أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 14 كانون الثاني 2012

بعثة المراقبين: استقالات وارتباكات وتقارير «مقلقة»

القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، انقرة – «الحياة»، ا ف ب

دعا «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» الى تظاهرات اليوم تحت شعار «جمعة دعم الجيش الحر» فيما أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أن المقاطعة والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول العربية على النظام السوري قد تؤتي ثمارها في وقف العنف. وقال ان مهمة المراقبين تزداد تعقيداً والتقارير الواردة منهم من دمشق «مقلقة». وشدد رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين إلى سورية السفير عدنان الخضير على أن البعثة مستمرة في عملها إلى يوم 19 كانون الثاني (يناير) الجاري وفق البرتوكول الموقع مع الحكومة السورية. وكانت الجامعة قررت تعليق إرسال مراقبين جدد إلى سورية، بعد هجوم استهدف فريقها في اللاذقية يوم الإثنين الماضي واسفر عن اصابة ثلاثة مراقبين بجراح طفيفة.

وفي الوقت الذي يستمر فيه الجدل حول مهمة المراقبين، انتقد العربي الهجوم الذي شنه الرئيس بشار الاسد على دور الجامعة العربية في سورية، وأعرب في مقابلة مع قناة «الحياة» الفضائية المصرية بثتها ليل اول من امس عن تخوفه من نشوب حرب أهلية في سورية في ظل استمرار العنف. لكنه استبعد تكرار السيناريو الليبي لأن «سورية ليس فيها إغراء بالنسبة الى دول تستخدم السلاح وتجد من يدفع الفاتورة.. ليس فيها نفط أو بترول، والولايات المتحدة لديها انتخابات هذا العام، ولا أظن أنهم يرغبون في الدخول في مغامرات عسكرية.. والاتحاد الأوروبي أيضا شبه مفلس» وقال إن «الظرف الدولي لا يسمح بالتدخل العسكري»، و»مجلس الأمن أيضا لا يرغب بالدخول في هذه المغامرات في ظل المعارضة الصينية والروسية».

وكان الامين العام لمجلس الامن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف ذكر في مقابلة نشرت امس في صحيفة «كومرسانت» الروسية ان هناك معلومات تقول ان دولا اعضاء في حلف شمال الاطلسي ودولا عربية في الخليج تريد تحويل تدخلها الراهن في الشؤون الداخلية السورية الى تدخل عسكري مباشر، كما حصل في ليبيا. واضاف ان القسم الاكبر من القوات المهاجمة لن يأتي هذه المرة من فرنسا وبريطانيا وايطاليا بل ربما من تركيا المجاورة.

وكان الخضير ذكر أن عدد المراقبين يكون حسب الحاجة والطلب، مشيراً إلى أن العدد الاجمالي الموجود في الأراضي السورية حتى الآن يبلغ 163 مراقباً. كما نفى أن تقوم الأمم المتحدة بتدريب مراقبين جدد إلى سورية ولكن تدريبهم سيكون في الجامعة. وأكد ان احداً لم ينسحب من المراقبين، لكن اثنين أحدهما جزائري والآخر سوداني اعتذرا، الاول لأسباب صحية والثاني لأسباب خاصة وتمت الموافقة على اعتذارهما. وقال ان من يدلي بغير ذلك لوسائل الإعلام فهذا خاص به ويتحمل مسؤولية كلامه.

وفي بيان عن رئيس بعثة المراقبين العرب وزعته الجامعة أمس أكد الفريق الدابي أن ما تحدث به المراقب أنور مالك عبر إحدى القنوات الفضائية لا يمت الى الحقيقة بصلة. وقال البيان إن مالك منذ تم توزيعه ضمن فريق حمص لم يغادر الفندق طيلة ستة أيام، ولم يشارك أعضاء الفريق في النزول إلى الميدان، متعللا بمرضه الذي يحول دون مرافقة الفريق في جولاته داخل حمص. واعتبر البيان ان مالك حنث بالقسم الذي أداه إلى جانب أن ما تحدث به إنما يقع على مسؤوليته الشخصية، وهو ما يؤكده أعضاء الفريق الذي ذهب إلى حمص.

من جهة اخرى أعلن في انقرة امس ان وزير الخارجية احمد داود اوغلو سيستقبل في 19 كانون الثاني (يناير) الجاري في انقرة نظيره الايراني علي اكبر صالحي. بعد ان كان الوزيران التقيا في طهران الاسبوع الماضي. كما سيشارك داود اوغلو في 23 كانون الثاني في اجتماع في بروكسل لنظرائه الاوروبيين لبحث الوضع في سورية وايران. ويزور موسكو في 25 كانون الثاني وواشنطن في مطلع شباط (فبراير) لاستكمال محادثاته بشأن الضوع في هذين البلدين.

وعلى الصعيد الميداني اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 22 شخصاً امس على الاقل في انحاء مختلفة من سورية في مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن في حمص وحماة وحرستا والقابون فيما اعلنت مجموعة من العسكريين في ادلب انشقاقها عن الجيش النظامي وانضمامها الى «الجيش السوري الحر».

وافاد ناشطون حقوقيون ان مئات الطلاب الجامعيين تظاهروا في حي البرامكة في دمشق، فعمدت قوات الامن السورية الى تفريقهم واعتقال العشرات منهم. وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن اعتقال الامن «ما بين 30 الى 40 من الشباب». وتقع منطقة البرامكة قرب عدد من الكليات التابعة لجامعة دمشق.

وفي هذا الوقت منعت السلطات السورية قافلة مساعدات باسم «قافلة الحرية» من عبور الاراضي التركية ونقل المساعدات التي تحملها الى السوريين مما اضطر افراد القافلة القادمين من اميركا واوروبا والشرق الاوسط الى البقاء في جنوب شرقي تركيا. وتتألف القافلة من خمس حافلات و15 سيارة ترفع العلم السوري.

مهمة المراقبين تواجه مزيداً من الشكوك

ولجنة تحقيق سورية في مقتل جاكييه

قررت امس السلطات السورية تأليف لجنة للتحقيق في مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص بعد تصاعد المطالبات الدولية بحماية الصحافيين في سوريا منذ مقتله. (راجع العرب والعالم)

وطالب الزعماء الغربيون وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ”كشف الحقيقة كاملة” عن ظروف مقتل الصحافي الفرنسي الذي يعمل لحساب القناة الثانية العامة في التلفزيون الفرنسي “فرانس2”.

وافادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “محافظ حمص غسان عبد العال اصدر قرارا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وجمع الادلة والتحقيق في ظروف وملابسات الاعتداء الإرهابي الذي أودى بحياة الصحافي الفرنسي جيل جاكييه من القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي وثمانية مواطنين سوريين يوم أمس”. واضافت ان “اللجنة تضم قاضيا ورئيس فرع الامن الجنائي بمدينة حمص وخبيري اسلحة وذخيرة الى مندوب عن القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي تسميه القناة”.

المراقبون العرب

في غضون ذلك، احاط مزيد من الشكوك بمهمة المراقبين العرب، بعد اعلان المراقب الجزائري انور مالك أن عددا من مراقبي جامعة الدول العربية انسحبوا من سوريا أو ربما كانوا في صدد ذلك نتيجة فشل إخفاق المهمة في وقف القمع العنيف للانتفاضة الشعبية على حكم الرئيس بشار الأسد.

وقال مالك الذي انسحب من فريق المراقبة هذا الأسبوع إن كثيرين من زملائه السابقين يتفقون معه في الشعور بخيبة الامل. واشار الى إنه لا يمكنه تحديد عددهم لكنهم كثيرون. وأضاف أن غضبهم يتضح عند التحدث معهم.

وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان سوريا لم تنفذ سوى اجزاء من الاتفاق الذي وقعته وان العنف والقتل لم يتوقفا. وأبلغ قناة “الحياة” التلفزيونية ان مستوى العنف والقتل تراجع، لكنه لم يتوقف.

وسيكون أي اعتراف بفشل بعثة المراقبين ضغطا إضافيا على الجامعة العربية لإحالة الملف السوري على مجلس الامن، لكن ديبلوماسيا غربيا هناك قال إن من المرجح ان تعارض الجزائر والعراق ومصر خطوة كهذه.

“قافلة الحرية”

ومنعت السلطات التركية في اللحظة الاخيرة مجموعة من الناشطين اتوا من اميركا واوروبا والشرق الاوسط لتقديم مساعدة معنوية وانسانية الى الشعب السوري. واضطر الناشطون المئتان في “قافلة الحرية” الى البقاء في جنوب شرق تركيا.

وقال الناشط سامر جسري: “نحن هنا اليوم فقط لدعم الحرية في سوريا، ولن نغادر ما لم نحصل على شيء… حتى لو اضطررنا الى البقاء هنا داخل خيمنا وفي سياراتنا”.

تظاهرة في دمشق

وافاد ناشطون حقوقيون ان مئات من الطلاب الجامعيين تظاهروا في حي البرامكة في دمشق، ففرقتهم قوى الامن السورية واعتقلت العشرات منهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “قوى الامن السورية فرقت بالقوة مئات الطلاب الجامعيين الذين كانوا يتظاهرون في حي البرامكة بدمشق واستخدمت العصي الكهربائية خلال تفريقهم واعتدت بالضرب المبرح عليهم”. واضاف ان قوى الامن “اعتقلت ما بين 30 و40 من الشباب”.

أيام صعبة في الأزمة السورية… بسبب إيران

سامي كليب

أراد الرئيس السوري بشار الأسد لخطابه الأخير أن يكون رسالة حزم أمني وانفتاح سياسي. وأراده أيضا تعبيرا عن قوة النظام في وجه الرياح العاتية التي تعصف به من كل حدب وصوب. تزامن ذلك مع تفاقم التهديدات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة، ومع تجاذبات لافتة حول المراقبين العرب. ووصل المشهد إلى نقطة خطيرة مع مقتل الزميل الفرنسي جيل جاكييه الذي سقط شهيد جرأته الصحافية الجديرة باحترام كبير.

لم يأخذ الغرب من خطاب الأسد سوى جانبه الأمني. كذلك فعلت المعارضة السورية والدول العربية والإسلامية الداعمة لها. ارتفعت اللهجة القائلة بانسداد الأفق السياسي وعقم تجربة المراقبة العربية للأوضاع في سوريا. ازدادت الدعوات لسحب المراقبين. وهم على الأرجح سيُسحبون عاجلا أم آجلا لأن المطلوب في الأسابيع المقبلة زيادة الضغط لإعادة فتح الملف السوري في مجلس الأمن الدولي. مرفوض عربيا ودوليا أن يشعر النظام باستعادة زمام المبادرة.

كانت واشنطن وفرنسا في طليعة من شجب خطاب الأسد. تبعها بعض العرب. تخلل ذلك لقاءان منفصلان جمعا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. استكمل المشهد بلقاءات هي الأولى من نوعها علنا بين وليم بيرنز الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأميركية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر. كان جيفري فيلتمان، كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية، قد مهد لها قبل فترة وقيل إن لهذه الزيارات أهدافا عديدة، ولكن أبرزها إيران وسوريا ومستقبل العلاقة مع إسرائيل وأميركا.

حديث الأسد عن الحكومة قبل الانتخابات وعن دعوته مختلف الأطراف للمشاركة فيها لم يلق أي صدى ايجابي عند الدول المطالبة منذ فترة بإسقاطه. لكن الرئيس السوري قدم بذلك ورقة إضافية لحلفائه الروس، وقدم الأمر على انه احد أبرز التطبيقات الفعلية لمشروع الإصلاح. أريد للكلام عن الحكومة والانتخابات أن يقطع الطريق على من يلوم الأسد على انه كثير الوعود قليل التنفيذ. ومع ذلك فان الآذان بقيت صماء وتم تسليط الأضواء مجددا على الخيار الأمني.

الخيار الأمني مستمر، والأسد لم ينف ذلك بل عززه. لكن الرئيس السوري سعى لرمي الكرة السياسية والإصلاحية في ملعب المعارضة، ذلك أن رفضها التجاوب مع دعوته يعني أن المعارضة هي التي لا تريد الحوار. لم يكتف الأسد بذلك. قرر حماية خياراته بسند شعبي. قفز فوق كل النصائح الأمنية ونزل مع زوجته وأولاده إلى ساحة الأمويين.

كان الأسد يقول لمناصريه في ساحة الأمويين «سننتصر .. وإنهم في مرحلتهم الأخـــيرة من المؤامرة وسنجعلها نهاية لهم ولمخططاتهم». فهم مناصــروه الكلام على انه مصدر قوة، وقالت عنه المعارضة انه عـــنوان ضعف. لكن ليس كل ذلك مهما، الأهم أن كلام الأســـد جاء فيما كانت المياه الإقليمــية من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط تغلي بتحــركات عســكرية بحــرية أميركــية وروسية.

غليان البحار رافق ارتفاعا كبيرا في حرارة اللهجة الإيرانية. هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز. كشفت عن استمرار وتفعيل عمليات التخصيب النووي. قابل ذلك ازدياد الكلام عن إرسال قوات أميركية إلى المنطقة وإسرائيل.

يوحي كل هذا المشهد، بان الأزمة وصلت إلى ذروتها، لم يبق إلا الانفجار أو الصفقة. كلا الاحتمالين وارد. لا يوازي القلق من الانفجار سوى الخطوات المتلاحقة للتهدئة. تتصدر روسيا قائمة الكابحين للتفجير. رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين يصل إلى حد التوعد بالرد على أي عمل من طرف واحد يقوم به الغرب. يريد لكلامه كبح جماح الاندفاع صوب التصعيد والذي تغذيه إسرائيل علانية أو تحت الطاولات. تتكرر التحذيرات الروسية حيال أي عمل عسكري في المنطقة. تسحب موسكو البساط من تحت أقدام الغربيين بقولها إنها لا ترى أي دليل على تطوير إيران قنبلة نووية. يتذكر السامعون تلفيقات الإدارة الأميركية حين كانت تتحدث عن اسلحة دمار شامل عند الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

تحوم حول تركيا كافة الإغراءات. يدعو الاتحاد الأوروبي وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو للانضمام إلى لقاءاته حيال إيران وسوريا. تحاول إيران قطع الطريق فتكثف اللقاءات والاتصالات مع أنقرة، رغم صعوبة المحادثات بينهما بشأن سوريا. تستشعر قطر اقتراب الخطر ويحق لها أن تكون أبرز القلقين في حال تعرضت إيران لعمل عسكري، فهي في فوهة المدفع الإيراني. يقول رئيس الوزراء القطري من واشنطن بضرورة تخفيف التأزم في الخليج. تريد الدوحة أن تتحول إلى وسيط من نوع خاص بين طهران وواشنطن، ولكنها لا تستبعد أي احتمال لوضع أسوأ.

في أوج هذا التأزم يُقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في حمص. الزميل الأربعيني العمر والأب الحديث لطفلتين تميز بشجاعة لافتة في كل مساره الصحافي. وضع روحه على كفه مرارا من كوسوفو إلى أفغانستان وليبيا واليمن وصولا إلى سوريا. سيكون مقتله نقطة مفصلية في الأزمة السورية، ودمه مرشح لأن يتحول إلى قميص عثمان. من الصعب السماح للسلطة السورية بتحميل المسؤولية للمسلحين. سترتفع الأصوات القائلة بان النظام هو مدبر القتل. أما إذا تحول مجرى الرياح وصار لا بد من تهدئة فيمكن تحميل المسؤولية لاحقا لمسلحين مجهولي الهوية.

هب العالم اجمع مستنكرا مقتل الزميل الفرنسي. سارعت واشنطن والاتحاد الأوروبي وفرنسا لمطالبة السلطات بكشف الملابسات. لكن اللافت أن أحدا من هذا العالم لم يستنكر في اليوم نفسه اغتيال عالم نووي إيراني. اكتفت واشنطن بإعلان البراءة من دم العالم الشاب. أدركت أن اتهام إيران لها ولإسرائيل يعني تحميلها جزءا كبيرا من المسؤولية التي قد يترتب عليها رد إيراني. تستطيع طهران أن ترد بسهولة على واشنطن لكنها تتريث للرد على إسرائيل، وهي على الأرجح سترد في مكان وزمان يناسبانها، ولعل لدى «حزب الله» كثيرا من الخطط لعمليات ينفذها حين يحين موعدها على غرار ما اعتاد سابقا رغم تغير الظروف في محيطه.

كل هذا التلبد في غيوم المنطقة يجري وسط ارتفاع حرارة التنافس الانتخابي في الولايات المتحدة. تثار مجددا قضايا هزيمة أميركا في العراق. يعاد فتح ملف معتقل غوانتانامو الذي وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإقفاله ولم يف بالوعود بعد. تدخل قطر على خط التسوية الأميركية مع حركة طالبان، تتقدم الوساطة القطرية خطوة وتتعثر خطوات ولم يعرف مآلها النهائي حتى الساعة. وفي فرنسا ترتفع لهجة الاتهامات الحزبية للرئيس نيكولا ساركوزي في حمأة الاستعداد للانتخابات المقبلة وذلك فيما يجاهد الغرب لحل أزمة ديونه.

بعد عشرة أشهر على الأزمة السورية يريد الأسد أن يقول انه قادر على التلويح بالعصي الأمنية الغليظة بيد، والتلويح بحل سياسي بيد أخرى شرط أن يكون الحل بإشرافه ورعايته. لكن المعارضة ومعها دول كثيرة تريد إسقاطه حتى ولو اختلفت أهداف هذه الإرادة. لم تنفع محاولاته للانفتاح السياسي في إقناع المعارضة بالحوار حتى ولو انه فتح الباب هذه المرة للجميع.

بات إسقاط الأسد جزءا من الحرب الإقليمية والدولية الأوسع. صار الربط بين دمشق وطهران و«حزب الله» أوثق من أي وقت مضى في حرب المحورين في المنطقة. لابد من انفجار أو صفقة. المنطقة تغلي. إدارة الأزمات تبدو عقيمة وهي خطيرة على الجميع. كل شيء مرهون بمستقبل الملف الإيراني. من غير المنتظر إذا أي حل أو انفراج في الأزمة السورية قبل وضوح الرؤيا في الملف النووي. هنا بالضبط تكمن كل الخطورة، ولكن أيضا قد يكمن الأمل بالانفراج. الوقت الراهن يوحي بالخطورة أكثر من الانفراج. التجارب الإيرانية السابقة مع الانتخابات الأميركية توحي بان ثمة أشياء كثيرة تجري تحت الطاولات. إيران المحاصرة ما تزال قادرة على رفع سعر النفط بمجرد التهديد بإغلاق مضيق هرمز، وقادرة أيضا على إثارة الهلع عند الناخب الأميركي والتأثير سلبا على أوباما، لكنها لم تســقط حتى الآن في فخ جرها إلى الحرب. تدرك أن المبادر إلى الحرب المقبلة سيكون خاسرا. من جانبه يدرك ســـيد البيت الأبيض أن أي خطوة ناقصة قد تطــيح بكل آماله للعــودة إلى مكتبه البيضاوي. ولكن إسرائيل تكثف الضغوط لوضع حد للبرنامج الإيراني والقضاء على «حزب الله» وتصب نظرية وزير دفاعها إيهود باراك بان ذلك يتحقق عبر إسقاط نظام الأسد، خصوصا بعد أن انتزع الأميركيون من «إخوان» مصر قــرارا بالحفاظ على المعاهدات لفترة طويلة. فكيف للأزمة الســـورية أن تنتظر حلا قريبا؟ التصعيد سيبقى سيد الموقــف لفترة غير قصيرة وسوف يزداد. لا الحرب سهلة ولا الصفقة جاهزة، وكل طرف سيزداد شراسة.

الجزائر تحمّل المعارضة المسلحة مسؤولية تزايد العنف

الجامعة العربية: المراقبون مستمرون وفـرقهـم تنتشـر فـي أنحـاء سـوريـا

أكدت الجامعة العربية، أمس، أن المراقبين العرب في سوريا يواصلون عملهم على الأرض بناء على البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية. وفيما أشاد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي بالخطوات التي قام بها النظام السوري لنزع فتيل الأزمة، مشيرا إلى أن حمل المعارضة السلاح يهدد بمزيد من العنف، كانت الدوحة وواشنطن «تدينان عنف النظام»، وحذرت موسكو من أن «واشنطن وأنقرة تعملان منذ الآن على خطط مختلفة لإعلان منطقة حظر جوي (في سوريا) يمكن أن تتمركز فيها وتتدرب وحدات مسلحة من المتمردين السوريين».

وقال مدلسي، في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لمناسبة انتقال رئاسة مجموعة الـ77 من الأرجنتين إلى الجزائر، «اتخذت الحكومة السورية بعض الخطوات. ربما لا تكفي لكن اتخذت بعض الخطوات بمعنى أنه قد تم سحب الأسلحة الثقيلة من المدن التي تواجه مشاكل الآن». وأضاف «جرى إطلاق سراح بضعة آلاف من السجناء لكن هناك الكثير لم يطلق سراحهم بعد. هناك انفتاح لوسائل الإعلام، رغم أن هذا الانفتاح غير كامل إلا انه حقيقي».

وتابع مدلسي «الشعور هو أن الحكومة السورية تعكف على بذل مزيد من الجهد، لكن جامعة الدول العربية لديها مشاكل بشكل خاص مع المعارضة المسلحة». وأشار إلى انه لا يعتقد أن سوريا حاليا في حرب أهلية، موضحا أن العنف يقتصر على عدد قليل من المدن، لكنه حذر من انه «إذا استمرت المعارضة في تسليح نفسها فسيكون هناك خطر قد يضعنا في موقف عنف أوسع نطاقا».

وأشار مدلسي إلى ان مالك ينتمي إلى منظمة غير حكومية وأن «الجزائريين الآخرين لديهم آراء مختلفة». وقال «هناك عشرة مسؤولين من الحكــومة الجــزائرية في فريق بعثة الجامعة العربية لسوريا» الذي يضم 165 عضوا.

وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بعد محادثات أجرتها مع مدلسي في واشنطن، «الحاجة إلى إنهاء هجوم حكومة الأسد على شعبها».

ومن المقرر أن تقدم البعثة تقريرا مفصلا لجامعة الدول العربية في 19 الحالي. وقال دبلوماسي غربي بارز في مجلس الأمن انه يتوقع أن التقرير «لن يكون واضحا للغاية» بسبب الخلافات بين الدول العربية. وأضاف «سأندهش إذا قالت جامعة الدول العربية انها فشلت وإنهم ذاهـــبون إلى مجلس الأمن»، مشيرا إلى أن دولا مثل الجزائر والعراق ومصر ستعارض على الأرجح الإحالة على مجلس الأمن.

قطر وواشنطن

وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بحث مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في واشنطن الوضع في سوريا. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الاجتماع بين بايدن والشيخ حمد حضره أيضا مستشار الرئيس باراك أوباما لشؤون الأمن القومي توم دونيلون. وأضاف ان بايدن والشيخ حمد «نددا خصوصا بأعمال العنف التي يرتكبها نظام (الرئيس بشار) الاسد في سوريا وشددا على اهمية تقرير بعثة المراقبين العرب المرتقب في 19 كانون الثاني».

روسيا والصين

وقال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، في مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت» الروسية نشرت أمس، ان هناك «معلومات مفادها ان دولا اعضاء في حلف شمال الاطلسي ودولا عربية في الخليج تريد تحويل تدخلها الحالي في الـــشؤون الســورية الى تدخل عســكري مباشر»، وفق السيــناريو الذي اتبــع في ليبــيا.

وأضاف «هذه المرة، لن تكون فرنسا وبريطانيا وايطاليا هي التي تقدم القسم الأساسي من قوات الضرب، لكن ربما تركيا المجاورة التي كانت تقيم حتى وقت قريب علاقات صداقة مع سوريا». وأضاف ان «واشنطن وأنقرة تعملان منذ الآن على خطط مختلفة لإعلان منطقة حظر جوي (في سوريا) يمكن أن تتمركز فيها وتتدرب وحدات مسلحة من المتمردين السوريين». وأعرب عن اعتقاده أن «السبب الأول وراء عزم الحلفاء معاقبة دمشق هو عدم رغبتها في قطع علاقات التحالف مع طهران وليس قمع المعارضة».

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال التعليق على هذه التصريحات، مكتفيا بالقول ان «موقف تركيا بشأن سوريا واضح». وقال مصدر في «الأطلسي» لوكالة «انترفاكس» الروسية، ان «الحلف لا يخطط للتدخل في شؤون سوريا. إن حالتي ليبيا وسوريا تختلفان، ودور الناتو في سوريا لا يناقش».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إن «خيار فرض حظر جوي على سوريا غير مطروح حاليا»، مشيرا إلى أن باريس «تواصل السعي مع شركائها لاعتماد قرار في مجلس الأمن يدين النظام السوري ويدعم مبادرة الجامعة العربية».

وطالب الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط وو سيكه، عقب اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة، «الحكومة السورية والأطراف السورية الأخرى بتوفير وتهيئة الظروف المناسبة لعمل بعثة المراقبين حتى يتمكنوا من أداء مهمتهم». واكد ان مناقشاته مع العربي اظهرت وجود «بعض الصعوبات التي تعترض عمل المراقبين في الوقت الراهن». وكرر رفض بكين تدويل الأزمة السورية معتبرا أن «الجامعة هي الإطار الجيد والمناسب والأفضل لحل تلك الأزمة وتسويتها».

المراقبون

أكد رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا عدنان الخضير، في بيان في القاهرة، «استمرار عمل بعثة المراقبين العرب في القيام بالمهام الموكلة إليها بموجب البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية حتى 19 الحالي».

وقال الخضير إنه «في غضون اليومين المقبلين سيتم انتشار الفرق الإضافية التي وصلت إلى الأراضي السورية مؤخرا، ليصل بذلك إجمالي عدد الفرق المنتشرة هناك إلى 16 فريقا»، مشيرا إلى أنه «سيتم تعزيز بعثة المراقبين بأعداد إضافية، فضلا عن تزويدهم بكافة التجهيزات اللازمة التي تيسر القيام بعملهم خلال الفترة المقبلة».

وحول انسحاب مراقبين بالبعثة، قال الخضير «لم ينسحب أحد لكن هناك اثنين من المراقبين (احدهم جزائري والآخر سوداني) قد اعتذرا لأسباب صحية وسيذهبان إلى دولتيهما، وتمت الموافقة على الاعتذار»، لافتا إلى أنه «لا يوجد في البروتوكول أي مصطلح حول الانسحاب أو الاستقالة بل الاعتذار».

وعن مهمة البعثة ميدانيا الآن، أوضح الخضير أن «فرق المراقبين تواصل عملها في عدد من المدن، وهي دمشق وريف دمشق، وحماه، وإدلب، ودرعا، وحمص، وأضيف لها مدن أخرى هي دير الزور والقامشلي، إلى جانب اللاذقية التي حصل فيها الاعتداء على المراقبين وانسحبوا منها».

وحول مدى الحصول على تعهدات من قبل الحكومة السورية لعدم تكرار الاعتداءات على البعثة، قال الخضير «حصلنا على تعهدات من الحكومة السورية، وكان هناك تصريح من وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن الحكومة ملتزمة بالبروتوكول كما وقع».

وقال رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في دمشق الفريق محمد مصطفى الدابي ان «ما تحدث به المراقب أنور مالك عبر إحدى القنوات الفضائية لا يمت للحقيقة بصلة». وأضاف إن «مالك منذ أن تم توزيعه ضمن فريق حمص لم يغادر الفندق طيلة ستة أيام، ولم يشارك أعضاء الفريق النزول إلى الميدان، متعللا بمرضه الذي يحول دون مرافقة الفريق في جولاته داخل حمص».

وتابع الدابي أن «مالك قبل مغادرته دمشق بيوم طلب السماح له بالسفر للعلاج في باريس، وتمت الموافقة له، لكنه غادر قبل اتخاذ الإجراءات التي تستلزم سفره، ومن دون أن يسلم العهدة التي تسلمها لمشاركته في المهمة في حمص، ولم ينتظر استخراج تذكرة السفر، وسافر على حسابه الخاص». وأوضح أن «مالك حنث بالقسم الذي أداه، إلى جانب أن ما تحدث به، إنما يقع على مسؤوليته الشخصية، وهو ما يؤكده أعضاء الفريق الذي ذهب إلى حمص». وكرر «دعوته وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في ما تنشر، وان تلتزم في رسالتها بالمنهجية والموضوعية».

وقال مالك، في مقابلة مع وكالة «رويترز» من الدوحة، إن «عددا من المراقبين انسحــبوا من سوريا أو ربما كانوا بصدد ذلك قريبـــا بسبب إخفاق المهمة في وقف القمع». وأضـــاف إن «بعثة المراقبين أعطـــت لهم الغطاء اللازم لتنفيذ أعمال مروعـــة أسوأ مما كان يحدث قــبل حضــور المراقبين».

ومنذ استقالته وجهت إلى مالك اتهامات نفاها بوجود علاقة وثيقة بينه وبين رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري برهان غليون. وكتب مالك كتابا بعنوان «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» يتناول المحـــاولات الإيرانية لدعم المتشددين في الجـــزائر. لكنه نفى أن يكــون قد حـــمل معه برنامجا خاصــا عندمــا ذهــب إلى سوريا.

وفي باريس، قال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال «أخذنا علما بهذه الاستقالات ودوافعها. نحن نحترم خيار كل شخص». وأضاف «اكثر من اي وقت مضى، يحتاج المجتمع الدولي الى مشاركة الجامعة العربية والتزامها لوضع حد للقمع في سوريا الذي اسفر حتى الآن عن كثير من الضحايا». واكد ان تسليم المراقبين تقريرهم في 19 كانون الثاني يشكل «لحظة حاسمة وينبغي ان يتيح هذا الامر للمجتمع الدولي الحكم على الوضع في سوريا ومدى تطبيق النظام خطة السلام. إن صدقيته إذاً حاسمة بالنسبة إلى مستقبل المنطقة».

ميدانياً

شكلت السلطات السورية لجنة للتحقيق «في ظروف وملابسات» مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص أمس الأول (تفاصيل ص 15).

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «الفعاليات الشعبية والأهلية والشبابية في محافظتي طرطوس وحماه واصلت إقامة المسيرات والنشاطات الوطنية تأييدا لبرنامج الإصلاح الشامل للوصول الى سوريا المتجددة والمتطورة التي رسم ملامحها الرئيس بشار الأسد».

ودعا المعارضون على موقع «فيسبوك» الى التظاهر اليوم تحت مسمى «جمعة دعم الجيش السوري الحر».

وذكرت «سانا» «استشهد 8 عناصر من قوات حفظ النظام اثر استهداف مجموعة إرهابية مسلحة سيارة مبيت كانت تقل عددا من عناصر قوات حفظ النظام قرب خان شيخون». وتابعت «استشهد طفل وأصيب شقيقه وشقيقته بانفجار عبوة زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة في بلدة حريتان بريف حلب».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، ان «18 شخصا قتلوا في دير الزور وادلب وحمص»، مشيرا الى «وصول جثث سبعة من قوات الامن إلى مستشفى في بلدة معرة النعمان (في محافظة ادلب) يبدو انهم قتلوا في معارك مع منشقين عن الجيش».

(«السفير»، سانا، ا ف ب،

ا ب، رويترز، ا ش ا)

المحتجون السوريون يتظاهرون دعما “للجيش السوري الحر

تظاهر محتجون سوريون في جمعة “الجيش السوري الحر” للتعبير عن دعمهم للعسكريين المنشقين وعن معارضتهم للنظام.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان “متظاهرا قتل في بلدة كفرنبل في محافظة ادلب اثر اطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية”.

وتحدث عن “اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية لتفريق التظاهرات التي خرجت في مدينة جاسم” في محافظة درعا.

وتابع ان “قوات الامن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم واسفرت الحملة عن اعتقال ِثلاثة اشخاص على الاقل”.

واكد ان “القوات النظامية السورية نفذت انتشارا كثيفا على الحواجز في مدينة انخل (في درعا) وطالبت الاهالي بالصلاة فقط في مسجد البسام”.

كما تحدث عن “اطلاق نار من قبل قوات الامن السورية لتفريق المظاهرات في حي الجبيلة والعرفي” في دير الزور.

وفي بانياس، قال المرصد ان “ثلاثة عناصر من الجيش السوري انشقوا واشتبكوا مع دورية امنية قرب مدرسة عماد عرنوق في الاحياء الجنوبية ما ادى الى اصابة عناصر الدورية بجراح وفرار العناصر المنشقة خارج المدينة”.

وفي حمص، جرح مدنيان بقذيفة اطلقت من سيارة تابعة للاشغال العامة، بحسب المرصد.

(ا ف ب)

المجلس الوطني والجيش السوري الحر يتفقان على آلية للتنسيق

اعلن المجلس الوطني السوري في بيان اليوم انه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما “بما يحقق خدمة امثل للثورة السورية”.

ومن هذه الاجراءات التنسيقية التي اوردها البيان انشاء “مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف “التواصل المباشر” واقامة “حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين” الذين يؤيدون الثورة و”التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الاعلامية”.

وقال البيان ان “وفدا من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين”.

واضاف ان وفدي الهيئتين “ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع العقيد رياض الاسعد ونائبه العقيد مالك الكردي ووقفا عند الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته”.

وتابع انهما اتفقا على “وضع خطة مفصلة تتناول اعادة تنظيم وحدات الجيش الحر واعتماد خطة لاستيعاب الضباط والجنود وخاصة كبار العسكريين الذين ينحازون إلى الثورة ضمن صفوفه”.

وقال البيان ان المجلس الوطني “تقدم ببرنامج عمل حول وسائل وآليات الدعم التي سيتم تقديمها للقطاعات العسكرية المؤيد للثورة” و”انشاء قناة اتصال مباشرة بشأن الوضع السياسي والمواقف الاقليمية والدولية، حيث يتم وضع قيادة الجيش والضباط الأحرار في صورة الاوضاع المستجدة لضمان التنسيق الفعال بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية”.

وتابع ان المجلس سينشىء “مكتب ارتباط لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر على مدار الساعة وسيقيم حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون خط الثورة الى جانب التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية”.

وتحدث البيان عن “سلسلة لقاءات” عقدت في الاسابيع الماضية واسفرت عن “تعاون بين الطرفين في الجوانب السياسية والإغاثية”، مؤكدا انه “من المقرر أن يتم زيادة التعاون خلال الفترة المقبلة”.

(ا ف ب)

فرنسا تفتح تحقيقا في مقتل الصحافي جاكييه في سوريا بتهمة القتل العمد

باريس- (ا ف ب): اعلن مصدر قضائي أن النيابة العامة لباريس فتحت تحقيقا الجمعة في مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في سوريا بتهمة القتل العمد، فيما تحدثت هيئة التلفزيون الفرنسي التي كان الصحافي يعمل لحسابها عن “امور مريبة” في ملابسات مقتله.

وقال المصدر إن نيابة باريس طلبت تشريح جثة الصحافي التي نقلت الجمعة إلى فرنسا.

وأوضحت هيئة التلفزيون الفرنسي أن رئيسها ريمي فليملان طلب من نيابة باريس فتح تحقيق “يتيح كشف الحقيقة كاملة حول ظروف مقتل الصحافي الكبير” البالغ 43 عاما.

ومن جهته، قال مدير الاعلام في الهيئة تييري تويلييه لفرانس برس “هناك أمور مريبة. مثلا، لماذا اختفى العسكريون فجاة لحظة اطلاق النار بينما من المفترض أن تحظى مجموعة الصحافيين بمواكبة عسكرية؟”.

وقتل جيل جاكييه في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري، خلال زيارة للمدينة سمح بها النظام. وتحدث الشهود الصحافيون الذين كانوا برفقته عن اطلاق قذيفة هاون او صاروخ او قنبلة يدوية. ولم يتمكن أحد من الشهود من تحديد ما اذا كان مصدرها الجيش السوري أو المعارضين.

وافادت صحيفة لوفيغارو الجمعة أن الرئاسة الفرنسية تشتبه بـ”عملية تضليل” قد تكون السلطات السورية متورطة فيها.

وأكدت الصحيفة أن “مصدرا قريبا من الرئيس الفرنسي” نيكولا ساركوزي صرح لها “اننا نرجح التضليل” مشددا على أن ليس هناك “أدلة” حتى الان.

وأوضح المصدر لصحيفة لوفيغارو أن “المسؤولين السوريين وحدهم كانوا يعلمون ان مجموعة من الصحافيين كانت تزور حمص ذلك اليوم وفي اي حي كانوا”.

واعلنت السلطات السورية الخميس تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل جاكييه.

المجلس الوطني والجيش السوري الحر يتفقان على آلية للتنسيق بينهما

بيروت- نيقوسيا- (وكالات): اعلن المجلس الوطني السوري في بيان الجمعة انه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما “بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية”.

ومن هذه الاجراءات التنسيقية التي أوردها البيان انشاء “مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر واقامة حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون الثورة والتعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الاعلامية.

وقال البيان إن “وفدا من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين”.

واضاف ان وفدي الهيئتين “ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع (قائده) العقيد رياض الاسعد ونائبه العقيد مالك الكردي ووقفا عند الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته”.

وتابع انهما اتفقا على “وضع خطة مفصلة تتناول اعادة تنظيم وحدات الجيش الحر واعتماد خطة لاستيعاب الضباط والجنود وخاصة كبار العسكريين الذين ينحازون إلى الثورة ضمن صفوفه”.

والمجلس الوطني السوري الذي انشىء في اواخر آب/ اغسطس الماضي هو الاوسع والاكثر تمثيلا للمعارضة السورية بينما يضم الجيش السوري الحر ومقره تركيا حوالى 20 الف جندي منشق يشنون بانتظام هجمات على مراكز قوات الامن في سوريا.

وقال البيان إن المجلس الوطني “تقدم ببرنامج عمل حول وسائل وآليات الدعم التي سيتم تقديمها للقطاعات العسكرية المؤيد للثورة” و”انشاء قناة اتصال مباشرة بشأن الوضع السياسي والمواقف الاقليمية والدولية، حيث يتم وضع قيادة الجيش والضباط الأحرار في صورة الاوضاع المستجدة لضمان التنسيق الفعال بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية”.

وتابع ان المجلس سينشىء “مكتب ارتباط لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر على مدار الساعة وسيقيم حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون خط الثورة الى جانب التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية”.

وتحدث البيان عن “سلسلة لقاءات” عقدت في الاسابيع الماضية واسفرت عن “تعاون بين الطرفين في الجوانب السياسية والإغاثية”، مؤكدا انه “من المقرر أن يتم زيادة التعاون خلال الفترة المقبلة”.

ومن جهة أخرى، دعت حركات المعارضة السورية الشعب السوري للخروج في مسيرات الجمعة تأييدا “للجيش السوري الحر”، في كافة أنحاء البلاد، بعد يوم واحد من مقتل سبعة على الأقل من عناصر التنظيم العسكري المنشق عن الجيش النظامي، في اشتباكات مع القوات الحكومية.

وتقول المعارضة إن نحو أربعين ألف جندي قد انشقوا عن الجيش السوري منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد في آذار/ مارس الماضي.

وقال نشطاء سوريون مقيمون في لبنان لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات الحكومية والدبابات انتشرت اليوم الجمعة حول أطراف العاصمة دمشق قبيل انطلاق المظاهرات الاحتجاجية الحاشدة المناهضة للنظام.

وقال الناشط السوري أحمد بلال إن القوات السورية قصفت مناطق قريبة من ريف دمشق في وقت مبكر اليوم، ما أسفر عن مقتل شخصين، على الأقل.

وفي الوقت نفسه، نصب نشطاء معارضون خيمة بمحافظة حمص المضطربة وعلقوا صورا للمراسل الفرنسي جيليه جاكييه الذي قتل الأربعاء في هجوم بقذيفة هاون بالمحافظة أثناء تغطيته مسيرة موالية للنظام.

وقال عمر الحمصي الناشط السوري البارز، لـ(د.ب.أ) إن نشطاء المعارضة أقاموا صلاة مسائية بالشموع على روحه ليلا، وبحسب الحمصي فإن المعارضون يعتقدون أن “الشبيحة” الموالين للنظام هم من قتلوا جاكييه.

وقالت السلطات السورية الخميس إنه سيتم فتح تحقيق في ملابسات وفاة جاكييه الذي كان يعمل لحساب شبكة (فرانس 2 تي في)، فيما اتهمت المعارضة الحكومة بـ(تصفية) الصحفي الفرنسي.

وكان فريق من (فرانس2) وصل إلى سورية لمرافقة جثمان جاكييه إلى مثواه الأخير في باريس.

مراقب سابق: كثيرون منا يشككون في مهمتهم ومعظمهم من ضباط المخابرات

بيروت- (رويترز): قال مراقب جزائري سابق لرويترز الخميس إن العديد من المراقبين التابعين للجامعة العربية في سوريا يشعرون بالغضب بسبب ما يصفوه بالفشل في وقف الهجمات على المحتجين وان عددا منهم سينسحب احتجاجا على الارجح.

وقال انور مالك الذي انسحب من فريق المراقبين هذا الاسبوع إن ثلاثة من زملائه غادروا سوريا بالفعل لأنهم يعتقدون أن مهمتهم المستمرة منذ اسبوعين لم تفعل شيئا لوقف الحملة الامنية العنيفة التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد ضد خصومه.

وقال في مقابلة اجريت معه عبر الهاتف إن بعثة المراقبين تمنح النظام السوري غطاء ليستمر في اغلب اعماله بشكل اسوأ مما كان عليه الحال قبل وصول البعثة.

واضاف ان العامل الوحيد الذي منع عددا اكبر من المراقبين من الانسحاب من المهمة هو ان اغلبهم يشارك في هذه المهمة وفقا لأوامر حكومته مضيفا ان مراقبين كثيرين يبدو انهم يقدمون مصالح دولهم على مهمة بعثة المراقبين العربية.

وقال مالك إن المراقبين السودانيين ارسلوا تقاريرهم إلى حكومتهم قبل ان يرسلوها إلى مركز عمليات بعثة المراقبين في دمشق بينما احجم المراقبون العراقيون عن زيارة معاقل المعارضة.

وقال ان المراقبين لن يفعلوا شيئا اذا كانوا سيتلقون الاوامر من حكوماتهم مضيفا ان معظم المراقبين من ضباط المخابرات أو من الدبلوماسيين.

واضاف ان مراقبا مصريا وخبيرا قانونيا مغربيا وموظف اغاثة من جيبوتي يشاركون في بعثة المراقبين غادروا سوريا بالفعل. ولم يتسن التحقق من ذلك على الفور.

وقال ان كثيرين يشعرون بخيبة الامل تجاه مهمة المراقبين لكنه لا يستطيع تحديد عددهم من بين المراقبين وقال انه عندما يتحدث اليهم يستشعر غضبهم بوضوح.

واضاف مالك الذي كان يتحدث من قطر ان اخرين سينسحبون من بعثة المراقبين وانه لا يستبعد ان تسحب بعض الدول مراقبيها اذا استمرت الامور على ما هي عليه.

وقالت الجامعة العربية ان انتقاد مالك للبعثة لا اساس له من الصحة وانه لم يغادر فندقه لمدة ستة ايام متذرعا بانه مريض.

وتقول سوريا انها تقدم كل ما يلزم من الدعم للمراقبين وانها ملتزمة بأمنهم بعد ان تعرض بعضهم لهجوم من حشود في وقت سابق من هذا الاسبوع مما تسبب في وقف عملهم لمدة يومين على الاقل.

لكن مالك قال ان حكومة الاسد تستغل المراقبين في الدعاية لنفسها وقال انه استقال من بعثة المراقبين عندما وصلت إلى طريق مسدود وعندما تأكد له انه يخدم النظام السوري.

وقال ان هذه البعثة محكوم عليها بالفشل مضيفا انه يتعين الان النظر الى خيارات اخرى ملمحا الى ان التدخل الاجنبي قد يكون ضروريا.

وقال انه يرغب في ان يرحل النظام بشكل سلمي لكنه يرى من خلال ما شاهده انه لن يرحل الا بالقوة.

وكانت استقالة مالك احدث ضربة تتلقاها بعثة المراقبين التي لقيت انتقادات عديدة لكفاءتها والتي ازعجت جماعات حقوق الانسان بسبب دور الفريق محمد الدابي رئيس البعثة السوداني في صراع دارفور.

ومنذ استقالته وجهت الى مالك اتهامات نفاها بوجود علاقة وثيقة بينه وبين برهان غليون رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري.

ونفى ان تكون له صلة بصفحة على موقع فيسبوك تقول ان مسؤولا سوريا عرض عليه مبلغ 500 الف دولار للادلاء بتصريحات ايجابية حول النظام.

وكتب مالك كتابا بعنوان “أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر” عن المحاولات الايرانية لدعم المتشددين في بلده الجزائر. لكنه نفى ان يكون قد حمل معه أفكارا مسبقة عندما ذهب إلى سوريا.

واضاف انه على العكس من ذلك بكى إلى جوار طفلة علوية مصابة في مستشفى وانه يتعاطف مع المصابين والضحايا.

قافلة الحرية’ منعت من الدخول في اللحظة الاخيرة.. وتظاهرات الجمعة لدعم ‘الجيش الحر’

مقتل 20 باشتباكات قرب الحدود التركية وانسحاب المزيد من المراقبين

بيروت ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات: قال ناشطون إن اشتباكات كثيفة وقعت بين القوات السورية ومن يشتبه بأنهم منشقون عن الجيش في محافظة إدلب بالقرب من الحدود مع تركيا وفي محافظتي حماة وحمص اوقعت 20 قتيلا، فيما فرقت قوات الامن بالقوة مئات الطلاب الجامعيين الذين كانوا يتظاهرون في حي البرامكة بدمشق واستخدمت العصي الكهربائية واعتدت بالضرب المبرح عليهم واعتقلت ما بين 30 الى 40 من الشباب.

وصرح ناشطون سوريون بأن القوات الحكومية قتلت الخميس ما لا يقل عن أربعة جنود منشقين عن الجيش قرب الحدود مع تركيا، كما قتل 13 مدنيا برصاص قوات الامن السورية هم سبعة في دير الزور (شرق) واربعة في محافظة ادلب (شمال غرب) واثنان في حمص (وسط).

كما وقعت اشتباكات في إدلب، عندما تجمع أفراد جماعة من الناشطين المؤيدين للسلام بالقرب من الحدود مع تركيا، مطالبين بإنهاء العنف ضد المتظاهرين المناوئين للحكومة في سورية. وتتألف الجماعة، التي تطلق على نفسها اسم ‘قافلة الحرية’، من السوريين المقيمين بالخارج في الأساس.

ويقول منظمو هذه المبادرة إن ناشطي الجماعة توجهوا إلى محافظة غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا، حيث جاء معظمهم من أوروبا والولايات المتحدة.

وحملت الجماعة إمدادات غذائية وطبية تريد إدخالها عبر الحدود إلى سورية، غير أنها تقول إن السلطات رفضت السماح بدخولها إلى البلاد. وافاد ناشطون حقوقيون ان مئات الطلاب الجامعيين تظاهروا في حي البرامكة في دمشق فعمدت قوات الامن السورية الى تفريقهم واعتقال العشرات منهم.

جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه مراقب جزائري سابق في بعثة المراقبين العرب إن عددا من مراقبي جامعة الدول العربية انسحبوا من سورية أو ربما كانوا بصدد ذلك قريبا بسبب إخفاق المهمة في وقف القمع العنيف للانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

ولم يخرج المراقبون في جولات في المناطق المضطربة منذ اصابة 11 منهم على ايدي متظاهرين موالين للاسد في مدينة اللاذقية الساحلية يوم الاثنين في هجوم ادى الى ارجاء خطط لزيادة عدد المراقبين.

وقال مسؤول بالجامعة انه كان من المقرر ان يستأنف المراقبون عملهم امس الخميس بعد اتخاذ اجراءات جديدة لتأمينهم بالاتفاق مع الحكومة السورية.

وقال انور مالك الجزائري الذي انسحب من فريق المراقبة هذا الأسبوع إن الكثير من زملائه السابقين يتفقون معه في الشعور بخيبة الامل.

وقال لرويترز في مكالمة هاتفية إنه لا يمكنه تحديد عددهم لكنهم كثيرون. وأضاف أن غضبهم يتضح عند التحدث إليهم. وقال إن مستشارا قانونيا مغربيا وعامل إغاثة من جيبوتي ومصريا انسحبوا أيضا من بعثة المراقبة.

ولم يتسن على الفور التحقق من انسحابهم لكن مراقبا آخر طلب عدم نشر اسمه قال لرويترز إنه يعتزم الانسحاب من سورية يوم الجمعة. وقال ‘البعثة لا تخدم المواطنين. لا تقدم أي شيء’.

من جهة اخرى طالب القادة الغربيون وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ’كشف الحقيقة كاملة’ حول ظروف مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه الاربعاء والذي يعمل لحساب القناة الثانية العامة في التلفزيون الفرنسي.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا الخميس ان ‘محافظ حمص غسان عبد العال اصدر قرارا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وجمع الادلة والتحقيق في ظروف وملابسات الاعتداء الإرهابي الذي أودى بحياة الصحافي الفرنسي جيل جاكييه من القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي وثمانية مواطنين سوريين يوم الاربعاء’.

ودعا المعارضون السوريون الى تظاهرات الخميس تحية الى جيل جاكييه، اول صحافي غربي يقتل في سورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية.

وطالبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون باجراء تحقيق سريع.

وطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السلطات السورية ‘بالقاء الضوء على مقتل’ الصحافي، في حين وصف وزير خارجيته قتل الصحافي بانه ‘عمل مشين’ وطالب النظام السوري بتأمين سلامة الصحافيين الدوليين.

ودان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجوم، فيما اسف المتحدث باسم الخارجية الامريكية ‘لعدم قيام النظام (السوري) بتوفير الاجواء المؤاتية للصحافيين’.

من جانبها، طالبت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الجامعة العربية بالتنديد بما وصفته بأنه ‘اخفاق الحكومة السورية في الالتزام بالاتفاق.. السماح باستمرار البعثة دون جهود فعالة أو واضحة لحماية المدنيين لن يؤدي الا للمزيد من الوفيات’.

ودعا الناشطون السوريون على موقع فيسبوك الى التظاهر اليوم الجمعة ‘دعما للجيش السوري الحر’ الذي يقوده العقيد المنشق رياض الاسعد.

الى ذلك اعلنت وزارة الخارجية الامريكية الاربعاء ان الولايات المتحدة قررت خفض عدد افراد الطاقم الدبلوماسي العامل في سفارتها في سورية لخشيتها على سلامتهم بسبب تواصل اعمال العنف في هذا البلد.

تحليل: الأسد يحاول إثبات سيطرته على زمام الأمور في سورية

بيروت ـ من دومينيك ايفانز: ظهر الرئيس السوري بشار الأسد مرتين خلال يومين ليؤكد إصراره على التحدي وثقته في قدرته على إخراج بلاده من الاضطرابات وسفك الدماء لكنه لن يفعل شيئا لاثناء معارضيه الذين يسعون الى إسقاطه. إنها صورة معدة بعناية لزعيم قوي يبدو عليه الاسترخاء ويتمتع بشعبية لكنها فشلت في تشتيت المعارضين الذين يطالبون بإسقاطه والقوى الغربية التي تقول إن حملته العنيفة المستمرة منذ عشرة اشهر على الاحتجاجات جردته من اي حق في حكم سورية.

وقال جوليان بارنز ديسي كبير الباحثين بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ‘انطوت كلمته على إنكار كامل للواقع فيما يتعلق بما يتكشف حوله’.

وأضاف ‘هناك شعور متزايد بالتضليل وهو ربما أمر متعارف عليه بالنسبة للحكام الشموليين في لحظة الصحوة العربية’ في إشارة الى موجة الانتفاضات التي أطاحت بثلاثة زعماء عرب وألهمت المحتجين في سورية. وبعد عشرة اشهر من الاضطرابات التي قتل خلالها الآلاف ينكمش اقتصاد سورية بسرعة ويعوقه حظر غربي على صادراتها من النفط علاوة على تعطل التجارة والأعمال.

وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سورية وأعلنت فرض عقوبات على دمشق مما زاد من عزلة الأسد.

لكن الرئيس (46 عاما) الذي ورث الحكم حين توفي والده عام 2000 قد يجد بعض الراحة في الانقسامات بين معارضيه في الداخل والخارج والتي تجعل مهمة إرخاء قبضة عائلة الأسد على الحكم تحديا صعبا.

وقال بارنز ديسي ‘هناك ثقة… تنبع من أن المعارضة على الرغم من قوتها لا تملك قوة الدفع او القوة المحلية او الدولية ورائها واللازمة لتغيير ميزان القوى’.

وفشلت جماعات المعارضة السورية في تضييق هوة الخلافات فيما بينها كما أن الدول أعضاء حلف شمال الأطلسي التي تدخلت للمساعدة في الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تحجم عن القيام بعمل عسكري في سورية التي تقع في قلب الشرق الأوسط الساخن.

وأنهى الأسد صمتا طويلا ليتعهد في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء بضرب ‘الإرهابيين’ بيد من حديد وتهكم على الدول العربية والأجنبية التي قال إنها تتآمر ضد سورية ووعد بإجراء استفتاء على دستور جديد تعقبه انتخابات برلمانية تأجلت لفترة طويلة.

بعد ذلك بيوم وعد آلاف المؤيدين في وسط دمشق بأن تنتصر سورية على ‘المؤامرة’ الاجنبية.

وقال الأسد الذي أحرق مراكبه مع الكثير من الدول العربية خلال الكلمة التي ألقاها يوم الثلاثاء إن الجامعة العربية البالغ عدد أعضائها 22 فشلت في دعم اي قضية عربية على مدى العقود الستة الماضية.

كانت رسالته للسوريين القلقين من تفاقم أعمال العنف والذين يخشون من احتمال انزلاق بلادهم الى حرب أهلية طائفية أنه لايزال قادرا على تحقيق الاستقرار.

وتقول الأمم المتحدة إن اكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في الحملة على المحتجين وإن وتيرة القتل تصاعدت منذ وصول مراقبي الجامعة العربية قبل أسبوعين للإشراف على مبادرة تهدف الى وقف إراقة الدماء.

وتقول السلطات السورية إن جماعات مسلحة قتلت الفين من أفراد الجيش وقوات الأمن. وقوت تفجيرات وقعت في العاصمة حجتها فيما يبدو بأنها تكافح عدوا متشددا وليس حركة احتجاجية سلمية.

ويقول هلال خشان استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت إن الأسد يأمل في سحق المعارضة قبل إجراء اي انتخابات. لكنه توقع الا يستمر الرئيس السوري في الحكم حتى نهاية العام.

وقال خشان ‘إنه دجاجة مذبوحة… ما قاله (يوم الثلاثاء) كان يمكن أن يصبح وسيلة للاستمرار في الحكم لو كان فعل هذا في بداية الأزمة.

‘لم يعد هذا ممكنا.. أريق الكثير من الدماء والناس لا يدعون الى إصلاحات. إنهم يطالبون بإسقاطه’.

وقال أيهم كامل من مجموعة يوراسيا لاستشارات المخاطر إن الأسد ‘يحاول الاستفادة من الأجواء في سورية ليلقى قبولا لدى القاعدة التي تدعمه… السوريون المعتدلون وليس المعارضة’.

وأضاف كامل الذي توقع قبل إلقاء الأسد خطابه أن يستمر الرئيس السوري في الحكم ‘خلال معظم عام 2012’ إنه يتوقع سياسة مزدوجة المسار تهدف الى طمأنة أغلبية السوريين بأن الإصلاح قادم مع تكثيف الحملة على معاقل الاحتجاج الرئيسية.

وتغير الجدول الزمني الذي حدده الأسد لإجراء انتخابات برلمانية اكثر من مرة وأحدث موعد مستهدف هو ايار (مايو) او حزيران (يونيو) وهو ما يعني تأجيلا لثلاثة أشهر أخرى.

لكن كامل يقول إن الانتظار الى أن يتم إقرار الدستور الجديد ينطوي على احتمال بأن يدلي السوريون بأصواتهم في انتخابات لا تضمن الفوز لحزب البعث الحاكم.

وأضاف ‘هذا مهم ليس للمعارضة وإنما للسوريين الوسطيين الذين قد يرغبون في تفادي حرب أهلية و(استغلال) الفرصة للتصويت في انتخابات حرة نوعا ما’.

وتابع أنه من ناحية أخرى ستكون الحملة على المعارضة في المناطق الساخنة مثل حمص وإدلب اكثر عنفا. وقال ‘في غياب الإصلاحات لن يفيد العنف وحده’.

واستطرد قائلا ‘اذا نفذ (الاسد) هذه المبادرة بالفعل… قد يغير هذا الديناميكية في سورية’.

ورفض معارضو الأسد خطابه الذي ألقاه يوم الثلاثاء بمجرد انتهائه منه. وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية إن الأسد لا يزال مصمما على تصوير الانتفاضة على أنها ‘مؤامرة إرهابية’. (رويترز)

تظاهرات في سوريا في جمعة «الجيش السوري الحر»

اتفق المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر على التنسيق على «ما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية»، فيما رأت روسيا أن التعديلات الغربية التي أجريت على مشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سوريا تهدف إلى «تغيير النظام». في سياق آخر، وفي الوقت الذي وصل فيه جثمان الصحافي الفرنسي جيل جاكييه الذي قضى في حمص أول من أمس إلى بلاده، أفادت صحيفة «لوفيغارو» بأن الرئاسة الفرنسية تشتبه في «تورط السلطات السورية في عملية تضليل» بشأن هذه المسألة.

تظاهر عشرات الآلاف من السوريين في جمعة «الجيش السوري الحر»، لـ«التعبير عن دعمهم للعسكريين المنشقين وعن معارضتهم للنظام»، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

إلى ذلك، أعلن المجلس الوطني السوري، في بيان اليوم، أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل آلية التنسيق بينهما وتعزيزها «بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية».

ومن هذه الاجراءات التنسيقية التي أوردها البيان إنشاء مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف «التواصل المباشر، وإقامة حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون الثورة، والتعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الاعلامية».

وقال البيان إن «وفداً من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين»، مضيفاً أن وفدي الهيئتين «ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع (قائده) العقيد رياض الأسعد ونائبه العقيد مالك الكردي، ووقفا عند الجوانب والاحتياجات التي تخصّ إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته».

وتابع البيان أنهما اتفقا على «وضع خطة مفصّلة تتناول إعادة تنظيم وحدات الجيش الحر، واعتماد خطة لاستيعاب الضباط والجنود، وخاصة كبار العسكريين الذين ينحازون إلى الثورة ضمن صفوفه»، مشيراً إلى أن المجلس الوطني «تقدم ببرنامج عمل حول وسائل وآليات الدعم التي سيجري تقديمها للقطاعات العسكرية المؤيد للثورة، وإنشاء قناة اتصال مباشرة بشأن الوضع السياسي والمواقف الاقليمية والدولية، حيث توضع قيادة الجيش والضباط الأحرار في صورة الاوضاع المستجدة لضمان التنسيق الفعال بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية».

كذلك، لفت البيان إلى أن المجلس سينشئ «مكتب ارتباط لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر على مدار الساعة، وسيقيم حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون خط الثورة، إلى جانب التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية»، متحدثاً عن «سلسلة لقاءات عقدت في الأسابيع الماضية وأدت إلى تعاون بين الطرفين في الجوانب السياسية والإغاثية»، ومؤكداً أن «من المقرر أن تجري زيادة التعاون خلال الفترة المقبلة».

من جهة أخرى، انتقدت روسيا، اليوم، التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سوريا، معتبرة أن هذه التعديلات هدفها إجراء تغيير في النظام في دمشق.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف «للأسف، الرؤية الغربية تتعارض مع رؤيتنا. بالنظر إلى التعديلات التي عرضوها علينا، هدفهم هو التوصل الى تغيير نظام (الرئيس بشار) الأسد في دمشق»، مضيفاً أن «التعديلات تجعل مضمون نصنا عقيماً (…) ندعو الطرفين الى وقف العنف وبدء عملية سياسية بدون تدخل أجنبي».

وفي سياق منفصل، وصل جثمان الصحافي الفرنسي جيل جاكييه الذي قتل بقذيفة في سوريا، أول من أمس، الى بلاده صباح اليوم.

وأفادت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، اليوم، أن الرئاسة الفرنسية تشتبه في «عملية تضليل» قد تكون السلطات السورية متورطة فيها.

وأكدت الصحيفة أن «مصدراً قريباً من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أكد لها أننا نرجّح التضليل»، مشدداً على أنه «ليس هناك أدلة حتى الآن».

وأوضح المصدر للصحيفة أن «المسؤولين السوريين وحدهم كانوا يعلمون أن مجموعة من الصحافيين كانت تزور حمص ذلك اليوم، وفي أي حيّ كانوا»، لافتاً إلى أنه «يمكننا الاعتقاد أنه حادث مؤسف، لكنه يأتي مؤاتياً لنظام يحاول إبعاد الصحافيين الأجانب وتشويه صورة التمرد».

وكانت السلطات السورية قد قررت، أمس، تأليف لجنة تحقيق في مقتل الصحافي الفرنسي، بعدما دعاها الرئيس ساركوزي، أول من أمس، إلى «كشف الحقيقة كاملة بشأن مقتل رجل كان يقوم فقط بواجبه المهني، أي نقل الخبر».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

«صمت» حلب: اقتناع بـ«المؤامرة» أم خوف من الأصوليّين؟

أثارت حلب، عبر شهور عشرة من عمر الاحتجاجات السورية، الكثير من التساؤلات عن سبب عزوف مواطنيها عن الانضمام بفعالية إلى حركة الاحتجاج، الأمر الذي جعل الحلبيين عرضة للسخرية من قبل الناشطين المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهدفاً للسلب على الطرقات العامة في مناطق التوتر، حيث بات للمنشقين قدرة لا يستهان بها على التحرك

زياد الرفاعي

حلب | كثرت في الشهور الأخيرة أعمال السلب التي طالت المواطنين الحلبيين على الطرقات العامة من قبل المسلحين المنتشرين بين مورك في حماة حتى سراقب، على تخوم حلب، المحافظة التي تضم 6.5 ملايين مواطن وتعتبر عاصمة البلاد الاقتصادية. منذ بداية الأحداث كان للدم حضور كبير، إضافة إلى كل مبررات الاحتجاج الأخرى من توريث وقمع واستبداد أمني، لكن حلب كانت تعيش في العقد الأخير ربيعها الاقتصادي، كان هناك في عموم سوريا غضب مكبوت ونزعة انتقام من فترة الثمانينيات الدموية التي خاض فيها الإخوان المسلمون صراعهم مع سلطة البعث. النزعة تجددت لدى شريحة من السلفيين صقلتهم التجربة العراقية التي خاضوها، وغضب مستجد بعد أخبار القتل التي كانت ترد عبر الفضائيات.

أعداد المتظاهرين في مدينة حلب بالعشرات، وحتى المئات، كما تبين ذلك مقاطع الفيديو التي يبثّها ناشطون على شبكة الإنترنت، تستمر لدقائق معدودة، ويعتقد كثيرون في حلب أن الأمر يحصل لغرض تزويد الفضائيات، إذ تحصل وتنفض التظاهرة خلال دقائق.

هذا الأمر لا يقلق المحامي المعارض إسماعيل الذي يقول «المهم أن حلب في قلب الثورة، ويومياً يوجد تظاهرات في المدينة وفي الريف بنحو أكبر بكثير، رغم الرصاص والقتل. فليبعد النظام الأمن والشبيحة، وسترى بعد ذلك كيف سينزل الملايين إلى شوارع مدينة حلب».

وينقل المحامي المعارض عن أحد السياسيين من مرحلة الخمسينيات قوله: «دوماً تقف حمص مع التغيير منذ البداية، وتنضم حلب إلى المنتصر في النهاية». وخرج إسماعيل بخلاصة مفادها أن «هذا ما سيجري اليوم، النظام لن يصمد أمام الضغط الشعبي والعقوبات الاقتصادية ووجود المراقبين والانشقاقات في الجيش».

ورغم مقتل شاب قبل نحو أسبوعين نتيجة تلقّيه ضربة بهراوة على رقبته، فإن التظاهرة التي رافقت التشييع في قلب حلب القديمة في اليوم التالي لم تضم أكثر من 1000 مشارك، وهو ما يعتبره زهير حمامي «مؤشراً قطعياً على قرار مدني حلبي بعدم الانخراط في حركة الاحتجاج التي غاصت في الدم والتزييف ولن تحمل الحرية، بل ترى فيها الطبقة الوسطى المدينية خطراً كبيراً على الحرية الحقيقية والاستقرار والاقتصاد، وقبل كل شيء الأمن والأمان». ويضيف «هل تتوقع أن يخرج أهل حلب في ثورة يقودها «إخوان» يسعون إلى الانتقام، أو مسلحون أصوليون في ريف إدلب، لم يتركوا طريقة لإهانة أهل حلب إلا فعلوها، حتى وصل الأمر إلى حرق أكبر مصنع خاص للنسيج في حلب مرتين في أسبوع حتى دمروه، وحرموا 1800 عائلة من مصدر رزقها». ويسأل: «إذا كانت بدايتهم كذلك، فكيف ستكون عليه بعد سيطرتهم على سوريا؟».

الحساسية المدينية التي تقارب «النعرة» أحياناً، واضحة في كلام كثير من المثقفين. يقول كاتب مسرحي، عضو في اتحاد الكتاب العرب، «هل الحلبيون من السذاجة لكي يلتحقوا بثورة سلفية مسلحة نجح الإعلام في تغطية سلاحها». مثقف آخر يضيف «صديقنا الليبرالي ذاك الذي يدخّن الغليون، كان يشمئز من لفظة أصولي، لكنه اليوم يروّج لهم ولدورهم في ثورة الحرية، رغم مقتل مئات العسكريين والضباط وأفراد الشرطة على أيديهم. ولقد كشفت الأحداث عمق الأزمة في سوريا، وهي أزمة نخب تتعامل في السياسة بعقل براغماتي غير مقبول». ويؤكد «الإصلاح هو الخيار الأفضل الذي يمنع الانفجار الذي تسعى إليه قوى كبرى، ويحقق تغييراً متدرجاً، ويبعد عنا خطر العرقنة واللبننة. سوريا إذا انفجرت فستقدم مصطلحاً جديداً هو: السورنة»، مشدداً على أن «أحداث الشهور العشرة المنصرمة تؤكد ذلك، من ضرب وسلب وإهانات وانتهاك أعراض، إنها الفوضى الخلاقة الموعودة، لا الحرية المشتهاة».

بدوره، يقول الناقد فاضل الكواكبي إن «حركة الاحتجاج السورية تميّزت بنزعة مناطقية ودينية على حساب النزعات الطبقية والاجتماعية والسياسية. فتظاهرات حمص ترفع لواء التضامن مع درعا، ودوما تحيي اللاذقية، وبانياس تهتف لحماة، وهكذا غلبت نزعة تصعيدية مناطقية على حساب النزعة السياسية الوطنية». ويتابع «هذا ما أسمّيه انتفاضة الفزعة، وهو بالضبط ما ردّده المحتجون في درعا بقولهم: فزعة يا حوران فزعة». ويتابع «الصبغة العشائرية ومفهوم النصرة لقوم على قوم آخرين، هو مفهوم غير سياسي، بدائي غير واع»، موضحاً أنه «في النهاية غلبت النزعات المحلية على النزعة الوطنية، وأفسحت في المجال لتسلل معادين للمقاومة، ويقدمون رفضهم لموقف السلطة الإقليمي وتحالفها مع المقاومة وإيران على أي بعد آخر، ما جعل قمعهم أكثر تبريراً لدى السلطة».

ويرى الكواكبي أن «حلب بتراثها المدني ترفض أن يقطرها فكر وهّابي أو سلفي ريفي تحت دعاوى الحرية، لأن قيم الحرية والليبرالية لا يمكن أن تنطلق إلا من المدينة بما هي مركز صناعي وتجاري متعلق بشدة بالدولة، وأشدد على الدولة كمفهوم، لا بالنظام الحالي»، مؤكداً أن «الطبقة الوسطى والعمالية في حلب ترى ما يحصل بعين مرهفة، وشكوكها حقيقية في مآلات حراك شعبي تحول إلى تمرد مسلح بلبوس أصولي وشعبوي يقطع الطرقات ويهين الكرامات على أساس عنصري لكل من لا يقف معه. أي على طريقة (جورج) بوش، إما معي أو ضدي».

روائي معارض يرى أن النظام يمضي بنفسه إلى خيار يشبه الخيار الليبي «الجيش الحر المنشق يواجه، ويكبّده خسائر بالعشرات يومياً». ويعتقد أن «العامل الاقتصادي سيدفع حلب، ومجتمعها المدني إلى الثورة. فانقطاع الكهرباء وندرة المازوت، وفقدان الأسواق نتيجة عقوبات الدول، واستخدام الشبيحة لقمع التظاهرات، والركود الاقتصادي، كل هذا سيدفع حلب إلى الثورة وستتحول إلى بنغازي سوريا». ويضيف «حلب الصامتة الآن ستنضم إلى الثورة».

ويرى محمود، وهو محامٍ إسلامي، أن السلطة فوّتت كل الفرص عليها منذ آذار الماضي، وهي أكبر خادم للثورة بسلوكها. «دوماً تأتي خطواتهم متأخرة وفوقية وغير صادقة، الوقت تجاوزهم ولا حلول لديهم لوقف العنف وإبعاد خطر التدخل الخارجي الذي لا نريده بل هي التي تسعى إليه». ويشير إلى أن «السلطة دمرت روح الإنسان وعقله في حلب، فأصبح غير مبال بما يجري في بلده من قتل وسفك للدماء، مشغولاً بالشواء وأكل الكبّة، وأصبح ابن حلب مثاراً للنكتة والسخرية على صفحات الثورة في الفايسبوك».

معارض آخر يرفض الإهانات المتكررة لحلب، ويقول «النظام هو من يحرض ضد حلب ويخوّفها من الثورة رغم سلميتها، وأنا أعرف أن في اللاوعي لدى الحلبيين ذكرى عام 1980حيث انتفضت حلب ولم تتحرك معظم سوريا معها». ويضيف «عامة الناس يبررون رفضهم المشاركة بأنهم يعرفون ماذا سيجري، ويسألونك هل وقفت حمص ودرعا أو الرستن أو إدلب معنا قبل ثلاثين عاماً؟ أم كانوا وقتها مناضلين في حزب البعث يأخذون الوظائف على حسابنا؟». وينهي كلامه «حلب تعرف طريقها إلى الثورة التي تنضجها الظروف، وأرفض تناول موقف حلب بهذا الشكل المهين. حلب ناضلت ودفعت الثمن، لا أحد يزايد عليها، وقريباً ستنتفض وسيندم من أهانها».

سمير، وهو سوري مغترب عاد لاستطلاع الأوضاع، يقول «انحدر المستوى السياسي في تفسير موقف حلب إلى اعتبار أن أهلها مشغولون بالشواء وتناول الكباب والكبة. هذا تسطيح، لم تنجز المعارضة دراسة واحدة عن الاقتصاد السوري، لا قبل الأزمة ولا خلالها، ومجمل تعاطيها ساذج وانتقامي». ويرى أن الإعلام يقوم بتضليل كبير ويشن الحرب على سوريا. ويضيف: «أنا في إيطاليا أرى أكاذيب الإعلام الغربي، وأحفظ طرقهم. ولكن متابعتي للقنوات العربية، وعودتي إلى سوريا، كشفتا لي حجم المؤامرة».

زياد، وهو معتقل سابق، يرفض المقاربات التي تتهم السلطة كطرف أوحد في الأزمة، ويقول «تبين عبر عشرة أشهر أن هيبة الدولة هي المستهدفة، وليس هيبة النظام. الثوار يقطعون الطرقات ويسلبون المواطنين، وبالأخص أهل حلب. يروي الناس قصصاً مرعبة عمّا يتعرضون له خلال مرورهم في إدلب، إلى درجة أن الحركة تكاد تقتصر على الضروريات فقط».

ينتقد المعتقل السابق المعارضة «التي تتذمر من فقدان الأمن وتبرّئ الثورة ومسلحيها من أي مسؤولية». ويقول «مواقفهم تنمّ إما عن صبيانية أو لامسؤولية وطنية. إن الاستقرار هو أصل كل شيء، ومن لا يمكنه الحفاظ على سلمية الاحتجاج فليس من حقّه جرّ البلاد إلى حرب أهلية».

كلام زياد يلقى رفضاً من صديقه كاتب القصة، الذي يرى أن «النظام علة العلل. عليه أن يرحل. النظام تلهّى بقمع المثقفين والعلمانيين، وترك السلفية والإسلاميين ينتشرون في كل مكان».

المدينة وصخب الأصوات المتنافرة

رغم صوت المثقفين العالي في مقاهيهم، إلا أن مدينة حلب لا تلتفت كثيراً إلى الأصوات المتنافرة. وحده صخب الحركة التجارية والصناعية النشطة يطغى على كل الأصوات، بما فيها أصوات تظاهرات متنقلة لبضع عشرات، تستفيد من حلكة الليل أثناء انقطاع التيار الكهربائي.

«الثورة الحقيقية هي التي تتبنّاها المدن الكبرى»، يقول أحد المغتربين الذي يزور مسقط رأسه. ويضيف «حراك الأطراف تسوده علاقات اجتماعية تجعل التضامن العشائري كتلاً كبيرة تخرج للتظاهر، وتتعصّب لموقف قد يكون ضد مصالحها». في المقابل يقول حلبي معارض للنظام إن مدينته «لا تخشى فقط الشبيحة، بل تخشى الفوضى التي يخوّفهم بها النظام، إضافة إلى روح انتهازية وسلبية لدى قسم كبير من سكانها. مدينتي وأعرفها، تفتح حضنها للمنتصر».

لجنة تحقيق في مقتل جاكييه… و«الأطلسي» لا ينوي التدخّل

قررت السلطات السورية، أمس، تأليف لجنة للتحقيق في مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص، بعد تصاعد المطالبات الدولية بحماية الصحافيين في سوريا. وطالب القادة الغربيون، وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بـ«كشف الحقيقة كاملة» في ظروف مقتل الصحافي الفرنسي الذي يعمل لحساب القناة الثانية العامة في التلفزيون الفرنسي.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» إن «محافظ حمص غسان عبد العال أصدر قراراً بتأليف لجنة لتقصي الحقائق وجمع الادلة والتحقيق في ظروف وملابسات الاعتداء الإرهابي الذي أودى بحياة الصحافي الفرنسي وثمانية مواطنين سوريين». واضافت أن «اللجنة تضم قاضياً ورئيس فرع الأمن الجنائي بمدينة حمص وخبيري أسلحة وذخيرة، إضافة الى مندوب عن القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي تسمّيه القناة». بدوره، أعلن وزير الاعلام السوري، أمام وفد من أبناء الجالية السورية في روسيا، أن الوزارة منحت منذ بداية شهر كانون الاول موافقات دخول لأكثر من 145 وسيلة إعلامية.

سياسياً، بحث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في واشنطن أول من أمس، الوضع في سوريا، كما أعلن البيت الابيض. واضاف البيان أن بايدن والشيخ حمد «نددا بأعمال العنف التي يرتكبها نظام (الرئيس بشار) الاسد في سوريا، وشددا على أهمية تقرير بعثة المراقبين العرب المرتقب في 19 كانون الثاني».

إلى ذلك، أفاد مصدر رسمي تركي بأن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سيزور روسيا والولايات المتحدة للبحث في برنامج إيران النووي والأزمة السورية. ونفت السفارة الإيرانية في أنقرة أن تكون أربع شاحنات احتجزتها سلطات الجمارك التركية تحمل عتاداً عسكرياً من إيران لسوريا، في حين قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية ان التحقيق ما زال مستمراً بهذا الشأن. وضُبطت الشاحنات يوم الثلاثاء في إقليم كيليس بجنوب شرق تركيا عند معبر اونجوبينار الحدودي مع سوريا.

من جهته، رأى أمين سر مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف، في مقابلة على موقع صحيفة كومرسانت الروسية، أن «واشنطن وأنقرة تعملان منذ الآن على خطط مختلفة لإعلان منطقة حظر جوي (في سوريا) يمكن أن تتمركز وتتدرب فيها وحدات مسلحة من المتمردين السوريين». لكن وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلت عن مصدر مسؤول في مقر الحلف الأطلسي ببروكسل أن الحلف لا يخطط للتدخل في أحداث سوريا. وقال المصدر تعليقاً على تصريحات باتروشيف، «لا نية لدى الاطلسي للتدخل في الأحداث بسوريا. الحالة الليبية مختلفة عن الحالة السورية». بدوره قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، رداً على سؤال عمّا إذا كان هناك استعدادات أو خطط لفرض حظر جوي على سوريا، إن «هذا الخيار غير مطروح اليوم».

ودعا الناشطون السوريون على موقع فايسبوك الى التظاهر الجمعة «دعما للجيش السوري الحر» الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد، فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية أمس أنها عمّمت صورة للمشتبه في تنفيذه الهجوم الانتحاري الذي استهدف في السادس من كانون الثاني حي الميدان في دمشق، بهدف الحصول على معلومات عنه.

ميدانياً، أعلنت «لجان التنسيق المحلية» المعارضة أن 23 مدنياً وجنديين منشقين قتلوا برصاص قوات الأمن السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن «قوات الأمن السورية فرّقت بالقوة مئات الطلاب الجامعيين الذين كانوا يتظاهرون في حي البرامكة بدمشق، واستخدمت العصي الكهربائية خلال تفريقهم، واعتدت بالضرب المبرح عليهم». واضاف المرصد ان قوات الامن «اعتقلت ما بين 30 و40 من الشباب». في المقابل، أعلنت «سانا» ان تجمعات مؤيده للرئيس الاسد نظمت أمس في طرطوس ومصياف والسلمية.

(الأخبار، سانا، رويترز،

أ ف ب، يو بي آي)

فرنسا تفتح تحقيقا في مقتل جاكييه في سوريا بتهمة القتل العمد

أ. ف. ب.

باريس: اثارت ملابسات مقتل الصحافي جيل جاكييه الاربعاء في سوريا شكوكا فرنسية في عملية “تضليل” فيما طرحت المؤسسة التي يعمل فيها جاكييه تساؤلات حول عناصر “مريبة” واحالت القضية على القضاء.

واعلن مصدر قضائي ان النيابة العامة لباريس فتحت تحقيقا الجمعة في مقتل الصحافي الفرنسي بتهمة القتل العمد، مضيفا ان تشريح جثة المراسل سيتم اليوم في باريس.

واوضحت هيئة التلفزيون الفرنسي التي يعمل جاكييه لحسابها انها طلبت من نيابة باريس فتح تحقيق “يتيح كشف الحقيقة كاملة” حول ظروف مقتل الصحافي البالغ 43 عاما.

وقال رئيس الهيئة ريمي فليملان ان “زملاءنا كانوا على الارض بعدما حصلوا على الاذن والتاشيرات الرسمية وبعدما حظوا بحماية سرعان ما انسحبت لحظة القصف. ثمة اسئلة هنا نطرحها على انفسنا”.

وقتل جيل جاكييه بنيران لم تحدد هويتها فيما كان يزور مدينة حمص التي تعتبر معقل الحركة الاحتجاجية في سوريا بعد حصوله على اذن بذلك من نظام بشار الاسد. وكان موجودا في حي علوي حين تعرض للنيران.

وقال مدير الاخبار في هيئة التلفزيون الفرنسي تييري تويلييه لفرانس برس اثر عودته من سوريا بعدما واكب نقل جثة جاكييه ليل الخميس الجمعة “هناك امور مريبة” تحوط بملابسات مقتل الصحافي.

واضاف “مثلا، لماذا اختفى العسكريون فجاة لحظة اطلاق النار بينما من المفترض ان تحظى مجموعة الصحافيين بمواكبة عسكرية؟”.

كما تساءل عن سبب وجود “تلفزيون سوري في المكان حتى قبل وصولهم”، مضيفا “ليس لدينا اجابات. لا اريد استباق الامور. لكننا نحتاج الى هذه الاجابات ونحتاج الى هذا التحقيق”.

واتهم التلفزيون السوري الرسمي “مجموعة ارهابية” ب”اطلاق قذائف على صحافيين اجانب” فيما يواجه النظام منذ منتصف اذار/مارس انتفاضة شعبية غير مسبوقة يواجهها بقمع دام.

ولا تزال طبيعة النيران ومصدرها غير واضحة. ومن دون ان يتمكنوا من تحديد ما اذا كانت صادرة من الجيش او المعارضين، تحدث الشهود عن نيران ناتجة اما من قذائف واما من صواريخ واما حتى من قنابل يدوية. والمعروف ان الجيش السوري الحر يستخدم قاذفات صواريخ اكثر من استخدامه قذائف هاون، بخلال الجيش السوري النظامي.

وافادت صحيفة لوفيغارو الجمعة ان الرئاسة الفرنسية تشتبه ب”عملية تضليل” قد تكون السلطات السورية متورطة فيها.

واكدت الصحيفة ان “مصدرا قريبا من الرئيس الفرنسي” نيكولا ساركوزي صرح لها “اننا نرجح التضليل” مشددا على ان ليس هناك “ادلة” حتى الان.

واوضح المصدر لصحيفة لوفيغارو ان “المسؤولين السوريين وحدهم كانوا يعلمون ان مجموعة من الصحافيين كانت تزور حمص ذلك اليوم وفي اي حي كانوا”. واضاف “يمكننا الاعتقاد انه حادث مؤسف لكنه ياتي مواتيا لنظام يحاول ابعاد الصحافيين الاجانب وتشويه صورة التمرد”.

وجاء مقتل جاكييه فيما تواصل بعثة مراقبي الجامعة العربية مهمتها في سوريا مع استمرار تعرضها لانتقادات المعارضة. وتعرض العديد من المراقبين لاعتداء الاثنين فيما كانوا في طريقهم الى مدينة اللاذقية (شمال).

واعلنت السلطات السورية الخميس تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف مقتل الصحافي.

واوردت الوكالة السورية الرسمية ان “اللجنة تضم قاضيا ورئيس فرع الامن الجنائي بمدينة حمص وخبيري اسلحة وذخيرة اضافة الى مندوب عن القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي تسميه القناة”.

لكن ادارة هيئة التلفزيون الفرنسي نفت الجمعة مشاركة ممثل لها في اللجنة.

وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال الجمعة “نطالب بتوفير كل الضمانات لاجراء تحقيق مستقل وموثوق به وذي صدقية وشفاف بحيث يتم كشف الحقيقة كاملة”.

قائد في الجيش السوري الحر: سأسمي ابني جوبيه إذا هبوا لمساعدتنا

عبدالاله مجيد

فيما يتداول زعماء العالم في ما ينبغي عمله بشأن الأزمة السورية فان مراقبين يرون أن مبعث الكثير من ترددهم في اتخاذ اجراء حازم هو ما إذا كان هناك بديل ذو مصداقية بعد ما يربو على 40 عاماً من حكم الأسد. وظهر المجلس الوطني السوري ليصبح صوت المعارضة الرئيسي في الخارج.

في غضون ذلك، تتنامي صفوف الجيش السوري الحر بانضمام آلاف من المنشقين الهاربين من جيش النظام، ومقاتلو الجيش الحر هم الذين يخوضون مواجهات يومية على الأرض مع قوات الرئيس بشار الأسد.  ويتساءل كثيرون عن موقع الجيش السوري الحر في المعارضة ودوره في تقريب نهاية النظام.

وحاول مراسل صحيفة كريستيان مونتر أن يعثر على اجابة عن هذا التساؤل بلقاء سري مع احد قادة الجيش الحر في بيت آمن بارد ومعتم على الحدود اللبنانية السورية حيث انتظر المراسل قبل أن يدخل الضابط احمد العربي وبيده كلاشنكوف.

واحمد العربي ضابط سوري منشق في الخمسين من العمر، قوي البنيان ليس ملتحيا، بل يرتسم على وجهه شارب سوري تقليدي وابتسامة ساحرة على حد تعبير مراسل كريستيان ياينس مونتر.

ويحمل العربي مع سلاحه هاتفا خلويا يستخدمه للاتصال بجنوده في الميدان.   كما يقوم الهاتف بدور الكاميرا لأخذ صور مع صحفية يهربها العربي عبر الحدود دونما حرج.  فان العربي لا يبدو متدينا يتحفظ من الجلوس بجانب امرأة اجنبية لالتقاط صورة معها.

تُسمى المجموعة التي يقودها العربي “فجر الحرية” وتمتد دائرة عملياتها من جبال شمال لبنان إلى اطراف مدينة حمص المحاصرة على بعد نحو 20 كلم. ومهمتها الرئيسية هي حماية المنشقين الجرحى واللاجئين الذين يهربون الى شمال لبنان.  كما تتولى المجموعة إيصال الامدادات الانسانية إلى حمص وتقديم تسهيلات للصحفيين الأجانب الذين يغطون الانتفاضة السورية.

وتصدر الأوامر التي يتلقاها جنود العربي العاملون داخل سوريا من قيادة الثورة في جنوب تركيا.  ورغم الأنباء التي تتوارد عن استمرار الانشقاقات من صفوف الجيش السوري ثم استهداف قواته فان العربي يؤكد أن الجميع يخضعون لقيادة موحدة. وقال في حديثه “إن وحداتنا تستخدم أسلوب الكر والفر، لكن ليس هناك عناصر مارقة بيننا”.

ويتولى الجيش السوري الحر حماية أبو محمد وزوجته اللذين مشيا مئات الكيلومترات من مدينة درعا جنوبي سوريا للوصول إلى الأمان الذي توفره جبال شمال لبنان. وكانت السلطات تلاحق أبو محمد لمشاركته في احتجاج ضد النظام في درعا التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة.

وبعدما اخفقت قوات النظام  في القبض على أبو محمد قامت بتعذيب أبنه البالغ من العمر 3 سنوات ثم قتله.  وأُعيدت جثته باصابع مقطوعة وعدة رصاصات في صدره الذي توقف عن الحياة. وفيما كان الوالد المفجوع يروي حكاية أبنه كانت زوجته تهدهد رضيعاً ضعيفًا ولدته خديجا خلال هروبهما.

وعلى النقيض من دعاوى النظام فان الدعم الذي يلقاه الجيش السوري الحر من الخارج ما زال ضئيلاً لا يستحق الذكر. وتعتمد الأعداد المتزايدة من العسكريين المنشقين على ما يستطيعون أن يضعوا ايديهم عليه من ثكنات الجيش.

ويقول مراسل كريستيان ساينس مونتر إن المنشقين الذين رآهم لا يحملون إلا البنادق ومخازن الرصاص التي هربوا بها من الجيش ويستخدمونها في عملياتهم ضد قوات النظام.  وتردد أن قادة عسكريين ليبيين ممن شاركوا في اسقاط نظام العقيد معمر القذافي بدعم من حلف الأطلسي، وحدهم الذين يقدمون بعض العون للمنتفضين السوريين.

وما زالت لدى الزعماء الغربيين والاتراك والعرب توجسات بشأن دعم الجيش السوري الحر بينها تفادي المواجهة العسكرية المباشرة مع النظام السوري الذي يمتلك ترسانة كبيرة من الاسلحة الكيمياوية ومئات الصواريخ البالستية وسجلاً من العنف السياسي.  ولكن ثمن تردد الخارج يتعاظم مع انزلاق سوريا إلى حرب اهلية يشعلها النظام نفسه بتداعيات على الدول المجاورة مثل لبنان والعراق.

وإذ تتصاعد اعمال العنف والعنف المضاد فان إبقاء الانتفاضة السورية سلمية لم يعد خيارا  مطروحا، بحسب صحيفة كريستيان ساينس مونتر التي تضيف أن المجتمع الدولي يحتاج إلى استراتيجية واضحة لتسريع وتيرة الانتقال في سوريا وان الجيش السوري الحر رقم حاسم لا يُنكر دوره في هذه المعادلة.

ويرى القائد العسكري في الجيش السوري الحر احمد العربي أن اقامة منطقة حظر جوي يفرضها المجتمع الدولي أو ممر انساني على الحدود التركية السورية مطالب اساسية.

وان مثل هذا السيناريو سيوفر غطاء لآلاف الجنود داخل سوريا  لا يستطيعون الانشقاق حالياً.  كما سيمنح المدنيين حماية اكبر وبتسريع رحيل النظام فان مثل هذا الاجراء سيجنب سوريا الانزلاق إلى حرب اهلية.

ورغم المصاعب الكبيرة فان الثوار واللاجئين على السواء واثقون بأن حكم الأسد يقترب من نهايته بعد أكثر من 40 عاماً.  وهم يصرون على أن هذه النهاية “مجرد مسألة وقت”.  ولكن السؤال هو بأي ثمن؟

عندما نهض العربي ليغادر بعد انتهاء اللقاء التقط كلاشنكوفه وقطع على نفسه عهدًا لمراسل صحيفة كريستيان ساينس مونتر بقوله “إذا جاءوا [الغرب] لمساعدتنا سأسمي ابني جوبيه” من باب الامتنان لوزير الخارجية الفرنسي الذي تصدر المطالب الداعية إلى التدخل الانساني.  ثم اختفى العربي في الروابي الباردة المعتمة من حيث أتى ليحاول العبور إلى حمص صباح اليوم التالي.

زوجة الرئيس السوريّ كانت لوقت قريب محطّ أنظار الإعلام ونالت مديحه وثناءه

أسماء الاسد تتحوّل من “وردة الصحراء” إلى “شريكة” النظام

أ. ف. ب.

يبدو أنّ صمت زوجة الرئيس السوري أسماء الاسدازاء الاحداث المستمرة في بلادها منذ عشرة اشهر، قسّم السوريين حولها وجعلها موضع انتقاد، بعضه شديد القسوة. وتحوّلت “الأنيقة المنفتحة والمثقفة” بالنسبة لكثيرين إلى “متواطئة مع المجرمين”.

بيروت: حتى وقت قصير مضى، كانت زوجة الرئيس السوري اسماء الاسد محط انظار الاعلام الغربي الذي اسهب في وصف اناقتها وانفتاحها وثقافتها، ومصدر فخر الشعب السوري لما ادخلته من نفحة عصرية على الرئاسة الاولى، الا ان صمتها ازاء الاحداث المستمرة في بلادها منذ عشرة اشهر قسم السوريين حولها وجعلها موضع انتقاد، بعضه شديد القسوة.

واثار ظهور اسماء الاسد للمرة الاولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في منتصف آذار/مارس، الى جانب زوجها الذي تعهد امام حشد من مؤيديه بالقضاء على “المؤامرة” التي يواجهها نظامه، جدلا واسعا.

ويقول الخبير في الشأن السوري اندرو تابلر الذي عمل في العام 2003 مستشارا اعلاميا للجمعيات الخيرية التي ترأسها اسماء الاسد، ان ظهورها مع زوجها الاربعاء الماضي في ساحة الامويين في دمشق “يدل على وقوفها الى جانب زوجها وانهما متوافقان. من الواضح انها جزء من النظام”.

واحتلت صور اسماء الاسد الى جانب طفلين من اولادها الثلاثة في ساحة الامويين الاربعاء الماضي الصفحات الاولى من صحف عربية ودولية عدة، مثيرة انتقادات حادة من طرف السوريين المعارضين.

وكتب ناشط على موقع تويتر ساخرا “ماما والاطفال جاؤوا ليصفقوا لبابا الطاغية”. فيما طالب مدون آخر بسحب الجنسية البريطانية من اسماء الاسد التي ولدت وتلقت دروسها في لندن، ومن افراد عائلتها “المتواطئين في ارتكاب جرائم حرب”.

وكان صمت السيدة الاولى عن القمع الدامي للمحتجين المستمر منذ عشرة اشهر اثار استياء المعارضين الذين وصفها احدهم على موقع تويتر بانها “ماري انطوانيت العصر الحديث”.

في المقابل، لا يتوقف المؤيدون للنظام عن كيل المدائح لها. وكتب احدهم على موقع فيسبوك الالكتروني للتواصل “تستحقين لقب السيدة الأولى على مستوى العالم وليس سوريا فقط”. وكتب آخر “خلف كل رجل عظيم امرأة وخلف قائدنا العظيم عظيمة نساء الكون جميعا”.

ولطالما نظر الى اسماء الاسد (36 عاما)، ابنة طبيب القلب المرموق في بريطانيا فواز الاخرس والدبلوماسية السورية المتقاعدة سحر عطري، على انها تمثل “الوجه اللطيف والعصري” من النظام السوري.

وقد استقبلت اسماء مع زوجها في السنوات الماضية شخصيات عالمية بينها ملك اسبانيا خوان كارلوس وزوجته صوفيا والممثلان الزوجان براد بيت وانجلينا جولي.

ويقول تابلر الذي وضع كتابا عن النظام السوري بعنوان “في عرين الاسد” ان اسماء الاسد “جزء مهم من جهاز العلاقات العامة للنظام”.

وصرحت اسماء الاسد خلال زيارة مع زوجها لباريس العام 2010 لمجلة “باري ماتش” الفرنسية بانها اقترنت بزوجها لما يجسد من “قيم”. ولم تتوان المجلة الفرنسية عن وصفها يومذاك بانها “شعاع نور في بلد تسوده الظلمات”.

أما مجلة “فوغ” الاميركية فقد اختارت لها صفة “وردة الصحراء”، الا انها عادت وسحبت المقابلة معها عن موقعها الالكتروني بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف اذار/مارس الماضي.

وفي سوريا، كانت اسماء الاسد تمثل للكثيرين املا واعدا بالحداثة في بلد عانى طويلا من العزلة الدولية، وقد نسب الى هذه السيدة التي عملت في مصارف دولية في لندن دور كبير في تحرير الاقتصاد السوري من النظام الموجه.

لكن هذه الصورة التي كانت سائدة عنها وعن زوجها “تحطمت تماما” بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، بحسب تابلر الذي يصف اسماء الاسد بانها “ذات شخصية قوية قادرة على فرض رأيها بظاهر لطيف”.

وكان بشار واسماء الاسد يشكلان رمزا للتعايش بين الطوائف المتعددة في سوريا، اذ ينتمي هو الى الاقلية العلوية فيما هي من عائلة سنية. ومع سقوط الاف القتلى جراء قمع الحركة الاحتجاجية، بدا كل منهما منفصلا عن الواقع.

وفي العام 2009 تحدثت اسماء الاسد لشبكة “سي ان ان” التلفزيونية الاميركية عن اطفال غزة ومعاناتهم جراء العملية العسكرية الاسرائيلية على القطاع، مستغربة وقوع عملية كهذه في القرن الحادي والعشرين.

واستعاد ناشط سوري معارض اخيرا هذه المقابلة قائلا على موقع “يوتيوب” الالكتروني “توقفي عن النفاق! انتم تقتلون شعبكم”.

فيما روسيا تصعّد لهجتها حيال الغربيين

السوريون يتظاهرون في جمعة “دعم الجيش الحرّ”

أ. ف. ب.

تظاهر عشرات الآلاف من السوريين في جمعة الجيش السوري الحر، للتعبير عن دعمهم للعسكريين المنشقين وعن معارضتهم للنظام على رغم القمع المستمر، فيما صعدت روسيا المتحالفة مع النظام السوري لهجتها حيال الغربيين مؤكدة رفضها لاي تحرك واسع ضد سلطته.

دمشق: قبل التظاهرات التي تنظم كل يوم جمعة تحت شعار مختلف، انتشرت قوات الامن بكثافة في عدة مدن وخصوصا في درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واضاف المرصد ان “متظاهرا استشهد في بلدة كفرنبل في محافظة ادلب (شمال غرب) اثر اطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية”، مشيرا الى ان نحو عشرين الف متظاهر هتفوا باسقاط النظام في هذه المنطقة.

وفي حماة، “استشهد فتى يبلغ من العمر 17 عاما اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية المتمركزة في القلعة باتجاه حي الجسر”، بحسب المرصد ايضا.

وفي بانياس (شمال غرب)، قال المرصد ان “ثلاثة عناصر من الجيش السوري انشقوا واشتبكوا مع دورية امنية قرب مدرسة عماد عرنوق في الاحياء الجنوبية ما ادى الى اصابة عناصر الدورية بجراح وفرار العناصر المنشقة خارج المدينة”.

وتحدث المرصد عن تظاهرة ضمت نحو 15 الف شخص في في دوما قرب دمشق حيث “جرت صباح اليوم اشتباكات بين قوات الامن ومنشقين” عن الجيش.

وتظاهر آلاف آخرون في تدمر في محافظة حمص (وسط) التي تعد معقل الحركة الاحتجاجية حيث جرح مدنيان بقذيفة اطلقت من سيارة تابعة للاشغال العامة.

وفي دير الزور (شرق) ودرعا (جنوب) حيث جرح خمسة متظاهرين وضاحية دمشق، “اطلقت قوات الامن السورية الرصاص لتفريق التظاهرات”.

وقال المرصد ان “قوات الامن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم اسفرت عن اعتقال ثلاثة اشخاص على الاقل”.

وفي مواجهة تصميم النظام على سحق المحتجين، اعلن المجلس الوطني السوري في بيان اليوم انه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما “بما يحقق خدمة امثل للثورة السورية”.

ومن هذه الاجراءات التنسيقية التي اوردها البيان انشاء “مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف “التواصل المباشر” واقامة “حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين” الذين يؤيدون الثورة و”التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الاعلامية”.

وقال البيان ان “وفدا من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين”.

واضاف ان وفدي الهيئتين “ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع (قائده) العقيد رياض الاسعد ونائبه العقيد مالك الكردي ووقفا عند الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته”.

وقرر المحتجون تنظيم تجمعات عدة تكريما للصحافي الفرنسي جيل جاكييه الذي قتل الاربعاء في حمص بينما كان يقوم بتحقيق مع مجموعة من الصحافيين.

وفي باريس حيث وصلت جثة الصحافي الفرنسي اعلن القضاء الفرنسي انه فتح تحقيقا في مقتل الصحافي الفرنسي في سوريا بتهمة القتل العمد.

من جهتها، اشارت هيئة التلفزيون الفرنسي الى “امور مريبة” في ملابسات مقتله واعلنت انها رفعت دعوى امام القضاء الفرنسي.

وكانت صحيفة لوفيغارو الجمعة قالت ان الرئاسة الفرنسية تشتبه في “عملية تضليل” قد تكون السلطات السورية متورطة فيها ادت الى مقتل الصحافي الفرنسي.

واكدت الصحيفة ان “مصدرا قريبا من الرئيس الفرنسي” نيكولا ساركوزي صرح لها “اننا نرجح التضليل” مشددا على ان ليس هناك “ادلة” في هذه المرحلة.

وجاكييه هو الصحافي الغربي الاول الذي يقتل في سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد قبل عشرة اشهر. وقد قتل في حمص التي تعد معقل الاحتجاجات بعد سقوط قذيفة على مجموعة مراسلين كانوا يزورون المدينة.

وقررت السلطات السورية الخميس تشكيل لجنة للتحقيق في مقتل الصحافي الفرنسي، وسط اتهامات متبادلة مع المعارضة حول مقتله.

ويفترض ان يشكل اليوم اختبارا جديدا للمراقبين العرب الذين يواجهون انتقادات لعجزهم عن وقف النزيف في البلاد منذ وصولهم في 26 كانون الاول/ديسمبر.

وقال رئيس عمليات البعثة في الجامعة العربية عدنان الخضير ان فرقا اضافية من المراقبين الذين وصلوا اخيرا الى سوريا سينتشرون في اليومين المقبلين وسيتم تزويدهم “بمعدات تساعدهم على اداء مهمتهم بشكل افضل”.

واخيرا، انتقدت روسيا الجمعة التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سوريا معتبرة ان هذه التعديلات هدفها اجراء تغيير في النظام في دمشق.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف “للاسف، الرؤية الغربية تتعارض مع رؤيتنا. بالنظر الى التعديلات التي عرضوها علينا هدفهم هو التوصل الى تغيير نظام (الرئيس بشار) الاسد في دمشق”.

طلاب دمشق ينتفضون.. وتوالي انشقاقات المراقبين

رفعت الأسد يطلب من العائلة إنقاذ سوريا بتسليم السلطة.. والمعارضة: لا نثق في من ارتبط اسمه بالمجازر * رئيس وزراء قطر وبايدن يدينان العنف في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة بيروت ولندن: «الشرق الأوسط»

خرجت مظاهرة في وسط العاصمة دمشق في منطقة البرامكة مساء أمس وقوبلت بهجوم عنيف من قبل قوات الأمن والشبيحة بالعصي الكهربائية مع إطلاق نار وأنباء عن اعتقالات وإصابات بين المتظاهرين.

وافاد ناشطون حقوقيون ان مئات الطلاب الجامعيين تظاهروا في انتفاضة جديدة في حي البرامكة بدمشق فعمدت قوات الامن السورية الى تفريقهم واعتقال العشرات منهم. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة الصحافة الفرنسية ان «قوات الامن السورية فرقت بالقوة مئات الطلاب الجامعيين, واستخدمت العصي الكهربائية خلال تفريقهم واعتدت بالضرب المبرح عليهم». واضاف المرصد ان قوات الامن «اعتقلت ما بين 30 الى 40 من الشباب». وتقع منطقة البرامكة قرب عدد من الكليات التابعة لجامعة دمشق.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتواصل فيه الانشقاقات في اوساط المراقبين العرب، حيث اعلن السفير عدنان الخضير، رئيس غرفة عمليات متابعة بعثة المراقبين إلى سوريا، انسحاب مراقب ثان قال انه سوداني، فيما كشف أنور مالك المراقب الجزائري الذي اعلن انشقاقه قبل ايام وجود حالة من الاستياء في اوساط المراقبين العرب. واعلنت الجامعة اول من امس انها لن ترسل مزيدا من المراقبين بعد توالي استهدافهم. من جهته قال خضير ان بعثة المراقبين مستمرة في عملها وفق البروتوكول الموقع بين الحكومة السورية والجامعة العربية. ورفضت الجامعة العربية أمس إعطاء قائمة بأسماء بعثة المراقبين، واكتفت بالإشارة إلى أن عددهم وصل إلى 165 مراقبا. وأفادت الجامعة بأنها لا تتدخل في اختيار أو ترشيح قوائم المراقبين.

ودعا الناشطون السوريون إلى التظاهر اليوم في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»، في وقت لقي فيه العشرات مقتلهم في مناطق متفرقة في سوريا على يد قوات الامن السورية.

من جهته، أعلن رفعت الأسد، عم الرئيس السوري، مبادرته الجديدة التي يطالب فيها العائلة الحاكمة انقاذ سوريا من خلال تسليم السلطة الى الشعب السوري. لكن ، مصادر في المعارضة السورية قالت ان رفعت الأسد لا يمثل المعارضة، وان المجلس الوطني لا يثق في من ارتبط اسمه بالمجازر. الى ذلك قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس جوزيف بايدن التقى الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر، مشيرا إلى أن الجانبين أدانا العنف في سوريا.

بايدن وحمد بن جاسم يناقشان العنف المستمر ويدينان نظام الأسد

واشنطن تعلن عن تخفيض بعثتها الدبلوماسية لدى سوريا لأسباب أمنية

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح

في حين خفضت الحكومة الأميركية عدد دبلوماسييها لدى سوريا، قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس جوزيف بايدن والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء وزير خارجية قطر، اجتمعا وأدانا نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال بيان البيت الأبيض إن بايدن والشيخ حمد «ناقشا العنف المستمر في سوريا، وبصورة خاصة، أدانا أعمال العنف الجارية التي يرتكبها نظام الأسد. وأشارا إلى أهمية بعثة مراقبي الجامعة العربية، وأهمية التقرير النهائي المتوقع يوم 19 يناير (كانون الثاني)»، وأشار البيان إلى أن توم دونيلون، مستشار الرئيس باراك أوباما للأمن الوطني، انضم إلى الاجتماع. وأن «نائب الرئيس ودونيلون أعادا تأكيد التزام الولايات المتحدة، منذ أمد بعيد، بأمن شركائنا وحلفائنا في المنطقة. واتفقا مع رئيس الوزراء على الحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة».

وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية وصفت أول من أمس خطاب الرئيس الأسد وقوله إن ما يحدث «مؤامرة» ضد سوريا تقودها الولايات المتحدة، بأنه يثير السخرية، و«تقشعر له الأبدان»، ولم يقدم سوى أعذار مكررة.

وفي المؤتمر الصحافي نفسه الذي تحدثت فيه كلينتون، تحدث الشيخ حمد، بعد أن كان اجتمع معها، وعلق على خطاب الأسد بقوله: «ليس المهم من يتهم من. المهم تعاون الرئيس الأسد مع الأفكار والجهود العربية». وردا على سؤال عن قول الأسد إن جامعة الدول العربية «تعاني ستة عقود من الفشل»، قال الشيخ حمد: «أقول له إن في سوريا أربعة عقود سيحكم الشعب السوري عليها إذا كانت ناجحة أو فاشلة»، وأضاف: «لا نريد تشتيت الأنظار عن الموضوع الأساسي، وهو وقف القتل، وإطلاق سراح المعتقلين، ودخول الصحافيين. حتى الآن، لم نر تحقيق ذلك، ونحن في انتظار تقرير المراقبين يوم 19 يناير (كانون الثاني)».

وفي رد على سؤال عن اعتداء قوات الرئيس الأسد على مراقبين عرب، قال الشيخ حمد: «صار واضحا أن الحكومة السورية غير مستعدة لإجراء أي تغيير في سياستها لحل المشكلة وفق رغبة الشعب السوري.» في الوقت نفسه، وفي مقابلة مع صحيفة تركية خلال زيارته إلى تركيا، قال ويليام بيرنز، نائب وزيرة الخارجية الأميركية: «الرئيس أوباما ظل واضحا جدا في تأكيد قناعتنا بأن بشار الأسد فقد شرعيته. الأسد فقد قدرته على قيادة سوريا. كلما يحدث سريعا تحول ديمقراطي في سوريا، سيكون حال الشعب السوري، وحال المنطقة، أفضل كثيرا». وأضاف: «لا يزال العنف مستمرا، وكلما زاد العنف، زادت المخاطر التي يتعرض لها الاستقرار في أماكن أخرى في المنطقة».

وعن دور تركيا، أشار بيرنز إلى أن حدودها مع سوريا تبلغ 900 كيلومتر، وأن «تركيا لديها قدر كبير من الأهمية، وتتأثر بما يحدث. لعبت تركيا دورا إيجابيا وبناء للغاية في التعامل مع هذا التحدي. إننا نقدر تقديرا عاليا تعاوننا مع تركيا في المساعدة على دعم الشعب السوري، لأن تركيا تسعى إلى تحقيق تحول ديمقراطي في سوريا».

وقال إن الولايات المتحدة «تشاطر تركيا الاشمئزاز إزاء انتهاكات حقوق الإنسان والأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام السوري»، وإن الولايات المتحدة وتركيا تعملان جنبا إلى جنب مع آخرين في المجتمع الدولي، والجامعة العربية، ومجلس الأمن الدولي «لتحقيق أسرع تحول ديمقراطي نقدر عليه».

وعن تخفيض الدبلوماسيين الأميركيين لدى سوريا، قال بيان للخارجية الأميركية إن السبب أمني، وإنها أمرت عددا لم تحدده من موظفي السفارة بالمغادرة «في أقرب وقت ممكن». وأيضا، كرر البيان تذكير الأميركيين بتجنب السفر إلى سوريا، وقال إن قدرة السفارة على مساعدة المواطنين الأميركيين في حالة وقوع طارئ صارت «محدودة للغاية»، وقال البيان إن القسم القنصلي في السفارة الأميركية لن يكون مفتوحا، وسيعمل حسب مواعيد زيارات تحدد مسبقا.

دمشق تتحرك ضد نظام الأسد الذي واجهها بالقمع

طلاب يتظاهرون في المدينة وقوات الأمن تعتقل العشرات

جريدة الشرق الاوسط

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»\

خرجت مظاهرة في وسط العاصمة دمشق في منطقة البرامكة مساء أمس (الخميس) وقوبلت بهجوم عنيف من قبل قوات الأمن والشبيحة بالعصي الكهربائية مع إطلاق نار وأنباء عن اعتقالات وإصابات بين المتظاهرين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات الأمن السورية فرقت بالقوة مئات الطلاب الجامعيين الذين كانوا يتظاهرون في حي البرامكة بدمشق واستخدمت العصي الكهربائية خلال تفريقهم واعتدت بالضرب المبرح عليهم». وأضاف المرصد أن قوات الأمن «اعتقلت ما بين 30 إلى 40 من الشباب». وتقع منطقة البرامكة قرب عدد من الكليات التابعة لجامعة دمشق.

وكان لافتا يوم أمس في مدينة دمشق، التي قطعت أوصالها الحواجز الأمنية، نشوب حريق في مبنيين حكوميين؛ الأول في مبنى الأمانة السورية في حي المزة فيلات شرقية، وتمت السيطرة على الحريق دون إصابات بشرية، والثاني في مبنى دائرة النفوس في باب الجابية وسط دمشق، الذي يحوي سجلات ونفوس مناطق دمشق القديمة وخاصة الشاغور والقنوات مع تأصيل لكل العائلات الدمشقية، كما يوجد في البناء ذاته أيضا دائرة الصحة والتموين. وقيل إن الحريقين كانا بسبب ماس كهربائي.

وكانت مدينة دمشق، قد شهدت تفجيرات كثيرة تزامنت مع خروج مظاهرات معارضة للنظام الحاكم، حيث سقط أكثر من 40 قتيلا وأكثر من 150 جريحا منذ أسبوعين تقريبا نتيجة انفجار كبير وقع في منطقة كفر سوسة قرب مقر المخابرات العامة. وفي يوم الجمعة الماضي، الذي أطلقت عليه المعارضة اسم «التدويل مطلبنا»، شهد حي الميدان الدمشقي، انفجارا راح ضحيته 26 قتيلا و63 جريحا.

وفي الوقت الذي يتهم فيه النظام السوري، تنظيم القاعدة، بتنفيذ الانفجارين. ترى المعارضة السورية، أن «نظام بشار الأسد يخطط وينفذ هذه الانفجارات الدموية، عبر أجهزته الأمنية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، ليربك مهمة المراقبين العرب، ويخلق حالة من الالتباس لدى الرأي العام العربي والعالمي، فيغطي على جرائمه بحق المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية».

ويرى حازم (اسم مستعار)، وهو أحد الناشطين في مظاهرات مدينة دمشق، «أن النظام السوري يفضح نفسه، حين يقوم بالتفجير يوم الجمعة، اليوم الذي يخرج فيه الناس للتظاهر ضده». ويتساءل الناشط المعارض «لماذا تستهدف الانفجارات أكثر الأحياء معارضة للنظام الحاكم، كفر سوسة، الميدان» ويتابع: «بشار الأسد يريد إخافتنا وترهيبنا ومنعنا من التظاهر، لكن مدينة دمشق لن تخضع للقمع وسنرى أحياء جديدة تنتفض ضد نظام القتل، رغم الحصار الأمني الشديد الذي تعاني منه شوارع العاصمة السورية».

وتعد الأحياء التي استهدفتها التفجيرات في الفترة الماضية، من أكثر بؤر التظاهر نشاطا ضد نظام بشار الأسد في العاصمة السورية دمشق، حيث انضم أهالي حي الميدان العريق إلى الثورة السورية منذ بدايتها، منطلقين كل يوم جمعة، من جامع الحسن، مرددين شعارات تندد بممارسات النظام السوري. أما منطقة كفر سوسة فقد شهدت حركة اعتراض واسعة، بعد الاعتداء الذي قام به «شبيحة» النظام السوري ضد الشيخ أسامة الرفاعي الذي يمثل مكانة دينية ورمزية مهمة لأهل المنطقة.

وفي الوقت الذي يبدي فيه معارضون سوريون أسفهم على الضحايا الذين يسقطون في التفجيرات التي ينفذها نظام بشار الأسد، فإنهم لا يجدون أن هذه الممارسات ستفيد النظام السوري بل ستزيد من أزمته، خاصة أنها تورطه أكثر في دماء الشعب السوري الذي سيحاسب بعد انتصار الثورة على كل قطرة سفكها من هذا الدم، وفقا للمعارضين.

وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة جرت في مدينة أريحا التابعة لمحافظة إدلب بين منشقين من الجيش «الجيش الحر» وبين الجيش النظامي عند حاجزي التل وشعبة التجنيد. فيما تحدثت مصادر محلية عن قيام قوات الجيش النظامي باقتحام المدينة وإطلاق النار بشكل عشوائي، أسفر – في حصيلة أولية – عن سقوط ثلاثة قتلى وأكثر من 50 جريحا، وناشد الأهالي منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إغاثتهم.

وفي مدينة حمص استمر تصاعد الأحداث، حيث تم قصف أحياء باب الدريب وباب تدمر وجب الجندلي والإنشاءات وجورة الشياح بالأسلحة الثقيلة وتزايد الحصار الذي يفرضه النظام على مدينة حمص التي تعاني ظروفا إنسانية ومعيشية قاسية، ويوم أمس قالت مصادر في المدينة إن مكاتب الصرافة والتحويل المالي وصلها إخطار من فرع الأمن السياسي بوجوب تزويد الفرع الأمني بجميع كشوفات الحوالات المرسلة من الخليج إلى نحو أربع عائلات حمصية معروفة.

وفي مدينة درعا، وصلت تعزيزات عسكرية إلى المدينة قادمة من القنيطرة، وشهدت سماء مدينة نوى في ريف درعا تحليقا لطيران حربي في وقت أعلن فيه ناشطون عن انشقاق نحو عشرين جنديا مع العتاد الكامل وكانوا في حاجز عند بلدة النعيمة في ريف درعا.

مصدر دبلوماسي أوروبي: نظام الأسد سيسقط.. لكن رحيله لن يكون سريعا

الاتحاد الأوروبي يدين تفجيرات حمص.. وأشتون تدعو لإيقاف العنف «فورا»

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم بروكسل: عبد الله مصطفى

قال مصدر دبلوماسي أوروبي إن النظام السوري يلعب على عامل الزمن، ويراهن على تغييرات يمكن أن تحصل في المنطقة وعلى الصعيد الدولي، لتتراجع الضغوط التي تمارس عليه إن من قبل الجامعة العربية أو من قبل أطراف مثل الولايات المتحدة الأميركية أو فرنسا أو عدد آخر من البلدان الأوروبية.

وأفاد هذا المصدر الذي يقيم في دمشق بحكم وظيفته الراهنة بأن النظام ينتظر انتقال رئاسة الجامعة العربية من قطر إلى العراق بمناسبة القمة العربية المنتظرة في بغداد في شهر مارس (آذار) المقبل، للدور المؤثر الذي يمكن أن تلعبه رئاسة الجامعة، ولـ«التخلص» من الرئاسة القطرية، ولـ«التعاطف» الذي يحظى به من الحكومة العراقية، وللدور الذي لعبه العراق في «عرقلة» خطط الجامعة العربية. وإقليميا، يراهن النظام على تراجع تركيا عن مواقفها العدائية تجاهه لأسباب تتعلق بمعاودة العمليات الكردية الإرهابية ولأسباب سياسية وأمنية أخرى. وعلى الصعيد الدولي، ينتظر النظام انحسار الاهتمام الفرنسي والأميركي بالملف السوري مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية في هذين البلدين. ويؤكد المصدر الدبلوماسي الأوروبي أن مجموع هذه العوامل يدفع النظام إلى «شراء الوقت» وإعطاء الانطباع بأنه يتجاوب مع المبادرة العربية ومستمر في العملية الإصلاحية (الدستور، الاستفتاء…)، وإعطاء الانطباع بأن الأمور تسير بشكل طبيعي في المراكز المدنية الأساسية ذات الثقل الديموغرافي والسياسي والاقتصادي.

ويعتمد النظام السوري، كما يقول المصدر الدبلوماسي، على نجاحه في الاحتفاظ بولاء القيادات العسكرية والأجهزة الأمنية وتحاشي الانشقاقات الواسعة رغم ظهور «الجيش السوري الحر» والاستمرار في تعبئة الأقليات المسيحية والعلوية عن طريق تخويفها من مجيء الإسلاميين إلى السلطة. ورغم العقوبات الخارجية المفروضة على النظام والشركات والأفراد، فإن أثرها ما زال محصورا، إذ إن العقوبات العربية لم تطبق، والعقوبات التركية رمزية. وبرأيه، فإن العقوبات المفروضة اليوم بما فيها العقوبات الأميركية والأوروبية «ليست كافية» إلى درجة إضعاف النظام ودفعه إلى حافة الانهيار. ورغم ذلك، يعتبر الدبلوماسي المشار إليه أن النظام السوري سيسقط لكنه «لن يسقط سريعا»، حيث إنه «لا أحد يعلم إن كان ذلك سيتم بعد ثلاثة أسابيع أو ثلاثة أشهر أو عام…».

وأشار المصدر إلى التغير في خطاب الجامعة العربية وتراجع سقفه، إذ تبين أن الإنذارات التي أعطتها للنظام في سوريا لم تحمل دمشق على الامتثال، وأن النظام ما زال قويا ويستطيع الاعتماد على عدد من البلدان داخل اللجنة العربية أو داخل صفوف الجامعة.

وشدد المصدر الدبلوماسي الغربي على لعب النظام على عامل الخوف للمحافظة على ولاء الأقليات، داعيا المعارضة لبلورة برنامج سياسي تطمئن فيه الخائفين من التغيير وما يعتبرونه «قفزا إلى المجهول». كذلك أشار إلى الدور «المحدود» الذي تلعبه المعارضة السوري لجهة تأثيرها على الشارع وعلى المظاهرات. وبحسب ما أكده، فإن الداخل يريد من المجلس الوطني السوري مثلا أن يلعب دور «العلاقات العامة».

ونبه المصدر الأوروبي إلى أن أي تدخل خارجي في سوريا سيلعب لصالح النظام، مستبعدا بأي حال إمكانية حصول انقلاب عسكري يطيح بالرئيس بشار الأسد. وبرأيه، فإن الدلائل على ذلك أن الانشقاقات التي حصلت في صفوف الجيش والقوى الأمنية بقيت ضعيفة الرتب، ولا تنتمي إلى الفرق المقاتلة. ولم يستبعد أن تكون مخابرات خارجية بصدد السعي لتدبير انقلاب على بشار الأسد.

وفي سياق مواز، التأمت شخصيات وممثلون من المعارضة في إحدى قاعات البرلمان الفرنسي، بدعوة من النائب جيرار بابت، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية – السورية، لمناقشة تطورات الموقف الداخلي والدولي بخصوص سوريا. لكن سريعا ما تبينت الفروقات السياسية التي تباعد بين أطراف المعارضة وتمنعها من بلورة برنامج سياسي له مصداقية ويمكن تقديمه للفوز باعتراف دولي وتحقيق اختراق في ميزان القوى الراهن. وشارك في اللقاء إلى جانب بابت، النائب جاك ميار، وعضو مجلس الشيوخ السابق اتيان بينت. ومن المعارضين المشاركين ميشال كيلو، وحسن كامل، ومنذر خاموس، وسمير عيطة، ورندة قسيس.

وقد لفتت الانتباه مداخلة المعارض المستقل ميشال كيلو، الذي أكد أن النظام يريد تحويل ما يجري في سوريا إلى مواجهة بينه وبين المتطرفين الإسلاميين في البلاد. وبحسب كيلو، ثمة ثلاثة عوامل تدحض القول إن ما يحصل في سوريا اليوم ثورة إسلامية وإن الغرض إقامة حكم إسلامي. وبرأيه أن «الإسلاميين تغيروا، وأن العلمانيين هم من قادوا نضال الشعب السوري، فضلا عن أن المجتمع السوري تعلم دروس الاستبداد، مما يعني أنه لن يقبل بإحلال استبداد قائم باستبداد سيأتي». ومن جانبه، دعا حسن كامل، اللاجئ السياسي السوري إلى فرنسا، إلى «تطوير آليات تحرك الثورة والتصويب على النظام في النقطة الموجعة»، أي في العاصمة، داعيا في الوقت عينه إلى الإبقاء على سلمية الثورة. وأثار اتيان بينت مخاوف الأقليات في سوريا وعلى رأسها المسيحيون، معربا عن استهجانه للمواقف الرسمية للحكومة الفرنسية التي تلتزم موقفا بالغ التشدد ضد النظام السوري.

ومن جهته، أدان الاتحاد الأوروبي الحادث الأخير الذي وقع في حمص السورية، وأسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى، بينهم الصحافي الفرنسي جيل جاكييه، وعبرت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية الأوروبية، عن تعازيها لأسرة الصحافي الفرنسي وباقي ضحايا الحادث المروع، وكررت دعوتها إلى ضرورة وقف العنف في سوريا بشكل فوري، وقالت «نشعر بالقلق الشديد إزاء التصعيد الأخير للعنف في البلاد»، وطالبت بضرورة إجراء تحقيق سريع للكشف عن ملابسات والظروف التي أدت إلى وقوع الحادث. وشددت من خلال بيان صدر ببروكسل على أن السلطات السورية تتحمل مسؤولية ضمان سلامة الصحافيين في البلاد «ولا بد أن يعمل الصحافيون من دون خوف من العنف أو القمع حتى يقوموا بدورهم الحيوي لتوفير معلومات مستقلة عن الأحداث في سوريا».

وفي الصدد نفسه، أشارت مصادر دبلوماسية أوروبية في بروكسل، إلى أن داود أوغلو، وزير خارجية تركيا، قد تلقى دعوة للمشاركة في جزء من اجتماعات وزراء خارجية أوروبا يوم 23 يناير (كانون الثاني) الحالي أثناء مناقشة ملف الأوضاع في سوريا وملف إيران النووي. وقالت مصادر المؤسسات الأوروبية، إن أوغلو سيطلع نظراءه الأوروبيين على نتائج محادثات أجراها مع مسؤولين إيرانيين حول إيجاد حل لمشكلة الملف النووي الإيراني. وسيبحث الوزراء خلال الاجتماع تطورات الأحداث في سوريا، والتحرك الأوروبي إزاء استمرار العنف في البلاد، وأيضا اتخاذ قرار بشأن توسيع العقوبات على إيران وتشمل الحظر النفطي.

وفي بروكسل أيضا، أدان الاتحاد الدولي للصحافيين مقتل مراسل التلفزيون الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص وسط سوريا. وقال نائب رئيس أكبر منظمة للصحافيين في العالم أوليفييه دا لاج، في بيان «نأسف لمقتل صحافي موهوب معروف عنه خبرته»، مشددا على أهمية «تقديم السلطات السورية تفسيرا لعدم اتخاذ تدابير وقائية لضمان سلامة زملائنا الصحافيين في مناخ من انعدام الأمن يسود البلاد». وقتل جاكييه، الذي يعمل في القناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي، في هجوم بقذائف بمدينة حمص معقل المعارضين للنظام، أثناء وجوده مع مجموعة من الصحافيين الأجانب، في إطار زيارة نظمتها السلطات السورية. ويعد جاكييه أول صحافي أجنبي يقتل في سوريا منذ بداية المظاهرات المعارضة للنظام السوري في مارس الماضي.

سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي لا يستبعد تطبيق السيناريو الليبي في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة

قال نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي في تصريحات نشرتها وكالة أنباء «إنترفاكس»، بتوفر المعلومات التي تشير إلى أن بلدان حلف الناتو وبعض بلدان منطقة الخليج تسعى من أجل تحويل تدخلها غير المباشر في الشؤون السورية إلى تدخل عسكري مباشر حسبما سبق وجرى بموجب السيناريو الليبي. وكشف باتروشيف عن احتمالات أن تلعب تركيا دورا رئيسيا في هذا التدخل مؤكدا أنه «لا يستبعد أن تكون واشنطن وأنقرة بدأتا بوضع خطط مختلفة لإقامة منطقة حظر جوي في سوريا وتشكيل فصائل متمردين مسلحين فيها» على حد تعبيره. وفيما أشار إلى أن الولايات المتحدة تعتبر إيران مشكلتها الرئيسية وتسعى جاهدة لإسقاط النظام القائم هناك من خلال فرض الحصار الاقتصادي ودعم قوى المعارضة الإيرانية من أجل قيام «الثورة» قال المسؤول الأمني الروسي باحتمالات اندلاع هذه الثورة على غرار الثورات الملونة «التي سبق وشهدتها بعض بلدان الفضاء السوفياتي السابق». وحذر باتروشيف الذي سبق وشغل منصب رئيس جهاز الأمن والمخابرات الفيدرالي الروسي من مغبة قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران والتي أشار إلى أنها «باتت أمرا واقعيا». وقال باحتمالات تصعيد النزاع في الاتجاه العسكري وهو الاتجاه الذي تقف إسرائيل وراء توجيه الولايات المتحدة إليه. وعزا باتروشيف الضغوط التي تمارسها الدول الغربية ضد سوريا إلى رفض دمشق التوقف عن التعاون مع إيران على حد تعبيره.

السوريون يتظاهرون اليوم في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»

المعارضة السورية تتوقع تفجيرات جديدة اليوم.. وتتهم النظام بافتعالها

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

دعا الناشطون السوريون إلى التظاهر اليوم في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»، بعد أن نالت هذه التسمية النسبة الكبرى من أصوات المشاركين في عملية التصويت على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، بفارق أكثر من عشرة آلاف صوت عن باقي الاقتراحات.

ويأتي اختيار هذه التسمية بعد أن أطلق الناشطون تسمية «جمعة الجيش السوري الحر يحميني» على المظاهرات التي خرجت يوم الجمعة في الخامس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نتيجة «غياب إجراءات ملموسة من قبل جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي لتأمين الحماية الفعلية للمدنيين السوريين»، على ما أفاد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» آنذاك.

وقال عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن إطلاق تسمية «دعم الجيش السوري الحر» على مظاهرات اليوم يأتي في إطار «استمرار الشعب السوري في شعوره بأنه ما من جهات عربية أو دولية تقوم بحماية دمائه وأرواحه»، معتبرا أنهم «توصلوا لقناعة بأنه لا بد من دعم الجيش السوري الحر باعتباره يشكل الدرع الوحيدة الواقية للشعب السوري».

ويتزامن إطلاق هذه التسمية مع سجال حاد قائم بين مكونات المعارضة السورية لناحية موقفها من «الجيش السوري الحر»، الذي يتولى قيادته العميد المنشق رياض الأسعد. وفيما يعتبره المجلس الوطني السوري «فصيلا من فصائل الثورة السورية، ما دام يدافع عن المواطنين ويوفر ملجأ للمنشقين عن الجيش النظامي»، تحمل «هيئة التنسيق السورية» على «الجيش الحر»، متهمة إياه بـ«عسكرة الثورة» و«تنفيذ أجندة تركية».

وأعرب سرميني عن اعتقاده بأن «الشعب السوري يوجه رسالة واضحة اليوم بعد التخاذل الكبير من كل الجهات الدولية وجامعة الدول العربية، إذ لم تتمكن البيانات والتوصيات ولا الشجب والتنديد من حماية الشعب السوري»، مشيرا إلى أنه «لا تزال أعداد كبيرة من الشهداء تسقط يوميا في سوريا منذ عشرة أشهر فيما النظام مستمر في القتل والقمع والعنف ضد المدنيين، ومن هنا بات لزاما على الشعب السوري اليوم التضامن لدعم الجيش الحر».

وإذا كانت الدعوة للتظاهر اليوم تهدف لتوجيه «نداء استغاثة» لدعم «الجيش الحر»، رأى سرميني أن السوريين سيوجهون اليوم «رسالة إلى تركيا من أجل توفير البيئة والظروف المواتية لقيام الجيش بمهامه، في وقت خذلته فيه الدول المجاورة»، مذكرا بأن «عناصر (الجيش الحر) هم من شرفاء الجيش النظامي الذين اختاروا أن ينشقوا عنه لرفضهم سفك دماء مواطنيهم، وهم يحملون أرواحهم على أيديهم ويعرضون أنفسهم للخطر».

وقال سرميني: «من المهم اليوم دعم (الجيش الحر) لما يقوم به من تضحيات للدفاع عن السوريين»، وأوضح أن «المجلس الوطني منذ اجتماع تونس أكد دعمه له وعمله بكل الوسائل المتاحة من أجل توفير دعمه»، لافتا في الوقت عينه إلى أن «المجلس الوطني يواجه مشكلة حتى اللحظة في دعم مكونات الثورة السورية، وبينها (الجيش الحر)، إن على صعيد الإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية، وإن على الصعيد المادي، ولم نلق أي استجابة من أي طرف على الرغم من المساعي التي نقوم بها».

وفي الوقت الذي يستعد فيه السوريون للتظاهر اليوم، يتخوف كثيرون من حدوث انفجار جديد في أحد أحياء مدينة دمشق، أو في مدن سوريا أخرى. حيث بات النظام السوري، وفقا للناشطين المعارضين، يتبع استراتيجية التفجيرات، في كل يوم جمعة، الموعد الذي يخرج فيه السوريون للتظاهر ضد النظام بهدف «تخويف الناس وبث الرعب في نفوسهم».

وقد تساءل أحد معارضي النظام في صفحته على «فيس بوك» بأسلوب ساخر «برأيكم أين سيكون التفجير غدا؟ لا بد أن يحولوا السؤال إلى مسابقة على شاشة التلفزيون السوري، ويعطوا كل مشاهد ثلاثة خيارات». فيما اقترح معارض آخر على النظام السوري «تغيير مدينة دمشق»، قائلا «لماذا لا تضع المخابرات الأسدية، عبوتها الحاقدة، هذه المرة في حلب، لتقطع الطريق على أي محاولة لدخول المدينة في مناخ الانتفاضة».

رفعت الأسد يقترح «تسليم السلطة للشعب» والمعارضة ترد: لا نتحاور مع من ارتبط اسمه بالمجازر

أعلن ضرورة تدخل العائلة لإنقاذ سوريا.. وأنه لن يتمسك بالسلطة بعد المرحلة الانتقالية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

بعد المبادرة الأولى التي أطلقها بعد أشهر قليلة على انطلاق الثورة السورية وتلخصت حينها في أن يتسلم هو أو أحد أفراد العائلة السلطة، أعلن رفعت الأسد، عم الرئيس السوري، مبادرته الجديدة التي يقول إنها ترتكز في أساسها على تسليم السلطة إلى الشعب، على أن يكون ضمن مجلس أو مؤتمر يشرف على المرحلة الانتقالية، مشككا بقدرة المعارضة على إسقاط النظام، مبديا استعداده للمثول أمام القضاء للحكم بقضية مجزرة حماه شرط أن يأتي كل المسؤولين عنها ومن بينهم الإخوان المسلمون «الذين مارسوا الاغتيالات والقتل على امتداد ستة عشر عاما»، بحسب قوله.

وفي تعليقه على مبادرة الأسد، اعتبر العضو الكردي في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، أن رفعت الأسد لا يمثل المعارضة السورية ولا يمكن للمجلس أن يتواصل أو يتحاور مع شخص يرتبط اسمه بحقبة سوداء من تاريخ سوريا المعاصر، ولا سيما بمجازر حماه وجسر الشغور وتدمر، ولا يمكن بالتالي أن يكون جزءا أو طرفا في حل الأزمة السورية. ويضيف «المجلس الوطني السوري الذي يمثل إرادة الشعب هو المخول الأساسي والأكثر أهلية ليكون الطرف المعارض المفاوض، نتيجة الالتفاف الشعبي إضافة إلى القوى والتيارات الأساسية المنضوية تحت مظلة المجلس».

من جهته، رحب منهم الدروبي، عضو المجلس الوطني السوري عن الإخوان المسلمين، بما سماه تدخل الطائفة العلوية بتنحية بشار الأسد لما لهم من القدرة على ذلك ولأنهم مسيطرون على مفاصل الدولة، شرط أن تبقى عائلة الأسد بعيدة عن الحكم في سوريا، وقال «نرحب بمشاركة آل الأسد في إزاحة بشار شرط أن يبقوا بعيدين عن الحكم». وأضاف «سبق لرفعت الأسد أن تواصل مع جماعة الإخوان المسلمين لكننا اشترطنا عليه الاعتراف بدوره بمجازر حماه وتدمر والاعتذار من الشعب السوري». وفي رده على الاتهامات التي وجهها رفعت الأسد إلى الإخوان المسلمين حول دورهم في مجزرة حماه، قال الدروبي «نحن مستعدون للمثول أمام القضاء العادل والمستقل لإثبات كذب ادعاءات رفعت الأسد».

ووضع سيدا إعلان الأسد أنه يعمل اليوم مع أطياف واسعة من المستقلين والأكراد والعشائر والعسكريين، في خانة الادعاءات والمزاعم التي لا أساس لها من الصحة، وقال «المجلس يضم أبرز القوى الفاعلة في المجتمع السوري وهي لم ولن تدخل في مفاوضات مع رفعت الأسد». وعلق سيدا حول قول الأسد إنه يجب التدخل عائليا لإنقاذ سوريا من الفتنة الطائفية والحيلولة دون تدخل خارجي قدر الإمكان لتجنيب سوريا الدمار والخراب، بالقول «مشكلة الأسد أنهم يتعاملون مع البلد وكأنها مزرعة لهم وكأن الشعب عبيد لديهم. الحكم العائلي بالنسبة إلينا مرفوض وآن الأوان لهذه العائلة أن ترحل، نظامنا جمهوري وليس ملكيا، وعلى الشعب أن يختار بإرادته من يريد أن يحكمه». وحول تشكيكه بقدرة المعارضة على إسقاط النظام، اعتبر سيدا أن خطاب الأسد الأخير الذي لا يعدو كونه «ثرثرة كلامية»، خير دليل على ارتباك النظام وأن الثورة في طريقها لتحقيق أهدافها.

وفي حين يؤكد سيدا أنه لا بد لرفعت الأسد أن يمتثل أمام قضاء عادل، يعتبر اتهامه للإخوان المسلمين بمجزرة حماه، رواية مفبركة على لسان رفعت الأسد الذي كان على رأس لائحة المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت في عهده، وإذا كان عنده أي إثباتات على هذه الادعاءات فليقدمها إلى القضاء وليحاسب كل مسؤول عن فعلته بعيدا عن الاتهامات التي توزع جزافا.

وكان رفعت الأسد، رئيس المجلس الوطني الديمقراطي السوري المعارض، أعلن أن استمرار الحكم الراهن أصبح أمرا غير ممكن ويجب «التدخل عائليا لإنقاذ سوريا من الفتنة الطائفية والحيلولة دون تدخل خارجي قدر الإمكان وتجنيب سوريا الدمار والخراب».

وأشار الأسد إلى أنه يعمل من أجل حل الأزمة مع أطياف واسعة من «الوطنيين والمستقلين ومجموعات واسعة من الأكراد والعشائر والعسكريين ومن لهم بصمة في الشارع»، لافتا إلى أنه سيقوم بطرح مبادرة واضحة وشفافة وصادقة تلبي مطالب الثورة تحت رعاية عربية ودولية وبإشراف من الأمم المتحدة، وهي ترتكز في أساسها على تسليم السلطة إلى الشعب، وسيكون هو ضمن مجلس أو مؤتمر يشرف على المرحلة الانتقالية كجزء من الرقابة والقيادة الجماعية من أجل أداء جيد وكتابة مستقبل سوريا الحضاري والديمقراطي، مضيفا «لن أكون متمسكا بسلطة أو منصب بعد المرحلة الانتقالية بل أكون بعدها كأي مواطن يعيش على أرض سوريا».

وفي حين أعلن الأسد أنه مستعد للتعاون مع كل الوطنيين السوريين أبدى استعداده للمثول أمام قضاء عادل للحكم في أحداث حماه، مشترطا أن يأتي كل المسؤولين عن تلك الأحداث ومن بينهم الإخوان المسلمون «الذين مارسوا الاغتيالات والقتل على امتداد ستة عشر عاما، مارسوه منذ عام 1963 وحتى 1980، مارسوه عن طريق تفجيرات، واستمروا في هذه الممارسة إلى أن بدأت وساطات المصالحة بينهم وبين النظام».

كما وجه الأسد انتقادات إلى المعارضة السورية التي قال إنها «لن تستطيع إسقاط النظام ويجب أن تعطي الفرصة لغيرها للقيام بهذه المهمة»، من دون أن يستبعد احتمال وقوع انقلاب عسكري في سوريا، خصوصا «إذا وصلت الأمور إلى طريق مسدود».

وردا على سؤال حول إمكانية عمله مع رموز النظام السابق ومن بينهم عبد الحليم خدام، قال الأسد «عبد الحليم خدام كان مسؤولا لفترة طويلة وكان نائبا للرئيس حافظ الأسد ثم كان نائبا للرئيس بشار الأسد ثم كان مسؤولا عن الملفات اللبنانية، الأمنية منها والسياسية، وبيديه الكثير ولديه الكثير من الأسرار وعليه أن يتحدث عن هذه الملفات بصدق وشفافية، وسأكون مستعدا للعمل معه ولن يكون بيننا خلاف».

اللاذقية ثاني مدن الانتفاضة السورية تفتقد الحياة الاجتماعية والاقتصادية

معارض لـ «الشرق الأوسط» : النظام أوصل المدينة إلى احتقان مذهبي

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

لا تزال مدينة اللاذقية الساحلية تحت مجهر النظام السوري، وتخضع لحصار أمني محكم ورقابة مشددة، وذلك لأسباب عدة، أولها أنها ثاني مدينة سوريا تنتفض ضد النظام بعد درعا، وثانيا لكون أبنائها هم طليعة من تجرأ على تحطيم تماثيل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ونجله الرئيس بشار الأسد، وثالثا بسبب الاختلاط السني العلوي لأبنائها، والاحتقان المذهبي التي الذي ولد من رحم الانتفاضة الشعبية على مدى الأشهر العشرة من عمرها.

وقد أعادت حادثة الاعتداء على وفد المراقبين العرب في اللاذقية قبل يومين هذه المدينة إلى دائرة الضوء، لتبدو أنها تعيش وضعا اجتماعيا واقتصاديا مذريا بفعل الحصار المفروض عليها. ويروي عضو «المجلس الوطني السوري» خالد كمال (ابن اللاذقية) أبرز محطات الثورة في اللاذقية منذ بداياتها وحتى الآن. فيقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كنا أول من بدأ الثورة بعد درعا، حيث أطلقنا المظاهرات ومعنا بدأت حمص وبانياس، وللأسف على أثر تنظيم عدة مظاهرات داخل المدينة نزل العلويون من الجبل واشتبكوا منعا بالحجارة وما لبثوا أن فتحوا النار على المتظاهرين، مما أدى إلى وقوع مجزرة أودت بحياة سبعة أشخاص، وهذه المجزرة ارتكبها محمد شاليش، قريب الرئيس بشار الأسد، وكان معه حافظ الأسد نجل منذر الأسد، وكان أول شهيد في اللاذقية محمد بيازيد الذي أطلق عليه رصاص القناصة عندما كان يحاول إسقاط تمثال حافظ الأسد في المدينة».

ولفت كمال إلى أن «المجزرة الثانية حصلت في 30 آذار (مارس) 2010 بالتزامن مع إلقاء الرئيس بشار الأسد أول خطاب له بعد انطلاقة الثورة، وسقط فيها 17 شهيدا، تبعها عدة مجازر ارتكبتها قوات الأمن ضد المعتصمين في ساحة العلبي، وقدر عدد شهدائها بـ40، واستمر التوتر داخل المدينة إلى أن انتقلت المظاهرات إلى منطقة الرمل الجنوبي التي تحوي مخيم اللاجئين الفلسطينيين»، مشيرا إلى أن «قوات الأمن والشبيحة حاصرت منطقة الرمل وعزلتها عن المدينة، إلى أن حل شهر رمضان المبارك عندما اقتحمت القوات الأمنية والعسكرية المنطقة وجرى قصفها بالطائرات وعبر البوارج الحربية من البحر وبواسطة مدفعية الدبابات، وذلك على مدى ثلاثة أيام متتالية، وأدى إلى سقوط نحو 150 شهيدا، ولا تزال منطقة الرمل محاصرة بنحو 15 حاجزا أمنيا».

وأعلن كمال أن «حصار حي الرمل الجنوبي لم يثن مدينة اللاذقية عن الاستمرار في المظاهرات الطيارة التي تنطلق من المدارس والمساجد، وترافقت مع حملات الاعتقالات، واستفزاز الشباب واغتصاب النساء أمام أعين إخوتهم وأزواجهم المعتقلين داخل فرع الأمن السياسي من أجل إرغام هؤلاء على الاعتراف بالاتهامات المنسوبة إليهم».

وأوضح عضو المجلس الوطني، أن «الأحداث اليومية في اللاذقية لم تتوقف إلى أن وقعت حادثة الاعتداء على وفد المراقبين العرب قبل يومين بإطلاق النار عليهم من قبل الأمن والشبيحة، والتي أدت إلى إصابة عدد منهم بينهم ضابطان كويتيان بحالة خطرة، وبدلا من أن يسعفوا المصابين بدأوا يرقصون ويغنون بالقرب منهم، ثم كتبوا بدم المراقبين على سيارتهم (نحن الشبيحة رجالك يا بشار)، و(بشار الأسد إلى الأبد)». ووصف وضع اللاذقية الحالي بالمأساوي، خصوصا أن نحو نصف أهالي المدينة مهجر إلى تركيا والقسم الآخر لجأ إلى المناطق المجاورة، مما جعل الحياة الاقتصادية والاجتماعية شبه معدومة، لافتا إلى أن «هذا الوضع لا ينطق على المناطق الواقعة في محيط اللاذقية التي يقنطها العلويون، والتي تعيش حياة طبيعية»، معتبرا أن «أخطر ما في الأمر أن النظام أوصل المدينة ومحيطها إلى حالة من التعبئة المذهبية غير المسبوقة، فهو في الوقت الذي يضطهد المدينة التي يشكل سكانها من السنة ما نسبته 70 إلى 80 في المائة، تراه يلجأ إلى تسليح سكان الجبل من أبناء الطائفة العلوية الذين يهددوننا يوميا بالقتل والانتقام، ونحن نخشى هذه التهديدات وارتكاب المزيد من المجازر».

وأكد كمال أن «الحقد والكراهية ليست عند كل أبناء الطائفة العلوية، بل تنحصر بأقرباء الرئيس بشار الأسد والشبيحة والمستفيدين من النظام، وهناك قسم كبير من العلويين هم ضد هذا النظام، لكنهم لا يبدون رأيهم خوفا من أن يكون عقابهم أشد قسوة من عقابنا».

وكان الجيش السوري اقتحم في شهر أغسطس (آب) الماضي، مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وإلى نزوح آلاف الفلسطينيين، مما دفع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى الاحتجاج، وإعلانها أن أكثر من خمسة آلاف لاجئ فلسطيني فروا من مخيم الرمل في هذه المدينة إثر القصف الشديد الذي تعرضت له اللاذقية.

الخضير: الدول العربية هي المسؤولة عن اختيار المراقبين والجامعة تقوم بتدريبهم

الجامعة العربية ترفض إعطاء قائمة بأسماء بعثة المراقبين

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

أكد السفير عدنان الخضير، رئيس غرفة عمليات متابعة بعثة المراقبين إلى سوريا، أن البعثة مستمرة في عملها وفق البروتوكول الموقع بين الحكومة السورية والجامعة العربية. وقال الخضير إن تقارير عمل بعثة المراقبين في سوريا تأتي يوميا للجامعة العربية في موعدها، ولم تحدث أي اختراقات سوى واقعة حمص واللاذقية.

ورفضت الجامعة العربية إعطاء قائمة بأسماء بعثة المراقبين، واكتفت بالإشارة إلى أن عددها وصل إلى 165 مراقبا، في حين أن العدد المتفق عليه خلال اجتماع اللجنة الوزارية كان من المفترض أن يصل إلى 250، وأفادت الجامعة بأنها لا تتدخل في اختيار أو ترشيح قوائم المراقبين، وأن المسؤول عن ترشيح واختيار المراقبين الذين تم إرسالهم للتحقق من التزام سوريا بوقف العنف الدول العربية التي قامت بإرسال الترشيحات بمن تراه مناسبا للقيام بهذه المهمة من خبراء في مجالات حقوقية ودبلوماسية وعسكرية ومجتمع مدني. وأشارت مصادر الجامعة إلى أن الدول التي تشارك في بعثة المراقبين هي مصر والكويت والسعودية وقطر والسودان والجزائر والأردن وسلطنة عمان وموريتانيا وتونس.

وقال السفير عدنان الخضير، في تصريحات له أمس، إن هناك طلبات كثيرة من دول عربية ومنظمات من المجتمع المدني للانضمام إلى فريق المراقبين، وسيتم تدريب المراقبين وتهيئتهم من قبل الجامعة العربية قبل إرسالهم إلى سوريا، وذلك لن يتم قبل أسبوع، موضحا أن غرفة عمليات الجامعة العربية بالقاهرة لم تتلق أي طلبات من رئيس البعثة الفريق محمد أحمد الدابي، وأن أي عدد من المراقبين يكون حسب الحاجة والطلب، وأنهم سيكونون مستعدين حين يطلب منهم. كما نفى الخضير أن تقوم الأمم المتحدة بتدريب مراقبين جدد إلى سوريا، ولكن سيكون تدريبهم في الجامعة العربية. وقال الخضير، ردا على تسريبات إعلامية بانسحاب مراقبين من البعثة «لم ينسحب أحد، لكن هناك اثنين من المراقبين أحدهما جزائري والآخر سوداني قد اعتذرا لأسباب صحية للأول وخاصة للثاني، والاعتذار قوبل بالموافقة، وإنهما ذهبا إلى دولتيهما»، وفند الخضير الأمر بنص البروتوكول، وقال «لا يوجد في البروتوكول أي مصطلح حول الانسحاب أو الاستقالة بل الاعتذار»، موضحا أن من يدلي بغير ذلك لوسائل الإعلام ويتكلم كلاما على غير الحقيقة فهذا خاص به وهو يتحمل مسؤولية كلامه».

وعن مهمة البعثة ميدانيا الآن قال الخضير «إن فرق المراقبين تواصل عملها في عدد من المدن وهي: دمشق وريف دمشق، وحماه، وإدلب، ودرعا، حمص، وإنه أضيفت لها مدن أخرى هي دير الزور والقامشلي، إضافة إلى اللاذقية التي حصل بها الاعتداء على المراقبين وانسحبوا منها»، مؤكدا أن الجامعة العربية حصلت على تعهدات من الحكومة السورية بعدم تكرار الاعتداءات على البعثة مرة أخرى.

وفى السياق نفسه، قامت غرفة العمليات في الجامعة بتوزيع تصريح للفريق أول الركن محمد الدابي رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في دمشق، أكد فيه أن ما تحدث به المراقب أنور مالك عبر إحدى القنوات الفضائية لا يمت للحقيقة بصلة. وقال إن مالك منذ أن تم توزيعه ضمن فريق حمص لم يغادر الفندق طيلة ستة أيام، ولم يشارك أعضاء الفريق النزول إلى الميدان، متعللا بمرضه الذي يحول دون مرافقة الفريق في جولاته داخل حمص. وأضاف أن «مالك وقبل مغادرته دمشق بيوم طلب السماح له بالسفر للعلاج في باريس، وتمت الموافقة له، لكنه غادر قبل اتخاذ الإجراءات التي تستلزم سفره، ومن دون أن يسلم العهدة التي تسلمها لمشاركته في المهمة في حمص، ولم ينتظر استخراج تذكرة السفر وسافر على حسابه الخاص». وأوضح أن مالك تحدث بالقسم الذي قام بأدائه، إلى جانب أن ما تحدث به إنما يقع على مسؤوليته الشخصية، وهو ما يؤكده أعضاء الفريق الذي ذهب إلى حمص.

وجدد الفريق الدابي دعوته لوسائل الإعلام إلى تحري الدقة في ما تنشر، وأن تلتزم برسالتها في المنهجية والموضعية.

وحول مقتل صحافي فرنسي، قال الخضير «نأسف لمقتل الصحافي الفرنسي أو أي شخص يؤدي مهمة، لكننا لا نتحمل مسؤولية الإعلاميين»، موضحا أن بعثة المراقبين ليس معها صحافيون مرافقون لها، ومن يدخل من الإعلام فهو يدخل على مسؤوليته وبالاتفاق مع السلطات السورية.

وكان اتحاد الصحافيين السوريين كشف أمس ظروف مقتل الصحافي الفرنسي، جيل جاكييه، وذلك في برقية عاجلة بعث بها إلى الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب، مؤكدا أن جاكييه قتل أثناء قيامة مع مجموعة من الصحافيين بتغطية عملية عدوان على مجموعة من مواطني حمص قامت بها مجموعة إرهابية مسلحة، أطلقت عدة قذائف على موقع قريب من الصحافيين الذين كانوا قد هرعوا إلى المكان الذي تم العدوان عليه من قبل هذه الجماعات المسلحة. وقال اتحاد الصحافيين السوريين في برقيته العاجلة التي طلب تعميمها على كل النقابات الوطنية للصحافيين العرب إن ثمانية مواطنين سوريين قد استشهدوا خلال هذه العملية، كما جرح خمسة وعشرون آخرون. وقد أكد اتحاد الصحافيين السوريين في برقية وزعها اتحاد الصحافيين العرب أمس بالقاهرة حرصه على وضع الحقائق أمام الصحافيين العرب، موضحا أن هذه الأعمال الإرهابية لن تمنع وصول الحقائق إلى الرأي العام العربي والدولي بحرية وشفافية.

الجامعة تعترف باعتذار مراقبين وتؤكد استمرار عمل البعثة

فرنسا تستبعد أي عمل عسكري ضد نظام الأسد

تحرك دولي لطرد سوريا من لجنتي حقوق الإنسان في “اليونيسكو”

باريس ـ مراد مراد

ووكالات

تشهد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) حراكا دوليا، انضمت بريطانيا إليه أمس، يهدف الى طرد سوريا من لجنتين تهتمان بحقوق الانسان، في وقت تتراجع الثقة يوميا ببعثة جامعة الدول العربية، التي اعتذر اثنان من اعضائها عن عدم الاستمرار في مهمتهما، التي تشهد مصاعب اضاءت عليها امس منظمة “هيومان رايتس ووتش” في تقرير اكد اطلاق الجيش السوري النار على مواطنين سوريين يحاولون الوصول الى هؤلاء المراقبين، علما أنه تم استهداف البعثة العربية في اكثر من حادث منذ وصلت الى سوريا.

الوزير البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستير بيرت اكد امس ان بلاده ستسعى الى طرد سوريا من عضوية اللجنتين خلال اجتماع لمجلس ادارة اليونيسكو يعقد مطلع شهر آذار (مارس) المقبل.

وكانت سوريا اعتمدت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 في اللجنتين بأغلبية اصوات في مجلس ادارة “اليونيسكو” رغم اعتراض تسعة بلدان رئيسية فيه هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا والنمسا وبلجيكا والدنمارك، علما ان مهام اللجنتين هي مراقبة مدى احترام الدول لحقوق الانسان.

واعتبرت وزارة الخارجية البريطانية امس ان “وجود سوريا في هاتين اللجنتين المعنيتين بدراسة احوال حقوق الانسان في البلدان، هو امر نافر وشاذ ولا يمت الى المنطق بصلة”.

وتساءلت منظمة “هيومن رايتس ووتش” التي تقود الحملة الدولية لطرد سوريا من اللجنتين: “كيف يعقل ان تكون سوريا بنظامها الحالي في هاتين اللجنتين مع ارتكاب النظام جرائم بحق الانسانية بما فيها قتله اكثر من 5000 شخصا من ابناء شعبه اضافة الى تعذيب الاطفال والاغتصاب؟”.

واعتبرت “ان استمرار وجود سوريا في هاتين اللجنتين هو مشاركة دولية في عمليات الاجرام التي يرتكبها النظام. ان هذه العضوية عار يلحق بسمعة اليونيسكو بشكل خاص وبمنظمة الامم المتحدة بشكل عام”.

وتدعو المنظمة الدولية التي تعنى بحقوق الانسان الى “طرد سوريا من اللجنتين والاعتذار الى ضحايا النظام بسبب انتخاب سوريا الأسد لدخول هاتين اللجنتين وهو امر كان يجب الا يحصل ابدا”.

وكانت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما وجهت رسالة الى الطاقم الاداري في اليونيسكو في شهر كانون الاول (ديسمبر) 2011 تطالب فيه بإخراج سوريا من اللجنتين. وعلمت “المستقبل” ان الرسالة الاميركية حملت ايضا توقيع 14 بلدا آخر بينها دول عربية احدها الكويت.

“هيومن رايتس ووتش” ذكرت أمس ان قوات الامن السورية اطلقت النار على متظاهرين سلميين حاولوا الوصول الى مراقبي الجامعة العربية في مدينة جسر الشغور شمال سوريا، مطالبة الجامعة العربية بادانة السلطات السورية. وقالت في بيان، نقلا عن شاهدين اصيبا في الحادث وفرا الى جنوب تركيا، انه “حوالي الساعة 11 صباحا بالتوقيت المحلي في 10 كانون الثاني (يناير) 2012 تقدما (الشاهدان) من ساحة حزب البعث.. لمقابلة مراقبي جامعة الدول العربية المتواجدين هناك .. وعندما اقتربا من نقطة تفتيش في الطريق إلى الساحة، منعهما أفراد من الجيش من التقدم”. واضافت انه “بعد أن رفض المتظاهرون التفرق، تم اطلاق النار على الحشد، فاصيب تسعة متظاهرين على الاقل”. وذكرت المنظمة ان مراقبي الجامعة العربية “كانوا في ساحة حزب البعث، لكن غادروا في سيارة بعد ان بدأ اطلاق النار، على حد قول الشاهدين”.

وقالت المنظمة انه رغم عدة محاولات، لم تتمكن من الاتصال بالمراقبين للتأكد من صحة الواقعة التي رواها الشهود. واضافت انه “على ضوء هذه الانتهاكات وغيرها من الانتهاكات البينة للاتفاق المبرم بين الحكومة السورية وجامعة الدول العربية، على الجامعة العربية أن تكشف علناً عن نتائج البعثة وتقييمها لامكانية استمرار البعثة”.

وذكر شخص قال ان اسمه أبو أحمد وهو أحد المتظاهرين المصابين في الهجوم لـ”هيومن رايتس ووتش”: “كنا نحو300 إلى 500 شخص، وكنت أسير في الصف الامامي.. عندما أصبحنا على مسافة 100 متر من نقطة التفتيش، هتفنا للجيش أننا لا نريد إلا مقابلة المراقبين. لكنهم اطلقوا النار علينا”.

وقال شاهد اخر يدعى مصطفى “عندما بدأ المتظاهرون في الجري مبتعدين، طاردتهم قوات الجيش واستمرت في إطلاق النار عليهم”، مضيفا انه “كان وسط مجموعة من الأفراد وأصيب برصاصتين في ظهره وأخرى في ذراعه الأيسر .. كما أصيب خمسة أشخاص” اخرين، بحسب بيان المنظمة.

وقالت نائبة قسم الطوارئ في “هيومن رايتس ووتش”، آنا نيستات: “مثل هذه الحوادث وعدد الوفيات المتزايد باستمرار يظهران بوضوح أن وجود مراقبي الجامعة العربية لم يفد كثيرا في الزام السلطات السورية بالكف عن جرائمها”. واضافت “حان الوقت لان تندد الجامعة العربية باخفاق الحكومة السورية في الالتزام بالاتفاق ..السماح باستمرار البعثة دون جهود فعالة أو واضحة لحماية المدنيين لن يؤدي الا للمزيد من الوفيات”.

في غضون ذلك، قال رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية لمراقبي سوريا عدنان الخضير امس ان اثنين من المراقبين، هما الجزائري انور مالك ومراقب اخر سوداني، اعتذرا عن مواصلة مهمتهما ضمن البعثة في سوريا لاسباب شخصية.

لكنه اكد ان بعثة المراقبين “مستمرة في اداء عملها حتى 19 كانون الثاني (يناير) الجاري وفقا للبروتوكول” الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية والذي حدد مدة عمل بعثة المراقبين بشهر قابل للتجديد، على الرغم من التشكيك بقدرة المراقبين على انجاز مهامهم.

وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مقابلة مع قناة “الحياة” التلفزيونية المصرية الخاصة مساء الاربعاء ان التقارير التي تصله من رئيس بعثة المراقبين الفريق اول محمد احمد الدابي “مقلقة للغاية” مشيرا الى ان مجلس وزراء الخارجية العرب “سيكون صاحب القرار بشأن الوضع السوري”.

وقال رئيس بعثة المراقبين الفريق الأول محمد أحمد مصطفى الدابي، امس، إن ما ذكره المراقب الجزائري: “لا يمت لحقيقة بصلة”، مشيراً الى أن ليس هناك أية صعوبات في عمل البعثة. وشدّد الدابي، في تصريح للصحافيين في دمشق، على أن “ما صرح به المراقب أنور مالك عبر إحدى القنوات الفضائية لا يمت للحقيقة بصلة”، مشيراً الى أن “ما قاله ليس صحيحاً”.

وقال الدابي إن “مالك منذ أن تم توزيعه ضمن فريق حمص، لم يغادر الفندق طيلة 6 أيام ولم يشارك أعضاء الفريق النزول إلى الميدان، متعللاً بمرضه الذي يحول دون مرافقة الفريق في جولاته داخل حمص”. وأضاف أن “مالك وقبل مغادرته دمشق بيوم طلب السماح له بالسفر للعلاج في باريس وتمت الموافقة له، لكنه غادر قبل إتخاذ الإجراءات التي تستلزم سفره ومن دون أن يسلّم العهدة التي تسلمها لمشاركته في المهمة في حمص، ولم ينتظر إستخراج تذكرة للسفر وسافر على حسابه الخاص”.

ولفت رئيس بعثة مراقبي الجامعة الى أن مالك حنث بالقسم الذي أدّاه، إضافة الى أن ما صرّح به إنما يقع على مسؤوليته الشخصية وهو ما يؤكده أعضاء الفريق الذي ذهب إلى حمص.

وتابع الدابي إن “التعاون الإداري مع الحكومة السورية موجود ونحن لا ننكره، ومستمرون بعملنا وفق ما جاء في البروتوكول العربي”.

دوليا أكدت فرنسا امس ان خيار الحظر الجوي فوق مناطق من سوريا ليس قيد البحث حاليا، وان التركيز ينصب على انجاح جهود الجامعة العربية واستصدار قرار يدين النظام السوري في مجلس الأمن. وشددت باريس على اهمية التقرير المرتقب صدوره من بعثة المراقبين في التاسع عشر من الشهر الجاري، مشيرة الى ان صدقيته “امر حاسم بالنسبة لمستقبل المنطقة”.

ردا على سؤال بشان خيار الحظر الجوي، قال الناطق بإسم الخارجية الفرنسية رومان نادال “هذا الخيار ليس قيد البحث حاليا. موقفنا في ما يتعلق بسوريا لم يتغير. في مواجهة القمع الدموي الذي يمارسه النظام نحن ندعم مبادرة الجامعة العربية كي تطبق بجميع بنودها: وقف القمع واطلاق سراح المعتقلين السياسيين واعادة القوى المسلحة الى الثكنات ودخول وسائل الاعلام الدولية الى الاراضي السورية”. اضاف “ندين بشدة كل اعتداء يتعرض له المراقبون ونذكر السلطات السورية بمسؤوليتها في حماية امن البعثة. نأمل في ان تتحمل الاسرة الدولية مسؤوليتها لجهة دعم هذه المبادرة. في هذا الاطار نحن نواصل بحثنا مع مجموعة شركائنا في مجلس الامن الدولي تبني قرار يدين النظام السوري ويدعم المبادرة العربية”.

وعن موقف فرنسا من استقالة مراقبين من فريق البعثة، قال نادال “لقد عبرنا في اكثر من مناسبة عن دعمنا للمراقبين العرب الذين يقومون بمهمة هامة وصعبة. اليوم اكثر من اي وقت مضى يجب ان يقف المجتمع الدولي موقفا داعما للمبادرة العربية من اجل التوصل الى انهاء القمع في سوريا الذي اوقع الى الآن عددا كبيرا من الضحايا”. اضاف “لقد رحبنا بقرار اللجنة الوزارية العربية استمرارها في التنسيق مع امين عام الامم المتحدة (بان كي مون). ان عرض التعاون من الامم المتحدة ينبغي ان يدعم مهام البعثة بشكل لا يتيح للنظام السوري المراوغة وتجميل الأوضاع”.

وتابع الديبلوماسي الفرنسي “امر اساسي في مهمة المراقبين ان يتمكنوا من دراسة الاوضاع بدقة دون التعرض لعراقيل وان يستطيعوا نقل مدى تطبيق النظام للمبادرة العربية بنقاطها الاربع كاملة”. وختم نادال “من المهم ان تتمكن الجامعة العربية استخلاص النتائج من مشاهدات البعثة ودراستها للوقائع. من هذا المنطلق فإن التقرير الذي سيقدم في التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) الجاري سيكون لحظة مفتاح (مهمة). تقرير المراقبين يجب ان يسمح للأسرة الدولية بإصدار حكم على الأوضاع في سوريا ومدى تطبيق النظام لمشروع السلام. اذاً فصدقية البعثة امر حاسم بالنسبة لمستقبل المنطقة”.

وما يجري ميدانيا يؤكد فشل البعثة العربية في دفع السلطات السورية الى تنفيذ ما يطلبه منها البروتوكول العربي وخصوصا وقف عمليات القتل وسحب الجيش من المناطق الآهلة.

وقالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” في هذا السياق، ان “عدد شهداء سوريا” بلغ حتى عصر أمس “ثمانية عشر شهيدا بينهم طفلة وجنديان منشقان، وهم: سبعة شهداء في ادلب (سراقب وسرجه واريحه ومعرشورين)، ستة شهداء في حمص، ثلاثة شهداء في دير الزور وشهيد في كل من حماة ودوما بريف دمشق).

بعثة المراقبين مستمرة في سوريا و”لا خطط” للأطلسي

رأى رئيس بعثة المراقبين في سوريا محمد الدابي، أمس، أنه ليس هناك أية صعوبات تواجهها، وأكدت الجامعة العربية أن عمل البعثة مستمر إلى 19 الجاري وفق البروتوكول، وأقرت باعتذار مالك وآخر سوداني لأسباب صحية .

وأكدت الجزائر أن الحكومة السورية اتخذت خطوات لنزع فتيل الأزمة في البلاد، وأن حمل المعارضة السلاح ينذر بأعمال عنف أوسع نطاقاً، فيما أكدت الصين دعمها للحل العربي للأزمة، واستبعدت فرنسا فرض حظر جوي على سوريا “حالياً”

وأعلن مصدر مسؤول في مقر الحلف الأطلسي “الناتو” ببروكسل أن الحلف لا يخطط للتدخل في أحداث سوريا .

ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن المصدر قوله تعليقاً على تصريحات أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، إن أعضاء في الحلف ينوون تحويل التدخل غير المباشر في شؤون سوريا إلى تدخل عسكري مباشر “كما صرح الأمين العام ل “الناتو” مراراً، لا نية لدى “الناتو” للتدخل في الأحداث بسوريا، الحالة الليبية مختلفة عن الحالة السورية” .

وأضاف المصدر، الذي لم تذكر الوكالة اسمه، أن “دوراَ ل”الناتو” في سوريا غير مطروح للنقاش” .

وكان باتروشيف قال في حديث إلى وكالة “إنترفاكس”، إن هناك معلومات عن أن أعضاء “الناتو” ينوون تحويل التدخل غير المباشر في شؤون سوريا إلى تدخل عسكري مباشر، موضحاً أن معلوماته تشير إلى أن فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وربما تركيا ستشكل القوة الرئيسة للتدخل العسكري المحتمل .

ميدانياً، أورد المرصد السوري سقوط 13 مدنياً و20 منشقاً برصاص الأمن في مناطق مختلفة من البلاد . وأعلنت السلطات فتح تحقيق في مقتل الصحافي الفرنسي و8 مدنيين في حمص، بعد أن طالبت العديد من العواصم الغربية والمنظمات الحقوقية بكشف الحقيقة، وبتوفير حماية للصحافيين .

معارض سوري: دبابات الجيش السوري تقتحم بلدة قرب الحدود مع لبنان

أفاد القيادي في المعارضة السورية كمال اللبواني أن القوات السورية تدعمها الدبابات اقتحمت بلدةً سورية قرب الحدود مع لبنان اليوم، في أول هجوم عسكري كبير منذ دخول بعثة المراقبين العرب سوريا.

وأضاف اللبواني في حديث لوكالة “رويترز” أن “الاتصالات قُطعت عن البلدة (دون ذكر إسمها)، لكنّه تمكن من الاتصال بعدد من سكانها”، مشيراً الى أن “الدبابات تقصف البلدة بعد أن دخلت ضواحيها، فيما السكان يقاومون”. وأشار اللبواني الى أن “الجيش السوري الحر” المنشق عن القوات السورية “له وجود قوي في المنطقة”.

(موقع رويترز)

مجلس الأمن: فرنسا تنصح الروس بتتبّع وضع سوريا عبر “يو تيوب”… ودعوة مرتقبة للعربي

مع تسارع التطورات الإقليمية، السورية منها خصوصًا، تترقب الساحة اللبنانية مضامين ومفاعيل الإطلالتين المتتاليتين لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله واتضاح موجبات قراره استباق الإطلالة المعلنة في مهرجان “أربعين الحسين” في بعلبك السبت المقبل، بأخرى متلفزة مساء الجمعة من مجمع “سيد الشهداء” في الضاحية الجنوبية لبيروت، حسبما أعلنت مصادر في “حزب الله” لـ”NOW Lebanon”.. وفي سوريا، أردف الرئيس بشار الأسد إطلالته الثلاثاء، التي خصّ فيها العرب بهجوم هو الأعنف من نوعه منذ خطاب “أنصاف الرجال” الذي كان قد تهجّم فيه على الدول العربية وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية إثر حرب تموز 2006، بإطلالة ميدانية من “ساحة الأمويين” حيث حرص على طمأنة مناصري النظام إلى أنّه سينتصر على “المؤامرة” وأنها باتت “في مرحلتها الأخيرة”.

تزامنًا، كانت دوامة العنف الدموي في سوريا تحصد مزيدًا من الضحايا في عدد من المدن والمحافظات السورية، حيث سجلت الساعات الأخيرة مصرع أول صحافي أجنبي خلال مشاركته بجولة ميدانية نظمتها السلطات السورية لمجموعة من الصحافيين لتغطية الأحداث في حي عكرمة بمدينة حمص، سرعان ما تحولت هذه الجولة الإستقصائية إلى الحدث بعينه مع سقوط عدة قذائق على التجمّع الذي كان في عداده كبير مراسلي قناة “فرانس 2” الصحافي الفرنسي جيل كاجييه ما أدى إلى مقتله على الفور بالإضافة إلى مقتل ستة سوريين وإصابة صحافيين بلجيكي وهولندي.

وإذ تلقف النظام السوري الحادثة ليتهم عبر قناة “الدنيا” المجموعات “الإرهابية” بالوقوف وراءها، في مقابل نفي المعارضة السورية علمها بمصدر القذائف واتهامها أجهزة النظام بتدبير الهجوم على الصحافيين الأجانب.. طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السلطات السورية بتوضيح ملابسات مقتل كاجييه أثناء قيامه بتغطية “أحداث العنف التي تجري حالياً بسبب القمع غير المقبول الذي يمارسه النظام (السوري) ضد المدنيين”، وكذلك دان الإتحاد الأوروبي قتل الصحافي الفرنسي في سوريا مطالبًا على لسان وزيرة خارجيته كاثرين آشتون “بإجراء تحقيق سريع لكشف الملابسات التي أدت إلى هذه المأساة”، مشددةً في هذا السياق على كون “السلطات السورية تتحمل مسؤولية ضمان أمن الصحافيين في البلد، والسماح للصحافة بالقيام بدورها الحيوي في نقل المعلومات، بصورة مستقلة، عن الأحداث في سوريا من دون أن تخشى من أن تصبح ضحية للعنف أو القمع”.

وفي الغضون، برز إنسحاب العضو في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، أنور مالك، من مهام البعثة بفعل تشكيكه باستقلاليتها واتهامه النظام السوري “باستغلال البعثة العربية للبقاء في الحكم”، وقال مالك في تصريح مصوّر لقناة “الجزيرة”: “لا أستطيع أن أتخلّص من إنسانيتي (…) المناطق التي زرتها لم تُسحب منها أيّ آليّة عسكريّة على عكس ما ورد في تقرير لجنة المراقبين إلى الجامعة العربيّة”، وأضاف في معرض رواية مشاهداته الميدانية “المروعة من جثث متفحمة وأطفال مقتولين وجثث تعود لأشخاص سُلخ جلدهم”: النظام السوري أصبح يقتل حتى من الأطراف الموالية له لتضليل عمل المراقبين”، جازمًا في هذا الإطار بأنّ الهجوم الذي تعرض له المراقبون العرب كان “مخططًا ومدبرًا”.

حيال ذلك، وفي حين قررت جامعة الدول العربية تعليق إرسال مراقبين جدد إلى سوريا، أكد رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بحل الأزمة السورية رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني أنّ “مهمة المراقبين العرب في سوريا لم تنجح حتى الآن”، وشدد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن على عدم جواز استمرار الأمور على ما هي عليه راهنًا في سوريا حيث “الشعب السوري يُقتل بيد قوات حكومته”، مضيفًا: “هذه مسؤولية تقع على المجتمع الدولي ونأمل أن يُحل الأمر داخل البيت العربي، لكن الحكومة السورية لا تساعدنا في ذلك، والقتل لا يزال مستمرًا بشكل يومي هناك”.

وإذ ردّ على اتهام الرئيس السوري الجامعة العربية بأنّ لديها “6 عقود من العجز” بالقول: “هذا الكلام يرد عليه بأنّ لحكمه (الأسد الأب ولاحقًا الإبن) 4 من هذه العقود الستة”، أردف بن جاسم: “حتى الآن لم نر أنّ القتل في سوريا انتهى، ولا تمّ سحب المظاهر المسلّحة (من المدن)، كما لم يتم إطلاق المعتقلين”، مشيرًا إلى أنّه “سيكون هناك اجتماع للّجنة العربية في 19 أو 20 من الشهر الجاري للنظر في كيفيّة حل المشكلة لأنّه من الواضح الى الآن أنّ الحكومة السورية ليست متجهة نحو تغيير نهجها والتعاون مع الجامعة العربية بحسب رغبة الشارع السوري”.

من جهتها، إستهجنت وزيرة الخارجية الأميركية “خطاب الأسد الذي لم يأت بأي جديد ولم يتضمن سوى أعذار وكلام عن مؤامرات واتهامات شملت كل الأطراف، المجتمع الدولي ووسائل الإعلام والجامعة العربية”، لافتةً الإنتباه في المقابل إلى أنّ “مهمة المراقبين العرب لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية وكذلك قتل الشعب السوري”.

وفي سياق متصل بمستجدات الأزمة السورية، أفاد مصدر دبلوماسي في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك موقع “NOW Lebanon” أنّ “مجلس الأمن الدولي إستعرض خلال إجتماعه المغلق الأخير مجموعة من الإحاطات والتحليلات والوثائق عن تطورات الوضع في سوريا”، مشيرًا إلى أنّ “جميع أعضاء مجلس الأمن أعربوا (خلال الجلسة) عن دعم جهود جامعة الدول العربية وعمل بعثتها في سوريا، كما كان هناك إجماع على إدانة أعمال العنف والقتل التي تحصل هناك، والهجوم الذي تعرض له المراقبون العرب الأسبوع الفائت”، إلا أنّ الدبلوماسي الأممي لفت في هذا المجال إلى أنّ “مندوب روسيا كان حريصًا على عدم توجيه الاتهامات بدون دليل على وقوف النظام السوري وراء هذه الهجمات، الأمر الذي استفز المندوب الفرنسي فرد عليه بأن نصح المسؤولين الروس بمتابعة الأشرطة المصوّرة على “يو تيوب” لكي تتضح لهم هوية المعتدين في سوريا، لا سيما على المراقبين العرب”.

الدبلوماسي الأممي الذي رأى صعوبة في استصدار قرار قريب عن مجلس الأمن بشأن الأوضاع السورية “كون الانقسام ما زال حادًا حول الملف السوري، بين الروس والصينيين من جهة والأميركيين والأوروبيين من جهة ثانية”، كشف أنه “من بين الأفكار المطروحة حاليًا، دعوة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي إلى الأمم المتحدة لالقاء كلمة أمام مجلس الأمن الدولي يوضح فيها الوضع الراهن في سوريا وما آلت إليه الأمور على صعيد عمل بعثة المراقبين العرب”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ “المجتمع الدولي ينتظر على هذا الصعيد صدور التقرير النهائي للمراقبين العرب، لكي يتم إستنادًا إليه توجيه الدعوة إلى العربي لإلقاء كلمته أمام مجلس الأمن”.

العربي متخوف من حرب أهلية بسوريا

عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن خشيته من احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا، بينما أكد دبلوماسي عربي أن بعثة مراقبي الجامعة العربية معرضة للخطر، في ظل حديث عن انسحاب مزيد من المراقبين من سوريا.

وقال العربي “نعم أتخوف من حرب أهلية، والأحداث التي نراها ونسمع عنها الآن يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية، وليس هذا في صالح الشعب السوري ولا في صالح حتى الدول العربية لأن سوريا دولة مؤثرة”.

وأكد في مقابلة مع قناة الحياة التلفزيونية المصرية أن “أي مشاكل في سوريا سيكون لها تداعيات على دول الجوار”.

ووصف العربي تقارير من البعثة عن الأوضاع في سوريا بأنها تبعث على القلق، لكنه قال “لا شك أن وتيرة القتل انخفضت بوجود المراقبين”.

وأضاف أن البعثة ستقدم تقريرا عن نتائج مهمتها إلى وزراء خارجية الجامعة يومي 19 و20 يناير/كانون الثاني الحالي، ولم يتضح ما الذي يمكن أن تفعله الجامعة إذا وجد التقرير أن سوريا لم تف بوعودها أو لم تمتثل لها بشكل كامل. وأشار إلى أن “القرار في هذا الموضوع سيكون للمجلس الوزاري للجامعة ليرى ما إذا كان هناك فائدة في الاستمرار أم لا”.

وفي هذا السياق، قال دبلوماسي عربي مقيم في بيروت إن بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا معرضة للخطر بعد استقالة اثنين من أعضائها، بسبب فشل البعثة في إجبار حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على وقف هجماتها ضد  المدنيين.

وقال الدبلوماسي -الذي تشارك بلاده بأعضاء في بعثة المراقبين- لوكالة الأنباء الألمانية، إن “المهمة برمتها في خطر بعد انسحاب بعض المراقبين بالفعل، وهناك آخرون يفكرون في اتخاذ الإجراء نفسه”.

غضب المراقبين

من جانبه أكد المراقب المنسحب من بعثة المراقبين أنور مالك أن العديد من المراقبين يشعرون بالغضب بسبب ما يصفونه بالفشل في وقف الهجمات على المحتجين، وأن عددا منهم سينسحب احتجاجا على الأرجح.

وقال مالك لرويترز إن مراقبا مصريا وخبيرا قانونيا مغربيا وموظف إغاثة من جيبوتي غادروا سوريا بالفعل، لأنهم يعتقدون بأن مهمتهم المستمرة منذ أسبوعين لم تفعل شيئا لوقف الحملة الأمنية العنيفة التي يشنها الأسد ضد خصومه.

وأضاف أن العامل الوحيد الذي منع عددا أكبر من المراقبين من الانسحاب من

المهمة هو أن أغلبهم يشارك في هذه المهمة وفقا لأوامر حكومته، معتبرا أن

مراقبين كثيرين يبدو أنهم يقدمون مصالح دولهم على مهمة بعثة المراقبين

العربية.

    ونقلت رويترز عن مراقب آخر -طلب عدم نشر اسمه- قوله إنه يعتزم الانسحاب من سوريا اليوم الجمعة، معتبرا أن “البعثة لا تخدم المواطنين ولا تقدم أي شيء”.

وكان المراقبون قد وصلوا إلى سوريا يوم 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي للتحقق من التزام دمشق بخطة السلام التي تدعو الحكومة إلى سحب قواتها من المناطق السكنية، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، وبدء حوار مع المعارضة.

تدخل الناتو

من جانب آخر نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر مسؤول في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) ببروكسل أن الحلف لا يخطط للتدخل في سوريا.

وقال المصدر الذي لم تذكر الوكالة اسمه “كما صرح الأمين العام للناتو مراراً، لا نية لدى الناتو للتدخل في الأحداث بسوريا.. الحالة الليبية مختلفة عن الحالة السورية”، وأكد أن دورًا للحلف في سوريا غير مطروح للنقاش.

وكان أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف قال في حديث إلى وكالة إنترفاكس إن هناك معلومات عن أن أعضاء الناتو ينوون تحويل التدخل غير المباشر في شؤون سوريا إلى تدخل عسكري مباشر، موضحاً أن معلوماته تشير إلى أن فرنسا وبريطانيا وإيطاليا -وربما تركيا- ستشكل القوة الرئيسية للتدخل العسكري المحتمل.

من جانبها قالت فرنسا أمس الخميس إن خيار فرض حظر جوي على سوريا غير مطروح حالياً، مشيرة إلى أنها تواصل السعي مع شركائها لاعتماد قرار في مجلس الأمن يدين النظام السوري ويدعم مبادرة الجامعة العربية.

دمشق تحقق بمقتل الصحفي الفرنسي

قررت السلطات السورية تشكيل لجنة للتحقيق في مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه بمدينة حمص، بعد مطالبة الاتحاد الأوروبي بذلك.

وذكرت وكالة سانا الرسمية السورية أن محافظ حمص غسان عبد العال أصدر قرارا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وجمع الأدلة والتحقيق في ظروف وملابسات الهجوم الذي استهدف فريقا إعلاميا كان يقوم بجولة ميدانية في حمص، وأدى إلى مقتل جاكييه وثمانية مواطنين سوريين.

وأوضحت الوكالة أن اللجنة تضم في عضويتها قاضيا ورئيس فرع الأمن الجنائي بمدينة حمص وخبيري أسلحة وذخيرة، إضافة إلى مندوب عن القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي التي كان جاكييه يعمل بها.

وكان القادة الغربيون وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد طالبوا “بكشف الحقيقة كاملة” حول ظروف مقتل الصحفي. ودعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون السلطات السورية لإجراء تحقيق عاجل في ظروف مقتله.

وكان جاكييه (43 عاما) ضمن مجموعة صحفيين يجري تحقيقا في مدينة حمص التي تشكل معقلا للحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري. وقالت شبكة فرنسا التلفزيونية إن مهمته في سوريا كانت بترخيص من السلطات.

واتهم التلفزيون السوري ما وصفها بمجموعة إرهابية أطلقت قذائف على صحفيين أجانب، في حين اتهم ناشطون حقوقيون في حمص نظام بشار الأسد بقتل الصحفي الفرنسي.

وقال مجلس الثورة في مدينة حمص إنه “لا أحد غير جيش النظام يمتلك سلاح الهاون”، ووضع المجلس هذا الاعتداء في سياق “ألاعيب النظام السوري باستهداف بعض مؤيديه لتأكيد روايته المزعومة عن وجود إرهابيين”.

ومن جهتها استبعدت الصحفية الفرنسية ومنتجة الأفلام الوثائقية مانون لوازو أن يكون جاكييه قد قتل على يد الجيش السوري الحر. وذكرت في مقابلة سابقة مع الجزيرة أن الجيش السوري الحر كان يقوم بحمايتها هي وصحفيين آخرين عندما دخلوا سرا إلى سوريا في وقت سابق.

روسيا: الغرب يسعى للإطاحة بالأسد

انتقدت روسيا الجمعة التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سوريا، معتبرة أن هذه التعديلات تهدف للإطاحة بنظام بشار الأسد. وبينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى موقف دولي موحد، عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن خشيته من احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن الرؤية الغربية تتعارض مع رؤية بلاده، مشيرا إلى أن التعديلات التي عرضوها تهدف إلى تغيير نظام الأسد. وأضاف أن موقف بلاده يختلف تماما عن الموقف الغربي من الملف السوري.

وأشار إلى أن التعديلات تجعل مضمون النص الروسي عقيما، ودعا الحكومة والمعارضة في سوريا إلى وقف العنف وبدء عملية سياسية بدون تدخل أجنبي.

وكانت روسيا تقدمت منتصف الشهر الماضي بمشروع قرار يدين أعمال العنف التي ترتكبها “كل الأطراف بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية”.

ودعت الولايات المتحدة روسيا إلى التخلي عن مبادرتها هذه، ودعم مشروع قرار أكثر حزما أعدته مع عدة دول أوروبية.

موقف موحد

وعلى صعيد متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى موقف دولي موحد من الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أنه طلب من الرئيس السوري تكرارا وقف القتل في بلاده لكنه لم يف بوعوده.

وقال الأمين الأممي إن من المهم للمجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد حيال هذه الأزمة، معبرا عن أمله بأن يكون ذلك ممكنا قريبا. وتابع “بالنسبة لمجلس الأمن، أعتقد أن عليه أن ينظر في ذلك جديا وأن يجد سبيلا للتحدث بطريقة موحدة”.

وتدعو المعارضة السورية إلى تدخل دولي لحل الأزمة في البلاد.

حرب أهلية

من ناحية أخرى عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن خشيته من احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا، وقال “نعم أتخوف من حرب أهلية، والأحداث التي نراها ونسمع عنها الآن يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية، وليس هذا في صالح الشعب السوري ولا في صالح حتى الدول العربية لأن سوريا دولة مؤثرة”.

وأكد العربي في مقابلة مع قناة الحياة التلفزيونية المصرية أن “أي مشاكل في سوريا سيكون لها تداعيات على دول الجوار”.

ووصف تقارير من البعثة عن الأوضاع في سوريا بأنها تبعث على القلق، لكنه قال “لا شك أن وتيرة القتل انخفضت بوجود المراقبين”.

وفي هذا السياق، قال دبلوماسي عربي مقيم في بيروت إن بعثة مراقبي الجامعة العربية بسوريا معرضة للخطر بعد استقالة اثنين من أعضائها، بسبب فشل البعثة في إجبار حكومة الأسد على وقف هجماتها ضد المدنيين.

وقال الدبلوماسي لوكالة الأنباء الألمانية إن “المهمة برمتها في خطر بعد انسحاب بعض المراقبين بالفعل، وهناك آخرون يفكرون في اتخاذ الإجراء نفسه”.

غضب المراقبين

من جانبه أكد المراقب المنسحب من بعثة المراقبين أنور مالك أن العديد من المراقبين يشعرون بالغضب بسبب ما يصفونه بالفشل في وقف الهجمات على المحتجين، وأن عددا منهم سينسحب احتجاجا على الأرجح.

وقال مالك لرويترز إن مراقبا مصريا وخبيرا قانونيا مغربيا وموظف إغاثة من جيبوتي غادروا سوريا بالفعل، لأنهم يعتقدون بأن مهمتهم المستمرة منذ أسبوعين لم تفعل شيئا لوقف الحملة الأمنية العنيفة التي يشنها الأسد ضد خصومه.

وأضاف أن العامل الوحيد الذي منع عددا أكبر من المراقبين من الانسحاب من المهمة هو أن أغلبهم يشارك بهذه المهمة وفقا لأوامر حكومته، معتبرا أن مراقبين كثيرين يبدو أنهم يقدمون مصالح دولهم على مهمة بعثة المراقبين العربية.

ونقلت رويترز عن مراقب آخر -طلب عدم نشر اسمه- قوله إنه يعتزم الانسحاب من سوريا اليوم الجمعة، معتبرا أن “البعثة لا تخدم المواطنين ولا تقدم أي شيء”.

تدخل الناتو

من جانب آخر نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر مسؤول بمقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل أن الحلف لا يخطط للتدخل في سوريا، واعتبر أن الحالة الليبية مختلفة عن السورية.

وكان أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف قال بحديث لوكالة إنترفاكس إن هناك معلومات عن أن أعضاء الناتو ينوون تحويل التدخل غير المباشر بشؤون سوريا إلى تدخل عسكري مباشر، موضحاً أن معلوماته تشير إلى أن فرنسا وبريطانيا وإيطاليا -وربما تركيا- ستشكل القوة الرئيسية للتدخل العسكري المحتمل.

سفينة ذخيرة روسية تصل سوريا

قال مسؤول قبرصي الجمعة إن سفينة تشغلها شركة روسية وعليها “شحنة خطرة” كانت تحمل ذخيرة، في حين قال مصدر بالشركة الروسية إن السفينة وصلت إلى سوريا.

وفحصت السلطات القبرصية السفينة حين توقفت للتزود بالوقود في وقت متأخر يوم الثلاثاء وسط بحر هائج، وقدمت السفينة للسلطات القبرصية تأكيدات مكتوبة بأن وجهتها ليست سوريا وسُمح لها بالإبحار في اليوم التالي.

وقال المسؤول القبرصي لرويترز “كان بها رصاص وكان على متنها أربع حاويات”.

من ناحية أخرى أكد مصدر في شركة روسية مقرها سان بطرسبرغ الجمعة أن سفينة تشغلها الشركة وصلت إلى سوريا بعدما تم احتجازها قليلا خلال توقفها في قبرص للتزود بالوقود.

وأحجم المصدر عن التعليق على تقارير لوسائل إعلام روسية وقبرصية أفادت بأن السفينة تشاريوت التي أبحرت من سان بطرسبرغ يوم 9 ديسمبر/ كانون الأول تحمل شحنة من شركة روس أوبورون إكسبورت الروسية لتصدير الأسلحة.

وقال مصدر في شركة ويستبرغ طلب عدم ذكر اسمه “كانت السفينة تحمل شحنة خطيرة وصلت إلى سوريا الأربعاء، وقال فايتشسلاف دافيدنكو وهو متحدث باسم شركة روس أوبورون إكسبورت إن الشركة التي تصدر الأسلحة لن تؤكد أو تنفي التقرير.

وكانت وسائل إعلام قبرصية قالت الأربعاء إن سلطات الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط اعترضت شحنة من الذخيرة كانت في طريقها لسوريا لفحصها بعدما توقفت السفينة التي تحمل الشحنة في ميناء ليماسول للتزود بالوقود.

ولم يعلق مسؤولون قبارصة على التقرير، لكن الإذاعة الرسمية القبرصية ذكرت في ذلك الوقت أنه سيسمح للسفينة بالإبحار من الميناء لتستكمل رحلتها.

وروسيا من أكبر موردي الأسلحة لسوريا منذ فترة طويلة، ويحاول الرئيس السوري بشار الأسد إخماد اضطرابات بدأت قبل عشرة أشهر بالاستعانة بالجيش، مما أدى إلى فرض عقوبات غربية وعربية على دمشق لم تشارك فيها موسكو.

المشاركون بقافلة الحرية يواصلون اعتصامهم

قتلى بجمعة الجيش الحر بسوريا

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن خمسة أشخاص قتلوا اليوم برصاص الأمن، مع انطلاق مظاهرات في مدن عدة فيما سمي بجمعة الجيش الحر.

وأضافت أن أربعة من القتلى سقطوا في محافظة إدلب والخامس في دير الزور.

من جهة أخرى أفادت الهيئة بأن مئات الجنود دخلوا مدينة إنخل بمحافظة درعا، وأقاموا عشرات الحواجز ونادوا بمكبرات الصوت بمنع صلاة الجمعة في الجامع العمري في رابع خطوة من نوعها.

في الأثناء بث ناشطون صورا لجنازة الناشط حمادي السعيد الذي قتل أمس برصاص الأمن في معرة النعمان بإدلب.

وتحولت الجنازة إلى مظاهرة لتجديد المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. كما هتف المتظاهرون للحرية مؤكدين مواصلة الثورة حتى تحقيق هدفها بإسقاط النظام.

كما انطلقت مظاهرة في كفر روما بمحافظة إدلب للمطالبة بالحرية وبرحيل النظام السوري، وأكد المتظاهرون في هتافاتهم أنهم مستمرون في الثورة حتى إسقاط الرئيس بشار الأسد ونظامه.

مظاهرات تأييد

وكان ناشطون سوريون دعوا للخروج في مسيرات اليوم الجمعة في كافة أنحاء البلاد تأييدا للجيش السوري الحر بعد يوم واحد من مقتل سبعة على الأقل من عناصر التنظيم العسكري المنشق عن الجيش النظامي باشتباكات مع القوات  الحكومية.

وتقول المعارضة إن نحو أربعين ألف جندي قد انشقوا عن الجيش السوري منذ  بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد في مارس/ آذار الماضي.

وقال نشطاء إن القوات الحكومية  والدبابات انتشرت اليوم الجمعة حول أطراف العاصمة دمشق قبيل انطلاق المظاهرات الاحتجاجية المناهضة للنظام.

وكان 26 شخصا قتلوا أمس الخميس برصاص قوات الأمن والجيش في أنحاء متفرقة من البلاد. وتعرضت قرية البيضة في جسر الشغور بإدلب لقصف مدفعي، كما فصلت القوات مناطق بالمحافظة قرب الحدود التركية.

قافلة الحرية

على صعيد آخر أعلن ناشطون مشاركون في قافلة الحرية التي تحمل مساعدات إنسانية قادمة من تركيا الإضراب عن الطعام في اليوم الثاني من اعتصامهم، سعيا للفت الانتباه إلى معاناة الشعب السوري وقمع النظام لشعبه وفق قولهم.

ومنعت السلطات السورية القافلة من دخول أراضيها لإيصال مساعدات للشعب السوري.

يُذكر أن الناشطين أقاموا خياما للاعتصام بالقرب من الحدود التركية السورية بمدينة كيليس الحدودية، جنوب شرق تركيا.

وفي سياق منفصل أعلن الشيخ عبد الجليل السعيد مدير مكتب مفتي سوريا أحمد حسون انشقاقه عن المؤسسة الدينية.

وأكد الشيخ السعيد -في لقاء مع قناة الجزيرة مباشر- أن المؤسسة الدينية “ستشهد انشقاقات كثيرة خلال الأيام المقبلة”.

الدقباسي: الشعب السوري يتعرض للإبادة وبعثة المراقبين لا داعي لها

 قال إن الاستمرار في المهل يؤكد عجز الجامعة عن اتخاذ قرار

العربية.نت

أكد علي الدقباسي، رئيس البرلمان العربي، أن مهمة بعثة الجامعة العربية في سوريا لا داعي لها، ولن تأتي بجديد، ولا دور لها إلا في إعطاء النظام السوري مزيداً من الوقت لمزيد من القتل، ومحاولة إخماد المطالب الشعبية.

وقال الدقباسي في مقابلة مع برنامج “ستوديو بيروت”، بثتها “العربية” أمس الخميس، إن هناك شواهد تؤكد عدم الحاجة لمراقبين لمعرفة ما يدور في سوريا، فهو واضح ومعروف، وإن المطلوب قرار من الجامعة على مستوى الحدث على الأرض.

وعبر الدقباسي عن اعتقاده بأنه في ظل وجود نازحين وقتلى ومعتقلين فهذا أكبر دليل على وجود مطالب شعبية تنادي بالحرية، موضحاً أن الاستمرار في المهل يؤكد عجز الجامعة العربية عن اتخاذ قرار.

وقال إن المطلوب هو قرارات تتضمن تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وقطع العلاقات معها، وحظر الطيران، وإنشاء منطقة آمنة، ووجود دور عربي حقيقي.

وشدد الدقباسي على أن ما يحدث في سوريا غير مقبول، ولا يحتاج لمراقبين، مبينا أن ما يحدث يكشف هشاشة العمل العربي المشترك، وعدم وجود آليات ولا مصداقية.

وفي تعليقه على قرارات الرئيس السوري بشار الأسد وانتقاده للدول العربية، قال الدقباسي إن الشعب السوري هو من يقول ويطالب ويجب الاستماع له، وهذا الشعب يطالب بالحرية والكرامة والإصلاحات، أما الخطابات الرسمية السورية فلن تأتي بجديد، وتدور في حلقة مفرغة عبر الحديث عن عصابات مسلحة ومؤامرات. وتساءل: هل يعقل أن يتآمر الشعب السوري على بلده؟

وأضاف أن القضية تحتاج إلى قرار لوقف ما يجري في سوريا، وناشد دول العالم التدخل لوضع حد للانتهاك السافر لحقوق الإنسان، وإنقاذ الشعب العربي السوري بكل الطرق، لأن هذا الشعب يتعرض لإبادة ومهانة وأبشع أنواع القمع على يد عصابات يرعاها النظام.

ونفى الدقباسي وجود انقسام عربي حول التعاون مع الوضع في سوريا، ولكن هناك تباين في الآراء، وهناك مصالح. واستنكر تعمد بعض الدول داخل الجامعة إعاقة إصدار قرارات تنص على وقف ممارسات النظام السوري.

السعيد: المجرم حسون ومشايخ النظام متورطون في قمع المتظاهرين بسوريا

  كشف أن المفتي يشرف بنفسه على التحقيق مع المنشقين

العربية.نت

كشف عبدالجليل السعيد، المدير الإعلامي لمكتب مفتي سوريا أحمد حسون النجار، تورط البعض في المؤسسة الدينية السورية بقمع المتظاهرين. ودعا السعيد، الذي شارك سابقاً في الحوار الوطني الذي دعا إليه النظام، رجال الدين إلى عدم تبني مواقف السياسيين المتبدلة دوماً، وقال إن الأزمة السورية أزمة ثقة واحتقان في الشارع.

وأكد السعيد في حديثه لـ”العربية” أن مفتي سوريا يشرف بنفسه على التحقيقات مع المنشقين من المؤسسة الدينية، مشيراً إلى أنه تم اعتقال 18 إماماً وخطيباً من حلب.

وحول انشقاقه عن المؤسسة الدينية قال السعيد: “أعلنت الانشقاق بقصد وبحرص على أن نظهر أن الجو الديني والعمل الدعوي الشبابي داخل المؤسسة رافض لكل ما يفعله حسون ومن معه من مشايخ النظام”، مؤكداً أن الدعاة الشباب وأئمة المساجد والعلماء يقفون مع الحق ومع الثورة، رغم أن منهم من يخشون على أنفسهم وأهليهم ووظائفهم.

وأضاف قائلاً: “نحن نسجل موقفاً لله وللتاريخ وللأمة التي لن ترحم بعد ذلك من يقف مع المجرمين”.

وشدد السعيد على أنه المدير الإعلامي لمكتب مفتي سوريا، وليس مدير مكتب أحمد حسون، كما يردد البعض، شارحاً أنه تم تعيينه بالمنصب الإعلامي ثم اعتقاله في 2008 مع 4 من زملائه، وذهب بعدها إلى الخدمة العسكرية، ثم سرح في الشهر الثاني من 2011، ثم عاد ليعمل مديراً إعلامياً لمكتب حسون من جديد.

وحول مشاركته في الحوار الوطني الذي دعا إليه النظام، قال السعيد: “طلب مني حسون ومدير الأوقاف في حلب د. أحمد عيسى محمد أن أتحدث في الحوار مادحاً المؤسسة الدينية، ووعدوني ببعض المكاسب والمغريات، وحينما تكلمت بسقف أدنى مثلت فيه الدعاة الشباب، انتظروني بسيارة المخابرات الجوية فور خروجي من الحوار واعتقلوني لمدة 12 يوماً للتحقيق معي، وكان المفتي حسون يشرف بنفسه على التحقيق معي، هو وابنه عبدالرحمن والذي يسيطر على بنايات الأوقاف في أحياء حلب”.

الهيئة العامة للثورة : 10 قتلى في جمعة “دعم الجيش السوري الحر

انشقاقات في الجيش السوري.. وسقوط 34 قتيلاً أمس الخميس

بيروت – محمد زيد مستو و”العربية.نت”

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن عشرة أشخاص قتلوا اليوم الجمعة برصاص الأمن، مع انطلاق مظاهرات في مدن عدة، في ما سمي بجمعة “دعم الجيش السوري الحر”.

وأضافت أن أربعة من القتلى سقطوا في محافظة إدلب والخامس في دير الزور.

ومن جهة أخرى، أفادت الهيئة بأن مئات الجنود دخلوا مدينة إنخل بمحافظة درعا وأقاموا عشرات الحواجز، ونادوا بمكبرات الصوت بمنع صلاة الجمعة في الجامع العمري، في رابع خطوة من نوعها.

ويواصل المحتجون السوريون تظاهراتهم اليوم، تحت شعار “دعم الجيش السوري الحر”.

وذكرت صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” على أحد المواقع الاجتماعية، التي يتم من خلالها اختيار أسماء الجُمع وفق تصويت أسبوعي، أنه “لن يكسر المدفع سيفي، ولن يهزم الباطل حقي، سندعم جيشنا الحر بل ما نملك، وسنستمر في ثورة الحرية والكرامة”، داعية إلى الخروج في مظاهرات حاشدة بالقول “سوف نخرج ليل نهار وفاءً لسوريا وشهدائها وأحرارها”.

وأفادت الهيئة العامة للثورة بسقوط 34 قتيلاً في مختلف المدن السورية أمس الخميس، بينهم طفلان وجندي تعرض للتعذيب حتى الموت أمس، فيما تحدثت الأنباء عن انشقاقات عديدة داخل الجيش السوري أمس الخميس.

وأوضح مصدر أن 10 قتلى سقطوا في مدينة حمص وحدها، فيما سقط 6 آخرون بينهم طفلان في إدلب، و5 في دير الزور، واثنان في كل من حماة وريف دمشق، في حين لقي شخص مصرعه في حلب شمال سوريا.

وفي الأثناء، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات عنيفة دارت في مدينة معرة النعمان بين الجيش النظامي السوري وعناصر انشقت عنه، إثر القصف العنيف للمدينة. وبحسب المرصد فقد وصل إلى المشفى الوطني في المدينة جثامين سبعة من قوات الأمن قتلوا خلال الاشتباكات.

وفي مدينة سراقب، أفادت مصادر أخرى بأنها تعرضت لقصف شديد من الدبابات والأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن والجيش، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى بين الأهالي وسط أنباء عن حالات خطرة.

كما دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر منشقة عن جيش النظام السوري والشبيحة في مختلف حواجز مدينة دوما بريف دمشق حسب لجان التنسيق المحلية. فيما دارت اشتباكات مماثلة في الحراك بدرعا ودير الزور وحماة خلال يوم أمس الخميس، وسط أنباء عن انشقاقات واسعة في صفوف الجيش بمدينة حمص وسط سوريا أعقبها اشتباكات عنيفة وسقوط قتلى من الجانبين.

تهديدات ضد حمص

وفي مدينة حمص أيضاً أكد ناشطون في المدينة تعرض أهالي حي “باب هود” لتهديد من قبل ضباط أمن وسط حشد عسكري ضخم على أطراف الحي.

وقال نشطاء إن ضابطاً في الأمن العسكري بالمدينة تعهد بـ”سحق” الحي وإيقاف المظاهرات بأي شكل كان, بعد فشل كافة المحاولات السابقة، مشيرين إلى استقدام أعداد كبيرة من الأمن والشبيحة على أطراف الحي. ووضع القناصة على الأسطح العالية.

أما في وسط العاصمة دمشق، فقد فرقت قوات الأمن السورية بالقوة مئات الطلاب الجامعيين الذين كانوا يتظاهرون في حي البرامكة بدمشق، واستخدمت العصي الكهربائية خلال تفريقهم واعتدت بالضرب المبرح عليهم، قبل اعتقال ما بين 30 و40 من الشباب.

وفي منطقة الفحامة وسط العاصمة، أطلقت قوات الأمن الرصاص على مظاهرة خرجت أمام مبنى اتحاد الفلاحين، واعتقلت ما لا يقل عن 15 شاباً بين المتظاهرين.

أنور مالك: النظام السوري حاول إغراء المراقبين بـ”النساء

محللون يتوقعون إحالة الجامعة الملف لمجلس الأمن

العربية.نت

حذر المراقب الجزائري أنور مالك، المنسحب من عمل البعثة العربية في سوريا، من كارثة إذا بقيت اللجنة تعمل على الأرض، وأشار مالك خلال مقابلة مع “العربية” بثتها اليوم الجمعة، إلى أن النظام السوري استغل بعثة المراقبين العرب للتحضير لمرحلة أكثر دموية ضد شعبه.

وقال مالك إن النظام السوري حاول إغراء المراقبين بكل السبل بما فيها النساء، كما استخدم معهم التهديد أيضا وكان يتنصت على مكالماتهم ويصور غرفهم.

وأكد مالك أن بروتوكول الجامعة في شأن سوريا لا يمكن تطبيقه على الأرض، لأن النظام متمسك ببقائه ولو على جثث الأطفال، حسب قوله، مضيفا أن سوريا تتجه نحو الحرب الأهلية إذا بقي المراقبون هناك.

وفَنَّد مالك حديث النظام عن وجود جماعات إرهابية، قائلاً إن ما يجري هو ثورة شعبية مدنية ولا وجود للإرهاب، وأكد أن عناصر الجيش الحر لا تقوم بالهجوم، بل بالدفاع عن الناس.

وحول مشاهداته في حمص، قال مالك إن المدينة خاوية ومدمرة ولا علاقة لها بالحياة، وإن المشاهد التي رأيتها زعزعت مشاعري، ولا أستطيع وصف ما رأيت.

الحسم قريب

وفي تعقيبه على تلك التصريحات قال جمال زيدان، مدير تحرير الأهرام المصرية، إن تصريحات المندوب الجزائري في بعثة المراقبين العرب تلقي كثيراً من الظلال والشكوك حول موضوعية بعثة المراقبين العرب لسوريا، مبينا أنه يبدو من حديث مالك أن المراقبين يتعرضون لضغوط عديدة، بدليل أن 11 مراقبا تعرضوا للاعتداء في اللاذقية يوم الإثنين الماضي، بالإضافة للحديث المتواتر حول موضوعية الفريق الدابي، رئيس البعثة، فضلا عما ذكر عن دوره في مشكلة دارفور.

وقال زيدان لـ”العربية” إن المسألة يجب أن تحسم في 19 يناير الجاري عندما تقدم البعثة تقريرها للجامعة.

وأوضح زيدان أن الجامعة العربية لم تعلق عمل البعثة، وأن عدد المراقبين 163 شخصاً، ومهمتهم أصبحت شائكة للغاية وتحيط بها الكثير من الشكوك لعدم توافر الظروف الموضوعية، وتضارب تصريحات المراقبين حول الوضع، متوقعا حدوث تغيير درامي فيما يتعلق بعمل البعثة ويفتح الباب واسعا أمام إحالة الملف السوري لمجلس الأمن الدولي.

المبادرة فشلت

من جانبه، قال وليد البني، عضو الأمانة العامة ومدير المكتب المركزي للمجلس الوطني السوري، إن التضارب يرجع لأنها التجربة الأولى للجماعة، وليس لديهم الخبرة، وهم رهائن لدى النظام السوري، وهم لا يريدون أن تظهر الأحداث الحقيقية لما يجري على الأرض، وأن هذا النظام يقتل مؤيديه للإيحاء بوجود عصابات مسلحة والنظام قد يعرض حياة المراقبين للخطر.

وقال إن هذه البعثة ذهبت لسوريا لكي تراقب فيما إذا كان النظام يطبق البروتوكول أم لا، وأضاف: “أنا أعتقد أنه حتى نعرف ما إذا كان يطبق البروتوكول بكامله، فلا تحتاج الجامعة لكل هؤلاء المراقبين”.

وحول المهل الزمنية، قال البني إن التاسع عشر من الشهر الحالي هو الموعد الأخير، وبعدها لا تستطيع الجامعة أن تقول إنها ستعطي مهلا للنظام، ولا توجد أي مصلحة لأي طرف لإعطاء مهل للنظام.

وشدد البني أن على الجامعة العربية والمعارضة القيام بكل ما في وسعهما لحماية الشعب السوري، مبينا أن مبادرة الجامعة فشلت بسبب النظام، ولذا عليها أن تتجه لمجلس الأمن وتحميل المجتمع الدولي مسؤوليته الإنسانية تجاه حماية الشعب السوري.

الإتحاد الأوروبي: سنتعاون مع المعارضة السورية التي تنبذ العنف وتتبنى القيم الديمقراطية

بروكسل (13 كانون الثاني/ يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكد مصدر مطلع في الإتحاد الأوروبي أن مؤسسات ودول التكتل الموحد تشجع المعارضة السورية على توحيد صفوفها والإلتزام بالديمقراطية

وأضاف المصدر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن الإتحاد الأوروبي يأمل أن تجتهد المعارضة في التوجه نحو المستقبل، وأضاف “نريد منهم أي يقدموا بديلاً حقيقياً للنظام السوري ، يكون قادراً على قيادة المرحلة الانتقالية ” حسب تعبيره

وكان المصدر يعلق على الاتفاق الذي تم الإعلان عنه اليوم بين المجلس الوطني و الجيش السوري الحر، وأضاف “سنواصل التعاون مع ممثلي المعارضة السورية التي تلتزم نبذ العنف وتتبنى القيم الديمقراطية” على حد قوله

أما بشأن المخاوف التي تتمثل في مخاطر إنزلاق سورية لدوامة العنف، فقد وصفها المصدر ب ” الحقيقية”، مؤكداً أن الطريقة المثلى لتجنب ذلك تكمن في التزام السلطات السورية تنفيذ كافة بنود اتفاقها مع الجامعة العربية واهمها وقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإزالة المظاهر المسلحة والسماح للمراقبين ووسائل الإعلام بالعمل بحرية داخل سورية

وعبر عن اعتراف الإتحاد الأوروبي بالصعوبات التي تواجهها بعثة الجامعة العربية في سورية، وأضاف “نحن نرحب بقرار الجامعة زيادة قدرة البعثة ونتابع عن كثب التقرير الذي ستقدمه البعثة يوم 19 الشهر الجاري” كما قال

وكان المصدر عبر في وقت سابق عن نية الإتحاد الأوروبي التعاون مع الجامعة العربية لدعم قدرات البعثة في حال تم طلب ذلك، مشيراً أن الجامعة لم تتقدم بطلب بهذا الشأن حتى الآن

سورية: وفد من هيئة التنسيق يعود من زيارة إلى إيران

روما (13 كانون الثاني/ يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عاد بالأمس ليلاً وفد هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية من زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران استمرت أربعة أيام أجرى خلالها محادثات مع مسؤولين إيرانيين تتعلق بالموقف من الأزمة السورية وآفاق حلها، وحاور المسؤولين الإيرانيين حول الموقف الإيراني المتصلب إلى جانب النظام السوري والعلاقات الحالية والمقبلة بين البلدين

واتصلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء ببعض أعضاء الوفد فأشاروا إلى أنهم لن يدلوا بتصريحات مفصلة عن هذه الزيارة حسب اتفاق الطرفين، وإنما تضمنت حواراً طويلاً مع مسؤولين إيرانيين على مستوى عالٍ دام أكثر من أربعة ساعات على جلستين، طرحت فيه هيئة التنسيق وجهة نظرها بالأزمة السورية وبسياسة السلطة تجاه هذه الأزمة واستمرارها في تبني الحل الأمني، كما أبدى وفد هيئة التنسيق وجهة نظره بالسياسة الإيرانية الحالية تجاه هذه الأزمة وعدم أخذها بالاعتبار الواقع بكل تشعباته والمطالب الشعبية السورية كاملة

ويعتقد بعض أعضاء الوفد أن الزيارة كانت بمجملها إيجابية وحققت بعض الخطوات في إيضاح واقع الأزمة السورية أمام الجانب الإيراني، وأعرب بعض أعضاء الوفد عن قناعتهم واعتقادهم بأنه جرى إقناع الإيرانيين ببعض التحوّل

وكان وفد من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة قد قامت بزيارة الاثنين الماضي إلى العاصمة الإيرانية طهران بدعوة من السلطة الإيرانية لإجراء محادثات تتضمن عرض وجهة نظر هيئة التنسيق بالأزمة السورية وآفاق حلها، ومحاورة الجانب الإيراني حول موقفه من هذه الأزمة

وتعتبر إيران من أهم داعمي النظام السوري خلال السنوات الأخيرة، وتؤكد سورية على أهمية العلاقة الاستراتيجية مع إيران، فيما تتهمها بعض القوى المعارضة والمحتجين بأنها تدعم وتشارك القوى الأمنية السورية بشكل مباشر وغير مباشر في قمع المحتجين والثوار المطالبين بإسقاط النظام السوري

الخارجية الألمانية تحث مواطنيها المقيمين في سورية “بقوة” على مغادرة البلاد

برلين (13 كانون الثاني/ يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

حذرت وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية اليوم مواطنيها من السفر الى سورية، وحثت المقيمين هناك “بقوة” على مغادرة البلاد

وأشارت وزارة الخارجية في تحذيرها، إلى أن “المظاهرات التي بدأت قبل أشهر، قد عمت البلاد بأكملها” بالإضافة إلى ذلك فإن “قوات الأمن تواصل المضي قدماً في ممارسة العنف والوحشية بشكل كبير ضد المتظاهرين” حسب تعبيرها

وقالت أن “المسافرين الذين يتواجدون في سورية رغم التحذير، ينبغي عليهم أن يتجنبوا الحشود والمظاهرات، وأن لا يقوموا بالتقاط الصور لأي سبب كان” على حد قولها

وختمت بالقول “نتيجة للتوترات التي تعيشها سورية، ينبغي تجنب القيام برحلات عبر البلاد حتى على

اتفاق المجلس الوطني و”الجيش السوري الحر”على التنسيق لإسقاط نظام الأسد

لا مؤشرات على تراجع الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري.

أعلن المجلس الوطني السوري المعارض اتفاقه مع “الجيش السوري الحر” على التنسيق لمساعدة الانتفاضة الشعبية على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وسبق الاتفاق دعوة من جانب ناشطين سوريين في الداخل إلى مظاهرات شعبية للتعبير عن التأييد لـ” الجيش الوطني الحر”.

وقال المجلس في بيان مساء الخميس إن هدف هذا التنسيق هو “تحقيق خدمة أمثل للثورة السورية”.

وتطالب المعارضة السورية في الخارج والانتفاضة الشعبية في الداخل بسقوط النظام الحالي في دمشق.

وحسب البيان، فإن الاتفاق جاء في أثناء لقاء بين برهان غليون، رئيس المجلس الوطني الحر والعقيد رياض الأسعد قائد” الجيش السوري الحر” ونائبه العقيد مالك الكردي.

وينص الاتفاق على إجراءات تنسيقية تشمل إنشاء “مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر وإقامة حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون الثورة والتعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الاعلامية.”

وشمل اتفاق الجانبين أيضا “وضع خطة مفصلة تتناول إعادة تنظيم وحدات الجيش الحر واعتماد خطة لاستيعاب الضباط والجنود وخاصة كبار العسكريين الذين ينحازون إلى الثورة ضمن صفوفه.”

وكان قد أعلن تأسيس المجلس الوطني السوري في أواخر شهرأغسطس آب الماضي . ويوصف بأنه الأوسع والأكثر تمثيلا للمعارضة السورية.

وتشير تقارير إلى أن “الجيش السوري الحر”، ومقره تركيا، يضم حوالى 20 ألف جندي منشق يشنون بانتظام هجمات ، يقولون إنها تستهدف مراكز قوات الأمن في سوريا.

من ناحية أخرى، وصل إلى باريس جثمان الصحفي الفرنسي جيل جاكييه الذي قتل بقذيفة في سوريا الاربعاء الماضي .

وجاكييه هو أول صحفي غربي يقتل في سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد.

وكان جاكييه قد قتل في حمص، وسط سوريا، بعد سقوط قنبلة على مجموعة مراسلين كانوا يزورون المدينة باذن من السلطات التي تقيد تحركات الصحفيين في البلاد.

وقررت السلطات السورية الخميس تشكيل لجنة تحقيق في مقتل الصحفي الفرنسي.

وقد دعا الرئيس ساركوزي دمشق الى “كشف الحقيقة كاملة حول مقتل رجل كان يقوم فقط بواجبه المهني اي نقل الخبر”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

الاحتجاجات تندلع في سوريا والجامعة العربية تخشى الحرب الاهلية

عمان (رويترز) – قال نشطاء ان احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد اندلعت في عدة مدن سورية يوم الجمعة بينما قال الامين العام للجامعة العربية انه يخشى ان تتطور الاضطرابات الدامية في سوريا الى حرب أهلية تلقي باثارها السيئة على المنطقة كلها.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت متظاهرا في مدينة ادلب الشمالية الغربية وشابا يبلغ من العمر 17 عاما في مدينة حماة بوسط البلاد.

وقالت لجان التنسيق المحلية – وهي جماعة ناشطة اخرى – ان عدد القتلى وصل ثمانية من بينهم اثنان في حمص واثنان في حماة.

واندلعت الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة في بعض مناطق العاصمة دمشق وكذلك في مدينة اللاذقية الساحلية حيث تعرض مراقبو الجامعة العربية الى هجوم الى أيدي مناصرين للاسد يوم الاثنين. وقال احد النشطاء ان المتظاهرين رددوا قرب مسجد باللاذقية هتاف “الشعب يريد اسقاط النظام”.

وواصل السوريون العازمون على انهاء اربعة عقود من حكم اسرة الاسد احتجاجاتهم منذ مارس اذار على الرغم من الحملة الامنية الضارية التي يشنها جيش الاسد وقواته الامنية وهي الحملة التي اسفرت حسب احصاء الامم المتحدة عن مقتل اكثر من 5000 شخص.

وحمل بعض المحتجين ومن بينهم منشقون على الجيش السلاح في الاشهر الاخيرة. وتقول السلطات السورية انها تقاتل جماعات “ارهابية” مسلحة تدعمها قوى خارجية قتلت 2000 من جنودها وقواتها الامنية منذ بدء الانتفاضة.

وقال ارفع ضابط سوري ينشق وينضم الى صفوف المعارضة لرويترز ان انشقاق الجنود ينهك الجيش لكن المتمردين قد يحتاجون الى عام لاسقاط الاسد.

وقال العميد الركن مصطفى احمد الشيخ ان ما يقرب من 20 الف جندي اغلبهم من السنة انشقوا على الجيش على الرغم من الاجراءات الصارمة لكن اكثرهم يحاول الافلات من الوقوع في ايدي الشرطة السرية بدلا من قتال قوات الامن.

وقال الشيخ ان من المتوقع ان تطول الانتفاضة السورية اكثر مما فعلت الانتفاضة الليبية او المصرية او التونسية حيث ما زال الاسد يحتفظ بولاء قوات مدربة ومسلحة جيدا تنتمي للطائفة العلوية التي ينتمي اليها.

واظهر مقطع مصور نشر على الانترنت يوم الجمعة مصفحة نقل جنود تحترق في شارع في حمص احد مراكز الاحتجاجات والمقاومة المسلحة ضد الاسد. وقال صوت في المقطع المصور ان الجيش السوري الحر هو الذي شن الهجوم على المصفحة.

ودعت فرنسا الى تحقيق مستقل في مقتل صحفي فرنسي قتل في هجوم بقذائف المورتر في حمص الاسبوع الماضي اثناء تغطيته للاحداث هناك.

وكان الصحفي الفرنسي جيل جاكيه بين تسعة قتلوا في مدينة حمص امس فيما قالت الوكالة العربية السورية للانباء انه هجوم بالمورتر من جانب “ارهابيين”.

وقال رومين نادال نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي “نريد تحقيقا مستقلا وشفافا في الملابسات..”

وجاكيه هو اول صحفي اجنبي يقتل خلال عشرة اشهر من الاضطرابات في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان 21 شخصا على الاقل قتلوا يوم الخميس من بينهم سبعة في مدينة دير الزور الشرقية وسبعة من قوات الامن في بلدة معرة النعمان.

وتقول جماعات المعارضة السورية وواحد على الاقل من المراقبين الذين تركوا البعثة ان المراقبين التابعين للجامعة العربية ليس لهم دور سوى منح الاسد مزيدا من الوقت.

واثارت المواجهات المسلحة التي بدأت تطغى على الاحتجاجات السلمية المخاوف من وقوع صراع اوسع في سوريا التي تضم اقليات كردية ومسيحية.

وقال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية التي نشرت مراقبين في سوريا في 26 ديسمبر كانون الاول للتحقق من التزام سوريا باتفاق السلام الذي قدمته الجامعة العربية انه يخشى من اندلاع حرب اهلية وان الاحداث التي تجري في سوريا من الممكن ان تؤدي الى حرب اهلية.

وقال في حديث الى قناة الحياة المصرية ان اي مشكلات في سوريا ستؤدي الى عواقب في الدول المجاورة.

ووصف العربي التقارير الواردة من رئيس بعثة المراقبين بأنها مدعاة للقلق لكنه قال انه ليس هناك شك في ان معدل القتل قد تراجع في وجود المراقبين.

ويتعارض ذلك مع وجهة نظر مسؤول رفيع في الامم المتحدة قال امام مجلس الامن الاسبوع الماضي ان معدل القتل تسارع ليصل الى نحو 40 قتيلا يوميا منذ وصول المراقبين العرب الى سوريا حسب رواية السفيرة الامريكية في المنظمة الدولية.

ومن المقرر ان يجتمع وزراء الخارجية العرب لسماع تقرير من المراقبين في 19 يناير كانون الثاني. وقال العربي انهم سيقررون اذا ما كان هناك اي فائدة من الاستمرار في المهمة ام لا.

وقال مسؤول بالجامعة العربية ان المراقبين استأنفوا عملهم يوم الخميس للمرة الاولى بعد اصابة 11 منهم في اللاذقية في هجوم قام به انصار للاسد ادى الى التراجع عن خطط لزيادة عدد المراقبين.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الذي يزور لبنان المجاورة لصحيفة لبنانية يومية انه حث سوريا كثيرا على وقف القتل الذي حول الانتفاضة ضد الاسد الى اكثر الانتفاضات العربية دموية.

واضاف لصحيفة النهار “يجب على السلطات السورية ان تستجيب للتطلعات الديمقراطية المشروعة للشعب السوري”. واضاف ان مجلس الامن المنقسم في الوقت الحالي بشأن سوريا يجب ان يصل الى رأي موحد في هذه المسألة.

واعاقت روسيا والصين اتخاذ مجلس الامن لاي قرار حازم ضد دمشق. وقالت الجامعة العربية انه اذا جاءت نتيجة تقرير المراقبين سلبية فربما تحيل الامر الى مجلس الامن.

وقال مسؤول قبرصي ان سفينة تشغلها شركة روسية وتحمل ذخيرة رست في سوريا هذا الاسبوع بعد ان اوقفت لفترة خلال اعادة التزود بالوقود في قبرص.

وقال مسؤول قبرصي لرويترز ان السفينة اعطت قبرص ضمانا مكتوبا بأن وجهتها ليست سوريا وقال “كانت تحمل طلقات. كان على متنها اربع حاويات.”

من خالد يعقوب عويس

اتفاق المعارضة والمتمردين في سوريا على التنسيق

بيروت (رويترز) – قال بيان للمجلس الوطني السوري المعارض يوم الجمعة ان المجلس الذي يمثل المعارضة الرئيسية في سوريا والجيش السوري الحر المتمرد اتفقا على اعادة تنظيم الوحدات التي تقاتل تحت مظلة الجيش الحر ضد قوات الرئيس بشار الاسد.

وقال المجلس انه في اطار اتفاق لتعزيز العلاقات مع المتمردين المسلحين سيتم فتح “قناة اتصال مباشرة” مع متمردي الجيش السوري الحر.

وكثف منشقون على جيش الاسد ومسلحون هجماتهم في الاسابيع القليلة الماضية بما في ذلك نصب كمائن تستهدف القوافل العسكرية والحافلات مما أسفر عن مقتل عشرات الجنود.

وكان رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون قال ان هجمات المتمردين يمكن أن تدفع سوريا الى حرب أهلية لكن تصريحاته لم يكن لها أثر يذكر على المتمردين الذين يعملون بشكل مستقل الى حد كبير عن قيادتهم الاسمية المقيمة في تركيا.

وقال البيان ان الطرفين اتفقا على وضع خطة مفصلة تتضمن اعادة تنظيم الوحدات والكتائب التابعة للجيش السوري الحر اضافة الى اتاحة الفرصة أمام مزيد من كبار الضباط المنشقين للانضمام اليها.

ولم يقدم البيان الذي صدر بعد اجتماع يوم الخميس بين غليون وقائد الجيش السوري الحر رياض الاسعد تفاصيل بشأن كيفية تنظيم وحدات المتمردين.

لكن البيان قال انه سيتم اطلاع قادة المتمردين على الوضع السياسي والاوضاع الاقليمية والدولية بغية تحسين التنسيق مع المجلس.

قال أسامة المنجد مستشار غليون ان المجلس الوطني لا يتجه فحسب نحو تعزيز العلاقة مع الجيش السوري الحر بل ايضا لمساعدته على اعادة تنظيم شؤونة العسكرية.

ورفض المنجد اعطاء مزيد من التفاصيل عن الاتفاق.

وقال أعلى قائد عسكري ينشق على الجيش السوري العميد الركن مصطفى احمد الشيخ لرويترز هذا الاسبوع انه بدأ المساعدة في اعادة تنظيم الجيش السوري الحر.

وأضاف الشيخ الذي فر الى تركيا في وقت سابق هذا الشهر قائلا “أنا الان أساعد في اعادة هيكلة الجيش السوري الحر حتى يظل تحت السيطرة خوفا من أن ينهار النظام بشكل مفاجيء.”

وينظر الى الاسعد الذي تولى قيادة الجيش الحر العام الماضي باعتباره قائدا رمزيا للمتمردين. ويقول محللون ان الاسعد ليست له فيما يبدو اتصالات مباشرة مع المقاتلين الذين يعملون في جماعات محلية منتشرة في أنحاء البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى