أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 01 أذار 2013

اجتماع روما يقرر دعم المعارضة «لتغيير ميزان القوى»

لندن، روما، موسكو، بروكسيل، دمشق – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، ا ب

قررت الولايات المتحدة تقديم مساعدات للمعارضة السورية بقيمة 60 مليون دولار. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في ختام الاجتماع الخامس الذي عقده «اصدقاء الشعب السوري» في روما امس، ان واشنطن تعتزم للمرة الأولى تقديم مساعدات «غير مميتة» للمعارضة تشمل إمدادات غذائية وطبية. وستذهب هذه المساعدات مباشرة الى المقاتلين الذي يحاربون نظام الرئيس بشار الأسد.

واتخذ الاتحاد الاوروبي قراراً امس يسمح بتعديل العقوبات على سورية يستهدف تصدير عربات مدرعة ومعدات عسكرية «غير قاتلة» وتقديم مساعدات فنية الى المعارضة على ان تُوجه لحماية المدنيين. ويستجيب هذا القرار لضغط من بريطانيا ودول اخرى لتخفيف الحظر الاوروبي على الاسلحة لمساعدة المعارضة.

ووعد وزراء خارجية 11 دولة شاركت في اجتماع روما بتقديم «المزيد من المساعدات السياسية والمادية» الى المعارضة السورية. وقال الوزراء في بيانهم انهم «وعدوا بمزيد من الدعم السياسي والمادي الى الائتلاف الوطني، الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري وبتقديم مزيد من الدعم الملموس الى الداخل السوري». واكدوا «ضرورة تغيير موازين القوى على الارض»، معبرين عن «أسفهم لشحن الاسلحة المتواصل الى النظام (…) من قبل دول اخرى»، في اشارة الى روسيا التي لا تزال تسلم دمشق اسلحة وذخائر.

وجاء في البيان أن على النظام السوري أن يتوقف فوراً عن القصف «العشوائي» لمناطق مأهولة بالسكان. واضاف إن وزراء دول «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» تعهدوا بتقديم مزيد من الدعم السياسي والمادي لـ «لائتلاف الوطني» بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وبإدخال مزيد من المساعدات الملموسة إلى سورية.

وفيما يخيب القرار الاميركي آمال المعارضة التي كانت تأمل بالحصول على مساعدات عسكرية، الا ان هذه هي المرة الاولى التي تذهب فيها المساعدات الاميركية مباشرة الى المعارضة، اذ سبق ان ساهمت واشنطن بمبلغ 385 مليون دولار للمساعدات الانسانية و54 مليون لتأمين معدات اتصال ومواد طبية، غير انه تم دفع هذه المبالغ الى المنظمات الانسانية العاملة في سورية.

وطالب رئيس اركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم ادريس الدول المشاركة في اجتماع روما بتوفير دعم عسكري للمعارضة يشمل قذائف مضادة للمدفعية والطائرات وقذائف ورشاشات. واشار الى ان انظام الأسد يحصل على دعم غير محدود من روسيا وايران.

ولم يستبعد ديبلوماسي أوروبي إمكانية تقديم دعم عسكري غربي محتمل قائلاً إن «الائتلاف» وحلفاءه من الدول الغربية والعربية سيجتمعون في اسطنبول الأسبوع المقبل للبحث في الدعم العسكري والإنساني لمقاتلي المعارضة.

وفيما تمثل «الائتلاف» في اجتماع روما برئيسه معاذ الخطيب قاطع «المجلس الوطني» الاجتماع ولم يحضر من المسؤولين فيه سوى رئيسه جورج صبرا ورئيسه السابق برهان غليون «بصفة شخصية».

ودعا الخطيب إلى «إلزام» النظام السوري بـ «إيجاد ممرات إغاثية آمنة» لمساعدة الشعب السوري الذي يعاني من تداعيات الحرب المدمرة القائمة منذ سنتين. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع جون كيري، إنه طرح أمام الوزراء المجتمعين في روما سلسلة مطالب أبرزها العمل على «إلزام النظام بإيجاد ممرات إغاثية آمنة تحت الفصل السابع لحماية المدنيين». واكد ان عرض التفاوض مع النظام مشروط بما حددته الهيئة العامة لـ «الائتلاف» بـ «ضرورة رحيل النظام وتفكيك اجهزته القمعية». واضاف الخطيب إن «الكثيرين ينتبهون إلى طول لحية المقاتل أكثر من حجم الدماء التي تسيل من الأطفال». وقال «إن معظم إخوتنا الذين يقاتلون في الداخل مسالمون اضطروا إلى حمل السلاح… نحن لا نستحي أن نقول نحن مقاتلون مسلمون، لكن من الإسلام الذي يعيش مع الجميع ويطلب الخير للجميع».

من جهة اخرى فشلت موسكو وباريس في تقريب وجهات النظر بينهما حول الملف السوري بعد جلسة المحادثات التي عقدها في الكرملين أمس الرئيس فرنسوا هولاند مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعا إلى إبقاء سورية موحدة. واضاف إنه «لا يجوز السماح بأن يستغل الإرهابيون الدوليون والمجموعات المتطرفة المأساة السورية لتحقيق أهدافهم».

وأعلن «الائتلاف السوري» ارجاء مؤتمره الذي كان مقرراً عقده في اسطنبول غداً (السبت) لاختيار رئيس حكومة انتقالية إلى موعد غير محدد. وعزت مصادر «الائتلاف» هذا التأجيل الى ضرورة اعطاء مزيد من الوقت لاستمزاج رأي تنسيقيات الداخل في الاسماء المطروحة. وكان كل من رياض حجاب رئيس الحكومة السابق المنشق وبرهان غليون اعلنا اعتذارهما عن عدم تولي هذه المهمة. ورجح عضو في «الائتلاف» أن يكون سبب التأجيل محاولة كل من الولايات المتحدة وروسيا فتح حوار بين النظام و»الائتلاف»، يمكن ان يؤدي الى حكومة انتقالية، الأمر الذي يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة موقتة من قبل «الائتلاف».

وعلى الصعيد الميداني حصل تطور مهم امس في حلب اذ تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على الجامع الأموي الكبير بعد انسحاب قوات النظام منه إثر اشتباكات مستمرة منذ أيام. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان هذه القوات انسحبت من الجامع فجر الخميس وتمركزت في مبان مجاورة. وأشار إلى «معلومات عن احتراق متحف الجامع الأموي وسقوط سقف المتحف الذي تبلغ مساحته نحو 110 أمتار مربعة».

وقال مدير الاوقاف الاسلامية في حلب عبد القادر الشهابي لوكالة «فرانس برس» ان المسلحين دمروا ونهبوا المكتبة الاسلامية في الجامع، والتي تعد «من اكثر المكتبات الاسلامية قيمة في المنطقة، وتقدر قيمتها الفعلية بمئات ملايين الليرات السورية». واوضح ان المكتبة «تحتوي على آثار اسلامية قيمة ومخطوطات قرآنية تعود الى ما قبل العهد المملوكي».

كيري في تركيا لبحث الأزمة السورية

أنقرة – الأناضول

يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى أنقرة اليوم، في إطار جولته الخارجية الأولى، التي تشمل عدة دول من أوروبا والشرق الأوسط.

وسيستقبل الرئيس التركي عبد الله غل الوزير كيري، في القصر الرئاسي بأنقرة، كما سيلتقيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان في مقر رئاسة الوزراء.

والمتوقع أن يناقش كيري في لقاءاته مع المسؤولين الأتراك، الأزمة السورية، والتطورات في الشرق الأوسط. حيث سيشرح الجانب التركي وجهة نظره في تطورات الأوضاع في سورية، ورأيه فيما يجب عمله، كما سيستمع إلى أفكار الجانب الأميركي بهذا الخصوص.

يشار إلى أن كيري يزور تركيا لأول مرة منذ توليه منصبه، وذلك في أعقاب زيارته لبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا. ومنها سيتوجه إلى مصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر.

وصرح مصدر دبلوماسي بالسفارة الأميركية بالقاهرة أن جدول زيارة كيري للقاهرة، التي ستبدأ ظهر السبت وتستمر يومين، تتضمن لقاءات مع كل من الرئيس المصري محمد مرسي، ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

وأضاف المصدر أن “لقاء كيري بالقيادة المصرية سييتناول المباحثات حول الوضع الراهن في مصر، وضرورة تلبية مطالب المعارضة المصرية، إلى جانب قضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك في المنطقة وعلى رأسها، الأزمة السورية، وقضية السلام في منطقة الشرق الأوسط”.

ومن المقرر أيضاً أن يلتقى كيري عددًا آخر من كبار المسؤولين المصريين، وقيادات سياسية أخرى، وقادة المجتمع المدني، ومجتمع الأعمال، لتشجيع توافق سياسي أكبر، والمضي قدما في الإصلاحات الاقتصادية، بحسب بيان صدر الأسبوع الماضي عن الخارجية الأميركية.

نيويورك تايمز”: أميركا تدرب مقاتلين من المعارضة السورية

واشنطن – روسيا اليوم، وكالات

كشف مسؤولون أميركيون عن “تعزيز واشنطن دعمها للمعارضة السورية عبر تدريب مقاتلين من المعارضة بإحدى القواعد في المنطقة”.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” في عددها الصادر أمس، عن مسؤولين قولهم إن “مهمة التدريب الجارية حالياً تمثل أعمق تدخل أميركي في الصراع السوري، رغم أن حجم ونطاق المهمة لم يتضح، كما لم تتضح الدولة التي تستضيف التدريبات”.

وذكرت الصحيفة أن “من أكبر أهداف الإدارة الأميركية هو دعم المعارضة، لترسيخ مواقعها داخل سورية من خلال تقديم الخدمات التقليدية التي تقدمها أي حكومة للسكان المدنيين”. وأضافت الصحيفة إن “الولايات المتحدة الأميركية تتطلع إلى تحجيم قوة الجماعات المتطرفة من طريق مساعدة ائتلاف المعارضة السورية”.

وأوضحت الصحيفة أن “من أهم الأهداف هو المساعدة في إطلاق مفاوضات حول الانتقال السياسي للسلطة من طريق إيصال رسالة إلى الأسد بأن الثوار هم الذين سينتصرون في النهاية على أرض الواقع”.

أخبار التلفزيون السوري … مصدر تندّر

لندن – «الحياة»

شهراً لم تختلف خلالها نشرة أخبار التلفزيون السوري، مضموناً وشكلاً وحتى أداءً. فمنذ انطلاق الثورة السورية، يعتمد التلفزيون السوري في أخباره على اللقطات الأرشيفية والمواد المكتوبة، لتغيب الصور الحية والتقارير الميدانية، طبعاً إلا ما ندر – في بعض التقارير المفبركة – كما جرى في بعض التفجيرات من تأهيل لموقع التصوير وتوجيه الموجودين – الكومبارس – بطريقة بدائية لأخذ اللقطات والتصريحات. وربما أبرز مثال على ذلك ما رافق تقارير التلفزيون السوري في تفجير الميدان عام 2012.

ومع اشتداد الأزمة ووصول الثوار إلى مشارف دمشق في الشهور الأخيرة، أصبح خبر تكذيب هذه الأحداث رئيسياً على نشرة الأخبار، وعادة ما يكون في صياغة شبه موحدة تقول: «كل ما تبثه قنوات العهر المشتركة في إسالة الدم السوري عار من الصحة»، أو «الأخبار الكاذبة التي تبثها القنوات الناطقة باسم المجموعات الإرهابية دليل إفلاس وفشل إرهابييها تحت الضربات الموجعة لقواتنا المسلحة التي تسحق فلولهم». وفي بعض الأحيان يبث الخبر بهذه الصيغة: «كل ما تبثه قنوات الإعلام الدموي المغرض اخبار عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً وهي محاولات بائسة لرفع معنويات إرهابييها الذين يفرون أمام بواسل قواتنا المسلحة».

هذه الكليشيهات وسواها بدت في البداية ذات بعد سياسي، وتحمل في طياتها صدقية وتأثيراً، ولكن مع الوقت والتكرار تحولت إلى محاولة فاشلة لإخفاء حقائق، بخاصة أن الأخبار -أخيراً- لم تعد ترد فقط من الناشطين في الثورة، بل أيضاً من مراسلي القنوات العربية والعالمية الذين انتشروا داخل الأراضي السورية، ووصلوا إلى الريف الدمشقي. وتحولت هذه الأخبار إلى تأكيد بيّن وجليّ على وقع الأحداث التي تكذبها، بخاصة أن الآلة الإعلامية السورية اشتهرت على مدى عقود بخدمة مصالح النظام الحاكم.

من الكليشهات الأخرى والتي أضحت مساراً للضحك والتندر، تلك التي تتحدث عن تفكيك العبوات الناسفة، أو تكبيد العصابات المسلحة خسائر، أو ضبط أسلحة… هذه الأخبار التي لا تسند بصورة، توثقها، يقابلها الجانب الآخر -المعارضة أو القنوات الفضائية- بفيديوات للعمليات من مهاجمة حواجز أو الاستيلاء على أسلحة.

واللافت أنه بناء لأخبار التلفزيون السوري المتواصلة على مدار الساعة مثل «اشتبكت قواتنا المسلحة الباسلة مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تورع الأهلي وقتلت (عدد القتلى) منهم، وجرحت (عدد الجرحى)، وألقت القبض على (عدد المقبوض عليهم)»، ومع توارد الأخبار وبثها في شكل متواصل في كل ساعة، فإنه ومنذ انطلاق الثورة، قتلت القوات المسلحة بين 100 و200 مقاتل يومياً في السنة الأولى، وزاد العدد ليصل إلى 300 و500 في السنة الثانية، أي في الشهر وسطياً 8000، وفي 23 شهراً ما يقارب 200 ألف، وضمن النسبة من المعتقلين (200 ألف)، فيما يزيد عدد الجرحى -وفقاً للتلفزيون السوري- ليصل إلى أكثر من 400 ألف.

وبحسبة صغيرة نجد أن أكثر من 800 ألف (بين قتيل وجريح ومعتقل)، وهي أرقام أقل ما يقال عنها أنها مرعبة بكل المقاييس، فإذا كان هذا العدد من الثائرين ضد نظام الحكم صحيحاً فهي مشكلة، وإذا لم يتمكن من منع المقاتلين من الوصول إلى العاصمة دمشق فالمشكلة أكبر.

ولا يقف الأمر عند هذه الأعداد، فخبر تفكيك العبوات الناسفة وضبط الأسلحة، اليومي أيضاً يعطينا أرقاماً هائلة يمكنها ليس فقط إسقاط النظام السوري، بل يمكنها أن تشعل حرباً عالمية. وغالباً ما يكون الخبر الذي يبث مرات يومياً بأرقام متفاوتة: «وحدة من القوات المسلحة تضبط (رقم ما) رشاشاً بي كي سي، و(رقم ما) بنادق روسية، و(رقم ما) من القواذف والأسلحة الثقيلة منها إسرائيلية الصنع وتركية الصنع، فيما فككت قواتنا الباسلة (رقم) من العبوات الناسفة في (مكان ما)».

لكنّ الأكثر طرافة هو الخبر الذي لا يحمل أي أرقام أو أماكن أو أوقات. «قواتنا الباسلة تكبد الإرهابيين خسائر هائلة، وتجرح عدداً منهم، وتأسر آخرين»، أو « وحدات من الجيش تواصل عملياتها في ملاحقة المجموعات الإرهابية التي ترتكب أعمال قتل ونهب»، فبمقدار ما العبارة بسيطة، فإنها تفتقر لمفردات الإجابة عن الأسئلة الأساسية في صياغة الخبر (من؟ أين؟ متى؟ ماذا حدث؟ لماذا حدث؟)، وربما سيسجل هذا النوع من الأخبار كبراءة اختراع لمعدي النشرات في التلفزيون السوري.

هذه الأخبار المكتوبة والتي لا ترفق بأي صورة ليست الوحيدة البعيدة عن الواقع، إذ يصل الأمر بمعدي النشرة إلى ابتكار أخبار مثل: «ضبط 50 برميلاً من مادة البنزين كانت محملة في سيارة بيجو معدة للتهريب»، أو «ضبط 300 روسية، و100 قنبلة، و100 قذيفة هاون و 100 عبوة ناسفة في سيارة كيا». هذه الأخبار تبدو منافية للمنطق، ليس في الكميات المضبوطة وكيفية ضبطها، أو حتى من أي أتت، ولماذا هي موجودة في الأساس، ولكن ببساطة في مكان تخزينها (سيارة كيا مثلاً، أو 50 برميلاً في سيارة بيجو).

كل هذا من دون أن نتطرق إلى أخبار استنكار استهداف المتظاهرين العزل في مصر أو تونس مثلاً بالغازات أو خراطيم المياه، أو أخبار معاناة أطفال غزة، أو قصف إسرائيل للعزل في إحدى المناطق، وما تحمل هذه الأخبار من نفاق اجتماعي وإعلامي.

قد يقول بعضهم إنه من غير المعقول أن يرتكب التلفزيون السوري مثل هذه الأخطاء الساذجة، ويبث أرقاماً غير مدروسة، لكنّ المتابع اليومي لهذه المنظومة الإعلامية، سيجد أن ما ذكرناه من أرقام وأحداث مجرد غيض من فيض.

الاستخفاف بعقل المشاهد ليس جديداً على المنظومة الإعلامية السورية، وعلى رأسها التلفزيون الرسمي، ولكن ما وصل إليه أخيراً بفضائيته وإخباريته من إسفاف واستسهال يفوق كل ما سبق، ويصل إلى حد الغباء الإعلامي الذي يفتقر إلى أدنى درجات المهنية. وإذا كانت الصدقية والشفافية لا تندرجان ضمن أساسياته فإن الاستسهال والنفاق من المحركات والركائز الدائمة والضرورية في صيرورته واستمراره.

“تقدّم” في مقاربة الأزمة السورية

بين هولاند وبوتين في موسكو

بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب محادثاته في موسكو مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، مرنا في موقفه من الازمة السورية اذ أعلن عن “مقترحات فرنسية جديدة لتسوية الأزمة في سوريا يمكن مناقشتها مع كل الشركاء وتنفيذها”. بينما تحدث الرئيس الفرنسي عن احراز “تقدم” بين البلدين اللذين يجمعهما “الهدف نفسه وهو تفادي تفكك هذا البلد وعدم ترك الارهابيين يستفيدون من حال الفوضى”.

مساعدة “أصدقاء الشعب السوري” دون الطموحات

والائتلاف المعارض أعلن إرجاء اختيار رئيس حكومة

    و ص ف، رويترز، أ ش أ

أعلنت الولايات المتحدة في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الخامس الذي انعقد أمس في روما مساعدة اضافية بقيمة 60 مليون دولار للمعارضة السورية، الى مساعدات مباشرة للمرة الاولى لمقاتليها تستثني الاسلحة. وتزامن انعقاد المؤتمر مع اعلان “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” من روما ارجاء اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي كان مقررا السبت والاحد في اسطنبول لاختيار رئيس حكومة تتولى “ادارة شؤون المناطق المحررة” من غير تحديد موعد جديد له.

وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي ان “الولايات المتحدة ستقدم 60 مليون دولار بشكل مساعدة لا تشمل اسلحة قاتلة لدعم جهود ائتلاف المعارضة السورية في الاشهر المقبلة” أضاف: “ستكون هناك مساعدة مباشرة” لأفراد الجيش السوري الحر، طبية وغذائية”.

أما رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب فطالب بـ”اعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن انفسهم”.

 وجاء في بيان ختامي صدر عن المؤتمر أن المشاركين سوف “ينسقون جهودهم بشكل وثيق للمساهمة بأفضل السبل لتمكين الشعب السوري ودعم القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر (المعارض) في جهودها الرامية إلى مساعدته (الشعب) في الدفاع عن نفسه”.

 وفي بروكسيل، قرر الاتحاد الاوروبي رسمياً تمديد العقوبات المفروضة على سوريا ثلاثة اشهر والسماح بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية للمعارضة لضمان حماية المدنيين.

واوضح مجلس اوروبا في بيان انه “اجرى ايضا تعديلا على الحظر على تقديم الاسلحة ليسمح، على الصعيد القانوني، بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية لحماية المدنيين” الى المعارضة السورية.

وأفاد مصدر ديبلوماسي انه هكذا يمكن على سبيل المثال تزويد اعضاء في المعارضة سيارات حماية وتدريب على استخدام معدات عسكرية مضادة للصواريخ اذا كان الهدف حماية السكان.

وسجل هذا التطور في موقف الدول الـ27 بعد توافق بين دول مثل بريطانيا تطالب باضفاء مرونة على حظر تسليح الثوار وأخرى حريصة على عدم زيادة عسكرة النزاع.

ميدانياً، سيطر مقاتلون معارضون على الجامع الاموي الكبير في مدينة حلب بشمال سوريا بعد انسحاب القوات النظامية منه اثر اشتباكات استمرت اياماً.

وبث ناشطون صورا تظهر انتشار الثوار قرب ملعب العباسيين الدولي أكبر ملاعب دمشق. وقالوا إن الثوار أحكموا سيطرتهم على حي جوبر الدمشقي وباتوا على مسافة قريبة جدا من أحياء باب توما والقصاع والقصور وسط العاصمة عقب وصول إمدادات من المقاتلين من ألوية أخرى في الغوطة الشرقية.

المعارضة سيطرت على الجامع الأموي في حلب

كرواتيا سحبت جنودها من الجولان

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

 أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقرا له ان مقاتلين معارضين سيطروا على الجامع الاموي الكبير في مدينة حلب  بشمال سوريا بعد انسحاب القوات النظامية منه اثر اشتباكات مستمرة منذ ايام.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “سيطر مقاتلون من الكتائب المقاتلة على الجامع الاموي في مدينة حلب بعد اشتباكات مع القوات النظامية التي انسحبت من الجامع فجر اليوم وتمركزت في مبان مجاورة”. واشار الى “معلومات عن احتراق متحف الجامع الاموي وسقوط سقف” هذا المتحف الذي تبلغ مساحته نحو 110 امتار مربعة، من غير أن يحدد مصير محتوياته او ماهيتها.

 وتحدث عن اشتباكات عنيفة في محيط الجامع في المدينة القديمة بوسط حلب، وخصوصا “المناطق المحيطة بساحة السبع بحرات ومديرية الاوقاف والقصر العدلي الذي يحاول مقاتلون من الكتائب المقاتلة التقدم نحوه من اجل السيطرة عليه منذ بضعة ايام”. وأوضح ان المقاتلين المعارضين يسعون الى السيطرة على القصر العدلي “لقطع الامدادات العسكرية للقوات النظامية المتمركزة في قلعة حلب”.

وكان المقاتلون تمكنوا الثلثاء من اقتحام الجامع واشتبكوا مع القوات النظامية التي كانت في حرمه، منذ أن استعادت في 14 تشرين الاول 2012  السيطرة عليه. ويذكر أن المسجد التاريخي أصيب بأضرار بالغة من جراء المعارك.

الى ذلك، أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” الرسمية أن “إرهابيين فجروا اليوم (أمس) سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في حي عكرمة الجديد (بمدينة حمص) مما أدى إلى استشهاد مواطن وجرح 24 آخرين وإلحاق أضرار مادية كبيرة في المنازل والسيارات بالمكان”. وقالت ان “التفجير الإرهابي وقع قرب مجمع صحارى ومدرسة غالية فرحات في حي عكرمة السكني الذي يحتوي سوقا شعبية”.

وأكد المرصد السوري خبر الانفجار، مشيرا الى انه حصل “بالقرب من مسبح تشرين في حي عكرمة” الخاضع للسيطرة الحكومية.

وفي حوادث اخرى، قال المرصد “استشهد 12 رجلا من سكان حي نهر عيشة في مدينة دمشق بينهم أربعة من عائلة واحدة وذلك تحت التعذيب في سجون القوات النظامية بعد اعتقالهم في اوقات سابقة”. ونقل عن ناشطين ان “اهالي الشهداء تسلموا البطاقات الشخصية للشهداء من القوات النظامية مساء امس الاربعاء”.

 العربية السورية للطيران

على صعيد آخر، دعت المديرة العامة لمؤسسة الطيران العربية السورية غيداء عبد اللطيف شركات الطيران الاجنبية الى معاودة رحلاتها الى مطار دمشق، مؤكدة ان “الطريق الى المطار آمن وامن المسافرين مضمون”. وقالت: “أدعو شركات الطيران الى استئناف رحلاتها والعودة للعمل من جديد عبر مطارات دمشق الدولي واللاذقية (في الغرب) والقامشلي (في الشرق)”. واضافت انه “سيتم منح الشركات التي تبادر الى اعادة تسيير رحلاتها حسومات بقيمة 25 في المئة على الخدمات الارضية التي تقدمها المؤسسة. كما سيصار الى تقديم نسبة اضافية بحسب حجم التشغيل لهذه الشركات”.

وأضافت أن “العمل في المطار لم يتوقف وان السورية للطيران تقوم بتسيير رحلاتها كالمعتاد” الى الدول العربية وموسكو وطهران ويريفان.

وكانت شركات طيران عدة أوقفت رحلاتها من دمشق واليها نظرا الى تدهور الاوضاع الامنية في محيط مطار العاصمة السورية.

 كرواتيا

في غضون ذلك، قالت الحكومة الكرواتية إنها ستسحب جنودها من قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في مرتفعات الجولان، خطوة احترازية بعد تقرير نشرته صحيفة “النيويورك تايمس” مفاده أن أسلحة كرواتية ترسل الى المعارضين السوريين الذين يقاتلون لاطاحة الرئيس بشار الاسد. ونفت الحكومة الكرواتية التقارير وقالت انها لم تبع المسلحين اسلحة  أو تتبرع لهم بها، لكن رئيس الوزراء زوران ميلانوفيتش أقر بأن الضرر وقع بالفعل.

وتنشر كرواتيا التي انضمت إلى حلف شمال الاطلسي عام 2008 قوة قوامها 98 جنديا ضمن قوة الامم المتحدة لفصل القوات “اندوف” على الحدود بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان منذ وقف النار الذي  أنهى حرب 1973.

أصدقاء الشعب السوري” يشدّدون على الحاجة إلى تعديل ميزان القوى

لكن مؤتمر روما أحبط المعارضة بإحجامه عن دعمها بالسلاح

    رويترز، ي ب أ، و ص ف، أ ش أ

أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده تعتزم للمرة الاولى تقديم مساعدات غير قاتلة تشمل إمدادات غذائية وطبية لمقاتلي المعارضة السورية، الامر الذي خيّب آمال معارضي الرئيس السوري بشار الأسد الذين يطالبون الغرب بتزويدهم السلاح. لكن مؤتمر مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” في روما الذي شارك فيه كيري، “شدد على الحاجة إلى تعديل ميزان القوى على الأرض” وهو ما يعكس تغييرا في الموقف.

جاء في بيان ختامي صدر في العاصمة الايطالية أن المشاركين في المؤتمر “ينسقون جهودهم بشكل وثيق للمساهمة بأفضل السبل في تمكين الشعب السوري ودعم القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر في جهودها الرامية إلى مساعدته في الدفاع عن نفسه”.

وتعهدت المجموعة تقديم مزيد من الدعم السياسي والمادي لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي يتخذ القاهرة مقرا له ويجد صعوبة في اكتساب زخم داخل سوريا وخصوصا بين مقاتلي المعارضة على اختلاف فصائلهم.

ودعا البيان إلى وقف فوري لإمدادات الأسلحة لدمشق من دول أخرى، في إشارة في الغالب إلى روسيا وإيران حليفتي الأسد. ورأى انه يتعين على دمشق فورا أن توقف القصف العشوائي للمناطق الآهلة والذي وصفه بأنه جريمة ضد الإنسانية.

ويؤكد مسؤولون في حلف شمال الأطلسي ان الجيش السوري أطلق صواريخ باليستية داخل سوريا وهو ما تنفيه الحكومة.

واضاف البيان ان وزراء دول مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” تعهدوا “تقديم مزيد من الدعم السياسي والمادي للائتلاف بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وبإدخال مزيد من المساعدات الملموسة إلى سوريا”. ووعد بـ”دعم القيادة العليا للجيش السوري الحر، الملتزمة الدفاع عن نفسها”، وفي الوقت عينه “دعم الائتلاف في مجال إنشاء نظام ديموقراطي يتمتع فيه جميع المواطنين بالمساواة أمام القانون بغض النظر عن أي تمييز جنسي أو عرقي أو ديني أو سياسي”.

وأبرز الوزراء الذين حضروا المؤتمر على ضرورة الحفاظ على “وحدة أرض سوريا”، وناشدوا “نظام دمشق اغتنام الفرصة وتقبل هذه الشروط المناسبة لبدء مسيرة تفضي إلى حل الأزمة، بما في ذلك مسألة استقالة الرئيس الأسد، ووضع حد للمجازر وتحرير السجناء”.

وكان القيادي في الائتلاف رياض سيف صرح قبل مؤتمر روما بأنه سيطالب بتقديم “دعم عسكري” نوعي.

ورحب عضو آخر في الائتلاف بنتيجة المؤتمر.

وقال ياسر طبارة إن المعارضة تمضي قدما بقدر كبير من التفاؤل الحذر وإنها سمعت (في روما) خطابا مختلفا.

كيري

وتحدث كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي ورئيس الائتلاف السوري احمد معاذ الخطيب، بعد لقائه وفداً من الائتلاف، فأعلن للمرة الاولى ان الولايات المتحدة ستزيد مساعداتها للمعارضة المدنية السورية اكثر من الضعفين لتبلغ 60 مليون دولار إضافية للمساعدة على توفير خدمات الغذاء والصرف الصحي والرعاية الطبية للمناطق المتضررة. وأضاف أن الولايات المتحدة ستقدم الآن “إمدادات غذائية وطبية للمعارضة بما في ذلك (المجلس) العسكري الأعلى السوري المعارض”.

الخطيب

وشدد الخطيب على “سلمية الثورة السورية”، قائلاً إن “وحشية النظام هي التي أجبرتنا على حمل السلاح”. وتمنّى على الأسد أن “يتصرّف مرة واحدة كإنسان”، وأن يتخذ “موقفاً عادلاً واحداً في حياته وكفاه تقتيلاً في الشعب”. وقال: “نحن لا نستحي أن نقول إننا مقاتلون مسلمون. إسلامنا من أجل العيش بكرامة وعدل وسلام”.

واضاف أن “النظام قصف 86 مخبزاً عجن فيها دم الأطفال بالخبز، أنظروا إلى هذا الموضوع قبل النظر إلى لحية المقاتلين”.

وأفاد ان المعارضة طلبت من ممثلي الدول “إنشاء ممرات إنسانية وإغاثية آمنة تحت الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة.

وأكد أن “وحدة سوريا خط أحمر وسنقاتل حتى آخر رمق كي نحافظ عليها”. وخلص الى ان “التفاوض ضمن المحددات التي وضعها الائتلاف، أي لا تفاوض من دون رحيل الأسد وتفكيك جميع الأجهزة الأمنية”.

الاسلحة

 وربما زاد الرفض الأميركي المتواصل لإرسال أسلحة شعور الائتلاف المعارض بالإحباط الذي دفعه الى ان يعلن الأسبوع الماضي أنه سيقاطع مؤتمر روما. لكنه غيّر موقفه تحت ضغط أميركي.

ويقول كثيرون داخل الائتلاف إن إحجام الغرب عن تسليح المعارضة لا يصب إلا في مصلحة الإسلاميين المتشددين الذين ينظر إليهم الآن على نطاق واسع على أنهم القوى الأكثر فاعلية في الجهود المبذولة لاطاحة الأسد.

ومع ذلك، لم يستبعد ديبلوماسي أوروبي إمكان تقديم دعم عسكري غربي بقوله إن الائتلاف وحلفاءه من الدول الغربية والعربية سيجتمعون في اسطنبول الأسبوع المقبل للبحث في الدعم العسكري والإنساني لمقاتلي المعارضة.

ولم يلب عرض كيري تقديم مساعدات طبية ووجبات جاهزة مطالب مقاتلي المعارضة بتقديم أسلحة متقدمة مضادة للدبابات والطائرات للمساعدة على تحقيق التوازن في مواجهة قوات الأسد المسلحة بأسلحة روسية اساسا. كما لم تصل إلى حد تقديم أشكال أخرى من المساعدة غير القاتلة مثل الدروع الواقية من الرصاص وناقلات الجند المدرعة وتدريب المقاتلين.

ارجاء الحكومة

على صعيد آخر، أعلن تم ارجاء انعقاد اجتماع هيئته العامة المقرر في الثاني من آذار في اسطنبول لاختيار رئيس حكومة لادارة المناطق الواقعة خارج سلطة النظام لـ”أسباب لوجستية”.

وقال عضو الائتلاف سمير نشار: “تأجل المؤتمر ولكن لا يمكنني ان اقدم سببا… “لم يحدد تاريخ جديد، ولا استبعد الالغاء.

واكد ردا على سؤال ان “لا خلافات داخل الائتلاف. كنا نتوقع عقد الاجتماع بدليل ان الفندق تم حجزه ووزع بريد الكتروني على جميع اعضاء الائتلاف بضرورة الحضور”. واضاف: “اعتقد ان امرا ما حصل في روما”. ورجح ان يكون “محاولة اميركية روسية لفتح حوار بين النظام السوري والائتلاف، وهذا ستنتج منه حكومة انتقالية، الامر الذي يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة موقتة من الائتلاف”

مؤتمر روما: القديم برداء جديد

 ما خرج من مؤتمر “أصدقاء سوريا” في روما، لم يكن اختراقاً فعلياً للموقف السياسي الدولي من الأزمة، ففيما دخل خط تمويل أميركي جديد إلى المعادلة، بدا الموقف الأميركي متردداً في زيادة الضغط على دمشق، مؤكدا تبنيه لسردية جنيف التي تساوي ضمنياً بين طرفي الصراع.

60 مليون دولاراً “أميركياً” تضاف إلى خزينة وعود “الأصدقاء”، بتوقيع جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة لمساعدة السوريين التي أعلن عنها قبيل اجتماع روما حيث تم بحث زيادة المساعدات للمعارضة المسلحة، وموضوع الانتقال السياسي، فيما تقلص عدد أصدقاء سوريا إلى 11 دولة تشارك على مستوى الوزراء، في الوقت الذي أعلن فيه المجلس الوطني أحد أهم مكونات الائتلاف السوري المعارض مقاطعته للمؤتمر.

  وتحدث كيري خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه للمرة الأولى برئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب ، والذي تراجع عن الانسحاب من المؤتمر، عن دعوات بلاده منذ عامٍ للأسد “لسماع صوت الشعب السوري ووقف آلة الحرب”، معتبراً أن وحشيته قد ازدادت “وهذا الأسبوع استخدم صواريخ سكود”، ليؤكد على أن الحل العسكري لن ينفع الرئيس السوري ، لافتاً إلى دعم بلاده لاتفاقية جنيف: “خيارنا هو الحل السياسي الذي جسده بيان جنيف وقد أيدته روسيا أيضاً، وهذا يشمل حكومة انتقالية بصلاحياتٍ كاملة”، مطرياً على الائتلاف السوري وداعماً بقوله أن “الولايات المتحدة وجميع الدول تعتقد أن الائتلاف السوري يمكنه أن يقود المرحلة الانتقالية، لكن لا يمكن أن يفعل ذلك بمفرده، وإنما يحتاج لدعمنا”. وليؤكد كيري أن بلاده تعمل الائتلاف “بشكلٍ وثيق” وذلك بغية “التأكد من أن المساعدات تصل إلى الذين يحتاجونها في المناطق التي يصعب الوصول إليها”.

 وقد أشار كيري إلى أن الـ 60 مليون دولار “الإضافية” التي ستمنحها الولايات المتحدة للمعارضة السورية تأتي “لتأمين حاجاتها اليومية، وأيضاً للمشاريع الإنمائية”، مؤكداً على تقديم “مساعدات طبية وغذائية للمعارضة بما فيها الجيش السوري الحر”، ويضيف: “سنعمل مع شركائنا على تقسيم المساعدات الضرورية للاجئين السوريين  الموجودين في تركيا”.

 من جهته، اعتبر معاذ الخطيب أن هناك نوعاً من “التوافق الدولي على عدم تزويد الثوار بأسلحةٍ نوعية”، مشيراً إلى أن المعارضة السورية متمثلةً بالائتلاف قد طالبت “بإلزام النظام بإيجاد ممراتٍ إغاثيةٍ آمنة، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”، ومنوهاً إلى المجتمع الدولي الذي “يهتم بلحى السوريين ولا يعير الاهتمام لجرائم النظام”، وأشار الخطيب إلى أن “وحدة سوريا خط أحمر، ولن نرضى بتقسيمها، وسنقاتل من أجل هذا الأمر”، لافتاً النظر إلى أن “وحشية النظام أجبرتنا على حمل السلاح” فيما يطالب بإعطاء “الشعب السوري والثوار كامل الحق في الدفاع عن أنفسهم”.

  من جهتها، أصدرت الخارجية الإيطالية بياناً عن المؤتمر أوضحت فيه اتفاق المشاركين على تقديم دعمٍ سياسيٍ ومادي للمعارضة السورية، دون التطرق إلى موضوع الأسلحة، رغم إشارته إلى بذل جهود لدعم القيادة العسكرية للجيش السوري الحر “في مجال الدفاع عن النفس”، وقد تحدث البيان عن إدانة المؤتمر “قيام دولة بتزويد حكومة الأسد بالأسلحة على نحو متواصل”، معتبراً قصفه للمدنيين “جريمة ضد الإنسانية”، ومطالباً بالتوقف الفوري عن “القصف العشوائي لمناطق مأهولة بالسكان”.

 في هذا الوقت، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” في عدد الخميس إلى أن مسؤولين في الإدارة الأميركية قد تحدثوا عن تعزيز الولايات المتحدة دعمها للمعارضة السورية، من خلال تدريب مقاتلين من المعارضة في “قاعدة في المنطقة”، ما اعتبره المسؤولون “أعمق تدخلٍ أميركي في الصراع السوري”.

آخر أيام الاحتياطي النقدي

نائل حريري

في دولة أمنية الطابع كسوريا ومع مرور نحو سنتين على انطلاق الثورة، ثمة احتراز شديد في ما يتعلق بالأسرار المالية للدولة يصل إلى احتكارها من قبل بضعة أسماء لا تزيد عن أصابع اليد. ينطلق هذا الاحتراز من مفصلين أساسيين. أولهما يتعلق بالرؤية الشمولية للدولة من قبل رؤوس هذا النظام التي تتعامل مع الاقتصاد السوري باعتباره ثروتها الخاصة. من هنا – وفي ظل العقوبات والحصار وتراجع موارده إلى حدها الأدنى – لا يزال تمويل آلة الحرب هو الأولوية لنظامٍ يموت شعبه من الجوع والفقر والبرد.

من ناحيةٍ أخرى، تتملك رؤوس النظام حالة هلع واضحة تجاه أسرار الدولة التي يهددها الانفراط عن المنظومة الشاملة السياسية الأمنية، لذلك يغلب الظن بجهل أغلبية الناطقين باسم النظام السوري عن حقيقة سياسة الدولة، وتغدو محاولة تفكيك رموز الاقتصاد السوري محكومةً بفضاء التخمين والاستنتاج في ظل غياب الحقائق.

برغم الفضاء الضيق للتحليل الاقتصادي الممكن، تبرز محاولات جديرة بالاحترام لنخبة من خبراء الاقتصاد في سوريا مثل زكي محشى وربيع نصر وخالد أبو إسماعيل عبر “المركز السوري لبحوث السياسات”. مع التجاهل الكامل للتصريحات الاستهلاكية الإعلامية التي يطلقها رئيس المصرف المركزي أديب ميالة أكدت محاولاتهم فداحة ما يجري في واقع الأمر، ففي حين أكد ميالة أواخر العام الماضي صمود الاحتياطي النقدي بنسبة تتجاوز 90%، نافياً حاجة سوريا إلى أي دعم مالي من حلفائها، تناقضت تصريحاته مع تأكيدات مدير المصرف التجاري أحمد دياب تلقي قرض ووديعة إيرانية بقيمة خمسة مليارات دولار، وظهرت نتائج المركز لتؤكد الحقيقة المرة: الاحتياطي النقدي السوري يعيش أيامه الأخيرة.

لم تفلح سياسة التضليل الإعلامي في حرف الأنظار عن الفشل المالي الذريع. حين سمح للمصرف التجاري مؤخراً بيع 5000 دولار شهرياً للأغراض غير التجارية بقصد بعث الاطمئنان والإيحاء بتوفر القطع الأجنبي، توقف تفعيل القرار بعد نحو أسبوعين. برغم ذلك كله بقيت هذه الأمور شكلية. مكاتب الصرافة جميعها بقيت تعمل في إطار السوق السوداء بعلم الدولة، علاقة مشتركة غريبة بين الدولة والسماسرة في زمنٍ حرج تفضي إلى إشكاليةٍ أكبر: المركزي نفسه الآن يعمل في السوق السوداء.

في ظل كل هذه التناقضات، يؤكد المركز التراجع الحاد في الصادرات وفي تدفق رؤوس الأموال. ما رفع العجز في الحساب الجاري إلى 18.5%، وفي الحساب المالي والرأسمالي إلى 9.1% من الناتج الإجمالي، أي زيادة في العجز التراكمي لميزان المدفوعات تصل إلى 16 مليار دولار خلال عامي 2011 و2012. وحيث يفترض سداد عجز ميزان المدفوعات بالقطع الأجنبي من صافي الأصول الأجنبية التي تمثل الاحتياطات الرسمية (18 مليار دولار في العام 2010 وفق تصريحات رسمية) لا يتبقى من احتياطي القطع الأجنبي أكثر من 2 مليار دولار في نهاية العام 2012.

تفترض التقارير صحة ادعاءات المركزي حول مخزونه الاحتياطي، إلا أن ميزانية المركزي التي صدرت (شباط 2011) تضمنت كذبةً كبيرةً كذلك. صافي الموجودات الأجنبية الذي أعلنه المركزي يعادل 625.500 مليار ليرة سورية (13.3 مليار دولار) لكنّ حصة المركزي منها 231 مليار ليرة (4.9 مليارات دولار)، في حين أن المتبقي عائد للمصارف المحلية العاملة في سوريا (8.12 مليارات دولار) ووفقاً لأرقام مجلس الذهب العالمي يتوافر لدى مصرف سورية المركزي 25.8 طناً من الذهب (1.5 مليار دولار).

في ظل هذا الحاضر المخيف، ما الذي يمكن أن نتوقعه في المستقبل؟ يؤكد مراقبون على أنّ هناك جانباً حافظ على حماية الليرة ظاهرياً وهو أن الأطراف الموالية والمعارضة تمد حلفائها بالقطع الأجنبي خصوصاً في مجالات الإغاثة، إلا أن هذا العامل غير مقنع في ظل استنزاف الموارد في الداخل واستيرادها من الخارج.

يبقى التساؤل عن مستقبل الدعم المالي للنظام من قبل حلفائه. هل يبشر هذا الدعم باستقرار الاقتصاد السوري؟ أحد خبراء المركز صرّح لـ”المدن” – فضّل عدم ذكر اسمه – أن حلفاء النظام يستفيدون من حاجته الحالية للقطع الأجنبي وقد يرفعون الفوائد على أية وديعة أو قرض بسبب هامش المخاطرة الكبير، خصوصاً أن إيران – أهم حلفاء النظام اقتصادياً- تعاني من تدهور قيمة عملتها الوطنية. فسعر صرف الدولار مقابل الريال الإيراني ارتفع من 15 ألف ريال إلى 40 ألف ريال وأكثر أحياناً. والمفارقة أن الليرة السورية انخفضت قيمتها أمام جميع العملات الأجنبية، لكنها ارتفعت نحو 30% أمام الريال الإيراني، ما يجعل إمكانية إيران في دعم حليفها السوري محدودة ومحفوفة بمخاطر كبيرة على اقتصادها.

واشنطن تعزز دعمها المالي والأوروبيون يقدّمون مدرعات للمعارضة

«أصدقاء سوريا»: دعم للمسلحين لتغيير موازين القوى ضد الأسد

وعد وزراء خارجية 11 دولة، شاركت في مؤتمر «أصدقاء سوريا»، وبينها الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية، في روما أمس، بتقديم «المزيد من المساعدات السياسية والمادية» إلى «الائتلاف الوطني السوري»، مؤكدين «ضرورة تغيير موازين القوى على الأرض»، والتنسيق «للمساهمة بأفضل السبل لتمكين الشعب السوري ودعم القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر»، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي تعديل موقفه من التسليح، ويعتزم تقديم عربات مدرعة لمسلحي المعارضة.

في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن مساعدة إضافية تبلغ 60 مليون دولار للمعارضة السورية، بالإضافة إلى مساعدات مباشرة للمرة الأولى للمسلحين، لكن من دون الوصول إلى مرحلة تقديم الأسلحة، لكنه في حين هاجم دور ايران و«حزب الله» والنظام السوري، قال «لا يمكننا أن نراهن على ترك هذا البلد، الموجود وسط الشرق الأوسط، يدمّر من قبل مستبدين فاسدين، أو يخطف من قبل متشددين».

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خلال مؤتمر صحافي مشترك في موسكو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، «حققنا تقدماً. لدينا الهدف ذاته وهو تفادي تفكك هذا البلد وعدم ترك الإرهابيين يستفيدون من حالة الفوضى هذه». وأضاف «نرغب في قيام حوار سياسي بين المعارضة وبين طرف مقبول، لكن هناك مسألة طريقة الوصول إلى ذلك عبر الحوار السياسي»، مذكراً بأن باريس ترى انه لا يمكن أن «يمر عبر (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وقال بوتين، من جهته، «فيما يتعلق بسوريا، علينا الاستماع إلى رأي زملائنا بشأن بعض جوانب هذه المشكلة المعقدة». وأضاف مازحاً «يبدو لي انه من المستحيل تبين الأمر بوضوح من دون زجاجة نبيذ جيد، بل من دون زجاجة فودكا»، فرد هولاند مازحاً «ربما مع زجاجة بورتو». (تفاصيل صفحة 15)

ووعد وزراء خارجية 11 دولة تشارك في مؤتمر «أصدقاء سوريا» بتقديم «المزيد من المساعدات السياسية والمادية» إلى المعارضة السورية. يشار إلى أن عدد الدول المشاركة في المؤتمر تقلص كثيراً، حيث انه وصل في احد الاجتماعات إلى اكثر من 100 دولة. والدول المشاركة في الاجتماع هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وتركيا ومصر والأردن والسعودية وقطر ودولة الإمارات.

وقال الوزراء، في بيان، إنهم «وعدوا بمزيد من الدعم السياسي والمادي إلى الائتلاف الممثل الوحيد

والشرعي للشعب السوري وبتقديم مزيد من الدعم الملموس إلى الداخل السوري». وأكدوا «ضرورة تغيير موازين القوى على الأرض».

وأعلنوا أنهم «سينسقون جهودهم بشكل وثيق للمساهمة بأفضل السبل لتمكين الشعب السوري ودعم القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر في جهودها الرامية إلى مساعدته (الشعب) في الدفاع عن نفسه». ودعوا إلى «وقف فوري لإمدادات الأسلحة للنظام السوري من جانب دول أخرى».

ولم يكد ينفضّ اجتماع روما، حتى أعلن الاتحاد الأوروبي أنه عدل العقوبات على سوريا ليسمح بتوريد عربات مدرعة ومعَدّات عسكرية غير فتاكة وتقديم مساعدة فنية للمعارضة على أن توجّه لحماية المدنيين. وقال مصدر أوروبي «كما يمكن أيضاً التدريب على استخدام معدات عسكرية مثل مضادات الصواريخ إذا كان الهدف من ذلك حماية السكان». ويمدّ الإجراء الذي وافقت عليه حكومات الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على سوريا حتى أول حزيران المقبل، ويستجيب لضغط من بريطانيا وأطراف أخرى لتخفيف الحظر الأوروبي على الأسلحة للمقاتلين.

كيري والخطيب

وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب في روما، إن «الولايات المتحدة ستقدم 60 مليون دولار بشكل مساعدة لا تشمل أسلحة قاتلة من اجل دعم جهود ائتلاف المعارضة السورية في الأشهر المقبلة». وأضاف إن واشنطن ستقدم الآن «إمدادات غذائية وطبية للمعارضة بما في ذلك (المجلس) العسكري الأعلى السوري المعارض».

وتابع كيري، الذي يبدأ اليوم من أنقرة جولة ستقوده إلى مصر وقطر والسعودية ودولة الإمارات، «نحن مع حل سياسي»، مؤكداً ان «على كل السوريين أن يعرفوا أنه يمكن أن يكون لهم مستقبل»، معتبراً أن «ائتلاف المعارضة يمكن أن ينجح في تحقيق انتقال سلمي».

وأعلن أن واشنطن تقدّم المساعدات «لأننا نحتاج للوقوف، في هذه المعركة، إلى جانب أولئك الذين يريدون أن يروا سوريا تبزغ من جديد والديموقراطية وحقوق الإنسان». وأضاف «المخاطر كبيرة جداً، ولا يمكننا أن نراهن على ترك هذا البلد، الموجود وسط الشرق الأوسط، يدمر من قبل مستبدين فاسدين أو يُخطَف من قبل متشددين». وتابع «يجب ألا تعيش امة أو شعب في خوف مما يسمى قادتها»، معتبراً أن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما «القيام بخطوات إضافية الآن هو نتيجة لوحشية القوات المسلحة بدعم من مقاتلين أجانب من إيران وحزب الله».

ودافع كيري عن قلة تقديم واشنطن للمساعدات، موضحاً أن دولاً أخرى قد تغلق أي فجوة. وأعرب عن ثقته بان «مجموع» المساعدات سيكون كافياً لحث الأسد على بدء تغيير حساباته للبقاء في السلطة. وقال «نحن نقوم بهذا الأمر، لكن هناك دولاً أخرى تقوم بأشياء أخرى».

وقاطعت ناشطة سلام المؤتمر مطالبة بوقف دعم الإرهاب. وحملت لافتة كتب عليها «الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، ايطاليا، قطر، السعودية، تركيا، يدعمون الإرهاب».

من جهته، أعلن الخطيب، خلال المؤتمر مع كيري، انه طرح أمام وزراء الخارجية سلسلة مطالب أبرزها العمل على «إلزام النظام بإيجاد ممرات إغاثية آمنة تحت الفصل السابع لحماية المدنيين». كما طالب «بإعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن أنفسهم».

وقال الخطيب، في إشارة واضحة إلى الإسلاميين المتشدّدين، إن «معظم إخوتنا الذين يقاتلون في الداخل مسالمون اضطروا إلى حمل السلاح. هناك البعض ممن يحملون أفكاراً خاصة غريبة عن مجتمعنا. نحن ننبذ هذه الأمور بكل صراحة ونحن ضد كل فكر تكفيري». وتابع «نحن لا نستحي أن نقول نحن مقاتلون مسلمون، لكن من الإسلام الذي يعيش مع الجميع ويطلب الخير للجميع».

وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة على اجتماع الخطيب وكيري، لـ«السفير»، إن رئيس «الائتلاف» تمنى على الوزير الأميركي عدم إثارة موضوع الإرهابيين في سوريا، لأن موقفه ضعيف جداً بعد فقدان دعم «المجلس الوطني» ما جعله غير راغب في فتح مواجهة حالياً معهم. يشار إلى انه لم يحضر احد من المجلس مؤتمر روما فيما اقتصر تمثيل «الائتلاف» على الخطيب ورياض سيف.

في المقابل، كان كيري حازماً في رده، إذ أصرّ على أن الحل السياسي فقط هو ما يهم واشنطن، خوفاً من أن يتسلم الإرهابيون السلطة بعد سقوط النظام، وهو ما بدا واضحاً في رده خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الخطيب. وأشار إلى أن واشنطن تتمسك باتفاقها مع موسكو على أن يكون الحل للازمة السورية وفق «بيان جنيف» في 30 حزيران الماضي.

إلى ذلك، أعلن العضو في «الائتلاف» سمير النشار أن «الائتلاف» أرجأ مؤتمره الذي كان مقرراً غداً في اسطنبول لاختيار «رئيس حكومة»، إلى موعد غير محدد. وقال «اعتقد أن أمراً ما حصل في روما. لا يمكنني أن أقول إن هذه معلومات، لكن هذا تحليلي، خصوصاً أن رئاسة الائتلاف اتخذت قرار الإرجاء خلال وجودها في روما». ورجح أن يكون السبب «محاولة أميركية – روسية لفتح حوار بين النظام السوري والائتلاف، وهذا ستنتج عنه حكومة انتقالية، الأمر الذي يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة مؤقتة من قبل الائتلاف».

الإبراهيمي

وقال المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، خلال زيارة إلى مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، إن الرئيس السوري «ينظر للتظاهرات على أنها مؤامرة كونية على بلاده بمساعدة عناصر من الإرهابيين. الدائرة المحيطة بالأسد هي التي توحي إليه بذلك».

وأشاد الإبراهيمي بمبادرة الخطيب، معتبراً أنها أحرجت الحكومة السورية. وقال «إذا اتفقت روسيا والولايات المتحدة اتفاقاً حقيقياً سيسهل الوصول إلى قرار دولي، لكن لقاءت سابقة بين وزيري خارجية الدولتين ومساعديهما كانت مخيبة للآمال». وأضاف إن «الأوضاع في سوريا خطيرة للغاية، ولا بد من مواصلة الجهود من قبل كافة الأطراف للبحث عن أرضية مشتركة بين الحكومة والمعارضة من أجل الخروج من النفق المظلم». وتابع «وقف شلالات الدم في سوريا ووقف إطلاق النار لا يمكن أن يتحقق في المستقبل القريب إلا وفق حزمة للحل النهائي».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

ما يجري في القصير ومحيطها غريب عن تاريخ الأهل

بومدين الساحلي

رسم سايكس بيكو عند ساقية «مطربة» المتفرعة من نهر العاصي غربا وعند ساقية «جوسية» المتفرعة منه شرقا، خطاً حدّد فيه الحدود البقاعية الشمالية لـ«دولة لبنان الكبير». منذ ذلك الحين، شكل هذا الخط حدا بالسياسة بين سوريا ولبنان، لكنه لم يشكل فارقا في الاجتماع بين الاهالي الذين توزعوا على جانبيه.

لأسباب كثيرة، اختار بعض اللبنانيين القاطنين شمال سايكس بيكو الجنسية اللبنانية، في زمن الاحصاء السكاني في العام 1932، بينما اختار اخوة واقرباء وجيران لهم، الجنسية السورية في الاحصاء نفسه. وعلى مدى تسعين ونيف من الاعوام، عاش اللبنانيون المتوزعون على 25 قرية سورية تقريبا شرق النهر وغربه آمنين في أرزاقهم وأعمالهم. لم يتأثروا بالحرب اللبنانية يوما بسبب استقلالهم التام عن وطنهم الام اقتصاديا وتربويا ومعيشيا، لا بل ان بعضهم استقبل لوقت طويل عائلات لبنانية هربت من أتون الحرب. كذلك فعلوا هم وفعل جيرانهم خلال حرب تموز 2006.

أما وطنهم فقد تجاهلهم في المقابل تماما. هو لم يذكرهم يوما الا في قيود الأحوال الشخصية، ولم يتذكرهم السياسيون اللبنانيون الا في مواسم الانتخابات. شكل هؤلاء اللبنانيون الذين يبلغ عددهم اليوم حوالى 30 الف نسمة بيضة قبان في الانتخابات النيابية في دائرة بعلبك الهرمل، لكن الدولة بنسختيها ـ القديمة قبل الطائف والجديدة بعده ـ لم تسهل حتى ابسط امورهم عبر اقامة معبر شرعي لهم في بلدة القصر آخر القرى الحدودية اللبنانية غرب العاصي.

الدولة نفسها، لا تعرف اساسا اين يتوزعون. في العام 1972 حاول النظام السوري استعمالهم كورقة ضغط على الرئيس الراحل سليمان فرنجية لايصال عاصم قانصوه الى البرلمان اللبناني.

في المقابل، عاملت الدولة السورية هؤلاء اللبنانيين كمواطنيها وسمحت لهم بالاستفادة والعمل في كل المجالات عدا السياسي والعسكري منها. في كنفها زرعوا ارضهم بمازوت مدعوم، وفي مدارسها وجامعاتها المجانية علموا اولادهم اطباء ومهندسين. كذلك غضّ أمنيوها النظر عن مرورهم من والى لبنان، من خلال المسارب غير الشرعية، وذلك تسهيلا لأمورهم وحياتهم. في هذه القرى، عاش اللبنانيون المستجدون في جنسيتهم وجيرانهم، أي أهلهم السابقين، عشرات السنوات يمارسون الزراعة وبعض التجارة والحرف. لم ينتبهوا الى تفرقة في ما بينهم الا في الامور الدينية. وبقي التواصل مع محيطهم على أحسن ما يرام. تشاركوا الاعمال والافراح والاتراح ولم يتفارقوا يوما الا على سفر او موت.

عين الأزمة السورية أصابتهم بالحسد، رويدا رويدا تفرق الشمل، جرى تهجير بعض هؤلاء اللبنانيين من اماكن الاشتباكات الساخنة ـ كما في باب عمرو في حمص ـ واختفى بعضهم دون أثر أثناء انتقالهم من حمص واليها.

أشخاص خطفوا وأعادهم وسطاء وفق ما يروي رئيس بلدية القصر الاسبق الطبيب علي زعيتر الذي عمل ولا يزال على تقريب وجهات النظر. تظاهرات مدينة القصير السورية دفعت بالنظام للقيام بموجة اعتقالات كبيرة طالت العديد من جيرانهم السوريين. العنف يستدرج عنفا مضادا. سلاح يظهر هنا وهناك. هجمات بعض المعارضين التي طالت مراكز امنية في قرى سورية يسكنها لبنانيون أدت عموما الى بروز مخاوف كبيرة لدى الاهالي.

في هذه الاثناء، يختفي مواطن سني سوري من مدينة القصير في قرية زيتا المجاورة التي يسكنها لبنانيون شيعة، ما دفع بأهله لخطف مواطنين لبنانيين على خلفية ان احدهما كان آخر من التقى المواطن القصيراوي في زيتا، ليتبيّن لاحقا أن أمن النظام هو من خطفه. وفي بالمقابل، جرى خطف 18 مواطنا سوريا أغلبهم من العمال المقيمين في مدينة الهرمل، ما أثار استياء العديد من ابنائها، قبل أن تؤدي المفاوضات اللاحقة الى تبادل المخطوفين وإقفال ملف هذه القضية.

هذه الحادثة وغيرها، بالإضافة الى المعطى المستجد المتمثل في ضعف الدولة السورية وانكسار هيبتها، سواء في ريف القصير ام في كل سوريا، وتدفق عناصر من «جبهة النصرة»، دفعا الى الواجهة الحديث عن «الأمن الذاتي» في القرى ذات الغالبية اللبنانية الشيعية على خلفية الاستعانة بمقدرات «حزب الله» الذي يتمتع بنفوذ كبير بين الأهالي. تواجد الحزب وتحركه في هذه القرى صارا معلنين بعد حرب تموز 2006. السكان اللبنانيون السنة والمسيحيون لم تراودهم الفكرة، لأن لا ظهير وطنيا يساندهم.

بدأت أزمات غياب الخبز والمازوت والمواد الغذائية بالظهور، تفككُ مؤسسات الدولة السورية عجّل بتشكيل «لجان أهلية» باشراف من الحزب، مهمتها الاهتمام بمستلزمات الناس المعيشية والامنية.

ومع ازدياد منسوب العنف في سوريا وتحول القتال في بعضه الى مذهبي، بدأ الحديث يرتفع عن مخاطر تمدد مجموعات سلفية متطرفة. يعرف المتابعون والمراقبون جيدا أن كفة الميزان العسكري هناك تميل لمصلحة النظام السوري وحليفه «حزب الله»، ذلك ان مقاتلي المعارضة، وبرغم أعدادهم الكبيرة، لا يتمتعون بظهير يسندهم ويمدهم بالسلاح ومقومات الحياة. هم تقريبا محاطون من جميع الجهات، لا منفذ لهم الا الطرق الترابية الملتوية والمكشوفة، عبرها يؤمنون الغذاء والدواء اللذين صارا شحيحين في الفترة الماضية. كذلك يؤمنون السلاح والذخيرة، وبينها مدافع وراجمات صواريخ متواجدة بكثرة عند أقدام سلسلة جبال لبنان الغربية.

مسلحو المعارضة هناك ينضوون تحت ثلاثة الوية: واحد تابع لـ«الجيش الحر»، وآخر تابع لـ«جبهة النصرة» التي أكثرت ظهورها في الاشهر الخمسة الاخيرة، وثالث ويدعى «لواء الفاروق»، وهو الذي يسيطر على الارض عموما، ويضم غالبية المسلحين البالغ عددهم حاليا حوالى 17000 الف مسلح بعد قدوم حوالى الفين من محيط حمص مؤخرا.

الأرجح أن العمليتين اللتين استهدفتا منذ فترة حاجزي الامن السوري (المشتل والمصرف) في محيط القصير قامت بهما «جبهة النصرة»، وثمة معلومات تفيد بوجود غرباء من جنسيات عربية اليوم في القصير. «لواء الفاروق» يقوده موفق جربان ابو السود ويضم 48 كتيبة.

يعرف بعضُ اللبنانيين في قريتَي القصر وحوش السيد علي الحدوديتين أبو السود جيدا. ينقل الدكتور علي زعيتر عنه أنه لا يريد معركة جانبية مع أحد. بالمقابل، فإن كوادر حزب الله تشدّد على ضرورة ضبط النفس وأن المسألة بالنسبة اليهم تتلخص بالحفاظ على أمن السكان الشخصي والاجتماعي والغذائي…

مؤخرا، عادت هذه القرى الى الواجهة من جديد. منذ شهرين تقريبا قام أشخاص من قرية ابو حوري بخطف لبناني من قرية عين الدمامل الواقعة تحت سيطرة المعارضة على خلفية قيام «حزب الله باحتجاز أخ لهم صودف مروره في منطقة حدودية، كذلك على خلفية اختفاء لبنانيين في محيط القصير. قوبل ذلك باحتجاز سوريين ثم تبادل للمخطوفين بمن فيهم من كانا سببا للحادثة، وترافق ذلك مع هجرة عائلات شيعية مقيمة في عين الدمامل خوفا من أي انتقام لاحق.

الروايات حول الأحداث الأخيرة كثيرة. رواية أولى تقول إنه منذ اسبوعين تقريبا، قتل ثلاثة شبان وجرح حوالى 15 لبنانيا، عند أطراف قرية أبو حوري. الرواية نفسها تؤكد تعرضهم لكمين معارض. المعارضة تنفي وتؤكد أن مجموعة من الشبان الموالين للنظام تسللت بداعي خطف بعض ابناء قرية ابو حوري السنية على خلفية الحادثة الاولى. رواية ثانية لوالد أحد القتلى الثلاثة تشير الى أن ابنه كان يتفقد بيتهم في ابو حوري حيث صودف وجود مسلحين معارضين. جرى ذلك عند اطراف القرية واستدعى سحب القتلى في معركة ضارية استخدمت فيها المدفعية والصواريخ لساعات طويلة وشارك فيها مسلحو المعارضة في القصير وجوارها الذين حضروا لاحقا.

الحصيلة كانت مقتل 14 شخصا من المعارضة بالاضافة الى جرح العشرات منهم (ثمة معلومات تتحدث عن 26 قتيلا وأخرى تتحدث عن 60 قتيلا للمعارضة السورية). أحد جرحى المعارضة في هذه المعركة جرى نقله عبر الجبال الى قرية يبرود السورية الواقعة في جرد مدينة النبك، ثم الى عرسال حيث نقل الى مستشفى دار الامل في بعلبك ومات هناك، لكنه لم يدفن في قريته البرهانية الواقعة في محيط القصير بسبب استحالة ايصال جثته الى هناك، فجرى وفق رواية علي زعيتر دفنه في وادي خالد.

مع ارتفاع منسوب الدم والخوف، يكثر الحديث في هذه الأيام عن امكان قيام المعارضة باجتياح المناطق الشيعية وعزلها عن الداخل السوري العلوي (اطراف حمص وصافيتا وطرطوس حتى اللاذقية) بحيث تصبح الأراضي من وادي خالد مرورا بالقصير وصولا الى جرد القلمون وعرسال ومضايا والزبداني موصولة بعضها ببعض، ما يؤمن سهولة التواصل من جهة ويعزل «حزب الله» عموما عن الداخل السوري.

في المقابل، تؤكد اوساط المعارضة ان حزب الله زاد في الفترة الاخيرة من جهوزيته بنية ملاقاة قوات النظام للإطباق على القصير في فكي كماشة وإخراج المعارضة منها وفتح الطريق الدولية الواصلة بين بعلبك وحمص لجهة جوسية.

الحديث مع الاهالي على الجانبين، حزين وموجع. يرى غالبيتهم أن لا دخل لهم بما يجري وأنه غريب عن عاداتهم وأخلاقهم وتاريخهم. هم يتخوفون من آت ٍأعظم، ليسوا فيه غير وقود في لعبة سياسية كبيرة لا يفقهون منها شيئا.

في يوم ما، كان اكثر من الف عامل سوري من القصير ومحيطها يأتون الهرمل للعمل بشتى المهن فيها، وكان اهالي الهرمل يذهبون بالمثل الى اسواق القصير للتبضع والطبابة… نعم، كان ذلك في يوم ما.

الفيصل: المعركة السورية أصبحت عالمية والشعب السوري لايقف لوحده

الرياض- (د ب أ): أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في تصريح صحفي نشر الجمعة أن المعركة السورية أصبحت “معركة عالمية وأن الشعب السوري لايقف لوحده”.وقال الأمير سعود الفيصل في تصريح صحفي خاص لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بثته الجمعة أن “مؤتمر أصدقاء سورية الذي عقد في روما كان جيداً و صريحاً وفيه وضوح وشفافية وركز على تقديم الإمكانات للشعب السوري للدفاع عن نفسه إزاء التطور السيئ الحاصل”.

واضاف الفيصل “إن العنف غير المقبول لا يمكن السكوت عليه واستخدام صواريخ سكود لقصف المواطنين الأبرياء أمر لا يمكن الارتكان عليه، وعبر عن ذلك جميع الحضور حيث أكدوا دعمهم للموقف السوري وأن المعركة أصبحت الآن معركة عالمية والشعب السوري لا يقف لوحده” .

وأوضح الفيصل في تصريح لـ(واس) عقب اختتام المؤتمر أن هناك من أصدقاء الشعب السوري “من يقوم بالواجب وسيقومون بالواجب مشيراً إلى أن القيادة الشرعية السورية لمست هذا و إن شاء الله سيكون لها موقف أكثر فعالية لدرء المخاطر عن الشعب السوري وتحرير الشعب السوري من الظلم الذي يعيش فيه”.

وحول أشكال الدعم مستقبلا،ً قال الامير سعود الفيصل “عبر الجميع عن ضرورة تغيير المواقف إذا حدث تغيير على الأرض، وهذا أخذت به علماً كل الدول حتى الدول التي كانت مترددة في تقديم الدعم للشعب السوري، وأصبحت الآن أكثر انفتاحاً لتلبية احتياجاته لصد العنف وللوصول إلى حل يؤدي إلي تغيير النظام”.

وكان وزير الخارجية السعودي أوضح في كلمته أمام المشاركين في مؤتمر اصدقاء سورية الذي عقد الخميس بالعاصمة الإيطالية، انه لم يعد هناك خيار أمام المجتمع الدولي سوى مساعدة الشعب السوري وتمكينه من الدفاع عن نفسه.

وأعرب الفيصل عن أسفه لكون “بعض الدول تقدم المساعدة، وتزود النظام الأسدي بالسلاح والعتاد الذي يمكنه من الاستمرار في المذابح ضد الشعب السوري، في حين هناك اعتقاد سائد بوجود انقسام داخل المعارضة السورية”.

واشار الوزير إلى أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يحظى باعتراف دولي واسع على المستويات العربية والإسلامية والدولية، يتمتع بأهلية كممثل شرعي للشعب السوري في الوقت الذي فقد فيه النظام السوري شرعيته وأهليته في الاستمرار في السلطة.

الإبراهيمي: الدائرة المحيطة بالأسد تضلله

القاهرة- (رويترز): قال المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الخميس إن الدائرة المحيطة بالرئيس بشار الأسد توحي له بأن بلاده ضحية لمؤامرة كبيرة يقودها إرهابيون.

وقال الإبراهيمي إن الأمل في حل الأزمة- التي بدأت في شكل انتفاضة سلمية مطالبة بالديمقراطية ثم تحولت إلى صراع طائفي إلى حد كبير- موجود لدى روسيا والولايات المتحدة.

ولاقى أكثر من 70 ألف سوري حتفهم في نحو عامين من القتال. وتشير سوريا إلى المتمردين على الحكم الذين يضمون مقاتلين محليين وجهادين أجانب بعبارة “مجموعات إرهابية مسلحة”.

وقال الإبراهيمي خلال زيارة لمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة إن الأسد “ينظر للمظاهرات على أنها مؤامرة كونية على بلاده بمساعدة عناصر من الإرهابيين… الدائرة المحيطة بالأسد هي التي توحي إليه بذلك”.

وأقر أبرز ائتلاف سوري معارض هذا الشهر مبادرة من رئيسه معاذ الخطيب تعرض إجراء محادثات مع حكومة الأسد بشأن فترة انتقال سياسي تقوم على تخليه عن السلطة التي يقبض عليها منذ 13 عاما.

وأشاد الإبراهيمي بالمبادرة قائلا إنها أحرجت الحكومة السورية. ودعا واشنطن وموسكو إلى قيادة حل للأزمة.

وقال “إذا اتفقت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية اتفاقا حقيقيا (فسوف) يسهل الوصول إلى قرار دولي لكن لقاءت سابقة بين وزيري خارجية الدولتين ومساعديهما كانت مخيبة للآمال”.

ونأت روسيا -وهي الى جانب ايران اكبر حليفين للأسد- بنفسها عنه في الآونة الأخيرة مصعدة دعواتها للحوار في وقت تراجعت فيه فرص بقاء الأسد في السلطة.

ومع ذلك لا تزال موسكو تصر على ألا يكون رحيل الأسد -وهو مطلب أساسي للمعارضة- شرطا مسبقا للحل.

وطالبت واشنطن الأسد مرارا بالتنحي وتقول إنه فقد الشرعية.

وقال الإبراهيمي “الأوضاع في سوريا خطيرة للغاية ولا بد من مواصلة الجهود من قبل كافة الأطراف للبحث عن أرضية مشتركة بين الحكومة والمعارضة من أجل… الخروج من النفق المظلم”.

وأضاف “وقف شلالات الدم في سوريا ووقف إطلاق النار لا يمكن أن يتحقق في المستقبل القريب إلا وفق حزمة للحل النهائي”.

مناف طلاس يأمل باتفاق روسي أمريكي لحل أزمة سوريا

موسكو- (يو بي اي): أعرب العميد السوري المنشق، مناف طلاس، عن أمله في اتفاق روسي ـ أمريكي لتسوية الوضع في سوريا، مشيرا إلى إمكانية روسيا للضغط على طرف من الأطراف لتجاوز الأزمة.

وقال طلاس لقناة (روسيا اليوم) قبل بدء مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف الجمعة، إن “الشعب السوري تعرض لآلام كثيرة.. وروسيا والأسرة الدولية قادرة على وضع حد لها، ويمكن لروسيا أن تضغط على طرف من الأطراف لتجاوز الأزمة.. ويمكن لنا أن نتوصل إلى حل بمساعدة روسيا وأمريكا”.

وعماّ إذا كان يعتقد بأن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد للتنحي، قال طلاس إن “هذا الأمر غير مطروح لديه شخصياً.. والأهم هو تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية والجلوس إلى طاولة المفاوضات من دون سلاح”، مضيفاً أن “التاريخ قد تجاوز الديكتاتوريات ولم يعد لها مكان فيه”.

واعتبر أن “مناورات النظام واعتماده على الحل الأمني لا يجدي نفعاً.. واذا اتفق الروس والأميركيون فهذا سيصب في مصلحة الشعب السوري”.

وحول ما إذا كان المسلحون يفرضون إرادتهم على الساحة السورية، قال طلاس “لا أود الحديث عن هذه التفاصيل.. والمهم الآن بالنسبة لنا جميعاً هو تخفيف معاناة الشعب السوري ووقف قتل الأرواح بضمانات دولية تؤدي إلى وقف العمليات العسكرية بالكامل”.

معارض سوري يعاتب جماعة (العباءة) والقوميين الأردنيين: أضعف الإيمان إستمعوا لإخوانكم بعد زيارة النظام

عمان- القدس العربي: وجه أحد أقطاب معارضة الداخل في سوريا عتبا خاصا للرفاق وشركاء الفكر من التيار القومي والبعثي الأردني الذين يزورون الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه دون المرور على أخوانهم في الفكر داخل سوريا.

وجاء العتب مرا من قبل رجاء الناصر أمين سر هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي في الداخل وأمين عام حزب الإتحاد الإشتراكي العربي المعروف بتوجهاته الناصرية.

ووفقا لشخصيات أردنية حضرت لقاءات مع وفد من المعارضة السورية بالداخل زار عمان خلال اليومين الماضيين كان الناصر ورفاقه من معارضي الداخل عاتبون على نشطاء ورفاق لهم يزورون دمشق ويلتقون أركان النظام ويتجاهلون الإستماع لزملاء لهم في الإطار الفكري والسياسي من المعارضة.

ويبدو أن نقاشات وفد المعارضة السورية الوطنية مع بعض السياسيين الأردنيين إنتقد بالتوازي عملية التصفيق للنظام وإجراء مقابلات مع أركانه بدون توجيه ملاحظات تدعو للإصلاح في سوريا.

ومن الواضح ان قصة (العباءة) الأردنية البدوية التي سلمها بعض النشطاء المؤيدين لبشار الأسد بإسم الشعب الأردني قبل أسبوعين كانت مثارا للنقاش والإستفسار بين وفد المعارضة الوطنية السورية وشخصيات سياسية وناصرية وقومية في الأردن.

وقد عبرعن هذا العتب رئيس الوفد الوفد السوري رجاء الناصر عندما أشار لشخصيات في التيار القومي الأردني قائلا: أضعف الإيمان عند زيارة أركان النظام أن تلتقي أيضا أخوانك في الفكر وتستمع إليهم.

وإستهجن الناصر منطق (التخوين) الذي تتعرض له هيئة التنسيق المعارضة في الداخل من قبل شخصيات محلية في الجوار الأردني تساند نظام بشار الأسد.

وضم الوفد السوري نحو 16 شخصية من هيئة التنسيق في الداخل أجرت لأول مرة عدة لقاءات (غير رسمية) مع شخصيات وهيئات أهلية في الأردن خلال اليومين الماضيين وبين هؤلاء القيادي في الهيئة أحمد العسراوي.

وتم خلال هذه اللقاءات التأكيد على ثوابت هيئة التنسيق الوطنية للتغير الديموقراطي مشددا على ان الهيئة لا ترفع شعار اسقاط النظام ونقطة إنما تؤمن بشعار بإقامة نظام ديموقراطي برلماني تعددي بدلا من النظام الحالي.

ونقلت فعاليات أردنية عن الناصر قوله بأن الشارع السوري بدأ يستوعب حجم اللعبة ويقترب اكثر من طروحات الهيئة التي هي التعبير الحقيقي عن الشعب السوري بكل مكوناته مشددا ان الشعب السوري لن يتراجع بعد كل هذه التضحيات عن اسقاط الإستبداد والطائفية والفساد .. ورأى أن مفتاح الحل، وإن كان في توافق دولي، هو تحقيق مطالب الشعب السوري.

وحسب الناصر يوجد في سوريا اليوم 150 رجل يحملون السلاح … موزعين على 1470 وحدة مقاتلة … وقدّر تعداد مقاتلي جبهة النصرة 5-7 الاف مسلح، عدد لا يستهان به منهم غير سوريين.

المعارضة السورية تفشل مجددا بعقد لقاء لاختيار رئيس للوزراء

مؤتمر روما: واشنطن تعد بدعم مالي واوروبا بأسلحة غير فتاكة

الخطيب طالب بوقف امداد النظام بأسلحة نوعية تحت اسم ‘صفقات قديمة’

روما ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: اعلنت الولايات المتحدة في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري الخامس الذي انعقد الخميس في روما عن مساعدة اضافية بقيمة ستين مليون دولار للمعارضة السورية اضافة الى مساعدات مباشرة للمرة الاولى الى مقاتليها تستثني الاسلحة.

وتزامن انعقاد المؤتمر مع اعلان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية من روما ارجاء اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي كان مقررا السبت والاحد في اسطنبول من اجل اختيار رئيس حكومة تتولى ‘ادارة شؤون المناطق المحررة’، الى موعد غير محدد.

وكان زعماء المعارضة يأملون في انتخاب رئيس للوزراء ليعمل في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سورية والمهددة بالانزلاق في الفوضى.

وقال الاتحاد الاوروبي انه عدل العقوبات على سورية الخميس ليسمح بتوريد عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة وتقديم مساعدة فنية للمعارضة السورية على ان توجه لحماية المدنيين.

ويمدد الاجراء الذي وافقت عليه حكومات الاتحاد الاوروبي العقوبات التي يفرضها الاتحاد على سورية حتى اول حزيران (يونيو) ويستجيب لضغط من بريطانيا واطراف اخرى لتخفيف الحظر الاوروبي على الاسلحة لمساعدة خصوم الرئيس بشار الاسد.

وفي روما قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في مؤتمر صحافي ان ‘الولايات المتحدة ستقدم ستين مليون دولار بشكل مساعدة لا تشمل اسلحة قاتلة من اجل دعم جهود ائتلاف المعارضة السورية في الاشهر المقبلة’.

واضاف ‘ستكون هناك مساعدة مباشرة’ لعناصر الجيش السوري الحر في شكل ‘مساعدات طبية وغذائية’.

واكد كيري ان بلاده مع ‘حل سياسي’ للوضع في سورية.

ووعد وزراء خارجية 11 دولة شاركت في مؤتمر ‘اصدقاء الشعب السوري’ في روما وبينها الولايات المتحدة وفرنسا ودول اوروبية اخرى، بتقديم ‘المزيد من الدعم السياسي والمادي الى الائتلاف، الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري ومزيد من الدعم الملموس الى الداخل السوري’.

واكدوا ‘ضرورة تغيير موازين القوى على الارض’، معبرين عن ‘اسفهم لشحن الاسلحة المتواصل الى النظام (…) من دول اخرى’، في اشارة الى روسيا التي ما زالت تسلم دمشق اسلحة وذخائر.

وطالب رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب من جهته في مؤتمر صحافي بـ’اعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن انفسهم’.

وقال ‘هناك قرار دولي او اشارات دولية بعدم تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية’، مضيفا ‘اذا كنتم تريدون هكذا، اوقفوا امداد النظام بأسلحة نوعية لا تزال تأتيه حتى اليوم تحت اسم صفقات قديمة’.

كما دعا المؤتمرين الى العمل على ‘الزام النظام بايجاد ممرات اغاثية آمنة تحت الفصل السابع (الملزم من ميثاق الامم المتحدة) لحماية المدنيين’.

وكان الخطيب التقى كيري للمرة الاولى في روما قبل انعقاد الاجتماع.

وشارك في اجتماع مؤتمر اصدقاء سورية ممثلون عن المعارضة السورية وبريطانيا والمانيا وايطاليا وتركيا ومصر والاردن والسعودية وقطر والامارات.

في موسكو، اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من جهته رغبته ‘في قيام حوار سياسي’ بين المعارضة وبين ‘طرف مقبول’.

وقال اثر مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان فرنسا وروسيا حققتا ‘تقدما’ حول النزاع السوري، مضيفا ‘لدينا الهدف نفسه وهو تفادي تفكك هذا البلد وعدم ترك الارهابيين يستفيدون من حالة الفوضى هذه’.

وتابع ‘لكن هناك مسألة طريقة الوصول الى ذلك عبر الحوار السياسي’، مذكرا بأن باريس ترى انه لا يمكن ان ‘يمر عبر (الرئيس السوري بشار) الاسد’.

وبعد وقت قصير من انتهاء اجتماع روما، اعلن الائتلاف المعارض في بيان قصير نشر على صفحته على موقع ‘فيسبوك’ انه ‘تم تأجيل انعقاد اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المقرر في الثاني من آذار (مارس) لاسباب لوجستية، وسيتم الإعلان عن تاريخ الانعقاد فور استكمال الأمور التنظيمية’.

وكان يفترض ان يختار الاجتماع في اسطنبول رئيسا لحكومة موقتة.

وقال عضو المجلس الوطني السوري المعارض والائتلاف سمير نشار لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ‘لم يحدد تاريخ جديد للاجتماع، ولا استبعد الالغاء’.

واكد نشار ردا على سؤال ان ‘لا خلافات داخل الائتلاف’، مرجحا ان يكون سبب الارجاء ‘محاولة امريكية روسية لفتح حوار بين النظام السوري والائتلاف، وهذا ستنتج عنه حكومة انتقالية، الامر الذي يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة موقتة من قبل الائتلاف’.

وتمارس الاسرة الدولية ضغوطا على دمشق والمعارضة لبدء مفاوضات من اجل التوصل الى مخرج للنزاع الذي اودى بحياة سبعين الف شخص خلال سنتين بحسب الامم المتحدة.

الا ان مسؤولين مقربين من المعارضة السورية تحدثوا عن عدم الاتفاق على الاسماء المرشحة، ففي حين رفض رياض حجاب طرح اسمه لقيادة الحكومة، اعرب برهان غليون عن انزعاجه من طريقة طرح اسماء مرشحين عبر الاعلام.

واعلن رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انتونيو غوتيريز في مجلس الامن الاربعاء ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الدول المجاورة بلغ 936 الفا وانه سيتم تخطي عتبة المليون لاجىء في الاسابيع المقبلة.

كما قرر الاتحاد الاوروبي رسميا الخميس تمديد العقوبات المفروضة على سورية لثلاثة اشهر والسماح بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية للمعارضة لضمان حماية المدنيين كما افادت مصادر اوروبية.

ميدانيا، سيطر مقاتلون معارضون على الجامع الاموي الكبير في مدينة حلب في شمال سورية بعد انسحاب القوات النظامية منه اثر اشتباكات استمرت اياما، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

من جهة ثانية، شن الطيران الحربي غارات على محيط مطار منغ العسكري الذي يحاصره المقاتلون المعارضون في ريف حلب، ضمن ‘معركة المطارات’ في المحافظة التي اطلقوها في 12 شباط (فبراير) الجاري.

لبنان: اللاجئون السوريون بدأوا يهددون الوضع الامني

بيروت ـ رويترز: قال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل الخميس إن مئات الآلآف من اللاجئين السوريين جراء الأزمة المستمرة منذ 23 شهرا في بلادهم بدأوا يهددون الوضع الامني في البلاد.

وتدفق أكثر من 320 ألف لاجيء إلى لبنان منذ بدء الإنتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد عام 2011.

وبالنسبة للكثير من اللبنانيين يشكل اللاجئون السوريون مبعثا للقلق في بلد ينقسم ابناؤه بين مؤيد لنظام الاسد ومعارض له. وأدى هذا الانقسام إلى إحتقان طائفي في الوقت الذي تعتبر فيه الحكومة اللبنانية اللاجئين عبئا ماديا لا تستطيع الإلتزام به.

وقال شربل إن لبنان الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة يستضيف الآن مليون سوري بين عامل ولاجيء ميسور ولاجيء فقير لكنه أضاف ‘بكل صراحة الذي يشغل بالي أنا كوزير داخلية الناحية الأمنية.’

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع ممثلي برنامج الأمم المتحدة الانمائي ‘العدد الكبير الموجود حاليا حتى الآن لم نستطع أن نضبطه بالشكل المفروض’ وتساءل قائلا ‘مع من يتعاونون؟ من يستغلهم؟ من يسلحهم؟.. حتى الان ليس لدينا الإمكانية مئة بالمئة.. للسيطرة عليهم.’

وأضاف ‘فكرنا أنه إذا زاد العدد ماذا سنفعل؟ هذا الأمر فوق طاقتنا.. إذا صاروا مليونين او ثلاثة ملايين سوري أين سنضعم؟ هذه المشكلة الكبيرة التي نحن نعاني منها.’

اسرائيل والربيع الكردي

صحف عبرية

أحدثت الهزة التي تعصف بالشرق الاوسط في أعقاب الربيع العربي تغييرات جغرافية سياسية بعيدة الاثر في منطقتنا. فمن جهة، أدت هذه الى بعض التردي في الميزان الاستراتيجي لاسرائيل، وعمقت هشاشة الاتفاقات التي وقعت مع مصر، الفلسطينيين والاردن. ومن جهة اخرى، فتحت امامها فرصا جديدة، هي تحصيل حاصل لضعف الدول القومية والانهيار المحتمل لاحدى الوحدات السياسية المصطنعة التي صممت بعد الحرب العالمية الاولى.

احد الامثلة البارزة على الدولة القومية في سياق الانهيار هي العراق. فمنذ قيامه لم ينجح العراق في بلورة هوية قومية عراقية شاملة، تجسر الهوة بين القومية العربية والقومية الكردية التي تطلعت الى تقرير المصير. وبدأت التطلعات الكردية تتحقق مع قيام ‘اقليم كردستان’، بعد حرب الخليج في 1991، الخطوة التي تسارعت في أعقاب الاجتياح الامريكي للعراق في 2003 والانسحاب منه في 2011. وخلق ضعف الحكم المركزي في بغداد وآثار الربيع العربي وضعا توجد فيه اليوم دولة كردية بحكم الامر الواقع تؤدي مهامها بشكل مستقل في ظل دفع ضريبة لفظية لوحدة العراق الاقليمية. لقد فهم الاكراد بان الاعلان عن اقامة دولة سيجعلهم فقط يصطدمون بدول مجاورة وسيمس بتطلعاتهم على المدى البعيد. ولهذا فقد امتنعوا عن مثل هذه الخطوة الرسمية.

في باقي الدول الثلاثة التي يتواجد فيها الاكراد ايضا، والذين يبلغ عددهم معا اكثر من 30 مليون نسمة، يحدث اليوم ‘ربيع كردي’ موازٍ لـ ‘الربيع العربي’. فالاحداث في سوريا استغلت من الاكراد الذين يسكنون في شمالي الدولة لاقامة حكم ذاتي في منطقتهم الكردية. هذا الحكم الذاتي يعزز علاقاته مع الحكم الذاتي في كردستان العراقية، ويخلق معها تواصلا اقليميا ايضا. وأدت هذه الخطوات بالتوازي الى تشديد ضغوط الاكراد الاتراك لاقامة حكم ذاتي كردي في تركيا، وكذا الاكراد في ايران لا يصمتون. ويحث الربيع الكردي سياقات التحول الديمقراطي بسرعة اكبر مما في الانظمة الجديدة في المنطقة التي تعتمد على الاسلام السياسي. وتغير هذه التطورات الخريطة الجغرافية السياسية كما عرفناها حتى الان والسؤال المركزي هو كيف ينبغي لاسرائيل أن تستعد حيالها.

على اسرائيل ان تنظر في النقاط التالية: هل يوجد مجال ‘للخروج من العلبة’ ومحاولة اقامة علاقات مع القوة الصاعدة في المنطقة، اي الاكراد؟ هل الاكراد أنفسهم معنيون بمثل هذه العلاقة؟ أي تأثير كفيل بان يكون للعلاقات مع الاكراد على علاقات اسرائيل تركيا؟

كيان كردي مستقر ومتين في العراق كفيل بان يشكل ذخرا استراتيجيا صرفا لاسرائيل، ولا سيما عندما يرتبط مثل هذا الكيان بحبله السري بالاكراد في سوريا، في تركيا وفي ايران، ويخلق حضورا عرقيا ذا مغزى يتمتع بتواصل اقليمي. فالاكراد يرون في اسرائيل نموذجا قدوة، وعلى المستوى الشعبي يوجد عطف تجاه اليهود وتجاه اسرائيل، بسبب ما يعتبر شراكة في المصير بين الشعبين اللذين ترفض الدول المحيطة بهما حقهم في دولة خاصة بهم. وأعلن زعماء الاقليم الكردي في العراق غير مرة بان لا مانع من اقامة علاقات مع اسرائيل حين يجد الحكم المركزي من السليم عمل ذلك. وخلف الكواليس يلمحون ايضا بانهم مستعدون لاقامة كل علاقات مع اسرائيل التي تعتبر حليفا طبيعيا في محيط معادٍ للاكراد. ومع ذلك، ففي الاقليم الكردي في العراق توجد مخاوف كبرى من ردود فعل العالم العربي، ولا سيما ايران على اقامة علاقات مع اسرائيل.

الفكرة السائدة في اسرائيل هي أن العلاقات مع الاكراد ستمس بشدة بالعلاقات مع أنقرة. مثل هذا الفهم يتجاهل التغييرات التي وقعت في علاقات تركيا والاكراد وعلاقات تركيا واسرائيل. فقد تحولت تركيا نفسها الى شريان الحياة المركزي، وربما المؤسسة بالفعل لكردستان العراقية. كما أن أنقرة تعمل بكد على حل المشكلة الكردية الداخلية. وعليه فلم يعد هناك مجال للخوف من العلاقات مع الاكراد. فعلاقات تركيا اسرائيل على اي حال توجد في درك أسفل غير مسبوق ولا يبدو في الافق تغيير بعيد الاثر. فالدعم الذي تعطيه أنقره لحماس، والتي هي منظمة ارهابية بكل معنى الكلمة، والتهجمات التي لا تنتهي على اسرائيل والمس بها في كل محفل دولي يستدعي تأسيس بنية علاقات جديدة تقوم على أساس التماثل والتبادلية. واذا ما وعندما يكون تحسين في العلاقات بيننا وبين تركيا، فان على اسرائيل أن تبقي لنفسها حرية اقامة علاقات مع الاكراد مثلما تقيم تركيا علاقات وثيقة مع الفلسطينيين بل وتظهر كسيدة لحماس.

مرغوب فيه جدا محاولة تحسين العلاقات مع تركيا ولكن يجب الفهم بان التغييرات الواسعة التي حصلت في تركيا تجعل الامر صعبا جدا. فليس الاكراد هم الذين سيشكلون العائق امام تحسين العلاقات واسرائيل يمكنها أن تنزع عنها هذا القيد الذي نبع من الرغبة في الحفاظ على شبكة علاقات سليمة مع الاتراك.

يجدر باسرائيل أن تتبنى سياسة نشطة ترى في الكيان الكردي في شمال العراق وفرعه في سوريا حليفا. وتبني مثل هذه السياسة معناه المساعدة الانسانية، الاقتصادية والسياسية. وبالنسبة للاكراد في تركيا، لا ينبغي لاسرائيل أن تظهر كمن ينبش في الشؤون الداخلية لتركيا ومن جهة اخرى عليها أن تبلور موقفا اخلاقيا بالنسبة للموضوع الكردي. كما أنه لا مانع لان تحث اسرائيل العلاقات مع الاكراد في ايران، الذين يوجدون في مواجهة مع النظام الاسلامي. وللمساعدة الاسرائيلة في مرحلة مبكرة كهذه كفيل بان تكون أهمية في المدى البعيد، وكل ذلك بالطبع على فرض انه يوجد اهتمام كردي لمثل هذه المساعدة. في نظرنا يعد هذا جهدا اسرائيليا جديرا.

عوفرة بنجو وعوديد عيران

‘ البروفيسورة بنجو هي باحثة في مركز ديان في جامعة تل أبيب؛ د. عيران باحث في مركز بحوث الامن القومي جامعة تل أبيب.

هآرتس 28/2013

امريكا تدرب المعارضة السورية في قاعدة عسكرية في المنطقة.. ورغبة لانهاء ملف سورية سريعا

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: يتكشف يوميا حجم الدور الامريكي في دعم المعارضة السوري التي تطالب المجتمع الدولي بمزيد من الدعم لانهاء الحرب التي ستدخل عامها الثالث بعد اسبوعين.

وفي المقابل يكثر وزير الخارجية الامريكي في لقاءاته مع وزراء خارجية الدول الاوروبية وفي مؤتمر روما امس الحديث عن اهمية دعم المعارضة بما يكفي من اجل انهاء الجمود على الساحة السورية. ومع ان الدعم الامريكي لم يصل بعد الى درجة تزويد المعارضة باسلحة قتالية ويقتصر على الجانب اللوجيستي الا ان التطورات الاخيرة في الموقف الامريكي تظهر رغبة اصدقاء سورية بانهاء الملف وسريعا، خاصة ان الازمة الانسانية في داخل وخارج سورية تتفاقم. فقد حذرت منظمة اوكسفام البريطانية من خروج الازمة عن زمام السيطرة حيث يتزايد عدد اللاجئين الهاربين من الحرب يوميا فيما تتناقص الميزانيات الكافية لتخفيف حدة المعاناة عنهم.

وقالت المنظمة ان السيناريو الاسوأ سيصبح حقيقة خلال اسابيع حيث يتدفق يوميا من سورية حوالي خمسة الاف لاجىء مما يضيف الى اعداد اللاجئين الذين يقيمون في مخيمات او في بيوت مستأجرة في الدول المحيطة بسورية مثل تركيا والاردن ولبنان. وترى المنظمة ان الزيادة مرتفعة عن العام الماضي بنسبة 36 بالمئة، وتضع هذه الاعداد المنظمات الانسانية امام اعباء ثقيلة لا تستطيع مواجهتها بسبب نقص التمويل الذي وعد به السوريون ولم يصل. وتشكو المنظمات هذه من ان الاموال التي تعهدت بها الدول المانحة في شهر كانون الثاني (يناير) في الكويت لم يصل منها سوى نسبة 20 بالمئة حيث طالبت الامم المتحدة بمبلغ مليار ونصف مليار دولار لمواجهة ما تراه اكبر كارثة انسانية تواجهها المنظمة الدولية.

ويقول المسؤولون الاردنيون ان اكثر من 50 الف لاجىء سوري عبروا الحدود الى الاردن الشهر الماضي، والاردن واحد من الدول الثلاث التي تتحمل اكبر الاعباء في استقبال اللاجئين بعد لبنان التي هرب اليها اكثر من 400 الف وتركيا التي وصل اليها قريبا من المئة الف. ومن هنا فسورية بحاجة الى دعم على كافة الساحات، لكن الدعم الذي يتحدث عنه الجميع هو التسليح، الذي يرتبط بالخوف من العامل الجهادي في سورية.

معسكرات تدريب

وفي هذا الاطار كشفت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن زيادة الحكومة الامريكية من نشاطاتها في دعم المعارضة خاصة في مجال التدريب حيث يقوم مدربون امريكيون بتدريب مقاتلين في قاعدة عسكرية في دولة لم تسمها. وتعتبر هذه الجهود جزءا من المساعدات التي يأمل الامريكيون ان تؤدي الى تحقيق تغير على الارض بدون ان تقوم بارسال معدات قتالية.

وتقول الصحيفة ان عملية التدريب تمثل اوسع مشاركة للولايات المتحدة في الازمة السورية. ويمكن فهم عملية التدريب في اطار حزمة المساعدات التي اعلن عنها جون كيري في مؤتمر اصدقاء سورية في روما يوم امس، حيث وعدت امريكا المعارضة بمساعدات غير قتالية ومالية اكثر. لكن المسؤولين يؤكدون ان البيت الابيض لم يصادق بعد على صيغة المساعدات وتفاصيلها كما لم يتم بعد حسم مسألة ايصال المساعدات مباشرة للمعارضة.

تعريف مرن

وكان جون كيري قد تحدث في باريس بعد اجتماعه مع نظيره لوران فابيوس عن اهمية تقديم دعم اضافي للمعارضة. ويبدو ان الجميع متفقون على اهمية تقديم مواد ‘غير قتالية’ للمعارضة لكن هذا مفهوم مرن ومطاط وكل دولة يمكن ان تفسره بالطريقة التي تريده. ويذكر هذا بقرار 1973 في الازمة الليبية الذي نص على استخدام كل اشكال القوة لحماية المدنيين الليبيين. وفي السياق السوري فان ارسال عربات مصفحة او مدربين واجهزة اتصالات ومشاركة في المعلومات الامنية قد يدخل ضمن اطار ت الدعم ‘غير القتالي’، ولكن الادارة الامريكية واضحة في انها لن تقدم على ارسال اسلحة للمقاتلين السوريين، على الاقل في الوقت الحالي. ويتحدث المسؤولون الامريكيون ان الهدف من دعم المعارضة هو مساعدتها على بناء شرعية لها داخل سورية، وادارة المؤسسات وتقديم الخدمات المدنية للمواطنين في المناطق التي تسيطر عليها، وهذا يعني في مرحلة ارسال المساعدات للمعارضة بشكل مباشر. اما الهدف الاخر فهو ‘تهميش’ العناصر الجهادية التي اصبحت لها اليد الطولى في الجبهات لقدرتها على الحصول على الدعم المالي والعسكري من مصادر خارجية. فلم تنجح امريكا مثلا في تهميش جبهة النصرة بوضعها على قائمة الجماعات الارهابية لان الجماعة تحظى بدعم شعبي وتقدم خدمات اجتماعية ومدنية للمواطنين في الشمال بنفس الطريقة التي يقدم فيها حزب الله خدماته الاجتماعية للشيعة في لبنان. وعليه فالادارة الامريكية وحلفاؤءها الان يرغبون بدعم الائتلاف تنظيم خدمات بديلة في المناطق التي سيطر عليها المقاتلون.

وفي المجمل فالجهود الامريكية الحالية تعبر عن رسالة واضحة للرئيس بشار الاسد، اما لاجباره على التفاوض وبدون شروط او لاقناعه بأنه لن ينتصر في هذه المعركة وان المعارضة هي التي ستنتصر في النهاية. ولا بد من الاشارة ان عدم تغير الموقف الامريكي تجاه تسليح المعارضة، ورفض اوباما لخطة كلينتون ـ بترايوس العام الماضي لا يعني عدم حصول المقاتلين على اسلحة من طرق اخرى، فيمكنهم استخدام الدعم المالي الامريكي وشراء اسلحة.

وتبقى مسألة مهمة في هذا السياق هي آلية الدعم، فبعض الخبراء يقولون ان الدعم المقصود قد لا يصل الى الجماعات التي تقوم بجهود كبيرة على الارض وتحقق انجازات ان تم تمريره عبر المجلس العسكري الاعلى.

بريطانيا مرتاحة

وليست امريكا هي الوحيدة الراغبة بدعم المعارضة بشكل اكبر، ففابيوس دعا الى تعزيز الجهود باتجاه دعم المعارضة عقب لقائه مع كيري يوم الاربعاء. وتظل بريطانيا هي الوحيدة التي ترى في تغير الموقف الامريكي انتصارا لها بعد هزيمتها قبل اسبوع في اجتماع الاتحاد الاوروبي في بروكسل، حيث تقدمت بمشروع لرفع الحظر عن تصدير وبيع الاسلحة للمعارضة السورية، وهو المشروع الذي رفضته المانيا وعدد اخر من الدول الاوروبية. وفي هذا الاتجاه قالت صحيفة ‘اندبندنت’ ان بريطانيا وحلفاءها سيكون بمقدورهم ارسال دعم عسكري للمعارضة بما في ذلك عربات عسكرية حيث اعتبرت الصحيفة تغيرا واسعا في قواعد العقوبات على سورية. واشارت الى الاتفاقيات التي تم التوصل اليها في بروكسل الاسبوع الماضي حيث منحت الدول الاعضاء الحرية في ارسال معدات غير قتالية للسوريين. وتقول ان خطوات جديدة لحماية المدنيين سيعلن عنها في نهاية الاسبوع الحالي، ومنها تغيير في نظام العقوبات على سورية بشكل يسمح فيه بارسال عربات عسكرية وسترات واقية للمقاتلين السوريين، حيث سيتم وضع هذه تحت التجربة مدة ثلاثة اشهر. وترى المعارضة في الدعم هذا بالرغم انه كبير لا قيمة له، حيث نقلت عن متحدث باسم المعارضة قوله ان ما يحتاجه السوريون هو اسلحة فتاكة تحرف ميزان القوة لصالحهم، مشيرا ان السترات الواقية لن تؤدي الى نهاية الحرب. ونقلت عن مصادر دبلوماسية بريطانية قولها ان الحكومة لم تقرر بعد اي نوع من المعدات سترسلها وان كانت ستشارك في عمليات تدريب المقاتلين، لكن وجود اطار قانوني يمنح بريطانيا الاطار الذي يمكنها التحرك من خلاله خاصة ان القوات النظامية التابعة للحكومة السورية تقوم باستخدام اسلحة ثقيلة وصواريخ سكود ضد الاحياء المدنية في حلب. وتتفق الاجراءات الاوروبية مع اهداف جون كيري الذي يشير حديثه الى ان الاسد بات خارج اللعبة والذي لم يعد صالحا لان يكون صوت شعبه مما يقتضي تسريع عملية الانتقال السياسي من جهة وانهاء القتال من جهة اخرى. وهذا يقتضي بالضرورة من الاسد الاقتناع انه لن يكون ابدا جزءا من اية تسوية في المستقبل وما عليه الا ان يتوصل لصفقة ويخرج او يواجه الموت. ولكن وحتى تتحقق هذه الاستراتيجية يجب اولا تركيز الجهود على منع جبهة النصرة والجماعات الاخرى لملء الفراغ والسيطرة على المؤسسات الشرعية للدولة.

الخوف على السلاح التقليدي

ومن هنا حذر تقرير في صحيفة ‘التايمز’ من خطر وقوع الاسلحة التقليدية التي يملكها النظام في ايدي الجماعات الموالية للقاعدة.

وقالت ان اهتمام الولايات المتحدة وبريطانيا في حماية الاسلحة الكيماوية التي بحوزة النظام يجعلهما لا تركزان على خطر اخر وهو نهب مخازن الاسلحة التي يملكها الجيش السوري حالة انهيار النظام. وتذكر بما حدث في ليبيا عندما ترك الجيش الليبي الكثير من مخازن السلاح دون حماية، حيث ذهبت كميات منها للسوق السوداء بعد نهبها او للمقاتلين الاسلاميين الذين استخدموها لاحقا في مالي. ونقلت الصحيفة تحذيرات بريغادير اسرائيلي سابق من خطر وقوع السلاح السوري المتقدم بدرجات على ما كانت تملكه ليبيا في عهد العقيد معمر القذافي، وتساءل مايكل هيزتزوغ قائلا ‘هناك كميات كبيرة من السلاح التقليدي في سوريه، فمن سيسيطر عليه عندما يسقط الاسد؟’.

وتحدث هيرتزوع عن الموقف الاسرائيلي الذي يقول انه يركز على السلاح التقليدي السوري وكيفية منع وقوعه في ايدي الجماعات الاسلامية مشيرا الى انه ‘في الوقت الذي يركز فيه المجتمع الدولي – وفي مقدمته الولايات المتحدة وبريطانيا – والدول الاقليمية يضعون خططا طارئة لحماية الترسانة الكيماوية، فعلى ما يبدو انهم غير مهتمين بوضع خطط طارئة لحماية السلاح التقليدي ومنع وقوعه في الايدي الخطأ، واسرائيل تركز بشكل كبير على هذا التحدي’.

ووجه الاهتمام الاسرائيلي هو الخوف من حصول حزب الله المدعوم من ايران على صواريخ سكود والصواريخ طويلة المدى التي تملكها سورية، ولهذا زادت من عملية المراقبة لتحركات السلاح السوري. وفي شهر كانون الثاني (يناير) الماضي قام الطيران الاسرائيلي بغارة على سورية دمر فيها قافلة شاحنات يعتقد انها كانت محملة بصواريخ مضادة للطائرات في طريقها للحدود مع لبنان.

وتشير الصحيفة الى ان بريطانيا واعية لمخاطر وقوع عشرات الالاف من الصواريخ بيد الجماعات الخطأ، لكن التصدي لهذه المشكلة يقتضي عملية كبيرة. فيما تعترف الولايات المتحدة بصعوبة منع ان لم يكن استحالة وقوع هذه الاسلحة بايدي الجماعات الارهابية. ونقلت عن مسؤول امريكي قوله ان هناك قلقا كبيرا من خطر انتشار الاسلحة التقليدية من داخل سورية.

مقاتلون معارضون يسيطرون على الجامع الاموي في حلب بعد انسحاب قوات النظام.. وقتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في حمص

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: قتل شخص واصيب اخرون الخميس في انفجار سيارة مفخخة في احد احياء مدينة حمص (وسط)، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

وقالت الوكالة ‘فجر إرهابيون اليوم (امس) سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في حي عكرمة الجديد ما أدى إلى استشهاد مواطن وجرح 24 آخرين وإلحاق أضرار مادية كبيرة في المنازل والسيارات بالمكان’.

واشارت الوكالة الى ان ‘التفجير الإرهابي وقع قرب مجمع صحارى ومدرسة غالية فرحات في حي عكرمة السكني الذي يحتوي سوقا شعبية’.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان نبأ الانفجار، مشيرا الى انه وقع ‘بالقرب من مسبح تشرين في حي عكرمة’ الخاضع للسيطرة الحكومية.

وشهدت مناطق عدة من البلاد وبخاصة العاصمة السورية عددا من التفجيرات كان اخرها عندما فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة في وسط دمشق بالقرب من مقر حزب البعث الحاكم ما اسفر عن مقتل 61 شخصا اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد، في اكثر التفجيرات دموية في العاصمة منذ بداية النزاع في البلاد قبل حوالى سنتين.

وتنسب العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة اجمالا الى المجموعات الاسلامية المتشددة، لا سيما جبهة النصرة.

الى ذلك سيطر مقاتلون معارضون الخميس على الجامع الاموي الكبير في مدينة حلب في شمال سوريةبعد انسحاب القوات النظامية منه اثر اشتباكات مستمرة منذ ايام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ‘سيطر مقاتلون من الكتائب المقاتلة على الجامع الاموي في مدينة حلب بعد اشتباكات مع القوات النظامية التي انسحبت من الجامع فجر امس وتمركزت في مبان مجاورة’.

واشار الى ‘معلومات عن احتراق متحف الجامع الاموي وسقوط سقف’ هذا المتحف الذي تبلغ مساحته نحو 110 امتار مربعة، من دون تحديد مصير محتوياته او ماهيتها.

وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة في جوار الجامع الواقع في المدينة القديمة وسط حلب، منها ‘المناطق المحيطة بساحة السبع بحرات ومديرية الاوقاف والقصر العدلي الذي يحاول مقاتلون من الكتائب المقاتلة التقدم نحوه من اجل السيطرة عليه منذ ايام عدة’.

ويسعى المقاتلون الى السيطرة على القصر العدلي ‘لقطع الامدادات العسكرية للقوات النظامية المتمركزة في قلعة حلب’، بحسب عبد الرحمن.

وكان المقاتلون تمكنوا الثلاثاء من اقتحام الجامع واشتبكوا مع القوات النظامية الموجودة في حرمه، والتي كانت استعادت في 14 تشرين الاول (اكتوبر) السيطرة على المسجد التاريخي المصاب باضرار بالغة جراء المعارك.

وبقيت مدينة حلب، كبرى مدن الشمال السوري، في منأى عن النزاع السوري المستمر منذ نحو عامين، لكنها تشهد منذ تموز (يوليو) الماضي معارك يومية.

ويتقاسم طرفا النزاع السيطرة على احياء في المدينة التي كانت تعتبر العاصمة الاقتصادية لسورية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 180سورية سقطوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في أنحاء متفرقة من البلاد.

وذكر المرصد، في بيان وصل إلى وكالة الأنباء الألمانية الخميس، أن من بين قتلى الاربعاء 119 شخصا من المدنيين.

وقال المرصد إن معظم هولاء قتلوا خلال اشتباكات مع قوات النظام السوري في محافظات دمشق وريفها وحلب ودرعا وحمص وإدلب ودير الزور وحماة.

وأضاف المرصد أن مالايقل عن 41 من القوات النظامية قتلوا إثر تفجير عبوات ناسفة في آليات ورصاص قناصة واشتباكات في عدة محافظات سورية.

وذكر أن 11 مقاتلا مجهول الهوية قتلوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية وقصف على محافظتي ادلب وحماة بينما لقي مقاتلان من جبهة النصرة حتفهما اثر اشتباكات مع مسلحين بمحافظة الحسكة.

وأوضح المرصد أن ستة مقاتلين مجهولي الهوية من جبهة النصرة قتلوا اثر اشتباكات مع موالين للنظام قرب مطار ابو الظهور العسكري الواقع في إدلب.

سوريا | الغرب يفاوض بالنار

«تسليح غير فتّاك» لإحداث انجاز ميداني واستثماره سياسياً… والاتصالات الدولية مستمرة لبحث صيغة للحلّ

معالم التوجه السياسي الغربي تجاه سوريا بدأت تتضح: الاتصالات السياسية مستمرة، لكن وفق معطيات مختلفة قوامها ضخ تسليح «غير فتاك» لمقاتلي المعارضة، يساعد في إحداث تغييرات على أرض المعارك، تقوي الموقف التفاوضي للمعارضة وداعميها

رغم «خيبة أمل» ممثلي المعارضة السورية في احجام الغرب عن تقديم أسلحة «نوعية» لمقاتليهم، تتجه الأطراف المناوئة لدمشق إلى احداث تعديل في الوقائع الميدانية لأجل استثمار ذلك في المفاوضات الجارية. الغرب يريد حلاً للأزمة لكن على طريقته وبشروطه، لذا من المتوقع تصاعد في الوضع الميداني أملاً بانجاز ما يزيد من أوراقه على طاولة المفاوضات. وتأتي شحنات الأسلحة الجديدة والدعم «غير الفتاك» واعلان الاتحاد الأوروبي عن تعديله لقرار منع توريد السلاح إلى سوريا في هذا الإطار. في موازاة ذلك، لم تتوقف الاتصالات الأميركية ــ الروسية ــ الإيرانية ــ التركية للبحث حول صيغة حلّ للأزمة السورية. في وقت ترى دمشق أنّ الدفع الحالي نحو تطوير أداء المعارضة المسلحة يأتي ضمن سياق طلب قطري ــ تركي للغرب، لفرصة أخيرة بانتظار «المعركة الكبرى» التي من المنتظر أن تعيد ترجيح الكفة لمحورها. أما موسكو وطهران، المتابعان للأوضاع الميدانية عن كثب، فهما يواصلان دعم دمشق بكافة الأشكال المتاحة.

وأعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، تعديله لقرار منع توريد السلاح إلى سوريا، بحيث يسمح بتوريد عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة، وتقديم مساعدة فنية لمسلحي المعارضة السورية، على أن توجه لحماية المدنيين. وتبنّى هذا القرار، أمس، مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى السفراء، الذين قرروا، أيضاً، تمديد الحظر المفروض عموماً على توريد السلاح إلى سوريا حتى 1 حزيران المقبل.

في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ مسؤولين في الإدارة الأميركية أكدوا أن واشنطن عزّزت بصورة كبيرة دعمها للمعارضة السورية، وذلك بالمساعدة على تدريب مقاتلين منها في «قاعدة بالمنطقة»، كما أنها عرضت للمرة الأولى تقديم مساعدة ومعدات «غير قاتلة». ونقلت الصحيفة عن المسؤولين القول إنّ مهمة التدريب الجارية حالياً، تمثّل أعمق تدخل أميركي في الصراع السوري، رغم أن حجم ونطاق المهمة لم يتضحا.

وفي روما، أمس، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إنّ بلاده تعتزم تقديم مساعدات غير فتاكة للمعارضة المسلحة، تشمل إمدادات غذائية. ولفت إلى أنّ واشنطن ستقدّم للائتلاف المعارض أكثر من 60 مليون دولار إضافية لمساعدته على إقرار الأمن. وتابع: «لا يمكن للأسد أن يخرج من هذا الوضع بينما يواصل الحلّ العسكري. فخيارنا هو الحلّ السياسي الذي جسّده بيان جنيف، وقد أيّدته روسيا أيضاً، وهذا يجب أن يشمل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة». وأردف: «إن الولايات المتحدة وجميع الدول تعتقد أن الائتلاف السوري يمكنه أن يقود المرحلة الانتقالية، ولكن لا يمكن أن يفعل ذلك بمفرده، وإنما يحتاج لدعمنا».

وفي البيان الختامي لاجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا»، تعهدت الدول المشاركة بتقديم المزيد من الدعم السياسي والمادي للائتلاف. كما دعا البيان إلى «وقف فوري لإمدادات الأسلحة التي لا تتوقف على دمشق من جانب دول ثالثة». وقال إنّه «يجب على سوريا أن توقف على الفور القصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان»، والتي وصفتها بأنها جرائم ضد الإنسانية.

في موازاة ذلك، دعا رئيس «الائتلاف»، أحمد معاذ الخطيب، المؤتمر إلى «الزام» النظام السوري بـ«ايجاد ممرات إغاثية آمنة تحت الفصل السابع»، لمساعدة الشعب السوري. وطالب، في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير جون كيري، «باعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن أنفسهم». وأضاف «هناك قرار دولي أو إشارات دولية بعدم تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية، إذا كنتم تريدون هذا، أوقفوا امداد النظام بأسلحة نوعية لا تزال تأتيه حتى اليوم تحت اسم صفقات قديمة».

وفي إشارة إلى الاسلاميين المسلحين، قال الخطيب «معظم اخوتنا الذين يقاتلون في الداخل مسالمون اضطروا إلى حمل السلاح. هناك البعض ممن يحملون أفكاراً خاصة غريبة عن مجتمعنا. نحن ننبذ هذه الأمور بكل صراحة ونحن ضد كل فكر تكفيري». وجدّد الخطيب التوجه إلى الرئيس بشار الأسد «من هذا المنبر وربما للمرة الأخيرة»، أؤكد أن الدعوة إلى التفاوض التي كان تقدم بها في نهاية كانون الثاني يجب أن تحصل من «ضمن المحددات التي وضعها الائتلاف في جلسته الأخيرة، والتي تتضمن صراحة رحيل النظام، وتفكيك الأجهزة القمعية التي تحكم البلد». كما اعتبر الخطيب وحدة سوريا «خطاً أحمر، ولن نرضى بتقسيم سوريا وسنقاتل من أجل هذا الأمر».

إلى ذلك، أرجأ «الائتلاف» مؤتمره الذي كان مقرراً اليوم في اسطنبول لاختيار «رئيس حكومة»، إلى موعد غير محدد، بحسب ما ذكر عضو «الائتلاف» سمير نشار. وأضاف «أعتقد أن أمراً ما حصل في روما. لا يمكنني أن أقول إن هذه معلومات لكن هذا تحليلي، وخصوصاً أن رئاسة الائتلاف اتخذت قرار الارجاء خلال وجودها في روما». ورجّح أن يكون هذا السبب «محاولة أميركية روسية لفتح حوار بين النظام والائتلاف، وهذا ستنتج منه حكومة انتقالية. الأمر الذي يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة موقتة».

من ناحية أخرى، قال المبعوث الدولي والعربي، الأخضر الإبراهيمي، إنّ الدائرة المحيطة بالرئيس بشار الأسد توحي له بأن بلاده ضحية لمؤامرة كبيرة يقودها إرهابيون. وأضاف أنّ الأمل في حلّ الأزمة موجود لدى روسيا والولايات المتحدة. ورأى «إذا اتفقت روسيا والولايات المتحدة اتفاقاً حقيقياً (فسوف) يسهل الوصول إلى قرار دولي، لكن لقاءات سابقة بين وزيري خارجية الدولتين ومساعديهما كانت مخيبة للآمال».

من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، خلال لقائه الرئيس الهندي براناب موكرجي في نيودلهي، تطابق وجهات نظر البلدين باعتماد أسلوب الحوار لحلّ الأزمة السورية، وليس من خلال الحل العسكري واستخدام القوة. ورأى لاريجاني أنّ إيران تؤمن بتعزيز الديمقراطية في سوريا خلافاً لادعاء الغربيين بأنهم قلقون عليها في سوريا.

ميدانياً، لقيَ شخص مصرعه وأصيب العشرات في تفجير سيارة مفخخة في حمص. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر مسؤول قوله إن «التفجير الإرهابي وقع قرب مجمع صحارى في حيّ عكرمة السكني الذي يحتوي سوقاً شعبية، ما أسفر عن استشهاد مواطن وجرح 24 آخرين».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)

تل أبيض في قبضة «النصرة» و«الهيئة الشرعية»

يوسف شيخو

تل أبيض | وقفت تطلب حليباً لطفلها في أحد مراكز النازحين بمدينة تل أبيض السورية. المادة مفقودة، جاوبها مسؤول توزيع المواد الإغاثية، وإذا بالنازحة «الادلبية» تشرع في الصراخ وسط جمع من النازحين؛ لتبدأ بتهديد موظفي الإغاثة باللجوء إلى «الهيئة الشرعية»، وإقامة دعوة ضدهم عبر هذا «المولود القضائي» الجديد.

لم يعد خافياً أنّ «الهيئة الشرعية»، التابعة لبعض فصائل المعارضة المسلحة، باتت تقضي بين الناس في أكثر من منطقة سورية «محررة»، وهي الجهة الوحيدة التي يحق لها «محاسبة المذنبين». ويبدو أنّ سكان تل أبيض، التابعة لمحافظة الرقة، اعتادوا سماع «الدعاوى والمحاكمات»، التي تشرف عليها الهيئة.

يقول العقيد الركن المنشق حسين كلش، نائب رئيس «المجلس العسكري» في الرقة، إنّ الهيئة هي المؤسسة المعتمدة للحكم بين الناس. تصريح كلش لـ «الأخبار»، يؤكد سير المجلس التابع لـ«الجيش الحر» نحو تطبيق «الشريعة الإسلامية» في المدينة. الناشط معن الخضر، الذي اعتقلته «جبهة النصرة» في تل أبيض أخيراً، هُدد بالمثول أمام «الهيئة الشرعية»، بعد تلقيه «ضربة بالسيف من أمير الجبهة».

أمام مخفر تل أبيض القديم، الذي تتخذه «جبهة النصرة» مقراً لها، تركن حافلة نقل كبيرة تابعة لشركة «القدموس» للنقل، يبدو أن الجبهة صادرتها. وفي الفناء يلاحظ وجود مدرج مكوّن من نحو200 جرة غاز، تحيط به نحو10 سيارات عسكرية. يحرس المخفر مسلحون يرتدون ثياباً سوداء (زي أفغاني)، غالبيتهم من المراهقين، كان يرافقهم طفل لم يتجاوز العشر سنوات؛ وهو يداعب مسدساً حربياً بين يديه. بعد التحقيق من قبل أكثر من طرف، خلال نصف ساعة من الانتظار، خرج «الأمير»، فيصل بللو، من مكتبه؛ ليشير إلى سيجارة كانت بيد أحد المواطنين، قائلاً: «ألا تعلم أن التدخين حرام». بللو أخبر «الأخبار»، صراحة، بأنّ الجبهة «تجاهد» في سوريا لبناء «دولة إسلامية، يكون دستورها القرآن»، وذلك بهدف «رفع الظلم عن الناس» والاحتكام إلى الشريعة. ويضيف مستدركاً: «لكن، لغير المسلمين، كالمسيحيين، حريتهم الشخصية في سوريا الإسلامية». غير أنّ ما يخطّط له بهدف «تأسيس دولة علمانية» يعدّ مرفوضاً من قبل الجبهة. ويؤكد بللو أن جميع كتائب تل أبيض متفقة على تطبيق الشريعة الإسلامية في سوريا، عبر «الهيئة الشرعية»، من دون أن يخفي استعداد الجبهة لمواجهة أي طرف مسلح، قد يقف عائقاً أمام تحقيقهم هدفهم.

في20 شباط، تناقلت وسائل إعلام محلية وعربية خبراً يفيد بسقوط صاروخ «سكود» مصدره قوات النظام السوري، بالقرب من منطقة تل أبيض. الخبر «عارٍ من الصحة» وفق مصادر من كتائب «الجيش الحر» المسيطرة على المدينة. المصادر أفادت بأنّ «تل أبيض هادئة نسبياً، والمعارك الحقيقية تقع في محيط مدينة الرقة، ونحن نعدّ تل أبيض مركزاً حيوياً لإمداد كتائبنا هناك».

أمير «النصرة» ينكر تلقيهم دعماً عسكرياً من الخارج، ويشدّد على أن «الله هو الذي يدعمهم»، ذلك إلى جانب «الغنائم» التي حصلوا عليها من النظام. كما ينفي ارتباط الجبهة بأي منظمات إسلامية خارج سوريا. العقيد كلش، الذي يكرر النفي المتعلق بتلقي الدعم العسكري الخارجي، يوضح أنّه ما من تواصل مع «جبهة النصرة»، لكن هذا لا يعني أن «هناك مشاكل أو خلافاً بين الطرفين». يأتي ذلك بعد أيام على اغتيال رئيس المكتب الشرعي في الرقة، إسماعيل الكجوان، داخل مدينة تل أبيض، من قبل جهة مجهولة، لم تعرف حتى اللحظة، على حد تعبير أحد المصادر في تل أبيض. زعيما الجبهة والمجلس اعترفا بوجود مقاتلين من دول عربية، يحاربون تحت رايات الكتائب الموجودة في المنطقة. وعلى ما يؤكد الأهالي، فإنّ تل أبيض «تحررت» في أيلول الفائت، بأيدي مقاتلين من كتائب سورية قدمت عبر الأراضي التركية من مناطق أخرى، كحلب وحمص وادلب، يرافقهم مقاتلون عرب. واللافت أنّ العنصر العربي هو المسلح الوحيد في المدينة، التي يسكنها نحو 50 بالمئة من المواطنين الأكراد. وبناء على اتفاق مسبق، تقام حواجز وحدات الحماية الشعبية الكردية (YPG) على بعد40 كلم غربي المدينة.

وتعدّ تل أبيض، التي يقدر عدد سكانها بنحو 35 ألف نسمة، بوابة حدودية مع تركيا. ويسيطر «الجيش الحر» على معبرها الحدودي، الذي يشهد نشاطاً تجارياً كبيراً. ويلاحظ زوار المدينة السورية «فوضى عسكرية» ولّدها الانتشار الكبير للمسلحين غير المنظمين، يرافق ذلك تزايد حالات السرقة وما يصفه السكان بالسطو و«التشليح» على الطرقات المؤدية إلى تل أبيض. في السياق، يروي العقيد كلش «أنهم على علم بهذه الحوادث»، مؤكداً تسييرهم دوريات لملاحقة المجموعات والعصابات. غير أنّ المجلس لم يحرك ساكناً حيال «حادثة الصوامع»، إذ تقول مصادر «الأخبار»، إنّ الكتائب أفرغت أخيراً، صوامع المدينة، لتبيع قمحها في تركيا، بنحو800 مليون ليرة سورية (حوالى 9 ملايين دولار).

بوتين لهولاند: الحلّ بالفودكا

سوريا بند أساسي على طاولة بحث زعماء العالم. أضحى هذا الملف ـــ الأزمة محور الحراك الدبلوماسي العالمي، حيث غطّى أمس، على معظم لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند. أزمة سوريا لا تحلّ «بنبيذ جيد» بل «بزجاجة فودكا». مازح القيصر الروسي ضيفه، بعدما أضحت موسكو محجّة رئيسية لأي تسوية ممكنة.

وأكد بوتين أنّه جرت مناقشات حامية مع نظيره الفرنسي خلال بحث الملف السوري. وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال: «أعتقد أنّ السيد الرئيس وافق على بعض ما طرحناه من آراء، وأعتقد أن من واجبنا الإصغاء إلى رأي شركائنا حول بعض جوانب هذه القضية الصعبة»، كما أضاف إنّه في سياق المباحثات، صاغ الرئيس الفرنسي اقتراحات جديدة حول تسوية الأزمة السورية. وأعتقد «أنّ من الممكن مناقشتها مع جميع الشركاء ومحاولة تحقيقها». ورأى أنّه «لا يجوز السماح بأن تستغل الزمر المتطرفة والارهابيون الدوليون المأساة السورية لتحقيق أهدافهم». وأعاد بوتين إلى الأذهان موقف روسيا الداعم «في كل مكان الحكومة الشرعية، ومكافحة في كل مكان المتطرفين والارهابيين». لذا «وقفنا إلى جانب فرنسا في

مالي».

من جهته، قال هولاند إنّ فرنسا وروسيا تعملان في مسارين متوازيين في مجال تسوية الآزمة السورية، ومن الصعب الجمع بين هذين المسارين، «لكن يمكن أن نؤكد حدوث تقدم ملموس. فهدفنا واحد وهو محاربة الارهاب، وتجنب تفكك البلاد. بالرغم من أننا ننظر بصورة متباينة إلى كيفية بلوغ هدف الحوار السياسي». وأضاف أنّ باريس «تعتقد أنّ التسوية في سوريا مستحيلة في سياق التعاون مع الرئيس الحالي بشار الأسد»، لكنه أعترف بأن «هناك بعض الأطراف الأخرى التي تعدّه ممثل الشعب السوري، الذي يمكن أن يبدأ الحوار معه». ودعا «إلى مواصلة الحوار السياسي دون تضييع الوقت». وقال، أيضاً، «إن مسؤوليتي تكمن في ايجاد مخرج سياسي من هذه الأزمة. وهذا بالذات ما سعينا إلى تحقيقه مع الرئيس بوتين، وسنسعى إلى تطبيق ذلك في أقرب وقت».

من جهة أخرى، أشار الرئيسان إلى أنهما بحثا مسألة الملف النووي الإيراني. وقال هولاند إن «تحليلنا واحد لقضية عدم الانتشار النووي وخاصة إيران. يجب بذل كل الجهود لاقناع إيران بالتخلي بلا شروط عن امتلاك السلاح النووي». وأضاف «إذا حدث تقدم فسنسجله، لكن حالياً نلاحظ أن المفاوضات لم تتح بعد، رغم العقوبات، التوصل إلى تسوية».

في سياق آخر، ورداً على سؤال بشأن وضع حقوق الانسان في روسيا، أكد الرئيس الفرنسي أنه «ليس لي أن أحكم أو أقوّم، لكن أن ألاحظ فقط. وعندما تكون هناك أوجه قصور أفعل. أفعل ذلك لكي تجري تسوية الأمر لا لمجرد التشهير به».

أما بوتين، فقد أكّد أنّ روسيا حدّدت خيارها لمصلحة إقرار الديمقراطية واحترام حقوق الانسان «وسوف تتمسك بهذا الخيار». ولفت إلى أنّ العام الماضي تميّز بالنسبة إلى روسيا بإجراء اثنتين من الفاعليات الانتخابية الكبيرة، وقال: «يحدث عادة في كل بلد في إطار مثل هذه الاستحقاقات الانتخابية الكبيرة تصعيد في الصراع السياسي، وتظهر شكاوى متبادلة عادة ما تكون مصحوبة بتوجيه دعوات إلى أطراف ثالثة لدعم هذه القوى أو تلك، ودائماً ما يدور الحديث في ظروف كهذه عن انتهاكات وخروق». وتابع قائلاً: «أنا لا أرى أنّنا واجهنا صعوبات مع حقوق الانسان عام 2012».

في موازاة ذلك، أعلن بوتين أن الدولتين ستطلقان في إطار برنامج «سويوز» الفضائي المشترك 6 اقمار صناعية في النصف الثاني من العام الحالي، كما أشار إلى أن روسيا وفرنسا تنفذان، في الوقت الحالي، مشاريع كبيرة، من بينها مشروعا «السيل الجنوبي» و«السيل الشمالي» لنقل النفط، وصناعة طائرات «سوخوي سوبرجت 100». وجرى في ختام المباحثات توقيع أكثر من 10 وثائق ثنائية حول التعاون في مختلف المجالات.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)

متاريس مذهبية بين مُعسكري الـ«نحن» والـ«هم»

رضوان مرتضى

بحر أخضر. مساحات خضراء لم يسبق أن رأيتها إلا في إعلانات الزُّبدة الشهيرة «حيث يُدلَّل البقر». حتى الغربان، هنا، لطيفة. في ريف حمص وحوض العاصي، لا يُعكّر جمال الطبيعة إلا الخوف القادم من الشرق. رائحة بارود القذائف تكمن في الذاكرة، فتستعيدها بمجرد سماع «دبّة» ما. عائلة شهيد تتقبل التعازي بـ«بطلها» الذي قضى دفاعاً عن القرية. حزن الفقد يختلط بالفخر، فتُطل بينهما امرأة ترفع رشاشاً حربياً طالبة تصويرها: «نساؤنا أيضاً مستعدات للشهادة دفاعاً عن أرضنا». هنا السلاح أكثر ضرورة من الخبز. أهلاً بك في قرى خط التماس الفاصل بين مؤيدي النظام السوري وجيشه، وبين مسلّحي المعارضة السورية. قرى الحمّام والصفصافة وزيتا والفاروقية والسكمانية وحاويك والعقربية وناعم ودبين والغسانية تؤلف المعسكر الأول، يقابله معسكر القرى الجارة التي باتت عدوّاً كأبو حوري والخالدية والنهرية وسقرجة والبرهانية والقصير. في المعسكر نفسه، تنضوي قرى شرق حوض العاصي كجوسية وجسر الدف والنزارية والعاطفية. هنا شريطٌ شيعي ــــ علوي ــــ مرشدي، مُطعّم بجيوبٍ سُنّية، تقابله قرى صافية سُنّياً. تتنازعهما قصص فظاعات لا تخلو من لوثة مذهبية يرويها أناسٌ شهدوها عن قرب. جارٌ يقتل جاره وآخر يُذبح ويُنكّل بجثّته لا لذنبٍ سوى أنه يحمل عقيدة مختلفة. هنا يُحكى عن تدخل عناصر من «حزب الله» لحماية الشيعة والأقليات في مقابل «مدٍّ سلفي يُمعن تقتيلاً في مخالفيه».

«هم بدأونا العداوة». عبارة تُلخّص لسان حال أنصار المعسكرين. كُلٌّ يُلقي باللائمة على الآخر ويتّهمه بأنه كان البادئ بالاعتداء، لكن تفصل بينهما وقائع موثّقة عن عمليات خطف وتصفية على الهوية طاولت الأقليات. إزاء ذلك، تتمترس القرى على النحو الآتي: قرية الحمّام الشيعية على تماس مع قريتي أبو حوري والخالدية السُّنيتين، فيما الفاروقية تقابلها الخالدية. أما الصفصافة، فتماسها بلدة النهرية. فيما يقابل السقمانية كل من سقرجة والبرهانية، وتتقاسم زيتا الحدود الباقية في مواجهة سقرجة. تفصل بين هذه القرى بساتين شاسعة مشكّلة خطوط تماس ترتفع على أطرافها وفي وسطها سواتر ترابية وخنادق تقع تحت رحمة عين قنّاص من كلا الطرفين. هكذا يكون الحال في السلم. أما عند المواجهة، فتضيع الحدود مع اشتداد وطيس المعركة. أما السلاح، فيبدأ برشاشات الكلاشنيكوف المصطلح على تسميتها بـ«الروسية»، إضافة إلى البي كي سي وقواذف الآربي جي ومدافع الـ«ب ١٠»، فضلاً عن مدافع الهاون. فيما الدراجة النارية هي الوسيلة الفضلى للتنقل بسرعة في الأراضي الزراعية. تسود هُدنة غير معلنة تتخللها مناوشات متقطعة. وسط خطوط التماس المستحدثة، تبرز قرية الغسانية التي يُعدّ وضعها الأكثر سوءاً بين باقي القرى لجهة الحصار المفروض عليها؛ إذ يُحاصرها مسلّحو المعارضة السورية من جهات ثلاث، فلا تتنفس إلا من طريق بحيرة قطين.

تنقسم المجموعات المقاتلة في كلا المعسكرين. يبدو لافتاً وجود مسلّحين صغار السن لا تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة، ينخرطون في القتال ضمن صفوف المجموعات المقاتلة، سواء تلك المؤيدة للنظام أو المناوئة له. وإذ تتولى لجان أحياء شعبية من أهالي القرى، إضافة إلى قوات الدفاع الوطني، حماية قرى المعسكر الموالي بالتعاون مع القوات السورية، تبرز كتائب مقاتلة ذات ميول إسلامية في منطقة القصير. تتمدد هذه الكتائب في القرى السنية المحيطة، ويقدّر عددها بـ 25 كتيبة نشأت بعد تفكك «كتيبة الفاروق» السلفية إثر خلافات داخلية. أما الأكثر نشاطاً بينها فهي كتائب «البراء» و«الوادي» و«مغاوير الفاروق». وتؤكد مصادر قريبة من النظام أن هناك نشاطاً ملحوظاً لـ«جبهة النصرة» في المنطقة. كتيبة «البراء»، التي يتولى إمرتها «أبو رياض»، هي التي شنّت الهجوم الأخير الذي وُزعت صوره على الإعلام واتهم حزب الله بالمشاركة طرفاً فيه. وتنشط كتيبة «الوادي»، التي يقودها عبد السلام حربا المعروف بـ«أبو علي السوري»، في مناطق القصير، وهي ذات ميول إسلامية متشددة ومعظم مقاتليها لبنانيون وفلسطينيون. ويُتّهم «أبو علي السوري» بأنه قاد حملة تهجير الشيعة والمسيحيين السوريين من حمص والقصير، ومسيحيي ربلة، ليعزز الفرز الديموغرافي والجغرافي. وقد ورد اسم الأخير على لسان السفير البابوي في روما بصفته من تولى إحراق منازل المسيحيين وطردهم من قراهم.

وفي إطار الاستراتيجيا، يعتمد المقاتلون على قاعدة خلفية تُشكّل خزاناً طائفياً داعماً. وفيما يطمئن النظام السوري إلى ظهرٍ شيعي على طول الحدود مع الهرمل، ترتاح كتائب القصير إلى خلفية القرى السنية في الشريط الحدودي الممتد بين وادي خالد وجوسية وعرسال ومشاريع القاع، وتأخذ منها سُبل استمرارها، فتكون تارة ملجأً للفارين من جحيم الاشتباكات، وتارة أخرى تساهم في المدد اللوجستي والبشري.

تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام ضجّت أخيراً بخبر مقتل ثلاثة عناصر من حزب الله في ريف القصير. ترافق ذلك مع عرض مقطع فيديو يُظهر مسلّحين من كتائب إسلامية خلال اشتباكات مع جهة مقابلة قالوا إن عناصرها من الحزب اللبناني. ولهذه الرواية الإعلامية التي تبنّتها المعارضة السورية وجهان على أرض الواقع؛ إذ يؤكّد أهالي منطقة الحمّام التي شهدت الاشتباكات الأخيرة صدّهم هجوماً من منطقة أبو حوري شنّه عشرات المسلّحين. ويشير هؤلاء إلى أن الهجوم لم يكن الأول، وأن أكثر من محاولة جرت لاقتحام القرية جرى إفشالها. في المقابل، يتهم القيادي في المعارضة السورية المسلّحة في منطقة القصير، «أبو راتب»، حزب الله بـ«خرق المعادلة هذه المرة». وإذ يعترف بمحاولات عدة لاقتحام هذه القرى بذريعة أنها موالية للنظام، يؤكد أن «ثلاثة عناصر من الحزب سقطوا في كمين بعدما تسللوا إلى قرية البرهانية الواقعة تحت سيطرتنا بغرض الاستطلاع».

ريف حُمص من القصر إلى البحيرة: «جنود الله» يحاصــرون مَن تبَقّى

تخسر القصير 3 ملايين ليرة سوريّة يومياً حسب تقديرات المتابعين جراء مقاطعتها أهالي الهرمل

أحمد محسن

لا يمكن أن يكون الجرد جرداً أكثر من ذلك: صلفاً، جذاباً، ومتروكاً للجبال العملاقة. تقود الطريق إلى القصر، آخر القرى اللبنانيّة رسميّاً على الخريطة، قبل الوصول إلى الأراضي السوريّة. لا فارق كبيراً بين الهرمل والقصر إلا نفحة المدينيّة في مدينة القضاء الناتجة من زحمة طفيفة. في القصر، الشوارع بأسماء الشهداء الذين سقطوا أثناء قتال الإسرائيليين: يوسف قطايا وعلي الصميلي وعبدو فهدا. ذكريات لم تُقتل بعد. المنطقة طبيعيّة ولا يشعر المتجول فيها بوجود حدود تنتهي في آخر القرية. الحكايات تبدأ هناك، بعد حاجز «الهجّانة» الأول.

الحوض اللبناني في سوريا

نتحدث عن 40 ألف لبناني خلف الحدود، تحديداً بعد حاجز القصر ـــ زيتا الأول. تراجع العدد إلى ثلاثين ألفاً بعد موجات التهجير المتلاحقة، وهؤلاء يقيمون الآن في تلك البيوت الضيعاويّة منذ زمن سحيق أكثر من اللزوم. يزرعون الأراضي ويربون الإوزّ والأبقار والماعز. هم، بشكلٍ عام، مسالمون الى حدّ الملل. زيتا أكبر قراهم في «الحوض اللبناني» من العاصي. والتسمية (حوض العاصي) مستخدمة تاريخيّاً لوصف القرى المحاذية للنهر الأسطوري الذي يتباهى أهله بضفافه. لا يفقه هؤلاء «الاستراتيجيّات الكبرى»، وليس بينهم راديكالي إلا في الموروث الجبلي العام. مزارعون تقليديّون، وكأن النعت الأخير محاك على مقاسهم. تدل البلدة القديمة ببيوتها الطينيّة على وجودهم. مدينة أثريّة قديمة أسّسها جدودهم، عندما كان المسيحيّون يقيمون في قريّة وادي حنا القريبة. يقول العارفون إن في زيتا الآن بين 5 آلاف و10 آلاف ساكن. كانوا في الأصل أقل من نصف هذا العدد. النزوح إلى القرية ضاعف العدد. لكنها أرض رحبة لا يظهر عليها أي اكتظاظ. اعتادت النمط السوري في العيش والاقتصاد. الكهرباء لا تنقطع. مجانيّة. المازوت أرخص من لبنان بأربع مرات. قيمة ربطة الخبز 35 ليرة سوريّة، كيلو البندورة 100 ليرة سوريّة، كيلو اللحمة 400 ليرة سوريّة. أرقام غير موجودة في لبنان المكلف.

اليوم، تفوح رائحة الحرب بين البيوت، وتظهر الغربان على تقاطعات الطرقات المسيّجة بالأشجار التي لم تتعرّ، رغم أنه كان شتاء حاداً. كثافة الأشجار حضّت مقاتلين من المعارضة السوريّة على الجنة. نصبوا الكمائن وراحوا يغزون القرى. هوجمت القرية أكثر من مرة، فخطف أهلها وقتل منهم، على غرار السائد في سوريا. نذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر، موفق العباس، خضر جعفر، وبعدهما عبد الله الزين. طمر الغزاة مواطناً من آل مسرة تحت الثلج 3 أيام، لكنه نجا. يتحدث «السكان المحليون» عن مخطوفين وضحايا في قرى حوض العاصي بالمئات. في نيسان الماضي، وجدت القرية نفسها في مواجهة مع مقاتلي المعارضة، بعد ظهور «جبهة النصرة» في القرى المحيطة. ومذ ذاك صار الموت لغة المكان. في أيّار، بعد شهرٍ واحد، تدخلت الجهات الحزبيّة في المنطقة، وظهرت «اللجان الشعبيّة» التي تعدّ تسمية فضفاضة، كون مقاتليها يشكلون خليطاً من حزبيين (قوميين سوريين وبعثيين) وسكان محليين، هبّوا للدفاع عن أرضهم ضدّ «غزوات النصرة» وبطولات «كتيبة الفاروق».

«النصرة» على «التماس»

تلهث الطريق من القصر إلى زيتا. أرض واحدة تفصلها «القناة». ما الحدود بين لبنان وسوريا إلا لعنة قديمة تتجاوزها الديموغرافيا. نظراً الى مساحة زيتا الكبيرة، يتوزع السكان على نحو مريح، فلا يخرج اكتظاظ إلى العلن. تسرح المواشي التي لا تفقه في الحروب، وأحياناً تظهر طيور قليلة لتحتكر السماء، طيور تآلفت مع المدافع القريبة. الغربان بينها ليست الدليل إلى الموت، إنما شاهدة على غزوات الآخرين، الذين لم يسمعوا بالفيلسوف الفرنسي، جان بول سارتر، ورغم ذلك يهجمون استناداً إلى «قاعدة» واحدة: «الآخرون هم الجحيم». «قاعدة» تبدأ من الشيشان، تمرّ من العراق، ولا تنتهي في سوريا. نفوس سكان هذه القرى، غالباً، في الهرمل والقصر. وبلا لف ولا دوران، إنهم شيعة، وبينهم علويون ومرشديّون مسجّلون في عكار. لا يروق ذلك المهاجمين القادمين من القرى السوريّة. للمناسبة، حزب الله في القصر والهرمل هو حزب الله في بيروت والضاحية الجنوبيّة. وتالياً، هو نفسه إن وجد له مناصرون أو محازبون ولدوا وعاشوا لبنانيتهم في سوريا. ستسمع خطاب الحزب المعلن نفسه: لا يريد الحزب زاروباً مذهبيّاً يقاتل فيه، بعدما انحصر «مجد» قتال العدو الإسرائيلي فيه وحده.

ستسمع خطاباً متقدماً سيروق الأميركيين أنفسهم إن سمعوه: «11 أيلول لا يمتّ إلى الإسلام بصلة، إنه عار على المسلمين، وليس من ثقافتهم قتل الأبرياء». لا ينفي ذلك أن «صبغة» حزب الله الشيعيّة واضحة في القصر والهرمل، كذلك الأمر في القرى الشيعيّة شرق العاصي. ولكن في القصر 3 آلاف نازح سوري، بينهم نازحون من حماه وإدلب ومن خارج النسيج المذهبي للقرية. ربما تولت «جبهة النصرة» إدارة العمليّات الحربيّة على «خطوط التماس» لتواجه بيئة الحزب. انكفأت «كتيبة الفاروق» إلى القصير وريفه أخيراً لهذه الأسباب «اللوجستيّة»، هكذا يقولون في القصر التي اكتسبت اسمها قبل 300 عام لوجود قصر مهجور فيها، فيما تخسر القصير اليوم 3 ملايين ليرة سوريّة حسب تقديرات المتابعين جراء مقاطعتها أهالي الهرمل المشتاقين إلى حمص. وللمناسبة، ترزح القصير، بأسرها، تحت سيطرة المعارضة السوريّة. وفيها، سجن مكان بلديّة القصير، قناصون متجولون، حواجز ثابتة ومتحركة، ولجان محليّة تسيّر الأمور إذا سارت. لكن، في أماكن المواجهة، تصدت «جبهة النصرة» لإدارة الغزو. يعني أن الهرمل اللبنانية بعيدة ربع ساعة فقط عن «جبهة النصرة». أمتار معدودة. هذا ليس تخويفاً، بل إنها خريطة ملحوظة بالعين المجردة. في الأصل، نزح الجميع، شيعةً وسنةً، إلى ريف حمص، في الفترة التي نزحت فيها عائلات زعيتر ومدلج وخير الدين والهق والحاج حسن وحمادة إلى الهرمل والبقاع. نزوح قروسطي لا يمت إلى الحاضر الساذج بصلة. مهلاً، تعرفون هذه العائلات. إنها لبنانيّة. لبنانيّة أكثر من اللزوم لجهة الوقع الموسيقي. في هذه القرى، يقطن بعض السوريين. ولا أحد يميّز هناك، صارت الهويّة هي المذهب، هويّة متسلحة بمنهج تكفيري، يحدد علاقة الأقليّات بالنظام، ويحدد عداء التكفيريين أنفسهم لكل ما هو متحرك على غير صورتهم الدينيّة. وإذ نتحدث عن صورة مختلفة مذهبيّاً، نتجه صعوداً، إلى العقربيّة، معقل المرشديين والعلويين في ريف المدينة.

العقربيّة مقابل القصير

العقربيّة، ريف القصير. هناك، خلف أشجار السرو الراقصة للهواء، على بعد 200 متر متاحة بالعين العابرة فوق السهل كاسمه، يتمترس مقاتلو «جبهة النصرة». بدأنا بالمقلوب. من خط التماس المكشوف على جميع احتمالات الموت. «جبهة النصرة»، والبقيّة تأتي. أن ترى مقاتلاً من «جبهة النصرة» بالمنظار، شعور لا يعرفه إلا صاحبه. وفي قرى (العلويين والمرشديين) العقربيّة، القرنيّة، الناعم، ودبين، لا تبدو صورة «الجبهة التكفيريّة» مضخمة. لا نقول هنا إنهم مخلوقات من كوكب آخر، أو أن اللحى المرسلة إلى الأرض هي سبب تنميطهم على هذا النحو. إنهم رجال سبق لهم أن أعدموا العلويين في الحيدريّة. قتلوهم تحت صيحات «الله أكبر». وما زالت الأصداء مسموعة: الغسانيّة محاصرة، لا يمكن الوصول إليها براً، إذ يتمركز مقاتلو «الفاروق» و«النصرة» في القرى الحمصيّة القريبة: الرحمونيّة، الرضوانيّة، والشومريّة. يقصف الجيش السوري أحياناً هذه القرى، ما يخفف الضغط عنها، لكنه لا يلغي حصارها. نحن في حرب واضحة. يتنقل الغسانيّون بحراً عبر بحيرة قطينة ويصلون إلى «المناطق الآمنة». البحيرة لا تضحك وفيها مقذوفات قناصة «النصرة» المهرة.

كانت لهم سماء بعيدة في العقربيّة ولكنها تقترب. تطبق على قلوبهم، وتهطل منها قذائف بدلاً من المطر. آخر محاولة لاقتحامها كانت قبل أسبوع. 27% من النازحين فيها. القرية التي علّق مقاتلوها عقارب في صدورهم خلال «معركة قادش» قبل الميلاد بألف عام، فيها 180 أسرة لبنانيّة، و247 أسرة سوريّة. 18% من النازحين لبنانيون، جاؤوا من أبو حوري والحيدريّة، إضافة إلى عائلة كاملة من 400 فرد هجروا من الجواديّة التي نجت أكثر من مرة من التهجير بفضل «العقلاء في عرجون». سقطت عرجون في يد «النصرة»، فترك «الجواديّون» بيوتهم وأرضهم وهربوا إلى العقربيّة. تصلهم الآن مساعدات «طفيفة» من الصليب الأحمر السوري والهلال الأحمر السوري، فيما العالم لم يعترف بنزوحهم بعد. 1700 عائلة في القرية، يصل «التموين» السوري إليها من الطحين ما يكفي لإنتاج 900 ربطة خبز. يؤمّنون ربطات إضافية من طرطوس بسعر مضاعف للربطة (50 ليرة سوريّة)، ولكن يبقى جائعون كثر. ستجد في العقربيّة شباباً فقدوا مقاعدهم في جامعات حمص، وأولاداً ينامون في مقارّ بلديّة، بعدما امتلأت البيوت بالنازحين الأوائل. سوق العقربيّة تقليديّة، وفيها من الحياة ما لا يتوافر على خط التماس على تل السيح. في السوق صبايا بشعور طويلة ومجدّلة، وشباب يقودون دراجاتهم الناريّة بزهو. ناس يتابعون حياتهم رغم احتمالات القصف المفاجئ. يقولون هناك: «حالنا أفضل من ربلة المسيحيّة» التي فتك فيها القنص والقصف فتكاً. في قرية الناعم القريبة تجري الأمور على النحو نفسه. كتبوا «مبروك لعاشقات ريال مدريد» على جدار طاولته قذيفة، وفي دبين، بعد العقربيّة مباشرةً، تدب بحيرة قطينة في النهاية شيئاً من الحياة المفقودة في ريف حمص وفي سوريا عموماً. ليس هناك موت راقٍ وموت شنيع. ليس هناك قاتل جميل وقاتل دميم. إنما الموت في سوريا، رجل يقف أمام مرآته، ويطلق النار بلا توقف.

الناس في القرى العلويّة لا يحبّون «الشبيحة». سرقهم هؤلاء وأذلوهم. يثقون الآن بما يسمى «قوات الدفاع الوطني». وفي أية حال، لا يزال رجل الاستخبارات السوري على صورته التي نعرفها. يطل إلى الحاجز بعينين قاسيتين كأنهما من صخر لا يبرق، وساعده يقبض على «كلاشنيكوف» بقسوة، كأنه متأهب دائماً. عينان جافتان صارمتان، وفم ناشف يقذف الكلمات من فمه ببطء، واثقاً من سلطته، غير آبه بالواقف أمامه. ولكنها حالة لا تطول كثيراً، بل «قصة ثوان». إنها سلطة مكسورة، وصاحبها فقد هامته المرعبة، فبقي منها شظايا الهيبة السابقة. خسر الجندي السوري هالته تقريباً، وصعد مكانها، هناك، في الأرياف، نوع آخر من الجنود: «جنود الله». جنود الغيب القادمون للذبح باسم «الثورة» بعدما ذبحوها وأقاموا الصلاة على جثتها. إنهم «المهاجرون والأنصار» في «جبهة النصرة» وأحفاد عمر الفاروق في «لواء التوحيد». الحاكمون بأمر الثورة والناهون عن الجنة في ريف حمص والقصير. المشهد أصدق من الخطاب الطافي على سطح المجزرة. والقصة أعمق من «مؤامرة» على المقاومة اللبنانيّة، المتمركزة أصلاً في مكانٍ بعيد، ومن «ثورة» شعب مفترضة ضدّ نظام لا يختلف اثنان في كونه قمعيّاً. في حمص، انتفضت المذاهب، وتدفق التكفير إلى المعركة على الطريقة العراقيّة. لم تتعلّم هذه المنطقة من درس العراق، استخفت به حتى صار قرآن الجماعات التكفيريّة الذي يرتمي في أحضان المهمشين. نتحدث هنا عن ثقافة لم تهطل بالباراشوت على المنطقة، وعن رجال جاهزين للذبح لا يمكن الاستخفاف بما يجول في رؤوسهم. لقد اقتربوا كثيراً ولا شيء في رؤوسهم إلا رؤوس الآخرين مقطوعةً. إنهم جنود الله، التواقون إلى حمل السيوف، الذين يسعى أهل الشاشات في الثورة إلى تبييض رغباتهم، بينما هم لا يرضون إلا الأسود راية للجهاد الذي استفحل، وقد صبغوا حُمص بسوادٍ رهيب.

خطوط المواجهة المذهبيّة

تمتد القرى في حوض العاصي على خط طولي محاذ للقصير وريفه، يمتد من مطربا (700 ألف نسمة)، السغمانيّة (500 نسمة)، الفاضليّة (1000 – 2000 نسمة)، حاويك (2000 – 3000 نسمة)، الصفصافة (500 نسمة) والحمّام مثلها تقريباً، وقرى أخرى كثيرة تصيب القلب بالفرح لشدة اخضرارها، كالجنطليّة والفاروقيّة وحوش السيد علي. نتحدث هناك عن 31 قرية (15 منها سكانها لبنانيّون تماماً) في محافظة حمص، بوجود لبناني واضح وراسخ. على سبيل المثال، لا الحصر، نذكر بلوزة، قرية الوزير السابق والنائب غازي زعيتر، ووادي حنا المسيحيّة قبل العثمانيين. وللمناسبة، جميع آل صقر ينتمون إلى زيتا في الأصل. من القرى التي لم يحاول المسلحون اعتراضها المصريّة والسويديّة، علماً بأنها تتوسط القرى الشيعيّة. وهكذا تصبح الخريطة على الشكل الآتي: قرية بسكان أقلويين، وقرية مقابلها تحت سيطرة «النصرة». زيتا الشيعيّة تواجهها سقرجة التي التحق بدوها وعربها بـ«النصرة»، كحال توأمتها البرهانيّة. وهناك الصفصافة التي تهجّر تلامذتها إلى مدرسة حوش السيد علي، وهي تلاصق بلدة الحمّام التي تصدّت لهجوم زحف فيه «الجيش السوري الحرّ» من قرى النهريّة، الخالديّة، وأبو حوري (التي هجر سكانها من الأقليّات). وهناك السغمانيّة، التي تحسب خطاً ناريّاً آخر، تتعرض للقصف والقنص أحياناً من مواقع «النصرة».

«بحر حمص» يضحك: هذه أرضنا

حسن عليق

بحرٌ في حمص. ليس في الأمر خيال ولا طرفة. فكما يقال لبحيرة طبريا «بحر الجليل»، يمكن بحيرة قطينة أن تكون بحر حمص. والبحر في حمص متعَب. على ضفته الغربية، تقع الغسّانية. بلدة يقطنها لبنانيون وسوريون منذ عشرات السنين. لعنة الجغرافيا والمذاهب وضعتها تحت حصار «جبهة النصرة» و«كتيبة الفاروق». تطوّع من أهلها المئات للدفاع عنها إلى جانب الجيش. في ذاكرتهم، لا تزال طرية مشاهد مجزرة بلدة الحيدرية المجاورة. منذ أشهر، لم يعد لأهل الغسّانية طريق بري. يعبرون فوق مياه بحيرة قطينة. كانت لبعضهم مراكب خشبية يستخدمونها لصيد السمك في البحيرة التي تلامس حمص. صنعوا أخيراً، على عجل، مراكب من حديد غير مطليّ. يُنقل فيها الناس، الطلاب والموظفون والمرضى والجرحى، والمزروعات من الغسانية. يتجهون غرباً نحو الضفة المقابلة، حيث أقيم «ميناء» في بلدة دبين، على عجل أيضاً. الحمّالون يُفرغون الجَزَر واللفت وغيرها من مزروعات أراضي الغسانية، لتُنقل من هنا إلى الساحل السوري، وأحياناً إلى دمشق. لا تعود المراكب فارغة.

يستقلها أهل البلدة العائدون إليها من الغرب، وتُملأ بالبضائع وبما يُستفاد منه لصد الغزو. الريح هنا عاتية. والمراكب مصنوعة يدوياً. بعضها تتسرب إليه الماء. وبعضها الآخر يُغرقه الموج. قبل أيام، غرق مركبان، ولم ينجُ بعض الركاب. مات ثلاثة غرقاً في بحيرة قطينة. في سوريا، طريق البحر كما طريق البر، لا أمان فيها. ومتى تأخّر أهل الغسانية في «تغريبهم»، لا يعودون قادرين على «التشريق». ففي البحيرة ليلاً، كل ما يتحرّك هدف لنيران الجيش السوري.

دنيا أهل المنطقة انقسمت بعد «الثورة» بين شرق وغرب. شرق نهر العاصي، بين القصير والتخوم الجنوبية لمدينة حمص، بات تحت سيطرة مسلحي المعارضة السورية. لكن الطريق الدولية بين حمص والشام (تقع شرقي النهر) بقيت في عهدة الجيش السوري، وكذلك بعض القرى، وبينها الغسانية. أما غربي النهر، فاليد العليا لا تزال للدولة السورية، مع بعض «الخروقات» المعارِضة. وغربي النهر ايضاً، قرى حوض العاصي، حيث يعيش لبنانيون منذ مئات السنين.

لبنانياً، يقع حوض العاصي قبالة الهرمل، ويمتد بين مدينة القصير السورية وعكار. ومنذ أن استعاد الجيش السوري بابا عمرو، حلّت اللعنة على هذه القرى. صارت المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة ترى فيها ممراً محتملاً لفتح طرق إمداد للقصير من وادي خالد والشمال اللبناني، في ظل انحسار الدعم الآتي من عرسال. فقرى حوض العاصي قائمة على أراض شاسعة، وكثافتها السكانية منخفضة. ويؤكد بعض المشرفين على العمل العسكري فيها أن المسلحين المعارضين ظنوا هذه القرى لقمة سائغة يمكن قضمها بسهولة، لتُفتح طريق الدعم أمامهم.

وكلما تقدّم الجيش السوري قرب مدينة حمص، عادت المجموعات المسلحة إلى قرى حوض العاصي. قبل أسابيع، استعاد الجيش جوبر والسلطانية من مقاتلي «الفاروق» و«النصرة»، فهاجم المسلحون بلدتي الحمّام والعقربية. صدّهم أهل القرى، بلجانهم الشعبية المدعومة من حزب الله والجيش السوري، وأنزلوا بهم خسائر بشرية كبيرة. ثمة هدف آخر للهجوم على هذه القرى: أهلها لبنانيون، ومعظمهم من الطائفة الشيعية، ولحزب الله وجود فيها. هنا، يمكن المعارضة السورية أن تقول بالفم الملآن إن حزب الله يقاتل ضدها. تهاجم القرى، وإذا صدها أهلها، تقول إنه حزب الله.

وجود الحزب في المنطقة «ظاهر» للعيان. تماماً كما في البلدات اللبنانية. لا يمكن رؤية مقاتل منه. وحدهم رجال «اللجان الشعبية» حاضرون. صور أمينه العام قديمة غيّرت الشمس والأمطار ألوانها. وفيها صور لشهداء المقاومة في الجنوب، أو لأولئك الذين سقطوا أخيراً دفاعاً عن قراهم. حتى شعار «لبيك يا رسول الله» الذي رفعه حزب الله خلال الأشهر الأخيرة في البقاع والضاحية والجنوب وصل إلى هنا. مثله كمثل الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي لا تخلو بلدة من محازبين له. المنطقة امتداد للهرمل والقصر. لا شيء يميز بين طرفي الحدود إلا الخضرة: الجرد في البقاع اللبناني، والخضرة في القرى السورية التي يعيش فيها لبنانيون. فخلف الحدود، يحصل اللبنانيون، كما السوريين، على السماد الزراعي من الدولة السورية التي تشتري محاصيل المزارعين. ربما لهذا السبب يصبح التبن مادة صالحة للتهريب من ريف القصير إلى الهرمل. تهريب لا ينقطع، حتى في عز المعارك.

خلف الحدود، لا شيء يعلو فوق رائحة الحرب. الناس يقاتل بعضهم بعضاً. يقول مقاتلون في حوض العاصي: «نعرف من يهاجموننا. في بداية الأزمة، آوينا عائلات بعضهم. ولا ننسى أنهم احتضنوا اخوتنا واهلنا في حرب تموز 2006». يكثر الحديث هنا عن الأجانب الذين يقودون معارك المعارضة، والذين لا يذكرهم أحد عندما يقتَلون.

الحرب السورية لم تترك شيئاً إلا ومزقته. الأخوة يتقاتلون. الطفلة التي هجّرها جيرانها المسلحون من قريتها لتسكن مع أكثر من 10 عائلات في منزل واحد لا يتسع لعائلتين، هل من يقنعها بأن الحل ليس في حمل السلاح «عندما أكبر»؟ لم تعد قرى حوض العاصي هانئة تعيش ببطء الريف اللامتناهي. صارت ساحة حرب وتهجير ودفاع عن النفس. أهلها فتحوا دورهم لجيرانهم. صاروا يشكون نقص الخبز والغاز. الغسانية تحت حصار بعض جيرانها وأولئك الآتين من خلف البحار. وحدها بحيرة قطينة تمدها بالحياة، وتصل غرب النهر بشرقه. في «الميناء» الذي أقيم في دبين، فوق «شبه جزيرة» قرب المسجد، يصعب إخفاء التعب على وجوه المسافرين الذين لم يعتادوا حياة الحرب بعد. لكن كل الإرهاق لن يمنعهم من الضحك وهم يضيّفون زوارهم جزراً آتياً من الغسانية: هذه أرضنا. وهنا سنبقى إلى الأبد.

الحوض العاصي لبنانيـون خلف الحدود

الألم عبر شاشة، لا يقارن بذلك المجبول بحقول حوض نهر العاصي. هناك خلف الحدود الوهميّة في شمال لبنان الشرقي، تعيش «الهرمل السورية» هاجس الرّحيل والتهجير إلى «حمص اللبنانية». خلف الهجوم الذي تشنّه المعارضة السورية على حزب الله بحجّة قتاله في الأراضي السورية، لبنانيون في أكثر من 20 قرية سورية يؤرّقهم رصاص القنص وانتزاع حقولهم وبيوتهم وتاريخهم منهم. لم تنأ «جبهة النصرة» و«كتيبة الفاروق» عن لبنانيي ريف القصير، قرىً تهجّرت، أراضٍ صودرت، ومخطوفون ونازحون ومهجّرون وقصصٌ عن الموت القادم والقائم على ضفاف «النهر العاصي». لعنة الجغرافيا والمذاهب أصابت تلك القرى التي كانت منسية، فحاصرتهم وهددت وجودهم. لبنانيو الأطراف هنا يتمسّكون بحمص الجميلة، بالبيوت التي بنوها مع السوريين حجراً حجراً، ينخرطون في اللجان الشعبية لحماية قراهم، يعضّون على فصل النّزوح الجديد، ينتظرون من الدولة السوريّة ما لم ينتظروه يوماً من الدولة اللبنانية. في قرى حوض العاصي، صورة سوريا الجديدة. سوريا التي لا تشبه نفسها

لجان «الشعب» وقوات «الدفاع عن النفس»

فراس الشوفي

مع غروب الشمس، يظلّل الصقيع قرى حوض نهر العاصي. الصقيع يتخطّى الحدود بين الهرمل وريف حمص. من يصدّق أن تلك الحدود التي رسمها ضابط فرنسي قبل مئة عام تفصل البرد والخبز والشمس والهوية بين البقاع الشمالي وحمص؟ أكثر من 15 قرية سورية يسكن غالبيتها لبنانيون، وأكثر من 20 قرية يختلط فيها اللبنانيون والسوريون قرب الحدود اللبنانية في الشمال الشرقي. البرد والحذر الخجول سمة الليل على طول الطريق من معبر مطربا «الحدودي» إلى قرية زيتا ثم قرية الحمّام. على يمين الطريق، تقع بلدة الخالدية التي تسيطر عليها مجموعات المعارضة المسلحة التابعة لـ«كتيبة الفاروق» و«لواء أحرار العاصي». أنت الآن في ساحة حرب خجولة على خطّ تماس. خندق مقابل خندق. «المتراس» هنا كشجرة الزيتون، كحقل القمح، يلازم البيوت كغرف الجلوس والباحات الأمامية منذ أكثر من عام ونصف. لا شيء يفصل المزارعين عن الموت غير أكياس خضراء يملؤها التراب الأحمر، وحفر في الأرض تكفي المقاتل الجديد كي يحمي بيته ووجوده.

ضجّ الإعلام أخيراً بمعارك قيل إنها بين حزب الله ومقاتلي المعارضة السورية. في الذاكرة، مقاتل حزب الله قوي، مدجّج بالسلاح الخفيف والمضاد للدروع، يملك من الوسائل والتدريب ما يؤهّله لتدمير قافلة دبّابات ميركافا حديثة في وادي الحجير أو سهل مرجعيون. خلف خطوط التماس في الحمّام، مقاتلون حملوا «الروسية» أو بندقية الكلاشنيكوف للمرّة الأولى قبل عام. هكذا، على عجل، وجد المزارعون أنفسهم تحت مرمى نيران قنّاص، أو سكّين «ذبّيح» آتٍ من قرية مجاورة، أو من الشيشان… لا فرق.

700 متر بين آخر متراس في الحمام وأول متراس في قرية أبو حوري. 700 متر فقط تشقّ وطناً عن نفسه. المقاتلون هنا لا يلبسون بذلة مرقّطة كاملة. حسين (اسم مستعار) يقترب من بلوغ الثانية والعشرين من عمره، وهو واحد من شباب «اللجان الشعبية» المكلفة بحماية القرى. في وجهه الصغير، تركت أشعة الحقول احمراراً على خدّيه، وجفاف المساء قسوةً في ملامحه. يظهر حذاء حسين فوق بنطاله المرقّط. الحذاء أقرب إلى جزمة للزراعة منه إلى حذاء مقاتل. في الأصل، حسين يربّي الغنم والماعز، ويبذر القمح في حقول أهله وإخوته. ينام الناس باكراً في القرى، أو يتحلّقون حول المواقد بانتظار النعاس. هذا قبل الحرب. حسين اليوم يركض إلى الحقل في النهار، ينتبه للماشية. وعند الغروب، يبدّل شيئاً في ثيابه، يضع على صدره جعبة فيها مخازن الرصاص، ويعلّق الكلاشنيكوف العتيق في كتفه. حسين حارس من حرّاس القرية في الليل. أمجد (اسم مستعار)، بلغ الثامنة عشرة من عمره قبل شهر، يغطي رأسه بكوفيّة غريبة نسجتها خيوطٌ صفراء وبنيّة، ولحيته لم تنبت بعد. لم يكن يظنّ الشاب يوماً أن الطريق إلى مدرسته في القصير ستعبّد بالموت. لا يخفى على أحد أن أهالي قرية الحمام وأخواتها ينتمون إلى الطائفة الشيعيّة، وبعض أبناء القرى من أتباع المذهب العلوي والطائفة المرشدية. اضطر الأهالي إلى تنظيم اللجان الشعبية بعد اعتداءات متكرّرة من مسلّحي المعارضة السورية. «لا نحبّ حمل السلاح، لكنهم أجبرونا، لازم نحمي ربعنا وبيوتنا» يقول أحد الشباب. هؤلاء لا يشبهون مقاتلي حزب الله بشيء، لا بالشكل ولا بالتجهيز، وحدها معنويّات من يدافع عن حقّه تجمعهم. على أن هؤلاء، على شاكلة لبنانيي الهرمل، منهم من ينتمي إلى حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي وحركة أمل وحزب البعث العربي الاشتراكي. لا يُنكر الأهالي أن «العدو» جرّهم إلى «التخندق» مرغمين. هنا لا يحتاج المقاتل إلى دورة على السلاح أو تمرينٍ على الصواريخ وفنون القتال اللازمة لحرب العصابات في مواجهة الجيش الإسرائيلي. الرصاص حين ينهمر عليك وعلى بيتك، كفيلٌ بتحويلك إلى مقاتل تقوده غريزته إلى الصمود في حفرته الإفرادية، وفي إلحاق الهزيمة بالمهاجم. يقول أحد مسؤولي اللجان الشعبية في القرية، إن مقاتلي «جبهة النصرة» يحاولون منذ وقت طويل وصل القصير بوادي خالد اللبنانية، ولم يعد أمامهم أي عائق سوى بضع قرى، والحمام واحدة منها. لا يخرج الاشتباك الأخير الذي وقع قبل أسبوع في قرية الحمام عن السياق، «مُني المسلّحون بهزيمة كبيرة أمام الجيش السوري في منطقة جوبر (حمص، قريبة من باب عمرو) والسلطانية، وسيطر الجيش أيضاً على طريق جوسيه ـــ القصير من ناحية الشرق، فاضطروا إلى الانسحاب إلى هنا». تتلازم آثار التعب على عيون الرجل مع ملامح الثقة، «قبل أيام، هاجم الحمام أكثر من 300 مسلّح آتين من بلدة أبو حوري المقابلة، التي سيطروا عليها وهجّروا قسماً من أهلها». استعان المسلّحون في الاشتباك بقوّة نارية كبيرة من 14 رشاش دوشكا محمولة على سيارات رباعية الدفع وقذائف هاون من عيارات مختلفة (120 و82) لاجتياح القرية وطرد الأهالي منها، «لكنّنا صمدنا بأقل من 50 مقاتلاً». يستعيد حسين بعضاً من ذكريات المعركة الأخيرة، «بقيت الآليات بعيدة تصبّ الرصاص علينا، تمنّعت عن رفع رأسي أكثر من المساحة المطلوبة لتحديد الهدف، وما إن اقترب المسلّحون حتى بدأنا بسماع صرخات التكبير. لا أخفي عليك، الخوف يتسلّل إلى قلبك لثوانٍ، ثمّ ما تلبث أن تستعيد تركيزك. إذا قُتلت ومرّوا من هنا، فسيذبحون أهلنا. علينا أن نردّهم». وبالفعل، استطاع المقاتلون ردّ الهجوم، وبحسب اللجان، «سقط للمهاجمين أكثر من 31 قتيلاً و55 جريحاً، بينما استشهد أسامة مسرّة وعلي مدلج وحيدر صوفان». في حمأة الحديث، يقترب سلمان (اسم مستعار) بثيابه العادية وقبّعته المرقّطة، ما زالت كتفه مضمدة جراء رصاصة أصابته في الهجوم الأخير. لا مشكلة، أيام قليلة وسيعود إلى حمل البندقيّة. على درّاجة راجي (اسم مستعار) صورة صغيرة للشهيد علي حسين ناصيف (أبو العباس) الذي قُتل قبل شهرين على مقربة من هنا. راجي هو الآخر ترك جامعته في حمص، ليلتزم الدفاع عن بيته وقريته من ضمن اللجان الشعبية.

حلّت العتمة، صار الابتعاد عن خطّ التماس ضرورة. بعد قليل، كلّ ما يتحرّك يتحوّل إلى هدف، «القناص» القاتل المجهول لن يميّز بين ضيفٍ أو مقاتل، المهمّ أنك تقف في مرمى رصاصه.

كيف تحوّلت القرى الهانئة إلى ساحات حرب؟ من شلّع الوطن الكبير إلى خنادق متقابلة؟ الجواب ليس في الحمام وحدها. تبعد بلدة العقربيّة كيلومتراتٍ قليلة. في العقربيّة، التي يشكّل اللبنانيون 18% من عدد سكّانها، يعيد المقاتلون التذكير بجرائم المسلّحين، «خطفوا 40 فتاة من الجوادية، قتلوا 17 شخصاً في الحيدرية، ذبحوا أحد بائعي الخضر في القصير، مخطوفون من العقربية والسغمانية لم يعرف أحد مصيرهم بعد، والكارثة الكبرى في بلدة ربلة (غالبية مسيحيّة)، انقضّ المسلّحون على الأهالي أثناء قطف موسم التفاح وخطفوا ما يزيد على 300 شخص. ماذا يريدون منّا أن نفعل؟ ننتظرهم؟ علينا حماية القرى». في العقربية وأخواتها (بلدات الناعم، القرنية، تل النبي مندو، دبين والسغمانية) اختفت اللجان الشعبية شيئاً فشيئاً لصالح الجيش الجديد: قوات الدفاع الوطني. بحسب أحد مسؤولي هذه القوات، فإن التحوّل من تجربة اللجان إلى تجربة قوّات تخضع لسلطة الجيش السوري هو لضمانة الحفاظ على النسيج الاجتماعي، «في هذه المنطقة أقليّات ومذاهب متعدّدة. اللجان قد تكون من لون مذهبي واحد في بعض القرى، بينما دمج اللجان في قوات من قرى مختلفة يمنع التمذهب». على محور العقربيّة _ مجرى السيح (الحمّار) يرابط عناصر القوات للدفاع عن البلدة. تزامناً مع الهجوم على الحمّام، شنّ المسلّحون من بلدتي سقرجة والبرهانية هجوماً كبيراً صدّته قوات الدفاع الوطني، «صمدنا حتى وصلت عربات bmp التابعة للجيش». لا يمرّ يوم هنا من دون اشتباك أو تبادل للقصف، المسلّحون يتبادلون القصف المدفعي مع الجيش السوري، ليتطوّر الأمر أحياناً إلى هجومات مضادّة. يحمل أمين (اسم مستعار) روسيّته التي لفّ على قبضتها الأمامية علم سوريا تتوسّطه صورة للرئيس بشّار الأسد. الخمسيني حليق الذقن، تبدو على عينيه الزرقاوين قسوة الأيام الغابرة. أمين كان جنديّاً مسرّحاً من الجيش، عاد والتحق بقوات الدفاع الوطني لقيادة مجموعة من ضمن «فصيلة» في البلدة. عصب القوات الجديدة هو الجنود المسرّحون، طلاب المدارس والجامعات الذين انضموا في البداية إلى اللجان الشعبية، انخرط جزء منهم الآن في القوات التي باتت الآن في أمرة الفرقة 11 المكلّفة بالدفاع عن منطقة القصير وريف القصير، إضافة إلى كتيبة دبابات الكليّة الحربية. يحكي الجنود بأسى عن قيام عناصر «جبهة النصرة» بذبح أكثر من 32 عسكرياً مع قائدهم وهو برتبة مقدّم. يذكرون تفجيراً آخر ضرب حاجز الروضة، بعدما خطف المسلّحون السيارة التي تنقل الطعام للجنود، وفخّخوها بعبوات ناسفة، وفجّر انتحاري نفسه فيها ما إن دخلت إلى الحاجز. أخبار الموت لا تنتهي. لا تبعد «جبهة النصرة» عن هذا المتراس أكثر من كلم واحد. يقترب حسن (اسم مستعار)، «نحن نقاتل عصابات أتت من الخارج، لقد رأيت بأم عيني على المنظار مقاتلين بلحىً طويلة يلبسون الدشداشة القصيرة في تلك الغرفة البيضاء». يمسك بيدك ليدلّك على آثار القصف والقنص العالقة في أحد المنازل القريبة. «انظر، رصاصة الـpkc اخترقت صوبيا المازوت، ماذا لو أصابت طفلاً هنا؟ ربّما يرانا القنّاص الآن». في تركيبة القوات، لا يختلف التنظيم كثيراً عن نظام الجيش السوري؛ المقاتلون ينقسمون إلى فصائل من ثلاثين شخصاً وعلى رأسهم آمر فصيلة، وتنقسم الفصائل إلى مجموعات أصغر. حسن أبٌ لأربعة أولاد، بيته لا يبعد كثيراً عن المتراس، جعبته على صدره، ودمه على كفّه دوماً، «إن مرّوا من هنا وصلوا إلى أولادي، لن يمرّوا ما دمت حيّاً». رواد (اسم مستعار)، تطوّع في القوات حديثاً. على جعبة الشاب «لوغو» قوات الدفاع الوطني بألوان العلم السوري. كان رواد كغيره من السوريين يعمل في ورشة ألمنيوم في بيروت، ترك كلّ شيء وراءه ومشى إلى هنا، «سلّموا على بيروت، أظن أني سأموت هنا».

لؤي المقداد يتهم حزب الله بالتضليل

المستقبل: فبركاتهم تعكس أحلامهم

هيثم الطبش

يضع لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر الشائعات الأخيرة في سياق الحرب الإعلامية. وخاطب أمين عام حزب الله قائلاً: أخرج من أوحال القتل التي دخلتها في سوريا من دون أن تدخلنا كجيش سوري الحر في فبركات إعلامك المزور.

بيروت: تناقلت الأوساط اللبنانية نبأ إصابة رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري بجروح ومقتل مرافقيه خلال تعرّض موكبه للقصف أثناء ما قيل عن عبوره الحدود التركية السورية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلّحة. وقيل إن الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، هو الذي أورده.

لكن المقداد نفى في حديث لـ”إيلاف” أن يكون قد أدلى بمثل هذا الخبر، مشدداً على أن الخبر ملفّق وأن لا أساس له من الصحة. بدوره نفى مصدر في الدائرة الضيقة للحريري أن يكون رئيس الحكومة السابق قد توجه إلى “المناطق السورية المحررة”، وأكد أن الخبر “يجافي الحقيقة بالكامل”.

النائب نبيل دو فريج، عضو كتلة “المستقبل”، قال في تصريح لـ “إيلاف” إن “مثل هذه الأخبار لا تؤدي إلا إلى المزيد من التوتر، والذين يقفون وراء هذا الخبر يعتبرون أن تيار المستقبل هو مصدر الكلام عن سفر أمين عام حزب الله إلى الخارج للعلاج من مشكلة مرضية، وكذلك الأنباء عن إصابة نائبه نعيم قاسم، ويبدو أن هذا الخبر الذي طال الرئيس الحريري نوع من الرد عليه”.

أضاف دو فريج “نحن في تيار المستقبل لن ندخل في حرب إعلامية مع أحد ونحن متأكدون من أن اللبنانيين أصبحوا يعرفون الحقيقة، ونعتقد أن توتير الأجواء ليس ضرورياً ولن يفيد أحداً”.

نيّات مبيتة

واعتبر مجرد القول إن الحريري تعرض لمكروه خلال عبوره للحدود السورية – التركية كفيل بفضح الكذب، لكنه لفت إلى أن “الأخطر من ذلك هو أن هذا الكلام ينطوي على نيّات مبيتة، لكن هذه النيّات لن يكون لها تأثير على الشارع فالناس يعلمون حقيقة الأطراف التي تؤازر النظام السوري”.

ولم يستبعد دو فريج أن تكون “هذه الأنباء تعبّر عن أحلام أصحابها في استهداف الحريري، ونحن نعرف أنه مهدد أمنياً، وهذه الأطراف التي تهدده اليوم وترود أنباء إصابته بمكروه هي ذاتها الأطراف التي دأبت على الافتراء على والده الشهيد”.

وتابع “يريدون تبيان أن سعد الحريري متورط في الأزمة السورية وفي دعم الثورة إلى درجة أنه يذهب في زيارات إلى الميدان، وهو ينصبون لنا فخاً لكننا لن نقع فيه”.

الحريري في الرياض

مصدر في الدائرة الضيقة للحريري أفاد في اتصال مع “إيلاف” أن “الرئيس سعد الحريري موجود في الرياض ولم يغادرها وهو في صحة جيدة”. وأشار إلى أن “هذه الأخبار تعبّر بشكل صادق عما يخطط له أصحابها، وإن كنا لا نريد الحديث عنها بإسهاب كي لا نسهم في تحقيق مآربهم”.

وشدد المصدر على أن هذا الخبر يرسم علامة استفهام حول وجود مطبخ إعلامي يصنّع هذه الفبركات والأضاليل ويسوّقها لكن الحقيقة دائماً هي الأقوى وهي التي تنتصر في النهاية”.

المقداد ينفي

الناطق السياسي والعسكري في الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، الذي نسب إليه الخبر وجه في حديثه لـ”إيلاف” أصابع الاتهام إلى حزب الله مؤكداً أن إعلام الحزب يقف وراء الخبر وقال “هذا وجه من وجوه الحرب التي يخوضها حزب الله ضد الثورة السورية، وكما يخوضون المعارك إلى جانب النظام القاتل وكما يحتلون القرى في ريف القصير، نراهم اليوم ينفذون استراتيجية إعلامية لاستكمال الحرب العسكرية”.

لماذا بلغاريا؟

وسأل المقداد “أليس ملفتاً لللنظر أن يقال أني أدليت بالحديث إلى وكالة الأنباء البلغارية تحديداً؟ ألا يشكّل هذا امتداداً لللعمل الارهابي الذي نفذه حزب الله في بورغاس؟ هذا دليل واضح على أن نشاط الحزب هناك لا يقتصر على تفجير الحافلات وخسب ونحن نطالب الدولة البلغارية بالتحرك والتحري والتحقق ممن يقف وراء التزوير ونسبة الأخبار إلى إعلامها”.

أضاف “الرواية ملفقة جملة وتفصيلا وصدرت على موقع الخبر برس التابع لحزب الله، وهي توضح الحالة الهستيرية التي بلغها هذا الحزب، وهو سعكس تمنياته ورغباته وخططه حيال الرئيس الحريري”.

وختم برسالة وجهها إلى “حزب الله بشخص أمينه العام” فخاطبه قائلاً “أخرج من أوحال القتل التي دخلتها في سوريا من دون أن تدخلنا كجيش سوري الحر في فبركات إعلامك المزور لتغطي فداحة جرائم حزبك”. أضاف “تملّك الشجاعة مرة واحدة وأعلن كالرجال عن نواياك حيال ضحيتك الجديدة بدل ان تزج بالجيش الحر لتطرح على لسانه ما تخطط له في الليل والنهار”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/796491.html

الخطيب يطلب تطبيق الفصل السابع ويقول للأسد: تصرف ولو مرة كإنسان

وكالات

وجّه رئيس الائتلاف السوري المعارض رسالة إلى الأسد على هامش مؤتمر أصدقاء سوريا، داعيًا إياه لـ”التصرف كإنسان والتوقف عن القتل. ودعا أحمد معاذ الخطيب الى إنشاء ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى السوريين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

بيروت: لخص الخطيب أمام مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري الذي اختتم أعماله في روما أمس، مطالب المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبعة، أهمها “إلزام” النظام السوري بـ “ايجاد ممرات إغاثية آمنة” لمساعدة الشعب السوري الذي يعاني من تداعيات الحرب المدمرة القائمة منذ سنتين، وذلك تحت بند الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وطالبت المعارضة بالحفاظ على الوحدة السورية ضد أي مشاريع تقسيم كمطلب ثانٍ لها، بينما عرف المطلب الثالث ماهية الحوار مع ممثلي نظام الأسد بالشكل الذي يضمن “رحيل النظام وتفكيك الأجهزة القمعية التي تحكم البلد”.

وجدد الخطيب دعوته لنظام الأسد للحوار قائلاً: “يا بشار الأسد، تصرف ولو مرة واحدة كإنسان. كفى هذا الشعب قتلاً ومذابح. اتخذ قرارًا واحدًا عاقلاً في حياتك من أجل مستقبل هذا البلد”.

وطالب الخطيب كذلك بضرورة إعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن أنفسهم مقابل طلب وقف التسليح النوعي لنظام الأسد. أما المطلبان الأخيران فيخصان اللاجئين السوريين إذ طالب الخطيب بتسهيل معاملات السوريين في دول اللجوء ودعم الدول المجاورة لما تعانيه.

دعم أميركي مباشر

وأعلنت واشنطن في روما عن مساعدة إضافية بقيمة 60 مليون دولار للمعارضة ومساعدات مباشرة للمرة الاولى، لكن دون الوصول لمرحلة تقديم أسلحة، في حين أكدت موسكو للرئيس الفرنسي استحالة التوصل إلى حل للازمة السورية بدونها.

وقال صحافيون يرافقون وزير الخارجية الاميركي جون كيري في روما، إنه والخطيب أجريا محادثات استمرت حوالي ساعة في أحد فنادق العاصمة الايطالية. ونشرت الخارجية الاميركية على حسابها على موقع تويتر صورة لكيري ومستشاريه جالسين الى طاولة في مقابل معاذ الخطيب وفريقه.

مساعدات “غير قاتلة”

 وقال وزير الخارجية الأميركي في المؤتمر إن بلاده ستخصص مساعدات لا تشمل اسلحة قاتلة بقيمة 60 مليون دولار للمعارضة السورية. وقال كيري في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع مسؤولين اجانب ومع المعارضة السورية في روما، إن “الولايات المتحدة ستقدم ستين مليون دولار بشكل مساعدة لا تشمل اسلحة قاتلة من اجل دعم جهود ائتلاف المعارضة السورية في الاشهر المقبلة”.

وأضاف: “ستكون هناك مساعدة مباشرة” لعناصر الجيش السوري الحر في شكل “مساعدات طبية وغذائية”. وقبل اعلان كيري، وعد وزراء خارجية 11 دولة تشارك في مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” وبينها الولايات المتحدة والأوروبيون، بتقديم “المزيد من المساعدات السياسية والمادية” إلى المعارضة السورية.

وعد بالمزيد

وقال الوزراء في بيان بعد اجتماعهم في روما ولقائهم المعارضة السورية إنهم “وعدوا بمزيد من الدعم السياسي والمادي إلى الائتلاف (الوطني السوري) الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري وبتقديم المزيد من الدعم الملموس إلى الداخل السوري”.

وأكدوا “ضرورة تغيير موازين القوى على الارض”، معبرين عن “أسفهم لشحن الاسلحة المتواصل إلى النظام (…) من قبل دول أخرى”، في اشارة إلى روسيا التي ما زالت تسلم دمشق اسلحة وذخائر.

تأجيل اجتماع المعارضة

وفي ما يبدو أنه نتيجة لتطور حصل في اجتماع روما، ارجأ الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية الخميس إلى موعد غير محدد مؤتمره الذي كان مقررًا السبت في اسطنبول لاختيار “رئيس حكومة” و تشكيل “حكومة انتقالية تتولى تدبير الامور في المناطق المحررة”، كما أعلن عضو الائتلاف سمير نشار.

وقال نشار لوكالة الأنباء الفرنسية “تأجل المؤتمر لكن لا يمكنني أن اقدم سببًا”، مضيفًا: “لم يحدد تاريخ جديد، ولا استبعد الالغاء”، مشددًا على أن “لا خلافات داخل الائتلاف”. واضاف “اعتقد أن امرًا ما حصل في روما. لا يمكنني أن اقول إن هذه معلومات لكن هذا تحليلي، خصوصًا أن رئاسة الائتلاف اتخذت قرار الارجاء خلال وجودها في روما”.

ورجح نشار أن يكون هذا السبب “محاولة أميركية روسية لفتح حوار بين النظام السوري والائتلاف، وهذا ستنتج عنه حكومة انتقالية، الامر الذي يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة موقتة من قبل الائتلاف”.

وأعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في 22 شباط (فبراير) أن الهيئة العامة للائتلاف ستجتمع في الثاني من اذار (مارس) في اسطنبول لتحديد هوية رئيس حكومة تتولى “تدبير الامور في المناطق المحررة”.

أوروبا تسمح بتقديم دعم تقني للمعارضة

من جانبه، قرر الاتحاد الأوروبي رسميًا تمديد العقوبات المفروضة على سوريا لثلاثة اشهر والسماح بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية للمعارضة لضمان حماية المدنيين، كما افادت مصادر أوروبية. وهكذا أيّد الاتحاد الأوروبي رسميًا القرار الذي اتخذه وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27 في 18 شباط (فبراير) بتمديد العقوبات حتى اول حزيران (يونيو).

وأوضح مجلس أوروبا في بيان أنه “اجرى ايضًا تعديلاً على الحظر على تقديم الاسلحة ليسمح، على الصعيد القانوني، بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية لحماية المدنيين” الى المعارضة السورية.

وهكذا يمكن على سبيل المثال تزويد اعضاء في المعارضة بسيارات حماية. وايضًا التدريب على استخدام معدات عسكرية مثل مضادات الصواريخ اذا كان الهدف من ذلك حماية السكان كما أوضح مصدر دبلوماسي.

ويأتي هذا التطور في موقف الدول الـ27 بعد توافق بين دول مثل بريطانيا تطالب باضفاء مرونة على حظر تسليح الثوار وأخرى حريصة على عدم زيادة عسكرة النزاع. وإضافة الى هذا الحظر تستهدف حزمة العقوبات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي منذ عامين شخصيات وكيانات تابعة لنظام بشار الاسد كما تشمل سلسلة عقوبات تجارية ومالية.

82 قتيلًا الخميس

ميدانيًا، تواصلت المعارك واعمال العنف في سوريا وحصدت الخميس 82 قتيلاً هم 31 مدنيًا و25 مقاتلاً معارضًا و26 جنديًا نظاميًا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية، للحصول على معلوماته.

وادى النزاع المستمر منذ نحو عامين إلى مقتل قرابة 70 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/796471.html

حلب تتنفس من بين الأنقاض رغم ديكتاتورية الأسد وغارته

لميس فرحات

يبدو أنّ الغارات الجوية اليومية والقصف المتواصل على مدينة حلب لم يثنيا عزيمة الثوار والسكان على السواء، الذين يفعلون ما في وسعهم لإقامة مجتمع مدني والحفاظ على سير الحياة الطبيعية.

بعد ما يقرب من عامين من الحرب الأهلية، لم تعد الكثير من أراضي سوريا تحت سيطرة الرئيس بشار الأسد، بما في ذلك نصف مدينة حلب. ورغم الغارات الجوية والهجمات الصاروخية، إلا أن السكان يفعلون ما في وسعهم لإقامة مجتمع مدني، خاصة القضاة الذين يعملون بالوساطة لحل النزاعات والاسلاميين الذين يؤمنون الطحين لصنع الخبز.

النصف الشرقي من مدينة حلب، الذي يسيطر عليه الثوار عرضة للقصف اليومي من قبل النظام. وتحولت هذه الرقعة الشاسعة إلى خراب تحتله المباني المنهارة والغرف التي اخترقها الرصاص والصواريخ.

وتزور الكهرباء الأحياء بشكل متقطع، إن وجدت، ونادراً ما تكون المياه صالحة للشرب، كما أن سعر غاز الطهي ارتفع 17 مرة. وتحولت حديقة المدينة إلى ملجأ للنساء اللواتي يجمعن قطع الخشب من الشجر لاستخدامه في التدفئة، فيما يغوص الأطفال في حاويات المهملات بحثاً عن زجاجات بلاستيكية.

العودة

ورغم هذه الصورة المظلمة، يتدفق الناس مرة أخرى إلى هذه المدينة التي مزقتها الحرب، والتي كان يبلغ عدد سكانها في السابق نحو 2 مليون نسمة. وقد عاد عشرات الآلاف إلى حلب لأن تركيا رفضت قبول المزيد من اللاجئين بعد أن استنفذت طاقاتها على استيعاب المزيد منهم.

ويفضل هؤلاء أن يعودوا إلى منازلهم، على أمل أن القنبلة القادمة سوف تقع في مكان آخر، عوضاً عن اللجوء في خيام لا تقيهم البرد والمطر.

في المساء، تحتشد مجموعات من الناس حول الموقد كل بضعة أمتار على طول الأرصفة، فيما تتجول شاحنات صغيرة تحمل المدافع وتنفذ دوريات في الشوارع، في حين يمكن سماع قصف الغارات الجوية السورية على مسافة قريبة.

وبعد عامين من الحرب المتواصلة، لجأت القوات الحكومية إلى الدبابات والطائرات المقاتلة، وتحولت مؤخراً إلى صواريخ السكود لتدمير تلك الأجزاء من البلاد التي تحاول الهروب من الاضطهاد. وتطلق هذه الصواريخ عادة من دمشق، وتتميز بعدم دقة إحداثياتها، وغالباً ما تترك خلفها حفرة هائلة في مناطق غير مأهولة.

الثأر أهم من الحكم

لكن كيف يمكن للمجتمع المدني أن يبقى على قيد الحياة في مواجهة العنف المفرط من قبل حكام البلاد؟

كل غارة جوية، شنتها الميليشيات، كل مذبحة ارتكبها الشبيحة، تدفع الشعب بشكل متزايد للمقاومة، بما في ذلك أولئك الذين لم  ينزلوا الى الشوارع للاحتجاج من أجل الديمقراطية والحرية، لكنهم الآن حملوا السلاح للانتقام لموتاهم.

وتكتظ صفوف الثوار بالمقاتلين، لكنها أيضاً تشهد اختلافاً في طبيعة أهدافها، فالعديد منهم يريد الثأر فقط من دون أي اهتمام لما سيحدث بعد سقوط الأسد. لكن كيف تستمر المدينة وسط الخراب والعنف؟

يقول رأفت الرفاعي، أحد المنظمين لمجلس المدينة الانتقالي لصحيفة “در شبيغل” إن هناك عدداً من اللاعبين الرئيسيين في المدينة الذين يحاولون الحفاظ على سير الحياة الطبيعية: منهم الثوار في لواء التوحيد، مجلس المدينة، ورابطة محامي الثورة، القضاء، وجمعية الأطباء، والإسلاميون في جبهة النصرة.

موارد ضيقة مقابل جهود حثيثة

ووفقًا للرفاعي، لا توجد جهة مسؤولة في المدينة “كل ما تبقى من حلب هو العقد الاجتماعي بين سكانها المبني على الاحترام المتبادل والقدرة على التوصل إلى حل وسط – على الأقل في الوقت الراهن”.

وتعمل مجموعة من التقنيين باستمرار على إصلاح خطوط الكهرباء بعد أن تم تدميرها بسبب القصف. المستشفيات تحت الارض لا تزال تعمل بما تبقى لها من موارد، ويقوم الأطباء بالحفاظ على بنوك الدم وتنظيم حملات التطعيم.

والدولة لم تعد تؤمن الدقيق للبلدات (30 حتى 70 طناً مترياً) يومياً، فاستلم إسلاميو جبهة النصرة هذه المهمة وعملوا على تأمين الطحين للخبز يومياً إضافة إلى مبالغ يومية توزعها على العائلات.

البحث عن العدالة

كان مروان القايدي أحد أول القضاة الذين انشقوا في حلب. وخلال الأشهر الأربعة الماضية، قال إنه ترأس المحكمة في حي الأنصاري، وهي وظيفة ليست سهلة كما تبدو، فيقول: “نحاول التنسيق بين جميع وحدات المقاتلين وقمنا بإقناعهم للإعتراف بنا كهيئة قانونية لمنعهم من اعتقال بعضهم البعض في النزاع”.

وأشار إلى أن الهيئة تحاول الارتجال مع مزيج من المعايير القضائية التي تنادي بها جامعة الدول العربية ومبادئ الشريعة الإسلامية. واضاف “لكن نحن نعتمد في المقام الأول على الوساطة للتوفيق بين أطراف النزاع”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/796380.html

سعود الفيصل لأصدقاء سوريا: التاريخ لن يغفر لنا تهاوننا في مساعدة الشعب السوري

وزير الخارجية السعودي: نأسف لقيام بعض الدول بتزويد النظام السوري بالسلاح والعتاد

روما: «الشرق الأوسط»

أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن الواقع الذي وصفه بـ«المرير» في سوريا «لن يتغير، بل قد يزداد سوءا ما لم يحسم المجتمع الدولي أمره في التحرك الجاد والسريع في وضع حد لهذه المأساة». وقال: «إن عدم التحرك الآن لن ينتج عنه سوى إراقة المزيد من الدماء البريئة والدمار المنافي لكل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية».

وبين وزير الخارجية السعودي خلال كلمته أمام مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد أمس في العاصمة الإيطالية روما، أنه لم يعد هناك أي خيار أمام المجتمع الدولي سوى مساعدة الشعب السوري وتمكينه من الدفاع عن نفسه.

وأعرب الفيصل عن أسفه لكون بعض الدول تقدم المساعدة، وتزود النظام الأسدي بالسلاح والعتاد «الذي يمكنه من الاستمرار في المذابح ضد الشعب السوري»، في حين هناك اعتقاد سائد بوجود انقسام داخل المعارضة السورية، مشيرا إلى أن الائتلاف باعتراف دولي واسع على المستويات العربية والإسلامية والدولية، يتمتع بأهلية كممثل شرعي للشعب السوري «في الوقت الذي فقد فيه النظام السوري شرعيته وأهليته في الاستمرار في السلطة»، وفيما يلي نص الكلمة:

«يطيب لي في مستهل كلمتي أن أتقدم بالشكر والتقدير لجمهورية إيطاليا الصديقة على التهيئة لاستضافة هذا الاجتماع المهم لمجموعة الاتصال الدولية المعنية بمتابعة مستجدات الأزمة السورية.

إن اجتماعنا اليوم يتسم بأهـمية خاصة، ويجب أن يكون حاسما بالنظر لما تعكسه المرحلة الراهنة للأزمة السورية من تفاقم في الأوضاع، مع استمرار نهج النظام السوري في تعطيل وإفشال أي محاولة لتحقيق تسوية سياسية للأزمة والإصرار على المضي في فرض الحل العسكري بكل ما ينطوي عليه ذلك من سفك للدماء البريئة وتدمير للبلاد، ويكفي أن أشير إلى لجوء النظام السوري لاستخدام أنواع الأسلحة المدمرة كافة بما في ذلك صواريخ سكود ضد المدنيين ودون تفرقة، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع مخيف في عدد الضحايا اقترب من معدل مائة ضحية في اليوم، في الوقت الذي تعمقت فيه المأساة الإنسانية ونتائجها على الدول المجاورة جراء تدفق اللاجئين إليها وانعكاسات ذلك على أمن واستقرار المنطقة عموما، وأنه مما يدعو للأسى، أن بعض الدول تقوم بالمساعدة في تزويد النظام بالسلاح والعتاد الذي يمكنه من الاستمرار في المذابح ضد الشعب السوري.

هذا الواقع المرير لن يتغير – بل قد يزداد سوءا – مالم يحسم المجتمع الدولي أمره في التحرك الجاد والسريع في وضع حد لهذه المأساة، ولم يعد هناك أي خيار أمام المجتمع الدولي سوى مساعدة الشعب السوري وتمكينه من الدفاع عن نفسه، غير أننا وللأسف الشديد نواجه بموقف دولي – خصوصا من الدول الفاعلة – ما زال يحجم عن توفير الحاجات الضرورية للشعب السوري لتمكينه من ممارسة حق الدفاع المشروع عن نفسه الذي تؤكد عليه الشرائع والقوانين كافة، وقد استند هذا الموقف على فرضية لا أساس لها حول إمكانية أن ينتهي السلاح المقدم لعناصر المقاومة في سوريا إلى فئات ذات توجهات متطرفة أو متشددة مما يترتب عليه التمهيد لاعتلاء هؤلاء سدة السلطة.

وحقيقة الأمر أن مثل هذا يفتقر إلى المنطق، فمن ناحية فإن حجم المتطرفين في ساحة القتال السورية ليس بالمستوى الذي يصوره الإعلام الغربي، ومن ناحية أخرى فإن هذه الفئات تتلقى – على أي حال – حاجتها من المعونات العسكرية من عدة مصادر، وهو الشيء الذي لا يتوفر لغالبية أفراد المقاومة السورية. ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الأمر إلى توسيع رقعة التطرف على حساب رقعة الاعتدال بخلاف ما ترمي إليه الدول الغربية في هذا الصدد من خلال سياسة منع وصول السلاح إلى المقاومة السورية المشروعة.

أضف إلى ذلك أن الاعتقاد السائد بوجود انقسام داخل المعارضة السورية، لا يتفق مع واقع نشوء الائتلاف السوري، الذي أسهم في بلوغ قدر كبير من الاتفاق والتلاقي، وأدى إلى توحيد في الرؤية والاستراتيجية بين جل فئات المعارضة السورية. ويكفي أن أشير إلى الملاحظات التالية في ما يتعلق بوضعية ائتلاف المعارضة السورية:

أولا: يحظى هذا الائتلاف باعتراف دولي واسع على المستويات العربية والإسلامية والدولية.

ثانيا: يتمتع الائتلاف بأهلية كممثل شرعي للشعب السوري في الوقت الذي فقد فيه النظام السوري شرعيته وأهليته في الاستمرار في السلطة.

ثالثا: تحرص قيادات الائتلاف على التأكيد في كل مناسبة وموقف على أهـمية الحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والترابية، وتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الشعب السوري بمكوناتهم كافة، وبذل كل ما من شأنه التهيئة لسوريا جديدة تتحقق فيها التطلعات المشروعة لجميع فئات الشعب السوري على أساس من التعددية والعدل والمساواة. وهو الشيء الذي تضمنته وثائق القاهرة واتفاق الدوحة والتي شارك في صياغتها جميع أطياف المعارضة السورية.

رابعا: يحرص الائتلاف على بناء صلات مباشرة بين المقاومة في الداخل بكافة شرائحها وتوجهاتها والمعارضة السياسية بكافة تياراتها.

خامسا: إن الدول المساندة للائتلاف على استعداد من جانبها للمشاركة في ضمان وفاء الائتلاف السوري بالتزاماته وواجباته التي أعلن عنها في جميع المناسبات.

وإذا لم تكن هذه العناصر جميعها في ما يتعلق بتوجهات الائتلاف السوري ومقاصده سببا كافيا لدعم هذا الائتلاف والوقوف إلى جانبه من قبل المجتمع الدولي، فإننا نكون حينها قد أتحنا للنظام السوري من الأسباب ما يجعله يمضي في سياسة القتل والإبادة والقضاء على الأخضر واليابس في سوريا، مما يهدد بزعزعة أمن واستقرار الدول المجاورة والمنطقة برمتها.

إن مصير القضية السورية يتوقف على جديتنا وعزمنا في اتخاذ موقف صلب وصريح يعكس وحدة المجتمع الدولي. وعلى نحو خاص يستوجب علينا إنهاء حالة التصدع الحاصل في أطراف المجتمع الدولي.

في الختام، أناشد ضمائركم، حيث إن الوقت يداهـمنا جميعا، أنه لا يمكن للمجتمع الدولي التسويف أكثر من ذلك، ويتعين علينا التحرك فورا لمساعدة الشعب السوري لتمكينه من الدفاع عن نفسه من نظام بلغ حدودا قصوى في الطغيان والشراسة.

إن عدم التحرك الآن لن ينتج عنه سوى إراقة المزيد من الدماء البريئة والدمار المنافي لكل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية. إن التاريخ لن يغفر لنا، كما أننا لن نغفر لأنفسنا تهاوننا في هذا الأمر».

وكان اتفاق المشاركين في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في روما، نص على تقديم المزيد من الدعم السياسي والمادي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وجاء في البيان الختامي للمؤتمر «إن المشاركين من ممثلي الولايات المتحدة والدول العربية والأوروبية من أصدقاء الائتلاف الوطني السوري وعدوا بمزيد من الدعم السياسي والمادي للهيئة المعترف بها باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري».

وأكدوا على ضرورة تغيير ميزان القوى على الأرض في سوريا، مشيرين إلى أنه جرى في هذا الإطار إعادة النظر بخطط الدعم الحالية والمستقبلية، التي سيتم من خلالها تنسيق الجهود المبذولة لدعم الشعب السوري.

ووعد المؤتمر بـ«دعم القيادة العليا للجيش السوري الحر، الملتزمة بالدفاع عن نفسها»، وفي الوقت نفسه «دعم الائتلاف في مجال إنشاء نظام ديمقراطي يتمتع فيه جميع المواطنين بالمساواة أمام القانون بغض النظر عن أي تمييز جنسي أو عرقي أو ديني أو سياسي».

وشدد الوزراء الذين حضروا الاجتماع على ضرورة الحفاظ على «وحدة أرض سوريا»، مناشدين «نظام دمشق لاغتنام الفرصة وتقبل هذه الشروط المناسبة لبدء مسيرة تفضي إلى حل الأزمة، بما في ذلك مسألة استقالة الرئيس الأسد، ووضع حد للمجازر وتحرير السجناء».

أصدقاء سوريا”: دعم سياسي ومادي للمعارضة و”الجيش الحر” من دون تسليح

                                            لم يخرج مؤتمر “أصدقاء سوريا” بجديد عن سابقاته ما عدا وعد بدعم “الجيش الحر” لا يرقى إلى تسليحه، إذ اتفق المجتمعون في روما أمس على تقديم المزيد من الدعم السياسي والمادي لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ولقيادة “الجيش السوري الحر”، بينما أعلن وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن مساعدات بقيمة 60 مليون دولار للمعارضة.

وفي موسكو، التي زارها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، وفيما بقيت الخلافات قائمة إزاء النظر الى ما يجري في سوريا، إلا أن الطرفين توافقا على أن الحل يجب أن يكون سياسياً.

أما ميدانياً، فالقتل متواصل عبر القصف البري والجوي والصاروخي، كما عبر عمليات التعذيب حيث كشفت المعلومات أمس عن مقتل 12 سورياً في نهر عيشة في العاصمة دمشق في أقبية تعذيب نظام بشار الأسد، فيما تمكن الثوار من السيطرة على الجامع الأموي الكبير في حلب.

وما يصيب السوريين لا ينجو منه اللاجئون الفلسطينيون، حيث أدانت وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أمس استهداف الأطفال الفلسطينيين في المخيمات في سوريا.

“أصدقاء سوريا”

وقال البيان الختامي لمؤتمر “أصدقاء سوريا” في روما، إن المشاركين من ممثلي الولايات المتحدة والدول العربية والأوروبية من أصدقاء الائتلاف الوطني السوري وعدوا بمزيد من الدعم السياسي والمادي للهيئة المعترف بها باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.

وأكد المشاركون في المؤتمر “ضرورة تغيير ميزان القوى على الأرض في سوريا”، مشيرين إلى أنه “جرى في هذا الإطار إعادة النظر بخطط الدعم الحالية والمستقبلية، التي سيتم من خلالها تنسيق الجهود المبذولة لدعم الشعب السوري”.

ووعد المؤتمر بـ”دعم القيادة العليا للجيش السوري الحر، الملتزمة بالدفاع عن نفسها، وفي الوقت نفسه دعم الائتلاف في مجال إنشاء نظام ديموقراطي يتمتع فيه جميع المواطنين بالمساواة أمام القانون بغض النظر عن أي تمييز جنسي أو عرقي أو ديني أو سياسي”.

وأكد الوزراء الذين حضروا الاجتماع “ضرورة الحفاظ على وحدة أرض سوريا”، وناشدوا “نظام دمشق اغتنام الفرصة وتقبل هذه الشروط المناسبة لبدء مسيرة تفضي إلى حل الأزمة، بما في ذلك مسألة استقالة الرئيس الأسد، ووضع حد للمجازر وتحرير السجناء”.

كيري ـ الخطيب

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي، ورئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب، بعد لقائه وفداً من الائتلاف، لأول مرة عن تقديم مساعدات مادية غير قاتلة لمقاتلي المعارضة في سوريا بقيمة 60 مليون دولار.

وأوضح كيري أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرّر تقديم مساعدات غذائية وطبية للمعارضة السورية بمن فيها المجلس العسكري الأعلى لـ الجيش السوري الحر.

وأشار إلى أن الهدف من هذه المساعدات الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لتغيير حساباته وتعجيل مغادرته منصبه، وأيضاً من أجل مساعدة الائتلاف السوري في توحيد صفوفه سياسياً وتوزيع الإغاثة الإنسانية بشكل أفضل في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة.

وقال وزير الخارجية الأميركي إنه لا يمكن لشعب أن يعيش بحرية وكرامة وهو خائف من قادته الذين يقومون بقتله.

أما الخطيب فأكد سلمية الثورة السورية، وقال “إن وحشية النظام هي التي أجبرتنا على حمل السلاح”. وأضاف “نحن لا نستحي أن نقول إننا مقاتلون مسلمون. إسلامنا من أجل العيش بكرامة وعدل وسلام”، مضيفاً أن “النظام قصف 86 مخبزاً عجن فيها دم الأطفال بالخبز، أنظروا إلى هذا الموضوع قبل النظر إلى لحية المقاتلين”.

وقال رئيس الائتلاف السوري إن المعارضة طلبت من ممثلي الدول إنشاء ممرات إنسانية وإغاثية آمنة تحت البند السابع، وشدّدت على أن وحدة سوريا خط أحمر وسنقاتل حتى آخر رمق حتى نحافظ عليها، وأن التفاوض ضمن المحددات التي وضعها الائتلاف، أي لا تفاوض من دون رحيل الأسد وتفكيك جميع الأجهزة الأمنية.

وتابع أن المعارضة طلبت من ممثلي الدول أيضاً إعطاء الشعب السوري جميع وسائل الدفاع عن النفس، ورفع حظر السلاح عن الجيش السوري الحر، وإيقاف إمداد النظام بالأسلحة تحت مسمى صفقات قديمة والطلب من كافة الدول تسهيل العمليات القنصلية للشعب السوري ودعم الدول المجاورة التي تحتضن اللاجئين السوريين.

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الإيطالي إننا مدعوون إلى تحمّل مسؤولية لم يعد من الممكن تأجيلها. وأشار تيرسي إلى ضرورة الذهاب إلى أبعد من الجهود التي تم بذلها حتى الآن، لدعم الشعب السوري والمعارضة التي تقف ضد نظام الأسد. و”خلص إلى أننا بحاجة إلى القيام بنقطة تحول على طريق حل الأزمة السورية”.

باريس ـ موسكو

وفي موسكو، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين

إن الطرفين يعملان في مسارين متوازيين في مجال تسوية الأزمة السورية، ومن الصعب الجمع بين هذين المسارين، “لكن يمكن أن نؤكد حدوث تقدّم ملموس، فهدفنا واحد وهو محاربة الإرهاب، وتجنّب تفكّك البلاد، على الرغم من أننا ننظر بصورة متباينة إلى كيفية بلوغ هدف الحوار السياسي”.

وقال هولاند “إن باريس تعتقد أن التسوية في سوريا مستحيلة في سياق التعاون مع الرئيس الحالي بشار الأسد”، لكنه أعترف بأن “هناك بعض الأطراف الأخرى التي تعتبره ممثل الشعب السوري الذي يمكن أن يبدأ الحوار معه”.

ودعا الرئيس الفرنسي إلى “مواصلة الحوار السياسي من دون تضييع الوقت لأنه في كل يوم جديد يقتل عشرات ومئات المواطنين المسالمين”. وأضاف: “مسؤوليتي تكمن في إيجاد مخرج سياسي من هذه الأزمة، وهذا بالذات ما سعينا الى تحقيقه مع الرئيس بوتين، وسنسعى إلى تطبيق ذلك في أقرب وقت”.

بوتين، قال إن نظيره الفرنسي قدّم اقتراحات جديدة لتسوية الأزمة في سوريا يمكن مناقشتها مع كل الشركاء وتحقيقها، وأكد عدم جواز السماح للإرهابيين الدوليين استغلال المأساة السورية لتحقيق أهدافهم.

وقال بوتين في المؤتمر الصحافي المشترك، إن مناقشات حامية جرت بين الطرفين أثناء بحث الملف السوري، وأضاف أعتقد أن “السّيد الرئيس (هولاند) وافق على بعض ما طرحناه من آراء، وأعتقد أن من واجبنا الإصغاء إلى رأي شركائنا حول بعض جوانب هذه القضية الصعبة”.

وذكر أنه في سياق المحادثات مع هولاند “صاغ الأخير اقتراحات جديدة حول تسوية الأزمة السورية، وأعتقد أنه من الممكن مناقشتها مع جميع الشركاء ومحاولة تحقيقها”.

وقال بوتين “لا يجوز السماح بأن تستغل الزمر المتطرفة والإرهابيون الدوليون المأساة السورية لتحقيق أهدافهم”، مذكراً بالتفجير الأخير في دمشق بالقرب من مبنى السفارة الروسية الذي ذهب ضحيته عدد كبير من الأشخاص بينهم أطفال، وقال “من الواضح أن مثل هذه الأفعال يجب أن تلقى إدانة المجتمع الدولي بأسره”.

كما أشار إلى أنه بالرغم من وجود اختلافات في مواقف روسيا وفرنسا، إلا أننا ندعو مع هذا، إلى صيانة سوريا كدولة ديموقراطية موحّدة، ولدينا أمور مشتركة كثيرة في تقييم هذا الوضع.

وأكد موقف روسيا المبدئي الذي تطبقه في الحياة بدأب، وهو أنها تدعم في كل مكان الحكومة الشرعية وتكافح في كل مكان المتطرفين والإرهابيين، وأضاف في هذا الصدد نحن نقف إلى جانب فرنسا في الأماكن التي تتبع فيها هذا النهج بوضوح وبدقة، ولهذا بالذات أيّدنا موقف فرنسا في مالي.

تطورات ميدانية

ميدانياً، سيطر الثوار أمس على الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام منه اثر اشتباكات مستمرة منذ أيام.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” إن “معلومات تحدثت عن احتراق متحف الجامع الأموي وسقوط سقف” هذا المتحف الذي تبلغ مساحته نحو 110 أمتار مربعة، من دون تحديد مصير محتوياته.

وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة في جوار الجامع الواقع في المدينة القديمة وسط حلب، موضحاً أن المقاتلين يسعون إلى السيطرة على القصر العدلي “لقطع الإمدادات العسكرية للقوات النظامية المتمركزة في قلعة حلب”.

وقال المرصد إن 12 شخصاً بينهم أربعة من عائلة واحدة، من سكان نهر عيشة، أحد الأحياء الجنوبية لدمشق، قتلوا تحت التعذيب بعد اعتقالهم لدى القوات النظام.

وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد 12 رجلاً من سكان حي نهر عيشة في مدينة دمشق بينهم أربعة من عائلة واحدة وذلك تحت التعذيب في سجون القوات النظامية بعد اعتقالهم في أوقات سابقة”.

ونقل المرصد عن ناشطين قولهم إن “أهالي الشهداء تسلموا البطاقات الشخصية للشهداء من القوات النظامية مساء (أول من) أمس الأربعاء”.

وأوضح أن الحي يشهد “اعتقالات مستمرة من قبل القوات النظامية وأنباء عن استشهاد معتقلين آخرين جراء التعذيب في سجون النظام”.

ووثق المرصد الذي يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا، مئات الحالات التي عذب فيها معتقلون حتى الموت في سجون النظام السوري.

وأوضح عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” أنه يصعب توفير رقم محدد لعدد المعتقلين في السجون السورية “اعتقل أكثر من 200 ألف شخص، لكننا لا نعرف عدد الذين توفوا منهم”.

“الأونروا”

وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أصدرت أمس بياناً أدانت فيه “الهجمات على الأطفال الفلسطينيين في سوريا”. وقالت في بيان: “عند ظهر يوم الخامس والعشرين من شباط، أصيب باسل الهندي، وهو لاجئ فلسطيني يبلغ الرابعة عشرة من العمر، بجروح خطيرة في رأسه جراء إصابته بشظايا حادة نتجت عن انفجار قذيفة مورتر مشبوهة على الطريق العام في دمشق. وقد توفي باسل بعد إصابته بساعات قليلة متأثراً بجراحه. وحدثت الواقعة على بعد أمتار قليلة من مدرسة الطنطوري التي كان المرحوم أحد طلابها، والمدرسة هي إحدى المدارس التابعة للأونروا في مدينة القابون في دمشق وتبعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الشمال من مركز مدينة دمشق، وهي إحدى المدارس الثلاثين التي تديرها الأونروا والتي لا تزال تعمل حالياً في دمشق”.

أضاف البيان: “وقد حدث الانفجار الذي أودى بحياة باسل الهندي بعد ما يقارب من عشر دقائق من انتهاء اليوم الدراسي وفي الوقت الذي كان فيه طلاب المدرسة الذين يبلغ عددهم 250 طالباً يغادرون المدرسة متوجهين إلى بيوتهم مشياً على الأقدام بالنسبة للغالبية منهم. وأصيب في الحادث طالب آخر من اللاجئين الفلسطينيين، فيما قتل أيضاً رجل سوري وابنتاه جراء الانفجار. وتشير التقارير إلى أن الانفجار كان يستهدف نقطة تفتيش أنشئت حديثاً بالقرب من المدرسة. وتشعر الأونروا بالأسى البالغ لهذه النهاية المأسوية والعنيفة لحياة أحد أطفال اللاجئين الفلسطينيين. إن الأونروا والعاملين فيها يشاطرون والدي باسل وعائلته المكلومة الحزن والأسى لهذه الفاجعة”.

وقالت البيان: “تعرب الأونروا عن إدانتها لمرتكبي هذا الانفجار وتستنكر الطريقة الصارخة التي يتم فيها وضع حياة العديد من أطفال اللاجئين الفلسطينيين وسلامتهم موضع الخطر. ولا يمكن لأي هدف عسكري أو سياسي أن يبرر مثل هذا التجاهل لسلامة الأطفال أو لحرمة الحياة البشرية. وتكرر الأونروا نداءاتها السابقة لكافة الأطراف بضرورة الامتناع عن اتخاذ مواقع أو إجراء النزاع في المناطق السكينة. ويجب على كافة الأطراف التقيد بالتزاماتهم القانونية الدولية، لا سيما واجبهم باحترام وحماية الحياة البشرية، وبضرورة حماية اللاجئين والمدنيين الآخرين في النزاعات المسلحة. وتكرر الوكالة مناشدتها لكافة الأطراف المعنية بتسوية النزاع في سوريا عن طريق الحوار والمفاوضات”.

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز)

قصف لقوات النظام وتقدم للحر بسوريا

                                            واصلت قوات النظام السوري قصف مناطق عدة في ريف دمشق، في حين سيطر الجيش الحر على الجامع الأموي بحلب وأصبح قريبا من ساحة العباسيين وسط دمشق. وذلك بالتزامن مع دعوات لمظاهرات اليوم تحت اسم “أمة واحدة راية واحدة حرب واحدة”.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثلاثة أشخاص قتلوا اليوم الجمعة في حلب ودمشق. في حين أفادت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام السوري قصفت مدينة يبرود في ريف دمشق فجر اليوم بالمدفعية المتمركزة في اللواء 18.

كما تعرضت بلدة الذيابية بريف العاصمة إلى قصف بقذائف الهاون والمدفعية. وأضافت الشبكة أن قوات النظام قصفت بدبابات الشيلكا مدينة معضمية الشام بريف دمشق.

وقال ناشطون إنه سمعت فجر اليوم أصوات انفجارات ضخمة في حي جوبر, وتبعها إطلاق نار مصدره رحبة الدبابات وشعبة التجنيد شمال الحي.

ويأتي هذا في حين تواصل قوات النظام القصف من اللواء 155 في القطيفة على مناطق عدرا ودوما والغوطة الشرقية.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام أرسلت اليوم تعزيزات عسكرية إلى داريا تشمل دبابات وعربات مصفحة وسيارات محملة برشاشات الدوشكا وناقلات جند.

تقدم للحر

في المقابل سيطر الجيش السوري الحر على الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب بشمالي سوريا بعد انسحاب القوات النظامية منه.

وبث الناشطون صورا تظهر استهداف الثوار بالصواريخ لما قالوا إنها نقطة عسكرية على جبل قاسيون يستخدمها النظام لقصف أحياء في دمشق وريفها.

وقال الجيش الحر إن الثوار أصبحوا على مسافة 300 متر فقط من ساحة العباسيين وسط دمشق وباتوا يسيطرون سيطرة شبه كاملة على حي جوبر الدمشقي.

وفي إدلب أعلن الجيش الحر أنه دمر رتلا عسكريا للإمداد كان متجها إلى قوات النظام على طريق دمشق حلب الدولي. وقد قصفت قوات النظام السوري عدة محافظات بسلاح الجو وصواريخ سكود.

وقال مصدر أمني عراقي إن الجيش السوري الحر تمكن الليلة الماضية من السيطرة على معبر ربيعة الحدودي مع العراق.

وأضاف المصدر إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام قرب منطقة اليعربية وقرية تل كوجر الحدوديتين مع العراق، وأخلت قوات الأمن العراقي القرى القريبة في الجانب العراقي لشدة الاشتباكات.

ويتزامن ذلك مع دعوات لمظاهرات في أنحاء سوريا تطالب بإسقاط النظام تحت اسم “أمة واحدة راية واحدة حرب واحدة”.

انشقاقات

من ناحية أخرى بث ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت صورا لأكثر من ألف عسكري انشقوا في منطقة دمشق وريفها. وقال الناشطون إن الجيش الحر أمّن وصولهم إلى منطقة إدلب بعد أن أمّن انشقاقهم عن قوات النظام.

كما انشق نحو 25 عسكريا من حاجز المعصرة بمحبل في إدلب وكذلك أربعة عناصر من حاجز الجامع العمري بدرعا وثلاثة من حاجز عين عيسى بالرقة.

وتأتي هذه التطورات بعد مقتل 98 شخصا أمس الخميس معظمهم في حلب ودمشق وريفها بحسب لجان التنسيق المحلية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين القتلى 31 مدنيا و25 مقاتلا معارضا و26 جنديا نظاميا.

 دعم أوروبي وأميركي لمعارضة سوريا

                                            قرر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الخميس دعم المعارضة السورية بمساعدات عسكرية “غير مميتة”، وإمدادات غذائية وطبية. في حين أكدت روسيا استحالة التوصل إلى حل للأزمة السورية بدونها.

فقد تعهد الاتحاد الأوروبي بتزويد المعارضة السورية بعربات مدرعة ومعدات عسكرية غير قتالية وتقديم مساعدة فنية لها، على أن توجه لحماية المدنيين، وذلك عقب انتهاء مؤتمر أصدقاء سوريا في روما الذي تمخض عن اتفاق المشاركين على تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه عبر “تجهيزات غير مميتة”، دون أن يلبوا طموح المعارضة في التسليح.

ومع انتهاء أعمال المؤتمر، قال الاتحاد الأوروبي إنه عدّل حظر توريد السلاح إلى سوريا ليسمح بتوريد عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة، وتقديم مساعدة فنية للمعارضة السورية، على أن توجه لحماية المدنيين.

ويمد هذا الإجراء عقوبات الاتحاد على سوريا حتى أول يونيو/حزيران المقبل، بينما يستجيب لضغط من بريطانيا وأطراف أخرى لتخفيف الحظر على توريد الأسلحة لمساعدة المعارضة.

وفي وقت سابق الخميس، طالبت الدول المشاركة -في البيان الختامي للمؤتمر- بالتوقف فورا عن إمداد حكومة الرئيس بشار الأسد بالسلاح، ودعت النظام السوري إلى التوقف أيضا عن القصف “العشوائي” لمناطق مأهولة بالسكان.

مطالب المعارضة

وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب قد طالب الدول المشاركة بإلزام نظام الأسد بإيجاد ممرات آمنة لإغاثة المدنيين تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة، والتركيز على أهمية وحدة سوريا، وحظر تصدير السلاح النوعي للنظام، طالما أن ثمة إصرارا دوليا على عدم تسليح المعارضة، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن الدعوة إلى التفاوض مع النظام يجب أن تكون ضمن محددات أعلنها الائتلاف في وقت سابق، وتتمثل في رحيل النظام وتفكيك الأجهزة الأمنية.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المؤتمر إن بلاده ستخصص مساعدات لا تشمل أسلحة قاتلة بقيمة 60 مليون دولار للمعارضة السورية.

وقال كيري -في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع مسؤولين أجانب ومع المعارضة السورية بروما- إن “الولايات المتحدة ستقدم 60 مليون دولار بشكل مساعدة لا تشمل أسلحة قاتلة، من أجل دعم جهود ائتلاف المعارضة السورية في الأشهر المقبلة”.

وأضاف “ستكون هناك مساعدة مباشرة لعناصر الجيش السوري الحر في شكل مساعدات طبية وغذائية”.

ويبدو أن المساعدات لم تحظ بالرضا التام من ائتلاف المعارضة الذي يتخذ من القاهرة مقرا له، ويجد صعوبة في اكتساب زخم داخل سوريا، خاصة بين مختلف مقاتلي المعارضة.

وقال الخطيب -أثناء ظهوره مع كيري ووزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي- إن الكثيرين يركزون على طول لحى مقاتلي المعارضة أكثر من الدماء التي تسيل من الأطفال.

الدور الروسي

وفي موسكو، عُقد لقاء الخميس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، لكنه لم ينجح في تذليل التباينات بين البلدين بشأن الملف السوري.

وأكد بوتين -في مؤتمر صحفي مشترك مع هولاند إثر اللقاء- أنه من المستحيل التوصل إلى تسوية للأزمة السورية بدون روسيا.

ومن ناحيته، قال الرئيس الفرنسي “حققنا تقدما..، لدينا الهدف نفسه حتى وإن كنا نختلف بشأن وسيلة الوصول إليه”.

وأوضح هولاند أن هذا الهدف المشترك هو “تفادي تفكك هذا البلد، وعدم ترك الإرهابيين يستفيدون من حالة الفوضى هذه”، وقال “لم يعد هناك وقت نضيعه”، إلا أن طرق وسبل التوصل إلى ذلك تبقى غير واضحة.

واعتبر الرئيس الفرنسي أن إجراء حوار سياسي أكثر انفتاحا بشأن سوريا هو السبيل الوحيد للخروج من الجمود حول الأزمة، وشدد على أن هناك حاجة لشركاء جدد لإجراء محادثات تستهدف إنهاء هذه الأزمة. ووعد بوتين بدراسة الاقتراح.

تصريحات الإبراهيمي

في هذه الأثناء، قال المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن “الدائرة المحيطة بالرئيس السوري توحي له بأن بلاده ضحية لمؤامرة كونية يقودها إرهابيون”.

وأكد الإبراهيمي -خلال زيارة لمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة- أن الأمل في حل الأزمة السورية موجود إلى حد كبير لدى روسيا والولايات المتحدة، وقال إنه إذا اتفقت موسكو وواشنطن اتفاقا حقيقيا فسوف يسهل الوصول إلى قرار دولي، ولفت إلى أن لقاءت سابقة بين وزيريْ خارجية الدولتين ومساعديهما كانت “مخيبة للآمال”.

التايمز: واشنطن وحلفاؤها يدربون ثوار سوريا في الأردن

التدريب يتضمن كيفية استخدام الأسلحة وتأمين المنشآت التي تضم الأسلحة الكيميائية

العربية.نت

تشرف الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على قواعد تدريب الجيش الحر في الأردن، لدعم المجموعات المعتدلة التي تقاتل من أجل إسقاط النظام، بحسب صحيفة “التايمز” البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين أن الجيش الحر يتلقى تدريبات على كيفية استخدام الأسلحة والتدريب على المناورات المعقدة، مثل كيفية تأمين المنشآت التي تضم الأسلحة الكيميائية, ويضيف المسؤولون أن هذه السياسة تعد وسيلة للسيطرة على مصير الأسلحة الموردة إلى المقاتلين.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت بدورها عن تعزيز واشنطن دعمها للمعارضة السورية عبر تدريب مقاتلين من المعارضة بإحدى القواعد في المنطقة.

مصففة شعر سورية قبل الثورة.. وقناصة حلب الأولى بعدها

“أم يافا” تعصي والدها البعثي الكبير.. ومكافأة ضخمة لمن يقتلها

العربية.نت

التقى أبو يافا بالسيدة التي أصبحت فيما بعد زوجته عند نقطة تفتيش حكومية في مدينة حلب السورية، حيث كانت تقف بمفردها في الشارع، ولاحظ عليها علامات القلق والارتباك، ولذا أوقف سيارته الأجرة وطلب منها أن تركب، وأخبرته بأن أعضاء في الجيش السوري الحر قد قاموا للتو باقتحام منزلها وسرقة أموالها وذهبها بالكامل.

وقال أبو يافا: “أخبرتها بأن هذا غير ممكن، لأن منزلها يقع بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للنظام السوري، فكيف يمكن أن يكون مقاتلو المعارضة هم من قاموا بذلك؟ ووعدتها بتقديم المساعدة والاعتناء بها، ثم أعطيتها رقم هاتفي بعد ذلك”، نقلاً عن “الشرق الأوسط” السعودية، الجمعة.

وسرعان ما وقع الطرفان في الحب، ولكن الأمر استغرق عدة أشهر حتى يتحلى أبو يافا بالشجاعة التي تمكنه من إخبارها بأنه أحد أفراد الجيش السوري الحر. وقالت السيدة: “عندما أخبرني بذلك، كنت خائفة منه في بادئ الأمر، فقد كان أول رجل أقابله يقاتل إلى جانب الثوار”.

هذه هي قصة الحب الأكثر غرابة، التي تلخص كافة الانشقاقات في سوريا اليوم، فوالد أم يافا شخصية بارزة في النظام البعثي السوري، وحتى هي شخصيا كانت أحد مؤيدي الرئيس بشار الأسد قبل أن تلتقي بأبي يافا، وعن ذلك تقول: “عندما أدلى بشار بخطابه الأول عقب المظاهرات التي بدأت قبل عامين، التي قال فيها (الله وسوريا وشعبي)، كنت أؤيده وكنت ضد الاحتجاجات”.

ولكن عندما اصطحبها أبو يافا للمظاهرات في منطقة صلاح الدين بمدينة حلب رأت بأم عينيها كيف تقوم قوات الأمن التابعة للنظام بإطلاق النار على المتظاهرين العزل، وكانت هذه هي اللحظة التي غيرت تفكيرها تماما وجعلتها تقرر الهروب مع أبي يافا وتلتحق بصفوف الثوار، ولم يمض سوى خمسة أشهر حتى تم عقد القران بينهما.

ولم تتحدث أم يافا مع أبيها منذ ذلك الحين، وعن ذلك تقول: “لم أعد أشعر بأي شيء تجاه عائلتي. لقد عرض أبي خمسة ملايين ليرة لمن يقتلني، وأنا أعيش مع زوجي الآن ونحب بعضنا البعض”.

وبات أبو يافا يشعر بالخوف على زوجته بسبب المبلغ الضخم الذي خصصه والدها لمن يأتي برأسها، ولذا علمها كيف تستخدم السلاح، في البداية على بندقية إم 16 ثم الكلاشنيكوف، وباتت تستخدم تلك الأسلحة بصورة جيدة. وبعد مرور عدة أسابيع، بدأت تذهب مع زوجها إلى جبهة القتال. ويقول أبو يافا: “في البداية، لم أكن أريدها أن تأتي معي لأنني كنت أخشى على سلامتها، ولكن عندما أصبت يوما ما نقلتني إلى المستشفى وكنت سعيدا لأنها كانت إلى جانبي”.

ونشب أول خلاف بين الزوجين عندما طلبت أم يافا من زوجها أن تعمل كقناصة وتقاتل إلى جانبه. وتقول أم يافا: “رفض زوجي السماح لي بذلك، ولكني لم أستمع إليه، وكنت أريد أن أساعد الثوار، ولذا ذهبنا معاً إلى أحد الشيوخ الذي أخبرني بأنه يمكنني عصيانه في تلك الحالة”.

ونتيجة لذلك، أصبحت أم يافا، التي كانت تعمل مصففة شعر قبل الثورة، أول مقاتلة في صفوف الجيش السوري الحر بمدينة حلب، وباتت الآن تقاتل إلى جوار زوجها في الخطوط الأمامية للمعركة، وهي ترتدي الحجاب وسترة واقية من الرصاص. وتقول أم يافا: “أشعر بالخوف قليلا في بعض الأحيان، ولكن هذا هو ما أريد القيام به”.

قبل عام من الآن، لم تكن أم يافا قد حملت أي سلاح، ولكنها الآن جندت ودربت تسع قناصات أخريات، بالإضافة إلى اشتراكها في العمليات القتالية. ولا تعلم صديقاتها القدامى أي شيء عن الحياة الجديدة لأم يافا، التي نجحت في تغيير تفكير زوجها، والذي يقول عن ذلك: “لم أكن أريدها أن تشارك في العمليات القتالية، ولكنها الآن غيرت تفكيري وأنا فخور بها”

المعارضة السورية تؤجل مؤتمر اختيار رئيس الحكومة المؤقتة

تقارير عن خلافات عقب اعتذار حجاب.. وإلغاء فعالية السبت دون تحديد موعد

دبي – قناة العربية

تم الإعلان عن تأجيل مؤتمر المعارضة السورية الذي كان مقرراً السبت المقبل إلى موعد غير محدد، نقلاً عن قناة “العربية”، الجمعة.

وجاء تأجيل المؤتمر الذي كان مخصصاً لاختيار رئيس لحكومة المعارضة بعد اعتذار رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري المنشق، عن الترشح لرئاسة الحكومة المؤقتة وسط أنباء عن خلافات بشأن تسمية رئيس هذه الحكومة.

والخميس، أبلغ ممثل التجمع الوطني الحر في الائتلاف المعارض، عبدو حسام الدين، رئيس الائتلاف، أحمد معاذ الخطيب، باعتذار الدكتور حجاب عن الترشح لرئاسة الحكومة المؤقتة، وترشيح التجمع للدكتور أسعد مصطفى لهذه المهمة.

وأفادت صحيفة “الجسر” السورية المعارضة، التي تصدر شمال البلاد، بأن خلافات شديدة تدور حول اسم المرشح لرئاسة حكومة المعارضة السورية.

وكان من المفترض أن يتم التوافق على رئيس الحكومة قبل 3 أيام من اجتماع المعارضة السورية المقرر في إسطنبول بعد غد السبت.

جدير بالذكر أن من بين الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة كلاً من برهان غليون، وأسامة القاضي، وسالم عبدالعزيز المسلّط عن المجلس الوطني، وعارف دليلة وحبيب عيسى من الطائفة العلوية، ومن الأسماء الطروحة أيضاً وليد الزعبي.

سوريون في بيروت يطبعون قبلة على جبين دمشق مساء كل جمعة

“يا مال الشام” في الزيكو الهاوس شعر وأدب وموسيقى والكثير من الحنين

بيروت – أنس الريس نجم

“الزيكو هاوس”، المكان الذي يعد أحد نوافذ بيروت الثقافية، حيث احتضن منذ تسعينيات القرن الفائت تجارب ثقافية وفنية تركت أثراً في الذاكرة اللبنانية بعيداً عن صخب الحرب وقسوتها، يعود اليوم ليساهم في تضميد جراح “دمشق” من خلال عبور شعراء وكتاب وموسيقيين يقومون باقتراف قليل من الشعر والكثير من الحنين لعاصمة الأمويين “دمشق”.

في قلب العاصمة اللبنانية “بيروت”، يحتضن “الزيكو هاوس” مساء كل يوم جمعة كرنفالاً شعرياً بعنوان “يا مال الشام”، الاسم الذي أطلقه الكاتب والشاعر اللبناني إسكندر حبش، حيث افتتح الليلة الأولى بمجموعة قراءات لنصوص جديدة له.

كما قرأ في ليلة الافتتاح الشاعر السوري الشاب أحمد باشا بعض مختارات من مجموعته الشعرية “رصاصة واحدة تكفي”، والذي قال لـ”العربية.نت” إن “بطولة السوريين خلال الثورة السورية وأساطيرهم التي لا تنتهي في مواجهة جرافة الحقد والموت تحتاج إلى الكثير من الأدب والشعر لنمتلك أدنى جرعات التفاؤل والقدرة على الاستمرار في فعل الحياة”.

وقامت الممثلة السورية أمل عمران والمخرج المسرحي السوري أحمد كنعان بقراءة مجموعة نصوص للقاصة السورية رشا عباس في الأسبوع الثاني. كما أن روائع الشعر العربي حاضرة دائماً، فقد قدمت مجموعة قراءات لـ “محمود درويش وأنسي الحاج ومظفر النواب وغيرهم”.

كذلك لم تغب الموسيقى عن مساءات “يا مال الشام”، حيث قام عازف الكلارينت اللبناني “طرق بشاشة” بتقديم مجموعة معزوفات موسيقية، ورافق الشاعرين عمرو كيلاني وعدنان أزروني عازف الغيتار اللبناني “طارق الأبتر”.

بالشعر والموسيقى ينبض الزيكو هاوس في قلب بيروت بالحب والشوق من خلال العديد من الكتاب والشعراء والموسيقيين الذين يمرون عبره ليعيدوا للشام بعضاً من ورودها، كما مر الشاعر الفلسطيني محمود درويش عبرها وكتب لها:

دُلُّني بَرَدَى الفقيرُ كغيمةٍ

هناكَ عند نهايةِ النفقِ الطويلِ مُحاصر.

طلاس: حل أزمة سوريا بيد روسيا وأميركا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال العميد السوري المنشق عن الحرس الجمهوري، مناف طلاس، إن بإمكان واشنطن وموسكو التوصل إلى اتفاق مشترك يضمن وقف إطلاق النار في سوريا، في الوقت الذي وصفت موسكو قرارات مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في روما الخميس بأنها “مشجعة للمتطرفين”.

وصرح طلاس، الذي كان يعد أحد المقربين للرئيس السوري بشار الأسد قبل انشقاقه الصيف الماضي، خلال زيارة للعاصمة الروسية لوسائل إعلام محلية أن بإمكان روسيا المساعدة في تحقيق السلام في بلاده عبر دعم قوى المعارضة المعتدلة.

وأضاف بعد محادثات مع مسؤولين روس كبار في موسكو، أنه جاء في إطار جهود للتفاوض على تسوية سلمية. مشيرا إلى أن “روسيا لديها من النفوذ السياسي ما يمكنها من إيجاد حل”.

الإبراهيمي إلى جنيف لاستكمال المحادثات

من جهة أخرى، غادر المبعوث الدولي لحل الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي العاصمة المصرية القاهرة متوجها إلى جنيف لاستكمال لقاءات ومباحثات مع مسؤولين دوليين لحل الأزمة السورية وفقا لما أفاد مراسل سكاي نيوز عربية.

واتهم الإبراهيمي، خلال زيارة لمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، المحيطين بالرئيس السوري بشار الأسد بتضليله وقال إن الرئيس السوري ينظر للأزمة على أنها مؤامرة كونية بمساعدة إرهابيين.

المعارضة تؤجل انتخاب رئيس للحكومة

أعلن الائتلاف السوري المعارض، تأجيل موعد الاجتماع الذي كان من المقرر عقده في اسطنبول السبت لاختيار رئيس للحكومة المؤقتة.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني السوري محمد سرميني، إن الاجتماع قد يعقد في وقت لاحق خلال الأسبوع. لكن عضو الائتلاف السوري سمير نشار قال إنه لا يستبعد إلغاءه بسبب محاولات أميركية روسية لفتح حوار بين النظام والمعارضة.

قصف على  ريف دمشق وحلب

استمر قصف القوات الحكومية السورية، الجمعة، على مدن وبلدات عدة في ريف العاصمة دمشق ودرعا وحلب وفقا لما ذكرت مصادر المعارضة في حين قتل 14 شخصا بأعمال عنف متفرقة في مدن سورية عدة.

وأفادت مصادر المعارضة لسكاي نيوز عربية بإطلاق سراح 26 معتقلا من سجن الرقة بعد توافق بين الجهات الحكومية والمعارضة.

وقال نشطاء إن ما تطلق على نفسها اسم “كتائب شهداء الحق” التابعة لكتائب “درع الشام” هاجمت حاجز العقبة التابع لقوات الجيش السوري في مدينة الزبداني بريف دمشق.

وذكرت شبكة سوريا مباشر إن مناطق بصر الحرير والجيزة وكحيل في درعا تعرضت لقصف وصفوه بالعنيف.

مفتي سوريا للمعارضة: كونوا شجعانا وعودوا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

دعا مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون الائتلاف السوري المعارض إلى اتخاذ قرار شجاع والعودة إلى البلاد من أجل الحوار مع النظام والتغيير عبر صناديق الاقتراع.

وقال حسون في مقابلة خاصة مع سكاي نيوز عربية الخميس إنه “إذا كان معاذ الخطيب (رئيس الائتلاف) يطلب من الرئيس بشار قرارا جريئا، فأنا أطلب منه ومن المعارضة قرارا جريئا بالعودة لسوريا”.

وعبر عن استغرابه من مطالب الخطيب بتسليح المعارضة خلال مشاركته في مؤتمر أصدقاء سوريا في روما الذي انعقد الخميس، وقال: “ألم يسمع الخطيب هذه الجملة في المؤتمر.. الحل السياسي.. هم يقولون الحل السياسي وهو يقول أسلحة”.

وأضاف: “ألم تفهم المعارضة أن المطلوب منها اليوم العودة لسوريا وأن تبدأ الحوار وأن يستثمروا دعوة الرئيس بشار الأسد لهم وأنه فتح بابا للمصالحة كاملا”، داعيا إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع من أجل التغيير.

وكرر دعوته بالقول: “كفى طلبا للسلاح… وكونوا شجعانا وتعالوا”.

وتعهدت الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الخميس بتقديم مساعدات “غذائية وطبية” فقط إلى المعارضة السورية، رافضين إمدادها بالسلاح.

وطالب الخطيب المجتمع الدولي خلال المؤتمر بوقف إمداد النظام السوري بالسلاح “إذا كنتم تريدون منع إيصال السلاح للمعارضة”.

وقال حسون إن هناك من “أخطأ في النظام وقد تمت محاسبته، وهناك أخطاء منذ 20 عاما، والرئيس بشار قال ذلك”، متسائلا:” هل يصحح الخطأ بالنار”.

وجدد المفتي تأكيده على أن ما يحدث في سوريا “هو بفعل أياد خارجية”، مشيرا إلى وجود مسلحين من جنسيات مختلفة ضمن مقاتلي المعارضة.

وقلل حسون من تصريحات أحد رجال الدين الإيرانيين الذي قال إن سوريا هي المحافظة الخامسة والثلاثين في إيران، قائلا إن “هذه التصريحات لا يتم الالتفات إليها، فسوريا دولة ذات سيادة ولها حضارتها وتاريخها ولا تتبع إيران”.

وأوضح أن العلاقة بين سوريا وإيران ليست مذهبية، مشيرا إلى أنها قائمة على وقوف إيران ضد “قوى الاستكبار العالمي” وتدافع عن القدس وفلسطين، على حد تعبيره.

ونفى المفتي التقارير التي تتحدث عن وجود حصار لمدينة حمص، داعيا وسائل الإعلام للذهاب بنفسها إلى هناك والتأكد من أن الحياة تسير بشكل طبيعي. وأضاف: “أنا أذهب إلى هناك والناس يستقبلونني”.

وكان الخطيب قد طالب “بإلزام النظام السوري بإيجاد ممرات إغاثية آمنة خاصة في مدينتي حمص وداريا المحاصرتين منذ أشهر من جانب القوات النظامية”.

تعهدت الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الخميس بتقديم مساعدات “غذائية وطبية” فقط إلى المعارضة السورية، رافضين إمدادها بالسلاح.

أوروبا.. مدرعات “غير فتاكة” للمعارضة السورية

كيري: سنساعد السوريين لتحقيق هدفهم والعيش بحرية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الاتحاد الأوروبي إنه عدل العقوبات على سوريا الخميس ليسمح بتوريد عربات مدرعة ومعدات عسكرية “غير فتاكة” وتقديم مساعدة فنية للمعارضة السورية على أن توجه لحماية المدنيين، في وقت اكتفى فيه مؤتمر أصدقاء سوريا في روما بتقديم مساعدات غذائية وطبية.

ويمد الإجراء الذي وافقت عليه حكومات الاتحاد الأوروبي العقوبات التي يفرضها الاتحاد على سوريا حتى أول يونيو، ويستجيب لضغط من بريطانيا وأطراف أخرى لتخفيف الحظر الأوروبي على الأسلحة لمساعدة خصوم الرئيس بشار الأسد.

يأتي ذلك فيما تعهدت الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الخميس بتقديم مساعدات “غذائية وطبية” فقط إلى المعارضة السورية، رافضين إمدادها بالسلاح.

وعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب مؤتمرا صحفيا، بعد انتهاء اجتماعات المؤتمر الذي شاركت به 11 دولة وأجريت فعالياته بدون حضور الصحفيين.

وقال كيري إن الرئيس السوري بشار الأسد “لا يمكن أن يبقى في منصبه لأنه فقد شرعيته منذ زمن بعيد”، مشددا على أن الأزمة السورية “لا يمكن أن تحل عسكريا”.

وأضاف: “اخترنا الخيار السياسي الذي أكد عليه الجميع، وهو يتماشى مع الخطة الانتقالية الخاصة بالمعارضة. وعلى ذلك أن يتضمن حكومة انتقالية تتمتع بكل السلطات التنفيذية بناء على التوافق”.

وقال كيري إن بلاده قررت اتخاذ خطوات إضافية نتيجة استمرار “وحشية النظام السوري المدعوم من إيران وحزب الله في مساع ترمي إلى تدمير سوريا”، على حد قوله.

وأردف الوزير الأميركي: “نعبر عن التزامنا بمساعدة الشعب السوري في تحقيق هدفه في العيش بمجتمع حر ومستقر وينعم بالسلام”.

وأوضح أن الولايات المتحدة سوف تقدم 60 مليون دولار لمساعدة الائتلاف السوري، هذا سيسمح للمعارضة بدعم المحليات لتقديم الخدمات المختلفة في الأماكن “المحررة”.

وتابع كيري: “دعونا الأسد إلى سماع صوت شعبه ووقف آلة القتل لكن ما رأيناه كان وحشية متصاعدة. هذا الأسبوع شاهدنا هجوما صاروخيا على حلب استخدم به صواريخ سكود”.

الخطيب: أوقفوا إمداد النظام بالسلاح

ومن جهة أخرى، طالب الخطيب المجتمع الدولي بوقف إمداد النظام السوري بالسلاح “إذا كنتم تريدون منع إيصال السلاح للمعارضة”.

واتهم الخطيب القوات النظامية السورية بقصف 86 مخبزا في سوريا، وقال موجها كلامه إلى الأسد: “يا بشار الأسد تصرف ولو مرة واحدة كإنسان. كفى هذا الشعب مجازر وتعذيب وسحل للأطفال”.

وشدد الخطيب على “سلمية الثورة السورية”، مشيرا إلى أن “النظام هو من أجبر الناس على حمل السلاح. لا يوجد نظام في العالم يقصف شعبه بالطائرات وبصواريخ سكود”، وأضاف: “يجب إعطاء الشعب السوري وثواره الحق الكامل في الدفاع عن أنفسهم”.

وطالب رئيس الائتلاف القوى الدولية بإلزام النظام بإيجاد ممرات إغاثية آمنة خاصة في مدينتي حمص وداريا المحاصرتين منذ أشهر من جانب القوات النظامية، كما طالب من كافة الدول تسهيل معاملات السوريين وإقاماتهم وتقديم المنح الدراسية والعلاجية لهم.

وتعهدت دول عربية وغربية بتقديم دعم أكبر للمعارضة السورية، في ختام اجتماعات المؤتمر، ونصت مسودة البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة أن تتوقف حكومة الأسد “على الفور” عن قصف المناطق المدنية المأهولة.

والدول المشاركة في المؤتمر هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا ومصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات.

تأجيل مؤتمر إسطنبول

من جهة أخرى، أرجأ الائتلاف المعارض مؤتمره الذي كان مقررا السبت في مدينة إسطنبول التركية لاختيار “رئيس حكومة”، إلى موعد غير محدد، حسبما ذكر عضو الائتلاف سمير نشار لوكالة فرانس برس.

وقال نشار إنه لا يمكنه “تقديم سبب” للتأجيل، مضيفا أنه “لم يحدد تاريخ جديد، ولا استبعد الإلغاء”.

وأضاف “أعتقد أن امرا ما حصل في روما. لا يمكنني أن أقول أن هذه معلومات لكن هذا تحليلي، خصوصا أن رئاسة الائتلاف اتخذت قرار الإرجاء خلال وجودها في روما”.

ورجح نشار أن يكون السبب هو “محاولة أميركية روسية لفتح حوار بين النظام السوري والائتلاف، وهذا ستنتج عنه حكومة انتقالية، الأامر الذي يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة موقتة من قبل الائتلاف”.

بوتن وهولاند

وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن روسيا وفرنسا اتفقتا الخميس على ضرورة عدم السماح بانقسام سوريا، وإن كانتا مختلفتين حول مسائل أخرى تتعلق بالصراع القائم بها منذ عامين.

وقال بوتن في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي الزائر فرانسوا هولاند “رغم الاختلافات القائمة في الموقفين الروسي والفرنسي (بشأن سوريا) فإننا متفقان على ضرورة الحفاظ على سوريا كدولة ديمقراطية موحدة”.

ومن جهته كشف الرئيس الفرنسي أن بلاده تسعى إلى إيجاد صور جديدة من الحوار السياسي بشأن سوريا تشمل كل الأطراف.

421 ألف لاجئ بالأردن

وقال المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن، أنمار الحمود، إن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا اليه هربا من العنف في بلادهم تجاوز 421 ألفا، بينهم 240 ألفا سجلوا رسميا لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ما يشكل “عبئا كبيرا” على المملكة.

انفجار في حمص

ميدانيا، انفجرت سيارة مفخخة في حي عكرمة الجديدة في مدينة حمص، وتشير المعلومات الأولية إلى وقوع ضحايا وأضرار مادية كبيرة، حسب وكالة الأنباء السورية (سانا). ويعتبر حي عكرمة في حمص تحت سيطرة القوات الحكومية، وهو معروف بسكانه الموالين للنظام السوري، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وارتفع عدد القتلى في البلاد الخميس إلى 98 قتيلا من بينهم 30 سقطوا في حلب و22 في دمشق وريفها، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

سوريا تدعو لاستئناف الرحلات لمطار دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

دعت المديرة العامة لمؤسسة الطيران السورية غيداء عبداللطيف الخميس شركات الطيران الأجنبية إلى استئناف رحلاتها إلى مطار دمشق، مؤكدة أن “الطريق إلى المطار آمن وأمن المسافرين مضمون”.

وقالت عبداللطيف لوكالة “فرانس برس”: “أدعو شركات الطيران إلى استئناف رحلاتها والعودة للعمل من جديد عبر مطارات دمشق الدولي واللاذقية (غرب) والقامشلي (شرق)”.

وأضافت أنه “سيتم منح الشركات التي تبادر لإعادة تسيير رحلاتها خصومات بقيمة 25 في المائة على الخدمات الأرضية التي تقدمها المؤسسة. كما ستقدم نسبة إضافية حسب حجم التشغيل لهذه الشركات”.

وأكدت أن “أمن المسافرين مضمون، والطريق إلى المطار آمن”، مشيرة إلى أن “العمل في المطار لم يتوقف وأن السورية للطيران تقوم بتسيير رحلاتها كالمعتاد” إلى الدول العربية وموسكو وطهران ويريفان (عاصمة أرمينيا).

وكانت شركات طيران عدة أوقفت رحلاتها من وإلى دمشق نظرا “لتدهور الأوضاع الأمنية” في محيط مطار العاصمة السورية، حسب مسؤولي هذه الشركات، بينما منع الاتحاد الأوروبي الشركات الأوروبية من تسيير رحلات من وإلى سوريا في إطار العقوبات المفروضة على النظام السوري.

كما تم منع طائرات “شركة الخطوط الجوية السورية” من الهبوط في أوروبا.

ويقع المطار على بعد نحو 27 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة، وتقطع طريقه منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تشهد عمليات عسكرية متصاعدة منذ أشهر.

وزير الخارجية الأمريكي يبحث الأزمة السورية خلال زيارته إلى تركيا

يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الجمعة إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه.

ومن المنتظر أن تتصدر الأزمة السورية مباحثات كيري مع المسؤولين الأتراك.

وتأتي زيارة كيري إلى تركيا بعد يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة تعزيز دعمها للمعارضة السورية التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد وذلك خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا” في العاصمة الإيطالية روما.

وعلى الرغم من اتفاق واشنطن وأنقرة على ضرورة رحيل الرئيس الأسد إلا أن هناك تباينا في وجهات النظر بشأن مساعدة المعارضة السورية.

وترغب تركيا بانتصار المعارضة في اقرب وقت ممكن، وسوف تعبر عن خيبة أملها لكيري اثناء الزيارة، كما يقول مراسل بي بي سي جيمس رينولدز.

يذكر أن تركيا تستضيف 200 ألف لاجئ سوري، كما تعرضت لسقوط قذائف عبر الحدود على أراضيها، ويسبب هذا توترا على الحدود بين البلدين والتي يبلغ طولها 900 كم.

وقد نشر حلف شمال الأطلسي (الناتو) صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية لاعتراض أي هجوم جوي محتمل من سوريا.

يذكر أن المساعدات التي أعلنت عنها واشنطن تتضمن إمدادات طبية وغذائية للمقاتلين و60 مليون دولار لمساعدة المعارضة المدنية على تقديم خدمات أساسية مثل الأمن والتعليم والصرف الصحي.

وتعهد وزير الخارجية الأمريكي بتقديم مساعدات مالية للمعارضة “لمساعدتها في القيام بمهام الحكم الأساسية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها”.

ويقول مراسلون إن التعهد بتقديم مساعدات مباشرة “غير قتالية” للمعارضة المسلحة يمثل تحولا في السياسة الأمريكية إزاء الوضع في سوريا.

إلا أن هذه المساعدات لم ترق لتطلعات مقاتلي المعارضة الذين يريدون تزويدهم بالأسلحة في معاركهم ضد القوات السورية الحكومية.

وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب إن الكثيرين “يركزون على وجود مسلحين إسلاميين ضمن صفوف المعارضة أكثر من اهتمامهم بدماء الأطفال التي تسيل”.

وقدمت الولايات المتحدة نحو 385 مليون دولار من المساعدات الإنسانية غير أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يرفض حتى الآن تقديم أسلحة بدعوى أنه من الصعب الحيلولة دون وقوعها في أيدي المتشددين الذين قد يستخدمونها لمهاجمة أهداف غربية.

خيبة أمل

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في المعارضة قوله إن “المعارضة السياسية السورية أرجأت المحادثات الخاصة باختيار رئيس لحكومة مؤقتة” وهي الخطوة التي اعتبرها محللون علامة على خيبة الأمل.

وكان زعماء المعارضة عبروا عن أملهم في أن يتم اختيار رئيس وزراء خلال اجتماع يعقد في اسطنبول السبت لقيادة حكومة تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين.

في هذه الأثناء، قرر الاتحاد الاوروبي تعديل العقوبات على سوريا ليسمح بتوريد عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة وتقديم مساعدة فنية للمعارضة السورية على ان توجه لحماية المدنيين.

ويمد الاجراء الذي وافقت عليه حكومات الاتحاد الاوروبي فترة العقوبات التي يفرضها الاتحاد على سوريا حتى أول يونيو / حزيران ويستجيب لضغط من بريطانيا واطراف اخرى لتخفيف الحظر الاوروبي على الاسلحة لمساعدة خصوم الرئيس بشار الاسد.

BBC © 2013

روسيا: قرارات اجتماع أصدقاء سوريا في روما تشجع المتطرفين

موسكو (رويترز) – قالت روسيا يوم الجمعة إن القرارات التي اتخذت في اجتماع أصدقاء سوريا في روما ستشجع معارضي الرئيس السوري بشار الأسد على السعي للإطاحة بالحكومة.

وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان “القرارات التي اتخذت في روما وكذلك التصريحات التي ترددت هناك تشجع -نصا وروحا- المتطرفين تشجيعا مباشرا على الاستيلاء على السلطة بالقوة.”

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

الحسكة تحت القصف و القامشلي مشروع تحرير

الحسكة – محمد حسّون

  لم ينم  ساكنو مدينة الحسكة الليلة الماضية  وخاصة سكان حي النشوة وذلك بسبب الاشتباكات بين جيش  النظام  وبين كتائب الجيش السوري الحر  في بداية طريق عام الحسكة – ابيض عند قرية المقيرة مساء الثلاثاء واستخدم النظام المدفعية التي قصفت  المناطق المحررة والمدخل الجنوبي للحسكة  ولم ترد  أنباء عن وقوع إصابات .

وتجدد القصف المدفعي مرات عدة بين فترة وأخرى من المدفعية المتمركزة في جبل كوكب شرق المدينة بينما سمع دوي الانفجارات كالرعد في حي غويران  والنشوة حيث استهدف مدرسة لتعليم قيادة السيارات جنوب المدينة.

وفي ذات السياق  رصد الناشطون حركة نزوح قوية  من الأحياء الجنوبية باتجاه داخل المدينة والريف خوفا من سقوط قذائف مدفعية  النظام على الحياء السكنية .

ذكرت مصادر الثوار أن الجيش السوري الحر دخل قرية الإحساء (الرطلة) 15 كم شرقي القحطانية وصادر أسلحة الشبيحة والبعثيين هناك.

أضافت المصادر :أن الحياة عادت إلى طبيعتها في تل حميس المحررة حيث تم فتح الأسواق والمحلات كما عادت حركة المواصلات إلى العمل فيها.

وفي مدينة القامشلي  لوحظ تواجد كثيف  لقوات ال ybg  التابعة لحزبي العمال والاتحاد الكرديين في محيط مطار القامشلي بشكل كبير بالإضافة للأحياء المجاورة للمطار في اليومين الأخيرين.

ومن جهته أعلن حزب آزادي الكردي في سوريا (جناح مصطفى جمعة), عن انسحابه من الهيئة الكردية العليا, معتبرا أنه غير معني بقراراتها من الآن فصاعداً.

وحول هذا الموضوع قال بشار أمين نائب سكرتير حزب آزادي في تصريح لـNNA أن الحزب لم ينسحب من اتفاقية هولير احتراما لراعي الاتفاقية (رئيس إقليم كوردستان), وإنما يطالبون بتغيير ممثلي المجلس الوطني الكردي ضمن الهيئة, لأن الأعضاء الحاليين ينحازون إلى الطرف الأخر من الاتفاقية (على حد تعبيره).

وأشار أمين أن الطرف الأخر من اتفاقية هولير  ما اسماه (مجلس الشعب في غرب كوردستان), ينتهك قرارات اتفاقية هولير تحت اسم الهيئة الكردية العليا دون أن يحرك ممثلي المجلس الوطني في الهيئة ساكناً.

وأوضح نائب حزب آزادي أن القرار المتخذ يمثل حزبهم فقط, ولا يمثل وجهة نظر الإتحاد السياسي الذي يجمعهم مع ثلاثة أحزاب كردية أخرى.

وكان حزب آزادي (المنضوي تحت إطار المجلس الوطني الكردي) قد أوضح في بلاغ أعقب اجتماع الهيئة القيادية, أن اتفاقية هولير الموقعة بين المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب في غرب كوردستان (المقصود في شمال سوريا), قد أفرغت من محتواها بسب ممارسات الطرف الأخر, معلناً حجب الثقة عن ممثلي المجلس في الهيئة الكردية العليا المنبثقة عن اتفاقية هولير.

ويذكر أنه منذ فترة، دأب حزب الاتحاد الديمقراطي ولجانه الشعبية ووسائل إعلامهما، بإطلاق الاتهامات و التلفيقات بحق هذا الحزب وبعض أعضائه، في محاولة من أجل منعه  من النشاط السياسي الميداني، والاستئثار كليا بالوضع الكردي.

كلما شركاء

من هم الجهاديون في سوريا….. ومن أين يأتون؟

    منى العلمي :معهد  كارنيجي

أدّت الانتفاضة الطويلة وتنامي التشدّد في الشارع السوري، إلى صعود المقاتلين الجهاديين. فخلال الأعوام الأخيرة، ساهم العنف الشرس الذي استخدمه نظام الأسد ضد الاحتجاجات التي بدأت سلمية، في منح زخم لتنظيم “القاعدة” في البلاد. واليوم تحوّلت التظاهرات إلى حرب مذهبية تضع في بعض الحالات “الأمّة السنّية” في مواجهة ما يُسمونه نظام “نُصَيري”، الأمر الذي يشكّل عامل استقطاب قوياً للمقاتلين الجهاديين من الأردن ولبنان وفلسطين المجاورة.

بعد أشهر قليلة من انطلاقة الانتفاضة، بدأ المدوّنون على المواقع الإلكترونية السلفية يطلبون من الفقهاء الجهاديين إصدار فتاوى تتيح لهم الانضمام إلى الحركة الاحتجاجية. وقد نصح الشيخ أبو المنذر الشنقيتي المدوّنين بالانضمام إلى الاحتجاجات شرط تجنّب الدعوة إلى الديمقراطية أو رفع أي شعار علماني آخر. وفي نهاية العام 2011، دعا أسامة الشهابي، أمير “فتح الإسلام” في لبنان، إلى النضال المسلّح في سوريا عبر المنتدى الإلكتروني “شموخ الإسلام”.1 وبعد ذلك، نشر الشيخ الشنقيتي فتوى عبر “منبر التوحيد والجهاد” أجاز فيها استعمال العنف ضد نظام الأسد.

في شباط/فبراير 2012، دعا زعيم تنظيم “القاعدة”، أيمن الظواهري، المقاتلين في العراق والأردن ولبنان وتركيا إلى التحرّك دعماً لمَن سمّاهم “إخوانهم في سوريا”. وفي الوقت نفسه تقريباً، أصدر الشيخ السلفي أبو محمد الطحاوي فتوى دعا فيها إلى الجهاد في سوريا. وعلّق في مقابلة معه قائلاً: “دعوت كل الرجال القادرين إلى الذهاب للجهاد في سوريا؛ فمسؤولية كل مسلم ملتزم أن يعمل على وقف إراقة الدماء التي يقوم بها النظام النُصَيري”.2 وقد ألقت الاستخبارات الأردنية القبض على الطحاوي قبل بضعة أشهر.3

حالياً، يبرز العديد من المجموعات الجهادية إلى الصدارة في الانتفاضة السورية. ففي كانون الثاني/يناير 2012، أعلنت “مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي” عن إنشاء تنظيم جهادي جديد يُدعى “جبهة النصرة” بقيادة أبو محمد الجولاني، الذي يُعتقَد أنه مواطن سوري من مرتفعات الجولان. تستقطب “جبهة النصرة” في شكل خاص المقاتلين الأردنيين الذين يقودون عدداً كبيراً من ألويتها، بحسب الصحافي في جريدة “الحياة”، تامر الصمادي الذي تحدّث عن مقتل مايزيد عن 25 أردنياً خلال القتال إلى جانب “جبهة النصرة” في سوريا.4 وفي حين أنه ليس لجبهة النصرة أي انتماء علني إلى تنظيم القاعدة، منح الجولاني البيعة لأبو حمزة، أحد أمراء “تنظيم القاعدة في دولة العراق الإسلامية”. أما الجهاديون الراغبون في الانضمام إلى “جبهة النصرة”، فعليهم الحصول على التزكية، أي كفالة شخصية من قادة الجبهة تضمن التزامهم الديني ومهاراتهم العسكرية. لكن المجموعة تتألف حالياً من بضعة آلاف المقاتلين فقط، أي أنها صغيرة الحجم بالمقارنة مع “الجيش السوري الحر”، الذي يُعتبَر التنظيم الأساسي ويزيد عدد عناصره عن مئة ألف.

يبدو أن غالبية الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا هم من البلدان المجاورة، مثل الأردن والعراق، وبدرجة أقل، لبنان. وفقاً للداعية السلفي اللبناني عمر بكري، هناك أيضاً فِرَق صغيرة من ليبيا وتونس، وكذلك من بلجيكا وفرنسا والسويد، ومعظم عناصرها يتحدّرون من منطقة شمال أفريقيا. وتشير التقديرات، استناداً إلى مقابلات مع مصادر لبنانية وفلسطينية وأردنية،5 إلى أن مئة مقاتل لبناني تقريباً يشاركون في النزاع في سوريا، فضلاً عن نحو 40 إلى 80 فلسطينياً من المخيمات الفلسطينية في لبنان. ليسوا جميعهم جهاديين، فبعضهم ذهبوا إلى سوريا بسبب الروابط العائلية التي تجمعهم بأُسَر سورية أو كرههم لنظام الأسد الذي احتلّ لبنان لما يزيد عن 19 عاماً. وقد لفت تامر الصمادي إلى أن حوالى 300 أردني يخوضون الآن الجهاد في سوريا، مع العلم بأنه ليست هناك بيانات تشير إلى النسبة المئوية التي يشكّلونها بين المقاتلين الأجانب.

ينتمي الجهاديون القادمون من لبنان إلى جيل جديد. قال الشيخ السلفي نبيل رحيم من طرابلس: “معظمهم شباب تتراوح أعمارهم من 17 عاماً إلى أواخر العشرينات من العمر، ومعلوماتهم الإسلامية والعسكرية ضئيلة جداً”. هذا ويعمد المقاتلون أنفسهم إلى تجنيد مقاتلين جدد، كما حصل مع مالك حاج ديب وعبد الحكيم حاج ديب اللذين جنّدهما حسان سرور الذي كان يقاتل مع كتيبة فاروق، كما يروي أفراد من العائلة. تقول مصادر سلفية في طرابلس، التي تشكّل معقلاً لواحدة من أكبر المجموعات السلفية في لبنان، إن الأئمة السوريين يشجّعون أيضاً شباب المدينة على الانضمام إلى النزاع.

ويبدو أن هذه النزعة موجودة أيضاً داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، ولاسيما عين الحلوة وبرج البراجنة وشاتيلا. فقد أوردت مصادر أن أعضاء سابقين في “كتائب عبدالله عزام” و”فتح الإسلام” و”جند الشام”، وكذلك بعض العناصر الذين كانوا ينتمون سابقاً إلى “عصبة الأنصار” و”حركة الجهاد الإسلامي”، توزّعوا على خمسة فصائل يتألّف كلٌّ منها من 25 عنصراً. تتدرّب هذه المجموعات حالياً في منطقة البساتين بواسطة الأسلحة الخفيفة إلى المتوسّطة. وقد انشقّ عدد كبير من هؤلاء المقاتلين عن “عصبة الأنصار” و”حركة الجهاد الإسلامي” مؤخراً، اعتراضاً منهم على “الاعتدال” المستجدّ لدى المجموعتَين وتعاونهما مع “الكفّار”، في إشارة إلى الجيش اللبناني وأجهزة الاستخبارات اللبنانية.

سيساهم اجتذابُ النزاع السوري مزيداً من المقاتلين من مختلف أنحاء المنطقة في نشر مخطّط القاعدة الإقليمي، الذي بقي هدفه كما هو ولم يُغيِّره الربيع العربي: خوض الجهاد في كل “الدول الكافرة”. وبغضّ النظر عما إذا كان تنظيم القاعدة يملك الوسائل الفعلية أو العدد الكافي من الأتباع لتحقيق هذا الهدف، فإن اكتساب الجهاد طابعاً معولماً أكثر فأكثر قد يؤدّي إلى زعزعة استقرار البلدان الهشة، وهو الأمر الذي يثير المخاوف في أرجاء المنطقة.

منى العلمي صحافية فرنسية-لبنانية تغطّي التطورات في مجالَي الأعمال والسياسة في الشرق الأوسط. تركّز حالياً على المجموعات السلفية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى