أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 7 أيلول 2014

 

 

 

«داعش» يخترق عين العرب و«الأطلسي» يلوّح بإرسال قوات إلى تركيا

بيروت، لندن، وارسو – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تسلّل عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية، قرب الحدود مع تركيا، فيما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ استعداد الحلف لـ «حماية حدود تركيا» من أيّ هجوم، ملوّحاً بإمكان إرسال الحلف قوّات بريّة إلى الأراضي التركية.

 

وقال شتولتنبرغ في مؤتمر صحافي أثناء زيارته بولندا أمس: «المسؤولية الرئيسية التي تقع على عاتق الحلف هي حماية كلّ الدول الحليفة. تركيّا عضوٌ في الحلف ومسؤوليتنا الرئيسيّة هي حماية سلامة حدودها، وهذا هو سبب نشرنا صواريخ باتريوت فيها». واستدرك: «على تركيّا أن تعرف أن الحلف سيكون حاضراً إذا وصلت أيّ تداعيات (للحرب السورية) أو نفّذت أيّ هجمات على تركيا نتيجة العنف الذي نراه في سورية».

 

وكان عناصر تنظيم «داعش» رفعوا رايتهم على المشارف الشرقية في عين العرب لدى دخولهم المدينة أمس للمرة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات مع «وحدات حماية الشعب» الكردية قبل ثلاثة أسابيع. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل 20 من مسلحي «داعش» في مكمن نفّذه مقاتلون أكراد في المدينة. وأكد بروير علي محمد مترجم «حزب الاتحاد الوطني الكردي» إجلاء أكثر من ألفي كردي سوري بينهم نساء وأطفال، من المدينة بعد تقدم «داعش». وأضاف في اتصال وهو في طريقه إلى تركيا: «يمكننا سماع دويّ اشتباكات في الشوارع».

 

وأعاقت مقاتلات التحالف الدولي- العربي في وقت سابق تقدُّم «داعش» إلى عين العرب، لكن عناصر التنظيم شنّوا هجوماً من الجهتين الشرقيّة والغربيّة، تزامن مع تفجير انتحاريَّيْن من التنظيم نفسيهما في موقع قريب من مقاتلي «وحدات حماية الشعب» على هضبة مشته نور الواقعة جنوب المدينة، بعد هجوم انتحاري نفّذه كردي ضد «داعش».

 

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام تركيّة عن نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج إن أنقرة أبلغت رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم خلال زيارته تركيا قبل أيام أن «على الأكراد الانخراط في جسم المعارضة السورية وألا يكونوا شركاء لنظام الرئيس بشار الأسد في ظلمه». وأضاف أن النظام السوري لم يساعد الأكراد في عين العرب وأنهم طلبوا من أنقرة مساعدتهم لمنع سقوط المدينة.

 

وإلى الشرق من عين العرب، قال «المرصد» إن ثلاثين مقاتلاً كردياً قتلوا بانفجار شاحنتين يقودهما انتحاريان من «داعش» عند المدخل الغربي لمدينة الحسكة ذات الغالبية الكردية.

 

وأفادت وسائل إعلام بريطانية بأن أنقرة بادلت الرهائن الأتراك الـ 49 الذين كانوا محتجزين لدى «داعش» في شمال العراق، بحوالى 180 جهاديّاً كانوا موقوفين لديها، وبينهم ثلاثة فرنسيّين وبريطانيّان وسويديّان. وكانت صحيفة «التايمز» نشرت قائمة «الجهاديّين» الذين أطلقتهم الحكومة التركية، وقالت مصادر الحكومة البريطانية إن القائمة «ذات صدقية».

 

وعلى صعيد الصراع بين قوّات النظام السوري والمعارضة، أفيد بأن مقاتلي المعارضة حققوا تقدّماً إضافياً في جنوب البلاد ضمن خطتهم للسيطرة على كل محافظة القنيطرة بين دمشق والجولان المحتلّ، والوصول إلى العاصمة من جهتها الغربية. في الوقت ذاته، كثّفت القوات النظاميّة عملياتها في أطراف أخرى من دمشق واستعادت للمرة الثانية السيطرة على بلدة الدخانيّة في الغوطة الشرقية.

 

أكثر من 400 قتيل منذ بدء الهجوم على كوباني

بيروت – أ ف ب، رويترز

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” اليوم الثلثاء، انه قتل اكثر من 400 شخص في الهجوم الذي تتعرض له منذ ثلاثة اسابيع مدينة عين العرب (كوباني) ويشنه مقاتلون ينتمون الى تنظيم “الدولة الاسلامية”.

 

وأضاف أن مقاتلين من الجانبين ومدنيين قتلوا.

 

وقال إنه “وثق مقتل 412 شخصاً من مصادر على الأرض لكن يرجح أن يكون العدد الحقيقي ضعف ذلك”.

 

واوضح المرصد لوكالة “فرانس برس” ان 219″ مقاتلاً من التنظيم قتلوا في الهجوم الذي بدأ في 16 ايلول (سبتمبر) الماضي، فيما قتل من الجانب الاخر 20 مدنياً و163 مقاتلاً كردياً وعشرة مسلحين قاتلوا الى جانبهم.

 

النصرة” تحتجز كاهناً من الفرنسيسكان

القدس – أ ف ب

أعلنت رهبنة الفرنسيسكان الثلثاء ان جبهة “النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة” تحتجز احد كهنتها بالاضافة الى عدد كبير من المسيحيين.

 

واضافت الرهبنة على موقعها الالكتروني ان “أخبار كاهن قنية (شمال غرب) حنا جلوف وافراد من رعيته انقطعت منذ احتجازهم ليل الاحد الاثنين في البلدة بالقرب من الحدود التركية”.

 

وكتبت الرهبنة ومقرها القدس “لسنا قادرين على تحديد موقع الاب حنا وافراد رعيته، وفي الوقت الحالي ليس من الممكن الاتصال به او بمحتجزيه”.

 

وقنية بلدة مسيحية في محافظة إدلب معقل جبهة النصرة وغيرها من المجموعات المقاتلة التي تحارب الجيش السوري.

 

معركة جرود بريتال تُدخِل لبنان مرحلة جديدة

بيروت – «الحياة»

دخل استخدام الأراضي اللبنانية في الحرب الدائرة في سورية مرحلة جديدة أول من أمس مع المواجهة التي دارت بين «حزب الله» والمجموعات المسلحة السورية خصوصاً «جبهة النصرة»، في جرود بلدة بريتال في البقاع الشرقي، بعد المواجهة التي دارت بين «النصرة» و «داعش» من جهة، والجيش اللبناني من جهة ثانية في بلدة عرسال مطلع آب (أغسطس) الماضي. وانشغل الوسط السياسي اللبناني غداة عطلة عيد الأضحى المبارك بتداعيات ونتائج المعارك التي جرت وأدت الى مقتل 10 مقاتلين لـ «حزب الله» وفق قول مصادر قريبة منه لوكالة «رويترز»، فيما أشارت وسائل إعلامية قريبة من الحزب إلى أن عدد قتلى المسلحين السوريين الذين اخترقوا الحدود اللبنانية لمهاجمة عدد من مواقعه داخل الأراضي اللبنانية بلغ زهاء 16 قتيلاً إضافة إلى عدد من الجرحى في صفوف الطرفين. (للمزيد)

 

واعتبرت أوساط سياسية أن هذه المعارك دليل على قرار المجموعات المسلّحة السوريّة توسيع النطاق الجغرافي للمواجهة بينهم وبين «حزب الله»، عبر نقلها إلى الأراضي اللبنانية، ما يرتّب تداعيات على إمكان تجدّد المواجهات في المرحلة المقبلة.

 

وفيما تمكن مقاتلو «حزب الله» من صدّ الهجوم بعد اختراق المسلّحين السوريّين الأراضي اللبنانية، بضعة كيلومترات، وصولاً إلى موقع عين الساعة للمراقبة، وموقع النبي سباط في جرود بريتال، الذي يضمّ قاعدة عسكرية للحزب يتجمّع فيها مقاتلوه تشمل حقل تدريب، وصولاً إلى جرود منطقة القاع، فإن الحزب لم يصدر أي بيان رسمي بالحصيلة، فيما بثّت «النصرة» شريط فيديو على حساب باسم «مراسل القلمون» على «تويتر» أظهر اقتحام موقع المراقبة وجاء فيه أن 11 قتيلاً سقطوا للحزب فيما قتل عنصر واحد لـ «النصرة» وجرح آخر. لكن مواقع إخبارية بثّت صوراً لقتلى المسلحين نشرت إحداها «الحياة» أمس. وأطلقت «النصرة» على الهجوم الذي نفّذته اسم «غزوة الثأر لإخواننا اللاجئين الذين أُحرقت خيمهم في عرسال»، وساد الهدوء مناطق الاشتباكات أمس.

 

وسيطر اللغط على تفاصيل العملية والغموض في شأن مرجعياتها، فيما اعتبرت المواقع الإخبارية المقرّبة من الحزب أن هدفها إحداث ثغرة في الحدود مع لبنان بعد تضييق الخناق على المسلّحين عبر تدابير الجيش في عرسال للحؤول دون أيّ منفذ من القلمون إلى البلدة، مقابل إطباق الجيش النظامي السوري وقوّات الحزب على طرق التواصل بين القلمون ومنطقة الزبداني السوريّة، وأنّ هجوم «النصرة» هو محاولة لإعادة وصل المنطقتين، وتأمين طرق إمداد للمؤن والمواد الطبيّة عبر منافذ بقاعية أخرى. وذكرت هذه المواقع أن الهجوم كان مباغتاً للحزب لكنه كان حضّر خططاً لمواجهة احتمال كهذا واستخدم كثافة نيران رشاشة وصاروخيّة لصدّ الهجوم.

 

وبينما أشارت وسائل إعلام «حزب الله» إلى أن الجيش شارك في قصف المسلحين بعد تقدّمهم، فإنّ مصادر عسكرية نفت ذلك، مؤكّدة لـ «الحياة» أن مواقع الجيش بعيدة أصلاً عن المنطقة التي وقعت فيها الاشتباكات ولم يشارك أبداً فيها.

 

وتبادلت مواقع إخبارية مقرّبة من «حزب الله» مع «النصرة» بثّ معلومات وصورٍ عن حصيلة المواجهة في ما يشبه الحرب الإعلامية. ونعى «حزب الله» بعد الظهر ثمانية من مقاتليه بأسمائهم وبدأ بتشييع بعضهم في مدينة بعلبك في حضور الوزير حسين الحاج حسن.

 

وتزامن هذا التطور أول من أمس مع تزايد الأخبار عن فشل جديدٍ في التفاوض مع «النصرة» و «داعش» لإطلاق العسكريّين المخطوفين لديهما. وصعّد أهالي المخطوفين إجراءات قطع الطرقات، فأقاموا سواتر ترابية في منطقة ضهر البيدر وقطعوا طريق ترشيش – زحلة، وطريق بيروت – طرابلس عند منطقة القلمون الساحلية، لبعض الوقت في إطار تحرّكهم للضغط على الحكومة كي تسرّع في مقايضة الإفراج عن أبنائهم بتحقيق مطالب الخاطفين. وهدّدوا بإقفال طريق مطار رفيق الحريري الدولي. واتصل الجندي المخطوف علي البزال بذويه مطالباً إياهم بقطع مزيد من الطرقات قائلاً «وضعنا في خطر إذا لم يتحرّك أحد».

 

وقالت مصادر مواكبة للمفاوضات إن الوسيط القطريّ غادر بيروت لأنه لم يحصل على رد من الحكومة اللبنانيّة على مطالب الخاطفين. وقال قيادي في «النصرة» لوكالة أنباء «الأناضول» أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم «اشترط إفراجنا عن 3 عسكريين رهائن لدينا ليسمح بإدخال أحد مقاتلينا إلى عرسال لتلقّي العلاج فرفضنا».

 

وكانت أنباء ترددت منذ الخميس الماضي عن فتح خط تفاوض مع «داعش» عبر قناة غير الوسيط القطري لمبادلة تحرير 3 عسكريين لمناسبة عيد الأضحى، بإخلاء سبيل أحد المقاتلين المنتمين إلى «داعش» الذين اعتُقلوا أثناء معركة عرسال في 2 آب الماضي، لكن الجانب اللبناني لم يعطِ جواباً حول هذه المبادلة، وأوضحت المصادر المواكبة للمفاوضات أن قادة المسلحين يطالبون بالإفراج عن جميع المسلحين الأسرى لدى الجانب اللبناني.

 

موصل ثانية في الرمادي: روايات عن انسحاب الجيش

بغداد – «الحياة»

في سيناريو لا يختلف كثيراً عن الطريقة التي سيطر بها تنظيم «داعش» على الموصل، والصدمة التي أثارها، نجح التنظيم في مد سيطرته على مناطق جديدة في محافظة الأنبار، خصوصاً في مدينة الرمادي التي غادرتها القوات الحكومية للتمركز في جنوبها حيث قاعدة «الحبانية» العسكرية.

 

في غضون ذلك، حذّر وزير الدفاع الأميركي السابق، ليون بانيتا، من أن القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) سيكون صعباً وقد يستغرق ثلاثين سنة. ولام الرئيس باراك أوباما لقراره سحب كل القوات الأميركية من العراق وتردده في دعم المعارضة السورية.

 

وبعد أيام على محاصرة بلدة حديثة (شمال الرمادي) التي ما زالت تحت سيطرة القوات الحكومية العراقية مدعومة بعشائر، تمكّن مقاتلو «داعش»، من السيطرة على بلدات هيت وكبيسة وصولاً إلى مدينة الرمادي التي روى شهود أن معظم أحيائها بات تحت سيطرة التنظيم. وأكدوا أن القوات العراقية المتمركزة في المدينة انسحبت منها من دون قتال، بينما تقدم مقاتلو «داعش» إلى مناطق أخرى جنوب شرقي الفلوجة، وسيطروا على قرى في ضواحي بلدة الكرمة التي كانت تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية وقوات العشائر.

 

وقالت مصادر أمنية في المحافظة أمس إن عناصر من «داعش» حاولوا اقتحام الرمادي من جانبها الغربي، واندلعت اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات من الفرقة الثامنة التابعة للجيش. أما رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، فاعتبر أمس أن «الأنبار وصلت إلى طريق مسدود بسبب ضعف الإمدادات لأبناء العشائر والشرطة، من قبل الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي». وحذر من احتمال أن يكون سقوط الأنبار بيد «داعش» مقدمة لسقوط بغداد، خصوصاً مع الإمكانات التسليحية التي حصل عليها التنظيم من القوات العراقية المنسحبة.

 

وفي تصريحات نشرتها صحيفة «يو أس إيه توداي» قال الوزير الأميركي السابق ليون بانيتا: «أعتقد بأن الحرب ستستمر نحو 30 عاماً وقد يمتد تهديد التنظيم المتطرف (داعش) إلى اليمن وليبيا ونيجيريا والصومال». وعمل بانيتا في إدارة أوباما ولام قراراته خلال السنوات الثلاث الماضية.

 

ورأى أن أوباما لم يضغط على الحكومة العراقية كفاية لتسمح ببقاء قوة أميركية في العراق، بعد انسحاب القوات القتالية عام 2011، ما سبَّب «فراغاً». وكرر أن أوباما رفض نصيحة قدّمها له وقدّمتها أيضاً وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون عام 2012 للبدء بتسليح المعارضة السورية. وأضاف: «وضعنا ربما كان أفضل لو أن بعض العناصر المعتدلة في قوات المعارضة استطاعت مواجهة (الرئيس بشار) الأسد». وأشار إلى أن أمام أوباما الآن فرصة «لإصلاح الأضرار» من خلال إظهار القيادة بعد أن «ضل طريقه» في القتال ضد تنظيم «داعش» الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق وسورية.

 

وكان «داعش» الذي يسيطر على معظم مدن الأنبار أعلن الشهر الماضي تقسيم الأنبار إلى ولايتين، إحداهما أطلق عليها «ولاية الفرات» وتضم مدينتي القائم العراقية والبوكمال السورية، والثانية حملت اسم ولاية الأنبار. وتتوقع مصادر في مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها التنظيم منذ بداية السنة، إعلان الفلوجة ولاية جديدة. وكانت عمليات قصف نفّذها التحالف الدولي في منطقة هيت مساء أول من أمس أوقعت عدداً من القتلى في صفوف مسلّحي «داعش».

 

حرب شوارع في عين العرب تركيا تحدّد شروطها لتدخّل برّي

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، “سي أن أن”)

وصلت المعارك للمرة الاولى أمس الى داخل مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا المعروفة ايضاً بعين العرب، بعدما تمكن مسلحو تنظيم “الدولة الاسلامية” من الوصول الى حيين على أطرافها وخاضوا حرب شوارع مع المقاتلين الاكراد، عقب ثلاثة اسابيع من المواجهات اجبرت مئات الالاف من السكان على النزوح خوفا من بطش هذا التنظيم المتطرف. وتمكن التنظيم من التقدم بعدما كان المقاتلون الاكراد صدوا ليل الاحد- الاثنين هجوماً لمقاتليه في مواجهات خلفت عشرات القتلى من الجانبين.

 

ولا تزال تركيا تمتنع عن أي تدخل عسكري ضد التنظيم الذي يهدد هذه المدينة الواقعة ضمن مرماها على الحدود مع سوريا، على رغم قرار مجلس النواب السماح بذلك قبل أربعة أيام ونشرها أمس دبابات على الحدود للمرة الثانية في أسبوع، بعضها يوجه مدافعه نحو سوريا رداً على ما يبدو على سقوط قذيفة هاون في أراضيها الاحد.

وأبدى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو استعداد بلاده لتدخل بري في سوريا اذا اضطلع الأطراف الاخرون بدورهم في الحملة الدولية على”الدولة الإسلامية”.

وصرّح لشبكة “سي ان أن” الاميركية للتلفزيون: “مستعدون للقيام بكل شيء اذا كانت ثمة استراتيجية واضحة تضمن أنه بعد داعش ستكون حدودنا آمنة… نحن لا نريد أن تكون قوات النظام على حدودنا لدفع الناس إلى تركيا، ولا نريد منظمات إرهابية أخرى لتنشط في المنطقة… إذا ذهبت داعش قد تأتي منظمة متطرفة أخرى… توجهنا ينبغي أن يكون شاملاً وموحداً واستراتيجياً… ليس معاقبة تنظيم إرهابي واحد بل كل التهديدات الإرهابية المستقبلية، إلى جانب الجرائم الإنسانية التي يرتكبها النظام”. وأضاف: “ليس علينا الفصل بين سوريا قبل داعش وبعدها… نريد إقامة منطقة حظر طيران وتوفير منطقة آمنة على حدودنا، وإلا فإن الحمل سيزيد على عاتقنا وعاتق الدول المجاورة”.

وأعلن وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ أمس أن حلف شمال الاطلسي أعد استراتيجية للدفاع عن تركيا، العضو فيه، إذا تعرضت لهجوم على حدودها مع سوريا، موضحا أن الحلف فعل ذلك بناء على طلب أنقرة.

وقبله، أبدى الامين العام الجديد لحلف شمال الاطلسي ينس شتولتنبرغ في فرصوفيا استعداد الحلف لدعم تركيا في حال تعرضها لتهديد من تنظيم “الدولة الاسلامية”.

وقال للصحافيين خلال زيارة للعاصمة البولونية، هي الاولى له للخارج منذ توليه منصبه في الاول من تشرين الاول ان “تركيا حليف لحلف شمال الاطلسي وأولى مسؤولياتنا هي حماية وحدة تركيا وحدودها… هذا هو السبب الذي من اجله نشرنا صواريخ باتريوت لتحسين وتعزيز دفاعها الجوي”. وأضاف أن “على تركيا ان تعلم ان حلف شمال الاطلسي سيكون موجودا اذا حصل تجاوز، هجوم… نتيجة اعمال العنف التي نشهدها في سوريا”.

وأسف لان “الوضع خطير جداً جداً” في سوريا، وأشاد بالعمليات التي نفذتها الولايات المتحدة مع حلفاء للحلف وشركاء اقليميين.

 

حرب شوارع

ميدانيا، أفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أن “المعارك تجري للمرة الاولى في حيين يقعان عند المدخل الشرقي لكوباني وهما مقتلة الجديدة وكاني عربان، وتدور حرب شوارع بين الطرفين… فر المئات من المدنيين المقيمين في الحيين الى تركيا أمام تقدم الجهاديين”.

وقبل ساعات، رفع جهاديو “الدولة الاسلامية” الاعلام السود للتنظيم على مسافة مئة متر شرق كوباني وجنوب شرقها.

وقال عبد الرحمن: “تقدم الجهاديون لاحقا داخل المدينة واندلعت المواجهات في هذين الحيين”.

ويحاول التنظيم المتطرف منذ ثلاثة أسابيع السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية للتحكم بشريط حدودي طويل وواسع مع تركيا، لكنه يواجه مقاومة كردية شرسة. وفي وقت لاحق، أعلن المرصد أن تنظيم “الدولة الاسلامية” سيطر تماماً على ثلاثة أحياء في كوباني.

 

بايدن

على صعيد آخر، أوردت وكالة الانباء الاماراتية “وام” أن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن قدم مساء الاحد اعتذاراً الى أبو ظبي على تصريحات أدلى بها الخميس واتهم فيها دولاً في المنطقة، بينها الامارات، بتدريب تنظيمات جهادية في سوريا وتمويلها.

وصدر اعتذار بايدن غداة اعراب ابو ظبي عن استغرابها لتصريحاته عن دعم دول متحالفة مع الولايات المتحدة للجهاديين ومطالبتها اياه بتوضيح رسمي لهذه التصريحات.

وكان نائب الرئيس الاميركي قال في خطاب القاه في جامعة هارفرد عن سياسة الولايات المتحدة ونقلت صحيفة تركية مضمونه ان “مشكلتنا الكبرى كانت حلفاءنا في المنطقة. الاتراك اصدقاء كبار لنا وكذلك السعودية والمقيمون في الامارات العربية المتحدة وغيرها، لكن همهم الوحيد كان اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، لذلك شنوا حرباً بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا مئات الملايين من الدولارات وعشرات الآلاف من الاطنان من الاسلحة الى كل الذين يقبلون بمقاتلة الاسد”.

وقالت الوكالة الاماراتية إن ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تلقى مساء الأحد اتصالا هاتفياً من بايدن الذي قدم له “اعتذاره لدولة الامارات العربية المتحدة على اية ايحاءات فهمت من تصريحات له سابقة بان تكون الامارات قد دعمت نمو بعض التنظيمات الارهابية في المنطقة”.

واضافت الوكالة ان بايدن شدد على ان “الولايات المتحدة تقدر دور دولة الامارات العربية المتحدة التاريخي في مكافحة التطرف والارهاب وموقعها المتقدم في هذا الشأن”، و”أشاد بتعاون دولة الامارات الوثيق مع المجتمع الدولي في دعم اسس الاستقرار والامان في المنطقة”.

وكان بايدن قدم اعتذاراً مماثلاً السبت الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تصريحه هذا، بعدما رد الرئيس التركي بعنف على ما قاله نائب الرئيس الاميركي.

 

من أين يحصل “داعش” على أسلحته؟

برهن مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” عن براعتهم في تسليح أنفسهم مع توسّعهم في الإستيلاء على الأراضي في العراق وسوريا. وكشفت منظمة “ارمامنت كونفلكت ريسيرتش” المستقلّة، التي تُعنى بمراقبة الأسلحة، أن “الداعشيين” يستخدمون أسلحة وذخائر مصنّعة في 21 بلداً، بما في ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة، ما يُعدّ إنذاراً ضمنياً لصنّاع القرار ليتدخّلوا.

 

وكشف تقرير للمنظمة أن محقّقين، يعملون جنباً إلى جنب مع القوات الكردية التي تحارب “داعش”، جمعوا عينة من أكثر من 1700 طلقة لأسلحة رشاشة وبنادق ومسدسات، في تموز وآب الماضيين في شمال العراق وسوريا. وتبيّن أن أكثر من 80 في المئة من الذخيرة التي يستخدمها “داعش” صُنعت في الصين، والاتحاد السوفياتي سابقاً، والولايات المتحدة، وروسيا، أو صربيا.

 

وأوضح التقرير أنه تمّ العثور على 445 نوعاً من الطلقات والقذائف من صنع الصين، و492 قذيفة من صنع شركات أسلحة في روسيا والاتحاد السوفياتي السابق مؤرخة في العام 1945، و323 طلقة أميركية الصنع، و26 قذيفة إيرانية الصنع، و18 أخرى صُنعت في سوريا نفسها.

 

ويقول التقرير إن الطلقات التي تستخدم في بنادق “أم 16 إيه 4″ صُنعت في مصنع ذخائر تابع للجيش الأميركي في ولاية ميزوري.

 

وأشار إلى أن وجود مثل هذه الأسلحة في يد التنظيم يؤكد أن مقاتليه استولوا على مخزونات كبيرة من الأسلحة ليس فقط من القوات العراقية، بل من القوات السورية أيضاً.

 

ويرى محلّلون و”متمرّدون” متناحرون أن “داعش” جمع أسلحة من جماعات مناهضة للنظام السوري انضمت إلى صفوفه، ومن شراء الأسلحة من “متمرّدين سوريين” كانوا قد حصلوا عليها من جهات مانحة أجنبية، وعبر إبرام صفقات مع عناصر “فاسدة” تابعة لقوات الأمن في سوريا والعراق، إضافة إلى التي يستحوذون عليها من ساحة المعركة.

 

وقال مدير الشؤون الدولية وقضايا التجارة في مكتب المحاسبة الحكومي الأميركي بين عامي 2000 و2011، جوزيف كريستوف: “لقد واجهنا تحدٍ هائل عندما كنا نتواجد في العراق، وكان لدينا العديد من القواعد التي اختبرنا عليها هذا النوع من التدريب (تزويد المتمردين بالأسلحة الأميركية). أنا لا أعرف كيف سنقوم بذلك بشكل آمن في هذا البرنامج الجديد”، الذي يهدف إلى تسليح قوات “المعارضة المعتدلة” في سوريا.

 

وفي سياق متّصل، أشارت تقارير استخباراتية إلى أن إيرادات التنظيم من مبيعات النفط وغيرها من المصادر تكفي لتمويل شراء أسلحة مباشرة من بعض الشركات وتجار الأسلحة. وتشير المعلومات إلى أن الذخائر التي انتقلت إلى سوريا والعراق للمساعدة في استقرار الحكومات هناك، انتقلت بدلاً من ذلك إلى أيدي “الجهاديين”، مما ساهم في بروز تنظيم “داعش”، وتعزيز قوته القتالية.

 

وقال مدير الشؤون الدولية وقضايا التجارة في مكتب المحاسبة الحكومي الأميركي بين عامي 2000 و2011، جوزيف كريستوف: “لقد واجهنا تحدٍ هائل عندما كنا نتواجد في العراق، وكان لدينا العديد من القواعد التي اختبرنا عليها هذا النوع من التدريب (تزويد المتمردين بالأسلحة الأميركية). أنا لا أعرف كيف سنقوم بذلك بشكل آمن في هذا البرنامج الجديد”، الذي يهدف إلى تسليح قوات “المعارضة المعتدلة” في سوريا.

 

وقال مدير منظمة “ارمامنت” جيمس بيفان إن “قوات الأمن والدفاع التي زودّتها دول أجنبية بالذخائر، لم يكن لديها، في الواقع، القدرة على الاحتفاظ بقبضتها على تلك الذخائر”، مضيفاً أن “تقديم أسلحة إلى وكلاء إقليمين يشكل خطراً كبيراً تشتدّ وطأته مع وجود قوى أمنية فاسدة”.

 

وقال بيفان إن “الذخائر السوفياتية القديمة بدت مطابقة لما تحويه مخازن الجيش السوري، الذي يتلقى معدات من الكرملين منذ فترة طويلة”.

 

وكان هناك جزء كبير من الذخائر مطابقاً لتلك التي زوّدت الولايات المتحدة بها الجيش العراقي ووحدات الشرطة منذ نحو 10 سنوات أثناء فترة الاحتلال عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2003.

 

وقال بيفان: “يوجد لدينا الكثير من الذخائر التي تعود لقوات الأمن العراقية، والتي جرى الاستيلاء عليها في أرض المعركة، جنباً إلى جنب مع الكثير من الذخائر التي جاءت من قوات الدفاع السورية، استولي عليها من أرض المعركة أيضاً”.

 

وفي سياق متّصل، أفاد قائد لواء “شهداء كفرعويد” في شمال سوريا فؤاد الغريبي بأن “داعش ينتقي عادة مكان وتوقيت القتال من خلال قياس حجم الغنائم المحتملة التي قد يظفر بها خلال انتصار محلي. عندما نقاتل ضد الجيش السوري، يختار داعش القتال في معركة محدّدة على جبهة معينة فقط عندما تكون المكاسب مغرية ويكون هناك مخازن للاستيلاء عليها”.

 

وأشار الغريبي إلى أنه عقب استيلاء المقاتلين على القاعدة الجوية السورية التي تقع بالقرب من مدينة حماه العام الماضي، كانوا بحاجة إلى أسطول مكوّن من شاحنات ثقيلة لنقل ما اغتنموه من الأسلحة والذخيرة.

 

وأضاف أن “داعش” يحصل على جزء من ذخائره من صفقات السوق السوداء مع أعداءه بما فيهم الجيش السوري، مضيفاً أن “الأسعار في تلك الصفقات لا يمكن أن تكون باهظة، حيث يحرص المسؤولون التابعون للنظام على إبقاء الأسعار عند مستوى منخفض للحفاظ على سريتها”.

 

إعداد وترجمة: نغم أسعد

 

النصرة” تختطف كاهنا و20 مسيحياً في ادلب

أكدت البطريركية اللاتينية في القدس، اليوم، أن كاهن رعية وعددا من المسيحيين اختطفوا من قرية سورية قرب الحدود مع تركيا.

وقالت البطريركية، التي تشرف على الكنائس اللاتينية الكاثوليكية في الأراضي المحتلة ودول الجوار: “أكدت حراسة الأراضي المقدسة في بيان لها أن عناصر تابعة لجبهة النصرة قد اختطفت الأب حنا موسى جلوف الفرنسيسكاني، كاهن رعية القديس يوسف في بلدة القنية بمحافظة إدلب السورية وذلك في الخامس من تشرين الأول الحالي”.

وأضاف البيان أن “الأب جلوف الذي يتبع لحراسة الأراضي المقدسة قد اختطف ومعه عدد من الرجال المسيحيين في البلدة، فيما لجأت الراهبات الفرنسيسكانيات اللاتي كن في الدير إلى عدد من بيوت البلدة.”

وأشارت “حراسة الأراضي المقدسة” إلى أنها “لا تعلم مكان الأب جلوف والأشخاص التابعين لرعيته، كما أنه لا توجد أية اتصالات مع الكاهن أو مع مختطفيه.”

وكانت “وكالة أنباء فيدس الكاثوليكية” نقلت عن الأب جورج أبو خازن، النائب الرسولي للاتين في حلب، قوله “أنا مضطر للأسف أن أؤكد نبأ خطف الأب حنا جلوف… القس السوري في قرية القنية الذي أخذ مع حوالي 20 مسيحيا.”، مضيفاً أن “بين المخطوفين شباب يافعون من الذكور والإناث.”

(رويترز)

 

أردوغان يدعو إلى تدخل بري في سوريا

شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدّم مقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” في مدينة عين العرب السورية (كوباني)، بعدما حذر من أن المدينة على وشك السقوط في أيدي التنظيم.

وقال أردوغان في كلمة أمام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب، إن “إلقاء القنابل من الجو لن يوقف الرعب. الرعب لن يتوقف بغارات جوية، ما لم نتعاون لشن عملية برية مع الذين يخوضون المعركة على الأرض”.

وامتدت المعارك بين المقاتلين الأكراد وتنظيم “داعش” في عين العرب لتشمل جنوب وغرب المدينة، وذلك بعد سيطرة التنظيم على ثلاثة أحياء في شرق البلدة.

وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وأحد الناشطين من المدينة إلى أنّ “التحالف الدولي” شنّ، خلال الليل، غارات على الجانب الشرقي للمدينة وعلى أطرافها الجنوبية الغربية، حيث قتل 34 مقاتلاً من “داعش” و16 مقاتلاً كردياً.

كما شنت طائرات تابعة لـ”التحالف” صباح اليوم، غارات جديدة على مواقع التنظيم في جنوب غرب مدينة عين العرب.

وأعلن الجيش الأميركي أن الولايات المتحدة إلى جانب السعودية والإمارات شنّت اليوم وأمس، خمس ضربات جوية قرب مدينة عين العرب السورية.

وأوضحت القيادة الأميركية الوسطى المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان أن “الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا تسع ضربات جوية في سوريا الاثنين والثلاثاء بينها خمس غارات قرب كوباني”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المعارك بين مقاتلي “داعش” و”وحدات حماية الشعب” الكردية تدور حالياً في جنوب وغرب عين العرب، بعدما دخلها المسلحون خلال الليل من جهتها الشرقية.

وأضاف أن التنظيم تراجع في بعض الشوارع التي سيطر عليها ليلاً في الشرق قبل أن يتمكن “من اجتياز المدخل الجنوبي الغربي للمدينة والسيطرة على عدة مبان عند الأطراف الجنوبية الغربية (…) كما سيطر على مستشفى عام قيد الإنشاء” في غرب عين العرب.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي إنه سيبحث مع تركيا اليوم كيفية مساعدة الأكراد في كوباني ووقف تقدم تنظيم “داعش”.

وأعلن المرصد أن الاشتباكات التي تدور داخل مدينة عين العرب منذ مساء أمس، أدّت إلى مقتل 34 مقاتلاً على الأقل من تنظيم “داعش” في كمائن نصبها لهم مقاتلو وحدات حماية الشعب الذين قتل منهم 16 مقاتلاً على الأقل.

وبحسب المرصد فإن 20 مدنياً بالإضافة إلى 163 مقاتلاً كردياً وعشرة مسلحين قاتلوا إلى جانبهم، قضوا في معارك كوباني.

(أف ب، رويترز)

 

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لحماية المدنيين في عين العرب

نيويورك (الأمم المتحدة) – القدس العربي – من عبد الحميد صيام

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق إثر العمليات الهجومية التي تقوم بها جماعة داعش ضد بلدة عين العرب بشمال سوريا ووصفها بأنها بربرية.

 

وقال في بيان صادر عن مكتب المتحدث الرسمي إن تلك العمليات قد أدت إلى نزوح واسع للمدنيين الذين توجه بعضهم إلى تركيا، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

 

وقال “إن داعش ارتكبت انتهاكات جسيمة وواسعة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا والعراق في إطار حملتها الهمجية”. وفي ضوء تلك الانتهاكات دعا الأمين العام جميع الأطراف القادرة إلى العمل الفوري لحماية السكان المدنيين في عين العرب.

 

المرصد: الطائرات الدولية تستهدف تمركزات لداعش قرب كوباني .. وضحايا الاشتباكات حول المنطقة تتجاوز الـ400

القاهرة – (د ب أ) – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات التحالف الدولي استهدفت تمركزات لتنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا باسم “داعش” بالقرب من مدينة كوباني (عين العرب) الكردية على الحدود السورية التركية.

 

وأوضح أن طائرة تابعة للتحالف استهدفت تجمعا للتنظيم جنوب المدينة.

 

كما استهدفت طائرات حربية ثلاثة تجمعات للتنظيم في جنوب وجنوب شرق وجنوب غرب المدينة.

 

وكانت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف قصفت ليل الاثنين وفجر الثلاثاء خمسة تمركزات للتنظيم في شرق وجنوب شرق المدينة ، وسط معلومات مؤكدة عن مقتل عناصر من التنظيم واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي.

 

وكان المرصد ذكر أن مسلحي التنظيم اضطروا إلى التراجع في شوارع الأحياء التي سيطروا عليها شرق المدينة ، إلا أنهم تمكنوا من اجتياز المدخل الجنوبي الغربي للمدينة وسيطروا على عدة مبان عند الأطراف الجنوبية الغربية.

 

في غضون ذلك ، أشار المرصد إلى أن عدد القتلى الذين تمكن من توثيقهم من بدء هجوم التنظيم على المدينة في 16 أيلول(سبتمبر) الماضي ارتفع إلى 412 بينهم 219 عنصرا على الأقل من التنظيم و 163 من وحدات حماية الشعب الكردي ، إضافة إلى عدد من المدنيين.

 

ونقل المرصد عن مصادر موثوقة أن السلطات التركية احتجزت مواطنين أكراد نازحين من المدينة في مدرسة بقرية علي كور في الجانب التركي وقامت بالتحقيق مع بعضهم ، وكالوا لهم الشتائم.

 

وقال شبان نزحوا إلى الأراضي التركية للمرصد إن قوات الدرك التركية اعتدت على بعض الشبان الأكراد ، وقالت لهم “أنتم من حزب العمال الكردستاني ، وكل من بقي في كوباني من حزب العمال الكردستاني ويجب قتله”.

 

اردوغان: مدينة عين العرب السورية “على وشك السقوط” بأيدي الجهاديين

اسطنبول – (أ ف ب) – حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء، من ان مدينة عين العرب الكردية السورية (كوباني بالكردية) “على وشك السقوط” بايدي تنظيم الدولة الاسلامية مشددا على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم الجهاديين.

 

وصرح اردوغان في كلمة نقلها التلفزيون امام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب (جنوب) ان “الرعب لن يتوقف ما لم نتعاون لشن عملية برية”، مضيفا ان الغارات الجوية ليست كافية وحدها. وقال “لقد مرت اشهر بدون تحقيق اي نتيجة. كوباني على وشك السقوط”.

 

«داعش» ترفع رايتها شرق كوباني والأكراد يجلون المدنيين

تركيا بادلت رهائنها لدى «الدولة الإسلامية» بـ180 جهاديا

■ عواصم ـ وكالات: رفع مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية راياتهم على مبنى يقع شرقي مدينة كوباني السورية على الحدود مع تركيا امس الاثنين بعد معركة استمرت ثلاثة أسابيع، غير أن المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن المدينة أكدوا إن المقاتلين المتشددين لم يدخلوا المدينة بعد.

وأمكن رؤية الراية السوداء للدولة الاسلامية عبر الحدود التركية أعلى مبنى مؤلف من أربعة ادوار على مقربة من موقع شهد أعنف الاشتباكات في الأيام الماضية.

وأكدت مصادر محلية داخل كوباني أن التنظيم رفع رايته، لكنها اشارت إلى أن المقاتلين الأكراد صدوا تقدمهم حتى الآن.

وقال اسماعيل اسكين وهو صحافي في المدينة «رفعت الدولة الاسلامية علمها على مبنى واحد شرقي المدينة. هذه المنطقة لا تقع داخل المدينة بل على الجانب الشرقي. لم يدخلوا المدينة ولا تزال الاشتباكات العنيفة دائرة.»

وقال مترجم لدى الجماعة السياسية الكردية الرئيسية في سوريا امس الاثنين إنه يجري إجلاء أكثر من ألفي كردي سوري منهم نساء وأطفال من بلدة كوباني الحدودية بعد أن تقدم مقاتلو الدولة الإسلامية الذين يحاصرون البلدة منذ ثلاثة أسابيع باتجاه وسط البلدة.

وقال بروير علي محمد مترجم حزب الاتحاد الوطني الكردي في اتصال وهو في طريقه إلى تركيا «يمكننا سماع دوي اشتباكات في الشوارع».

وشن التنظيم معركة للاستيلاء على المدينة ذات الاغلبية الكردية بعد الاستيلاء على أجزاء واسعة في سوريا والعراق في الأشهر الأخيرة.

وأخفقت الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات أمريكية وخليجية في وقف تقدم الإسلاميين الذين حاصروا المدينة من ثلاثة جوانب ويقصفونها بالمدفعية الثقيلة.

وقال ياور محمد علي وهو مترجم لدى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني داخل كوباني «خلال ساعات النهار يحقق مقاتلو الدولة الاسلامية بعض التقدم لكن وحدات حماية الشعب تصدهم. هناك اشتباكات في محيط المدينة لكنهم لم يدخلوا المدينة بعد. وحدات حماية الشعب لا تزال تقاوم.»

وأمطرت الدولة الاسلامية الأحياء السكنية في كوباني بقذائف المورتر، كما أصابت قذائف الاراضي التركية عن طريق الخطأ في الأيام الأخيرة، غير أن مناشدات الاكراد للمساعدة لم تلق آذانا صاغية حتى الآن. ولن نسمح لهم بالدخول ونحن أحياء.»

الى ذلك ذكرت وسائل الاعلام التركية الاثنين ان تركيا بادلت الرهائن الاتراك الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم الدولة الاسلامية مقابل الافراج عن نحو 180 جهاديا كانوا محتجزين لديها في اطار صفقة تبادل.

وقالت صحيفة «التايمز» انها حصلت على قائمة بالجهاديين المفرج عنهم، ومن بينهم ثلاثة فرنسيين وبريطانيان اثنان وسويديان اثنان، واثنان من مقدونيا وسويسري وبلجيكي.

وقالت انه تم تأكيد صحة القائمة من مصادر الصحيفة لدى تنظيم الدولة الاسلامية.

وذكرت «بي بي سي» ان مصدرا في الحكومة البريطانية قال ان تقرير الصحيفة «موثوق».

وكشفت التايمز عن ان البريطانيين هما شهباز سلمان (18 عاما) وهشام فوكارد (26 عاما).

ولم تقل الصحيفة كيف وقع الشابان في قبضة السلطات التركية.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم مجموعة مشاركة في صفقة التبادل قولها ان عملية التبادل شملت اقارب ابو بكر العراقي، العضو البارز في تنظيم الدولة الاسلامية والذي قتله مقاتلون سوريون في كانون الاول/يناير الماضي.

وكان التنظيم احتجز عشرات من موظفي القنصلية التركية وعائلاتهم الى جانب عدد من عناصر القوات الخاصة، عندما اجتاح مدينة الموصل.

وعقب الافراج عنهم اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه لم يتم دفع اية اموال مقابل الافراج عنهم، وان العملية تمت من خلال «المفاوضات الدبلوماسية والسياسية فقط».

الا انه صرح لاحقا ردا على سؤال حول ما اذا كان تم الافراج عنهم مقابل الافراج عن جهاديين «لا يهم ما اذا كان تم تبادل ام لا. الاهم هو انهم (الرهائن) عادوا الى عائلاتهم».

 

سكان الموصل لا يوافقون على سياسة «داعش» ويخشون عودة الميليشيات الطائفية إن هزم وفي اللطيفية عمليات التطهير الطائفي مستمرة… والغارات الجوية لم توقف تقدم الجهاديين

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: بعد أربعة أشهر من سيطرة الجهاديين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينتهم يحضر سكان الموصل أنفسهم للغارات الجوية الأمريكية وللهجمات الطائفية.

ويقول سكان المدينة إن زيادة الهجمات الجوية على المدينة أدت بمقاتلي الدولة الإسلامية لتغيير أساليبهم وقللوا من ظهورهم في الأماكن العامة.

وتقول صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إن مخاوف السكان الذين رحب بعضهم بوصول «داعش» لمدينتهم الذي خلصهم من الجيش العراقي وممارساته الطائفية عادت من جديد، ولما يمكن أن يحدث لهم إن عاد الجيش نفسه مرة أخرى للموصل.

ونقلت الصحيفة عن صحافي يعمل في المدينة قوله «في الأيام العشرة الأخيرة، لم يعد ظهور الدولة الإسلامية واضحا في الشوارع، كما عاد العرب الذين جاءوا بأعداد كبيرة للتحرك بسيارات عادية بدلا من استخدام سيارات الدفع الرباعي حتى لا تكتشفهم طائرات التجسس».

وتأتي مخاوف سكان الموصل في وقت قال فيه الجنرال الأمريكي الذي ينسق عمليات الهجوم على «داعش»، الجنرال جون ألن إن عملية إعادة السيطرة على الموصل لن تتم قبل عام. وقال «لن تكون معركة واحدة، بل تحتاج لحملة عسكرية.

ويقول التقرير إن المقاتلين الأجانب الذين يمثلون غالبية المقاتلين في تنظيم «داعش» اندفعوا بعد سيطرتهم على الموصل ونهبهم المعدات العسكرية الأمريكية الصنع باتجاه العاصمة بغداد، فيما عاد آخرون إلى سوريا التي يسيطر «داعش» فيها على مناطق واسعة.

 

مثل أيام صدام

 

وكلف عراقيxون موالون للتنظيم الذي يعود بجذوره لتنظيم «القاعدة» بإدارة شؤون الحياة اليومية في المدينة. وتنقل الصحيفة عن الشيخ أبو عبدالرحمن أحد قادة القبائل التي تقيم في المدينة «لم يجبرنا أحد على الإنضمام لتنظيم الدولة الإسلامية، وهناك البعض ممن انضموا طوعا».

وتحدث الشيخ عن الحرية التي يعيشها السكان، لا نقاط تفتيش ولا منع تجول ولا جدران واقية من الرصاص. وقال إن المستشفيات تعمل طوال الوقت والحياة عادية وهادئة «وتبدو الموصل كما لو كانت في عهد صدام، نحن أحرار».

وتضيف الصحيفة أن بعض مشايخ العشائر في الموصل أقسموا الولاء لـ «داعش» خشية أن يقوم هذا التنظيم بالإنتقام منهم. وهناك تقارير عن إعدام إمام رفض تقديم الولاء ل «داعش»، وذلك في 9 أيلول/سبتمبر.

وأشار تقرير للأمم المتحدة صدر الإسبوع الماضي لقيام «داعش» باستهداف رجال الشرطة والجيش السابقين في محاولة لمنع أي تهديد منهم.

وبلغ عدد من أعدمهم التنظيم الشهر الماضي في الموصل ستة أشخاص حيث أصدرت عليهم محكمة شرعية الأحكام. وفي 5 أيلول/سبتمبر الماضي أعدم التنظيم ثلاث نساء بسبب رفضهن علاج مقاتلي «داعش». وفي 9 أيلول/سبتمبر تم إعدام امرأتين بشكل فوري. وحتى الآن لم تستهدف القوات الأمريكية والعراقية مركز المدينة مع أنه تم توجيه ضربات للضواحي. ويقول سكان المدينة إن المقاتلين التابعين ل «داعش» يستخدمون الدراجات الهوائية ويختلطون مع السكان المدنيين.

وقطعت عن المدينة خطوط الإنترنت بعد خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي دعى فيه قادة العالم العمل معا لمواجهة «داعش»، وحث فيه خاصة المجتمعات المسلمة كي تقوم بوضوح وقوة برفض أيديولوجية تنظيمي «القاعدة» و»داعش».

 

الغارات لا تكفي

 

وبعد مضي أكثر من شهرين على الغارات الجوية في العراق وأسبوعين في سوريا يدور نقاش في الولايات المتحدة وبريطانيا حول فعاليتها. ففي تصريحات لشبكة «سي أن أن» الأمريكية تحدث النائب الجمهوري ليندزي غراهام قائلا «لا يمكنك تدمير داعش بدون قوات برية».

وناقش أن تدريب المقاتلين السوريين غير المجربين في السعودية سيقود إلى «ذبحهم».

وهي العبارات نفسها التي قالها لورد جنرال ديفيد ريتشاردز، قائد القوات البريطانية السابق في برنامج أندرو مار يوم الأحد على قناة «بي بي سي» وقال «هذه ليست حربا لمكافحة الإرهاب بل هي حرب تقليدية ضد عدو يملك الدبابات والمدفعية، وهو عدو ثري ويسيطر على الأرض، ومستعد للقتال، وعليه فيجب النظر إليه عبر منظور الحرب التقليدية». كما أن التنظيم وإن تراجع في مناطق داخل العراق أمام القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية إلا أنه حقق تقدما في مناطق أخرى حول بغداد، ولم يتحرك الجيش العراقي بعد باتجاه المدن التي يسيطر عليها «داعش» مثل تكريت والموصل.

وقلل مسؤول أمني عراقي سابق من أهمية الضربات الجوية على «داعش». ونقلت عنه صحيفة «ساينس مونيتور» قوله «إنهم ـ مقاتلو داعش ـ يعرفون هذه الإستراتيجية، واستخدمت ضده في العراق والشيشان، ومن السهل عليهم التكيف ضد الغارات، وهم يستخدمون شبكاتهم والهواتف النقالة، كما ومن السهل عليهم تجنبها» أي الغارات.

وتقول «ساينس مونيتور» إنه عندما دخل «داعش» الموصل وأجبر الجيش العراقي الذي يتسيد عليه الشيعة على الهروب، كان هناك حديث عن ثورة في مدينة غالبيتها من السنة، وكان هناك شعور بالإرتياح بعد خروج الجيش وتفكيك نقاط التفتيش. وحصل اتفاق بين» داعش» وضباط الجيش العراقي السابق وبقية الميليشيات العاملة في المدينة.

وينقل التقرير عن محمد فارس الدليمي، أحد قادة العشائر قوله إن سيطرة «داعش» على الموصل كانت سهلة بسبب وجود تعاطف معه.

فالتنظيم الذي كان ينتمي ل «القاعدة» له حضور في الموصل منذ عام 2005 وكانت الحكومة تحكم الموصل في النهار وفي الليل كانت «القاعدة» هي التي تسيطر.

وبحسب المسؤول الأمني السابق فقد كان ل «داعش» خلايا نائمة جاهزة للتحرك قبل عملية حزيران/يونيو ويزعم أنه حذر الحكومة وأن الموصل ستسقط حتى يتم الإستجابة للمطالب السنية. ورغم تخليص «داعش» المدينة من سطوة الجيش العراقي وممارساته الطائفية إلا أن عددا من السكان خاصة المتعلمين منهم نظروا لأيديولوجيته المتشددة نظرة شك، خاصة موقفه من الأقليات المسيحية والأيزيدية.

ويقول طبيب إن أهل الموصل يرفضون أن يوضعوا في نفس المستوى مع «داعش»، ورفض الطبيب المزاعم التي تتحدث عن تعاون بين سكان الموصل و«داعش»، مؤكدا أن المدينة تعيش وضع احتلال. ورغم كل هذا فالحياة في الموصل عادية ولكن السكان يشتكون من قلة المواد الغذائية وأسعار الوقود وانقطاع الكهرباء ونقص المياه. واحسن وقود متوفر هو الذي ينقل من مصافي بيجي والذي تستخدمه قوات «داعش»، أما السكان فيشترون النفط السوري وهو أقل جودة.

ويعاني السكان أيضا من نقص الوظائف والأعمال. وتجد المرأة نفسها أمام تحديات وقيود عدة مفروضة عليها ليس أقلها إرتداء الحجاب.

ومنع «داعش» الرجال من التدخين. ويتلقى الصبية تدريبات عسكرية. ويقول طبيب في المدينة إن أهل الموصل عبروا عن أملهم من نهاية قريبة له مع بدء الغارات الجوية إلا أنهم يخشون اليوم الضربات الجوية وتقدم الميليشيات الشيعية من بغداد للموصل والتي ستقوم بالقتل على الهوية.

وعبر محام فر إلى إربيل، عاصمة منطقة الحكم الكردي الذاتي عن مخاوف أهل الموصل الذين يعيشون بين نارين «نار الغارات ونار الدولة الإسلامية». ويمكن وصف وضع الموصل بأنها مدينة تنتظر.

 

يهربون من اللطيفية

 

لكن التطهير الطائفي بدأ مبكرا لسكان اللطيفية قرب العاصمة بغداد، فبحسب أوين جونز، المحلل في صحيفة «الغارديان» فبلدة اللطيفية التي كان عدد سكانها قبل أشهر 200.000 نسمة لم يبق فيها سوى 50.000 حيث يفر الناس منها بالآلاف وتحولت لبلدة رعب. وينقل ما أشار إليه تقرير منظمة «هيومان رايتس ووتش» والذي قال إن إسلاميين من عناصر الميليشيات يقومون بقتل الناس فورا، ويقومون بسحب الركاب من سياراتهم حيث يطلب منهم بالجثو على ركبهم ومن ثم يطلق الرصاص على رؤوسهم. وفي حزيران/يونيو ألقي القبض على 137 شخصا من سوق للخضار ولم يعثر إلا على 30 جثة منها فيما لا يزال مصير البقية مجهولا.

ويرى الكاتب أن هذه أدلة واضحة تستدعي من الغرب التدخل وإنقاذ حياة السنة، لكن لا فالقتلة ليسوا من «داعش» بل من الجماعات الشيعية التي كانت تحت سيطرة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي والتي أدت طائفيته وعنفه لظهوره.

ويقول الكاتب «إنهم يقتلون ويعذبون المسلمين السنة، الضحايا الذين لا تعتبر حياتهم مهمة». وكما تشير هيومان رايتس ووتش «فقصصهم لا تجد آذانا صاغية» فهم ليسوا مواطنين غربيين يجبرون على ترديد دعاية ل «داعش» عبر شريط فيديو بشكل يستفز القادة الغربيين للتصريح والتهديد. كل هذه الممارسات لا تعني تفهما لما يقوم به «داعش» من ممارسات.

ويعترف الكاتب أن هذا التنظيم يقوم بحرب دعائية نفسية لم يعرف التاريخ لها مثيلا. ويقول إن الحملة التي يستخدم فيها التنظيم وسائل التواصل الإجتماعي حولت الجميع إلى جنود. وتقوم الحملة على ترويعنا، وهو ما يدفعنا للتعبيرعن رعبنا ونشرها.

ويضيف الكاتب أن الإعلام الغربي يتنافس في وصم «داعش» بأفظع الأسماء مما يضفي عليه غموضا اسطوريا، وهو غموض أسهم وساعد «داعش» على احتلال مناطق في كل من العراق وسوريا.

يرى الكاتب أن حتى من لا يريدون نشر فظائع «داعش» يقعون في مصيدته، خاصة عندما يحاول البعض الحديث عن طيبة قلب آخر ضحية له وهو سائق التاكسي آلان هينينغ، من بلدة اكسيل في مانشستر الذي اندفع بدافع مساعدة السوريين ليقع في يد الجهاديين وينتهي هذه النهاية المأساوية.

 

كلنا داعش

 

ويقول أوينز إننا نلعب دورا رسمه لنا «داعش»، وهذا الأخير يعرف أنه يستفز الغرب ويريد جره لحرب طويلة في الشرق الأوسط. ويتحدى جهادي بريطاني بلده طالبا منها إرسال كل قواتها حتى تعود بالأكفان لبريطانيا.

ويقول الرهينة البريطاني جون كانتلي إن «داعش» لا يمكن هزيمته من خلال الغارات الجوية، فيما يرى الجنرال جوناثان شو، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق أن هدف «داعش» هو جر الغرب للمنطقة حتى يوحد العالم الإسلامي ضد الغرب المسيحي. وهذا واضح من حجم المتطوعين للتنظيم، ويعتقد أن 6.000 شخص انضموا لصفوفه في الأسابيع الأولى من الغارات الجوية، وكما يقول مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي فمعدلات التجنيد ل «داعش» على الإنترنت زادت، فيما تخلت «جبهة النصرة» السورية عن عدائها له واقترحت تحالفا لمواجهة الغارات التي تستهدف كلا التنظيمين.

وأعلن تنظيم طالبان باكستان يوم السبت عن دعمه ل «داعش». ويرى الكاتب أنه لن يتم القضاء على «داعش» كتنظيم إلا من خلال تلبية مطالب السنة وحل الميليشيات الشيعية، ويجب أيضا وقف تصدير الأفكار السلفية المتشددة من الدول الحليفة للغرب والتي تقوم عليها أيديولوجية «داعش» وغيره من الجماعات الجهادية.

وفي النهاية هناك صعوبة في هزيمة أيديولوجية ومحوها من الوجود.

ويعرف الغرب كما يقول روبرت فيسك في مقالته بصحيفة « إندبندنت» أن الغارات الجوية لن تقضي على» داعش». وعلق على قول من قال إن الحرب ستطول لأمد طويلة ولكن إلى متى؟ «هل سنقوم بقتل العرب ونقصف ونقصف..».

ونقل ما قاله صديق لبناني عن سبب القيام بالغارات طالما لا يريد الغرب إرسال قوات برية. ويدعو فيسك إلى فهم طبيعة «داعش» وأن مقاتليها هم نتاج كل الأزمات والرعب الذي عاشته المنطقة، وجاءت ممارساتهم الوحشية نتاجا لكل ما جرى في المنطقة من الديكتاتورية والغزو والقتل «فهم الأبناء الروحيين لكل ما جرى، ونواجه اليوم شكلا من العدمية، ونرد عليها بالقصف والقصف والقصف»…

 

إجراءات أمريكية لمأسسة «التحالف الدولي» ضد «داعش»… وواشنطن تبحث عن اسم للحرب الجديدة

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي» تنوي ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما منح الضربات الجوية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق وسوريا اسما رسميا، وقالت وزارة الدفاع الامريكية ان الحملة توسعت الى نطاق يسمح بضرورة إلقاء النظرة على اسمها ووضع هياكل حولها لكي يتم تخصيص توظيفات اكثر دقة للموارد والقيادة والسيطرة والتنظيم.

وقال الاميرال جون كيربي السكرتير الصحافي للبنتاغون انه يجري النظر حاليا في اتخاذ اسم رسمي لمهمات البعثة الامريكية في سوريا والعراق ولكنه لن يمضى قدما في ايضاح قرارات لم تصدر حتى الآن مؤكدا انه سيتم تصميم رقعة لاسم الحملة على الزي العسكري.

واضاف ان الجيش الامريكي غير متأكد من كيفية تصنيف رجل «المارينز» الذي توفي في الخليج العربي في الجهود المبذولة لمحاربة «داعش» لأنه لا يوجد للحملة اسم رسمي، ومن عادة الجيش الامريكي اعلام الجمهور بالضحايا وذكر اسم العملية.

واتخذت الادارة الامريكية مؤخرا عدة اجراءات من شأنها مأسسة التحالف الدولي ضد «داعش» حيث تم تعيين جون ار الين كمبعوث رئاسي خاص للائتلاف العالمي وبريت ماكجورك نائبا له، وروجت وزارة الخارجية بحماس لموقع يتناول بالتفاصيل مهمات التحالف واهدافه والدول المشاركه فيه.

واوضح موقع التحالف ان الخطوط العريضة المتعاضدة للجهود التى تهدف لهزيمة «داعش» كما جاءت في اجتماع سابق مع حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي هي تقديم الدعم العسكري لحلفاء الولايات المتحدة واعاقة تدفق المقاتلين الأجانب ووقف مصادر تمويل «داعش» ومعـــالجة الأزمـــات الانسانية في المنطقة وفضح طبيعة «داعـــش» الحقيقية.

وعللت الادارة الامريـــكية مهمتها للقضاء على «داعش» بالقول ان تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق قوض بشكل كبير الاستقرار في العراق وسوريا والشرق الأوسط الكبير بشكل يهدد الأمن والسلام العالمي كما يواصل التنظيم ارتكاب التهديدات الصارخة المنهجية الصارخة الممنهجة لحقوق الانسان والقانون الدولي بما في ذلك القتل العشوائي والاستهداف المتعمد للمدنيين والاعدامات الجماعية والقتل خارج نطاق القضاء واضطهاد افراد ومجتمعات بأكملها على اساس هويتهم واختطاف المدنيين كما اجبر التنظيم المجتمعات الشيعية والأقليات على التشرد وقام بتشويه الأطفال واغتصاب النساء جنبا الى جنب مع العديد من الفضائع الأخرى.

وواصلت الإدارة الامريكية سلسلة الاتهامات لـ«داعش» بالقول ان التنظيم يمثل التهديد الارهابي العالمي عبر تجنيد الآلاف من المقاتلين الاجانب الى العراق وسوريا من مختلف انحاء العالم كما استخدم التنظيم التكنولوجيا لنشر ايديولوجيتها المتطرفة العنيفة والتحريض على الاعمال الارهابية.

واعلنت الادارة الامريكية بشكل رسمي اسماء الدول المشاركة في التحالف والتي التزمت بأهداف القضاء على التهديد الذي يشكله «داعش» وساهمت بالفعل في مختلف المجالات في الجهود المبذولة لمكافحة «داعش» في العراق والمنطقة وخارجها، وتضم هذه القائمة «غير الشاملة» 60 دولة وهيئة هي: البانيا، الجامعة العربية، استراليا، النمسا، البحرين، بلجيكا، بلغاريا، كندا، كرواتيا، قبرص، التشيك، الدنمارك، مصر، استونيا، الاتحاد الاوروبي، فنلندا، فرنسا، جورجيا، ألمانيا، اليونان، المجر، العراق، ايرلندا، ايطاليا، اليابان، الأردن، كوسوفو، الكويت، لاتفيا، لبنان، ليتوانيا، لوكسمبرغ، مقدونيا، مولدافيا، الجبل الأسود، المغرب، الناتو، هولندا، نيوزيلندا، النرويج، عمان، بولندا، البرتغال، قطر، كوريا، رومانيا، السعودية، صربيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، اسبانيا، السويد، تايوان، تركيا، اوكرانيا، الامارات العربية، بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية.

وجاء في الموقع الذي يهيئ لمؤسسة «التحالف» التى ترتبط بشكل واضح مع وزارتي الخارجية والدفاع الامريكية ان لكل دولة مهمة في هزيمة «داعش»، بعضها يشارك في الجهد العسكري من خلال توفير الاسلحة والمعدات والتدريب، وتشمل هذه الدول شركاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط واوروبا، وكشفت المؤسسة الوليدة للتحالف ان السعودية قدمت 500 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للعراق كجزء من الإستجابة الإنسانية لاحتيـــاجات المدنـــيين المعرضين للخطر اضــــافة الى مساهمات اضافية من المجتمع الدولي لمعالجة الاحتــــياجات بمـــا في ذلك المأوى والغذاء والماء والدواء والتعليم.

الى ذلك، رحب البيت الأبيض بانضمام عدة دول جديدة للضربات الجوية ضد «داعش» في العراق إضافة إلى اعلان استراليا انها سترسل مقاتلين من القوات الخاصة لتقديم المشورة للجيش العراقي كما اشاد البيت الأبيض بمشاركة هولندا والدانمارك في الضربات الجوية وانضمام بريطانيا وكندا وفرنسا او التخطيط للإنضمام في الضربات ورحبت الولايات المتحدة بالتصويت القوي في البرلمان التركي على السماح بشن ضربات في سوريا والعراق.

 

سورية معارضة تخطب في صلاة العيد وتثير جدلا… واعتراضات!

تورنتوـ «القدس العربي» من راشد عيسى: قامت السورية المعارضة عفراء جلبي بإلقاء خطبة صلاة عيد الأضحى في مدينة تورتنو الكندية. وكانت كتبت على صفحتها على «فيسبوك» قبل ذلك: «في طريقنا إلى تورنتو. غداً سألقي خطبة العيد في مركز النور الثقافي. الإمام سيكون رجلاً. الخطيبة امرأة». ووصفت الخطوة بأنها «جزء من جهادي ضد التطرف، وللمحافظة على إسلام تحديه السابق والحالي هو «تعالوا إلى كلمة سواء»، تحدي الإسلام للعالم أجمع على المساواة، بما فيه أنفسنا».

وقد أثارت السيدة جلبي اعتراضات كبيرة وجدلاً على خطوتها بلغت حدّ اتهامها هي بالتطرف، وبأنها أساءت إساءة كبيرة لتعاليم الدين، وأنها تحاول الإيحاء بأن الإسلام اضطهد المرأة. هذا في وقت كتب الشيخ المعارض والبرلماني السوري السابق محمد حبش يحيي تلك السيدة بالقول «عفراء جلبي، الكاتبة الإسلامية التنويرية، ابنة المفكر الإسلامي خالص جلبي، وخالها الشيخ الجليل جودت سعيد، تخطو بثقة نحو تمكين المرأة المسلمة، وتقوم خطيباً في صلاة العيد في المركز الثقافي الإسلامي في تورنتو بكندا».

وأضاف الشيخ حبش»قد لا تكون هذه الخطوة ضرورية هنا في الشرق، لكنني أؤيد رسالة هذه المرأة في كندا، وهي تقدم موقفاً إسلامياً حضارياً للغرب الكاثوليكي الذي لا زال إلى اليوم يمنع المرأة من الوظائف الدينية. وعفراء لها في الصحابية الجليلة أم ورقة أسوة حسنة، فقد كانت تؤم الرجال والنساء في قريتها كما أمرها رسول الله». ووصل الشيخ المعارض إلى أن يقول، دفاعاً عن تلك السيدة في وجه مهاجميها «ويجادلون في إمامة المرأة. إن أربعة من أعظم أئمة الإسلام قد ذهبوا إلى أن المرأة قد تفوق الرجال علماً وحكمة وفقهاً، وتبلغ رتبة النبوة، وقد جزموا ببلوغها رتبة النبوة في شخص السيدة الظاهرة مريم بنت عمران».

وكان من الواضح أن معارضين سوريين كثر احتفوا بتلك الخطوة، لا كمساهمة في جدل ديني قدر ما هي محاولة لإبعاد صورة التطرف الديني التي ألبست ظلماً للثورة السورية.

الكاتب السوري ياسين الحاج صالح كتب عنها يقول هي «ليست سيدة تحاول لفت الأنظار، أو تسعى وراء الشهرة أو ترضى بأن تكون واجهة أو صنيعة لأحد. هي امرأة مؤمنة، مثقفة، رفيعة الخلق والالتزام، مع شغف قوي بالعدالة والكرامة الإنسانية. وأشك أن هناك من يمكن أن يلقوا خطبة عيد تتضمن معاني وقيما إنسانية أكثر منها». أما الحقوقي السوري البارز عبدالحي السيد فقال «لست أدري هل أحتفل اليوم بتوجيه خطبة عيد في تورنتو من قبل إحدى المثقفات المحترمات الدكتورة عفراء جلبي… لا يحضرني في هذا الزمن الصعب إلا المقال التي افتتحت فيه ماري عجمي مجلتها «العروس» سنة 1910: وفيه الآتي : «إلى الذين يؤمنون أن في نفس المرأة قوة تميت جراثيم الفساد، وأن في يدها سلاحاً يمزق غياهب الاستبداد، وأن في فمها عزاء يخفف وطأة الشقاء البشري ـ إلى الذين بهم الغيرة والحمية ـ إلى الذين يمدون أيديهم لإنقاذ بنات جنسهم من مهاوي هذا الوسط المشوه بانتشار الأوهام أقدم مجلتي لا كغريبة تثقل بها عواتقهم، بل كتقدمة إلى من يليق بهم الإكرام وتناط بهم الآمال.»

جلبي كتبت إثر ردود الفعل تقول «الذين كانوا في حالة صدمة وقاموا بارتكاسات قوية، أرى أنها بسبب محبتهم وغيرتهم على الحفاظ على إرث معين بفهم معين. من المهم جداً في هذه الأوقات أن نرفق ببعضنا حتى ولو رأينا أخطاءً ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر. وأنا اجتهدت، فإن أخطأت فلي أجر الاجتهاد، وإن أصبت فسأكون فتحت فسحة أمل تشارك في حل تحدياتنا».

يذكر أن السيدة جلبي من مواليد 1969، نشأت في بلدة بير عجم في الجولان السوري، وتابعت دراستها في العلوم السياسية والصحافة في كندا، وهي عضو في «المجلس الوطني السوري» المعارض.

 

غارات للتحالف بدير الزور وألف مقاتل يواجهون “داعش” بحلب

دمشق، إسطنبول ــ أنس الكردي، عبسي سميسم

شنّ التحالف الدولي منذ منتصف ليلة، أمس الإثنين، سلسلة من الغارات الجوية على محافظة دير الزور، استهدف خلالها مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ما أدى إلى سقوط جرحى مدنيين، وقتلى وجرحى من عناصر التنظيم. وجاء ذلك بينما نفت “الجبهة الإسلامية” التوقف عن قتال “داعش” في ريف حلب، مؤكدة وجود ألف مقاتل في ريفي حلب الشمالي والشرقي.

 

وأفاد الناشط الإعلامي محمد الخليف، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “طائرات التحالف شنّت 12 غارة جوية، استهدفت مواقع مختلفة لتنظيم الدولة في قرى وبلدات دير الزور”.

وأوضح الخليف أن “ثلاث غارات ضربت بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي، وتحديداً المصرف الزراعي وفرع الأمن العسكري، وهي مقار يتمركز فيها عناصر داعش”.

 

وأشار إلى “أن الضربات أدت إلى سقوط عدد من الجرحى المدنيين، كانوا قريبين من المقرات، فضلاً عن دمار كبير في الأبنية السكنية”.

 

وأضاف الناشط الإعلامي أن “غارتين استهدفتا منجم الملح، والذي يُعتبر من أهم مقار التنظيم في ريف دير الزور، وأخرتين استهدفتا حقل الخراطة النفطي، في ريف دير الزور، دون ورود أنباء عن إصابات”.

 

وتابع الخليف أن “التحالف الدولي استهدف بإحدى غاراته مبنى الوحدة الإرشادية، أحد مقار داعش في قرية زغير (شامية)، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر داعش وتدمير المبنى، في حين قصفت كذلك مدرسة الدبوس في بلدة القورية في الريف الشرقي، ما تسبب في تدميرها”.

 

من جانبه، هلّل التلفزيون السوري الرسمي لغارات التحالف، رغم حديث نظام (الرئيس بشار) الأسد الدائم عن السيادة الوطنية، وذكر التلفزيون أن “طيران الولايات المتحدة وحلفائها شنوا غارات جوية على مواقع ومقار تنظيم الإرهابي في الريف الغربي لمحافظة دير الزور”.

 

يذكر أن التحالف الدولي بدأ غاراته على سورية في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، بهدف القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”جبهة النصرة”، إلا أنه وبعد سقوط قتلى مدنيين، وتوسيع قائمة الفصائل المقاتلة للنظام على لائحة الإرهاب، بدأ يظهر نوع من التململ الشعبي ضده.

 

في هذه الأثناء، نفت “الجبهة الإسلامية” أنباء وردت في وسائل الإعلام عن توقفها عن قتال تنظيم “الدولة” في ريف حلب، مؤكدة وجود ألف مقاتل للتصدي لهم.

 

ونفى المكتب الإعلامي لـ”الجبهة” في بيان، أن “ما وَرد عن إيقافها لقتال تنظيم الدولة، وأكد أن المعارك مستمرة ضد هذا التنظيم الباغي الذي حرّف مسار الثورة السورية، وانتهج منهج الغلو والتكفير مبتعداً عن منهج أهل السنة”.

 

ولفت البيان إلى أن “أكثر من ألف مقاتل يصدون هجمات التنظيم على ريف حلب الشمالي والشرقي ويقاتلون كل من يعتدي عليهم”. وكشف أن “قتال التنظيم هو واجبٌ شرعي لا يمكن إيقافه حتى تزول الأسباب التي دفعت إليه، وحتى يتم تنظيف صفوف المجاهدين من فكر الغلو والتطرف المُسيَّر من وراء الحدود ليجرَّ السوريين إلى مستنقعٍ تسيل فيه دماؤهم”.

 

البيت الأبيض يدافع عن بايدن بعد اعتذاره المزدوج

دافع البيت الأبيض عن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الاثنين، على خلفيّة اتصاله بقادة تركيا والإمارات العربية المتحدة، للاعتذار عن تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، اتهم فيها البلدين بتقديم دعم للمتشددين الإسلاميين في سورية.

 

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست، للصحافيين: “نائب الرئيس شخص لديه ما يكفي من الشخصية للاعتراف بأنه ارتكب خطأ”، لافتاً إلى أنّ “بايدن شخص لا يزال عضواً أساسياً في فريق الأمن القومي للرئيس باراك أوباما، وهو شخص لديه خبرة لعشرات السنين في التعامل مع القادة في مختلف أنحاء العالم”. وأشار إلى أنّ أوباما “يشعر بالسعادة للاعتماد على مشورته، ونحن نواجه العديد من التحديات بالغة الأهمية للأمن القومي الأميركي”.

 

وكان البيت الأبيض قد أعلن قبل يومين، أنّ بايدن أبلغ ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنّ “تصريحاته عن المراحل الأولى من الصراع في سورية”، ولم يكن يقصد بها أن الإمارات قدمت الدعم لـ”داعش” أو “القاعدة” مثلما تناقلت بعض وكالات الأخبار. وقدّم بايدن، يوم السبت الماضي، اعتذاراً للجانب التركي، الذي أبدى امتعاضه من تصريحاته الأخيرة.

 

ويشتهر بايدن، الذي يُعتبر مرشحاً محتملاً لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، بزلاته اللفظية، وسبق له أن اعتذر في الآونة الأخيرة عن وصف أشخاص يستنزفون الجنود الأميركيين الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الخارج، من خلال قروض وارتباطات مالية أخرى، بأنهم مثل “شايلوك”، في إشارة إلى الصورة النمطيّة لشخصية المرابي اليهودي في مسرحية لوليام شكسبير.

 

أردوغان: لا يُمكن القضاء على “الإرهاب” بالقصف الجوي فقط

الأناضول

أكدّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الغارات الجوية وحدها لا يمكنها القضاء على الإرهاب، وأن منطقة عين العرب (كوباني) على وشك السقوط. وأشار إلى مطالبة أنقرة أخيراً بضرورة إعلان منطقة حظر طيران، وإعلان منطقة آمنة موازية لتلك المنطقة، وتدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة في سورية والعراق.

 

وجاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، اليوم الثلاثاء، أمام اللاجئين السوريين في المخيم المقام بقضاء إصلاحية بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، بمناسبة عيد الأضحى، هنأ من خلالها السوريين هناك بالعيد، متمنياً أن يكون هذا العيد هو الأخير للاجئين السوريين بعيداً عن وطنهم وبيوتهم.

 

وتوجه أردوغان في خطابه إلى الدول الغربية، أن الضربات الجوية خلال مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لا يمكن أن تحلّ المشكلة، وقال إنه “لا يمكنكم القضاء على هذا الإرهاب (داعش) عن طريق القصف الجوي فقط، ولا يمكن إنهاء هذا العمل بعمليات جوية دون التعاون مع من يقوم بعمليات برية على الأرض”.

 

وأكد أنه ليس “لتركيا أي مطامع في أراضي أحد، وتركيا مستعدة ومتيقظة لكل تهديد موجه إليها، فالبرلمان التركي منح الجيش تفويضاً لمدة عام للقيام بما يلزم، وعلى وجه الخصوص الرد المباشر والحاسم، على كل تهديد يتعرض له”.

 

وأشار إلى أن “الذين عارضوا منح برلماننا تفويضاً للجيش في استخدام القوة خارج تركيا، يقومون بعملية ابتزاز لعملية السلام في تركيا، باستغلالهم للأحداث في عين العرب”. مشدداً على “وقوف بلاده ضد تنظيم العمال الكردستاني الإرهابي، بقدر وقوفها ضد داعش”.

 

ولفت أردوغان إلى استمرار تركيا في استضافة اللاجئين السوريين إلى حين عودتهم إلى بلادهم، وعلى كفاحهم سوياً من “أجل إقامة دولة سورية يسودها العدل والحرية والاستقلالية”.

 

وأوضح أن “مليون ونصف المليون ضيف تستضيفهم تركيا، وأكثرهم من الأخوة السوريين إضافة إلى عراقيين في أراضيها”. وأضاف “وكما تعرفون فإن قرابة 200 ألف سوري لجأ أخيراً إلى تركيا هرباً من تنظيم داعش، وطبعاً لا يمكن استقبال هذا الكم الهائل بأحسن الظروف، ولكننا قدمنا ما باستطاعتنا، ونقدم، وسنواصل التقديم”.

 

وتابع أردوغان “مع الأسف، الغرب وقف متفرجاً، كما مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فهم يتكلمون فقط، وعندما يأتي دور العمل لا نراهم ينتجون شيئاً، كما أننا صرفنا حتى الآن على اللاجئين في أراضينا أكثر من 4 مليار دولار، فضلاً عن نصف مليار دولار من المساعدات أرسلناها إلى سورية والعراق، وأوصلناها إلى إخوتنا هناك دون التفريق في الدين أو العرق أو المذهب”.

 

وأوضح أن “أوروبا استقبلت حتى الآن 130 ألف لاجىء سوري فقط، وأغلقت أبوابها”، مشدداً على أن “بلاده بالمقابل تستضيف أكثر من مليون ونصف المليون ضيف، وأن المساعدات التي قدمها العالم لتركيا لم تتجاوز 200 مليون دولار”.

 

وفي هذه الأثناء، أعلنت وكالة أنباء تابعة لدولة الفاتيكان، اليوم الثلاثاء، أن قساً سورياً وأكثر من 10 مسيحيين آخرين اختطفوا في قرية شمالي سورية على الحدود مع تركيا قبل يومين.

 

وذكرت وكالة “فيدس” في تقرير لها اليوم الثلاثاء، نقلاً عن سفير الفاتيكان في دمشق ماريو زيناري قوله إن “قساً و10 مسيحيين آخرين خطفوا في قرية قناية التابعة لمحافظة حلب شمالي سورية”، لافتاً إلى “وجود راهبة إيطالية تدعى الأخت باتريتسيا في القرية نفسها، إلا أنه لم يستطع الجزم فيما إذا كانت من بين المختطفين”.

 

وأشار النائب الرسولي للكاثوليك في حلب، الأسقف جورج أبو الخازن ، إنه “من غير الواضح حتى الآن هوية الجهة التي قامت بالاختطاف”. وأوضح أن “عملية الاختطاف، وقعت ليل الأحد/الإثنين الماضيين”، لافتاً إلى أنه “من غير الواضح أيضاً فيما إذا كانت مجموعات وصفها جهادية هي من قامت بعملية الاختطاف أم غير ذلك”.

 

عين العرب: غارات التحالف لا تمنع توسّع “داعش

دمشق ــ أنس الكردي

يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، تقدّمه منذ ساعات الصباح الأولى، في الجهة الغربية من مدينة عين العرب، على الرغم من شنّ التحالف الدولي ثلاث غارات استهدفت مواقع تابعة له، في وقت باتت فيه الجهة الشرقية من المدينة بيد “داعش”، إثر سيطرته أمس الإثنين على ثلاثة أحياء فيها.

 

وقال الصحافي الكردي، مجيد محمد لـ”العربي الجديد”، إنّ الجهة الغربيّة للمدينة تتداعى أمام هجوم مقاتلي التنظيم، الذين وصلوا إلى المخفر الخاص بقوات “الأسايش”، على الرغم من أنّ طائرات التحالف شنت ثلاث غارات، أدت إلى مقتل وجرح عدد من مقاتلي “داعش”.

وأشار محمد، إلى أنّ “داعش يواصل تقدّمه في محور المنطقة الصناعية والأحياء الجنوبية، ترميك وماميد، باتجاه منطقة البلدية وسط المدينة، في ظل قصف بقذائف الهاون ومعارك عنيفة مع وحدات حماية الشعب الكردية في الشوارع، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين”.

وكان “داعش” قد ضمن الجهة الشرقية، ليل الإثنين، بعد سيطرته على حي كانيَ عَرَبان، والمنطقة الصناعية، ومقتلة الجديدة، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. كما سيطر قبل يومين، على مساحات واسعة من جبل مشته نور، المطّل على مدينة عين العرب.

وبدأ التنظيم هجومه على مدينة عين العرب، على الحدود السورية التركية، منتصف الشهر الماضي، وسيطر في الأيام الأولى على ستين قرية كردية في ريف المدينة، حتى وصل منذ يومين إلى مشارفها، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة نحو الأراضي التركية، قُدّرت حصيلتها الأولية، الأسبوع الماضي، بمئتي ألف مدنيّ.

 

من جهة ثانية، أكد الناشط الكردي أن “المدنيين جميعهم باتوا في الطرف التركي، في حين اعتقلت السلطات التركية عدداً من القياديين السياسيين من موظفي الإدارة الذاتية الكرديّة”.

 

وفي سياق متّصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ”حركة نزوح لمئات المواطنين الكرد نحو الحدود السورية – التركية”، ونقل عن شبان نزحوا إلى الأراضي التركية، قولهم إنّ “الجندرما التركية اعتدت على بعض الشبان، وخاطبتهم قائلة: “أنتم من حزب العمال الكردستاني، وكل من بقي في المدينة من حزب العمال الكردستاني ويجب قتله”، وفق المرصد.

 

وشهدت ولايات تركية عدة، تظاهرات غير مرخصة أمس ضد تنظيم “داعش”، حطّم المتظاهرون خلالها النوافذ وأشعلوا النيران في مبانٍ وسيارات وحافلات.

 

وفي هذا الإطار، أكد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الديمقراطيين السوريين، عبد الباري عثمان لـ”العربي الجديد”، اعتقال القوات التركية نحو 400 نازح كردي، قبل أن يتمّ إطلاق سراح نصفهم، مقابل إبقائها على اعتقال ناشطين وقياديين في الإدارة الذاتية.

 

وقدّر عثمان ارتفاع أعداد النازحين من عين العرب، بعد أحداث اليومين الأخيرين، إلى أكثر من 300 ألف، مطالباً “الحكومة التركية وحلف الناتو بالتدخّل السريع لمنع وقوع عين العرب بيد “داعش”، أو مدّ مقاتلي المدينة بأسلحة نوعية ليتمكنوا من صدّ هجوم التنظيم”. ووصف ما يحصل في المدينة والقرى المجاورة بأنّه “إجرام يتحمّله بالدرجة الأولى نظام الأسد في دمشق، بينما يتحمل المجتمع الدولي وحلف الناتو واجباً أخلاقياً”.

 

زهران علوش: أمير الانسحابات التكتيكية

صبر درويش

أُعلن الاثنين، عن الانسحاب الكامل لمقاتلي القيادة العامة الموحدة في الغوطة الشرقية بقيادة زهران علوش، من منطقة الدخانية المحاذية لمدينة جرمانا شرقي العاصمة دمشق، وذلك بعد حوالي شهر على المعارك الضارية التي كانت دائرة بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد.

وبحسب شهود عيان، فإن منطقة الدخانية كانت قد سويت أبنيتها بالأرض على إثر المعارك التي كانت دائرة داخل احيائها، والتي تعرضت عبر الشهر الماضي لأعنف أشكال القصف والتدمير الممنهج الذي شنته قوات الأسد، مستخدمةً صواريخ الأرض- أرض، وغارات الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.

 

أحد الإعلاميين في المنطقة قال لـ”المدن”، طالباً عدم الكشف عن اسمه: “فجأة قام المقاتلون المتواجدون على جبهة الدخانية بالانسحاب من نقاطهم، من دون أي تنسيق أو إبلاغ، والغريب في الأمر ان المقاتلين عادوا إلى منازلهم وكأن شيئاً لم يكن، ودخلت قوات النظام على المنطقة وفرضت سيطرتها على أحياء الدخانية بالكامل”.

 

من جهة ثانية، قالت مصادر لـ”المدن” إن قوات النظام تقدمت على جبهة عين ترما المحاذية لمنطقة الدخانية، إلا أن مقاتلين تابعين “لجيش الأمة”، الذي أعلن عن تشكيله مؤخراً، تمكنوا من إيقاف هذا التقدم، كما تمكنوا من استعادة بعض النقاط التي كانوا خسروها في وقت مضى.

 

ووفق الوضع الراهن، تعاني جبهة عين ترما من ضغط كبير، يهدد بانهيار هذه الجبهة بالكامل، وخصوصاً بعد الانسحابات التي حدثت على جبهة الدخانية، مما جعل جبهة عين ترما تقف منفردة في مواجهة قوات النظام.

 

ويحمّل العديد من الناشطين في الغوطة الشرقية، المسؤولية الكبيرة عن هذا الانسحاب، الذي سبقه انسحابات اخرى من جبهات تعد مواقع استراتيجية للمعارضة، إلى زهران علوش. فالقوات العسكرية التي يقودها علوش، والتي كانت من بين التشكيلات الأقوى المتواجدة على تلك الجبهات، كانت قد انسحبت، قبل بضعة أيام من سقوط جبهة الدخانية، من جبهة عدرا العمالية شمال الغوطة الشرقية، وكان الانسحاب في أثنائه بحجة التفرغ لجبهة الدخانية وعين ترما، وقبل ذلك كانت قوات زهران علوش قد انسحبت من جبهة المليحة، وأيضاً بحجة فتح جبهة مطار دمشق الدولي. كما سبق ذلك انسحاب، حصل العام الماضي، من واحدة من اهم الجبهات على الاطلاق وهي جبهة بلدة العتيبة جنوبي الغوطة الشرقية، وما ترتب على هذا الانسحاب من إحكام قوات النظام لحصارها على الغوطة ومحيطها.

 

عملياً لم يتبقَ من جبهات محيط دمشق سوى جيوب قليلة تسيطر عليها قوات المعارضة، كجبهة حي جوبر الدمشقي شرقي العاصمة، وبعض بلدات ومدن الغوطة الشرقية كدوما وعربين وغيرها، بينما الجبهات التي لم تسقط بفعل المعارك، فقد فضّلت عقد هدنة مع نظام الأسد وباتت خارج ساحة الصراع العسكري الدائر في محيط دمشق.

 

خسارة جبهة الدخانية، لا تعد حالة طارئة على وضع المعارك في المنطقة، بل يكاد يكون العام الماضي هو عام الخسارات الكبرى التي تكبدتها قوى المعارضة، التي يتزعم أقوى فصائلها زهران علوش، الذي بات سكان الغوطة يشعرون بالريبة عند كل إعلان لتشكيل عسكري جديد يقوده علوش وينتج عنه انسحاب “تكتيكي” من إحدى جبهات القتال.

 

داود أوغلو: هذه هي سياستنا تجاه الازمة السورية

قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة CNN: “نحن نؤمن أنه في حال بقاء الأسد في دمشق ليطبق سياساته الوحشية، فستظهر تنظيمات متشددة أخرى في حال قضينا على داعش. وإذا واصل الأسد سياساته الطائفية والتي تعتمد على ذبح الناس، دون أن يتصرف المجتمع الدولي، فسنكون قد قدمنا مثالاً سيئاً للطغاة في الدول الأخرى، بأن بإمكانهم القيام بالأمر نفسه”. مؤكداً أنه “يجب أن يكون لدينا استراتيجية متكاملة لا تقوم على ضرب داعش وتدميره فحسب، بل والقضاء على جميع الجرائم الوحشية المرتكبة على يد النظام”. وشدّد أوغلو على أن تركيا مستعدة للتدخل في كوباني قائلاً: “سنفعل كل ما بوسعنا لمساعدة سكان كوباني لأنهم إخوة لنا، ونحن لا ننظر إليهم على أنهم أكراد أو تركمان أو عرب. ولكن ما نقوله هو أنه إذا كان هناك ضرورة للتدخل في كوباني، فنحن نقول إنه هناك ضرورة للتدخل في كل سوريا، وعلى امتداد حدودنا معها”. وأضاف “نحن على استعداد للقيام بكل ما يلزم إذا كانت هناك استراتيجية تضمن لنا أن حدودنا ستكون بأمان بعد انتهاء خطر داعش. لا نريد أن نرى النظام السوري على حدودنا مجدداً كي يقوم بدفع المزيد من الناس إلى اللجوء من سوريا”. وأوضح احتياجات تركيا الأمنية “لا نريد أن يكون هناك أي نشاط لتنظيمات إرهابية فنحن لدينا استراتيجية وطنية تقوم على تقديم المعونة الإنسانية للاجئين العراقيين والسوريين، وثانيا ضمان الأمن، فإذا كان هناك ما يهدد أمننا القومي فسنتخذ كل الإجراءات الضرورية”.

 

أوغلو رآى أن المشكلة تكمن في نظام الأسد، وفي طريقة تعامل الدول الكبرى مع ملف الحرب السورية، وأوضح “عندما استخدمت الأسلحة الكيماوية في سوريا طلبنا رسمياً من حلفائنا، أن يكون لديهم سياسة أكثر حزماً ضد النظام السوري، لأن سياساته الطائفية تسببت بإيجاد حالة الفراغ التي استفاد منها داعش. وبالتالي فإن ضرب داعش في كوباني وتجاهل الخطوات الأخرى قد يخلق مشكلة أكبر في المستقبل، وعلينا الحذر حيال ذلك”. وتركيا التي تستضيف 1.6 مليون لاجئ سوري، وهناك المزيد من الفارين نحو أراضيها كل يوم، “تريد إقامة منطقة حظر جوي، لأننا اكتفينا مما يجري”. فاللاجئون يتزايدون لأن النظام “ينفذ ضربات جوية ويستخدم صواريخ سكود والبراميل المتفجرة، وإذا أردنا إنهاء الأزمة الإنسانية فسيكون هناك ضرورة لوقف الغارات الجوية والقصف العنيف، هذا مهم جدا لتركيا كخطوة مستقبلية”. واستطرد قائلاً “تصوروا لو أننا دمرنا داعش، علماً أنها مهمة صعبة، فما الذي سيحصل؟ سيقوم النظام في اليوم التالي بتنفيذ ثمان غارات ضد حلب أو المدن الأخرى ليخلق موجة أكبر من النزوح نحو أراضينا. لهذا نريد منطقة حظر جوي على حدودنا، وإلا فإن كل هذه الأعباء ستبقى على عاتق تركيا والدول المجاورة”.

 

وأضاف “تحدثنا مع الأميركيين والأوروبيين، وقلنا لهم إنه بحال لم يكن هناك من حل بمواجهة الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري، فسيكون هناك تصاعد في التطرف، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك داعش”. فالنظام السوري قتل 300 ألف شخص في مجازر، بعضها جرى باستخدام أسلحة كيماوية، و”قد قلنا إن الكيماوي هو خط أحمر ولكن النظام استخدمه دون أن يتعرض لأي عواقب، واستخدم البراميل المتفجرة وصواريخ سكود على المناطق السكنية دون أن نفعل له شيئا، وحاصر المدن وعاقب الناس بالجوع وقتلهم”. وأشار إلى أكثر من 50 ألف صورة لأشخاص قتلوا بوسائل التعذيب التي يطبقها نظام الأسد و”ظل الجميع صامتا”. مؤكداً أنه “بسبب كل هذه الجرائم التي مرت دون عقاب وجدت التنظيمات المتشددة الظروف المناسبة، وقالت للناس إن المجتمع الدولي لن يدافع عنهم، وإن أحدا لن يهب لنجدتهم سواها. وهذا هو المصدر الأساسي لظهور داعش، وقد حذرنا المجتمع الدولي منذ فترة طويلة بأن العاصفة قادمة ولكن أحداً لم يتحرك ضد نظام الأمس، وما يثير الدهشة اليوم أن بعض القادة اقترحوا في اجتماعات التعاون مع نظام الأسد. التعاون مع شيطان لمواجهة آخر ليس الطريق الذي يجب على المجتمع الدولي سلوكه”.

 

وأوضح أوغلو أن تركيا فعلت الكثير منذ بدء الأزمة في سوريا، ولا يجب الفصل بين المرحلة التي سبقت المواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية، عن المرحلة اللاحقة لها. وأكد أنه ما من بلد قدم ما قدمته تركيا ضد الهجمات الوحشية للنظام السوري، وكذلك ضد داعش. وعن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولة ضد مواقع تنظيم الدولة، قال أوغلو إنها “ضرورية لكنها ليست كافية، الغارات ستضر بداعش، ولكن بحال لم نطور استراتيجية متكاملة فلن نعرف الخطوات المستقبلية التي يتوجب اتخاذها من أجل تدمير داعش، والمنظمات الإرهابية التي قد تظهر”.

 

وطالب أوغلو المجتمع الدولي بتفهم احتياجات تركيا الخاصة، وأوضح في سياق رده على تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه كان هناك في فترة من فترات الصراع ستة ملايين لاجئ في سوريا، وكان يتوجب على تركيا “إما أن تغلق الحدود، وهو أمر مخالف لثقافتنا، وسيجر الكثير من الانتقادات علينا من أولئك الذين سيستهجنون قيام تركيا بذلك. وإما أن نفتحها، وفي هذه الحالة سيتدفق 180 ألف شخص عبرها خلال ثلاثة أيام، وهو رقم يصعب على أحد السيطرة عليها”. وأكدّ أن المشكلة مع نائب الرئيس الأميركي انتهت “وقد اتصل بالرئيس أردوغان وكنا عنده بمناسبة عيد الأضحى، وقد اعتذر وانتهت القضية، وأتمنى ألا يخرج أي زعيم مستقبلاً ليتهم دولة أخرى عملت بجهد من أجل معالجة الأزمات الإنسانية”.

 

أوغلو تأسف لعدم وجود دعم جدي للمعارضة السورية المعتدلة، من قبل مجموعة أصدقاء سوريا، فـ”العديد من تلك الجماعات (المعارضة) حصلت على أسلحتها من خلال القتال مع الجيش السوري أو الانشقاقات العسكرية، لو أن الآخرين استمعوا لنصائحنا وقدموا الدعم والحماية للمعارضة السورية المعتدلة لما كنا اليوم نواجه هذه المشكلة الكبيرة المسماة داعش”.

 

كوباني : اختراقات لداعش ..وغارات للتحالف

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، أن مقاتلي “الدولة الإسلامية” تقدموا نحو جنوب غربي مدينة عين العرب/كوباني، خلال معارك اندلعت ليلة الاثنين-الثلاثاء، تمكن خلالها عناصر التنظيم المتطرف من السيطرة على عدد من المباني.

 

في موازاة ذلك، طالبت قيادات ميدانية كردية، بإجلاء المدنيين، وكل من لا يحمل سلاحاً من أهالي المدينة، إلى الحدود التركية السورية، وهي إشارة واضحة على مدى حدّة المعارك التي تدور، والمخاوف الكردية من حصول مجازر بحق المدنيين، من خلال تمكن التنظيم من السيطرة على المدينة، أو القيام بعمليات انتحارية.

 

مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، أشار إلى أن المعارك لم تكن ضارية، لكنّه أكد توغلّ عدد من مقاتلي التنظيم إلى نحو 50 متراً، جنوبي غربي المدينة، فيما أكد في بيان للمرصد مقتل 30 شخصاً على الأقل خلال الليلة الماضية، في هجومين انتحاريين، شنهما التنظيم على نقطتي تفتيش يديرهما أكراد في مدينة الحسكة، شمال شرق سوريا.

 

في السياق، نفّذ طيران التحالف، غارات جوية للحد من تقدم التنظيم في كوباني. وبحسب ما أفادت وكالة “فرانس برس” فإن الغارات استهدفت التنظيم داخل المدينة، والمواقع التي تقدم إليها من الجنوب الغربي، إلا أن المعارك لا تزال مستمرة، وسط معلومات عن انسحاب التنظيم من ثلاثة أحياء سيطر عليها شرق المدينة.

 

وقال المرصد إن “التحالف شن غارات خلال الليل على الجانب الشرقي من عين العرب وعلى أطرافها الجنوبية الغربية سعياً لوقف تقدم مقاتلي داعش”، فيما قال مسؤول محلي في مدينة سروج التركية، المحاذية لكوباني، إن حوالى 700 شخص عبروا إلى الجانب التركي خلال ليل الاثنين، ومن بينهم مدنيون ومقاتلون من وحدات حماية “الشعب الكردي”.

 

وكان مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، قد قالوا في وقت سابق، إن 10 في المئة فقط، من الغارات الجوية التي تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ آب/أغسطس الماضي، تشنها طائرات أوروبية وعربية، ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وسط تأكيدات عن نية واشنطن الاستعانة بمساهمة الدول العربية والأوروبية بشكل أكبر خلال المراحل المقبلة من الحرب على التنظيم.

 

إلى ذلك، كشف المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط كورتيس كيلوج، أن القوات الأميركية استخدمت، لأول مرة، طائرات هليكوبتر أثناء تنفيذ مهمات قتالية يوم الأحد، ثم الاثنين مرة ثانية في العراق. ولفت المتحدث إلى أن الطائرات من طراز أباتشي، وهي مغامرة قد تعرض القوات الأميركية إلى مخاطر النيران الأرضية.

 

وقال كيلوج “هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات هليكوبتر بالتنسيق والدعم عمليات قوات الامن العراقية.” وأضاف “الحكومة العراقية طلبت دعما باستخدام هذه القدرة قرب الفلوجة لصد (الدولة الإسلامية)”، فيما قال رئيس مركز نيو أمريكان سيكوريتي للبحوث،ريتشارد فونتين، إن قرار الجيش الأميركية باستخدام طائرات الأباتشي “يوضح أنهم حققوا نتائج محدودة بالغارات الجوية من المقاتلات والقاذفات والطائرات بدون طيار”.

 

حزب الله” يتحوّل من مهاجم سورياً إلى مدافع لبنانياً

منير الربيع

لم تؤد شعارات حزب الله لدخوله في غمار القتال السوري إلى جانب النظام مبتغاها. سقط مفهوم قتال “الإرهابيين” في سوريا لمنعهم من المجيء إلى لبنان، الإنتصارات المزعومة في القصير والقلمون تبدّدت، ليتأكد أن النصر الذي تحدث عنه الحزب في كلتا البقعتين صار في خبر كان. أسباب سقوط هذه المناطق تحت سيطرة الحزب لم تعد خافية على أحد، الآن تتضح أكثر فأكثر، الإنسحابات التي دُفع المقاتلون من الجماعات المتطرفة إلى تنفيذها من القرى السورية برعاية إقليمية ودولية، كان من أجل تمويه الحزب أكثر، وإعطائه نصراً لتوريطه بشكل أكبر، وإستدراجه بشكل أكبر في إستراتيجية لحس المبرد، غرق الحزب في الدم السوري ودم شبابه، وها هو اليوم يغرق لبنان ومناطقه بحربه.

 

لم يستطع حزب الله حماية نفسه ومقاتليه في سوريا، وفشل في حماية الحدود، بعد أشهر على إعلانه الإنتصار في القلمون، وجعله المنطقة خضراء عسكرياً، أتى الخرق العسكري المدوّي، وبدأت المعارك في الداخل اللبناني وتحديداً في القرى المشكّلة والمكونة لبيئة الحزب، أزيلت الحدود وسال الدم، ولا احد يعرف متى تنتهي هذه المعارك المفتوحة وكيف. لا مجال للإجتهاد، الأمور ذاهبة إلى مزيد من التوتر، الذي سيستخدمه حزب الله من أجل الضغط أكثر لشرعنة سلاحه تحت شعار أن الإرهابيين قادمون.

 

الجبهة اللبنانية التي فُتحت، اختارت زمانها ومكانها المجموعات المسلّحة المنتشرة في جرود السلسلة الشرقية، من جرود بعلبك إلى جرود الهرمل، ولا يخفى على أحد أن هذه المجموعات تسيطر على نقاط وتلال إستراتيجية تكشف قرى البقاع وقد تكون تحت مرمى نيرانها. أصبح السيناريو واضحاً نوعاً ما، وأينما استطاع هؤلاء المسلحون أن يوجهوا ضرباتهم فسيقومون بذلك، أصبحت الحدود بطولها وعرضها معرضة لما جرى في بريتال، فالمرحلة ليست مرحلة مهادنة أو مفاوضات، والمتوقع هو أن تذهب الأمور إلى توتر أكثر وليس إلى تهدئة، لا سيما بعد تعثّر المفاوضات بقضية العسكريين المخطوفين.

 

الهدف الأساس للمجموعات المسلحة، مشاغلة حزب الله في عقر داره، خصوصاً في القرى الحدودية، كجرود بريتال ونحلة ويونين والهرمل، وهنا مكمن التحول الكبير. أصبح الحزب مدافعاً لا مهاجماً، وهذا مؤشر خطير، من هنا تبرز التقارير الأمنية التي تفيد بأن الخطر يحوم حول مجدل عنجر بقاعياً، والعرقوب جنوباً، لكن لهذه التقارير أهدافاً تضخيمية وفق ما تراها مصدر عسكرية إذ تعتبر لـ”المدن” أن لمجدل عنجر خصوصية، لأنها طريق دولية لديها ما يحميها، ظروف المنطقة مختلفة، فهي شريان حيوي لدول عدّيدة، والجيش اللبناني لا يمكن أن يتساهل أمام أي عمل تخريبي في المنطقة”. يضاف إلى ذلك الطبيعة الجغرافية التي تشكل عائقاً في المجال العسكري أمام المسلّحين للقيام بضربات هناك، لأنه، من الجهة السورية هناك سيطرة للجيش السوري وليس لهم وجود فعّال. لكن الأمور تنذر بمفاجآت وقد يكون جلّها تنفيذ عمليات ضد مواكب الحزب التي تستخدم هذه الطريق بشكل فعّال وأساسي.

 

أيضاً تنسحب مضامين التقارير على الوضع في الجنوب وتحديداً في قرى العرقوب، لكنّ المصادر تشير إلى أن الجوّ غير ملائم لكل ما يحكى من سيناريوهات، ففي المنطقة هدوء وإستقرار، وهناك قوات دولية ووجود إسرائيل، وهذا ما لن يسمح بأي تحرّك يعرّض أمن إسرائيل للخطر، لا بل ستعمل الأخيرة على عرقلة أي عمل أو محاولة سيلجأ إليها المسلّحون في تلك المنطقة، وهي قد تسهم في بثّ الرعب في نفوس الأهالي للبقاء على حذرهم وتكتلاتهم الطائفية.

 

حرب شوارع في كوباني وضربات جديدة ضد داعش في سوريا

أ. ف. ب.

بعد ثلاثة اسابيع من بدء الهجوم على المدينة

تدور حرب شوارع، الثلاثاء، بين المقاتلين الاكراد وعناصر تنظيم داعش في عدة احياء من مدينة عين العرب (كوباني) السورية المهددة بالسقوط في ايدي المسلحين المتطرفين، رغم ضربات التحالف الدولي التي يعتبرها الاكراد غير كافية.

بيروت: بعد ثلاثة اسابيع على بدء الهجوم على عين العرب تمكن عناصر تنظيم داعش من الدخول الى هذه المدينة الاستراتيجية الكردية الواقعة على الحدود مع تركيا.

وسيطروا اولاً الاثنين على ثلاثة احياء في الناحية الشرقية للمدينة قبل أن تتوسع المعارك الثلاثاء الى جنوب وغرب المدينة التي ترتدي اهمية كبرى بالنسبة للاكراد الذين يدافعون عنها بضراوة لكنهم اقل عدداً وتسلحًا من الجهاديين المجهزين بدبابات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن حرب شوارع تدور حاليًا في المدينة. وشنت طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، مجددًا صباح الثلاثاء ضربات على مواقع يسيطر عليها تنظيم داعش في جنوب غرب كوباني، كما افادت صحافية في وكالة فرانس برس على الحدود التركية القريبة.

وخلت المدينة في الاسابيع الماضية من غالبية سكانها الذين تخوفوا من ردود انتقامية يقوم بها الجهاديون الذين يرتكبون فظاعات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في سوريا والعراق مثل اعمال الاغتصاب والاعدام.

واكد ناشط يدعى مصطفى عبدي في اتصال مع وكالة فرانس برس أن طائرات التحالف ضربت ليلاً مواقع تنظيم داعش. لكنه اكد أن هذا القصف لم يترك اثرًا على تقدم الجهاديين على الارض بعدما نصبوا الاعلام السوداء للتنظيم على بعد مئة متر شرق وجنوب شرق كوباني.

وقال إن “المقاتلين الاكراد لا يزالون متفائلين. فهم ليسوا مجهزين سوى بأسلحة خفيفة وانما يعرفون جغرافيًا المنطقة جيدًا. وسيدافعون عن المدينة حتى آخر عنصر منهم”. وتتولى وحدات حماية الشعب الكردي، ابرز ميليشيا كردية سورية، الدفاع عن المدينة.

وعبر المسؤول الكردي ادريس نحسان ايضًا عن أسفه لأن الغارات “ليست كافية لهزم الارهابيين على الارض” مطالبًا “باسلحة وذخائر”. والاحد، وفي محاولة لصد تقدم الإسلاميين المتطرفين الذين يحاصرون المدينة، فجرت مقاتلة في العشرين من العمر نفسها ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية شرق المدينة، ما ادى الى مقتل “عشرات” منهم، كما افادت مصادر كردية.

وهي المرة الاولى التي تنفذ فيها مقاتلة كردية مثل هذه العملية منذ بدء اعمال العنف في سوريا في اذار/مارس 2011. وحذرت حركتها بالقول “اذا لزم الامر، فإن كل مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي سيقومون بالمثل”.

وبدأ تنظيم داعش هجومه في اتجاه كوباني في 16 ايلول/سبتمبر، وتمكن من السيطرة على عدد كبير من القرى والبلدات في المنطقة ضمن قطر يبلغ حوالى اربعين كيلومتراً. ومن شأن السيطرة على كوباني أن تتيح لهذا التنظيم التحكم بشريط حدودي طويل وواسع مع تركيا.

وقتل في المعارك مئات المقاتلين من الطرفين، ونزح اكثر من 300 الف شخص، عبر اكثر من 180 الفًا منهم الحدود نحو تركيا. وقال مسؤول محلي في مدينة سروج اقرب المدن التركية الى كوباني إن حوالى 700 شخص عبروا الحدود للجوء الى تركيا خلال الليل، وبينهم مدنيون ومقاتلون من وحدات حماية الشعب.

وكانت كوباني تعد قبل الحرب في سوريا حوالى 70 الف نسمة، لكنّ عددًا موازيًا من الاشخاص لجأ اليها في السنوات الماضية. ومن دون التدخل عسكريًا، تراقب تركيا الوضع عن كثب لا سيما بسبب سقوط قذائف على اراضيها منذ اسبوع.

وفي العراق قتل 17 شخصًا على الاقل واصيب 13 بجروح حين فجر انتحاري عربة مدرعة محشوة بالمتفجرات كان يقودها ضد منازل يستخدمها مسلحون من الشيعة شمال سامراء. وأعلن الجيش الاميركي الاثنين أنه استخدم للمرة الاولى مروحيات في العمليات التي ينفذها ضد تنظيم “داعش” المتطرف في العراق، في تطور يمثل تصعيداً في ادارة النزاع ويعرض الجنود الاميركيين لخطر اكبر.

ونفذت استراليا وبلجيكا وهولندا في اليومين الماضيين اول مهام جوية لها في العراق في اطار التحالف الدولي.

 

واشنطن تستخدم للمرة الاولى مروحيات في عملياتها

الطائرات الأوروبية والعربية تشن 10% فقط من الغارات على “داعش”

قامت الطائرات الاميركية منذ 8 آب/اغسطس بشنّ 1768 غارة جوية في العراق وسوريا ضد جهاديي داعش، في حين شنت الطائرات التابعة لبقية اعضاء التحالف الدولي 195 غارة جوية فقط.

واشنطن: أعلن مسؤولون في الجيش الاميركي الاثنين أن عشرة بالمئة فقط من الغارات الجوية التي تستهدف منذ آب/اغسطس جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا تشنها طائرات تابعة لدول اوروبية وعربية منضوية في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

وقال المسؤولون لوكالة فرانس برس إن الطائرات الاميركية شنت منذ 8 آب/اغسطس 1768 غارة جوية ضد الجهاديين في العراق وسوريا، في حين شنت الطائرات التابعة لبقية اعضاء التحالف الدولي 195 غارة جوية، وذلك وفقًا لآخر احصائية اجريت مساء الاحد.

 

لكنّ المسؤولين في البنتاغون اكدوا أنه في المستقبل ستتم الاستعانة اكثر بالدول العربية والاوروبية التي تشارك في شن الغارات الجوية على الجهاديين.

 

وهذه الارقام التي تنشر للمرة الاولى تظهر مدى مساهمة الدول العربية الخمس (السعودية والامارات وقطر والاردن والبحرين) في الغارات الجوية التي تشن في سوريا منذ 23 ايلول/سبتمبر، وتؤكد بالتالي أن الولايات المتحدة تقوم بالغالبية الساحقة من هذه العمليات.

 

وحتى الان امتنعت هذه الدول العربية الخمس عن كشف أي تفاصيل بشأن هذه الغارات التي تشنها في اطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وتشارك في هذا التحالف ايضًا طائرات من كل من فرنسا وبلجيكا وبريطانيا والدنمارك وهولندا واستراليا، ولكن هذه الدول تشن غارات في العراق حصرًا وليس في سوريا كما هي حال الطائرات العربية والاميركية.

 

وبدأت الغارات الاميركية على الجهاديين في العراق في 8 آب/اغسطس وفي سوريا في 23 ايلول/سبتمبر.

 

وفي غضون شهرين القت طائرات التحالف حوالى الف قنبلة، بحسب المسؤولين العسكريين الاميركيين الذين اوضحوا أنه في اليوم الاول من الغارات على سوريا تم القاء 47 صاروخ كروز “توماهوك”.

 

وبحسب القيادة العسكرية الاميركية الوسطى المسؤولة عن منطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى، فإن كلفة هذه الذخائر بلغت حوالى 62,4 مليون دولار.

 

وافاد مسؤول عسكري وكالة فرانس برس ان طائرات التحالف نفذت 4800 طلعة جوية بينها اكثر من 1600 طلعة تموين بالوقود في الجو، و700 طلعة استطلاع، فضلاً عن طلعات لشن الغارات.

 

ومع هذه الوتيرة سيتخطى عدد هذه الطلعات تلك التي شنها التحالف الدولي في ليبيا طيلة فترة تدخله. فطوال مدة التدخل التي بلغت ستة اشهر نفذت طائرات التحالف ما مجموعه سبعة آلاف طلعة جوية، بينما قارب عدد الطلعات في سوريا والعراق الخمسة آلاف خلال شهرين فقط.

 

مروحيات ضد الجهاديين في العراق

 

أعلن الجيش الاميركي الاثنين انه استخدم للمرة الاولى مروحيات في العمليات التي ينفذها ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف في العراق، في تطور يمثل تصعيدًا في ادارة النزاع ويعرض الجنود الاميركيين لخطر اكبر.

 

وقالت القيادة العسكرية الاميركية الوسطى التي تغطي منطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى والمسؤولة عن الغارات الجوية ضد الجهاديين في العراق وسوريا، إن مروحيات شاركت في العمليات التي نفذت يومي الاحد والاثنين في العراق في الوقت الذي تواجه فيه القوات العراقية صعوبة في التصدي لجهاديي “الدولة الاسلامية” في غرب البلاد.

 

وقال الميجور كورتيس كيلوغ لوكالة فرانس برس إن المروحية “تتمتع بقدرات تحتاج اليها الحكومة العراقية. هذه القدرات كانت لازمة وقد تم توفيرها وهي تتناسب” مع الاهداف التي كان مطلوباً ضربها.

 

وبالمقارنة مع المقاتلات والقاذفات، فإن المروحيات الهجومية تحلق على ارتفاع منخفض وبسرعة ادنى، ما يجعلها اكثر عرضة للنيران العدوة ويزيد بالتالي من مخاطر اصابة طاقمها.

 

ومنذ بدأ التدخل العسكري الاميركي ضد الجهاديين في العراق ثم في سوريا، والرئيس الاميركي باراك اوباما لا يفوت فرصة الا ويذكر فيها بأنه لا يعتزم ارسال جنود الى ارض الميدان.

 

ولكن مشاركة مروحيات في العمليات الجارية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” تطرح علامات استفهام حول مدى فعالية الغارات الجوية التي بدأت في العراق في 8 آب/اغسطس وفي سوريا في 23 ايلول/سبتمبر.

 

وقال مسؤول عسكري اميركي طالبًا عدم كشف هويته إن الاستعانة بالمروحيات هو “تطور طبيعي”، مشيرًا الى أن المروحيات التي استخدمت وهي على الارجح من طراز اباتشي، توفر مقدارًا اكبر من المرونة بالمقارنة مع الطائرات “السريعة”.

 

لكنه اضاف “هي اكثر عرضة للخطر، هذا لا شك فيه”.

 

ولم توضح القيادة الوسطى الاماكن التي تدخلت فيها المروحيات في العراق، ولكنها اشارت الى تنفيذ ست غارات الاحد وثلاث الاثنين، بواسطة طائرات متنوعة (قاذفات ومقاتلات وطائرات بدون طيار ومروحيات”.

 

تحذير إيراني من التحركات التركية بسوريا والعراق  

قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إنه لا ينبغي السهو عن التحركات التركية في العراق وسوريا، واصفا إياها بأنها “خطيرة”، كما اعتبر أن من شأن الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة وحلفاؤها في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية تصعيد الأزمة أكثر من حلها.

 

واعتبر لاريجاني خلال اجتماع كتلة المحافظين في البرلمان لبحث الأوضاع في العراق وسوريا وکذلك المفاوضات النووية، أن بعض ما تقوم به تركيا في المنطقة “خطير”، مؤکدا علی ضرورة عدم الغفلة عن تحرکاتها في العراق وسوريا.

 

كما أدان لاريجاني الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، معتبرا أن هذه الخطوة تعمل على تصعيد الأزمات في المنطقة.

 

ووصف مزاعم الولايات المتحدة الأميركية بالقضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط -بحسب ما نقلته قناة “برس تي في” الإيرانية اليوم الأربعاء- بأنها “مزحة سياسية سخيفة”، مشيرا إلى أن مثل هذه الضربات الجوية ستسفر عن مقتل أو تهجير المدنيين، بالإضافة إلى تنامي الإرهاب.

 

وأكد لاريجاني في كلمته أمام البرلمانيين أن دول الشرق الأوسط يمكنها اجتثاث “الإرهاب” بنفسها شريطة أن تتوقف الولايات المتحدة وحلفاؤها عن دعم المسلحين في المنطقة، بحسب قوله.

 

وتنظر إيران إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بريبة، وكان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف قد أكد أول أمس أن إيجاد الحل بالنسبة للأوضاع في سوريا والعراق يحتاج إلى إستراتيجية شاملة وليس فقط إلى تحرك عسكري.

 

وردا على موافقة البرلمان التركي الأسبوع الماضي على التدخل في العراق وسوريا، حذر ظريف أنقرة من زيادة تفاقم الوضع في الشرق الأوسط في حال التدخل عسكريا في سوريا والعراق، وذلك في محادثة هاتفية مع نظيره التركي مولود جاوش أوغلو، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا.

 

عين العرب ترقب مصيرها بين قصف جوي وحرب شوارع  

شنت طائرات التحالف الدولي الليلة الماضية أربع غارات جوية على مواقع لـتنظيم الدولة الإسلامية في محيط مدينة عين العرب (كوباني).

 

وتتواصل اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردية في أحياء المدينة بعد تمكن التنظيم في ساعات متأخرة من ليل أمس من السيطرة على أحياء فيها.

 

وتحدثت مصادر التنظيم عن قتل عشرات من القوات الكردية، بينما قالت مصادر وحدات حماية الشعب الكردية إنها قتلت نحو عشرة من مقاتلي التنظيم.

 

وفي وقت سابق، قال التنظيم إنه بات يسيطر على نحو نصف المدينة وإنه يمشط أحياء فيها.

 

وأفادت مصادر متطابقة أن المعارك بين المقاتلين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية في المدينة امتدت لتشمل جنوب وغرب المدينة السورية الحدودية مع تركيا، وذلك غداة سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة على ثلاثة أحياء في الشرق.

 

وقال مراسل الجزيرة في عين العرب معن خضر إن تجدد الاشتباكات تزامن مع غارات جوية جديدة شنها التحالف الدولي على مواقع للتنظيم بالمدينة، حيث استخدمت المدفعية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما أدى لسقوط عدد من القتلى في صفوف الجانبين.

 

وأوضح المراسل أن حسم المعركة في عين العرب (كوباني) لا يبدو قريبا مع وجود نحو ألفي عنصر من وحدات حماية الشعب الكردية يتحصنون داخل منازل وأبنية المدينة، كما أشار إلى أن تنظيم الدولة بدأ مرحلة تمشيط المدينة حيا حيا وتحولت الاشتباكات بين الأطراف المتقاتلة إلى حرب شوارع.

 

الحملة في بدايتها

في الموضوع ذاته، قال مسؤولون أميركيون إن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة لم ينفذ حتى اليوم سوى 10% من الغارات الجوية ضد أهداف التنظيم في العراق وسوريا.

 

ونقلت شبكة “سي أن أن” الإخبارية عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن كلفة الحملة العسكرية ضد مواقع تنظيم الدولة في العراق وسوريا تجاوزت 62 مليون دولار حتى اللحظة.

 

ووفقا لبيان لوزارة الدفاع، وصل عدد الغارات العسكرية على تنظيم الدولة داخل العراق إلى 266 غارة، تركزت معظمها في المنطقة القريبة من سد الموصل وأربيل ومناطق قريبة من بغداد.

 

أما إجمالي عدد الغارات في سوريا، فقد وصل إلى 95 غارة جوية تراوح تركيزها بين دير الزور والرقة والمناطق التي تحوي مصافي لتكرير النفط.

 

وقد أعلن الجيش الأميركي أمس الاثنين أنه استخدم للمرة الأولى مروحيات في العمليات التي ينفذها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، في تطور يمثل تصعيدا في إدارة النزاع ويعرض الجنود الأميركيين لخطر أكبر.

 

ما أهمية كوباني بالنسبة لمقاتلي “داعش”؟

دبي – رفاه السعد

يحاول مقاتلو تنظيم “داعش” المتطرف منذ ثلاثة أسابيع السيطرة على بلدة عين العرب (كوباني)، لكنهم يواجهون مقاومة كردية شرسة.

 

وبلدة عين العرب، أو مثل ما يطلق عليها الأكرد “كوباني”، تقع على الحدود السورية التركية، وهي من ناحية إدارية تابعة لمحافظة حلب، تبعد عن مدينة حلب 150 كلم.

 

تتألف منطقة عين العرب من 384 قرية صغيرة، ويتجاوز سكانها 460 ألف نسمة، أغلبيتهم من أكراد سوريا.

 

الاستيلاء على المدينة يؤمن بلا شك تواصلا جغرافيا في المناطق الواقعة على الحدود بين سوريا وتركيا.

 

تكمن أهمية كوباني الاستراتيجية في أنها ثالث مدينة سورية ذات أغلبية كردية بعد القامشلي وعفرين، وتعتبر عين العرب وقراها من مناطق الثقل للفصائل الكردية.

 

سيطرة المتطرفين على المدينة تمكنهم من ربط المناطق الخاضعة لسيطرتهم على الحدود السورية التركية بداية من عين العرب وحتى أعزاز مروراً في الراعي بمسافة تصل إلى 136 كلم، وبالتالي تأمين شريط جغرافي حدودي مع الحدود التركية.

 

وتعتبر عين العرب “عقدة” مواصلات إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب، سواء على الحدود التركية أو العراقية من ناحية معبر اليعربية وحتى في العمق السوري تتحكم في شبكة مواصلات لصلتها بالرقة وحلب.

 

أكراد سوريا: التدخل التركي في كوباني إعادة احتلال

غازي عنتاب (تركيا) – زيدان زنكلو

أكد قيادي في “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” أن تركيا لم تقدم للأكراد أية شروط للتدخل في عين العرب “كوباني” بالكردية، وقال في تصريحات خاصة لقناة “العربية”: “ليست هناك أية شروط، وما تم تداوله غير صحيح. ونحن لم نتعود التعامل مع الآخر تحت ضغط الشروط”.

 

وكانت صحف تركية وعربية نشرت أخباراً تفيد بتسليم أنقرة أكراد سوريا 3 شروط يجب على الأكراد الالتزام بها قبل أن يتدخل الجيش التركي في عين العرب ضد تنظيم “داعش”. وهذه الشروط هي: وقف تعامل الأحزاب الكردية مع نظام الأسد، والتخلي عن فكرة الإدارة الذاتية، ووقف أي نشاطات على الحدود الجنوبية لتركيا من شأنها “تهديد الأمن القومي التركي”.

 

ولفت القيادي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، صالح مسلم، طلب خلال لقائه المسؤولين الأتراك في أنقرة مؤخراً أن “يثبت الأتراك أولاً عدم دعمهم لتنظيم داعش. كما أنه أوضح أنهم (أي الأتراك) أيضاً سيتعرضون للخطر إن سقطت كوباني بيد داعش”.

 

وأشار القيادي الكردي إلى أن “داعش تبدأ مرحلة جديدة بعد الموصل والرقة وعين عيسى، ولذلك فموقعها واستراتيجيتها تتغير بتغير الموازين، ونظراً لأن الرقة عاصمتهم فكوباني مهمة كقاعدة انطلاق للتنظيم”.

وأكد أنه “لم يطلب أحد من تركيا أن تتدخل بنفسها على الأرض في عين العرب، بل ما نقصده هو أن تأخذ موقعها في الجبهة المعادية لداعش، وبذلك تفتح المجال لكل من يحاربها”.

 

ولم يتوقع القيادي الكردي تدخل تركيا في الوقت الحالي لإنقاذ عين العرب، “إلا في حالة واحدة فقط وهي أن توافق أميركا وقوى التحالف على إنشاء منطقة عازلة، وبذلك السماح لها بالتدخل البري في كوباني وعموم المنطقة الحدودية”.

 

وختم قائلاً: “الأكراد في سوريا يعتبرون دخول تركيا إلى كوباني إعادة احتلال للمدينة”.

 

حرب شوارع في كوباني بعد سيطرة “داعش” على 3 أحياء

بيروت – فرانس برس

وصلت المعارك إلى داخل مدينة عين العرب الكردية السورية، الاثنين، بعد تمكن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على ثلاثة أحياء في ناحيتها الشرقية إثر ثلاثة أسابيع من المعارك التي أجبرت مئات آلاف السكان على النزوح خوفا من بطش التنظيم المتطرف.

 

وسيطر داعش بالكامل مساء الاثنين على ثلاثة أحياء في شرق عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية مع تركيا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس إن داعش “سيطر على أحياء المدينة الصناعية ومقتلة الجديدة وكاني عربان في شرق كوباني بعد معارك عنيفة بينه وبين وحدات حماية الشعب الكردي”، الميليشيا الأقل تسليحا وتجهيزا، وذلك بعيد ساعات فقط على دخول مقاتلي التنظيم المتطرف كوباني التي تعتبر ثالث أكبر مدينة كردية في سوريا.

 

وفي السياق ذاته، قال صحافي كردي في كوباني إن مدنيين أخلوها بطلب من المسؤولين العسكريين الأكراد الذين يقاتلون دفاعا عنها.

 

وأضاف المسؤول في نقابة الصحافة في المدينة مصطفى بالي لفرانس برس أن “ألفي مدني أخلوا المدينة هذا المساء بعد طلب المسؤولين العسكريين الأكراد منهم ذلك. لقد أعلنوا كوباني منطقة عسكرية”.

 

وتابع بالي الذي لجأ إلى تركيا أن تنظيم “الدولة الإسلامية يتقدم في الناحية الشرقية من المدينة حيث تدور معارك عنيفة”.

 

وأكد مسؤول محلي كردي هو إدريس ناهسن دخول مقاتلي الدولة الإسلامية المدينة التي تخضع منذ أيام عدة لقصف مدفعي عنيف.

 

وبمواجهة الوضع المأسوي للموقف الكردي في المدينة، دعا الحزب الديموقراطي الشعبي مساء الاثنين جميع أكراد تركيا إلى النزول في الشوارع للتضامن مع سكان كوباني.

 

وأكد الحزب في بيان أن “الوضع خطير جدا. ندعو شعبنا إلى احتلال الشوارع والتنديد بهجمات الدولة الإسلامية وموقف حزب العدالة والتنمية (الحاكم في تركيا منذ العام 2002) حيال كوباني”.

 

وأفاد شهود لفرانس برس أن نحو 300 شخص تجمعوا في بلدة سورتش الحدودية على مسافة كيلومترات من سوريا بنية التوجه إلى المدينة المحاصرة.

 

وقد نشر الجيش التركي تعزيزات كبيرة في محيط معبر مرشد بينار الحدودي قبالة كوباني، ويقوم منذ الأحد بإبعاد المدنيين والصحافيين الذين يقتربون من الحدود الفاصلة بين البلدين.

 

وكان المقاتلون الأكراد نجحوا ليلة الأحد/الاثنين في صد هجوم لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على هذه المدينة التي تعرف بكوباني بالكردية، إلا أن هؤلاء تمكنوا مساء من الدخول إلى حيين يقعان عند المدخل الشرقي للمدينة.

 

وبعد ظهر الاثنين، رفع مقاتلو الدولة الإسلامية أعلام التنظيم السوداء على بعد مئة متر شرق وجنوب شرق كوباني.

 

ويحاول التنظيم المتطرف منذ ثلاثة أسابيع السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية للتحكم بشريط حدودي طويل وواسع مع تركيا، لكنه يواجه مقاومة كردية شرسة.

 

وللمدينة أهمية كبرى بالنسبة للأكراد الذين يدافعون عنها بضراوة لكنهم أقل عددا وتسلحا من الجهاديين المجهزين بدبابات.

 

والضربات الجوية التي ينفذها الائتلاف الأميركي-العربي منذ أيام لم تمنع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

 

وقتل في الهجوم الذي شنه عناصر الدولة الإسلامية ليل الأحد الاثنين والمعارك التي رافقته ومحاولة التسلل 47 مسلحا من تنظيم الدولة الإسلامية، بينهم عشرون في كمين نصبه المقاتلون الأكراد للمجموعة المتسللة التي نجحت في دخول شارع عند طرف المدينة الشرقي، و19 مقاتلا من “وحدات حماية الشعب” الكردية، بحسب المرصد.

 

كما حقق التنظيم المتطرف مزيدا من التقدم في هضبة مشته نور المتاخمة للمدينة من الجهة الجنوبية الشرقية، وباتوا يحتلون القسم الأكبر منها، بحسب المرصد. ومن شأن تمركزهم على التلة المرتفعة المشرفة على المدينة أن يجعلها برمتها في مرمى نيرانهم.

 

وكانت مقاتلة كردية أقدمت الأحد على تفجير نفسها في مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأوضح المرصد السوري أن المرأة “قيادية في وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب”، وأنها “اقتحمت تجمعا لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية عند الأطراف الشرقية لمدينة عين العرب، واشتبكت مع عناصر التنظيم وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها قبل أن تفجر نفسها بقنبلة”.

 

وهي المرة الأولى التي تنفذ فيها مقاتلة كردية مثل هذه العملية.

 

وبدأ تنظيم الدولة الإسلامية هجومه في اتجاه كوباني في 16 سبتمبر، وتمكن من السيطرة على عدد كبير من القرى والبلدات في المنطقة ضمن قطر يبلغ حوالي أربعين كيلومترا. ومن شأن السيطرة على كوباني أن تتيح لهذا التنظيم التحكم بشريط حدودي طويل وواسع مع تركيا.

 

وقتل في المعارك مئات المقاتلين من الطرفين، ونزح أكثر من 300 ألف شخص، عبر أكثر من 180 ألفا منهم الحدود نحو تركيا.

 

وخلال الأيام الأخيرة، نفذت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات عدة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في محيط عين العرب، ما أعاق، بحسب ناشطين والمرصد السوري، تقدم مقاتلي التنظيم.

 

وتراقب تركيا الوضع من دون أن تقرر التدخل، علما أنها حصلت على ضوء أخضر من البرلمان للقيام بعمليات عسكرية في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وعلى سبيل الوقاية، عمدت قوات الأمن التركية إلى إخلاء قريتين صغيرتين. وجاءت هذه الخطوة بعد إصابة خمسة أشخاص بجروح بقذيفة هاون مصدرها الأراضي السورية سقطت داخل الأراضي التركية، على بعد بضعة كيلومترات من عين العرب.

 

من جهة ثانية قتل ثلاثون مقاتلا كرديا على الأقل الاثنين في انفجار شاحنتين مفخختين يقودهما انتحاريان ينتميان إلى تنظيم الدولة الإسلامية عند المدخل الغربي لمدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وكالة فرانس برس.

 

وذكرت وسائل الإعلام التركية الاثنين أن تركيا بادلت الرهائن الأتراك الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية مقابل الإفراج عن نحو 180 جهاديا كانوا محتجزين لديها في إطار صفقة تبادل.

 

وقالت صحيفة “التايمز” إنها حصلت على قائمة بالجهاديين المفرج عنهم، ومن بينهم ثلاثة فرنسيين وبريطانيان اثنان وسويديان اثنان، واثنان من مقدونيا وسويسري وبلجيكي.

 

القتال يشتد في كوباني وتركيا تدعو لعمل بري

رفيدة ياسين، وكالات- الحدود التركية السورية -سكاي نيوز عربية

اشتدت المعارك بين المقاتلين الأكراد وتنظيم الدولة في كوباني وامتدت لتشمل جنوب وغرب المدينة السورية الحدودية مع تركيا، في وقت حذرت فيه تركيا من أن المدينة على وشك السقوط، داعية إلى عمل بري لإنقاذها.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك المستمرة امتدت إلى جنوب وغرب كوباني، مشيرا إلى أن 400 شخص قتلوا حتى الآن منذ اندلاع القتال في المدينة ومحيطها منذ ثلاثة أسابيع.

 

وأوضح سكان ومقاتلون أن قتالا ضاريا يدور في الشوارع بين المدافعين الأكراد ومقاتلي تنظيم الدولة، الذين تقدموا نحو كوباني، الاثنين، بعد مهاجمة المدينة على مدى 3 أسابيع.

 

وأكد قائد القوات الكردية التي تدافع عن البلدة، في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، أن قوات تنظيم الدولة على بعد 300 متر داخل المنطقة الشرقية في كوباني، وأنهم يقصفون الأحياء الباقية.

 

وقال رئيس هيئة الدفاع في كوباني، عصمت الشيخ، لوكالة “رويترز” عبر الهاتف: “إما أن نموت أو ننتصر. لن يغادر أي مقاتل”.

 

وأضاف “العالم يراقب .. يراقب فقط ويترك هذه الوحوش تقتل الجميع حتى الأطفال … لكننا سنقاتل حتى النهاية بما لدينا من أسلحة.”

 

وأشار أحد الناشطين من المدينة إلى شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات جديدة على الجانب الشرقي للمدينة خلال الليل.

 

وذكرت مصادر لسكاي نيوز عربية أن طائرات التحالف الدولي شنت غارات على مواقع تمركز تنظيم الدولة بالقرب من هضبة مشتى نور في قريتي ترمك وكولمد بالمدينة.

 

“عملية برية”

 

من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “كوباني على وشك السقوط بأيدي المتطرفين”.

 

وصرح أردوغان في كلمة نقلها التلفزيون أمام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب (جنوب) أن “الرعب لن يتوقف ما لم نتعاون لشن عملية برية”، مضيفا أن الغارات الجوية ليست كافية وحدها. وقال “لقد مرت أشهر بدون تحقيق أي نتيجة. كوباني على وشك السقوط”.

 

ورفعت قوات الأمن التركية أقصى درجات استعداداتها لحماية حدودها بنشر مئات الآليات العسكرية وآلاف الجنود في المنطقة الحدودية.

 

وكانت أنقرة قد سمحت بدخول عشرات الجرحى من الحدود أمس ونقلهم المستشفيات التركية كما سمحت بدخول عشرات المدنيين، وذلك بعد إعلان كوباني منطقة عسكرية، وكان بين النازحين نشطاء وإعلاميين جرى احتجاز بعضهم للتحقيق.

 

حصيلة معارك “كوباني”.. 412 قتيلاً بينهم 219 “داعشياً” 163 كردياً 10 “متطوعين” و20 مدنياً

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- أكدت مصادر حقوقية سورية سقوط أكثر من 400 قتيل في المعارك بين مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ومقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي”، في منطقة “كوباني”، والتي دامت نحو ثلاثة أسابيع.

 

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه تمكن من توثيق مقتل 412 قتيلاً، منذ بدء هجوم التنظيم “المتشدد”، المعروف باسم “داعش”، على مدينة كوباني، أو “عين العرب” بحسب التسمية العربية، القريبة من الحدود مع تركيا، في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي.

 

وأضاف المرصد الحقوقي، في بيان حصلت عليه CNN الثلاثاء، أنه “تمكن من توثيق استشهاد 20 مدنياً كردياً، هم 17 مواطناً من ضمنهم فتيان اثنان، أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية في ريف مدينة عين العرب، بينهم 4 على الأقل تم فصل رؤوسهم عن أجسادهم.”

 

كما أشار المرصد السوري، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، إلى “استشهاد” 3 مواطنين جراء القصف العنيف على مناطق في عين العرب، من قبل تنظيم “داعش”، الذي بدأ قصفه على المدينة في 27 من الشهر الفائت، قبل أن يتمكن مقاتلوه من دخول الأطراف الشرقية للمدينة.

 

ولفت البيان إلى أن من بين المجموع العام للخسائر البشرية 219 عنصراً على الأقل من تنظيم داعش، خلال اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي في ريف ومحيط وأطراف عين العرب، بينهم مقاتلان على الأقل فجرا نفسيهما بعربات مفخخة في هضبة “مشتنه نور.”

 

كما لقي ما لا يقل عن 163 عنصراً من وحدات حماية الشعب الكردي مصرعهم، خلال قصف واشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، من ضمنهم قيادية في وحدات “حماية المرأة”، التابعة لوحدات حماية الشعب الكردي، هاجمت تجمعاً لعناصر داعش عند الأطراف الشرقية للمدينة.

 

كما قُتل تسعة على الأقل من مقاتلي “الكتائب المقاتلة”، الداعمة لوحدات حماية الشعب الكردي، خلال اشتباكات مع مسلحي داعش، في ريف كوباني، فيما “استشهد” متطوع مع وحدات الحماية، كان يقوم بنقل الذخيرة بسيارته، جراء استهدافه من قبل تنظيم داعش، بحسب البيان.

 

وأعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اعتقاده أن العدد الحقيقي للخسائر البشرية من الطرفين، قد يكون ضعف الرقم الذي تمكن من توثيقه، وذلك بسبب “التكتم الشديد” على الخسائر البشرية، وصعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

 

تزامن إعلان المرصد الحقوقي عن إجمالي قتلى المواجهات حول عين العرب، مع شن طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، موجة غارات جديدة ضد مواقع داعش في محيط المدينة، التي تُعد واحدة من المناطق الاستراتيجية التي يسعى مسلحو داعش للسيطرة عليها في شمال سوريا.

 

كيف يحصل داعش على الملايين يوميا؟ الإجرام والتهريب وأطراف من دول مثل تركيا وقطر

(CNN)– على الخط الحدودي بين تركيا وسوريا هناك جانبان متناقضان. ففي الوقت الذي يبدو فيه الجزء الجنوبي من حدود تركيا هادئا، تمضي الحياة على الطرف الآخر، أي الجزء الشمالي من حدود سوريا، على النقيض تماما بقتال لا يتوقف يسعى بواسطته تنظيم داعش إلى فرض سطوته على أكثر ما يمكن من القرى وضمها إلى “دولة خلافته” التي يرغب في “بقائها وتمددها.”

 

وفي قرى مثل “بيسسلان” يقوم تنظيم داعش بتحصيل جزء من الأموال التي يحتاجها للإبقاء على دولته وتمديدها. ففيها تجري أكبر عمليات تهريب للنفط تشمل ملايين البراميل.

 

يستخرج النفط من الآبار وتتم تصفيته في منشآت تكرير استولى عليها مسلحو “داعش” شمال العراق وسوريا وحتى وقت قريب، كان من أسهل ما يكون إدخال النفط إلى تركيا عبر الحدود لاسيما مع ثمنه الزهيد وارتفاعه الكبير في الجزء الآخر من الحدود بما يجعل من شهية الأتراك مفتوحة على هذه السلعة حتى لو كانت من العدو، ويكفي أنه في هاطاي، التي لا تبعد عن هذه القرية سوى نصف ساعة، لا يقل سعر الغالون عن 7.5 دولارا.

 

لكن الفظائع التي بثها التنظيم بنفسه من خلال قطع الرؤوس وغير ذلك، جددت الضغوط القوية عليه وبالتالي ضيّقت من سهولة حصوله على الموارد. فقبل أسبوع فقط، دمّر طيران التحالف عدة منشآت نفطية يسيطر عليها التنظيم بهدف التأثير على موارده المالية.

 

لكن التهريب عبر الحدود ليس سوى مورد واحد من ضمن عدة موارد يعتمد عليها التنظيم للحصول على الأموال. وتعترف وزارة الخزانة الأمريكية بأنها لا تملك أرقاما محددة ودقيقة لثروة التنظيم ولكنها تعتقد أنّ “داعش” يحصل على عدة ملايين من الدولارات يوميا.

 

وقال مسؤول في وزارة الخزانة “علينا أن لا ننسى إنفاقهم على الأسلحة والمرتبات وعندما يتعلق الأمر بحجم ما يحصلون عليه فإنّ الترجيحات واسعة ولكنني أعتقد أنهم لا يحصلون على أقل من مليون دولار يوميا .”

 

واعتبر ماثيو ليفيت، مدير برنامج ستين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أنّ “داعش هو أفضل تنظيم مموّل رأيناه حتى الآن وزيادة على أموال تهريب النفط فإنّ داعش يحصل على هبات من أنصار أثرياء له في دول من ضمنها تركيا وقطر .

 

لكنّ ليفيت نبّه أيضا إلى أن للتنظيم أساليب أخرى أيضا من أبرزها الجريمة المنظمة داخل الأراضي التي يسيطر عليها لاسيما أنّه نشأ ضمن أوساط العصابات التي ظهرت في العراق المنقسم بما يعيد جذوره إلى مؤسسة إجرامية.

 

وقال “لا ينبغي علينا أن نشعر بالمفاجأة. تذكروا أنّ داعش هو ما كان يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وأن القاعدة في العراق وشبكة التوحيد وشبكة الزرقاوي كلها نفس الشيء وأن جميعها كان يتمول ذاتيا بواسطة النشاط الإجرامي المحلي داخل حدود العراق.”

 

وأضاف أنّ داعش ينشط باعتباره مؤسسة صلبة منظمة على الجريمة وهذا يعني أنّه يمكنه طلب المال من أي شخص يوجد في المنطقة التي يسيطر عليها. وعلى كل من يرغب في النشاط الاقتصادي داخل منطقة يسيطر عليها التنظيم فعليه أن يدفع الضرائب وعلى كل شاحنة تستخدم جسرا أو طريقا سريعا توجد في منطقة يسيطر عليها مسلحو التنظيم، أن تدفع معلوما لذلك. وتشير التقارير إلى أنّ السكان القاطنين تلك المناطق يدفعون عمليا على كل شيء.

 

وقال “هناك تقارير تشير إلى أن كل من يرغب من سكان الموصل سحب أمواله من البنك، مطالب بأن “يتربع” بشيء من ذلك المبلغ للتنظيم. لذلك فإنّ سيطرة التنظيم على أراض هو ما منحه فرصة اتباع هذا الأسلوب على خلاف تنظيم القاعدة الذي لم يفرض سطوته على أراض من قبل. والأمر يتعلق بالتقليد المغرق في القدم والذي يلخص مفهوم الغزو وفرض السطوة. فما تأخذه هو ما تملكه.”

 

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة قوة الطوارئ السورية” في واشنطن معاذ مصطفى إنّ مظاهر غياب القانون والفراغ التي أعقبت انسحاب القوات الأمريكية، سهّلت لداعش مهمة نهب المصارف وفرض الضرائب بما جعلها قادرة الآن على تمويل حربها بصفة مستقلة.

 

واعتبر مصطفى أنّ الحل الجذري لن يكون القصف لتدمير المنشآت التي تساعد التنظيم على تمويل نفسه ذاتيا، وإنما ينبغي استعادة الأراضي وإعادة فرض النظام المدني فيها. وضرب مثالا على ذلك أنّ التنظيم بات يسيطر في الرقة على محاصيل القمح والقطن.

 

وأضاف أنّه لو حدث هذا التدخل الأمريكي قبل ثلاث سنوات لما ظهر تنظيم داعش وربما أيضا تم القضاء على نظام بشار الأسد. ومع قصف التحالف لمنشآت النفط وحتى مخازن الحبوب، فإنّه لا أمل واضحا في كون التنظيم سيسلب قدرته على التموّل ذاتيا مادام يسيطر بريا على أراض يمكن للقاطنين فيها ان يخضعوا للضرائب وأن يكونوا محلا للنهب والسلب والسرقة، وفقا للخبراء.

 

جبهة النصرة تنشر تسجيل “سيهزم الجمع” لتوثيق اقتحام موقع لحزب الله بلبنان وقتل عناصره.. وجدل داخلي بلبنان

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أصدرت جبهة النصرة فيديو للعملية التي نفذتها ضد موقع لحزب الله اللبناني في الداخل اللبناني، أظهر سيطرة عناصرها على الموقع وسقوط عدد من القتلى في صفوفه، قدرتهم مصادر إعلامية بعشرة على الأقل، في حين اشتعل الداخل اللبناني بالتراشق السياسي على خلفية النقاش حول دور الحزب بالحرب السورية.

 

وحمل التسجيل الذي عرضته جبهة النصرة اسم “سيهزم الجمع ويولون الدبر” ويظهر فيه أيضا استحواذ المهاجمين على كمية من الأسلحة العائدة لحزب الله من الموقع بنقطة “أم خرج” التي استردها الحزب لاحقا، إلى جانب انكشاف بلدة “بريتال” التي تقطنها غالبية شيعية شرق لبنان أمامهم، ويزعم التسجيل أن المهاجمين لم يفقدوا سوى قتيل واحد وجريح، بخلاف ما ذكرته تقارير حزب الله عن وقوع خسائر كبيرة بصفوفهم.

 

وأدت العملية إلى موجة من ردود الفعل السياسية في لبنان، إذ هاجم سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، أحد أكبر القوى المسيحية المعارضة لحزب الله، ما وصفه بـ”تهرب” الحكومة اللبنانية من طرح موضوع انسحاب حزب الله من سوريا، داعيا إياها إلى اتخاذ قرار يلزك الحزب بذلك.

 

أما قوى 14 آذار المعارضة لحزب الله وسوريا، فقد أصدرت بيانا أعلنت فيه “تمسكها بحصرية الدفاع عن لبنان من قبل الحكومة اللبنانية ومن خلال نشر الجيش على طول الحدود مع سوريا ومؤازرته بالقوات الدولية” مضيفة أن الدفاع عن الحدود من قبل حزب الله “مرفوض لتورطه في القتال الدائر في سوريا.”

 

من جانبه، دافع وزير الصناعة اللبناني التابع لحزب الله، حسين الحاج حسن، عن الحزب في كلمة أثناء تشييع جثث اثنين من قتلاه قائلا: “دماؤنا اليوم قد وفرت على لبنان الكثير من الدماء بفعل الإرهابيين، ودماء شهدائنا التي زرعت في الأرض حمت وتحمي لبنان من خطر التكفيريين، والغد سيكون مشرقا بدماء الشهداء الذين نقدمهم قرابين اليوم”.

 

من جانبه، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” البرلمانية التابعة لحزب الله، حسن فضل الله، إن “المقاومة المتيقظة في الليل والنهار أحبطت مخطط الجماعات التكفيرية” مضيفا أن من وصفهم بـ”مجاهدي المقاومة في الوديان وعلى التلال وبين الصخور” لا تغمض لهم عين، مضيفا أن ما اعتبرها “تضحيات المقاومة” منعت “سقوط لبنان.”

 

ناشط من حمص: تغير موقف موالي النظام لن يكون مقبولاً إلا بتحركهم لإنهاء ميليشياته

روما (7 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد ناشط إعلامي من مدينة حمص السورية على وجود تغيّر في المزاج العام للموالين للنظام في مدينة حمص التي باتت تعتبر من أهم الخزانات البشرية التي تمد النظام بميليشياته، وأشار إلى احتمال تحرك أهالي المدينة المؤيدين للنظام للمطالبة بإسقاطه، لكنه حذّر من أن هؤلاء لن يعتبروا جزءاً من الثورة إلا أن ترافق موقفهم بتحرك عملي للتخلص من ميليشيات النظام.

 

وقال الناشط الإعلامي المعارض خضير خشفة من مدينة حمص لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بعد التفجيرين اللذين ضربا مدرسة للأطفال في منطقة عكرمة الموالية للنظام في حمص واستلام أهالي منطقة النزهة والزهرة في الأيام الماضية ما يقارب 80 جثة من أبنائهم الذين سقطوا خلال معارك مع فصائل المعارضة، وأيضاً نتيجة وجود خلافات بين الدفاع الوطني وبين محافظ حمص وبين الموالين من الطائفة العلوية وبين شيعة المنطقة، انفجر الشارع الموالي للنظام وخرج مظاهرات تُطالب بإسقاط محافظ حمص والكثير من المسؤولين، وهذا يعتبر بشكل مؤكد موقفاً صحيحاً وهم يسيرون في أول الطريق للخروج بالأيام المقبلة لإسقاط بشار الأسد”.

 

ولقد أودى التفجيران بمدرسة للأطفال في منطقة عكرمة الموالية للنظام في حمص بحياة عشرات تلاميذ المدارس وبعض المدنيين، في منطقة تسيطر عليها قوات النظام ولجانه المقاتلة وميليشياته بشكل واسع جداً، واتهم أهالي المنطقة جزءاً من النظام الحكومي (المحافظ واللجنة الأمنية) بالمسؤولية، لكنهم لم يتهموا النظام وقواه الأمنية، وخرجوا بمظاهرات تطالب بمحاسبتهم.

 

وتابع خشفة “بالنسبة لتغير موقفهم من الأسد ونظامه، أعتقد أن ذلك سيحصل قريباً، لكن الخوف هو الذي يسيطر عليهم، فبشار الأسد وميليشياته وشبيحته لا يهمهم سوى السلطة، ولا يكترثون لموالي أو معارض، وعند المساس أو الاقتراب من سلطة الأسد والعائلة الحاكمة فإنهم مستعدون لقتل الناس إن كانوا مدنيين موالين أم معارضين”، وأضاف “لكن اقتراب طفح الكيل لدى الموالين وقتل المزيد منهم سيدفع كل الموالين للخروج عن سلطة الأسد ونظامه، ويقلبون عليه الكرسي الذي من أجله ذبح أطفالهم وأبنائهم”.

 

وحول تمسك الموالين للأسد في مناطق نفوذه، قال “لا أظن أنهم متشبثون بدرجة كبيرة بالنظام إنما رضوخهم للأمر الواقع يعود لعدة أسباب أهمها الخوف من الشبيحة من جهة والخوف من المعارضة من جهة أخرى، وثالثاً الخوف من انقطاع مقومات الحياة عنهم، فأغلبهم موظفين لدى النظام ويخشون أن يتعرضون للتشريد وللحياة القاسية التي تعرضت لها المناطق الثائرة عدا القصف”.

 

لكن الناشط المعارض حذّر من أن “ثوار سورية لن يعتبروا تغيّر موقف الموالين جواز سفر لاعتبارهم شركاء بالثورة”. وقال “أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي، وننصحهم بتغيير موقفهم من أجل أبنائهم فقط، ولن يكونوا جزءاً من الثورة بنظر الثوار والمعارضة السورية المسلحة ما لم يترافق تغير موقفهم الأسد مع تحركات جدّية للتخلص من الميليشيات والشبيحة”، حسب وصفه.

 

مصادر كردية: كوباني “ساقطة استراتيجياً” وخلل كبير بالتوازن العسكري لصالح تنظيم الدولة

روما (7 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال ناشط سياسي من عين العرب (كوباني) إن المدينة باتت ساقطة استراتيجياً، وأشار إلى أن أكثر نصف المدينة بات تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ونصفها الآخر تحت نيرانه المباشرة.

 

وقال الناشط الكردي المعارض عفيف قاسم من كوباني (عين العرب) لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “باتت المدينة بحكم الساقطة استراتيجياً، وهناك نقص في السلاح والمقاتلين على الجانب الكردي، ويخوض من بقي في المدينة من مقاتلين قتالاً شرساً بطولياً، لكنّهم لن يستطيعوا الصمود أكثر من ذلك مع تمدد تنظيم الدولة ودخوله المدينة من ثلاث جهات”. وأضاف “تقريباً لم يبق سوى مركز المدينة والأحياء الشمالية، وما لم يتم تقديم دعم مفصلي واستراتيجي خلال ساعات فإن مقاتلي الدولة سيسيطرون، ونخشى عندها من مجازر بحق من بقي في المدينة التي غادرها غالبية المدنيين، لكنها لا تخلو منهم”، وفق تقديره

 

ووفق بعض الناشطين فإن المدينة تشهد “حرب شوارع شرسة ويتقدّم تنظيم الدولة الإسلامية من ثلاث جهات ليطبق عليها مستخدماً أسلحة متوسطة وثقيلة وسيارات مفخخة، بينما يدافع بعض المقاتلين الأكراد عن وسط المدينة ويتكبد الطرفان خسائر كبيرة في الأرواح”

 

إلى ذلك أكّد عبد الباسط سيدا، القيادي في المعارضة السورية وائتلاف قوى الثورة والمعارضة، على وجود خلل في التوازن بين الطرفين، الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية، من جهة المعدات والأعداد. وطالب التحالف الدولي بـ”التدخل فوراً لمنع التنظيم من السيطرة على المدينة”، كما نوه بـ”ضرورة توحيد القوى الكردية والعربية” في مواجهة تنظيم الدولة، وقال “لابد من التركيز على الأولويات الإسعافية الأساسية وترك المناقشات والتحليلات والملاحظات إلى وقت آخر”.

 

وأثّرت معارك عين العرب (كوباني) على موقف الكثير من الأكراد من المعارضة السورية، خاصة وأن ائتلاف قوى الثورة لم يستطع تغيير الواقع الميداني، وشاركت فصائل قليلة من الجيش السوري الحر إلى جانب الأكراد في وقف تقدّم تنظيم الدولة لكنها مشاركة محدودة وغير مؤثرة.

 

القيادة العسكرية للكوملة (القيادة العسكرية للمجلس الثوري الكردي السوري)، أحد الفصائل الكردية المقاتلة، والمنضوية تحت تحالف جبهة ثوار سورية، أعلنت انسحابها من الجبهة بسبب ما قالت إنه “تقاعس ومماطلة الجبهة عن تقديم المساعدة العسكرية للمقاتلين الأكراد في المدينة”، وناشدت “كافة القوى القومية والوطنية والتحالف الدولي” لتقديم “الدعم العسكري لها للدفاع عن المدينة. ولم يفتها التنبيه إلى أن كل القوى الإرهابية في المنطقة “أطلقها نظام الأسد” من أجل “الاستيلاء على ثورة الشعب السوري ومصادرة حقه بالحرية والحياة الكريمة، وشددت على أن تفريغ عين العرب (كوباني) من الأكراد يهدد الوجود القومي الكردي” في سورية.

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أدروغان قد خاطب اليوم اللاجئين السوريين في مدينة غازي عنتاب وأكّد على أن الغارات الجوية لوحدها لا تكفي، وشدد على أنه ليس لبلاده أي مطامع في أراض أحد وأنها تراقب بحذر ما يجري على الحدود التركية واعترف بأن (كوباني) على وشك السقوط بأيدي تنظيم الدولة، مشدداً على أن تركيا ضد تنظيم الدولة وضد حزب العمال الكردستاتي الذي وصفه بالإرهابي.

 

وعلى خلفية تصريحات أردوغان، رجّح قياديون معارضون سوريون بالائتلاف أن تقوم تركيا بزحف برّي باتجاه مدينة عين العرب (كوباني) خلال الساعات المقبلة لمنع سقوطها بيد تنظيم الدولة، وأشاروا إلى وجود اتفاق “إذعان” مع حزب الاتحاد الاشتراكي الكردي الذي يقوده صالح مسلّم مقابل منع سقوط المدينة.

 

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن معارك الأيام الأخيرة في المدينة ذات الغالبية الكردية خلّف أكثر من 400 قتيل، نحو نصفهم من الأكراد ونصفهم الآخر من مقاتلي تنظيم الدولة، ونوّه بأن العدد الحقيقي للخسائر البشرية هو ضعف هذا العدد الذي وثّقه، مشيراً إلى وجود تكتّم شديد على الخسائر البشرية من الطرفين

 

تركيا: كوباني السورية على وشك السقوط في أيدي الدولة الاسلامية

من دارين باتلر وأوليفر هولمز

مورستبينار (تركيا)/بيروت (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن مدينة كوباني الكردية السورية “على وشك السقوط” بعد أن تقدم مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية ودخلوها من الجنوب الغربي مواصلين هجوما استمر ثلاثة أسابيع وترددت أنباء عن سقوط 400 قتيل فيه.

 

وزاد احتمال سقوط المدينة الحدودية في أيدي المتشددين الضغط على تركيا صاحبة أقوى الجيش في المنطقة للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة الدولة الاسلامية.

 

وصعد تنظيم الدولة الإسلامية من هجومه في الأيام الأخيرة مستهدفا البلدة الحدودية التي تقطنها أغلبية كردية رغم استهدافه بضربات جوية توجهها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من أجل وقف تقدمه.

 

ويريد التنظيم السيطرة على كوباني لتعزيز حملته في شمال العراق وسوريا.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن القصف ليس كافيا لهزيمة الدولة الاسلامية وإن تركيا أوضحت أن من الضروري اتخاذ خطوات اضافية.

 

وقال خلال زيارة لمخيم للاجئين السوريين إن مشكلة تنظيم الدولة الاسلامية “لا يمكن حلها عن طريق القصف الجوي. في اللحظة الحالية… كوباني على وشك السقوط.”

 

وأضاف “لقد حذرنا الغرب. وكنا نريد ثلاثة أشياء. منطقة حظر طيران ومنطقة آمنة موازية لها وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين.”

 

وأضاف أن تركيا ستتدخل إذا حدث تهديد للجنود الأتراك الذين يحرسون موقعا تاريخيا في سوريا تعتبره أنقره أرضا تابعة لسيادتها. لكن تركيا لم تتخذ حتى الان أي خطوة للمشاركة في القتال عبر الحدود.

 

ومن الناحية الأخرى من الحدود التركية القريبة كان بالامكان رؤية علمين لتنظيم الدولة الإسلامية يرفرفان على الجانب الشرقي من كوباني. وتعرضت المنطقة لهجومين جويين بينما ترددت أصداء طلقات متفرقة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الثلاثاء إنه وثق مقتل 412 شخصا من مصادر على الأرض قتلوا خلال المعركة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع بين تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد في كوباني وفي محيطها.

 

وأضاف أن مقاتلين من الجانبين ومدنيين قتلوا وأنه يرجح أن يكون العدد الحقيقي ضعف ذلك.

 

ويوم الثلاثاء ارتفعت أعمدة الدخان الابيض فوق مناطق من شرق كوباني ووسطها وعبرت سيارتا اسعاف الحدود من كوباني إلى الجانب التركي.

 

وقالت آسيا عبد الله المسؤولة الكردية الكبيرة لرويترز من داخل البلدة المحاصرة منذ ثلاثة أسابيع إن مقاتلي الدولة الإسلامية يستخدمون أسلحة ثقيلة وقذائف لقصف كوباني.

 

وأضافت هاتفيا “بالأمس وقع اشتباك عنيف. قاتلنا بقوة لابعادهم عن البلدة.”

 

وتابعت “الاشتباكات ليست في كوباني بأكملها وانما في مناطق معينة على مشارف البلدة وفي اتجاه الوسط.”

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات وقعت ليل الاثنين مشيرا إلى أنها لم تكن ضارية لكنه قال إن تنظيم الدولة الإسلامية يتقدم من الجنوب الغربي. وأضاف أن مقاتلي التنظيم عبروا إلى كوباني وسيطروا على بعض مباني المدينة.

 

وتابع أن مقاتلي التنظيم توغلوا نحو 50 مترا داخل جنوب غرب المدينة.

 

وفر ما يقدر بنحو 180 ألف شخص إلى تركيا من كوباني بعد تقدم الدولة الإسلامية. وقال عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يوم الاثنين إنه تم إجلاء أكثر من ألفي كردي سوري بينهم نساء وأطفال عن البلدة بعد أحدث جولة من القتال.

 

وقبل الهجوم كانت كوباني التي تعرف بالعربية باسم عين العرب ملاذا للنازحين من الصراع السوري بين مقاتلي المعارضة وقوات الرئيس بشار الأسد. وتحول هذا الصراع إلى معارك بين مختلف الفصائل.

 

وعزز تنظيم الدولة الإسلامية صفوفه بمقاتلين أجانب ومنشقين من جماعات معارضة أخرى كما حصل على مزيد من الأسلحة الثقيلة بعد أن اجتاح مقاتلوه شمال العراق في يونيو حزيران واستولوا على الأسلحة من قوات الجيش العراقي الفارة.

 

وقال موقع سايت الذي يرصد مواقع الحركات الاسلامية يوم الاثنين إن التنظيم بث تسجيل فيديو يوضح عشرات الرجال الذين قالوا إنهم من جماعة أحرار الشام ويتعهدون بالولاء لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وأحرار الشام جماعة إسلامية منافسة اشتبكت مع التنظيم من قبل.

 

وأظهرت تقارير حديثة توجه مواطنين غربيين للقتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية بعد أشهر وجهت خلالها الولايات المتحدة ودول أوروبية تحذيرات من توجه مواطنيها إلى سوريا للقتال إلى جانب المتشددين الإسلاميين.

 

وقال رجل في مقابلة مصورة مع رويترز داخل سوريا إنه مواطن أمريكي وجندي سابق من ولاية أوهايو جاء للانضمام إلى المقاتلين الأكراد في معركتهم ضد الدولة الإسلامية.

 

وتقصف الولايات المتحدة مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق منذ أغسطس آب ووسعت نطاق حملتها لتشمل سوريا في سبتمبر أيلول. وانضمت دول عربية إلى الحملتين في حين تشارك دول غربية في الحملة بالعراق فقط.

 

وقال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إنه مع مرور شهرين على الحملة الأمريكية أضاف الجيش الأمريكي سلاحا جديدا إلى ترسانته في العراق مستخدما طائرات هليكوبتر أباتشي لأول مرة.

 

وذكر الميجر كيرتس كيلوج أن بغداد طلبت دعما باستخدام الطائرات الهليكوبتر قرب الفلوجة لصد المتشددين غربي العاصمة بغداد.

 

وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن القرار باستخدام طائرات هليكوبتر اتخذ بسبب طبيعة الأهداف لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن من الذي اتخذ القرار.

 

وأحجمت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي لها حدود مع سوريا تمتد 900 كيلومتر حتى الآن عن الانضمام إلى الحملة.

 

وتقول تركيا إن نطاق الحملة يجب توسيعه ليشمل استهداف الاطاحة بالأسد. وتطلب تركيا تطبيق منطقة حظر جوي في شمال سوريا وهو ما يتطلب من التحالف استهداف السلاح الجوي الخاص بالأسد ايضا إضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية وهي خطوة لم توافق عليها واشنطن.

 

وتربض أكثر من 20 دبابة تركية على سفح تل في تشكيل دائري على مسافة كيلومتر تقريبا من الحدود.

 

وتتجه مجموعات من الرجال صوب منطقة الحدود لمشاهدة الاشتباكات والاحتجاج على عجز تركيا عن حماية الأكراد. وهتفت مجموعة من 20 رجلا يركبون شاحنة على الطريق المؤدي إلى البلدة “تحيا مقاومة وحدات حماية الشعب.”

 

وأطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على عشرات الشبان المتظاهرين في حقل قرب الحدود.

 

وقال شقيق موظف الإغاثة البريطاني آلن هينينج (47 عاما) الذي قطع تنظيم الدولة الإسلامية رأسه إنه يتعين على بريطانيا نشر قوات على الأرض في الشرق الأوسط لمحاربة الإسلاميين المتشددين.

 

وأضاف ريج هينينج لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “نحتاج إلى إرسال قوات برية أو قوات لتحديد مكان هؤلاء الوحوش وتقديمهم للعدالة… كلما أسرعنا في ذلك عجلنا بوقف القتل.”

 

ونقل موقع (بي.بي.سي) الإلكتروني قوله “إذهبوا وابحثوا عنهم وقدموهم للعدالة. أحضروهم هنا.. دعونا نحاكمهم.”

 

وأثار قتل هينينج إدانات من زعماء غربيين والمنظمات والجمعيات الإسلامية في بريطانيا.

 

وهينينج رابع رهينة غربي يقتله تنظيم الدولة الإسلامية منذ أن شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على التنظيم في العراق في اغسطس آب.

 

وعمليات الخطف شائعة في الحرب الأهلية السورية وكثيرا ما تستخدم لطلب الفدية. ونقلت وكالة الانباء الكاثوليكية فيدس عن المطران جورج أبو خازن قوله إن قسا اختطف هو و20 مسيحيا من قرية قرب الحدود السورية مع تركيا.

 

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

القصف الجوي لن يوقف داعش !

في الثامن من آب/ أغسطس الماضي باشرت المقاتلات الأمريكية والغربية والعربية في الإغارة على مواقع وتجمعات مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق ومن ثم سوريا..آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات انهمرت على رؤوس أنصار الذي تم تنصيبه “خليفة” على المسلمين، ولكن لم يحصل لغاية الآن أي تغيير على الأرض لا بل تمكن جهاديو داعش من السيطرة على مناطق إضافية داخل العراق وسوريا على حد سواء..

 

سياسيو الغرب وكبار عسكرييه اجمعوا على القول أن الضربات الجوية لن تكون وحدها كافية للقضاء على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ، وإن الحسم العسكري لن يتأتى إلا بواسطة قوات تقاتل وجها لوجه.

هذا ما قاله رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون ووزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل وقائد الجيوش الأمريكية الجنرال اودرنو، إذن لماذا الاستمرار في القصف الجوي ما دامت النتائج غير حاسمة ؟

إستراتيجيو البنتاغون يؤكدون أن استمرار القصف الجوي من شانه الحد من تمدد الدولة الإسلامية . وبما إن واشنطن ترفض بالمطلق إنزال قوات على الأرض فإن البديل لن يكون إلا من خلال أمرين :

الأول، إعادة بناء الجيش العراقي بالكامل والثاني، تدريب وتجهيز مقاتلين من صفوف ما سمي بالمعارضة السورية المعتدلة..

يصطدم هذان الأمران بجملة من الحقائق التي لا تحتمل الجدل ومنها إن واشنطن أنفقت في السنوات الماضية مليارات الدولارات على إعادة بناء الجيش العراقي وتدريبه وتجهيزه إلا انه سرعان ما انهار وتفتت في مواجهة داعش. كما أن الرهان على مقاتلي المعرضة السورية المعتدلة غير واقعي نظرا لضعف هذه المعارضة القتالي وتشرذمها التنظيمي وانقساماتها السياسية..

بالانتظار، يرى المراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون مضطرة لإنزال قوات على الأرض وقبولها تكبد خسائر فادحة في الأرواح إذا كانت راغبة فعلا في دحر تنظيم الدولة الإسلامية وشل قدراته العسكرية. أما إذا كان الهدف مجرد محاصرة هذا التنظيم داخل المناطق التي باتت تخضع لسيطرته فالقصف الجوي كفيل بتحقيق هذا الهدف ولو بحدوده الدنيا..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى