أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 26 تشرين الأول 2012

دمشق تعلن «وقف العمليات القتالية» وبان يتخوف من انعدام الثقة

دمشق، بيروت، لندن، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

اعلنت قيادة الجيش السوري، بعد ظهر امس «وقف العمليات القتالية» في سورية اعتبارا من صباح اليوم الجمعة لمناسبة عيد الاضحى، غير ان الاعلان خيب آمال المراقبين الذين توقعوا ان يستطيع المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي البناء على وقف اطلاق النار من اجل تحقيق هدنة اطول، وامكان التوصل الى تسوية سياسية انطلاقاً من ذلك. اذ اشار بيان قيادة الجيش السوري الى ان مفعول قرار «وقف العمليات» ينتهي نهار الاثنين المقبل. اضافة الى تأكيده الحق في الرد في حال التعرض لهجمات من «الجماعات المسلحة».

ولا تشير التوقعات الى حظوظ كبيرة لنجاح وقف النار. اذ ان بعض فصائل المعارضة، وخصوصاً في «الجيش السوري الحر»، ربطت هي ايضاً بين احترامه من قوات النظام وحقها في الرد اذا تعرضت لهجوم، كما طالب «الجيش الحر» باطلاق المعتقلين مع حلول العيد اليوم، فيما رفضت فصائل معارضة اخرى، مثل «جبهة النصرة» و»انصار الاسلام» التزام هدنة، واعتبرت انها تعني اعترافاً غير معلن بامكان التفاوض مع النظام الحالي.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ضرورة «تقيد كل الأطراف في سورية بوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى»، حسب ما نقل عنه الناطق باسمه مارتن نيسركي الذي أضاف أن بان «رحب بالإعلان عن التقيد بوقف النار اعتباراً من صباح الجمعة والعالم كله سيراقب ما سيحدث». وأِشار نيسركي الى أن «انعدام الثقة قائم بين الأطراف في سورية. لكن نأمل أن تصمت البنادق ويتوقف العنف لينعم الناس بالعيد»، مؤكداً «جاهزية العاملين الإنسانيين التابعين للأمم المتحدة والعاملين معها للعمل خلال وقف إطلاق النار على الوصول الى المناطق كافة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري». وجدد نيسركي دعوة الأمين العام «الأطراف في المنطقة والعالم على ممارسة نفوذهم على الأطراف داخل سورية للتوصل الى وقف دائم لإطلاق النار بهدف إطلاق عملية سياسية تلبي تطلعات الشعب السوري».

وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «وقف إطلاق النار يجب أن يكون خطوة أولى باتجاه عملية انتقالية كانت أقرت في اجتماع جنيف» في 30 حزيران (يونيو) الماضي، مشيراً الى أن «نشر قوة حفظ سلام دولية في سورية تتطلب الاتفاق أولاً بموافقة الأطراف داخل سورية على وقف دائم لإطلاق النار وبدء عملية سياسية انتقالية نص عليها بيان جنيف».

وحذرت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين خارج سورية سيرتفع من 350 ألفاً الى 700 ألف حتى نهاية العام الحالي، مشيرة الى أن عدد المحتاجين الى المساعدة وصل الى 3 ملايين شخص. وشدد مكتب تنسيق العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة على ضرورة «تقيد كل الأطراف في النزاع بحماية لمدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي».

وعبر مساعد الامين العام للامم المتحدة يان الياسون عن الامل في ان تغتنم الاطراف فرصة وقف اطلاق النار، لكنه لاحظ انه لا توجد ضمانات لاستمرار وقف اطلاق النار نظرا الى عدم وجود مراقبين للامم المتحدة على الارض، مشيرا مع ذلك الى ان هذه خطوة اولى مهمة جدا لحل النزاع المستمر منذ تسعة عشر شهرا.

ومع انحسار التوقعات بامكان صمود الهدنة كانت المعارك في مختلف المناطق السورية على حرارتها امس. ففي حلب اعلن مقاتلو المعارضة اقتحام حي الاشرفية ذات الغالبية الكردية في شمال غربي المدينة الذي بقي في منأى عن المعارك شبه اليومية الدائرة فيها منذ ثلاثة اشهر.

وكانت تقطن الحي غالبية كردية قبل بدء المعارك في حلب، وبات يضم خليطا متنوعا من السكان مع انتقال عدد كبير من قاطني الاحياء الاخرى اليه. ويكتسب هذا الحي اهمية عسكرية لكونه يقع على مرتفع ويسمح في حال السيطرة عليه بالاشراف على اجزاء من المناطق المحيطة به. كما انه يشكل «نقطة مواصلات مهمة» بين وسط المدينة وشمالها.

وفي ريف دمشق، تعرض مدن داريا وحرستا ودوما للقصف. كما وقعت اشتباكات على اطراف حيي التضامن والقدم في جنوب العاصمة حيث تدور اشتباكات دورية رغم اعلان النظام سيطرته على مجمل احياء العاصمة منذ تموز (يوليو) الماضي.

في هذا الوقت اكد محققو الامم المتحدة في انتهاكات حقوق الانسان في سورية وقوع «جرائم حرب» و»جرائم ضد الانسانية» في سورية. واعلنت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي العضو في لجنة التحقيق ان هدف المحققين هو تحديد «كبار المسؤولين» عن هذه الجرائم. بينما قال رئيس اللجنة البرازيلي باولو بينيرو انهم يسعون للحصول على موعد مع الرئيس بشار الاسد لمناقشة نتائج التحقيقات معه وطلب السماح لفريق اللجنة بزيارة دمشق. وكان بينيرو قام بزيارة لسورية لكن بصفة شخصية.

وجمع الفريق الذي يقوده بينيرو أدلة وشهادات عن الأعمال التي ارتكبتها القوات الحكومية السورية ومقاتلو المعارضة خلال الصراع. وأعد قائمة سرية بأسماء أفراد سوريين ووحدات يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب منها القتل والتعذيب، قال انها قد تمهد الطريق لمحاكمة جنائية مستقبلا. وانشئت هذه اللجنة الدولية في آب (اغسطس) 2011 بقرار من مجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات في سورية.

وشددت موسكو من جهتها على ضرورة وقف كافة اعمال العنف في سورية، قبل البدء باجراء التحقيق بشأن انتهاكات القانون الدولي وحقوق الانسان.

اشتباكات عنيفة حول قاعدة للجيش السوري تنتهك هدنة العيد

بيروت – رويترز

قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات عنيفة اندلعت حول قاعدة للجيش السوري اليوم الجمعة في أول انتهاك كبير لوقف لإطلاق النار أعلن بمناسبة عيد الأضحى.

وأضاف المرصد أن مقاتلي المعارضة يحاولون اقتحام القاعدة التي تقع على مسافة أقل من كيلومتر واحد من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين دمشق وحلب وتابع أن “قوات الرئيس بشار الأسد أطلقت نيران المدفعية الثقيلة على قرية قريبة”.

انهيار الهدنة في مناطق سورية عدة

دمشق – ا ف ب

انهارت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ صباح اليوم الجمعة لمناسبة عيد الاضحى في مناطق عدة من سورية تشهد قصفا او اشتباكات، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

 وقال مدير المرصد السوري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “انهارت الهدنة في مناطق عدة”، مسجلا في الوقت نفسه تراجعا في نسبة العنف وعدد الضحايا بالمقارنة مع السابق.

هدنة العيد في سوريا مُثقلة بالشروط

واشنطن تريد “أفعالاً” وموسكو وطهران ترحّبان

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

تواجه سوريا اعتباراً من صباح اليوم اختبار التزام هدنة عيد الاضحى التي اقترحها الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي، مدخلاً يمكن ان يبنى عليه لتحقيق هدنة دائمة تفتح باب الحل السياسي لدوامة العنف التي تعانيها البلاد منذ اكثر من 19 شهراً.

 واعلن الجيش العربي السوري و”الجيش السوري الحر” أمس التزامهما هدنة الاضحى اعتبارا من صباح اليوم وحتى الاثنين مع احتفاظهما “بحق الرد”، بينما اعلنت فصائل معارضة اخرى عدم التزامها الهدنة التي ابدت الامم المتحدة شكوكاً في صمودها. وقبل ساعات من سريان الهدنة التي أيدتها واشنطن وموسكو وطهران، أحرزت المعارضة المسلحة تقدماً مهماً في حلب بالسيطرة على حيي الاشرفية والسريان. وأحصى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل 95 شخصاً هم 38 مدنياً و37 جندياً نظامياً و20 مقاتلاً معارضاً.

وافاد شهود ان الجيش النظامي اطلق وابلاً من القذائف على حي جنوب دمشق بعد الاعلان عن قبول الهدنة. واتهمت موسكو واشنطن بتنسيق تسليح المعارضة السورية، الامر الذي نفته الادارة الاميركية.

واشنطن

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند: “نأمل وننتظر ألا يكتفوا بالحديث عن وقف النار وانما ان يقرن ذلك بالافعال، بدءاً بالنظام السوري”. وقالت إن كل يوم يمر دون عنف في سوريا يمثل تقدماً. وأعربت عن تطلعها الى ان يمهد وقف النار لفسح المجال لمزيد من العمل في شأن ينبغي القيام به في المرحلة الانتقالية.

  وسئلت عن اعلان وزارة الخارجية الروسية ان الولايات المتحدة تنسق إيصال الأسلحة إلى مجموعات مسلحة غير مشروعة في سوريا، فاجابت نيولاند: “إن واشنطن كانت واضحة جداً في أنها لم تقدم أي مساعدة فتاكة بنفسها للمعارضة السورية”. وشددت على أن خيار الولايات المتحدة هو تقديم مساعدات غير قاتلة للمعارضة السورية، ومن ثم فإنها لا تزال عند موقفها بأن تقديم الأسلحة يعمل على زيادة عسكرة الوضع.

 موسكو

وفي موسكو، رحب الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش باعلان النظام السوري وقف العمليات القتالية خلال عيد الاضحى.

وقال: “نعتبر ان قرار السلطات السورية الرسمي تأكيد السعي الى وقف اراقة الدماء، مما يفسح المجال للانتقال الى تسوية سياسية للازمة السورية الداخلية عبر حوار شامل، يتسم بأهمية مبدئية”.

 وأشاد بإعلان مجموعات مسلحة عدة موافقتها على وقف النار، ولكن ليس كلها وفقط شرط موافقة الجيش السوري على ذلك اولا، مشيرا الى “الرفض الفظ” لجماعة “جبهة النصرة الاسلامية” المتشددة التي اعتبرت الهدنة “لعبة قذرة”.

ومع ذلك، قال المسؤول الروسي إن موسكو تعول على ان “الهدنة التي ايدها مجلس الامن بمبادرة روسية ستنفذ وسيستطيع ملايين السوريين المسلمين الاحتفال بالعيد، من دون خوف على حياتهم وحياة اقربائهم، ومن دون عنف مسلح اياً كان مصدره”.

مصر

وفي القاهرة، أعرب وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عن ترحيب مصر باعلان وقف النار في سوريا، مؤكداً دعم مصر لجهود الابرهيم الرامية الى وقف معاناة الاشقاء السوريين وتهدئة الاوضاع بما يتيح المجال لانجاح المساعي الاقيليمية والدولية للتعامل مع الأزمة السورية”.

 ايران

 وفي طهران، بث التلفزيون الرسمي ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ابلغ نظيره السوري وليد المعلم في اتصال هاتفي ان “اعلان الجيش السوري وقفاً للنار هو خطوة ايجابية تستحق الترحيب”. وأمل ان “يعطي الاطراف الآخرون رداً مناسباً على حسن نية الحكومة السورية ويلتزموا وقف النار بما يسمح (بعودة) الهدوء الى سوريا”.

السعودية تطرد 3 سوريين

* في الرياض، اعلنت وزارة الخارجية السعودية طرد ثلاثة من موظفي القنصلية السورية في جدة بسبب مسلكهم الذي يتنافى ومهماتهم المرتبطة بعملهم القنصلي.

ونقلت وكالة الانباء السعودية “و أ س” عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ان “اتخاذ هذا الاجراء تم بناء على ما تقتضيه المصلحة العامة لما لوحظ عليهم من مسلك يتنافى مع مهماتهم المرتبطة بعملهم القنصلي”. واضاف أن “الوزارة ترغب أن توضح هذا الامر ردا على استفسارات عن إبعاد” الثلاثة.

ولم تذكر ما اذا كان الثلاثة من الديبلوماسيين ام لا.

أهــالـي دمشــق: عــن أي عيـد تتحـدثـون؟

طارق العبد

عن أي عيد تتحدثون؟ هذه هي الإجابة الغالبة على مختلف ألسنة السوريين ليلة عيد الأضحى. لا شيء تغير منذ العيد الماضي، فدمشق تختنق بابنائها ونازحيها، وتزيد الحواجز الأمنية أزمة السكان في التنقل المحفوف بالخطر من تفجير قد يطال اي شارع في العاصمة من دون استثناء، وغلاء هستيري يطال مختلف قطاعات الحياة في البلاد، والاهم سؤال لا يفارق الناس: ما معنى العيد وشلال الموت لا يتوقف؟.

صحيح أنه بين الأمس واليوم أشعل نبأ قبول النظام للهدنة شيئاً من الأمل في القلوب، ولكن الخوف هو المسيطر الأول على الجميع الذين يهربون من سؤال عن أجواء العيد إلى حياتهم وأوضاعهم المعيشية الصعبة. ربما هي إخفاء لإجابة مريرة بواقع أشد مرارة يجعل السائل عن العيد في سوريا يذوق مع المواطنين المرارة نفسها.

في حي باب توما في المدينة القديمة تبدو الحياة بطيئة، رغم انه اعتبر احد أكثر الأماكن أمنا حتى الأحد الماضي، حين استهدفت سيارة الحي، وأسفرت عن مقتل عشرة مدنيين. الساحة الكبرى في مقدمة الحي تقود إلى حارات ضيقة احتلتها عشرات المقاهي التي كانت بيوتاً دمشقية تقليدية، تجاورها الكنائس من طرف والمساجد من طرف آخر، ليعتبر احد أكثر المناطق السورية النموذجية للتعايش بين مختلف ألوان الشارع السوري.

لكن لا مظهر للفرح فيه، كما تقول سيدة أربعينية، مضيفة «أصبحت أخاف السير في الشوارع خشية انفجار سيارة. أخاف أكثر عند الازدحام، وهو أمر اشتهرت به منطقتنا، لذا لن أخرج ولن اسمح لأطفالي بالخروج مهما كان السبب، فبقاؤهم وصراخهم في البيت أهون علي من سماع نبأ انفجار أو اختطافهم».

وغير بعيد عن باب توما تقع منطقة دويلعة، التي تضم أيضا خليطاً من الاثنيات والطوائف التي يتشكل منها المجتمع السوري. هناك يقطن موقتاً محمد (46 سنة – تاجر) والذي كان يمتلك سلسلة محال تتوزع على سقبا وحمورية وعربين وكفربطنا في ريف دمشق، ومنها كان يقوم بتصدير الخضار والدجاج والحليب إلى مناطق عدة في قلب العاصمة، لكن كل المحال تعرضت للتدمير والسرقة في تموز الماضي، ما دفعه إلى تجميع ما لديه وافتتاح محل آخر في جديدة عرطوز في ريف دمشق أيضاً، لكن مصير الأخير لم يكن بأفضل حال، ليكتفي اليوم بتسيير بضع سيارات إلى دمشق معظمها لا يصل، بحسب قوله، وذلك بفعل الحواجز الأمنية التي تستقبل القادم من خارج العاصمة، إضافة إلى حواجز عديدة في شوارع دمشق بات التنقل عبرها صعباً، وخاصة للسيارات الكبيرة المحملة بالبضائع، وهو ما انعكس سلباً عليه وعلى الفلاحين الذين يتعامل معهم، من دون أن تلوح في الأفق أي بارقة أمل لحل المسألة مادامت الحواجز تسمح تارة وتعرقل تارة أخرى ولا مجال للنقاش معهم على حد وصفه.

ويعتبر الرجل الأربعيني أن الحياة في دمشق غير مقبولة على الإطلاق، فأسعار الشقق المؤجرة ترتفع بشكل كبير، يضاف إليها انخفاض موارد الدخل وصعوبة الهجرة إلى الخارج، بالإضافة إلى اقتراب الشتاء وما يحمله من ضغط على الكهرباء والمازوت والغاز، وهي المواد التي تبدو شبه مفقودة في الداخل، أضف إلى ذلك الأزمة التي دفعت العديد من الأسر إلى التشدد في ذهاب الأطفال للمدارس في ظل عمليات الخطف اليومية. وفي المقابل باتت أقساط المدارس الخاصة كاوية للمواطن المنتمي للطبقة الوسطى، وخاصة مع نقل معظم هذه المدارس مقراتها إلى داخل دمشق، وما رافقه من تضاعف للأقساط بشكل كبير للغاية، ما فرض على محمد عدم إرسال أبنائه والاكتفاء بتعليمهم في المنزل.

وبعيداً عن المدينة القديمة، وفي حي البرامكة، لا يتوقف زيد (30 سنة-طبيب) عن المرور يومياً إلى مبنى الهجرة والجوازات، حيث يصطف المئات في سبيل استلام جوازات سفرهم، وبالتالي مغادرة البلاد بسرعة. ويشير الطبيب الشاب إلى أن حياتهم في سوريا لم تعد مقبولة، فقد دمرت عيادته منذ أكثر من ستة أشهر واضطر منذ ذلك الوقت للعمل بالمجان نظراً لأحوال منطقته الصعبة في شرق البلاد. ومع تناقص الدخل بشكل تدريجي لم يتبق له سوى المرتب الشهري والذي بات أيضاً يشكو من صعوبات استلامه بحكم المعاملات الإدارية.

ويخشى الطبيب من الوصول إلى مرحلة تعجز فيها الحكومة عن تسديد رواتب الموظفين، ما يفتح الباب على ذروة الأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد من سنة تقريبا. ويقول «هناك أدوية كثيرة تصنعها شركات محلية في سوريا، لكنها اليوم تتراجع بشكل حاد نظراً لتضرر معامل الأدوية في حلب وريف دمشق، يضاف إلى ذلك تخريب مستودعات الأدوية في مدن أخرى وسرقة ما فيها، بل وقطع الطريق على أي معونة قد ترسلها وزارة الصحة من دمشق، فيما لا تستطيع الوزارة استيراد المواد من الخارج بفعل الحظر الأوروبي والاميركي عليها، وحتى الآن لم تتمكن من إيجاد حل للمعضلة رغم حديث الحكومة الدائم عن التوجه للأسواق الشرقية في آسيا والتعامل معها».

ويختم الطبيب حديثه بمعلومات وصلته من منطقته بتوقف العمل في معظم حقول النفط والغاز في المنطقة الشرقية، ما يعني أزمة جديدة في الوقود والطاقة تتزامن مع الشتاء.

وفي داخل المبنى يرفض الموظفون الحديث نهائياً، لكن احدهم يشكو أخيراً من ضغط العمل الكبير، فيقول «لا نتوقف عن العمل حتى منتصف الليل وذلك بناء على تعليمات من وزارة الداخلية، حتى أصبحنا نصدر ألف جواز سفر يومياً. هناك من يحجز دوره منذ شروق الشمس في محاولة لتسهيل إجراءات معاملته».

في المقابل، يشير موظف في أحد المصارف السورية، فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن القطاع المصرفي السوري بات في أسوأ حالاته، حيث تقتصر المعاملات المصرفية على الداخل فقط، فيما لا يمكن القيام بتحويلات إلى الخارج، حتى إلى لبنان الذي تنتمي معظم المصارف الخاصة إليه بحكم إداراتها العامة. ويضيف «هناك قرارات وقرارات معاكسة تصدر عن المصرف المركزي بشأن العملة الصعبة، مع منع البيع ثم العودة عن القرار، والسماح به أخيراً، على الرغم من أن معظم المراجعين يطلبون الشراء بمبالغ صغيرة (ألف دولار)، أو بما يسمى غرض الادخار وهي بقيمة (خمسة آلاف دولار)، وهذه تعطى لمرة واحدة في العام، على أن قرار المصرف المركزي بالسماح ببيع القطع الأجنبي يبقى ذا فائدة، على اعتبار أنه حقق فائدة للقطاع المصرفي ويساعد في استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وكسر احتكار السوق السوداء التي ترفع السعر بنسب عالية».

ويشير الموظف إلى إقبال معقول على الشراء من المصارف الخاصة، في وقت لا ينسحب هذا على المصارف الحكومية التابعة للدولة. ووفقاً لسعر الصرف الذي يعلنه المصرف المركزي فإن سعر صرف الدولار الأميركي مثلاً هو 64 ليرة سورية، ويرتفع إلى 68 ليرة بالنسبة لشركات الصيرفة والى 72 ليرة في السوق السوداء، وهو أفضل بكثير من مراحل سابقة وصل فيها سعر الصرف إلى 100 ليرة، ما يعني بداية النهاية لليرة السورية.

ويلفت متابع لسوق البورصة الدمشقي أن لا تحسن في أسعار تداول الأسهم للشركات والمصارف المسجلة في البورصة، وأصبح من المعتاد أن يمر اليوم بصفقة أو اثنين بأفضل الأحوال وقد تمر أيام تكون فيها قيمة التداولات صفرا، ولا تسجل أي عملية على الأسهم التي فقدت الكثير من سعرها، بل أن بعض الشركات قد تلجأ إلى تعليق تداول الأسهم منعاً من استمرار الخسارة المتلاحقة التي تغرق بها، وهي في المجمل شركات التأمين، تليها المصارف الخاصة ثم الشركات الخدماتية كالنقل والزراعة وغيرها.

ويكشف الشاب المتابع للشأن الاقتصادي أن القطاع الصناعي السوري بات اليوم في مرحلة حرجة، فوفق كلام وزير الصناعة عدنان السخني هناك 44 في المئة من المؤسسات الصناعية خاسرة و17 في المئة متوقفة عن العمل، وهو ما يعني خسارة كبرى للقطاع الصناعي الذي يعتمد على السوق المحلية والتصدير إلى دول عدة لتضاف إلى خسائره المزيد والمزيد.

وهو أمر يتفق وإياه عدد من الصناعيين في ريف دمشق، الذين أشاروا إلى أن عدداً كبيراً من معامل الكيميائيات أو الأغذية أو الألبسة قد توقفت عن العمل بفعل الظروف الأمنية التي تشهدها البلاد، والتي جعلت معاملهم هدفاً لنيران كل من الجيش النظامي و«الجيش السوري الحر» الذي لم يتردد في تهديد بعض أصحاب المنشآت الصناعية بحرق المباني أو تصفية العاملين فيها بحجة دعمهم للنظام، فيما عمد آخرون إلى تسريح معظم العاملين والعمل بربع طاقة الإنتاج، إن لم يكن أقل.

ترحيب دولي بوقف إطلاق النار .. والمسلحون يصعّدون في حلب

هدنة العيد في سوريا: الاختبار اليوم على الأرض والقلوب خائفة

تخوض الهدنة في سوريا فورا اختبارها الميداني ما ان تسري صباح اليوم. واذا كانت الهدنة جلبت شيئا من الامل للسوريين، الا انها في احسن احوالها ستعني توقف الموت، او تراجعه، من صباح الجمعة حتى يوم الاثنين المقبل، بينما ستظل الانفاس محبوسة، والقلوب خائفة، من سقوط سريع للهدنة، او انفجار العنف لحظة انتهائها.

واذا كان هناك من تنفس الصعداء مع اعلان الجيش السوري «وقف العمليات العسكرية»، وهو ما ارفقه بشروط تحذيرية واضحة لمسلحي المعارضة، فان مواقف الجماعات المسلحة، اظهرت ان الامل بثبات الهدنة، هش، وان العيد قد لا يكون مباركا كما يأمل كثيرون.

وعلى الرغم من الحذر السوري من الافراط في التفاؤل، فان سلسلة من المواقف الدولية البارزة، اوحت ان اللاعبين الكبار، كروسيا والصين والولايات المتحدة، بالاضافة الى الامم المتحدة، يعولون على وقف اطلاق النار، ولو بأهميته الرمزية، لكسر حلقة العنف المفرغة المستمرة منذ 20 شهرا.

واستبق مسلحو المعارضة دخول الهدنة حيز التنفيذ اليوم، بتصعيد عملياتهم، واقتحموا حي الاشرفية ذا الاغلبية الكردية في حلب، بينما تدور اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين للسيطرة على حي السريان ذي الاغلبية المسيحية جنوب الاشرفية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 95 شخصا، هم 38 مدنيا و37 جنديا نظاميا و20 مسلحا» (تفاصيل ص 15).

وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، «لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تعلن القيادة العامة للقوات المسلحة السورية وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية اعتبارا من صباح يوم غد (اليوم) الجمعة لغاية يوم الاثنين 29 من هذا الشهر».

وأضاف البيان «انسجاما مع مسؤوليتنا في حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة، تحتفظ قواتنا المسلحة بحق الرد على الآتي: أولا، استمرار الجماعات الإرهابية المسلحة بإطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، وثانيا قيام الجماعات الإرهابية المسلحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها، مع بدء سريان هذا الإعلان أو الحصول على الإمداد بالعناصر والذخيرة، وثالثا، تسهيل دول الجوار تمرير الإرهابيين عبر حدودها إلى سوريا، انتهاكا لالتزاماتها الدولية بمكافحة الإرهاب».

الجيش الحر و«جبهة النصرة»

وقال «رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر» مصطفى الشيخ لوكالة «فرانس برس»، «نحن ملتزمون بوقف النار اعتبارا من صباح الجمعة إذا التزم النظام بذلك. لكن إذا أطلقت رصاصة واحدة، فسنرد بمئة». وأضاف ان «هذا القرار يلزم المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الأعلى، وعددهم لا بأس به، الا ان هناك فصائل مسلحة أخرى تتبع قيادات أخرى». وتابع «للأسف لا توجد قيادة موحدة حقيقية للمقاتلين المعارضين للنظام في سوريا».

وأعلن المتحدث باسم جماعة «أنصار الإسلام» أبو معاذ ان مقاتليه لن يلتزموا بالهدنة، وذلك بعد ساعات من إعلان «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة أنها ترفضها.

ردود فعل

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مارتن نيسيركي أن المنظمة الدولية «تأمل بصدق» صمود الهدنة لكنها غير واثقة بذلك. وقال ان «العالم ينتظر ماذا سيحصل صباح الجمعة»، مؤكدا أن بان كي مون «رحب» بالموقفين الصادرين عن الجيش السوري النظامي والمسلحين.

وأضاف نيسيركي «نأمل بصدق أن يتوقف العنف بحيث تتمكن الطواقم الإنسانية من مساعدة الأكثر حاجة»، لكنه اقر «بان هناك انعدام ثقة بين الطرفين ولا يمكننا أن نكون واثقين» بصمود الهدنة. ودعا «أصحاب النفوذ في المنطقة إلى استخدام هذا النفوذ لدى كل الأطراف (المتنازعين) ليصمد وقف إطلاق النار» تمهيدا لبدء عملية انتقال سياسي في سوريا.

وأوضح انه في حال استمر وقف الأعمال الحربية فان الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة «مستعدة لإرسال قوافل إلى المناطق التي لم يكن سهلا الوصول إليها بسبب المعارك» بغية تقديم المساعدة إلى السكان بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري.

وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون أعلن، في جنيف، انه يتعين على المسلحين الالتزام بالهدنة لوضع حد للنزاع ولأعمال العنف التي باتت تتجاوز حدود بلدهم. وأعرب عن الاسف لانه لا «توجد اي ضمانة» لديمومة وقف اطلاق النار، وذلك نظرا الى انه لم يعد هناك من مراقبين للامم المتحدة في سوريا، لكنه أشار إلى ان «الخطة تهدف الى تقليص اعمال العنف في اسرع وقت كي نتمكن من إطلاق عملية سياسية ترمي الى إيجاد وقف إطلاق نار كامل».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ترحيب موسكو بإعلان القيادة السورية وقف العمليات العسكرية خلال عيد الأضحى. وقال «نعتبر أن قرار السلطات السورية الرسمي بتأكيد السعي إلى وقف إراقة الدماء، ما يفتح المجال للانتقال إلى تسوية سياسية للازمة السورية الداخلية عبر حوار شامل، يتسم بأهمية مبدئية».

ونوه «بإعلان عدة مجموعات مسلحة عن موافقتها على وقف إطلاق النار، لكن ليس كلها وفقط بشرط موافقة الجيش السوري على ذلك أولا». وتابع «تعول موسكو على أن الهدنة، التي أيدها مجلس الأمن بمبادرة روسية، ستنفذ وسيستطيع ملايين السوريين المسلمين الاحتفال ضمن ظروف العيد، من دون خوف على حياتهم وحياة أقربائهم، ومن دون عنف مسلح أيا كان مصدره».

وأعربت واشنطن عن أملها أن تحترم الحكومة السورية والمسلحون الهدنة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «ما نأمله ونتوقعه هو ألا يكون الأمر بالنسبة لهم مجرد حديث عن الهدنة، لكن (عليهم) أن يثبتوا ذلك، بدءا من النظام، وسنراقب عن كثب». وأضافت «النظام السوري بارع بشكل خاص في تقديم الوعود وأقل براعة في الوفاء بها».

وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي «نتمنى أن تستطيع كل الأطراف المعنية في سوريا اتخاذ موقف مخلص وإجراءات ملموسة لدعم مقترح الإبراهيمي والتعاون معه ومع جهود الوساطة التي يقوم بها، واستغلال الفرصة جديا لتنفيذ الوعود لوقف إطلاق النار ووقف العنف».

كما عبرت بكين عن أملها أن تكون هذه فرصة «لتنفيذ وقف لإطلاق النار طويل الأمد وفعال لتهيئة الظروف لتخفيف معاناة الشعب السوري وبدء الحوار السياسي وعملية الانتقال السياسي في أقرب وقت ممكن».

وأعرب وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عن ترحيب القاهرة بإعلان وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكداً «دعم مصر لجهود الإبراهيمي الرامية إلى وقف معاناة الأشقاء السوريين وتهدئة الأوضاع، بما يتيح المجال لإنجاح المساعي الإقليمية والدولية للتعامل مع الأزمة السورية». ودعا «جميع الأطراف إلى الالتزام بالهدنة وتنفيذها بحسن نية»، معرباً عن أمله في أن «تكون بارقة أمل لخروج سوريا الشقيقة من دائرة العنف والاقتتال».

ورحبت طهران بالهدنة. وأكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لنظيره السوري وليد المعلم، في اتصال هاتفي، أن «إعلان الجيش السوري وقفاً لإطلاق النار هو خطوة إيجابية تستحق الترحيب». وأعرب عن أمله في أن «تعطي الأطراف الأخرى رداً مناسباً على حسن نية الحكومة السورية وتلتزم بوقف إطلاق النار بما يسمح (بعودة) الهدوء إلى سوريا».

موسكو

واتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة بأنها تنسق وتؤمن مساعدة لوجستية لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة.

وقال لوكاشفيتش، في بيان، «من المعروف علنا أن واشنطن على علم بتسليم عدة أنواع من الأسلحة إلى مجموعات مسلحة غير شرعية تتحرك على الأراضي السورية. بالإضافة إلى ذلك وبالاعتماد على تصريحات مسؤولين رسميين أميركيين، نشرتها وسائل إعلام أميركية، فإن الولايات المتحدة تؤمن التنسيق ومساعدة لوجستية لمثل هذه الشحنات» من الأسلحة.

وأوضح أن «الولايات المتحدة لا تسلم قاذفات صواريخ ارض – جو محمولة للمتمردين في سوريا». وكان رئيس الأركان الروسي الجنرال نيكولاي ماراكوف أعلن أن المسلحين السوريين يستخدمون قاذفات صواريخ «ستينغر» من صنع أميركي.

ونفت نولاند هذا الأمر. وقالت «تعلمون بأننا نقدم مساعدة غير قتالية للسوريين. لم نقدم صواريخ ستينغر لسوريا ولن نفعل ذلك». واضافت «اذا كان الاتحاد الروسي يملك الدليل على ان صواريخ ستينغر موجودة بين ايدي المعارضة فنود ان نعرف ذلك».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

أوغلو يتوقع أن يفتح وقف إطلاق النار في سوريا باباً جديداً أمام عهد جديد

أنقرة- (يو بي اي): أشاد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو باعلان وقف إطلاق النار في سوريا، متوقعاً أن يفتح هذا الأمر باباً جديداً أمام عهد جديد.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن داوود أوغلو قوله في رسالة على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، انه “بمناسبة العيد، هذه المرة الأولى التي سيتوقف فيها القتال، بعد أكثر من عام من القصف الموجه ضد الشعب السوري، بالأسلحة الثقيلة والطائرات المقاتلة”، مضيفاً ان هذا الإعلان هو مطلب الشعب السوري.

وأعرب داوود أوغلو عن أمله بأن يشعر الشعب السوري بشيء من البهجة بهذا العيد، متوقعاً أن “يفتح إعلان وقف إطلاق النار باباً جديداً أمام عهد جديد”.

وكان مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أعلن في مؤتمر صحافي، من العاصمة المصرية القاهرة يوم الأربعاء الماضي أن الحكومة السورية وافقت على اقتراحه وقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى.

اشتباكات في منطقة معرة النعمان بسوريا في أول خرق لوقف النار

بيروت- (ا ف ب): تدور منذ الساعة العاشرة والنصف تقريبا (7,30 ت غ) الجمعة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط معسكر وادي الضيف في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “هذا أول خرق لوقف اطلاق النار” الذي بدأ صباحا لمناسبة عيد الاضحى، تجاوبا مع اقتراح من الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الاخضر الابراهيمي.

واشار إلى أن بين المقاتلين المعارضين عناصر من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي اعلنت الاربعاء عدم التزامها بالهدنة.

ويطوق المقاتلون المعارضون معسكر وادي الضيف منذ اكثر من اسبوعين بعد استيلائهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة من المعسكر وتمكنوا بعدها من اعاقة وصول امدادات النظام الى حلب (شمال) والمنطقة.

وذكر عبد الرحمن ان قصفا مدفعيا على بلدة دير شرقي القريبة من المعسكر سجل بعد بدء الاشتباكات ومصدره القوات النظامية.

وبعد وقت قصير على تسجيل هذا الخرق، افاد المرصد السوري في بيان عن “تعرض حي الخالدية المحاصر في مدينة حمص (وسط) “لقصف من القوات النظامية ادى الى سقوط جريحين اثنين وتضرر عدد من المنازل”.

وكان هدوء هش ساد المناطق السورية المختلفة منذ الصباح، في وقت اقيمت الصلوات في المساجد لمناسبة عيد الاضحى.

واستغل السوريون المناهضون للنظام السوري الهدوء للخروج في تظاهرات عديدة والمطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

التزام مبدئي من النظام والجيش الحر بهدنة ‘الاضحى

حجاج سوريون يرفعون علم الثورة السورية على عرفات

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: اعلن الجيش السوري النظامي والمقاتلون المعارضون الخميس التزامهما هدنة عيد الاضحى اعتبارا من صباح الجمعة مع احتفاظهما ‘بحق الرد’، فيما ابدت الامم المتحدة والولايات المتحدة شكوكهما في صمود وقف اطلاق النار.

واعلن الجيش السوري الخميس وقف العمليات العسكرية في سورية اعتبارا من صباح الجمعة، عملا بهدنة عيد الاضحى التي اقترحها الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي، محتفظا بحقه في الرد في حال استمرار اعتداءات ‘الجماعات المسلحة’.

وجاء في بيان صادر عن الجيش ‘لمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية وقف العمليات العسكرية على اراضي الجمهورية العربية السورية اعتبارا من صباح اليوم الجمعة لغاية يوم الاثنين 29 من هذا الشهر’.

واشارت قيادة الجيش في بيانها الى احتفاظها ‘بحق الرد’ في حال ‘استمرار الجماعات الارهابية المسلحة باطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وكذلك استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة’.

كما سيحصل رد في حال ‘قيام المجموعات الارهابية المسلحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الاعلان او الحصول على الامداد بالعناصر والذخيرة’، وان قامت ‘دول الجوار بتسهيل تمرير الارهابيين عبر حدودها الى سورية انتهاكا لالتزاماتها الدولية بمكافحة الارهاب’.

بدوره، اعلن الجيش السوري الحر التزامه بالهدنة لمناسبة عيد الاضحى ‘اعتبارا من صباح الجمعة’، مع التأكيد انه سيرد بقسوة في حال عدم تنفيذ القوات النظامية وقف النار، بحسب ما اكد رئيس المجلس العسكري الاعلى لهذا الجيش العميد مصطفى الشيخ.

وقال الشيخ لوكالة فرانس برس ‘نحن ملتزمون بوقف النار اعتبارا من صباح الجمعة اذا التزم النظام بذلك. لكن اذا اطلقت رصاصة واحدة، سنرد بمئة’.

واضاف ان هذا القرار يلزم ‘المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الاعلى وعددهم لا بأس به، الا ان هناك فصائل مسلحة اخرى تتبع قيادات اخرى’.

وقال الشيخ ‘للأسف لا توجد قيادة موحدة حقيقية للمقاتلين المعارضين للنظام في سورية’.

وكانت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة اعلنت الاربعاء في بيان نشر على مواقع الكترونية رفضها الالتزام بالهدنة.

واعلن الابراهيمي الاربعاء انه حصل على موافقة السلطات السورية و’معظم مسؤولي’ المعارضة المسلحة الذين تمكن من الاتصال بهم على هدنة لمناسبة عيد الاضحى الذي يحتفل به في سورية على مدى اربعة ايام ابتداء من الجمعة.

في نيويورك، اعلن مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس ان المنظمة الدولية ‘تأمل بصدق’ في صمود الهدنة التي اعلن الطرفان المتنازعان في سورية التزامها لكنها غير واثقة بذلك.

وقال نيسيركي ان ‘العالم ينتظر ماذا سيحصل صباح الجمعة’، موعد بدء تنفيذ الهدنة، مضيفا ‘نأمل بصدق ان يتوقف اطلاق النار’.

من جهتهم رفع حجاج سوريون علم المعارضة مع وصول شعائر الحج إلى ذورتها بصعود الحجاج جبل عرفات الخميس، وتأتي شعائر الحج هذا العام وسط انقسامات بين المسلمين حيث تدعم إيران الشيعية حكومة الرئيس بشار الأسد في حين تدعم قوى سنية بينها السعودية وتركيا المعارضة الساعية للاطاحة به.

وقال موسى العلي (38 عاما) وهو سوري يقيم في الرياض ‘طلب مني والداي أن أدعو الله أن ينعم على سورية بالسلام والاستقرار والأمن’. واضاف ‘أتمنى أن يتوقف العنف في سورية’.

الخارجية الروسية تقول إن الولايات المتحدة تنسّق عمليات توريد السلاح الى المقاتلين في سورية

دعت المعارضة السورية المسلحة الى الالتزام بهدنة الأضحى المقترحة وترى ان هناك إمكانية لتمديدها

موسكو ـ يو بي آي: قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، الخميس، إن الولايات المتحدة لا تقوم بتوريد السلاح الى المقاتلين في سورية بشكل مباشر، ولكنها على علم بهذه التوريدات وتقوم بتنسيقها.

وذكرت قناة ‘روسيا اليوم’ أن لوكاشيفيتش قال في بيان على موقع وزارة الخارجية إن ‘الولايات المتحدة لا تورد منظومات صاروخية للدفاع الجوي الى المقاتلين في سورية. ولكن مع ذلك من المعروف أن واشنطن على علم بتوريد مختلف أنواع الأسلحة الى التشكيلات المسلّحة غير الشرعية التي تنشط في الأراضي السورية’.

وأاشار لوكاشيفيتش الى أنه ‘حسب اعترافات المسؤولين الأمريكيين المنشورة في وسائل الإعلام الأميركية، فإن الولايات المتحدة تقوم بتنسيق هذه التوريدات وتقدم الدعم اللوجيستي لها’.

وأكد لوكاشيفيتش أن ‘موقف روسيا بهذا الصدد يبقى من دون تغيير. فإننا ندعو كافة الدول من دون استثناء الى التخلي عن دعم التشكيلات المسلّحة غير الشرعية في سورية، وبذل كل ما في وسعها من أجل منع وقوع المنظومات الصاروخية في أيدي الأشخاص الذين لا يمكن مراقبة أعمالهم، آخذاً بعين الاعتبار تهديدات المسلحين بإسقاط طائرات مدنية’.

وكان رئيس الأركان الروسي نيقولاي ماكاروف قال الأربعاء، إن مقاتلي المعارضة السورية أصبح بحوزتهم صواريخ أجنبية الصنع من طراز أرض ـ جو تُحمل على الكتف بينها صواريخ ‘ستينغر’ الأمريكية.

وردت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قائلة إن الولايات المتحدة لا تزود المعارضة السورية بمنظومات ‘ستينغر’ الصاروخية.

الى ذلك دعت موسكو الخميس المعارضة السورية المسلحة الى الالتزام بالهدنة المقترحة خلال عيد الأضحى، والتي أعتبرت أن هناك إمكانية لتمديدها لعدة أيام.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، على حسابه في موقع التدوين المصغّر ‘تويتر’ إنه ‘من المهم أن تتقيد المعارضة المسلحة في سورية بهدنة العيد’ التي اقترحها المبعوث الأممي والعربي الى سورية الأخضر الإبراهيمي. وأضاف أنه من ثم يمكن تمديد وقف النار لعدة أيام.

وأشار غاتيلوف إلى أن ‘التوصل إلى هدنة في سورية يتوقف على استطاعة اللاعبين الخارجيين التأثير في المعارضة لتوجيهها الى الجهة المطلوبة’.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب انتهاء مباحثاته مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر في موسكو الخميس إن موسكو تأمل في أن تتحقق الهدنة المعلنة في سورية لمناسبة عيد الأضحى.

وقال إن ‘تسوية الأزمة يجب أن تكون بالطرق السياسية فقط’، مشيراً إلى أن هذا ‘يعتمد على الإسراع في وقف أعمال العنف ودخول كافة الأطراف في حوار، من دون شروط مسبقة، ما سيسمح بالخروج من الأزمة بأقل الخسائر’.

وردا على سؤال حول احتمال إحالة الأوضاع السورية إلى محكمة الجنائية الدولية، قال ‘هنا يجب أن نحدد الشيء الرئيسي، الذي هو وقف أعمال العنف’، مضيفاً ‘يجب تحديد من على حق ومن على باطل’.

وقال ‘بالتأكيد يجب أن يكون موضوع خروق القانون الدولي والإنساني وانتهاكات حقوق الإنسان جزءاً من التسوية النهائية للأزمة السورية. وليس من الصحيح أن يتم تحقيق العدالة على حساب ضحايا بشرية إضافية’. وأضاف ‘ان مهمتنا الأساسية هي ضمان حق الإنسان في الحياة’.

محققو الامم المتحدة يتحدثون عن وقوع ‘جرائم حرب’ في سورية ويريدون زيارة دمشق لمقابلة الأسد

جنيف ـ ا ف ب: قال محققو الامم المتحدة في انتهاكات حقوق الانسان في سورية الخميس ان ‘جرائم حرب’ و’جرائم ضد الانسانية’ تحدث في سورية مؤكدين انهم يسعون الى زيارة دمشق، وسيسعون لمقابلة الرئيس السوري بشار الاسد.

واعلنت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي العضو في اللجنة ان هدف اللجنة هو تحديد ‘كبار المسؤولين’ عن ‘جرائم حرب’ و’جرائم ضد الانسانية’ تحدث في سورية فيما طالبت اللجنة مرة جديدة الرئيس السوري بشار الاسد بالسماح لها بزيارة دمشق.

وقالت القاضية السويسرية للصحافيين في جنيف ان مهمتها الاساسية ‘ستكون مواصلة التحقيق في اتجاه تحديد الشخصيات السياسية والعسكرية العالية المستوى (المسؤولة عن هذه) الجرائم’.

وديل بونتي المدعية العامة السابقة في محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا والتي اكتسبت سمعة واسعة بسبب ملاحقتها مجرمي الحرب من رواندا الى يوغوسلافيا السابقة، اعتبرت من جانب اخر ان الجرائم هي ‘بالتاكيد’ دولية كما حصل في الدول الاخرى التي حققت فيها.

واضافت ديل بونتي ان ‘التشابه بالتاكيد مرتبط بواقع اننا نواجه نفس الجرائم، من المؤكد انها جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب’.

وتابعت ‘بصفتي مدعية سابقة، يمكنني ان اقول لكم ان المسؤولين عن هذه الجرائم يجب ان يحاكموا’. وديل بونتي التي عينت في 28 ايلول (سبتمبر) عضوا في لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول الجرائم في سورية، لم تتحدث علنا سابقا.

وقالت ‘كنت في التقاعد، انها فرصة جيدة للعودة مجددا للعمل’.

وهذا الاسبوع شاركت ديل بونتي في اجتماع في جنيف للمرة الاولى منذ انضمامها الى اللجنة مع المفوضين الثلاثة الاخرين من الامم المتحدة رئيس اللجنة باولو بينييرو (البرازيل) وكارين كونينغ ابو زيد (الولايات المتحدة) وفيتيت مونتارابورنب (تايلاند). وبحثوا مهمتهم والتقوا مختلف الدبلوماسيين كما قالوا الخميس للصحافيين.

من جانب اخر، قال بينييرو ‘لقد وجهنا رسالة الى الرئيس الاسد وننتظر ان يستقبلنا في دمشق’ موضحا انهم لم يضعوا شروطا لمجيئهم الى سورية.

وانشئت هذه اللجنة في اب (اغسطس) 2011 بقرار من مجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات في سورية. لكنها لم تحصل بعد على اذن من دمشق للتوجه الى سوريو.

وحده بينييرو تمكن من زيارة سورية لكن بصفة شخصية. واللجنة سبق ان جمعت شهادات اكثر من الف شخص في الدول المجاورة لسورية وجمعت ايضا ادلة حول جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات الموالية للنظام كما تقول. وكشفت ايضا ان المعارضة المسلحة ارتكبت ايضا جرائم حرب لكن على نطاق اقل بكثير.

ووضعت اللجنة لائحتين بأسماء مسؤولين او وحدات ضالعة في هذه الجرائم وعناصر ادلة وسلمتها لمفوضة حقوق الانسان العليا نافي بيلاي.

وهذه الوثائق لن تنشر في الوقت الراهن ويمكن ان تكون اساس عمل في حال طلب مجلس الامن اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية.

والخميس اعلن بينييرو ان اللجنة تأمل في ان تنشر تقريرها المقبل في مطلع كانون الثاني (يناير). وسيناقشه بعد ذلك الدبلوماسيون خلال الجلسة المقبلة لمجلس حقوق الانسان بين 25 شباط (فبراير) و22 اذار (مارس) 2013.

وقتل اكثر من 35 الف شخص، غالبيتهم من المدنيين، في اعمال العنف منذ بدء الانتفاضة ضد النظام السوري في منتصف اذار (مارس) والتي تحولت لاحقا الى نزاع مسلح بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

عيد الاضحى يغيب عن حلب التي تشهد قتالا منذ ثلاثة اشهر

حلب (سورية) ـ ا ف ب: على غرار العديد من السوريين المقيمين في مناطق تشهد معارك، لن يحتفل ابو حميد هذه السنة بعيد الاضحى والهاجس الوحيد الذي يتملك هذا التاجر في حلب هو البقاء على قيد الحياة.

وقال في احد اسواق الاضاحي التي اقيمت على تخوم حلب، ثاني مدينة في البلاد، والتي تشهد منذ اكثر من ثلاثة اشهر معارك بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة ‘لن يحل العيد هذه السنة، ولا احتفالات هذه السنة’.

واضاف ‘أخاف الموت’ مشيرا الى ان القصف والغارات الجوية ارغمته على مغادرة منزله العائلي في حلب للمجيء مع زوجته واولادهما الخمسة وبعض الاقارب للاختباء في محله الواقع على تخوم المدينة.

وفي سوق الاضاحي، تبقى المبيعات قليلة جدا عشية عيد الاضحى الذي يبدأ الجمعة والذي تقدم فيه تقليديا الهبات الى الفقراء.

ويقول ابو حميد ‘لقد جئت الى السوق فقط لقضاء الوقت ولرؤية ما يحصل، لا يمكنني شراء اضحية لانه ليس لدي المال’.

وهناك خراف من كل الاحجام معروضة للبيع لكن قلة من الزبائن مهتمة بذلك او حتى تشتري الاضاحي.

ويقول محمد عاصي (20 عاما) مالك محل البسة في حلب ‘هذه السنة لن تكون مثل السنوات السابقة. هذه السنة، لن يكون هناك عيد في سوريا’.

واضاف الشاب ‘لقد جئت اشتري اضحية لكنني لا اجد ما ابحث عنه. الاسعار مرتفعة جدا مثل 15 الف ليرة سورية (220 دولار). السنة الماضية كانت الاسعار تتراوح بين 11 و12 الف ليرة’.

وتابع ‘ليس لدى الناس المال حتى لشراء ملابس جديدة، ولن يكون هناك شيء مميز، كل الناس حزينون للغاية’.

واعلن الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي الاربعاء انه حصل على موافقة دمشق ومعظم قادة المعارضة المسلحة لاعلان هدنة في عيد الاضحى لكن الامل في تطبيقها فعليا على الارض يبقى ضئيلا.

وفي مستشفى حلب الميداني، تحدث احد العاملين الاربعاء عن تهدئة في المعارك. وقال ‘لم تحصل الكثير من المعارك اليوم’ موضحا انه استقبل ستة جرحى فقط.

وفي قاعة تكسو بقع الدماء ارضها يقوم طبيبان بمعالجة رجل اصيب بشظايا قذيفة هاون في رأسه.

وفي شارع تجاري تتسوق ام احمد التي تضع حجابا وترتدي الاسود مع شقيقاتها واصغر بناتها لشراء احذية للشتاء. ولا تتوقع عيدا سعيدا هذه السنة.

وتقول المرأة البالغة من العمر 36 عاما ‘لقد اقترضت المال من شقيقي للتمكن من شراء الطعام. المدارس مغلقة في حلب والاطفال يبقون طوال النهار في المنزل. لا اسمح لهم حتى بالذهاب لشراء الحلويات لانني خائفة جدا’.

ومحل بيع الاحذية صغير ورطب ويتسلل اليه فقط ضوء النهار عبر الواجهة. ويقول حمود محمد علي صديق مالك المحل ان الكهرباء مقطوعة منذ يومين.

ويضيف ‘لا عمل ولا مال. كل شيء مرتفع الثمن ولا يمكننا حتى مغادرة الحي بسبب القناصة. قبل يومين مثلا، اراد رجل في الثلاثين من العمر محاولة المرور، وقتل برصاصة احد القناصة المتمركزين على سطوح اعلى المباني’.

التهدئة تسري اليوم «مع الاحتفاظ بحق الردّ»

عاشت الهدنة. يبدأ في سوريا اليوم وقف اطلاق النار بعد موافقة الجيشي نالسوري و«الحر» على مبادرة الأخضر الإبراهيمي، في حين ذكّرت موسكو بأهمية تقيّد المعارضة المسلحة بالهدنة

من المفترض أن تعيش سوريا اليوم «هدنة» نجح في تسويقها المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي. إذ أعلن كلّ من طرفي النزاع موافقتهما على وقف اطلاق النار خلال عيد الأضحى، بالتزامن مع ترحيب دولي وعربيّ. وأعلن الجيش السوري وقف العمليات العسكرية في سوريا عملاً بهدنة عيد الأضحى التي اقترحها الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي. وجاء في بيان تمت تلاوته على التلفزيون السوري الرسمي «لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تعلن القيادة العامة للقوات المسلحة السورية وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية اعتباراً من صباح يوم غد الجمعة لغاية يوم الاثنين 29 من هذا الشهر».

وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلّحة، في البيان، أنه «انسجاماً مع مسؤوليتنا في حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة تحتفظ قواتنا المسلّحة بحق الرد على ما يلي: استمرار المجموعات الإرهابية المسلّحة بإطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وكذلك استخدام السيارات المفخّخة والعبوات الناسفة. كذلك قيام المجموعات الإرهابية المسلّحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الإعلان أو الحصول على الإمداد بالعناصر والذخيرة».

واعلن الجيش السوري الحر التزامه بالهدنة لمناسبة عيد الاضحى «اعتبارا من صباح الجمعة»، مع التأكيد انه سيرد بقسوة في حال عدم تنفيذ القوات النظامية وقف النار، بحسب ما اكد رئيس المجلس العسكري الاعلى لهذا الجيش العميد مصطفى الشيخ.

وقال الشيخ لوكالة «فرانس برس» «نحن ملتزمون بوقف النار اعتبارا من صباح الجمعة اذا التزم النظام بذلك. لكن اذا اطلقت رصاصة واحدة، فسنرد بمئة». واضاف ان هذا القرار يلزم «المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الاعلى وعددهم لا بأس به، الا ان هناك فصائل مسلحة اخرى تتبع قيادات اخرى». وقال الشيخ «للاسف لا توجد قيادة موحدة حقيقية للمقاتلين المعارضين للنظام في سوريا».

وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد ناشد أمس طرفي النزاع الالتزام بوقف إطلاق النار. وأضاف أن الحكومة التركية تتابع موضوع وقف إطلاق النار، مؤكداً حرص حكومته على حياة كل مواطن سوري. وأشار أردوغان إلى اتفاقه مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال لقائهما في العاصمة الاذرية باكو منذ 10 أيام، على دعم جهود وقف إطلاق النار، ودعوة جميع الأطراف للالتزام بذلك.

في السياق، دعت موسكو المعارضة السورية المسلحة إلى الالتزام بالهدنة، وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إنّه «من المهم أن تتقيّد المعارضة المسلحة بهدنة العيد». وأضاف «من ثمّ يمكن تمديد وقف النار لعدة أيام».

وبدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب انتهاء مباحثاته مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر، إن موسكو تأمل أن تتحقق الهدنة المعلنة في سوريا. ولفت إلى أنّ «تسوية الأزمة يجب أن تكون بالطرق السياسية فقط»، مشيراً إلى أن هذا «يعتمد على الإسراع في وقف أعمال العنف ودخول كافة الأطراف في حوار، من دون شروط مسبقة، ما سيسمح بالخروج من الأزمة بأقل الخسائر».

من ناحيته، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، أنّ إيران تناصر الشعب السوري وتعارض أيّ تدخل خارجي في شؤونه. وقال، في نداء وجهه إلى حجاج بيت الله الحرام، «إنهم يخلقون الأزمات في سوريا بمساعدة عملائهم في المنطقة ليصرفوا أذهان الشعوب عن قضايا بلدانها المهمة والأخطار التي تحدق بهم، إلى الأحداث الدامية التي ساهموا إسهاماً أساسياً في خلقها». ولفت إلى أنّ «الحرب الداخلية في سوريا ومقتل الشباب المسلمين على أيدي بعضهم جريمة بدأت، وتمّ تأجيجها من قبل أميركا والصهيونية والحكومات المطيعة لهما». من ناحيتها، دعت الصين جميع أطراف الصراع في سوريا إلى الالتزام بمقترح الأخضر الإبراهيمي بوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، «نحن سعداء برد الفعل الإيجابي على الاقتراح من الاطراف المعنية في سوريا». وأضاف «نتمنى أن تستطيع كل الأطراف المعنية في سوريا اتخاذ موقف مخلص، وإجراءات ملموسة لدعم مقترح الإبراهيمي والتعاون معه ومع جهود الوساطة التي يقوم بها واستغلال الفرصة جدّياً لتنفيذ الوعود لوقف إطلاق النار ووقف العنف».

بدوره، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن الأخير رحب بالهدنة، مشيراً إلى إن من المهم أن تلتزم الحكومة السورية وجماعات المعارضة بها. وقال مارتن نسيركي للصحافيين «ببساطة نحن نأمل بشدة ان تسكت المدافع وأن يتوقف العنف حتى يتمكن عمال الإغاثة من مساعدة الناس الأكثر احتياجا».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

وقف إطلاق النار في سوريا: أمل ضعيف بخطوة متواضعة

عبدالاله مجيد

قرر مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي أن يكون التروي والخطوات التدريجية قاعدته في العمل، رافضًا الضغوط التي تطالبه بتقديم خطة سلام تحمل اسمه على النقيض من سلفه كوفي أنان، الأمين السابق للأمم المتحدة.

إعداد عبد الاله مجيد: ستكون الأيام القليلة المقبلة أول اختبار حقيقي لمهارات الإبراهيمي الدبلوماسية، وما إذا كانت الأسابيع التي امضاها أخيرًا في الدبلوماسية الهادئة، بما في ذلك اجتماعه مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق، اسفرت عن نتائج يمكن ان تتعدى هدنة عيد الأضحى.

وكان الأسد تعهد بوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى ابتداء من يوم الجمعة اول ايام العيد. وفي دمشق اصدرت قيادة الجيش النظامي بيانًا اعلنت فيه وقف العمليات العسكرية من 26 الى 29 تشرين الأول/اكتوبر “مع احتفاظها بحق الرد على استمرار الجماعات الارهابية باطلاق النار… وتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الإعلان أو الحصول على الإمدادات بالعناصر والذخيرة وتسهيل دور الجوار تمرير الارهابيين عبر حدودها الى سوريا”، بحسب تعبير البيان.

كما اكد الجيش السوري الحر وفصائل معارضة أخرى للإبراهيمي التعامل بالمثل إذا اوقف الجيش النظامي قصف مواقعها. ولكن لا واشنطن ولا الأمم المتحدة تتوقع بثقة كبيرة ان تؤدي مبادرة وقف اطلاق النار الى وضع حد لنزيف الدم، الذي اسفر حتى الآن عن اكثر من 30 الف قتيل واكثر من 350 الف لاجئ سوري في دول الجوار، واكثر من 3 ملايين سوري بحاجة الى إغاثة داخل بلدهم.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس يوم الخميس “ان فظائع النظام من قصف وقنابل عنقودية تتزايد في سوريا، وتهدد امن المنطقة كلها”. واضافت في تغريدة على تويتر “ان كثيرين ينظرون بشك الى آفاق وقف مؤقت لاطلاق النار نظرًا إلى سجل الأسد في النكث بوعوده”.

يتمثل التحدي، الذي يواجه الابراهيمي، في الرأي السائد بأن انزلاق سوريا الى حرب أهلية طائفية لا رجعة فيه، وان الأمل الوحيد هو الرهان على طرف، والأمل بأن يُعقد له النصر في نهاية المطاف.

 وكان الابراهيمي دعا خلال الاسابيع الماضية الدول التي تدعم المعارضة المسلحة، بما في ذلك تركيا ودول خليجية، الى وقف دعمها إسقاط النظام بالطرق العسكرية، قائلاً ان الانتقال السياسي المنتظم وحده الذي سينقذ المنطقة من الاندفاع على منحدر دموي الى الفوضى.

وسيتوجه الابراهيمي الى موسكو في الاسبوع المقبل بوصفها الحليف العسكري والسياسي الرئيسي للنظام السوري، ثم الى بكين لحث القوى التي تدعم النظام على إقناع الأسد بأنه لا يستطيع الاستمرار في التشبث بالسلطة، وعليه القبول بانتقال سياسي حقيقي.

وحذر الابراهيمي مجلس الأمن في جلسة مغلقة مساء الأربعاء من ان المعالجة العسكرية التي يعتمدها الطرفان لن يكون فيها منتصر. وقال انه يحتاج دعم المجلس دعمًا اجماعيًا، لا لبس فيه، وبخلافه فان الوضع سيزداد تفاقمًا. واضاف “ان أي خطة لا تحظى بدعم مجلس الأمن الدولي، انما هي وصفة للفشل”.

 ويشكل وقف اطلاق النار، الذي اقترحه الابراهيمي خطوة أولى صغيرة، في خطة أوسع لانتقال سياسي بدأ يتبلور تدريجيًا. ففي وقت سابق من الاسبوع اعلن نائب الأمين العام لعمليات حفظ السلام ايرفي لادسوس ان الأمم المتحدة بدأت تعد خططًا لإرسال قوة مهمتها حفظ السلام في سوريا، يمكن ان تنتشر في حال موافقة الأطراف المتنازعة على وقف اطلاق النار، وان هذه المهمة ستكون مدعومة بخطة للانتقال السياسي. وتتضمن هذه الخطط التي تتطلب موافقة الفرقاء السوريين ومجلس الأمن نشر قوة تعدادها 3000 جندي من ذوي القبعات الزرق.

ونقلت مجلة فورين بولسي عن الباحث المتخصص في شؤون الأمم المتحدة في مركز التعاون الدولي ريتشارد غوان “ان الابراهيمي الذي يعمل بعيدًا عن الأضواء، بدأ يرسم معالم خطة سلام طويلة الأمد، قد تتضمن ارسال قوة جديدة من مراقبي الأمم المتحدة للاشراف على هدنة أكمل. ولكن هذه الخطة لن تنجح إلا إذا اعتقد الجيش السوري والثوار ان الطرف الآخر سيلتزم التزامًا صادقا بوقف العمليات القتالية”.

واضاف غوان ان وقف اطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى “هو من حيث الأساس اختبار أولى لمصداقية الطرفين…. وان مقترح وقف اطلاق النار خطوة لا تنطوي على مخاطر كبيرة من جانب الابراهيمي، فإذا نجحت سينال مصداقية مضافة كوسيط وإذا فشلت فانها على الأرجح لن تلحق ضررًا كبيرًا بموقفه”.

وكان الابراهيمي سعى الى التقليل من مستوى التوقعات والآمال المعقودة على مهمته، واصفا وقف اطلاق النار بأنه مبادرة “متواضعة”، هدفها تسهيل وصول المساعدات الانسانية الى المحتاجين، على امل ان تؤدي الى هدنة أطول، يمكن ان تمهد الطريق لاطلاق عملية انتقال سياسي.

قال دبلوماسي في الأمم المتحدة ان الابراهيم “لم يكن واثقًا بإفراط” ناقلاً عن المبعوث الأممي والعربي قوله “لا استطيع التأكد من ان هذه الهدنة ستكون فاعلة، فهناك الكثير من انعدام الثقة بين الفرقاء. والمؤمل ان يتمكن وقف اطلاق النار من إيجاد متنفس وتسليط ضغط، يمكن ان يقودك على الطريق نحو هدنة أطول أمدا ترتبط بعملية سياسية”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/770189.html

عشية الأضحى: غياب مظاهر العيد في دمشق

الشوارع يحتلها العسكر.. وينتشر فيها الشبيحة والمتسولون

خاص: «الشرق الأوسط»*

«ربما علينا التذكر أن اليوم هو وقفة عيد الأضحى.. العيد غدا».. هكذا قال سائق التاكسي لزبونه الذي صعد من منطقة الصالحية ليقله إلى منزله في العفيف، بعد أن تأفف الزبون مستغربا الازدحام الكبير في أسواق الصالحية والحمرا والشعلان والطلياني وسط العاصمة.

أما في الأسواق الأخرى القديمة، التي عادة ما تكتظ بالمتسوقين فترة الأعياد، كسوق الحميدية والحريقة، فقد جرى إطلاق نار أثار حالة من الذعر وسط الناس، وتم إغلاق المحلات بعد وصول أعداد كبيرة من قوات الأمن.. لهذا أكد السائق أن «منطقة الصالحية والحمرا هي الوحيدة في العاصمة التي تشهد ازدحاما؛ وكأن السكان جميعهم تكدسوا هنا». الزبون الكهل رد على السائق بمرارة: «أي عيد يا رجل.. هذا ليس عيدا.. وهذه ليست الشام».

لا شيء يشير إلى العيد في سوريا عموما، سوى أغنية كاظم الساهر «عيد وحب والليلة الناس معيدين»، التي بثها يوم أمس التلفزيون الرسمي، والتهاني التي تلقاها الرئيس بشار الأسد بحلول العيد من القاضي الشرعي الأول بدمشق ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية.

وبجولة على تلك الأسواق يلاحظ أن غالبية الناس نزلت للتسوق حاجات يومية أساسية، لا حاجات العيد.. وقالت سيدة كانت تشتري لحما وخضراوات وخبزا من سوق الشعلان، إنها تريد شراء بعض الأشياء الضرورية «لأن البلد ستدخل في عطلة قد تستمر أسبوعا، بغض النظر عن العيد»، الذي تعتبره مناسبة حزينة لها ولعائلتها وللبلد، كون أولادها وأحفادها صاروا بالخارج، وابن شقيق زوجها معتقلا، وأحد أفراد العائلة قتل الشهر الماضي في ضواحي دمشق.

بائع السكاكر والموالح أشار إلى أن حركة البيع تراجعت بأكثر من 75 في المائة مقارنة بالأعياد السابقة، ويقول: «لولا وجود الأطفال، ما بعنا بقرش سوري واحد.. فالناس تشتري السكاكر بخجل.. وأول كلمة يقولونها: نحن لسنا محتفلين؛ ولكن من أجل الأطفال».

في أسواق الصالحية والحمرا والطلياني، أكبر أسواق الألبسة والأحذية في العاصمة، يقف أصحاب المحالات وعمالهم على الأبواب ينظرون بحسرة إلى زبائن يقبلون على بسطات افترشت مساحات واسعة من الأرصفة وحوت بضائع من كل الأصناف. فثمة سوق طارئة نشأت داخل السوق وطغت عليها، وعطل حركة البيع المعطلة بالأساس بسبب شح البضائع جراء الانفلات الأمني وقطع طرق المواصلات، وأيضا بسبب إغلاق معظم ورش الخياطة والصناعة في ريف العاصمة الساخن.

أما أكوام البضائع المكومة على الأرصفة، ويبيعها أشخاص يقال إنهم ينتمون لقوات الأمن والشبيحة، فغالبيتها من مسروقات المداهمات الجارية في ريف دمشق، حيث تتركز معظم المنشآت الصناعية الصغيرة، التي تغذي أسواق المدينة بالبضائع المحلية الصنع.

ويقول شاب عمره 27 عاما، فضل أن ندعوه «خالد» كاسم مستعار، وهو عامل في محل ألبسة نسائية: «إنهم يقطعون أرزاق التجار في السوق ويبيعون مسروقات، معظم تلك الألبسة الجاهزة من ورش حرستا ودوما وعربين وعين ترما وزملكا. أما الملابس المستعملة، فمن مسروقات المنازل».

ويشير إلى أن «مصنعين صغيرين في ريف دمشق، كنا نشتري بضائعنا منهما، احترقا. واليوم أرى منتجاتهما على البسطات».

ويتابع خالد بانزعاج بالغ: «عندما بدأت العمل في محل عمي في سوق الصالحية منذ 7 سنوات كانت هذه المنطقة هي الأنظف والأرقى في كل أسواق الشام، الآن تحولت إلى أقذر منطقة بسبب أصحاب البسطات، أكاد لا أصدق أن ساحة عرنوس وشارع الطليان والباكستان باتت مثل كراجات انطلاق الهوب هوب، التي تعد في بلادنا المناطق العامة الأكثر قذارة بسبب البسطات والشبيحة».

وعن الازدحام الذي تشهده هذه الأسواق دون غيرها، قال خالد إنها المناطق الهادئة بسبب كثرة المقرات الأمنية فيها، حيث تكثر الحواجز ولا تزال قبضة النظام هنا شديدة.. والتجار يفتحون محلاتهم، والناس تفد إلى المنطقة من كل الأنحاء لأن كل مناحي الحياة تعطلت في المناطق الأخرى.

ويضيف خالد: «بالنظر إلى حجم المناطق المعطلة، فإن الازدحام يجب أن يكون أضعاف ما يبدو عليه الأمر»، ويتابع: «ما من عائلة سورية لم تنكب، إما بفقد أحد أبنائها – إن لم نقل أكثر من شخص – أو عانت التشرد أو فقدان مصدر الرزق.. فمن يحتفل بالعيد؟».

جار خالد واسمه همام، هو بائع ملابس للعرائس. يقول: «اعتدنا البيع بكثرة خلال عيدي الفطر والأضحى، إذ إن معظم مناسبات الخطوبة والزواج تتم في هذين العيدين. لكن هذا العيد الثالث الذي تستمر مبيعاتنا بالتراجع فيه لدرجة أننا بتنا نفكر بتغيير المصلحة (النشاط). الناس صارت تتزوج دون احتفالات، ولم تعد تشتري ملابس أفراح»، كما أن صناعة ملابس الأفراح قلت كثيرا عن السابق بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في البلاد.

ويتابع همام أن «أسواق الشام لم يعد للتجار فيها مكان.. لقد تقاسمها أصحاب البسطات والمتسولون ورجال الأمن والشبيحة».

وبالفعل، على غير ما درجت العادة في الشام، تفاقمت ظاهرة التسول على نحو لافت في شوارع العاصمة. وتزداد أيام الأعياد. ففي كل شارع هناك العشرات من المتسولين الذين يأخذون أماكنهم على الأرصفة إلى جانب أصحاب البسطات، ويستجدون المارة بعرض أحوالهم المأساوية على مدار الساعة، مثل: «أطعم أيتاما.. فقدت بيتي.. فقدت عائلتي وأنا مشرد.. على حب النبي ساعدني».

وغالبية المتسولين نساء يحملن أطفالا رضع، وقد تتجاوز طلباتهن قطعة نقود إلى طلب ملابس قديمة أو خبز أو حليب للأولاد. همام يقول: «السير في شوارع دمشق بات مضنيا، فأنت تتعرض لابتزاز إنساني لمشاعرك بسبب كثرة المتسولين، في وقت تعاني أنت فيه من ضيق ذات اليد، ولا تجد ما تقدمه لهؤلاء. بل يصعب عليك التمييز بين المحتاج فعلا والمتسول التابع لعصابة مرتبطة بالأجهزة الأمنية. ويضاف إلى ذلك انتشار الجيش والأمن والحواجز عند كل ناصية.. الحياة في دمشق باتت خانقة جدا، ويزداد الإحساس بالضيق في مناسبات الأعياد، لأنه يذكرنا بأن مدينتا (يوما بعد آخر) تفقد جمالها»، ويغص همام بانفعاله: «حتى صلاة العيد بتنا نخشى المشاركة فيها، يوم أمس احتجزنا في المسجد، وكل من كان مواليد غير مواليد المنطقة تم اعتقاله».

ومع حلول عيد الأضحى، أصدر ناشطون في شبكة أخبار الشباب آخر إحصائيات الثورة، التي تشير إلى أن عدد القتلى من المعارضين تجاوز 40476، عدد الأطفال فيهم بلغ 3113 بينما الإناث 3303، والأشخاص العسكريون 3850. أما الذين قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام فهم 1168، وذلك إضافة إلى المفقودين 76000، والمعتقلين 216000.. بينما بلغ إجمالي عدد اللاجئين منذ بداية الثورة أكثر من 354239، يتوزعون في تركيا: 100363، وفي لبنان: 101283، وفي الأردن: 105166، وفي العراق: 41955، وفي دول شمال أفريقيا: 5562.

* تتحفظ «الشرق الأوسط» على اسم مراسليها في دمشق حفاظا على أمنهم الشخصي

الجنود السوريون يقاتلون الثوار و«الإنهاك» في حمص

عسكري شاب: نقاتل لساعات وربما لأيام للسيطرة على مبنى واحد

حمص: جنين جيوفاني*

على مدار أكثر من 24 ساعة شق جنود الرئيس السوري بشار الأسد طريقهم بصعوبة عبر مدينة حمص، تبدو عليهم علامات الإرهاق والتعب جراء من أشهر من القتال.. وخشية النزول إلى الشوارع، حيث يتربص بهم القناصة.

يتحرك الجنود عبر الأنفاق التي تكونت في حوائط المباني المدمرة، كان هدفهم هو استعادة أحد المباني، مجرد واحد فقط.. هو مدرسة سابقة كانت خاضعة لسيطرة ثوار الجيش الحر. ويقول ريفاف، واحد من مجموعة من الجنود الذي يضطلعون بهذه المهمة: «سوف نتمكن في النهاية من السيطرة على هذه المدرسة. لكن العملية مسألة وقت».

تحولت حمص، من نواح عدة، إلى صورة مصغرة لسوريا، مجتمع من السنة والشيعة والعلويين يعيشون متجاورين، ليستيقظوا ليجدوا أن انهيار الدولة البوليسية سرعان ما قضى على أي إحساس بالهدف المشترك. جاءت الحرب الأهلية إلى حمص مبكرا، ولا تزال دائرة منذ ذلك الحين، في الشوارع والمباني وفي شقة واحدة في بعض الأحيان. كانت النتائج متأرجحة، حيث تكسب المعارضة الأرض مرة ثم تستعيدها الحكومة مرة أخرى.

هذه هي قصة المدرسة، ومجموعة من الجنود الحكوميين ودولة وقعت في براثن معركة استنزاف. فلا يزال نصف حمص قائما كما كان من قبل، حيث لا يزال المسيحيون والعلويون المتحالفون مع الأسد يتمسكون بروتين طبيعي والجلوس على المقاهي والتمتع بالتنزه في الشوارع.

وقال ريفاف وهو يتخفى في شقة مهجورة، ويزحف تحت نافذة حيث يتردد صوت المدفع الأوتوماتيكي في الفناء: «هل ترى هؤلاء القناصة؟ إنهم يطلقون النار علينا طوال اليوم». وقال مشيرا إلى المبنى المتهدم الواقع على بعد عدة مبان: «القناص هناك». وكحال الآخرين الذين أجريت معهم مقابلات لهذا المقال، لم يرغب في ذكر اسمه كاملا لأسباب أمنية.

هذه هي المدرسة، بناية يستخدمها الثوار كمستودع للسلاح، وكان ذلك هو هدف اليوم.

ذتعتبر حمص ثالثة أكبر مدن سوريا، واحدة من النقاط الكثيرة الساخنة في البلاد حيث يلعب الثوار والجيش النظامي لعبة القط والفأر الفتاكة، حيث بدأ الجيش النظامي الأسبوع الماضي عملية لاستعادة المدينة كاملة.

ويقول رجال الحكومة هنا إنهم يحترمون المعارضة، على الأقل كمقاتلين، في إشارة إلى أنهم خصوم أقوياء، متمرسون في القتال في المناطق الحضرية وأكثر معرفة بالأرض. لكن هؤلاء الرجال يؤمنون بشدة بقضيتهم ويقاتلون من أجل الدولة التي يدعمونها وقائد يقولون إنهم على استعداد لبذل أرواحهم فداء له.

كانت الحكومة ترغب في نقل هذه الصورة، لذا سمحت لمراسل مقيم في باريس بالدخول بشكل حصري إلى حمص في صحبة مسؤول بوزارة الإعلام، والمكوث ليوم واحد في صحبة الجنود السوريين.

أشار قائد الوحدة إلى أنه غير متأكد من عدد الثوار الموجودين في حمص – داخل معقلهم الحصين في المدينة القديمة – لكنه يقدر أعدادهم بنحو 1,500 إلى 2,000 مقاتل. وقال: «إنهم يعرفون هدفهم جيدا».

وقال ضابطه المسؤول والذي يلقب باللواء «بابا»، وهو ابن فلاح: «سوف ننتصر، سوف يستغرق ذلك بعض الوقت لكننا سننتصر». جلس اللواء في مكتبه الذي كان واجهة محل محترقة، وعلى رجله استقر مدفع آر بي جي.

لكنه عمل شاق وهؤلاء الأفراد يبدو عليهم الإجهاد. وقال ريفاف، الجندي الشاب: «نحن نقاتل لساعات، وأحيانا لأيام للاستيلاء على مبنى واحد».

للوصول إلى الجبهة الأمامية سافر الجندي، والمرافقة الحكومية شذى، بين أنقاض شارع باب السباع، الذي كان في السابق واحدا من أفضل مناطق المدينة التي أنهتكها الحرب. وبصحبة عدد قليل من جنود الجيش شقت المجموعة طريقها وسط الأبنية المحطمة، ونزلوا إلى الأنفاق نظرا لأن القناصة كانوا يتربصون فوق الكثير من الأسطح.

كانت هناك دلائل في كل مكان على تراجع المعارضة، وفي منطقة مفتوحة وسط الأنقاض كان هناك ما بدا مثل قاعدة للثوار، حيث وجدت قنبلتان محليتا الصنع وإمدادات طبية تناثرت على طاولات نصبت كمستشفيات ميدانية، تركها الثوار على عجل بعد معركة استمرت طوال الليل لفتح طريق للوصول إلى الهدف النهائي المتمثل في المدرسة.

وقالت شذى، المسؤولة بوزارة الإعلام، وهي تشير إلى خطاف معدني وأسلاك كهربية تتدلى من الحائط «إنها تستخدم للتعذيب». ربما كانت خطاطيف اللحم هذه تستخدم لتعليق أكياس المحاليل أو ربما لم تكن تستخدم لشيء؛ لكن تلك كانت الجولة الحكومية وروايتها للأحداث.

كانت هناك حفرة في الأرض أيضا. بدت مثل بئر في قاعدة حائط. قال شذى إن جثث الجنود السوريين وجدت ملقاة في هذه الحفرة.

أصيبت الحكومة السورية بمزيد من الإحباط نتيجة عدم قدرتها على سحق قوات المعارضة، لذا تبنت استراتيجية قاسية من استخدام الدبابات والمدفعية والطائرات لقصف وتفجير الثوار حتى الاستسلام. وقد نجح ذلك في بعض الأماكن الأصغر، مثل قرية معرة النعمان التي دمرت بعدما أعلنتها قوات المعارضة الأسبوع الماضي «قرية محررة».

لكن تلك الاستراتيجية لن تتمكن من النجاح هنا، فالمدينة ضخمة للغاية، ومليئة بالمباني، لذا سيضطر الجنود الحكوميون إلى القتال على الأرض وشق طريقهم وسط هذه الأنواع من المساحات. الوحدة الصغيرة المتمركزة هنا كانت خليطا من المجندين الشباب والضباط الكبار. كانوا يهتفون وهم يشقون طريقهم خلال الممرات تحت الأرض «الله، سوريا». وعندما سئل القائد البارز في حمص عن عدد الجنود الذين خسرهم، توقف ورشف الشاي وقال: «عدد كبير».

عدد قليل من المدنيين لا يزالون يقطنون المدينة، ويتمسكون بما لديهم، لكنهم يدركون أيضا أن النسيج الاجتماعي تفكك بشكل كبير لدرجة أنهم أصبحوا متشككين بشأن المستقبل. وتقول ميادة، من أبناء الطائفة الإسماعيلية الشيعية المتزوجة بعلوي وتعيش في أحد الأحياء الأكثر أمنا: «البعض هنا يكرهون، لكن البعض يتقاربون بشكل أكبر لأننا نرفض الحرب الطائفية. البعض هنا التزم الحياد – يمكنني القول إنهم 60 في المائة – واعتادوا العيش مع القصف».

وقد حاولت شذى، مسؤولة وزارة الإعلام، إبداء وجهة نظر أكثر تفاؤلا، قائلة إن الآلاف من الأفراد عادوا إلى حمص. وقد عادت كارلا (32 عاما)، وهي أم مسيحية لثلاثة أطفال، مؤخرا إلى منزلها المغلق المقابل لكنيسة سانت ماتانيوس المدمرة، وقد رأت ابنتها ناية، 12 عاما، دمار الحرب بصورة شخصية. فتقول ناية: «لا أحد يستطيع أن يتبين نتيجة هذه الحرب».

في الخارج، تواصلت المعارك دون كلل خلال الليل، وفي الصباح كان ريفاف ورفاقه المتعبون قد استولوا على المدرسة؛ لكن من دون احتفالات.. كانوا مرهقين، وقال ريفاف في صوت متعب: «أنهينا المعركة في الخامسة صباحا، ينبغي أن أنام لأننا سنضطر إلى البدء من جديد في وقت متأخر من اليوم».

* خدمة «نيويورك تايمز»

«الحر» يسيطر على أحياء كردية ومسيحية في حلب والنظام يدك المدينة بالمدفعية وراجمات الصواريخ

ناشطون لـ «الشرق الأوسط» : الثوار سيطروا على أحياء الأشرفية والسريان

بيروت: بولا أسطيح

قالت مصادر ميدانية من حلب إن الجيش السوري الحر نفذ بالأمس خطة مطبقة للسيطرة على أكبر عدد من الأحياء في المدينة ونجح بذلك، فدخل أحياء الأشرفية ذات الغالبية الكردية والسريان ذات الغالبية المسيحية، كما حاصر بالكامل فرع الأمن الجنائي الذي يُعد أحد أهم المراكز الأمنية في المدينة. وترافق ذلك مع تصعيد النظام السوري حملته الأمنية على مناطق ريف دمشق، مما أدى، بحسب لجان التنسيق المحلية، لسقوط عشرات القتلى والجرحى.

وعشية جمعة عيد الأضحى التي أطلق عليها الناشطون تسمية جمعة «الله أكبر نصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده»، قال محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، إن «الجيش الحر تمكن من السيطرة بالكامل على تلك الأحياء، دون مقاومة تذكر من حزب العمال الكردستاني»، متوقعا أن تكون قد حصلت مفاوضات بين الجيش الحر ومقاتلي حزب العمال لدخول الثوار من دون مقاومة للحي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «معارك عنيفة جدا تشهدها مدينة حلب والجيش الحر يحاصر بالكامل فرع الأمن الجنائي الذي يُعد أحد أهم المراكز الأمنية في المدينة، كما يتقدم للسيطرة على مزيد من الأحياء وهو يوشك على السيطرة على حي السبيل، مما سيجعله مسيطرا على أكثر من 80 في المائة من مجمل مدينة حلب».

وأوضح الحلبي أنه «بالتزامن مع القصف العشوائي الذي تشنه دبابات النظام وطائرات (ميغ) وراجمات الصواريخ على الأحياء الجديدة التي سيطر عليها الثوار، يتم تسجيل حالة نزوح واسعة في صفوف الأكراد والمسيحيين، ففيما ينزح الأكراد للأرياف الكردية، يتوجه المسيحيون إلى حي الجديدة والسليمانية، وهم أبلغونا في حال استمرار القصف العنيف فسيغادرون إلى لبنان».

ويكتسب الحي أهمية عسكرية لكونه يقع على مرتفع ويسمح في حال السيطرة عليه بالإشراف على أجزاء من المناطق المحيطة به. كما يشكل «عقدة مواصلات مهمة» بين وسط المدينة وشمالها. ويأتي دخول المقاتلين إليه بعد سيطرتهم الأسبوع الماضي على حي بني زيد المجاور.

وأفاد الناشط السوري وائل نحاس في حلب بأن عناصر حزب «العمال الكردستاني» الذين كانوا يسيطرون على المنطقة قبل دخول «الجيش الحر» تراجعوا إلى ما بعد الدوار الثاني في حي الأشرفية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها اتفاق بين الطرفين لدخول «الحر»، مشيرا من جهة ثانية إلى أن عناصر من «الجيش الحر» شوهدوا يحملون صواريخ مضادة للطيران على أكتافهم من نوع «ستينغر» الأميركية الصنع، وذلك في تطور لافت.

وفي دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات دارت بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على أطراف حيي التضامن والقدم جنوب العاصمة، حيث أفيد باشتباكات دورية على الرغم من إعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل أحياء العاصمة منذ يوليو (تموز) الماضي.

وإلى ذلك، أشارت «لجان التنسيق» إلى أن «قوات النظام شنّت حملة دهم واعتقالات عشوائية في منطقة المهاجرين في قلب العاصمة دمشق»، مشيرة إلى أن قوات الأمن ما زالت مستمرة في سياسة «تفخيخ» الأبنية السكنية في حي التضامن بدمشق.

وكان ناشطون أفادوا بأن القصف بالمدفعية والدبابات تواصل على أحياء الحجر الأسود والعسالي والقابون وبرزة بدمشق، بينما أكدت شبكة شام الإخبارية أن اشتباكات تدور في أحياء القدم والعسالي وبرزة بين قوات النظام والجيش الحر، حيث دمر الثوار حاجزا عسكريا في حي التضامن، واستهدفوا حافلة للجيش والشبيحة، كما هاجموا عدة حواجز في الحجر الأسود.

وفي الوقت نفسه، انتشرت عناصر الأمن والشبيحة في أحياء باب مصلى والميدان وساروجة والمزة وشارع خالد بن الوليد، مما أدى إلى إغلاق بعض الطرق ونشر الحواجز واعتقال كثير من المتظاهرين.

وقد شهد حي التضامن بدمشق انفجار سيارة مفخخة تلاه إطلاق رصاص وقصف مروحي عنيف على شارع الشهداء، بينما قال التلفزيون السوري الرسمي إن 6 ستة أشخاص قتلوا وأصيب نحو 20 آخرين في انفجار حافلة عند حاجز عسكري في حي دف الشوك.

وفي ريف دمشق، سجلت عمليات قصف واشتباكات في عدد من القرى والبلدات، وأفاد المرصد بتعرض حرستا ومناطق محيطة بها وببلدات زملكا وكفربطنا وسقبا للقصف من قبل القوات النظامية «في محاولة للسيطرة على ريف دمشق»، بحسب المرصد.

وفي محافظة إدلب، تستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، الذي يحاصره المقاتلون منذ نحو أسبوعين. وفي الرقة، قال ناشطون إن مقاتلي المعارضة هاجموا «حاجز رنين العسكري قرب بلدة سلوك، مما أدى إلى استيلاء المقاتلين على الحاجز»، مشيرا إلى مقتل 3 عناصر من القوات النظامية، واستحواذ المقاتلين على «أسلحة وذخائر ودبابة».

وفي محافظة حماه، أفاد المرصد بوقوع انفجار في حي الشريعة «وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة»، فيما أبدى ناشطون تخوفهم من وقوع مجزرة جديدة بحق 25 مدنيا تحتجزهم قوات الأمن معصبي الأعين بحي الجبيلة في دير الزور، حسب لجان التنسيق المحلية.

النظام السوري يوافق على وقف إطلاق النار خلال العيد.. ويحتفظ لنفسه بـ«حق الرد»

المعارضة والجيش الحر يؤكدان التزامهما «المشروط» بهدنة الإبراهيمي.. و«النصرة» ترفضها

بيروت: ليال أبو رحال

أعلنت قيادة الجيش والقوات المسلحة السورية وقف إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى اعتبارا من صباح اليوم الجمعة وحتى الاثنين المقبل، محتفظة بـ«حق الرد» على إطلاق النار من قبل من سمتهم «الجماعات المسلحة». وفي حين قال «الجيش السوري الحر» إنه سيلتزم بالهدنة اعتبارا من صباح اليوم، مؤكدا في الوقت عينه أنه «سيرد بقسوة في حال عدم تنفيذ القوات النظامية لوقف إطلاق النار»، أعلنت «جبهة النصرة الإسلامية» رفضها للهدنة، معتبرة أنه «لا هدنة بين الجبهة وبين النظام السوري الفاجر السافك لدماء المسلمين، والمنتهك لأعراضهم»، وأقسمت بالله أنه «ليس بينهم وبين النظام سوى السيف».

وكانت قيادة الجيش النظامي قد أعلنت في بيان بثه التلفزيون السوري في شريط عاجل عند السادسة من مساء أمس: «بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك نعلن عن وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية». وأضافت: «انسجاما مع مسؤوليتنا في حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة نحتفظ بحق الرد على إطلاق النار من قبل الجماعات المسلحة على المدنيين والقوات الحكومية خلال هذه الفترة، واستخدام السيارات الملغمة والعبوات الناسفة، أو قيامهم بتعزيز مواقع تواجدهم والحصول على إمداد بالسلاح والذخيرة». كما أكدت احتفاظ الجيش بحق الرد في حال استمرار «دول الجوار بتمرير الإرهابيين والأسلحة إلى سوريا».

وأكد رئيس المجلس العسكري الأعلى العميد مصطفى الشيخ: «إننا ملتزمون بوقف النار اعتبارا من صباح الجمعة (اليوم)؛ إذا التزم النظام بذلك. لكن إذا أطلقت رصاصة واحدة، سنرد بمائة». وأوضح أن «هذا القرار يلزم المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الأعلى وعددهم لا بأس به، إلا أن هناك فصائل مسلحة أخرى تتبع قيادات أخرى»، مبديا أسفه لكونه «لا توجد قيادة موحدة حقيقية للمقاتلين المعارضين للنظام في سوريا».

من ناحيته، شدد رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» على «أننا في (الجيش الحر) لا نعول على النظام لأننا لا نثق به، لكننا نأمل أن يكون النظام صادقا رغم شكوكنا بحقيقة نواياه»، جازما بأن «أي خرق من النظام سنرد عليه بالمثل وبالقوة».

وتحدث حجازي عن «وجود شروط لدى الجيش الحر من أجل القبول بالهدنة واستمرارها». ومن أبرز هذه الشروط وفق حجازي «عدم إمداد الجيش النظامي أيا من قواته المحاصرة في أكثر من منطقة أو إغاثتها، وعدم تغيير أي موقف تكتيكي أو لوجيستي»، مشددا على أهمية «عدم التعرض للمظاهرات السلمية وإلا سنرد ردا قاسيا». وحذر كذلك من «التعرض للجرحى والمرضى»، وقال: إن «أي تعرض لأي جريح خرق لإطلاق النار»، مطالبا كذلك «بسحب الميليشيات الخارجة المقاتلة».

وقال رئيس المجلس الوطني السوري السابق، ورئيس مكتبه السياسي، الدكتور برهان غليون لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السوري الذي عودنا على الخديعة والمراوغة سيخضع لامتحان بدءا من اليوم ليبرهن على إمكانية التزامه بالهدنة في حدها الأقصى المتمثل بوقف قتل الأبرياء»، مؤكدا في الوقت عينه: «إننا لا نثق بما يقوله النظام وسنرى ما سيحصل ميدانيا في الأيام المقبلة».

وأعرب غليون عن اعتقاده بأن «للنظام مصلحة في تطبيق الهدنة بسبب وجود أكثر من موقع محاصر له»، موضحا أنه «يمكن له أن يقول اليوم إنه ملتزم بالهدنة ويرسل غدا طائرات لقصف المدنيين بحجة أن أحدا آخر خالف وقف إطلاق النار». وشدد على أن «هذا النظام لا يلتزم بمبدأ أو بقاعدة؛ لأن من يقتل شعبه لا يمكن له أن يلتزم إلا بمصلحته أولا وأخيرا»، معتبرا أنه «يقبل الهدنة اليوم لأنه يحتاج لإعادة التقاط أنفاسه مع معنويات عناصره المنهارة والمحطمة ووجود مواقع تابعة له مهددة بالسقوط تحديدا في شمال سوريا».

تبادل الاتهامات في جريمة قتل كاهن مسيحي في منطقة قطنا قرب دمشق

جورج صبرا: نحمل السلطات مسؤولية كشف الفاعلين

بيروت: «الشرق الأوسط»

شيع سكان بلدة قطنا في ريف دمشق الكاهن المسيحي فادي الحداد، الذي كان اختطف من قبل مجهولين وقتل ذبحا، إذ وجدت جثته مقتولا في بلدة عرطوز في ريف دمشق.

وقد أكد مصدر رسمي سوري أمس أن «مجموعة مسلحة قتلت الكاهن فادي حداد» بعد اختطافه من مدينة قطنا في ريف دمشق، مضيفا أنها «طالبت بفدية مالية لإعادته»، وأشار إلى أن الكاهن حداد «وجد مقتولا في بلدة عرطوز، وهو من العاملين على المصالحة الوطنية».

من جانبه قال الناطق باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا إنه «قبل عدة أيام قامت عصابات الشبيحة وزمر المرتزقة التي تتبع النظام وتحتمي به باختطاف الدكتور شادي الخوري من مدينة قطنا، واتصلت العصابات بذويه طالبة فدية من أجل إطلاق سراحه». وأضاف: «ذهب ذوو الدكتور المخطوف برفقة الأب فادي الحداد كاهن كنيسة الروم الأرثوذكس لدفع الفدية وتحرير المخطوف، غير أن العصابة الخاطفة احتفظت بهم كرهائن جدد، ورفعت مبلغ الفدية المطلوب. وفوجئ العالم صباح أمس (الخميس) بخبر مقتل الأب فادي حداد على يد عصابة الخطف والإجرام».

وأدان صبرا عبر بيانه جريمة قتل الكاهن باستنكار، داعيا إلى «إطلاق سراح المخطوفين الآخرين: الدكتور شادي الخوري والسيد جهاد مريش، ونحمل الخاطفين المسؤولية الكاملة عما يمكن أن يلحق بهما من أضرار». كما دعا إلى «فتح تحقيق قضائي مسؤول وشفاف لكشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة»، محملا «السلطات المعنية مسؤولية هذا الأمر».

كما لفت صبرا في بيانه إلى أن «جهود الطائفيين والموتورين من أزلام النظام وعصاباته في سعيهم المحموم لتفريق الصفوف وجر البلاد إلى مخاطر الفتنة ستبوء بالفشل»، لأن «الوحدة الوطنية في سوريا، وفي مدينة قطنا على وجه الخصوص، أصلب من أن تنال منها أفعال الجهلة والحاقدين. وكان الأب فادي أحد رموز هذه الوحدة الوطنية والعاملين على ترسيخها».

وكانت وكالة «فيدس» الفاتيكانية قد ذكرت أمس في أحد أخبارها أن الكاهن فادي حداد، راعي كنيسة مار إلياس في قطنا في ريف دمشق، اختطف مع شخصين آخرين قبل أيام على يد مجموعة من المسلحين المجهولين. كما أكد المطران إسحاق بركات المعاون البطريركي لبطركية الروم الأرثوذكس في دمشق في حديث إذاعي أن «الأب فادي الحداد كان كاهنا بمدينة قطنا في ريف دمشق»، مشيرا إلى أن «أحد أبناء الرعية تعرض للخطف. وفي 18 أكتوبر (تشرين الأول) تم الاتصال بالأب الحداد لتوصيل الفدية فتم خطفه، واليوم (أمس) صباحا اتصلوا بنا وقالوا إنه تم العثور على جثته». وأضاف بركات: «هذا الاعتداء ليس فقط على المسيحيين؛ وهو كان كاهنا لكل قطنا». وكانت صفحة «الثورة السورية – تنسيقية الجلجلة» التي يديرها ناشطون مسيحيون قد اتهمت «شبيحة النظام السوري باختطاف الكاهن فادي حداد».

محققو الأمم المتحدة: سوريا تشهد «جرائم حرب ضد الإنسانية»

عبد الكريم ريحاوي لـ «الشرق الأوسط» : نعد لائحة تضم 300 اسم بينهم الأسد لتقديمها لـ«الجنايات الدولية»

بيروت: كارولين عاكوم

بعدما كانت تصريحاتهم تشير في الفترة السابقة إلى «احتمال» وقوع جرائم حرب في سوريا وانتهاكات جسيمة «قد ترقى» إلى خروقات للقانون الإنساني الدولي، أعلن محققو الأمم المتحدة في سوريا أمس أن «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية» تشهدها سوريا، مؤكدين أنهم يسعون إلى زيارة دمشق، معربين عن تطلعهم للقاء الرئيس بشار الأسد.

وأكدت اللجنة التي شكلت العام الماضي للتحقيق في الأحداث السورية، في مؤتمر صحافي لها، أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تحدث في سوريا، وأن رئيس اللجنة باولو بينييرو قد طالب الرئيس الأسد بالسماح لها بدخول سوريا، معربا عن وجود أمل في أن يتحقق هذا قريبا.

وهذا الواقع أكده عبد الكريم ريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن جرائم حرب ضد الإنسانية وانتهاكات لحقوق الإنسان تحدث في سوريا على أيدي طرفي النزاع، وإن كانت تلك التي تنفذ على أيدي بعض المعارضين وعناصر الجيش الحر محدودة وفردية ولا ترتقي إلى حجم وفظاعة تلك الممنهجة التي يقوم بها النظام وقواته في كل المناطق السورية، والتي تعكس سياسة واحدة في التعامل مع الشعب السوري وإخضاعه عن طريق القمع والإجرام.

ولفت ريحاوي إلى أن اللجنة التي شكلتها الأمم المتحدة العام الماضي لم يسمح لها النظام بالدخول إلى سوريا، فيما عمدنا إلى تزويدها بعشرات شهود العيان والضحايا الذين تعرضوا للتعذيب وانتهاكات لإعداد تقاريرها. مضيفا: «هناك الكثير من التقارير الصادرة عن منظمات إنسانية عالمية تؤكد أن ما يجري في سوريا جرائم حرب، وأبرز هذه الجرائم هي، إضافة إلى القصف العشوائي الذي يتعرض له المدنيون، الاختفاء القسري والاغتصاب الجماعي الممنهج والتعذيب في المعتقلات، وقد تم توثيق 1100 شخص قتلوا تحت التعذيب لغاية الآن، وإن كنا على يقين أن العدد أكبر بكثير».

ويقول ريحاوي: «طالبنا ولا نزال بحماية دولية للمدنيين، وتقدمنا بطلب رسمي إلى محكمة الجنايات الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوري بشار الأسد، كما أننا نعد لائحة تضم بين 250 و300 اسم لشخصيات سورية، بينهم الرئيس وقيادات أمنية لتقديمها إلى المحكمة نفسها».

وعن عمل المنظمات الإنسانية، يشير ريحاوي إلى أن النظام يقوم بتقييد عملها، وهي بالتالي غير قادرة على تجاوزه نظرا إلى أن دخولها سوريا يجب أن يكون بموافقة الحكومة، معتبرا أنه حتى لو سمحت لهم تحت الضغوط بالدخول، ستكرر ما قامت به مع فريق بعثة المراقبين حين عمدت إلى تزوير الشهود في السجون.

كذلك، ومن ناحيتها أكدت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، وأنها تتاشبه إلى حد كبير مع جرائم مشابهة وقعت في بلدان أخرى شاركت هي كقاضية في التحقيق فيها.

وأوضحت ديل بونتي التي شاركت في أعمال اللجنة بموجب قرار من مجلس حقوق الإنسان أنها ستركز على «تحديد الشخصيات السياسية والعسكرية رفيعة المستوى المسؤولة عن هذه الجرائم»، كما ستشارك في التحقيق العام لرصد وتوثيق الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.

من جهته، أعلن رئيس لجنة التحقيق البرازيلي باولو بينييرو أن اللجنة طلبت من الأسد السماح لها بالدخول إلى سوريا، وقال: «نتوقع أن يستقبلنا في دمشق». وكان فريقه قد جمع أدلة وشهادات على مدى العام الماضي عن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الحكومية السورية ومقاتلو المعارضة خلال الصراع الذي بدأ منذ 19 شهرا.

هدنة في سوريا “مع حق الرد”

وافق كل من الجيش السوري، والجيش الحر، على اقتراح المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي، بوقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى، على أن تبدأ الهدنة من فجر اليوم (الجمعة)، حتى مساء الاثنين المقبل، لكن الطرفين أكدا على »حقهما في الرد« . وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله في وقف إطلاق النار في سوريا، لكنه لم يكن واثقاً من صموده .   وأكد رئيس المجلس العسكري الأعلى ل»الجيش الحر« العميد مصطفى الشيخ الالتزام بوقف النار إذا التزم النظام بذلك »لكن إذا أطلقت رصاصة واحدة، سنرد بمئة« .

وقال إن هذا القرار يلزم »المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الأعلى، إلا أن هناك فصائل مسلحة أخرى تتبع قيادات أخرى« . وأكد المتحدث باسم جماعة »أنصار الإسلام« »أبو معاذ« أنه لن يلتزم بالهدنة . وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن بلادها تأمل في أن تحترم الحكومة السورية وخصومها الهدنة المزمعة، وأبدت شكوكها إزاء سجل دمشق في ما يتعلق بالوفاء بالاتفاقات، وقالت للصحافيين »ما نأمل فيه ونتوقعه هو ألا يكون الأمر بالنسبة إليهم مجرد حديث عن الهدنة ولكن عليهم أن يثبتوا ذلك بدءا من النظام وسوف نراقب عن كثب«، وأضافت »النظام السوري بارع بشكل خاص في تقديم الوعود وأقل براعة في الوفاء بها« .

ورحبت روسيا بموافقة الحكومة السورية على هدنة العيد . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكافيتش »تأكيد دمشق استعدادها للعمل نحو وقف سفك الدماء وتعبيد الطريق نحو حلّ سياسي للأزمة الداخلية السورية من خلال حوار شامل هو أمر ذو أهمية كبيرة«، وأشار إلى أن عدداً من الجماعات المسلحة تعهدت بذلك أيضاً .

وأشاد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بالإعلان عن قبول الجيش السوري بالهدنة، واصفاً إياها بأنها »ضوء خافت يحيي الأمل في قلوب من أنهكهم الألم«، وقال في بيان »إن أهم ما في الأمر الآن هو أن تأتي الأعمال مطابقة للأقوال«، وتابع »حين ينجح هذا الأمر فسيمثل هذا خطوة أولى لعدم انزلاق سوريا في حرب أهلية أو في انتشار العنف بين أبنائها، الأمر الذي يعني بداية جديدة لحل سياسي فيها«، وأوضح أن التفاهم بشأن الهدنة يعد نجاحاً للإبراهيمي .

وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو دعمه دعوة الإبراهيمي لوقف إطلاق النار في سوريا خلال العيد كخطوة أولى نحو السلام المستدام والاستقرار في البلد، وجدد دعوته السابقة لإنهاء العنف وحث جميع الأطراف في سوريا على الالتزام بوقف إطلاق النار خلال هذه المناسبة، وحث الأطراف الإقليمية والدولية لاستخدام تأثيرها في الأطراف المتنازعة لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار من أجل السلام والرخاء للشعب السوري وللمنطقة ككل .

ميدانياً، شهدت مدينة حلب اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة السورية والجيش النظامي بعد سيطرة مسلحي المعارضة على حي الأشرفية ذي الأغلبية الكردية في المدينة، فيما دارت اشتباكات في ريف دمشق . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة سيطروا على حي الأشرفية بشكل كامل ونشروا الحواجز عند مداخل الحي وسيطروا على شارع الزهور بحي السريان، لكن الجيش السوري استعاد السيطرة على الشارع والحي، بحسب ما قاله سوريون من المنطقة ل»يو .بي .آي« . وتعرضت مدينة حرستا في ريف دمشق والبلدات المحيطة بها للقصف، كذلك شهدت أطراف حيي التضامن والقدم في جنوب دمشق اشتباكات .

 مظاهرات في جمعة “الله أكبر”

قتلى وقصف بخرق لهدنة الأضحى بسوريا

                      قتل 19 شخصا على الأقل بنيران القوات النظامية السورية، كما شهدت مناطق متفرقة اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر وسط  قصف شمل أنحاء مختلفة من البلاد، في وقت خرجت فيه مظاهرات بمناطق عدة في جمعة أطلق عليها “الله أكبر”.

وبعد ساعات من الهدوء الذي ساد مختلف أنحاء البلاد إثر سريان هدنة عيد الأضحى، أفيد عن “خروقات” لوقف النار، وقالت لجان التنسيق المحلية إن 19 شخصا قتلوا اليوم معظمهم في حمص ودمشق وريفها وإدلب.

كما سجلت اللجان أكثر من اثنين وأربعين خرقا لهدنة الأضحى على الجغرافيا السورية.

ونقلت رويترز عن ناشطين أن ثلاثة أشخاص قتلوا بنيران الدبابات والقناصة في مدينة حرستا بريف دمشق. وقال أيضا مقاتلون من المعارضة في بلدة شمالية قريبة من الحدود التركية إن واحدا منهم قتل اليوم برصاص قناص.

وفي خروقات أخرى للهدنة، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن اشتباكات دارت بين الجيشين النظامي والحر في حي العسالي في دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي الخالدية بمحافظة حمص تعرض اليوم الجمعة للقصف من قبل القوات النظامية.

ونقل المرصد عن ناشطين قولهم إن ستة صواريخ سقطت على الحي مما أدى لسقوط جريحين اثنين وتضرر عدد من المنازل. وأفاد في وقت سابق اليوم بأن اشتباكات عنيفة دارت في محيط معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان بمحافظة ادلب بين القوات النظامية والجيش الحر.

مظاهرات وخروق

وأضاف المرصد أن مقاتلي المعارضة يحاولون اقتحام القاعدة التي تقع على مسافة كيلومتر واحد من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين دمشق وحلب، وتابع أن قوات الرئيس بشار الأسد أطلقت نيران المدفعية الثقيلة على قرية قريبة.

وعمت مظاهرات سلمية مناطق عدة في سوريا بعد أداء صلاة العيد في جمعة  “الله أكبر” منها بلدات بدرعا وحي هنانو في حلب وريف حلب وأحياء الحجر الأسود والقابون وجوبر في دمشق، وبلدات وقرى عدة في ريف دمشق وإدلب وريف حماة ودير الزور والرقة.

وتدخلت القوات النظامية في بعض المناطق لتفريق المتظاهرين، وأطلقت النار في بلدة أنخل بدرعا مما تسبب في إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، حسب المرصد.

من جانبه أكد رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ أن القوات النظامية أطلقت النار أيضا على متظاهرين في قطنا بريف دمشق وفي حي القابون في جنوب دمشق، معتبرا ذلك “خرقا لإطلاق النار”.

وقال إن منع التظاهر وإطلاق النار على المتظاهرين “يشكل خرقا”، مضيفا أن المقاتلين المعارضين أكثر هدوءا من قوات النظام “لأننا نريد إعطاء فرصة لوقف النار”.

وشكك الشيخ في نوايا النظام، وقال “هذا نظام كاذب. كلما خرج الناس سيطلقون النار. لو ترك الناس يتظاهرون أصلا، لكان النظام سقط منذ زمن. ولو أن الناس يثقون بتعهد النظام بوقف النار، لكان الشعب السوري خرج كله للتظاهر”.

الأسد يصلي

وكان نشطاء في المعارضة السورية قالوا في وقت سابق اليوم إن وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام دخل حيز التنفيذ صباح اليوم بمناسبة حلول عيد الأضحى.

وجاءت الهدنة بناء على اقتراح من جانب المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي.

وبينما وافق الجيش السوري والمعارضة على الالتزام بوقف إطلاق النار خلال العيد، إلا أنهما قالا إنهما يحتفظان بحق الرد على أي انتهاك من جانب  الآخر.

في غضون ذلك أدى الرئيس السوري بشار الأسد صباح اليوم صلاة العيد في أحد مساجد دمشق حسب مشاهد بثها التلفزيون السوري. وبدا الأسد مرتاحا ومبتسما وهو يتحادث مع الجالسين إلى جنبه.

وبعد انتهاء الخطبة، سلم الأسد على عدد كبير من المشاركين في الصلاة مبتسما، ومقبلا البعض ومتبادلا الأحاديث القصيرة مع آخرين ومتلقيا التهاني بالعيد.

“هدنة” الأسد تخلف 20 قتيلا حتى الآن في أرجاء سوريا

قضوا بنيران الدبابات والقناصة في ريف دمشق وحمص وإدلب

بيروت – وكالات، قناة العربية

أعلنت هيئة الثورة السورية عن مقتل 20 شخصاً اليوم الجمعة بنيران قوات الأسد في خرق للهدنة بريف دمشق وحمص وإدلب.

ومن جهتهم قال نشطاء إن ثلاثة أشخاص قتلوا بنيران الدبابات والقناصة في ضاحية حرستا على مشارف دمشق، اليوم الجمعة، في خرق لهدنة العيد.

كما أكد مقاتلون من المعارضة في بلدة شمالية قريبة من الحدود التركية أن واحداً منهم قتل برصاص قناصة في ساعة مبكرة اليوم. وسمع صحافي من وكالة “رويترز” صوتا يبدو كصوت أربع طلقات من طلقات الدبابات.

وتدور منذ صباح اليوم الجمعة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط معسكر وادي الضيف في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

هدوء صباحي تبعته اشتباكات

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة “فرانس برس”: “هذا أول خرق لوقف إطلاق النار” الذي بدأ صباحا بمناسبة عيد الأضحى، تجاوبا مع اقتراح من الموفد الدولي الخاص إلى سوريا لخضر الابراهيمي.

وذكر عبد الرحمن أن قصفا مدفعياً على بلدة دير شرقي القريبة من معسكر وادي الضيف الذي يطوقه مقاتلو المعارضة منذ أسبوعين سجل بعد بدء الاشتباكات ومصدره القوات النظامية.

وبعد وقت قصير على تسجيل هذا الخرق، أفاد المرصد السوري في بيان عن تعرض حي الخالدية المحاصر في مدينة حمص لقصف من القوات النظامية أدى إلى سقوط جريحين اثنين وتضرر عدد من المنازل.

 وكان هدوء هش ساد المناطق السورية المختلفة منذ الصباح، في وقت أقيمت الصلوات في المساجد لمناسبة عيد الأضحى. واستغل السوريون الهدوء للخروج في تظاهرات عديدة والمطالبة برحيل بشار الأسد.

ومن جهته أفاد المركز الإعلامي السوري بسقوط عدد من الجرحى إثر قيام قوات النظام بإطلاق النار على مظاهرة في أنخل بدرعا.

تخوف من مجزرة في سجن حمص

وقبيل سريان الهدنة قالت سجينة من داخل سجن حمص المركزي لقناة “العربية” إن السجناء أعلنوا العصيان احتجاجا على عدم شمولهم بقرار العفو الذي أصدره في وقت سابق الرئيس بشار الأسد.

وأضافت السجينة جنا أن كتيبة من قوات النظام تحاصر السجن وسط تخوفات شديدة من ارتكاب مجازر بحق السجناء.

بريطانيا تعاقب “تاجر القنّاصات” السوري وصديق الأسد

لندن تمنع سليمان معروف من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي والتصرف بأملاكه الثمانية

لندن – العربية.نت

جمّدت بريطانيا أمس الخميس أرصدة وأملاك سليمان معروف، رجل الأعمال الشهير بصداقته للرئيس السوري وبلقب “تاجر القناصات” الذي أطلقه عليه السوريون، ومنعته أيضا من السفر الى دول الاتحاد الأوروبي وسحب أي مبلغ من حسابه المصرفي إلا بإذن رسمي.

وسبق لمعروف، الذي اطلعت “العربية.نت” على خبره من وسائل إعلام عدة، أهمها “التايمس” البريطانية عدد اليوم الجمعة، أن تذوق طعم العقوبات حين أدرج الاتحاد الأوروبي اسمه في 16 الجاري مع 26 وزيرا سوريا وشركتين ورجل أعمال سوري آخر ممن شملتهم العقوبات للتضييق على خناق الداعمين والمناصرين للنظام.

لكن طعم القرار البريطاني أمس هو المر والأشد إيلاما عليه، فهو مقيم في بريطانيا الحاصل على جنسيتها، وفيها أملاكه وبعض أرصدته ونشاطه التجاري، وفيها تلقى علومه وتخرج بدرجة اقتصاد من “يونيفرستي كولدج لندن” بالتسعينات، كما فيها شركتان يديرهما، وهو أول بريطاني الجنسية تنال منه عقوبة لها علاقة بالأحداث في سوريا.

وشمل قرار التجميد البريطاني 8 شقق يملكها سليمان معروف في حي سانت جونز وود، وهو راق بشمال لندن، كما في حي يعتبرونه الأغلى في العاصمة البريطانية لجهة أسعار العقارات، وهو “تشيلسي” الشهير.

القرار منعه أيضا من سحب أي مبلغ مالي مما له في البنوك إلا بإذن رسمي مسبق وإلزامه بإظهار وصولات عن كيفية صرفه. كما منعه من السفر بوصفه بريطاني الجنسية الى دول الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يشمل منعه من العودة الى بريطانيا إذا كان مسافرا حاليا، أو قرر السفر الى بلد ليس عضوا في الاتحاد الأوروبي.

كان يخرق الحظر الأوروبي ويتبضع للأسد وزوجته

والمعلومات المتوفرة عن سليمان محمود معروف لا تشفي الغليل ولا تلبي الفضول، لكن ما جمعته “العربية.نت” من هنا وهناك قد يساعد في التعرف إلى رجل بدأ يظهر للضوء الإعلامي لأول مرة في مارس/آذار الماضي فقط.

في ذلك الشهر تسلل مجهولون إلى بريد الأسد الإلكتروني، واتضح من بعض الرسائل أن معروف هو من كان يقوم شخصيا بتأمين مستوردات ومشتريات ممنوعة على الرئيس السوري وزوجته، فكان معروف يلعب دور “البديل” ويشتري ببطاقات فيزا وغيرها بضائع فاخرة للتهرب من الحظر الأوروبي المفروض على الزوجين الرئاسيين.

وسليمان معروف هو صديق شخصي للأسد وزوجته صديقة لـ “السورية الأولى” أيضا، وفي يوليو/تموز الماضي ذكرت “التايمس” البريطانية أنه يمكن الاشتباه بأنه “قام بعمليات غسيل أموال عبر تمريره ملايين الجنيهات الى قنوات شبكة حسابات مصرفية له بسويسرا وألمانيا وبيروت، وأن رصيد أحد حساباته كان 48 مليون دولار العام الماضي” وفق تعبيرها.

ويقم سليمان معروف في لندن مع زوجته وأولاده الثلاثة في منزل “قام بتحويل ملكيته الى شقيقته قبل أشهر” وقيمته أكثر من مليون و600 ألف دولار بحي “سانت جونز وود” حيث يقيم أيضا أبواه وبعض أفراد عائلته وأقاربه، على ما يؤكدون.

فشل بشراء “القناصات” علناً فاشتراها سراً

ومعروف رجل أعمال ناشط بشكل خاص في الميديا والتكنولوجيا، ويملك موقع “شاكو ماكو” العربي الإخباري على الإنترنت كما يرأس مجموعة شركات معروفة بتجارة الإلكترونيات في سوريا، ويدير شركة تملك المبنى الواقع فيه مطعم وبار “مامونية لاونج” الشهير في حي “ماي فير” الراقي بلندن.

كما أنه كان بين 6 حملة أسهم في “قناة الدنيا” المملوكة للقطاع الخاص والتي ما زالت مستمرة برغم تكبدها خسائر زادت عن مليوني دولار العام الماضي، وكله بفضل مالكيها الموصوفين بالأكثر نفوذا في سوريا ويملكون مشاريع تجارية برساميل مليونية وتربطهم علاقات وثيقة بالنظام، لكنه أكد في بيان أنه “تخلى” عن حصته فيها.

وفي حلب يملك سليمان معروف شركة “الشهباء” المستثمرة في “شام هولدينغ” المملوكة لرجل الأعمال السوري رامي مخلوف. أما عن لقب “تاجر القنّاصات” فظهر بعد فشله بشراء بنادق قنص متطورة من جنوب إفريقيا بطريقة رسمية وشرعية “مما اضطره لشرائها بالسر وتهريبها إلى سوريا كدعم ضد المحتجين بالتظاهر على النظام” طبقا لما كتب البعض.

وهناك من يذكر عن سليمان معروف أنه ابن أخت اللواء محمد ناصيف، الرئيس السابق للفرع الداخلي في المخابرات العامة السورية حتى 1997 والذي تم تعيينه بعدها معاونا لمدير إدارة أمن الدولة ثم تعيينه بعد تقاعده في 2006 معاونا لنائب رئيس الجمهورية.

أكثر من 8000 لاجئ سوري ينتظرون على الحدود التركية

محافظ كيليس: نستقبلهم عندما نستطيع استقبالهم أي عند وجود أماكن كافية لإيوائهم

أنقرة – فرانس برس

ينتظر أكثر من 8000 لاجئ سوري على الحدود التركية الإذن بالدخول إليها وسط الصعوبات التي تشهدها لإيواء اللاجئين، على ما نقلت الصحف اليوم الجمعة عن مسؤول تركي.

ونقلت صحيفة “حرييت” عن محافظ كيليس سليمان تابسيز قوله إن “هناك أكثر من 8000 شخص ينتظرون في الجهة السورية” من الحدود المشتركة بين البلدين البالغة 910 كلم والتي تقع عليها محافظته في جنوب شرق تركيا.

وأوضح المسؤول أن تركيا تستقبل لاجئين “عندما نستطيع استقبالهم، عند وجود أماكن كافية”.

وتستضيف تركيا أكثر من 100 ألف لاجئ مسجل رسميا فروا من سوريا وأقاموا في مخيمات أنشئت في جنوب شرق الأناضول.

إلا أن هذه المنشآت باتت مكتظة فيما يجري بناء مخيمات إضافية لإيواء عشرات آلاف اللاجئين الآخرين بحسب السلطات.

جيش النظام يقصف جنوب دمشق بعد ساعات من قبول الهدنة

الجيش السوري الحر أعلن التزامه بالهدنة صباح الجمعة مع احتفاظه بحق الرد

دمشق – فرانس برس، رويترز

أفاد شهود عيان أن القوات السورية المتمركزة على جبل يطل على دمشق، أطلقت وابلاً من قذائف المدفعية على حي بجنوب دمشق، مساء اليوم الخميس، بعد ساعات من قبول قيادة الجيش هدنة اقترحتها الأمم المتحدة.

واستهدف القصف ضاحية الحجر الأسود الفقيرة التي يسكنها لاجئون من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال نشطاء وسكان في العاصمة إن معارضين مسلحين يستخدمون المرتفعات لشن عمليات ضد قوات موالية للحكومة. كما أعلنت هيئة الثورة السورية عن سقوط 10 قتلى بقصف لقوات النظام السوري على حي الأشرفية في حلب.

الإعلان عن قبول الهدنة

وكان الجيش السوري أعلن الخميس، عن وقف العمليات العسكرية في سوريا اعتباراً من صباح الجمعة، عملاً بهدنة عيد الأضحى، التي اقترحها الموفد الدولي الخاص، لخضر الإبراهيمي، محتفظاً بحقه في الرد في حال استمرار اعتداءات “الجماعات المسلحة”، على حد تعبيره.

ومن جهة أخرى، أكد الجيش السوري الحر أنه ملتزم بهدنة عيد الأضحى مع الاحتفاظ بحق الرد، بحسب رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، العميد مصطفى الشيخ.

وقال الشيخ “نحن ملتزمون بوقف إطلاق النار اعتباراً من صباح الجمعة إذا التزم النظام بذلك، لكن إذا أطلقت رصاصة واحدة سنرد بمئة”.

وأضاف أن هذا القرار يلزم “المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الأعلى وعددهم لا بأس به، إلا أن هناك فصائل مسلحة أخرى تتبع قيادات أخرى”. وتابع: “للأسف لا توجد قيادة موحدة حقيقية للمقاتلين المعارضين للنظام في سوريا”.

وإلى ذلك، جاء في بيان للجيش السوري تمت تلاوته على التلفزيون السوري الرسمي أنه “لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تعلن القيادة العامة للقوات المسلحة السورية وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية اعتباراً من صباح يوم غد الجمعة حتى يوم الاثنين 29 من هذا الشهر”.

مقاتلو المعارضة يقتحمون حياً في حلب

ميدانياً، دخل المقاتلون المعارضون إلى حي ذي غالبية كردية في شمال غرب حلب، كبرى مدن شمال سوريا، كان بقي في منأى عن المعارك شبه اليومية الدائرة في المدينة منذ 3 أشهر.

ويكتسب الحي أهمية عسكرية كونه يقع على مرتفع، ويسمح في حال السيطرة عليه بالإشراف على أجزاء من المناطق المحيطة به، كما أنه يشكل “عقدة مواصلات مهمة” بين وسط المدينة وشمالها.

وبات الحي، الذي كانت تقطنه غالبية كردية قبل بدء المعارك في حلب في 20 يوليو/تموز الماضي، يضم خليطاً متنوعاً من السكان مع انتقال عدد كبير من قاطني الأحياء الأخرى إليه “بعدما وجدوا أنه بقي في منأى عن الحوادث”.

ويأتي دخول المقاتلين إلى الحي بعد سيطرتهم الأسبوع الماضي على حي بني زيد المجاور.

وقال أحد قاطني حي الأشرفية إن المقاتلين المعارضين “سيطروا على القسم الشمالي وصولاً إلى الدوار الأول” الذي يقع في وسط الحي.

وأفاد الشاب، البالغ من العمر 28 عاماً، أنه رأى زهاء 50 مسلحاً “يرتدون ملابس سوداء ولفوا رؤوسهم بعصبات عليها شعار (لا إله إلا الله)”، داخل مدرسة “في شارع مشفى عثمان”.

وأشار إلى أن بعض القناصة انتشروا على أسطح المباني، كما جال مسلحون آخرون “في الشوارع في سيارات مزودة برشاشات دوشكا”، قائلاً إنه سمع واحداً من هؤلاء يقول: “جئنا نمضي العيد معكم”.

واستمرت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الخميس، غداة يوم سقط فيه 199 قتيلاً منهم 50 مدنياً في ريف العاصمة.

سوريا.. “انهيار” هدنة العيد و26 قتيلا

الحرب في سوريا , هدنة عيد الأضحى

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهدنة التي وافق عليها النظام وقوات المعارضة خلال عيد الأضحى “انهارت”، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات بين الجانبين في عدد من المناطق.

وأفاد ناشطون معارضون بمقتل 26 شخصا في حمص ودمشق وريفها وإدلب، منهم سيدتان، بينما قال المرصد إن اشتباكات عنيفة اندلعت حول قاعدة للجيش السوري، في أول “انتهاك واضح” لوقف لإطلاق النار أعلن بمناسبة عيد الأضحى.

وأضاف المرصد أن مقاتلي المعارضة يحاولون اقتحام القاعدة التي تقع على مسافة أقل من كيلومتر واحد من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط دمشق بمدينة حلب وتابع أن القوات النظامية أطلقت نيران المدفعية الثقيلة على قرية قريبة.

كما ذكرت مصادر المعارضة في وقت سابق أن عشرات من أفراد القوات الحكومية قتلوا في عملية للجيش الحر.

فقد أفادت المعارضة السورية بأن عشرات من أفراد القوات الحكومية قتلوا خلال عملية نوعية للجيش الحر في مدينة بريف دمشق، غير أنها لم تذكر تفاصيل العملية العسكرية.

وفي وقت سابق قالت المعارضة إن 4 أشخاص قتلوا في تلكلخ وسقط عشرات الجرحى في قصف قوات حكومية على المدينة من جميع المحاور، مشيرة إلى أن القصف ترافق مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحكومي والحر.

وفي حمص أيضا، احتجز السجناء في السجن المركزي 3 ضباط، بينهم عميد، بينما قطع التيار الكهربائي عن السجن الذي تحاصره قوات الأمن والجيش إثر أنباء عن اعتصام السجناء السياسيين احتجاجا على العفو الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، ولم يشمل أياً منهم، بحسب المعارضة السورية.

وذكرت تقارير للمعارضة السورية أن شخصا واحدا قتل في مواجهات مع القوات الحكومية و”الشبيحة” التي تحاصر السجن.

وفي حي القابون بدمشق، سمع دوي إطلاق نار من رشاشات الطيران المروحي على بساتين القابون، ترافق مع إطلاق نار كثيف من جهة الأوتستراد الدولي، أما في حي المزة، فسمع دوي انفجار وصف بأنه عنيف.

وفي البوكمال، ذكرت مصادر المعارضة السورية المسلحة أن الجيش الحر سيطر على سرية في منطقة “الباغوز” في البوكمال على الحدود العراقية، وأنه أسر الجنود الحكوميين في السرية، وتلى ذلك وقوع اشتباكات بين الحر والحكومي بالقرب من الأمن العسكري في المدينة.

وفي حي قسطل حرامي بحلب، تصدت قوة تابعة للجيش الحر لمحاولة وحدة تابعة للقوات الحكومية أثناء محاولتها اقتحام الحي.

وأوضح الناشطون أن عناصر “لواء أحرار سوريا” تصدوا للمحاولة في ساعات الأولى للهدنة.

يشار إلى أن ما يزيد عن 106 أشخاص قتلوا في الليلة السابقة للهدنة، معظمهم سقطوا في دمشق وريفها وفي حلب، وفقا لمصادر المعارضة السورية.

معارضون سوريون: 19 قتيلا جراء انتهاكات النظام

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — اتهمت المعارضة السورية قوات النظام باختراق الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ بأول أيام العيد، مشيرة إلى سقوط 19 قتيلاً برصاص قوات الأمن والجيش بعدة مناطق، بينما اندلعت اشتباكات قاسية قرب موقع عسكري بين الجيش السوري وعناصر تابعة لجماعة “جبهة النصرة” التي كانت قد أعلنت رفضها للهدنة.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن 19 قتيلا سقطوا أول أيام العيد بينهم أربع نساء، وتوزع القتلى بواقع سبعة في حمص وستة في دمشق وريفها وأربعة في إدلب، إلى جانب قتيلين في درعا، وسجلت اللجان في أول ساعات الهدنة 42 خرقاً اتهمت قوات النظام بارتكابها.

وكانت المعارضة السورية قد أعلنت منذ ساعات الصباح الأولى عن خروج مظاهرات مناهضة للنظام في مختلف المدن السورية.

وقالت لجان التنسيق المحلية، إن مظاهرات خرجت في خربة غزالة بمحافظة درعا، وبلدة إنخل المجاورة، وكذلك في منطقة الوعر بحمص، والهبيط وبنش في محافظة إدلب وأحياء في حلب.

ولفتت اللجان إلى أن القوات الموالية للرئيس السوري، بشار الأسد، قامت قبل ساعات بقصف حيي القصور والخالدية بحمص، إلى جانب استهداف حي العسالي بدمشق بصواريخ الطائرات المروحية.

أما شبكة “شام” الإخبارية السورية المعارضة، فأشارت إلى مظاهرات في أحياء دمشق وديرالزور، كما أوردت عن شهود عيان قولهم إن مدينة حرستا في ريف دمشق شهدت استهداف محيط جامع الحسن بقذيفة أوقعت إصابات في صفوف المدنيين.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن السورية أطلقت النار على المظاهرة التي خرجت في إنخل، ما أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى، وذلك في محاولة منها لتفريق المحتجين، وذلك رغم دخول الهدنة حيز التنفيذ.

من جانبه، نقل التلفزيون الرسمي لقطات مباشرة على الهواء للرئيس السوري بشار الأسد، يظهر فيها وهو يؤدي صلاة عيد الأضحى في دمشق، برفقة عدد من الوزراء.

كما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن قوات الجيش تمكنت الخميس من تنفيذ ما قالت إنها “عمليات نوعية في مدينة حلب وريفها لتطهيرها من المجموعات الإرهابية المرتزقة،” وقالت إنها سيطرت على المستشفى السوري الفرنسي في شارع الزهور ومنطقة السريان القديمة والجديدة.

وذكرت الوكالة أيضاً أن القوات السورية نفذت “عمليات نوعية” ضد المسلحين في ساحة التنانير وحديقة طارق بن زياد وكراج عفرين القديم في الأشرفية، في إشارة إلى أحياء كان معارضون سوريون قد أعلنوا السيطرة عليها الخميس.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من حقيقة الأوضاع الميدانية في سوريا، نظرا لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

اشتباكات في منطقة معرة النعمان في سوريا في خرق للهدنة التي أعلن طرفا القتال الالتزام بها

بدأ سريان الهدنة في الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش بحسب التليفزيون السوري

اندلعت اشتباكات عنيفة حول قاعدة وادي ضيف العسكرية قرب معرة النعمان شمالي سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن الاشتباكات التي بدأت في العاشرة والنصف صباحا هي أول خرق لهدنة عيد الأضحى في يومها الأول.

واضاف المرصد إن الجيش رد بقصف قرية دير شرقي القريبة من القاعدة.

وكان الطرفان المتقاتلان في سوريا قد اعلنا التزامهما بالهدنة خلال عيد الاضحى مع احتفاظهما “بحق الرد” وذلك في الوقت الذي أبدت الأمم المتحدة شكوكا في صمود وقف اطلاق النار.

وبدأ سريان الهدنة في الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش بحسب التليفزيون السوري. وكانت محاولات عديدة لوقف اطلاق النار فشلت في التوصل الى هدنة مماثلة.

ورحبت الولايات المتحدة الامريكية بالتوصل الى هدنة بين طرفي النزاع، فيما قال المبعوث الدولي المشترك الى سوريا الأخضر الابراهيمي “آمل ان تكون هذه الهدنة خطوة للتوصل الى مباحثات سياسية”.

وأعلنت قيادة الجيش السوري عن وقف لإطلاق النار يسري مفعوله صباح الجمعة لغاية الإثنين، وهي الفترة التي تتزامن مع أيام عيد الأضحى.

وجاء في تصريح القيادة العسكرية السورية أن الجيش السوري “يحتفظ بحق الرد خلال هذه الفترة بالرد على أي هجمات قد تتعرض لها وحداته العسكرية”.

الالتزام بالهدنة

بدوره، أعلن الجيش السوري الحر المعارض التزامه بالهدنة بمناسبة عيد الاضحى اعتبارا من صباح الجمعة مؤكدا أنه سيرد “بقسوة” في حال عدم التزام القوات النظامية وقف النار.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر قوله إن “هذا القرار يلزم المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الاعلى وعددهم لا بأس به، إلا ان هناك فصائل مسلحة اخرى تتبع قيادات اخرى”.

وكان الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي المشترك الى سوريا أعلن الأربعاء أن الحكومة السورية ومعظم جماعات المعارضة ستدعم اقتراح الهدنة.

صمود

في نيويورك، قال مارتن نيسيركي الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس إن “المنظمة الدولية تأمل في صمود الهدنة التي أعلن الطرفان المتنازعان في سوريا التزامها لكنها غير واثقة بذلك”.

وقال نيسيركي إن “العالم ينتظر ماذا سيحصل صباح الجمعة موعد بدء تنفيذ الهدنة” مضيفا “نأمل أن يتوقف اطلاق النار”.

فريق تحقيق

ومن جانب آخر اجتمع أعضاء من فريق المحققين التابعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف وأعلنوا أنهم تقدموا بطلب للحكومة السورية للقاء الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت كارلا دال بونتي المدعية العامة السابقة في محكمة الجنايات الدولية التابعة للأمم المتحدة التي انظمت اخيراً الى لجنة تقصي الحقائق إنها ستحقق في جرائم ضد الإنسانية قد تكون ارتكبت في سوريا.

واضافت بونتي: “مهمتي الأساسية تتمثل في مواصلة التحقيقات للوصول الى كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين الذين يقفون وراء تلك الجرائم” حسب تصريحات كارلا دال بونتي أدلت بها لوسائل الإعلام في جنيف، مضيفة أنه من الضروري أن يحيل مجلس الأمن هذه القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.

ويقول ناشطو حقوق الإنسان إن ما لا يقل عن ثلاثين الف سوري قتلوا منذ بداية الانتفاضة في سوريا على الرئيس بشار الأسد في مارس/ أذار من عام 2011، فيما تقدر منظمة الأمم المتحدة عدد الضحايا في هذا الصراع بنحو عشرين الف شخص.

BBC © 2012

اقتتال يخرق وقف إطلاق النار بسوريا في العيد

بيروت (رويترز) – قالت مصادر بالمعارضة إن قتالا اندلع في إحدى ضواحي دمشق وحول قاعدة للجيش في شمال سوريا اليوم الجمعة مع تداعي وقف لإطلاق النار اتفق عليه خلال عيد الأضحى.

وقال نشطاء إن ثلاثة أشخاص قتلوا بنيران دبابات وقناصة في حرستا على مشارف دمشق.

وكان الجيش السوري قد قال إنه سيوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح يوم الجمعة استجابة لدعوة الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي لوقف القتال الذي أودى بحياة 32 ألف شخص ويهدد باجتذاب قوى إقليمية إلى صراع أوسع نطاقا.

لكن سرعان ما خرقت انتهاكات من الجانبين الهدنة.

وقال مقاتلون من المعارضة في بلدة شمالية قريبة من الحدود التركية إن واحدا منهم قتل برصاص قناصة في ساعة مبكرة اليوم وسمع صحفي من رويترز صوتا يبدو كصوت أربع طلقات من طلقات الدبابات.

وقال باسل عيسى الذي يقود مجموعة من مقاتلي المعارضة “لا نعتقد أن وقف إطلاق النار سيصمد… لا عيد لنا نحن الثوار على خط الجبهة. العيد الوحيد الذي يمكن أن نحتفل به هو التحرير.”

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة يحاولون اقتحام قاعدة وادي الضيف العسكرية التي تقع على بعد أقل من كيلومتر عن الطريق السريع بين دمشق وحلب وإن القوات أطلقت نيران المدفعية عند قرية قريبة.

وأضاف المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا قائلا نقلا عن نشطاء من المعارضة أن الجيش أطلق ستة صواريخ على حي الخالدية المحاصر في حمص مما أدى إلى إصابة شخصين وإلحاق أضرار بمنازل.

وكانت قوات الرئيس بشار الاسد أعلنت الليلة الماضية قبولا مشروطا لوقف إطلاق النار لكنها حذرت من أنها سترد على أي هجوم يشنه المعارضون او اي تحركات تهدف إلى استغلال الهدنة في الحصول على تعزيزات أو إمدادات للمعارضين.

وافاد بيان الجيش الذي بثه التلفزيون السوري انه بمناسبة عيد الأضحى تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية من صباح الجمعة وحتى الإثنين.

وأضاف البيان أن الجيش يحتفظ بحق الرد في حال فتحت “جماعات إرهابية مسلحة” النار على مدنيين أو على القوات الحكومية أو هاجمت ممتلكات عامة أو خاصة او استخدمت سيارات ملغومة أو متفجرات.

واضاف أن الجيش سيرد كذلك على اي محاولة من جانب وحدات المعارضين للحصول على تعزيزات أو امدادات أو تهريب مقاتلين من دول مجاورة فيما وصفه بانه انتهاك لالتزام هذه الدول بمكافحة الإرهاب.

وقال أحد قادة الجيش السوري الحر المعارض إن مقاتليه سيلتزمون أيضا بوقف إطلاق النار لكنه طالب الأسد بتلبية مطالب المعارضة بالإفراج عن آلاف المحتجزين.

ورفض بعض المقاتلين الإسلاميين ومنهم جبهة النصرة الهدنة حتى قبل بدء سريانها لكن نشطاء تحدثوا عن هدوء في بداية اليوم بعد اشتباكات في حلب ودمشق وغرب البلاد الليلة الماضية.

ووقع أحد الخروقات في بلدة إنخل الجنوبية حيث أصيب ثلاثة أشخاص أثناء محاولتهم الاحتجاج بعد صلاة العيد.

وتحدث رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عدة مظاهرات أخرى في محافظة درعا الجنوبية مهد الاحتجاجات التي تفجرت في البلاد في مارس آذار من العام الماضي.

وعرض التلفزيون السوري لقطات للاسد وهو يؤدي صلاة العيد في مسجد بدمشق مع كبار المسؤولين.

وقال سكان في دمشق مساء امس الخميس إن القوات المتمركزة على جبل يطل على دمشق استهدفت حي الحجر الأسود وهو حي فقير يسكنه لاجئون من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. ولم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى أو جرحى.

وقال عمر وهو مهندس يقيم في حي المهاجرين عند سفح الجبل “هزت منزلي طلقات متعاقبة من مدفعية قادمة من جبل قاسيون.”

وحذر الإبراهيمي من أن القتال الذي يدور اساسا بين معارضين من السنة وقوات الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية يهدد بإيقاع قوى سنية وشيعية بالمنطقة في صراع أوسع بالشرق الاوسط.

وقال قاسم سعد الدين قائد المجلس العسكري في حمص والمتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر أمس إن مقاتليه ملتزمون بالهدنة لكنه طالب بإطلاق سراح المعتقلين بحلول صباح الغد.

وقال أبو معاذ الناطق باسم جماعة أنصار الإسلام التي تضم عدة كتائب تقاتل في دمشق وحولها إن الجماعة لا تظن أن قوات الأسد ستلتزم بالهدنة ولكنها قد تعلق عملياتها إذا التزمت قوات الأسد.

وقال مسؤول من الامم المتحدة في جنيف أن وكالات الإغاثة التابعة للامم المتحدة تستعد لانتهاز أي فرصة توفرها الهدنة لدخول مناطق كان من الصعب الوصول إليها وسط القتال.

وقال لرويترز “تستعد وكالات الامم المتحدة لتكثيف جهودها بسرعة خاصة في المناطق التي كان من الصعب الوصول إليها بسبب الصراع والتي قد يكون دخولها ممكنا نتيجة لهذه التطورات.”

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة انها جهزت معدات للإسعاف الطاريء لتوزيعها على ما يصل إلى 13 الف أسرة أي نحو 65 ألف شخص في مناطق لم يكن يمكن الدخول إليها من قبل منها حمص ومدينة الحسكة في شمال شرق البلاد.

وقال طارق الكردي مدير مكتب المفوضية في سوريا في بيان إن المفوضية تريد أن تكون مستعدة للتحرك بسرعة إذا ما سمحت الظروف الامنية بذلك في الأيام القليلة المقبلة.

وقال المسؤول بالأمم المتحدة إن برنامج الأغذية العالمي حدد 90 ألف شخص في 21 منطقة مشتعلة من حلب إلى حمص واللاذقية يحتاجون لمساعدات غذائية وإنه سيحاول الوصول لهم عبر وكالات محلية.

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

من دومينيك ايفانز

ديل بونتي تتعهد بتعقب مجرمي الحرب في سوريا

جنيف (رويترز) – توعدت كارلا ديل بونتي محققة الامم المتحدة السابقة في جرائم الحرب يوم الخميس بأن تقدم للعدالة شخصيات سياسية وعسكرية كبيرة في سوريا ربما ارتكبت جرائم حرب أو أمرت بارتكابها.

وقالت ديل بونتي التي انضمت الى فريق محققي الامم المتحدة لحقوق الانسان بشأن سوريا انها ستساعد في جمع الادلة والاقوال التي يمكن ان تستخدم في محكمة دولية أو محكمة سورية.

ويجمع الفريق الذي يقوده الخبير البرازيلي باولو بينيرو أدلة وشهادات عن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الحكومية السورية ومقاتلو المعارضة خلال الصراع الذي بدأ منذ 19 شهرا.

وقالت ديل بونتي للصحفيين “المهمة الاساسية هي الاستمرار في التحقيق باتجاه تحديد السلطات السياسية والعسكرية الكبرى المسؤولة عن هذه الجرائم.”

وأضافت ديل بونتي في وقت لاحق في مقابلة مع قناة تلفزيون سويسرية ان الامر متروك لمؤسسات الامم المتحدة والقوى الكبرى كي تقرر ما تفعله بالنتائج التي يتوصل اليها فريق التحقيق الذي سيرفع تقريره القادم في يناير كانون الثاني.

وقالت “لا نعرف حتى الان ان كانت ستكون محكمة دولية أو محكمة وطنية أو ماذا. مهمتنا هي القيام بهذا التحقيق لجمع أدلة وسيكون الامر متروكا لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أو مجلس الامن لكي يقرر.”

وفي آخر تقرير للمحققين في اغسطس اب قالوا ان قوات الحكومة السورية وميليشيا متحالفة معها ارتكبت جرائم حرب منها قتل وتعذيب مدنيين فيما بدا انها سياسة تمارس بتوجيه من الدولة.

وأعد المحققون قائمة سرية بأسماء أفراد سوريين ووحدات يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب منها القتل والتعذيب يقولون انها قد تمهد الطريق أمام محاكمة جنائية مستقبلا.

وقالت ديل بونتي يوم الخميس “لسنا محكمة ولسنا جهة ادعاء جنائي. ما نقوم به هو جمع الادلة لمبادرة قضائية مستقبلية فيما يتعلق بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهكات.”

وتوجد القائمة في خزانة بمكتب مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي التي طالبت مجلس الامن التابع للامم المتحدة مرارا بإحالة سوريا الى ادعاء المحكمة الجنائية الدولية.

وقال بينيرو ان القائمة يمكن ان تسلم يوما الى جهة قضائية مؤهلة قادرة على احترام السرية وحماية الشهود لكن هذا يتطلب قرارا من مجلس الامن.

وصرح بأن لجنة التحقيق تلقت مزاعم عن استخدام قنابل عنقودية لكن ليس لديها معلومات ملموسة.

وقال بينيرو للصحفيين في جنيف “قررنا إرسال خطاب للرئيس بشار الأسد ندعو فيه الى اجتماع… سيكون من المهم جدا اذا استطاع استقبالنا.”

وأضاف “نعتزم التوجه الى هناك دون شروط للقاء الرئيس الاسد لبحث مسألة دخول لجنتنا الى سوريا.” وزار بينيرو دمشق بصفته الشخصية في يونيو حزيران لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين السوريين

وقالت كارين ابو زيد وهي مفوضة امريكية في الفريق لرويترز “القنابل العنقودية في جدول اعمالنا…نحن مفوضون بالتحقيق في مذابح ونحن نحقق فيما حدث في داريا.”

وكانت تشير الى بلدة جنوب شرقي دمشق قال ناشطون انه عثر فيها على 320 جثة بعضها لنساء واطفال في منازل وأقبية وان غالبيتهم قتلوا على غرار عمليات الاعدام بايدي القوات الحكومية التي داهمت المنازل.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

من ستيفاني نيبيهاي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى