة نت، تستحضر مروى ذكرى المجزرة وقد اغرورقت عيناها بالدموع، “من الصعب أن نخلي المدينة في ذكرى يوم مجزرة شنيعة قتل فيها الكثير من أحبتنا وأقاربنا، بمن فيهم أخي وخطيبي”.

 

وتحدثت مروى عن الذكريات المؤلمة للحياة تحت القصف أربع سنوات، وتقول إنها كباقي المدنيين باتت تعاني من أمراض مرتبطة بسوء التغذية والتلوث، فضلا عن اعتقادها أنها بحاجة لوقت طويل من الراحة قبل أن تتجاوز ما مرت به خلال سنوات.

 

لكن الفتاة تتحدث أيضا عن الإصرار والأمل، عندما تشير إلى أن والدها حمل في حقيبته عودا من عريشة العنب الذي طالما اشتهرت به داريا، آملا بزراعتها في موطن جديد.

 

ووفقا لشهادات نساء أخريات تحدثن للجزيرة نت، فإن قوات النظام استهدفت بكثافة بيوت المدنيين، وأصابت الأطفال والنساء بالرعب الدائم، حيث تشير إحداهن إلى أن طفلتيها أصبحتا تعانيان من حالة خوف كلما سمعتا صوت الطائرة الذي يعني لهما اقتراب القصف بالبراميل المتفجرة.

 

مصير مجهول

الشباب أيضا لديه ذكريات ماض ومخاوف مستقبل، حيث تحدث الثلاثيني عامر للجزيرة نت عن بيته الذي استمات من أجل الدفاع عنه، ثم اضطر في النهاية لمغادرة مدينته وهو لا يحمل إلا حقيبة، متسائلا كيف سيمكنه هو وأقرانه البدء من جديد بعد الخروج من حرب أفقدتهم كل شيء.

 

وأردف عامر “رغم القصف كنا نقطن بيوتنا، لكن من اليوم فصاعدا سنعامل كلاجئين، وسنعيش حياة غير مستقرة في مواطن اللجوء”، ويضيف مستدركا “حتى أولئك الذين استقبلتهم مراكز الإيواء بدمشق لن يصمدوا طويلا أمام انتهاكات النظام لحقوقهم، سيسعون لمغادرة سوريا طالما أن حقوقهم منتهكة”.

 

الطريق إلى إدلب

أما كرم الشامي -أحد ناشطي داريا البارزين- فتحدث عن رحلته الطويلة إلى إدلب، قائلا “لم أغادر داريا منذ خمس سنوات، ومرت رحلتنا بأغلب المدن السورية خلال 25 ساعة من السفر، كان العالم خارج داريا مختلفا، والناس تنظر إلينا بشيء من الذهول”.

 

ويضيف كرم قائلا إن “عناصر النظام المرافقين للقافلة وصفونا بالإرهابيين، وهم ينظرون إلينا بشماتة وحذر، فوفقا لوجهة نظرهم البراميل والنابالم التي يقصفون بها أبناء وطنهم تصنع انتصارا”.

 

كرم الذي لم يحمل شيئا من مقتنياته، فضّل حرقها كما هو حال مروى وآخرين ممن شرعوا في إخلاء المدينة، واكتفى معلقا “يفقد كل شيء أهميته مع سقوط مدينة العنب”.

 

ونبّه كرم إلى خشيته من عمليات احتجاز للعائلات التي توجهت إلى مراكز الإيواء في دمشق، مشيرا إلى أن الناشطين تلقوا معلومات عن احتجاز مؤقت لشخصين في مأوى حرجلّة قبل أن يطلق سراحهما بعد ساعات من التحقيق.

 

ويسعى كرم للم شمل عائلته التي تشتت بين تركيا ومصر وأوروبا على مدى أربع سنوات، وبغصة واضحة يعلق قائلا: “علينا أن نرمم ما كسرته هذه الحرب، لكن لن يستطيع أحد للأسف أن يعيد شهداءنا”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

دي ميستورا: محادثات أميركا وروسيا تسعى لهدنة بسوريا

أكد ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، الثلاثاء، أن محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس الأسبوع الجاري “مهمة” من أجل استعادة وقف إطلاق النار في سوريا.

 

وقالت جيسي شاهين المتحدثة باسم دي ميستورا عبر إفادة صحفية في جنيف: “يأسف المبعوث الخاص بشدة للقتال الشرس والوضع الإنساني المتدهور. العملية السياسية والحل سياسي هما الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة”.

 

وأضافت في تكرار لدعوته لهدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في مدينة حلب المقسمة بشمال سوريا: “المحادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة هذا الأسبوع مهمة لجهود استئناف وقف الأعمال القتالية”.

 

قائد القيادة المركزية الأمريكية: مقاتلو داعش لم يطيعوا أوامر البغدادي في منبج.. وقوات التحالف الآن “وسط أراضي الخلافة

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– قال القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية والمشرف على حرب التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، الجنرال جوزيف فوتيل، إن مقاتلي “داعش” عصوا أوامر زعيم التنظيم، أبوبكر البغدادي، في المدينة السورية منبج، وذلك في تصريحات له في مؤتمر صحفي عُقد الثلاثاء في البنتاغون.

 

وأضاف فوتيل أن “البغدادي أمر عناصره في منبج بالقتال حتى الموت، ولكنهم لم يفعلوا ذلك،” وشكك القيادي العسكري الأمريكي في سيطرة وسلطة قيادات “داعش” الفعلية على مقاتليه. ورغم ذلك قال قوتيل إن “داعش” لديه “شبكة قوية” تعتمد على “الإرشادات من القيادة المركزية للتنظيم”.

 

كما حذر فوتيل من معركة “تحرير” مدينة الموصل المرتقبة في العراق، معلقا أنها ستكون “معركة صعبة” خاصة وأن قوات التحالف الدولي ضد التنظيم أصبحت الآن “وسط أراضي الخلافة”، ويتوقع فوتيل استمرار استخدام “داعش” العبوات الناسفة البدائية الصنع والدروع البشرية ما “سيُصعب الأمور على القوات الأمريكية”، ولكنه شدد على أن القوات الأمريكية “ستنتصر رغم كل ذلك”، متابعا بأنه سيكون على التنظيم اتخاذ قرارات صعبة وقد يُضطر إلى التخلي عن أجزاء من أراضي الموصل.

 

أمريكا: حروب صغيرة تدور داخل الحرب السورية ونريد التركيز على داعش

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، إن المنطقة التي تستهدفها قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا في شمال منبج حاليا ليس فيها مجموعات تابعة لداعش، داعيا إلى “التركيز” على محاربة التنظيم عوض الدخول في الحروب الجانبية التي تدور على الأراضي السورية، كما نفى علم واشنطن بالتحركات التركية التي أدت لمواجهات مع الأكراد.

 

وقال كيربي، في تعليق له ضمن مؤتمره الصحفي اليومي بوزارة الخارجية: “نحن نراقب المنطقة الواقعة جنوب جرابلس وشمال منبج، وهي منطقة ليس فيها وجود لداعش.”

 

وأضاف: “نرى أن المعارك التي جرت اليوم والأمس بين القوات التركية وبعض وحدات المعارضة من جهة وبين الوحدات الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية كانت نتيجة أعمال لم تُنسق مسبقا مع أمريكا ونحن لا نوفر الدعم لها.. نريد من الأطراف على الأرض أن تواصل التركيز على قتال تنظيم داعش الذي مازال عدوا مشتركا وخطيرا.”

 

وحذر كيربي من أن أي إجراء يؤخر إلحاق الهزيمة بداعش لن يساعد المجتمع الدولي والشعب السوري بل قد يصب في صالح نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

 

وشرح كيربي وجهة النظر الأمريكية بالقول: “هناك أكثر من معركة تدور داخل سوريا، لدينا الحرب الدولية ضد داعش، ولكن هناك أيضا التوتر بين روسيا وتركيا وكذلك بين تركيا والأكراد إلى جانب التوتر بين السنة والشيعة ووجود جماعات معارضة لديها أهداف مختلفة علاوة على وجود تنظيم القاعدة في سوريا عبر جبهة النصرة.. هناك الكثير من الصراعات داخل الحرب السورية ونحن نركز قدر الإمكان عسكريا على محاربة داعش.”

 

هدنة جزئية بين تركيا وبعض الفصائل الكردية شمال سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 30 أغسطس 2016

روما-قالت مصادر في المعارضة السورية إن “اتفاق هدنة” عُقد اليوم (الثلاثاء) بين تركيا من جهة و(مجلس جرابلس العسكري) من جهة ثانية، غرب نهر الفرات، بوساطة أمريكية، ولم يشمل كل القوات الكردية السورية أو تلك التابعة لها بمسميات مختلفة.

 

وتأتي هذه المعلومات في وقت تتقدم فيه قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا بشكل كبير حول جرابلس، وبدأت تتجه ببطء نحو مدينة منبج التي يسطير عليها الأكراد، والتي يقولون إنهم انسحبوا منها وتركوا (مجلس منبج العسكري) ليدير شؤونها.

إلى ذلك أكّد ناشطون محليون أن تركيا عززت اليوم من تواجدها في محيط مدينة جرابلس السوري، التي يُسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وأرسلت المزيد من الدبابات والعربات المصفحة، إلى حدودها مع سورية المتاخمة للمدينة، في ظل استمرار عملية (درع الفرات) التي تهدف لطرد تنظيمي الدولة (داعش) وقوات سورية الديمقراطية من حدودها.

ووفقاً الناشطين، مازال الجيش التركي يتابع نزع الألغام التي زرعها تنظيم الدولة في مدينة جرابلس.

 

ويأتي الاتفاق على هدنة، في وقت طالب فيه وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، تركيا التركيز على الحرب ضد تنظيم الدولة وعدم الاشتباك مع قوات (سورية الديمقراطية) وميليشياتها المختلفة المُسميات شمال سورية، مؤكداً أن أن تركيا أمّنت حدودها، وأن بلاده تدعم ذلك، ومشيراً إلى أن واشنطن لا تريد مواجهة بين أطراف الحرب على تنظيم (داعش).

 

إلى ذلك أكّد حسين العزام، نائب رئيس المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الكردية في الجزيرة، في مؤتمر صحفي اليوم عبر الانترنت، أن الأكراد لن يتخلوا عن مشروع وصل (كانتونات) في شمال سورية لتحقيق الفيدرالية التي يسعون لها، وقال “نحن لم نتخل عن ربط عفرين بكوباني (عين العرب) بمقاطعة الجزيرة، من أجل إكمال تكوين الفيديرالية والإدارة الذاتية التي نعمل التي نعمل عليها حالياً، لان هذا هو مطلب شعوب هذه المنطقة وسيكون ذلك قاعدة أساسية لسورية المستقبل”.

وتصريح المسؤول في الإدارة الذاتية الكردية يؤكد على عدم تخلي الأكراد عن فكرة الفيدرالية وربط كل مناطق شمال سورية بفيدراليتهم، وهو السبب الأساسي وراء تدخل تركيا عسكرياً في شمال سورية عبر مقاتلين من المعارضة السورية مقرّبين منها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى