أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 5 أيار 2015

 

 

 

«النصرة» تسبق النظام إلى إطلاق معركة القلمون

الرياض، لندن، واشنطن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

استبقت «جبهة النصرة» خطة النظام السوري و «حزب الله» لخوض معركة في جبال القلمون شمال دمشق بشن هجوم مفاجئ على المنطقة القريبة من حدود لبنان بالتزامن مع قيام ثلاثة عناصر من الجبهة بمحاولة اغتيال ضابط رفيع في دمشق، في وقت حققت فصائل المعارضة تقدماً جديداً قرب قمة جبل الأربعين في ريف إدلب في شمال غربي البلاد. وأكد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة لـ «الحياة»، أن النظام السوري «بدأ يأكل نفسه». وأضاف في حوار ينشر نصه غداً، أنه لمس في واشنطن «مؤشرات أميركية أنه سيتم دعم طرح المناطق الآمنة» في سورية. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة»، إن ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن سيعقدون اجتماعاً الإثنين المقبل لدعم المشاورات التي سيبدأها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مع ممثلي النظام السوري والمعارضة والمجتمع المدني بدءاً من اليوم. (للمزيد)

وكان مقاتلون من «جبهة النصرة» والفصائل الإسلامية المقاتلة هاجموا مراكز تابعة لقوات النظام و «حزب الله» في جرود القلمون، في خطوة وصفها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنها «ضربة استباقية» لهجوم يخطط النظام وحلفاؤه لشنه قريباً في المنطقة. وقال «المرصد» إن «جبهة النصرة استهدفت تمركزات ومقار حزب الله» في منطقة القلمون الفاصلة بين لبنان وسورية.

وأكد مصدر قريب من «جبهة النصرة» أن هذه الهجمات تأتي بعدما «دقت ساعة الصفر وانطلقت المعركة» في القلمون، فيما أعلن حساب «مراسل القلمون» التابع لـ «جبهة النصرة» على موقع «تويتر» أمس الأول، «اكتمال تدريب طواقم مختصة من رماة الصواريخ الموجهة ونشرهم على قمم جبال القلمون تحسباً لأي تقدّم للعدو». ونشر صوراً في الأيام الأخيرة تظهر عشرات المقاتلين وهم يقفون في صفوف منتظمة أو يتخذون وضعيات قتالية في منطقة جبلية، وإلى جانبهم دبابة كتب عليها بطلاء أبيض «جبهة النصرة». وأعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» أمس مقتل وجرح عدد من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال المواجهات المشتعلة في منطقة القلمون الشرقي.

وتبنت «جبهة النصرة» التفجير الانتحاري في حي ركن الدين الواقع في شرق دمشق، وأسفر عن جرح ستة أشخاص. وقال «المرصد» إن «الانفجار استهدف مدير الهيئة اللواء محمد عيد الذي أصيب بالانفجار مع اثنين من مرافقيه فيما قتل مرافق آخر». لكن مصدراً أمنياً سورياً نفى استهداف مدير الهيئة في الهجوم.

من جهة أخرى، قال مصدر فرنسي رفيع المستوى يرافق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في زيارته الدوحة والرياض لـ «الحياة» أمس، إن «قطر والسعودية والإمارات أصبحت تعمل في الملف السوري في شكل نشط ضد داعش والنظام، وإن هذه الدول وضعت خطة لتأييد المعارضة في شكل أكثر تجانساً من أجل التوصل إلى مرحلة انتقالية للحكم في سورية تتيح للدول الغربية أن تعقد جنيف3». وتابع أن النظام السوري أصبح أضعف، ومن المتوقع أن توجه المعارضة المزيد من الضربات القوية ضد النظام لحمله على الدخول في مفاوضات في جنيف3 من دون بشار الأسد». والتقى هولاند مساء أمس الرئيس السابق لـ «الائتلاف» أحمد الجربا في الرياض.

سياسياً، كشف خوجة، عن أن الإمدادات العسكرية إلى المعارضة زادت من الشمال والجنوب، وأن «تغيير المعادلة في سورية وتشكيل محور إقليمي يضم السعودية وتركيا وقطر وربما الأردن، جعل مسألة المناطق الآمنة أكثر إلحاحاً، ومن ضمن الآليات مضادات الطائرات». وقال: «خلال محادثاتنا في واشنطن لمسنا مؤشرات أميركية أنه سيتم دعم طرح المناطق الآمنة».

وشدد الخوجة على أن «الائتلاف» لا يريد «سقوطاً مفاجئاً للنظام، لذلك فالمناطق التي نحررها يجب أن نحولها مناطق آمنة وننشئ فيها حكومة مدنية، ونتقدم نحو العاصمة بطريقة مدروسة».

 

نقاش في إسرائيل عن الجار السوري المقبل… «النصرة» أم «حزب الله» ؟

القدس المحتلة – آمال شحادة

التدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي تجاه الحدود الشمالية والحدود الأردنية، أثارت تخوفات الإسرائيليين، على رغم محاولته تهدئتهم بالإدعاء انها تدريبات مخططة مسبقاً. فنقل قطع هندسية الى مواقع المناورات على جسور متحركة والانتشار الواسع للجنود والحركة النشطة للآليات العسكرية وهدير الطائرات وأصوات النيران الكثيفة، أدخلت هذه المنطقة وسكانها الى اجواء احتمالات تصعيد عسكري، وزادت من هذا الشعور تهديدات وتحذيرات القادة والخبراء العسكريين والقياديين الأمنيين الحاليين والسابقين الى جانب سياسيين، الذين أغرقوا الإسرائيليين بتحليلاتهم وتقديراتهم حول الحرب المقبلة «التي ستكون أصعب من سابقاتها». وراحوا يبثون المخاوف من الأوضاع التي ستشهدها الحدود الشمالية مع لبنان وسورية.

منذ استهداف قافلة الأسلحة ومقتل اربعة سوريين قالت اسرائيل انهم كانوا يخططون لعمليات تفجير. يشكك سكان في الجولان في الرواية الاسرائيلية. وأكد أقارب ان العملية نفذت على مقربة من بيت الشقيقين، وفي منطقة بعيدة من الحدود، مشيرين الى ان احدهما كان يستعد لزفافه الذي حدد الجمعة الأخيرة، بعد أيام من استشهاده.

الاسرائيليون على اقتناع بأن الرد سيأتي حتماً على استهداف الحافلة، والمسألة هي مسألة وقت لا أكثر. لكنهم اختلفوا اذا كان يتوجب على اسرائيل الاصرار على الخطوط الحمر التي طرحها وزير الدفاع، موشيه يعالون، في اليوم الثاني من استهداف قافلة الأسلحة. وجنرال الاحتياط يعقوب عميدرور، حذر القيادة الاسرائيلية ومتخذي القرار من ان حزب الله ايضاً وضع خطوطاً حمراً واعتبر ما يجري في المنطقة «حرب ردع» بين الطرفين، وفي الوقت نفسه أوعز اليها للعمل على ضمان توفير استخبارات جيدة، وتفوق تكنولوجي ليس في الجو فقط وانما في اليابسة وتكثيف التدريبات على مختلف السيناريوات.

عميدرور، وخلافاً لآخرين ولتصريحات يعالون حول الخطوط الحمر، يرى ان لا أهمية لعملية قصف حافلات الأسلحة طالما يملك «حزب الله» مئة الف قذيفة وصاروخ. واعتبر قصف حافلة «نقطة في بحر من الاسلحة الموجودة لدى «حزب الله».

الحرب التي يتحدث عنها الاسرائيليون، وفق ما وصفها البعض: «ستكون طويلة وصعبة، ويُتوقع أن تعاني اسرائيل طوال شهور من إطلاق الصواريخ عليها. وفي تلك الشهور سيعمل سلاح الجو بصورة مكثفة في كل أرجاء لبنان، وستحارب القوات البرية للجيش الاسرائيلي داخل لبنان. وسيُقتل عدد لا بأس به من الاسرائيليين، جنوداً ومدنيين، وكذلك عدد كبير جداً من اللبنانيين ومنهم آلاف المدنيين. كما سيتم تدمير الكثير من المباني اللبنانية التي تم نصب الصواريخ تحتها، وسيكون الدمار كبيراً «والبعض حذر من قيام اسرائيل بضربة استباقية».

 

الحرب في القلمون

الخطوط الحمر التي أعلنها يعالون، الاسبوع الماضي بعد الادعاءات بأن الحافلة التي تم استهدافها كانت تنقل اسلحة من سورية الى لبنان، تهدف بالاساس الى الحفاظ على قوة ردع. ويفسر يعالون أهمية اصرار اسرائيل على الخطوط الحمر وعدم التراجع في حال خرق واحد منها بقوله: «الواقع الامني يحتم على اسرائيل العمل بمسؤولية وبوعي موزون حسب مبدأ «العمل ينتهي بعد التفكير اولاً». وخطوط يعالون الحمر تتضمن: نقل اسلحة الى «حزب الله» وغيره من التنظيمات المسلحة التي تهدد امن اسرائيل، وإنشاء قواعد للإرهاب على الحدود السورية وتهديد مواطني اسرائيل على المدى القريب والبعيد».

ويقول الخبير العسكري، أمير بوحبوط: «اذا كان الجيش الاسرائيلي فعلاً هو الذي قصف المستودعات السورية، فهذا يعني ان المقصود عملية مدروسة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية التي تتولى مهمات توقع كيف سيرد العدو على هجوم كهذا. ويمكن لعملية زائدة اخرى ان تجر الأطراف الى حرب اقليمية، من الواضح كيف ستبدأ، لكن لا احد يعرف كيف ومتى ستنتهي».

اما أليكس فيشمان فذهب الى أبعد من ذلك وقال: «قبل الرقص طرباً في اسرائيل على نجاح الهجوم الخفي على سورية، في نهاية الأسبوع الماضي، من المناسب ان نتذكر: قبل عدة عقود ايضاً، ظهر هنا فرح مشابه عندما هاجم الجيش الاسرائيلي اهدافاً سورية في لبنان وجرنا الى التورط في الحرب الاهلية التي لم تكن لنا علاقة بها، والتي ورطتنا طوال 18 عاماً في الوحل اللبناني»، ويضيف: «يمنع الاستخفاف بنقل الصواريخ والقذائف من سورية الى لبنان، ولكن القصف الجوي التشريحي يتقزم امام قطار الأسلحة الذي يصل الى الجيش اللبناني خلال الايام الأخيرة، في وضح النهار ومن دون عائق. والحديث عن أسلحة فرنسية متطورة بقيمة ثلاثة بلايين دولار، تهدف الى اعادة تسليح الجيش اللبناني، الذي يحارب كتفاً الى كتف مع «حزب الله» من أجل صد التغلغل الاسلامي في لبنان، ولا شك لدى أي شخص في إسرائيل بأن هذا السلاح الفرنسي المتطور سيخدم في نهاية الامر «حزب الله» الذي يتعاون في شكل وثيق مع الجيش اللبناني».

وبرأي فيشمان فإن عملية قصف حافلة الاسلحة وتكرار عملية شبيهة قد تؤثر على الحرب في اقليم القلمون. ويقول: «منذ أسبوعين تستعد الاطراف على الجبهتين، جبل القلمون ودمشق، عشية ما يبدو كأنه الحرب الحاسمة. «داعش» الذي تم اقصاؤه عن مدينة كوباني الكردية، يركز جهوده حول دمشق. ولقد تم نشر جزء من قواته على مسافة تقل عن 30 كيلومتراً عن مطار العاصمة السورية. ولديه قوات منتشرة في الاحياء المحيطة بدمشق، على مسافة أقل من عشرة كيلومترات فقط على العاصمة. في القلمون، ايضاً، يركز «داعش» على محاولات السيطرة على مسار الحركة الاستراتيجي بين مطار دمشق ولبنان وشمال سورية. الجيش السوري وعناصر «حزب الله» الذين عملوا مؤخراً في هضبة الجولان، اوقفوا الهجمات هناك ونقلوا قواتهم الى منطقة دمشق في سبيل خلق حزام امني يحمي من الهجوم المقبل».

وازاء هذه التحذيرات في اعقاب القصف الأخير لحافلة الأسلحة يطرح السؤال في اسرائيل: أي الجهات تملك إسرائيل مصلحة في تدعيمها او اضعافها؟ كما يطرح السؤال ما الذي تريده اسرائيل من سورية؟

لم يخف الاسرائيليون، خلال مناقشتهم التطورات الأخيرة تجاه سورية، قلقهم المتزايد تجاه ما تنتظر هذه المنطقة من احداث، وفي قلب هذا القلق محاولة «حزب الله» التزود بصواريخ اكثر دقة، تسمح له بتحسين قدرته على اصابة بنى تحتية وقواعد سلاح الجو في الجبهة الداخلية. ولخص احد الخبراء الوضع الأخير بالقول: «اعتادت اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية على التعامل مع خطابات نصر الله بجدية خلال السنوات الأخيرة. صحيح ان الزعيم الشيعي يميل احياناً الى المبالغة في وصف المؤامرة والتهديد، ولكنه في غالبية الحالات، نفذ ما أعلنه. وكل العمليات التي قام بها «حزب الله» أخيراً في محاولة لتحقيق ميزان ردع يمنع إسرائيل من مهاجمة سورية ولبنان، سبقتها تصريحات واضحة جداً من قبل نصر الله.

 

مساران مهمان

يهود بلنجا، يقول ان سقوط القنيطرة في الجولان، في ايدي ائتلاف القوى المعارضة، برئاسة «جبهة النصرة»، والجيش السوري الحر، خلق مسارين مهمين من جانب النظام السوري وحلفائه: الأول، تعزيز العمل المشترك، السوري – الإيراني و«حزب الله»، لاحتلال المدينة من جديد، وحتى الآن نجحوا بصورة جزئية فقط، أما المسار الثاني فهو استغلال التهديد الذي تقوم به «جبهة النصرة»، كذراع طويلة لـ «القاعدة»، تجاه الأقليات التي تعيش في مناطق نائية وفي جنوب سورية، بصورة عامة، لتجنيدهم لمصلحة النظام السوري.

ان التأثير الأساسي لهذه الخطوات على اسرائيل يكمن بالأساس في المواجهات بين اسرائيل و «حزب الله» فاذا نجح بالاستقرار في المنطقة، وتحقيق هدفه واحتلال ممر القنيطرة، والسيطرة عليها في مواجهة المتمردين، فإنّ درجة التهديد سترتفع تجاه إسرائيل في ثلاثة مسارات: سيقوم حزب الله بتعزيز قدرته على التزود بمعلومات عن الجيش وعن المناطق الاسرائيلية في منطقة استراتيجية في الجولان، وسيحاول توسيع التهديد من خلال إطلاق صواريخه لهذه المنطقة، وتحسين قدرته على المس بالاسرائيليين، كما سيحاول تجنيد مقاتلين من الأقليات التي تعيش في إسرائيل، فلسطينيي 48، عموماً، والدروز في شكل خاص، ليكونوا ذراعاً اضافية لتنفيذ عمليات ضد أهداف داخل اسرائيل».

وبرأي بلنجا فإن تهديد اسرائيل لا يأتي فقط من قبل حزب الله، بل من الواقع المتفجر حالياً بوجود المعارضين في هضبة الجولان، ويقول: «كما هو واضح يجري الحديث عن ائتلاف قوي يتكون من تنظيمات مسلحة، وإسرائيل هي أحد الأهداف المستقبلية لهذا الائتلاف. وفي وضع تكون فيه الأجواء مشحونة ومستمرة مع النظام السوري و»حزب الله»، فإنّ المعارضين سيحاولون المبادرة لتنفيذ عمليات هجومية على الحدود مع إسرائيل بهدف جر الجيش الإسرائيلي لمواجهات مع العدو السوري، أي الأسد و»حزب الله»، باعتبار أن القوات العسكرية الإسرائيلية هي الوحيدة القادرة على مواجهة حزب الله. وتعتقد جهات كثيرة ان ذلك سيساهم في ضرب نظام الأسد، والتسريع في سقوطه، وهذا الأمر يلعب دوراً مركزياً في عملية التوازن لمجموعة التنظيمات المعارضة الإسلامية وغير الإسلامية أيضاً وفق بلنجا.

 

حوار جنيف ينطلق اليوم و”الائتلاف” يتمسّك بتنحّي الأسد

جنيف – موسى عاصي

تنطلق اليوم “ورشة حوار جنيف” طبقا لدعوة المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا بمؤتمر صحافي يعقده الأخير في مقر المنظمة الدولية، تليه جلسة حوار أولى في القاعة الرقم 2 من المبنى “C” مع الوفد الحكومي، من غير أن تعرف هوية رئيس الوفد السوري الذي يرجح أن يكون السفير السوري في البعثة السورية الدائمة في الامم المتحدة في جنيف حسن آلّا.

وتستمر هذه الورشة قرابة ستة 6 اسابيع يلتقي خلالها دو ميستورا عدداً كبيراً من ممثلي المجتمع السوري من معارضة خارجية وداخلية وممثلين لفصائل معارضة مسلحة ومجتمع مدني الى رجال دين من مختلف الطوائف وممثلين لنحو 20 دولة، بينها تلك الدائمة العضوية في مجلس الامن والدول المؤثرة في الازمة السورية ودول الجوار.

وفي مقابل عدم حسم رئاسة الوفد الحكومي السوري، بدا “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في حال ارباك من حيث تسمية الوفد ورئاسته، فبعد معلومات عن أن الوفد سيقتصر على ثلاثة أشخاص هم نائب رئيس الائتلاف هشام مروة ورئيس الهيئة القانونية هيثم المالح وسمير نشار، عدّل الائتلاف تشكيلة الوفد تماماً، مما أخر اللقاء الذي كان متوقعاً مع دو ميستورا في 7 أيار و8 منه الى 11 و12 منه، وعلم أن نحو نصف عدد أعضاء الهيئة التأسيسية البالغ عددهم 24 عضواً سيتوجهون الى جنيف الاسبوع المقبل للمشاركة في هذا الحوار، مع احتمال لم يحسم أن يرأس الوفد رئيس الائتلاف خالد خوجة.

والى الائتلاف، يتوجه وفد من هيئة التنسيق السورية برئاسة رئيس الهيئة في سوريا حسن عبد العظيم الى جنيف، ووفد باسم لقاء القاهرة يضم نحو سبعة أشخاص بينهم هيثم مناع عن جمعية “قمح”، الى عدد كبير من الشخصيات المعارضة في الداخل والخارج.

وعشية بدء حوار جنيف، استعاد الائتلاف السوري الخطاب الذي كان سائداً خلال مفاوضات “جنيف2 ” وخصوصا لجهة المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد، مستفيداً على ما يبدو من التغييرات الميدانية الأخيرة من حيث “التقدم” الذي أحرزته الفصائل العسكرية المعارضة في ادلب وجسر الشغور.

وصرّح الناطق الرسمي باسم الائتلاف سالم المسلط بأن مشاركة الائتلاف في هذه المشاورات هدفها مناقشة وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية التي أقرها الائتلاف ووافق عليها عدد من مكونات المعارضة السورية، والتي ترسم خريطة طريق للحل السياسي في سوريا. وقال إن “إسقاط نظام الإجرام والاستبداد بكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية يأتي في أولى تلك النقاط، وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية في مستقبل سوريا”.

وقال عضو منبر النداء الوطني سمير العيطة الذي يشارك في حوار جنيف إن دو ميستور سيعمل من خلال لقاءات جنيف على رسم خريطة عسكرية وسياسية ومدنية للوضع السوري ليعرضها لاحقا على المجتمع الدولي. ورد على الشروط المسبقة التي وردت في بيان الائتلاف السوري، بقوله: “إننا ذاهبون الى جنيف كي نتحاور وليس لإزالة النظام”. ولاحظ أن هذه الشروط التي تستند الى التطورات الميدانية الأخيرة لا تفيد المناخ التفاوضي الذي يسعى اليه المبعوث الدولي.

وصرح رئيس الهيئة القضائية في الائتلاف هيثم المالح لـ”النهار” انه يشكك في امكان تحقيق دوميستورا أي اختراق في الأزمة السورية. وقال إن المبعوث الدولي لا يملك أي خطة جديدة ولا أي مشروع. ورأى في الدعوة التي وجهها المبعوث الدولي على “المستوى الشخصي” وليس الى كيانات سياسية والتي قد تصل الى 400 شخصية، سيؤدي الى تشتيت المعارضة وتوزيع كلمتها.

 

اليرموك

وفي نيويورك (علي بردى)، عارضت روسيا مشروع بيان قدمته الولايات المتحدة في مجلس الأمن أمس لمطالبة الحكومة السورية بـ”وقف فوري” لكل أعمال القصف الجوي والمدفعي في اتجاه مخيم اليرموك في دمشق، بغية “حماية حياة المدنيين والسماح لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى “الأونروا” بمعاودة توزيع المعونة الإنسانية في المناطق المحاذية للمخيم.

 

جبهة النصرة” وفصائل”واعتصموا بحبل الله” في هجوم “استباقي” على جبهة القلمون

محمد نمر

بعد “عرض العضلات والحرب النفسية” إعلامياً، بدأت معركة القلمون بين “حزب الله” وقوات النظام السوري وميليشياته من جهة، وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى في الجرود الملاصقة للحدود اللبنانية.

 

في الساعات الأولى سارعت قوات المعارضة إلى الاعلان عبر قنواتها الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي عن سيطرتها على إحدى نقاط “حزب الله” في منطقة الجبة وعسال الورد.

ويعتبر تجمع “واعتصموا بحبلِ الله” الجهة السورية الوحيدة التي كشفت بدء المعركة وسمّتها “الفتح المبين”، في ظل صمت باقي الفصائل الاخرى، خصوصاً “جبهة النصرة”، إلا أن المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث عن معارك دارت من ساعات الصباح بين “النصرة” و”حزب الله”، ورافقها “سقوط صواريخ على مناطق الاشتباك، وسط استهداف جبهة النصرة لمواقع حزب الله في ضربة استباقية”. ولفت المرصد الى “معلومات أولية عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين”، وتؤكد مصادر سورية معارضة أن “التجمع وجبهة النصرة وفصائل من الجيش السوري الحر نفذوا هجوماً استباقياً ومباغتاً على نقاط حزب الله عند أطراف الجبة وعسال الورد، وتمت السيطرة على أربع نقاط وقتل عدد من عناصر “حزب الله” وتم اغتنام آلية”. ورأت المصادر في هذه الخطوة “بداية لتشكيل ما يسمى بـ”جيش الفتح” في القلمون المشابه للمكون الذي حرر مدينة ادلب”. وتشدد على أن “النصرة تستعد للتدخل من مواقع أخرى”، واضافت: “كان حزب الله ينتظر الهجوم من جهة النصرة فقط وفوجئ أنه جاء من مكان آخر”.

 

“واعتصموا بحبل الله”

ويضم تجمع “واعتصموا بحبل الله” فصائل عدة هي: “لواء الغرباء، كتائب السيف العمري، لواء نسور دمشق، رجال من القلمون”، وأشار في بيانه إلى أن “الهدف من التجمع توحيد جهود الفصائل لمقاومة وتحرير الأراضي المحتلة في بلاد الشام من النظام الأسدي ومن يواليه من الميليشيات الشيعية وغيرها”. واتفقت مصادر المعارضة السورية على أن الفصائل “ﺍﺳﺘﻬدفت ﻧقطﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟله ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺒﺔ ومحيطها ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻤﻮﻥ ﻭﺳﻘﻮﻁ 3 ﻗﺘﻠﻰ ﻭعدد من الجرحى”، فيما أشارت مصادر أخرى الى أن المعارضة سيطرت على النقطة.

وأكد “المركز الاعلامي في القلمون” لـ”النهار” حصول الهجوم المعارض على نقاط “حزب الله” عند أطراف قرى القلمون الغربي، ونفى حصول أي انسحاب للمقاتلين من مواقعهم، خلافا لما أعلنته وكالة “إرنا” الايرانية، قبل يومين.

وأوضحت مصادر سورية تتابع مسار المعركة من الداخل أن “القلمون ينقسم ثلاث مناطق جغرافية هي: القلمون الشرقي، القلمون الغربي، الجرود”، مشيرة إلى أن “غالبية المعارك المباشرة مع “حزب الله” تقع في الجرود”. وتفصل ايضا جرود بين القلمونين الشرقي والغربي، كما تشير إلى أن “هناك طرقا عدة للوصول إلى القلمون الشرقي ومنها عبر طريق الهامة وطريق جبل قاسيون”. وأبرز الفصائل المقاتلة في القلمون هي: “جبهة النصرة واحرار الشام وجيش اﻹسلام وكتائب تابعة إلى المجلس العسكري (جيش سوري حر) وكتائب دير الزور (أسود الشرقية)”، وتقول المصادر إن “جبهة النصرة أهم فصيل في الجرود، وإلى جانبه عناصر حركة “أحرار الشام” وفصائل أخرى تتبع إلى المجالس العسكرية، أما تنظيم “الدولة الاسلامية” فوجوده ضعيف في الجرود ولا تربطه أي علاقة أو تنسيق مع باقي الفصائل بل تحصل اشتباكات بين كتائبه والجيش الحر في القلمون الشرقي”.

 

“جبهة النصرة”

وحاولت “جبهة النصرة” في المرحلة الاخيرة التأثير في معنويات عناصر “حزب الله”، من خلال نشر صور وكليبات فيديو لتدريبات تجريها في معسكراتها، وكشفت مصادر قريبة منها لـ”النهار” أن “للنصرة أربعة معسكرات وكل معسكر يستوعب نحو ٢٠٠ جندي، وكل دورة تدريبية تمتد نحو شهر”، و”تم تخريج خمس دورات من كل معسكر”.

أما الناشط السوري أبو الهدى الحمصي فنقل لـ”النهار” عن مصادر سورية أن “اي تقدم للجيش اللبناني وحزب الله سيعني البدء باعدام العسكريين اللبنانيين تدريجيا”، وأضاف نقلا عن مصادر: “وجودنا في القلمون هو بسبب اللاجئين، إن تركناهم للحزب والنظام فسوف يعتقل ويغتصب منهم ويذلهم، فكيف ننسحب ونتركهم؟ ولو أردنا الانسحاب لأكملنا انسحابنا من القلمون في اتجاه الشمال وكان الطريق سالكا(…) اصبحنا أقوى اليوم وحالنا أفضل بعشرات المرات، ونعتبر الانسحاب خيانة لدماء الشهداء”.

 

حركة تحرير فلسطين

وأوضح الحمصي أن “القلمون الغربي وتحديداً الجرود، شهد خلال الايام الماضية معارك عنيفة متقطعة بين جبهة النصرة من جهة وقوات النظام و”حزب الله” وحركة تحرير فلسطين التي ظهر لها شعار اثر تحرير “جبهة النصرة” نقطة المش في القلمون”، مشيراً إلى أن “النصرة باتت منذ يومين على مشارف بلدة فليطة في القلمون المحاذية لمدينة يبرود المحتلة”.

اما في القلمون الشرقي، فيشير الحمصي إلى أن “جيش تحرير الشام أطلق بقيادة فراس بيطار معركة “ضرب النواصي” وبدأت الاشتباكات والمعارك بينه وبين جيش النظام وميليشيا “حزب الله”. وعلى اثر هذه الاشتباكات تمكن جيش تحرير الشام من السيطرة على طريق دمشق – بغداد الدولي وهي من أهم طرق النظام السوري، كما تمكن من تدمير دبابتين وقتل العشرات من جيش النظام وحرر نقاطا جديدة”.

 

الأردن: “الأسد المتأهب” تنطلق بمشاركة 18 دولة

أعلن الأردن والولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن انطلاق تدريبات “الأسد المتأهب” المتعددة الجنسيات للسنة الخامسة على التوالي بمشاركة عشرة آلاف عسكري من 18 دولة.

وقال مدير التدريب المشترك الناطق باسم تمرين “الأسد المتأهب”، العميد الركن فهد الضامن، في مؤتمر صحافي مشترك مع المتحدث الإعلامي باسم القوات الأميركية المشاركة في التمرين، اللواء ريك ماتسون، إن “التمرين يهدف الى مكافحة الإرهاب و(التدرب على) عمليات أمن الحدود والإخلاء، وعمليات إنسانية وإدارة الأزمات، وعمليات البحث والإنقاذ، وحماية المنشآت الحيوية، ومكافحة الإرهاب الالكتروني والإسناد اللوجستي، والتخطيط للعمليات المستقبلية والعمليات المدنية العسكرية والعمليات النفسية”.

وأوضح أن “التمرين يهدف إلى تطوير قدرات المشاركين على التخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة، وبيان العلاقة بين القوات العسكرية والوكالات والوزارات والمنظمات، في ظل بيئة عمليات غير تقليدية، وتبادل الخبرات العسكرية وتحصين الموائمة العملياتية بين الدول”.

وأكد الضامن أن الاهتمام تزايد بالتمرين “لما تمر به المنطقة والعالم من صعود تيارات متطرفة بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية واقترافها للجرائم البشعة بحق المؤمنين من جميع الأديان، ما يستلزم التنسيق المشترك وتبادل الخبرات لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه”.

ولفت النظر إلى أن التمرين سيجرى في تسعة مواقع مختلفة في المملكة، مشدداً على انه “لا يوجد قوات قرب الحدود السورية”.

وأشار إلى أن التمرين سيتضمن لأول مرة “قصفاً استراتيجياً واستخدام قاصفات صواريخ عالية الدقة.. واختبار قوة رد فعل سريع (أردنية) تم انشاؤها”.

من جهته، أكد اللواء ماتسون أن “التمرين لا علاقة له بما يجري حالياً في المنطقة، لكن كلما عملنا أكثر معاً كلما كنا أقوى”.

وأكد اهمية التمرين “لتسهيل الاستجابة للتهديدات التقليدية وغير التقليدية”.

وقال ماتسون إنه سيتضمن “أمن الحدود، والقيادة والسيطرة، ومكافحة القرصنة الالكترونية وإدارة ساحة المعركة”، إضافة إلى “تدريب قطاعات واسعة من القوات الجوية والبرية والبحرية دامجاً طيف العمليات في تمرين قوات موحدة”.

وأكد أن “طائرة بي52 ستقلع من الولايات المتحدة إلى ميادين التدريب لتلقي أسلحة تقليدية في مهمة مدتها 35 ساعة، وهذا ما لم نفعله في تدريبات سابقة”.

ويأتي التمرين في ظل مشاركة الأردن والعديد من الدول المشاركة في هذا التمرين في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش” الذي يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق.

وتشارك في التمرين الذي يستمر نحو إسبوعين، قوات برية وبحرية وجوية من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وكندا واستراليا وبولندا وباكستان والمملكة العربية السعودية ومصر والعراق وقطر والبحرين والإمارات ولبنان والكويت، بالإضافة إلى الأردن وممثلين عن حلف شمال الأطلسي.

(أ ف ب)

 

النصرة” تنشر تسجيلاً مصوراً للعسكريين: لاختيار مفاوض موثوق

نشرت “جبهة النصرة”، اليوم الثلاثاء، تسجيلاً مصوراً، يُظهر العسكريين المخطوفين لديها وهم يوجهون رسائل الى أهاليهم والى “الشيعة في لبنان”.

وطالب العسكريون، في التسجيل الذي نشرته “النصرة” على أحد مواقعها الإلكترونية، أهاليهم بالوقوف “في وجه حزب الله”، لأنه “هو من يسير أعمال الدولة اللبنانية”، محذرين أنه “إذا انجر الجيش اللبناني إلى معركة وإذا طلع الحزب إلى الجرد (جرود عرسال) فنحن من سيتأذى”.

وتمنى العسكريون على أهاليهم تشكيل لجنة وانتخاب مفاوض موثوق لمتابعة قضيتهم، مثل (وزير الصحة) وائل أبو فاعور، و(وزير العدل) أشرف ريفي، و(النائب) وليد جنبلاط”، محملين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مسؤولية تعطيل المفاوضات لأنه بحسب قولهم “يلعب بأهلنا ويكذب عليهم”، كما ألقوا اللوم على “حزب الله”، مطالبين أهاليهم بالاطلاع على المفاوضات بأنفسهم “دون الرد على أحد”.

وقال أحد العسكريين بأنه لا يقبل أن يعود الى أهله “إلا مقابل الافراج عن نساء من سجن رومية”، كما دعا العسكريون أهاليهم إلى “العودة إلى الإعتصامات”.

وحمل التسجيل المصور عنوان “رسالة من الأسرى الشيعة الى بني قومهم”، طالب العسكريون فيه بـ “العمل على انتفاضة في وجه الجيش اللبناني”.

ووصف أحد العسكريين “حزب الله” بـ “حزب الشيطان”، وبأن الجيش اللبناني “مدسوس من قبل هذا الحزب”، فيما اعتبر عسكري آخر أن “الجيش اللبناني وحزب الله يزجان نفسيهما في أمور لا دخل لهما فيها”.

 

القلمون: هجوم للمسلحين يوقعهم في كمائن

لم يمنع الشتاء القاسي من استمرار حرارة الاشتباكات في جبال القلمون المرتفعة وجروده الوعرة، حيث تواصلت هذه الاشتباكات طوال الأشهر الماضية، وإن بمستويات محدودة، غير عابئة بكثافة الثلوج التي كانت تغطي مساحاته الشاسعة.

لكن من المتوقع، أن يؤدي ذوبان الثلوج إلى زيادة المخاطر على الحدود اللبنانية. وقد يكون الهجوم الذي شنته بعض الفصائل المسلحة صباح أمس، مؤشراً على دقة الموقف في جبال القلمون.

وفي خطوة تحمل العديد من الدلالات، أعلنت الفصائل المنضوية تحت «تجمع واعتصموا»، وهي «لواء الغرباء» و«السيف العمري» و«رجال القلمون» و«نسور دمشق»، إطلاق ما أسمتها «معركة الفتح المبين» في القلمون الغربي بهدف «تحرير» جميع القرى والمدن في المنطقة.

وذكر بيان، منشور على صفحة التجمع على موقع «فايسبوك»، أن المعركة بدأت «بهجوم مباغت نفذه المقاتلون في ساعة مبكرة على عدة نقاط وحواجز عسكرية في محيط بلدات جبال القلمون الغربي»، مشيراً إلى أنها تابعة لـ«حزب الله» والجيش السوري.

وأكد مصدر ميداني سوري حدوث الهجوم صباح أمس من جهة جرود الجبة وجرود عسّال الورد، لكنه لفت إلى أن المهاجمين وقعوا في كمائن محكمة أدّت إلى تدمير آلياتهم، ومقتل وإصابة العشرات منهم. وعرف من بين القتلى المدعو سامر جمعة. وقال مصدر آخر إن «الجيش دمر آليتين محملتين برشاشات ثقيلة وعربة مدرعة بالصواريخ الموجهة والمدفعية، كما قتل حوالي 20 مسلحاً، وجرح 50 باستهداف فلولهم بقذائف المدفعية والصواريخ، وأن معظم القتلى والجرحى، ينتمون إلى تجمع القلمون الغربي، جبهة النصرة ولواء الغرباء»، مشيراً إلى أن «حالة من التخبط والإرباك سادت لدى المسلحين عقب فشل الهجوم، وتبادل مسؤولو المجموعات اتهامات التخوين والتخاذل».

ووصف «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «معركة الفتح المبين» بأنها «ضربة استباقية لهجوم يخطط النظام السوري وحلفاؤه لشنه قريباً في المنطقة»، في إشارة إلى الهجوم الذي ألمح إليه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في شباط الماضي، ثم تحول إلى موضوع حملة إعلامية قوية في الأيام السابقة.

وشدد «المرصد السوري» المعارض على مشاركة «جبهة النصرة» في هذه المعركة بالرغم من أنها لم تنضم بعد إلى «تجمع واعتصموا»، ولم يصدر عن مؤسساتها الإعلامية ما يؤكد هذه المشاركة، كما أن البيان الصادر عن التجمع لم يشر إلى مشاركتها في المعركة، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول الهجوم ودلالاته الحقيقية. فهل هو ضربة استباقية كما ذكر «المرصد السوري» أم أنه جس نبض ومحاولة لاستكشاف حقيقة التحضيرات العسكرية التي قام بها «حزب الله» والجيش السوري، والتي قالت بعض المصادر إنها تتضمن مفاجآت كبيرة، أم أنه محاولة لخلط الأوراق بغية تأخير «ساعة الصفر» للهجوم الذي أعلنت عنه قيادة «الحزب» لكسب الوقت قدر الإمكان؟ وذلك مع عدم إغفال أن إطلاق هذه المعركة يعني في ما يعنيه أن الحملة الإعلامية التي قادها «حزب الله» بدأت تؤتي ثمارها، وأن الفصائل التكفيرية المستهدفة بها قد اضطرت إلى الدخول في دوامة ردود الأفعال عليها.

كما أن تبعية «تجمع واعتصموا»، وطبيعة علاقاته، تثير العديد من التساؤلات. فالتجمع يعتبر نفسه خطوة أولى على طريق تشكيل «جيش الفتح في القلمون»، الذي من المتوقع أن تنضم إليه كل من «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» وغيرها من الفصائل، لذلك كان من اللافت تصريح مدير المكتب الإعلامي للتجمع حول العلاقة مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» بالقول «علاقتنا مع جميع الفصائل جيدة، وأولوياتنا في جرود القلمون هي تحرير مدننا، ولا نرى خطراً منا على أحد، ولا من أحد علينا، فجميع الفصائل في جرود القلمون لا تستطيع الاستغناء عن بعضها»، وهو ما يناقض الموقف الرسمي لغالبية الفصائل المسلحة التي ترى في «داعش» عدواً له أولوية في القتال، ويثير بالتالي الكثير من علامات الاستفهام حول التجمع.

وأيّاً يكن، لا يمكن اعتبار «الفتح المبين» بمثابة بداية «معركة القلمون» المرتقبة، لكنه قد يكون بمثابة مؤشر على أن المواجهة تمر بمخاض الاشتباك النفسي والإعلامي، ومرحلة الاستطلاع بالنيران من قبل الفصائل المسلحة. فمتى تخرج كلمة السر التي تعلن رسمياً انطلاق «معركة القلمون»؟.

على صعيد آخر، حاول «انغماسيون» من «جبهة النصرة» مهاجمة مركز عسكري في حي ركن الدين وسط دمشق، لكن القوات السورية تصدت لهم. وتضاربت التقارير حول استهداف مدير هيئة الإمداد والتموين في الجيش السوري اللواء محمد عيد، حيث ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «الانفجار استهدف مدير الهيئة اللواء محمد عيد الذي أصيب في الانفجار مع اثنين من مرافقيه»، لكنَّ مصدراً أمنياً نفى استهداف مدير الهيئة في الهجوم، أو مقتل أي عنصر أمني.

وقال إن مجموعة «إرهابية تسللت من نقاط مجهولة على متن دراجات نارية تم كشفها في شرق ركن الدين واشتبكت الجهات المختصة معها بالنيران». وأضاف «عندما أدركت استحالة هروبها قام احدهم بتفجير نفسه بحزام ناسف»، موضحاً أن «الجهات المختصة قتلت بقية أفرادها». وأفاد حساب «مراسل دمشق»، التابع لـ «النصرة»، أن ثلاثة من مقاتليه قد تمكنوا من «الانغماس» في المبنى العسكري الواقع في شارع برنية في الحي.

 

دي ميستورا يبدأ مشاورات مع السوريّين تمهيداً لاستئناف المفاوضات

يجري مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، اليوم الثلاثاء، مشاورات منفصلة مع كل من ممثلي أطراف النزاع السوري في محاولة لاستئناف المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود.

وأعلن دي ميستورا للإعلام: “نبدأ اليوم سلسلة نقاشات مباشرة مع أكبر عدد ممكن من الجهات الضالعة في النزاع السوري” لتقييم إمكانات بدء جولة جديدة من المفاوضات.

والمحادثات ستمتد على مدى خمسة إلى ستة أسابيع أو حتى أكثر إذا لزم الأمر.

وأضاف “في أواخر حزيران.. سنجري تقييماً للوضع ونتخذ قراراً بخصوص المرحلة التالية”، مؤكداً من جديد، أن المحادثات ليست على مستوى مؤتمر دولي ثالث في جنيف.

وأشار المبعوث الدولي إلى الطابع الطارئ للوضع معتبرا انه “يجب مضاعفة الجهود” لايجاد حل سياسي للنزاع السوري الذي يعتبر “المآساة البشرية الأفظع منذ الحرب العالمية الثانية من حيث أثرها الإقليمي”. كما أكد “َضرورة عدم التخلي” عن “التصميم” على حل الأزمة.

ويتوقع أن يلتقي دي ميستورا ممثلي الحكومة السورية وأكثر من 40 طرفاً سورياً ونحو 20 جهة إقليمية ودولية.

وبين السوريين الذين سيلتقيهم “أطراف سياسية وعسكرية ونساء وضحايا وزعماء دينيون” وكذلك ممثلون عن المجتمع المدني والشتات السوري.

والى جانب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، دُعيت دول المنطقة التي لديها نفوذ على أطراف النزاع.

وفي هذا الإطار دُعيت إيران التي كانت استبعدت عن مؤتمرين دوليين حول سوريا نظمتهما الأمم المتحدة في العامين 2012 و 2014، وكذلك دعيت السعودية وتركيا.

وأكد دي ميستورا أن المجموعات التي تعتبرها الأمم المتحدة “إرهابية” مثل “جبهة النصرة” أو تنظيم “الدولة الإسلامية” لم تتم دعوتها إلى مؤتمر جنيف.

وهدف المحادثات معرفة ما إذا كانت الأطراف المتحاربة “مستعدة للانتقال من مرحلة المشاورات إلى مفاوضات” استناداً إلى إعلان جنيف الصادر في 30 حزيران العام 2012.

وإعلان جنيف وثيقة وقعتها القوى الكبرى في 30 حزيران العام 2012 كخطة للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في ختام أول مؤتمر دولي حول النزاع السوري أُطلق عليه “جنيف-1”. لكن هذه الوثيقة بقيت حبراً على ورق.

كما أن مؤتمر “جنيف-2” كان تحت رعاية الوسيط السابق للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي انتهى في شباط العام 2014 إلى طريق مسدود.

(أ ف ب)

 

اشتباكات شديدة بين حزب الله ومسلحين سوريين شرقي لبنان

بيروت- الأناضول: قال مصدر أمني لبناني، إن اشتباكات شديدة اندلعت الثلاثاء، بين عناصر من حزب الله من جهة ومسلحين سوريين من جهة أخرى في محيط بلدة بريتال (شرقي لبنان) المحاذية للحدود السورية.

 

وقال المصدر لـ”الأناضول” إن الاشتباكات بين حزب الله والمسلحين السوريين اندلعت اليوم في محيط بلدة بريتال في منطقة البقاع، المحاذية للحدود السورية، مشيرا الى أن تلك الاشتباكات “مازالت مستمرة” (حتى الساعة13.30 ت.غ).

 

ولفت الى أن المتقاتلين يستخدمون خلال الاشتباكات الأسلحة الثقيلة والصاروخية، التي تسمع أصواتها في بلدات لبنانية بقاعية عديدة.

 

ولم يقدم المصدر الأمني الذي طلب عدم ذكر اسمه، تفاصيل أكثر حول فيما إذا سقط قتلى وجرحى في صفوف أي من الطرفين.

 

المعارضة السورية تُنهي وجود تنظيم الدولة في القنيطرة

القنيطرة- الأناضول: سيطرت فصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحّة على بلدة القحطانية، الواقعة في غرب القنيطرة، والقريبة من الشريط الحدودي مع إسرائيل جنوب سوريا. وهي آخر المناطق التي كان يتمركز فيها مقاتلو “جيش الجهاد”، التابع لتنظيم داعش في محافظة القنيطرة.

 

وقال أحد القادة العسكريين في جيش اليرموك، محمد الزعبي، في تصريحات للأناضول: “إن مواجهات عنيفة دارت منذ فجرَ اليوم بين الفصائل المقاتلة وعدد من مقاتلي داعش، حيث تمكّنت مجموعات من مباغتة مقاتلي داعش ومحاصرتهم بداخل بعض المنازل في البلدة، مؤكدأ مقتل 45 عنصر من التنظيم واستسلام عدد آخر منهم” .

 

وأوضح  الزعبي أن الفصائل المقاتلة، وبسيطرتها على القحطانية، تكون قد “طهّرت” القنيطرة من وجود داعش، ولن تسمح مرّة أخرى بإعلان أي مجموعة مسلحة مبايعتها لتنظيم داعش في الجنوب السوري.

 

في المقابل؛ نعت الفصائل المقاتلة  مقتل عدد من مقاتليها، خلال مواجهاتٍ مع مقاتلي جيش الجهاد في البلدة، من بينهم أحد قيادي لواء “فلوجة حوران”، التابع للجيش السوري الحر.

 

من جانبه أفاد أبو يحيى مسؤول المكتب الاعلامي في “ألوية الفرقان” التابعة للجيش الحر، أن قائد جيش الجهاد المعروف باسم “أبو مصعب الفنوصي” لاذ مع أربعة من مرافقيه بالهرب إلى قرية الصمدانية القريبة، حيث توجّهت إلى هناك مجموعات من الفصائل المقاتلة، في محاولة منهم إلقاء القبض عليه .

 

يُذكر أن فصائل مقاتلة أبرزها جبهة النصرة وألوية الفرقان التابعة للجيش السوري الحر، بدأت قبل حوالي عشرة أيام عملية عسكرية ضد جيش الجهاد التابع لتنظيم داعش في القنيطرة، إثر قتله عدداً من مقاتلي المعارضة، خلال توجههم إلى رصد مواقع الجيش النظامي في شمال القنيطرة.

 

جهاز مخابرات ناشط في محيط درعا يمثل الإئتلاف المعارض والأردن «يتعاون» وجبهة النصرة تظهر قدرتها على «الإنضباط» والسفير السوري الأسبق بهجت سليمان يتقدم بسؤالين للملك عبدالله الثاني

بسام البدارين

عمان – «القدس العربي»: يميل السفير السوري الأسبق في الأردن الجنرال بهجت سليمان إلى المناكفة المعتادة منه لعمان وهو يطرح بصورة علنية على العاهل الملك عبدالله الثاني سؤالين حول الفارق بين تنظيم النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية .

السفير سليمان يفضل التنطح شخصيا لكل ما يرد من الأردن حتى لا تسجل ردود فعله كمواقف رسمية وعندما طرح الملك عبر «سي إن إن» رأيه في التساؤل حول مبررات النظام السوري الذي يقصف الجميع باستثناء «داعش» إختارت دمشق الرد مرة أخرى ليس عبر القنوات الرسمية إنما عبر السفير سليمان نفسه. لذلك لجأ السفير الذي سبق ان طرد من عمان بصورة نظامية إلى طرح سؤالين عبر «الفيسبوك» على الأردنيين: ما هوالفارق بين تنظيم جبهة النصرة وتنظيم داعش؟..وما هو ردكم على من يتحالف مع الإرهاب ممثلا بتنظيم النصرة الممثل لتنظيم القاعدة؟

بالنسبة للحكومة الأردنية لا يوجد مبرر للتفاعل أو حتى للإهتمام بالتعليقات غير الدبلوماسية التي تصدر عن السفير سليمان الذي طلبت منه مغادرة عمان أصلا بسبب لسانه وأحاديثه غير الدبلوماسية .

وكما سبق لـ «القدس العربي» أن فهمت من الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد المومني لا مجال للرد على تعليقات وتهويمات هنا وهناك إلا عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية حيث يوجد سفارة سورية في عمان وأخرى أردنية في دمشق.

عمليا تعكس تعليقات العاهل الأردني عبر «سي إن إن» أمس الأول حول خلفية نشوء تنظيم الدولة في مدينة الرقة السورية والتغاضي عنها مرحلة متقدمة جدا من سوء العلاقات بين عمان والنظام السوري وهو ما تصادق عليه ايضا تعليقات السفير المشاكس بهجت سليمان.

في حالة الحفر في بعض الخلفيات يمكن القول ان التصريحات السياسية الساخنة المتبادلة بين عمان ودمشق هذه الأيام تشرح عن بعد جذر الخلافات والتباعد وتوقف تبادل الرسائل منذ سقوط معبر نصيب الحدودي بين البلدين قبل نحو خمسة اسابيع وهي عملية إتهم سليمان نفسه الأردن بالتعاون معها. وفي الوقت الذي خفتت فيه الرسائل الأردنية السرية مع القصر الرئاسي السوري منذ عشرة اسابيع تقريبا برزت إتصالات حديثة مع «مؤسسة أمنية» سورية جديدة تفرض بصماتها وتضطر عمان للتعاون معها بسبب نفوذها وتنامي دورها في منطقة درعا وهي نفسها المؤسسة التي تتبع اليوم الإئتلاف المعارض.

الإئتلاف المعارض والجيش السوري الحر شكلا معا «وحدة أمنية إستخبارية « تنشط على الحدود مع الأردن ومن خلال التنسيق مع الفصائل الموحدة التي انضمت لها جبهة النصرة اصلا ومن المرجح ان «التواصل الأردني» مع هذه الذراع الأمنية بحكم أنها اليتيمة الموجودة الآن في الميدان هو الذي يغيظ دمشق وتعتبره سلوكا عدائيا وخصاميا.

ذراع الإئتلاف المشكلة في الواقع من ضباط إستخبارات سبق أن انشقوا عن النظام هي التي تدير الآن الجانب السوري من معبر نصيب المغلق مع الأردن وهي الجهة التي ضمنت إستجابة جبهة النصرة لطلب أردني ملح يتمثل في انسحاب مقاتلي النصرة من معبر نصيب وضمان عدم وجود مظاهر مسلحة مقابل تعاون الأردن في مسائل متعددة من بينها تسيير الشاحنات أحيانا وتأسيس ثم تشغيل معبر جديد على الطريقة التركية.

في الحالة المشار لها شكلت إستجابة جبهة النصرة حرصا على بقاء تعاونها مع بقية اطياف المعارضة المسلحة بعد مواجهاتها الدامية مع تنظيم داعش..شكلت هذه الإستجابة خطوة «مشجعة» لرصد إشارات «مسيسة» في أداء جبهة النصرة قد تكون السبب برأي بعض المحللين وبينهم رئيس تحرير صحيفة «السبيل» الإسلامية عاطف جولاني لعدم حصول عمليات مباشرة ضد قوات النصرة داخل الأرض السورية .

 

المجموعات المسلحة في القلمون تعلن بدء معركة «الفتح المبين»

سعد الياس

بيروت – «القدس العربي»: في وقت يكثر الحديث عن استعدادات حزب الله لفتح معركة القلمون من اجل تحريرها قبل 25 ايار/مايو الحالي وهو عيد المقاومة والتحرير ليكون العيد عيدين بحسب أوساط الحزب هذه السنة، فقد أفيد أن المجموعات المسلحة في القلمون الغربي استبقت العملية العسكرية لحزب الله وأعلنت بدء معركة «الفتح المبين».

وتحدثت معلومات صحافية عن اشتباكات عنيفة دارت صباح الاثنين بين «حزب الله» مدعماً بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الفصائل الاسلامية المعارضة وجبهة النصرة من جهة أخرى في جرود القلمون.

وقال» المرصد السوري لحقوق الإنسان « ان الاشتباكات ترافقت مع سقوط عدة صواريخ على مناطق الاشتباك، وسط استهداف “جبهة النصرة” لتمركزات ومقار لـ”حزب الله” في ضربة استباقية لمقاتلي النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة للحزب الذي كان من المتوقع بدء عملياته في جرود القلمون خلال الأيام المقبلة، ونقل المرصد معلومات أولية عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وكان حزب الله استورد عبر مرفأ بيروت حوالى مئة سيارة جيب عسكرية تصلح للتنقل في الجرود اللبنانية السورية كما استورد عدداً من سيارات ATV من اجل تأمين سرعة التنقل ولتزويد سيارات الجيب والـ ATV بمنصات لإطلاق الصواريخ وبمدافع مباشرة.

 

المجموعات المسلحة في القلمون تعلن بدء معركة «الفتح المبين» وحزب الله زوّد سيارات جيب وATV بمنصات لإطلاق الصواريخ

 

«جيش الإسلام» يشن حرب تطهير غير معلنة في غوطة دمشق و«النصرة» أبرز المنافسين

رائد الحامد

دمشق – «القدس العربي» في إطار سعي جيش الإسلام إلى فرض سيطرته على كامل منطقة الغوطة الشرقية، مصدرٌ خاص من الغوطة الشرقية رفض الكشف عن هويته، يقول في حديث خاص مع «القدس العربي»: إنّ جيش الإسلام يريد فرض هيمنته على كامل الغوطة الشرقية، وأنّه لا يسمح لأيّة قوة فعلية أنْ تتواجد في المنطقة إلاَّ تحت قيادته، وهذا الأمر ترفضه جبهة النصرة وغيرها.»

أوائل العام الحالي، أعلنَ جيش الإسلام حملة «تطهير البلاد من رجس الفساد» بهدف استئصال وجود «جيش الأمة « من معقله الرئيسي في مدينة دوما، أسفرت عن اعتقال قائد الجيش أحمد طه أبو صبحي، والسيطرة على مقاره بعد اشتباكاتٍ عنيفةٍ لعدّة أسابيع بين الطرفين، وجاءت الحملة بعد قرار القيادة العسكرية الموحدة للثوار في الغوطة الشرقية «بالقضاء على المفسدين في جيش الأمة»، وذلك بعد اتهامهم بقضايا فساد وقطع للطرقات.

تُعد القيادة العسكرية الموحّدة في الغوطة الشرقية التشكيل الأكبر عدداً، والأكثر نفوذاً في مناطق غوطة دمشق الشرقية، ويقودها قائد جيش الإسلام زهران علوش، وهو بهذا لا يسمح لأيّة تشكيلات أخرى أنْ تعمل في مناطق سيطرته، وقد هدّد أكثر من مرّة بأنّه « لنْ يسمح بأنْ يكون هناك رأسان لجسدٍ واحدٍ»، وطالبَ جميع المسلحين بالانضمام إلى القيادة العسكرية التي يتولى قيادتها.

وسبق لجبهة النصرة أنْ اعتقلت أحد قياديي جيش الإسلام المسؤول عن النفق الذي يربط بين حيّي برزة وحرستا المخصَّص لنقل الإمدادات إلى المقاتلين، على يدِ الشرعي العام للجبهة في الغوطة الشرقية أبو خديجة الأردني، وفي الآونة الأخيرة طفت على السطح بشكل واضح الخلافات الحادة بين جيش الإسلام وجبهة النصرة، وبلغت حدّاً دفع بجيش الإسلام إلى سحب مقاتليه من حي جوبر أثناء هجوم قوات النظام على الحي نكايةً بجبهة النصرة التي بادلته الموقف، حيث سحبت مقاتليها من مدينة عدرا التي هاجمتها قوات النظام واستعادت سيطرتها عليها.

وحول الاستعراض الأخير لجيش الإسلام، الذي قال المصدر الخاص في حديثه مع «القدس العربي» إنّه كان حاضراً فيه»، يؤكد « إنّ أغلب المشاركين الذين ظهروا بالاستعراض العسكري هم من فصائل أخرى تَمّ سحب سلاحها، وإرغام عناصرها على مبايعة زهران علوش، أو توجيه تهمٍ لهم مثل الفساد، أو كونهم من الخوارج المتعاطفين مع تنظيم الدولة، أو القريبين من جبهة النصرة، وهؤلاء جميعا تَمّ ادخالهم دوراتٍ شرعيةٍ يُمنحون بعدها صكّ البراءة من الغلوِّ والتطرف»، ويعتقد المصدر «أنَّ العدد الحقيقي لجيش الإسلام لا يصل إلى 12 ألف منتسب بينهم مقاتلون وماليون وإداريون وغيرهم»، ويرى: «أنَّ الأوضاع بدأت بالتوتر بين جيش الإسلام من جهة، وباقي الفصائل والسكان من جهة أخرى، وأنّه بدأ بالفعل حملة تطهير ستطال كلّ المعارضين، أو غير المنضمين تحت قيادته، مما يفتح أبوابا جديدة للصراع الدموي بين الفصائل».

 

عوائل كاملة أبيدت وعدد الضحايا تجاوز الألفين نصفهم من النساء والأطفال

يمنى الدمشقي

طرطوس (سوريا) – «القدس العربي»: امتلأت أجندة الثورة السورية بعدد من المجازر، ففي مثل هذه الأيام قبل عامين شهدت قرية البيضا الواقعة في بانياس في محافظة طرطوس، المجزرة الطائفية الأكبر في سوريا والتي نفذت على مدار يومي الثاني والثالث من شهر أيار/مايو من عام 2013، وراح ضحيتها 400 شخص نصفهم نساء وأطفال من أهالي قرية البيضا، و400 آخرين من رأس النبع، و77 شهيدا بقرية البساتين بحسب الناشط أحمد أبو الخير، في حين اقتيدت أعداد كبيرة من أهالي هذه القرى وخاصة قرية البساتين إلى القرى العلوية المحيطة، في حين تحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن إعدام ما لايقل عن 248 شخصا على يد قوات النظام، مشيرة إلى أن هذه المجزرة تعتبر من أكثر الجرائم وحشية ودموية في سوريا.

وأضافت المنظمة في تقريرها أنه لم يتسن لها إجراء شهادات بعدد كافٍ، فيما قال من شهد المجزرة وكانت له فرصة البقاء على قيد الحياة أن هذه الأعداد قليلة جداً مقارنة بما حصل، حيث أن القرى أبيدت بأكملها ولم يبقَ فيها أحد وتخطت الأعداد ألفي ضحية نصفهم من النساء والأطفال.

يقول أنس وهو أحد الفارين من المجزرة في حديثه مع «القدس العربي» ان قرية البيضا حوصرت يوم الخيمس في الثاني من شهر أيار/ مايو عام 2013، وبدأ إطلاق الرصاص الكثيف من قبل قوات النظام والشبيحة منذ الصباح الباكر لإثارة الهلع والرعب بين الأهالي، إلى أن بدأت قوات النظام باقتحام البيوت بعدما دخلت القرية من ثلاثة محاور رئيسية، وهي جهة الثكنة العسكرية الموجودة على كتف الجبل، ومحور ما يسمى بوطى البيضا، والمدخل الرئيسي.

ودخلت هذه القوات بقيادة علي كيالي، ومفتي الطائفة العلوية بدر غزال، والعميد حسن خليل، مصطحبين معهم قوات من الدفاع الوطني التابعة لهلال الأسد والمدعومين بالشبيحة الآتين من القرى العلوية المحيطة وهي قرى كوكِب، والزوبة، والجريسية، والمورد، وبيت العتيق، وضهر بيت الشيخ علي، وتعنيتا، وقاموا بجمع عدد كبير من الأهالي في مقهى القرية وأعدموهم جميعاً ثم حرقوهم، وتابعوا مسيرهم إلى البيوت لينالوا من كل امرأة وطفل وشاب، ويضيف أنس أن العدد تجاوز 800 شهيد، حيث أن هناك عائلات بالكامل أبيدت ولم يبقَ منها أحد.

وأكد أنس أن الشبيحة كانوا يدخلون على المنزل فيسألون الأم أي أبنائك تريدين أن نذبح أولاً، ويذبحون الجميع أمام عينيها، ويقتلونها في النهاية، مرفقين ذلك بأقذر الشتائم الطائفية، وبعد مرور عدة أيام على هذه المجزرة سمحوا للهلال الأحمر بالدخول إلى القرية، ثم أحضروا أناساً من نفس القرية لكنهم يسكنون في مناطق أخرى، وقالوا لهم إن هؤلاء من ارتكبوا المجرزة! قتل أغلب من كان في القرية، وتمكن أنس من النجاة من مجزرة رأس النبع ليكون شاهداً على الإجرام الذي ارتكب بحق العائلات الفقيرة هناك، ويقول أنس إن لاذنب لها سوى أنهم من الطائفة «السنية».

«كل لحظة بتنعاد هي ذكرى، الذكرى ما بتنتسى، هن على طول ببالي، بس أنا بحاول إتناسى كرمال ولادي اللي بقيوا» بهذه الكلمات بدأت أم محمد حديثها مع «القدس العربي» وهي تحكي ما جرى في ذلك اليوم، مفضلة أن تكنى بأم الشهداء لا بأم محمد، لم تفارقها الغصات طوال حديثها، لم تنس حتى الآن وجه القاتل، ولا برودة أعصابه عندما كان يجهز على ضحاياه، لم تنس الساعة التي ذبح فيها زوجها، ولا تلك اللحظة التي اقتربت من ابنها المحترق فتفتت جسده بين يديها، كانت تفاصيل الوجع حاضرة في ذاكرتها حضور المجزرة، وحضور القاتل الذي لم يمت حتى الآن، ولا قل إجرامه.

تقول أم محمد لـ «القدس العربي» بدأ القصف في يوم الخميس في الثاني من شهر أيار/مايو، نزلت قذيفة صوتية في البداية ففتحنا أبواب وشبابيك المنزل خشية أن يحدث انفجار إثر تضخم الصوت، بعدها بربع ساعة نزلت قذيفة أخرى وهنا بدأنا نشعر أن الوضع سيتأزم وأن ثمة شيئا في القرية سيحدث، وطلب زوجي أن نذهب بالأطفال إلى القبو، بينما بقي زوجي وأبنائي وأنا فوق في منزلنا، واستمر القصف حتى الساعة العاشرة والنصف، هنا خفت كثيراً وطلبت من زوجي أن يسمح لأبنائي الشباب بالهروب، وخرجت إلى الشرفة لأستطلع الوضع وإذ بي أسمع أصوات صراخ النساء والأطفال من بعد مسافة 130 متراً، كنت أرى جثثاً تلقى في الأرض مذبوحة، حينها صرت أردد الشهادة مع زوجي وأسمعه يردد «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».

لحظات وسمعت أصوات أقدام تصعد سلم المنزل، فقلت لزوجي «رح يدبحونا» خرجت إلى الباب وفتحت فوجدت أعداداً كبيرة من العساكر والشبيحة يصرخون «ارموا سلاحكن يا كلاب يا إرهابيين» فاقتربت منهم قائلة: «نحن مو إرهابيين، نحن ولاد بلد وحدة، ونحن ما منرفع سلاحنا على ابن بلدنا»، هنا جن جنون العسكري صارخاً بوجهي: «ولسا عم تحكي يا حيوانة والك عين تحكي عن الوطن وإنتي إرهابية».

وتتابع أم محمد أجبته: «أنا مو إرهابية وهاد الوطن إلي والك ونحنا ما معنا سلاح، لو معنا سلاح منواجهكم فيه ما منواجهكم بالحكي»، ثم دفعني بعيداً ودخل فوجد زوجي بوجهه وأبنائي، وصار يقهقه ويضحك ويقول له: «متخبي هون وتارك مرتك تحكي معنا»، ثم صلبوني على الحائط رافعة يداي، وطلبوا من زوجي أن يسجد لصورة بشار الأسد، وتمكن الخوف والهلع منه وانقاد لرغبتهم، فسجد لها، ثم قال الله أكبر، فصرخوا بوجهه قائلين «قول ربك بشار ولا»، فظلّ يردد الله أكبر حتى أطلق أحدهم عليه الرصاص، وباتوا يتلذذون بتشويه جسده بالسواطير التي كانت معهم.

وتقول: ثم نظروا إلى ابني محمد وقالوا له «أنت إرهابي ولا» فأجاب «أنا مو إرهابي وكل يوم بمر عالحاجز وبشوفوا هويتي» إلا أن الرصاصة كانت أسرع من أن يرد محمد تهمة الإرهاب عنه، بقي ابني الأخير واقفاً، بكى وهو يطلب منهم ألا يقتلوا أمه فأجابوا: «طبعا ما رح نقتلها لأن بدنا نخلي حدا يبكي عليكم»، ثم ضربه بطرف الروسية على عينه حتى سقطت عينه في يده، ثم أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلاً وسحبوا الجثث خارج المنزل.

ثم اقتادوا أم محمد إلى مكان يتجمع فيه حشد من العساكر، وكان هناك بيت فيه عدد كبير من النساء يتجاوز 250 سيدة، لا يدرين ما يحصل في الخارج، وتقول أم محمد: كنت أنقل عيوني بين الضحايا والقاتل، أمسك بي ضابط وقال عندما رآني للعساكر ممن كانوا معه: «شوفو هي صيدة مرتبة»، ثم لطمني على وجهي حتى كدت أفقد الوعي، ووضع يده على صدري محاولاً أن يتحرش بي، في تلك اللحظة ورغم الألم الذي كنت أعيشه إلا أن قوة سماوية بثت في جسدي، نظرت إلى الضابط وقلت له: «ربك قادر يحط أمك بنفس الموقف اللي أنا محطوطة فيه، نحنا ما منغلط بأمهات حدا بس أنتو بتغلطوا»، فصرخ بي قائلاً «أنتي متل أمي وليه».

كنت واقفة أمام ما يزيد عن 800 شخص من أهالي القرية لم أكن أخشى إلا أن يتم اغتصابي أمام عيون هؤلاء جميعهم، حتى جاءه هاتف شغله عني، وربما كانت الأوامر بالهاتف تقضي بإيقاف العمليات في البيضا، وفعلاً نظر إلي الضابط وانصرف، لكنه قبل أن ينصرف قال لأحد عساكره، هذه الفريسة من نصيبك، نظر الي العسكري بعيون مرتجفة واقترب مني قائلاً «يا خالة أنا عبد مأمور، يمكن بعد ما يدبحوكن يدبحوني معكن، خلينا نمثل انو اغتصبتك، صح هو ابتعد بس رح يراقبني».

في هذه الأثناء كلها كان الضابط قد أعطاني كيساً به مادة صفراء غريبة، وقال لي ستبقين مصلوبة ورافعة يديكِ حاملة هذا الكيس، وإن وقع منك فإنه سيحدث حريقاً بك، وبمن حولك فهو مادة كيمائية.

ثم أتى بـ 32 امرأة أخرى كانوا يجرونهن كالأغنام والخوف يقتل كل واحدة فيهن، حتى مرت امرأة حبلى مصطحبة فتاة صغيرة تضع غطاء صلاة على رأسها، فأثارت شكوك العسكري الذي أمر الأم أن تنزع غطاء الصلاة عن الطفلة، وعندما نزعته بدا صبي، كانت الأم قد ألبسته غطاء الصلاة خوفاً عليه، فضحك العسكري قائلاً «أنا كنت بعرف انو صبي» ولم يكد ينهي كلمته حتى فصل رأس الصبي عن جسده وأمر الأم ألا تتفوه بحرف وسخر منها قائلاً «لو بدك غيره هلق بعمل معك وبحبلك لتجيبي غيره»، ثم اقترب مني وسألني : «كم ولد اندبحلك أنتِ»، فقال له العسكري الذي كان بقربه أنه دبح خمسة من أولادي بالإضافة إلى زوجي، وكان الخمسة هم أبنائي الاثنين وأبناء أختي الثلاثة، فقال الضابط :»أنا بحبلها بعشرة وانتو حبلوها بعشرة»، ثم استدار العساكر باتجاه المقتادين الجدد، وتمكنت من التسلل والهروب بين حشد النساء في الداخل، وهرعت لتغيير ثيابي وتغيير شكل الحجاب الذي أضعه، لكن قبل ذلك توجهت إلى الحمام لأرمي الكيس الذي بيدي، وإذ به يصدر رذاراً لكن ليس قوياً كما خيل إلي. أعلن الجيش والشبيحة عن انتهاء العمليات في البيضا في تمام الساعة الثامنة مساء، عدت في حوالي الساعة الخامسة إلى المنزل فوجدته يحترق، ووجدت أطفالي الذين تركتهم في القبو مع جدتهم يبكون ويقولون: «ماما دبحوا كل العالم».

ثم خرجت لأبحث عن زوجي فوجدته ملقى عارياً أمام المسجد ورأسه قد شق نصفين، ووجدت بقربه خمسة شباب ربطوا بسلك معدني متفحمي الجثث، اقتربت منهم فوجدت ابني محمد بينهم، عرفته من شكل إصبعه الأصغر لان به تشوها، اقتربت منه لألمسه إلا أن جسده المتفحم تفتت في يدي.

وتضيف أم محمد: عادت قوات النظام في يوم الجمعة لتتابع عمليات القتل والتعذيب والحرق في رأس النبع، ولم يبقَ من البيضا إلا اسمها، فأعداد من أعرفهم من الذين استشهدوا تتعدى 870 دون الأخذ بعين الاعتبار من تم إعدامه في الساحة، إلا أنني كشاهدة على المجزرة أقدر الضحايا بما يتجاوز ألفي شهيد. يتحدث أحمد أبو الخير أن 80٪ من البيضا أحرقت بفعل عمليات التشبيح الممنهجة، وسرقت محتويات كافة البيوت والسيارات، فيما قامت نساء القرى العلوية بالمشاركة بعمليات تهشيم الرؤوس، وتشويه الأجساد بعد تصفيتها، كما شاركن بإهانة نساء البيضا بعد اعتقالهن، مشيراً إلى أن جميع الجرائم التي ارتكبت في البيضا ورأس النبع وغيرها ما كانت إلا عمليات إبادة جماعية للقرى السنية.

 

دي مستورا: مشاورات جنيف ليست مباحثات سلام

اسطنبول- الكسندر أيوب

أعلن المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، عن انطلاق اللقاءات التشاورية الثنائية التي دعا إليها طيف واسع من المعارضة السورية، إلى جانب وفدٍ عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى جهاتٍ دولية وإقليمية.

 

دي مستورا وخلال مؤتمرٍ صحافي، عقده اليوم الثلاثاء، في العاصمة السويسرية جنيف، أكّد أن “اللقاءات انطلقت اليوم، وليس هناك سقف زمني، وهذه العملية ممكن أن تستمر أسابيع، وممكن أن يضاف إليها الكثير من الأطراف، وفي نهاية يوليو/ تموز، هناك عملية تقييم للنتائج التي توصلنا إليها”. وشدّد المبعوث الدولي على أنّ مشاورات جنيف ليست مباحثات سلام، وإنما هي محادثات تسعى إلى فتح نقاش جاد مع كافة الأطراف المعنية، لإيجاد حل للأزمة السورية”.

 

وأضاف “منذ ثلاث سنوات مرت على إعلان جنيف 1 لم تحدث أي تطورات إيجابية على الأرض، وما نسعى إليه اليوم هو جعل بيان جنيف واقعاً على الأرض من خلال تصحيح ثغراته”، مشيراً إلى أنّ “نجاح مشاورات جنيف المقبلة، مرتبط بجدية المشاركين”، لافتاً إلى توجيه دعوات لقادة المعارضة المسلحة لحضور محادثات جنيف المقبلة.

 

وعن المشاركين في المؤتمر، قال دي مستورا “وجّهنا 40 دعوة تغطي جميع أطراف الأزمة السورية، إضافة لحكومة دمشق، و20 من الأطراف الدولية والإقليمية”، منوهاً بأنّ إيران تلعب دوراً إقليمياً مهماً لا يمكن إغفاله، فضلاً عن أنها عضو بالأمم المتحدة.

 

وفي هذا السياق، أكّد أن “الأمم المتحدة لن تستسلم أمام الأزمة السورية، ولن تتخلى عن الشعب السوري مهما حدث، وأنّ ما يأتي من أخبار عن حلب مفزع ومؤسف، وما زلنا نحاول التوسط بين أطراف النزاع، على الرغم من أن مقترح وقف إطلاق النار لم ينجح بعد في حلب”.

 

كذلك لفت دي مستورا إلى أنّ “مجلس الأمن عبّر و بالإجماع، عن أنّ أي محاولة أخرى لأي حل سياسي حتى لو كان فرصه ضعيفة يجب أن يتم، فضحايا النزاع السوري تحولوا لمجرد إحصاءات، لذلك علينا مضاعفة الجهود للوصول لحل سياسي للأزمة السورية”. مشيراً إلى أن “الانقسام داخل مجلس الأمن نفسه تجاه الأزمة السورية معوق رئيسي لإيجاد حل نهائي، فقد استيقظنا فجأةً، وإذ بخمس سنوات مرت على النزاع السوري، واليوم لا بد من التحرك بشكل جدي لإنهائه، وسنبذل قصارى جهدنا لمد جسور مع جميع أطراف النزاع”.

 

يذكر أن المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف السوري المعارض، والمشاركة ضمن وفد في اللقاءات التشاورية الجارية في جنيف، كانت قد حددت خمس نقاط كأساس لأي حل سياسي أو مفاوضات.

 

وأكد المتحدث الرسمي باسم الائتلاف، سالم المسلط، في تصريح رسمي، أنّ “موافقة الائتلاف على الذهاب إلى جنيف، والمشاركة في اللقاءات الثنائية التشاورية التي دعا إليها دي ميستورا لم تكن خطوة فردية، فقد اجتمع الائتلاف مع عدد كبير من ممثلي الفصائل العسكرية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الثورية، خلال عدّة لقاءات تشاورية، توصل من خلالها إلى اتفاق ينص على خمس نقاط أساسية لأي حل سياسي في سورية”.

 

وأوضح المسلط أن النقطة الأولى تتمثل بأنه “لا حل إلا بإسقاط نظام الإجرام والاستبداد بكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية، وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية في مستقبل سورية”.

 

وأضاف “الاتفاق ينص على ضرورة العمل على تحقيق أعلى درجة من التوافق والتنسيق بين قوى الثورة والمعارضة السياسية والعسكرية، وحماية القرار الوطني المستقل مع الاستمرار بالتنسيق والتعاون مع حلفاء الثورة وأصدقائها، إضافة إلى الوقوف في وجه أي مخططات لتقسيم البلاد أو تأهيل نظام الإرهاب وإعادة إنتاجه، مع التأكيد أن يكون أي حل كاملاً وشاملاً لكل القضية السورية”.

 

قوات المعارضة السورية تطرد “داعش” من القحطانية

درعا – هيا خيطو

بسطت قوات المعارضة السورية  اليوم الثلاثاء، سيطرتها على بلدة القحطانية في القطاع الأوسط من محافظة القنيطرة، بعد تمكّنها من طرد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وأعلنت كتائب “أحرار الشام”، وألوية الفرقان، عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، أنها وبمشاركة عدد من الكتائب الأخرى، سيطرت، صباح اليوم، على بلدة القحطانية، بعد اشتباكات وصفتها بـ”العنيفة” دارت مع عناصر “داعش”، وأسفرت عن “وقوع العشرات بين قتلى وجرحى في صفوف الأخير”.

 

وأكّد الناشط الإعلامي، ظاهر الحوراني، لـ”العربي الجديد”، خبر السيطرة على القحطانية، مشيراً إلى أنّ “الفصائل العسكرية المعارضة، خاضت المعارك ضد جيش الجهاد، الذي يتمركز في البلدة، ويشتبه بأنّه من أتباع “داعش”.

وجاءت معارك القحطانية في القنيطرة، بعدما هدأت نسبياً وتيرة المعارك التي كانت تدور، خلال الأيام القليلة الماضية، بين فصائل المعارضة، ومن أبرزها “جبهة النصرة”، وبين لواء “شهداء اليرموك”، الذي يشتبه، أيضاً، بانتمائه لـ”داعش”، في ريف درعا الشمالي الغربي.

 

وأوضح مصدر إعلامي محلي، لـ”العربي الجديد”، أنّ “اشتباكات خفيفة لا تزال تدور، حالياً، بين الطرفين، بالقرب من قرية الحيط المجاورة لقرية سحم الجولان، التي سيطر عليها، قبل يومين، مقاتلو لواء شهداء اليرموك”.

 

ووفقاً للمصدر ذاته، فإنّ “النزاعات التي تشغل كافة الفصائل العسكرية المعارضة في درعا والقنيطرة، ضد لواء شهداء اليرموك وجيش الجهاد المتحالفين، نشبت عندما تواردت شكوك إلى جبهة النصرة، بأنّ جيش الجهاد، هو من قتل بكمين عدداً من عناصرها، الذين كانوا متوجّهين للقتال ضد النظام في مدينة البعث بالقنيطرة، إلى أن تحولت تلك النزاعات تدريجياً لقتال، شهدت معظمه بلدة القحطانية، وقرية سحم الجولان.

 

ووجّهت اتهامات كثيرة خلال الأشهر الماضية، للواء شهداء اليرموك وجيش الجهاد، بأنّهما  ينتمون في الخفاء إلى تنظيم “داعش” على خلفية “تقاربهم الفكري معه”، وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، فإنّ “المعارك التي تدور حالياً، في القنيطرة ودرعا، ما هي إلّا  لإثبات الوجود، ولو وجّهت ضد قوات النظام، لتحررت المنطقة بالكامل”.

 

“داعش” يزيل الحدود بين سورية والعراق.. المرور بشهادة التوحيد

بغداد – أحمد النعيمي

ينتقل العشرات من العراقيين والسوريين بين البلدين بلا جوازات سفر، عبر الحدود العراقية السورية في محافظة الأنبار، وفي منطقة البو كمال، ودير الزور السوريتين، منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على الشريط الحدودي العراقي السوري.

 

بعد أن أزال التنظيم جميع الحواجز ونقاط التفتيش بين البلدين، أصبح الطريق سالكاً أمام المواطنين بلا جواز سفر، سوى وجوب ترديد عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) للداخلين والخارجين، من نقاط التفتيش التابعة لتنظيم “الدولة”.

 

يقول سامي مهنا (47 عاما) من أهالي القائم لـ”العربي الجديد” “أصبح من السهل الذهاب إلى سورية بلا جواز سفر، للعلاج أو شراء بعض البضائع والحاجيات أو حتى السكن، فالأمر سهل جدا، ولا تطلب نقاط التفتيش التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” سوى ترديد عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) للداخلين والخارجين من البلدين”.

ويسيطر تنظيم “الدولة ” على أكثر من 85 في المائة من مساحة الأنبار غرب العراق، بما في ذلك الشريط الحدودي بين العراق وسورية كله، فضلاً عن سيطرته على مناطق البوكمال ودير الزور السوريتين، المحاذيتين لمحافظة الأنبار العراقية.

 

ويلجأ أهالي المناطق الغربية من الأنبار للسفر إلى سورية لغرض العلاج، بعد أن أصبحت الأنبار شبه معزولة عن العراق، وأصبح المواطن الأنباري غير مرغوب به في العاصمة بغداد، وبعد قيام قوات الجيش العراقي بإغلاق الطرق المؤدية إلى خارج المحافظة.

 

ويقول الناشط المدني عمار الراوي (36 عاما) إنَّ “مواطني محافظة الأنبار لا يستطيعون الذهاب إلى أي مدينة عراقية، بسبب الخوف من المليشيات الطائفية التي تستهدفهم بالقتل، فيلجأون إلى الذهاب إلى سورية في مناطق البو كمال ودير الزور بموافقة تنظيم “الدولة”، الذي فتح الطريق أمام المسافرين بلا جوازات سفر، وخصص باصات صغيرة لنقل المسافرين من وإلى البلدين، وبأسعار زهيدة”.

 

ويكشف الراوي عن أنَّ “السفر إلى سورية أصبح الطريق الوحيد الذي ينقذ عشرات المرضى الذين لا يستطيعون الذهاب للعلاج في مستشفيات المحافظات العراقية، فالمليشيات تستهدف كل شخص من الأنبار رجلاً كان أو امرأة أو حتى طفلاً، ولم تبقَ سوى المحافظات الشمالية في كردستان ولا توجد إليها طرق برية، بسبب المعارك وقيام الجيش بإغلاق الطرق المؤدية إليها، فضلاً عن قرب المسافة إلى سورية من الأنبار وسهولة الطريق وعدم وجود أية عراقيل وبلا جوازات وعبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تعتبر جواز السفر الوحيد”.

 

اقرأ أيضاً: مليشيات تقتل 8 من عائلة واحدة وتشرّد النازحين ببغداد

 

السكن بسورية

ولا يقتصر سفر العراقيين إلى سورية على العلاج أو التبضع فقط، بل حتى للسكن، فمن المعروف أنَّ المناطق الغربية مثل “هيت وعنه وراوه والقائم” يسيطر عليها تنظيم الدولة بشكل كامل،

وتقطنها نفس العشائر القاطنة في البو كمال ودير الزور، وهي تتعرض للقصف الجوي بين الحين والآخر، ما يضطر العديد من الأهالي إلى السكن في مناطق سوريّة أكثر استقرارا.

 

يقول عثمان الهيتي (31 عاما) من أهالي مدينة هيت “إنَّ الملجأ الوحيد لأهالي الأنبار أصبح في سورية، لأغراض العلاج والتجارة وحتى السكن، فلا جوازات ولا تعقيدات إدارية ولا خطورة في الطريق، بعد أن تعاملت الحكومة العراقية مع أهالي الأنبار بمنتهى التعسف والجور وطردت النازحين من بغداد، وهناك خيارات عدة في سورية، أقلها أنّ القصف بوتيرةٍ أخف، وأن الزراعة والتجارة، خصوصاً مع تركيا ولبنان مستمرة ليس كمثل العراق حالياً.

 

وتعتبر التجارة بين المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسورية، أكثر نشاطا، لكنها محدودة نسبيا وتقتصر على الأدوية والفواكه والخضروات وتجارة المواشي وبعض المستلزمات.

 

ياسين الراوي (42 عاما) سائق سيارة نقل، يقول “التجارة مع سورية هي الطريق الوحيد لأهالي الأنبار لشراء الفواكه والخضروات والمواد الغذائية والطبية والإنسانية، حيث تمنع الحكومة العراقية وصول أيٍّ من تلك المواد إلى مناطقنا”.

 

ويوضح الراوي لـ”العربي الجديد” أن “الطريق سهل جدا أمام التجار وسيارات الحمل (النقل) فلا جوازات ولا تعقيدات إدارية كما كان يحصل سابقاً ولا رشاوى، فالطريق مفتوح تماماً وآمن جداً، لولا القصف الجوي بين الحين والآخر”.

 

“العفو الدولية”: البراميل المتفجرة تجعل من حلب دائرة جحيم

لندن ـ العربي الجديد

أجبر الرعب المطلق والمعاناة التي لا تطاق، العديد من المدنيين في حلب، إلى الاختباء تحت الأرض، هربا من القصف الجوي المستمر من قبل القوات الحكومية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وفقا لتقرير جديد نشرته منظمة العفو الدولية، أمس.

 

وقال تقرير المنظمة الدولية إن “الموت في كل مكان”، وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في حلب من قبل القوات الحكومية بشكل يومي، ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. ورسم التقرير صورة محزنة، لا سيما للدمار والقتل الناجم عن البراميل المحملة بالمتفجرات والشظايا المعدنية، التي تسقطها طائرات النظام السوري على المدارس والمستشفيات والمساجد والأسواق المزدحمة.

 

وحسب فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، فقد جعل القصف الجوي المتعمد والمنهجي في حلب، حياة المدنيين لا تطاق. وأضاف لوثر قائلا إن “استهداف المدنيين عمدا وبلا هوادة يشير إلى أن الحكومة السورية قد اعتمدت سياسة قاسية من أشكال العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين في حلب”.

 

وقال التقرير إن قذائف براميل النفط، وخزانات الوقود أو أسطوانات الغاز المحشوة بالمتفجرات والوقود والشظايا المعدنية التي تلقيها طائرات الهليكوبتر، تسببت في مقتل أكثر من 3000 مدني في محافظة حلب في العام الماضي، وأكثر من 11 ألف شخص في عموم سورية منذ عام 2012. وقدر التقرير أن حلب شهدت، الشهر الماضي، ما لا يقل عن 85 غارة بالبراميل المتفجرة، قتل فيها 110 مدنيين على الأقل. ونقل التقرير شهادات لناجين من الهجمات بالبراميل المتفجرة وصفوا فيها مشاهد مروعة مما تخلفه هذه البراميل عندما تسقط على رؤوس المدنيين. ونقل التقرير عن أحد الشهود قوله: “رأيت أطفالا دون رؤوس، وأشلاء الضحايا في كل مكان، إنه الجحيم بكل معنى الكلمة”.

 

وقال طبيب جراح عن طبيعة الإصابات الناجمة عن قنابل البراميل: “ما رأيته غير مسبوق، قنابل البراميل سلاح فظيع ومؤذ، إننا نرى إصابات رهيبة”.

 

كما تناول التقرير بالتفصيل محنة المدنيين الذين يعيشون في ظل هذا الخطر المميت والمستمر. ونقل عن طبيب يعمل في أحد مستشفيات حلب قوله: “لقد أجبرنا القصف على نقل أقسام المستشفى الميداني إلى طوابق تحت الأرض حيث لا شمس، ولا هواء نقيا، لقد استحال العمل في الطابق العلوي، بسبب التحليق المستمر للطائرات والمروحيات”.

 

وقال فيليب لوثر “يشعر الكثيرون باليأس وقد فقدوا كل أمل في المستقبل. منذ أكثر من عام وافقت الأمم المتحدة على قرار يدعو إلى وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان، وعلى وجه التحديد وقف الهجمات بقنابل البراميل، مع توعد النظام السوري بعواقب إذا فشل في الامتثال. اليوم، أدار المجتمع الدولي ظهره للمدنيين في حلب، ويكتفي بالتفرج بقلب بارد، ودون مبالاة إلى المأساة الإنسانية التي تتفاقم هناك”.

 

وأضاف أن “استمرار التقاعس في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية يرسل إشارة إلى النظام بأنه يمكن أن يستمر في قتل المدنيين في حلب دون خوف من أي عقاب”، ولفت إلى أنه: “من شأن إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، إرسال إشارة إلى من يأمر بارتكاب هذه الجرائم تساعد في وقف دوامة الانتهاكات”.

 

ودعت منظمة العفو الدولية جميع أطراف النزاع في سورية إلى وقف الهجمات المتعمدة على المدنيين والمباني المدنية أو البنية التحتية، فضلا عن استخدام الأسلحة المتفجرة، مثل البراميل أو قذائف الهاون، في المناطق المأهولة بالسكان.

 

كما تطرق تقرير المنظمة إلى جرائم حرب ترتكبها جماعات المعارضة المسلحة في حلب باستخدام أسلحة غير دقيقة، مثل مدافع الهاون وصواريخ بدائية الصنع مزودة بقنابل الغاز تسمى “مدافع الجحيم”، أدت إلى مقتل 600 مدني على الأقل في عام 2014. ونقل التقرير عن سكان الهجمات قولهم إن “الهجمات التي تشنها جماعات المعارضة المسلحة في كثير من الأحيان عشوائية تماما”.

 

ودعت المنظمة النظام في سورية إلى إنهاء الاعتقالات التعسفية والاحتجاز والاختفاء القسري، ودعت الجماعات المسلحة إلى إنهاء اختطاف المدنيين واحتجاز الرهائن. كما طالبت جميع الأطراف بوضع حد للتعذيب وغيره من أشكال إساءة معاملة المعتقلين وحق هؤلاء في معاملة إنسانية.

 

القلمون: قرع الطبول يشتد..والهدف الزبداني

بدأ “حزب الله” اللبناني، التحضير لمعركة القلمون، عبر إعلامه، بشكل مشابه لما فعله منذ عام تقريباً في معركة يبرود. وتتواتر الأنباء عن حشده وتطويعه لأبناء القرى اللبنانية الشيعية، في البقاع، لخوض حرب “حاسمة”. قوات المعارضة السورية المسلحة، شنّت من جهتها، هجوماً استباقياً مباغتاً، منذ فجر الإثنين، على نقاط ميليشيا “حزب الله” وميليشيا “الدفاع الوطني” في الجرود المحيطة بقرى عسال الورد والجبة والمعرة في القلمون الغربي.

 

وقد أطلقت قوات المعارضة “معركة الفتح”، وأعلنت ظهر الثلاثاء، عن تشكيل “جيش فتح القلمون”، تيمناً بالجيش الذي أحرز انتصارات كبيرة في إدلب وريفها. ويتشكل “جيش فتح القلمون” من جميع الفصائل العاملة في المنطقة، ومن ضمنها “جبهة النصرة” وفصائل الجيش الحر كـ”لواء السيف العمري” و”لواء الغرباء” و”تجمع واعتصموا بحبل الله” بالإضافة إلى “حركة أحرار الشام الإسلامية”، وغيرها.

 

وأحرزت قوات المعارضة تقدماً على جبه الجبة وعسال الورد، حيث سيطرت على نقطتين استراتيجتين في محيط قرية الجبة، بينما اضطرت للانسحاب من نقاط أخرى كانت قد سيطرت عليهم. خسائر “حزب الله” و”الدفاع الوطني” قُدرت في أول أيام المعركة، بـ15 قتيلاً و20 جريحاً، فيما خسرت المعارضة قتيلين و4 جرحى. المعارضة اغتنمت دبابة ومدفعاً من عيار 57.

 

وشهدت جرود القلمون غارات من طيران الميغ والطيران المروحي التابع لقوات النظام، إضافة إلى قصف من قوات الجيش اللبناني المتمركز في محيط بلدة عرسال اللبنانية، وقصف متواصل براجمات الصواريخ التابعة لـ”حزب الله” من جرود بلدتي نحلة وبريتال، بحسب تأكيدات مصادر المعارضة لـ”المدن”.

 

وفي السياق، بثّت “جبهة النصرة”، الثلاثاء، تسجيلاً مصوراً لأسرى لبنانيين من الطائفة الشيعية، يطالبون فيه بتشكيل لجنة تفاوض بديلة عن اللواء عباس ابراهيم، وموجهين نداءات للشعب اللبناني، للضغط بغرض تحييد الجيش اللبناني، عن الصراع، وللطائفة الشيعية لمطالبة الحزب بوقف زج الشباب اللبناني في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل.

 

قيادي في الجيش الحر، متواجد في جرود القلمون، قال لـ”المدن”، إن “حشود حزب الله هي فقاعات إعلامية أكثر منها على أرض المعركة، والدليل على ذلك أن قوات المعارضة هي من بدأت المعركة بهجومها”. القيادي رجّح أن يكون الضخ الأعلامي، من ضمن بروباغندا حزب الله، لحشد واستقطاب أبناء القرى الشيعية في البقاع، بعد أن استنزفت كوادر الحزب في المعارك الدائرة على امتداد سوريا.

 

وفي ضوء الضخ الإعلامي لمعركة القلمون وحماية العمق اللبناني، يبدو بأن “حزب الله” يُعد لعملية أخرى، حيث وردت تسريبات لـ”المدن” عن نية الحزب القيام بعمل عسكري في منطقة الزبداني، عبر ثلاثة محاور، هي: عين الشعرة المتاخمة لبلدة سرغايا، ومحور يحفوفا حيث توجد مستودعات الحزب، ومحور بلدة حام. والهدف هو تأمين طريق دمشق-النبي شيت في البقاع، والتي تعد من أهم معاقل الحزب.

 

القيادي في الجيش الحر، أكد اطلاعه على هذه التسريبات، ورجّح أن ما يعد له الحزب هو سوق الشباب الشيعة الأغرار إلى معارك في محيط دمشق، خاصة بعد توارد الأنباء عن قرب معركة الحسم في دمشق، من قبل المعارضة. وأضاف: “الحزب يلجأ لكذبة القلمون ليقنع الشباب بالتطوع، علماً أننا صرحنا أكثر من مرة، بأن لا نية للمعارضة في الدخول إلى العمق اللبناني، وهذه رسالة نوجهها إلى الجيش اللبناني الذي وضعه حزب الله في مواجهتنا، ويقوم بقصفنا: إننا نلتزم موقف الدفاع لا الهجوم مع الجيش اللبناني”.

 

ولا يعني ما سبق، أنه ليس هنالك من حشود لـ”حزب الله” في قرى نحلة وبريتال المتاخمة لجرود القلمون، ولكن ليس بالحجم الذي يُروّجُ له. القيادي يؤكد: “بالنهاية معركتنا هي حرب جبال، ولا قيمة للكثافة العددية في حرب الجبال. النظام والحزب كانو يعتمدون دائماً سياسة القصف من بعيد، ويتحاشون المواجهات المباشرة، لعلمهم بأنها مواجهة خاسرة مع أصحاب الأرض”.

 

القيادي في الحر، أوضح بأن “جيش فتح القلمون” ما زال في طور الهيكلة، حيث تمّ تشكيل مجلس عسكري  بمشاركة ممثلين عن كل الفصائل، بهدف “توحيد الجهود بشكل كامل لمواجهة ميليشا حزب الله والنظام، وتوجيه رسالة واضحة لتنظيم داعش، بأن أي اعتداء على أي فصيل في القلمون، سيكون اعتداءً على الجميع، ويستوجب الرد القاسي، خصوصاً في هذه الفترة الحساسة”.

 

“الإتحاد الديموقراطي”: “كومونات” ضد أكراد سوريا

تشكل “الكومونات” أحدى أهم وسائل الابتزاز الاجتماعي التي يعتمدها حزب “الاتحاد الديموقراطي” في مناطق “الإدارة الذاتية” الكردية في الشمال الشرقي من سوريا. ويستخدم الحزب هذه الكومونات لفرض سلطته وتوسيع قاعدته الجماهيرية، عبر ربط مصير الناس وفرص تلقيهم للخدمات الأساسية، من خلال مشاركتهم في “الكومون”.

 

والكومون هو أصغر وحدة إدارية وخدمية في نظام الإدارة الذاتية، حيث أسس “الإتحاد الديموقراطي” منذ بداية العام 2015، في كل قرية وحي من أحياء المدن والبلدات الخاضعة لسيطرته، كوموناً خاصاً بها، تم ربط توزيع الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والغاز به.

 

اللجان المختصة بتأسيس الكومونات كانت قد جالت في القرى والبلدات، ووعدت الأهالي بأن يكون الهدف من إقامتها هو تسهيل وصول الخدمات لهم، من دون أن يكون لها أهداف وغايات سياسية. تلك الوعود سرعان ما سقطت في أول اختبار، حيث هددّ مناصرو “الإتحاد الديموقراطي” بمنع الخدمات عن أي قرية أو حي، إن لم يؤسسوا الكومونات الخاصة بهم، ويربطوها بمؤسسات الإدارة الذاتية.

 

أحد سكان الريف الشرقي لمدينة القامشلي، أعرب عن أسفه للسياسة التي يتبعها الحزب تجاه الأهالي، مؤكداً أن مناصري الحزب يهددون بقطع الخبز والماء والكهرباء عن السكان، إن لم ينضموا إلى كومون القرية. وأضاف بأن مسؤول الحزب في القرية، قال للأهالي: “من لم ينضم للكومون سنقطع عنه الخدمات، كما أننا لن نسمح للإطفاء والاسعاف الوصول إلى بيته، في حال تعرضه لخطر”.

 

عضو في الجهاز الأمني التابع لـ”الإتحاد الديموقراطي” المعروف بـ”الأسايش”، أكّد أن مسؤول “الأسايش” في مخفر قرية السويدية جنوبي مدينة رميلان، كان عنصراً بارزاً في الأمن السوري، وأشار إلى أنه ما زال يتبع الأساليب الأمنية نفسها، مع الأهالي.

 

معاناة الأهالي مع الكومونات لم تقتصر على فرض التعامل مع مؤسسات “الإدارة الذاتية” فحسب، بل فرضت عليهم التعامل مع إداريي الكومون وهم غالباً من أنصار “الاتحاد الديموقراطي” أو من البعثيين القدامى. فالناس باتوا يعانون من سلطة دكتاتورية مصغرة، تحاربهم في خدماتهم الأساسية اليومية. يقول الناشط السياسي محمد أوسو، لـ”المدن”، بإن هذه الكومونات، تهدف بصورة أساسية، إلى إخضاع الأهالي لسلطة الأمر الواقع، مضيفاً بأن العائلات التي رفضت الانضمام إلى كومونات الإدارة الذاتية، لم تنقطع عنها الخدمات الأساسية فقط، وإنما تعرض شبابها للاختطاف.

 

أوسو أورد حادثة جرت في بلدة رأس العين “سري كانييه”، قبل حوالي شهرين، حين قامت قوات “الأسايش” بخطف الشاب بهزاد سليمان، نتيجة رفض عائلته الانضمام إلى كومون الحي. سليمان اختطف علناً من النادي الرياضي بالمدينة.

 

المسؤولة في “الاتحاد الديمقراطي” ناريمان مصطفى، مارست ضغوطاً على أهالي قرية أبو رأسين، لإجبارهم على تأسيس كومون، من خلال قطع الماء والكهرباء عنهم.

 

معاناة ريف مدينة عامودا، بأقصى شرق الحسكة، كانت الأقسى، حيث دفعت 6 قرى، ضريبة عدم الانصياع لقرارات الإدارة الذاتية ورفض تأسيس الكومونات، بالحرمان من الماء والكهرباء، شهوراً عديدة. وأكد الإعلامي اسماعيل شريف، من عامودا، بأن قرى طورلياس وقري وبكمزلو ومصطوهندي1 ومصطوهندي2 وكودح، انقطعت عنها الخدمات، كعقاب ضد الأهالي لأنهم من أنصار “المجلس الوطني الكردي في سوريا” المتحالف مع “الإئتلاف الوطني السوري” المعارض. أهالي هذه القرى لم يلبوا طلب “الإدارة الذاتية” بتشكيل الكومونات “مجالس الحارات”. شريف أوضح بأن “الإدارة الذاتية” لا تهمها معاناة الأهالي وحاجاتهم، بقدر الانضمام إلى الكومونات ومؤسسات الإدارة لبسط نفوذها على المنطقة.

 

بعض المراقبين، يؤكد بأن الهدف من تأسيس الكومونات، هو لعسكرة المجتمع وربطه بالقوى الأمنية لـ”الإتحاد الديموقرطي”. ويشير البعض إلى القرار الذي عممته الإدارة الذاتية على الكومونات، بتأسيس قوة أمنية في كل كومون، والتي يُطلق عليها الحزب اسم “القوة الجوهرية”، ترتبط مباشر بـ”الأسايش”، وتتلقى الدعم العسكري منها.

 

رئيس تحرير صحيفة “صوت كوردستان” عمر كوجري، أعرب عن أسفه لممارسات “الاتحاد الديموقراطي” بحق المواطنين، وأشار إلى أن الكومونات هي إحدى وسائل الحزب لمحاربة خصومه من الأكراد وبقية المكونات الاجتماعية والإثنية في المنطقة. وأضاف كوجري بأنه من المستهجن أن يحارب الحزب الناس البسطاء في لقمة عيشهم، مستغلاً حاجاتهم وظروفهم الصعبة. وتساءل كوجري: “أبهذه السياسة سيعيدون الناس إلى بيت الطاعة العمياء؟”.

 

وأشار كوجري إلى أن النظام السوري، كان قد مارس السياسة ذاتها، خلال أكثر من أربعة عقود، ولم يذعن السوريون لها. والمستغرب الآن أن “الاتحاد الديموقراطي” يمارس التصرفات التي مقتها الشعب وثار عليها.

 

السباق على مستقبل دمشق والجنوب

بدأت حالة الاستعصاء التي خيّمت خلال الفترة الماضية على الأوضاع الميدانية في سوريا بالانكسار. يمكن قراءة ذلك من خلال معطيات كثيرة، أبرزها مد نفوذ المعارضة في الشمال بهزيمة النظام في إدلب، وإعادة ضبط العمل العسكري، والاستراتيجيات الحربية للمعارك في درعا، ودفعها باتجاه القتال للسيطرة على مناطق مفيدة أكثر، مثل بصرى الشام، التي كانت جيباً مؤذياً للثوار في درعا.

 

في الثامن عشر من الشهر الماضي، وصل قائد “جيش الإسلام”، زهران علوش، إلى تركيا، قادماً من الغوطة الشرقية المحاصرة. وبمجرد انتشار صوره في تركيا، سادَ هرجٌ عن اقتراب معركة دمشق وتبلور قرار دولي بالتخلص من الأسد. وزاد من هذا الهرج بثّ صور أخرى جمعت علوش وقائد ألوية “صقور الشام” سابقاً، المنضوية تحت جناح حركة “أحرار الشام الإسلامية” حالياً، أحمد الشيخ، وأمير حركة “الأحرار”، هاشم الشيخ.

 

من المهم القول إن الطارىء الوحيد على الصورة المنشورة لأمراء الفصائل الإسلامية الكبرى في سوريا، هو علوش، باعتبار أن الآخرين يتخذان من تركيا مجالاً لتحركاتهما منذ وقت طويل، كما أنها مقرٌّ لمكاتبهما. وهذا الظهور لعلوش كان له مقدمات سابقة.

 

منذ تآكل آخر صورة مستقرة للدائرة الأمنية للنظام (رستم غزالي – رفيق شحادة – علي مملوك) عقب مقتل خلية الأزمة، انتقل قائد “جيش الإسلام” من مرحلة تمويل فصيله من قبل تلك الدائرة بوساطة من الواجهة المالية لرامي مخلوف، محمد حمشو، وتعويمه في الغوطة على حساب التشكيلات الأخرى، مقابل منعه قطع طريق دمشق-حمص من خلال الانسحاب من محيط اللواء 81 في القلمون، إضافة إلى الانسحابات المتتالية في يبرود والدخانية، وفرض قرار الانسحاب من المليحة، والشراكة مع النظام في حصار الغوطة الشرقية برفع معدلات أسعار السلع، وكبح خطر التشكيلات التي تسيطر على أحياء برزة والقابون وحي تشرينعلى العاصمة، إلى مرحلة تقديم أوراق اعتماد فصيله إلى قوىً إقليمية كبرى.

 

من أجل تقديم “جيش الإسلام” كقوة وحيدة، منظمة، في دمشق الكبرى (العاصمة والريف) كان يتوجّب على قوات علوش أن تتوسع في الحزام الشرقي للعاصمة، وهي منطقة تمتدّ من حي برزة شمالاً إلى عين ترما انتهاءً في منطقة المرج في الغوطة. وهذا المسعى واجه عقبات، أبرزها وجود فصائل أخرى تتقاسم السيطرة مع قوات علوش على تلك المساحة من الغوطة. أبرز تلك الفصائل كانت “فيلق الرحمن”، وحركة “أحرار الشام”، و”جيش الأمة”، و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”.

 

في خطوة أولى، أُنهي خطر هذه الفصائل من خلال تكبيلها في “القيادة العسكرية الموحدة” في الغوطة، التي تشكّلت أواخر العام الماضي، وهي تمنع تشكيل أي فصيل عسكري جديد في الغوطة، والكلمة العليا في هذه القيادة لزهران علوش، الذي عيّن زعيم “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” أبو محمد الفاتح، نائباً له في القيادة، وأعطى لقائد “فيلق الرحمن”، عبد الناصر شمير، منصب القائد الميداني. أما “جيش الأمة” وهو نواة الجبهة الجنوبية في الغوطة، وقائده أبو صبحي طه، فكان يعلم جيداً أن الهدف من القيادة الموحدة ليس سوى استفراد علوش بالمنطقة كاملة، فاعترض علناً عليها خلال الاجتماعات التمهيدية لتشكيلها، ليعلن علوش الحرب على فصيل طه، فيما نجح بتذويب حركة “أحرار الشام” داخل “فيلق الرحمن”، التي اتخذت قرار الاندماج مع الفيلق من دون موافقة مجلس شورى الحركة في تركيا، مستغلاً في ذلك فقرها وعدم استقرارها المالي في الغوطة، الأمر الذي أدى لاحقاً إلى اقتتال بينها وبين “فيلق الرحمن” في بلدة عربين، بعدما أعلنت انفصالها عن الفيلق، فحسم علوش الخلاف من خلال “دار القضاء الموحد”، التي أفتت بعدم جواز انفصال الحركة عن الفيلق، أو جواز ذلك في حال سلّمت عتادها العسكري إلى “فيلق الرحمن”، وهذا الأمر حسم خلال لقاء زهران علّوش مع أمير الحركة، هاشم الشيخ، في تركيا، حيث تشير المعلومات إلى أن الاتفاق يقضي بأن تعود الحركة إلى طاعة “جيش الإسلام”، وتشكّل فروعها في القنيطرة ودرعا تحالفات معه، بهدف خلق توازن عسكري يكبح هجوماً واعداً، ومنفرداً، على العاصمة تقوده تشكيلات الجيش الحر في درعا والقنيطرة.

 

بعد نجاح علوش في ربط تحركات تلك القوى بقرار القيادة العسكرية الموحدة، استكمل مخطط التوسع باتجاه العاصمة، فخاض حرباً ضد “جيش الأمة” مطلع العام الحالي وأنهى نفوذه في الغوطة، من خلال ما أسماه حملة “تطهير البلاد من رجس الفساد” التي ضرب بها أخصامه بذراع القيادة الموحدة و”جبهة النصرة”، وتابع التوسع إلى أحياء برزة والقابون وتشرين، قبل يوم واحد من وصوله إلى تركيا.

 

البعض قرأ من تحركات زهران علوش الأخيرة تحضيراً لعمل عسكري كبير في دمشق، ينتهي بسيطرته على العاصمة، على أن ذلك استكمال لقرار دول الخليج الوقوف في وجه إيران بعد إطلاق “عاصفة الحزم” في اليمن. لكن تلك القراءات كانت تفتقر إلى وقائع تسندها، وكل ما استطاع أصحابها الحصول عليه من دلائل كان مجرد تغريدات على “تويتر” لشخصيات إعلامية أو دينية بارزة في الخليج، كما أنها جنحت في كثير من الأحيان إلى السقوط في مغالطات كبيرة، لاسيما حينما كانت تَربط تحركات علوش مع تقدم الجيش السوري الحر في الجنوب، وتحديداً في معبر نصيب، وبصرى الشام حيث أن المعركة هناك كانت مندلعة قبل “عاصفة الحزم”.

 

في مراقبة تحركات علّوش، لابد من النظر إلى الطرف الآخر الذي يقترب من دمشق، وهو الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر. وذلك يعطي إحاطة أكبر لفهم طبيعة التشكيلات وأهداف التحركات نحو الميدان الأخير المفترض في العاصمة. ففي الجنوب، تجمع تشكيلات “القيادة العسكرية الموحدة” في الغوطة خصومة مكبوحة إلى حد ما، مع الجبهة الجنوبية، لاسيّما أن تلك القيادة قضت على نواة للجبهة في الغوطة، بإنهاء “جيش الأمة” وتحجيم “اللواء الأول” داخل برزة والقابون خلال المعركة التي جرت مؤخراً في تلك الأحياء ضد عناصر موالين لـ”داعش”. كما أن الأطراف الإقليمية الداعمة للجبهة الجنوبية تحكمها مصالح مختلفة عن الداعم الإقليمي لـ”جيش الإسلام” وعموم الفصائل الإسلامية الكبرى. و”جيش الإسلام” بالنسبة إلى الجيش الحر في الجنوب هو فصيل إسلامي، سلفي جهادي، يحتكم إلى الفتاوى، ومفهوم الولاء والبراء، وهذه الأدبيات تم الخلاص منها في درعا والقنيطرة إلى حد كبير. لذا، تصب تلك المعطيات في سياق محاولة “جيش الإسلام” العمل على احتمال أن تكون إرادة دولية، أو عربية على الأقل، قد تشكّلت لإسقاط الأسد، ولذلك هو يحتاج إلى توسيع نفوذه بالاعتماد على شركاء إقليميين محتملين؛ والقول الآن إنه حقق ذلك في الاجتماعات التي عقدها في تركيا. أما الجبهة الجنوبية، فهي في خط مناقض تماماً للتكوين العقائدي لـ”جيش الإسلام”، فضلاً عن بذور الخصومة الموجودة أساساً بينهما، ولذلك هما بعيدان عن العمل المشترك، أو التحالف، حالياً.

 

هناك تغييرات إقليمية كبيرة تحصل سيكون لها تداعيات في سوريا. هذا صحيح، لكن هل اتخذ القرار بالخلاص من الأسد؟ هذا ما لم يتضح حتى الآن، وفي ما لو حصل سيكون على شاكلة التدخل في اليمن، الذي لم يعرف به المسؤولون اليمنيون أنفسهم، باعتراف خالد بحاح رئيس الوزراء، أو حتى على صورة مشابهة لانطلاق عمليات التحالف العربي-الغربي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.

 

خاص إيلاف: خطة إيرانية – أميركية للتخلص من الأسد

بهية مارديني

قد تكون جزءا من صفقة الملف النووي

علمت “إيلاف” من مصادر ديبلوماسية رفيعة بوجود مباحثات أميركية إيرانية تمهد للتخلص من بشار الأسد وتمنع تقسيم سوريا. وتضع إيران شروطا تصب لصالحها قبل الموافقة على تنحي بشار.

 

بهية مارديني: كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة لـ”إيلاف” عن مباحثات – ايرانية أمريكية تدرس خطة لإجبار بشار الاسد على التنحي مقابل شروط مبدئية.

 

ومن بين تلك الشروط التي علمت بها “إيلاف”:

 

– دفع الديون المتراكمة على النظام السوري.

 

– عدم الادعاء على أي من الأطراف الإيرانية كمجرمي حرب.

 

– الاعتراف بالمواطنين الإيرانيين الذين حصلوا على الجنسية السورية خلال الأحداث واحترام ملكيتهم للعقارات التي يملكونها وتأمين حقوقهم الكاملة كسوريين.

 

– بعض الشروط العسكرية التي سيتم مناقشتها سراً وبوساطة روسية أمريكية مع المعارضة السورية.

 

ولم تنف المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لـ”إيلاف” أن هذه الشروط بالمجمل لمصلحة ايرانية بحتة، لكنها قالت إنها تبعد عن سوريا ما يتردد عن شبح التقسيم، كما لم تستبعد أن تكون ضمن صفقة الملف النووي بالكامل.

 

موقف اللاعبين الدوليين

 

وكان معارض سوري قال تعليقا على دعوة المعارضة العسكرية للاجتماع مؤخرا في تركيا إن أنقرة تريد فرض منطقة آمنة في الشمال ودعم المعارضة الاسلامية السنية فيه، وأن هذا قد أصبح واقعا ومقبول أمريكيا، بشرط الالتزام بمحاربة الإرهاب وعدم الدخول للمناطق الكردية.

 

وأكد المعارض السوري كمال اللبواني أن دول عربية تسعى لفرض منطقة آمنة في الجنوب أيضا وتصر على فرضها بالتزامن مع الشمال، وقد سبق وأخرت الموافقة على فرضها بالشمال فقط للضغط باتجاه فرضها بالجنوب أيضا والسبب هو وضع مدينة دمشق، حيث أنّ الخلاف القائم على اعتبار دمشق جزءا من الجنوب وعدم تركها بيد حزب الله وايران التي تفاوض أميركا على حصتها في الشرق الأوسط.

 

ورأى المعارض أن روسيا “”تنتظر بفارغ الصبر التدخل التركي العربي في الشمال والجنوب، لتتدخل لحماية الطائفة العلوية في الساحل، وهو ما باشرت بوارجها بفعله، وهو ما يفضله العلويون على السيناريوهات الأخرى أي القبول بحكم الأغلبية السنية بعد أن أدميت وثخنت جراحها على يد شبيحة العلويين والشيعة، أو الإتكال على الإيراني الذي يبدو أنه غير جاد في حمايتهم بعد عجزه عن حماية حلفائه في اليمن، ناهيك عن نظامه الإسلامي الذي لايطيقه العلويون”، بحسب تعبيره.

 

وتحدث اللبواني عن تناقض إيراني روسي بشكل متزايد حيث ترى طهران أن مصالحها “”تختلف عن مصالح روسيا وتتجه للتناقض معها مع اقتراب زمن القسمة، وهو ما ينعكس على شكل تصفيات متبادلة وصراع داخل النظام، وتشعر أنها خرجت من اللعبة من دون غنائم، فيتوقع أن يتحرك حزب الله المدعوم من الحرس الثوري وميليشيات شيعية أخرى ليحتل منطقة واسعة باتجاه حمص والقلمون واستبدال سكانها، ويحاول توسيع دولته ومربعه الإيراني في المنطقة والمنفلت من أي ضوابط، وسيحاول الاحتفاظ بدمشق وجنوبها أيضا وفتحها ساحة حرب.”

 

المنطقة الآمنة

 

بدوره، طالب سالم المسلط الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي بدعم مشروع المنطقة الآمنة تحسباً من هجمات متوقعة ومجازر محتملة قد يرتكبها نظام الأسد بحق المدنيين للتغطية على هزائمه وفي محاولة لتأجيل سقوطه المحتوم، كما طالب بدعم الجيش الحر بأسلحة مضادة للطائرات للجم سلاح الجو الذي يستخدمه الأسد ضد المدنيين في المناطق المحررة.

 

وقال: “لقد فرضت الانتصارات المتلاحقة للثوار على الأرض معادلة سياسية وعسكرية جديدة لا بد للمجتمع الدولي من مواكبتها بتحقيق انعطافة حقيقية وجادة على مستوى الدعم، الأمر الذي سيساهم في وقف سقوط المزيد من الضحايا ويدعم الانتقال الآمن للسلطة في سورية بما يحقق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة”.

 

وكان نائب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جيف راثك، قال إن تدريب عناصر المعارضة السورية المعتدلة سيبدأ قريبا جدا، مشيرا إلى أنه جاري حاليا استكمال الاستعدادات النهائية لبدء برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية.

 

المناطق العازلة

 

وأكد المسؤول الأميركي استمرار التزام الولايات المتحدة بدعم المعارضة السورية المعتدلة حتى تستطيع التصدي لكل من لجماعات المتطرفة في سوريا والنظام الحاكم.

 

ورأى أن إقامة مناطق عازلة أو حظر طيران فوق سوريا سيؤدي إلى حدوث تحديات كبيرة عسكرية وإنسانية ومالية مما يتطلب إعادة النظر في ذلك في إطار السياسة الأمريكية الأوسع تجاه سوريا.

 

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تواصل تقييمها للخيارات المتاحة لدعم المعارضة السورية المعتدلة غير أنه شدد إنه ليس هناك أي مبادرات جديدة يمكن الإعلان عنها، وإن الولايات المتحدة تشجع الدول الاخرى على دعم الاصوات المعتدلة في سوريا.

 

وكانت الإدارة الأمريكية اشترطت لدعم حلفائها في المعارضة السورية المسلحة، تقديمهم خطة عسكرية-سياسية واضحة تضمن استقرار الأوضاع.

 

ونقلت مصادر صحافية إن واشنطن “مستعدة لدعم حلفائها في حال تقديمهم خطة تتعاطى مع تنحي “النظام السوري” مع الحفاظ على بنية المؤسسات السورية، وضمان حقوق وحماية الأقليات، إضافة إلى حل سياسي يمنع حرب “ميليشاوية” طويلة في سوريا، كما هو الحال في ليبيا”.

 

وأضافت أن “إدارة الرئيس باراك أوباما استمعت إلى مقترحات من الجانبين التركي والعربي لإقامة مناطق عازلة، أو على الأقل توفير غطاء جوي للقوات التي تُدرَب وتُجهَز بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية، وهي منفتحة على ذلك، إنما تريد أيضا خطة عسكرية وسياسية متكاملة لمرحلة ما بعد الأسد”.

 

تركمانستانيون آخر المنضمين للمقاتلين متعددي الجنسيات في سوريا

بيروت: نذير رضا

تشهد الساحة السورية معارك بين مقاتلين «متعددي الجنسيات» يقاتلون في صفوف قوات «الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري، وفي صفوف قوات المعارضة.

 

ويقول مصدر في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن ساحات القتال باتت «أشبه بمعركة بين متحاربين أجانب على الأرض السورية، كل منهم له أجندته الخاصة».

 

وإلى جانب آلاف المقاتلين الأفغان والإيرانيين والعراقيين واللبنانيين، الذين يقاتلون في صفوف قوات النظام، ظهر مقاتلون متشددون من الشيشان وداغستان، وآخرون من تركمانستان، إلى جانب المعارضة.

 

ويعد ظهور التركمانستانيين في منطقة جسر الشغور، بمحافظة إدلب، الأسبوع الماضي، أول إعلان رسمي عن خوضهم المعارك داخل سوريا. ويعتقد أن أعدادهم تتراوح بين 500 و700 مقاتل، وأنهم موالون لتنظيم القاعدة.

 

الى ذلك، تبنى تنظيم «جبهة النصرة»، تفجيرا بدراجة نارية استهدف مبنى هيئة الإمداد والتموين العسكري، في حي ركن الدين بدمشق.

 

مقاتلون من الشيشان وتركمانستان يحاربون الأفغان والإيرانيين والعراقيين على الساحة السورية

«مهاجرون» يتصدرون الهجوم في اللاذقية وإدلب نظرًا لخبراتهم القتالية

بيروت: «الشرق الأوسط»

تعج الساحة السورية بآلاف المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في صفوف قوات «الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري، وصفوف قوات المعارضة في الشمال، حتى باتت ساحات القتال «أشبه بمعركة بين متحاربين أجانب على الأرض السورية، كل منهم له أجندته الخاصة»، كما يقول قيادي في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط».

وفيما برز آلاف المقاتلين الأفغان والإيرانيين الذين يقاتلون في صفوف قوات نظام الرئيس السوري، إلى جانب عراقيين من الميليشيات المدعومة من إيران، وقوات حزب الله اللبناني، برز على الطرف الآخر وجود مقاتلين متشددين من الشيشان وداغستان، إلى جانب مقاتلين من تركمانستان، اعتبر ظهورهم في منطقة جسر الشغور الأسبوع الماضي، أول إعلان رسمي عن تواجدهم في ميادين القتال السورية، علما بأن المقاتلين الشيشانيين «يتصدرون المعارك الاستراتيجية في الشمال، بدءًا من السيطرة على بلدة كسب العام الماضي، وصولاً إلى موقعهم في صدارة الهجوم اليوم على مناطق ريف اللاذقية»، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط». ولفت إلى أن هؤلاء «مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة، يطلق عليهم وصف المهاجرين، وتحمل كتائبهم مسميات مختلفة في الأراضي السورية». وشرح عبد الرحمن: «المقاتلون من الشيشان، يتصدرون اليوم معركة جسر الشغور والساحل»، لافتًا إلى أنهم «يتواجدون في المعارك الرئيسية عادة، نظرًا إلى خبراتهم في القتال وقدرتهم على المناورة والتحرك، ووجود انتحاريين بينهم». وتابع أنهم «ينظمون أنفسهم، وقد ظهروا في طليعة المعارك في حلب وكسب وجسر الشغور، ويتواجدون الآن في أحد أحياء مدينة إدلب».

وتلتقي هذه المعلومات مع ما تؤكده مصادر في المعارضة السورية في الشمال، كشفت عن أن «المقاتلين الغرباء المعروفين بـ(المهاجرين)، غالبًا ما ينظمون تجمعات خاصة بهم، لكن عددهم لا يتجاوز الألف مقاتل الآن في ريفي إدلب واللاذقية»، مشيرة إلى أن «أبو مسلم الشيشاني، يقود الآن معركة الساحل، ويشاركه أيضا مقاتلون من الشيشان وداغستان».

وإلى جانب هؤلاء المقاتلين، برزت لأول مرة مشاركة مقاتلين يُطلق عليهم اسم «مقاتلو تركمانستان»، وهم مقاتلون أجانب، من المهاجرين، و«يتمتعون بخبرة قتالية عالية». وظهر هؤلاء رسميًا في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عبر شريط فيديو بثّ في موقع «يوتيوب»، ممهور باسم «الحزب الإسلامي التركمانستاني في بلاد الشام».

ويقول عبد الرحمن إن أعداد هذا الحزب الموالي لتنظيم القاعدة، تتراوح بين 500 و700 مقاتل، مشيرًا إلى أن عدد القتلى التابعين له الذين قتلوا في معركة السيطرة على جسر الشغور «يتراوح بين 13 و20 قتيلاً على الأقل».

ويشكل هؤلاء، بحسب عبد الرحمن، جزءًا من «مئات المقاتلين الأجانب غير العرب الذين يقاتلون في صفوف الكتائب المعارضة في شمال سوريا»، لافتًا إلى أنهم «عادة ما يقاتلون إلى جانب المقاتلين الشيشانيين»، في مقابل «مئات المقاتلين الأفغان الذين يقاتلون إلى جانب النظام في جنوب سوريا بشكل خاص، ويشكلون مع المقاتلين الإيرانيين والعراقيين الشيعة، قاعدة قتالية ضخمة لقوات النظام في الجنوب، إذ يبلغ عددهم الآلاف».

ويؤكد عبد الرحمن أن المقاتلين الأفغان من «الهزارا» «تم إحضارهم إلى سوريا على أساس طائفي، بذريعة الدفاع عن المراقد الدينية الشيعية ومقام السيدة زينب في ريف دمشق، ودفع بهم إلى معارك درعا، حيث قتل منهم عدد من المقاتلين في معارك بصر الحرير في درعا» قبل أسبوعين، فضلاً عن أنهم «ينتشرون على الحواجز النظامية بريف دمشق الجنوبي والغربي». ويضيف: «حين يتحدث (الرئيس السوري) بشار الأسد عن مقاتلين أجانب في صفوف المعارضة، ألا يسأل نفسه عن أسباب وجود مقاتلين أفغان وإيرانيين وعراقيين ولبنانيين بالآلاف يقاتلون إلى جانب قواته»، مشيرًا إلى أن «مقاتلي الطرفين الأجانب، أحضروا على أساس طائفي».

 

حالات طبية غير مسبوقة

24 – إعداد: راما الخضراء

وصف مدنيون في حلب شمال سوريا، جثث أطفال مقطوعة الرأس، وأطراف مبتورة ملقاة بالشوارع، في تقرير مروع يفصل “فظائع لا يمكن تصورها”، يعاني منها المدنيون جراء الحرب الأهلية السورية.

 

واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير شديد اللهجة، جميع أطراف النزاع السوري، بانتهاك القانون الإنساني الدولي وارتكاب الانتهاكات “الجسيمة” لحقوق الإنسان، التي شهدت مدنيين سقطوا في أسوأ أعمال العنف.

 

وذكرت بيانات نشرها مركز توثيق الانتهاكات السوري، أن البراميل المتفجرة قتلت 3124 مدنياً على الأقل في محافظة حلب، بين يناير (كانون الثاني) 2014 ومارس (آذار) 2015، وفقاً لما ذكرته صحيفة إندبندنت البريطانية.

 

جحيم الأرض

وأشار أحد موظفي المركز، إلى رؤية جثث مقطوعة الرأس ملقاة في الشارع، بعد انفجار برميل متفجر في حي الفردوس عام 2014.

 

وقال: “رأيت الأطفال دون رؤوس، وأجزاء بشرية متطايرة في كل مكان، والآن أستطيع تخيل جهنم كيف ستكون”.

 

ووصف طبيب جراح في حلب، بعض الإصابات المروعة التي تعرض لها السكان خلال هجمات البرميل المتففجرة، قائلاً: “لم نر مثل هذه الأنواع من الإصابات في أي كتاب طبي”.

 

وتابع “البراميل المتفجرة، أفظع الأسلحة المستخدمة في الحرب، رأينا حالات لا تصدق، العديد من عمليات البتر، وأمعاء خارج الجسد، ورؤوس مقطة”.

 

رائحة الموت

وقال عضو في الدفاع المدني بمدينة حلب، أن “حصار المدنيين داخل دائرة الجحيم في حلب مستمر، وتمتلئ الشوارع بالدماء”.

 

وتابع “إن الأشخاص الذين قتلوا ليسوا مقاتلين، كانوا جميعاً مدنيين، لقد أصبحت طائرات الهليكوبتر روتيناً يومياً وفق رؤوسنا، لذلك توقفنا عن البحث، إذ شممنا رائحة الموت في كل مكان”.

 

ويعيش سكان مدينة حلب في ظروف سيئة، فالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، فيما تعاني المناطق التي تقع تحت سيطرة المعاضة من نقص في الغذاء والدواء والغاز لتدفئة المنازل.

 

سيطرة لقوات المعارضة بريفي القنيطرة وإدلب  

أفادت مصادر للجزيرة بأن المعارضة السورية المسلحة تمكنت من السيطرة على بلدة القحطانية في ريف القنيطرة، كما سيطرت على حاجزين لقوات النظام بريف إدلب.

 

وقالت المصادر إن سيطرة قوات المعارضة على القحطانية جاءت بعد انسحاب ما تبقى من مقاتلي ما يُعرف “بجيش الجهاد”، الذي يُعتقد أنه ينتمي لتنظيم الدولة، إلى بلدة الصمدانية بريف القنيطرة.

 

وأكدت كل من ألوية الفرقة، وحركة أحرار الشام، وجيش الإسلام، وجيش اليرموك، وجبهة النصرة، والجيش الأول، وفرقة أحرار نوى، سيطرة مقاتليها على البلدة التي قالت إنها تعد آخر معاقل تنظيم جيش الجهاد في المنطقة.

 

يذكر أن المعارك في ريف القنيطرة بين المعارضة والفصائل التي يعتقد أنها موالية لتنظيم الدولة اندلعت الأسبوع الماضي، حيث نجحت قوات المعارضة في طرد هذه المجموعات من بلدات العدنانية والحمدانية والقنيطرة المهدمة ورسم شولي.

 

وقبل ذلك، سيطرت قوات المعارضة السورية على حاجزي “تل بثينة” و”بيوت عبد الحميد” بريف إدلب بعد معارك مع قوات النظام.

 

وتعود أهمية هذه المواقع إلى أنها تشكل المدخل الشرقي لمدينة “أريحا”، التي أصبحت مكشوفة لقوات المعارضة المسلحة، إذ تسعى المعارضة إلى السيطرة على هذه المدينة بعد سيطرتها على مدينتي إدلب وجسر الشغور.

 

وفي ريف حمص الشمالي، أعلنت قوات المعارضة سيطرتها على حواجز الديك وزكبو والمداجن وبيت القرميد بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

 

وكانت قوات المعارضة أعلنت أنها أطلقت معركة للسيطرة على مواقع تمركز قوات النظام غرب مدينة تلبيسة تحت عنوان “وكان حقا علينا نصر المؤمنين”.

 

وفي تطور ميداني آخر، أفاد مراسل الجزيرة بأن ثلاثة أشخاص قُتلوا في قصف لقوات النظام السوري على مدينة خان شيخون بريف إدلب، بعد يوم من مقتل 59 شخصا في غارات للطيران الحربي على عدد من المناطق السورية.

 

وفي وقت سابق أمس، بث التلفزيون الحكومي السوري صورا لثلاث جثث قال إنها لمنفذي انفجارين في حي ركن الدين وسط العاصمة دمشق الاثنين.

 

وبحسب مواقع موالية للنظام، فإن أحد الانفجارين وقع بعبوة ناسفة مركّبة على دراجة نارية وأخرى في الموقع المستهدف، وأعقبت الانفجارين اشتباكات بين مقاتلين من جبهة النصرة وآخرين تابعين للنظام.

 

وكانت جبهة النصرة قد تبنت التفجيرين اللذين قتل على أثرهما شخص وأصيب آخرون، قالت مصادر إن من بينهم ضابطا كبيرا في جيش النظام.

 

تقرير يوثق نحو خمسين مجزرة بسوريا في شهر واحد  

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثقت51 مجزرة ارتكب النظام السوري خمسين منها في أبريل/نيسان المنصرم، ودعت إلى إحالة مرتكبي تلك المجازر إلى المحكمة الجنائية الدولية.

 

وقد أصدرت الشبكة تقريرها الدوري للشهر الماضي والخاص بتوثيق المجازر المرتكبة من قبل أطراف النزاع في سوريا، وقالت إنها وثقت فيه حدوث 51 مجزرة في أبريل/نيسان، منها خمسون مجزرة على يد القوات الحكومية ومجزرة واحدة على يد فصائل المعارضة المسلحة، وذلك اعتمادا على تعريفه للمجزرة بأنها “الحدث الذي يُقتل فيه خمسة أشخاص مسالمين دفعة واحدة”.

 

ووفق التقرير -الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- فإن القوات الحكومية ارتكبت 19 مجزرة بمحافظة إدلب، و11 في حلب وسبعا في درعا وأربعا بكل من ريف دمشق وحماة وثلاثا بمحافظة حمص، ومجزرة واحدة بكل من محافظتي دير الزور والرقة. أما فصائل المعارضة المسلحة فقد ارتكبت مجزرة واحدة بمحافظة حماة.

 

وأدت تلك المجازر -وفق التقرير- إلى مقتل ما لا يقل عن 499 شخصا، بينهم 110 أطفال و79 سيدة، أي أن 38% من الضحايا كانوا نساء وأطفالا، وهي نسبة مرتفعة جداً، مما يعني أن الاستهداف في معظم تلك المجازر كان بحق السكان المدنيين.

 

وفصل التقرير في حصيلة ضحايا المجزرة، فقد بلغ عدد ضحايا المجازر التي ارتكبتها القوات الحكومية 492، بينهم 108 أطفال، و79 سيدة. أما ضحايا المجزرة التي ارتكبتها فصائل المعارضة المسلحة فقد بلغت سبعة مدنيين، بينهم طفلان.

 

وأكدت الشبكة السورية الحقوقية في تقريرها أن حالات القصف كانت متعمدة أو عشوائية، وموجهة ضد أفراد مدنيين عزل، وبالتالي فإن القوات الحكومية قامت بانتهاك أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة.

 

ونبه التقرير إلى أن حجم المجازر وطبيعتها المتكررة، ومستوى القوة المفرطة المستخدمة فيها، والطابع العشوائي للقصف والطبيعة المنسقة للهجمات، لا يمكن أن يكون كل ذلك إلا بتوجيهات عليا وهي سياسة دولة.

 

وقد أوصت الشبكة في ذلك التقرير بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وبفرض عقوبات عاجلة على جميع المتورطين في الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان.

 

وأخيرا طالب التقرير الحقوقي بتطبيق مبدأ “حماية المدنيين” الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة على الحالة السورية عام 2005، وتساءل أين سيطبق هذا المبدأ إذا لم يطبق في سوريا؟

 

دعوة أممية لوقف الهجمات على مخيم اليرموك بسوريا  

دعا أعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى وقف الهجمات على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق المحاصر منذ ثلاث سنوات، وذلك في جلسة استماع للمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي قدم إفادة بشأن الوضع في المخيم.

 

وقالت رئيسة مجلس الأمن الدولي ريموندا مورموكايتي مندوبة ليتوانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة -التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري- إن “أعضاء المجلس استمعوا بالفعل إلى إفادة من السيد دي ميستورا” المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، عن الوضع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.

 

وقالت مورموكايتي -في تصريحات للصحفيين- إن “أعضاء مجلس الأمن أكدوا موقفهم الرافض لاستخدام القنابل العنقودية في الصراع السوري، ودعوا إلى وقف الهجمات ضد مخيم اليرموك”.

 

وأضافت “يتعين علينا في مجلس الأمن الاستمرار في الدفع نحو تحقيق مبدأ المساءلة، وأيضا نحو إقامة ممرات آمنة تسمح للمدنيين في مخيم اليرموك بالخروج الآمن من المخيم، أو بالبقاء الآمن لأولئك الذين لا يزالون داخل المخيم”.

 

وكان مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ماثيو رايكروفت قد أعرب في وقت سابق -بتصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الأممية في نيويورك قبل الجلسة- عن “شعوره بالغضب” من استمرار استخدام البراميل المتفجرة من قبل النظام السوري تجاه المدنيين السوريين.

 

وقال “نحن نشعر بالغضب من الوضع في مخيم اليرموك وما ورد بشأن استخدام البراميل المتفجرة من قبل النظام السوري بشكل خاص، ولذلك فإنه من المهم للغاية أن نستمع إلى إفادة من السيد دي ميستورا، ومن آخرين (لم يسمهم) عن الوضع، ليس فقط في اليرموك، ولكن أيضا في أماكن آخرى في سوريا”.

 

وتأتي هذه الجلسة مع إعلان بدء المشاورات التي يجريها دي ميستورا في مدينة جنيف السويسرية من أجل حل الأزمة المتواصلة في سوريا منذ مارس/آذار 2011، من خلال التواصل مع الأطراف السورية والدولية الفاعلة في الأزمة.

 

وتبدأ المشاورات اليوم الثلاثاء عقب مؤتمر صحفي سيعقده دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف، حيث من المنتظر أن يكشف المبعوث الأممي عن برنامج المشاورات ومواعيدها، ومعلومات أخرى تتعلق بها.

 

يشار إلى أن قوات النظام السوري تحاصر مخيم اليرموك الذي يقطنه أكثر من 18 ألف فلسطيني منذ نحو ثلاث سنوات.

 

موسكو تحضر لمؤتمر “موسكو 3” حول الأزمة السورية

موسكو – مازن عباس

أكدت مصادر روسية أن الخارجية الروسية قد اتخذت قرارا بعقد جولة ثالثة لحوار موسكو بشأن الأزمة السورية في النصف الثاني من يونيو المقبل.

وأفادت هذه المصادر بأن تنسيقاً يجري حالياً بين موسكو والقاهرة يستهدف إقناع كافة فصائل المعارضة بتبني الحل السياسي للأزمة السورية.

وأكدت هذه المصادر أن الدبلوماسية الروسية تدعم انعقاد لقاء القاهرة بين مختلف فصائل المعارضة لأنه سيكون خطوة لإنضاج حوار موسكو مع النظام السوري.

لكن هذه المصادر اعتبرت أن مؤتمر الرياض المزمع عقده يعيق هذه الجهود باعتبار أنه لا يزال غير واضح المعالم.

وتراهن الخارجية الروسية على أن الأطراف التي ستشارك في مؤتمر الرياض ولقاء القاهرة يمكن أن تشارك في الجولة الثالثة لحوار موسكو، حيث تجري الدبلوماسية الروسية اتصالات مكثفة مع كافة أطراف المعارضة السورية.

 

دي ميستورا يبدأ مشاورات بشأن سوريا.. تستمر حتى يونيو

جنيف – فرانس برس

يبدأ وسيط الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، بعد ظهر اليوم الثلاثاء مشاورات منفصلة مع كل من ممثلي أطراف النزاع السوري في محاولة لإنعاش المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود.

وأوضح دي ميستورا للإعلام: “نبدأ اليوم سلسلة نقاشات مباشرة مع الكثير من الجهات الضالعة في النزاع السوري”، لتقييم إمكانات بدء جولة جديدة من المفاوضات، وأضاف: “في أواخر يونيو.. سنقيم الوضع ونتخذ قراراً بخصوص المرحلة التالية”.

وأشار إلى الطابع الطارئ للوضع، معتبراً أن النزاع السوري هو “المأساة البشرية الأفظع منذ الحرب العالمية الثانية من حيث أثرها الإقليمي”، كما أكد على “ضرورة عدم التخلي” عن “التصميم” على حل الأزمة.

ومن المقرر عقد أول جلسة مشاورات بعد ظهر اليوم، بحسب دي ميستورا الذي رفض الكشف مسبقا عن هوية محاوريه.

بالإجمال يُتوقع أن يلتقي الوسيط ممثلي الحكومة السورية وأكثر من 40 مجموعة سورية وحوالي 20 جهة إقليمية ودولية.

وبين السوريين الذين سيلتقيهم “أطراف سياسية وعسكرية ونساء وضحايا وزعماء دينيون”، وكذلك ممثلون عن المجتمع المدني والشتات السوري. وإلى جانب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، دُعيت بعض دول المنطقة إلى المشاورات، أهمهما السعودية وتركيا.

وفي هذا الإطار، دُعيت إيران، التي كانت استبعدت عن مؤتمرين دوليين حول سوريا نظمتهما الأمم المتحدة في 2012 و2014.

وأكد دي ميستورا أن المجموعات التي تعتبرها الأمم المتحدة “ارهابية”، مثل “جبهة النصرة” و”داعش”، لم تتم دعوتها الى مؤتمر جنيف.

وهدف المحادثات معرفة ما إذا كانت الأطراف المتحاربة “مستعدة للانتقال من مرحلة المشاورات الى مفاوضات”، استنادا الى إعلان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012.

 

فصيل سوري يعلن مقتل قيادي بحزب الله

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت مصادر من فصائل المعارضة السورية المسلحة إن أحد القادة الميدانيين في حزب الله اللبناني قتل في معارك بشرق لبنان على الحدود مع سوريا، الثلاثاء.

 

وأوضحت المصادر أن القيادي بالحزب مسؤول العمليات في القلمون، علي عليان، قتل بالمواجهات الي اندلعت عقب هجوم للمعارضة على مناطق لبنانية جردية.

 

ولم يصدر على الفور أي بيان عن الحزب، الذي اكتفت وسائل إعلام تابعة له، بالقول إن عشرات المسلحين من المعارضة السورية، قتلوا في معارك جرود بريتال والطفيل ونحلة.

 

وقالت قناة المنار التابعة للحزب إن الاشتباكات اندلعت بين مقاتلي الحزب ومسلحين من المعارضة، حيث نصب المقاتلون اللبنانيون كمينا على مشارف بلدتي الطفيل وبريتال.

 

يشار إلى أن علي عليان مسؤول عن قوات حزب الله المنتشرة في جبال القلمون بريف دمشق، ويلقب بـ”أبو حسين ساجد”، وينحدر من من بلدة قلاوية الجنوبية.

 

مواجهات وبراميل متفجرة بسوريا وجبهة النصرة بهجوم استباقي على معاقل حزب الله بالقلمون قبل خطاب لنصرالله

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– استمرت المواجهات على أكثر من جبهة في سوريا، حيث أكد ناشطون سقوط قتلى في قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في إدلب وحلب، بينما اندلعت اشتباكات في منطقة مجاورة لمعقل النظام بمحافظة اللاذقية، أما على الحدود اللبنانية فنفذت جبهة النصرة هجوما استباقيا ضد مواقع لحزب الله قبل خروج أمين عام الحزب مساء الثلاثاء بخطاب مرتقب.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، إن الطيران التابع لنظام الرئيس بشار الأسد قام بإلقاء براميل متفجرة على مدينة خان شيخون صباح الثلاثاء، ما أدى لسقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى، كما دارت بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى، قرب حرش مصيبين ومنطقة بثينة، بالقرب من جبل الأربعين جنوب مدينة أريحا.

 

وعند الحدود مع لبنان، قال المرصد إن الاشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، استمرت في محيط بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، كما قصفت قوات النظام أماكن في منطقتي جرود الجبة وعسال الورد، دون معلومات عن إصابات.

 

كما جددت قوات النظام قصفها على مناطق في مدينة الزبداني، بالتزامن مع إطلاق نار من قبل قوات النظام على أماكن في المدينة، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية، في حين قتل ستة مقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة التابعة للقاعدة خلال قصف واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في جرود القلمون، وسط “معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.”

 

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا.

 

أما على الجانب اللبناني من الحدود، فيستعد المراقبون للخطاب المرتقب لأمين عام حزب الله، حسن نصرالله، الذي سيتحدث الثلاثاء، وبدأت قناة “المنار” التابعة للحزب بالحديث عن المعركة المرتقبة في القلمون بالقول “ما هي الاستراتيجية او حتى الخطوات التي أعدها لبنان لمواجهة المجموعات الارهابية في هذه المعركة؟ وهل ستقوم المقاومة بمواجهة الارهاب بينما يستمر البعض في القصف عليها والتطاول عليها؟” وفقا لمقال ورد في القناة.

 

جنرال سوري منشق لـCNN: سقوط إدلب أظهر فقدان السيطرة للنظام السوري ودخوله بحالة الفوضى المؤدية للانهيار المحتم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال الجنرال السوري المنشق، محمد خلوف، إن ما جرى في مدينة إدلب والخسارة التي تكبدتها قوات النظام السوري يظهر فقدان بشار الأسد للسيطرة ودخوله في الفوضى التي ستؤدي إلى الانهيار المحتم.

 

وقال خلوف في مقابلة حصرية مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN: “أقول بكل صراحة إن بشار الأسد ونظامه الآن الموجود في سوريا والذي يقوم بقتل الشعب السوري هو في أسوء حالاته، الجيش السوري ليس في حالة تسمح له بحماية المعاقل المهمة للنظام.. الجيش السوري فقد السيطرة ويعيش حاليا في حالة فوضى ويتداعى ومن المحتم أن ينهار.”

 

وتابع قائلا: “بشار الأسد الآن يعيش ضمن دائرة مغلقة كما يبدو، إنه يعيش في إطار خارج الصراع الجاري ومنفصل عن الواقع ويعيش في جحر ثعلب بعيدا عن أي مما يحصل في سوريا، ويتلقى تقاريرا فقط من مجرميه ومن عناصره الأمنية.”

 

وأضاف: “الجميع يعلم أنه وفي الماضي استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية، ومؤخرا استخدم غاز الكلور ضد مدينة دركوش واستخدم الغاز ذاته في إدلب.. وما حصل في إدلب ببساطة هو انهيار كامل لدفاعات الجيش السوري، لم يحصل هناك قتال وما حصل هو انهيار لقوات النظام نتيجة هجوم مباغت وسريع.”

 

وأردف قائلا: “هناك عامل مهم أود الإشارة إليه وهو أن السكان المحليين في إدلب علموا بأن سقوط بشار الأسد أمر محتم.”

 

وحول جبهة النصرة والدور الذي تقوم به في إدلب، قال الجنرال المنشق: “عدد المقاتلين في إدلب يبلغ ما بين 22 إلى 25 ألفا، وعناصر جبهة النصرة تشكل ما بين أربعة إلى خمسة في المائة.. لو أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب قدمت مساعدات ودعم للجيش السوري الحر وفصائل المعارضة الأخرى، لما وجد إرهابي واحد حاليا في سوريا، وهذا ليس تحليلي فقط بل هو رأي العديد من الخبراء والمحللين.”

 

لقاء في لندن يجمع الدول الكبرى والبند الوحيد الأزمة السورية

روما (5 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر دبلوماسية غربية إن لندن ستستضيف اجتماعاً يضم ممثلي الدول الخمس الكبرى الاعضاء في مجلس الامن مطلع الأسبوع المقبل لبحث الأزمة السورية وإمكانيات إيجاد مخارج لها، مشيرة إلى أن هذا البند الوحيد في الاجتماع.

 

وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن الاجتماع، الذي سيعقد على مستوى رفيع بناء على دعوة بريطانية في محاولة لتقريب وجهات النظر بين هذه الدول لإيجاد حل مشترك يستند إلى إعادة إحياء فكرة عقد مؤتمر جنيف3 في وقت قريب.

 

لكن المصادر لم تُعوّل كثيراً على هذا الاجتماع ودعت لعدم تحميله كثيراً من التوقعات، وأشارت خصوصاً إلى أن استمرار الخلاف في المواقف ووجهات النظر بين موسكو وواشنطن على وجه الخصوص، فالجانب الأمريكي ليس لديه النيّة لتغيير مواقفه تجاه الأزمة السورية، وفي نفس الوقت غير متحمّس للحل وفق الظروف الحالية، المحلية لسورية والإقليمية.

 

وأرجعت المصادر سبب عدم تشجّع الجانب الأمريكي على عقد مؤتمر جنيف3 لأنها تنتظر التوقيع النهائي على الاتفاق النووي مع إيران وإمكانية الاستغناء عن فكرة المؤتمر لصالح فكرة حل شامل للمنطقة يُرغم طهران وكل حلفائها في المنطقة على تغيير كل التوازنات، بالإضافة إلى انتظار الولايات المتحدة للمزيد من الانتكاسات لقوات النظام السوري

 

الأمم المتحدة تدشن محادثات سوريا وتأمل في حضور مقاتلي معارضة

من توم جايلز

 

جنيف (رويترز) – قالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنها دشنت ثالث مسعى كبير لها في ثلاث سنوات لإيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المتحاربة في سوريا وللمرة الأولى قالت انها تأمل في أن تحضر جماعات معارضة مسلحة سورية إلى جنيف.

 

وبعد عام من فشل محادثات بوساطة الأمم المتحدة بين الحكومة السورية وممثلين عن المعارضة يتخذ مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا طريقا أقل طموحا حيث سيجلس لسماع وجهات نظر أكثر من 40 مجموعة واحدة تلو الأخرى في فترة تستغرق بين ستة وثمانية أسابيع إن لم يكن أكثر.

 

وبدأ دي ميستورا المشاورات يوم الثلاثاء بالاجتماع مع مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة حسام الدين آلا في جنيف.

 

وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي إن من بين الذين تمت دعوتهم نحو 20 دولة “وطيف واسع من الشباب والممثلين عن الشبان والساسة والشخصيات العسكرية والنساء والضحايا والمجتمع المدني والمهاجرين وزعماء دينيين ومحليين وغيرهم.”

 

ومن بين المدعوين أيضا جماعات معارضة مسلحة لكن ليس من بينها جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية اللذين تصنفهما الأمم المتحدة بأنهما “منظمتين إرهابيتين”.

 

وقال “لن أخوض في تفاصيل بشأن من تمت دعوته وكم عددهم ومن هم وسأكتفي بالقول إن فئة من القادة تمت دعوتها ولن أخوض في أكثر من ذلك.”

 

ولم يتضح من سيحضر.

 

ولم يقدم دي ميستورا أي وعود لوقف حرب قتل خلالها أكثر من 220 ألف شخص وتشرد بسببها قرابة أربعة ملايين لكنه قال إن وظيفته هو ألا يدخر أي جهد.

 

وذكر أن هدفه هو إيجاد سبل “لتفعيل” بيان جنيف وهو اتفاق أبرم عام 2012 وضع خطوطا عريضة لوقف الاعتداءات وبدأ عملية تحول سياسي.

 

ورغم أن البيان كثيرا ما يساق كنقطة بداية لأي محادثات مستقبلية بشأن سوريا فقد قال دي ميستورا إن البيان “لم يصبح واقعا كما لم تجر مناقشات جادة بشأن تطبيقه.”

 

ويقول دبلوماسيون إن المشهد تغير منذ تم الاتفاق على البيان مع صعود تنظيم الدولة الإسلامية وبوادر التقارب بين الولايات المتحدة وإيران التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال دي ميستورا إنه يريد أن يرى إن كانت هناك أرض مشتركة بين المجتمع الدولي بشأن سوريا وإن كانت “الفجوات بشأن تطبيق (الاتفاق) تقلصت.”

 

بيان: السعودية تستضيف اجتماعا للمعارضة السورية

دبي (رويترز) – قال زعماء دول مجلس التعاون الخليجي في بيان عقب اجتماع لهم يوم الثلاثاء إن السعودية سوف تستضيف اجتماعا لجماعات المعارضة السورية الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد للضغط من أجل ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا.

 

وقال البيان – نقلا عن قناة العربية التلفزيونية – إن زعماء البلدان الست قالوا إن الاجتماع سيحاول رسم المشهد فيما بعد الأسد ويؤكد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يلبي طموح الشعب السوري.

 

ولم يحدد موعدا للاجتماع أو الجماعات التي ستحضر.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى