أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 18 كانون الثاني 2013

 

واشنطن مستمرة باستراتيجية حذرة وتدريجية حيال سورية

واشنطن – جويس كرم

جاء تقليل البيت الأبيض وبعده الخارجية الأميركية من أهمية التسريب حول استخدام محتمل من نظام الرئيس السوري بشار الأسد السلاح الكيماوي الشهر الماضي في حمص، ونسبها التقارير إلى «متعاقد» مع الخارجية وليس تقويماً رسمياً للإدارة الأميركية، ليعكس النهج الحذر الذي تتمسك واشنطن بالمضي فيه حيال سورية. إذ مع امتداد الأزمة وتزايد تعقيداتها الداخلية والإقليمية، تبدو القيادة الأميركية أكثر إصراراً على التريث في الملف السوري وعدم استعجال خيارات أكبر ترتبط بتسليح المعارضة أو الرد على تطورات عشوائية على الأرض.

فالتسريب في مجلة «فورين بوليسي» عن قيام النظام السوري باستخدام غاز سام منذ ثلاثة أسابيع في حمص، ليس تقويماً صائباً وفق المسؤولين الأميركيين الذين تحدثت إليهم «الحياة»، وهو جاء من متعاقد خاص مع الحكومة الأميركية الذي سرب البرقية على رغم إعادة الإدارة النظر بفحواها بعد إرسالها. والتسريب بالتالي لا يعكس التقويم الرسمي الأميركي والذي كما أكد البيت الأبيض لم يتغير لجهة الموقف من الترسانة الكيماوية السورية والخط الأحمر الذي رسمه الرئيس باراك أوباما في ٢٠ آب (أغسطس) الفائت للنظام السوري بأن استخدام هذا السلاح هو «خطأ فادح». وتشير مصادر أميركية لـ «الحياة» إلى أن الإدارة بمستوياتها الرفيعة في الخارجية والبيت الأبيض وبين هذه المستويات مستشارو أوباما أبرزهم دنيس ماكدونو وتوم دونيلون والسفير روبرت فورد وهم لا يريدون تصعيداً أميركياً «مستعجلاً» في سورية ويفضلون التريث والتركيز بإمعان على الاستراتيجية الكاملة بينها تنظيم المعارضة والتفاوض مع روسيا قبل أي خطوة أكبر. فمن جهة، وعلى رغم وصول أرقام الضحايا إلى الستين ألف واللاجئين إلى الـ٦٠٠ ألف، لا تشكل سورية أولوية حيوية لواشنطن، التي لا ترى ضرراً في الحفاظ على مسافة طالما أن الأزمة تستنزف النظام وحليفته الأولى إيران وهي محصورة نسبياً في الداخل ولا تشكل تهديداً لأمن المنطقة أو حلفاء الولايات المتحدة. ومن جهة أخرى تزيد التعقيدات في الداخل من خطر أية خطوات كبرى، سواء ارتبطت بتسليح المعارضة، ووصول هذا السلاح إلى مجموعات متطرفة، أو انفلات الأمور خارج الحدود السورية.

فالإدارة تحاول الموازنة بين مصالحها الاستراتيجية في الوصول إلى خروج الأسد من السلطة ومعه «الزمرة» الأمنية والسياسية المحيطة به، وفي الوقت نفسه الحفاظ على بنية الدولة السورية وتفادي سيناريو عراقي في دمشق من خلال انهيار الأعمدة المؤسساتية للدولة هناك. وتلتقي واشنطن مع موسكو في هذا النهج على رغم خلافهما الأكبر حول آلية خروج الرئيس السوري والشخصيات المحيطة به. ويأتي صعود تنظيم جبهة النصرة ليزيد الصورة تعقيداً أمام واشنطن والتي ترى فيه تنظيماً «إرهابياً» وتتخوف من نمو نفوذه وقوته العسكرية مع امتداد الأزمة. ويثني هذا الأمر إدارة أوباما عن تسليح المعارضة طالما ليس هناك جسم عسكري موحد بعيد من التطرف وقادر على إمساك مساحات من الأرض. إذ تبقى تجربة أفغانستان عالقة في ذهن كثرٍ في واشنطن وقيام الولايات المتحدة بتسليح المجاهدين في السبعينات لإضعاف الاتحاد السوفياتي وهو ما أوصل طالبان إلى الحكم وانتهى باعتداءات ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١.

من هنا، ترجح التطورات الأخيرة استمرار واشنطن باستراتيجية حذرة في سورية، تستنزف النظام ومعه إيران ومن دون المجازفة بتصعيد أكبر، إلى حين تبلور جهود تنظيم المعارضة أو النجاح في اختراق ديبلوماسي مع روسيا. وهناك قناعة أميركية أيضاً بأن المشكلة الأكبر ليست في تسليح المعارضة أو وفرة السلاح الذي يصل إلى سورية إما عبر الخارج، أو من خلال سيطرة مجموعات معارضة على ذخيرة للنظام. وستحمل الأسابيع المقبلة مؤشرات لجهة موقف واشنطن من تسليح المعارضة، واستعداد رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب لزيارة العاصمة الأميركية، والعمل على تشكيل حكومة انتقالية. وسيعزز نجاح هاتين الخطوتين من فرص التسليح، فيما سيعزز أي تقدم في المفاوضات الروسية – الأميركية فرص التوجه إلى مجلس الأمن لصوغ حل سياسي بمظلة دولية. وفي الحالين ستستمر الإدارة بالتعامل بحذر مع أية تطورات في الداخل وفي أي تصعيد قد تتخذه حيال الأزمة.

مجزرة جديدة في حمص وقصف مخيم فلسطيني في دمشق

نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – محمد الشاذلي

لندن، دمشق، بيروت – ا ف ب، رويترز – ذكرت مصادر المعارضة السورية ان النظام ارتكب ليل اول من امس الثلثاء مجزرة جديدة في ريف حمص ذهب ضحيتها اكثر من مئة شخص، بينهم نساء واطفال. فيما قتل وجرح العشرات في قصف بالطيران الحربي تعرض له مخيم الحسينية قرب السيدة زينب، جنوب دمشق، والذي يؤوي لاجئين فلسطينيين ونازحين سوريين من الجولان.

ودعا وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في حديث الى «الحياة» من لهم علاقات قوية بالنظام السوري لتوضيح الرؤية لأركانه من اجل الاستجابة للمبادرات المطروحة. ولفت إلى أنه بعد هذا العدد من القتلى والمصابين والنازحين والدمار من الصعب أن يكون لنظام الأسد مستقبل في سورية. وأول عنصر يحكم الموقف المصري هو ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري، «كشيء نقف بجانبه 100 في المئة من واقع تجربتنا الذاتية في مصر».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مجزرة حمص نتجت عن اقتحام قوات النظام منطقة بساتين الحصوية التي تقع بين الكلية الحربية والمنطقة الصناعية شمالي المدينة. واكد المرصد ان معلوماته تشير الى مقتل 106 سوريين، بينهم نساء واطفال، وبين الضحايا عائلة مؤلفة من 14 شخصا بينهم ثلاثة اطفال، اضافة الى عائلة من 32 فردا تم توثيق اسماء ثمانية منهم، وقال ان بعض القتلى «احرقوا داخل منازلهم، وبعضهم قتل بالسلاح الابيض». ونقل عن ناشطين قولهم ان المنطقة تضم نحو ألف نازح من حمص التي تفرض القوات النظامية حصارا على عدد من احيائها منذ اشهر.

وكالعادة، اختلفت رواية النظام عن اتهامات المعارضين، وقالت صحيفة «الوطن» ان «وحدات الجيش حققت تقدما ملحوظا في الريف الحمصي، حيث طهرت قريتي الحويصة والدوير وبساتينهما الممتدة من مطعم ديك الجن وحتى تحويلة حمص حماة من المسلحين».

وكانت قوات النظام بدأت منذ الثلثاء عملية اقتحام منطقة الحصوية المؤلفة من بساتين ومزارع، والواقعة على مسافة خمسة كيلومترات شمالي مدينة حمص. واستمرت العمليةحتى صباح اول من امس (الاربعاء)، كما قال المرصد السوري، الذي اشار الى ان غالبية الجثث دفنت الاربعاء.

من جهة اخرى رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتهام الذي وجهته الولايات المتحدة للنظام السوري بالمسؤولية عن التفجيرين في جامعة حلب. ووصف هذا الاتهام بـ «المعيب»، ويأتي الموقف الروسي رداً على تصريح الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند التي قالت ان «الولايات المتحدة تشعر بالصدمة وهي حزينة بسبب الهجوم الدامي الذي نفذه النظام السوري ضد جامعة حلب».

غير ان المرصد السوري اكد امس ان التحقيق الذي اجراه حول الانفجارين انتهى الى تحميل النظام المسؤولية عنهما، وقال ان الطلاب الذين التقاهم فريق التحقيق اجمعوا على ان الانفجارين نتجا عن صواريخ من الاعلى، واكدوا وجود طائرات حربية كانت في سماء المنطقة. كما ان مصادر متعددة وخبراء اكدوا ان شدة الانفجارين وحجم الدمار الذي حدث في المنطقة لا يمكن ان يكون ناجماً عن قذائف هاون او صواريخ محلية الصنع. وكانت القيادة العامة للجيش السوري ووسائل اعلام رسمية قالت ان الانفجارين نتجا عن اطلاق «مجموعة ارهابية مسلحة» قذائف صاروخية على الجامعة.

ونقلت امس صحيفة «تشرين» عن محافظ حلب وحيد عقاد ان النزاع وما تخلله من «اعمال تخريبية»، ادت الى تكبيد المحافظة خسائر بقيمة 200 بليون ليرة سورية (نحو بليونين ونصف بليون دولار).

الى ذلك القى الطيران الحربي السوري ثلاثة صواريخ على الجهة الغربية من مخيم الحسينية، ما ادى الى سقوط قتلى من الفلسطينيين، بينهم سبعة اطفال وثلاث نساء. واظهرت صور واشرطة فيديو عرضها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دمارا واسعا في المنطقة، مع محاولة شبان انتشال الجثث والبحث عن أخرى تحت الانقاض.

وشن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق عدة في محيط دمشق امس، منها مدينتا داريا ومحيطها والمعضمية. كما دارت اشتباكات في محيط ادارة الدفاع الجوي في المليحة، بينما تعرضت مناطق عدة للقصف من قوات النظام. .

الى ذلك اعلن التيار السلفي الجهادي في الاردن مقتل اثنين من اعضائه كانا يقاتلان ضمن صفوف «جبهة النصرة»، احدهما صهر الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة في العراق» ابو مصعب الزرقاوي. وقال «ابو محمد الطحاوي» احد مسؤولي التيار القيادي في التيار، ان محمد جراد، صهر الزرقاوي (22 عاما) ومهندس الميكانيك داود ابو المعتصم (22 عاما) قتلا قبل يومين في اشتباك على حاجز المجيمير في السويداء. ويقدر عدد السلفيين الجهاديين الاردنيين الذين يقاتلون في سورية بنحو 350 شخصا قتل منهم نحو 22، وفقا للطحاوي.

وفي نيويورك، حذرت الأمم المتحدة من أن اللاجئين السوريين داخل سورية وفي الدول المجاورة «غير مجهزين للتعامل مع أي إصابات قد تنتج عن استخدام السلاح الكيماوي». وقال منسق الأنشطة الإقليمية للمفوضية العليا للاجئين بانوس مومتزيس إن تمويل برامج الإغاثة «لا تزال تعاني عجزاً مالياً كبيراً في أكبر أزمة نزوح يشهدها العالم الآن حيث يعبر ٣ آلاف سوري الحدود يومياً الى دول الجوار». وأضاف مومتزيس الذي ينسق أنشطة المفوضية المتعلقة باللاجئين السوريين، في لقاء مع عدد من الصحافيين في نيويورك، أن الأطفال يشكلون ٥٠ في المئة من عدد اللاجئين بينما يشكلون مع والنساء ٧٥نسبة في المئة. وقال إن مفوضية اللاجئين «تستعد لإغاثة ١.٨ مليون سوري خلال الأشهر الستة المقبلة لكن أزمة التمويل تشكل عقبة لن يكون تجاوزها سهلاً لأن وتيرة تسارع الأزمة أكبر من قدرة المانحين على اللحاق بها» وإن «عدد السوريين الذين سيحتاجون المساعدة الإنسانية سيصل الى ٥.١ مليون خلال الأشهر الستة المقبلة أي ربع العدد الإجمالي للسكان».

ويستمع مجلس الأمن اليوم (الجمعة) لإحاطة حول الأوضاع الإنسانية في سورية من المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية فاليري آموس، فيما أكد ديبلوماسيون غربيون «أننا سنطلب مناقشة الرسالة الموجهة من ٦٠ دولة الى مجلس الأمن التي طالبت بإحالة الجرائم المرتكبة في سورية على المحكمة الجنائية الدولية».

وأشار مومتزيس الى إن لبنان هو الدولة الأكثر استقبالاً للاجئين السوريين، «علماً أن أي مخيم للاجئين لم ينشأ بعد في لبنان حيث يتوزع نحو ٢٠٦ آلاف لاجىء في القرى والبلدات والمدن، إضافة الى ٧٠٠٠ من اللاجئين الفلسطينيين الذين انتقلوا من سورية الى لبنان».

وأكد مومتزيس أن «المفوضية تعول على مؤتمر المانحين المقرر في الكويت آخر الشهر الحالي بهدف تأمين ١.٥ مليار دولار، علماً أن ما قدمه المانحون حتى الآن لا يتجاوز ٥ في المئة منها».

ويصل الى سورية اليوم (الجمعة) وفد من منظمات الأمم المتحدة الإنسانية «في جولة ستشمل دمشق وريف دمشق وحمص ودرعا للاطلاع على أوضاع المتأثرين بالقتال داخل البلاد» حسب بيان صدر أمس.

وزير الخارجية المصري لـ «الحياة»: نظام الأسد الحالي لا مكان له في سورية المستقبل

القاهرة – محمد الشاذلي

قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن المبادرة المصرية الرباعية للحل في سورية لم تفشل وأن إيران كعضو في لجنة الاتصال الناجمة عن المبادرة قامت بدورها كقناة اتصال جيدة لكل ما نطرحه على النظام السوري بحكم الصلات الوثيقة بينهما. وتمنى في حديث الى «الحياة» أن يستجيب النظام السوري للمبادرات المطروحة لأن لا أحد يستطيع أن يقف أمام حركة التاريخ. ولفت إلى أنه بعد هذا العدد من القتلى والمصابين والنازحين والدمار من الصعب أن يكون لنظام الأسد الحالي مستقبل في سورية.

وربط عمرو التطور في العلاقات المصرية – الإيرانية بالحل والتحرك الإيراني في الملف السوري، مشدداً على أن الاتصالات مع طهران لا تأتي على حساب أي طرف ثالث خصوصاً أمن الخليج. وأكد أن العلاقات المصرية – السعودية طيبة، وأن التنسيق بين البلدين مستمر. وفي شأن العلاقات مع الإمارات أوضح أن مصر ليست لديها نيات أو توجهات لتصدير مواقف أيديولوجية لأي دولة في العالم.

وهنا نص الحديث:

> الموضوع السوري، ملتهب جداً، والموقف المصري منه يبدو دقيقاً، وربما متوازناً وسأترك تحديده لتوصيفك، هل ذهبت مصر إلى الاختيار الصحيح في التعامل مع الحالة السورية أم كان عليها أن تذهب إلى أبعد من ذلك مع أو ضد مثلما اختارت دول أخرى؟

– منذ بداية الأزمة الموقف المصري ثابت، وكانت هناك ملاحظات على موقفنا وأنه كان ينبغي أن يكون أكثر تقدماً، إنما أثبتت الأحداث وما وصلت إليه الأمور صحة هذا الموقف. إن أهم عنصر من التحرك المصري هو ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري في الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. وكنا نعتمد على النظرة إلى الحالات الثورية في المنطقة ونقيس عليها، وهذا لا مراء فيه. أنا شخصياً قلت للمسؤولين السوريين في لقاءات على مستوى جامعة الدول العربية، وذهبت إلى دمشق في وفد والتقينا الرئيس الأسد، فضلاً عن اتصالات هاتفية مع مساعد الرئيس السوري ووزير الخارجية وكنا نؤكد لهم موقفنا القائل استفيدوا من التجارب حولكم، مما حدث في تونس ومصر وليبيا، وفي اليمن. توجد حالة جديدة في بعض دول المنطقة، والمطالب المشروعة للشعوب من الصعب جداً أن يقف أمامها، تيار تاريخي ماض قد تطول الفترة في الاستجابة لهذه المطالب إنما في النهاية الشعب هو الذي يحقق مطالبه.

وقلنا إن هذه المطالب تبدأ متواضعة ومشروعة، وكلما تأخر تنفيذها تزداد المطالب. وكان أول عنصر يحكم موقفنا هو ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري، كشيء نقف بجانبه 100 في المئة من واقع تجربتنا الذاتية في مصر. العنصر الثاني هو أن حل هذه الأزمة يجب أن يتم في إطار سوري – عربي، ومن التجارب، فإن التدخل الأجنبي من خارج المنطقة تنجم عنه مشاكل أكثر مما ينتج حلولاً، حتى لو نجح في أن يصل إلى ما يسمى بحل في المستقبل القريب السريع، ولكن ينجم عنه في الحقيقة بعد ذلك موقف صعب.

العنصر الثالث أن أي حل يجب أن يحافظ على الوحدة السورية الجغرافية والترابط الاجتماعي. سورية نسيج متعدد الأطراف والتوجهات ويجب الحفاظ على هذا النسيج ويجب أن يشعر كل خيط وعنصر أنه جزء من النسيج السوري الكامل.

العنصر الرابع ضروري وهو أنه يجب أن يكون الانتقال السياسي محكوماً ومنظماً أفضل بكثير من حل مفروض عسكرياً، والأخير لا نضمن نتائجه.

> كيف تعاطت دمشق مع الموقف المصري؟

– في وقتها ردوا علينا بأن الجماعات المعارضة «إرهابية» وعلينا مسؤولية الدفاع عن أمن الوطن. ورددنا نحن بوضوح بأن هذا المنطق غير سليم، وأن هناك مطالب مشروعة للشعب من دون استجابة، وانقطع الحوار مع دمشق.

> هل طرحت مصر مجموعة الاتصال الرباعية حول سورية في الوقت الذي انقطع الحوار بين القاهرة ودمشق.

– تم ذلك في مرحلة لاحقة.

> لا توجد الآن اتصالات مصرية – سورية؟

– على المستوى الرسمي لا. أريد فقط أن ألفت إلى أن ما قلناه منذ البداية أصبح عناصر ما يوصف بأنه شبه الاتفاق الدولي حول الحل وهي الاستجابة لمطالب الشعب، انتقال محكوم للسلطة الى الديموقراطية بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية والنسيج الموحد للشعب، والجميع يتفق الآن على أن من الأفضل الانتقال السياسي السلمي. وهذه عبارة قد تراها غريبة في ضوء ما يحصل. لكن لا نربد البكاء على اللبن المسكوب، ونلجأ إلى التعلل بـ «لو» كنا فعلنا قبل شهور ما الذي كان يمكن أن نصل إليه أو تفاديناه. وأشير إلى أكثر من 60 ألف قتيل وعشرات آلاف المصابين وملايين النازحين واللاجئين وكلفة دمار يقدره البعض بـنحو 50 بليون دولار، نحن الآن نتحدث عن وضع على الأرض، والمبادئ التي طرحتها مصر منذ البداية لا تزال صالحة للحل.

> ماذا فعلت مجموعة الاتصال؟

– في المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة في رمضان الماضي طرح الرئيس محمد مرسي هذه المبادرة من منطلق أن هناك دولاً فاعلة في هذا الموضوع، من واقع تأثير ووزن مصر والسعودية في المنطقة ووزن تركيا وكذلك إيران. لا أحد ينكر دور إيران على الأرض ومساعداتها المادية والبشرية لسورية، ولا يمكن تجاهل طرف فاعل إلى هذا الحد. من ناحيتنا لا تهمنا إلا المصلحة السورية وليست لنا أطماع أو أجندات، فكانت المبادرة هي وضع إطار يضم هذه الدول الأربع لمحاولة الوصول إلى حل يوقف نزيف الدم في سورية. وعقدنا اجتماعات عدة على مستوى كبار المسؤولين، ثم وزراء الخارجية. ولنكن واقعيين المبادرة فعلاً وصلت إلى بعض الأمور.

> يرى البعض أن المبادرة فشلت!

– لا أعتقد، أن نجاح أي مبادرة أو فشلها يعتمد على أنها حددت هدفاً ولم تصل إليه. والمبادرة المصرية طرحت للمساهمة في الوصول إلى حل، لتحريك الموقف، لمناقشة وتطوير عناصر الموقف المصري. اجتمعت أطراف المبادرة في القاهرة وناقشت العملية الانتقالية في سورية، وطُرحت أفكار عن بدء مفاوضات بين ممثلين مقبولين من النظام وأطياف من المعارضة للوصول إلى تشكيل حكومة إنتقالية، هذه الحكومة تبدأ في وضع تصور لشكل الدولة ووضع دستور وانتخابات تشريعية، ثم حكومة ائتلاف وطني، ومن ثم انتخابات نهائية ورئاسية، مع بعض التنويعات في المدى الزمني لهذه المرحلة الانتقالية.

أوضحنا أن في بعض العناصر التي طرحناها أن النظام الحاكم لا دور له فعال في هذه المرحلة الانتقالية، إنما يمكن أن يفوض الرئيس سلطاته إلى نائبه (وكان هذا طرح الجامعة العربية في فترة من الفترات) أو من يراه لبدء هذه العملية الانتقالية.

> كيف تتعامل القاهرة مع المعارضة السورية؟

– ركز الموقف المصري منذ البداية على ضرورة توحيد المعارضة، كنا نقول في كل محفل، وحدة المعارضة عنصر مهم جداً في تطمين كل الأطياف التي لها دور وينبغي أن يكون لها في سورية المستقبل، وهذه الوحدة تقدم بديلاً للدول المترددة في تأييد الثورة السورية، بديلاً واعياً وقادراً على المسؤولية.

قلنا هذا في أول مؤتمر لأصدقاء سورية في تونس، وكان الموقف المصري واضحاً في هذا، وربما لم تكن معنا غالبية في هذا التوجه. وعندما طُرح وضع طيف ما كممثل شرعي ووحيد قلنا إن هذا سابق لأوانه، ووصلنا معاً إلى هذه المرحلة، مرحلة الائتلاف الثوري الذي يضم معظم أطياف المعارضة في الداخل والخارج، باستثناء بعض تجمعات لا تزال خارجه، واستقبلنا «الائتلاف» وطالبناه بالتواصل مع هذه التجمعات، وتستضيف القاهرة الائتلاف وقدمنا له المقر والتسهيلات الممكنة لأداء دوره.

> ما رؤيتك للحل، هل النظام السوري في انتظار السقوط أم أنه سيستجيب للعروض من مجموعة الاتصال الرباعية، والموفد الأخضر الإبراهيمي، أو غيره؟

– من الصعب التنبؤ، لكنني أتمنى أن يستجيب النظام للمبادرات، لا تستطيع أن تقف أمام حركة التاريخ، ستكون سورية قطعاً مختلفة عن سورية الحالية، وكل ما يهم مصر اليوم هو الوصول إلى الوضع النهائي في أسرع وقت ممكن بدلاً من أن نصل إليه بعد ستة أشهر مع قتلى ومصابين أكثر ودمار أشمل. وعما اذا كان النظام الحالي سيظل معانداً، أو سيفكر في الاستجابة ويدرك العقل وحركة التاريخ، فهذا متروك لدمشق. ومن هنا أيضاً يترتب على من لهم علاقات قوية بالنظام السوري توضيح الرؤية لأركانه.

> ثلاثة من أطراف المبادرة ليست لهم اتصالات مع دمشق، ايران فقط علاقاتها جيدة معها. هل كانت إيران قناة اتصال جيدة بين المجموعة وسورية؟

– كل ما طرحناه من أفكار طلبنا من الطرف الإيراني نقله إلى دمشق، ثم أبلغنا بالرد، وكان هذا يحدث، ثم تحدثنا في المسائل نفسها مع روسيا والصين.

> مصر تستضيف قمة إسلامية الشهر المقبل هل وجهت الدعوات؟

– نعم، تم توجيهها لكل قادة دول العالم الإسلامي ونأمل في حضور أكبر عدد منهم.

> إيران مدعوة؟

– طبعاً، هي عضو في المنظمة.

> ألا يؤثر ذلك في مستوى تمثيل دول الخليج؟

– لا أعتقد، دول الخليج العربية مدركة أن إيران دولة عضو في المنظمة الإسلامية، وإيران كانت موجودة في قمة مكة المكرمة الأخيرة.

> ألا تتطور العلاقات المصرية – الإيرانية عما كانت عليه في ظل نظام مبارك؟

– لإيران دور مهم في الأزمة السورية، وموجودة على الأرض في سورية، هي من الأطراف التي يمكن أن يكون لها تأثير لو أرادت على النظام السوري. وفي كل اللقاءات المصرية – الإيرانية الموضوع السوري أساسي.

> إيران تكسب كثيراً لدى مصر لو أنها تحركت في الملف السوري وفق الرؤية التي طرحتها القاهرة.

– أتصور أنها ستكسب كثيراً في المنطقة العربية كلها. قلنا لإيران بوضوح يُنظر إليكم على أنكم جزء من المشكلة، ولديكم فرصة أن تكونوا جزءاً من الحل، ولو تعاونتم في الوصول إلى حل سريع للأزمة فسيكون لذلك مردود إيجابي في المنطقة، وأبعد منها. وهذا الاتصال مع إيران لا يأتي على حساب أي طرف ثالث خصوصاً أمن الخليج، أمن الخليج من ثوابت السياسة المصرية، وإذا كان هناك تواصل مع إيران في الملف السوري، لن يكون على حساب أي طرف ثالث. أمن الخليج هو أمن مصر، ولن نسمح أبداً لأي طرف بالتدخل فيه.

> تساؤلات كثيرة في الشارع المصري حول العلاقات مع الإمارات، الأمر ملتبس هل الإمارات متعاطفة مع النظام السابق، هل الإمارات لها مشكلة مع النظام الحالي؟

– العلاقات مع الدول العربية في أعلى قائمة اهتماماتنا وهذا طبيعي من منظور التاريخ والمصير المشترك. أما دول الخليج العربية تحديداً فعلاقاتنا بها قوية جداً، على المستوى الرسمي، أما على المستوى الشعبي فهي أكثر من ممتازة. فالعمالة المصرية في دول الخليج ذات إتجاهين، العمالة المصرية هناك تساهم في التنمية، كما تساهم الاستثمارات الخليجية في مصر في التنمية. لكنني أتصور أن العلاقات العربية أكبر من ذلك، أكبر من مجرد منفعة إقتصادية.

وأعود لسؤالك حول الإمارات، وأذكر بأنها طوال تاريخها تتسم بالقوة والحضور، وما ربط الشيخ زايد بمصر من علاماتها الفارقة، وذلك بغض النظر عن النظام السياسي. فالنظم السياسية تتغير وتبقى الشعوب. وإذا كانت هناك بعض التصورات عن نقل مصر لأفكار ما أو توجهات لدول الخليج، فأنا أؤكد لك أنه لا مطامع لمصر في تصدير أي أفكار وأيديولوجيات لأي دولة أخرى. ما يحدث في مصر من تحول وهو عميق شأن مصري داخلي ولا أظن أنه يمكن أن يتكرر في أي مكان آخر. فما حدث في تونس ليس هو ما حدث في مصر أو ليبيا أو اليمن، ولكل دولة ظروفها الخاصة. وكوزير للخارجية أقول إن ليس لنا أي نية أو توجهات لتصدير سياسات أو مواقف إلى أي دولة في العالم.

> كيف نبدد المخاوف وما جرى في الإمارات معروف (اعتقال 11 مصرياً على ذمة ما يتردد حول خلية إخوانية)؟

– المواقف المصرية واضحة ونحن على استعداد ومنفتحون إذا كانت هناك قرائن سننظر فيها قطعاً.

> هل تتعاطف دول الخليج العربية، معظمها، مع النظام السابق، ما أدى إلى حساسيات يشعر بها المواطن في مصر وفي دول الخليج؟

– لا أتعامل مع النيات، لكن مع حقائق، يمكنني أن أتعاطف مع أي اتجاه، ولكن في النهاية هذه علاقات عربية تتعدى الأنظمة والأشخاص، الذي يبقى هو ما يجمعنا وهو أكثر مما يمكن أن يفرقنا. لقد اتضح على رغم ما يُثار عن خلافات سياسية أو اقتصادية. فنحن في مركب واحد.

> تولت مصر المصالحة الفلسطينية منذ سنوات لكن لم يتم إنجازها على الأرض، ما الجديد الآن؟

– مصر أخذت على عاتقها ملف المصالحة فعلاً وهو مهم لأنه من دون المصالحة سيكون من الصعب التفاوض مع إسرائيل بالطريقة التي تحقق مصالح الفلسطينيين من دون المصالحة يظل هناك عنصر ناقص في المعادلة، وليس مقبولاً استمرار الانشقاق الفلسطيني.

نرى بعض المؤشرات التي تؤكد أن الوقت بات مناسباً لإتمام مصالحة حقيقية. وتجري في القاهرة الآن نقاشات بين الجانبين (فتح وحماس) ونسمع فيها لغة تقارب والفترة المقبلة ستشهد تقدماً ونحن نسعى ونأمل في إتفاق قريب.

> عملية السلام متوقفة وزادها تعقيداً إعلان فلسطين دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة. هل تجرى اتصالات بين مصر وإسرائيل لمحاولة إحياء مفاوضات السلام؟

– نتصل بالرباعية الدولية، روسيا، بريطانيا والولايات المتحدة، ونركز على أننا خسرنا الكثير من الوقت ويجب التحرك. وفي الجامعة العربية شعور سائد بأن «عملية السلام» تحولت إلى «عملية» من دون سلام.

> العلاقات مع إسرائيل عادية، باردة، او ساخنة؟

– مصر مرتبطة مع إسرائيل بمعاهدة سلام ومصر تحترم تعهداتها واتفاقاتها الدولية.

> استدعت مصر السفير من إسرائيل، هل عاد إلى عمله؟

– لا، ما زال موجوداً في القاهرة.

> متى سيعود؟

– لم يتقرر بعد.

> بالنسبة الى القمة الاقتصادية في الرياض بعد وهي الثالثة من نوعها بعد الكويت وشرم الشيخ، ماذا تحتاج مصر من هذه القمة؟

– الاقتصاد مهم جداً، ولدى العالم العربي من عناصر القوة الاقتصادية والتكامل الكثير، لكن هذا للأسف لم يُستغل، فالتجارة البينية بين الدول العربية أقل من 10 في المئة. وفي أوروبا أكثر من 70 في المئة وفي آسيا أكثر من 40 في المئة، في العالم العربي عناصر تكامل وليس «تنافس»، من هنا نرى أهمية قمة الرياض، التي ستحرص على استكمال التعاون العربي. الأمر الثاني أن الدول التي حدث بها تغيير سياسي محتاجة إلى دعم واستثمارات، وبعضها مثل ليبيا يحتاج إلى بنية تحتية وأتصور أن الاستثمار العربي هنا أفضل من الاستثمار الأجنبي، مصر أيضاً تحتاج إلى تعاون اقتصادي واستثمارات والمشاكل في مصر موجودة لا ننكرها، لكنها ليست بالحجم أو الوضع الذي يتحدث به البعض، في مصر فرص استثمارية كبيرة، والبعض من خارح الدول العربية أدرك هذه الفرص، وضاعف استثماراته، أنا أرى قمة الرياض فرصة مناسبة لكي نعيد طرح رؤيتنا للمنظومة الاقتصادية العربية، أولوياتنا في الاستثمار، والبنى التحتية والتعليم.

> التأم أول اجتماع للجنة التنسيق مع السعودية في الرياض أخيراً برئاستك ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل هل التنسيق مع السعودية، وهو كان دائماً موجوداً، بات في حاجة إلى تفعيل في الآونة الأخيرة؟

– هذه اللجنة أنشئت منذ سنوات لكنها لم تجتمع، كان هذا هو الاجتماع الأول لها والتنسيق السعودي – المصري مهم للبلدين وللمنطقة ككل، ويدرك البلدان ويحرصان على ذلك. كنت سفيراً لدى المملكة في وقت من الأوقات وأعرف أهمية هذه العلاقات وتاريخها، وأؤكد لك أن العلاقات المصرية – السعودية طيبة، والاتصالات بيننا مستمرة على المستويات كافة.

> كيف ترى قرار تأجيل مؤتمر 2012 لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، والرفض العربي للتأجيل؟

– تم الاتفاق على عقد هذا المؤتمر والمكلف بهذا الدول المودعة بها معاهدة منع الانتشار مع الأمم المتحدة وكلفت فنلندا (الدولة الميسر)، للأسف كان مفترضاً عقد المؤتمر في نهاية 2012 ولم تبذل الدول الجهد اللازم لعقده، الموقف العربي الموحد هو عقد المؤتمر والإصرار على عقده في الربع الأول من عام 2013 وأصدرنا قراراً قبل أيام في اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب ، هذا المؤتمر مهم لكي نعلن المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

الامم المتحدة: نصف اللاجئين السوريين اطفال

أ.ف.ب

كشف مسؤول كبير في الامم المتحدة ان أكثر من نصف اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب في بلدهم الى دول مجاورة هم من الاطفال، وان عدد الاشخاص الفارين قد يتضاعف تقريبا بحلول حزيران المقبل.

واضاف بانوس مومتزيس المنسق الاقليمي للاجئين السوريين في مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين ان ” ثمة خططا جاهزة لمساعدة اربعة ملايين شخص في سوريا”.

وقال: ” نحن نتحدث فعليا عن مساعدة ربع سكان سوريا. هناك واحد من بين كل اربعة سوريين يحتاج الي مساعدة انسانية واخشى تفاقم العدد.”

وتأمل الامم المتحدة في جمع 1.5 مليار دولار لتمويل معونات للسوريين اثناء مؤتمر للمانحين وسيعقد في الكويت في 30 كانون الثاني المقبل.

سفينتان روسيتان تحملان ذخائر إلى طرطوس

مئة قتيل في حمص ومسيحيو الحسكة يستغيثون

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

افاد ناشطون سوريون ان اكثر من مئة شخص قتلوا في عملية اقتحام منطقة الحصوية قرب مدينة حمص بوسط سوريا بدأتها القوات النظامية الثلثاء واستمرت قرابة 24 ساعة، (ص11) بينما تستعد سفينتان حربيتان روسيتان تحملان ذخائر للتوجه الى ميناء طرطوس السوري، مع اعلان طهران ان سفنها الحربية ستنفذ قريباً مهمة في المتوسط وجنوب شرق آسيا.

وقال مصدر هيئة الأركان العامة الروسية لوكالة “ايتار- تاس” الروسية الرسمية ان سفينة الانزال “كالينينغراد” رست في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الاسود لتحميل ذخيرة وان من المقرر أيضاً وصول سفينة الانزال “الكسندر شابالين” الى هناك للغرض عينه. ولكن لم تتضح الجهة التي سترسل اليها الذخيرة.

ورأى الخبير البحري في مركز “كاست” للدراسات الأمنية والدفاعية الروسي اندريه فرولوف ان: “من المحتمل أن تكون السفينتان تسلمان ذخيرة ما الى السوريين أو ربما تحملانها الى القاعدة البحرية الروسية”. وأضاف أنها إذا كانت للسوريين “فمن المستبعد أن تكون شيئاً جديداً. ولكن قد تكون بعض أجزاء أنظمة أسلحة. ربما كانتا تنقلان ذخيرة ما اصلحت في روسيا”.

ونقلت “ايتار – تاس” عن مصدر عسكري لم تكشفه ان السفينتين الحربيتين ستنضمان الى سبع سفن اخرى على الاقل قبالة سوريا لما قالت وزارة الدفاع انها ستكون أكبر مناورة بحرية تجريها روسيا منذ عقود.

وقال فرولوف ان نطاق المناورات ربما كان يهدف الى تسليط الضوء على المصالح الروسية في سوريا حيث رفضت مرارا التدخل الخارجي.

وذكر مركز “كاست” انه كان مقررا أن ترسل أسلحة بنصف مليار دولار العام الماضي. وقال مصدر مقرب من شركة “روسوبورونكسبورت” التي تحتكر صادرات الاسلحة الروسية ان روسيا لم توقع عقودا جديدة مع سوريا عام 2012 ، لكن موسكو دافعت عن التزامها العقود القائمة.

ايران

وفي طهران، صرح قائد سلاح البحرية الاميرال حبيب الله سياري بان “فرقة من البحرية الايرانية ستنفذ مهمة تستغرق ثلاثة اشهر في شمال المحيط الهندي وخليج عدن ومضيق باب المندب في البحر الاحمر وفي قناة السويس والمتوسط قبل التوجه الى جنوب شرق آسيا”. ولم يوضح عدد السفن المشاركة في العملية ولا محطاتها المحتملة.

واستناداً الى وكالة “فارس” الايرانية للانباء، ستبحر السفن “في الايام المقبلة” بعبور مضيق ملقة .

ونقلت عن سياري ان المهمة ترمي الى ابراز قدرات البحرية الايرانية على “الانتشار في المياه الدولية”. وسبق لقطع حربية ايرانية ان عبرت مرتين قناة السويس متجهة الى المتوسط حيث توقفت في سوريا في شباط 2011 و2012. لكن هذه ستكون مهمتها الاولى في جنوب شرق آسيا.

اغتيال شقيق نائب

أمنياً، اغتال مسلحون العقيد المهندس وليد العبود شقيق عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود أمام منزله في قطنا بريف دمشق.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن خالد العبود “أن مسلحين أطلقوا النار على شقيقي صباح اليوم (أمس) أمام منزله في قطنا أثناء توجهه إلى عمله مما أدى إلى مقتله على الفور”.

نداء لمسيحيي الحسكة

وفي حاضرة الفاتيكان، أوردت وكالة “فيدس” الفاتيكانية ان عدداً من اساقفة منطقة الحسكة في شرق سوريا وجهوا نداء من اجل “بقاء” نحو 25 الف مسيحي من السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والكلدان والارمن في هذه المدينة التي يقيم فيها عدد من الذين أجلوا عن مناطق مجاورة.

   ونقلت عن اسقف السريان الكاثوليك جاك بهمان هندو ونظيره الارثوذكسي متى روحام ان السكان يعانون البرد ويفتقرون الى الوقود وتنقصهم المياه والكهرباء لا تصلهم اكثر من ساعة واحدة يومياً.

وأضافت ان المنظمات الانسانية ابلغتهما انه “يستحيل نقل المساعدات الى الحسكة لان ذلك خطيرا جدا ولان الحد الادنى من الشروط الامنية غير متوافر”.

والشهادات التي اوردها الاساقفة تشير الى “عدد من الحواجز” على الطرق تقيمها مجموعات مسلحة وخصوصا ناشطون في “جبهة النصرة” الاسلامية المتشددة. وتعمد  عصابات الى السرقة والخطف والتعدي حتى داخل المدينة.

ونقلت “فيدس” عن الاب ابرهيم الكاهن المقيم في الحسكة: “كل يوم عند الساعة 15:00 يطبق نوع من حظر التجول حيث تجوب المجموعات المسلحة الشوارع”. واكد ان “عمليات الخطف تتوالى وترافقها احيانا طلبات لدفع فديات. وفي الايام الاخيرة، قتل شقيقان من عائلة بشر وشابان من عائلة افرام في الشارع. والشباب المسيحيون مهددون ويتعرضون للترهيب”.

  وكانت الوكالة وجهت في 10 كانون الثاني نداء لانقاذ نحو الف مسيحي علقوا في قرية اليعقوبية شمال حلب بين القوات الحكومية والمسلحين المعارضين.

المعارضة تتحدث عن «مجزرة» في حمص والسلطة تنفي

سوريا: الأكراد يتصدّون لمسلحين في رأس العين

تفجر الوضع في مدينة رأس العين على الحدود السورية ـ التركية، أمس، بين المقاتلين الأكراد ومسلحين يحاولون اقتحام المدينة بالدبابات، فيما نفى مسؤول حكومي سوري ما أشار إليه معارضون من ارتكاب القوات السورية «مجزرة ذهب ضحيتها حوالي 106 أشخاص» في منطقة الحصوية قرب حمص.

إلى ذلك، يقول المسلحون إنهم يسعون إلى «حسم معركتهم» للسيطرة على حلب، من خلال قطع طرق الإمدادات قبيل شن هجمات متزامنة على قواعد للقوات السورية. وقال «القائد غير الميداني لكتيبة التوحيد» حاج عندان إن «الجيش السوري الحرّ يتخذ خطوات جديدة لتحرير المدينة». وأضاف «نركز على المواقع العسكرية حول حلب، المطارات والقواعد. ونحن والحمد الله نطوق تلك المواقع وسنحررها خطوة تلو الأخرى».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «تدور اشتباكات عنيفة في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي ومسلحين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مقاتلين أكراد وسبعة مقاتلين معارضين، وإصابة 59 من الطرفين».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنها «المرة الأولى التي تتجدد فيها الاشتباكات بهذا العنف» في هذه المدينة الحدودية مع تركيا منذ تشرين الثاني الماضي، حين اندلعت معارك استمرت أياماً بين المقاتلين الأكراد ومئات المسلحين الإسلاميين دخلوا المدينة من تركيا. وأشار إلى أن المسلحين يستخدمون دبابات «دخلت إحداها المدينة من الجهة الجنوبية الغربية». وذكرت وكالات انباء تركية ان شخصاً أصيب داخل الأراضي التركية برصاصة طائشة خلال الاشتباكات.

وأعلن عبد الرحمن «مقتل 11 شخصاً جراء قصف بالطيران الحربي تعرضت له منطقة مخيم الحسينية القريب من السيدة زينب جنوب دمشق»، مشيراً إلى أن «غالبية القتلى هم من الفلسطينيين». وأضاف «شارك الطيران الحربي في قصف مناطق عدة في محيط دمشق، منها المليحة وعقربا ويلدا وداريا والمعضمية».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت العقيد المهندس وليد العبود أمام منزله في قطنا في ريف دمشق»، مشيرة إلى انه شقيق النائب خالد العبود.

وفي محافظة ادلب، تحدّث المرصد عن مقتل «ما لا يقلّ عن أربعة مواطنين بينهم سيدتان إثر القصف من طائرة حربية على قرية سرجة»، مرجحاً ارتفاع العدد «بسبب وجود مواطنين تحت الأنقاض».

وتحدّث المرصد عن «معلومات تفيد بارتكاب النظام السوري مجزرة جديدة الثلاثاء ذهب ضحيتها نحو 106 سوريين بينهم نساء وأطفال، وذلك إثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصوية الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية» شمال مدينة حمص، مشيراً إلى أن «بعض الشهداء أحرقوا داخل منازلهم، وبعضهم قتل بالسلاح الأبيض».

لكن وكالة «اسوشييتد برس» نقلت عن مسؤول حكومي سوري نفيه وقوع المجزرة. وقال إن «الجيش يحمي المدنيين وممتلكاتهم». واتهم المسلحين باستخدام المدنيين «كدروع بشرية».

وأعلن مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن «منطقة زور أبي زيد بريف حماه آمنة بعد القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة فيها وتدمير جميع أوكارهم».

(«السفير»، «سانا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز)

روسيا تعزز حضور أسطولها أمام ساحل سوريا نظام مرسي لا يرى خطراً في دور «الجهاديين»

انتقدت روسيا بحدة الموقف الاميركي من مجزرة جامعة حلب التي أوقعت عشرات الضحايا، خصوصاً بعدما اتهمت واشنطن دمشق بارتكابها، وذلك في وقت واصلت موسكو العمل على تعزيز اسطولها الحربي المتواجد في سواحل البحر المتوسط، ومستوى نشاطها في مرفأ طرطوس السوري، استعداداً لمناورات كبرى تعتزم تنفيذها في اواخر كانون الثاني الحالي.

وفي هذه الاثناء، حدد وزير الخارجية المصري محمد عمرو معالم موقف نظام الرئيس المصري محمد مرسي من الازمة السورية. وبينما قللت القاهرة أمس من «أهمية التقديرات التي تشير إلى وجود خطورة من مشاركة عناصر جهادية» في القتال في سوريا، اعتبرت انه يتحتم على فصائل المعارضة السورية العمل على اعطاء «صورة تطمينية للوضع بعد ذهاب النظام السوري، لتظل سوريا موحدة إقليمياً واجتماعياً».

إلى ذلك، تدور اشتباكات عنيفة في مدينة رأس العين على الحدود السورية ـ التركية بين المقاتلين الأكراد ومسلحين يحاولون اقتحام المدينة بالدبابات، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مقاتلين أكراد وسبعة مسلحين، وإصابة 59 من الطرفين. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «معلومات تفيد بارتكاب النظام السوري مجزرة جديدة ذهب ضحيتها نحو 106 سوريين بينهم نساء وأطفال، وذلك اثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصوية شمال مدينة حمص، لكن وكالة «اسوشييتد برس» نقلت عن مسؤول حكومي سوري نفيه وقوع المجزرة. (تفاصيل صفحة 15)

وفي طهران، رأى نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي أن المباحثات التي جرت بين الوفدين الإيراني والسوري في طهران، «من شأنها أن تعزز العلاقات التاريخية بين البلدين»، مؤكداً «التزام إيران بالاتفاقيات الموقعة بين البلدين والعمل على تنفيذ بنودها». وشدّد على دعم طهران «لمبادرة الرئيس السوري بشار الأسد كسبيل منطقي ومناسب لحل الأزمة السورية».

وقال وزير الخارجية المصري محمد عمرو، خلال لقاء مع المحررين الديبلوماسيين في القاهرة، رداً على سؤال حول وجود عناصر جهادية متطرفة في سوريا، إن «هناك حديثاً عن وجود عناصر جهادية وتقديرات متضاربة من بضع عشرات إلى بضعة آلاف، ولكن لا توجد معلومات واضحة حول هذا الأمر، ولكن الأمر الوحيد الواضح هو وجود ثورة شعبية في سوريا لا يختلف أحد حولها، وهي ثورة لها مطالب مشروعة، وقد أكدت مصر من قبل أنها مع هذه الثورة، ونستجيب لمطالبها، ليس فقط لمصلحة العلاقات مع سوريا ولكن لأن لدينا تجربتنا في ثورة 25 يناير، ولهذا فقط طالبنا بضرورة توحيد قوى المعارضة في الداخل والخارج، وهو أمر بدأ يتحقق بشكل كبير».

وأضاف «مصر تستضيف الآن مقر ائتلاف المعارضة السورية، وتقدم له كل المساعدات، ونشجع باستمرار أن تتوافق كل فصائل المعارضة، حتى تلك التي ليست في الائتلاف، بهدف إعطاء صورة تطمينية للوضع بعد ذهاب النظام السوري، لتظل سوريا موحدة إقليمياً واجتماعياً، خاصة أن نسيج المجتمع السوري متنوع ويضم كل الأطراف». وتابع «إننا في مصر لا نرى خطورة للتقديرات التي تشير إلى وجود خطورة من مشاركة عناصر جهادية (في القتال)، لأن لدينا ثقة في حكمة الشعب السوري».

وبعد ساعات من اتهام وزارة الخارجية الأميركية السلطات السورية بشن غارات جوية على جامعة حلب، ما أدى إلى مقتل 87 شخصاً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الطاجيكية دوشانبي، «رأيت على السي أن أن بيانات لا تستبعد أن تكون القوات المسلحة (السورية) نفذت الاعتداء، لا يمكنني تصور تجديفٍ أكبر من هذا».

وقال مصدر في هيئة الأركان العامة الروسية إن «سفينة الإنزال كالينينغراد وصلت إلى ميناء نوفوروسيسك بهدف التزود بالمعدات الحربية اللازمة، وينتظر وصول سفينة الإنزال الكبيرة الكسندر شابالين للغرض ذاته»، موضحاً «ستتوجه السفينتان خلال أيام إلى ميناء طرطوس السوري، حيث تقع قاعدة تموين وصيانة السفن الحربية الروسية».

وأضاف إن «الرحلات المكوكية لسفن أسطول البلطيق ستنتهي، بعد أن تشارك في مناورات وتدريبات السفن الحربية الروسية التي ستجرى بالقرب من السواحل السورية نهاية كانون الثاني الحالي، حيث ستعود السفينتان كالينينغراد والكسندر شابالين إلى قاعدتهما».

(«السفير»، «سانا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

إطلاق نار على موكب وزير لبناني موال لسوريا واصابة أربعة من مرافقيه

طرابلس- (ا ف ب): تعرض موكب وزير لبناني موال لسوريا الجمعة لاطلاق نار في طرابلس بشمال لبنان من قبل متجهين للمشاركة في اعتصام مؤيد لموقوفين اسلاميين، أدى إلى اصابة اربعة من مرافقيه، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.

وقال المصدر إن “موكب وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي تعرض لاطلاق رصاص وقنبلة هجومية، ما ادى الى اصابة اربعة من مرافقيه، وشخص آخر كان مارا في المنطقة”.

واوضح أن الحادث وقع “اثناء توجه كرامي في موكبه لأداء صلاة الجمعة في أحد مساجد المدينة”، حين صودف “مرور موكب من السيارات يضم اسلاميين في طريقهم للمشاركة في الاعتصام التضامني مع الموقوفين الاسلاميين عند المدخل الجنوبي لطرابلس”.

وافاد مراسل فرانس برس في المدينة ان الاعتداء أدى إلى اندلاع حريق في سيارة رباعية الدفع من الموكب المؤلف من ثلاث سيارات.

وبعد وقت قصير، قال كرامي في اتصال هاتفي مع قناة تلفزيونية لبنانية “لا اعتقد انني كنت مستهدفا” لان مطلقي النار “لا يعرفون مسبقا انني كنت سأمر من هناك”.

وشرح انه كان قد غادر منزله متوجها لاداء الصلاة في احد مساجد المدينة “ووصلنا الى طريق كانت شبه مقطوعة بالدراجات النارية وبعض الاشخاص يمنعون مرور السيارات”، قبل ان يبدأ اطلاق النار.

واعتبر أن ما حصل يستهدف “استقرار وامن طرابلس”.

وقال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ان “الاعتداء على موكب الوزير كرامي (…) محاولة لافتعال فتنة داخلية في المدينة”، طالبا من وزير الداخلية مروان شربل عقد اجتماع طارىء لمجلس الامن الفرعي في طرابس، وذلك بحسب بيان صادر عن رئاسة الحكومة.

من جهتها، اكدت قيادة الجيش في بيان انها اتخذت “إجراءات أمنية مشددة، وباشرت ملاحقة مطلقي النار لتوقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص”.

ويعتبر كرامي من الموالين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وهو متحدر من طرابلس التي شهدت مرارا اشتباكات على خلفية النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا.

وابدى في الاتصال الهاتفي اسفه لما جرى “لانني من الاشخاص الذين وقفوا في الاساس مع قضية المظلومين الموجودين في سجن رومية”.

وكان عشرات من اقارب الموقوفين الاسلاميين في السجون اللبنانية والمؤيدين لهم ينفذون اعتصاما في ساحة عبد الحميد كرامي (المعروفة بساحة النور)، للمطالبة بتسريع الاجراءات القضائية بحق الموقوفين واطلاقهم، بحسب مراسل فرانس برس.

واوقفت غالبية هؤلاء على خلفية احداث مخيم نهر البارد (شمال) بين الجيش اللبناني وتنظيم “فتح الاسلام” في 2007، وهم ما زالوا مسجونين بلا محاكمات او احكام.

مصدر في دمشق: السلطات تنوي تشكيل ‘جيش الدفاع الوطني’ لحماية الأحياء

موسكو- (يو بي اي): قال مصدر سوري مطلع في دمشق الجمعة، إن السلطات السورية تتجه لإنشاء ما يمكن تسميته بـ(جيش الدفاع الوطني) يتألف من 10 آلاف شاب، كرديف للقوات النظامية تكون مهمته حماية الأحياء من هجمات مسلحي المعارضة.

وقال المصدر لقناة (روسيا اليوم) في دمشق، إن السلطات تتجه لإنشاء ما قد تسمّه “جيش الدفاع الوطني” كرديف للقوات النظامية التي تتفرغ للمهام القتالية.

وأضاف المصدر أن الفصِيل الجديد سيتم تشكيله من عناصر مدنية أدت الخدمة العسكرية إلى جانب أفراد اللجان الشعبية التي تشكّلت تلقائياً مع تطور النزاع القائم في سوريا.

وأشار المصدر إلى أن مهام “جيش الدفاع الوطني” ستقتصر على حماية الأحياء من هجمات مسلحي المعارضة، وسيتقاضوْن رواتب شهرية كما سيكون لهم زِي موحد.

وأضاف أن العدد المرتقب لهذا الجيش، سيقارب الـ 10 آلاف شاب من مختلف محافظات البلاد.

ويعاون الجيش النظامي في معاركه مع مسلحي المعارضة، ما يعرف في سوريا بـ(الشبيحة) وهي مجموعة من القوات المسلحة غير النظامية، بالإضافة إلى لجان شعبية تشكّلت مع تطوّر النزاع.

داوود أوغلو: ينبغي عدم مشاركة نظام الأسد في أي عملية انتقالية

أنقرة- (يو بي اي): قال وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو الجمعة، إنه ينبغي عدم مشاركة نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أي عملية انتقالية، وجدّد مطالبة إسرائيل بتقديم اعتذار “واضح” عن حادثة “أسطول الحرية”.

وقال داوود أوغلو، لوكالة أنباء (الأناضول) التركية، إن سبب تأخّر الحل في سوريا، “فشل الإجماع الدولي في الاتفاق حول وضع النظام السوري في أي عملية انتقالية، حيث تصرّ تركيا مع مجموعة دول على ضرورة أن لا يكون للنظام، الذي تلطّخت أيديه بدماء السوريين، أي دور في العملية الانتقالية، بينما تصرّ الدول الداعمة للنظام على أن يكون له دور في المستقبل”.

وأضاف أن تركيا هي أكثر دولة تبذل جهوداً من أجل حل الأزمة في سوريا، لافتاً إلى أن حكومته استمرت 9 أشهر في محاولات مع النظام، “من أجل إقناعه بالكف عن ممارساته ضد شعبه”.

ووصف كلمة الرئيس الأسد الأخيرة، قبل نحو أسبوعين بأنها “مخيبة للآمال”، وتمثل تكراراً لوعود سابقة، لم يتم الإيفاء بها من قبل النظام، ولم تسعد سوى الطرف الإيراني الذي قام بالترحيب بالخطاب.

وقال إن كل ما سبق أفرز إصراراً من قبل النظام في “تصعيد استخدام وسائل العنف” بشكل متصاعد ضد شعبه، فيما ظهر واضحاً مواصلة الشعب السوري لمدة عامين من أجل الوصول إلى حقوقه، منتقداً مواقف المجتمع الدولي التي لم تنطلق من مواقف الشعب السوري.

وانتقد عجز المجتمع الدولي في الاتفاق على قرار على الرغم من قرارات الجامعة العربية، وقرارات منظمة التعاون الإسلامي الداعمة لقرارات الجامعة العربية، في ما يخص الملف السوري، في وقت لفت فيه إلى حاجة منظمة التعاون الإسلامي إلى إصلاح ضروري.

وقال إن “المجتمع الدولي بما فيه الدول الداعمة لسوريا توصلوا إلى استنتاج مشترك بوجوب تخلي الأسد عن السلطة. والنقطة الوحيدة التي يتم الجدل بشأنها حالياً هي كيف وأين وماذا سيحصل بعدها؟”.

وعن موقف الولايات المتحدة، كشف داوود أوغلو أنه سيلتقي وزير الخارجية الأميركية الجديد، جون كيري، في شهر شباط/ فبراير المقبل، لمناقشة الملف السوري، وأكد أن الأشهر المقبلة ستشهد زيارة لرئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، إلى الولايات المتحدة، لمناقشة الأمر أيضاً.

وأضاف أنه لا يتوجب على الدول المؤثّرة والفاعلة في العالم أن تتعامل مع المواضيع الدولية الهامة، التي تخص دول العالم، وفق أجنداتها المحلية مثل الانتخابات، وذلك في معرض تعليقه على ما وصفه بـ”التلكؤ الأميركي في التعامل مع القضية السورية”.

وبيّن داوود أوغلو أن مواقف تركيا “تاريخية وتستند على الأخلاق والحقوق”، وتنطلق من رغبة الحكومة في إحلال السلام في المنطقة، مشيراً إلى أن مواقفها تباينت حيال كل دولة وفق خصوصيتها.

وتطرّق إلى مسألة الاعتذار الذي تطلبه تركيا من إسرائيل على حادثة “أسطول الحريّة” التي قضى فيها 9 أتراك وأصيب 50 آخرون عام 2010.

وقال الوزير التركي “لن نقبل إلا أن تدفع إسرائيل ثمن قتلها لمواطنينا”، مضيفاً أن تركيا كانت تدعو دائماً إلى السلام، وتتعامل مع الأمور بحسن نيّة، و”لكن ذلك غير ممكن مع دولة مثل إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون الدولي”.

وكان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، قال أمس الخميس، إن إسرائيل مستعدة لتوجيه رسالة الى تركيا بشأن الحادثة، من أجل تصحيح العلاقات معها، مثل التي بعثت بها واشنطن إلى إسلام آباد حول مقتل 24 جندياً باكستانياً بغارة أميركية.

وجدد داوود أغلو مطالبته لإسرائيل “باعتذار خطي وواضح” عن الاعتداء على “أسطول الحرية”، مشدداً على أن إسرائيل لا بد أن تدفع ثمن ما اقترفته.

وعبّر عن دعم بلاده لجهود المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن علاقات طيبة تربطها مع حركتي “فتح” و”حماس”، الأمر الذي أكد عليه خلال زيارته إلى غزة بعيد الهجوم الإسرائيلي على القطاع في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.

وبيّن أن بلاده دعمت الجهود، التي أفضت إلى قبول فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة، آملاً أن تكون هذه الخطوة فاتحة لخطوات إيجابية إزاء القضية الفلسطينية، وصولاً إلى توحيد الفلسطينيين وتحقيق السلام العادل.

وتطرّق إلى الوضع في العراق، وقال إن استهداف الشخصيات الوطنية، مثل نائب رئيس الجمهورية، طارق الهاشمي، ووزير المالية رافع العيساوي، الذي “يمتلك تاريخاً وطنياً مشرفاً، ثم تأزيم الموقف بين الحكومة المركزية وإقليم شمال العراق، فاقم الوضع بالعراق وزاد من حدة التوتر والاحتقان، ما جعل الأمور تصل قاب قوسين أو أدنى من المواجهات المسلّحة”.

وأشار إلى أن تصاعد التوتر في العراق “تسبّب باهتزاز لصورة حكومة (نوري) المالكي داخل مختلف شرائح ومكونات الشعب العراقي”، مؤكداً أن تركيا “تعتبر الشعب العراق شعباً شقيقاً، بكافة مكوناته الدينية والإثنية، من دون أي تمييز على أي أساس ديني وطائفي وقومي”.

واعتبر أن شمال العراق هي بوابة طبيعية لتركيا على المنطقة، وأن علاقات تركيا بشمال العراق هي علاقات طبيعية، وأن تركيا تتعامل مع شمال العراق كباقي الدول التي تمتلك مشاريع استثمارية هنالك، مشدداً على أن تلك الاستثمارات من شأنها أن تسهم في اقتصاد العراق وترفده.

وأكّد داوود أوغلو، أن دعم وحدة العراق أرضاً وشعباً من أولويات السياسة الخارجية لتركيا، وأن علاقات أنقرة مع أربيل، كعلاقاتها تماماً مع البصرة أو مع أي مدينة أخرى، وهي تتطلع لرؤية عراق قوي وغني بجوارها.

وأعلن وزير الخارجية التركي عن دعوة حكومته لمنظمة التعاون الإسلامي، للانعقاد بشكل طارئ من أجل بحث تطورات الأوضاع في مالي، مؤكداً أن تركيا تعارض التدخل فيها بشكل أحادي.

وأعرب عن ضرورة أن يكون التحرك فيها تحت مظلة الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن بلاده طلبت رسمياً انعقاد اجتماع طارئ لدول المنظمة، تكون مالي في أجندة أعمالها، في مدة أقصاها 10 أيام.

مجزرة جديدة في حمص ومقتل صهر الزرقاوي في السويداء

اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وحزب العمال الكردستاني

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: شهدت الاراضي السورية الخميس مجزرة جديدة في حمص حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس ان أكثر من مئة شخص قتلوا بالرصاص أو طعنا أو ربما حرقا بأيدي القوات الحكومية في مدينة حمص السورية واندلع قتال شرس في انحاء البلاد.

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن نساء وأطفالا بين 106 أشخاص قتلتهم قوات موالية للرئيس بشار الاسد اقتحمت منطقة بساتين الحصوية الفقيرة على أطراف المدينة يوم الثلاثاء.

وأضاف أن المذبحة التي شهدتها المدينة التي تقع بوسط البلاد حدثت في نفس اليوم الذي قتل فيه انفجاران أكثر من 80 شخصا بجامعة حلب في الشمال.

وقال ناشطون ووسائل اعلام حكومية ان طائرات حربية وقوات شنت هجوما في انحاء البلاد الخميس وقصفت مناطق يسيطر عليها المعارضون واشتبكت مع مسلحين هاجموا المدن.

واوضح المرصد ان من الضحايا عائلة مؤلفة من 14 شخصا بينهم ثلاثة اطفال، وان بعض الضحايا قضوا حرقا في منازلهم او قتلوا بالسلاح الابيض.

وكانت القوات النظامية بدأت الثلاثاء اقتحام المنطقة المؤلفة من بساتين ومزارع، والواقعة على مسافة خمسة كيلومترات الى الشمال من مركز مدينة حمص.

واستمرت العملية ‘من صباح الثلاثاء حتى صباح الاربعاء’، بحسب ما ابلغ مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس.

من جهتها، قالت صحيفة ‘الوطن’ السورية القريبة من نظام الرئيس بشار الاسد الخميس، ان ‘وحدات الجيش (النظامي) حققت تقدما ملحوظا في الريف الحمصي، حيث طهرت قريتي الحويصة والدوير وبساتينهما (…) من المسلحين’.

ونقل عبد الرحمن عن ناشطين قولهم ان المنطقة ‘خالية من المقاتلين’، وهي تضم نحو ألف نازح من المدينة التي تفرض القوات النظامية حصارا على عدد من احيائها منذ اشهر.

ودانت فرنسا ‘بأقوى العبارات المجزرة الجديدة التي نفذها الجيش السوري في حمص’. واعتبر مساعد المتحدث باسم الخارجية فانسان فلورياني في بيان الخميس ان ‘هذه الحلقة الدموية الجديدة تشكل اثباتا اضافيا على وحشية نظام بشار الاسد. فرنسا تريد ان لا تبقى هذه الجرائم بلا عقاب’.

واضاف المتحدث الفرنسي ‘على منفذي هذه الجرائم المرتكبة في سورية، ايا كانوا، ان يخضعوا للمحاسبة امام القضاء الجنائي الدولي’.

ويأتي الكشف عن العدد الكبير من الضحايا بعد يومين من انفجارين في جامعة حلب (شمال) الثلاثاء اوديا بحياة 87 شخصا وتبادل طرفا النزاع المسؤولية عنهما.

والخميس، رفضت روسيا حليفة نظام الرئيس بشار الاسد، تحميله مسؤولية ما جرى.

وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف ‘رأيت على الـ’سي ان ان’ بيانات لا تستبعد ان تكون القوات المسلحة (السورية) نفذت الاعتداء، لا يمكنني تصور امر معيب اكثر من ذلك’.

ويأتي الموقف الروسي غداة قول المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان ‘الولايات المتحدة تشعر بالصدمة وهي حزينة بسبب الهجوم الدامي الذي نفذه (الثلاثاء) النظام السوري ضد جامعة حلب’.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دان بدوره امس ‘الهجوم الفظيع’، مذكرا بأن استهداف المدنيين عمدا ‘يشكل جريمة حرب’، دون تحميل طرف معين المسؤولية.

واتهم ناشطون معارضون ولجان التنسيق المحلية الطيران الحربي بقصف الجامعة.

بدوره حمل المرصد السوري الخميس النظام مسؤولية الانفجارين، قائلا ان الطلاب الذين التقاهم فريق له اجمعوا على ‘ان الانفجارين ناجمان عن صواريخ من الاعلى، واكدوا وجود طائرات حربية في سماء المنطقة’.

وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية ووسائل اعلام رسمية قالت ان الانفجارين نتجا عن اطلاق ‘مجموعة ارهابية مسلحة’ قذائف صاروخية على الجامعة الواقعة في منطقة تسيطر عليها القوات النظامية في غرب المدينة.

وبقيت حلب، كبرى مدن شمال سورية والتي كانت تعد بمثابة عاصمتها الاقتصادية، فترة طويلة في منأى عن النزاع السوري، لكنها تشهد منذ 20 تموز (يوليو) معارك ضارية بين مجموعات مقاتلة معارضة للنظام والقوات النظامية.

وامس، حملت وزارة الخارجية السورية تنظيم ‘القاعدة’ و’ذراعه الارهابية’ في سورية، ‘جبهة النصرة’، مسؤولية تفجيرين في مدينة ادلب (شمال غرب) اوديا الاربعاء بأكثر من عشرين شخصا.

واعتبرت الوزارة ان الهجومين اتيا ‘بعد المأساة التي اسفر عنها قصف المجموعات (المسلحة) لجامعة حلب’، وذلك في في رسالتين الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة في مدينة رأس العين بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلين معارضين، ما ادى الى مقتل ثلاثة من الاكراد وسبعة من المعارضين، واصابة العشرات من الطرفين بجروح.

واوضح عبد الرحمن انها ‘المرة الاولى تتجدد فيها الاشتباكات بهذا العنف’ في هذه المدينة الحدودية مع تركيا منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حين اندلعت معارك استمرت اياما بين المقاتلين الاكراد، والمعارضين الذين دخلوها في التاسع من الشهر نفسه.

وشارك في الاشتباكات الماضية مقاتلون من ‘جبهة النصرة’ ولواء ‘غرباء الشام’ الاسلاميين المتطرفين، في مواجهة مقاتلين اكراد ينتمون في غالبيتهم الى حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.

واوضح عبد الرحمن الخميس ان المجموعات الاسلامية ‘لم تتدخل في الاشتباكات’. وكانت الاشتباكات بلغت ذروتها الشهر الماضي، وقتل فيها حوالي مئة مسلح من الطرفين بالإضافة إلى عشرات الجرحى من الجانبين وتعرضت رأس العين لقصف من الطيران الحربي التابع للنظام.

الى ذلك اعلن التيار السلفي في الأردن، الخميس، عن مقتل صهر أبي مصعب الزرقاوي، في مدينة السويداء جنوب سورية.

وقال قيادي بارز في التيار، رفض ذكر اسمه، ليونايتد برس إنترناشونال، إن القيادي البارز في ‘جبهة النصرة لأهل الشام، محمد ياسين غراد، وهو صهر أبو مصعب الزرقاوي، أستشهد عند حاجز الجيمير بمدينة السويداء جنوب سورية’.

وكان ‘أبو مصعب الزرقاوي’، واسمه الحقيقي، أحمد فاضل نزال الخلايلة، قاد معسكرات تدريب لمسلحين في أفغانستان.

واشتهر ‘الزرقاوي’، بعد ذهابه إلى العراق لكونه مسؤولاً عن سلسلة من الهجمات والتفجيرات خلال الغزو الأمريكي عام 2003 وبعده، وأسس هناك ما سمي بتنظيم ‘التوحيد والجهاد’ في تسعينات القرن الماضي والذي ظل يتزعمه الى حين مقتله في حزيران (يونيو) 2006.

مصدر عسكري: العاصمة دمشق تحت حماية عالية من قوات النخبة تمنع اختراقها عسكرياً

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: فيما يخوض الجيش السوري حرباً واسعة الانتشار ضد مقاتلي المعارضة المسلحة وما يعرف بـ ‘الجيش الحر’ إضافة لمقاتلي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، تبقى أعين الجميع مفتوحة نحو العاصمة دمشق حيث مركز الدولة وقوة النظام السوري.

تقول مصادر عسكرية سورية لـ ‘القدس العربي’ ان العاصمة دمشق تقع كلياً تحت حماية عسكرية عالية من قبل الجيش السوري وان اختراقاً عسكرياً أمر شبه مستحيل نظراً لتمركز قوات من النخبة في مناطق تشرف على دمشق، هذه القوات ـ حسب ما يقول المصدر ـ قادرة على سحق أي هجوم عسكري لمقاتلي المعارضة.

يستفيض مصدرنا العسكري في شرح كيف أن دمشق تحت القبضة المطلقة للجيش السوري، فيقول ‘زجت المؤسسة العسكرية بآلاف من جنود الجيش السوري في محافظات وبلدات سورية منتشرة على جميع الجهات بعض تلك القوات أُرسلت من دمشق وريفها، لكن القوات الموجودة لحماية العاصمة دمشق تكفي من حيث التعداد والتجهيز القتالي ونوعية الأسلحة التي تمتلكها لصد أي هجوم أو محاولة خرق عسكري، لا بل تكفي لصد أي هجوم عسكري خارجي حتى’، وفق قول المصدر.

وتقع العاصمة دمشق على سهل تشرفه عليه مجموعة تلال جبلية تتمركز فيها ألوية وكتائب مستقلة من قوات النخبة في الجيش السوي وتحديداً من قوات الحرس الجمهوري ذات القدرة القتالية العالية كما يقول خبراء عسكريون، وأهم ألوية الحرس اللواء 106 و105 و101 هذه الألوية تضم مختلف التشكيلات القتالية، وقد زُجّت بعض الكتائب من هذه الألوية في معارك يخوضها الجيش السوري في حلب ودير الزور وريف دمشق، لكن المؤسسة العسكرية احتفظت بقوة ضاربة من هذه الألوية لحماية العاصمة دمشق، وطبعاً يُضاف للحرس الجمهوري قوات الفرقة الرابعة المنتشرة أيضاً على التخوم الغربية للعاصمة.

وداخل دمشق أيضاً قوات أمنية تعدادها بالآلاف تبقى في العاصمة لحمايتها في حال تعرضت لأي هجوم مباغت من مقاتلي المعارضة.

مرافق وزير الدفاع السوري السابق: خلية الأزمة السورية تم تسميمها قبل تفجيرها

اسطنبول ‘القدس العربي’: نفى أحد عناصر حماية وزير الدفاع السوري السابق العماد داود راجحة الذي قتل العام الماضي أن تكون عملية قتله مع بعض شخصيات ‘إدارة خلية الأزمة’ جاءت نتيجة تفجير مبنى الأمن القومي، وذلك بعكس ما أعلن التلفزيون الرسمي السوري.

وأكد المرافق الملقب بـ ‘أبو القاسم’ (عسكري محترف برتبة رقيب أول، يبلغ من العمر 29 سنة، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) في تصريح ل’القدس العربي’ أن ‘مبنى الأمن القومي مجاور لمنزل اللواء علي مملوك وهما يخضعان لحراسة أمنية مشددة، إضافة للتفتيش الدقيق على عدة مراحل، الأمر الذي يجعل إمكانية تفجير المبنى شبه مستحيلة’، مرجحاً أن يكون القائم بعملية الاغتيال أحد القادة الأمنيين.

وكان كل من العماد حسن تركماني وزير الدفاع الأسبق ومدير إدارة خلية الأزمة، ووزير الدفاع السابق داود راجحة، ونائبه آصف شوكت، قد قتلوا خلال ‘عملية التفجير’ فيما جرح مدير مكتب الأمن القومي هشام اختيار، وأصيب وزير الداخلية محمد الشعار والأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان في 18 تموز 2012، ‘إثر انفجار هز مبنى الأمن القومي أثناء اجتماعهم فيه’، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري آنذاك، دون أن يبث صورا لموقع التفجير.

وقبل عملية الاغتيال تلك تسربت شائعات تتحدث عن تسميم أولئك الضباط الأربعة إلا أن الإعلام الرسمي لم يذكر تلك الحادثة، فيما تحدث ناشطون عن إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مشفى الشامي بدمشق عندما تسربت الشائعة.

وأكد أبو القاسم وقوع تلك الحادثة، وعزا فشلها إلى عدم التمكن من دس السم إلا في اللبن الذي يفسد السم ويقلل من فاعليته، موضحاً أن العملية تمت من خلال ثلاثة موظفين مدنيين من القيادة القطرية، أحدهم قتل، وآخر اعتقل ومن المرجح أنه أعدم، ونجا المنفذ الرئيسي وهو سكرتير الخلية في القيادة القطرية، حيث استطاع الخروج من المبنى فورا وركوب سيارة كانت تنتظره وذهب لمكان مجهول.

ونفى أبو القاسم وجود ماهر الأسد في الاجتماع عندما تم تسميم ‘إدارة خلية الأزمة’.

وعن مشاهداته أثناء مرافقته لوزير الدفاع قال أبو القاسم’ حضرت في منطقة الديماس بدمشق تخريج دورة خاصة بالقتال في جبل الزاوية بادلب وكان هناك مدربون إيرانيون، وحضرت أيضا مشروع إطلاق صواريخ في منطقة التنف الحدودية وكانت أيضا بوجود خبراء إيرانيين، وفي مركز البحوث العلمية كان هناك خبير صيني تحدث مع العماد داود وبعض الأشخاص عن نوع من الطلقات السامة، وشاهدت في الديماس أيضا ضباطا روسا يعطون دروساً نظرية لضباط سوريين لم أعرف ماهيتها’.

الرقيب أول أبو القاسم من قرية البصيرة، دير الزور، مواليد 1984، عمل لأربع سنوات مع مرافقي العماد داود راجحة قبل أن يصبح وزيراً للدفاع، ورافقه في كافة الاجتماعات والجولات التفقدية كمرافق شخصي وسائق، نقل من مرافقة راجحة إلى الفوج 92 حيث كان تم التحقيق معه بعد حادثة تسميم ضباط ‘خلية الأزمة’ التي كان على صلة مع منفذيها، ليتمكن بعدها من الهرب خارج البلاد والانضمام للمعارضة.

هل ايام الاسد باتت معدودة؟

صحف عبرية

لم تعد سوريا 100 سنة الى الوراء في مستوى البنية التحتية فقط ـ مع اجهزة دولة كفت عن أداء اعمالها وتشمل الماء والمجاري والكهرباء والادارة ـ بل في مستوى القيادة ايضا، فلم تعد الدولة موجودة والذين يحكمونها هم أرباب الحرب: رؤساء العصابات المسلحة والطوائف والمليشيات وكل عنيف فيها رجل.

هكذا كانت تبدو سوريا عشية الاحتلال الفرنسي في مطلع القرن العشرين فقد كانت فيها سيطرة نظرية للدولة العثمانية من بعيد وسيطرة على الارض لرؤساء الطوائف والعصابات.

إن سوريا هي أول دولة عربية انتقضت واختفت في واقع الامر وفي إثرها ليبيا التي انتقضت هي ايضا الى قبائل، والعراق في الطريق وهو الذي على شفا تفجر طائفي وقبلي مع انتفاضة سنية تتسع على السلطة الشيعية. فنحن نفهم الآن كم كان سطحيا ايجاد ‘القومية’ العربية في الشرق الاوسط. هل يتم الحديث عن شعب فلسطيني؟ ثبت الآن انه لا يوجد الآن حتى ‘شعب سوري’ أو ‘شعب عراقي’ أو ‘شعب لبناني’.

لكن هل يعني كل هذا ان ايام الرئيس بشار الاسد معدودة حقا؟.

أصبح من المعتاد في الاعلام الاسرائيلي ان تؤبن سلطة الاسد الذي سيسقط قريبا لكننا سنُتم بعد قليل سنتين على الحرب ولم يحدث هذا الى الآن. لكن حتى لو سقط هذا النظام فستستمر الحرب بعد ذلك وبقوة أكبر. ولماذا؟ لأنه قد بُني حول سوريا ائتلافان ضخمان من الأحلاف يتحاربان الآن بواسطة السوريين لكن احتمال ان يخرجا لحرب خارجية قائم بيقين.

أما الائتلاف الاول فهو الذي يؤيد الرئيس الاسد بلا هوادة وهم رئيس روسيا بوتين والصين وايران وحزب الله وحزب العمال الكردستاني الذي تحول الى تأييد الاسد بعد ان منحه نوعا من الاستقلال في شمال سوريا. ومن الجهة الثانية تركيا والسعودية وقطر والمتمردون في سوريا وحلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة وبريطانيا. فالشيعة ومؤيدوهم في مضادة السنيين ومؤيديهم، وروسيا في مضادة الولايات المتحدة التي يحكمها اوباما وتركيا في مضادة ايران.

لماذا ما زالت روسيا تؤيد الاسد؟ (حتى إنها منعت هذا الاسبوع رفع لائحة اتهام عليه الى محكمة الجنايات الدولية). لأن موسكو قد لذعتها النار في ليبيا من قبل فهي تزعم ان الغرب خانها وخان القذافي حينما أفضى الى اسقاطه بضربات عسكرية مباشرة من حلف شمال الاطلسي. وهذا يصب في مصلحة الاسد بالطبع.

وترى ايران بقاء الاسد ضمانا لهيمنتها أو لما بقي منها في الشرق الاوسط، والاكراد سعداء لأنهم وجدوا حليفا منحهم ارضا.

وفي المقابل تركيا التي تذيع على الدوام اشاعات ان الاسد قد انتهى وتجد نفسها في المواجهة مع الاكراد (برغم الاشاعات التي نشرها الاتراك عن نجاح محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني)، وفي مواجهة سوريا وفي مواجهة حكومة بغداد الشيعية وفي مواجهة ايران. إن وضع تركيا صعب والحرب التي يقوم بها الاكراد لجيش تركيا اتسعت فقط في المدة الاخيرة./

يميل الاعلام العالمي الى تناول النجاحات العسكرية للمتمردين في الأساس في حين لا يكادون يُبلغون شيئا عن نجاحات الاسد. ونشأ شعور بتفوق المتمردين لكن هذه صورة جزئية. فالشتاء الشديد يؤثر تأثيرا سيئا في المتمردين ويأتي كثيرون من بين الـ 60 ألف قتيل في الحرب الأهلية من صفوفهم. لكن المتمردين قد أحرزوا احرازا مدهشا فقبل سنة كان الجيش السوري يحاصر المتمردين وهم اليوم يحاصرون هذا الجيش. واذا خسر الاسد دمشق فيفترض ان ينسحب هو أو مؤيدوه الى المحبس العلوي في غرب الدولة وان يستمر من هناك ومن ميناءَي طرطوس واللاذقية على الحرب.

لكن لا ينجح أي طرف الآن في ان يهزم الطرف الثاني. فالأحلاف والائتلافات التي تقف وراء كل طرف تؤيده تأييدا شديدا والنتيجة فظيعة وهي انه لا حسم والمعارك مستمرة وفي كل يوم يُقتل بين 100 انسان الى 200. وتدفع الدولة أو ما بقي منها الثمن.

غاي بخور

يديعوت 17/1/2013

مقتل اسرة سورية من سبعة افراد في حريق بمخيم للاجئين في الاردن

عمان ـ رويترز: قال مسؤولون ان اسرة سورية من سبعة افراد قتلوا في حريق اندلع في كوخ يقيمون به في مخيم للاجئين السوريين بشمال الاردن الاربعاء.

واضاف المسؤولون ان الحريق بدأ باشتعال سخان يعمل بالغاز. ويقع المخيم في حديقة عامة ببلدة الرمثا قرب الحدود مع سورية.

وقال مصدر بالدفاع المدني انه بالاضاف الي القتلى فان ثلاثة اشخاص اخرين على الاقل اصيبوا بحروق.

ويعيش أكثر من 200 ألف لاجيء سوري في بلدات ومدن في انحاء متفرقة بالاردن. ويوجد أكبر مخيم للاجئين في الزعتري ويأوي 50 ألف شخص على الاقل.

واثارت موجة من الاحوال الجوية الشديدة البرودة – هي الاسوأ في المنطقة في سنوات وصاحبها تساقط للثلوج الاسبوع الماضي- مخاوف بشان محنة اللاجئين السوريين والنازحين داخل سورية.

‘مجزرة’ في سورية اثر اقتحام القوات النظامية منطقة قرب حمص.. ومسلحو المعارضة يسعون لحسم معركة السيطرة على حلب

موسكو تنتقد الاتهام الامريكي لدمشق بتحمل مسؤولية المجزرة في جامعة حلب وتصفه بـ’المعيب’

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: قتل اكثر من مئة شخص في عملية اقتحام منطقة قريبة من مدينة حمص وسط سورية بدأتها القوات النظامية الثلاثاء واستمرت قرابة 24 ساعة، بينما اعتبرت موسكو الخميس ان تحميل النظام السوري مسؤولية انفجاري جامعة حلب امر ‘معيب’.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان الخميس عن ‘معلومات تفيد بارتكاب النظام السوري مجزرة جديدة الثلاثاء ذهب ضحيتها نحو 106 سوريين بينهم نساء وأطفال’، وذلك ‘اثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصوية الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية’ الى الشمال من مدينة حمص وسط سورية.

واوضح ان من الضحايا عائلة مؤلفة من 14 شخصا بينهم ثلاثة اطفال، اضافة الى عائلة من 32 فردا ‘تم توثيق اسماء ثمانية منهم’، وان ‘بعض الشهداء احرقوا داخل منازلهم، وبعضهم قتل بالسلاح الابيض’.

وكانت القوات النظامية بدأت منذ الثلاثاء عملية اقتحام لهذه المنطقة المؤلفة من بساتين ومزارع، والواقعة على مسافة خمسة كيلومترات الى الشمال من مركز مدينة حمص.

واستمرت العملية ‘من صباح الثلاثاء حتى صباح الاربعاء’، وهو اليوم الذي دفنت فيه ‘غالبية الشهداء’، بحسب ما ابلغ مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس.

من جهتها، قالت صحيفة ‘الوطن’ السورية القريبة من نظام الرئيس بشار الاسد امس، ان ‘وحدات الجيش (النظامي) حققت تقدما ملحوظا في الريف الحمصي، حيث طهرت قريتي الحويصة والدوير وبساتينهما الممتدة من مطعم ديك الجن وحتى تحويلة حمص حماة من المسلحين’.

ونقل عبد الرحمن عن ناشطين قولهم ان المنطقة ‘خالية من المقاتلين’، وهي تضم نحو ألف نازح من المدينة التي تفرض القوات النظامية حصارا على عدد من احيائها منذ اشهر.

وطالب المرصد المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بارسال فريق تحقيق الى حمص ‘للتحقيق بما يجري فيها من مجازر وتهجير لاهلها’.

واحصت الامم المتحدة مقتل اكثر من 60 الف شخص في النزاع المستمر منذ 22 شهرا.

والخميس، قتل 51 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سورية.

ومن الضحايا، احد عشر شخصا بينهم سبعة اطفال وثلاث نساء في قصف بالطيران الحربي على منطقة جنوب دمشق تضم لاجئين فلسطينيين ونازحين سوريين من الجولان، بحسب المرصد.

واشار عبد الرحمن الى ان ‘غالبية القتلى هم من الفلسطينيين’، قضوا جراء القاء الطيران الحربي ثلاثة صواريخ على الجهة الغربية من المخيم المؤلف من منازل صغيرة من طبقة او طبقتين، ويقطن فيه لاجئون فلسطينيون ونازحون سوريون من هضبة الجولان.

واوضح عبد الرحمن ان المنطقة ‘خارج سيطرة النظام’، وشهدت اشتباكات ليلا.

واظهرت صور واشرطة فيديو عرضها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، دمارا واسعا في المنطقة، مع محاولة شبان انتشال الجثث والبحث عن أخرى تحت الانقاض.

وشن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق عدة في محيط دمشق الخميس، منها مدينتا داريا ومحيطها والمعضمية (جنوب غرب).

ودارت امس اشتباكات في محيط ادارة الدفاع الجوي في المليحة، بينما تعرض مناطق عدة للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.

وتنفذ القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في ريف العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قاعدة لهجماتهم في اتجاه دمشق.

وبعد يومين من انفجارين في جامعة حلب (شمال) الثلاثاء اوديا بحياة 87 شخصا وتبادل طرفا النزاع المسؤولية عنهما، رفضت روسيا الحليفة للنظام، تحميله مسؤولية ما جرى.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في طاجيكستان ‘رايت على السي ان ان بيانات لا تستبعد ان تكون القوات المسلحة (السورية) نفذت الاعتداء، لا يمكنني تصور امر معيب اكثر من ذلك’.

ويأتي الموقف الروسي غداة قول المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان ‘الولايات المتحدة تشعر بالصدمة وهي حزينة بسبب الهجوم الدامي الذي نفذه امس النظام السوري ضد جامعة حلب’.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دان الاربعاء ‘الهجوم الفظيع’، مذكرا بأن ‘اتخاذ المدنيين بصورة متعمدة اهدافا يشكل جريمة حرب’، دون ان يحمل طرف معين المسؤولية.

واتهم ناشطون معارضون ولجان التنسيق المحلية الطيران الحربي بقصف الجامعة.

من جهته، قال المرصد السوري الخميس ان التحقيق الذي اجراه حول الانفجارين خلص الى تحميل النظام المسؤولية عنهما، وان الطلاب الذين التقاهم فريق المرصد اجمعوا على ‘ان الانفجارين ناجمين عن صواريخ من الاعلى، واكدوا وجود طائرات حربية في سماء المنطقة’.

ونقل عن ‘مصادر متعددة وخبراء (قولهم) ان شدة الانفجارين وحجم الدمار الذي حدث في المنطقة لا يمكن ان يكون ناجم عن قذائف هاون او صواريخ محلية الصنع’.

وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية ووسائل اعلام رسمية قالت ان الانفجارين نتجا عن اطلاق ‘مجموعة ارهابية مسلحة’ قذائف صاروخية على الجامعة الواقعة في منطقة تسيطر عليها القوات النظامية في غرب المدينة.

وبقيت حلب، كبرى مدن شمال سورية والتي كانت تعد بمثابة عاصمتها الاقتصادية، فترة طويلة في منأى عن النزاع السوري، لكنها تشهد منذ 20 تموز (يوليو) معارك ضارية بين مجموعات مقاتلة معارضة للنظام والقوات النظامية.

وامس، نقلت صحيفة ‘تشرين’ الحكومية عن محافظ حلب وحيد عقاد قوله ان النزاع وما تخلله من ‘اعمال تخريبية’، ادت الى تكبيد المحافظة خسائر بقيمة 200 مليار ليرة سورية (نحو 2.5 ملياري دولار).

الى ذلك يسعى مسلحو المعارضة السورية لحسم معركتهم المستمرة منذ اشهر للسيطرة على حلب ثاني اكبر المدن السورية حيث قالوا انهم سيقطعون طرق الامدادت قبيل شن هجمات متزامنة على قواعد للقوات الحكومية.

وقال حاج عندان القائد غير الميداني لكتيبة التوحيد ومقرها حلب لفرانس برس ان ‘الجيش السوري الحر يتخذ خطوات جديدة لتحرير المدينة’.

واضاف ‘نركز على المواقع العسكرية حول حلب، المطارات والقواعد. ونحن والحمد الله نطوق تلك المواقع وسنحررها خطوة تلو الاخرى’.

ويقاتل مسلحو المعارضة القوات الحكومية في قاعدة قريبة من مطار حلب الدولي المنشأة الاستراتيجية في جنوب شرق المدينة.

وقال عندان ‘الجيش الحر يطوق القاعدة 80. اننا نخطط لهجوم كبير عليها وعلى قواعد اخرى، هجمات منسقة ومتزامنة’ دون اعطاء المزيد من التفاصيل.

واضاف ‘لا احد يقدم الدعم للجيش’.

وحلب، المدينة الرئيسية في شمال سورية كانت تضم 5 ملايين نسمة قبل ان تقلب الحرب حياتهم في تموز (يوليو) الماضي. واجبر كثيرون على الفرار من منازلهم مع اشتداد المعارك وسيطرة المسلحين على المناطق الشرقية منها.

ولاكثر من ثلاثة اشهر لم يتمكن اي من الطرفين حسم المعركة لصالحه واصبحت المدينة منقسمة وفيها احياء مهجورة تفصل بين الاطراف المتحاربة وحواجز عسكرية تفتش السيارات.

وفيما عاد المارة وفتحت الاسواق في الشوارع لتعطي انطباعا بعودة الحياة الطبيعية الى المدينة، الا ان الضربات الجوية والقصف يستمر في المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون فيما الاهالي في مناطق القوات الحكومية يخشون قذائف الهاون والسيارات المفخخة.

وقال عندان ‘معظم المناطق الخاضعة للنظام غير آمنة لان النظام لا يسيطر عليها بالكامل. مسلحو المعارضة يسيطرون على مناطق عدة في حلب لكن الناس لا ليسوا في مأمن بسبب القصف او التفجيرات’.

ويتبادل الطرفان الاتهامات حول تفجيري جامعة حلب يوم الثلاثاء والذي ادى الى مقتل 87 شخصا على الاقل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويقول مسلحو المعارضة وبعض الاهالي من شهود العيان ان طائرة حربية تابعة للنظام اطلقت صواريخ على الجامعة التي يقول البعض انها رمز للمعارضة للرئيس بشار الاسد.

وقال سائق حافلة صغيرة تعبر المدينة يوميا عمره 25 عاما واسمه ابو محمد لوكالة فرانس برس ‘شاهدت الطائرة تطلق مرتين صواريخ على الجامعة’.

واضاف ‘بدأ الناس يركضون، حاولوا المساعدة فوضعهوا الجرحى في شاحنات صغيرة. كان هناك نحو 20 جثة على الارض معظمهم تطايرت اطرافهم’.

غير ان حكومة دمشق قالت ان مجزرة حلب قام بها ‘ارهابيون’ في اشارة الى مسلحي المعارضة.

واشنطن تدين بشدة الهجوم على جامعة حلب وتقول انه ليس لديها أي سبب للاعتقاد بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية

واشنطن ـ يو بي آي: أدانت الولايات المتحدة بشدة الهجوم على جامعة حلب، مؤكدة انه سيتم تحديد من ينتهكون القانون الدولي لتجري محاسبتهم، فيما أوضحت انه ليس لديها أي سبب للاعتقاد بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية.

واستهلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند مؤتمراً صحافياً عقدته للتعبير عن ذهول وحزن الولايات المتحدة بسبب ‘هجوم النظام السوري المميت على جامعة حلب، والذي خلف أمثر من 80 قتيلاص و150 جريحاً’.

وأشارت ‘إلى انه بحسب شهود عيان فإن طائرات النظام قصفت الجامعة، ونحن نعلم ان غالبية الضحايا في هذه المأساة كانوا طلاباً ولاجئين تم تأمين مأوى لهم في الجامعة’.

وقالت ‘نحن ندين هذا الهجوم المقيت على مدنيين غير مسلحين ونستمر في التركيز على انه سيتم تحديد المسؤولين عن أعمال القتل غير الشرعية وغيرها من انتهاكات القانون الدولي وسوف تتم محاسبتهم’.

وعبرت نولاند عن تعازيها وتعاطفها لكل من تأثروا بهذه المأساة، معتبرة ان ‘الشعب السوري تكبد خسائر كثيرة نتيجة هجام نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على شعبه’.

وسئلت عما إذا كانت لدى الولايات المتحدة أي سبب يدفعها للاعتقاد بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية، فكان ردها بالنفي.

وبعدما قلّل البيت الأبيض من شأن تقرير نشرته صحيفة (فورين بوليسي) أمس الثلاثاء، أن برقية سرية أرسلت من القنصلية الأمريكية في اسطنبول أشارت إلى أن القنصلية تحقق في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في مدينة حمص في 23 كانون الأول (ديسمبر)، عادت نولاند لتؤكد ان الصحيفة لم تشر إلى ان واشنطن تلقت معلومات من طرف ثالث كما هي الحال بالنسبة لكل السفارات والقنصليات في المنطقة.

وأضافت انه تم التدقيق بهذه المزاعم ‘ولم نجد أي دليل يؤكد استخدام أسلحة كيميائية’.

لكنها أشارت إلى ان أميركا ‘ستستمر بمراقبة المنشآت والمواد الحساسة في سورية’، والموقف الواضح هو ان استخدام الأسلحة الكيائية أو نشرها هو خط أحمر.

وقالت ‘إذا ارتكب نظام الأسد خطأ مأساوياً واستخدم أسلحة كيميائية أو لم يف التزاماته بحماياتها فستكون ثمة عواقب لذلك وسوف يحاسب النظام’.

مسيرة الثورة السورية.. تهددها حرب بين الجهاديين والجيش الحر

عبدالاله مجيد

تهدد الانقسامات بين الجماعات الجهادية وفصائل الجيش السوري الحر، بشق طريق فرعي في مسيرة الحرب الأهلية المستمرة في سوريا، حيث يتهم القاعدة المعارضون الجهاديين بسرقة ثورتهم.

تلوح في شمال سوريا بوادر انقسام بين الجماعات الجهادية والجيش السوري الحر، يهدد بوضع الطرفين في مواجهة أحدهما مع الآخر وفتح مرحلة جديدة في الحرب الأهلية السورية.

 المعارضة غاضبة من الجهاديين

ويقول قادة ميدانيون يقاتلون تحت راية الجيش السوري الحر، إنهم يشعرون بغضب متزايد على سلوك الجماعات الجهادية وخاصة جبهة النصرة، المرتبطة بتنظيم القاعدة التي يتهمونها بالسعي إلى خطف أهداف الثورة.

ويتبدى التوتر المتصاعد بشكل ملموسٍ، في ريف حلب الذي أصبح معقل الجهاديين المسلحين تسليحاً حسناً، والمدفوعين ايديولوجياً، حيث يعتنق كثير منهم نظرة بن لادن ويرون في سوريا ساحة للجهاد العالمي.

الثورة لا تهدف إلى فرض الأصولية

5وتؤكد فصائل المعارضة السورية غير الجهادية أن أهدافها وطنية لا تهدف إلى فرض أصولية إسلامية على المجتمع، إذا سقط نظام الرئيس بشار الأسد أو حين يسقط.

المواجهة باتت حتمية

وسيمثل اندلاع مواجهات مسلحة بين الجهادين المسلحين تسليحاً حسناً، والوحدات الوطنية التي قبلت مساعدتهم، ابتداء من أواخر الصيف الماضي، تصعيداً حاداً في النزاع الذي كلّف حتى الآن أكثر من 60 الف قتيل. ولكن قادة ميدانيين في شمال سوريا يرون ان مثل هذه المواجهة تبدو الآن حتمية لا مفر منها.

وقال قائد عسكري كبير في المعارضة السورية المسلحة، لصحيفة الغارديان “سنقاتلهم في اليوم التالي بعد سقوط الأسد. وحتى ذلك الوقت لن نعمل معهم بعد الآن”.

وكان لواء التوحيد وكتائب أخرى منضوية تحت راية الجيش السوري الحر، بدأت خلال الأسابيع الأخيرة تنفذ عمليات بمفردها، دون أن تدعو جبهة النصرة إلى المشاركة فيها.

ومن هذه العمليات الهجوم على مدرسة المشاة في شمال حلب في منتصف كانون الأول (ديسمبر) وكذلك الهجمات المستمرة على اللواء 80 للجيش النظامي على أطراف مطار المدينة وقاعدة عسكرية شرقها.

وأكد القائد العسكري الذي تحدث لصحيفة الغارديان، أن الجهادين “ليسوا راضين عنا، ولكنهم أصلا يكتنزون أسلحتهم لأنفسهم”.

ومن القضايا الكبيرة الأخرى التي تواجه قادة المعارضة، هي ممتلكات الدولة التي وقعت بأيديهم، حيث قال القائد الميداني إن بعض المقاتلين “لا يرون مشكلة في سرقة أشياء كانت ملك الحكومة مثل معامل النحاس أو أي معمل آخر”. واضاف “انهم يبيعون هذه المواد إلى الأتراك ويستخدمون ثمنها لأنفسهم. وهذا خطأ فهي أموال الشعب”.

جبهة النصرة تعمل على كسب السكان

ولا تنكر جبهة النصرة ارتباطها بتنظيم القاعدة أو حقيقة أن العديد من مقاتليها حاربوا في العراق.

وقال عناصر في جبهة النصرة خلال مقابلات صحافية إنهم تعلموا دروساً من العراق، حيث تعرضوا لضربات ماحقة على أيدي القوات الأميركية والعراقية ورجال الصحوة في المناطق السنية التي رفضت أساليب القاعدة وممارساتها باسم الإسلام والشريعة.في سوريا، تجنّبت جبهة النصرة حتى الآن استهداف منشآت مدنية أو مناطق الأقليات. كما بدأت تنفذ برامج هدفها كسب سكان المناطق التي دمرتها الحرب المستعرة منذ نحو عامين. وحققت المساعدة التي تقدمها جبهة النصرة لأهالي هذه المناطق قدراً من التأييد في شمال البلاد، لكنها استنزلت عليها غضب فصائل المعارضة الوطنية المسلحة.

وبفضل الدور المتعاظم لجبهة النصرة في ميادين القتال، وسمعتها المتنامية بوصفها تنظيماً قادراً على التنفيذ والإنجاز، أصبحت الجماعة لاعباً في فراغ السلطة الذي أفرزته الحرب الأهلية. كما أنها معروفة بفرض ما تريد وبتعنتها الذي يثير قلق فصائل المعارضة غير الجهادية، والتجمعات السكانية التي تدعي جبهة النصرة حمايتها.

المقاتلون يرفضون الانتماء إلى جبهة النصرة

وتحدث مقاتل قدّم نفسه إلى صحيفة الغارديان باسم حسن خشية ان يلتقط الوشاة همسه باللغة الانكليزية حتى في ساحة مكشوفة واسعة مثل ساحة المدرسة التي وقف وسطها، فقرر أن ضجيج الشارع مكان أسلم للحديث.

قال حسن الذي كان مقاتلا في وحدة تابعة للجيش السوري الحر شرقي حلب “انهم [عناصر جبهة النصرة] يأتون اليَّ طول الوقت.  وأنا أُقدم اليهم الأعذار، قائلا إن الماكنة التي أعمل عليها لا تصلح لما يريدونه، أو أي شيء للتملص مما يريدونه. فهم يريدون مني أن أصنع عبواتهم الناسفة”.

وكانت جبهة النصرة تشجعت خلال الشهرين الماضيين بما فيه الكفاية للخروج من الظل، وفتح مكاتب لها في غالبية البلدات والقرى الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال سوريا، من حلب إلى الحدود التركية، بل إنها فتحت مقراً علنيا وسط المدينة بجانب قاعدة تابعة للواء التوحيد، أحد وحدات الجيش السوري الحر.

فوق كل مكتب علم أسود

ويرتفع على كل مكتب علم أسود هو نفسه علم تنظيم القاعدة في العراق الذي انبثقت منه جبهة النصرة.

وفي هذه المراكز يستقبل كوادر الجماعة سكان القرى الذين يأتون إليهم لفض نزاعاتهم وطلب المساعدة. ويجلس في هذه المكاتب رجال بأيديهم دفاتر لتسجيل الشكاوى، وأحيانا توزيع كوبونات للحصول على مواد غذائية أو محروقات.

ولكن الأسابيع الستة الماضية، شهدت تحول العلاقة بين وحدات الجيش السوري الحر، وجبهة النصرة من صيغة تعاون إلى عدم ثقة وارتياب لا يُخفى أحدهما بالآخر. وكشف أسبوع من المقابلات التي أجرتها صحيفة الغارديان، مع فصائل ومجموعات مسلحة في شمال سوريا، أن تباعداً بدأ ينشأ بين الجهاديين والسكان.

ويتوقع قادة ميدانيون في الجيش الحر، أن يتصاعد في نهاية المطاف إلى مواجهة سافرة بين هؤلاء الجهاديين وسكان المجتمعات الريفية المحافظة التي وافقت على استضافتهم. وبدأ البعض يتحدث من الآن عن انبثاق “صحوات” على غرار الصحوات التي طردت عناصر تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار أواخر عام 2006 عندما حاولوا تطبيق نسختهم المتزمتة من الشريعة وفرض إرادتهم على الأهالي بقوة السلاح.

الجهاديين يسرقون المعامل

وتوجهت وحدات من جبهة النصرة قبل أيام إلى منشأة حكومية لتصفية الماء على نهر الفرات ودعت وحدات من الجيش السوري الحر للانضمام إليها في تفكيك قطع من المعمل، لبيعها إلى من يرغب في الشراء. وانضمت وحدة إلى الجهاديين في سرقة مكائن المعمل فيما رفضت وحدات اخرى.

وقال قائد ميداني في الجيش السوري الحر، طلب عدم ذكر اسمه “ان هذه ممتلكات سورية للشعب السوري. وهم يرون هنا مرتعا يفعلون فيه ما يحلو لهم. إن مهمتنا هي حماية الدولة للحياة بعد الأسد وليس تدميرها”.

وروى قائد ميداني آخر قصة أرادها أن تكون تحذيراً من خطر تنظيم القاعدة على المجتمع السوري. ففي العام الماضي وصل وجهاء بعض البلدات في عمق ريف حلب وقادة وحدات المعارضة التي تعمل بينها نبأ زائر على وشك الوصول. وتابع القائد الميداني قائلا لصحيفة الغارديان “كان الزائر تونسياً وقال انه يحمل رسالة باسم ايمن الظواهري. وطلب منا أن ننضم إليه قائلاً إن ذلك سيعود علينا بفوائد. وطلب مني مبايعة القاعدة. قلت لا. وهذا ما يجب علينا جميعا ان نفعله. فإذا استمرينا معهم فان سوريا التي نحلم بها ستكون بدلا من ذلك كابوسا يلاحق اطفالنا”.

 http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/787133.html

مسلحو المعارضة يسعون الى حسم معركة السيطرة على حلب

أ. ف. ب.

 يخطط مسلحو المعارضة السورية لقطع طرق الإمدادات على القوات الحكومية في خطوة متقدمة تهدف الى فرض السيطرة الكاملة على مدينة حلب.

حلب:  يسعى مسلحو المعارضة السورية الى حسم معركتهم المستمرة منذ اشهر للسيطرة على حلب ثاني اكبر المدن السورية، حيث قالوا إنهم سيقطعون طرق الامدادات قبيل شن هجمات متزامنة على قواعد للقوات الحكومية.

وقال حاج عندان القائد غير الميداني لكتيبة التوحيد ومقرها حلب لفرانس برس إن “الجيش السوري الحر يتخذ خطوات جديدة لتحرير المدينة”.

واضاف “نركز على المواقع العسكرية حول حلب، المطارات والقواعد. ونحن والحمد الله نطوق تلك المواقع وسنحررها خطوة تلو الأخرى”.

ويقاتل مسلحو المعارضة القوات الحكومية في قاعدة قريبة من مطار حلب الدولي المنشأة الاستراتيجية في جنوب شرق المدينة.

وقال عندان: “الجيش الحر يطوق القاعدة 80. إننا نخطط لهجوم كبير عليها وعلى قواعد أخرى، هجمات منسقة ومتزامنة” دون اعطاء المزيد من التفاصيل.

 واضاف: “لا احد يقدم الدعم للجيش”.

وحلب، المدينة الرئيسية في شمال سوريا كانت تضم 5 ملايين نسمة قبل أن تقلب الحرب حياتهم في تموز/يوليو الماضي. واجبر كثيرون على الفرار من منازلهم مع اشتداد المعارك وسيطرة المسلحين على المناطق الشرقية منها.

 ولأكثر من ثلاثة اشهر لم يتمكن أي من الطرفين حسم المعركة لصالحه واصبحت المدينة منقسمة وفيها احياء مهجورة تفصل بين الاطراف المتحاربة وحواجز عسكرية تفتش السيارات.

وفيما عاد المارة وفتحت الاسواق في الشوارع لتعطي انطباعًا بعودة الحياة الطبيعية الى المدينة، الا أن الضربات الجوية والقصف يستمران في المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون فيما الاهالي في مناطق القوات الحكومية يخشون قذائف الهاون والسيارات المفخخة.

 وقال عندان: “معظم المناطق الخاضعة للنظام غير آمنة لأن النظام لا يسيطر عليها بالكامل. مسلحو المعارضة يسيطرون على مناطق عدة في حلب لكن الناس ليسوا في مأمن بسبب القصف أو التفجيرات”.

ويتبادل الطرفان الاتهامات حول تفجيري جامعة حلب يوم الثلاثاء والذي ادى الى مقتل 87 شخصًا على الاقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 ويقول مسلحو المعارضة وبعض الاهالي من شهود العيان إن طائرة حربية تابعة للنظام اطلقت صواريخ على الجامعة التي يقول البعض إنها رمز للمعارضة للرئيس بشار الاسد.

وقال سائق حافلة صغيرة تعبر المدينة يوميًا عمره 25 عامًا واسمه ابو محمد لوكالة فرانس برس: “شاهدت الطائرة تطلق مرتين صواريخ على الجامعة”.

 واضاف: “بدأ الناس يركضون، حاولوا المساعدة فوضعوا الجرحى في شاحنات صغيرة. كان هناك نحو 20 جثة على الارض معظمهم تطايرت اطرافهم”.

غير أن حكومة دمشق قالت إن مجزرة حلب قام بها “ارهابيون”، في اشارة الى مسلحي المعارضة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/787069.html

السلطات السورية ترفع سعر المازوت بنسبة 40 بالمئة

أ. ف. ب.

دمشق: أعلنت السلطات السورية الجمعة عن ارتفاع في سعر المازوت بمقدار 40 بالمئة، حسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وذكرت الوكالة ان “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أصدرت قرارا برفع سعر ليتر المازوت 10 ليرات ليصبح 35 ليرة (0.43 سنت)”.

 وتشهد البلاد ازمة خانقة في الوقود ما دفع الموزعين الى رفع سعر مبيعه في السوق السوداء ليصل في بعض الاحيان الى 115 ليرة لليتر (نحو 1,45 دولارا)، بحسب ما افاد سكان في دمشق وكالة فرانس برس.

 واشارت سانا الى ان ان “سعر مادة المازوت المنخفض قياسا بدول الجوار يسهم في زيادة تهريب هذه المادة الى الخارج وبالتالي تكبيد الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة”.

 وتراجع انتاج النفط في سوريا الى حد كبير منذ بدء الاحتجاجات المعارضة للرئيس بشار الاسد منتصف آذار/مارس 2011.

ويأتي رفع السعر وسط فصل الشتاء الذي يرتفع فيه الطلب على المازوت للتدفئة.

 كما تراجع انتاج الكهرباء الى قرابة النصف منذ بدء النزاع بسبب نقص الوقود المخصص لتزويد محطات الانتاج نتيجة الوضع الامني المتدهور في البلاد، بحسب ما ذكرت الثلاثاء صحيفتان سوريتان رسميتان.

http://www.elaph.com/Web/Economics/2013/1/787157.html

خريطة المعارك السورية: النظام يسيطر على المدن ويقاتل في الأرياف

«كر وفر» في غوطتي دمشق.. و«أم المعارك» على الشاطئ الشرقي لنهر العاصي في الشمال

بيروت: نذير رضا

تلتقي أنباء الميدان السوري مع ما تؤكده التصريحات السياسية الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بأن الحسم العسكري في سوريا مهمة مستحيلة أمام الفريقين المتقاتلين، رغم أن الجيش السوري الحر، منذ إطلاق عملياته العسكرية ضد النظام، حقق تقدما استراتيجيا في شمال سوريا، وآخر ملموسا في ريف دمشق، فيما بقي الساحل السوري عصيا على المعارضة بشكل لافت.

ولا ينفي الجيش الحر أن تقدمه في شمال سوريا في هذه الأيام «بطيء»، رغم إنجازات كثيرة حققها خلال الشهرين الأخيرين على صعيد تحرير مطار تفتناز في إدلب من الجيش النظامي، وتحرير قواعد عسكرية استراتيجية في ريف حلب مثل الفوج 46 والفوج 111 وغيرهما.. لكن الاشتباكات العنيفة التي تشهدها أنحاء متفرقة من البلاد، وإعلان النظام إعادة سيطرته على مواقع عسكرية، قبل تراجعه تحت الضغط الميداني، وتضارب أنباء المعارضة حول السيطرة على مواقع نظامية، كلها أمور تؤكد أن «المعركة طويلة، وتشهد حرب استنزاف للطرفين».

مصادر المعارضة تشير إلى أن البطء في التقدم منذ شهر إلى الآن «يعود لسببين رئيسيين، هما انحسار الإمدادات العسكرية بالذخيرة والسلاح، فضلا عن عوامل المناخ التي لا تخلق جوا مناسبا للقتال». وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «النقص في الإمدادات يسهم في تقليص فرصة التقدم، رغم أننا نستعيض عن حاجتنا للسلاح النوعي بالحصار طويل الأمد للمواقع العسكرية المستهدفة».

ويتركز القتال في مناطق محددة في الشمال وريف دمشق وحماه وجنوب البلاد، وتحديدا في درعا وبعض المواقع في القنيطرة والسويداء. وإذا كانت المعارضة تسيطر على معظم ريفي حلب وإدلب، فإن القوات النظامية تحافظ على سيطرتها على المدينتين المذكورتين، رغم أن الاشتباكات تدور في محيطهما».

وتشهد منطقة الشاطئ الشرقي لنهر العاصي في شمال سوريا معارك عنيفة وضارية، واشتباكات مستمرة منذ ستة أشهر، لم تؤد إلى حسم المعركة لصالح طرف من الطرفين. ويوضح المقدم الركن مسعف صبوح، عضو تجمع حماة الثورة في سوريا، أن ريف حماه الشمالي يشهد معارك عنيفة منذ فترة، إذ «يحاول النظام الحفاظ على وجوده في المناطق المتاخمة لسهل الغاب وسهل الروس، كونها تعد الخاصرة الرخوة للقرى الموالية له». ويشير لـ«الشرق الأوسط» إلى أن شريط المعركة «يبدأ من الحولة التابعة لحمص، جنوبا، ويمتد إلى الشمال مرورا بمنطقة العشارنة والترميسة وحلفايا واللطمانة وصولا إلى جبل زين العابدين». وتتوسع خارطة الاشتباكات شمالا «حتى السفح الشرقي لجبل الأكراد».

غير أن الجبهة المفتوحة من حماه باتجاه ريف إدلب، تقع في «خان شيخون في إدلب على الأوتوستراد الرئيسي للطريق الدولية، وتمتد حتى معرة النعمان شمالا باتجاه معسكر المفطومة الذي يحاول المقاتلون المعارضون تحريره بعد السيطرة على مطار تفتناز العسكري». ويلفت المقدم الركن صبوح إلى أن «تحرير مطار تفتناز بعد السيطرة على الفوج 46 أتاح للمعارضة فتح العمق السوري على الحدود التركية السورية عبر الريف الشمالي الغربي لمحافظة إدلب».

ورغم الهجوم المتواصل لقوى المعارضة على نقاط الجيش النظامي على الشاطئ الشرقي لنهر العاصي، فإن وجوده في المنطقة لا يزال قائما. لكن فعالية تلك النقاط العسكرية «تكاد لا تُذكر»، بحسب صبوح الذي يشير إلى أن الجيش النظامي «لا يستطيع الخروج من دباباته وآلياته المتمركزة في نقاط ثابتة، لكنه يستطيع المناورة بالنيران المدفعية والصاروخية، وهو ما يجعله قادرا على الصمود في بعض المناطق».

وفي ريف حلب، حيث يسيطر المقاتلون المعارضون على قسم كبير من مناطقه، لا تزال القوات النظامية تحتفظ بموقعين عسكريين كبيرين ومهمين، هما مطار مينغ العسكري شمال حلب المتاخم لمدينة أعزاز الحدودية، ومطار كويرس شرق المدينة المتاخم لمدينة دير حافر. أما النقاط العسكرية الأخرى التي خسرها شيئا فشيئا فإنه لم يستعد السيطرة عليها بتاتا في الريف خصوصا في الشرق في منطقة الباب ومنبج، خلافا لمعاركه ضمن مدينة حلب، رغم أن القوات النظامية تحاول التقدم نحو الحدود التركية، إذ تدور المعارك في حريتان وعندان ومارع وتل رفعت ودارة عزة وصولا إلى أعزاز.

ففي المدينة، فقد النظام في بداية المعركة السيطرة على مواقع عسكرية كثيرة، مثل ثكنة هنانو وبعض الأحياء التي سيطرت عليها قوى المعارضة. لكنه استعاد السيطرة على الثكنة، وعلى أحياء مثل الشعار ومحيط الكليات العسكرية التي انحسر القتال في محيطها، باستثناء مدرسة الشرطة التي تشهد حربا مفتوحة، وتؤكد مصادر المعارضة أن تحريرها «بات قاب قوسين أو أدنى».

في هذا السياق، يلفت المقدم الركن صبوح إلى أن «التقدم في حلب صعب للغاية، إذ يحتاج قتال الشوارع لتكتيكات هي من أصعب استراتيجيات الحرب في العالم»، معتبرا أن «تقدم عشرة أمتار ضمن المدينة هو إنجاز».

وفي الشمال أيضا، خسر النظام سيطرته على كامل الشريط الحدودي والمعابر الحدودية مع تركيا باستثناء معبر كسب الذي يحافظ على وجوده، كما على مدينة إدلب وقريتي الفوعا وكفريا اللتين تعتبرهما المعارضة «معقل الشبيحة والجيش النظامي». وتشهد المناطق المتاخمة للقريتين ولمعبر كسب «معارك متواصلة ويومية».

وليس بعيدا عن شمال سوريا، يسيطر النظام على كامل الساحل السوري الذي لم يشهد معارك عنيفة، لكن ريف اللاذقية يشهد قصفا عنيفا بالبراميل المتفجرة، رغم أن الاشتباكات قليلة. ويقول عضو تنسيقيات الثورة في اللاذقية عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر يستولي على مناطق واسعة في جبلي التركمان والأكراد، فضلا عن منطقة مصيف سلمى والقرى المحيطة بها، وهي المناطق المحاذية للحدود التركية، لكن الاشتباكات فيها قليلة، إذ تقتصر المعارك على قصف القوات النظامية لمواقع المعارضة». وسجلت في ريف اللاذقية خسارة المعارضة لمنطقة الحفة التي استعاد النظام السيطرة عليها بعد انسحاب قوات المعارضة منها إلى جبل الأكراد والدويكة والمجدل.

أما في الشرق السوري، فتتركز المعارك في دير الزور في محيط منطقة الميادين والمطار العسكري في المدينة، وعلى الحدود العراقية وتحديدا في البوكمال، وتتعرض المناطق التي لا يسيطر عليها النظام لقصف شبه يومي. أما في محافظة الرقة، فتشهد منطقة رأس العين الحدودية اشتباكات شبه يومية بعد سيطرة المعارضة عليها.

وتشهد حمص معارك يومية في أحياء الخالدية وبابا عمرو، بعد استعادة القوات النظامية السيطرة على عدة مناطق، ومنها المحاذية للحدود اللبنانية السورية خصوصا تلكلخ. ويقول ناشط من القصير لـ«الشرق الأوسط» إن «سيطرة النظام هنا لا تتعدى وجوده في حواجزه، لكنه استعاد تلكلخ بعد تدميرها، بحيث لم يبق فيها حجر على حجر». ويضيف الناشط أن «وجود النظام في ريف القصير يقتصر على وجوده في مطار الضبعة العسكري».

وفي دمشق التي تعتبر المدينة الوحيدة التي لا تزال قوات الأمن تنفذ اعتقالات فيها، تقتصر المعارك على تخومها، وتحديدا في المزة المتاخمة لداريا في ريف دمشق، وعربين القريبة من دوما. أما الريف فيشهد أم المعارك اليومية في الغوطتين الشرقية والغربية، خصوصا بعد استعادة النظام السيطرة على مناطق فقدها مثل كفرسوسة ونهر عيشة.

ويصف عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني الحال بمعارك «الكر والفر». ويشير الداراني، وهو الناطق باسم كتيبة سعد بن أبي وقاص، إلى أن معركة داريا على سبيل المثال «تختصر الواقع كله». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «قبل يومين، احتلت القوات النظامية نصف داريا بعدما تقدمت من محاور كثيرة، لكن بقاءها لم يستمر أكثر من ساعات قليلة، حيث واجهها مقاتلو تجمع أنصار الإسلام في دمشق وريفها بمقاومة عنيفة أجبرتها على التراجع إلى الأطراف». ويشير إلى أن القوات النظامية «تحولت إلى مدافع عن مطار المزة العسكري، فعمدت إلى حمايته بالقصف العشوائي وإزالة المنازل والمنشآت العمرانية من أمامه بغية حمايته».

الغوطة الشرقية، التي تعتبر الموقع الأكثر سخونة، يتركز القتال فيها في عربين وتخوم منطقة دوما التي فقد النظام السيطرة عليها ولم يستطع الدخول إليها. ويقول الداراني إن القوات النظامية «تقصف المناطق التي لا تستطيع الدخول إليها، باتباع سياسة الأرض المحروقة، لكن أيا من الطرفين لا يستطيع الحسم العسكري في الغوطتين الشرقية والغربية». ويضيف «حين يسيطر النظام على موقع أو حي يعني ذلك أنه ارتكب مجزرة، لأنه من غير ذلك لا يستطيع اقتحام أي موقع في ريف دمشق». أما الزبداني فلا تزال عصية على النظام، وتتركز الاشتباكات في محيطها وتحديدا في رنكوس وعسال الورد وجوارهما الممتد على طول الحدود مع لبنان.

وفي درعا، يتركز القتال في بصر الحرير واليادودة بعد تدمير الحراك والكرك من غير القدرة على دخولهما، فيما استعادت القوات النظامية على درعا البلد، واتجهت إلى تنفيد عمليات أمنية فيها. فضلا عن معارك متقطعة في السوداء والقنيطرة والحسكة.

الأردن يخطط لـ«منطقة عازلة» إذا تدهورت الأوضاع في سوريا

المعارضة السورية تتهم عمان بالتضييق على الثوار

عمان: محمد الدعمة بيروت: كارولين عاكوم

أعلن رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، أن الأردن لن يسمح بتدفق آلاف اللاجئين السوريين على شكل موجات بشرية إلى أراضيه في حال تدهور الأوضاع في بلادهم. وأشار إلى أنه «إذا حدث نزوح بالآلاف من اللاجئين السوريين فلن نستقبلهم داخل الأردن، بل ستقوم القوات الأردنية بتسهيل إبقائهم داخل الأراضي السورية في منطقة عازلة داخل حدود بلادهم». ونفى أن تكون بلاده منغمسة بأي شكل من الأشكال في مؤامرة على سوريا.

وفي حين أكد النسور أن الأردن تمكن من ضبط حدوده مع سوريا لدرجة الكمال، اتهم العقيد المنشق عارف الحمود السلطات الأردنية بـ«التضييق على الثوار». ووصف الحمود الوضع على الحدود التركية بأنه «أفضل بكثير مقارنة مع الحدود الأردنية، حيث تقوم السلطات على التضييق على الثوار ولا تقدم لهم العون العسكري، أو أي عمل يساعد على القيام بعمليات عسكرية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الدولتان تتعامل مع السوريين العسكريين منهم والمدنيين كحالات إنسانية، لكن مما لا شك فيه أنه وحتى هذا التعامل الإنساني يبقى مريحا أكثر على الحدود التركية في حين يبقى مقيدا على الحدود الأردنية، إذ إن هناك تدقيقا وتضييقا على العسكريين والضباط، ولا سيما فيما يتعلق بدخولهم وخروجهم»، لافتا إلى أن الأردن تحرص على السيطرة على حدودها ويبدو ذلك واضحا من خلال الانتشار الأمني المكثف، كما أن موقع المخيمات التي أعدت للنازحين في تركيا هي على الحدود، بينما من الناحية الأردنية لا وجود لهذه المخيمات التي نصبت على مسافة بعيدة إلى حد ما.

لكن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني، سميح المعايطة، أكد أن الأردن «لا يتبنى ولا يبحث عن إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية». وقال المعايطة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن موقفنا واضح وهو أننا نتحدث عن عمليات إيواء للاجئين السوريين في حال دخول سوريا في فوضى أمنية وسياسية. وأضاف: «في حال وصل الأمر إلى الفوضى وسقط النظام وأصبح هناك تدفق فإنه من مسؤولية المجتمع الدولي إقامة مناطق عازلة داخل الأراضي السورية لإيواء اللاجئين السوريين لأن الأردن ليس لديه الإمكانية لإقامة مثل هذه المناطق».

وكان النسور قال في لقاء عقده أمس مع مراسلي وكالات الأنباء والصحف العربية والأجنبية: «إن الأردن لن يشجع السوريين على اللجوء إلى أراضيه. ونحن نفضل أن يبقى السوريون في بلادهم لأن احتياجهم لبلدهم أفضل». وأضاف: «إذا بقي النزوح إلى بالمعدلات اليومية فإننا سنبقى نتعامل بنفس العملية في استقبال اللاجئين وإيوائهم».

ونفى رئيس الوزراء الأردني وجود قوات أجنبية على الحدود الأردنية – السورية، لافتا إلى أن وجود مثل هذه القوات في المملكة الأردنية يأتي في إطار الزيارات والتدريبات المشتركة الروتينية بين القوات المسلحة ونظيراتها في عدد من الدول الصديقة.

وردا على سؤال حول عدم السماح بدخول اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى الأردن، قال النسور: «إن سياستنا في الأردن عدم عبور الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية إلى الأردن لأن استقبالنا لهم سيكون مقدمة لموجة تهجير أخرى، الأمر الذي لا يخدم القضية الفلسطينية». وأضاف: «إن الأردن لن يفتح المجال أمام اللاجئين الفلسطينيين في وريا للدخول إلى أراضيه خاصة أن هناك أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي السورية والدولة المضيفة (سوريا) أولى بأن تتحملهم». وتابع: «لو فتح الأردن المجال أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لتدفقوا إلينا من الدول المجاورة أيضا وهذا لا يخدم القضية الفلسطينية».

وقال النسور، إن «موقف الأردن من الائتلاف الوطني السوري ينبع من موقف الجامعة العربية بالاعتراف بالائتلاف»، مشيرا إلى أن موقف بلاده في التعامل مع الأزمة السورية، سواء مع المعارضة أو النظام، يتسم بالحساسية والحكمة والتعامل مع تلك الأزمة وفق المصلحة الأردنية العليا، مؤكدا أنه لا توجد أي اتصالات مع المسؤولين السوريين في الفترة الأخيرة.

وحول وضع اللاجئين السوريين في الأردن، قال إن الحكومة الأردنية أنجزت البنى التحتية لمخيم «مريجب الفهود» في محافظة الزرقاء (23 كيلومترا شمال شرقي عمان) والذي يتسع لنحو 5 آلاف لاجئ في المرحلة الراهنة ويمكن توسعته لاستقبال المزيد من اللاجئين إذا اقتضى الأمر ذلك، مؤكدا أنه تم تعبيد الطرق وإيصال الكهرباء والصرف الصحي ووضع البيوت الجاهزة (الكارفانات) داخل المخيم الجديد.

وأعرب النسور عن أسفه لمصرع 8 لاجئين سوريين وإصابة 6 آخرين جراء الحريق الذي شب الليلة قبل الماضية في مخيم حديقة الملك عبد الله الثاني بلواء الرمثا بمحافظة إربد (95 كلم شمال عمان). وقال: «إنه من المؤسف أن ينتقل اللاجئون السوريون من بلاء إلى بلاء»، على حد تعبيره.

إيران تدعم سوريا اقتصاديا عبر «التسهيل الائتماني»

خبراء اقتصاديون يعتبرون الخطوة «رسالة سياسية» للتأكيد على دعم النظام

بيروت: كارولين عاكوم

أتت اتفاقية «خط التسهيل الائتماني» التي وقعتها إيران مع سوريا أول من أمس، لتثبت، بحسب ما يؤكد متخصصون اقتصاديون، الدعم الإيراني، لا سيما السياسي منه، لسوريا التي تعاني من انخفاض حاد في احتياطها بالعملات الأجنبية، رغم الأزمة الاقتصادية التي ترزح تحتها إيران بسبب العقوبات المالية والمقاطعة الدولية المفروضة عليها. وتصل قيمة قروض هذه الاتفاقية التي وقعت خلال زيارة رئيس «مجلس الوزراء» السوري وائل الحلقي إلى طهران، إلى حدود «مليار دولار أميركي» بين «المصرف التجاري السوري» و«بنك الصادرات الإيرانية»، والتي شملت عقودا عدة في مجال انتقال الطاقة والمعدات الكهربائية.

وفي حين لفت الخبير الاقتصادي اللبناني وليد أبو سليمان، إلى أن هناك كثيرا من المعلومات التي تقول إن هناك دعما إيرانيا ماليا يصل إلى الحكومة السورية، من دون القدرة على التحقق من الأمر، قال لـ«الشرق الأوسط»: «مما لا شك فيه أن هذه الاتفاقية تشكل متنفسا للحكومة السورية التي تعاني من أزمة اقتصادية بفعل الأحداث الأمنية على أرضها، وهي في الوقت عينه رسالة سياسية وتحد قبل أي دعم مالي، للقول إن إيران لا تزال موجودة وحاضرة لدعم حليفها عبر توفير القروض المالية له ودعم الليرة السورية، لا سيما بعد انخفاض الاحتياط المصرفي والعسكري». وعن مدى قدرة إيران على الاستمرار في تقديم الدعم للنظام السوري في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أيضا، نتيجة وقوفها إلى جانب النظام السوري، اعتبر أبو سليمان أن إيران هي بدورها تحت المجهر الاقتصادي وتعاني من عقوبات مالية تؤثر سلبا على العملة الوطنية، لكنه رأى أنها قادرة على تجاوز هذه الأزمة إلى حد ما من خلال تصدير منتجاتها التي توفر مردودا ماليا للدولة عبر بعض قنواتها الدولية؛ وأهمها روسيا والصين، وهي بالتالي ستبذل جهودها للاستمرار في هذا الدعم للنظام السوري، لا سيما أنه يبدو واضحا أن الصراع ليس حول الأزمة السورية إنما على النفوذ في المنطقة.

بدوره، اعتبر أسامة قاضي، المنسق العام لـمجموعة عمل اقتصاد سوريا»، أن الدعم المصرح به من قبل إيران يحمل معنى سياسيا أمنيا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الخطة ليس لها أي انعكاسات اقتصادية حقيقية؛ إذ إن ما سيتم تمويله هو سبعة عقود في مجال الكهرباء ومحطات توليد بخارية ومزرعة رياح في الساحل السوري، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد والمنطقة التي يسيطر عليها النظام، إضافة إلى بضائع إيرانية لا تعرف قيمتها، الأمر الذي سينعكس سلبا على قيمة القرض، إذا كانت مرتفعة». ويصف قاضي هذه الخطة بأنها «طريقة إيرانية قانونية لتصريف البضائع وتمويل الحملة الأمنية للنظام».

وفي ما يتعلق بالاقتصاد الإيراني، يرى قاضي، أن الوضع لا يسمح بحال من الأحوال بالإقراض النقدي، لا سيما أن إيران تمر بأكبر أزمة اقتصادية منذ الحرب العراقية الإيرانية، وتقدر خسائرها من الحصار الاقتصادي على نفطها بنحو 50 مليار دولار، فيما انخفضت عملتها بمعدل 75 في المائة منذ العام الماضي وارتفع التضخم لحدود أكثر من 30 في المائة.

كذلك، اعتبر جهاد يازجي، مدير المجلة الاقتصادية الإلكترونية «سيريا ريبورت»، أن الاتفاق الاقتصادي بين إيران وسوريا «هو بالدرجة الأولى خطوة ذات دلالة سياسية، ويظهر أيضا أنه رغم العقوبات الدولية، فإن إيران لم تستنفد مواردها بشكل كامل».

وكان حاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة اعتبر في أغسطس (آب) 2011 أن الشائعات التي تحدث عنها دبلوماسيون غربيون عن تحويل ستة مليارات دولار من إيران لدعم الليرة السورية، مجرد «مزحة». وبعد نحو عام على ذلك، سرت شائعات جديدة عن اتفاق مقايضة بين سوريا وروسيا، إضافة إلى قرض ميسر بقيمة مليار دولار من إيران، دون أي تأكيد رسمي لذلك.

الأمم المتحدة ترمم منازل لبنانيين لإيواء اللاجئين

مفتي لبنان يدعو الشعب السوري إلى «الصبر لتحقيق النصر»

بيروت: «الشرق الأوسط»

هاجم مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني بقوة النظام السوري و«أتباعه وأعوانه وداعميه»، معتبرا أنه «نظام يقهر شعبه ويظلمه»، وقال: «لم نر في العالم نظاما يقتل شعبه كهذا النظام»، داعيا «الشعب للصبر لحين تحقيق النصر»، وأشار إلى أن «النظام السوري يقتل شعبه بالطائرات التي اشتراها هذا الشعب».

وأطلق المفتي قباني أمس حملة إغاثة للشعب السوري من دار الفتوى تحت عنوان: «يحبون من هاجر إليهم»، التي شارك فيها لبنانيون وسعوديون وكويتيون. كما أدان قباني بقوة «كل من يدعو إلى ترحيل النازحين السوريين من لبنان»، معتبرا أن «الشعب اللبناني والشعب السوري شعب واحد ويجب تقديم كل المساعدة الممكنة له»، كما شدد قباني على «ضرورة تقديم كل المساعدة الممكنة للشعب السوري»، داعيا إياه إلى «الصبر لحين تحقيق النصر».

من جهته، تحدث رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى رياض عيتاني عن عمق الأزمة السورية وضرورة تقديم المساعدات للشعب السوري، معلنا أن «برنامج الإغاثة الذي أطلق اليوم سيقدم مساعدات بقيمة مليون و500 ألف دولار لنحو 15 ألف عائلة من الأكثر فقرا بين النازحين السوريين».

إلى ذلك، توقعت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان دانا سليمان أن يتخطى عدد اللاجئين السوريين خلال الأشهر الستة المقبلة المليون شخص، بينهم 300 ألف في لبنان وحده، وأشارت إلى أن «عدد اللاجئين السوريين في لبنان بلغ 206 آلاف لاجئ موزعين على مجمل المحافظات»، لافتة إلى تدفق ما بين 5 و6 آلاف لاجئ من سوريا للبنان أسبوعيا، وأوضحت: «تم رصد 267 مليون دولار لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين خلال الأشهر الـ6 المقبلة»، لافتة إلى أن «الإحصاءات التي تجريها المفوضية لا تشمل اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من مخيماتهم في سوريا». وتحدثت سليمان عن «خطة بديلة» أعدتها المفوضية وتطورها باستمرار مع ارتفاع أعداد اللاجئين لمواجهة أي نزوح مفاجئ وكبير من سوريا، لافتة إلى أن هذه الخطة «تقوم على إقامة مخيمات في أكثر من منطقة لبنانية».

وشددت على أن «المخيم يبقى خيارا أخيرا للمفوضية لما له من تبعات سيئة، خاصة على الشق النفسي للاجئين؛ حيث سجل إصابة عدد كبير منهم بالصدمة والإحباط»، مشيرة إلى أن المفوضية «باتت تعتمد خيارا جديدا لإيواء اللاجئين السوريين من خلال ترميم منازل لعائلات لبنانية بدأت ببنائها ولم تتمكن من إتمامها».

قيـادي سريانـي لـ“NOW”: مسيحيو سوريا امام المواجهة او المغادرة

ابراهيم مراد

أمام تعاظم المأزق السوري، وازدياد منسوب القتل، واتساع رقعة الاشتباكات والقصف، تزداد الضغوط السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الديمغرافية على مسيحيي سوريا، الذين باتوا أمام خيارين: إمّا الوقوف بجانب الثورة أو الرحيل، بحسب ما يقول رئيس “حزب الإتحاد السرياني العالمي” ابراهيم مراد لموقع “NOW”، مؤكداً أن “المعارضة السورية في الخارج فشلت”.

ويقول مراد: “لم يستطع المجلس الوطني السوري ولا الإئتلاف الوطني أن يمثّلا تطلعات الشعب السوري، وفشلا في المهمة، وهذا ما أدى الى تراجع الدول الغربية عن دعم الثوار او التباطؤ في الدعم”، مشيراً إلى ان “المعارضة الخارجية لم تؤمن أي دعم لثوار الداخل”.

وعن دور المسيحيين في سوريا والأحزاب المسيحية ومنها حزب الإتحاد السرياني، يقول مراد إن “كل ما نقوم به في الداخل السوري وفي الخارج، هو ضمن إمكانياتنا الذاتية المتواضعة، فهناك تهميش مقصود من قبل المجلس الوطني والإئتلاف، لأننا غير ممثلين كأحزاب مسيحية بشكل صحيح”. أما موضوع المساعدات التي تدخل إلى سوريا، فيشير مراد إلى أنه “صحيح أن هناك مليارات الدولارات تدخل الى سوريا لكن لا تأتي للمسيحيين وحتى الإغاثة منها، فهناك سوء توزيع للمساعدات”.

ويرى مراد ان “الثورة السورية خُطِفت، وكأن هناك من يريد لها أن تكون من لون واحد”، لكنه يضيف: “رغم كل الإخفاقات نؤيد الثورة التي يقودها الشعب في الداخل”. وبشأن الموقف المسيحي من بعض المجموعات المتطرفة التي تخوض معارك في سوريا، يكرر مراد انتقاده للتسميات التي تطلق على بعض المجموعات، ويشدد على أن الثورة “هي ثورة الشعب السوري بكافة اطيافه”، ويتابع: “أما بخصوص “جبهة النصرة”، فهناك بيان صدر عن الحزب أدان بعض الأعمال التي تقوم بها وأرسلنا نسخاً من هذا البيان الى السفارات، وتفاجأنا في اليوم الثاني أنّه تم وضعهم على لائحة الإرهاب”.

موقف الكنيسة غير الواضح من دعم الثورة السورية، يدفع مراد لمناشدة القيّمين على الكنيسة في سوريا وخارجها، بالقول: “النظام السوري ساقط لا محالة، فليس لدى المسيحيين إلا خياران، إما البقاء ومواجهة التحديات التي ليست بعيدة عن تاريخنا والوقوف بجانب الثورة، وإما المغادرة وهذا ما نرفضه”.

في سياق آخر، وحول مغادرته لبنان منذ فترة بعد تلقيه التهديدات، يوضح مراد أنه غادر لبنان لفترة شهر تقريباً بعدما أُبلغ من قبل بعض السفارات نصيحة بذلك إثر تلقّيهم معلومات عن إمكانية خطفه، وأنه عاد بعدما قيل له إن “الخطر المباشر قد زال”.

مظاهرات ضمن جمعة “جامعة حلب هندسة الثورة

قتلى وإعدامات والثوار يتقدمون بحلب

                                            أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 44 شخصا في سوريا اليوم معظمهم في ريف دمشق، فيما ذكر ناشطون أن قوات النظام نفذت إعدامات ميدانية في دوما وقطنا بريف العاصمة، فيما تمكن الجيش السوري الحر من تحقيق تقدم في مدينة حلب حيث وصل لمشارف ملعب حلب الدولي لأول مرة منذ فقد السيطرة على معظم حي صلاح الدين قبل حوالي خمسة أشهر.

كما كثف الطيران الحربي النظامي غاراته على مناطق مختلفة من الريف الدمشقي ودرعا وريف إدلب، حيث سقط 10 قتلى جراء قصف استهدف بلدة سلقين، حسب ما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية. يتزامن ذلك مع خروج مظاهرات في عدد من المدن السورية ضمن جمعة أطلق عليها الثوار اسم “جامعة حلب هندسة الثورة”.

وقال الناشطون إن قوات النظام أعدمت 13 شخصا من دوما بريف دمشق. وأشاروا إلى أن الإعدامات تمت عند حاجز للجيش في مدينة عدرا العمالية المجاورة، وبينوا أن هناك آثار تعذيب ممنهج على أجساد القتلى.

قصف مكثف

من ناحية أخرى، كثف الطيران الحربي النظامي غاراته على مواقع مختلفة من الريف الدمشقي, ومنها بلدة المليحة المهجورة في الغوطة الشرقية ملحقا مزيدا من الدمار ببنيتها التحتية وممتلكات سكانها.

كما قصف الطيران الحربي مزارع رنكوس في دمشق فيما قصفت المدفعية الثقيلة والدبابات بلدة بيت سحم بريف دمشق، وسط اشتباكات عنيفة على مدخل البلدة من جهة طريق مطار دمشق الدولي، حسب شبكة شام الإخبارية.

وأضافت الشبكة أن دوي انفجارات ضخمة هز أحياء مدينة دير الزور كاملة، في حين تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن معضمية الشام وداريا بريف دمشق من المدفعية المتمركزة في جبال الفرقة الرابعة.

وفي درعا قصفت القوات النظامية مناطق عدة، وأكد ناشطون اندلاع اشتباكات عنيفة عند المدخل الغربي لمدينة بصرى الحرير.

وكان الطيران الحربي قد شن الخميس غارة عنيفة في ريف دمشق على مخيم الحسينية الذي يقطنه لاجئون فلسطينيون ونازحون سوريون، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنيا بينهم سبعة أطفال.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي أطلق ثلاثة صواريخ على الجهة الغربية للمخيم مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وطمر عددا آخر تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن غالبية القتلى من الفلسطينيين.

في سياق آخر، خرجت مظاهرات في مدن سورية مختلفة ضمن مظاهرات الجمعة التي أطلق عليها الثوار اسم “جامعة حلب هندسة الثورة”.

وقال ناشطون إن العشرات تظاهروا صباح اليوم في قرية بريديج بسهل الغاب في محافظة حماة. ورفع المتظاهرون أعلام الثورة وشعارات تدعم الجيش الحر، كما طالبوا بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه ونددوا بالتخاذل الدولي عن دعم السوريين في الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.

وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات بمدن وبلدات كفرنبل وحاس والهبيط وبنش، كما خرجت أخرى في مدن جبل الزاوية وكنصفرة وسرمين ومعرمصرين, وذلك رغم ما تتعرض له المحافظة من عمليات قصف يومي واشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي.

مجزرة “الحصوية”

يأتي ذلك بينما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس عن “معلومات تفيد بارتكاب النظام السوري مجزرة جديدة الثلاثاء ذهب ضحيتها نحو 106 سوريين بينهم نساء وأطفال”، إثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصوية “الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية”، إلى الشمال من مدينة حمص (وسط).

من جهة أخرى قالت مصادر طبية من الناشطين إن الصحفي البلجيكي إيف ديباي قتل برصاص القوات النظامية السورية في حلب.

وكان ديباي مراسلا حربيا منذ الثمانينيات، وعمل في كل من لبنان ومنطقة الخليج ويوغسلافيا وأفغانستان.

على صعيد آخر، نقلت وكالة إنترفاكس عن قيادة الأركان الروسية أن سفينة الإنزال الضخمة “كاليننغراد” التابعة لأسطول بحر البلطيق الروسي رست في ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود، لتحميل آليات عسكرية قبل توجهها مجددا إلى ميناء طرطوس السوري.

وقالت قيادة الأركان الروسية إن سفينة إنزال أخرى هي “ألكسندر شابالين” سترسو في الأيام القادمة للمهمة نفسها.

وكانت سفينة إنزال ثالثة قد غادرت ميناء نوفوروسيسك باتجاه ميناء طرطوس السوري محملة بمشاة البحرية الروسية ومدرعات وذخيرة.

بريطانيا: حل سلمي بسوريا أو دعم المعارضة

                                            دعا وزير الخارجية البريطاني المجتمع الدولي لدعم المعارضة السورية إذا استمر العنف، مشيرا إلى أن الانتقال السلمي في سوريا هو أفضل طريق لإنهاء الأزمة. وبينما دانت فرنسا “ارتكاب النظام السوري مجزرة جديدة”، رفضت روسيا تحميل النظام مسؤولية المجزرة التي وقعت بجامعة حلب.

فقد قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الانتقال السياسي السلمي في سوريا سيكون أفضل سبيل للبلاد لكن إذا استمر القتل والعنف دون أي اختراق دبلوماسي فإن على المجتمع الدولي أن يكون جاهزا لتصعيد رده والبحث عن طرق لإرسال المساعدات والدعم للمعارضة السورية. وأشار إلى أن عام 2013 يجب ألا يكون عاما يقتل فيها 60 ألف مدني سوري إضافي.

من جانبها أعلنت الخارجية الفرنسية الخميس أن باريس “تدين بأقوى العبارات المجزرة الجديدة التي نفذها الجيش السوري في حمص” وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 مدني، منددة “بوحشية نظام الرئيس السوري بشار الأسد”.

وقال فانسان فلورياني مساعد المتحدث باسم الخارجية في بيان إن “هذه الحلقة الدموية الجديدة تشكل إثباتا إضافيا لوحشية نظام الأسد.. فرنسا تريد ألا تبقى هذه الجرائم بلا عقاب”.

وكانت باريس دانت الأربعاء أيضا و”بأكثر العبارات حزما” الهجوم الصاروخي الذي استهدف الثلاثاء جامعة حلب الذي خلف 90 قتيلا.

وكانت الولايات المتحدة دانت أيضا “الهجوم الشنيع” على جامعة حلب، متهمة نظام دمشق بشن الغارات.

رفض إدانة

وفي رد على الاتهام الأميركي، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن من المعيب أن تتهم الولايات المتحدة النظام السوري بتحمل مسؤولية المجزرة التي وقعت في جامعة حلب.

وتعتبر موسكو من جهتها أن هجوم حلب “استفزاز دام عديم الرحمة، وانتقام الإرهابيين للخسائر الفادحة التي ألحقتها بهم القوات النظامية”، وفق ما جاء في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية.

وقتل 87 شخصا الثلاثاء وأصيب 150 آخرون بجروح في جامعة حلب جراء عملية قصف تبادل النظام والمقاتلون المعارضون الاتهامات بتحمل مسؤوليتها.

وكرر لافروف موقف روسيا المعارض للجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن النزاع السوري. وقال “بالنسبة لنا الأهم هو وقف العنف، وبالتالي فإن البقية يمكن أن تنتظر بما في ذلك القضاء”.

وفي القاهرة قال زير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إنه لا توجد لديه معلومات واضحة عما تردد عن وجود ما سماها عناصر جهادية متطرفة في سوريا، مؤكدا أن الأمر الوحيد الذي لا خلاف عليه هو أن في سوريا ثورة شعبية لها مطالب مشروعة، وموضحا أن مصر تثق في حكمة الشعب السوري ولذلك لا ترى خطورة للتقديرات التي تتحدث عن خطورة مشاركة عناصر جهادية.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها الخميس، جدد عمرو دعم مصر للثورة السورية ومطالبها، مؤكدا أن هذا الموقف ليس فقط لصالح العلاقات الثنائية بين البلدين وإنما أيضا اتساق مع مبادئ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي شهدتها مصر وأطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وأوضح عمرو أن مصر تطالب دائما بضرورة توحيد قوى المعارضة السورية بالداخل والخارج، مؤكدا أن هذا المطلب بدأ يتحقق مؤخرا بشكل كبير، ومشيرا إلى أن القاهرة تستضيف حاليا مقر ائتلاف المعارضة السورية وتقدم له كل المساعدات، كما أنها تدفع باتجاه التوافق مع فصائل المعارضة غير المنضوية في هذا الائتلاف.

وفي بيروت قال مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني إن النظام السوري “يقهر شعبه ويظلمه”، معتبرا أنه لا يوجد في العالم نظام يقتل شعبه كما يفعل النظام السوري. ودان قباني خلال مؤتمر صحفي لإطلاق حملة إغاثة للشعب السوري “كل من يدعو إلى ترحيل النازحين السوريين من لبنان”.

عودة السفينتين

من جهة أخرى، أعلن أسطول البحر الأسود الروسي الخميس عن عودة سفينتي إنزال كبيرتين إلى قاعدة القوات البحرية الروسية سيفاستوبول من رحلة إلى البحر المتوسط بعد إنجاز مهمتهما قرب شواطئ سوريا.

ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن المتحدث باسم أسطول البحر الأسود العقيد فياتشيسلاف تروخاتشوف قوله للصحافيين إن سفينتي الإنزال الكبيرتين التابعتين لأسطول البحر الأسود نوفوشركسك ونيكولاي فيلتشينكوف أنجزتا مهمتهما في البحر المتوسط وعادتا إلى قاعدة الأسطول في سيفاستوبول.

وذكرت أن هاتين السفينتين لن تشاركا بالتالي في مناورات مرتقبة ستنفذها وحدات من القوات البحرية الروسية قرب شواطئ سوريا في البحر المتوسط.

وتوجد سفينة حربية واحدة تابعة لأسطول البحر الأسود في مسرح المناورات الآن هي سفينة الإنزال ساراتوف.

نازحو معرة النعمان ومعاناة البرد والجوع

محمد بنقاسم-معرة النعمان

بوجوه واجمة تعلوها الحسرة وأطفال يتحلقون حولك، يقابلك نازحون من مدينة معرة النعمان إلى مدرسة بقرية الصيادي الواقعة بالريف الشرقي للمدينة، وقد صارت المدرسة مأوى لأسر نزحت من المدينة المنكوبة التي تركها سكانها هربا من وابل القصف الشديد الذي تعرضت له لأشهر طويلة من وادي الضيف ومعسكر الحامدية، اللذين ما زال عصيين على السقوط بيد الثوار رغم المحاولات المبذولة.

علاء غريب أحد النازحين منذ أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، وهو أب لخمسة أبناء يحكي للجزيرة نت عن أوضاعهم المعيشية، قائلا إن أكثر ما يعانيه النازحون هو شح وغلاء مواد التدفئة والطهي والخبز، ويشير إلى أن لجنة إغاثة وعدتهم قبل مدة قصيرة بمنح كل أسرة نازحة 50 لترا من المازوت لمواجهة برود فصل الشتاء، ولكن لم يصلهم أي شيء لحد الساعة.

آخر الإمدادات الغذائية التي حصلت عليها الأسر المستقرة حاليا بالمدرسة، والبالغ عددها 23 أسرة، كانت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكانت عبارة عن دفعتين من الطحين بمقدار 35 كيلوغراما لكل أسرة.

ويوجد في قرية الصيادي بالريف الشرقي لمعرة النعمان بريف إدلب قرابة 1500 نازح ونازحة من مدينة المعرة، يفتقرون للمقومات الأساسية للعيش من مواد التدفئة والخبز والطب والكساء، حيث تركوا كل الأمتعة وملابسهم بمنازلهم هربا من القصف الذي يهدم البيوت على ساكنيها دون تمييز ليلا ونهارا.

ويقول علاء إنه لا يستطيع علاج ابنته الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الأربع سنوات بعدما تعرضت للسعة حشرة تسببت لها بتقرح بخدها الأيسر.

وبكثير من الانفعال تتحدث سناء الصفوح -وهي أرملة نازحة من معرة النعمان- قائلة إنها منذ شهرين وهي تشترك في غطاء واحد مع أختها وطفلة رغم برودة الطقس، إذ تصل درجة الحرارة في كثير من الليالي إلى الصفر، وقد استطاعت بعض الأسر الرجوع لبيوتها وجلبت ما تستطيع من أغطية وسط ركام الدمار كما قدم سكان قرية الصيادي بعض الأغطية للنازحين.

وتضيف سناء للجزيرة نت أنها ترتدي زيا صيفيا وعندما يتسخ تغيره بآخر ولا تمتلك غيرهما، وتقول والدموع تنزل من مقلتيها “كنا مستورين بمنزلنا ونأكل من عرق جبيننا ولكن الآن ننتظر الإعانات”.

وبسبب شدة البرد وقلة الملابس يصاب الأطفال بمعظم الوقت بأمراض البرد، هذه الفئة العمرية الأكثر احتياجا للدفء والطعام تراها بأعداد كبيرة داخل أماكن النزوح وقد أصبحت محمرة الوجنات من شدة البرد، والعديد من الأطفال يأتي إليك ليخبرك بكلمات قصيرة عن حاجة أحد أفراد أسرته للمال أو الدواء.

التدفئة والخبز

خلال الأشهر القليلة الماضية ارتفعت بشدة أسعار مواد التدفئة المعروفة من بنزين ومازوت وغيرهما، وحتى الحطب زاد سعره أضعافا مضاعفة، حيث ارتفع من ثلاثة آلاف ليرة للطن الواحد إلى 16 ألف ليرة، فعمدت الكثير من الأسر التي فقدت بيوتها ومصدر رزقها لحرق البلاستيك والكارتون وحتى الملابس لإشعال المدافئ التقليدية التي تسمى محليا بـ”الصوبة”.

معاناة الجوع هي الوجه الآخر لمعيشة النازحين، فالكبار لا يأكلون سوى مرة واحدة باليوم، ويجاهدون لتدبير وجبتين للأطفال يوميا.

وتقول سناء إن كل أسرة نازحة بالمدرسة كانت تحصل خلال كل ثلاثة أو أربعة أيام على ربطة خبز فيها ثمانية أرغفة، ولكن أصحاب البقالة توقفوا عن جلب الخبز، والسبب الأساسي غلاؤه، حيث تصل كلفة الربطة الواحدة 100 ليرة بعدما كان سعرها قبل الثورة عشرين ليرة فقط.

لهيب الأسعار

ولا يكتوي سكان قرى ريف معرة النعمان من ارتفاع أسعار الخبز ومواد التدفئة والطهي فحسب، بل إن الغلاء لامس الكثير من الحاجيات المعيشية الأساسية، فالمدفئة التقليدية تضاعف سعرها بنحو ستة أضعاف.

كما ارتفع سعر حفاضات الأطفال بنحو ضعف ونصف، وسعر علبة حليب الأطفال بنحو ضعفين ونصف، الأمر الذي أجبر الكثير من الأمهات على فطام أطفالهن مبكرا.

قناصة نظام الأسد يقتلون صحافياً بلجيكياً في حلب

أحدث ضحايا الإعلام في سوريا.. وأول صحافي غربي يقتل العام الحالي

دبي – قناة العربية

أعلن مركز حلب الإعلامي عن مقتل الصحافي البلجيكي إيف دوباي yves debay على إحدى جبهات القتال في مدينة حلب، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، الجمعة.

وأوضح المركز أن الصحافي قتل برصاصة قناص النظام المتمركزة على سطح السجن المركزي أثناء تغطية الاشتباكات هناك.

والصحافي الذي قتل هو أحدث ضحايا الإعلام في سوريا، وأول صحافي غربي يقتل هذا العام، وكان قد غطى الحرب الأهلية في لبنان، وحرب العراق وإيران، وتورا بورا في أفغانستان عام 2001، وحرب العراق عام 2003.

وبدأ دوباي حياته عسكرياً حتى عام 1985، وبعدها تخصص في تغطية الحروب في المواقع الساخنة.

وأعلن المعهد الدولي للصحافة ولجنة حماية الصحافيين أن العدد الأكبر من ضحايا الصحافة العام المنصرم قتلوا في سوريا.

ناشطون: 119 قتيلا معظمهم في حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في مختلف أنحاء سوريا الجمعة إلى 119، معظمهم في حلب وريف دمشق بينهم 13 في دوما وحدها، و5 أعدموا ميدانياً في قطنا وفقاً لمصادر المعارضة السورية.

وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بين القتلى 37 في حلب و35 في دمشق وريفها و20 في درعا و12 في إدلب و6 في حماة و5 في الحسكة و2 في كل من دير الزور وحمص.

وقالت المعارضة إن “مجزرة جديدة” وقعت في دوما حيث عثر الخميس على 13 جثة لأشخاص من المدينة كانوا قد اعتقلوا على الحواجز الأمنية في مدينة عدرا البلد وتم التعرف عليهم الجمعة، ثم نقلوا إلى دوما.

وأشارت المعارضة إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى جراء غارة جوية شنتها مقاتلات حكومية على حي المحافظة في حلب.

من ناحيته، قال التلفزيون السوري إن انفجاراً كبيراً وقع في حي بوسط مدينة حلب الجمعة مشيراً إل أن الانفجار نجم عن صواريخ أطلقتها “جماعة إرهابية”.

وذكر التلفزيون أن الانفجار أوقع ضحايا، غير أنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى، إلا أن لقطات تلفزيونية أظهرت جانباً منهاراً من أحد المباني فيما كان السكان يفتشون وسط الحطام وينقلون جثثاً من المكان.

وذكرت المعارضة في تقاريرها أن طائرات الميغ قصفت منطقة مزارع رنكوس في ريف دمشق، بينما تعرضت معضمية الشام لقصف بواسطة مدفعية الفرقة الرابعة.

وفي بيت سحم بريف دمشق أيضاً، تجدد القصف على البلدة، وتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية على طريق مطار دمشق الدولي، في حين شهدت جديدة عرطوز انفجارات نتيجة القصف الذي تعرضت له البلدة.

وقالت المعارضة السورية إن اشتباكات وقعت بين الجيش الحر والجيش الحكومي في منطقة المحطة بمدينة درعا عند حاجز المؤسسة الاستهلاكية وسط المدينة.

كذلك تعرضت قلعة الحصن في حمص لقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، تزامن مع اشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر عند مدخل المدينة الجنوبي.

وكانت تقارير سابقة للمعارضة السورية ذكرت أن انفجارات وقعت في دير الزور، كما ذكرت أنباء أن 450 مجنداً في الجيش الحكومي أعلنوا انشقاقهم، وفقاً لتقارير المعارضة السورية.

يشار إلى أن صحفياً فرنسياً يعمل لصالح قناة فرانس 24 قتل الخميس برصاص الجيش السوري أثناء تغطيته للاشتباكات التي جرت بين الجيشين الحكومي والحر في مدينة حلب.

ونشر مركز حلب الإعلامي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صورة لجثة الصحفي الفرنسي إيف ديباي، من مواليد العام 1959، الذي قتل برصاصة قناص أثناء تغطية الاشتباكات هناك.

مسلحات على حواجز أمنية في حمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بث ناشطون سوريون لقطات فيديو لفتيات مسلحات تابعات للقوات الأمنية السورية كما يبدو، يقمن بالحراسة عند أحد الحواجز الأمنية في إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في حمص.

وأوضح الشريط، الذي ظهر على موقع يوتيوب، الفتيات المسلحات اللواتي كن يرتدين زي الجيش الحكومي السوري وهن يقمن بأعمال الدورية والحراسة عند ما يسمى “دوار المواصلات” في حمص.

وأشار أحد المعلقين إلى أن الفتيات المسلحات يقفن في آخر شارع الزهراء وأول شارع الأرمن والمهاجرين.

ولا يعرف ما إذا كانت هؤلاء المسلحات تابعات إلى ما يعرف بكتيبة “لبؤات الدفاع الوطني”، التابعة للقوات الأمنية الحكومية.

وكان مؤيدون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد نشروا في وقت سابق شريط فيديو على الإنترنت لكتيبة عسكرية مؤلفة من نساء فقط أطلق عليها “لبؤات الدفاع الوطني”.

ووفقاً للقاطات، تتركز مهمة هذه “اللبؤات”، اللواتي كن يشاركن في عرض عسكري، على مشاركة “رجال الدفاع الوطني” لحماية البلاد “كي تبقى سوريا محمية ومصانة”، وفقا لما ذكرت أكبر صفحة مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد على فيسبوك والصفحة الكبرى للدفاع الوطني.

وتعتمد الحكومة السورية في مواجهة الاحتجاجات التي تطورت إلى ثورة مسلحة على قوى الجيش السوري والأجهزة الأمنية، إضافة إلى مجموعات أخرى يتم تسليحها وتحمل اسم “اللجان الشعبية” وهي تعمل تحت إمرة الحكومة.

الإخوة الأعداء في ساحات الوغى

عبدالرحيم الفارسي – حلب – سكاي نيوز عربية

تبث سكاي نيوز عربية تقريرا مطولا عن انضمام أسر لجبهات القتال ضد الحكومة السورية، وذلك يوم السبت الساعة 13 بتوقيت الإمارات، 9 بتوقيت غرينتش.

يلعب بطولة هذه القصة الواقعية في سوريا “الأخوة الأعداء”، وما المقدم حسام مكناس، ضابط مخابرات سوري منشق، الذي يقف على خط النار في إحدى الجبهات المفتوحة على قوات النظام السوري شمالي حلب، إلا واحدا من هؤلاء الأخوة، التي نزغت الحرب بينهم، وفرقتهم السبل.. وجمعتهم ساحات الموت.

حمل المقدم مكناس، وهو واحد من مئات من القادة الميدانيين، السلاح في وجه النظام بسوريا رغم أنه كان يشغل وظيفة حساسة جدا قبل بضع سنين في هذا النظام الذي يشهر في وجهه السلاح اليوم.

كان أبو وسام، نسبة إلى ابنه البكر، ضابطا في المخابرات الخارجية السورية، وعمل في عدة دول، آخرها كانت مصر، وقد ترأس هناك شركة تابعة للمخابرات السورية، حصلت على صفقة بناء في مطار القاهرة الدولي، ومن هناك كانت بداية نهاية عمله المخابراتي مع نظام دمشق.

يعيش أبو وسام اليوم متنقلا بين الجبهات والاجتماعات مع القادة العسكريين المناهضين للنظام السوري والتخطيط للعمليات المقبلة، لكن الماضي يظل يطارده، خاصة حينما يتحدث عن تكليف النظام له بتنفيذ عملية وصفها بـ”الإرهابية” في مطار القاهرة الدولي عام 2008، على أن تنسب لاحقا لتنظيم القاعدة.

تعود هذه الحكاية، حسبما جاء على لسان المقدم حسام، إلى آخر عملية طلب فيها منه تفجير مطار القاهرة، حيث يقول “حتى الآن يمكن للمصريين أن يتذكروا أنني كنت مسؤولا عن شركة مقاولات اسمها ’أليكس‘، كان مسموحا لي بالوصول إلى المحطة الثالثة في مطار القاهرة. كنت آنذاك صاحب الشركة ظاهريا. وقد كنت شريكا لشركة ’دافا‘ العالمية لأنني اتحدث اللغة التركية”.

-وتابع قائلا “لما بلغنا تلك المرحلة أدركت أن العملية ستلحق ضررا بالمصلحة العامة، وسيذهب ضحيتها أبرياء، لأنها عملية إرهابية بحتة، تقوم على زرع متفجرات وأجهزة تنصت في مطار القاهرة الدولي، فرفضت العملية. طلبوا مني العودة إلى سورية بهدف إقناعي بضرورة تنفيذ العملية. لكنني رفضت، فأدخلوني السجن”.

لم تمر حادثة لي عصى الطاعة من قبل المقدم حسام دون عقاب حيث ذكر أنه قضى أكثر من 3 أعوام متنقلا بين سجن صيدنايا الشهير قرب دمشق، وسجون أخرى في حلب.

من ثم حصل أبو وسام على حريته بعد اندلاع المظاهرات السلمية في ربيع 2011، ثم سرعان ما انضم للمتظاهرين، قبل أن تتحول الشعارات السلمية إلى عمل مسلح.

وقد شارك في عدة عمليات في حلب وريفها ثم شكل كتيبة تحت قيادته، وأصيب في إحدى العمليات برصاصة في الحلق، أثرت على صوته.

لكن عنصر التشويق لا يغيب عن قصة أبو وسام، ففي الموقع الذي يسيطر عليه مقاتلو كتيبته كثير من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاماً، وتسود بينهم روح الإخاء.

أما الأمر الأكثر تميزا فهو وجود شقيقين في هذه الكتيبة، هما وسام مكناس ومحمد مكناس، ولدا المقدم حسام مكناس نفسه.

لقد غادر وسام مدرجات جامعة حلب، أما محمد فلم يكمل دراسته للحصول على شهادة الباكالوريا، وقررا خوض الامتحان هنا في مواجهة القوات الحكومية.

ورغم أن الأخوين يعتبران أنه لا شيء يعوض دفء المنزل ورفاهيته، لكن كرامة السوريين وحريتهم أقرب إلى قلبهما من الركون للراحة في بيتهما.

ولا يحمل وسام ومحمد ووالدهما وبقية أفراد القوة المتمركزة في هذا الموقع، السلاح وحدهم في وجه النظام.

وليسوا الوحيدين الذين يواجهون الخطر، هنا يوجد مقاتلون سوريون، عرب وأكراد، فوحدة الهدف تحرك الجميع هنا، وفي مواقع شتى، وهم جميعا يدركون أن الطريق إلى المبتغى صعب، ومليء بالمطبات.

يتعامل المقدم حسام مكناس ميدانيا مع من يصفهم بـ”الأعداء” بمحاولة منحهم مُهَلا عند تطويق أي مكان، حيث يقول “نطلب منهم أن يغادروه.. نقول لهم أنتم أهلنا وإخوتنا.. من ينشق منهم نسعى لتأمينه هو وزوجته وأبنائه لكي ننقله”.

وأضاف “نحن لا نقتلهم.. من يقتلونهم يوجدون في الخلف.. لو نظرت إلى غالبية المصابين من أفراد الجيش سترى أننا لم نرشقهم.. بل إن الإيرانيين وعناصر حزب الله التابع لحسن نصرالله الموجودين خلفهم هم من يطلقون النار عليهم”.

ويضيف المقدم حسام في هذا الإطار “لقد أسرت شخصيا أحد الإيرانيين حينما كنت ضابطا بلواء الفتح، وكانت بحوزته بندقية قناص، وهو حاليا بحوزة لواء الفتح”.

ويحمل حسام تمثلا مختلفا للموت حيث يعتبر أنه لا يبالي به ومستعد له مادام سوريون آخرون سينعمون بالحرية والكرامة، وهو ما يشاطره فيه ولداه وسام ومحمد، فكلاهما يقول إنه مستعد للموت وما خرج إلا وهو واضع ذلك في الحسبان.

ويعتبر المرابطون في جبهات القتال، أن ما يقومون به واجب ديني، وهذا ما تستشفه من أحاديثهم، وتشاهده وتلمسه في طقوسهم اليومية عن طريق ركعات قد تكون الأخيرة في حياتهم في ساحات الموت.

انفجار سيارة مفخخة في درعا وقصف مبنى حكومي في حلب

قال نشطاء معارضون ان سيارة مفخخة انفجرت الجمعة قرب مسجد الحسين في درعا، بجنوب سوريا.

وخلال محاولة الاهالي اسعاف المصابين سقط صاروخ على المكان، مما أسفر عن قتلى وجرحى، بحسب ما ذكره النشطاء.

ولم يتضح بعد عدد القتلى أو الجرحى الذين سقطوا جراء الانفجار.

كما لم تعلن جهة مسؤوليتها عن الحادث، لكن التلفزيون الحكومي السوري قال إن مسلحين “لهم علاقة بتنظيم القاعدة فجروا سيارات مفخخة بالقرب من المسجد عقب انتهاء صلاة الجمعة”.

وشهدت درعا انطلاق الشرارة الأولى لانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل عامين تقريبا.

قصف في حلب

وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات حول قصف حي المحافظة في حلب، بشمال سوريا، الجمعة.

زادت وتيرة أعمال العنف في سوريا.

وقالت المعارضة ان قصفا بالطيران الحربي قبيل ظهر الجمعة استهدف مبنى الأوقاف، وأدى الى مقتل وجرح العشرات، علماً أن الحي يقع تحت سيطرة القوات الحكومية.

وجاء الحادث وسط ارتفاع في وتيرة أعمال العنف في سوريا، ولم يتم بعد إحصاء أعداد القتلى والجرحى.

ومن جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان مجموعة وصفتها بـ”الارهابية” اطلقت صاروخا من منطقة الكلاسة الى منطقة المحافظة السكنية مما اوقع ضحايا وخسائر.

وفي المقابل، اتهمت لجان التنسيق المحلية المعارضة ومركز الإعلام في حلب، الذي يضم نشطاء معارضين للنظام، الحكومة السورية بشن غارة جوية، بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

مقتل صحفي

وقتل صحفي فرنسي من اصل بلجيكي يدعى ايف دوباي برصاص قناص في مدينة حلب في شمال سوريا ليل الخميس الجمعة, بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.

وقال المرصد في بيان “لقي صحفي فرنسي مصرعه إثر اص برصاص قناص خلال اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية بالقرب من سجن حلب

المركزي في ريف حلب”, في حين نشر ناشطون معارضون وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي اسم الصحفي وصورتين لجثته وبطاقته الصحفية.

BBC © 2013

تلفزيون: انفجار كبير في حلب السورية

بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري إن انفجارا كبيرا وقع في حي بمدينة حلب يوم الجمعة وأسفر عن سقوط ضحايا.

ولم يتضح من يقف وراء الهجوم.

وذكر التلفزيون السوري أن الانفجار نجم عن صاروخ اطلقته “جماعة ارهابية” وهو المصطلح الذي تستخدمه دمشق لوصف مقاتلي المعارضة الذين يسعون منذ 22 شهرا للاطاحة بالرئيس بشار الأسد.

لكن جماعات المعارضة قالت إن قوات الأسد وراء الانفجار الذي ضرب منطقة المحافظة السكنية بغرب المدينة.

وأظهرت لقطات تلفزيونية جانبا منهارا من مبنى والسكان يفتشون وسط الحطام ومسعفون ينقلون جثثا مخضبة بالدماء على محفات.

وذكر نشطاء أن المنطقة -التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة انزلقت إلى مواجهة طويلة ودموية بين الجيش ومقاتلي المعارضة- تعرضت لغارة جوية من قوات الأسد.

وقال الناشط السوري حميد باراشو عبر موقع سكايب “لا يمتلك المقاتلون هذه القدرات بعد… لدينا عدة تقارير عن تحليق طائرة مقاتلة في المنطقة قبل الغارة. النظام يحاول أن يبث المزيد من الفوضى في المدينة.”

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى