أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 16 أذار 2012

أزمة إنسانية تواجه السوريين وأنقرة تتوقع نصف مليون لاجئ

نيويورك – راغدة درغام؛ لندن، دمشق، انقرة – «الحياة»، رويترز، ا ب – ا ف ب

بدأت الأزمة الإنسانية تضغط على الاوضاع في سورية والدول المجاورة التي تستقبل النازحين الهاربين من بطش النظام في دمشق وسط توقعات في تركيا ان يسجل عدد اللاجئين فيها رقم نصف مليون شخص. وقال بشير اتالاي نائب رئيس الوزراء التركي «ان تركيا قد تنظر في اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لحماية المدنيين من هجمات قوات الرئيس بشار الاسد»، مشدداً على أن هذه المسألة «ضمن الامور المحتملة التي قد نعمل في شأنها في الفترة المقبلة».

وأعلنت الامم المتحدة ان عدداً من خبرائها سينضمون الى «المهمة الانسانية»، التي تقودها الحكومة السورية في عدد من المدن التي تشهد احتجاجات، ابتداء من عطلة نهاية الاسبوع. وقالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة «ان عدداً من موظفي الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي سيشاركون في المهمة المتمثلة في زيارات الى حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا. وارسلت ايران الى سورية ما يصل حجمه الى 40 طناً من المساعدات الطبية والانسانية.

في موازاة ذلك، بدأت فعاليات «المسيرة العالمية من أجل سورية» التي تستمر ثلاثة أيام في ساحات المدن السورية وأمام السفارات والقنصليات السورية في العالم، «دعماً للإصلاحات ورفضاً للتدخل الأجنبي» وتأييداً لنظام الرئيس بشار الاسد.

ومع توقع انعقاد مجلس الامن في جلسة مغلقة للاستماع الى تقرير المبعوث الاممي – العربي كوفي أنان، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف، علمت «الحياة» ان دمشق طرحت مع أنان فكرة تسليم المعارضين سلاحهم الى السلطات الحكومية مقابل العفو عنهم في إطار آلية لوقف النار، وأن الفكرة يدرسها فريق أنان، وربما يوافق عليها إذا ما أدت الى وقف القتال. وقال أحمد فوزي الناطق باسم أنان لـ»الحياة» ان «فكرة تسليم السلاح مقابل العفو ليست اقتراحنا. (لكن) طبعاً موافقون عليها لأننا نريد للطرفين أن يتوقفا عن إطلاق النار».

وتسابق «حوار» بين أنان ووزير الخارجية السورية وليد المعلم، بحسب وصف فوزي للمحادثات الجارية بين الرجلين، وبين جلسة مغلقة لمجلس الأمن اليوم الجمعة للاستماع الى أنان. وقال فوزي إن سلسلة من الردود والأسئلة بين الطرفين تعدت الاتصالات الخطية لتشمل مكالمات هاتفية بين الجانبين «وهناك حوار».

وأشار فوزي الى أن أنان على اتصال مستمر أيضاً مع «اللاعبين الآخرين»، وذكر تحديداً وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي «يحيطه أنان بالتطورات بصورة مستمرة». كما اجرى أنان اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال اليومين الماضيين.

وقال فوزي، أن لأنان اهتماماً بالغاً بـ»الناحية الإنسانية» إنما الأولوية الآن هي لإيجاد «آلية لوقف إطلاق النار» ثم بعد ذلك «الحوار السياسي بين السوريين».

وأشار الى إن العملية التي يقوم بها أنان «تتطلب المواظبة والثبات في وجه العراقيل والتغيرات وهو يريد الاستمرار في الانخراط وبالتالي من المفيد أنه يتلقى من السلطات السورية الردود التي يطالب بها». وأضاف «أنه مصمم على الاستمرار في مهمته».

وبرزت مؤشرات على احتمال تبني أنان الموقف الروسي في إطار آلية وقف النار، والداعي الى «وقف نار متزامن» بين القوات السورية والطرف الآخر. لكن المواقف الغربية كانت رفضت هذا التزامن على أساس أنه يضع المعارضة في خطر، كما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «لأن المعارضين يدافعون عن أنفسهم». لكن كلينتون أضافت ان الإدارة الأميركية منفتحة على دراسة أي اقتراح بديل يتقدم به أنان في هذا الإطار وغيره.

واعتبرت المصادر الأوروبية فحوى الرد السوري الأولي على أنان «مرفوضاً بتاتاً». وقالت إنها «تعارض فكرة ربط وقف النار بتسليم المعارضة السلاح مقابل العفو عنهم. واستخفت بالشرطين الآخرين المتمثلين بإصرار دمشق على إيقاف تزويد المعارضة السلاح وإمدادات السلاح عبر الدول المجاورة وشرط وقف توفير الدعم المالي والسياسي للمعارضة السورية.

وتتمثل إحدى نتائج مخاطبة أنان مجلس الأمن، للمرة الاولى منذ توليه مهامه رسمياً وزيارته دمشق، في ما كانت الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس زائد المغرب ستستأنف مشاوراتها في شأن مشروع قرار توافقي أم أن المشاورات ستبقى «مجمدة». وسيلتحق نائب المبعوث الأممي – العربي ناصر القدوة بفريق أنان الإثنين المقبل في جنيف. وهذه ستكون المشاركة الفعلية الأولى له في هذه المهمة.

وقالت المصادر إن «أعضاء مجلس الأمن كلهم، بمن فيهم روسيا، متفقون على أن وقف إطلاق النار يجب أن يتم من دون شروط مسبقة». لكن الخلاف بين أعضاء المجلس «هو على الخطة التالية لوقف إطلاق النار، وهل ستنسحب القوات العسكرية من المدن والبلدات».

وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن أنان سيطرح تصوره للتوصل الى تطبيق النقاط الثلاث التي تحدث عنها مراراً وهي وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق حوار سياسي». وأنه سيطرح «الخطوات التي يرى أنها تمهد للحل السياسي». واستبعد ديبلوماسي في المجلس أن يقول إنان «إن السلطات السورية لم تتعاون أو تتجاوب مع الأفكار المطروحة للحل، بل هو سيعرض مدى التجاوب ومضمونه».

وقالت مصادر ديبلوماسية في بيروت، اطلعت من الجانب السوري على نتائج زيارة أنان، ان المبعوث الاممي – العربي اقترح ارسال مراقبين دوليين للإشراف على وقف اطلاق النار وتسجيل «هوية» من يطلق النار والاطراف التي تخرقه وان النقاش مستمر في شأن هذه المسألة.

وكانت تركيا صعدت أمس من الحديث عن اللاجئين السوريين. وقال سلجوق اونال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية في مؤتمر صحافي «إن من بين من فروا لواء هو سابع اكبر ضابط في الجيش السوري ينشق ويلجأ الى تركيا».

ويتدفق اللاجئون عبر الفجوات في سور السلك الشائك الذي يفصل بين الدولتين قبل أن يستقروا على الجانب التركي بعد الرحلة الشاقة عبر التلال متفادين الألغام والجيش السوري. وهناك يتركهم المهربون لتلتقطهم قوات الأمن التركية ويعودون عبر الحدود لاصطحاب المزيد. وتنقل حافلات صغيرة اللاجئين وغالبيتهم من النساء والأطفال الى مخيمات قريبة لينضموا الى آلاف موجودين هناك بالفعل.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن قوات الأمن السورية تستخدم «سياسة الأرض المحروقة» في جميع أنحاء البلاد في محاولة لسحق التمرد المستمر منذ عام. وأضافت في بيان انه في «مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة تستخدم قوات الأمن السورية وسائلها للأرض المحروقة بينما تلجم الصين وروسيا مجلس الأمن».

وعن الوضع في إدلب شمال غربي البلاد، المدينة التي سيطرت عليها القوات النظامية الأربعاء، نقلت المنظمة «شهادات تتحدث عن دمار كبير وعدد كبير من القتلى والجرحى من المدنيين في عمليات القصف».

وأوضحت أن ناشطين سوريين أعدوا لائحة أولى تتضمن أسماء 114 مدنياً قتلوا خلال الهجوم على إدلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انه تم العثور على 23 جثة قرب إدلب عليها آثار «تعذيب شديد». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «الجهات المختصة اشتبكت الأربعاء مع فلول من المجموعات الإرهابية المسلحة في أحراج وكهوف البارة في جبل الزاوية (محافظة إدلب) ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم».

في ريف دير الزور (شرق) قال المرصد: «إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف».

وفي باريس أعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه مجدداً أمس عن رفضه تسليح المعارضة السورية حرصاً على عدم التسبب بحرب أهلية في البلاد.

وفي جانب آخر قررت مملكة البحرين اغلاق سفارتها في دمشق وسحب ديبلوماسييها «نظرا لتردي الأوضاع في سورية». وتصبح البحرين ثاني دولة عربية في الخليج تتخذ هذا القرار بعدما اعلنت السعودية الاربعاء اغلاق سفارتها في دمشق وسحب ديبلوماسييها منها.

أنان يطلب اليوم دعم مجلس الأمن

نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

تظاهرات للمعارضين والموالين في الذكرى الأولى لحركة الاحتجاج

النازحون يتدفقون على تركيا وأنقرة تلوّح مجدداً بالمنطقة العازلة

دخلت حركة الاحتجاج السورية المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد سنتها الثانية، من غير ان تظهر مؤشرات لقرب التوصل الى حل سياسي، الامر الذي يهدد بادخال البلاد في “حرب استنزاف” داخلية يغذيها اطراف اقليميون ودوليون. وامس تظاهر المعارضون في ذكرى انطلاق الاحتجاجات من مدينة درعا قبل سنة، كما تظاهر الموالون في دمشق وحلب والمدن الرئيسية الاخرى في عرض واضح للقوة. واعلن ناشطون ان حصيلة ضحايا العنف خلال العام الماضي وصلت الى تسعة الاف قتيل.

ويستمع مجلس الامن اليوم الى المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان الذي زار سوريا وقطر وتركيا ومصر الاسبوع الماضي في محاولة لتحقيق اختراق من طريق العثور على حل سياسي للأزمة، وقت أثارت تركيا مجدداً احتمال انشائها منطقة عازلة على حدودها مع سوريا لاستيعاب الاعداد المتزايدة من النازحين الفارين في اتجاه الاراضي التركية بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة ادلب واقتراب المواجهات مع “الجيش السوري الحر” المنشق من الحدود.

انان

وعلم ان احاطة انان لمجلس الامن “ستكون موجزة ولا تتجاوز 15 دقيقة. بيد انه يتوقع اسئلة من اعضاء المجلس”. كما افاد مصدر قريب منه ان الامين العام السابق للامم المتحدة”. مرتاح الى الدعم الذي يلقاه من المجلس، وهو سيطلب منه ان يتخذ موقفا يدعم بقوة المهمة الديبلوماسية”. التي يقوم بها.

وصرح الناطق باسمه احمد فوزي لـ”النهار” بان انان “على علم بمشروع قرار يدعم مهمته”. موضحا انه “يريد ايضا من الدول  المؤثرة على الاطراف ان تمارس نفوذها من اجل التوصل الى حل جذري للازمة”. واذ اشار الى انه “يتردد في تصنيف الاجوبة” التي حصل عليها الوسيط الدولي من السلطات السورية، اضاف ان “الاتصالات مستمرة”. ومنها اتصال هاتفي بين انان ووزير الخارجية السوري وليد المعلم. وتحفظ بشدة عن استخدام تعابير مثل “تفاؤل” أو “تشاؤم”. لكنه قال: “الحمد لله ان الحوار لا يزال مفتوحاً  لان توقف الحوار سيكون كارثة”.

وأكد أن “لدى الطرفين شروطاً متبادلة. المعارضة تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي. وهو يطالب المعارضة بالقاء السلاح في مقابل عفو عام عنهم”.

وتلقى أنان اتصالا من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

رايس

ورداً على سؤال عما إذا كان الترتيب الزمني لمن يوقف العنف أولاً في سوريا هو النقطة العالقة أمام اصدار مشروع القرار الأميركي وعما إذا كانت مستعدة لاسقاطه، قالت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان  رايس: “هناك أكثر بكثير من نقطة عالقة. لقد أحصيت ثماني نقاط، منها مسألة الترتيب الزمني”. وشددت على أن “هناك كيانا واحدا لديه احتكار استخدام القوة، وهو الحكومة” السورية، التي “أعلنت التزامات لجامعة الدول العربية في 2 تشرين الثاني من أجل الإنسحاب من المدن والبلدات ومن أجل وقف العنف ضد المدنيين واطلاق السجناء السياسيين والسماح بوصول حر لوسائل الإعلام”. وإذ لاحظت أن “أياً من هذه الأمور لم يحصل”، رأت أن “هذه هي الخطوات الضرورية الأولى التي ينبغي أن تتخذ من أجل انهاء العنف”. وأضافت: “لا أعلم أن هناك أي أساس حالياً لاحراز تقدم في قرار ما”. بيد أنها استدركت “أننا لا نزال نعتقد أن لمجلس الأمن دوراً يضطلع به. ولا نزال نعتقد أن أسوأ ما في الطالع أن روسيا والصين اتخذتا وجهة تتعارض وسائر أعضاء المجلس في هذه المواضيع وغيرها”.

بان كي – مون

وفي الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات في سوريا، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بياناً قال فيه إن “السوريين، متشجعين بالتيار التاريخي للتغيير في منطقتهم، وقفوا في شوارع دمشق ليطالبوا بحقوقهم وحرياتهم العالمية”، وأن “التظاهرات الشعبية المسالمة بدأت بعد أيام قليلة في درعا وانتشرت الى أماكن أخرى في البلاد”. وذكر بأن “السلطات السورية ردت بقمع وحشي، لا يزال مستمراً بلا هوادة. والعواقب تنكشف مأسوية أمام أعين العالم”، مؤكداً أن “أكثر بكثير من ثمانية آلاف قتيل سقطوا نتيجة قرار الحكومة اختيار القمع العنيف على الحوار السياسي السلمي والتغيير الحقيقي”. وكرر أنه “من المهم كسر حلقة العنف، ووقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والحيلولة دون العسكرة المتزايدة للنزاع في سوريا”.

“جرائم ضد الانسانية”

كذلك أصدر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية فرنسيس دينغ ومستشاره الخاص المعني بمسؤولية الحماية إدوارد لاك، بياناً قالا فيه إن “عدوان الحكومة السورية المتزايد العنف على سكانها خلال العام الماضي عمق الانقسام الطائفي وقرَّب البلد من حافة الحرب الأهلية”. وأضافا أنه “كان عدم صدور إدانة دولية موحدة وعدم اتخاذ إجراءات لحماية السكان السوريين عاملاً مشجعاً للحكومة على مواصلة مسلكها هذا”. وإذ أشارا الى التقارير عن أن الحكومة ” كثفت هجماتها في ضوء حال الشلل التي أصابت مجلس الأمن”، أكدا أن “هناك أدلة قوية ومتنامية على أن سوريا تُرتكب فيها حالياً جرائم ضد الإنسانية”. ودعوا “المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن، الى اتخاذ إجراءات جماعية فورية، مستخدما كامل نطاق الأدوات المتاحة بموجب ميثاق الأمم المتحدة، لحماية السكان الذين يواجهون خطر التعرض لمزيد من الجرائم الوحشية في سوريا”.

تقويم الوضع الانساني

الى ذلك، أفادت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة فاليري آموس في بيان أن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي ستشاركان في بعثة تقودها الحكومة السورية لتقويم الوضع الانساني في البلاد. وأوضحت أن البعثة “ستجمع معلومات عن الوضع الانساني بوجه عام وتعاين الأوضاع بصورة مباشرة في المدن والبلدات المختلفة”. بيد أنها جددت دعوتها الحكومة السورية ” الى السماح بدخول المنظمات الانسانية من دون عراقيل كي تتمكن من مساعدة المحتاجين من السكان بنزاهة ومن دون انحياز”.

ومن المقرر أن تتوجه البعثة الى حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وحلب وريف دمشق ودرعا.

إقفال سفارات

وفي سياق الضغوط على النظام السوري، أفاد مصدر بارز في الاتحاد الاوروبي ان الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاترين أشتون ستسعى الى دفع كل الدول الـ27 الاعضاء الى سحب سفرائها من سوريا قبل بدء محادثات وزراء الخارجية للاتحاد الخميس والجمعة المقبلين في بروكسيل.

وفي الرياض أعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، أن دول المجلس قررت اقفال سفاراتها في دمشق احتجاجا على “تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري”.

سنة مرّت على بدء الحراك في الداخل السوري

بلبلة في توزيع المساعدات وتحرك رسمي لضبطه

عكار – ميشال حلاق

مرت سنة على بدء الحراك في الداخل السوري ونزوح مئات العائلات السورية الى لبنان ولا سيما الى القرى والبلدات العكارية (وادي خالد وجبل اكروم والقرى والبلدات المحيطة بها) الذين اتوا بمجملهم من محافظة حمص التي تعرضت خلال الاشهر الماضية لأعمال عنف ضخمة خلفت الكثير من الضحايا ونزوح الكثير من ابناء هذه المناطق الساخنة الى الجوار اللبناني، سواء في البقاع او الشمال وعكار خصوصا.

وبإزاء الواقع الذي يعيشه النازحون البعيدون عن بيوتهم واهلهم، والذين لم يكونوا يتوقعون ان تطول فترة اقامتهم في القرى والمدن اللبنانية التي قصدوها، وهم بمجملهم سكنوا لدى اقرباء لهم وانسباء، فقد رفض القسم الاكبر منهم اللجوء الى مراكز الايواء التي امنت لهم عبر الهيئة العليا للاغاثة ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبلديات المنطقة ومخاتير القرى التي لجأوا اليها، باعتبار ان نزوحهم لن يطول وان العودة قريبة.

ويشار الى ان الجهات المعنية بايواء النازحين وتوفير مستلزمات اقامتهم قد اتخذت سلسلة تدابير احتياطية لاستقبال مزيد من العائلات النازحة في ضوء المستجدات الامنية التي حصلت خلال الاسبوعين الماضيين، وخصوصا في مدينتي حمص والقصير كما في تلكلخ والقرى المجاورة لها.

ووفق تقرير مفوضية شؤون اللاجئين، فان اعداد النازحين الى لبنان الى تزايد، ولكن ليس بأرقام كبيرة، اذ بلغ عدد المسجلين حاليا لدى المفوضية والهيئة العليا للاغاثة في شمال لبنان 7٫088 شخصا، مما يعكس زيادة بنحو 30 شخصا تم تسجيلهم حديثا منذ الاسبوع الماضي، وذلك بشكل رئيسي في مناطق وادي خالد واكروم والبيرة وحلبا وعكار العتيقة وطرابلس.

وبحسب تقديرات المفوضية وشركائها على مدى الاسابيع القليلة الماضية، قد يكون عدد من النازحين السوريين في البقاع ما يقارب 4000 شخص.

ويشير التقرير الى ان حالات وصول اضافية للنازحين السوريين في نهاية الاسبوع الماضي مع قدوم نحو 50 عائلة الى عرسال و170 عائلة الى قرية الفاكهة، وفقا لرئيس بلدية عرسال، وهناك ايضا نحو 75 عائلة اضافية في مشاريع القاع، علما ان بعض المنظمات غير الحكومية تقدر وجود ضعف هذا العدد. بحسب التقديرات الاكثر موثوقية، هناك حاليا نحو 4000 شخص في منطقة البقاع، تعمل المفوضية على التحقق من الارقام الحالية. الى نحو 1000 شخص آخرين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها في اجزاء اخرى من لبنان.

وبغض النظر عن اوضاع النازحين وضرورة الاهتمام بهم، فان كلاما بدا يطفو على سطح الازمة عن وجود منتفعين يحاولون استغلال الحالة القائمة وتقديم انفسهم كجهات فاعلة ومرجعية قادرة على تسلم  دفة المساعدات، مما احدث بلبلة وبات يحتم على الجهات المعنية بهذا الملف ان تأخذ المبادرة لاعادة الامور الى نصابها قبل ان تستفحل الظاهرة.

وفي هذا السياق تفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة العميد ابرهيم بشير مدى اليومين الماضيين منطقة عكار، والتقى العائلات السورية النازحة في عدد من قرى وادي خالد والقرى والبلدات المجاورة لها مستطلعا اوضاعها.

الأزمة تدخل عامها الثاني: مئات الآلاف يتظاهرون دعماً للأسد

أنان: باب الحوار مع سوريا ما زال مفتوحاً

في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الاحتجاجات في سوريا، التي طغى عليها الوضع الأمني، وسقوط آلاف القتلى من مدنيين وعسكريين ومسلحين، استعرض النظام امس قوته الشعبية في سلسلة من التظاهرات في المدن الكبرى، في دمشق وحلب والسويداء واللاذقية والحسكة ودرعا ودير الزور، فيما يقدم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان تقييما أوليا لمجلس الأمن الدولي اليوم حول وساطته لحل الأزمة، مشددا على أن «باب الحوار» ما زال مفتوحا مع دمشق التي ردت بالتأكيد على «انخراطها الايجابي» مع مهمته، و«مصلحتها في إنجاحها».

وكشفت الأمم المتحدة عن أن عددا من خبرائها سينضمون إلى المهمة الإنسانية التي تقودها الحكومة السورية في عدد من المدن التي تشهد احتجاجات، ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع. وكانت دول غربية وعربية عدة تحاول الضغط على النظام السوري واستدعاء تدخل عسكري عبر مجلس الأمن بحجة إقامة «ممرات إنسانية آمنة» داخل سوريا.

وأثارت تركيا مجددا أمس احتمال إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، بعد ارتفاع عدد السوريين الذين فروا إليها، وتعبير انقرة عن مخاوف من لجوء حوالى 500 ألف شخص إلى تركيا. وأكد نائب رئيس الحكومة بشير اتالاي، ردا على سؤال عما إذا كانت أنقرة تفكر في إقامة منطقة آمنة داخل سوريا، تعاون تركيا مع الجامعة العربية، لكنه أضاف، في تصريح لقناة «ان تي في»، ان هذه المسألة «ضمن الأمور المحتملة التي قد نعمل بشأنها في الفترة المقبلة» وقررت البحرين والكويت وهولندا إغلاق سفاراتها في دمشق وسحب دبلوماسييها «نظرا لتردي الأوضاع في سوريا». وقال مصدر مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون تسعى الى دفع جميع دول الاتحاد الى سحب سفرائها من سوريا قبل بدء محادثات وزراء خارجية الاتحاد الأسبوع المقبل.

أنان

أعلن المتحدث باسم المبعوث العربي والدولي إلى سوريا احمد فوزي، عشية مؤتمر بالدائرة التلفزيونية المغلقة من جنيف مع مجلس الأمن في نيويورك، أن «باب الحوار ما زال مفتوحا. ما زلنا على اتصال مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد انان».

ورحبت وزارة الخارجية السورية، في بيان، «بزيارة الفريق الفني الذي شكله المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا كوفي انان لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بمهمته في سوريا». وأوضحت أن «هذا الترحيب يأتي في إطار الجهود التي تبذلها سوريا لإنجاح المهمة التي يقوم بها انان».

وأضاف فوزي إن انان تحادث هاتفيا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومع مسؤولين من القوى الأجنبية الأخرى «التي لها نفوذ». وتتضمن خطة انان إنهاء العنف ودخول المساعدات الإنسانية وبدء حوار سياسي بين السلطة والمعارضة.

وقال فوزي إن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا في نيويورك، موضحا أن هذه الدائرة المغلقة ستكون «اجتماعا مغلقا»، مشيرا إلى أن انان سيقدم عرضا لمجلس الأمن عن «تقييمه للوضع اليوم» وتفاصيل محادثاته مع دمشق.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «كوفي تحدث في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية سيرغي لافروف حول عمله مع كل الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل سياسي مقبول للوضع في سوريا». وأضافت «جدد لافروف دعمه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، وقال إن الطرف الروسي سيستمر في مساعدته».

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لوكالة انباء الشرق الاوسط، ان «سوريا رحبت بزيارة انان حيث أجرى لقاءين مع الرئيس السوري بشار الأسد»، مشيرا إلى أن «زيارة انان طابعها استطلاعي ليستكشف كيفية إيجاد حل للازمة التي تعيشها سوريا». وأضاف إن «أجواء الزيارة كانت ايجابية، لكن بما أن الأزمة السورية مركبة فالموضوع ليس فقط بيد الحكومة السورية، فهناك جانب دولي يجب أن يحشد لإنجاح مهمة انان، فالموضوع ليس بيد شخص انان بل بالتفويض الذي يحمله».

وتابع «إذا كان المجتمع الدولي متمثلا في انان يود مساعدة سوريا على تخطي هذه الأزمة فيجب أن يكون هناك تعاون جماعي، فالدول التي تسلح، وأشهرت الآن أنها تسلح، والدول التي تحرض إعلاميا، والدول التي تكرس عناد المعارضة الخارجية في رفض الحوار، كل هذه الأطراف يجب أن تتجاوب مع مبادرة انان لإنجاحها. إننا منخرطون إيجابا ومن مصلحة سوريا إنجاح مهمة انان».

بان كي مون

وأعرب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، في بيان، عن «تضامنه مع الشعب السوري وتطلعاته المشروعة نحو الكرامة والحرية والعدالة». واعتبر انه «من الملح وقف دورة العنف ووضع حد للعمليات العسكرية ضد المدنيين وتجنب عسكرة اكبر للنزاع في سوريا».

واذ ذكر أن «أكثر من ثمانية آلاف شخص قتلوا»، دعا الى «انهاء العنف وايجاد حل للأزمة من خلال الوسائل السلمية»، وحض «الحكومة السورية والمعارضة على التعاون مع انان».

وقالت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس، في بيان، «الاسبوع الماضي قالت الحكومة السورية انها بحاجة الى مزيد من الوقت لدراسة اقتراحاتنا». واضافت ان «السلطات السورية أبلغتني الآن ان مهمة تقودها الحكومة ستزور محافظات حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا ابتداء من عطلة نهاية الاسبوع».

وتابعت اموس ان موظفين من الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي «سيرافقون المهمة ويغتنمون الفرصة لجمع المعلومات عن الوضع الانساني بشكل عام ومراقبة الظروف في مختلف البلدات والمدن بأنفسهم»، الا انها اكدت انه «من المهم بصورة متزايدة ان يتم السماح للمنظمات الانسانية بالدخول من دون اعاقة لتحديد الاحتياجات الملحة وتقديم الرعاية الطارئة والإمدادات الأساسية. لا مجال لاضاعة الوقت». وتابعت «اكرر دعوتي للحكومة السورية لأن تسمح للمنظمات الانسانية بالدخول دون اعاقة حتى يمكنها مساعدة الناس المحتاجين بطريقة محايدة وغير متحيزة».

مدلسي وجوبيه

وأشار وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايطالي جوليو ترزي دي سانتا في الجزائر، الى امكانية ايصال مساعدة انسانية «خلال ايام» الى سوريا في «ظروف مقبولة». وقال «هناك فرص في ان تصل مساعدات انسانية خلال ايام الى الشعب السوري، ربما ليس في ظروف مثالية وانما مقبولة».

وكرر موقف الجزائر المتمثل في ان حل القضية السورية يتوقف على السوريين انفسهم، مشيرا الى وجود «مسؤولية مشتركة للحكومة والاطراف الاخرى» في سوريا. واعرب عن الاسف لسقوط ضحايا «حتى اذا كانت هناك تجاوزات اعلامية في هذا الصدد».

وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من «مخاطر نشوب حرب أهلية في سوريا في حال تسليم أسلحة إلى المعارضة». وقال إن «الشعب السوري منقسم بشكل عميق، وان أعطينا أسلحة إلى فئة معينة من المعارضة في سوريا، فسنكون ننظم حربا أهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يكون الأمر بمثابة كارثة اكبر من الكارثة القائمة اليوم».

ورأى جوبيه، في مقابلة مع اذاعة «فرانس كولتور»، ان «روسيا التي تعرقل اي مبادرة في مجلس الامن بشأن سوريا تقوم بحسابات خاطئة على المدى المتوسط». وقال «انها تأخذ علينا التدخل في ليبيا وتعتبر اننا تخطينا تفويضنا في ليبيا، وهو ما لا اوافق عليه». واضاف «روسيا لديها مصالح في سوريا، انها تبيع او باعت كمية كبيرة من الاسلحة للنظام السوري». وتابع ان «روسيا تخشى ايضا انتقال العدوى الاسلامية الى اراضيها، لذلك تعارض كل ما يجري في سوريا».

تظاهرات

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «في مشهد وطني يحمل رسالة للعالم أجمع أن الشعب السوري اختار وحدته الوطنية واستقراره بعيدا عن التدخلات والاملاءات الخارجية، توافد ملايين المواطنين السوريين إلى ساحات وشوارع الوطن في المحافظات للمشاركة في المسيرة العالمية من اجل سوريا».

وأوضحت أن المشاركين خرجوا «رفضا للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري ودعما لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس بشار الأسد لبناء سوريا المتجددة واستنكارا للحملة العدائية والمؤامرة التي تستهدف سوريا وتقودها بعض الأطراف العربية». ورددت الحشود في دمشق هتافات «بالروح بالدم نفديك يا بشار» وحلقت ثلاث مروحيات في ما يبدو انها تحية عسكرية للحشود.

وبث التلفزيون السوري لقطات ظهرت فيها حشود ضخمة في عدد من الساحات السورية منها ساحة الأمويين وسط دمشق ترفع الأعلام السورية. كما بث لقطات لعشرات آلاف المشاركين في حلب والسويداء واللاذقية والحسكة ودرعا ودير الزور. وبقيت التجمعات قائمة لساعات، وسط اجواء من الرقص والموسيقى والغناء والتلويح بالاعلام السورية والروسية.

وكان سوريون موالون للنظام دعوا من خلال صفحة على موقع «فيسبوك» بعنوان «لايك من اجل سوريا»، السوريين في الداخل إلى التظاهر أمس، والسوريين في الخارج إلى تنظيم تجمعات اليوم وغدا. وكتبوا على صفحتهم «من ارض السلام سوف نبدأ في 15 آذار مسيرتنا العالمية من اجل سوريا».

وفي الذكرى السنوية لاندلاع الحركة الاحتجاجية، شهد عدد من المناطق السورية تظاهرات تطالب بسقوط النظام. وأشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى «خروج تظاهرات معارضة في تل رفعت في ريف حلب، وفي حي سيف الدولة في مدينة حلب، وفي جامعة حلب حيث هاجمتها قوى الأمن بالغازات المسيلة للدموع. كما خرجت تظاهرات في القامشلي ودوما وجوبر في ريف دمشق. كما سارت تظاهرة في كفررومة في محافظة ادلب».

ميدانيات

وقالت وكالة الانباء السورية «استعادت مدينة إدلب أمس (الاول) الأمن والطمأنينة بعد أن قامت الجهات المختصة بتطهير أحيائها من المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين واعتدت عليهم وألحقت الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 22 شخصا، بينهم عسكريون ومنشقون، في ادلب وريف دمشق وحماه والقصير في محافظة حمص، كما أصيب 20 شخصا في قصف على مدينة الرستن»، مشيرا إلى انه «تم العثور على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غربي مدينة ادلب تم التعرف الى 19 منها وظهرت عليها آثار التعذيب الشديد»، مضيفا إن «الجثث كانت معصوبة الأعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية».

وقال المرصد «ان اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف». واشار الى ان ذلك حدث «اثر مهاجمة المجموعات المنشقة مراكز الجيش النظامي في المدينة». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 9113 شخصا، بينهم 6645 مدنيا و2468 عسكريا منهم 471 منشقا» منذ بداية الاحتجاجات قبل عام.

(«السفير»، سانا، ا ف ب،

ا ب، رويترز)

عـام علـى الأزمـة السـورية: «انتصـارات» بطعـم الهزائـم

زياد حيدر

أصوات الإنفجارات التي دوت بعد منتصف ليل الأربعاء في أرجاء مختلفة من دمشق، كانت التعبير الصريح لما تحولت إليه الأزمة السورية بعد عام تماماً على انطلاق الاحتجاجات، والتي بدأت بتظاهرة صغيرة محدودة الطموح في أحد أسواق دمشق القديمة، ووصلت إلى حد تنفيذ عمليات عسكرية انتقامية أمس الأول باستخدام شتى الأسلحة المتوفرة.

وبعد عام على تظاهرة دمشق التجريبية، وانطلاق الاحتجاجات الفعلية في درعا بعدها بثلاثة أيام تحول عصب الاحتجاج نحو المواجهة المسلحة، وتحول أغلب السلمي منه إلى دعم هذه المواجهة بصراحة.

وفيما خابت آمال المعارضين والمحتجين داخلياً وخارجياً في رؤية سقوط سريع للنظام، أو مشهد شبيه بالمشاهد التي سبقته عربياً في ليبيا أو مصر أو تونس وصولا إلى السعي لحل شبيه باليمن، أيضا لم تتمكن السلطة والشريحة الكبيرة التي تؤيدها من رؤية نهاية الاحتجاج، ولا توقف العنف المسلح ضدها، فيما امتد قلق من في الوسط إلى حياته اليومية الاعتيادية في ظل تردي الوضع الاقتصادي والأمني معاً، بعد أن كان نظره معلقاً بأمل على تأرجح الصراع وأطرافه. وبانت ملامح صراع مذهبي، ولا سيما في حمص وريف حماه، فيما سجلت للمرة الأولى في تاريخ سوريا خروج مناطق عن سلطة الدولة الفعلية، وإن استعادتها الدولة بسرعة وبقوة.

ويشكل الفارق الكبير بين ما كانت عليه البلاد قبل عام وما آلت إليه الآن، القناعة بأن المستقبل لن يستنسخ الماضي أياً كانت صور هذا المستقبل، وإن كان الجميع يعلم أن أطراف الأزمة التي تعد نفسها بالانتصار بشكل أو بآخر، تعي أن أي انتصار حاسم قد يكون له طعم هزيمة مرة، بفعل ما آلت إليه أوضاع البلاد على مستويات مختلفة، لا يعلم أحد بعد كيفية بلسمة آلامها ومداواتها.

والعودة بالذاكرة إلى آذار العام 2011 ضرورية، بغض النظر عما إن كان ما بدأ من احتجاج قد انطلق بفعل تهيئة لوجستية استخباراتية محترفة، استفادت من توفر أرضية اجتماعية وسياسية، وهو ما يُصطلح على تسميته «مؤامرة خارجية»، أو بفعل حماس الشباب الداخلي والفتية لما جرى في بلدان عربية مجاورة ومحاولة استنساخه، في بلادهم، عبر التمرّد السلمي نحو إصلاح النظام أو إسقاطه.

شكل آذار نقطة انطلاق الاحتجاج، بشكله المنظم في دمشق، وإن بتظاهرة محدودة جرت في محيط الشام القديمة، ثم تبعتها محاولات أخرى ضمن الحي القديم في محاولة للاستفادة من ضيق ممراته والزواريب لمراوغة القوى الأمنية، وبين ما جرى في درعا من احتجاج ترافق مع قمع شديد، قتل خلاله أول المتظاهرين، لتنفتح شرايين الدم حتى اللحظة بحصيلة لا يمكن لأي طرف ادعاء معرفتها بدقة.

وقد تعقد المشهد من ناحية السلطة مع مرور الوقت، وهيأت الحكومة نفسها لحرب طويلة مع استعادة إدارة الدولة لنصوص لقاءات وتحالفات بدت في السابق خارجة عن سياق الفهم العام للمنطقة، ولا سيما مع تركيا التي تستضيف قواعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) ويحكمها حزب رديف لجماعة الإخوان المسلمين وقطر، التي تستضيف أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، وتشكل حلقة رئيسية في دعم الإسلام السياسي بأذرعها المالية والإعلامية ولاحقاً العسكرية. هذه التفاصيل انضمت إليها تفاصيل أخرى، مع محاولة فهم تحوّلات المجتمع العربي وتحديداً في شمال إفريقيا العربي والتي مجدداً ظهر أنها تهيئ المنطقة لحكم الإسلاميين، من دون التغاضي عما يعنيه هذا من إمكانية توتير مذهبي على مستوى الإقليم، لا الأمة السورية فقط.

وساهمت محاولات دول إقليمية تحالفت مع سوريا سابقاً وأصبحت من ألد خصومها حالياً في دفع حكومة دمشق نحو التحاور مع «الإخوان» ومنحهم مناصب في حكومة مستقبلية عبر صيغة لتقاسم الحكم، والنظر إلى المواجهة الداخلية من تلك الزاوية، التي يعني انتصار طرف فيها بأي ثمن لا مفرّ منه أمام رسم صيغة المستقبل.

وحتى اللحظة ما هو معروف أن السلطة في سوريا ترفض بالقوة ذاتها أي حوار مع الإخوان المسلمين، ولا سيما كجماعة، ناهيك عن إضافة أسماء أخرى على القائمة تشمل كل من دعا إلى تدخل عسكري في سوريا، وبين أبرزهم رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون. وتؤمن السلطة (وثمة دلائل عملية على ذلك) أنها أكثر قوة وقدرة على الأرض مما كانت عليه قبل أشهر.

وينظر المسؤولون السوريون إلى فترتين أساسيتين في مخاض الأزمة، الأول حين كان الارتباك سيد الموقف، والحيرة في أشدّها في كيفية التعاطي مع الحراك ووفق أي منظور، وهذه سادها رغبة بالانفتاح على المحتجين باختلاف شرائحهم، كما بذلت فيها السلطة جهداً، إلا أنها ظلت دون تصور مستقبلي لما يجب أن تكون عليه البلاد بما يرضي طموحات المتظاهرين، فيما كان الطرف الآخر، على اختلاف فصائله وتعدّد مشاربه، رافضاً أي حوار مع السلطة، وبالتالي أية مساومات متمسكاً «بدية الدم» الذي سال، وتجاهل تنازلات الحكم في تلك الفترة (ولا زال)، رغم أنها حصيلة نضاله واقعياً، وناتجة عن حسابات في دوائر الدولة لموازين القوى على الأرض وتأثيراتها.

أما المرحلة الثانية فقد تبلورت بالشروع في تطبيق برنامج يرضي الموالاة وقسم ممن يعرف بالغالبية الصامتة، والتي تطالب بتحوّل ديموقراطي وإصلاح سياسي وحكومي يُبقي على الاستقرار الذي عاشته البلاد على مدى عقود من جهة، ومن جهة أخرى التعامل مع المعارضة التي في الشارع باعتبارها ذراعاً لمؤامرة خارجية تستهدف وحدة البلاد، ولا سيما بعد أن تحوّلت الأخيرة إلى حمل السلاح في وجه السلطة.

ويأتي هذا في سياق التفاهم مع روسيا على تأكيد إدارة الدولة السورية موافقتها على حوار مع المعارضة، حتى أنها تكرر الدعوة لذلك، وتواجه رفض فصائل الأخيرة بمزيد من الدعوات. إلا أن المعروف للمراقبين في سوريا، أن أياً من فصائل المعارضة الفاعلة أو المعروفة غير قادر على تلبية هذه الدعوة حتى لو أراد ذلك فعلياً، خصوصاً أن أياً من المدعين امتلاك صلة قوية مع الشارع لا يحمل القدرة على قيادة الشارع المتمرّد إلى تلك الطاولة أياً كانت الشروط، الأمر الذي يعني أن الشارع في كثير من الأحوال هو الذي يقود توجه تلك الفصائل لا العكس. وهو واقع يبقي الأزمة السورية مفتوحة الأفق نحو مزيد من التردي. يضاف إلى ذلك العامل الخارجي المؤثر إعلاميا وماليا، وبالسلاح أيضا.

لذا بعد عام من المخاض الصعب ثمة نظرة غير واثقة نحو الأفق تفترض أن الحل (أي حل) يجب أن تتوفر فيه حاضنة دولية إقليمية، تتبلور أولاً بين واشنطن وموسكو وتفرض نفسها على الأطراف عبر ضغط الدولتين، الأولى التي تستطيع إخماد رغبة دول خليجية في تصفية حساب شخصي مع الحكم في سوريا، والالتفات للتهديد الأكبر متمثلاً في طهران، والثاني عبر ضغطه على دمشق للقبول بشروط تسوية سياسية وفقاً لتقديرات الروس والمتمسكة حتى اللحظة بخطة العــمل العربية (تشرين الأول العام الماضي) لا المبادرة الأخيرة (شباط العام الحالي)، علــى أن ينــسج على هذا التفاهم تصور للحل الداخلي يبقي من يرفضه خارج أي إطار للــدعم أياً كان مصدره.

إلا أن السؤال يبقى مشرعاً كما كان منذ عام تقريباً: هل هذا التفاهم ممكن؟ وهل يمكن تصور حوار سياسي يقوم بين سلطة حزب البعث وحركة الأخوان المسلمين، أم أن الكرة السورية ستظل تتدحرج في بركة الدم، يسجل فيها الأطراف المختلفون انتصارات صغيرة في التفاصيل العسكرية والدبلوماسية فيما البلاد تعيش جحيمها الراهن؟

مثقفون عرب يدينون فضائيات “الفتنة”: لا لعرض الجثث المقطعة ونعم لحل سياسي في سوريا

اصدرت “الهيئة العربية لمكافحة التدخل الاجنبي في العالم العربي” بياناً ادانت فيه فضائيات “الفتنة” مطالبة الفضائيات العربية “دون استثناء” الالتزام بالمعايير الأخلاقية وأولها عدم عرض الجثث المقطعة والممثل بها على الشاشات، بالاضافة الى اعتبار ان نقل الأخبار التي تشعل الفتنة هو بمثابة اشتراك فيها، فضلا عن رفض الحلول الطائفية والعسكرية والأمنية والأجنبية للمشكلة في سوريا، معتبرة ان الحل الوحيد يكمن “في ما يقرره الشعب السوري وعبر الاتفاق على إصلاحات يرضاها الجميع”.

وقد وزعت الهيئة بيانها على عدد من المثقفين والاعلاميين العرب للتوقيع عليه “في حال الموافقة” على مضمونه، واشار منسق الهيئة فيصل جلول الى ان المطلوب هو الحصول على الف توقيع قبل ان يتم طرحه بشكل علني.

ويتضمن البيان 6 نقاط وهي:

أولا: تجنب عرض الجثث المقطعة والتي تم التمثيل بها على الشاشات احتراما لأصحابها وذويهم وعملا بشرع الله وبالقوانين الوضعية كافة التي لا تجيز مثل هذه الأعمال القميئة.

ثانيا: إن التحريض الطائفي فوق الجثث المقطعة هو اقصر الطرق إلى الفتنة وفي هذه الحالة يمكن للفضائيات أن تكون طرفا في الفتنة وليس ناقلا بريئا لأخبار أو تصريحات.. ذلك أن مهنة الإعلام تفترض أن يكون الإعلامي مسؤولا عما ينشر وليس فقط ناقلا له والدليل أن الإعلاميين لا ينشرون خبرا واحدا بعنوان واحد وصياغة واحدة وترتيب هرمي واحد في وسائلهم الإعلامية.. إن نقل الأخبار التي تشعل الفتنة هو بمثابة اشتراك فيها عن سابق تصور وتصميم أو عن سذاجة وحماقة مؤسفة.

ثالثا: يحذر الموقعون على هذا البيان زملاءهم العاملين في الفضائيات من التحول طوعا أو عفوا إلى أدوات لإشعال الفتنة عبر معادلة جثة مقابل جثة ومجزرة مقابل مجزرة أو عبر معادلة جثة تعرض وأخرى تحجب للإيحاء بان القتل أحادي وان القاتل واحد. إن سلوكا فئويا وقذرا من هذا القبيل يضفي عارا ما بعده عار على أصحابه ويلوث مسارهم المهني والشخصي بالدم البريء.

رابعا: لا حلول طائفية أو عسكرية أو أمنية أو أجنبية للمشكلة في سوريا ويكمن الحل الوحيد في ما يقرره الشعب السوري وعبر الاتفاق على إصلاحات يرضاها الجميع.

لا حل آخر في هذا البلد وعليه فان التحريض والتعبئة الواردة عبر الفضائيات يلقي بالمزيد من الزيت على نار الأزمة ويحمل على المزيد من القتل ويمعن في توسيع الهوة بين السوريين. وللزملاء المخلصين في الفضائيات نقول إن لم يكن بوسعكم وقف مخطط تطييف سوريا وتفتيتها، تجنبوا على الأقل الانخراط في هذا المخطط الشنيع.

خامسا: إن تسوية الأزمة في سوريا كائنا ما كانت طبيعتها هي أفضل بكثير من الحرب الأهلية والصوملة والخراب في مجمل بلاد الشام.

سادسا: يدين الموقعون أدناه بقوة كل المحرضين من كل البلدان ومن كل وسائل الإعلام على قتل السوريين للسوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية.

الغارديان: حما الأسد أرسل له نصائح بالبريد الالكتروني

لندن- (رويترز): قالت صحيفة الغارديان البريطانية نقلا عن مجموعة من رسائل البريد الالكتروني تم تتبعها إن حما الرئيس السوري بشار الأسد وهو طبيب سوري مقيم في لندن قدم المشورة لصهره بشأن كيفية تصوير الحملة التي يشنها على معارضيه للعالم.

وذكرت الصحيفة أن فواز الاخرس والد أسماء زوجة بشار البريطانية المولد قدم لصهره بعض الاقتراحات عن سبل التصدي للانتقادات التي توجه لحكومته في رسائل بالبريد الالكتروني.

وتظهر الرسائل ان الاخرس (66 عاما) وهو طبيب قلب متخصص في أمراض القلب والاوعية الدموية ومن مواليد حمص كان يدعم زوج ابنته معنويا ويقدم له المشورة في شؤون العلاقات العامة.

واعتبر الاخرس يوما انه عنصر يشجع الاسد على الاعتدال. وكان الرئيس السوري قد وصف معارضيه بانهم “ارهابيون” و”عناصر جماعات مسلحة” تحركهم مؤامرة خارجية للاطاحة به.

ورسائل الاخرس هي من ضمن ما يقدر بنحو ثلاثة آلاف رسالة الكترونية قالت صحيفة الغارديان إنها حصلت عليها من عضو في المعارضة السورية لم تسمه. وتم تتبع هذه الرسائل والحصول عليها في الفترة ما بين يونيو حزيران في العام الماضي حتى أوائل فبراير شباط وقالت الصحيفة إن الرسائل من حسابات شخصية للأسد وزوجته أسماء وإنها تعتقد أنها صحيحة.

ونشرت الرسائل في الوقت الذي نزلت فيه حشود كبيرة الى شوارع العديد من المدن السورية في مظاهرات منسقة للتعبير عن تأييدها للاسد في الذكرى السنوية الاولى لاندلاع الانتفاضة ضد حكمه التي لم تظهر اي مؤشرات على انها تقترب من نهايتها.

وفي رسالة بالبريد الالكتروني بتاريخ ديسمبر كانون الاول ارسلت للاسد كمدونة على الانترنت وصف الاخرس فيلما وثائقيا عرضته القناة التلفزيونية الرابعة عن أدلة على وقوع عمليات تعذيب في سوريا بأنه “دعاية بريطانية” وأضاف ان الفيلم يمكن “ان يقدم بعض المساعدة في اعداد رد السفارة” السورية حسبما ذكرت الجارديان.

وفي وقت سابق من نفس الشهر عرض الاخرس على الأسد وأسماء 13 نقطة يمكن من خلالها الرد على الانتقادات الدولية والمساعدة على “توجيه الجدل أو النقاش نحو الطرف الاخر”.

وفي رسالة اتهم هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بانتهاج “سياسة تشويه الحقائق” وتساءل لماذا يثير سقوط قتلى سوريين هذا القدر من القلق لدى مجلس حقوق الانسان التابع للامم التحدة اذا ما قورن بعدد القتلى في ليبيا العام الماضي خلال عملية اسقاط الزعيم معمر القذافي.

كما أشارت قائمة النقاط التي ساقها الاخرس الى “الهجمات العنيفة غير الانسانية” على المتظاهرين المناهضين للرأسمالية في وول ستريت ولندن الى جانب “سياسة التعذيب” التي تنتهجها الولايات المتحدة في السجن الحربي الامريكي في جوانتانامو بكوبا.

وتتهم دول غربية وعربية قوات الاسد بالمسؤولية الاولى عن اراقة الدماء على مدى عام وقتل أكثر من 8000 شخص ونزوح نحو 230 الف شخص عن ديارهم بسبب العنف.

وفي رسالة قصيرة إلى ابنته اواخر ديسمبر كانون الاول تساءل الاخرس عن صحة ما تردد عن تنظيم احتفال كبير برأس السنة الميلادية في ساحة الأمويين بوسط دمشق وقال “اذا كان هذا صحيحا فهل هذا وقت مناسب؟”

وقالت الغارديان إن الاخرس لم يرد على طلبات للحصول على تعليق قبل النشر. كما لم يتسن لرويترز الوصول اليه للتعليق.

وتلقي رسائل الاخرس مزيدا من الضوء على حياة الأسد الخاصة بعد الكشف عن المجموعة الاولى من الرسائل التي نشرتها الغارديان يوم الاربعاء.

واظهرت تلك المجموعة أن الأسد كان يطلب المشورة من إيران حول سبل مواجهة الانتفاضة ضد حكمه وانه تندر بشأن وعوده بالإصلاح.

ناشطون سوريون يدعون للتظاهر في جمعة التدخل العسكري الفوري

بيروت- (ا ف ب): دعا ناشطون سوريون معارضون على شبكة الانترنت إلى التظاهر الجمعة في ما سموه جمعة (التدخل العسكري الفوري) ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

ودعا موقع (الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011) على موقع فيسبوك إلى التظاهر الجمعة تحت عنوان “التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل كل العالم”، محددا الاهداف بـ”حظر الطيران”، واقامة “منطقة عازلة”.

ويأتي ذلك غداة مرور عام على الانتفاضة السورية الذي احياه المعارضون بتظاهرات في عدد من المناطق السورية، فيما تجمع انصار النظام في تظاهرات حاشدة في ما سموه (المسيرة العالمية من أجل سوريا).

وتزداد الاصوات في المعارضة السورية المطالبة بالتدخل العسكري الأجنبي وبتسليح الجيش السوري الحر مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية التي تشنها القوات النظامية على معاقل المنشقين في البلاد، وخصوصا في حمص وادلب.

وقتل اكثر من تسعة آلاف شخص في سوريا غالبيتهم من المدنيين خلال العام الاول الماضي من الانتفاضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا وكالة فرانس برس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن الخميس “قتل 9113 شخصا، بينهم 6645 مدنيا و2468 عسكريا منهم 471 منشقا”.

البطريرك لحام يؤكد من روما أن الجيش السوري لا يتدخل الا عند الضرورة

الفاتيكان- (ا ف ب): اكد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الخميس للصحافيين في روما أن الجيش السوري “لا يتدخل الا عندما يجب أن يتدخل” وان الكنيسة لا تزال تستطيع أداء دور “احلال السلام”.

وكان الفاتيكان أكد في بيان اصدره في وقت سابق أن البطريرك لحام التقى البابا بنديكتوس السادس عشر صباح الخميس.

وأوضح البطريرك لحام في مؤتمر صحافي اعقب اللقاء أن البابا كان مهتما جدا بما قاله بشأن الدور الذي يمكن للكنيسة ان تؤديه في احلال السلام وقدرتها على المساعدة في القاء السلاح.

وحذر من انه في حال بقاء المسيحيين على الحياد فان الوجود المسيحي لن يستمر أو سيكون بلا تاثير في العالم العربي.

وقال البطريرك لحام “لا الجنود ولا الناشطين قديسون” الا انه اسف للدور الذي تؤديه وسائل الاعلام الغربية التي تمارس في رأيه تضليلا اعلاميا.

ولفت الى ان العالم العربي منقسم وهذا الانقسام سميت نتيجته “الربيع العربي”.

ومن جانبه اعتبر رئيس اساقفة دمشق للموارنة المطران سمير نصار في حديث لوكالة فيديس الكاثوليكية للانباء ان “سوريا وصلت الى مأزق دام”.

واضاف “الطريق المسدود حاليا يؤجج قلق المؤمنين الذين يودعون بعضهم في نهاية كل صلاة (…) اغلاق السفارات يجعل الحصول على تاشيرات امرا مستحيلا”.

وتبلغ نسبة المسيحيين في سوريا حوالى 7,5% من اجمالي السكان.

عرض قوة للنظام السوري مع دخول الانتفاضة عامها الثاني وسط استمرار العنف

دمشق- (ا ف ب): دخلت الانتفاضة السورية عامها الثاني الخميس وسط ارتفاع في وتيرة العنف، في وقت قام النظام بعرض قوة عبر تجمعات ضمت عشرات الالاف في مناطق عدة (من أجل سوريا) ودعما لنظام الرئيس بشار الأسد.

وفي تطور خليجي دبلوماسي لافت، أعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني مساء الخميس أن دول مجلس التعاون قررت اغلاق سفاراتها في دمشق احتجاجا على “تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري”.

وقال الزياني في تصريح ادلى به من مقر الامانة العامة للمجلس في الرياض ان “دول مجلس التعاون قررت اغلاق سفاراتها في دمشق تأكيدا لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق”.

وطالب الزياني “المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سوريا من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرامة الانسان السوري وحقوقه المشروعة”.

وكانت مملكة البحرين قررت في وقت سابق الخميس اغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها منها اسوة بقرار مماثل اتخذته السعودية الاربعاء.

ومن جهتها، دعت منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان لوقف القتل في سوريا الذي تجاوزت حصيلته بعد سنة التسعة الاف قتيل غالبيتهم من المدنيين.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) “في مشهد وطني يحمل رسالة للعالم أجمع بأن الشعب السوري اختار وحدته الوطنية واستقراره بعيدا عن التدخلات والاملاءات الخارجية (…) توافد ملايين المواطنين السوريين منذ الصباح إلى ساحات وشوارع الوطن في المحافظات للمشاركة في المسيرة العالمية من أجل سوريا”.

واوضحت أن المشاركين خرجوا “رفضا للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري ودعما لبرنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الاسد لبناء سوريا المتجددة واستنكارا للحملة العدائية والمؤامرة التي تستهدف سوريا وتقودها بعض الاطراف العربية”.

وبث التلفزيون السوري لقطات ظهرت فيها حشود ضخمة في عدد من الساحات السورية منها ساحة الامويين التي تقع في وسط العاصمة وهم يرفعون الاعلام السورية.

كما بث لقطات لعشرات الاف المشاركين في حلب (شمال) والسويداء (جنوب) واللاذقية (غرب) والحسكة (شرق) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شرق).

وكان سوريون موالون للنظام دعوا من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعنوان (لايك من اجل سوريا)، السوريين في الداخل إلى التظاهر الخميس، والسوريين في الخارج إلى تنظيم تجمعات الجمعة والسبت.

وكتبوا على صفحتهم “من ارض السلام سوف نبدأ في 15 اذار/ مارس مسيرتنا العالمية من اجل سوريا”.

وسقط 22 قتيلا الخميس في اعمال عنف متفرقة في سوريا لا سيما في محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بالاضافة إلى العثور على 23 جثة مع آثار اعيرة نارية وتعذيب.

وفي الذكرى السنوية لاندلاع الحركة الاحتجاجية، شهد عدد من المناطق السورية تظاهرات تطالب بسقوط النظام، ووجه بعضها باطلاق النار.

فقد افادت لجان التنسيق المحلية المشرفة على الحركة الاحتجاجية عن خروج تظاهرات في تل رفعت في ريف حلب، وفي حي سيف الدولة في مدينة حلب، وفي جامعة حلب حيث “هاجمتها قوى الامن بالغازات المسيلة للدموع”.

في شمال شرق البلاد، خرجت تظاهرة امام جامع قاسمو في القامشلي تهتف للثورة وتطالب باسقاط النظام، بحسب اللجان.

وفي ريف دمشق، اشارت اللجان الى “اطلاق نار مباشر باتجاه المتظاهرين امام الجامع الكبير في مدينة دوما وتعزيزات أمنية متزامنة مع اقتحام شارع الجلاء في المدينة. كما خرجت تظاهرة حاشدة من الجامع الكبير في التل”، وفي جوبر.

وتحول تشييع احد القتلى في كفرنبل في ادلب الى تظاهرة ضمت المئات هتفوا “الموت ولا المذلة”.

كما سارت تظاهرة في كفررومة في محافظة ادلب، وهتف المتظاهرون “يلا ارحل يا بشار”، بحسب شريط فيديو نشره ناشطون على موقع يوتيوب الالكتروني.

وحضت 200 منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان نشر الخميس مجلس الامن على “ان يتحد ويتبنى قرارا يدعو الحكومة السورية الى وقف القصف العشوائي للاحياء المدنية وانتهاك القانون الدولي ووضع حد للاعتقالات التعسفية والتعذيب وضمان دخول العاملين الانسانيين والصحافيين ومراقبي حقوق الانسان”.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير اصدرته الخميس “مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة تستخدم قوات الامن السورية وسائلها للارض المحروقة بينما تلجم الصين وروسيا مجلس الامن الدولي”.

=واعلنت الامم المتحدة الخميس ان عددا من خبرائها سينضمون الى مهمة انسانية تقودها الحكومة السورية في حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا، ابتداء من عطلة نهاية الاسبوع.

وتوقفت “قافلة الحرية” التي انطلقت اليوم من مدينة غازي عنتاب التركية (جنوب شرق) باتجاه الحدود السورية والتي نظمها ناشطون سوريون عند الحدود من دون ان تتمكن من دخول الاراضي السورية. وتضم القافلة مساعدات متنوعة.

واعلن رئيس الهلال الاحمر التركي احمد لطفي اكار الخميس ان تركيا تخشى تدفق نحو 500 الف سوريا الى اراضيها هربا من اعمال العنف في بلادهم.

وتسعى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الى دفع جميع دول الاتحاد الاوروبي ال27 إلى سحب سفرائها من سوريا قبل بدء محادثات وزراء خارجية الاتحاد الاسبوع المقبل.

وسيشارك في الاجتماع الذي سيجري يومي الخميس والجمعة، ولاول مرة، وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وسيركز الاجتماع على “احتمال اغلاق سفارات دول الاتحاد الاوروبي في سوريا” بحسب ما افاد مصدر بارز في الاتحاد لوكالة فرانس برس.

واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس عن “تضامنه مع الشعب السوري وتطلعاته المشروعة نحو الكرامة والحرية والعدالة”، وذلك في الذكرى الاولى للانتفاضة الشعبية في سوريا.

واعتبر بان كي مون كما نقل عنه المتحدث باسمه ان “من الملح وقف دورة العنف ووضع حد للعمليات العسكرية ضد المدنيين وتجنب عسكرة اكبر للنزاع في سوريا”.

وفي بيان مشترك اخر، شدد مستشارا بان للحماية من الابادة ولمسؤولية الحماية فرانسيس دنغ وادوارد لاك على ان “هناك مزيدا من العناصر التي تنحو الى اثبات ارتكاب جرائم ضد الانسانية حاليا في سوريا”.

واضاف البيان “نحض مجددا الحكومة السورية على ان تضع حدا فوريا لاي عنف تمارسه بحق شعبها، ونحض كل الاطراف بمن فيهم الافرقاء غير الرسميين على الوفاء بالتزاماتهم حيال القانون الدولي”.

واعلنت وزارة الخارجية الهولندية الاربعاء اقفال سفارتها في دمشق “بسبب تدهور الظروف الامنية على الارض ولتوجيه اشارة سياسية الى سوريا”. وسبق لدول غربية عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ان اقدمت على الخطوة نفسها.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس من مخاطر نشوب حرب اهلية في سوريا في حال تسليم اسلحة الى المعارضة.

وقال جوبيه ان “الشعب السوري منقسم بشكل عميق وان اعطينا اسلحة الى فئة معينة من المعارضة في سوريا، فسوف نكون ننظم حربا اهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يكون الامر بمثابة كارثة اكبر من الكارثة القائمة اليوم”.

وتسببت الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام السوري وحملة القمع التي تواجه بها منذ سنة بمقتل من تسعة الاف شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “قتل 9113 شخصا، بينهم 6645 مدنيا و2468 عسكريا منهم 471 منشقا”.

في جنيف، اعلن الناطق باسم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الخميس عشية مؤتمر بالدائرة التلفزيونية المغلقة مع مجلس الامن الدولي، ان انان “يواصل اتصالاته مع السلطات السورية والحوار مستمر”.

-وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية الخميس ان ميليشيات موالية للنظام السوري سلمت الصحافيين التركيين المفقودين في سوريا الى جهاز الاستخبارات السورية.

ونقلت الوكالة عن مصادر محلية قولها إن أحد الصحافيين كان مصابا وربما تعرض للتعذيب. الا ان وزارة الخارجية التركية رفضت تاكيد الخبر.

وتجمع مئات الاشخاص مساء الخميس في وسط باريس تاييدا للشعب السوري في الذكرى الاولى لقيام الحركة الاحتجاجية في سوريا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو وهو يتلو بيانا لوزير الخارجية الان جوبيه “كل يوم، يقتل عشرات الرجال والنساء والاطفال.

على مسؤولي النظام ان يحاسبوا على هذه الجريمة ضد الانسانية”.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون لفرانس برس على هامش التحرك “لا نواجه ديكتاتورية عادية بل نواجه نظاما قام باستعباد السوريين لكن السوريين اليوم ذاقوا طعم الحرية”.

وفي ما يتعلق بموقف الصين وروسيا اللتين عطلتا قرارين لمجلس الامن الدولي يدينان القمع في سوريا، اعتبر غليون انه “في وقت معين، ستجد روسيا والصين نفسيهما في عزلة كاملة وستكونان مجبرتين على تقديم تنازلات”.

دول مجلس التعاون الخليجي تقرر إغلاق سفاراتها في دمشق

الرياض- (ا ف ب): أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني مساء الخميس أن دول مجلس التعاون قررت اغلاق سفاراتها في دمشق احتجاجا على “تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري”.

وقال الزياني في تصريح أدلى به من مقر الامانة العامة للمجلس في الرياض إن “دول مجلس التعاون قررت اغلاق سفاراتها في دمشق تأكيدا لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق”.

وطالب الزياني “المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سوريا من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرامة الانسان السوري وحقوقه المشروعة”.

ويأتي إعلان هذا الإجراء التصعيدي حيال النظام السوري مع دخول الانتفاضة السورية عامها الثاني الخميس وسط ارتفاع في وتيرة العنف، وتكثيف الدعوات من منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان لوقف القتل في سوريا الذي تجاوزت حصيلته بعد سنة تسعة الاف قتيل غالبيتهم من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكانت مملكة البحرين قررت في وقت سابق الخميس اغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها “نظرا لتردي الأوضاع في سوريا”.

وجاء قرار البحرين بعدما اعلنت المملكة العربية السعودية الاربعاء اغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها منها.

وكان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل قال السبت الماضي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، ان روسيا والصين تمنح النظام السوري “رخصة للتمادي في الوحشية”.

في المقابل، اتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود قطر والسعوية بانهما “شركاء العصابات الارهابية المسلحة” وحملهما مسؤولية “سفك الدماء” في بلاده.

مقتل 50 شخصا في مدن عدة.. البحرين وهولندا تغلقان سفارتيهما بدمشق

تركيا تلوح باقامة منطقة عازلة مع فرار مزيد من السوريين

فرنسا تحذر من حرب اهلية في حال تسليح المعارضة

دمشق ـ بيروت ـ نيقوسيا ـ وكالات: دخلت الانتفاضة السورية عامها الثاني امس الخميس مع تسجيل ارتفاع في وتيرة العنف التي اودت بحياة خمسين شخصا، في وقت قام النظام بعرض قوة عبر تجمعات ضمت عشرات الالاف في مناطق عدة ‘من اجل سورية’ ودعما لنظام الرئيس بشار الاسد، فيما لجأ الف سوري بمن فيهم ضابط رفيع المستوى خلال الـ 24 ساعة الاخيرة هربا من اعمال العنف الى تركيا التي اتهمت النظام السوري بزرع الغام على الحدود المشتركة لمنع وصولهم.

وقالت تركيا امس إنها قد تدرس تأييد إقامة ‘منطقة عازلة’ داخل الأراضي السورية للتعامل مع تدفق اللاجئين عبر حدودها الذي تزايد بحدة مع هجوم قوات الحكومة السورية على المعارضة في منطقة إدلب القريبة.

وافاد ناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوك اونال في مؤتمر صحافي في انقرة الخميس ان ‘عدد اللاجئين السوريين (الى تركيا) ارتفع الى الف في يوم واحد وبلغ 14700’ لاجئ.

واعلن رئيس الهلال الاحمر التركي احمد لطفي اكار الخميس ان تركيا تخشى تدفق قرابة 500 الف سوري الى اراضيها هربا من اعمال العنف في بلادهم.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس من مخاطر نشوب حرب اهلية في سورية في حال تسليم اسلحة الى المعارضة.

وقال جوبيه ان ‘الشعب السوري منقسم بشكل عميق وان اعطينا اسلحة الى فئة معينة من المعارضة في سورية، فسوف نكون ننظم حربا اهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يكون الامر بمثابة كارثة اكبر من الكارثة القائمة اليوم’.

ومن دمشق ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ‘في مشهد وطني يحمل رسالة للعالم أجمع بأن الشعب السوري اختار وحدته الوطنية واستقراره بعيدا عن التدخلات والاملاءات الخارجية (…) توافد ملايين المواطنين السوريين منذ الصباح الى ساحات وشوارع الوطن في المحافظات للمشاركة في المسيرة العالمية من اجل سورية’.

واوضحت ان المشاركين خرجوا ‘رفضا للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري ودعما لبرنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الاسد لبناء سورية المتجددة واستنكارا للحملة العدائية والمؤامرة التي تستهدف سورية وتقودها بعض الاطراف العربية’.

وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة ظهرت فيها حشود ضخمة في عدد من الساحات السورية منها ساحة الامويين التي تقع في وسط العاصمة وهم يرفعون الاعلام السورية. كما شوهد علم سوري عملاق طوله امتار عدة.

وفي مشهد اخر، افادت لجان التنسيق المحلية المشرفة على الحركة الاحتجاجية عن خروج مظاهرات عدة مناهضة للنظام في عدد من المناطق السورية.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس عن العثور صباحا ‘على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غربي مدينة ادلب تم التعرف على 19 منها حتى اللحظة وظهرت عليها اثار التعذيب الشديد’.

واشار الى ان ‘الجثث كانت معصوبة الاعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية’.

ويسيطر الجيش السوري سيطرة كاملة منذ مساء الثلاثاء على مدينة ادلب، بعد هجوم استغرق اربعة ايام ودفع الجيش السوري الحر الى الانسحاب، بحسب ناشطين.

وجاءت السيطرة على ادلب بعد اسبوعين من دخول حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) الذي تعرض قبل الاقتحام لحملة قصف عنيفة على مدى اربعة اسابيع تقريبا من قوات النظام.

وحضت 200 منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان نشر الخميس ‘مجلس الامن ان يتحد ويتبنى قرارا يدعو الحكومة السورية الى وقف القصف العشوائي للاحياء المدنية وانتهاك القانون الدولي ووضع حد للاعتقالات التعسفية والتعذيب وضمان وصول العاملين الانسانيين والصحافيين ومراقبي حقوق الانسان’.

واعلنت وزارة الخارجية الهولندية الاربعاء اقفال سفارتها في دمشق ‘بسبب تدهور الظروف الامنية على الارض ولتوجيه اشارة سياسية الى سورية’.

كما قررت مملكة البحرين اغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها ‘نظرا لتردي الأوضاع في سورية’، كما ذكرت وكالة الانباء البحرينية الرسمية الخميس.

وبذلك تصبح البحرين ثاني دولة عربية في الخليج تتخذ هذا القرار بعد ان اعلنت المملكة العربية السعودية الاربعاء اغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها منها.

وسبق لدول غربية عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ان اقدمت على الخطوة نفسها.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس من مخاطر نشوب حرب اهلية في سورية في حال تسليم اسلحة الى المعارضة.

بائع سوري يخوض بمفرده حربا ضد الأسد من مدينة بريطانية

كوفنتري (بريطانيا) – من ماريا جولوفنينا: أصبح رامي عبد الرحمن وهو صاحب متجر سوري بمدينة كوفنتري البريطانية بالنسبة لكثيرين وجها للانتفاضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد. إنه محارب وحيد.

على بعد آلاف الأميال من وطنه يدير عبد الرحمن من منزل صغير مستأجر في كوفنتري جماعة للنشطاء تعتبر الأبرز في سورية والتي أصبح عملها محوريا بالنسبة للطريقة التي يتم بها تغطية الانتفاضة وفهمها في العالم.

ومع حظر دخول المراقبين الأجانب والصحافيين الى سورية تعتبر شبكته التي تتألف من أكثر من 200 ناشط منتشرين في الأماكن الاكثر اضطرابا في البلاد المصدر الأشهر – وإن كان الأكثر إثارة للجدل – للمعلومات في الصراع المستمر منذ عام.

كل يوم تتدفق التقارير عن القتلى وأعمال العنف من سورية عبر شبكته السرية التي تعتمد على متصلين لا يكشفون عن أسمائهم يعملون من منازل آمنة بمعاقل المعارضة في حمص وادلب الى منزل عبد الرحمن المؤلف من غرفتين بمدينة كوفنتري.

ورغم أنه يرأس ما يعرف عالميا باسم (المرصد السوري لحقوق الانسان) إلا انه يعتمد بشكل شبه كامل على نفسه بمساعدة بضعة مساعدين في استقبال روايات الشهود والبيانات والتسجيلات المصورة التي يلتقطها هواة من مواقع الاشتباكات والتحقق منها.

وفي شقته الصغيرة الهادئة التي يجلس بها وحيدا كثيرا ما تتخلل اتصالاته بأعضاء شبكته على الأرض أصوات إطلاق نار وانفجارات بفعل القصف.

يقول عبد الرحمن بائع الملابس الذي لا يستخدم اسمه الحقيقي لحماية اسرته ‘انا رجل بسيط… أعمل في مكتبي. هذا جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي وهذه هواتفي. لا أحتاج الى أشخاص كثيرين’.

ويضيف وهو يجلس أمام جهاز الكمبيوتر وقد ركز عينيه بشدة على الشاشة انه يعيش في عالم مليء بالأعداء.

وتتوالى الهجمات على عبد الرحمن من كل الأطراف. إذ قالت حكومة الأسد انه يكذب كما شنت الآلة الدعائية القوية حملة ضده في التلفزيون الرسمي السوري. وهدد مؤيدو الأسد علنا بقتله.

ويخيم على عمله شعور دائم بأن عملاء الأسد ربما يراقبونه حتى في بريطانيا. وتلقى عبد الرحمن وهو مواطن بريطاني وابلا من رسائل التهديد عبر البريد الالكتروني.

وقال عبد الرحمن ‘عندما تكون عرضة للهجوم من جانب جهات مختلفة كثيرة فهذا يعني أنك تسير على الطريق الصحيح… عندما تقول الحقيقة يكون لك الكثير من الأعداء’.

لكنه مع ذلك يتعرض ايضا للهجوم من جانب معسكر المعارضة. إذ يتهمه بعض أنصار المعارضة بأنه يتعامل بحذر أكثر مما ينبغي فيما يتعلق بأعداد القتلى في حين يلومه آخرون بأن أعداد القتلى التي يعلنها تتضمن قتلى قوات الأسد مما يشوه قضيتهم.

ويقول عبد الرحمن (40 عاما) انه يشعر بالثقة لاسباب منها أنه يحظى بدعم منظمات حقوقية دولية مثل منظمة العفو الدولية التي تؤيد بقوة عمله بصفته مصدر موثوق به ويمكن الاعتماد عليه. وتستخدم معظم المؤسسات الاخبارية الأجنبية أيضا الأرقام الصادرة عنه.

وقال جيمس لينش المسؤول الاعلامي لمنظمة العفو الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ‘نتبادل المعلومات عن حقوق الانسان مع رامي عبد الرحمن من المرصد السوري بانتظام الى جانب عدد من المنظمات المماثلة’.

وتابع ‘بوجه عام نرى ان المعلومات التي يزودنا بها موثوق بها وغير منحازة’.

وتعكس الخلافات بين الشخصيات المنفية خارج سورية سواء في بريطانيا أو أماكن أخرى انقسامات سياسية أوسع نطاقا بين حركة المعارضة السورية المتشرذمة وخاصة فيما يتعلق بقضية التدخل العسكري وتوصيل المساعدات الانسانية.

وأسس واحد من أشد معارضي عبد الرحمن وهو مصعب عزاوي الطبيب الذي تحول الى ناشط مرصدا منافسا في لندن لتوثيق الانتهاكات في سورية وشكك في مصداقية عبد الرحمن. وتقوض الانقسامات المستمرة الجهود لتوحيد حركة المعارضة.

وقال عزاوي لرويترز ‘أوافق على ان توحيد قوى نشطاء حقوق الانسان أفضل… (لكن) إذا لم أثق في زميلي لماذ أضيع وقتي؟’.

وأضاف قائلا ‘في مسار أي ثورة كان هناك نوع من الاستقطاب. لم تكن المعارضة في الحرب الأهلية الأمريكية موحدة.. لم تكن المقاومة الفرنسية ضد النازي موحدة.. لم تكن المعارضة الليبية موحدة’.

وتنزلق سورية فيما يبدو الى حرب أهلية مما يزيد من صعوبة عمل نشطاء حقوق الانسان وعمال المساعدات الانسانية. وتتعرض معاقل المعارضة لقصف يومي من جانب قوات الأسد وتتزايد أعداد القتلى المدنيين سريعا.

وفي الوقت الذي يبحث فيه العالم سبل وقف واحدة من أطول الانتفاضات العربية وأكثرها دموية أصبحت دقة أرقام القتلى أمرا محوريا للنقاش الدولي بشأن ما إذا كان التدخل العسكري أمرا محتوما في مرحلة ما.

وتقول الأمم المتحدة إن قوات الأسد قتلت أكثر من ثمانية آلاف شخص خلال الانتفاضة. وقالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء إن نحو 230 ألف سوري فروا من ديارهم خلال الاثنى عشر شهرا الماضية.

ومع احتدام النقاش يتعرض منهج عبد الرحمن لمزيد من التمحيص. لكن في ظل وجود قلة من المحررين المستقلين يعملون على الأرض في سورية يكون من المستحيل فعليا التحقق من المعلومات الواردة من هذا البلد.

ويدافع عبد الرحمن بقوة عن دقة معلوماته. وزاد عدد فريق شبكته التي شكلها عام 2006 تدريجيا الى أكثر من 200 شخص يصفهم بأنهم ‘مقاتلون ليس بالسلاح لكن بحقوق الانسان’.

ويقول عبد الرحمن الذي سافر الى بريطانيا عام 2000 بعد أن أمضى فترة في السجن لممارسة نشاط سياسي إنها قوة موثوق بها ومدربة جيدا. ويضيف انه لا ينشر المعلومات الا إذا تم التحقق منها من مصدرين مستقلين على الأقل.

وتتم الاتصالات عبر خدمة سكايب وهي خدمة هاتفية يصعب تتبعها. ومثل المنظمات السرية الأخرى لا يعرف النشطاء الأسماء الحقيقية لكل منهم ولا أماكن تواجد كل فرد منهم لحماية هيكل الفريق.

وتقول منظمات دولية لحقوق الانسان إنها لا ترى سببا يدفعها للتشكيك في مصداقية عبد الرحمن. وقال لينش ‘عملنا مع رامي عبد الرحمن منذ عام 2007 على الأقل وهذا يعني أنه لم يظهر فجأة من الفراغ’.

وطبقا لاحصاء عبد الرحمن حتى 12 مارس آذار قتل 6403 مدنيين بينهم متمردون. ويبلغ عدد القتلى من قوات الأمن 2370 بينهم 443 من العسكريين المنشقين.

وقال عبد الرحمن ‘لا (أكشف) عن أسماء أحد. هذا بهدف حماية أمنهم’. وقتل ستة من أفراد فريق الاتصالات الخاص به في سورية منذ بدء الانتفاضة.

ومع ذلك لم تهدأ الانتقادات الموجهة اليه. وكتب شخص على مدونته على الانترنت يتهمه بتلقي تمويل من جهاز المخابرات البريطانية إضافة الى الاخوان المسلمين.

وكشف بيان آخر أذيع على الانترنت عن الاسم الحقيقي لعبد الرحمن ووصفه بأنه ‘رجل يقيم في كوفنتري كانت مهنته الأصلية تركيب الأطباق اللاقطة’.

ووصفه البعض بأنه رجل محترف دعاية يبحث عن دور بارز في المستقبل في حكومة ما بعد الأسد. وشكك آخرون في منهجه وطريقة عمله قائلين ان أرقامه وبياناته غير دقيقة.

وصبت روسيا وهي حليف قوي للأسد مزيدا من الزيت على النار بوصف المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرأسه عبد الرحمن بأنه جماعة غير موثوق بها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش لوكالة أنباء ريا نوفوستي الرسمية ‘هذه (الجماعة) يرأسها رامي عبد الرحمن وهو شخص لم يحصل على تدريب في مجال الصحافة أو القانون ولم يكمل حتى تعليمه الثانوي’.

ونفى عبد الرحمن جميع الاتهامات بما في ذلك الشائعات عن تمويله. وقال ‘النظام السوري يقول انني أحصل على أموال من جهاز المخابرات البريطاني (إم.آي.6) ويقول آخرون انني أحصل عليها من الخليج. أنا لا أحصل على تمويل من أي أحد في العالم’.

ومضى يقول ‘لا أريد الحصول على أموال من أي بلد… لا أحد يمنح أموالا مقابل لا شيء. أريد أن أكون مستقلا. عندما تكون مستقلا تستطيع أن تقول ما تريد’.

وقال عبد الرحمن ان صداعه الأكبر يتمثل في عزاوي الطبيب الاستشاري المقيم في لندن والشخصية المعارضة البارزة الذي قاد حملة من أجل فرض حظر جوي على سورية. وندد عزاوي بمرصد كوفنتري ووصفه بأنه غير أمين.

ويبدو أن الكثير من الخلافات بينهما شخصية لكنها أحدثت استقطابا بين السوريين في بريطانيا مع تزايد الاتهامات بين لندن وكوفنتري.

وتعكس الخلافات انقسامات أوسع نطاقا بين المعارضة السورية في المنفى وخاصة تجاه قضية التدخل العسكري.

فقد دعا المجلس الوطني السوري وهو مظلة تمثل المعارضة الى تدخل غربي وتوجيه ضربات جوية لكن الكثير من الشخصيات المعارضة مثل عبد الرحمن لا توافق على ذلك وتقول ان الأسد يجب أن يسقط بأيدي الشعب السوري.

وتتزايد حدة التوتر بين السوريين في المنفى مع تزايد اراقة الدماء في مدنهم وبلداتهم. ومع استمرار قبضة الأسد القوية على السلطة يخشى كثيرون أيضا من تسلل عملاء أمنيين بينهم.

وقال محمد بدر أحد أفراد الجالية السورية الذي يملك مطعما في لندن تعرض لمضايقات محدودة ‘يوجد هنا مؤيدون للأسد أيضا. إنهم يراقبون… بعض الأشخاص تلقوا تهديدات’.

وفي لقاء مع رويترز في مقهى بغرب لندن ندد عزاوي الذي سافر الى بريطانيا عام 2008 بقوة بما يقوم به عبد الرحمن قائلا ان رفض منافسه في كوفنتري نشر أسماء الضحايا أثار الشكوك.

وتابع عزاوي قائلا ‘إذا ذكرت أعدادا (فقط)… فعندئذ أنا لا أعطيك فرصة لمراجعتي مستقبلا’.

وردا على سؤال عن طبيعة الخلاف بينهما بدا رده غامضا وقال ‘لا أريد للخلافات الداخلية أن (تقوض) قضية الانتفاضة السورية’.

وتقول جماعة عزاوي انها تضم أكثر من 200 نشط على الأرض. ويقترب العدد الاجمالي لقتلى الانتفاضة الذي تعلنه من العدد الذي أعلنه مرصد عبد الرحمن. وأسست موقعا منافسا على الانترنت بنفس الإسم ولا يحظى مرصد عزاوي بنفس شهرة مرصد عبد الرحمن كما أن الجهات التي تنقل عنه بيانات أقل من منافسه.

أما أكثر ما يؤلم عبد الرحمن فهو أسرته التي انقلبت عليه إما بدافع الخوف وإما بسبب شكها في عمله.

يقول عبد الرحمن ‘جميع أفراد أسرتي توقفوا عن الاتصال بي. لم تعد أمي تتحدث معي على الإطلاق’.

وقال عبد الرحمن الذي يبدو مرهقا ولا تكف هواتفه الموجودة على المائدة عن الرنين ان الكثيرين في بلدته بانياس خائفون وتعرضوا لعملية غسل مخ بفعل الدعاية الرسمية.

وأضاف ‘لقد هاجمني أخي في التلفزيون الرسمي. أخي الثاني الذي يعيش هنا في نفس المدينة (كوفنتري) يخشى زيارتي في منزلي’. وأضاف ان والده (88 عاما) هو الوحيد من أسرته الذي أيده ودعمه في عمله.

وتوقف عبد الرحمن برهة وهو يجول ببصره في الغرفة ويقول ‘في نهاية المطاف أنا سعيد لأني أعتقد انني أقوم بعمل جيد للشعب السوري. لذا حين تموت فإنك تعلم أنك قمت بشيء جيد في حياتك’. (رويترز)

الاسد سيذهب ولكن النظام لن يسقط

صحف عبرية

‘رغم أن الظروف عندنا أصعب بكثير مما في معظم الدول العربية، الا ان سورية مستقرة. لماذا؟ لان عليك أن تكون متصلا جدا بثقة الناس. هذا هو لب الموضوع. عندما تكون فجوة بين سياستك وبين مصالح وثقة المواطنين ينشأ فراغ يخلق اضطرابات. المواطنون لا يعيشون فقط على المصالح، بل لديهم ايضا معتقدات، ولا سيما في مناطق جد ايديولوجية’. عندما عرض بشار الاسد فكره في مقابلة مع ‘وول ستريت جورنال’ في كانون الثاني 2011، كان الرئيس التونسي قد أصبح لاجئا في السعودية، مر 11 يوما آخر قبل ان يعلن مبارك اعتزاله، والقذافي كان يدير حربا شديدة ضد معارضيه وفي سورية ساد هدوء نسبي. جزيرة استقرار، أتاحت للاسد التنبؤ بان سورية ستبقى بلا اهتزاز. بعد شهر ونصف من نشر المقابلة، في 15 اذار، اشتعل الانفجار الكبير في مدينة درعا، في جنوب الدولة وفي مدينة الحسكة في الشمال، انفجار شكل بداية سنة الثورة السورية.

المقدرون والمحللون تنبأوا بان سورية تسير في طريق مصر، تونس وليبيا وان أيام الاسد معدودة. كما كانت أيضا توقعات اكثر دقة، ادعت بانه في غضون أسابيع أو في غضون شهرين في الحد الاقصى سيسقط. التوقعات، كما هو معروف، انهارت. الاسد لا يزال يحكم في الدولة، ومعظم جيشه معه؛ النخبة التي تقود ترص الصفوف حوله؛ عدد الفارين، الذي يقدر بـ 30 40 ألف جندي، بينهم جنرالات قليلون وعشرات الضباط الصغار لا يهدد القوات النظامية لسورية؛ والاسناد السياسي الذي يحظى به الاسد من روسيا، الصين وايران، يصد في هذه الاثناء مبادرة الهجوم العسكري الخارجية على نظامه.

ما نجحت المواقع الافتراضية الفيس بوك، اليو تيوب والمدونات في احداثه في مصر وفي تونس، لا يحصل حاليا في سورية. المعلومات تتدفق الى الخارج بوفرة: أفلام قصيرة يظهر فيها اطفال مذبوحون، جثث نكل بها جنود الجيش السوري، تقارير عن أعمال اغتصاب وحشية واحراق منازل ومتاجر، تصل في الزمن الحقيقي الى كل العالم. ولكن هذه المعلومات لا تنجح في أن تنتزع اكثر من بيانات الشجب، الانتقاد اللاذع وبضعة مؤتمرات لاصدقاء المعارضة.

لماذا تختلف سورية عن ليبيا؟ لماذا ليست الدول الغربية ومعظم الدول العربية غير مستعدة لان تخرج في هجوم ضد النظام؟ الفارق الاساسي يكمن في وضع سورية الاستراتيجي كحليفة لايران وروسيا. مصادر الادارة الامريكية شرحت قبل بضعة اسابيع لـ ‘هآرتس’ بان التخوف الاساس من هجوم في سورية هو من رد ايراني في الخليج الفارسي. ‘يكفي ان تفتح ايران النار على أهداف في البحرين او الخليج كي تثير أزمة دولية وتصرف المعركة من سورية الى الخليج’، يقول دبلوماسي امريكي يعمل في الشرق الاوسط منذ سنوات عديدة.

ليس مهددا بقدر أقل هو انعدام اليقين الذي يلف رد فعل روسيا. روسيا تشعر انها خدعت في حالة ليبيا. وذلك لانه في البداية قرر مجلس الامن اقامة منطقة حظر جوي بدعوى انسانية، يرمي ظاهرا الى مساعدة اللاجئين الليبيين في الحصول على مأوى. ولكن هذا القرار ترجمته على الفور قوات الناتو كتسويغ للشروع في هجوم واسع، تضمن أيضا قصف من الجو واستخدام الصواريخ الجوالة. روسيا حيدت عمليا من المعركة في ليبيا وفقدت الفرصة للارتباط بالنظام الجديد. دروس ليبيا وضعت روسيا في رأس المعارضين لعملية عسكرية في سورية. هذا الموقف ترافق ومظاهرة علنية لمساعدة لوجستية للاسد، من خلال ارسال السفن الى ميناء طرطوس في سورية، حيث تحتفظ روسيا بقاعدة بحرية، والتصريحات الكفاحية التي بموجبها لن تسمح بهجوم عسكري على سورية.

يكفي هذان التهديدان، الايراني والروسي، كي تفهم دول الناتو ودول الاتحاد الاوروبي على حد سواء بانه مقارنة بالقذافي، الذي لم يكن له أي اسناد استراتيجي من قوة عظمى، فان الاسد، الضعيف من ناحية عسكرية، عديم المقدرات الطبيعية التي تستحق القتال من أجلها، ودولته تقف على شفا الافلاس من شأنه أن يكون الرفاص الذي يحدث حربا اقليمية.

ولكن ليس فقط السند الاستراتيجي له هو الذي منع سقوطه. فحتى الاسناد الذي منحته الدول العربية للغرب للهجوم على القذافي تمنعه الان. كان هذا قرار الجامعة العربية بالتوجه الى مجلس الامن لفرض مناطق حظر طيران في ليبيا، هو الذي هيأ الطريق للهجوم. ولكن في الحالة السورية، أبدت معظم الدول العربية ترددا متواصلا. الامين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، تبنى في البداية موقف الاسد في أنه يقاتل ضد عصابات مسلحة هدفها اسقاط الحكم. مرت اشهر عديدة الى أن اقتنعت معظم الدول العربية بان الحديث يدور عن مذبحة ممنهجة، وحتى تشرين الثاني 2011، بعد تسعة اشهر تقريبا من بدء الاحتجاج في سورية، قرر وزراء خارجية الجامعة العربية تعليق عضوية سورية في المنظمة وفرض عقوبات عليها. اليوم ايضا، حين تتعاظم حجوم المذبحة كل يوم، فان فقط السعودية، قطر والكويت تطالب بارسال قوات اجنبية أو عربية الى سورية.

فلماذا في ليبيا أيدت عملية عسكرية بينما بالنسبة لسورية تتردد. يبدو ان السبب في ذلك هو درس الثورات مثلما يفهم في قسم من الدول العربية. بينما مصر لا تزال تبحث عن طريقها نحو المرحلة الديمقراطية التالية، ومستقبلها يوجد في يد الاخوان المسلمين؛ وعندما تكون ليبيا ممزقة بين اقاليمها الشرقية والغربية وبين عصابات تحاول السيطرة على اجزاء من المدن؛ وعندما تنفجر في اليمن عبوات جانبية والحرب ضد القاعدة ينفذها الامريكيون، فليس ملحا للدول العربية اعطاء تسويغ لاسقاط نظام آخر بديله ليس معروفا.

هنا يكمن عائق عميق يميز بين ليبيا وسورية. في ليبيا تبلورت منذ المراحل الاولى للثورة معارضة قوية، مع قيادة وجيش. تفكك الجيش الليبي كان سريعا، وخليط من الاتفاق بين المواطنين، المقاتلين ومجموعة من الزعماء، سمح للدول العربية وللغرب بان تحدد بديلا حقيقيا للحكم.

اما المعارضة السورية فلا تزال بعيدة عن النموذج الليبي. الجيش السوري الحر، الذي يحتفظ بكتائب في كل المدن الكبرى لسورية، ليس مسلحا مثل المعارضة الليبية: عدد دباباته قليل، واساس سلاحه الرشاشات، البنادق وقاذفات القنابل.

ومع أنه يتلقى مساعدات مالية من السعودية وقطر الا انه يجد صعوبة في الحصول على السلاح ونقله الى داخل الدولة. والاهم من ذلك فان ليس كل الفارين والمسلحين انضموا الى صفوفه.

بعض الفارين انضموا الى الجنرال مصطفى الشيخ، الذي أقام مجلسا عسكريا خاصا به وينفذ اعمال مستقلة. هاتان القوتان العسكريتان (اللتين انضمت اليهما ميليشيات قبلية) ليسا بتنسيق مع المعارضة المدنية، المجلس الوطني السوري، الذي يتخذ من خارج الدولة مقرا له، والذي في داخل صفوفه ايضا لا يسود الانسجام.

النتيجة هي أنه مقارنة مع ليبيا، مصر وحتى اليمن الذي وضع بديلا سلطويا معروفا، ليس في سورية هيئة او شخص يمكنهما أن يعتبرا بديلا. النتيجة هي انه حتى لو وافقت الدول العربية على استدعاء قوات الغرب للهجوم في سورية، وحتى لو تلقت الدول الغربية الدعوة واسقطت الاسد، فستكون حاجة الى تعيين حكومة مؤقتة: وذلك، حيث لا يوجد لاي جهة فكرة اذا كانت هذه ستكون عملية مشابهة للعراق أو شبه افغانستان، النموذجين اللذين لا تتحمس أي دولة لرؤيتهما.

سورية دخلت الان في سنة ثانية من الثورة، فيما ان نظام الاسد متشقق، ولكنه ليس متحطما. بعيد عن ذلك. طالما هذان الخللان، ايران وروسيا، يقفان الى جانبه، وطالما العائلة تسيطر على الجيش والجيش يدعم العائلة، فانه حتى لو انصرف الاسد بشكل شخصي، فان النظام سيبقى على حاله.

هآرتس 15/3/2012

الأزمة السورية تثير انقساما بين الدروز في قرية بالجولان

مجدل شمس (مرتفعات الجولان) – من مايان لابل: كان أصدقاء كميل خاطر يتسللون ليلا ليكتبوا شعارات مناهضة لإسرائيل على جدران قريتهم في مرتفعات الجولان المحتلة لكن الحكومة السورية هي المستهدفة الآن بهذه الكتابات على الجدران.

خاطر (35 عاما) هو واحد من نحو عشرة آلاف درزي يعيشون بقرية مجدل شمس التي هي تقليديا معقل لمؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد.

لكن الطلبة الذين يدرسون السينما والإعلام هم بين أعداد متزايدة هناك بدأت تشكك في هذا الولاء التاريخي في ظل الحملة العنيفة التي يشنها الأسد على الانتفاضة الممتدة منذ عام ضد حكمه.

وقسم الصراع القرية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 ومازالت تعتبر نفسها جزءا من سورية.

وقال خاطر وهو يجلس في منزله الذي يرى منه الحدود السورية ‘نحن جزء لا يتجزأ من سورية. مرتفعات الجولان جزء لا يتجزأ من سورية. نشعر بانتماء وطني وديني لها.

‘لكن يجب أن يحمي النظام السوري ابناءه. بدلا من أن يقتلهم… نتحدث عن هذا طول الوقت في كل مكان بالقرية’.

تحيط بمنزل خاطر جبال تغطيها الثلوج والزهور البرية. لكن اهتمامه يتركز على صور اكثر قبحا يراها على الانترنت والقنوات الفضائية من حمص الى دمشق وغيرها من ساحات المعارك في سورية.

تغطي صفحة خاطر على موقع فيسبوك صور القتلى ورسوم مناهضة للأسد. ويقول ‘أريد أن أكون صدى للانتفاضة’.

بل إنه جرب القيام بتحرك ما. وعلاوة على الكتابات على الجدران التي يقوم بها أصدقاؤه فإنهم حاولوا ايضا تنظيم احتجاجات صغيرة مما أثار غضب بعض قطاعات المجتمع الذي يزداد انقساما.

وقال خاطر الذي يعمل حلاقا بجانب دراسته ‘بعض الناس اخبروني بأنهم لن يأتوا لحلاقة شعرهم في محلي بسبب آرائي’.

أحد المتضررين من تزايد المشاعر المناهضة للأسد ابن عم خاطر وهو وصف خاطر الطبيب الذي حملت جدران عيادته كتابات الجرافيتي.

ويقول ‘فعلوا هذا لأنني مؤيد للنظام (السوري). كتبوا ‘تحيا ثورة سورية’ محوت كلمة واحدة لتصبح ‘تحيا سورية”.

وكانت لقطات من سورية لجثث رجال ونساء واطفال بعضها أيديها موثوقة خلف ظهورها والدماء متناثرة على الجدران حولها تعرض على شاشة التلفزيون العريضة بغرفة الانتظار في عيادة الطبيب.

وعرضت قناة تلفزيونية سورية اللقطات وكتبت على الشاشة إن المذبحة من عمل إرهابيين. وينحي الأسد منذ فترة طويلة باللائمة على ‘إرهابيين’ مدعومين من الخارج في التحريض على العنف وقيادته.

وقال الطبيب ‘هل تصدق فعلا أن النظام سيقتل كل هؤلاء الناس ويبث الصور في نفس اليوم الذي تجتمع فيه الأمم المتحدة لبحث مشكلة الأسد؟ سيكون أحمقا اذا فعل. بم سيعود هذا عليه؟’

وأضاف ‘أشعر بأسف وألم فظيع حين أرى تلك الصور (من سورية)’ لكنه قال إن الدماء تخضب أيدي القوى الغربية وحلفائها بالمنطقة التي تحاول الإطاحة بالرئيس السوري لتعزيز مصالحها بالشرق الأوسط.

ومضى يقول ‘نعلم أن النظام ارتكب أخطاء. لكن الموقف بسيط. بشار وافق على مطالب الشعب. ستجري انتخابات في مايو. يجب ان يأتي التغيير من خلال صناديق الانتخابات السورية.. بالقانون’.

تململت ابنة اخته منار ابو جبار (19 عاما) منزعجة في مقعدها بينما كان الطبيب يتحدث. وقالت في وقت لاحق ‘أريد أن يعلم الناس أنه ليس كل من في الجولان مع الأسد’.

وقالت منار إنها بكت حين رأت للمرة الأولى صورا من سورية. وأضافت بينما كانت الصور تبث مرارا وتكرارا ‘قال الدكتور إنه لا يفعل هذا سوى أحمق.. الأسد أحمق.. من هذا الذي يقتل شعبه؟’ وتابعت قائلة ‘أشعر بأنني قليلة الحيلة جدا. ليس هناك ما يمكننا أن نفعله من موقعنا هذا’.

وللكثير من سكان مجدل شمس أقارب في سورية وقد أصبحت الأحداث التي جرت في العام المنصرم موضوعا حساسا. ويخشى البعض في القرية الحديث عنها في وسائل الإعلام خوفا من تعريض أقاربهم للخطر.

وقال فوزي ابو جبار والد منار إنه لا يسأل أقاربه عن العنف لأنه لا يعتقد أن بإمكانهم الحديث عنه بحرية. لكنه شخصيا لا يتورع عن انتقاد الأسد.

وأضاف ابو جبار (60 عاما) ‘حين خرجت الحشود الى الشوارع للمطالبة بالحرية والكرامة رد عليها النظام بالنيران. يمكن أن تؤدي وحشيته ورفضه للتغيير الحقيقي الى حرب أهلية او تدخل خارجي وهو الأمر الذي لن يكون في صالح اي طرف’.

ويتذكر حين كانت مرتفعات الجولان تحت الحكم السوري ويقول ‘بعد الحرب كنا واثقين من أن الاحتلال الاسرائيلي سينتهي عما قريب’.

وبعد 45 عاما على حرب عام 1967 لايزال واثقا من أن هذا اليوم سيأتي لكن المخاوف تدور حول تأخر هذا اليوم لموعد أبعد في المستقبل.

وضمت اسرائيل الجولان عام 1981 وهي خطوة لم يعترف بها دوليا. وأعطت للدروز هناك الذين يتجاوز عددهم الآن 20 الفا خيار الحصول على جنسيتها. ورفضها معظمهم.

في شوارع مجدل شمس الضيقة تحمل المتاجر والشركات لافتات بالعربية والعبرية. وتسير نساء يرتدين سراويل الجينز الضيقة والأحذية ذات الكعوب العالية بجوار نساء الدروز بأثوابهن السوداء وحجابهن الأبيض.

ويعيش معظم السكان على الزراعة. ودرس كثيرون في جامعات باسرائيل وسورية. وتسمح اسرائيل لبعض سكان مجدل شمس بزيارة سورية التي تعتبرها دولة معادية.

في مدخل أحد مقاهي القرية تنطلق من السماعات ليلا الموسيقى الكوبية وموسيقى الريجي ويتوافد عليها الشبان.

ويقول اياد صفدي (29 عاما) مالك المقهى ‘يوميا أسمع أناسا بالحانة يتحدثون عما يحدث في سورية. هذا يؤلمنا ويحزننا جميعا. كل عائلة هنا لها أقارب هناك. هذا يخلق توترا’. (رويترز)

بعثة أممية إلى المناطق المحاصرة… وجوبيه يحذّر من تسليح المعارضة

تركيا تلوّح مجدداً بـ«المنطقة العازلة»

أعلنت الأمم المتحدة أمس أن بعثة مشتركة من الحكومة السورية والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي ستبدأ زيارة المدن السورية المحاصرة مطلع الأسبوع المقبل، في وقت أعادت فيه تركيا التلويح بخيار المنطقة العازلة

من المقرر أن يرفع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا، كوفي انان، اليوم، تقريره لمجلس الامن الدولي المنقسم بشأن جهوده لإنهاء العنف، في وقت أعلن فيه استمرار الاتصال مع دمشق، رغم تشاؤم بعض الدبلوماسيين الغربيين بشأن فرص نجاح جهوده. وقال المتحدث باسم المبعوث الاممي والعربي، أحمد فوزي، إن «باب الحوار لا يزال مفتوحاً. لا نزال على اتصال مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد انان»، فيما حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية والمعارضة على التعاون مع أنان في المسعى لانهاء العنف. وقال إن «الوضع الراهن في سوريا لا يمكن الدفاع عنه».

في هذا الوقت، حذر وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، من مخاطر نشوب حرب اهلية في سوريا في حال تسليم اسلحة الى المعارضة. وقال، عبر اذاعة فرانس كولتور، ان «الشعب السوري منقسم بشكل عميق، وإذا اعطينا اسلحة الى فئة معينة من المعارضة في سوريا، فسوف نكون ننظم حرباً اهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يكون الامر بمثابة كارثة اكبر من الكارثة القائمة اليوم». كذلك حذّر السفير البريطاني في دمشق، سايمون كوليس، من أن النتائج المترتبة على قرار النظام السوري اختيار الحل الأمني على حساب الحل السياسي، وضع البلد على شفا حرب أهلية.

وفيما أعلنت وكالة الانباء السورية «سانا» «استعادة مدينة إدلب أول من أمس الأمن والطمأنينة بعدما قامت الجهات المختصة بتطهير أحيائها من المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين واعتدت عليهم وألحقت الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة»، قالت تركيا إن ألف لاجئ عبروا حدودها قادمين من سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليبلغ إجمالي اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا نحو 14 ألف لاجئ، بينهم لواء سوري هو السابع الذي يعبر الحدود الى تركيا.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي، بشير اتالاي، بعد زيادة في عدد اللاجئين السوريين خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، ان تركيا قد تنظر في اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لحماية المدنيين من هجمات القوات السورية. ورداً على سؤال عما اذا كانت تركيا تفكر في اقامة منطقة آمنة داخل سوريا، أكد، في مقابلة مع تلفزيون «ان.تي.في»، ان هذه المسألة «ضمن الامور المحتملة التي قد نعمل بشأنها في الفترة المقبلة». ومن المقرر أن تعقد مجموعة «اصدقاء سوريا» من الدول الغربية والعربية اجتماعاً في اسطنبول يوم الثاني من نيسان.

من جهة ثانية، أعلنت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة، فاليري اموس، أن وفداً من الأمم المتحدة بالمشاركة مع الحكومة السورية سيزور حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا. واشارت إلى أن عدداً من موظفي الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي سيشاركون في المهمة. وأكدت ان «من المهم وبصورة متزايدة ان يتم السماح للمنظمات الانسانية بالدخول من دون اعاقة لتحديد الاحتياجات الملحة وتقديم الرعاية الطارئة والامدادات الاساسية. لا مجال لإضاعة الوقت». واضافت، في بيان، «اكرر دعوتي للحكومة السورية إلى أن تسمح للمنظمات الانسانية بالدخول من دون اعاقة حتى يمكنها مساعدة الناس المحتاجين بطريقة محايدة وغير متحيزة».

وكانت اموس قد التقت الاسبوع الماضي بمسؤولين سوريين في دمشق، وقالت في وقت لاحق ان الحكومة السورية وافقت على القيام بمهمة تقييم مشتركة في سوريا التي تشهد اضطرابات دامية منذ اكثر من عام. وصرحت «السلطات السورية ابلغتني الآن أن مهمة تقودها الحكومة هي زيارة محافظات حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا ابتداء من عطلة نهاية الاسبوع».

بدورها، قالت الولايات المتحدة امس ان عدداً من خبرائها سينضمون الى المهمة الانسانية التي تقودها الحكومة السورية ابتداء من عطلة نهاية الاسبوع.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي إن هناك حظوظاً لدخول مساعدات إنسانية إلى سوريا في الأيام القليلة المقبلة. وأوضح مدلسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي جيوليو تارزي دي سانت أغاتا في العاصمة الجزائرية، أن «هناك حظوظاً في أن نرى خلال الأيام المقبلة إمكانية إدخال معونات إنسانية (للشعب السوري) ربما ليس في ظروف مثلى لكن مقبولة». وأكد أن موقف الجزائر بخصوص حل الأزمة السورية «يوجد بين أيدي السوريين أنفسهم»، داعياً أطراف النزاع في سوريا إلى «الشعور بالمسؤولية التاريخية أمام شعبهم والمجتمع الدولي». ودعا إلى فتح باب الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، معرباً عن أسف الجزائر لسقوط قتلى وجرحى يومياً «حتى ولو كان هناك تجاوزات إعلامية» بخصوص تضارب عدد الضحايا.

م جهة ثانية، وفي إطار المساعي الدبلوماسية لتشديد العزلة على دمشق، وحّدت نحو 200 منظمة إغاثة ومنظمة مدافعة عن حقوق الانسان، منها هيومن رايتس ووتش ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، جهودها لاقناع روسيا والصين بمساندة إجراء من الأمم المتحدة ضد سوريا.

إلى ذلك، طلبت فرنسا أمس من النظام السوري الافراج عن الصحافي مازن درويش الذي أوقف في 16 شباط في دمشق، مشيرة إلى أن «حياته معرضة للخطر»، فيما ذكرت وكالة انباء الاناضول ان الصحافيين التركيين المفقودين في سوريا قد تم تسليمهما الى جهاز الاستخبارات السورية من قبل مليشيات موالية للنظام. ونقلت الوكالة عن مصادر محلية قولها ان احد الصحافيين، وهو المصور التلفزيوني حميد جوشكون، كان مصاباً وربما تعرض للتعذيب. واضافت الوكالة ان وحدات الاستخبارات السورية اخذت الصحافيين من قرية قريبة من مدينة ادلب في عربتين مدرعتين، مضيفة ان مكان وجودهما غير معروف. الا ان وزارة الخارجية التركية رفضت تأكيد تلك الأنباء.

(سانا، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)

8 أحزاب سورية جديدة: نحو الانتخابات در

لعلّ أحد ابرز الشعارات التي يتفق عليها أبناء سوريا في الفترة الحالية أن البلاد لن تعود كما كانت، فبعد سلسلة تغييرات أعلنتها السلطات، ها هم السوريون يتعرفون إلى الأحزاب

طارق عبد الحي

دمشق | بعد غياب مفهوم التعددية السياسية في سوريا طوال العقود الأربعة المنصرمة، في ظل هيمنة حزب البعث العربي الاشتراكي على قيادة الدولة والمجتمع، ورغم وجود أحزاب منضوية تحت راية الجبهة الوطنية التقدمية تتمثل في الشيوعي بجناحيه (الأول يقوده تيار خالد بكداش والثاني يوسف فيصل)، بالإضافة إلى عدد من الأحزاب ذات التوجه الناصري، قبل أن ينضم إليهم لاحقاً الحزب السوري القومي الاجتماعي، بقي نشاط الاحزاب محدوداً للغاية رغم سماح النظام لهم قبل عشر سنوات بافتتاح مقار وإصدار صحف تمثلهم، إلا أن سيطرة البعث على السلطة بقيت طاغية على حضور الباقين.

وقد وافقت لجنة شؤون الأحزاب، خلال اجتماعها أول من أمس برئاسة وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، على ترخيص حزبين جديدين هما حزب الشباب الوطني السوري وحزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية. وبذلك يكون عدد الأحزاب التي خرجت إلى العلن، منذ فتح باب تشكيل احزاب جديدة، ثمانية تتنوع في الاتجاهات السياسية وهي: سوريا الوطن، الطليعة الديموقراطي، الديموقراطي السوري، التضامن العربي الديموقراطي، التنمية الوطني، الأنصار، الشباب الوطني السوري، الشباب الوطني للعدالة والتنمية.

وينص قانون الأحزاب الجديد على حظر الأحزاب ذات الطابع العرقي أو الديني أو الطائفي، وكذلك منعها من إقامة أي تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية علنية أو سرية، أو اللجوء إلى استخدام العنف بكل أشكاله أو التهديد به أو التحريض عليه. ووضع القانون جملة اشتراطات عامة لتأسيس الأحزاب، منها الالتزام بأحكام الدستور ومبادئ الديموقراطية وسيادة القانون، واحترام الحريات والحقوق الأساسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كذلك اشترط في الحزب «علانية مبادئه وأهدافه ووسائله ومصادر تمويله»، وأن «لا يكون فرعاً تابعاً لحزب أو تنظيم سياسي غير سوري». وبموجب القانون، يجب أن يكون مؤسس الحزب سورياً منذ عشر سنوات متمماً الخامسة والعشرين من العمر وغير منتسب لحزب آخر سوري أو غير سوري، كما يشترط أن يكون عدد المؤسسين خمسين عضواً ويقدم ذلك إلى لجنة تأسيس الأحزاب.

وتشير رئيسة حزب «الشباب الوطني للعدالة والتنمية»، بروين ابراهيم، في حديث لـ«الأخبار»، إلى أن الهدف من الحزب هو خلق شريحة فاعلة ضمن المجتمع، من خلال المؤسسين ذوي الخلفيات المتنوعة دينياً وبيئياً وثقافياً، بالإضافة إلى التأكيد على شريحة الشباب، من اجل خلق رؤية حضارية وديموقراطية في سوريا تساهم بتفعيل الحراك السياسي. أما في ما يخص اسم الحزب المتشابه مع الحزب الحاكم في بلاد الأتراك، فتؤكد ابراهيم أن «كل كلمة هي محور لنشاطنا، فاختيار الاسم كان من باب التحدي لارتباطه بالحالة الإسلامية، فيما توجهنا هو علماني باستيعاب كافة الأطراف والقوميات، لذا يمكن خلق فرصة للاسم بطريقة علمانية، وعدم ترك الفرصة لاحتكار ذلك للأحزاب الدينية، التي أثرت على الشارع، وجعلت قسماً منه متطرفاً».

وتلفت رئيسة الحزب إلى أنهم لم يتلقوا دعوة إلى الحوار المرتقب، وتؤكد المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة بدور فاعل. وفيما لم يحدد بعد مضمون البرنامج الانتخابي للحزب، بدا من اللافت حديث إبراهيم عن استقطاب الأكراد، بقولها «إنهم عانوا كثيراً في الفترة الماضية، وأخيراً صدر قرار منحهم الجنسية، لكن فكرتنا كانت استقطاب هذه الشريحة المغيبة ضمن إطار الحزب، ونحن مع الحفاظ على هويتهم الثقافية واللغوية ضمن إطار الوطن الواحد، وهم بالنسبة إلينا القوة البكر، وهناك مؤسسون في الحزب ينتمون للقومية الكردية، ومعنيون بهموم الأكراد واستقطابهم للحراك السياسي، وسيشعرون بأنهم قوة فاعلة تجذر انتماءهم، وبالعكس فإن ابتعادهم سيتركهم تحت سقف الأحزاب المتطرفة التي تدعو إلى الانفصال، وبذلك نغلق الطريق عليهم، خصوصاً أن شعار الحزب هو «سوريا وطن لكل أبنائها»، وبالطبع فالأكراد مكوّن أساسي في المجتمع السوري».

أما المهندس غطفان حمود من حزب «سوريا الوطن»، فيؤكد رغبة الحزب الوليد بالاستفادة من الإصلاحات، وأبرزها قانون الأحزاب، بهدف إعطاء مثل للمواطنين في القدرة على التعبير عن التوجهات السياسية بتشكيل الأحزاب. ويتابع أن مؤسسي الحزب قد عملوا عند بنائه على الواقعية والقرب من حياة الناس، رغم الأفكار الكبرى، لكننا أردنا ملامسة الطرق المنطقية عبر شعارنا «مواطنة كرامة محبة»، وتنتمي الشريحة المؤسسة إلى الطبقة الوسطى، دون وجود لسياسيين سابقين أو طبقة غنية أو شخصيات مشهورة.

وبموجب قانون الأحزاب، فإن على الحزب الجديد تحقيق انتشار في سبع محافظات على الأقل، إلا أن حمود يشير إلى أن دمشق حاضنة أساسية لمختلف أبناء سوريا. ويؤكد حمود المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث سيصار إلى إعطاء الموضوع أهميته، حال فتح باب الترشح. كذلك يلفت إلى إشكالية هامة هي انتماء العديد من شرائح المجتمع السوري إلى حزب البعث، وهو ما يسبب عقبة أمام انتسابهم لباقي الأحزاب، وهؤلاء لديهم أزمة لأنهم لا يريدون أن يقال عنهم منشقون عن البعث، وإلا لكان الكثيرون منهم قد توجهوا للأحزاب التي لا يرى حمود أنها في حال منافسة مع الأحزاب التقليدية، للجبهة الوطنية التقدمية، لأنها في النهاية تحت راية البعث، وهو حزب كبير وله إمكاناته الكبرى، رغم السلبيات التي رافقت مسيرته الماضية، وهو منافس قوي مع عقيدة وفكر، لكن أحزاب الجبهة لا تشكل أهمية تذكر أمام الأحزاب الجديدة. ويختم حديثه بالإشارة إلى أن الحوار كان في مرحلة سابقة مسألة مهمة جداً، لكن الأولوية اليوم هي لصناديق الاقتراع والدخول في اللعبة الديموقراطية، فالحوار بحسب رأيه هو هدف وليس وسيلة.

تشدُّد أمني كبير لمنع تعكير صفو «إعلان النصر»

استعرض السوريون الموالون، أمس، شعبيتهم في المدن الرئيسية، لمحاولة تحويل موعد 15 آذار من «موعد انطلاق الثورة» عند المعارضين، إلى «تاريخ النصر على المؤامرة» على حد تعبيرهم

محمد الشلبي

دمشق | تشارَك السوريون، على مختلف توجهاتهم وعلاقتهم مع نظامهم الحاكم، أمس، في إحياء الذكرى السنوية الأولى للخامس عشر من آذار 2011، عندما خرجت أولى التظاهرات المناهضة للنظام في مدينة درعا. تاريخ لا يزال الشارع المعارض يرى فيه «بداية لانطلاق الثورة التي كسرت حاجز الصمت الذي دام 40 عاماً».

في المقابل، لا تزال الفئة الموالية ترى أن هذا التاريخ ما هو إلا «بداية إعلان الحرب الكونية على سوريا، وموعداً لبداية تنفيذ المؤامرة الغربية ــ العربية القذرة، ونفذتها العصابات الإرهابية المسلحة». ورغبةً منهم في إعلان فشل «المؤامرة وإحباط مخططاتها»، كثفت وسائل الإعلام الرسمية في الأيام القليلة الماضية، الدعوات إلى خروج المواطنين السوريين الموالين للنظام في جميع ساحات المدن والمحافظات، في مسيرات مليونية حاشدة. كل ذلك بالتزامن مع خروج مسيرات مماثلة في الخارج من السوريين المغتربين ممن يؤيدون مواقف دمشق والرئيس بشار الأسد، الذي نجح في «إحباط المؤامرة وكشف الواقفين خلفها».

ولم تقف تلك الدعوات إلى الخروج في «مسيرة التأييد العالمية» عند حدود وسائل الاعلام الوطنية، إذ أنشأ شباب متحمّسون صفحات مختلفة على موقع «فايسبوك» للدعوة إلى «مسيرتهم العالمية»، في رسالة تحدٍّ واضحة إلى المعارضين، الذين اكتفوا بصفحات الموقع الأزرق في الاحتفال بالمناسبة نفسها، بعدما شددت الأجهزة الامنية الاجراءات الأمنية على مختلف مداخل ومخارج مراكز المدن الكبرى، في تعزيز للاجراءات اعتاد عليه السوريون عند خروج مسيرات تأييد مماثلة للنظام.

ومنذ ساعات الصباح الباكر، أغلقت دوريات أمنية مكثفة جميع المداخل المؤدية إلى دمشق من كافة الاتجاهات، ومنعت وسائل النقل العامة من متابعة طريقها، بينما سمحت لوسائل النقل الخاصة بدخول العاصمة لكن بعد التفتيش الدقيق في أوراق أصحابها، تخوفاً من حدوث عارض أمني يودي ببريق «إعلان النصر ونهاية الأزمة» التي أراد الموالون للنظام إعلانها.

وبالفعل، استجاب الملايين، بحسب وكالة «سانا» وصور بثها التلفزيون السوري، من السوريين لـ«مسيرة التأييد العالمية»، واحتشد مئات الآلاف في ساحة الامويين، ومثلهم في ساحة سعد الله الجابري وفي حلب، وساحة الرئيس في درعا، وساحة سلطان باشا الاطرش في السويداء، وساحة المحافظة في اللاذقية، وساحة العاصي في حماه، بعدما عُلِّقت شاشات ضخمة ووزّعت مكبرات الصوت في زوايا الساحات.

ونقلت وكالة «رويترز» ترداد الحشود في دمشق هتافات «بالروح بالدم نفديك يا بشار»، على وقع تحليق ثلاث مروحيات عسكرية فيما قالت إنه «تحية عسكرية للحشود». وركّز التلفزيون السوري على التجمعات الموالية في درعا خصوصاً، للإشارة إلى أن «مهد الحراك الشعبي» بات محسوباً على النظام. بدورها، نسبت وكالة «أسوشييتد برس» للمواطن الدمشقي ماجد يوسف (30 عاماً) تأكيده أن «سوريا قوية وستنتصر وتقضي على المؤامرة».

في المقابل، يقول أحمد (25 عاماً) ورفاقه من طلبة جامعة دمشق، إنه «مع بداية الأحداث، كنتُ أعلن معارضتي الواضحة للنظام والسلطة والأجهزة الامنية، لكن بعد مرور عدة أشهر فضلتُ مع العديد من أصدقائي، تبنّي موقف حيادي تماماً، بعد انكشاف طبيعة المعارضة غير الوطنية أو المشرِّفة، واختلاط الأوراق في الشارع». ويلفت إلى أن خروج مثل هذه التظاهرات يساهم بدرجة كبيرة جداً في زيادة انقسام المجتمع السوري على نفسه، وارتفاع حدة النقمة بين مختلف أطيافه وفئاته المختلفة.

وفي الشوارع الفرعية والرئيسية المؤدية إلى ساحة الأمويين، خرجت بدورها مسيرات مؤيدة لكن بسيارات هتف ركابها بشعارات مثل «شبيحة للأبد، لأجل عيونك يا أسد» و«يا خليج اسماع اسماع… الشرف السوري ما بينباع» وغيرها. ولدى سؤال ركاب إحدى هذه السيارات عن موقفهم ودوافعهم لخروجهم في «مسيرة التأييد العالمية»، عبّروا عن ولائهم للنظام «المتجسّد دائماً وأبداً بشخص الرئيس بشار الأسد». هذا ما أكدته كثافة صور الأسد التي توسطت الأعلام السورية التي رفعوها ولوّحوا بها من نوافذ سيارتهم.

ولم يختلف الأمر كثيراً في ساحة سعد الله الجابري، أكبر ساحات مدينة حلب. وعلى حد تعبير الناشط المعارض نائل الحديدي، فإن أعداد المؤيدين «لم تكن كما سرت عليه العادة في مسيرات التأييد الماضية».

وقال احد المشاركين للتلفزيون السوري الرسمي ان «الشعب السوري يبني ولا يبنى عليه، الشعب السوري لن ينصت للآخرين». وعلقت المذيعة ان «الوطن سيبقى شامخاً ومحصناً بأبنائه، وأن السوريين بددوا خريطة التآمر على بلدهم».

وبقيت التجمعات قائمة لساعات، وسط اجواء من الرقص والموسيقى والغناء والتلويح بالأعلام السورية والروسية.

وكان سوريون موالون للنظام قد دعوا من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بعنوان «لايك من اجل سوريا»، السوريين في الداخل الى التظاهر الخميس، والسوريين في الخارج الى تنظيم تجمعات الجمعة والسبت.

وكانت مختلف أنواع الاتصال الخلوي وشبكة الانترنت قد عُطلت تماماً منذ صباح أمس، وهو ما فسّره معارضون بأنه رغبة من السلطات والأجهزة الامنية في شل جميع الدعوات المناهضة للنظام، التي يقوم بها نشطاء «تنسيقيات الثورة السورية»، إلى الخروج في تظاهرات لإحياء الذكرى السنوية الأولى لحراكهم، وهو ما ترافق مع «حركة أمنية غير مسبوقة في حلب، تخوفاً من حصول حوادث أو خروج تظاهرات معارضة تعكّر صفو احتفال المؤيدين».

وتوقف البعض عند قرار السلطات يجعل يوم 15 آذار يوم دوام رسمي رغم أنه عادةً عطلة رسمية (عيد المعلِّم).

دول «التعاون الخليجي» تقفل سفاراتها في دمشق

أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، مساء أمس، أنّ دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها لدى دمشق، احتجاجاً على «تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري، وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق». وكانت مملكة البحرين قد قررت في وقت سابق أمس، إغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها «نظراً لتردي الأوضاع في سوريا»، وذلك بعد يوم واحد من إجراء سعودي مماثل.

(أ ف ب)

تأليف لجنة عليا للانتخابات البرلمانيّة

أُلّفت أمس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري (البرلمان) المقررة في السابع من شهر أيار المقبل. وقال رئيس اللجنة، المستشار خلف العزاوي، «شكلت لجان فرعية في كل المحافظات، واعتباراً من اليوم ولمدة أسبوع يحق لمن تتوافر لديه الشروط التقدم بطلب ترشيح لعضوية مجلس الشعب، على أن تبدأ الحملة الانتخابية بعد اعتماد أسماء المرشحين، وتتوقف في الخامس من شهر أيار المقبل».

(يو بي آي)

منع «قافلة الحرية» من دخول سوريا

توقفت «قافلة الحرية» التي نظّمها ناشطون سوريون، أمس، على مشارف مدينة كيليس الحدودية مع سوريا، بعد منعها من دخول هذا البلد. وكانت هذه القافلة التي تضم مئتي شخص، معظمهم سوريون يعيشون في الخارج، انطلقت صباح أمس من مدينة غازي عنتاب التركية باتجاه الحدود السورية.

(رويترز)

إيران ترسل 40 طناً من «المساعدات الطبيّة»

أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن إيران أرسلت 40 طناً «من المساعدات الطبية» إلى سوريا سلّمها الهلال الأحمر إلى دمشق أمس.

(أ ف ب)

رايس: لا تقدم بشأن مشروع القرار المتعلق بسوريا

وكالة الأنباء الكويتية – كونا

الامم المتحدة: قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس انه لا يوجد تقدم حتى الآن في مفاوضات مجلس الامن بشأن مشروع القرار الذي يدعو الى وقف فوري لكافة اشكال العنف في سوريا.

واعربت رايس في معرض اجابتها على سؤال للصحافيين عن اعتقادها بعدم وجود أي اسس في الوقت الحالي لحدوث تقدم بشأن مشروع القرار.

واضافت “بوضوح نستمر في الاعتقاد بان لدى المجلس دورا مهما ليلعبه ونستمر في الاعتقاد انه من المؤسف للغاية ان روسيا والصين اخذتا هذا الموقف المعارض لسائر المجلس بشأن تلك القضايا وقضايا حيوية اخرى”.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالاضافة الى المغرب ممثل الجامعة العربية علقت المفاوضات بشأن مشروع القرار المتعلق بسوريا مع روسيا والصين في الثامن من الشهر الجاري بسبب تشددهما في موقفهما.

واضافت رايس “سنرى ما سيقول (المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا) كوفي انان غدا وسنستمر في النقاش بشأن القضية على نطاق واسع مع شركائنا”.

ومن المقرر ان يطلع انان مجلس الامن غدا خلال جلسة مغلقة عبر الدوائر التليفزيونية المغلقة على احدث جهود الوساطة التي قام بها من اجل انهاء الازمة في سوريا.

وقال دبلوماسيون ان تقرير انان سيؤثر على الارجح بشأن ما اذا كانت الدول الغربية في مجلس الامن والمغرب ستستأنف مفاوضاتها مع روسيا والصين حول مشروع القرار ام لا.

وعلى صعيد متصل وبمناسبة مرور عام على الانتفاضة في سوريا قال مستشار السكرتير العام للامم المتحدة لمنع الابادة الجماعية فرانسيس دينغ ومستشار السكرتير العام بشأن مسؤولية الحماية ادوارد لك ان غياب رد فعل دولي ازاء استخدام العنف في قمع الاحتجاجات المناوئة للحكومة “شجع دمشق على الاستمرار في ارتكاب الفظاعات”.

ووصف دينغ ولك في بيان مشترك العنف من جانب أي طرف ضد السكان المدنيين بأنه امر “غير مقبول” داعين المجتمع الدولي ومن بينه مجلس الامن الى اتخاذ عمل جماعي فوري يحشد كافة السبل المتاحة وفقا لميثاق الامم المتحدة لحماية المدنيين.

مشاريع إيران في سوريا رهان محفوف بالمخاطر على طهران نفسها

عبدالاله مجيد

لندن: رمت إيران طوق نجاة الى النظام السوري الذي يواجه ازمة اقتصادية متفاقمة بإعداد خطط واسعة لربط البلدين بشبكة من الطرق وخطوط السكة الحديد والخطوط الجوية، وحتى الربط الكهربائي، كما تشير محاضر رسمية لمحادثات جرت بين مسؤولين كبار من البلدين في دمشق.

وتبين وثيقتان حصلت عليهما صحيفة الديلي تلغراف عن الاجتماعات التي عُقدت بين وزراء الرئيس بشار الأسد ونظرائهم الإيرانيين ان إيران تقوم بمجهود واسع لدعم النظام السوري، حليفها الوحيد الموثوق في الشرق الأوسط. وتتطلب جميع المشاريع التي تتحدث عنها الوثائق تعاون العراق الذي تحتاج سوريا وإيران الى استخدام اراضيه ممرا بينهما.

ويبدو ان الوثائق تعتبر موافقة العراق مسألة مفروغا منها مشيرة الى ان حكومة بغداد اختارت الانضمام الى إيران في مساعدة الأسد بلا ضجة.

وتتناول احدى الوثيقتين وقائع اجتماع عُقد في دمشق في 8 كانون الأول/ديسمبر العام الماضي بين 10 مسؤولين إيرانيين و5 وزراء سوريين احدهم نضال الشعار وزير الاقتصاد والتجارة. وخلال هذا الاجتماع الذي امتد، بحسب المحاضر، من الساعة الواحدة بعد الظهر حتى منتصف الليل، ركز المسؤولون على أفضل السبل لتعزيز التعاون بين الجانبين الإيراني والسوري.

واتفق الجانبان على تسريع خطة تطوير النقل البري عبر الأراضي العراقية وامكانية فتح خط للنقل الجوي عبر المجال الجوي العراقي بعد انسحاب القوات الاميركية. وانسحب آخر جندي اميركي من العراق في 18 كانون الأول/ ديسمبر، بعد عشرة ايام على ذلك الاجتماع.

والى جانب الربط البري والجوي سعى المسؤولون الى ربط سوريا وإيران بخط للسكة الحديد يمر بشمال العراق. ووُجهت دعوة الى وزير النقل العراقي لحضور اجتماع في دمشق بمشاركة نظيره الإيراني. وكان الهدف من الاجتماع بحث قضية الربط الجوي والبري في قطاع النقل، بما في ذلك مد خط للسكة الحديد وشق طريق دولي يخترق العراق.

وتضيف الوثيقة ان هناك فيما يتعلق بخط السكة الحديد “مسافة” في شمال العراق سيتعين مد الخط عبرها. وقالت الوثيقة “ان الشركات الإيرانية مستعدة لصيانة هذه المسافة واعادة بنائها بحلول نهاية 2012”. والهدف، بحسب الوثيقة، هو “اقامة ممر آمن لنقل البضائع من إيران الى سوريا وبالعكس عن طريق العراق”.

وكان المفترض ان يُعقد ذلك الاجتماع في 13 كانون الأول/ديسمبر 2011 ولكن وزير النقل العراقي هادي العامري لم يكن بمقدوره الحضور لأنه كان وقتذاك ضمن الوفد العراقي المرافق لرئيس الوزراء نوري المالكي في زيارته للولايات المتحدة.

ولكن وسائل الاعلام الإيرانية الرسمية ذكرت ان العامري زار طهران في 26 كانون الثاني/يناير لتوقيع مذكرة تفاهم مع نظيره الإيراني علي رضا نكزاد.

وكان العامري اقام في إيران خلال حكم صدام حسين واصبح مسؤولا قياديا في فيلق بدر الذي أُنشئ بمباركة النظام الإيراني وتدرب على ايدي الحرس الثوري الإيراني. ولعل هذا هو السبب في ثقة المسؤولين الإيرانيين والسوريين بتعاون الحكومة العراقية في هذه المشاريع.

 وتشير الوثيقة الثانية الى اجتماع آخر عُقد في 13 و14 كانون الأول/ديسمبر في دمشق بوصفه الاجتماع التاسع للجنة متابعة التعاون الاقتصادي بين سوريا وإيران. وشارك في رئاسة الاجتماع الشاعر ونكزاد. وتنقل الوثيقة ان الجانب السوري أبدى اهتمامه بمتابعة مشروع الربط الكهربائي بين البلدين عن طريق العراق. وكان الهدف ضم العراق الى “اجتماع ثلاثي” وتحقيق التقديم على هذا الصعيد في وقت قريب.

ويرى مراقبون ان هذه المشاريع تبين مدى استعداد النظام الإيراني لمساعدة الأسد. وهي تبين ان العلاقات الاقتصادية بين سوريا وإيران اوسع مما كان يُعتقد. وبالاضافة الى مشاريع الربط الجوي والبري تعهدت إيران ببناء 12500 وحدة سكنية جديدة في دمشق وحلب على أساس غير ربحي.

 وهذا كله يشي بخوف إيران من احتمال سقوط الأسد ومجيء نظام غير ودي. فان سوريا تقوم في الوقت الحاضر بدور القاعدة الاستراتيجية للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية، وخاصة موافقة الأسد على استخدام إيران الأراضي السورية لارسال السلاح الى حزب الله في لبنان.

وافادت تقارير ان حزب الله تلقى عن طريق سوريا نحو 40 الف صاروخ وقذيفة تشكل وسيلة إيران الرئيسية للرد في حال استهداف منشآتها النووية بضربة عسكرية. وتشكل المشاريع الاقتصادي المقترحة في الوثائق المسربة دليلا آخر على ان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي خلص الى ان أمن النظام إيراني يرتبط ارتباط مصيريا ببقاء الأسد.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الخبير بالشؤون الإيرانية في جامعة سانت اندروز البريطانية علي انصاري ان من الواضح ان المرشد الأعلى اتخذ قرارا استراتيجيا حاسما في هذا الشأن ولكن الخطأ في الحسابات الاستراتيجية وارد. واشار انصاري الى ان الإيرانيين راهنوا رهانا كبيرا على النظام السوري وهذه لعبة محفوفة بالمخاطر.

 وأكبر هذه المخاطر سقوط الأسد بصرف النظر عن حجم الدعم الإيراني. وفي هذه الحالة يكاد يكون من المؤكد ان وريثه سيكون حكما سنيا يعكس هوية 70 في المئة من السوريين.

والأكثر من ذلك ان حجم الدعم الإيراني الضخم لنظام الأسد وحده سيكون كافيا لسقوط إيران من عين أي نظام جديد يأتي في دمشق. وإذ يخطط خامنئي لتنفيذ مشاريع كبرى تربط بلده بسوريا فان عليه ان يمعن التفكير في تداعيات الأزمة السورية التي قد لا تقل خطورتها عليه عن خطورتها على الأسد.

ناشطون سوريون يدعون للتظاهر في جمعة “التدخل العسكري الفوري

أ. ف. ب.

بيروت:  دعا ناشطون سوريون معارضون على شبكة الانترنت الى التظاهر اليوم الجمعة في ما سموه جمعة “التدخل العسكري الفوري” ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

ودعا موقع “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” على موقع فيسبوك الى التظاهر اليوم تحت عنوان “التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل كل العالم”، محددا الاهداف ب”حظر الطيران”، واقامة “منطقة عازلة”.

ويأتي ذلك غداة مرور عام على الانتفاضة السورية الذي احياه المعارضون بتظاهرات في عدد من المناطق السورية، فيما تجمع انصار النظام في تظاهرات حاشدة في ما سموه “المسيرة العالمية من أجل سوريا”.

وتزداد الاصوات في المعارضة السورية المطالبة بالتدخل العسكري الاجنبي وبتسليح الجيش السوري الحر مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية التي تشنها القوات النظامية على معاقل المنشقين في البلاد، وخصوصا في حمص وادلب.

وخرجت ليل الخميس الجمعة تظاهرات معارضة للنظام في عدد من احياء دمشق منها المزة وابو رمانة وبرزة، وفي الزبداني في ريف دمشق، ومناطق عدة في حماة (شمال)، وحلب (شمال)، واللاذقية (غرب)، ودير الزور (شرق)، والرقة (شمال)، والقامشلي في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية.

وفجر اليوم، قتل مواطن خلال اشتباكات في حي الكنامات في دير الزور، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واضاف المرصد في بيان ان “القوات النظامية تنفذ حملة اعتقالات في حي الجورة ومنطقة الطب” في دير الزور.

وقتل اكثر من تسعة الاف شخص في سوريا غالبيتهم من المدنيين خلال العام الاول من الانتفاضة، بحسب المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن الخميس “قتل 9113 شخصا، بينهم 6645 مدنيا و2468 عسكريا منهم 471 منشقا”.

المعارضة السورية المشتتة امام تحدي اقناع حلفائها بمدها بالدعم

أ. ف. ب.

بيروت: بعد سنة على بدء الانتفاضة السورية، تبدو المعارضة المنقسمة والمشتتة امام تحدي افراز قيادة قوية وخطة موحدة لاسقاط النظام، لكي تنتزع من حلفائها الغربيين خصوصا ذريعة تحول حتى الآن دون مدها بالسلاح وبدعم دبلوماسي حقيقي وفعال.

ويقول مدير مركز الابحاث للشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما الاميركية جوشوا لانديس لوكالة فرانس برس “على المعارضة ان تطور حركة تمرد مسلحة منظمة وقيادة وطنية، وهما امران لا تملكهما اليوم”.

ويضيف “الثورة تعتمد على السوريين ليجمعوا جهودهم معا ويتقدموا كانهم واحد. اذا لم يتمكنوا من فعل ذلك، فهم ليسوا افضل من آل الاسد”.

ويعتبر المجلس الوطني السوري الذي ولد في ايلول/سبتمبر بعد حوالى ستة اشهر على بدء الانتفاضة المناهضة للنظام، ابرز ممثل للمعارضة السورية المتنوعة التي تفتقر باعتراف الخبراء الى ارضية مشتركة واستراتيجية واضحة وهيكلية فاعلة.

وتم تشكيل المجلس في اسطنبول من 140 عضوا بينهم من هو مقيم في الخارج في ما يشبه النفي السياسي منذ سنوات طويلة، مثل رئيسه برهان غليون، ومن عرف اكثر من مرة في الداخل تجربة الاعتقال السياسي، مثل عضو المجلس المستقيل هيثم المالح.

لكن ظهر بوضوح منذ اليوم الاول فقدان الانسجام وغالبا الرؤية الموحدة بين اعضاء هذا المجلس الذين نقلت الصحف صورا عن اجتماعهم الاول وهم يتضاربون بالايدي، فيما بلادهم تغرق في مصير مجهول.

وبقيت شخصيات كثيرة معارضة مثل ميشال كيلو ورياض الترك خارج المجلس الوطني.

على الارض ايضا، المعارضة السورية موزعة بين تنسيقيات وهيئات ومجالس عديدة.

ويدرك العديد من المعارضين نقاط ضعفهم، مشددين على ضرورة التركيز على القاسم المشترك المتمثل بالعمل على اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

ويقول كمال اللبواني، احد مؤسسي مجموعة العمل لتحرير سوريا، الذي قدم استقالته مع زميليه هيثم المالح وكاترين التلي من المجلس الوطني قبل ايام، ان هناك “فئة اوليغارشية تحتكر المجلس وتحتكر القرار فيه ولا تعمل”.

ويتهم بعض القيمين على المجلس الوطني بالسعي الى تحقيق “مكاسب شخصية”، و”الاخوان المسلمين” باحتكار اعمال التسليح والاغاثة في المجلس لانهم “منظمة قوية” بين المجموعات المعارضة و”يستخدمون المال لتوسيع قاعدتهم الشعبية”.

ودعا اللبواني الذي دخل السجن مرات عدة كان آخرها بعد اندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية ضد النظام العام الماضي قبل ان يغادر سوريا، الى مؤتمر يضم كل اطياف المعارضة ويعقد قريبا في اسطنبول بهدف “الضغط على المجتمع الدولي” ودفعه الى “مساعدتنا على التوصل الى حل”.

وقال ان المطلوب “مجلس يلعب دورا حقيقيا في ادارة العمل المسلح، ويقوم على تمثيل الثورة واسقاط النظام وارساء الديموقراطية، لا مشروع استبداد جديد”.

وابدت دول غربية بينها فرنسا والولايات المتحدة تحفظها على تسليح المعارضة.

واعلن البيت الابيض في 28 شباط/فبراير ان تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من اعمال العنف في سوريا، مشيرا الى ان هذا هو احد الاسباب التي تحول دون ادراج مسألة تسليح المعارضة السورية على جدول اعمال واشنطن.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان تسليم اسلحة للمعارضة السورية قد يفيد القاعدة وحماس.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس من ان “الشعب السوري منقسم بشكل عميق وان اعطينا اسلحة الى فئة معينة من المعارضة في سوريا، سنكون في طور تنظيم حرب اهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يتحول الامر الى كارثة اكبر من الكارثة القائمة اليوم”.

ويقول لانديس ان “واشنطن وحلفاءها يحاولون البحث والاستعانة بالاستخبارات لتحديد من هم هؤلاء الاشخاص (المعارضة)… لا احد يعرف لمن يجب ان يعطى السلاح، (…) ولا احد يريد ان يرمي ماله في الهواء”.

ويضيف “اذا اقدم الاتراك او السعوديون او غيرهم (على تسليح المعارضة)، فستدعمهم الولايات المتحدة بالمال والاستخبارات والارجح بكل انواع السلاح”.

وترى عليا منصور العضو في المجلس الوطني في “اشتراط المجتمع الدولي توحيد المعارضة، مجرد ذرائع لتبرير عدم قيامه بالشيء الكثير”.

وتقر بوجود “بطء في عمل المجلس”، لكنها تقول “نحن موحدون على هدف اسقاط النظام (..). هناك مجازر ترتكب كل يوم. يجب ان نركز على القضية الاساسية”.

وتوضح منصور ان المعارضة تنبثق من مجتمع “كان ممنوعا عليه التعاطي السياسي لعقود طويلة. لا امكانات كثيرة لدينا ولا مكان واحد يجمعنا. طبيعي الا تكون الامور مثالية”.

وتضيف “هدفنا ان نكون معارضة لا حزب بعث جديدا”، متسائلة “لم لم تطالب الدول بتوحيد المعارضة في مصر وتونس وليبيا واليمن؟”.

ويؤكد مدير معهد بروكينغز للابحاث في الدوحة سلمان شيخ انه “لا يفترض القاء المسؤولية على المعارضة وحدها”، مشيرا الى ان المجتمع الدولي، وبسبب الموقفين الروسي والصيني الرافضين لاي ادانة للنظام السوري “لم يتوصل الى توافق في الموضوع السوري كما فعل في الموضوع الليبي مثلا”.

ويرى ان “هناك مبالغة احيانا في الحديث عن انقسام المعارضة”.

ويقول “صحيح ان قيادة المعارضة ضعيفة، (…)، لكن المهم ان يتفقوا على ارضية مشتركة للعملية الانتقالية، واعتقد انهم في هذا الصدد انجزوا تقدما اكبر مما يقر لهم به”.

ويشير شيخ الى ان الولايات المتحدة كانت في صلب قيادة العمليات في ليبيا ويضيف “في الملف السوري، لا تزال الولايات المتحدة في خلفية الحدث. هذا الامر يجب ان يتغير”.

النظام السوريّ يراهن على تراجع المجتمع الدولي عن الضغوط التي يمارسها

الأسد مُصمّم على المضي في “حرب الاستنزاف” ضدّ معارضيه

أ. ف. ب.

يرى محللون أن النظام السوري سيمضي في استراتيجيته الهادفة الى إخضاع “جيوب المقاومة” واحدا بعد الآخر، ليُثبت للمجتمع الدولي انه وحده يملك مفتاح حل أزمة بلاده التي تدخل الخميس عامها الثاني.

بيروت: يقول الباحث في مجموعة الأزمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) لوكالة فرانس برس إن “النظام يعتقد ان المجتمع الدولي سيدرك بعد فترة انه لا يمكن إسقاطه، وأن الضغط سيتراجع والعالم الخارجي سيعود الى التفاوض”.

ويضيف ان “ارسال موفدين مع تفويض غير واضح سيزيد من قناعته بأنه على حق في ما يقوم به”، في اشارة الى مهمة الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان في نهاية الاسبوع في دمشق التي لم تسفر عن اي اتفاق بينه وبين السلطات على حل للأزمة.

الا أن المحللين يرون، أنه على الرغم من أن الاسد يملك القوة العسكرية اللازمة من أجل سحق معاقل المنشقين، كما حصل اخيرا في حمص (وسط) وبعدها في ادلب (شمال غرب)، فان النظام في حكم المنتهي ويقود معارك خاسرة على المدى البعيد.

ويرى هارلينغ أن الامر يشبه “لعبة يتم فيها اطفاء النار في مكان فتشتعل في مكان آخر”.

ويضيف “ان النظام يشن حرب استنزاف. يحتاج الى ان يبقي صورة الانتصارات العسكرية ماثلة في الاذهان، هذا مهم بالنسبة الى قاعدته، الا انه في الوقت نفسه لا يتوقع ان ينتهي الصراع سريعا”.

ويلعب الدعم الروسي دورا اساسيا يصب في مصلحة الاسد. وكذلك شلل المجتمع الدولي وتشتت المعارضة السورية التي لم تنجح حتى الآن في تقديم بديل للنظام قابل للحياة.

ويرى فابريس بالانش ان “الضغط الدولي على نظام الاسد تراجع بعض الشيء”، مشيرا الى وجود “رغبة بتهدئة الامور لانه لا يمكن القيام بشيء في ظل العرقلة الروسية”.

ويقول “لقد قال الروس بوضوح ان اي حل للازمة السورية يجب ان يمر بهم”.

ومارست روسيا، ابرز حليف ومزود بالسلاح لدمشق، والصين حق النقض مرتين في مجلس الامن الدولي ضد مشروعي قرار يدينان القمع في سوريا.

وتسببت اعمال العنف في سوريا على مدى سنة بمقتل اكثر من تسعة الاف شخص، غالبيتهم من المدنيين.

ويحذر المحللون من حرب اهلية تدل كل المؤشرات على انها قادمة، في ظل توترات سنية علوية على الارض ودعوات متزايدة الى تسليح المعارضة.

وقد ابدت واشنطن وباريس معارضتهما لتسليح المعارضة، بينما عبرت دول عربية مثل قطر والسعودية عن تأييدهما لهذه الخطوة.

ويقول مدير مركز ابحاث الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما الاميركية جوشوا لانديس “اذا اراد السعوديون والقطريون انفاق بعض المال، يمكنهما تغيير ميزان القوى”.

ويضيف “لكن اذا تم تدمير النظام، فالازمة الانسانية ستزداد سوءا”، لان “ذلك لن يوقف القتلى، بل سيزيد عددهم، تماما كما حصل في العراق”.

ويتابع “ان من يدمر، يدفع الثمن، والجميع يعرف ذلك، لذلك، الجميع يتردد في القرار. السعودية وتركيا تدركان ان التورط قد يجعل من سوريا فيتناما خاصا بهما”.

ويشجع الطريق المسدود على الصعيد الدبلوماسي النظام السوري على المضي في سياسته في سحق معاقل المعارضة عسكريا باي ثمن، لا سيما انه لا يزال يتمتع بدعم شعبي كاف في الداخل للقيام بذلك.

وقد تمكن النظام الخميس في ذكرى اندلاع الانتفاضة من القيام بعرض قوة تمثل بتظاهرات ضخمة في عدد من المناطق دعما له وتعبيرا “عن حب سوريا”، كما جاء في الدعوة التي وجهتها مجموعة موالية للنظام.

ويقول هارلينغ “هناك انقسام حاد، ما يسمح للنظام بالمضي في خط التحرك ذاته”. الا انه يرى ان “هذه الاستراتيجية لن تجدي في ظل العلاقة القائمة بين النظام ومواطنيه”.

ويضيف ان “الملايين من السوريين في الداخل باتوا يكرهون النظام… وهذا الاخير لا يفعل شيئا لتصحيح هذه العلاقة”.

ويؤكد ان “عدم تصحيح هذه العلاقة يساهم ايضا في تضافر الاسباب لحرب اهلية”.

آمال واحلام “قافلة الحرية” بالقرب من الحدود السورية

أ. ف. ب.

أحيا ناشطون سوريون عند الحدود التركية السورية ذكرى مرور عام على انتفاضة الشعب السوري التي تطالب بالإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

كيليس (تركيا):  احتفل مئات من الناشطين السوريين الذين قدموا من مختلف انحاء العالم يحدوهم الامل لكن بلا اوهام كبرى، الى الحدود التركية السورية، بذكرى مرور عام على انطلاق الثورة السورية بمحاولة تنظيم “قافلة حرية” لم يكن منعها من الاقتراب من الاراضي السورية مفاجئا.

وتجمع هؤلاء الناشطون صباح الخميس في مدينة غازي عنتاب الكبيرة في جنوب شرق تركيا ليتوجهوا منها في ثلاث حافلات ونحو ثلاثين سيارة مزينة بالوان علم الثورة السورية الى مدينة كيليس التركية الحدودية مع سوريا والتي تبعد نحو 60 كلم عن غازي عنتاب.

ويقول احد منظمي القافلة ويدعي مؤيد سكيف لوكالة فرانس برس ان “هدفنا هو الضغط بطريقتنا على الحكومة السورية لترفع الحظر الذي تفرضه وتوقف المجازر التي ترتكبها ضد شعبها”.

واوضح ان هذه الحركة التي اكد انها “غير سياسية على الاطلاق ولا علاقة لها باي دين” ولدت مطلع العام الحالي على شبكة الانترنت من رغبة شبان سوريين يعيشون في الخارج “القيام بشيء من اجل الشعب السوري”.

وتبرع هؤلاء بمبادرة فردية بتقديم المعونات المالية وشراء المساعدات العينية التي حملوها في ثلاث شاحنات وصناديق الحافلات. وتشمل هذه المساعدات خيما واغطية واغذية ومشروبات وادوات صحية.

وكان الناشطون قاموا بمحاولة مشابهة في 12 كانون الثاني/يناير لكن الدرك التركي منعهم انذاك من الاقتراب من الحدود.

وهذه المرة توقفت القافلة عند مدخل كيليس في مكان تقوم فيه تركيا ببناء مخيم سكني للاجئين السوريين المنتظر وصولهم الى تركيا فيما توجه وفد من الناشطين بقيادة الشرطة التركية الى نقطة المراقبة حيث ابلغهم رجال الجمارك والشرطة السوريون بمنع القافلة من دخول سوريا.

وقال مؤيد سكيف وقد ارتسمت على وجه ابتسامة حزينة ان “الرد الوحيد الذي حصلنا عليه +لا مجال على الاطلاق+”.

واضاف “عندها وكما فعلنا في كانون الثاني/يناير الماضي قدمنا هذه المعونات الى اللاجئين السوريين الموجودين في المخيمات التركية” والبالغ عددهم حاليا نحو 13 الف و600.

وبانتظار عودة الوفد اخذ باقي افراد المجموعة في الغناء والرقص على القاعدة الاسمنتية للمخيم الذي يبنى حاليا تحت انظار الجنود الاتراك.

وهتف البعض “يلعن روحك يا بشار” و”يا حافظ يا وحش خلفت وحش” قبل ان يرددوا نشيدا في ذكرى “الشهداء” الذين سقطوا خلال القمع الدامي لمدينة حماة عام 1982.

ورفع البعض لافتات كتب عليها بالانكليزية والعربية “من حق المغتربين السوريين دخول بلدهم” و”على العالم مساعدة قافلة الحرية في الدخول الى سوريا”.

وتقول علياء (29 سنة) وهي فرنسية من اصل سوري جاءت من لندن مع اربعة من اصدقائها “اعلم ان ذلك لن يؤدي الى الاطاحة بنظام دمشق لكنني لم اعد اتحتمل رؤية ما يحدث في سوريا دون ان افعل شيئا”.

وتضيف ان “تحركنا هو تحرك رمزي في المقام الاول لكنه موجود”.

وقام المتظاهرون باحضار الخيم والاغذية واخشاب التدفئة لقضاء الليل في المكان بالقرب من كيليس. وقال احدهم اننا ندفىء انفسنا رغم الرياح الباردة والامطار الغزيرة ب”غنائنا وحلمنا في ايام افضل”.

سوريا: تركيا تشيد بفكرة التسليح وتدرس منطقة عازلة

عام على الثورة.. اشتباكات في دمشق وحلب * الأمم المتحدة ستشارك في مهمة إنسانية * مصادر فرنسية: موقف موسكو يمكن أن يتغير * تواصل القتل وقصف على حمص وحماه * نصر الله يطالب بإلقاء سلاح متزامن بين النظام والمعارضة * إغلاق مزيد من السفارات

بيروت: ثائر عباس وبولا أسطيح باريس: ميشال أبو نجم

أشادت تركيا أمس بفكرة تسليح المعارضة السورية, وأكد مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن أنقرة تؤيد فكرة تسليح المعارضة السورية. وثمن المصدر دعوات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إلى تسليح المعارضة، واعتبرها فكرة ممتازة، مشيرا إلى أن «تركيا ترى أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد (يعاقب شعبه)». وقال نائب لرئيس الوزراء التركي، أمس، بعد زيادة عدد اللاجئين السوريين خلال الساعات الـ24 الماضية، إن تركيا قد تنظر في إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لحماية المدنيين. وفي الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية، وصلت حدة المعارك إلى شوارع العاصمة دمشق التي شهدت اشتباكات عنيفة وانفجارات.

وقال ناشطون إن اشتباكات مسلحة جرت قبيل فجر أمس في أحياء جوبر والقابون وبرزة في دمشق. كما تصاعدت الأحداث في مدينة حلب، حيث جرت اشتباكات استمرت عدة ساعات. وقد تواصل القتل والقصف أمس على حمص و حماه لساعات حسب ناشطين.

إلى ذلك، قال مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي إن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، ستسعى لدفع جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى سحب سفرائها من سوريا قبل بدء محادثات وزراء خارجية الاتحاد الأسبوع المقبل.

وسيشارك في الاجتماع، الذي سيجري يومي الخميس والجمعة، ولأول مرة، وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وأعلنت البحرين أمس أنها قررت إغلاق سفارتها في دمشق وسحب كل الدبلوماسيين والعاملين، كما قررت هولندا إغلاق سفارتها في دمشق.

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن عددا من خبرائها سينضمون إلى المهمة الإنسانية التي تقودها الحكومة السورية في عدد من المدن التي تشهد احتجاجات، ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع. ومن جهتها، رأت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع أن موقف موسكو، «يمكن أن يتغير» عندما يعي الروس أن «مصالحهم مأخوذة بعين الاعتبار»، وأن النظام «يمكن أن ينهار». وفي تطور جديد دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله جميع الأطراف في سوريا إلى إلقاء السلاح بشكل متزامن.

انفجارات في أحياء دمشق واشتباكات في حلب وقصف على حمص وإدلب

39 جثة لأشخاص أعدموا رميا بالرصاص بعد تعذيبهم في إدلب

بيروت: بولا أسطيح لند: «الشرق الأوسط»

لم تلتزم قوات الأمن ولا الناشطون السوريون باستراحة المحارب بعد 365 يوما من المعارك في الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية، بل بالعكس تماما، إذ وصلت حدة المعارك لشوارع العاصمة دمشق مع استمرار مسلسل المجازر الوحشي في إدلب حيث تم اكتشاف 39 جثة بإدلب منهم 23 قرب مزرعة وادي خالد، غرب مدينة إدلب، عليها آثار «تعذيب شديد»، مشيرا إلى أن «الجثث كانت معصوبة الأعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية». حسب منظمة آفاز أمس.

وفي الوقت الذي تحدث فيه مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» عن سقوط 9113 قتيلا منذ اندلاع الثورة، بينهم 2468 من العسكريين والجنود المنشقين، قالت هيئة الثورة إن 48 شخصا قتلوا أمس في أكثر من محافظة سورية.

وكان مجلس قيادة الثورة السورية أعلن أن انفجارين وقعا في حي جوبر بدمشق فجر أمس، تزامنا مع سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في منطقة القابون، وانفجارات عنيفة في باب مصلى وانفجار سيارة مفخخة في برزة.

وقال ناشطون إن اشتباكات مسلحة جرت قبيل فجر أمس في أحياء جوبر والقابون وبرزة في دمشق، وسمعت أصوات انفجارات. وأضافوا أن الاشتباكات والانفجارات في جوبر وقعت عقب انشقاق عناصر من أحد الحواجز، وتحدثوا عن اشتباكات متزامنة في حيي برزة والقابون.

وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حدوث اشتباكات مسلحة وانفجار سيارة مفخخة في حي برزة دون أن يشير إلى خسائر إصابات.

وقامت هيئة التنسيق الوطنية بإلغاء الدعوة إلى التظاهر في ساحة الحجاز وسط العاصمة دمشق لإحياء مناسبة مرور عام على ثورة «الكرامة» بعدما احتلت قوات الأمن والشبيحة الساحة وبات من المستحيل التظاهر هناك، إلا أن مدينة دمشق لم تهدأ حيث أصر السوريون المناهضون للنظام على الاحتفال بثورتهم، وقام ناشطون بإلقاء منشورات ثورية في أكثر من حي (برزة وجوبر والمزة والقابون والميدان وركن الدين والميسات..) ووزعت أعلام الاستقلال، كما قاموا بقطع عدة طرق حيوية بإشعال النار خلال ليل أول من أمس، وسمع فجر أمس صوت انفجارين في بلدة جوبر التي تتصل بحي العباسيين، مع الإشارة إلى أن جوبر تشهد منذ عدة أيام حصارا خانقا وحملات مداهمات واعتقالات متواصلة، ومع ذلك خرجت هناك مظاهرة نسائية هتفت للحرية واحتفت بالثورة وطالبت بالإفراج عن المعتقلين، كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في حي القابون، وانفجارات عنيفة في باب مصلى وانفجار سيارة مفخخة في برزة، ليل أول من أمس تبع إطلاق نار كثيف. ويوم أمس وبعد خروج مظاهرة حاشدة في حي نهر عيشة القريب من حي الميدان، اقتحمت قوات الأمن الحي وقامت بإطلاق نار كثيف لتفريق المتظاهرين، وعلى المحلات التجارية المغلقة ضمن إضراب عام، وقال ناشطون إن قوات الأمن قامت بتكسير المحلات المغلقة ونهبت محتوياتها، وداهمت البيوت في حملة اعتقالات عشوائية، وتواردت أنباء عن حصول اشتباكات هناك ترافقت مع تحليق طيران حربي. كما خرجت أمس مظاهرات غاضبة في حيي القدم والعسالي وجرى إطلاق رصاص كثيف على المتظاهرين مع حملة اعتقالات عشوائية، وفي حي الميدان وبعد قيام ناشطين هناك بإلقاء المنشورات وقطع الطرق شهد يوم أمس إطلاق نار رشاشات «بي كي سيه» من قبل قوات الأمن، لا سيما حارات منطقة القاعة. كما شهد حي برزة إطلاق نار كثيفا على المنازل. وتأزمت الأوضاع الأمنية في مدينة دوما بريف دمشق وجرى إطلاق نار بشارع الجلاء وحاجز الشيفونية مع حملة اقتحام وتكسير للمحلات التجارية في ساحة الشهداء.

وفي إدلب التي اقتحمها الجيش السوري مؤخرا، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط خمسة قتلى أمس ثلاثة منهم في معرة حرمة وخان شيخون إثر إطلاق رصاص من القوات السورية، فيما تحدث المرصد السوري عن مقتل مواطنين «إثر إصابتهما بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في بساتين مجاورة لبلدة كفر نبل» الواقعة في ريف إدلب. هذا وتحدث ناشطون عن عملية انشقاق عسكريين مع ثلاث مدرعات أعقبها اشتباكات مع قوات الأمن.

وأعلن ناشطون عن العثور على 23 جثة بجانب مزرعة وادي خالد في الجهة الغربية من المدينة. وجميع الجثث كانت مقيدة الأيدي بربطات بلاستيكية ومعصوبة الأعين بربطات من قماش، وواضح أنه تم إعدامهم جميعا رميا بالرصاص في الرأس، ورجح الناشطون أنهم أعدموا بعد التحقيق معهم من قبل الجهات الأمنية وذلك لوجود آثار ضرب ودماء، وفق إفادة طبيب، شاهد الجثث خلال مرورها بالمزرعة صباح أمس باتجاه مشفى ميداني خارج المدينة لمعالجة مصابين من «الجيش الحر» إثر المواجهات في المدينة خلال الأيام الماضية.

كما قتل في إدلب أمس أربعة أشخاص نزحوا من المدينة وكانوا يستقلون سيارة عندما أطلقت عليهم قوات الجيش النظامي النار على طريق معرة مصر ين تفتناز عند قرية كفريا. وفي مدينة أريحا في ريف إدلب، انفجرت سيارة قابعة لقوات الأمن على الطريق السريع أريحا – اللاذقية وقتل من فيها، كما جرى تبادل لإطلاق النار بين «الجيش الحر» والجيش النظامي وسمع دوي انفجار ضخم جدا هز مدينة أريحا ترافق مع إطلاق نار كثيف على المدينة وإطلاق قذائف مدفعية على المدينة وعلى منطقة الوادي الأخضر في أريحا.

أما في ريف دمشق، فأفيد باشتباكات وقعت بين الجيش السوري و«الجيش الحر» في كفر بطنا. وقال مراد الشامي، عضو مجلس قيادة الثورة، إن القوات الحكومية تشن حربا حقيقية على معظم أنحاء ريف دمشق.

وفي المحافظة ذاتها، تحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في دوما، في حين أعلن «الجيش الحر» أنه اعتقل العميد في الجيش السوري نعيم خليل عودة، وأمهل «الجيش الحر» السلطات ثلاثة أيام لإطلاق معتقلي دوما وإلا أعدم الضابط، وتحدث «الجيش الحر» أيضا عن استهداف عقيد في الجيش كان ضمن قافلة عسكرية على الطريق بين دمشق والقنيطرة.

وفي مدينة حمص، قامت قوات الجيش النظامي بقصف حي باب السباع بصواريخ حرارية أدت إلى اشتعال النيران، ترافقت مع إطلاق قذائف مدافع «هاون»، وسقوط الكثير من القتلى والجرحى هناك، كما انهمرت عشرات القذائف على مدينة الرستن، وسجلت أكثر من عشرين إصابة بين المدنيين معظمها حالات خطيرة. وفي مدينة القصير، شيع 8 قتلى سقطوا خلال قصف عنيف على المدينة يوم أول من أمس، وقال ناشطون إن قوات الجيش النظامي استخدمت قنابل ضوئية في قصفها للمدينة ليل أول من أمس، ولا تزال الأوضاع متوترة هناك، تحت حصار خانق أدى إلى نزوح آلاف العائلات إلى المناطق المجاورة.

وفي حماه، قال ناشطون إن عدة أشخاص أصيبوا خلال قصف على بلدة قلعة المضيق في ريف حماه مستمر منذ عدة أيام، وتهدم أهم أبراج الحراسة في القلعة الأثرية القديمة، كما تضرر عدد كبير من المنازل ومعظمها لم يتم الوصول إليها لمعرفة عما إذا كان هناك ضحايا تحت الأنقاض. وفي مدينة اللاذقية على الساحل السوري، انطلقت مظاهرة كبيرة في شارع أنطاكيا قامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريقها مع قنابل صوتية هزت المنطقة تبعها حملة اعتقالات شرسة. وفي مدينة بانياس الساحلية، شنت قوات النظام حملة اعتقالات عشوائية في حي ابن خلدون عقب تفريق مظاهرة حاشدة انطلقت في الحي. وفي مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، خرجت مظاهرات حاشدة في حي المفتي وحي العزيزية جرت مهاجمتها وإطلاق الرصاص الحي لتفريقها.

وفي ريف دير الزور (شرق) قال المرصد السوري «إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف».

وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات جاءت نتيجة «مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي في المدينة».

وعلى وقع استمرار النظام بارتكاب المجازر في حمص وإدلب تصاعدت الأحداث في مدينة حلب، وخرجت أمس مظاهرة كبيرة من الجامع الأموي، كما انطلقت مظاهرة أخرى نحو قلعة حلب، ردا على مسيرة التأييد التي نظمتها السلطات في سعد الله الجابري، وقال ناشطون في حلب إن قوات الأمن والشبيحة هاجموا المتظاهرين وأطلقوا النار عليهم، مما أسفر عن قتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات بجروح، وجرت اشتباكات استمرت عدة ساعات، في محيط قلعة حلب مع الشبيحة الذين قاموا بتكسير المحلات التجارية في المنطقة، والذين انتشروا في المنطقة بكثافة وهو يحملون السكاكين والسيوف والعصي. كما حوصر أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر داخل الجامع الأموي الذي طوقته قوات الأمن من كل الأطراف وترافق ذلك مع إطلاق رصاص حي في محيط السبع بحرات، إلى حين وصول تعزيزات أمنية وباصات ضخمة لاعتقال المحاصرين داخل الجامع.

وقالت وكالة «فرانس برس» إن عشرات الآلاف من السوريين في عدد من المدن السورية شاركوا أمس في «المسيرة العالمية من أجل سوريا»، التي دعا إليها موالون للرئيس السوري بشار الأسد للتعبير عن «حبهم لسوريا».

الأمم المتحدة ستشارك في مهمة إنسانية بقيادة الحكومة السورية

بان يحث على التعاون لإنهاء الأزمة السورية

لندن: «الشرق الأوسط»

قالت الأمم المتحدة أمس إن عددا من خبرائها سينضمون إلى المهمة الإنسانية التي تقودها الحكومة السورية في عدد من المدن التي تشهد احتجاجات، ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع.

وصرحت فاليري أموس، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، بأن عددا من موظفي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي سيشاركون في المهمة التي ستقوم بزيارات إلى حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا. إلا أن أموس أكدت أنه «من المهم وبصورة متزايدة أن يتم السماح للمنظمات الإنسانية بالدخول دون إعاقة لتحديد الاحتياجات الملحة وتقديم الرعاية الطارئة والإمدادات الأساسية. لا مجال لإضاعة الوقت»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت في بيان «أكرر دعوتي للحكومة السورية إلى أن تسمح للمنظمات الإنسانية بالدخول دون إعاقة حتى يمكنها مساعدة الناس المحتاجين بطريقة محايدة وغير متحيزة».

وكانت أموس التقت الأسبوع الماضي بمسؤولين سوريين في دمشق، وقالت في وقت لاحق إن الحكومة السورية وافقت على القيام بمهمة تقييم مشتركة في سوريا التي تشهد اضطرابات دامية منذ أكثر من عام. وصرحت أموس «الأسبوع الماضي قالت الحكومة السورية إنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لدراسة اقتراحاتنا». وأضافت أن «السلطات السورية أبلغتني الآن بأن مهمة تقودها الحكومة ستزور محافظات حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع». وأضافت أن موظفين من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي «سيرافقون المهمة ويغتنمون الفرصة لجمع المعلومات عن الوضع الإنساني بشكل عام ومراقبة الظروف في مختلف البلدات والمدن بأنفسهم».

إلى ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الحكومة السورية والمعارضة أمس على التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في المسعى لإنهاء العنف. وقال إن «الوضع الراهن في سوريا لا يمكن الدفاع عنه», مشيرا إلى أن عدد القتلى فاق 8 آلاف. وقال بيان من مكتب بان إنه «يتضامن مع الشعب السوري ومع طموحاته المشروعة للكرامة والحرية والعدالة. وهو يدعو لإنهاء كل العنف ولحل الأزمة من خلال الوسائل السلمية». وأضاف أنه «يحث الحكومة السورية والمعارضة على التعاون مع جهود المبعوث الخاص المشترك».

رسائل «الغارديان»: الأسد سخر من بعثة المراقبين العرب.. ويرى أن ما يحدث حوله في سوريا «سخافات»

خبير نفسي لـ «الشرق الأوسط»: الرسائل خاصة ببشار وزوجته.. وتوضح انفصاله عن الواقع

لندن: أحمد الغمراوي

استمرت التفاصيل الدقيقة الواردة في رسائل البريد الإلكتروني المسربة والمنسوبة إلى الرئيس السوري بشار الأسد وقرينته أسماء في إثارة فضول القراء والسياسيين حول العالم؛ في محاولة للحصول على تفاصيل أوضح للوضع السياسي السوري من جهة، وعلى أمل الاطلاع على ملامح أكثر قربا من شخصية أحد أكثر الرجال إشغالا للرأي العام العالمي مؤخرا.

وحاولت صحيفة «الغارديان» البريطانية، التي قامت بنشر جزء من تلك الرسائل، بكل طاقتها أن تتأكد من مصداقية نسب هذه الرسائل لبشار وأسماء قبل نشرها، خاصة أنها تستخدم حسابات مصطنعة بأسماء سام (بشار) وعالية كيالي (أسماء)، موضحة ورود اسمي بشار وأسماء الحقيقيين في أكثر من موضع بالرسائل، خاصة تلك المتبادلة مباشرة بينهما. كما أشار ناشطون إلى أن شركة «الشهباء»، ومقرها في دبي، والتي ينتمي إليها الحسابان البريديان، هي الممر للأعمال التجارية الحكومية لسوريا، والمشتريات الخاصة بأسماء الأسد.

أيضا أوضحت الصحيفة أن لائحة الشخصيات التي يتم تبادل المراسلات معها تضم – إلى جانب عائلة أسماء الأسد – أبرز مستشاري ومقربي بشار وزوجته، وهم شهرزاد الجعفري، ابنة السفير السوري لدى الأمم المتحدة، وهي في بداية العشرينات من عمرها، وأحد المقربين من الأسد وأعلى مستشاريه الإعلاميين.. وأيضا هديل العلي المستشارة الصحافية للأسد، ولونة الشبل المذيعة السابقة بقناة «الجزيرة»، وخالد أحمد الذي قدم للأسد تقارير تفصيلية عن الأوضاع في حمص، بما فيها أحوال الصحافيين في بابا عمرو، والتي أسفرت عن قصف المبنى الصحافي ومقتل عدد من المراسلين وإصابة آخرين الشهر الماضي.. إلى جانب حسين مرتضى، رئيس قناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية.

-وأوضحت الصحيفة أيضا أنها تواصلت مع 10 من الشخصيات المرموقة الواردة بالرسائل للتأكد من مصداقيتها، وبينهم توماس ناغوريسكي مدير تحرير بشبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، والسير أندرو غرين سفير بريطانيا السابق لدى سوريا، واللورد بويل مستشار السيدة مارغريت ثاتشر السابق.. فأكدت أغلب هذه الشخصيات نسب هذه الحسابات لبشار وزوجته، فيما امتنع الباقون عن التعليق بالسلب أو الإيجاب.

وتظهر الرسائل لمحات مختلفة من حياة الأسد وزوجته، منها جوانب حياتية، مثلما يتضح في رسائل أسماء لشراء وحدة إضاءة من متاجر «هارودز» الفاخرة في لندن، أو طلبات لشراء حلي من باريس. لكن الرسائل عكست أيضا جانبا آخر؛ هو معاناة أسماء في التأقلم مع الأوضاع النفسية الضاغطة حول أسرتها، نظرا للهجوم الشديد الذي يواجهه بشار، إذ تقول في رسالة موجهة إلى حساب زوجها في نهاية ديسمبر الماضي «إذا كنا أقوياء معا فسوف نتغلب على هذا معا.. أحبك».

وسياسيا، كشفت الرسائل عن عرض قطري لإنهاء الأزمة تسلمته أسماء، ويتضمن إمكانية أن تكون الدوحة مكانا للزعيم السوري لطلب اللجوء هو وعائلته، حيث قالت الصحيفة إن مياسة، ابنة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بعث إلى أسماء برسالة في 30 من يناير (كانون الثاني) الماضي تقول فيها «بالنظر للتاريخ وتصاعد الأحداث الأخيرة، رأينا نتيجتين.. إما أن يتنحى الزعماء ويحصلوا على اللجوء السياسي، وإما يتعرضوا لهجوم وحشي. أعتقد حقا أن هذه فرصة طيبة للرحيل وبدء حياة أخرى طبيعية.. وأنا متأكدة أن هناك أماكن كثيرة يمكن اللجوء إليها بما في ذلك الدوحة»، مضيفة «أتمنى فقط أن تقنعي الرئيس بأن يقبل هذا؛ كفرصة للخروج من دون أن يكون مضطرا لمواجهة اتهامات».

لكن، وبحسب المواقف المعلنة للأسد، فإنه يبدو أنه تجاهل هذا العرض تماما، بل إنه استمر في استخدام لغة إعلامية تحمل أطرافا خارجية مسؤولية الأوضاع السيئة في سوريا.

وبالبحث في رسائل الأسد يتضح أنه متأثر للغاية بآراء مستشاريه، وأن بعضهم ينتمي إلى إيران بشكل أو بآخر.. إذ توضح الرسائل أن مستشارا إعلاميا لبشار أعد تقريرا قبيل إلقاء الأسد لكلمة جماهيرية في ديسمبر الماضي، وقال المستشار إنه استند في تقريره إلى «مشاورات مع عدد لا بأس به من الناس إلى جانب الإعلام والمستشار السياسي للسفير الإيراني»، ناصحا الأسد «أعتقد أن اللغة يجب أن تكون قوية وعنيفة، لأن الناس في حاجة إلى أن يروا رئيسا قويا يدافع عن البلاد، وإظهار التقدير للدعم الذي أبدته دول صديقة». أيضا يتضح ذلك التأثر في رسائل أخرى، والتي أشارت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى «الوجود غير القانوني للصحافيين الأجانب في بابا عمرو بمدينة حمص»، وطلبت «إحكام القبضة الأمنية»، وأن «الحكومة يجب أن تكون مسيطرة على كل المناطق العامة كل مساء».

وتظهر رسالة أخرى تهكم الأسد من بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، والتي زارت بعض المدن مثل دمشق وحمص، وذلك عبر مشاركته لمقطع فيديو – صوره في الأغلب أحد المتعاطفين مع النظام – ويظهر دمية على شكل مراقب وسيارة أطفال تحمل ملعقة تمثيلا لإحدى الدبابات. ويشير الفيديو في سخرية إلى أنه بعد نداءات وتحذيرات (المعارض البارز) برهان غليون حول الانتهاكات، فإن النظام السوري استعان بتعويذة سحرية لإخفاء الدبابات من حي بابا عمرو.

وقام بشار بإرسال المقطع إلى مستشارته الإعلامية هديل العلي قائلا «يجب أن تشاهدي ذلك»، فردت العلي «يا إلهي، إنه مضحك.. الكل كان يتحدث عن غليون ونظريته بخصوص الدبابات».

وبينما انقسمت التعليقات على موقع صحيفة «الغارديان» بين من يرى أن المحتوى صادق وينتمي لعائلة الأسد، وبين مشكك في ذلك، فإن قناة تلفزيونية سورية قامت بنفي انتماء الحساب البريدي للأسد في فبراير (شباط) الماضي، وذلك بعد انكشاف اختراق الحساب وربما في خطوة استباقية قبل نشر محتواه أول من أمس. لكن الخبير النفسي الدكتور محمد عبد العظيم، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن محتوى الرسائل التي اطلع عليها عبر صحيفة «الغارديان»: «ينتمي بالتحليل النفسي إلى بشار الأسد وزوجته حتما».

وقال عبد العظيم «يتفق ما ورد بالرسائل المنشورة مع كون أسماء تشعر بالضياع بين نشأتها الغربية (في بريطانيا) وواجبها في الوقوف جوار زوجها حتى النهاية، رغم تمزقها النفسي نظرا لما تراه من انتهاكات بحق المواطنين». وأضاف عبد العظيم «أما عن بشار فإنه – كما يتضح من تصرفاته الحالية على أرض الواقع – قد اتخذ الخيار شمشون، أي أنه مصر على الوصول إلى آخر الخط، ولا يرى مفرا من ذلك.. إما القضاء على المعارضة أو نهايته الشخصية. وتظهر أفعاله الشخصية في الرسائل أنه شخص منقاد لآراء محيطيه من المستشارين، كما أنه مغيب ومنفصل عن الواقع في بعض الأحيان.. وهي صفات تتفق مع شخصية من يتخذ مثل هذه القرارات غير المنضبطة نفسيا».

وهو أمر توضحه رسائل أخرى تظهر انفصال الرئيس عن الواقع حوله، مثل تلك التي تظهر اهتمامه بشراء بعض الأغاني عبر متجر «آي تيونز» الخاص بمنتجات «أبل ستورز»، وإرساله بعضها إلى زوجته، كما أرسل لها مقاطع فيديو من برنامج «Arab Idol» الفني، بينما الأوضاع مشتعلة على الأرض في سوريا.. أو تلك التي يرد فيها على رسالة لزوجته (قالت فيها إنها ستفرغ مما تقوم به الساعة الخامسة مساء)، بقوله (متهكما على المطالبات الدولية بإجراء إصلاحات في سوريا) «هذا أفضل إصلاح يمكن أن يحدث في أي بلد.. أن تخبريني بمكان وجودك. هذا أفضل من سخافات قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام».

السلطات السورية تمنع دخول قافلة الحرية من تركيا

المنظمون يقررون تنظيم اعتصام مفتوح إلى أن يتمكنوا من توصيل المساعدات

بيروت: كارولين عاكوم

للمرة الثانية خلال شهرين تصل قافلة الحرية إلى الحدود التركية السورية، وتصطدم بمنع دخولها من قبل السلطات السورية. وكان الناشطون الذين ينظمون الحملة قد انطلقوا مع نحو 450 ناشطا من دول عربية وأجنبية مختلفة صباح يوم أمس من منطقة «غازي عنتاب» في تركيا باتجاه منطقة «كلس» على الحدود السورية، حيث أوقفتهم الشرطة التركية ومنعتهم من التقدم أكثر خوفا على سلامتهم، بحسب مؤيد اسكيف، أحد منظمي القافلة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «عندها، عمدنا إلى تشكيل وفد مؤلف من الشباب السوريين المنظمين، وتواصلنا مع ممثل عن الجهة التركية الذي تفاوض بدوره مع ممثل من السلطات السورية التي رفضت رفضا قاطعا اجتياز القافلة للحدود». ولفت اسكيف إلى أن المنظمين كان قد سبق لهم أن تواصلوا مع الهلال الأحمر السوري، لكنهم لم يتلقوا أي رد منه، معتبرا أن «هذه المنظمة مغلوب على أمرها».

أما في ما يتعلق بالخطوات المستقبلية التي قد يقوم بها المنظمون، فيقول اسكيف «بدأنا في تشييد الخيام تحت الأمطار، وبدأنا اعتصاما مفتوحا، إلى أن نتمكن من توصيل المساعدات».

وأكد اسكيف أن اختيار يوم أمس للانطلاق بالقافلة كانت له دلالات عدّة، وأهمها التأكيد على إكمال مسيرة الثورة إلى أن تتحقق أهدافها في الحرية والعدالة والكرامة. وأضاف «رغم العوائق التي واجهناها وقد نواجهها في المستقبل، والتي قد تمنعنا من الوصول إلى سوريا ومساعدة المدنيين، فإن محاولاتنا لن تتوقف، وذلك بهدف كسر الحصار الإعلامي المفروض على سوريا ولفت الانتباه لما يجري في الوطن من مجازر وحشية يرتكبها النظام، ولمد يد العون لشعبنا، وللتأكيد على أن المغتربين السوريين هم امتداد للشعب السوري في الخارج».

ورأى أن «هذا حق طبيعي لنا كمواطنين، ولا يوجد قانون في العالم يمنع دخول مثل هذه القافلة، وكنا نتمنى لو أتيحت لنا الفرصة للدخول من أكثر من بلد عربي وعن طريق مطار دمشق الدولي أيضا». ويدعو اسكيف «الجمعيات الحقوقية العربية والعالمية المشاركة في القافلة إلى أن تقوم بواجبها تجاه شعب أعزل يقصف يوميا». واعتبر أن «أهمية قافلة الحرية تكمن في كونها قافلة مساعدات إغاثية إنسانية سلمية لا يوجد فيها سلاح ولا مسلحون، لكن الهدف الأساسي هو توصيل مواد إغاثية وطبية، ونريد مساعدة الجرحى، كما نريد إدخال وسائل الإعلام لتنقل الصورة الحقيقية لما يجري للعالم».

وأسف اسكيف لما سماه تخاذلا عربيا دوليا من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية، لافتا إلى أن «المنظمين عمدوا إلى التواصل مع عدد كبير من هذه المنظمات طالبين منها ليس تقديم المساعدات وإنما الوقوف إلى جانبنا ولو معنويا فقط، لكننا لم نلق أي تجاوب».

«هيومن رايتس ووتش»: قوات الأمن السورية تطبق سياسة الأرض المحروقة

قالت إن القوات الحكومية أطلقت النار من دون تمييز

بيروت: بولا أسطيح

أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن «قوات الأمن السورية تستخدم في مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة وسائلها للأرض المحروقة، بينما تلجم الصين وروسيا مجلس الأمن الدولي»، معتبرة أنه «بعد مرور عام على أحداث سوريا، بات على مجلس الأمن الدولي الاتحاد وإبلاغ الرئيس السوري بشار الأسد أن هذه الهجمات يجب أن تتوقف».

وحول الوضع في مدينة إدلب شمال غربي البلاد، تحدثت المنظمة في تقريرها عن «شهادات تقر بدمار كبير وعدد كبير من القتلى والجرحى من المدنيين في عمليات القصف»، لافتة إلى أن «ناشطين سوريين أعدوا لائحة أولى تتضمن أسماء 114 مدنيا قتلوا خلال الهجوم على المدينة».

وأضافت المنظمة نقلا عن سكان أن «القوات الحكومية أطلقت النار من دون تمييز على المنازل والناس في الشوارع ثم قامت باعتقالات بعدما فتشت البيوت بيتا بيتا ونهبت مباني وأحرقت مساكن»، داعية إلى «عرض القضية على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي».

ويؤيد المرصد السوري لحقوق الإنسان ما خلص إليه تقرير «هيومن رايتس ووتش» لجهة أن قوات الأمن السورية تعتمد سياسة الأرض المحروقة في المناطق التي تقتحمها، وفي هذا الإطار شدد مدير المرصد رامي عبد الرحمن على أن «النظام السوري يعتمد هذه السياسة منذ مدة وبالتالي لا جديد في هذا السياق»، لافتا إلى أن «المرصد تحدث عن الموضوع عند وقوع حادثة بانياس في مايو (أيار) الماضي حين اقتحمت القوات السورية الأحياء الجنوبية للمدينة واعتقلت آلاف الرجال بإطار سياسة الضغط والتهجير، فعذبتهم أمام ذويهم واعتقلت بعضهم ودفعت البعض الآخر إلى المغادرة نتيجة للخوف الذي زرعته في نفوسهم».

وأوضح عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام يطبق هذه السياسة حاليا في حمص كما في إدلب»، وأضاف: «سياسة الأرض المحروقة التي نتحدث عنها لا تعني حرق الأراضي، بل تعني حرمان المناطق من الخدمات، وتقنين الكهرباء، ومنع إدخال المواد الغذائية إليها، وبالتالي تصبح الحياة الطبيعية غير متوفرة ما يدفع السكان إلى الهجرة».

مصطلح «سياسة الأرض المحروقة» يعرفه الخبراء العسكريون بطريقة مغايرة تماما لتعريف منظمات حقوق الإنسان، إذ يعني وبحسب الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر «محاصرة منطقة أو بقعة معينة تحوي عدوا خارجيا أو داخليا ليكثف بعدها الرماية عليها من مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة لبضعة أيام، ما يسمح بعدها لقوات المشاة بالدخول إليها بعد أن يكون قد تم تدمير البقعة بالكامل». يذكر أن اتفاقية جنيف لعام 1977 وبموجب المادة 54 من البروتوكول الأول منعت تدمير الإمدادات الغذائية للسكان المدنيين في منطقة الصراع، ويقول نص الاتفاقية: «يحظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتج المحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري، من أجل غرض محدد لمنعها لقيمتها الحيوية على السكان المدنيين أو الخصم، مهما كان الباعث سواء كان بقصد تجويع المدنيين أم لحملهم على الابتعاد، أو لأي سبب آخر».

هولندا تقرر إغلاق سفارتها في دمشق وتتعهد بمواصلة دعم المعارضة

منظمة «لاجئون» الهولندية تطلق حملة لجمع تبرعات للاجئين السوريين

بروكسل: عبد الله مصطفى

قررت الحكومة الهولندية إغلاق سفارتها في دمشق، وقالت الخارجية الهولندية إنها اتخذت قرارا بإغلاق السفارة نظرا لأسباب أمنية، ولتوصيل رسالة إلى دمشق، في ظل استمرار عمليات القتل من جانب قوات النظام الحالي، حسب ما صرح وزير الخارجية أوري روزنتال، الذي التقى عددا من ممثلي المعارضة السورية بمقر الخارجية الهولندية في لاهاي الأربعاء، وحسب الإعلام الهولندي، تعهد الوزير روزنتال باستمرار الدعم والمساندة، والاتصالات، مع المعارضة السورية، وبأشكال مختلفة، ويوجد حاليا في السفارة الهولندية في دمشق عدد من الموظفين لتسيير أمور الهولنديين في سوريا ويقدر عددهم حاليا بـ190 شخصا وسيتم التنسيق معهم للبحث عن بدائل أخرى بعد إغلاق السفارة في غضون أيام قليلة. وكانت هولندا استدعت سفيرها من دمشق في وقت سابق للتشاور معه.

وأبلغ الوزير الهولندي وفد المعارضة السورية، قلق بلاده الشديد بسبب الحالة في سوريا، وأكد لهم ضرورة توحد فصائل المعارضة في هذا التوقيت وتعهد الوزير باستمرار تقديم الدعم المالي والمساندة العملية ومنها المساعدة التقنية للحصول على الإنترنت، وخصصت هولندا مليون يورو لبرنامج الغذاء العالمي لتقديم مساعدات للفارين من الأحداث في سوريا. وتنضم هولندا بقرارها غلق سفارتها في دمشق إلى دول أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وكندا وأميركا والسعودية.

يأتي ذلك فيما وصفت منظمة هولندية ناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية، الوضع بالنسبة للاجئين السوريين بالصعب وأنهم يعيشون في حالة من الخوف والرعب بسبب ملاحقات النظام، وعلى موقع منظمة «لاجئون» الهولندية بالإنترنت نشرت تقارير حول وضعية اللاجئين أظهرت فيها المنظمة أنها وجدت صعوبة بالغة في التحدث مع الفارين من الأحداث وحالة الرعب التي يعيشون فيها. وأطلقت منظمة «لاجئون» الهولندية حملة لجمع التبرعات لصالح اللاجئين السوريين على الحدود السورية اللبنانية والأردنية، وهي أكبر حملة تبرعات هولندية توجه لسوريا.

«الفاو» تبدي قلقها حيال الأمن الغذائي في سوريا

تفاقم انعدام الغذاء لـ1.4 مليون شخص

لندن: «الشرق الأوسط»

أعربت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أول من أمس عن قلقها حيال الأمن الغذائي في سوريا، وخصوصا بالنسبة إلى 1,4 مليون شخص باتوا يعانون في مناطق تشهد اضطرابات.

وقالت الفاو في بيان إن «برنامج الأغذية العالمي اعتبر في 2010 أن نحو 1,4 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي يقيمون في مناطق أصبحت منذ ذلك الوقت مناطق نزاع مثل حمص وحماه وريف دمشق ودرعا وإدلب». وأضافت المنظمة أن «قلقنا يكمن في معرفة المناطق التي أصبحت الآن أكثر ضعفا».

وتقوم الفاو وبرنامج الأغذية العالمي اللذان يتخذان من روما مقرا، بعملية طارئة في الوقت الراهن تشمل مائة ألف شخص في سوريا ويقدمان لهم مساعدة غذائية وقسائم شراء. وأضافت الفاو أن عشرات آلاف الأشخاص فروا إلى الدول المجاورة. حسب ما جاء في وكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت الفاو عن المكتب المركزي للإحصاءات في سوريا قوله إن التضخم ازداد بنسبة 15 في المائة بين يونيو (حزيران) وديسمبر (كانون الأول)2011، وخصوصا بسبب الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية ونقص المحروقات اللذين كان لهما تأثير لا يستهان به على تكلفة النقل. ويواجه الناس في بعض المناطق مزيدا من الصعوبات في الحصول على المواد الغذائية والماء والمحروقات. ويواجه أيضا 300 ألف من صغار المزارعين والرعاة في المحافظات الشمالية الشرقية التي تضررت حتى الآن جراء موجة جفاف استمرت سنوات، فقدان العمل الموسمي بسبب أعمال العنف الجارية.

وتراجع إنتاج الحبوب في سوريا 10 في المائة في 2011، وتنتاب المزارعين هواجس كثيرة تتعلق بموسم شتاء 2012 الذي يبدأ في مايو (أيار) بسبب مشكلات التموين الناجمة عن الوضع السياسي.

ومن جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أمس، أنها قدمت 12 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسوريين من خلال الأمم المتحدة وغيرها من منظمات إنسانية. وأفاد بيان من وزارة الخارجية الأميركية أمس، بأن واشنطن قدمت 5.5 مليون دولار للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى 3 ملايين دولار إلى منظمة الصليب الأحمر و3 ملايين إلى برنامج الغذاء العالمي. ولفتت إلى أنها تقدمت بمليون دولار من المساعدات لـ«منظمات حقوق إنسان» لم تفصح عن تفاصيلها. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيانها: «الولايات المتحدة تسعى وراء كل قناة لإيصال الإغاثة الإنسانية لسوريا وتواصل الجهود الدبلوماسية الحثيثة لتأميل وصول المنظمات الإنسانية للمحتاجين». ولفت البيان إلى أن المساعدات، التي تشمل مساعدات طبية وغذائية، مخصصة للسوريين داخل البلاد وللاجئين في الدول المجاورة.

المجلس الوطني السوري يقلل من تداعيات استقالة أعضائه الثلاثة لأنهم «مستمرون في نضالهم»

نحاس لـ «الشرق الأوسط»: نعمل على معالجة الخلل وكل المعارضة متفقة على إسقاط الأسد

بيروت: يوسف دياب

لا تزال استقالة ثلاثة من أعضاء المجلس الوطني السوري تلقي بظلالها على المعارضة السورية ككل، وعلى الثورة في الداخل، غير أن المجلس قلل من تداعيات هذه الاستقالة، باعتبار أن الأعضاء المستقيلين هيثم المالح وكاترينا التلة وكمال اللبواني «لم يتخلوا عن نضالهم من أجل إسقاط النظام السوري والعمل من أجل سوريا الديمقراطية».

ورأى عضو المجلس الوطني السوري عبيد نحاس، أن «الاستقالات التي تحصل ليست بسبب الاختلاف على هيكلية المجلس، إنما على بعض النقاط، ويجرى الأخذ بالملاحظات التي يضعها الزملاء ومعالجة أي خلل في الأداء، والجميع ما زال يعمل من الموقع الوطني نفسه؛ وهو مواجهة هذا النظام وإسقاطه». وأكد نحاس لـ«الشرق الأوسط» أن «الذين يستقيلون من عضوية المجلس، خصوصا الرمز الوطني هيثم المالح، سيعملون دائما ضد نظام الأسد، وسنبقى نتعاون معهم للوصول مع شعبنا إلى الدولة الديمقراطية، خصوصا أن كل أطراف المعارضة مجمعة على هدف واحد؛ وهو التخلص من هذا النظام وإسقاط بشار الأسد وكل رجال حكمه الذين قتلونا جميعا». وردا على سؤال عما إذا كان المجلس الوطني بعد الهزة التي أصابته، ما زال قادرا على مجاراة الثورة، في ظل المجازر وحرب الإبادة التي ترتكب في القرى والمدن السورية، ذكر نحاس أن «المجلس الوطني يتألف من نحو 300 عضو، وإذا انسحب منه عضوان أو أكثر فلا يعني أنه ضعف، كما أن المجلس يكتسب اليوم الشرعية الشعبية والشرعية الدولية التي اعترفت به ممثلا وحيدا للشعب السوري، وهناك آلية عمل لا بأس بها. أما حرب الإبادة، فإنها تقتضي منا جميعا أن نعمل من أجل إنقاذ هذا الشعب، ولذلك نحن الآن منشغلون بما يجري في إدلب وقبلها في حمص وغيرهما». وقال: «حالتنا في المجلس كسيارة مطلوب منها أن تسير بسرعة هائلة قبل أن تكتمل صناعتها، والآن نحن نوازن بين هذا وذاك، والمجلس مفتوح أمام الجميع». وردا على سؤال عما إذا كان بطء التحرك الدولي ضد النظام السوري مرتبطا بعدم توحد المعارضة، وتبلور صورة النظام الذي سيخلف بشار الأسد، أوضح أنه «ربما يكون ذلك أحد الأسباب، لكن المجتمع الدولي يتحرك بناء على مصالحه، وهو تحرك قبل ذلك في كوسوفو والبوسنة والعراق من دون أن تكون المعارضة موحدة». ورأى أن «المجتمع الدولي غير جاد في التحرك ضد نظام الأسد، خصوصا الولايات المتحدة وفرنسا رغم الاعتراف بأن الأسد انتهى، وهذا الاعتراف ليس وليد رغبة دولية في الإطاحة بحكم الأسد، إنما نتيجة تضحيات الشعب السوري.. هذا الشعب الذي لم يسبق له أن توحد كما هو موحد الآن على إزالة هذا الطاغية وحكمه».

وفي موقف لافت نفى الجيش الحر أي تنسيق مع المالح. وقال المستشار السياسي للجيش الحر بسام داده لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجيش السوري الحر إذ يشكر السيد هيثم المالح على موقفه ودعمه للجيش الحر ويقدر له عاليا هذا الموقف، إلا أن الجيش السوري الحر يود أن يكون هذا الدعم إن حصل عبر المجلس الوطني السوري فهو الحاضن الوطني للجيش الحر والمؤسسة الشرعية المعترف بها من الشعب السوري ومن قبل كثير من دول العالم»، مشيرا إلى أن الجيش الحر «لا يود أن يدخل في أمور جانبية ما كان يتمنى أن تحصل! فشعبنا يتعرض لأبشع المجازر، وأي انشقاق هو يصب في خدمة النظام مباشرة. وخصوصا أن بعض دول العالم تحاول النيل من الثورة السورية عبر الادعاء بأن المعارضة متشرذمة، فأتى انشقاق السيد هيثم المالح وكأنه يدعم هذه المقولة التي يراد منها إطالة عمر النظام المجرم. ونحن نعلم بأنه لا يقصد هذا تماما، فندعوه ومن منطلق مصلحة الثورة واحتراما لدماء الشهداء أن يتعالى عن الأمور الجانبية، التي قد تكون محقة في بعض جوانبها ولكن تعالج بطريقة أخرى».

ودعا داده «الأخ هيثم المالح أن يبين موقفه من المدعو حسام العواك الذي يدعي زورا للإعلام أنه يمثل الجيش السوري الحر وزار بعض دول الخليج طلبا للمساعدة بهذه الصفة!»، محددا أيضا «أن تكون هذه المساعدات عبر السيد هيثم المالح كما ذكر للإعلام، علما بأنه لم يتم تكليفه أصلا من قبل قيادة الجيش السوري الحر الجيش وليس هناك أي تواصل أو معرفة معه»، مشيرا إلى أنه (العواك) يقدم نفسه على أنه برتبة عميد للإعلام، «علما بأن له فيديو على (اليوتيوب) يعرف عن نفسه بأنه الرائد حسام العواك».

إلى ذلك، دعت «جبهة العمل الوطني لتحرير سوريا» إلى عقد مؤتمر وطني عشية انعقاد «مؤتمر أصدقاء سوريا» الثاني في إسطنبول، وشددت الجبهة في بيان لها على «توحيد الصف وتفعيل آليات توجيه ودعم العمل الثوري بكل أشكاله، خاصة الكفاح المسلح، في وجه الإجرام السلطوي وحماية أهلنا في الداخل، ومن ثم الخروج بخطة عمل وخارطة طريق واضحة الأهداف والآليات، وتشكيل خيمة تمثيل موحدة للمعارضة الوطنية تقوم على معايير ديمقراطية واضحة متوافق عليها، تعطيها الشرعية التمثيلية، وبواسطة هذه الخيمة الجامعة يعاد إنتاج المجلس التمثيلي، على أسس ديمقراطية واضحة. ويصبح بمثابة هيئة تشريعية، تشرف بدورها على تشكيل مؤسسة تنفيذية وطنية فاعلة، تعمل بموجب خطة عمل يتفق عليها بالتشاور مع الدول الداعمة لمطالب الشعب السوري في الحرية وفي إسقاط النظام الاستبدادي القائم، والتحضير في الوقت نفسه لبرامج المرحلة الانتقالية التي تتنقل بالبلاد نحو الدولة الديمقراطية الحرة». وأملت الجبهة من هذا المؤتمر أن يكون «ترجمة فعلية لإحدى توصيات مؤتمر تونس، وللاستحقاقات الداخلية الديمقراطية في المجلس الوطني التي عطلت باستمرار رغم كل جهودنا لإعادة هيكلة المجلس الوطني الحالي وتفعيل آليات عمله ودعمه للثورة».

تركيا تؤيد «تسليح المعارضة».. وتدرس فرض منطقة عازلة

ألف لاجئ في 24 ساعة يرفعون عدد «ضيوف» أنقرة إلى 14700

بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط»

تدفق، أمس، المزيد من اللاجئين السوريين، مع اقتراب الحملة العسكرية السورية من الحدود التركية في منطقة إدلب. وأعلنت السلطات التركية أن نحو ألف ضيف (لاجئ) سوري وصلوا إلى أراضيها خلال يوم واحد، كاشفة عن بناء مخيم جديد يضاف إلى مخيم آخر قيد الإنجاز، قرب بلدة كيليتس الحدودية، تحسبا لوصول المزيد منهم. بينما أكد مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة تؤيد فكرة تسليح المعارضة السورية، مشددا في المقابل على أن بلاده «لا تؤيد التدخلات الخارجية لأنها تزيد الأمور سوءا»، معربا عن اعتقاده بضرورة أن تكون الحلول «عربية ومناطقية».

وثمن المصدر دعوات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إلى تسليح المعارضة، واعتباره إياها فكرة ممتازة، مشيرا إلى أن «تركيا ترى أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد (يعاقب شعبه)»، مشددا على أن الوضع «غير مقبول.. والمجتمع الدولي عليه أن يتحمل مسؤولياته في السعي إلى وقف نزيف الدم السوري». ولم تستبعد وزارة الخارجية التركية مشاركة روسيا والصين في اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا». وأوضح سلجوق أونال، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية، خلال مؤتمر صحافي، أن أنقرة وجهت الدعوة إلى كل من روسيا والصين لحضور الاجتماع، انطلاقا من طابع الاجتماع الذي سيكون مماثلا للاجتماع الأول للمجموعة، الذي انعقد الشهر الماضي بتونس. وأضاف أن اجتماع إسطنبول سيجري أيضا على مستوى وزراء الخارجية. وقال إنه يأمل في حضور روسيا والصين الاجتماع، على الرغم من أنهما رفضتا المشاركة في الاجتماع السابق. وتوقع أن يأتي اللقاء «بمثابة عمل مشترك تشارك فيه الدول التي تؤيد اتخاذ خطوات فعالة على الاتجاه السوري. ولذلك ندعو جميع الدول المهتمة بمستقبل سوريا للحضور»، موضحا أن عملها «سيستهدف تحقيق تقدم فيما يخص تنفيذ القرارات التي اتخذتها المنظمات الدولية بشأن سوريا». ووصف أونال الوضع في سوريا بـ«المعقد»، ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف العنف هناك، معيدا إلى الأذهان أن أنقرة تعارض تدخلا عسكريا خارجيا في الشؤون السورية.

إلى ذلك، كشف أونال أن عدد المواطنين السوريين الذين لجأوا إلى تركيا ارتفع صباح أمس ليصل إلى 14 ألفا و700 مواطن بعد لجوء ألف مواطن خلال الـ24 ساعة الماضية إلى تركيا هربا من الاشتباكات في سوريا. وكان مسؤولون أتراك قدروا أن ما بين 200 و300 سوري كانوا يعبرون الحدود يوميا إلى تركيا في الأسبوع الماضي، وهو ما أشار إلى زيادة حادة في أعداد اللاجئين في الأسابيع القليلة الماضية.

ولفت أونال إلى أن بلاده تتوقع المزيد من اللاجئين, مضيفا: «هناك توقع بأن العدد سيزداد.. ولكن لا يمكننا أن نحدد رقما».

وقال بشير أتالاي نائب رئيس الوزراء التركي في مقابلة مع تلفزيون «إن تي في» إن تركيا تتعاون بشكل وثيق مع جامعة الدول العربية لمواجهة مشكلات اللاجئين التي يعاني منها أيضا لبنان والأردن، وقال: «بالطبع تركيا لديها كثير من الخبرة في هذا الأمر.. حول ما ينبغي عمله بما في ذلك المنطقة العازلة التي أشرتم إليها. الأمر الذي ذكرتموه ضمن الأمور المحتملة التي قد نعكف على دراستها في الفترة المقبلة».

وأشارت تركيا إلى أن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين سيكون أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى إنشاء «منطقة آمنة» داخل سوريا.

ومن المتوقع أن تفتح تركيا مخيما جديدا للاجئين قرب بلدة كيليس الجنوبية الشهر المقبل لاستضافة 10 آلاف لاجئ سوري إضافي.

مصادر فرنسية: موقف موسكو «يمكن أن يتغير» عندما يعي الروس أن النظام «يمكن أن ينهار»

المتحدث باسم أنان: باب الحوار مع النظام السوري ما زال مفتوحا

باريس: ميشال أبو نجم

رغم تمسك روسيا بموقفها المدافع عن النظام السوري والمعطل حتى الآن لكل المبادرات المطروحة في مجلس الأمن الدولي، فقد رأت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع أن موقف موسكو «يمكن أن يتغير» عندما يعي الروس أن «مصالحهم مأخوذة بعين الاعتبار» وأن النظام «يمكن أن ينهار».

وقالت هذه المصادر إن موسكو «ليست متمسكة بنظام الرئيس الأسد في المطلق، ويمكن أن تتخلى عنه في لحظة ما»، لكنها تربط ذلك بأمرين متصلين: الأول، ألا يتم بضغوط خارجية ظاهرة مما سينظر إليه على أنه «هزيمة روسية» واضحة المعالم تضاف إلى الهزائم الأخرى التي لحقت بالمصالح الروسية وآخرها سقوط نظام العقيد القذافي، والثاني أن يتم رحيل الأسد في «إطار منظم»، مما يفهم منه خروجه في إطار تسوية سياسية تكون نتيجة لمسار سياسي وليس شرطا مسبقا للسير به.

وتتوقع باريس أن تعود المناقشات إلى مجلس الأمن حول مشروع القرار الأميركي التي جمدت بانتظار مهمة المبعوث الدولي – العربي كوفي عنان في دمشق، وترجح استمرار تمسك موسكو بالشرطين اللذين طرحتهما وهما المساواة بين قوات النظام والمعارضة في تحميل مسؤولية العنف وبالتالي التزامن في وقف النار، والثاني حذف أي إشارة لتنحي الأسد أو للمبادرة العربية.

وتعتبر باريس أن النظام السوري «أثبت قدرة على المقاومة والبقاء»، وأن تحرك قواته ميدانيا «يتم وفق خطة محكمة» بحيث إنها تتمكن من الدخول إلى أي منطقة تريد «على المدى القصير». وتنسب باريس نجاحات النظام العسكرية لما يتلقاه من نصائح ودعم إيراني متعدد الأشكال، منه الدعم الاستخباري والدعم الإعلامي والمشورة العسكرية التي لخصتها كالآتي: تطويق المناطق الثائرة، قطع الاتصالات والخدمات عنها، ضرب بؤر المقاومة فيها ثم الدخول إليها وتوقيف أكبر عدد ممكن من الأشخاص وارتكاب ممارسات تكون بمثابة رادع للمناطق الأخرى. ويقوم التحرك العسكري وفق محور جنوب – شمال مع تركيز على الأطراف لمنع قيام مناطق قريبة من الحدود تفلت من سيطرة النظام وتشكل خطرا عليه كنقطة انطلاق وتجمع للمقاتلين ولتدفق السلاح والعتاد والمساعدات الخارجية.

وتتوقع باريس أن تدوم الأزمة «لوقت أطول مما كنا نتوقع» وستكون دموية «أكثر فأكثر». وتنظر باريس بكثير من «التشكيك» إلى الجيش السوري الحر والانشقاقات التي تحدث، وهي ترى أنها «غير قادرة على تغيير الوضع العسكري ميدانيا» بسبب التفاوت الكبير بين قوات النظام والقوات المنشقة أو الأفراد الذين انضموا إليها وهم يفتقدون للسلاح والخبرة على السواء. وبحسب ما قالته المصادر الفرنسية، فإن أصحاب الرتب العليا المنشقين هم في غالبيتهم الساحقة من الطائفة السنية، لكنهم كانوا يفتقدون لإمكانيات التحرك بسبب بنية الجيش. ففي الحالات التي تكون فيها القيادة لسني، فإن معاونه «حكما» من الطائفة العلوية ويتمتع بصلاحيات تفوق صلاحياته.

وتؤكد المصادر الفرنسية أن تسليح الجيش السوري الحر «لن يغير ميزان القوى على الأرض». غير أن لباريس أسبابا أخرى شرحها وزير الخارجية آلان جوبيه أمس في حديث لإذاعة فرنسية. وحجة الوزير الأولى أن التسلح «سيعني قيام حرب أهلية» بسبب التكوين الفسيفسائي للشعب السوري. وقال جوبيه «إذا أعطينا السلاح لفئة من المعارضة فإننا بذلك نكون ندفع لحرب أهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، مما سيشكل كارثة أكبر من الكارثة التي نعرفها حاليا».

وفي السياق الدبلوماسي، أفادت مصادر فرنسية، عشية التقرير الذي سيقدمه اليوم المندوب الدولي – العربي إلى مجلس الأمن اليوم، بأن مهمة كوفي عنان «وصلت إلى طريق مسدود» بسبب الرفض السوري للمقترحات التي تقدم بها والتي تتناول وقف العمليات العسكرية والعنف بإشراف دولي وتوصيل المساعدات الإنسانية والتوجه نحو حل سياسي. وبحسب هذه المصادر، فإن الأسد أبلغ عنان بأنه «لن يوقف العمليات العسكرية ما دام هناك من يطلق رصاصة من المعارضة». كذلك ثمة «هوة عميقة» في شكل الحل السياسي، إذ إن دمشق تطلب سحب طلب التنحي الذي تتمسك به الجامعة العربية والدول الغربية من التداول لأنه يعني «تغيير النظام» وهو ما ترفضه روسيا.

ونقلت صحيفة «لوموند» المستقلة في عددها أمس عن مسؤولين في الخارجية الفرنسية لم تسمهم، إن رد دمشق «صدم عنان»، مما دفعه إلى الاتصال بوزير الخارجية الروسي لافروف طالبا منه التدخل لدى الأسد لحملها على «تغيير لهجتها». ولوح عنان بأنه إذا لم تستجب دمشق فإنه مستعد للإعلان أنها هي التي تعرقل مهمته.

وأمس، جددت باريس دعمها «الكامل» لأمين عام الأمم المتحدة السابق، وأشارت إلى أنها «تنتظر الخلاصات والتوصيات» التي سيرفعها اليوم إلى مجلس الأمن.

الى ذلك رفض أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الكشف عن أي تفاصيل حول المقترحات التي قدمها أنان للحكومة السورية أو تفاصيل الرد السوري على تلك المقترحات، وقال إن «باب الحوار ما زال مفتوحا، وما زلنا نتواصل مع السلطات السورية حول المقترحات».

وأشار فوزي إلى أن خطة أنان تقترح ثلاث خطوات أساسية؛ هي إنهاء العنف، ودخول المساعدات الإنسانية، وبدء حوار سياسي مع المعارضة، مؤكدا أن أنان يسعى للحصول على إجابات وإيضاحات «ومزيد من الإيضاحات» من الأسد حول أسئلة ما زالت عالقة، وقال: «نستوضح من النظام السوري كيفية التنفيذ على أرض الواقع المقترحات الثلاثة التي قدمها أنان، فهناك نقاط تندرج تحت كل بند من هذه المقترحات حول كيفية التنفيذ والتصور الواضح للعملية». وأضاف فوزي: «نظرا للحالة الخطيرة والمأساوية على أرض الواقع، يجب أن ندرك أن الوقت مسألة حاسمة في هذه القضية».

ويدلي أنان بشهادته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم خلال اجتماع مغلق بالفيديو من العاصمة السويسرية جنيف.

من جانب آخر، توقعت مصادر دبلوماسية بريطانية بالأمم المتحدة أن تكون شهادة أنان عن الأوضاع في سوريا خطوة حاسمة في سعى الدول الغربية لاعتماد مشروع قرار يضمن وصول موظفي المساعدات الإنسانية وموظفي الإغاثة إلى المدن السورية.

وأشارت المصادر إلى محادثات مستمرة بين الدول الخمس دائمة العضوية ودولة المغرب التي تقدمت بمشروع القرار، إضافة إلى محادثات مع الوفدين الروسي والصيني حيث ما زالت الصورة غير واضحة حول إن كانت روسيا ستقبل بمشروع القرار الأممي حول سوريا. وتصر روسيا على أن يتضمن مشروع القرار المطالبة بوقف العنف من كلا الجانبين؛ من الحكومة السورية والمعارضة، وتحميل الجانبين بشكل متساو مسؤولية تردي الأوضاع في سوريا. وهو الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة.

ورجح دبلوماسي أميركي في تصريحات لجريدة «وول ستريت جورنال» أن يستمر الوضع المتأزم حول سوريا على الرغم من شهادة أنان، موضحا أن «استجابة نظام الأسد لا تعد نهائية، والإيضاحات التي يطلبها أنان من الأسد تدور حول الصياغة؛ حيث يراوغ النظام السوري في عبارات ومصطلحات ردوده على المقترحات».

مصادر فرنسية: موقف موسكو «يمكن أن يتغير» عندما يعي الروس أن النظام «يمكن أن ينهار»

المتحدث باسم أنان: باب الحوار مع النظام السوري ما زال مفتوحا

باريس: ميشال أبو نجم

رغم تمسك روسيا بموقفها المدافع عن النظام السوري والمعطل حتى الآن لكل المبادرات المطروحة في مجلس الأمن الدولي، فقد رأت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع أن موقف موسكو «يمكن أن يتغير» عندما يعي الروس أن «مصالحهم مأخوذة بعين الاعتبار» وأن النظام «يمكن أن ينهار».

وقالت هذه المصادر إن موسكو «ليست متمسكة بنظام الرئيس الأسد في المطلق، ويمكن أن تتخلى عنه في لحظة ما»، لكنها تربط ذلك بأمرين متصلين: الأول، ألا يتم بضغوط خارجية ظاهرة مما سينظر إليه على أنه «هزيمة روسية» واضحة المعالم تضاف إلى الهزائم الأخرى التي لحقت بالمصالح الروسية وآخرها سقوط نظام العقيد القذافي، والثاني أن يتم رحيل الأسد في «إطار منظم»، مما يفهم منه خروجه في إطار تسوية سياسية تكون نتيجة لمسار سياسي وليس شرطا مسبقا للسير به.

وتتوقع باريس أن تعود المناقشات إلى مجلس الأمن حول مشروع القرار الأميركي التي جمدت بانتظار مهمة المبعوث الدولي – العربي كوفي عنان في دمشق، وترجح استمرار تمسك موسكو بالشرطين اللذين طرحتهما وهما المساواة بين قوات النظام والمعارضة في تحميل مسؤولية العنف وبالتالي التزامن في وقف النار، والثاني حذف أي إشارة لتنحي الأسد أو للمبادرة العربية.

وتعتبر باريس أن النظام السوري «أثبت قدرة على المقاومة والبقاء»، وأن تحرك قواته ميدانيا «يتم وفق خطة محكمة» بحيث إنها تتمكن من الدخول إلى أي منطقة تريد «على المدى القصير». وتنسب باريس نجاحات النظام العسكرية لما يتلقاه من نصائح ودعم إيراني متعدد الأشكال، منه الدعم الاستخباري والدعم الإعلامي والمشورة العسكرية التي لخصتها كالآتي: تطويق المناطق الثائرة، قطع الاتصالات والخدمات عنها، ضرب بؤر المقاومة فيها ثم الدخول إليها وتوقيف أكبر عدد ممكن من الأشخاص وارتكاب ممارسات تكون بمثابة رادع للمناطق الأخرى. ويقوم التحرك العسكري وفق محور جنوب – شمال مع تركيز على الأطراف لمنع قيام مناطق قريبة من الحدود تفلت من سيطرة النظام وتشكل خطرا عليه كنقطة انطلاق وتجمع للمقاتلين ولتدفق السلاح والعتاد والمساعدات الخارجية.

وتتوقع باريس أن تدوم الأزمة «لوقت أطول مما كنا نتوقع» وستكون دموية «أكثر فأكثر». وتنظر باريس بكثير من «التشكيك» إلى الجيش السوري الحر والانشقاقات التي تحدث، وهي ترى أنها «غير قادرة على تغيير الوضع العسكري ميدانيا» بسبب التفاوت الكبير بين قوات النظام والقوات المنشقة أو الأفراد الذين انضموا إليها وهم يفتقدون للسلاح والخبرة على السواء. وبحسب ما قالته المصادر الفرنسية، فإن أصحاب الرتب العليا المنشقين هم في غالبيتهم الساحقة من الطائفة السنية، لكنهم كانوا يفتقدون لإمكانيات التحرك بسبب بنية الجيش. ففي الحالات التي تكون فيها القيادة لسني، فإن معاونه «حكما» من الطائفة العلوية ويتمتع بصلاحيات تفوق صلاحياته.

وتؤكد المصادر الفرنسية أن تسليح الجيش السوري الحر «لن يغير ميزان القوى على الأرض». غير أن لباريس أسبابا أخرى شرحها وزير الخارجية آلان جوبيه أمس في حديث لإذاعة فرنسية. وحجة الوزير الأولى أن التسلح «سيعني قيام حرب أهلية» بسبب التكوين الفسيفسائي للشعب السوري. وقال جوبيه «إذا أعطينا السلاح لفئة من المعارضة فإننا بذلك نكون ندفع لحرب أهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، مما سيشكل كارثة أكبر من الكارثة التي نعرفها حاليا».

وفي السياق الدبلوماسي، أفادت مصادر فرنسية، عشية التقرير الذي سيقدمه اليوم المندوب الدولي – العربي إلى مجلس الأمن اليوم، بأن مهمة كوفي عنان «وصلت إلى طريق مسدود» بسبب الرفض السوري للمقترحات التي تقدم بها والتي تتناول وقف العمليات العسكرية والعنف بإشراف دولي وتوصيل المساعدات الإنسانية والتوجه نحو حل سياسي. وبحسب هذه المصادر، فإن الأسد أبلغ عنان بأنه «لن يوقف العمليات العسكرية ما دام هناك من يطلق رصاصة من المعارضة». كذلك ثمة «هوة عميقة» في شكل الحل السياسي، إذ إن دمشق تطلب سحب طلب التنحي الذي تتمسك به الجامعة العربية والدول الغربية من التداول لأنه يعني «تغيير النظام» وهو ما ترفضه روسيا.

ونقلت صحيفة «لوموند» المستقلة في عددها أمس عن مسؤولين في الخارجية الفرنسية لم تسمهم، إن رد دمشق «صدم عنان»، مما دفعه إلى الاتصال بوزير الخارجية الروسي لافروف طالبا منه التدخل لدى الأسد لحملها على «تغيير لهجتها». ولوح عنان بأنه إذا لم تستجب دمشق فإنه مستعد للإعلان أنها هي التي تعرقل مهمته.

وأمس، جددت باريس دعمها «الكامل» لأمين عام الأمم المتحدة السابق، وأشارت إلى أنها «تنتظر الخلاصات والتوصيات» التي سيرفعها اليوم إلى مجلس الأمن.

الى ذلك رفض أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الكشف عن أي تفاصيل حول المقترحات التي قدمها أنان للحكومة السورية أو تفاصيل الرد السوري على تلك المقترحات، وقال إن «باب الحوار ما زال مفتوحا، وما زلنا نتواصل مع السلطات السورية حول المقترحات».

وأشار فوزي إلى أن خطة أنان تقترح ثلاث خطوات أساسية؛ هي إنهاء العنف، ودخول المساعدات الإنسانية، وبدء حوار سياسي مع المعارضة، مؤكدا أن أنان يسعى للحصول على إجابات وإيضاحات «ومزيد من الإيضاحات» من الأسد حول أسئلة ما زالت عالقة، وقال: «نستوضح من النظام السوري كيفية التنفيذ على أرض الواقع المقترحات الثلاثة التي قدمها أنان، فهناك نقاط تندرج تحت كل بند من هذه المقترحات حول كيفية التنفيذ والتصور الواضح للعملية». وأضاف فوزي: «نظرا للحالة الخطيرة والمأساوية على أرض الواقع، يجب أن ندرك أن الوقت مسألة حاسمة في هذه القضية».

ويدلي أنان بشهادته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم خلال اجتماع مغلق بالفيديو من العاصمة السويسرية جنيف.

من جانب آخر، توقعت مصادر دبلوماسية بريطانية بالأمم المتحدة أن تكون شهادة أنان عن الأوضاع في سوريا خطوة حاسمة في سعى الدول الغربية لاعتماد مشروع قرار يضمن وصول موظفي المساعدات الإنسانية وموظفي الإغاثة إلى المدن السورية.

وأشارت المصادر إلى محادثات مستمرة بين الدول الخمس دائمة العضوية ودولة المغرب التي تقدمت بمشروع القرار، إضافة إلى محادثات مع الوفدين الروسي والصيني حيث ما زالت الصورة غير واضحة حول إن كانت روسيا ستقبل بمشروع القرار الأممي حول سوريا. وتصر روسيا على أن يتضمن مشروع القرار المطالبة بوقف العنف من كلا الجانبين؛ من الحكومة السورية والمعارضة، وتحميل الجانبين بشكل متساو مسؤولية تردي الأوضاع في سوريا. وهو الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة.

ورجح دبلوماسي أميركي في تصريحات لجريدة «وول ستريت جورنال» أن يستمر الوضع المتأزم حول سوريا على الرغم من شهادة أنان، موضحا أن «استجابة نظام الأسد لا تعد نهائية، والإيضاحات التي يطلبها أنان من الأسد تدور حول الصياغة؛ حيث يراوغ النظام السوري في عبارات ومصطلحات ردوده على المقترحات».

تسميات الجمعة وثقت للثورة.. وجعلت السوريين الرافضين لحكم الأسد أكثر تضامنا

52 أسبوعا.. من «جمعة الكرامة» لـ«جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية»

بيروت: بولا أسطيح

قد يكفي في كتاب «الثورة السورية» تقليب صفحات يوم الجمعة من 15 مارس (آذار) الماضي وحتى اليوم ليتوضح المنحى الذي اتخذته الأحداث على مر الشهور الماضية وتحديد وجهة نظر قوى المعارضة السورية من كل قضية أو ملف أو حتى مبادرة وضعت على الطاولة منذ عام بالتحديد وحتى يومنا هذا.

الناشطون صوتوا على تسميات اختاروها عناوين كبرى حشدت الآلاف في الشوارع السورية دفاعا عن قضية محددة، تضامنا مع شخصية أو مجموعة اختاروها وطبعا سعيا لتحقيق مطلبهم الأساسي بإسقاط النظام. من جمعة الكرامة لجمعة الوفاء للانتفاضة الكردية، 52 يوم جمعة سقط خلالها آلاف القتلى الذين لبّوا الدعوة للتظاهر معتقدين، ومنذ الأيام الأولى، أنهم يمارسون حقّهم الطبيعي والديمقراطي بالتعبير عن الرأي.. ليتحوّل مع مرور الأيام خروجهم للشوارع تحديا لمنطق القتل والإبادة وإرساء وبالقوة لحقّ الشعوب بإسقاط النظام لبناء أنظمة ديمقراطية تحترم قيمة الإنسان وحرياته.

18 مارس (آذار) 2011 هو أول يوم جمعة في تاريخ الثورة السورية أطلق عليه الناشطون تسمية «جمعة الكرامة»، حصد أول أربعة قتلى سقطوا في درعا بعد 4 أيام على اندلاع الانتفاضة في ثلاثاء الغضب.. في تلك الجمعة لبّى المئات الدعوة ولكن في أنحاء محددة من البلاد. انطلقت مظاهرات من الجامع الأموي في دمشق، كما في مدينة بانياس وحمص ودرعا.. مظاهرات أسست لتوسع الحراك في الأسابيع المقبلة. ومع إنشاء صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» توصل الناشطون لتحديد آلية واضحة لاختيار تسمية لكل يوم جمعة، بحيث تنطلق كل يوم أربعاء عملية تصويت على أكثر من 5 تسميات يحددها الناشطون والقيمون على الصفحة، تنتهي يوم الخميس عصرا ليتم الإعلان عن التسمية التي حصدت أكبر عدد من الأصوات فتعمّم بإطار عنوان كبير للحشد.

بعد جمعة «الكرامة» كانت «جمعة العزة» في 25 مارس، انطلقت خلالها المظاهرات العارمة في مُعظم أنحاء سوريا للمرة الأولى بعد أن كانت في السابق مُقتصرة على محافظتي درعا ودمشق بشكل رئيسي فشملت درعا والصنمين وداعل والشيخ مسكين ودمشق (في كفرسوسة وسوق الحميدية) وحمص وحماه وبانياس واللاذقية.. في تلك الجمعة سقط 20 قتيلا في درعا بعدما كان يوم الأربعاء شهد مقتل ما يفوق الـ52. في جمعة العزة أيضا تم إحراق مقر حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا.

وفي 1 أبريل (نيسان)، خرج الناشطون في يوم «جمعة الشهداء» فتظاهروا في عدة مدن سوريا، وكان لافتا عندها امتداد الاحتجاجات إلى مناطق كردية تشارك للمرة الأولى مثل القامشلي وعامودا وسط امتناع الأحزاب الكردية. يومها أعلنت السلطة نيتها دراسة أوضاع 300 ألف كردي محرومين من الجنسية السورية منذ نصف قرن. وكانت الحصيلة النهائية لتلك الجمعة 29 قتيلا في جميع أنحاء البلاد.

ومن جمعة «الشهداء» لجمعة «الصمود» في 8 أبريل وقتها عمّت مظاهرات كبيرة في ريف دمشق وإدلب وحماه وحمص ودير الزور ودرعا وبانياس واللاذقية والبيضاء والقامشلي وطرطوس، وتم تحطيم تمثال لشقيق الأسد، باسل الأسد. الناشطون وثٌّقوا في تلك الجمعة مقتل 74 شخصا.

وفيما حصدت مظاهرات يوم «جمعة الإصرار» في 15 أبريل 11 قتيلا، كان يوم الجمعة التالي في 22 أبريل الأكثر دموية منذ اندلاع الثورة، إذ وبعدما أصدر الأسد مرسوما أمر فيه برفع قانون الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة وسن تنظيم للمظاهرات السلمية يوم الخميس 21 أبريل، حصد يوم «الجمعة العظيمة» لمصادفته في ذكرى يوم الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية، 158 قتيلا.

وبعدها ارتفعت وتيرة القتل، فوثّق الناشطون في جمعة الغضب في 29 أبريل مقتل 161 شخصا معظمهم في درعا التي قطع عنها الماء والغذاء والكهرباء. وفي 6 مايو (أيار) خرج السوريون في جمعة التحدي التي سقط فيها 63 قتيلا في دمشق وحمص وحماه، كما في بانياس المحاصرة.

وكان يوم 13 مايو يوم «جمعة الحرائر»، ووضع المحتجون أمر الأسد بعدم إطلاق النار على المحتجين تحت الاختبار، فرغم أن قوات الأمن أقامت حواجز تفتيش في جميع أنحاء البلاد لمنع تشكل المظاهرات، فإن مظاهرات انطلقت في حمص وحماه والقامشلي ودمشق ودرعا وبانياس واللاذقية وغيرها. وفشل الأسد في الاختبار وقتل 14 شخصا في نهاية اليوم.

ومن جمعة «الحرائر» لـ«جمعة أزادي» أي الحرية باللغة الكردية في 20 مايو التي سقط خلالها 50 قتيلا وتم إحراق مقر «البعث» في البوكمال على الحدود مع العراق.

وتوالت أيام الجمعة واتخذت التسميات منحى أقرب للناشطين على الأرض الذين باتوا يتحركون على أساسها ويرفعون اللافتات ويطلقون الهتافات انطلاقا منها.

وفي 27 مايو، كانت البلاد على موعد مع «جمعة حماة الديار» وهو الاسم الذي يطلق على الجيش في النشيد الوطني السوري في محاولة من المتظاهرين لثني الجيش عن إطلاق النار عليهم، لكن إطلاق النار حصد يومها 17 قتيلا.

ودخلت الثورة السورية شهرها الثالث شهر مع جمعة «أطفال الحرية» في الثالث من يونيو (حزيران)، وكانت مدينة حماه يومها على موعد مع الآلاف الذين تظاهروا في ساحة الشهداء لينتهي ذلك اليوم مع سقوط 84 قتيلا وإعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الأسد على وشك فقدان الشرعية.

وفي أحد مجزرة جسر الشغور في 5 يونيو (حزيران) سقط 56 قتيلا بعدما كانت قوات الأمن والجيش قد اجتاحت مدينة جسر الشغور وقصفوها بالمروحيات مخلفين أكثر من 38 قتيلا خلال يوم واحد. وفي «جمعة العشائر» في 10 يونيو، بدأت حملة الفرار السورية نحو تركيا، فانتقل نحو 2000 شخص إلى هناك. يومها أيضا سقط 211 قتيلا في أنحاء سوريا.

وفي 17 يونيو خرج السوريون في جمعة الشرفاء التي قتل فيها 17 شخصا وصولا لجمعة «سقوط الشرعية» في 24 يونيو حين خرجت مظاهرات ضخمة أكبرها في حماه، وقدر عدد المحتجين في ساحة الشهداء بـ200 ألف. يومها أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا شديد اللهجة للتنديد بممارسات نظام بشار الأسد. وأعلنت تركيا أن عدد اللاجئين السوريين لديها يتجاوز 11 ألف شخص. ووثق الناشطون في اليوم ذاته مقتل 19 شخصا في مختلف أنحاء سوريا.

وصرخ آلاف السوريين في الشوارع «ارحل» مع مطلع شهر يوليو (تموز) في جمعة أطلق عليها تسمية «ارحل»، وخرجت المظاهرات في معظم أنحاء البلاد، وأحصى الناشطون 268 موقعا، في المقابل خرجت مظاهرة مؤيدة في مدينة السويداء. وقد بلغت حصيلة قتلى تلك الجمعة 29 شخصا.

وفي 8 يوليو (تموز) كانت «جمعة لا للحوار»، وخرجت حماه بنصف مليونية جديدة، ووصل سفيرا أميركا وفرنسا إلى المدينة لتفقد أوضاعها ومعاينة وضع المظاهرات فيها، مما أدى إلى اندلاع أزمة دبلوماسية بين دمشق وواشنطن وباريس، خاصة بعد أن نفذ موالون للنظام السوري هجوما على السفارتين الأميركية والفرنسية في دمشق، بالإضافة إلى القنصلية الفرنسية في حلب. وأحصى الناشطون يومها سقوط 19 قتيلا.

وفي جمعة «أسرى الحرية» في 15 يوليو وصل عدد القتلى لـ39 ليوثّق الناشطون في الجمعة التي تلتها والتي حملت تسمية جمعة «أحفاد خالد» مقتل 18 شخصا في وقت قالت فيه المعارضة إن نحو 1.2 مليون خرجوا للتظاهر في مدينتي دير الزور وحماه وحدهما.

وفي 29 يوليو توجه المتظاهرون إلى العالم بجمعة «صمتكم يقتلنا» التي سقط فيها 22 قتيلا. وفي 5 أغسطس (آب) كانت جمعة «الله معنا» التي حرم فيها أهالي حماه من إقامة الصلاة، وأفادت التقارير عن سقوط 25 قتيلا، لتليها 12 من الشهر عينه جمعة «لن نركع إلا لله» التي سقط فيها 26 قتيلا.

وفي 19 أغسطس وبعد التحرك الدولي، نظمت المعارضة «جمعة بشائر النصر» التي سقط خلالها 45 قتيلا، تلتها جمعة «الصبر والثبات» التي راح ضحيتها 16 قتيلا في 26 أغسطس. وبعدها وفي 2 سبتمبر (أيلول) نظم المعارضون يوم احتجاج تحت عنوان «الموت ولا المذلة»، سقط فيه 25 قتيلا، تلته جمعة «الحماية الدولية» التي سقط فيها 31 قتيلا في 9 منه، وقد تزامنت مع وصول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين. وفي 16 منه تكثفت المظاهرات في جمعة «ماضون حتى إسقاط النظام»، فعبّر الناشطون عن رفضهم للمبادرة العربية، كما كتبوا تحت شعار يوم الجمعة «لا دراسة ولا تدريس» في إشارة إلى حلول موعد العودة إلى المدارس. وقد سقط في ذلك اليوم 52 قتيلا برصاص الجيش والأمن.

ومنها إلى جمعة «وحدة المعارضة» في 23 سبتمبر والتي سقط فيها 27 قتيلا. أما «جمعة النصرة لشامنا ويمننا» التي تلتها في يوم 30 سبتمبر فقد اتحدت فيها مظاهرات سوريا واليمن المطالبة بإسقاط النظامين الحاكمين في هذين البلدين معا للمرة الأولى تحت شعار جمعة موحد. وكانت حصيلة يوم الجمعة في سوريا مقتل 19 شخصا، معظمهم في محافظتي حمص وحماه.

وفي يوم خصّص لتأييد المجلس الوطني السوري، نظم المعارضون في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) جمعة «المجلس الوطني يمثلني» التي سقط فيها 24 قتيلا، كما اغتيل الناشط مشعل التمو المعارض الكردي البارز وعضو المجلس الوطني السوري في منزله بمدينة القامشلي، إذ اقتحم منزله 4 مسلحين وفتحوا النار على كل من في المكان. وفي اليوم نفسه حاول متظاهرون اقتحام السفارات السورية لدى بريطانيا وألمانيا والنمسا، فضلا عن مقرّ البعثة الدبلوماسية السورية لدى سويسرا، وفي برلين اقتحم 30 متظاهرا السفارة سلميا، لكن الشرطة أخرجتهم منها لاحقا، وفي فيينا اعتقل 11 متظاهرا بعد اقتحامهم السفارة. وأعلنت قيادة إقليم كردستان العراق تأييدها الكامل للشعب السوري في مقابل موقف الحكومة العراقية المؤيد للنظام.

وفي 14 أكتوبر نظمت المعارضة السورية جمعة «أحرار الجيش» للإشادة بالجيش السوري الحر الذي بدأ التنسيق مع المجلس الوطني، وكانت حصيلة هذا اليوم 25 قتيلا معظمهم في حمص التي بدأت في التحول إلى «عاصمة الثورة».

واحتجاجا على المهل المتتالية التي تعطيها الجامعة العربية للنظام، وفي 21 أكتوبر، نظمت المعارضة السورية يوم «جمعة شهداء المهلة العربية» وكان عدد ضحايا ذلك اليوم في سوريا 29 قتيلا، تلتها جمعة «الحظر الجوي» في 28 أكتوبر والتي قتل الأمن السوري فيها 74 شخصا على الأقل. وفيما حصدت جمعة «الله أكبر على من طغى وتجبر» 28 قتيلا، حصدت مظاهرات يوم جمعة «تجميد العضوية» 34 قتيلا.

وقد خصص الناشطون يوم الجمعة في 18 ديسمبر (كانون الأول) للدعوة لـ«طرد السفراء» وذلك مواكبة لمواقف جامعة الدول العربية في حينها التي أوصت من القاهرة بسحب السفراء العرب من دمشق، سعيا للانتقال للمرحلة التطبيقية فيما يخص فرض عقوبات دبلوماسية على سوريا. وقد سقط في تلك الجمعة 24 قتيلا. وبعدها وفي جمعة «الجيش الحر يحميني» قتل 26 شخصا خرجوا يؤيدون العناصر المنشقة من الجيش السوري النظامي.

وبعدها وتلبية لدعوات الجيش السوري الحر واقتناعا منهم بأن «المنطقة العزلة» ستعزز الانشقاقات عن الجيش الذي ينفذ تعليمات الرئيس السوري بشار الأسد، دعت قوى المعارضة السورية للخروج في مظاهرات «مليونية» في جمعة «المنطقة العازلة مطلبنا» في المحافظات والمدن السورية كافة. وقد سقط يومها 22 قتيلا. لتليها بعدها جمعة «إضراب الكرامة» التي سقط خلالها 46 قتيلا وبعدها جمعة «الجامعة العربية تقتلنا» استباقا لاجتماع جامعة الدول العربية الذي كان مقررا السبت على مستوى وزراء الخارجية والمخصص للرد على الشروط التي وضعها النظام السوري للقبول بالمبادرة العربية لحل الأزمة السورية. في ذلك اليوم قتل 20 شخصا.

ومنها إلى 23 ديسمبر وجمعة «بروتوكول الموت» التي سقط فيها 32 شخصا لتحصد آخر جمعة في سنة 2011 والتي أطلق عليها تسمية «جمعة الزحف إلى ساحات الحرية»، 36 قتيلا.

وفي أول جمعة من سنة 2012 وبالتحديد في 6 يناير (كانون الثاني) خرج الناشطون في جمعة «إن تنصروا الله ينصركم» وقتلت يومها قوات الأمن 34 شخصا.

واستمر العنف سيد الموقف في الأسابيع التي تلت، وفي 13 يناير قتل 17 شخصا في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»، لتحصد الجمعة التي تلتها جمعة «معتقلي الثورة» في 20 يناير 23 قتيلا. وفي 27 يناير شدّد الناشطون على حقهم بالدفاع عن النفس في جمعة «حق الدفاع عن النفس» التي قتل خلالها 72 شخصا.

وبعدها كانت جمعة «عذرا حماه سامحينا» في 3 فبراير (شباط) سقط خلالها 28 قتيلا قبل يوم من مجزرة الخالدية ومقتل 400 شخص في سوريا في يوم واحد.

ومنها لجمعة «روسيا تقتل أطفالنا» في 10 فبراير سقط خلالها 113 قتيلا، تلتها في 17 من الشهر عينه جمعة «المقاومة الشعبية بداية مرحلة» قتل فيها 44 شخصا.

وفي 24 من الشهر عينه، انتفض الناشطون من أجل بابا عمرو في جمعة «سننتفض لأجلك بابا عمرو» التي سقط خلالها 96 قتيلا. لتليها جمعة المطالبة بـ«تسليح الجيش الحر» في 2 مارس (آذار) قتل فيها 73 شخصا.

أما الأسبوع الأخير قبل إحياء الذكرى السنوية الأولى للثورة، فأراده الناشطون «وفاء للانتفاضة الكردية».. في تلك الجمعة سقط 96 قتيلا.

في الذكرى السنوية الأولى لثورتهم.. السوريون يحتفلون بالصمود فنيا

ضمن نشاطات «احتفالية الشارع» التي تنظم في عواصم عربية وعالمية خلال أسبوع واحد

بيروت: كارولين عاكوم

تحت عنوان «احتفالية الشارع» تعمل «مؤسسة الشارع» وهي مؤسسة إعلامية مستقلة كان لها دور أساسي في نقل مجريات الثورة إلى وسائل الإعلام، بالتعاون مع الناشطين السوريين في التنسيقيات والتجمعات في داخل سوريا وخارجها، على إخراج فنون الثورة على اختلاف أشكالها ضمن نشاطات متعددة، بدءا من يوم أمس وحتى 21 مارس (آذار) الحالي، في العاصمة السورية وعواصم عربية وعالمية.

التخطيط لهذه الاحتفالية الذي بدأ المنظمون العمل عليه منذ أكثر من شهرين، خلال وجودهم في المعتقلات السورية، يسير اليوم في طريقه نحو التنفيذ رغم كل ما يواجهه المنظمون من خوف من الاعتقال أو حتى القتل، ولا سيما داخل سوريا، بحسب ما أكده أحد القيمين على الاحتفالية لـ«الشرق الأوسط». وقال «الهدف من هذا النشاط هو التأكيد على سلمية الثورة وأنها ليست فقط سلاحا ومظاهرات، بل أنتجت فنا وثقافة وأدبا ستجتمع كلها في هذه الاحتفالية في عواصم عربية وعالمية عدة في الوقت عينه، وأهم هذه الدول، القاهرة وبيروت وعمان ولندن وباريس»، لافتا إلى أن التحضير جار أيضا لتنظيم نشاطات لاحقة بهدف إظهار الوجه الجميل للثورة. وفي تعريفهم عن نشاطهم يقول الناشطون في البيان الذي وزعوه «يخترق الرصاص حناجر السوريين، ويغنون للحرية، ويرسمون للسخرية من القذائف التي تدمر بيوتهم. يغنون ويرسمون ويصورون لصنع عيد له ملامح الحرية». ويضيف البيان «بعد عام من الثورة على الطغيان والعتمة، لا بد من الاحتفال بالفن الذي أبدعته أحلام السوريين وساحاتهم وشوارعهم. الاحتفال بالصمود رغم العنف وآلة القتل التي تنهش المدن والأجساد البريئة يوميا على مدار عام كامل».

ولأن الصمود يستحق الاحتفال والفرح للمضي من جديد في المعركة السلمية، بحسب المنظمين، كانت فكرة تنظيم احتفالية «الشارع السوري» التي ستتوزع على أماكن وساحات سوريا عدة وساحات في عواصم عالمية.

وتبدأ فعاليات هذه الاحتفالية يوم الخميس 15 مارس 2012 بعرض فيلم وثائقي يتحدث عن الثورة السورية خلال عام، وسيتم عرضه على إحدى القنوات الإخبارية العربية، وسيلي ذلك مباشرة عرضه في عدة ساحات سوريا، وكذلك في ساحات عواصم عالمية.

كذلك، سيتسنى للمهتمين في كل هذه العواصم، وخلال أسبوع كامل، مشاهدة الأفلام التي توثق الثورة بمظاهراتها وتحركاتها ويومياتها، ونقلها للعالم أجمع وتبلغ نحو 13 فيلما، ضمن ما أطلق عليه تسمية مهرجان «سينما الشارع».

وسيخصص كل يوم من أيام الاحتفالية، للتركيز على محور أساسي، وأهمها «موسيقى الثورة» التي تجمع الأغنيات التي أطلقها الناشطون خلال الثورة، وذلك بعدما أن عمد فنانون محترفون على إعادة توزيعها. و«الفن التشكيلي» في مظاهرة «فن وحرية»، إذ سيتم في يوم واحد أعمال فنانين تشكيليين سوريين معروفين، في كل العواصم، وستكون الأصلية منها معروضة في القاهرة وبيروت. وسيكون أحد أيام الاحتفالية مخصصا لـ«مسرح الثورة»، حيث ستعرض أعمال مسرحية في ساحات سوريا عدة من وحي الثورة. وسيكون للشخصيات العالمية المؤيدة لثورة الشعب السوري، حضورها في «احتفالية الشارع»، من خلال كلمات داعمة لهم. كما سيتم تخصيص يوم كامل للتعريف بما يسمى «البنى والمؤسسات البديلة»، أي تلك النقابات والمنظمات التي أنشأها معارضون خلال الثورة مقابل المؤسسات الرسمية المؤيدة للنظام.

أما ختام احتفالية الذكرى الأولى للثورة، فسيكون مع عيد «النوروز»، وهو العيد الذي يحتفل به الأكراد، وسيكون مناسبة ليجمع السوريين على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم من خلال عرض فيلم مخصص عن دور الأكراد في الثورة السورية إضافة إلى نشاطات فنية أخرى، مع العلم بأنه سيرافق فعاليات الاحتفالية أشكال مختلفة من «التظاهر السلمي الاحتفالي» في مناطق مختلفة من سوريا، كما سيتم إصدار تقارير إعلامية حول عام الثورة وإصدار أقراص مدمجة تضم الأفلام الوثائقية والمقابلات المتعلقة بالثورة، إضافة إلى بطاقات بريدية تحمل لوحات لفنانين تشكيليين رسموا للثورة السورية.

كذلك سيعمل على إصدار كتاب يجمع مواد ميدانية توثق تفاصيل عام الثورة السورية الأول، وذلك من خلال تجارب حقيقية عاشها الناشطون في الشوارع والساحات والسجون وإصدار ألبوم لأغاني الثورة بعد إعادة توزيعها، بالتعاون مع مجموعة من أهم الموسيقيين السوريين.

أبرز المبادرات العربية والدولية لحل الأزمة في سوريا

القاهرة: آلاء عبد الحميد

على مدار عام من الثورة السورية، تم بذل كثير من الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لحل الأزمة وإنهاء أعمال العنف وسفك الدماء هناك، وجاءت أبرز هذه المبادرات على النحو التالي:

* 4 أكتوبر (تشرين الأول) 2011: طرحت أربع دول في مجلس الأمن (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال) مشروع قرار يدين النظام السوري لقمعه الاحتجاجات السلمية، ويطالبه بوقف القمع واحترام حقوق الإنسان وبدء إصلاحات سياسية فورية، أيدته 9 دول، في حين استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو).

* 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011: أعلنت جامعة الدول العربية عن خطة لإنهاء الأزمة تقضي بوقف إطلاق النار وسحب الآليات العسكرية من المدن والمناطق السكنية، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيجاد آلية لمتابعة وقف العنف على الأرض من خلال المنظمات العربية، والسماح بدخول الإعلام العربي والدولي، ثم بدء حوار وطني برعاية الجامعة.

* من 24 ديسمبر (كانون الأول) 2011 إلى 18 يناير (كانون الثاني) 2012: الجامعة العربية ترسل بعثة مراقبين عرب إلى سوريا كتبت تقريرا لم يؤد إلى أي نتائج حيث استمرت أعمال العنف.

* 4 فبراير (شباط) 2012: فشل مجلس الأمن في الاتفاق على قرار حول سوريا بعد استخدام روسيا والصين «فيتو مزدوجا» ضد الخطة العربية التي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي وتسليم سلطاته لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

* 23 فبراير 2012: أعلنت الأمم المتحدة تعيين أمينها العام السابق كوفي أنان مبعوثا خاصا للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية إلى سوريا، بموجب اتفاق بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، لبذل مساع هدفها إنهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز جهود إيجاد حل سلمي للأزمة السورية.

* 24 فبراير 2012: انعقد مؤتمر «أصدقاء سوريا» بتونس بمشاركة 60 دولة، ودعا لوقف كل أعمال العنف، وتم الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للسوريين.

* 10 مارس (آذار) 2012: اتفقت اللجنة العربية الخماسية المعنية بالأزمة السورية خلال اجتماعها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على خمس نقاط أساسية للبدء في التحرك لحل الأزمة؛ وهي: «وقف العنف في سوريا من أي مصدر كان، وإنشاء آلية مراقبة محايدة، ورفض التدخل الخارجي في الشأن السوري، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات دون إعاقة، والدعم القوي لمهمة المبعوث الأممي كوفي أنان لإطلاق حوار سياسي».

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»

مراسلتا «الحرة» و«نيويورك تايمز» دخلتا الأراضي السورية بالدروع وتجولتا تحت رصاص القناصة

بيروت: بولا أسطيح

أمضت سحر أرناؤوط مراسلة تلفزيون «الحرة» ذكرى عيد مولدها هذا العام في مدينة حمص، محاولة الاختباء من رصاص القناصة هناك. هي التي لم تتردد أبدا في تقديم أوراقها إلى السفارة السورية في بيروت لمرافقة المراقبين العرب في جولتهم بسوريا، لا تخفي أنها دخلت خائفة، خاصة بعد التجربة المُرة للصحافي الفرنسي جيل جاكييه مراسل القناة الفرنسية الثانية «فرانس 2» الذي قتل في سوريا الشهر الماضي.

هويدا سعد مراسلة صحيفة «نيويورك تايمز» التي دخلت إلى سوريا في 20 يناير (كانون الثاني)، أي في نفس الوقت الذي دخلت فيه أرناؤوط، تروي وبحماسة تجربتها في تغطية مجريات الأحداث في سوريا، هي التي كانت تتشوق ومنذ اندلاع الأزمة هناك للوجود على الأرض مع المدنيين لنقل الوقائع كما هي بغض النظر عما تنقله مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقول سعد لـ«الشرق الأوسط»: «أردت أن أرى بأم العين ما يحصل في المناطق السورية ولا أن أبني مقالاتي على ما يقوله محلل هنا أو ناشط هناك. أول منطقة زرناها مع وفد المراقبين العرب كانت الزبداني التي قيل لنا في وقتها إنها منطقة محررة. هناك بدت على المنازل وبوضوح آثار الدمار، والغضب كان يعمّ الجميع خصوصا من تعاطي النظام مع المواطنين الذين تحولوا للدفاع عن أنفسهم».

وتسرد سعد أنها تمكنت من تغطية أكثر من مظاهرة معارضة، لافتة إلى أن المشاركين فيها كما المختبئين في منازلهم فرحوا بوجود الصحافيين الأجانب في مناطقهم فأخذوا يروون تفاصيل معاناتهم منذ أشهر طويلة، وتضيف: «الخوف الأكبر الذي كان يمتلكنا كان حاضرا حين يبدأ القنص، لأننا لم نكن نعلم من أين تأتي الرصاصات. في رنكوس، قابلنا عناصر من الجيش السوري الحر، وفي كثير من الأحيان كان المسؤولون في وزارة الإعلام في سوريا يقولون لنا إنه في حال قررنا الدخول إلى مناطق غير محددة من قبلهم فسيكون ذلك على مسؤوليتنا الخاصة».

أرناؤوط وسعد توافقتا على توصيف واحد لمدينة حمص.. «هي مدينة حزينة جدا جدا وفي حالة حرب».. البحة الحزينة في صوت سعد حين تتحدث عن حمص تقابلها حماسة في صوت أرناؤوط التي قررت بشكل فردي الدخول إلى المدينة بعدما تركت لها إدارة القناة الخيار.. وتقول: «دامت الرحلة من دمشق إلى حمص نحو الساعتين.. لبسنا الدروع تحسبا لأي طارئ. المحطة الأولى كانت في المستشفى العسكري في حمص، حيث كانت درجة الحرارة 5 ما دون الصفر. بعد تغطية مراسم تشييع عدد من جنود الجيش السوري الذين قضوا في المعارك، توجهنا إلى الساحة الرئيسية في مدينة حمص.. هناك الحركة خجولة جدا، فمن يخرج من منزله تراه يهرع لشراء حاجاته للعودة سريعا إلى عائلته».

أرناؤوط شبّهت حمص في يناير 2012 ببيروت خلال الحرب الأهلية في ثمانينات القرن الماضي، وأضافت: «أجواء الحذر كانت تلف المكان، المتاريس العالية والسواتر الرملية الضخمة كانت تواجهنا في كل الزواريب».

وبينما تسرد أرناؤوط تفاصيل لقائها مع أهالي حمص الذين كانوا يشتكون من كل شيء، تشرح أن صوت القنص الذي بدأ ضعيفا في حينها اشتدّ مع مرور الدقائق حتى وصل إلى حدّة دفعتها للطلب من زملائها والمسؤولين الذين رافقوها من وزارة الإعلام السورية المغادرة على وجه السرعة للعودة إلى الفندق الذي مكثوا فيه في الشام.

بدورها، أوضحت مراسلة «نيويورك تايمز» التي دخلت حمص متخوفة من كمائن قد تنصب على الطريق أو قذائف تطال الباص الذي يتنقلون فيه، أن كل المظاهر في حمص تؤكد أن المنطقة في حالة حرب. هي التي زارت كذلك مناطق ريف دمشق، لا تزال تؤكد أنه من الصعب جدا الخروج برسم واضح لمجمل الوضع السوري بعد زيارة لم تدم إلا 10 أيام. وتضيف: «تجربة الدخول إلى سوريا في أزمتها، تجربة على كل صحافي أن يختبرها ليسمع من المواطنين السوريين شخصيا ماذا يطالبون وليرى بأم عينيه مدى تطور الأوضاع هناك».

المراسلتان اللتان تعربان عن رغبة للعودة إلى الأراضي السورية لتغطية المستجدات، تؤكدان أن النظام السوري كان متجاوبا مع الإعلاميين، وتقول أرناؤوط: «عندما دخلت سوريا كنت متخوفة من أن ألقى معاملة غير لائقة كوني أمثّل وسيلة إعلامية أميركية، إلا أنني وبالعكس تلقيت معاملة جيدة جدا وحتى تم الترحيب بي في أكثر من مكان.. تعاطيت وكما طلبت مني إدارة القناة بكثير من الموضوعية في التقارير التي أعددتها وأنا مستعدة للعودة شرط ألا يصادف ذلك مع عيد مولدي العام المقبل».

الأسد ينظم عرضاً للقوة

أنان يتابع الاتصالات وفرنسا ترفض تسليح المعارضة

تركيا تتوقع تدفقاً كثيفاً للاجئين وتدرس منطقة عازلة

أثارت تركيا أمس احتمال اقامة منطقة عازلة داخل سوريا مع تخوفها من فرار نحو نصف مليون سوري باتجاه أراضيها جراء المجازر التي ترتكبها قوات نظام بشار الأسد، خصوصا في محافظتي إدلب وحمص. وفي وقت نظم الأسد أمس عرض قوة مع مرور عام على الإحتجاجات ضد نظامه، أعلن ناطق باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان ان الإتصالات لا تزال مفتوحة مع نظام دمشق، كما أن فرنسا أعلنت أمس رفضها تسليح المعارضة رغم عمليات القمع المتصاعدة واستخدام النظام كل إمكاناته العسكرية لقمع الثورة التي يصر الشعب السوري على مواصلتها رغم سقوط عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين.

وقال نائب لرئيس الوزراء التركي بشير اتالاي، بعد ارتفاع عدد اللاجئين السوريين خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية الى نحو الف لاجئ عبروا الحدود في غضون 24 ساعة، ان تركيا قد تنظر في اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لحماية المدنيين من هجمات قوات الاسد.

وأكد أن تركيا مع الجامعة العربية في هذا المجال، لكنه قال في مقابلة مع تلفزيون “ان.تي.في” ان هذه المسألة “ضمن الامور المحتملة التي قد نعمل بشأنها في الفترة المقبلة.                  وكان رئيس الهلال الاحمر التركي احمد لطفي اكار اعلن امس ان تركيا تخشى تدفق قرابة 500 الف سوري الى اراضيها هربا من اعمال العنف في بلادهم

ومن المقرر ان تعقد مجموعة “اصدقاء سوريا” من الدول الغربية والعربية اجتماعا في اسطنبول يوم الثاني من نيسان (ابريل).

ومع اصرار الشعب السوري على نيل حقوقه رغم القمع الوحشي الذي تمارسه سلطات الأسد، اقام النظام أمس عرض قوة في الشارع، انزل خلاله عشرات آلاف السوريين الذين قالت وسائل الإعلام التابعة له انها من الجماهير المؤيدة لبشار الأسد. وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا): “في مشهد وطني يحمل رسالة للعالم أجمع بأن الشعب السوري اختار وحدته الوطنية واستقراره بعيدا عن التدخلات والاملاءات الخارجية (…) توافد ملايين المواطنين السوريين منذ الصباح الى ساحات وشوارع الوطن في المحافظات للمشاركة في المسيرة العالمية من اجل سوريا”.

وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة ظهرت فيها حشود ضخمة في عدد من الساحات السورية منها ساحة الامويين التي تقع في وسط العاصمة وهم يرفعون الاعلام السورية. كما شوهد علم سوري عملاق طوله امتار عدة.

كما بث التلفزيون لقطات لعشرات الاف المشاركين في حلب (شمال) والسويداء (جنوب) واللاذقية (غرب) والحسكة (شرق) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شرق).

وفي مشهد اخر، افادت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” عن خروج تظاهرات عدة مناهضة للنظام في عدد من المناطق السورية، منها تل رفعت (في ريف حلب) تهتف لحمص وادلب، وفي حي سيف الدولة في حلب تهتف للجيش الحر والمدن المحاصرة. وفي جامعة حلب حيث هاجمت قوى الأمن تظاهرة طلابية بالغازات المسيلة للدموع. وفي شمال شرق البلاد، خرجت تظاهرة امام جامع قاسمو في القامشلي تهتف للثورة وتطالب باسقاط النظام، بحسب اللجان.

وفي ريف دمشق، اشارت اللجان الى “اطلاق نار مباشر باتجاه المتظاهرين امام الجامع الكبير في مدينة دوما وتعزيزات أمنية متزامنة مع اقتحام شارع الجلاء في المدينة. كما خرجت تظاهرة حاشدة من الجامع الكبير تطالب باسقاط النظام في التل”.

وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” أمس، عن العثور صباحا “على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غرب مدينة ادلب تم التعرف على 19 منها حتى اللحظة وظهرت عليها اثار التعذيب الشديد”. واشار الى ان “الجثث كانت معصوبة الاعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية”.

في غضون ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “تضامنه مع الشعب السوري وتطلعاته المشروعة نحو الكرامة والحرية والعدالة”. واعتبر بان كي مون كما نقل عنه الناطق باسمه أن “من الملحّ وقف دورة العنف ووضع حدّ للعمليات العسكرية ضد المدنيين وتجنّب عسكرة أكبر للنزاع في سوريا”.

وقال الناطق باسم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا امس في جنيف عشية مؤتمر بالدائرة التلفزيونية المغلقة مع مجلس الامن الدولي، ان كوفي انان يواصل اتصالاته مع السلطات السورية.

وردا على سؤال لوكالة “فرانس برس”، قال احمد فوزي ان مجلس الامن الدولي سيعقد اجتماعا الجمعة في نيويورك، موضحا ان هذه الدائرة المغلقة ستكون “اجتماعا مغلقا”. واوضح فوزي ان انان سيقدم عرضا لمجلس الامن الدولي عن “تقييمه للوضع اليوم” وتفاصيل محادثاته مع دمشق. واضاف ان “انان يواصل اتصالاته مع السلطات السورية والحوار مستمر”، بدون ان يذكر اي تفاصيل.

قالت الأمم المتحدة أمس ان عددا من خبرائها سينضمون الى المهمة الانسانية التي تقودها الحكومة السورية في عدد من المدن التي تشهد احتجاجات، ابتداء من عطلة نهاية الاسبوع. وصرحت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس ان عددا من موظفي الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي سيشاركون في المهمة التي ستقوم بزيارات الى حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا.

وقد حضت 200 منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان نشر امس “مجلس الامن ان يتحد ويتبنى قرارا يدعو الحكومة السورية الى وقف القصف العشوائي للاحياء المدنية وانتهاك القانون الدولي ووضع حد للاعتقالات التعسفية والتعذيب وضمان وصول العاملين الانسانيين والصحافيين ومراقبي حقوق الانسان”.

وقال زياد عبد التواب من “معهد القاهرة لحقوق الانسان”: “خلال عام، ارتفع عدد القتلى في سوريا الى اكثر من ثمانية الاف وخصوصا مئات الاطفال. ألم يحن الوقت كي يتحد العالم لاتخاذ خطوات فعالة لوقف هذا الامر؟”.

وقال كينيث روث من “هيومن رايتس ووتش” ان “روسيا والصين جمدتا مرتين عمل مجلس الامن” وهو دعم قوي اعتبره بشار الاسد “رخصة للقتل”.

وقالت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها “مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة تستخدم قوات الامن السورية وسائلها للارض المحروقة بينما تلجم الصين وروسيا مجلس الامن الدولي”.

في المقابل، حذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس من مخاطر نشوب حرب اهلية في سوريا في حال تسليم اسلحة الى المعارضة. وقال ان “الشعب السوري منقسم بشكل عميق وان اعطينا اسلحة الى فئة معينة من المعارضة في سوريا، فسوف نكون ننظم حربا اهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يكون الامر بمثابة كارثة اكبر من الكارثة القائمة اليوم”.

وفي عمّان، وصفت الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون الإجتماعية بالجامعة العربية سيما بحوث، الأوضاع في سوريا بأنها ” مأسوية”.

وقالت بحوث في كلمة ألقتها على هامش افتتاح المؤتمر ألـ37 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب امس إن “الجامعة العربية سعت منذ بداية الأزمة وعبر كافة السبل الديبلوماسية لإيجاد حل لها وقامت بطرح المبادرة العربية كما أصدر مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري عدة قرارات طالبت بالوقف الفوري للعنف والقتل”.

في المنامة، أعلنت وزارة خارجية البحرين إغلاق سفارتها في دمشق وسحب كافة الديبلوماسيين والعاملين فيها نظرا لتردي الأوضاع في سوريا. وذكرت وكالة الأنباء البحرينية(بنا) أن الوزارة أهابت بالمواطنين المتواجدين في سوريا بأخذ الحيطة والحذر، ومغادرة الأراضي السورية فورا.

(رويترز، أ ف ب، يو بي أي، بنا)

بريد آل الأسد

ترف في الشدة و”هاري بوتر” لأسماء الأسد من عزمي ميقاتي

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية رسائل الكترونية قالت إن الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء ارسلاها أو تلاقياها بين نهاية آذار (مارس) 2011 وشباط (فبراير) 2012 وأوضحت ان أعضاء من الهيئة العامة للثورة السورية اعترضوا هذه الرسائل، ونقلت عن ناشطين سوريين ان الأسد وزوجته استخدما عنواني “sam@alshahba.com”وak@alshahba.com للتواصل بينهما ومع العديد من أفراد عائلتهما ومستشاريهما.

وتدل بعض هذه الرسائل على أن الرئيس السوري تلقى نصائح من إيران أو من أشخاص على علاقة مع هذا البلد. كما تشير الى عرض باللجوء قدمته قطر للرئيس الأسد وزوجته. وأظهرت رسائل أخرى نمط حياة الترف التي يعيشها الرئيس السوري وزوجته. وتتعلق احدى الرسائل بالتسوق التي قامت به أسماء الأسد عبر الانترنت، وبالدرجة الأولى اعتماداً على أقاربها في أوروبا لشراء مجوهرات وقطع أثاث. وبينت إحدى الرسائل ان اسماء، البريطانية المولد، كانت ترتب لشراء وحدة اضاءة من تصميم أرماني من متاجر هارودز الفاخرة في لندن وأنها أرسلت طلبات لشراء حلي من باريس وكانت تتابع تسليم أثاث إلى دمشق. كما كشفت رسالة أخرى الذوق الموسيقي لدى بشار الأسد الذي يسجل من خلال آي تيونز أغاني غربية عبر قيامه بتسجيل حساب جديد على موقع “إي تونز” تحت اسم مزيف وعنوان مزيف لتجنب العقوبات المفروضة عليه ومواصلة تحميل الموسيقى عبر هذه الخدمة التي تقدمها شركة “آبل”.

وفي رسائل أخرى بعث الأسد بشرائط فيديو من برنامج “Arab Idol” أو أغانٍ حملها عبر “اي تونز” الى زوجته. لكن رسالة أرسلتها أسماء إلى زوجها في28 كانون الأول 2011 فيها مؤشر لمدى التوتر الذي يعيشه الاثنان في الوقت الذي تصاعدت الضغوط الدولية على السلطات السورية لوقف العنف. وجاء في هذه الرسالة “إذا كنا قويين معاً.. سوف نتغلب على هذا معاً.. أحبك”.

وثمة رسائل متبادلة مع عزمي ميقاتي، رجل الأعمال اللبناني الذي هو أيضاً ابن شقيق رئيس الوزراء نجيب ميقاتي تطلب فيها أسماء نسخة من الجزء الأخير من فيلم هاري بوتر عندما يزورها.

كما تلقى الأسد المشورة من حسين مرتضى، وهو رجل أعمال لبناني يتولى ادارة قناة “العالم”الفضائية المدعومة من إيران، ويدعي انه يمثل حزب الله وإيران، ويقدم المشورة للأسد باسم حزب الله وإيران.

بريد آل الأسد:

ترف في الشدة و”هاري بوتر” لأسماء الأسد من عزمي ميقاتي

نصيحة من مرتضى الى الأسد: لا تتهموا “القاعدة” في تفجيرَي دمشق

تشمل لائحة الأشخاص الذين تناولهم تبادل البريد الإلكتروني:

بشار الأسد sam@alshahba.com

تعتقد مصادر المعارضة أن هذا العنوان استخدمه الرئيس السوري وفريقه خصوصاً بعض مستشاريه الذين تم اختيارهم بعناية. هذه الرسائل أصبحت منتظمة على نحو متزايد على امتداد النصف الثاني من العام الماضي. غير أن “سام”، بحسب هؤلاء كان واعياً جداً للأمن وحذف رسائل البريد الإلكتروني من علبته بانتظام. غير أن البريد الوارد اليه، يحتوي على أكثر من ألف رساالة، بما فيها رسائل تقديم المشورة بشأن الخطابات والقضايا الأمنية.

أسماء الأسد ak@alshahba.com

ويعتقد أنه عنوان للإشارة إلى صديقة مقربة جداً لها هي علياء كيالي معروف، ولكن يتم تناولها في كثير من الأحيان رسائل البريد الإلكتروني إلى “العزيزة أسماء” ويعتقد أن أسماء الأسد وخلافاً لزوجها، لم تحذف أي رسالة من رسائل البريد الإلكتروني مما يجعلها هدفاً سهلاً للناشطين الذين لديهم أسماء الزوجين وكلمات السر.

شهرزاد الجعفري: ابنة السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري. كانت متدربة في شركة العلاقات العامة الجديدة جيمس براون لويد، ومقرها نيويورك لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر بعد تخرجها من إحدى الكليات في الولايات المتحدة. انتقلت بعد ذلك إلى دمشق حيث تم تجنيدها كواحدة من أعلى المستشارين الإعلاميين للأسد واصبحت من الدائرة الداخلية تدير مكتب الاتصالات، وتعد المقابلات للرئيس”. حافظت الجعفري على اتصالاتها بزملائها السابقين في براون لويد جيمس في مناسبات عدة.

هديل العلي: المستشارة الإعلامية الثانية التي تكمل عمل الجعفري. تعمل في التغطية الإعلامية اليومية، على علاقة وثيقة مع الأسد، تقدم له تقارير منتظمة عن الكيفية التي يتم بها تصور خطاباته من قبل أنصاره.

لونا شبل: المستشارة الإعلامية الثالثة للأسد حول كيفية التعامل مع وسائل الإعلام المعارضة وكيفية الحفاظ على الانتفاضة تحت السيطرة.

خالد أحمد: لاعب رئيسي في المراسلات. يقدم تحليله للوضع في حمص بشكل خاص ويعتقد انه على صلة بالحزب السوري القومي الاجتماعي، يؤكد أن مجموعة الإرهابيين الإسلاميين بدعم من الأجانب هي المسؤولة عن الانتفاضة.

حسين مرتضى: مدير قناة “العالم”الفضائية المدعومة من إيران يعطي وجهة النظر الإيرانية الناطقة باللغة العربية في العالم العربي. يدعي انه يمثل حزب الله وإيران، ويقدم المشورة للأسد باسم حزب الله وإيران.

“المستقبل” تبدأ منذ اليوم نشر هذه الرسائل والتي يمكن للراغبين الاطلاع على نصها باللغة الانكليزية الدخول الى الموقع الأتي: http://www.guardian.co.uk/world/assad-emails

[عزمي ميقاتي

مرحبا

كل شيء على ما يرام، انه يسير، وينبغي أن يعود اليوم… شكراً جزيلاً!

وإلا فنحن بخير ايضاً، هل ستعود حوالي الثاني من الشهر أو قبل ذلك؟ إذا كان الأمر كذلك، هل يمكنك احضار نسخة من فيلم هاري بوتر الأقداس المهلكة الجزء 2 (صدر يوم 2 ديسمبر). هل سمعت أو شاهدت الأغنية/ الفيديو “بكرا”؟ ما رأيك؟

قبلاتي إلى [XXXXXXXXXXXX]

AAA

في 19 تشرين الثاني، 2011، في الساعة 2:39، كتب عزمي ميقاتي:

مرحبا AAA،

[XXXXXXXXXXXX]

اعتن بنفسك جيداً

عزمي ميقاتي ت.

عنوان الرسالة: “هاري بوتر”

من: عزمي ميقاتي:

إلى : ak@alshahba.com

تاريخ: 20 تشرين الثاني 2011 19:39:03 بتوقيت غرينتش

سعيد لسماع أن [XXXXXXXXXXXX] بخير وأن الامور تسير على ما يرام. لن أذكر شيئاً. لم أفعل أي شيء.

لقد وصلت للتو إلى[XXXXXXXXXXXX]، وسأغادر وأعود حوالى الثاني من الشهر وسوف نتأكد من انني أحمل نسخة الجزء الثاني من هاري بوتر الأقداس المهلكة.

لم أسمع أو أشاهد أغنية “بكرا”سوف ابحث عنها على موقع يوتيوب وأعطيك ملاحظاتي.

اعتن بنفسك وسوف أحاول زيارة صديقي هذا الأسبوع إن لم يكن مشغولاً جداً.

عزمي ت. ميقاتي.

من ak@alshahba.com

رد مرسل الأحد 20 تشرين الثاني 2011 9:57 صباحاً

إلى: عزمي ميقاتي

[حسين مرتضى

من: حسين مرتضى

الموضوع: من يقف وراء التفجيرات

24 كانون الاول 2011 الساعة 9.25

الى هديل

[XXXXXXXXXXXX]” [XXXXXXXXXXXX]

[XXXXXXXXXXXX]

ليس من مصلحتنا ان نقول ان تنظيم القاعدة هو من يقف وراء العملية لأن ذلك يبرأ الإدارة الأميركية والمعارضة السورية لأنهم كذلك اي أميركا تحارب القاعدة وسوف تدين العملية.

علينا ان نقول وهو فعلاً انطلاقاً من المعطيات التي شاهدناها امس هناك دقة في التنفيذ وعلينا ان نقول ان الادارة الاميركية والمعارضة والدول التي ادخلت السلاح هي من تقف وراء العملية حتى نبدأ بالهجوم لكن الكلام فقط عن القاعدة لا يخدم ابداً كون التنظيم موجود منذ عشرات السنين وهذا ليس بشيء جديد حتى أنني تلقيت اتصالات من إيران وحزب الله كوني مدير عدة قنوات إيرانية ولبنانية وجهوني فيها إلى عدم ذكر القاعدة كمن يقف وراء الحادث فهو خطأ إعلامي وتكتيكي فادح ولا يخدم مصلحة.. يجب تدارك الأمر بالسرعة القصوى وأنا لن أعلن على قنواتي أي خبر عن القاعدة.. هذه النقطة لصالحكم وتخدمكم الرجاء استغلالها سورياً.

من حسين مرتضى

الموضوع: هام: “نحن يجب علينا السيطرة على جميع الأماكن العامة “

تاريخ: 26 كانون الاول 2011 الساعة 13:19:10

إلى: sam@alshahba.com

في رأيي، ينبغي أن يتم السيطرة على جميع الأماكن العامة بما في ذلك كل مساء من الساعة 15.00 الثالثة الى الساعة التاسعة-2100.. ويجب في الوقت نفسه، ان يكون في هذه الأماكن العامة مجموعات من الناس التي تنتمي لنا – ساحة العباسين، ساحة الأمويين، دوار السبع بحرات، خارج مبنى المحافظة – حتى لا نترك للآخرين المجال للتحرك. المعارضة تميل إلى التحرك مع وجود بعثة المراقبين، من خلال ذلك نحن نقطع الطريق ليتمكنوا من الحصول على أي من هذه الأماكن العامة.

[ابنة أمير قطر

في 7 كانون الاول 2011، في الساعة 2:48، كتب المياسة آل ثاني:

العزيزة اسماء

كيف حالك؟ وآمل أن تكوني بخير حقا، آمل أن الاطفال هم ايضا بخير.

في زيارتي الأخيرة إلى تركيا، طلبت مني زوجة رئيس الوزراء عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك، وقالت إنها تريد أن تكتب لك.

فاجبت بان علي ان اسألك أولا، فالرجاء إعلامي ان كنت تريدين مني أن اعطيها تفاصيل البريد الخاص بك.

دورة الالعاب العربية على وشك ان تبدأ – لم يكن ذلك منذ زمن طويل عندما شاهدنا الألعاب الآسيوية في الدوحة، حافظ كان صغيرا جدا ولكن لامع الذكاء.

من المؤسف للغايةان لا تشارك سوريا فيها .

مع كل التمنيات بالافضل

يوم الأحد، 11 كانون الاول 2011 في الساعة 7:19، كتبت :

مرحبا

جيد ان اسمع منك. وكنت أتمنى لو أنها لم تحصل على البريد الإلكتروني الخاص بي – أنا استخدم هذا الحساب للعائلة والأصدقاء فقط. سيكون من الصعب بالنسبة لي في هذه المرحلة أن اتعامل معها تحت أي من هاتين الفئتين بعد الاهانات التي وجهت الى الرئيس – وأنا لا أعني الاتهامات النمطية السياسية، والتي تأتي مع مهمته كرئيس. واذا كانت بحاجة الى امر ما فانه يمكن لفريقها الاتصال بمكتبي.

أما بالنسبة للألعاب، فربما لم تعرفي، ولكن الدوحة ليست مقصدا مقبولا للسوريين في هذه المرحلة! ان الامر سيئ للغاية منذ كان لديكم فرصة كبيرة لتغيير آراء الناس هنا في منطقة الخليج بشكل عام، ولكن مثل كل الفرص العظيمة، فانها فرص ستضيع ان لم تلعبوا الاوراق الصحيحة. أمل ان عملك يسير على ما يرام، وان يبقيك على مشغولة – إذا لا، أنا واثق ان الأولاد سيشغلونك!

اعتني بنفسك

AAA

وكتبت المياسة آل ثاني: في 11 ديسمبر 2011، عند الساعة 12:57،

العزيزة أسماء،

شكرا للملاحظة التي ارسلتها لي، ولن ارسلها لها (في اشارة الى طلب زوجة رئيس الوزراء التركي من ميساء ال ثاني عنوان البريد الالكتروني لأسماء الأسد) قبل ان اسألك. أنا أحترم وجهة نظرك. انه زمن صعب للغاية الآن في العالم العربي، لقد أدى الربيع العربي الى تغيير اساسي جوهري لكيفية عمل الحكومة لمهامها وواجباتها اليومية. ومن العار أن سوريا لم تشارك، على الرغم من أن عضو اللجنة الاولمبية الدولية السوري كان قادراً على عكس أهمية الرياضة في أوقات الصراع.

اعتقد ان ملاحظتك الاخيرة غير منصفة. فوالدي يعتبر الرئيس بشار كصديق، على الرغم من التوترات الحالية وهو لطالما قدم له النصح الحقيقي. لقد ضاعت فرصة التغيير الحقيقي والتنمية منذ وقت طويل. ومع ذلك، فان ضاعت فرص فتحت فرص اخرى- وأتمنى له عدم تفويت بعد اوان للتفكير والخروج من حالة الإنكار.

قد تجدين ان ردي عليك بصدق قاس، ولكنني فقط بمثل هذا الصدق مع كل من أعتبره من الأهل والأصدقاء. واعتقد انك تعرفينني جيدا وانني أعبر عن رأيي، واني ساكون سعيدة ان صححتي لي هذا الرأي في حال كنت على خطأ. كما تعلمين فان كون المرء في موقع نافذ ومؤثر يعني أنه غالبا ما يجب ان يقال له ما يريد أن يسمعه، وبالتالي فان أصوات العقل نادرة ويجب أن لا يستخف بقيمتها.

نحن مشغولون. دائما – ولكن الأولاد هم من يبقي لي على انشغالي! اتمنى ان يتمكن أطفالك من التصدي للضغوط.

تمنياتي لك باوقات افضل…

م

من: المياسة آل ثاني الى أسماء الأسد ak@alshahba.com التي تجيب على الرسائل الالكترونية موقعة باحرف AAA””

الموضوع: مرحبا

تاريخ: 14 كانون الاول 2011 18:08:57 بتوقيت غرينتش

الى ak@alshahba.com (أسماء الأسد)

كيف يمكنني مساعدتك؟ أنا غير قادرة على تخيل انك موافقة على كل ما يجري – لا يمكن أن يضيع كل ما فعلت من عمل عظيم، بسبب بضعة أسابيع من سياسة سيئة؟ بصراحة – كيف يمكن أن نكون عوناً لكم؟

وكتبت :

يوم أربعاء، 14 كانون الاول 2011 في الساعة 11:32،

العزيزة المياسة

ليس لدي مشكلة مع الصراحة أو الصدق، في الواقع انهما مثل الأوكسجين بالنسبة لي- أنا في حاجة إليهما من أجل البقاء. الحياة ليست عادلة يا صديقتي – ولكن في النهاية هناك واقع نحن جميعاً بحاجة للتعامل معه!!!

AAA

[مقابلة مع “اي. بي. سي.”

رسالة البريد الإلكتروني حول: مقابلة الأسد مع تلفزيون أي بي سي

رد من توماس جي ناغورسكي:

تاريخ: 15 تشرين الثاني 2011 15:57:11 بتوقيت غرينتش

إلى: شيري الجعفري

الموضوع: التحديثات؟

يسعدني جدا أن اسمع عنك شهرزاد

للإجابة على اسئلتك:

نحن نأمل في مقابلة تستمر ساعة، في الأيام الأولى من شهر كانون الاول إذا كان ذلك ممكنا.

وسيتم بث المقابلة عبر منصات ايه بي سي نيوز – بما في ذلك أخبار العالم، صباح الخير يا أميركا، هذا الأسبوع، راديو ايه بي سي، حلقة كاملة من نايت لاين، وعبر الفضاء الرقمي (ايه بي سي نيوز يتضمن الآن ياهو كذلك – مما يعني أن المقابلة ستصل إلى ما يقرب من 100 مليون شخص. فقد ضمت اي بي سي نيوز وياهو نشاطاتها مؤخرا – وهو سبب آخر لاستقطاب الكثير من الناس لكي تتم مقابلاتهم عبرنا).

التواريخ /الاوقات الدقيقة للبث تعتمد على زمن المقابلة. عندما كان مقررا ان تتم في 13 نوفمبر /تشرين الثاني كنا نخطط لبدء البث عند عودتنا إلى نيويورك بعد يومين (كان يمكن أن يكون اليوم، في الواقع)، مع بث المقابلة كاملة.

إذا كان لديك أي أسئلة متابعة يمكنك الاتصال بي في أي وقت.

كل التوفيق ويرجى البقاء على اتصال.

توم

توم ناغورسكي

مدير التحرير، والتغطية الدولية -ايه بي سي نيوز

[الشمعدانان والثريات

الخميس 29 ايلول الساعة 12.25

: [XXXXXXXXXXXX] / فان دير سترايتن

العزيز [XXXXXXXXXXXX]

أخشى أنني لن احصل ابدا على العينات منك، ولذا فإنني قد قررت المضي قدما في ترتيب الطلب حسب الفواتير في تموز. (ملحقة بهذه الرسالة).

أذا حسبت المبلغ الإجمالي للفاتورتين فسيكون المبلغ 35.118.60 الف يورو وسوف أرتب غدا دفعة من 30 (10540 يورو) الى حسابك على النحو المذكور في الفاتورة وسوف نرسل لك تأكيداً. الاستلام وسأكون ممتنة لو تفضلتم تأكيد ما سبق، وإبلاغي بالامر على ما يلي:

1. كيف يمكنني المطالبة بقيمة الضريبة المضافة اذا كان الشحن خارج الاتحاد الأوروبي

2.كيف يمكن التأكد من الأمر ومتى؟ هذه المرة التسليم المتوقع

نتطلع الى الاستماع منك في أقرب وقت ممكن

علياء

في 5 تشرين الاول 2011، في الساعة 7:06، كتب [XXXXXXXXXXXX] فان دير سترايتن:

عزيزتي علياء

آمل أنك بخير.

وسوف تتلقى عينات من صباح الغد (عن طريق( UPS

شكرا لإيداعكم مبلغ 10528 يورو تلقيته صباح اليوم (اعتقد ان الفرق هو من رسوم واردة) ولقد تأكد طلبكم للكونسول وسيكون جاهزا في يناير،كانون الثاني.

اما بالنسبة للقدرين والشمعدانين (الصغير والمتوسط) فهما في المخزن وسوف احجز الكل لكم

وإذا كان سيتم شحن البضاعة خارج أوروبا، فلن تضطروا لدفع ضريبة القيمة المضافة.

هل تعرفون الشركة التي ستستخدمونها لامور الشحن والتوضيب ؟ هل يمكنكم تأكيد الاسم الكامل والعنوان والفاتورة وعنوان التسليم النهائي ؟

لا تترددي في السؤال عن أي معلومات إضافية.

مع أطيب التحيات

[XXXXXXXXXXXX]

من [ak@alshahba.com]

الاربعاء 12 اكتوبر/ تشرين الاول 2011 الساعة 10.37

: [XXXXXXXXXXXX] فان دير سترايتن

رد: فان در Straeten

صباح الخير [XXXXXXXXXXXX]

شكرا لردك ولارسال العينات، التي تلقيتها أخيرا. وأود أن أؤكد اللون بشأن الكونسول وان يكون بلون الخوخ. وأود أيضا أن أضيف الثريا رقم 350 إلى طلبي – من فضلك أرسل لي الأوراق ذات الصلة لمعالجة الطلب. وسوف نتصل بك قريبا مع تفاصيل الشحن.

شكرا جزيلا

علياء

في 12 تشرين الاول، 2011، الساعة 5:56، كتب [XXXXXXXXXXXX] فان دير سترايتن:

صباح الخير علياء

من فضلك ابلغيني عن البلد الذي تحتاجين ان ارسل الثريا اليه ؟

مع أطيب التحيات

[XXXXXXXXXXXX]

من:: ak@alshahba.com

الخميس 13 تشرين الاول 2011 الساعة 8.18

رد الى: فان دير سترايتن [XXXXXXXXXXXX]

العزيز

شكرا للاستجابة السريعة. سوف ارتب دفع 4020 يورو (30 ضريبة القيمة المضافة) على الثريا وسنرسل لك التأكيد قريبا. هل يمكن ارسال الثريا الى الاردن؟

شكرا جزيلا

علياء

في 19 تشرين الاول 2011، عند الساعة 12:51، كتب [XXXXXXXXXXXX] فان دير سترايتن:

صباح الخير علياء

أشكرك على التحويل المصرفي من 4020 يورو الذي وصلني هذا الصباح.

ستكون الثريا جاهزة في يناير كانون الثاني.

لا تترددي في السؤال عن أي معلومات إضافية.

أتمنى لك نهارا سعيدا

مع أطيب التحيات

[XXXXXXXXXXXX]

من ak@alshahba.com

19 تشرين الأول 2011 10:00

ج: [XXXXXXXXXXXX] فان دير سترايتن

رد: فان در Straeten

شكرا جزيلا،

علياء

في 1 شباط 2012، في الساعة 2:25، كتب [XXXXXXXXXXXX] فان دير سترايتن:

صباح الخير علياء

آمل أن يصلك هذا البريد الالكتروني وانت بخير.

طلبك جاهز! لذلك عندي لك:

شمعدانان (صغير ومتوسط)، قدران، كونسول، وثريا

هل يمكنكم تأكيد: اسم وعنوان الفاتورة وعنوان التسليم ؟ (إذا كنت في حاجة فاتورة الشحن والتعبئة). ليمكنني إعداد الفاتورة

مع أطيب التحيات

[XXXXXXXXXXXX]

من: : ak@alshahba.com

3 شباط 2012 الساعة 16.17

الى: [XXXXXXXXXXXX] فان دير سترايتن

رد: فان در [XXXXXXXXXXXX]

مرحبا جيد ان نسمع منك وان نسمع خبرا عظيما حول الاغراض التي طلبتها.

هنا عنوان بريدي للفاتورة:

علياء كيالي

الشهباء للتجارة

ص ب 88384

برج الحظ

مكتب 708

أبراج بحيرة الجميرة

دبي، الإمارات العربية المتحدة

سوف ارتب عملية دفع التكالف ما ان استلم الفاتورة وفي حال كنت بحاجة إلى مساعدة بما يخص الشحن فهل يمكنك اتخاذ الترتيبات اللازمة ليتم إرسال الاغراض مباشرة إلى دبي؟

شكرا جزيلا لمساعدتك

علياء

6 شباط 2012 الساعة 16.39

الى: [XXXXXXXXXXXX] فان ديرسترايتن

موافق..

في 6 شباط 2012، في الساعة 5:34، كتب [XXXXXXXXXXXX] فان دير سترايتن

صباح الخير علياء

نعم أستطيع ترتيب التسليم إلى مطار دبي فقط، هل أنت مهتمة بمعرفة التكاليف؟

مع أطيب التحيات

من: [ak@alshahba.com]

من: [XXXXXXXXXXXXX]

الموضوع: فان در سترايتن[XXXXXXXXXXXX]

تاريخ: 6 شباط 2012 16:29:21 بتوقيت غرينتش

إلى: [XXXXXXXXXXXX]

نسخة إلى: ak@alshahba.com

هل يمكنك من فضلك ان تعطينا تكلفة:

جمع والشحن والنقل البحري لمطار دبي لما يلي:

شمعدانان، قدران، كونسول، وثريا

مع أطيب التحيات

[XXXXXXXXXXXX]

رد من:: ak@alshahba.com

[ مقترحات لخطاب الأسد

من هديل

الموضوع: من حسام

التاريخ : 31 كانون الاول 2011 الساعة 14.55

الى:

sam@alshahba.com

بعد التشاور مع عدد لا بأس به من الناس بالإضافة للمستشار الإعلامي والسياسي للسفير الإيراني قمت بجمع بعض النقاط التي أرى أنه من المهم ذكرها في الخطاب :

الإسلام :

[بما أن غالبية شعبنا ينتمي إلى الطائفة السنية والغالبية أيضا متدينة أقترح أن يكون هنالك نفس إسلامي في الخطاب، حيث أن قسما كبيرا من المعارضة يرفع راية الإسلام لذا من الضروري أن يخطف الرئيس راية الإسلام منهم لكن بطريقته الخاصة. كأن تذكر آيات من القرآن الكريم في الخطاب

التأكيد بأن إسلام الشعب السوري هو الإسلام الحقيقي عن طريق ربط الإسلام بثوابت سوريا: 1- المقاومة 2- العداء لإسرائيل عدو المسلمين الأول. 3- حماية حقوق الشعب الفلسطيني (فالصلاة الحقيقية قبلتها القدس). وهنا يمكن أن يضيف الرئيس في الخطاب موقفاً منسجماً مع ما ذكر عبر استنكاره الشديد للممارسات إسرائيل الأخيرة وسياساتها الرامية لتهويد القدس

[كما يمكن للرئيس إحراج خصومه الرافعين راية الإسلام (فأي إسلام يتكلمون عنه وهم يوميا يقدمون التنازلات لعدو المسلمين الأول ويغضون النظرعن ممارساته).

[مقارنة بين موقفنا المدافع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين من خلال دفاعنا عن وحدة الأراضي الفلسطينية وعدم اعترفنا بإسرائيل مقارنة ذلك مع موقف من يدعي الإسلام والذي يطمئن إسرائيل على أنه إذا وصل للحكم في أي بلد عربي سيعترف بإسرائيل ويلتزم المعاهدات معها

[نحن دولة ترعى شؤون الإسلام بالكامل (جميع المناسبات الإسلامية لها عناية خاصة من الدولة، معاهد تحفيظ للقرآن، ضمان حقوق المسلمين في أداء كل فروض الإسلام، بناء الجوامع،إلخ).

[الإشارة إلى أن خصومنا يريدون تشويه صورة الإسلام عبر القتل والدعوة للإرهاب

[لكن سوريا هي مهد الإسلام الحقيقي لذا لن يقبل الشعب السوري مثل هذا الفكر أبدا

[وهنا وجدت من خلال النقاشات أن البعض ينزعج من ربط الثوابت الوطنية لسوريا بشخص الرئيس فقط لذا من المهم برأيي أن يتم التأكيد على أن الشعب هو مصدر الثوابت وهو المقاوم وهو المسلم الحقيقي وهو من تغلب على الأزمة.

الشهداء :

[ هنا أعتقد أننا بحاجة للغة عاطفية تلامس القلوب وتعزي الأهل المنكوبين لتقريب شخص الرئيس من قلوبهم ويمكن أن نأخذ العبارات واللغة التي يتوجه بها السيد حسن نصرالله للشهداء وعائلاتهم كمثال جيد.

[التأكيد على أن دماء الشهداء هي من نصر سوريا وأفشل الهجوم الدولي على سوريا.

[إجلال وتحية عوائل الشهداء على مواقفهم وتضحياتهم وإعلانهم في كل مناسبة يظهرون بها على الإعلام أنهم على استعداد للتضحية بالمزيد من أولادهم فداء للوطن.

[التركيز على شهداء الجيش والقوى الأمنية فهنالك شعور لدى معظم الناس بأنهم لم يكرموا كفاية من الدولة. لذا فإن توجيه كلمة خاصة لهم ولعائلاتهم من قبل الرئيس ستترك الأثر الكبير في نفوس الناس

التأكيد بأن الشهداء ضحوا في سبيل الوطن كل الوطن وليس في سبيل الرئيس أو النظام حيث ان الإعلام المعادي يحاول أن يصور الجيش كمرتزقة عبر إطلاق تسميات مثل “قوات الأسد، كتائب الأسد إلخ” وما يؤكد كلامي طريقة سؤال باربرا والترز في مقابلتها مع الرئيس عندما ذكرت كلمة “قواتك” وكان بالطبع جواب الرئيس قمة في الوطنية عندما قال لها أنها ليست قواتي بل هو جيش الوطن ولكن ما قالته والترز يجري تكراره عشرات المرات يوميا في الإعلام المعادي.

الخطاب الإسلامي هنا يمكن أن يحضر أيضا عبر استخدام آيات لتكريم الشهيد

[ برأيي أن موضوع الشهداء يجب أن يأخذ حيزا مهما من الخطاب

الإصلاحات + الأزمة + مستقبل سوريا :

[هنا أعتقد أن اللغة يجب أن تكون متوازنة وعقلانية مع قليل من العاطفة تجاه الجمهور المعارض

[ العودة للوراء قليلا والتذكير بما وعد الرئيس به وما تحقق منه وما لم يتحقق ولماذا (الشفافية هنا مهمة جدا لأن جزءاً كبيراً من الناس بدأ يفقد الثقة بالدولة)

[التأكيد بأن قطار الإصلاح مستمر بالرغم من أن أعداء سوريا لا يريدون ذلك مثال: التفجيرات التي حصلت في دمشق هي لإيقاف الإصلاح ولتدمير البلاد ولزرع الفتنة.

[شرح بعض المشكلات التي يعاني منها الشعب وتقديم حلول واقعية (من المهم هنا ذكر بعض التفصيلات حتى نعطي إشارة للناس بأن الرئيس يشعر بوجعهم ).

[من المهم ذكر أن انشغال الدولة بمواجهة المؤامرة وإنجاز الإصلاحات والظروف الأمنية الصعبة أدت إلى التقصير في تأمين حاجات المواطنين اليومية (الطعام، المحروقات) ولكن الدولة ستعالج ذلك بسرعة. الإشارة إلى هذا الموضوع يعطي أيضا شعوراً بأن الرئيس يعيش يوميات المواطنين ويحس بمعاناتهم وسيهتم بها، حيث ان جزءا كبيرا من مواطنينا لا يهتم بالسياسة وإنما بلقمة عيشه.

[ إن كان مناسبا من الممكن ذكر أن الحكومة الحالية هي حكومة انتقالية لحين إجراء انتخابات مجلس الشعب ومهمتها الأساسية إصدار وتنفيذ القوانين والتشريعات حيث أن هناك استياء واضحاً من أداء الحكومة الحالية.

[التأكيد أنه ستتشكل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات القادمة وفي ضوء نتائجها

[تحذير الناس من المستقبل الذي يريده لهم الأعداء مثال ليبيا حيث يتقاتل الشعب الآن بينما نفطه يسرق من الغرب والعراق أيضا (يمكن هنا أن يبارك الرئيس للشعب العراقي بتحرره من المحتل(

[مخاطبة من أخطأ وحمل السلاح أو مارس التخريب بمزيج من اللطف والحزم وتوعيتهم بأنهم يسيئون إلى أنفسهم ووطنهم ويساعدون دون أن يعلموا أعداء بلدهم وبنفس الوقت التأكيد أن الدولة لن تتسامح مع المجرمين.

[من المهم جدا التأكيد على وطنية كل الشعب السوري وأن مطالب الشعب محقة وأن الدولة ستبذل كل الجهود لتحقيقها وأن من أخطأ تجاه وطنه كان مغررا به حيث ان الناس وخاصة جمهور المعارضة منزعجين جدا من لغة التخوين

الشباب :

الشباب بحاجة لتوجه الرئيس إليهم وأن يشعروا بأن الرئيس يعرف مطالبهم وسيتبناها وأنه سيعتمد عليهم بشكل كبير لتغيير الواقع السيئ

الشعب :

لمست شعورا عند شريحة واسعة بأن الرئيس بعيد عن الناس لذا من الضروري ذكر الشعب في كل مناسبة وربط كل شيء به (المواقف السياسية،الإصلاح، المقاومة،الانتصار على الأزمة كلها مصدرها الشعب )

لذا من المهم تكرار كلمة الشعب كثيرا في الخطاب.

الجيش :

أعتقد بأن جزءا مهما من الخطاب يجب أن يعطى للكلام عن الجيش، تحيته، شكره، التأكيد أنه ضمانة وحدة البلاد، وأن ولاءه للوطن نصر سوريا وشعبها.

الوضع الاقتصادي :

[تطمين الناس من الناحية الاقتصادية مهم جدا لأنه أصبح لديهم ذعر من فكرة الانهيار الاقتصادي.

[ تقديم بعض التفاصيل والأرقام الاقتصادية لطمأنة المواطنين

[ تنبيه الناس إلى الحرب النفسية التي تمارس عليهم من الناحية الاقتصادية فأسعار العملات والأسهم ليست وحدها تحدد الوضع الاقتصادي فهنالك عوامل ثابتة ما زالت تمتلكها سوريا (الموقع، الموارد، عدم المديونية، الاكتفاء الذاتي بما يتعلق بالحاجات الأساسية، العلاقات الاستراتيجية مع العديد من الدول)

[لا أحد يحاصر سوريا اقتصاديا فمن يحاصرها يحاصر نفسه بسبب موقعها الاستراتيجي.

[بالرغم من ضرورة طمأنة الناس هنالك ضرورة كبيرة للشفافية لكي يبدو كلام الرئيس واقعيا كأن يتم ذكر بعض الصعوبات الاقتصادية التي نعاني منها الآن أو ستواجهنا بالمستقبل.

ثبات الموقف السوري وقوته + الضغوط الخارجية + الشأن الإسرائيلي:

[هنا أعتقد أن اللغة يجب أن تكون قوية وعنيفة لأن الناس بحاجة لأن ترى الرئيس قويا مدافعا عن البلد لا يهتز وخصوصا بعد تسرب الخوف إلى قلوب الجميع على إثر التفجيرات الأخيرة وتصعيد التصريحات والحراك الدولي الضاغط على سوريا. يجب أن يعطي خطاب الرئيس جرعة معنويات ضخمة للناس لأننا لا نريد أن نفقد ثقة جمهورنا بينما نبحث عن رضا الجمهور المعارض.

[لإعطاء شعور بالتفاؤل من المهم ذكر أن ما يحصل في سوريا من إرهاب وتفجيرات لم يصل بعد إلى مستوى التفجيرات التي تعرضت لها البلاد في الثمانينات ومع ذلك انتصرت سوريا في حينه وفشلت تلك المؤامرة وستنتصر أيضا مرة أخرى وذلك بفضل الله وقوة شعبنا وجيشنا.

التأكيد بلغة صارمة على أن سوريا لن تخضع للضغوط. حيث أن الناس لديها شعور بأننا سنهزم نتيجة الضغط الخارجي.

[هنا يبرز الموضوع الإسرائيلي حيث أصبح من الضروري ذكره للتأكيد على الميزة التنافسية للرئيس وذلك عبر ربط الضغوط الخارجية على سوريا والتي تختلف بالشدة والمضمون عن غيرها من الدول التي فيها أزمات، ربطها بقرب سوريا جغرافيا من إسرائيل وموقف الشعب والنظام من إسرائيل.

أيضا التأكيد على دور سوريا في إفشال كل المخططات الإسرائيلية والغربية عبر دعم المقاومات وعدم التطبيع مع إسرائيل وربط ما تتعرض له سوريا من ضغوط خارجية بالانتقام من انتصاراتها على إسرائيل (1973-1982-2000-2006-2008) فهذه الانتصارات غيرت موازين القوى في المنطقة وجعلت إسرائيل في موقف ضعيف وكانت سوريا الشريك الأساسي في هذه الانتصارات.

التأكيد أن الشعب السوري هو العدو الأكبر لإسرائيل لذا لن يضع الرئيس يده بيد العدو مهما بلغت الضغوط بالرغم من علمه أنه لو قبل ذلك سيسكت كل القادة الذين ينادون بتنحيه لكنه يستمد شرعيته من الشعب وينفذ مطالب الشعب الذي يرفض كل أشكال التطبيع مع إسرائيل.

سوريا الدولة العربية الوحيدة التي رفضت إجراء مباحثات أو اتصال سري مع اسرائيل بالرغم من قيام الدول التي تعطينا دروساً بالديمقراطية والوطنية بأكثر من ذلك.

[الاستدلال بالواقع السيئ للبلدان العربية التي خضعت لإسرائيل والغرب للتأكيد على صحة مواقف سوريا. من الممكن أن يبدو هذا الكلام بديهياً ولكني بعد العديد من النقاشات مع أناس من مختلف الشرائح استنتجت أن الناس بحاجة لأن يتم توعيتهم من جديد بأن مصلحتهم تكمن بالعداء مع إسرائيل وعدم الخضوع للغرب وهذا بالطبع بسبب ضعف التوجيه السياسي لإعلامنا.

[ التأكيد على قوة سوريا عسكريا وقدرتها على الدفاع عن سيادتها ومواقف شعبها حيث أن هنالك قناعة لدى جزء كبير من الناس بأننا لسنا أقوياء كفاية لمواجهة ضربة عسكرية. فمن المفيد أيضا تسريب المزيد من المعلومات المتعلقة بالقدرة العسكرية لدينا قبل الخطاب

[خوف الغرب على إسرائيل الحامية لمصالحهم سيجعلهم يترددون ألف مرة قبل المغامرة بضربنا (هذه النقطة مهمة جدا برأيي لدعم الداخل وتوضيح الأبعاد الجيوستراتيجية والجيوسياسية للأزمة)

[أخذ موقف واضح وجريء من تصريحات جيفري فيلتمان وغيره الداعية لإحداث ممرات إنسانية ومناطق حظر جوي في الشمال والتأكيد بأن سوريا ستمنع ذلك بالقوة.

[هذا كله لإعطاء جرعة من الثقة والقوة للشعب الذي بدأ يهتز وبقدر ما هو مهم طرح هذه النقاط من المهم أيضا التوازن بالطرح حتى لا يبدو الرئيس وكأنه يخون الناس أو يجعل إسرائيل شماعة لكل ما يحصل أو أنه يتهرب من الأخطاء التي ارتكبت خلال وقبل الأزمة، لذا يجب أن يتم التفريق وبشكل واضح بين مطامع الغرب ومطالب الناس وأن الغرب وإسرائيل يستغلون جزءا من الشعب السوري دون علمهم ليركعوا سوريا ولكن الرئيس لديه ثقة كبيرة بوطنية كل الشعب السوري.

الدول الصديقة :

[تقدير لمواقف الدول الداعمة لسوريا والتأكيد بأن الشعب السوري لن ينسى هذه المواقف

الدول المعادية :

[البلدان المعادية تقوم بمحاربة سوريا نيابة عن أميركا وإسرائيل

[ الشعب السوري يعرف كيف سيتعامل معهم لاحقا وهو لن ينسى أيضا ما فعلوه

[ ما زال لديكم فرصة لمراجعة مواقفكم ولكن المدة ليست مفتوحة.

[لدينا معلومات ووثائق عما فعلتموه بشعبنا ولن ننشرها الآن لإعطائكم فرصة للمراجعة

[أميريكا بدأت تخرج من منطقتنا ولن يبقى لكم حليف سوى جيرانكم السوريين

رسالة تطمين للشعب :

التأكيد بأن الجيش والقوى الأمنية ستعيد لسوريا الأمن والأمان

مكان الخطاب :

[من الضروري أن يكون الخطاب أمام جمهور عريض طبعا مع مراعاة الناحية الأمنية

[دعوة كبيرة لعائلات الشهداء. بحيث يبدو الأمر كإحتفال

[من الممكن أن يكون هنالك فرقة تعزف لحنا قويا للشهيد

[قيام إحدى زوجات الشهداء بإلقاء كلمة قوية نيابة عن عائلات الشهداء ومن ثم يخرج الرئيس للجمهور

[من الضروري تفاعل الجمهور مع الرئيس مما سيضيف قوة للخطاب. ومن المفضل ألا يظهر التفاعل بشكل روتيني.

لقد أحدثنا موقعا على الإنترنت لأخذ استبيانات عما يريد الشعب سماعه في الخطاب سنقوم بإرسالها لسيادتك بعد تجميع كمية لا بأس بها من المعلومات.

[ خالد الاحمد

رسالة من خالد الاحمد

الى sam@alshahba.com

13 تشرين الثاني 2011 الساعة 3.74

رأيي وبكل تواضع أنه يجب أن نشدد القبضة الأمنية وأن نباشر عمليات استعادة هيبة الدولة والسلطة في مناطق ادلب وريف حماه، وبكل الوسائل. فهؤلاء الذين وصلوا الى ما وصلوا اليه في مجلس الجامعة العربية انما يريدون أن يعطوا دفعا للشارع في تلك المناطق وهذا هو سقف امكانياتهم ومالم يحسّ المخربون بسطوة الدولة فستؤتي خطة الاعراب (العرب عند الإيرانيين) نتيجة سيئة جدا، التقيت [XXXXXXXXXXXX] قبل المغادرة الى حمص وكان لقاءا ايجابيا واتفقنا على خطة عمل للتعاطي مع الشارع العلوي، وسأعود الى دمشق خلال 48 ساعة لزيارة ( [XXXXXXXXXXXX]) بهدف اطلاعه على موضوع الدرع الشبكي لكم كل المحبة وكامل الاحترام خالد ( مرفق صورة للدرع الشبكي )

[ من خالد الاحمد

الى: sam@alshahba.com

الموضوع : الحواجز ونقاط التفتيش

20 تشرين الثاني الساعة 20.22

من مصدر مجّرب التقى قيادات في جماعات بابا عمرو اليوم ان شحنة كبيرة من الاسلحة قادمة من ليبيا ستصل الى شواطيء احدى الدول المجاورة خلال ثلاث ايام ليتم تهريبها الى سوريا وهي اسلحة متطورة وعلى الاغلب ان يكون احد موانيء طرابلس غير الشرعية

وإن التعليمات للجماعات هي تخفيف الاشتباكات مع الدولة حرصا على ارواح مقاتليهم الى حين وصول هذه الاسلحة وقد استطاع [XXXXXXXXXXXX] الدخول الى بابا عمرو (المغلقة) واعلمني ان عدة وفود صحفية غربية دخلت الى المنطقة بعد عبورها غير الشرعي من الحدود اللبنانية، منها وفد صحافي فرنسي والماني. وان المقاتلين يجولون علنا في الشوارع وخاصة من يسمون انفسهم كتائب خالد ابن الوليد اقترح انشاء غرفة عمليات مختصة بالاشراف على الحواجز والطرق لها صلاحيات تحريكها ونقلها حسب المعطيات ومراقبة ادائها مما يمكننا من ضبط عملها والخروج من مشكلة رمي الاجهزة لمسؤولياتها كل على الآخر.

مع محبتي واحترامي

خالد

9 آلاف قتيل حصيلة العام الأول والبحرين وهولندا تغلقان سفارتيهما

ثورة سوريا تدخل عامها الثاني على هاجس الحرب الأهلية

مع دخول الثورة السورية عامها الثاني، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من لندن، أن حصيلة الضحايا تجاوزت 9 آلاف شخص، أغلبيتهم من المدنيين، في وقت أُعلن عن العثور على 23 جثة في إدلب عليها آثار تعذيب مع سقوط المزيد من القتلى والجرحى في مناطق مختلفة من البلاد، وتدفق المزيد من اللاجئين إلى تركيا التي تدرس فرض منطقة عازلة داخل الأراضي السورية . وتقود الحكومة السورية مهمة إنسانية تشارك فيها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وخبراء أمريكيون تجرى خلالها زيارات ميدانية إلى المناطق الساخنة للاطلاع على الأوضاع فيها .

وأغلقت البحرين سفارتها في دمشق ونصحت رعاياها بالحذر ومغادرة سوريا بشكل عاجل . كما أقفلت هولندا سفارتها في سوريا أيضاً . وحذرت فرنسا من نشوب حرب أهلية في حال تسليح المعارضة، فيما دعت الأمم المتحدة النظام والمعارضة إلى التعاون لحل الأزمة، وأعلن المبعوث المشترك لها وللجامعة العربية كوفي عنان أنه يجري اتصالات مع الحكومة والمعارضة للبحث عن مخرج .

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا في اتصال هاتفي “قتل 9113 شخصاً، بينهم 5466 مدنياً و2468 عسكرياً بينهم 471 منشقاً” خلال عام من الثورة .

وأفاد المرصد بأنه تم العثور على 23 جثة بالقرب من مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، عليها آثار “تعذيب شديد” . وأبدى الهلال الأحمر التركي مخاوفه من تدفق 500 ألف سوري إلى تركيا هرباً من أعمال العنف في بلادهم . وأكدت أنقرة أنها تدرس إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لحماية اللاجئين من هجمات الجيش السوري . وحضت 200 منظمة دولية غير حكومية روسيا على التحرك بعد عام على حركة الاحتجاج والقمع في سوريا . وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية والمعارضة على التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في السعى لإنهاء العنف وقال إن “الوضع الراهن في سوريا لا يمكن الدفاع عنه” . وأكد متحدث باسم عنان أن المبعوث ما زال يجري اتصالات مكثفة مع السلطات السورية بشأن مقترحاته لوقف القتال . وقال المتحدث أحمد فوزي من دون أن يذكر تفاصيل إن عنان تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومع مسؤولين من القوى الأجنبية الأخرى “التي لها نفوذ” . وأضاف “باب الحوار مازال مفتوحاً” .

“هيئة الثورة”: إطلاق نار على المتظاهرين في مختلف المدن السورية

أكّد عضو الهيئة العامة للثورة السورية ابراهيم الطيب في حديث لقناة “الجزيرة” أنّ “كل المدن السورية التي تشهد تظاهرات معارضة للنظام ضمن جمعة “التدخل العسكري الفوري” يتعرّض فيها المواطنون لإطلاق نار ولقنابل دخانية”، مشيراً كذلك إلى حصول “اعتقالات عشوائية، ومنع المصلين من الخروج من المساجد”.

وأعلن الطيب أن “السلطات السورية تمنع ذوي المعتقل حسين عيسو منذ مدة من معرفة وضع ابنهم أو حتى السؤال عن حالته الصحية، كما تمنع السلطات أهل المعتقل هشام فياض وعمره 17 عاماً من معرفة أي شيء عنه”.

لافروف يحث دمشق على التعاون مع بعثة كوفي انان

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تحاول من خلال اتصالاتها مع نظام بشار الاسد دفع دمشق إلى التعاون بشكل كامل مع موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، وقال: “نعمل يومياً مع كوفي أنان، ونوجه رسائل إلى دمشق ليتعاون المسؤولون السوريون بشكل كامل مع البعثة”.

لافروف وفي مؤتمر صحافي قبل ساعات من حديث كوفي أنان عبر الفيديو من جنيف، إلى مجلس الامن الدولي، أضاف بحسب صور بثها التلفزيون الروسي، “نعول على دعم كل قوى مجلس الامن في اجتماع نيويورك مع كوفي أنان، وهذا يعني أنه ليس علينا نحن والصين فقط توجيه رسائل إلى دمشق”، مؤكداً أن “على بقية أعضاء مجلس الأمن أيضاً أن يفعلوا ما عليهم، وأن يدعوا من جهتهم المعارضة (السورية) إلى عدم التصعيد”، ومعرباً عن الامل في “إلا تفشل هذه المهمة وأن يدعم الجميع كوفي انان كما نفعل نحن”.

(أ.ف. ب.)

اشتباكات ليلية في ريف دمشق بين القوات النظامية والجيش الحر

‎نقلت وكالة “فرانس برس” عن ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان أن اشتباكات وقعت ليل الخميس الجمعة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في ريف دمشق.

وأوضح المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أحمد الخطيب أن كتيبة “الفرقان” المنضوية في صفوف الجيش السوري الحر “اشتبكت ليلا مع القوات النظامية بين بلدتي عرطوز والمعضمية في ريف دمشق”. وأضاف أن “العمليات التي يقوم بها الجيش الحر من مهاجمة الدوريات واستهداف الارتال العسكرية لا تتوقف على مدار الساعة في ريف دمشق”.

وأضاف الخطيب أن العناصر المنشقين في ريف دمشق يتوزعون على “سبع كتائب، أكبرها كتيبة الفرقان في الغوطة الغربية (عرطوز وداريا والكسوة والمعضمية)، وكتيبة أبو عبيدة بن الجراح في الغوطة الشرقية (دوما وحرستا وسقبا وعربين)، وكتيبة سباع الجرد في القلمون (يبرود ورنكوس وعسال الورد وغيرها)”، مشيرأً إلى توجه العناصر المنشقين إلى “إعلان مجلس عسكري في ريف دمشق بقيادة العقيد المنشق خالد الحموس في الأيام القليلة المقبلة”.

ورداً على سؤال، قال الخطيب: “هناك مناطق واسعة في ريف دمشق خارج سيطرة النظام لا سيما في المناطق التي عانت من تهميش النظام على مدى عقود”، مضيفاً: “المنشقون يعتمدون حرب العصابات، وهم يتنقلون بسهولة لأن أعداد المجموعات تكون صغيرة والأسلحة بحوزتهم خفيفة”.

وعلى غرار ما يؤكده ناشطون في مناطق عدة من سوريا، قال الخطيب إن “قوات النظام تسيطر على مداخل المدن وتقيم الحواجز فيها، لكنها تتجنب الدخول إلى الاحياء”، لافتاً إلى تصاعد نشاط الجيش الحر في الآونة الأخيرة في قلب العاصمة.

مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، قال من جهته إن اشتباكات وقعت في الضمير وقطنا في ريف دمشق ليل الخميس الجمعة وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص.

وعن الخسائر في صفوف الجيش السوري، قال عبد الرحمن “السلطات السورية تخفي حقائق الخسائر التي تتكبدها في الاشتباكات مع المنشقين حفاظاً على معنويات مقاتليها على ما يبدو”، مشيراً إلى أن “الاشتباكات في دمشق وريفها تتكرر في الآونة الاخيرة”.

(أ.ف. ب.)

قتلى ببداية العام الثاني لثورة سوريا

واصلت القوات السورية عملياتها في عدد من المناطق السورية عقب يوم دام أسفر عن سقوط أكثر من تسعين قتيلا، وفيما تواصلت المظاهرات المعارضة للنظام السوري خرج أمس آلاف من المؤيدين له فيما سمي بـ”بالمسيرات العالمية من أجل سوريا”، وفي مقابل تزايد أعداد اللاجئين قررت تركيا بناء مخيم جديد، وأشارت إلى إمكانية تأييد إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن معظم قتلى أمس سقطوا في إدلب, وأشارت إلى “مجزرة اكتشفت صباح أمس الخميس في مزرعة وادي خالد غرب المدينة لـ23 جثة مقيدة ومعصوبة الأعين أعدموا جميعا إعداما ميدانيا”.

وأشارت الشبكة إلى أن من بين القتلى خمسة أطفال وسيدة بالإضافة لأربعة عسكريين منشقين عن الجيش السوري أحدهم ملازم طيار وآخر نقيب، وقتيلا يحمل الجنسية التركية.

وقال نشطاء إن عشرة أشخاص قتلوا في قصف عنيف شنته القوات الحكومية على مدينة الرستن في محافظة حمص وسط البلاد.

أما في مدينة حماة فقد قتل أربعة مواطنين منهم ثلاثة برصاص قناصة، وآخر يبلغ من العمر 17 عاما بإطلاق رصاص عشوائي.

وفي دير الزور اقتحمت قوات الجيش والأمن حي الجورة وشنت حملة اعتقالات عشوائية في منطقة الجورة وشارع الوادي والأبنية المجاورة لرئاسة الجامعة في منطقة القصور.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عددا من مدرعات الجيش وصلت إلى مدينة التل بريف دمشق التي سمعت فيها أصوات لإطلاق النار وعدد من الانفجارات في ظل انقطاع للاتصالات.

وشهدت أحياء القدم وبرزة والحجر الأسود في دمشق إطلاق نار كثيفا وبشكل عشوائي من قبل قوات الأمن، وتعرض المتظاهرون في حي المزة لإطلاق نار من قبل قوات الأمن التي نفذت حملة اعتقالات بالمنطقة، فيما تحدث ناشطون عن اشتباكات وإطلاق رصاص من مضادات للطيران شرقي حي القابون.

مظاهرات

من جهة أخرى بث ناشطون صوراً على شبكة الإنترنت تظهر خروج مظاهرة مساء أمس قرب حديقة السبكي في حي الشعلان في قلب العاصمة دمشق. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية وإسقاط نظام بشار الأسد. كما قطعوا الطريق الرئيسي قرب المعهد الثقافي الإسباني بالإطارات المشتعلة. بينما تحدث ناشطون عن خروج مظاهرة أخرى في شارع الحمراء قرب مجلس الشعب في حي الصالحية في دمشق.

في المقابل قالت وسائل الإعلام السورية الرسمية إن الآلاف من الموالين للرئيس السوري خرجوا في مسيرات تأييدا له بالعاصمة دمشق.

وبث التلفزيون الرسمي لقطات للمسيرات التي أطلق عليها “المسيرات العالمية من أجل سوريا”، تظهر احتشاد الآلاف في الساحة الرئيسية في دمشق وهم يحملون صور الأسد ويلوحون بالأعلام. وأبرزت اللقطات مشاركين قال التلفزيون إنهم من حلب والسويداء واللاذقية والحسكة ودرعا ودير الزور.

من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 9113 شخصا، معظمهم من المدنيين، لقوا حتفهم في أنحاء سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات قبل سنة، وأوضح المرصد في بيان أمس الخميس أن حصيلة القتلى تتضمن 6645 مدنيا و1197 من قوات  الجيش ورجال الأمن إلى جانب 471 منشقا عن الجيش النظامي.

تزايد اللاجئين

من جانب آخر قالت تركيا إن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين سيكون أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى إنشاء “منطقة آمنة” داخل سوريا.

وقال بشير أتالاي -نائب رئيس الوزراء التركي في مقابلة مع تلفزيون (إن تي في)- إن بلاده ستفتح مخيما جديدا للاجئين قرب بلدة كيليس الجنوبية الشهر القادم لاستضافة عشرة آلاف لاجيء سوري إضافي.

وأكد أن العمل بدأ بالفعل في مخيم آخر قرب الطرف الشرقي من الحدود في جيلان بينار يتسع لاستقبال عشرين ألف شخص وترفع هذه الاستعدادات الطاقة الإجمالية لاستيعاب اللاجئين السوريين في تركيا إلى نحو 45 ألف شخص.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية لوكالة الأنباء الألمانية إن إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ الآن 14700 لاجئ.

ترحيب سوري بفريق المبعوث الدولي

الخليج يقاطع دمشق وترقب لتقرير أنان

كشف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن دول مجلس التعاون قررت غلق سفاراتها في دمشق مع دخول الثورة في سوريا عامها الثاني وسط ترقب للتقرير الذي سيقدمه كوفي أنان -موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية- إلى مجلس الأمن اليوم.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني قوله -في وقت متأخر من مساء الخميس في بيان- إن الخطوة تظهر رفضا “لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق”.

يأتي هذا القرار الذي سيشمل قطر والإمارات وعمان والكويت بعيد إعلان السعودية والبحرين إغلاق سفارتيهما في سوريا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الاتحاد الأوروبي أن وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27 سيقدمون على خطوة مماثلة خلال اجتماعهم في بروكسل الأسبوع المقبل.

في غضون ذلك يُنتظر أن يقدم كوفي أنان -مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا- لمجلس الأمن الدولي اليوم بيانا بشأن ما تحقق في المهمة التي كلف فيها قبل عشرة أيام.

وحدد أنان فور تكليفه الخطوط العريضة لمهمته في مؤتمر صحفي وهي السعي إلى وقف الصدامات والمعارك وعمليات القصف التي أسفرت عن مقتل اكثر من تسعة آلاف شخص والعمل على “إدخال المساعدة الإنسانية” و”إيجاد حل سلمي مع السوريين يحترم تطلعاتهم ويؤمن الاستقرار في البلاد”. والتقى أنان الرئيس السوري بشار الأسد يوم السبت الماضي دون أن يرشح شيء عن ما دار بينهما.

ترحيب سوري

وفي دمشق رحبت الخارجية السورية أمس الخميس بزيارة الفريق الفني الذي شكله كوفي أنان إلى سوريا لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بمهمته فيها. وأوضحت الوزارة في بيان نقلته وكالة يو بي آي أن هذا الترحيب يأتي في إطار الجهود التي تبذلها سوريا لإنجاح المهمة التي يقوم بها أنان.

وكان أنصار النظام في سوريا قد خرجوا بمظاهرات في عدة مدن مع دخول الثورة عامها الثاني في إطار ما وصفته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) برفض “للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري ودعما لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد لبناء سوريا المتجددة”.

وبث التلفزيون السوري لقطات ظهرت فيها حشود ضخمة في عدد من الساحات السورية منها ساحة الأمويين التي تقع في وسط العاصمة وهم يرفعون الأعلام السورية. كما بث لقطات لعشرات آلاف المشاركين قال إنها في حلب (شمال) والسويداء (جنوب) واللاذقية (غرب) والحسكة (شرق) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شرق).

وكان سوريون موالون للنظام دعوا من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعنوان “لايك من أجل سوريا”، السوريين في الداخل إلى التظاهر الخميس، والسوريين في الخارج إلى تنظيم تجمعات الجمعة والسبت.

جاء ذلك وسط استمرار الجيش السوري وأجهزة الأمن في حملتها العسكرية على مناهضي النظام في محافظات عدة، مما أوقع يوم أمس أكثر من خمسين قتيلا بالإضافة إلى العثور على 23 جثة عليها آثار عيارات نارية وتعذيب في ريف إدلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

لحام

من جهة ثانية أكد بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام أمس للصحفيين في روما أن الجيش السوري “لا يتدخل إلا عندما يجب أن يتدخل” وأن الكنيسة لا تزال تستطيع أداء دور “إحلال السلام”.

وقال البطريرك لحام “لا الجنود ولا الناشطين قديسون” إلا أنه أسف للدور الذي تؤديه وسائل الإعلام الغربية التي تمارس في رأيه تضليلا إعلاميا.

بحضور سياسيين ومعارضيين باريس تحتفي بعام على ثورة سوريا

عبد الله بن عالي-باريس

احتضنت باحة قصر بلدية باريس الخميس تجمعا تضامنيا مع الشعب السوري في الذكرى الأولى لانطلاق شرارة الحراك المطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وإقامة حكم ديمقراطي على أنقاضه. وطالب سياسيون فرنسيون وسوريون بارزون أثناء التظاهرة برفع مستوى التعبئة الدولية ضد دمشق، كما ردد مشاركون في التجمع هتافات مؤيدة الجيش السوري الحر.

وخلال الفاعلية قال عمدة باريس برتراند دولانوي إن مدينته حرصت على الاحتفاء بالذكرى الأولى لانطلاق الثورة السورية حتى تُشعر أهل سوريا بأنهم ليسوا وحدهم وأن الفرنسيين متضامنون معهم ويساندون تَوقهم المشروع للحرية والديمقراطية، وأكد أن “باريس غاضبة وتكافح من أجل دعم الشعب السوري الذي يواجه قمعا وحشيا يستهدف الرجال والنساء والأطفال العزل”.

وأثنى دولانوي، الذي يعد من أبرز زعماء الحزب الاشتراكي المعارض، على الموقف الرسمي لبلاده إزاء الأزمة السورية، إلا أنه لم يخف انزعاجه مما وصفه بـ”التأييد المشين” الذي تقدمه روسيا والصين للنظام السوري، وأكد في الوقت ذاته أنه غير راض عن مستوى التعبئة الشعبية الدولية المناهضة لما وصفها بالجرائم ضد الإنسانية التي يقترفها نظام الأسد، مطالبا الرأي العام الدولي ورعاة الديمقراطية في كل مكان بالتحرك لحشد المزيد من الدعم للشعب السوري.

انتصار الحرية

من جانبه، شن وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه هجوما عنيفا على سلطات دمشق، معتبرا أن “النظام السوري فقد شرعيته ويسعى إلى تأجيج مواجهات طائفية وإدخال البلاد في دوامة عنف فاتحا الطريق أمام التيارات المتطرفة، على أمل أن يساعد كل ذلك على إبقائه في الحكم”.

واعتبر الوزير الفرنسي، في رسالة قرأها الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو، أن القيادة السورية الحالية تمثل تهديدا للجميع وتهديدا للسلم في المنطقة، لافتا إلى دور بلاده في الدفاع عن حقوق الشعب السوري في كل المحافل الدولية ومبادرتها السبّاقة في دعم المجلس الوطني السوري.

وأضاف جوبيه أن الشعب الفرنسي، الذي يعرف ثمن الحرية، يقف مع الشعب السوري في الذكرى الأولى لثورته، مشددا على أن “فرنسا تؤيده (الشعب السوري) ومعجبة به وتتبنى قضيته ومتأكدة من أن الحرية ستنتصر”.

إشادة بالفرنسيين

وفي السياق ذاته أشاد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بتضامن الفرنسيين مع ثوار سوريا، لكنه استنكر بقاء العالم –في مجمله- خلال الأشهر الطويلة الماضية “مشلول الإرادة تاركا الشعب السوري وحده أمام نظام مدجج بالسلاح يسانده حلفاء أقوياء”.

وقال غليون في تصريح للجزيرة نت، إن المجلس الوطني السوري أنشأ مكتب ارتباط عسكريا لدعم الجيش السوري الحر، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل أيضا على توفير حشد دولي لفكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا.

من جهتها، طالبت الناشطة الحقوقية السورية سهير الأتاسي بزيادة المساندة السياسية والإعلامية للثورة في بلادها، مشددة على ضرورة تقديم “دعم لوجستيكي” للجيش السوري الحر. ولفتت المعارضة السورية إلى حجم التضحيات البشرية التي يقدمها السوريون في سبيل الحرية، قائلة “عندما تنتصر الثورة، سنقول لكل داخلٍ لسوريا: اخلع نعليك، فتراب سوريا من رفات أحرارها”.

وخلال التجمع ردد المحتشدون من النشطاء السوريين هتافات تحيي الجيش السوري الحر وتطالب بتدخل عسكري خارجي في البلاد.

ممثلية للشعب السوري في براغ

أسامة عباس-براغ

افتتحت في براغ عاصمة جمهورية التشيك أمس الخميس ممثلية للشعب السوري في شكل سفارة مصغرة للثورة السورية رفع عليها علم الاستقلال، وسط اهتمام إعلامي وحقوقي وبرضا سياسي غير مباشر.

ولا تبعد ممثلية الشعب السوري عن السفارة الرسمية إلا بحوالي 100 متر فقط، وهو ما عده الدبلوماسيون التابعون للنظام السوري في براغ عملا استفزازيا.

وكان المهندسان أحمد إسماعيل وتحسين حسين قد قاما بالعمل مع تنسيقية الثورة السورية بجمهورية التشيك قبل حوالي شهر من أجل الحصول على الموافقات الرسمية التي لم تواجه صعوبة، وهو ما عده المراقبون نوعا من الرضىا السياسي التشيكي.

لم يحضر حفل الافتتاح أي ممثل لوزارة الخارجية التشيكية رغم توجيه الدعوة رسميا لها، وحضرت وسائل إعلام تشيكية معروفة مثل صحيفة ملادا فرونتا الأكثر شعبية وبعض المنظمات الإنسانية والحقوقية المعروفة في التشيك مثل “منظمة الإنسان في محنة”.

وقال إسماعيل للجزيرة نت إن فكرة تأسيس سفارة للثورة بشكل مصغر نشأت قبل حوالي شهرين، عندما قامت الشرطة التشيكية بمحاولة إبعاد المتظاهرين إلى ما لا يقل عن 100 متر عن بوابة السفارة، وعندها اقترح الفكرة على التنسيقية التي تشرف على نشاطات الثورة في التشيك.

وأوضح إسماعيل أن افتتاح الممثلية يمثل نوعا من التعبير المستمر عن الاحتجاج ضد نظام يقتل الشعب بالأسلحة الثقيلة مرتكبا المجازر المروعة التي لم يسلم منها حتى الأطفال والنساء، من أجل استمراره في الحكم.

وأضاف أن الممثلية تعمل بدوام منتظم من الساعة العاشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا، وظل السوريون وكذلك التشيك يترددون عليها قبل الافتتاح الرسمي بأعداد لافتة، حيث يزودون بأدق التفاصيل والمعلومات عن واقع الحال في سوريا من خلال عرض أحدث الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها المحطات الفضائية الشهيرة، حيث أصبح منظر القتل والدم السوري جزءا من الخبر الأول الذي تبثه نشرات الأخبار الرئيسة.

وأشار إسماعيل إلى أن المعلومات التي حصل عليها ولم تنقل له مباشرة تفيد بأن الدبلوماسيين العاملين في السفارة السورية قدموا احتجاجا رسميا لوزارة الخارجية بشأن وضع هذه الممثلية، معتبرين الأمر نوعا من الاستفزاز.

يلاحظ عدم تردد أي من السوريين إلى السفارة الرسمية، في حين أصبحت الممثلية تغص بالمراجعين وهو ما عدّ تعبيرا عن استشعار السوريين المقيمين في جمهورية التشيك بقرب رحيل نظام بشار الأسد.

سوريا تتظاهر في جمعة “التدخل العسكري الفوري

غداة مرور عام على الثورة في تظاهرات حاشدة سمّوها “المسيرة العالمية من أجل سوريا”

العربية.نت

دعا ناشطون سوريون معارضون على شبكة الإنترنت إلى التظاهر، اليوم الجمعة، في ما سمّوه جمعة “التدخل العسكري الفوري” ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

ودعا كذلك موقع “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011” على “فيسبوك” إلى التظاهر اليوم تحت عنوان “التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل كل العالم”، محدداً الأهداف بـ”حظر الطيران وإقامة منطقة عازلة”.

ويأتي ذلك غداة مرور عام على الانتفاضة السورية، حيث قام المعارضون بتظاهرات في عدد من المناطق السورية، فيما تجمع أيضاً معارضو النظام في تظاهرات حاشدة في ما سمّوه “المسيرة العالمية من أجل سوريا”.

وتزداد الأصوات في المعارضة السورية المطالبة بالتدخل العسكري الأجنبي وتسليح الجيش السوري الحر مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية التي تشنها القوات النظامية على معاقل المنشقين في البلاد، خصوصاً في حمص وإدلب.

وقتل أكثر من 9000 شخص في سوريا غالبيتهم من المدنيين خلال العام الأول الماضي من الانتفاضة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا وكالة “فرانس برس”.

5وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، الخميس الماضي: “قتل 9113 شخصاً، بينهم 6645 مدنياً و2468 عسكرياً منهم 471 منشقاً”.

مقتل 49 شخصاً بمناطق عدة في سوريا معظمهم في إدلب

الطيران الحربي يحلق فوق تظاهرات في منطقة السبع بحرات في حلب ودمشق

العربية نت

وثقت لجان التنسيق المحلية، في آخر التطورات الميدانية في المدن السورية، مقتل 49 شخصاً في مناطق مختلفة اليوم من سوريا معظمهم في إدلب.

وأفاد ناشطون بتحليق الطيران الحربي فوق تظاهرات مناوئة للنظام، خرجت في منطقة السبع بحرات في حلب. كما هاجمت قوات الأمن تظاهرة خرجت من المسجد الأموي، وأطلقت النار على محتجين، ما أسفر عن وقوع إصابات عدة في صفوف المدنيين.

إلى ذلك، هاجم الأمن السوري سكن الطلاب في جامعة حلب وشن حملة اعتقالات في صفوف الطلبة.

وفي حمص تجدد القصف على أحياء الخالدية والبياضة بقذائف الهاون من قبل الجيش.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن العثور صباح الخميس “على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غربي مدينة إدلب، تم التعرف على 19 منها وظهرت عليها آثار التعذيب الشديد.

وأشار إلى أن “الجثث كانت معصوبة الأعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية”.

كما قتل أربعة جنود منشقين بينهم ضابط برتبة رائد ومساعد أول في كمين نصب لهم في قرية معرة حرمة في محافظة إدلب.

وفي ريف دمشق، أشارت اللجان التنسيقية إلى إطلاق نار مباشر باتجاه المتظاهرين أمام الجامع الكبير في مدينة دوما، وتعزيزات أمنية متزامنة مع اقتحام شارع الجلاء في المدينة. كما خرجت تظاهرة حاشدة من الجامع الكبير في التل، وفي جوبر.

في المقابل، نظمت السلطات السورية تزامناً مع الذكرى الأولى للثورة، تظاهرات شارك فيها الآلاف في عدة مدن تلبية لدعوة أطلقها موالون لنظام الأسد.

وتجمع المتظاهرون في عدد من الساحات السورية، رافعين الأعلام ومرددين هتافات مؤيدة للنظام. كما بث التلفزيون الرسمي لقطات لتظاهرات مؤيدة في كل من حلب والسويداء واللاذقية والحسكة.

نجيب الغضبان لـ آكي: إجماع دولي على التعاطي مع سورية وكأن نظامها قد انتهى

روما (15 آذار/ مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد ناشط سياسي سوري عضو في المجلس الوطني المعارض على حتمية انتصار الثورة السورية بعد مرور عام على انطلاقها، ورأى أن “الوحشية المفرطة” التي يستخدمها النظام السوري تعكس حالة يأسه الكامل، وأشار إلى وجود إجماع دولي على التعاطي مع سورية وكأن نظامها قد انتهى

وقال نجيب الغضبان عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ستنتصر ثورة الشعب السوري التي تمر ذكراها الأولى هذه الأيام، بعون الله، على الرغم من التحديات التي تواجه المعارضة، وعلى الرغم من المواقف الدولية المتناقضة”حسب تعبيره

واستند المعارض السوري أستاذ العلوم السياسية في جامعة (آركنساس) الأمريكية إلى عدة معطيات في بناء حكمه هذا، وأوضح “هذا الحكم يستند إلى عدة عوامل: أولاً، تصميم الشعب السوري على المضي إلى آخر الطريق، بعد أن كسر حاجز الخوف، وقدم تضحيات عزيزة ولازال للوصول إلى حريته وكرامته، ولن يتراجع مهما كانت التضحيات” وفق قوله

وتابع “العامل الثاني، يتمثل في طبيعة تعاطي النظام مع الثورة، حيث اقتصر هذا التعاطي على الحل الأمني والعسكري، ومحاولة إرهاب الشعب من خلال استخدام القمع الوحشي وارتكاب المجازر، كما يفعل هذه الأيام، لكن الوحشية المفرطة التي يستخدمها النظام تعكس حالة اليأس الكامل، فمن ناحية لا تزيد هذه المجازر الشعب إلا إصراراً على انتزاع حقوقه، ومن ناحية أخرى، تعمق أزمة النظام، فتزداد الانشقاقات، ويقع الفرز بين مكوناته، وهو ما نتوقع تزايده” على حد قوله

وأضاف الغضبان “يرتبط بالعامل الثاني، موضوع الضغط الاقتصادي، والعزلة السياسية والدبلوماسية للنظام، الأمر الذي سيسرع من وتيرة سقوطه” حسب تعبيره

وأقرّ عضو المجلس الوطني بضعف المعارضة السورية لكنه نفى أن يؤثر هذا الأمر على حتمية نجاح الثورة السورية وقال “رغم ضعف المعارضة وتناقض المواقف الدولية، فإن هناك إجماع على التعاطي مع سورية، وكأن نظامها قد انتهى، فلم تعد الدول الفاعلة، بما فيها روسيا والصين، تعتقد بأن هذا النظام قادر على الاستمرار”، وأضاف “إن النصر حتمي بإذن الله، والقضية هي في كيفية انهيار هذا النظام، وتقليل التكلفة الإنسانية والمادية لعملية التغيير” على حد تعبيره

بطريرك الملكيين: الوضع السوري أصعب بالنسبة للمسلمين

روما (16 آذار/مارس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام إن “الأوضاع الراهنة ليست سهلة سواء بالنسبة للمسيحيين أم المسلمين”، بل أنها “أكثر صعوبة بالنسبة للمسلمين كونهم في خضم هذا الصراع الديني والاجتماعي والسياسي” وفق تعبيره

وفي مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أثناء زيارته لروما، أضاف البطريرك لحّام أن “العلويين أو الشيعة، والسنيين عاشوا تاريخا صعبا، فهناك فئة صغيرة تحكم فئة كبيرة، فضلا عن وجود النظام السابق”، وكل هذا “يجعل الصعوبات أشد وأكثر بروزا في العالم الإسلامي بفئاته السالفة الذكر”، بينما “لا يشكل المسيحيون هدفا في هذه الظروف”، لكن “إن احتدم الأمر وتدهور الوضع من حيث الهدوء والاستقرار، وبرزت عناصر هدّامة من الداخل وحلت الفوضى” وفق تعبيره

وأشار بطريرك الملكيين إلى أنه “آنذاك لن يكون الخوف الكبير من إخوتنا المسلمين الذي عشنا وسنبقى نعيش معهم في ظل ما يجمعنا من تاريخ وتراث مشترك”، بل من “الفوضى التي قد تعم والتي شهدها العراق، والتي ما تزال حتى اليوم في ليبيا ومصر أيضا”، الفوضى “التي لا يمكن في ظلها التمييز بين الأخ والعدو”، معربا عن “الأمل بأن تُحسم الأمور قبل أن تتفاقم الفوضى ويعم الخطر الذي يشمل الجميع” وفق تأكيده

ونفى البطريرك لحّام الإشاعات حول تأييد رجال الدين السوريين للنظام الحاكم مؤكدا “عدم صحة الأمر، فقد تمتعنا بالاستقلالية دائما منذ وقت الأسد الأب وما قبله أيضا، فمنذ عهد العثمانيين كان للمسيحيين استقلالية إلى حد ما”، فهي إذا “إشاعة أن للمسيحيين بعض الأفضليات أو الامتيازات أو الإيجابيات بسبب تعلقهم بنظام هذا أو ذاك، سواء في سوريا أم في الأردن أو العراق”، معربا عن “الاعتقاد بأنها أمور مُغالى فيها” حسب قوله

ونوه رأس الكنيسة الملكية بأنه قد “يكون هناك (من قبل الحكام) بعض التعاطف مع الفئات الصغيرة الضعيفة، وكذلك حقيقة أن المسيحيين يتمتعون بمستوى جيد يمكنهم من خلاله دعم البلاد وتطويرها”، وربما كان “تشجيعا لهم لكي يعملوا ويعطوا ويبرزوا أكثر”، مؤكدا “نحن مع الموجود، ولقد صلينا ونصلي دائما لأجل حكامنا”، وهذا “لا يعني أننا نؤيد تيارا ضد آخر، بل إننا مع سوريا بأسرها وسنبقى معها ونأمل أن تنتصر بكل فئاتها” وفق تعبيره

ورأى البطريرك الكاثوليكي أن “الدولة السورية قوية وكذلك جيشها، مقارنة بانقسام وضعف المعارضة وتشتتها، وسواء بقي الأسد أم ذهب فهذا ليس بأيدينا أو بيد أحد”، لكن “أظن أن الوقت مناسب لإطلاق نداء للوحدة وللتفاوض والحوار واللقاء أكثر من أي وقت مضى”، لذلك ” طلبت في جولتي الأوروبية هذه بأن توجّه الكنيسة والمسؤولين نداءاتهم لأجل الحوار والتهدئة وعدم نشر السلاح هنا وهناك فهو الوقت المناسب للحوار الذي من شأنه أن يؤدي إلى الخير الأكبر لجميع المواطنين”، وهذا “ما أنا عازم على المضي قدما به حتى بعد جولتي هذه، أي دعوة المجالس الأسقفية والجهات المدنية إلى ما ذكره القرآن”، وهو “كلمة سواء، تجمع العالم العربي بأسره لأجل مستقبل أفضل، وإذاك يمكننا أن ننتظر ربيعا عربيا حقيقيا” حسب رأيه

وأعرب البطريرك لحّام عن “الاعتقاد بأن هناك إلى جانب الرئيس بشار الأسد أشخاص وأصدقاء مخلصين يمكنهم تنبيهه” إلى مدى تدهور الوضع، ووفق لمعلوماتي فإن “هناك أوامر للجيش بأن يستعمل أقل ما يمكن من القوة، إلا إذا كان هناك خطرا يهدده أو يهدد المواطنين الذين لا يمتّون بصلة إلى الأوضاع الحالية”، وهو “ما أكده لي معارفي وأقاربي في الجيش، وحتى رجال الشرطة المنتشرين في كثير من أجزاء البلاد يحملون سلاحهم الشخصي لا أكثر”، وهذا “مؤشر يمكن أن يسهم في تخفيف عبء الضحايا الذين نترحّم عليهم ونتألم مع جميع الذين يتألمون”، وختم بالقول “علينا جميعا أن نعمل ما بوسعنا لحقن الدماء ومنح الناس مستقبل حياة جديدة في العالم العربي بأسره ليكون لنا ربيعا عربيا جميلا بإذن الله” على حد تعبيره

الامم المتحدة تقرر ايفاد بعثة انسانية الى سوريا

قالت الامم المتحدة إنها ستوفد بعثة الى سوريا نهاية الاسبوع الجاري لتقييم الوضع الانساني في البلاد.

وسيشكل الوفد الاممي جزءا من وفد كبير تقوده السلطات السورية وضم ممثلين عن منظمة التعاون الاسلامي.

ومن المقرر ان يزور الوفد المدن السورية التي شهدت قتالا ضاريا اثناء الانتفاضة الجارية في البلاد ومنها مدن حمص وحماه ودرعا.

وجاء الاعلان عن ايفاد البعثة متزامنا مع ذكرى مرور عام واحد على اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري، التي اسفرت الى الآن عن مقتل اكثر من ثمانية آلاف شخص.

وأكدت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري ايموس في تصريح اصدرته الخميس على ضرورة “ان تضمن الحكومة السورية حرية وصول البعثة الى المدن والاماكن المتأثرة لتتمكن من تقييم الحاجات المستعجلة وتوفير العناية الطبية والمستلزمات الضرورية. فليس هناك متسع من الوقت.”

وجاء اعلان الامم المتحدة بعد ان ناشدت اكثر من مئتي منظمة حقوقية واغاثية كلا من روسيا والصين دعم المحاولات التي تبذلها المنظمة الدولية من اجل انهاء العنف في سوريا.

وكانت روسيا والصين قد صوتتا ضد مشروع قرار في مجلس الامن يدين النظام السوري.

ميدانيا، قصفت القوات السورية يوم اول امس الاربعاء مدينة درعا الجنوبية التي تعتبر مهد الانتفاضة الحالية، وذلك بعد تمكنها من استعادة السيطرة على مدينة ادلب شمال غربي البلاد قرب الحدود التركية في وقت سابق من الاسبوع الجاري.

وتقول تركيا من جانبها إنها شهدت تدفقا متزايدا للاجئين السوريين في الايام الاخيرة، إذ قال سلجوق اونال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية “قفز عدد اللاجئين السوريين المقيميون في تركيا بواقع 1000 لاجئ في يوم واحد، وارتفع العدد الاجمالي بذلك الى 14,700 لاجئ.” واضاف الناطق ان عدد اللاجئين يرتفع باستمرار.

في غضون ذلك، شارك الآلاف من المواطنين السوريين في مظاهرات مؤيدة للنظام انطلقت في عدة مدن منها العاصمة دمشق ادانت ما وصفته “بالمؤامرة” التي تستهدف البلاد.

وعرض التلفزيون الحكومي السوري صورا لعشرات الآلاف من السوريين وهم يحملون صور الرئيس الاسد والاعلام السورية في مدن دمشق وحلب واللاذقية والسويداء والحسكة.

وكانت الحكومة السورية قد دعت انصارها الى الخروج في مسرات تحت عنوان “المسيرة العالمية من اجل سوريا” وذلك للرد على المظاهرات المناوئة للنظام التي تنوي المعارضة تنظيمها في عدة مدن حول العالم.

يذكر ان الرئيس السوري بشار الاسد ما لبث يصر على ان قواته انما تحارب “عصابات مسلحة” ممولة خارجيا هدفها زعزعة استقرار سوريا.

“انهاء الرعب”

وناشدت المنظمات الحقوقية والاغاثية – التي تنتمي الى 27 بلدا مختلفا – في بيان مشترك اصدرته الخميس مجلس الامن التابع للامم المتحدة اتخاذ موقف موحد واصدار قرار يدين استخدام السلطات السورية للعنف والتعذيب والاعتقال التعسفي بحق المدنيين.

وقالت سهير بلحسن، رئيسة الاتحاد الدولي لحقوق الانسان، إن السوريين “صمدوا بشجاعة منقطعة النظير سنة كاملة امام الجرائم الممنهجة والواسعة النطاق بينما وقف العالم متفرجا. على المجتمع الدولي ان يتوحد ويساعد السوريين على وضع حد لهذا الرعب.”

وقالت المنظمات في بيانها إن على المجتمع الدولي دعم البعثة التي يقودها مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان دعما كاملا.

وكان عنان قد زار سوريا الاسبوع الماضي لتسليم الرئيس الاسد خطة للسلام تتضمن وقفا فوريا لاطلاق النار بين طرفي النزاع وايصال مواد الاغاثة واطلاق حوار سياسي.

وقال ناطق باسم عنان إن المبعوث الدولي قد تسلم ردا من الرئيس السوري، وان لديه اسئلة حول بعض ما جاء في الرد يقوم بالاستفسار عنها.

من جانبه، قال جهاد مقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية السورية لبي بي سي إن رد الرئيس الاسد كان ايجابيا لأنه يريد لبعثة كوفي عنان ان تنجح.

ضغوط

وكانت الضغوط قد تصاعدت على دمشق يوم الخميس، إذ اعلنت البحرين (التي تواجه انتفاضة شعبية هي الاخرى) انها قررت اغلاق سفارتها في العاصمة السورية وسحب كل موظفيها من البلاد بسبب الاوضاع المتردية في سوريا.

وكانت عدة دول، منها السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة وهولندا وايطاليا، قد اغلقت سفاراتها في دمشق او علقت اعمالها.

وفي وقت لاحق، اعلن مجلس التعاون الخليجي ان كافة الدول الست الاعضاء في المجلس قررت اغلاق سفاراتها في العاصمة السورية احتجاجا على قمع السلطات السورية للحركة الاحتجاجية.

وقال عبداللطيف الزياني الامين العام للمجلس إن الدول الاعضاء اتخذت قرارها هذا بسبب “قيام النظام السوري بذبح شعبه واختياره للخيار العسكري ورفضه لكل المبادرات الهادفة الى التوصل الى حل للازمة.”

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسؤول بارز في الاتحاد الاوروبي ببروكسل قوله إن وزراء خارجية دول الاتحاد سيناقشون موضوع اتخاذ خطوة مماثلة في الاسبوع المقبل.

الا ان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اكد في تصريحات ادلى بها الخميس ان الحل للوضع المتفجر في سوريا لا يكمن في تسليح المعارضة كما تطالب بعض الدول الخليجية.

وقال جوبيه إن من شأن ذلك خلق الظروف المؤاتية لاشعال فتيل حرب اهلية في سوريا قد تؤدي الى كارثة اكبر من الكارثة الراهنة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

سوريا: سنة من الاحتجاجات والتمرد

جيريمي بوين محرر شؤون الشرق الاوسط – بي بي سي

مرت سنة منذ قرر رجال الرئيس السوري بشار الاسد الرد على المظاهرات السلمية التي خرجت في مدينة درعا الجنوبية بالعنف المسلح.

قبل ذلك باسابيع قليلة فقط كان الرئيس الاسد يقول لمراسل من صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية إن بلاده لن تصاب بعدوى الثورات التي كانت تجتاح العالم العربي.

وعلل الاسد ذلك بالقول إنه في سوريا، يعتنق الرئيس والشعب ايديولوجيا واحدة مما يضفي على البلاد مناعة ضد الثورات والانشقاقات.

من السخريات التي وصمت الاشهر الـ 12 الاخيرة ان الرئيس الاسد لم يكن مخطئا فيما ذهب اليه حول الشرعية التي كان يتمتع بها عند الكثير من السوريين، فحتى اولئك الذين كانوا يكرهون نظامه التعسفي كانوا مستعدين لتقبل وعوده بالاصلاح ويحدوهم الامل بتحقق هذه الوعود.

فالسوريون كانوا معجبين بالطريقة التي كان يواجه بها الرئيس الاسد اسرائيل والقوى الغربية، كما استفاد الرئيس السوري معنويا من الدعم الذي قدمته سوريا لزعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله الذي كان يتمتع بشعبية واسعة في العالم العربي لتصديه لاسرائيل في حرب صيف 2006.

ولكن ذلك لم يعن ان كل السوريين كانوا سيتقبلون تفسيره لما كان يحدث قبل سنة من اليوم، عندما انتشرت الاحتجاجات اثر مقتل متظاهرين عزل في درعا.

وبينما يصر الرئيس الاسد على ان سوريا انما تتعرض الى مؤامرة خارجية يقودها اجانب، لا تنطلي هذه التبريرات على الكثيرين الذين يعلمون كيف تسير الحياة في واحد من اعتى الانظمة البوليسية في الشرق الاوسط.

وبعد عام، يواجه نظام الاسد انتفاضة مسلحة يضطر لمواجهتها الى استخدام الجيش لطرد المتمردين من المدن السورية التي اصبحت بؤرا للثورة.

انطلقت شرارة الثورة في دمشق، وانتشرت بعد ذلك الى حمص ثم ادلب قبل ان تعود الى مهدها في درعا.

ولكن الامر الذي تتسم به الحروب غير المتكافئة – وهي حروب الضعفاء ضد الاقوياء – هو ان نتائجها لن تحسم على سوح المعارك. فالمهم بالنسبة للطرف الاضعف هو ابقاء جذوة العصيان متقدة. ولو اوفى العرب الخليجيون بوعدهم بتسليح المعارضة السورية، ستزداد الانتفاضة عنفا دون شك.

قرر الرئيس الاسد مواجهة الرياح التي تعصف بنظامه، ويبدو انه واثق من قدرته على تحقيق النصر على اعدائه معتمدا ليس فقط على ولاء الجيش ولكن على الدعم الحقيق الذي يحظى به من جانب طائفته العلوية والاقليات السورية الاخرى – بما فيها الاقلية المسيحية – التي تخشى عواقب انهيار نظامه وحلول نظام ديني متشدد مكانه.

ومن الاسباب الاخرى لتماسك النظام هيمنة افراد اسرة الاسد والعلويين عامة على كل المراكز الحساسة في الدولة، إذ ليس من المرجح ان ينقلب هؤلاء على النظام، كما يحظى الرئيس الاسد ونظامه على دعم روسيا في مجلس الامن ولذا فليس من المرجح ان يضطر الى مواجهة تدخل غربي كحال العقيد القذافي في ليبيا.

الا ان الروس، ربما بسبب شعورهم بالعزلة الدولية جراء موقفهم من سوريا، بدأوا منذ ايام بابداء قدر من الامتعاض من النظام. ولكن موسكو تقدر تقديرا عاليا التحالف الذي يربطها بسوريا، حليفها الوحيد في المنطقة. اضافة لذلك، لا تريد روسيا ان تخسر التسهيلات العسكرية والاستخبارية التي تتمتع بها في سوريا.

ويتركز الجهد الدولي في الوقت الراهن على البعثة التي يقودها مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان الى سوريا، وهي بعثة تهدق الى ايقاف العنف عن طريق اطلاق حوار سياسي تشارك فيه كافة الاطراف. ولكن في حال فشل محاولات عنان واستمرار اعمال القتل، ستتصاعد الضعوط مجددا من اجل تدخل عسكري خارجي مباشر في سوريا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

تركيا تبحث اقامة “منطقة عازلة” على الحدود مع سوريا

أنقرة (رويترز) – قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الجمعة ان تركيا تبحث اقامة “منطقة امنة” أو “عازلة” على الحدود مع سوريا.

وأضاف أنه قد يسحب السفير التركي من دمشق بعد عودة الرعايا الاتراك في سوريا الى أرض الوطن.

ومن جهة أخرى دعت وزارة الخارجية التركية كل رعاياها في سوريا للعودة الى الوطن بأسرع ما يمكن وقالت انها ستغلق القسم القنصلي في سفارتها بدمشق الاسبوع القادم.

القوات السورية تواصل هجومها على ادلب وتقتل 45 شخصا

بيروت (رويترز) – واصلت قوات الرئيس السوري بشار الاسد هجومها العسكري على محافظة ادلب الشمالية مما دفع 1000 لاجيء الى عبور الحدود التركية مع دخول الانتفاضة الدامية ضد حكمه عامها الثاني دون ان يلوح في الافق حل سياسي.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان 45 مدنيا قتلوا في محافظة ادلب من بينهم 23 عثر على جثثهم وقد قيدت أيديهم خلف ظهورهم بالاضافة الى خمسة جنود منشقين.

وقررت دول مجلس التعاون الخليجي الست اغلاق سفاراتها بسوريا. وقالت وكالة الانباء السعودية في وقت متأخر يوم الخميس إن أربعا من دول مجلس التعاون الخليجي قررت الانضمام الى السعودية والبحرين في غلق سفاراتها في سوريا بسبب الحملة العنيفة التي يشنها الاسد على الاحتجاجات ضد حكمه.

ويأتي قرار دولة الامارات العربية المتحدة وقطر وسلطنة عمان والكويت بعد اعلان السعودية والبحرين يوم الاربعاء الماضي اعتزامهما اغلاق سفارتيهما في سوريا.

وفي استعراض منسق لاظهار الولاء للرئيس خرجت حشود مؤيدة له الى شوارع المدن السورية يوم الخميس ملوحين بالاعلام في الذكرى السنوية الاولى لاندلاع الانتفاضة التي تزداد دموية على حكمه وحكم اسرة الاسد المستمر منذ أربعين عاما.

وقال نشطاء من المعارضة ان جنود الاسد اطلقوا النار على أشخاص يحاولون تنظيم مظاهرات مناهضة للنظام في أماكن مختلفة لكن سكانا اكدوا ان متظاهرين تمكنوا من التجمع في حي شعلان الراقي في دمشق للتعبير عن غضبهم.

وواصل مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان مساعيه من اجل التوصل الى اتفاق بشأن مقترحاته لوقف العنف وتحدث مع مسؤولين رفيعي المستوى في سوريا وروسيا.

ومن المقرر ان يطلع عنان مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الجمعة على نتائج محادثاته في دمشق ومقترحاته لانهاء العنف.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان في جنيف يوم الخميس “باب الحوار مازال مفتوحا. مازلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد عنان.”

واضاف “جرى اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السوري خلال اليوم … ومع فاعلين دوليين ودول اعضاء لها نفوذ.”

لكن دبلوماسيين غربيين عبروا عن تشاؤمهم بشأن فرص نجاح عنان في مهمته.

وقالت سوريا يوم الاربعاء انها اعطت ردا “ايجابيا” على مبادرة عنان. ووصف دبلوماسي بالشرق الاوسط رد دمشق بأنه “ليس رفضا”. لكن دبلوماسيا غربيا رفيعا في المنطقة قال ان دمشق لم تقبل افكار عنان.

وصور التلفزيون الحكومي ألوفا في وسط دمشق يحملون صور الاسد وأعلام سوريا وروسيا والصين. ولم تنضم موسكو وبكين للدول الغربية في مساندة خطة لجامعة الدول العربية تطالب الاسد بالتنحي.

وأعلنت وسائل الاعلام الرسمية أن القوات الحكومية “طهرت” مدينة ادلب في شمال غرب البلاد من “المجموعات الارهابية المسلحة” ملمحة الى أن الجيش يتغلب على الانتفاضة التي قتل فيها نحو ثمانية الاف شخص أغلبهم من المدنيين.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة جنود قتلوا في حمص.

ويحصل المرصد على معلوماته من شبكة من السكان السوريين. ولا يتسنى التحقق من المعلومات الواردة من سوريا بشكل مستقل اذ تمنع السلطات دخول منظمات حقوق الانسان والصحفيين.

وقالت مسؤولة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة فاليري اموس ان سوريا وافقت على بعثة مشتركة لتقييم الاحتياجات الانسانية في المدن السورية المحاصرة هذا الاسبوع لكنها اشارت الى ان ذلك ليس كافيا.

وقالت اموس “كررت دعوتي للحكومة السورية من أجل السماح بدخول المنظمات الانسانية دون عراقيل حتى تتمكن من مساعدة المحتاجين من السكان بصورة محايدة ودون انحياز.”

وقالت تركيا يوم إن ألف سوري عبروا حدودها خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية هربا من القتال في ادلب مما يرفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى 14 الفا. ومن بين هؤلاء الفارين ضابط سوري برتبة لواء هو السابع الذي يعبر الحدود الى تركيا.

وقال يوم الخميس بشير اتالاي نائب رئيس الوزراء التركي في مقابلة مع تلفزيون (ان.تي.في) ان تركيا تتعاون بشكل وثيق مع جامعة الدول العربية لمواجهة مشكلات اللاجئين.

وقال “بالطبع تركيا لديها كثير من الخبرة في هذا الامر.. حول ما ينبغي عمله بما في ذلك المنطقة العازلة التي أشرتم اليها. الامر الذي ذكرتموه ضمن الامور المحتملة التي قد نعكف على دراسته في الفترة القادمة.”

وكانت تركيا قد اقامت منطقة عازلة على الحدود بينها وبين العراق في اوائل التسعينات عندما تدفق عشرات الالاف من العراقيين على تركيا.

وتشير تقديرات الامم المتحدة الى أن نحو 230 الف شخص فروا من ديارهم منهم 30 الفا تركوا البلاد مما يثير احتمال تفجر أزمة لاجئين اقليمية.

وألقت الحكومة اللوم على قوى أجنبية و”ارهابيين” في الاضطرابات وتقول ان نحو ألفين من جنودها قتلوا في الصراع.

وقال دبلوماسيون ان القتال يتخذ منحى طائفيا. وهناك خلافات بين الاغلبية السنية التي تمثل نحو 75 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة والطائفة العلوية التي ينتمي لها الاسد وتمثل عشرة بالمئة من السكان ولكنها تسيطر على مراكز النفوذ.

من كريسبيان بالمر

سوريون يستمدون املا من رسائل للاسد بها لمحة قلق ويأس

بيروت/لندن (رويترز) – “كنت ألما في القلب يمشي على قدمين.. وجعلت من نفسي حطاما”.. هذا هو مطلع أغنية أرسلها الرئيس السوري بشار الاسد بالبريد الالكتروني لزوجته أسماء بينما كان جيشه يقصف مدينة حمص المضطربة الشهر الماضي.

وجاءت التفاصيل التي اتضحت من خلال رسائل بالبريد الالكتروني تم اختراقها ونشرتها صحيفة الجارديان البريطانية يوم الخميس وكشفت عن أنه كان يحمل الاغاني من على الانترنت كهدايا صغيرة لاسماء زوجته البريطانية المولد التي كانت تمارس عاداتها الشرائية المترفة لتعزز في عيون السوريين صورة الرئيس السوري كطاغية غير مكترث يعبث في قصوره بينما تحترق بلاده.

غير أن بعض من نجوا من قصف قواته لحمص رصدوا ايضا لمحة من القلق المبرر في رسائل الرئيس البالغ من العمر 46 عاما على الرغم من تهكمه على وعوده بالاصلاح ومزاحه بارسال فيديو من موقع يوتيوب يسخر من بعثة المراقبين التي أرسلتها جامعة الدول العربية الى سوريا او تلقيه المشورة من حلفائه الايرانيين وغيرهم بشأن “استعادة سلطة الدولة… باستخدام كافة الوسائل الممكنة.”

وقال ناشط معارض ذكر أن اسمه رامي حرصا على سلامته لرويترز من حمص التي شهدت أسابيع من القصف تلتها تقارير عن أعمال وحشية وجرائم حرب “كان يقوم بتحميل الاغاني بينما كان جيشه يقصفنا. وزوجته كانت تشتري اشياء باهظة الثمن.”

وقال ناشط في دمشق يستخدم الاسم المستعار ابو عمر ان حديث اسماء الاسد عن الحلي وأثاث غرفة النوم وزوج أحذية من كريستيان لوبوتان ثمنه خمسة الاف دولار قوى عزيمته ضد حكم عائلة الاسد الممتد منذ 40 عاما والتي استنزفت ثروة سوريا لصالح قلة.

وأضاف ابو عمر “فيما كانت النساء والاطفال يموتون كانا يكتبان كل هذه الاشياء السخيفة… هذا جعلني أدرك أن معركتنا ليست مع بشار الاسد وحده.”

لكن اخرين شعروا ببارقة أمل بعد قراءة الرسائل التي نشرت في الذكرى الاولى للانتفاضة والتي استنبطوا منها تبادل الزوجين بشار واسماء كلمات تعبر عن قلقهما ازاء الوضع.

وكتبت أسماء تقول “اذا كنا قويين معا.. سوف نتغلب على هذا معا.. أحبك…”

وعبرت أميرة قطرية عن قلقها على أطفالهما وطلبت منهما أن يخرجا من “حالة الانكار” التي يعيشانها وحثت اسماء الاسد في يناير كانون الثاني على اقناع زوجها بالفرار.

وقال مقاتل من المعارضة من كتيبة الفاروق في حمص يستخدم الاسم المستعار الحمصي “من الامور الجيدة أن هذا مؤشر واضح على أن الاسد يدرك الورطة التي وقع فيها.”

واستطرد قائلا “لكن لا عجب كما توقعنا أنه لا يعبأ فيما يبدو بعدد من قتلوا من شعبه حتى يحافظ على عرشه.”

في رسالة من نحو ثلاثة الاف رسالة بالبريد الالكتروني قالت الصحيفة البريطانية انها حصلت عليها من جماعة معارضة وانها تحققت من صحتها بأقصى ما أمكنها يرد الاسد بالانجليزية على رسالة من زوجته تخبره فيها بانها في اجتماع وستعود قريبا قائلا “هذا أفضل اصلاح يمكن ان يحدث في اي بلد.. ان تخبريني بمكان وجودك. سنتبنى هذا بدلا من سخافات قوانين الاحزاب والانتخابات والاعلام.”

كان هذا في السادس من يوليو تموز. وقبل ذلك بأسبوعين ألقى الاسد خطابا تعهد فيه باصدار تشريعات جديدة تتعلق بالانتخابات والاعلام علاوة على رفع الحظر عن اي منافسين لحزبه حزب البعث.

وربما تكشف اختيارات الاسد من الموسيقى وهي غربية في الاغلب بعض ملامح طبيب العيون الذي تدرب في لندن قبل أن تدفعه وفاة شقيقه الى المقدمة بشكل غير متوقع ليخلف والده حافظ الاسد في رئاسة البلاد عام 2000 .

تقول الجارديان ان من بين الاغنيات واحدة لنجم موسيقى الريف بليك شيلتون صدرت في عام 2011 وتحمل اسم “الله وهبك لي” والتي أرسلها لزوجته في الخامس من فبراير شباط والتي يمكن أن يختار البعض أن يقرأ من خلال كلماتها التي يأسف فيها المغني لحاله أن الاسد قد يتخلى عن تركة والده ويحرر سوريا.

وتقول الاغنية “كنت ألما في القلب يمشي على قدمين وجعلت من نفسي حطاما/الشخص الذي أصبحته مؤخرا/ليس من أريد أن أكونه.”

وتمضي الاغنية قائلة “الله وهبك لي من اجل الانتصارات والانكسارات/الله وهبك لي من أجل ايام الشكوك.”

ومهما كانت المؤشرات على القلق التي قد يقرأها البعض بين سطور هذه المراسلات فان اسماء الاسد وهي ابنة طبيب مرموق متخصص في أمراض القلب مقيم في لندن تدافع عن زوجها باستماتة.

وأظهرت رسالة لاحدى بنات امير قطر فيما يبدو رفض اسماء تبني موقف شخصي من زوجة رئيس الوزراء التركي “بعد الاهانات التي وجهوها للرئيس.” كما عبرت عن أسفها للموقف العدواني الذي تبنته الدوحة تجاه زوجها مما دفع صديقة اسماء لتقول انها “تظلم” والدها أمير قطر.

بعد ذلك ببضعة أسابيع ذكرتها الاميرة مياسة ال ثاني بمصير زعماء الدول العربية الذين أسقطتهم انتفاضات الربيع العربي قائلة طبقا لما ورد في الرسالة التي نشرتها الصحيفة البريطانية “بالنظر للتاريخ وتصاعد الاحداث الاخيرة.. رأينا نتيجتين.. اما أن يتنحى الزعماء ويحصلون على اللجوء السياسي واما يتعرض الزعماء لهجوم وحشي.”

وأضافت “أعلم أنني أحيانا أكون فظة اكثر من اللازم لكن هذا لانني أهتم وأعتبرك انت والاسرة جزءا من عائلتنا. أفكر يوميا في الافكار التي تدور بخلدك وسلامة أطفالك- أتمنى فقط أن تقنعي الرئيس بأن يقبل هذا كفرصة للخروج دون ان يكون مضطرا لمواجهة اتهامات.”

وأضافت “أنا متأكدة أن هناك أماكن كثيرة يمكن اللجوء اليها بما في ذلك الدوحة.”

ولم يصدر رد فعل رسمي على هذا التقرير من سوريا.

ووصف حساب على موقع تويتر استخدم للمرة الاولى يوم الاربعاء ويزعم أنه حساب شخصي للاسد هذه الرسائل بأنها “مزورة”.

ونشرت صحيفة الجارديان هذا النفي. لكن لغة مستخدم الحساب وتغريدة تالية أثارتا شكا في أن يكون هذا الحساب حقيقي.

وفي حين أن مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت بشكل عام ستسمح لبعض السوريين بالاطلاع على التغطية العالمية للموضوع فان الاغلبية التي تعتمد على القنوات الاذاعية والتلفزيونية والصحف الحكومية لن تسمع بالكثير عنها.

وقال ايمن عبد النور وهو مستشار سابق للاسد سافر الى الخارج عام 2007 “لن يسمع أحد بهذا في سوريا. سيكون في طي النسيان بعد غد… السوريون لا يقرأون كثيرا. الحكومة السورية ستتجاهل هذا وحسب.”

وقال مؤيد للمعارضة يساعد في تهريب المعارضين المصابين الى تركيا واسمه الحركي ابو خالد ان الاسد وأنصاره في حالة انكار وان رسائل البريد الالكتروني لن يكون لها أثر يذكر. وأضاف “من هم في الضباب سيظلون في الضباب. ليس لهم قلب ولن يؤثر هذا عليهم.”

من اريكا سولومون والستير ماكدونالد

روسيا: وصف حكم الاسد بانه غير شرعي امر “غير بناء

موسكو (رويترز) – قال مبعوث روسيا الى الشرق الاوسط يوم الجمعة ان التصريحات التي تصدر من دول غربية وعربية تقول ان حكم الرئيس السوري بشار الاسد غير شرعي هي تصريحات غير بناءة ولا تجدي بشأن احلال السلام في سوريا.

وقال ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي “الشعب السوري هو الذي يجب ان يقرر من يقود البلاد ولذلك فان رأي بعض شركائنا الاجانب لن يؤدي الى حل على كل الاحوال.”

وصرح بأن ما تعلنه دول اخرى عن شرعية الاسد والدعوات الى تنحيه أمور “غير بناءة لانها تبعث باشارة خاطئة الى المعارضة بانه ليس هناك منطق من وراء بدء الحوار.”

وكانت الولايات المتحدة ودول غربية وعربية أخرى أعلنت ان لجوء الاسد الى استخدام القوة ضد شعبه اظهرت انه لم يعد صالحا للحكم.

وكانت روسيا – التي تحتفظ بقاعدة بحرية في سوريا وهي أكبر مورد أسلحة لدمشق – قد استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرارين لمجلس الامن الدولي يطالبان بتنحية الاسد وباجراء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة.

وانتقد بوجدانوف الدول التي اغلقت سفاراتها او قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا قائلا ان السلطات السورية هي أحد طرفي الصراع وان “الابقاء على روابط واتصالات معها شرط ضروري للغاية.”

وكرر مطالبة روسيا بان توقف قوات الحكومة السورية وخصومها العنف على الفور وبانشاء آلية مراقبة تكفل الا يستغل أي طرف وقفا لاطلاق النار في مصلحته وببدء حوار فوري بين الحكومة وخصومها دون شروط مسبقة أو “نتائج محددة سلفا” مثل تخلي الاسد عن السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى