أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 26 نيسان 2013

واشنطن: الأسد استخدم سلاحاً كيماوياً… ونعد الخطط الطارئة

واشنطن – جويس كرم؛ لندن – «الحياة»

في تصعيد أميركي واضح ضد النظام السوري، أكدت واشنطن أمس في رسائل موجهة من البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية، ان نظام الرئيس بشار الأسد «استخدم السلاح الكيماوي، وتحديداً غاز السارين وفي حالتين»، على حد قول وزير الخارجية جون كيري. واذ اعتبر البيت الأبيض أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة وأن الخطط الطارئة يتم اعدادها، أكد ضرورة «الوصول الى حقائق ثابتة وذات صدقية» قبل اتخاذ أي قرار «يتناسب مع المصالح الأميركية». وجاء الموقف الأميركي في أسبوع هيمنت فيه الازمة السورية على اجتماعات الرئيس باراك أوباما مع قيادات اقليمية من قطر والامارات العربية المتحدة، واجتماعه اليوم مع الملك الأردني عبدالله الثاني.

وأكد وزير الدفاع تشاك هاغل في مقابلات تلفزيونية أن واشنطن يمكنها القول «وبدرجات مختلفة من الثقة بأن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي وعلى نطاق محدود في سورية، وتحديداً عامل السارين»، ولمح هاغل الى أن تأكيد هذه التقارير «سيكون عاملاً يغير اللعبة بالنسبة الى الادارة الأميركية». كذلك نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن وزير الخارجية جون كيري تأكيده ان «النظام السوري شن اعتداءين بواسطة الأسلحة الكيماوية».

وفي رسالة خطية تحمل دلالات عن تضمين الكونغرس الأميركي في أي خطط حول سورية، أكد البيت الأبيض في رسالتين الى كل من السناتور جون ماكين (جمهوري) والسناتور كارل ليفين (ديموقراطي) أن الاستخبارات الأميركية «تعتقد وبدرجات مختلفة من الثقة بأن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية على نطاق محدود في سورية، وتحديداً مادة السارين الكيماوية». وتضيف الرسالة أن الأدلة مستخلصة من «عينات مادية… والدليل يجب أن يستند على تقويم الاستخبارات في سعينا لبناء حقائق ذات صدقية»، مشيرة الى أن «سلسلة حيازة (السلاح) غير واضحة، ولا يمكننا تأكيد كيفية التعرض له وفي أي ظروف».

وشددت رسالة البيت الأبيض الموقعة من مساعد أوباما ومدير الشوؤن التشريعية مايكل رودريغز أن واشنطن «تعتقد ان أي استخدام للسلاح الكيماوي في سورية مصدره على الغالب نظام الأسد… نحن نعتقد أن هذه الأسلحة بحوزة نظام الأسد الذي أظهر ارادة على تصعيد العنف الشنيع ضد الشعب السوري».

وذكرت الرسالة بكلام أوباما الصيف الفائت وتأكيده «وبوضوح تام أن استخدام السلاح الكيماوي أو نقله الى مجموعة ارهابية خط أحمر بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية». وأضافت أن الادارة نقلت هذه الرسالة «بشكل علني وخاص الى حكومات حول العالم بينها نظام الأسد». وشدد البيت الأبيض على أن «الرئيس (أوباما) يأخذ هذه القضية على محمل كبير من الجدية، وعلينا واجب التحقيق في اي أدلة حول استخدام السلاح الكيماوي داخل سورية».

ولفتت الرسالة الى طلب واشنطن «تحقيقاً شاملاً من الأمم المتحدة يمكن أن يقوّم الأدلة ويحدد ما حصل»، وأكدت عمل واشنطن مع «أصدقائنا وحلفائنا والمعارضة السورية لتبادل ومشاركة معلومات اضافية حول استخدام السلاح الكيماوي ولكي نحدد الحقائق».

وأوضحت الرسالة ان «ما هو على المحك وما تعلمناه من خبرتنا أخيراً (حرب العراق) من ان تقويمات الاستخبارات وحدها لا تكفي، فان الحقائق المثبتة وذات الصدقية التي تزودنا بدرجة من التأكد، هي فقط ستقود آلية صنع القرار وستعزز قيادتنا للمجتمع الدولي»، مؤكدة ان البيت الأبيض سيستشير الكونغرس عن كثب في هذه المسائل وانه في الوقت الراهن «ستعد الادارة كل الخطط الطارئة للرد بشكل مناسب على أي استخدام مؤكد للسلاح الكيماوي وبما يتناسب مع مصالحنا الوطنية». وشددت اخيراً على أن «لدى المجتمع الدولي ردوداً عدة محتملة، وما من خيار خارج الطاولة».

وكان وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل كشف خلال زيارة الى ابو ظبي امس عن قناعة الولايات المتحدة باستخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، وقال ان «القرار للتوصل الى هذه النتيجة تم اتخاذه خلال الساعات الـ24 الماضية». وفي رد على سؤال عما اذا كانت التقديرات الاستخباراتية تعني ان سورية تجاوزت «الخط الاحمر»، قال هاغل ان هذا سؤال يتعلق بالسياسة وان مهمته هي تقديم «الخيارات» للرئيس الاميركي. وأضاف ان استخدام العناصر الكيماوية «ينتهك كل ميثاق يتعلق بالحرب» وان مثل هذه الاسلحة هي «اسلحة قاتلة لا يمكن التحكم بها» يعتبر معظم القادة انها تقع «ضمن تصنيف مختلف».

وانضمت بريطانيا الى الموقف الاميركي بإعلان وزارة خارجيتها ان لديها «ادلة محدودة ولكن مقنعة» باستخدام اسلحة كيماوية في سورية، بما في ذلك غاز السارين.

وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية «لدينا ادلة محدودة ولكن مقنعة من مصادر مختلفة تظهر استخدام اسلحة كيماوية في سورية بما فيها السارين». وأضاف: «هذه مسألة تثير القلق البالغ. استخدام الاسلحة الكيماوية جريمة حرب. لقد اطلعنا حلفاءنا وشركاءنا والامم المتحدة على هذه المعلومات ونعمل بشكل نشط للحصول على معلومات اكثر وافضل». وتحدثت انباء في وقت سابق عن ان علماء عسكريين بريطانيين درسوا عينات من التربة من منطقة مجاورة لدمشق وتوصلوا الى وجود آثار لأسلحة كيماوية فيها، رغم ان الحكومة البريطانية لم تؤكد ذلك.

ميدانياً، فتح مقاتلو المعارضة جبهة في ريف حماة وسط البلاد، وسجلت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية في حي طريق حلب، ما تسبب في مقتل خمسة معارضين وخمسة عناصر من القوات النظامية. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان المجموعات المقاتلة المعارضة تمكنت من السيطرة على «مدرسة ناصح علواني في حي طريق حلب، التي تعد مركزاً لتجمع القوات النظامية، إثر اشتباكات عنيفة استمرت ساعات». وبث معارضون شريط فيديو يظهر احتراق عدد من الجنود النظاميين داخل عربة مدرعة بعدما استهدفها مقاتلو المعارضة.

وفي دمشق، تعرضت مناطق في الغوطة الشرقية لقصف الطيران المروحي، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في وقت استمرت «الاشتباكات العنيفة» بين قوات النظام والمعارضة على الأطراف الشمالية لدمشق، بالتزامن مع قصف جوي على حي جوبر في طرفها الشرقي وعلى بلدة الجديدة في الغوطة الغربية. وقصف الطيران الحربي أطراف بلدة العبادة في الغوطة الشرقية مع «أنباء عن تقدم للقوات النظامية داخل أجزاء من البلدة»، وذلك بعدما سيطرت اول امس على بلدة العتيبة التي تعتبر مع العبادة خط امداد رئيسياً بين دمشق وباقي المناطق.

وفي حمص وسط البلاد، قتل عشرة أشخاص في غارات للطيران الحربي على مدينة القصير، بعد أيام من استيلاء القوات النظامية على عدد من قرى ريف القصير متقدمة نحو المدينة التي تعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقتل أربعة مواطنين بينهم اثنان في سقوط قذائف هاون أطلقها مقاتلو المعارضة على بلدة نبل التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، في ريف حلب في شمال البلاد.

وفي بروكسيل (أ ف ب)، حذر منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دو كيرشوف امس من ان توجه «المئات» من الشبان الاوروبيين الى سورية للقتال يشكل «تهديداً جدياً» لأمن الاتحاد الاوروبي.

وقال دو كيرشوف امام لجنة تابعة للبرلمان الاوروبي ان «بضع مئات» من الاوروبيين موجودون في سورية استناداً الى المعلومات المقدمة من دول الاتحاد الاوروبي، وأوضح ان عدد المقاتلين الاجانب يصل الى «بضعة آلاف اذا اضيف اليهم القادمون من البلقان وشمال افريقيا». ووصف بـ «التطور المقلق» انجذاب الشباب للتوجه الى سورية للقتال الى جانب المجموعات المعارضة لنظام بشار الاسد ومن بينها فصائل تابعة لتنظيمات متشددة مثل «القاعدة»، وقال ان بعضهم يتوجه الى هناك بدافع «الرومانسية» في حين ان الآخرين ناشطون «متشددون».

صحيفة بريطانية: لحظة توجيه ضربة اسرائيلية لسورية وإيران قريبة

بريطانيا – يو بي أي

ذكرت صحيفة “جويش كرونيكل” أن “مسؤولي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية اعتبروا أن اللحظة التي تملي على بلادهم القيام بعمل عسكري في سورية وإيران تقترب بسرعة، بسبب ما اعتبروه تجاوز البلدين للخط الأحمر لبلادهم”.

وقالت الصحيفة الصادرة من لندن إن “، وتخشى من انتقالها إلى حزب الله اللبناني وغيره من الجماعات الجهادية”.

وأضافت أن هناك “رأياً مشتركاً وعلى نطاق واسع داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بأن إيران ستملك خيار القدرة النووية بنهاية العام الحالي”.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول إسرائيلي قوله إن سورية “تتحول بسرعة إلى ثقب أسود يمكن أن يمتصنا ويبقينا منشغلين لسنوات طويلة مقبلة”.

وأشارت إلى أن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال عاموس يادلين توقع بأن “إسرائيل تتجه إلى مسار تصادمي مع إيران بنهاية العام الحالي”، فيما اتهم رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات الإسرائيلية، الجنرال ايتاي برون، النظام السوري بـ”استخدام الأسلحة الكيمياوية”

تركيا: استخدام الأسد للكيماوي سيصعد الأزمة السورية

انقرة – رويترز

أكدت تركيا ان “اي استخدام للأسلحة الكيماوية من جانب الرئيس السوري بشار الأسد سينقل الأزمة الى مستوى آخر”، لكنها ظلت على حذرها من أي “تدخل عسكري اجنبي في الصراع على حدودها”.

وقال “البيت الأبيض” امس إن “حكومة الاسد ربما استخدمت أسلحة كيماوية على نطاق محدود لكن الرئيس الاميركي باراك أوباما في حاجة الى دليل قبل أن يتحرك”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية ليفنت جومروكجو “نسمع مزاعم عن استخدام اسلحة كيماوية منذ فترة وهذه المعلومات الجديدة تأخذ الأمور الى مستوى آخر. إنها مثيرة لقلق بالغ”.

وأضاف “منذ ظهرت اول التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في سورية، ونحن نطلب ان تجري الامم المتحدة تحقيقاً شاملاً للتحقق من هذه التقارير. لكن النظام السوري لم يسمح بذلك”.

وترفض سورية الى الآن استقبال محققي “الامم المتحدة” وتعتبرهم اشخاصاً “غير مرغوب”، فيهم وتنفي استخدام اسلحة كيماوية وتتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها.

وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في موسكو إن “هذا فعلته تنظيمات منها القاعدة التي هددت باستخدام اسلحة كيماوية ضد سورية”، وأضاف أن “التنظيم نفذ تهديده قرب حلب مما أسفر عن سقوط ضحايا”.

ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية للانباء عن الزعبي قوله إن “الجيش السوري لا يملك اسلحة كيماوية”.

وعند سؤاله عما اذا كانت تركيا ستسمح بانطلاق عمل عسكري ضد سورية من اراضيها، قال جومروكجو إنه “يجب إثبات الحقائق بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية اولاً”.

وقال “دعونا لا نقفز الى هذا الآن. لنجري تحقيقاً شاملاً، مضيفاً أنه “اذا تبينت صحة هذه المزاعم فسيتعين مناقشة الرد بين اعضاء مجموعة “اصدقاء سورية” التي تضم دولاً غربية وعربية وحلفاء آخرين”.

ووضع هذا الإعلان الأميركي أوباما في مأزق لأنه اعتبر استخدام الاسلحة الكيماوية “خطاً احمر” يجب الا يتجاوزه الأسد. وأثار هذا نداءات من مشرعين في واشنطن برد عسكري أميركي وهو ما يرفضه الرئيس.

وقال مصدر قريب من الحكومة التركية “التصريحات مبهمة للغاية وهم انفسهم لا يبدون واثقين للغاية من حججهم”.

وأضاف المصدر “عبرت تركيا عن بعض المخاوف بهذا الصدد ايضا ولكن دون إثبات. لا أظن انه سيتم اتخاذ خطوات اكثر من مستوى التدخل الحالي”. ومضى يقول “التدخل ينطوي على مجازفة كبيرة”.

واتسم رد فعل الاتحاد الاوروبي بالحذر، وقال انه يتمنى أن “تتمكن الامم المتحدة من ارسال بعثة التحقيق التابعة لها الى سورية للتحقق من استخدام الاسلحة الكيماوية”.

وقال مايكل مان، المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون “مازلنا نتابع الامر الى جانب شركائنا الدوليين لتحديد ما حدث بالفعل لأنه لا يبدو واضحا تماما في الوقت الحالي”.

وأضاف “رأينا أن النظام في سورية لا يحترم كثيرا فيما يبدو أرواح البشر لكننا لا نستطيع أن نجزم بحدوث هذا الى أن نرى أدلة حاسمة”.

معارضون سوريون يسعون للحفاظ على نظام قضائي مدني.. بوجه المحاكم الإسلامية

دمشق – أ ف ب

أنشأ قضاة، يسعون للحفاظ على نظام قضائي مدني في مرحلة ما بعد الأسد، محكمة تشكل بديلا للمحاكم الإسلامية في منطقة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في حلب، في مهمة تبدو جسيمة.

وتلقى المحاكم الإسلامية التي تصدر أحكامها استناداً إلى الشريعة الإسلامية، دعماً من مجموعة من القوى المسلحة الإسلامية التي يشارك مقاتلوها في إرساء حكم الشريعة.

في المقابل، يواجه قضاة مجلس القضاء الموحد، المؤسسة المنافسة التي تنادي بقضاء مدني، صعوبات تتعلق بضرورة الاستحصال على الموافقة الطوعية على أحكامها من الجانبين المعنيين بها.

مع ذلك، يفاخر النائب العام لمجلس القضاء الموحد مروان كعيد، وهو قاض أعلن انشقاقه عن النظام والانضمام إلى المعارضة، بتقديمه بديلاً عن المحاكم الشرعية.

وتحظى المحاكم الإسلامية بدعم من الجماعات الإسلامية الأقوى في حلب، بينها “جبهة النصرة” التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، و”أحرار الشام” و”لواء التوحيد”، المرتبطة بتيار الأخوان المسلمين.

وسبق أن أصدرت هذه المحاكم الإسلامية أحكاماً بالجلد، إلا أنها لم تنزل حتى اليوم أحكاماً بقطع أطراف أو بالرجم.

إلا أن هذا القضاء الإسلامي يثير مخاوف لدى الحاج عثمان، وهو طبيب يعالج الجرحى في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. فقبل شهر، جرى اعتقال هذا الطبيب على يد شرطيين مرسلين من المحكمة الإسلامية بعد سحبه من مكتبه ملصقاً تظهر فيه الشهادتان. وتم إخلاء سبيله في اليوم التالي، إلاّ أنه عبّر عن قلقه “من الطريقة التي جرى استدعاؤه بها، من دون أي مذكرة توقيف رسمية”.

وأكد الحاج عثمان أن “على السلطة أن تكون مختلفة عن نظام الأسد”، مشيراً إلى أنهم لا يريدون “استبدال نظام ديكتاتوري بنظام ديكتاتوري آخر”.

كذلك واجه القاضي كعيد متاعب مع القضاء الإسلامي، إثر اعتقال القضاة الإسلاميين موظفين في المحاكم المدنية كانوا يريدون استصلاح أحد المباني لإقامة محكمة مدنية فيه.

إلا أن كعيد قال إنه “في النهاية، كلنا أخوة لأن من يقاتل النظام هو صديقي”، مشكّكاً في “إمكان الجمع بين النظامين القضائيين”.

وزير الاقتصاد السوري: مصادرنا من السياحة والنفط انعدمت

دمشق – رويترز

صرح وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد ظافر محبك في مقابلة مع رويترز أن بلاده تتعرض إلى “حرب اقتصادية ممنهجة”، أدت إلى تدمير المفاصل الصناعية والإنتاجية الأساسية في البلاد، لكنه قال إن الدولة لازالت “قادرة على تأمين أمن مواطنيها” الغذائي والصحي والتعليمي.

وقال إن “دولاً غربية وعربية تشن حملة دولية على سورية، وتدعم مسلحين ينتمون إلى القاعدة بهدف قلب النظام”، مشيراً إلى أن سورية تتعرض لهجمة مسلحة وذات طابع عدواني، وهذه الهجمة وهذه النزعة العدائية تجاه سورية، اتخذت محورين محور سياسي عسكري أمني ومحور لا يقل أهمية عن هذا الجانب هو الجانب الاقتصادي”.

وأكد أن “سورية تتعرض إلى حرب إقتصادية بكل معنى الكلمة، إذ بدأت الأحداث بالهجوم على المؤسسات الإنتاجية”. واعتبر أن من ضمن هذه الحرب “قطع خطوط إمدادات المواد الأولية والصادرات. وإنتهى الأمر إلى تفكيك الكثير من المصانع، وتهريبها إلى الدول المجاورة وتحديداً تركيا، بشكل يوضح من دون شك أن الهدف الأول كان منصباً على تدمير البنية الإنتاجية، وخصوصاً البنى الأكثر تطوراً التي تربطنا بالعالم الخارجي”.

وأجاب على سؤال عما إذا كان الإقتصاد على وشك الانهيار؟ بأن الأحداث تجري منذ “سنتين هل انهار الاقتصاد؟ إذا كان على وشك الإنهيار كان يجب أن ينهار منذ عام أو أكثر”.

وأكد أن “الإقتصاد الآن قوي، والإنتاج متأثر بدرجة كبيرة”، رافضاً إعطاء رقم محدد للخسائر الاقتصادية في البلاد.

وأكد محبك أنه “لا شك أن صادراتنا من النفط انعدمت، وبالعكس أصبحنا مستوردين للمشتقات النفطية، مداخيل السياحة انعدمت تقريباً. تحويلات المغتربين السوريين من الخارج انخفضت إلى الحدود الدنيا. الاستثمار الأجنبي المباشر انعدم. اذن مصادر الحصول على القطع الأجنبي أغلبها تأثر بشكل كبير. النقطة الأساسية في اقتصادنا تقوم حالياً على استيراد وتصدير السلع الغذائية والأدوية وضرورات الحياة الأساسية”

أخوان سورية” يخططون لافتتاح مكاتب في الداخل السوري

لندن – يو بي آي

كشف المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة، أن جماعته ستفتتح مكتباً داخل سورية، للمرة الأولى منذ حظرها قبل عدة عقود، وأنه يخطط للعودة إلى بلاده.

وقال الشقفة في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” إن جماعته “اتخذت قراراً في الآونة الأخيرة لإحياء هياكلها التنظيمية داخل سورية، وطلبت من أتباعها البدء بافتتاح مكاتب للجماعة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في البلاد”.

وأكد أن “الوقت للثورة وليس الأيديولوجيا، لكن هناك الآن العديد من الجماعات في الداخل، ما دفعنا إلى إعادة تنظيم أنفسنا والترويج لنهج أكثر اعتدالاً من التفكير الإسلامي، في وقت تتزايد فيه أفكار التطرف”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “خطوة افتتاح المكاتب تأتي بعد إصدار الجماعة صحيفة تصدر مرتين في الشهر”، وتقول إنها “توزع 10 آلاف نسخة في المناطق المحررة من سورية”.

وندد المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سورية بما اعتبرها “الحملة المدعومة من قوى خارجية ضد جماعته”، بعد اتهامها بمحاولة السيطرة على المعارضة السورية. وقال إن “الذين يهاجموننا لا يملكون أي نفوذ على الأرض، وهم شخصيات إعلامية تحاول من خلال مهاجمتنا تكوين تأثير لها، لأن حقيقة فوز الأخوان المسلمين في مصر وتونس أثارت المخاوف من أخوان سورية”.

وأضاف الشقفة إن جماعته “شكّلت كتائب مسلحة داخل سورية، وشاركوا في اجتماع عُقد في اسطنبول في أيار/مايو الماضي، وأصبحوا الآن جزءاً من القيادة العسكرية العليا لجماعات المعارضة المسلحة، وهذه الكتائب لديها قيادة خاصة ووافقت على تسليم أسلحتها بعد الثورة”.

وشدد المراقب العام لأخوان سورية على أن “الدعم الذي تحظى به جماعته يأتي من أعضائها في المنفى، والذين يعمل الكثير منهم في الخليج، وليس من قطر وتركيا”.

كاميرون: الأدلة على استخدام الكيماوي في سورية “خطيرة

لندن – أ ف ب

اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن “الأدلة المتزايدة” على استخدام أسلحة كيميائية في سورية “بالغة الخطورة”، وينبغي أن تحث المجتمع الدولي على “فعل المزيد”.

وقال ديفيد كاميرون لبي سي سي إنها “أدلة محدودة، لكن كان لدينا نحن أيضاً أدلة متزايدة عن استخدام أسلحة كيميائية على الأرجح من قبل النظام. إنه أمر بالغ الخطورة، إنها جريمة حرب”.

                      واشنطن تضع كل الخيارات على الطاولة

بعد استخدام “محدود” للكيميائي في سوريا

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات

البيت الابيض بعث برسالة إلى الكونغرس تتضمن المعلومات الاستخبارية

واشنطن تطالب الامم المتحدة باجراء تحقيق شامل يؤدي الى تقويم ذي صدقية

أعلن البيت الابيض أمس ان اجهزة الاستخبارات الاميركية  توصلت الى تقويم “بدرجات مختلفة من الثقة ان النظام السوري قد استخدم الاسلحة الكيميائية على نطاق محدود في سوريا، وتحديدا غاز السارين”. وطالب الامم المتحدة باجراء “تحقيق شامل” لكشف الادلة التي تؤكد ما حدث.

وهذه المرة الاولى تقول فيها الادارة الاميركية ان سوريا  استخدمت الاسلحة الكيمائية، بعدما سبقتها الى ذلك بريطانيا وفرنسا. وكان وزير الدفاع تشاك هيغل اول من تحدث عن ذلك خلال جولته الخارجية، وتبعه وزير الخارجية جون كيري الذي ابلغ اعضاء في الكونغرس هذا التطور.

 واستخدام النظام السوري هذه الاسلحة المحظورة يعني انه  اجتاز “الخط الاحمر” الذي وضعه الرئيس الاميركي باراك اوباما للمرة الاولى في آب 2012 حين حذر من ان استخدام هذه الاسلحة سوف يشكل “خطأ خطيرا” وسوف يدفعه الى تغيير حساباته حيال النزاع في سوريا. ويرى عدد كبير من المراقبين ان استخدام الاسلحة الكيمائية  “على نطاق محدود” يعكس نمطا في التصعيد العسكري استخدمه النظام السوري في السابق لامتحان ردود فعل المجتمع الدولي، وذلك حين  استخدم سلاحه الجوي اول الامر على نطاق   محدود، وكثف من استخدامه عندما ادرك ان الغرب لن يفرض حظر طيران فوق سوريا، وكذلك في استخدامه الحذر والتدريجي لصواريخ “سكود”.

وجاء في رسالة بعث بها البيت الابيض الى عدد من اعضاء مجلس الشيوخ بينهم رئيس لجنة القوات المسلحة  الديموقراطي كارل ليفن، والجمهوريان جون ماكين وليندزي غراهام، ان تقويم الاستخبارات كان مبنيا على “عينات فيزيولوجية” (تراب وشعر وغيرها). لكن الرسالة أوضحت ان البيت الابيض يريد ان يبني على هذه الادلة الاستخبارية الاولية من اجل التوصل “الى حقائق ذات صدقية ويمكن تأكيدها “. واوضحت الرسالة انه لا تزال ثمة مسائل عدة غير واضحة ، منها كيف استخدمت هذه الاسلحة ومن اصدر الاوامر وفي أي ظروف  استخدمت. واضافت الرسالة  التي وقعها مساعد الرئيس للشؤون التشريعية، ميغيل رودريغيز: “نحن نعتقد ان اي استخدام للاسلحة الكيمائية في سوريا من المرجح جدا ان يكون قد بدأ من النظام السوري. نحن نعتقد حتى الان ان نظام الاسد لا يزال مسيطرا على هذه الاسلحة وقد اظهر استعداده لتصعيد استخدامه المروع للعنف ضد الشعب السوري”.

وكررت الرسالة ما قاله أوباما في السابق من أن استخدام الاسلحة الكيميائية يعني تجاوز خط أحمر، وأن هذا التحذير الاميركي قد نقل علنا وفي الاتصالات الخاصة الى حكومات عدة في العالم بينها النظام السوري. “وبما ان الرئيس يأخذ هذه المسألة بجدية بالغة، فان واجبنا يقضي باجراء تحقيق كامل في كل الادلة المتعلقة باستخدام الاسلحة الكيميائية داخل سوريا، ولهذا فاننا ندفع حاليا الى اجراء تحقيق شامل للأمم المتحدة يؤدي الى تقويم ذي صدقية للأدلة ولمعرفة حقيقة ما حدث”. واشارت الى ان واشنطن تعمل مع حلفائها واصدقائها ومع المعارضة السورية لتبادل المعلومات الاضافية المتعلقة باستخدام هذه الاسلحة.

وفي اشارة ضمنية الى رغبة واشنطن في تفادي التسرع في اطلاق الاحكام كما حصل في الاشهر التي سبقت غزو العراق حين أكدت واشنطن آنذاك خطأ وجود أسلحة دمار شامل فيه، قالت الرسالة: “نظرا الى أهمية هذه المسألة وما تعلمناه من تجربتنا الاخيرة، فان التقويمات الاستخبارية وحدها ليست كافية، وحدها الحقائق المؤكدة وذات الصدقية هي التي توفر لنا مستوى من الثقة وهي التي سترشد صنع قراراتنا وتعزز قيادتنا للمجتمع الدولي”.

وأكدت الرسالة ان الحكومة “مستعدة لجميع الحالات الطارئة بحيث ترد بشكل مناسب على أي استخدام مؤكد للأسلحة الكيميائية، بطريقة تتناسب مع مصالحنا القومية… ولدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عدد من الردود وكل الخيارات مطروحة على الطاولة”، في اشارة ضمنية الى الخيار العسكري.

وكانت واشنطن قد نشرت 150 عنصرا عسكريا وتقنيا في الاردن العام الماضي. وأخيرا زادت عددهم بنحو 200 عنصر. وثمة اتصالات مستمرة بين الولايات المتحدة والاردن وتركيا واسرائيل في شأن سبل التدخل في سوريا في حال استخدام الاسلحة الكيميائية او في حال وقوعها “في الأيدي الخطأ”.

وكان هيغل أفاد ان تقويم الاستخبارات جاء في الساعات الـ24 الاخيرة، وقال انه سيقدم بعض الخيارات الى الرئيس أوباما، لكنه امتنع عن تأكيد كون النظام السوري اجتاز الخط الاحمر، واضاف: “نحتاج الى جمع الحقائق والمعلومات”، فثمة أشياء كثيرة غير معروفة منها “ما الذي استخدم وفي أي مكان، ومن استخدمه”؟

وفور كشف رسالة البيت الابيض، سارع السناتور جون ماكين الى القول إن الاسد قد اجتاز الخط الاحمر، ودعا الى تسليح المعارضة واقامة مناطق عازلة والى اتخاذ اجراءات نشيطة لضمان عدم وقوع الاسلحة الكيميائية في الايدي الخطأ. وأبدى عدد آخر من اعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين قلقهم من هذا التطوّر الخطير.

ومن المتوقع ان يتعرض الرئيس أوباما في الأيام والاسابيع المقبلة لضغوط متزايدة من الكونغرس ومن المعلقين والباحثين في مراكز الابحاث لاتخاذ مواقف أقوى للتعجيل في اطاحة نظام الاسد ويرى البعض انه اذا تردد كثيراً في التحرك، فإنه سيجازف بجعل الاسد يعتقد ان الولايات المتحدة لن تترجم تحذيراتها من ان استخدام الاسلحة الكيميائية سيغير “قواعد اللعبة” الى عمل عسكري ضد نظامه.

وفي وقت لاحق، قال مسؤول دفاعي اميركي ان الولايات المتحدة ليست على وشك شن عمل عسكري ضد النظام السوري.

وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” أن رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي سيزور تركيا في الايام المقبلة لاجراء مشاورات مع المسؤولين الاتراك تتعلّق بالأزمة داخل سوريا.

بريطانيا

* في لندن، قالت وزارة الخارجية البريطانية ان لديها معلومات تظهر أن أسلحة كيميائية استخدمت في سوريا ودعت الأسد الى التعاون مع الجهات الدولية لإثبات كونه لم يأمر باستخدامها.

وقال ناطق باسم الوزارة في بيان: “لدينا معلومات محدودة ولكن مقنعة من مصادر متعددة تظهر استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ومنها غاز السارين. هذا أمر مقلق للغاية. استخدام الأسلحة الكيميائية جريمة حرب”.

لكن الوزير المفوض في الحكومة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا اليستر بيرت أكد أنه لا خطة دولية للتدخل عسكرياً في الأزمة السورية.

محاولة غربية لبلورة تهمة «كيميائية» ضد دمشق مسلحو المعارضة يسعون لفتح معركة في حماه

عززت واشنطن مسعى غربيا لصياغة تهمة كيميائية ضد السلطات السورية باستخدام «أسلحة كيميائية» ضد المسلحين. وبدت المحاولة مرتبكة، اذ بينما رجح البيت الأبيض أن يكون النظام السوري قد استخدم «غاز السارين» ضد المقاتلين «على نطاق ضيق»، فان وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل اعلن انه لا يمكن لواشنطن التأكد من مصدر الأسلحة الكيميائية.

ويأتي هذا في الوقت الذي فتح فيه المسلحون جبهة حماه الهادئة منذ حوالى 6 أشهر، وذلك في محاولة منهم لتخفيف الضغط عن المسلحين الآخرين الذين يتعرضون لنكسات قوية في ريفي دمشق والقصير خصوصا.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يستقبل اليوم الملك الأردني عبد الله الثاني، أعلن مرارا أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا أو نقلها إلى «مجموعات إرهابية» يعني أن السلطات السورية تخطت «الخط الأحمر».

وكتب مدير مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض ميغيل رودريغيز، في رسالة إلى عضوين في الكونغرس الأميركي، «تشير أجهزتنا الاستخباراتية بدرجات متفاوتة من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق ضيق في سوريا وبالتحديد عنصر السارين. يعود هذا التقييم في جزء منه إلى عينات فسيولوجية. إن معيار الأدلة يجب أن يبنى على أساس استنتاجات الاستخبارات بينما نحاول التوصل إلى حقائق متسقة وجديرة بالثقة. فمثلا، إن سلسلة الوصاية غير واضحة، ولهذا فانه لا يمكننا التأكد من كيفية حصول هذا الأمر وتحت أي ظروف. نعتقد أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا سيكون على الأرجح مصدره نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد. لأننا نعتقد أن نظام الأسد لا يزال يسيطر على هذه الأسلحة واثبت إرادته لتصعيد العنف ضد الشعب السوري».

وأضافت الرسالة «بسبب قلقنا من تدهور الوضع في سوريا، فان الرئيس أوضح بشكل لا لبس فيه أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو نقلها إلى مجموعات إرهابية هو خط احمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة».

وتابعت «لكن، وتحديدا لان الرئيس يأخذ هذه القضية على محمل الجد، فان واجبنا التحقيق بشكل كامل بأي دليل لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. ونحن نعمل مع الأصدقاء والحلفاء والمعارضة السورية للحصول على معلومات إضافية بشأن تقارير عن استخدام أسلحة كيميائية، من اجل الوصول إلى الحقيقة».

وذكرت الرسالة «في ضوء ما ينطوي عليه الأمر من مخاطر وما تعلمناه من تجاربنا في الآونة الأخيرة فإن تقييمات الاستخبارات وحدها غير كافية، فالحقائق المتسقة والجديرة بالثقة التي توفر لنا قدرا من اليقين هي وحدها التي سترشدنا في اتخاذ القرار. وفي الوقت الحالي فان الإدارة الأميركية مستعدة لكل طارئ حتى يمكن لنا الرد بشكل مناسب إذا تأكد استخدام الأسلحة الكيميائية، بناء على مصالحنا القومية. لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عدد من الردود الممكنة، وجميع الخيارات على الطاولة».

وأعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية أن رسالة البيت الأبيض لا تعني «تغييرا أوتوماتيكيا» لصناع القرار، مذكرا بالقرارات السياسية التي بنيت على أساس استخباراتي كاذب، مثل قرار إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وأدى إلى غزو العراق في العام 2003، بحجة امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل.

وكان هايغل، أعلن في أبو ظبي، أن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن الحكومة السورية استخدمت «غاز السارين» على نطاق محدود ضد المسلحين. وقال «سلم البيت الأبيض صباح اليوم (أمس) رسالة إلى عدد من أعضاء الكونغرس بشأن موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. تقول الرسالة ان تقييم الاستخبارات الأميركية يشير بدرجة ما من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق محدود في سوريا». وأضاف ان «هذه الأسلحة هي غاز السارين».

وأعلن هايغل أن «الاستخبارات كانت تدرس المعلومات منذ مدة، واتخذ القرار بشأن هذه القضية في الساعات الـ 24 الماضية». وأعلن انه لا يمكن للولايات المتحدة التأكد من مصدر الأسلحة الكيميائية، لكنها «تعتقد أن من المرجح بشدة أن يكون أي استخدام لها مصدره النظام السوري».

وذكرت وزارة الخارجية البريطانية ان لديها أدلة «محدودة لكن مقنعة» على استخدام عناصر كيميائية في النزاع في سوريا. يشار إلى أن بريطانيا وفرنسا تحدثتا مؤخرا عن استخدام القوات السورية الأسلحة الكيميائية ضد المقاتلين، وتطالبان الأمم المتحدة بتوسيع التحقيق في استخدام «الكيميائي» ليشمل، ليس فقط حلب، بل مناطق أخرى.

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قال، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، ان المساعدات الأميركية للمعارضة السورية قد تنقلب عليها وتؤدي إلى هجمات شبيهة بـ11 أيلول. وأضاف «عندما تنتشر نار الإرهاب في سوريا، فإنها ستنتقل إلى كل مكان في العالم».

ميدانياً

قال معارضون ان اشتباكات عنيفة تفجرت للمرة الأولى منذ شهور في مدينة حماه، مشيرين إلى مقتل سبعة أشخاص، وإصابة العشرات. وأظهر تسجيل فيديو بثه معارضون على الانترنت نيران أسلحة آلية ثقيلة وصواريخ وسط تكبير المسلحين في حي طريق حماه. وقال المعارضون ان هذه هي المرة الأولى منذ ستة أشهر التي يخوض فيها مقاتلون إسلاميون اشتباكات بهذه الضراوة ضد القوات السورية.

وقال معارض، ذكر أن اسمه صفي الحموي لوكالة «رويترز»، ان «العملية محاولة لتخفيف بعض الضغط عن المقاتلين في ريف حماه وكذلك في المحافظات المجاورة»، لكنه شكك في جدوى المحاولة معبرا عن مخاوف من أن نطاقها ربما لا يكون واسعا بدرجة مفيدة. وكانت حماه واحدة من مدن قليلة سادها هدوء نســـبي، وهــي قريــبة من حمــص قـــرب الحـدود اللبنانية.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «قتل عشرة أشخاص في غارات للطيران الحربي السوري على مدينة القصير في ريف حمص، بعد أيام من سيطرة القوات السورية على عدد من قرى ريف القصير متقدمة نحو المدينة التي تعتبر معقلا للمسلحين».

وقال مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السورية (سانا) انه «تم إيقاع أعداد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب في السلومية والشومرية والحميدية وعرجون والبيوضة الشرقية وعيون حسين وبيت رابعة وكمام والضبعة والدمينة الغربية والرستن والغنطو والسعن وتلبيسة والدار الكبيرة في ريف حمص». وأضاف ان «الجهات المختصة عثرت على مقبرة جماعية بين قرية البرهانية وعين التنور بريف القصير في حمص تحوي عددا من جثث الشهداء الذين قضوا على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة».

وأضاف «المرصد» «شن الطيران غارات على مناطق في ريف دمشق ترافقت مع اشتباكات عنيفة على محاور مدينة داريا وأطراف بلدة العبادة في الغوطة الشرقية، مع أنباء عن تقدم للقوات النظامية داخل أجزاء من البلدة». وتابع «نفذ الطيران الحربي والمروحي السوري غارات على مناطق في مدينة معرة النعمان في ادلب وقرى محيطة بها، وعلى قرى في ريف درعا وريف الحسكة وريف حلب وريف الرقة».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان «وحدات من قواتنا المسلحة أحبطت محاولة تسلل مجموعات إرهابية مسلحة من الأراضي الأردنية عند بلدة تل شهاب في ريف درعا على الحدود السورية – الأردنية المشتركة».

(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

دمشق تتهم المعارضة باستخدام السلاح الكيميائي وترجح أن تكون أتت به من تركيا

موسكو- (يو بي اي): اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الجمعة المعارضة السورية باستخدام سلاح كيميائي قرب حلب في 19 آذار/ مارس الماضي، وقال إن هذه الأسلحة الكيميائية وصلت من تركيا على الأرجح.

وقال الزعبي في تصريح للصحافيين في موسكو إن “المنطقة التي انطلق منها الصاروخ يسيطر عليها الإرهابيون وهي موجودة قريباً من الحدود التركية.

وسبق أن اتهمت الحكومة السورية، المعارضة بإطلاق صاروخ كيميائي على منطقة خان العسل القريبة من حلب في 19 آذار/ مارس الماضي ما أدى إلى مقتل 25 شخصاً وجرح 110، غير أن المعارضة نفت الاتهام متهمة النظام بإطلاق صاروخ سكود محمل بغازات سامة في تلك المنطقة.

ورأى الزعبي أنه “إذا كان من الضروري إجراء تحقيق في الحادث فنحن نقترح أن يقوم بذلك خبراء روس″.

ووصف ما قالته واشنطن وبريطانيا حول الأسلحة الكيميائية بسوريا بأنه يفتقد للمصداقية وليس سوى أسلوب ضغط سياسي على دمشق.

وسبق أن جدد الزعبي في حديث إلى قناة (روسيا اليوم) تأكيده بأن “الحكومة السورية إذا كان لديها سلاح كيميائي، لا يمكن أن تستخدمه.. ولم ولن تستخدمه على الإطلاق”.

كما كان قال في مقابلة قبل يومين إن سوريا إن كان لديها سلاح كيميائي فلن تستخدمه حتى ضد إسرائيل.

وذكّر بأن سوريا طالبت الأمم المتحدة بالتحقيق بحادثة خان العسل، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وغيرها قرروا عبر الضغط على الأمم المتحدة توسيع نطاق التحقيق تحت عنوان انه يوجد استخدام للسلاح الكيميائي في أكثر من منطقة غير خان العسل.

وقال الوزير السوري أن هذه الدول تدرك تماماً كذب هذا الادعاء والهدف منه تمييع المسألة والقضية وتكرار التجربة العراقية.

وكان رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي، ألكسي بوشكوف، اعتبر الجمعة، أن اتهامات الولايات المتحدة للنظام السوري باستعمال أسلحة كيميائية قد تكون ذريعة لبدء حرب.

ويشار إلى أن البيت الأبيض قال برسالة وجهها الخميس، إلى السيناتورين، كارل ليفين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة، وجون ماكين، إن “تقييم أجهزتنا الاستخباراتية يخلص بدرجات متفاوتة من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق محدود في سوريا”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم الجمعة، أن هناك أدلة محدودة لكنها متزايدة على استخدام القوات الحكومية السورية أسلحة كيميائية، في الأزمة الدائرة في البلاد منذ أكثر من عامين.

دمشق تُعدّ لكل السيناريوهات وحلفاؤها جاهزون والضربة المحتملة عنوانها “الصواريخ” وخبير عسكري يرجح ضرب اهداف امريكية بالاردن

دمشق ـ “القدس العربي” ـ من كامل صقر: بينما ترتفع وتيرة الاتهامات الموجهة للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي خلال الصراع الذي تشهده سورية منذ أكثر من سنتين، تلوح في الأفق بواد استعداد لمواجهة عسكرية احتمالاتها ضعيفة لكنها غير مستبعدة تماماً، وفق بعض المراقبين والخبراء العسكريين في العاصمة دمشق.

حسب هؤلاء، تلك المواجهة ـ في حال حصلت ـ ستكون تحت ذريعة السلاح الكيماوي المزعوم الذي تمتلكه المؤسسة العسكرية السورية والذي قيل أنها استخدمته على نطاق محدود في بعض المناطق المتوترة، واستناداً لاحتمال شن ضربة عسكرية أمريكية غربية ضد سورية يرجح خبراء عسكريون سورويون أن تكون دمشق قد تعاطت مع المسألة باعتبارها واقعة وتصرفت ميدانياً بما يواكبها على الأرض وإن كانت ما تزال تلك الضربة مستبعدة لجهة منزلقاتها الإقليمية الخطيرة.

يقول خبير عسكري لـ “القدس العربي” أنه من “المرجح” أن يكون سلاح الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى وأحد أقوى الأجنحة الهجومية في الجيش العربي السوري التي لم تتعرض لأي ضرر خلال الأحداث ، يقوم بالتحضير لإطلاق سلسة هجمات صاروخية (ارض ارض) على قواعد إقليمية مجاورة قد تكون منطلقاً لهجمات مفترضة تشنها مقاتلات أمريكية وإسرائيلية وبريطانية وفرنسية على العاصمة دمشق.

يقول هذا الخبير: لا نستطيع أن نُلغي احتمال الضربة العسكرية الغربية لسورية بهدف تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض السورية ضد القوات والقدرة الحكومية لاسيما بعد فشل المعارضة المسلحة في تحقيق انتصار يمكنها من إعلان منطقة حيوية واسعة تحت سيطرتها التي تتيح لها إنشاء حكومة فوقها”، ويضيف: ريما يكون فتح الأردن لأجوائه أمام طيران فرنسي أو إسرائيلي وأمريكي، ويتابع: ستكون مقار التحكم والسيطرة الامريكية المتواجدة في الأردن ستكون تحت مرمى الصواريخ السورية.

وتنقل أوساط متابعة عن مصدر مطلع مقرب من القيادة القطرية في الدوحة قوله أن الضربة في حال وقعت فإنها ستتم تحت عنوان استخدام الجيش السوري لأسلحة كماوية، وتأتي هذه العملية للحيلولة دون استخدام هذه الاسلحة من قبل القيادة السياسية في دمشق، ويُضيف هذا المصدر أن هذه الضربة ستركز على مواقع حساسة بالنسبة للقيادة السورية ومنها الأركان العامة والمؤسسات الأمنية ومؤسسة الاتصالات وقيادات الفرق العسكرية وما تبقى من محطات الإنذار المبكر والتي دمر قسم منها على يد مقاتلي المعارضة في الغوطةة الشرقية، كما ستستهدف منظومات الحرب الالكترونية في هذه الغارات، وتقدر عدد الطلاعات الجوية المتوقعة بـ 900  إلى 1200 طلعة في مقابل ذلك فإن السيناريو المتوقع من محور الممانعة ممثلا ً بإيران وحزب الله هو دخول هذا المحور مباشرة على خط المواجه في الساعة الأولى لهذا العمل العسكري.. وستدخل المقاومة اللبنانية بإطلاق ما يقارب من 250 صاروخ قصير متوسط وبعيد المدى على على اهداف تم تحديدها مسبقا ً وهذه الضربة ستشل القدرة الإسرائيلية، أما ايران فستتكفل بضربات مركزة على مقار قيادة القوات الامريكية في الخليج العربي بمختلف الأسلحة المتطورة التي أجرت طهران مناوراتها وتدريباتها عليها خلال الأشهر الأخيرة.

الاتحاد الأوروبي: لادليل دامغ على استخدام اسلحة كيميائية في سورية

لندن- (د ب أ): قال متحدث ان الاتحاد الاوروبي ينتظر اليوم الجمعة مزيدا من الادلة الدامغة على ما اذا كان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية، مضيفا ان مثل هذا العمل “لن يكون مقبولة”.

واضاف مايكل مان المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون: “مازلنا نراقب عن كثب هذا الموقف مع شركائنا الدوليين لمعرفة ماحدث بالفعل لانه ليس واضحا تماما في هذه اللحظة”.

وتابع المتحدث “الخط الذي نتبعه بسيط للغاية: اي استخدام للاسلحة الكيميائية في اي ظروف مرفوض رفضا تماما بالطبع “، داعيا إلى السماح للامم المتحدة بالتحقيق في هذا الامر داخل سورية”.

واستطرد مان “راينا ان النظام في سورية لايبدو أنه يعير احتراما لحقوق الانسان .. ولكننا لايمكن ان نكون على يقين حتى نحصل على دليل دامغ في هذا الصدد”.

وكانت بريطانيا والولايات المتحدة أشارتا إلى ادلة متزايدة عن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية في قتالها ضد المعارضين المسلحين في الصراع الدائر في البلاد منذ اكثر من عامين.

واعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة عن قلقه حيال “الادلة المتزايدة” على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية، وهو مايعتبر تصعيدا “خطيرا” يدفع المجتمع الدولي على “فعل المزيد”.

وقال البيت الأبيض الخميس إن وكالاته الاستخباراتية تعتقد “بدرجات متفاوتة من الوثوق” في أن سورية استخدمت أسلحة كيميائية.

وأشارت إلى استخدام غاز الأعصاب، سارين “بكميات قليلة”، ولكنها لم تبين متى وأين استخدم.

إخوان سوريا يخططون لافتتاح مكاتب في الداخل ومراقبها العام ينوي العودة إلى بلاده

لندن- (يو بي اي): كشف المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سوريا، رياض الشقفة، أن جماعته ستفتتح مكتباً داخل سوريا للمرة الأولى منذ حظرها قبل عدة عقود، وأنه يخطط للعودة إلى بلاده.

وقال الشقفة في مقابلة مع صحيفة (فايننشال تايمز) الجمعة، إن جماعته “اتخذت قراراً في الآونة الأخيرة لإحياء هياكلها التنظيمية داخل سوريا وطلبت من اتباعها البدء بافتتاح مكاتب للجماعة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في البلاد”.

واضاف “في البداية اكدنا أن الوقت للثورة وليس الأيديولوجيا، لكن هناك الآن العديد من الجماعات بالداخل مما دفعنا إلى اعادة تنظيم أنفسنا والترويج لنهج أكثر اعتدالاً من التفكير الإسلامي في وقت تتزايد فيه أفكار التطرف”.

واشارت الصحيفة إلى أن خطوة افتتاح المكاتب تأتي بعد اصدار الجماعة صحيفة تصدر مرتين في الشهر تقول إنها “توزع 10 آلاف نسخة في المناطق المحررة من سوريا”.

وندد المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سوريا، بما اعتبرها “الحملة المدعومة من قوى خارجية ضد جماعته” بعد اتهامها بمحاولة السيطرة على المعارضة السورية، وقال “إن الذين يهاجموننا لا يملكون أي نفوذ على الأرض، وهم شخصيات اعلامية تحاول من خلال مهاجمتنا تكوين تأثير لها.. لأن حقيقة فوز الأخوان المسلمين في مصر وتونس اثارت المخاوف من أخوان سوريا”.

واضاف الشقفة أن جماعته شكّلت كتائب مسلحة داخل سوريا “ليس من أعضائها ولكن من قبل الأشخاص الذين لديهم ميل سياسي للجماعة وشاركوا في اجتماع عُقد في اسطنبول في أيار/ مايو الماضي وأصبحوا الآن جزءاً من القيادة العسكرية العليا لجماعات المعارضة المسلحة، وهذه الكتائب لديها قيادة خاصة ووافقت على تسليم أسلحتها بعد الثورة”.

وأصر المراقب العام لأخوان سوريا على أن الدعم الذي تحظى به جماعته “يأتي من اعضائها في المنفى والذين يعمل الكثير منهم في الخليج، وليس من قطر وتركيا”.

واشنطن ولندن تمهدان لاستخدام القوة ضد سورية: النظام تجاوز ‘الخط الاحمر’ واستخدم اسلحة كيماوية

واشنطن ـ لندن ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قال مسؤول بالبيت الأبيض الخميس إن الولايات المتحدة ستتشاور مع حلفائها بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها إذا تأكدت من أن الحكومة السورية تجاوزت ‘الخط الأحمر’ الخاص باستخدام الأسلحة الكيماوية، تزامن ذلك مع تصريحات بريطانية قالت فيها ان لديها ادلة ‘محدودة ولكن مقنعة’ على استخدام اسلحة كيميائية في سورية بما فيها غاز السارين.

وأضاف المسؤول الامريكي في مؤتمر صحافي عبر الهاتف أن البيت الأبيض يعتقد أن الأسلحة الكيماوية ما زالت بحوزة حكومة الرئيس بشار الأسد وأن أي استخدام لها سيكون على الأرجح من جانب الحكومة.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تسعى لجمع مزيد من الأدلة لتعزيز نتائج خلصت إليها المخابرات بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سورية.

وكشف وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل عن ذلك لاول مرة خلال زيارة الى ابوظبي وقال ان ‘القرار للتوصل الى هذه النتيجة تم اتخاذه خلال الساعات الـ 24 الماضية’.

واضافت ان تقييم الاستخبارات الامريكية يستند ‘جزئيا الى عينات فعلية’ الا انها اضافت ان سلسلة الادلة ‘ليست واضحة، ولذلك لا نستطيع أن نؤكد كيف حصل التعرض وفي اية ظروف’.

وبعد الاعلان ان الحكومة الامريكية تعتبر ان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية، اعتبر العديد من النواب الامريكيين الخميس ان ‘الخط الاحمر’ تم تجاوزه في سورية.

وقال السناتور الجمهوري جون ماكين لصحافيين ان ‘رئيس الولايات المتحدة قال انه اذا استخدم بشار الاسد اسلحة كيميائية فهذا الامر سيغير كل شيء وسيشكل تجاوزا للخط الاحمر’. واضاف ‘اعتقد ان المؤكد انه تم تجاوز الخط الاحمر’.

وتابع ان ‘هذا المخزون من الاسلحة الكيميائية وبعضها موجود في مناطق قتال ينبغي تامينه وعلينا ان نعطي المعارضة القدرة على مقاتلة بشار الاسد لمرة واحدة واخيرة’.

وقالت الرئيسة الديموقراطية للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايان فاينستاين ‘انا قلقة جدا بانه مع هذا الاقرار العلني يعتبر الرئيس الاسد ان لا شيء لديه ليخسره’.

واضافت ‘من الواضح ان هناك +خطوطا حمرا+ تم تجاوزها وانه ينبغي القيام بعمل لمنع استخدامها على نطاق اوسع′، داعية مجلس الامن الدولي ‘بما فيه روسيا’ الى التحرك.

وفي لندن قال متحدث باسم الوزارة في بيان ‘لدينا معلومات محدودة لكن مقنعة من مصادر متعددة تظهر استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية ومنها غاز السارين. هذا أمر مقلق للغاية. استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب.’

بينما قال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستر بيرت الخميس ان بريطانيا وحلفاءها ‘مستعدون تماما’ للتعامل مع ‘تحديات’ الأسلحة الكيميائية السورية ان قرر النظام السوري استخدامها.

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية ‘لدينا ادلة محدودة ولكن مقنعة من مصادر مختلفة تظهر استخدام اسلحة كيميائية في سورية بما فيها السارين’.

واضاف ‘هذه مسالة تثير القلق البالغ. استخدام الاسلحة الكيميائية هي جريمة حرب’.

واضاف ‘لقد اطلعنا حلفاءنا وشركاءنا والامم المتحدة على هذه المعلومات ونعمل بشكل نشط للحصول على معلومات اكثر وافضل’.

جاء ذلك فيما بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في واشنطن الخميس مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا تداعيات الأزمة السورية.

وأكد العاهل الأردني خلال اللقاء على أن خطورة الأزمة السورية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، محذرا من تداعياتها الكارثية في حال استمرارها على مستقبل المنطقة وشعوبها، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية ‘بترا’.

وأشار إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي هذه الأزمة، ويضع حدا لمعاناة الشعب السوري، ويضمن سلامة ووحدة أرضه وشعبه.

سورية تحجز على أموال هيثم المالح

دمشق ـ د ب أ: أصدرت السلطات السورية قرارا يقضي بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة للمعارض السوري البارز هيثم المالح المتهم بعدة تهم منها دعم الإرهاب.

وذكر موقع ‘الاقتصادي’ المقرب من السلطات السورية اليوم الخميس أن وزارة المالية السورية أصدرت قرارا يقضي بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لهيثم خليل المالح بسبب ‘انضمامه إلى جمعية سياسية أنشئت بقصد تغيير كيان الدولة’.

وأضاف القرار، بحسب ما نقله الاقتصادي، أنه ‘تم الحجز على أموال المالح مواليد 1931، بسبب انضمامه إلى جمعية سياسية أنشئت بقصد تغيير كيان الدولة وقلب نظام الحكم وتواصله واجتماعه لهذا الغرض مع جهات أجنبية معادية’.

واوضح القرار أن ‘هذا يأتي أيضا بسبب دعمه المجموعات الإرهابية المسلحة داخل القطر (سورية) بالمال والسلاح وتحريضها على القيام بأعمال إرهابية وإثارة الفتن الطائفية’.

الخطيب ينتقد تعين صبرا.. ويطالب نصرالله بسحب مقاتليه من البلد

بيروت ـ ا ف ب: اعلن القيادي السوري المعارض احمد معاذ الخطيب على صفحته على الفيسبوك تعيين المعارض جورج صبرا رئيسا للائتلاف السوري غير شرعي لان مهلته في الائتلاف بعد استقالته تنتهي في 11 ايار (مايو) المقبل، كما اكد على ضرورة اجراء انتخابات لجميع المعارضة لاختيار رئيس للاتئلاف.

وفي رسالة اخرى وجهها الخطيب الى الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله بسحب جميع مقاتليه من سورية لضمان عدم تحول النزاع في هذا البلد الى حرب طائفية.

وقال الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، في رسالة نشرها على صفحته على موقع فيسبوك ان ‘تدخل حزب الله اللبناني في سورية قد عقد المسألة كثيرا، وكنت اتوقع منكم شخصيا بما لكم من ثقل سياسي واجتماعي أن تكونوا عاملا إيجابيا لحقن دماء أبناء وبنات شعبنا’.

واضاف الخطيب ‘انني اطالبكم بسحب قوات حزب الله من سائر الاراضي السورية’. ودعا الخطيب نصرالله الى ‘التواصلِ مع الثوار في مناطق القرى الشيعية لضمان أمن الجميع′، معتبرا ان ‘زعم الدفاع عن بعض القرى الشيعية مرفوض، فهل كان الشيعة في خطر خلال مئات السنين؟’.

واكد ان هناك ‘خطة ماكرة لجر العالم الإسلامي كله الى معركة سنية شيعية، يبدأ فتيلها من سورية فلبنان ثم دول المنطقة كلها بما فيها ايران وتركيا’.

النظام السوري واثق من النصر ويقوم بحملة لاقناع الغرب انهم معا يواجهون خطرا وجوديا من القاعدة

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ‘نحن شركاء في مكافحة الارهاب’ هذه الرسالة التي تحاول الحكومة السورية ايصالها للولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين كي تقنعهم جميعا لتغيير موقفهم والتوقف عن دعم المعارضة او اخافتهم منها خاصة ان العناصر الجهادية تملأ القاعدة الامامية في ساحاتها.

وعليه ينظر الى عدد من المظاهر الجديدة التي باتت تمارسها الحكومة كصورة لاستراتيجية جديدة مثل السماح للصحافيين الاجانب الدخول لسورية وارسال تقاريرهم من داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، كما ان استعراض السجناء على شاشات التلفزيون الحكومي باعتبارهم مقاتلين اجانب هي جزء من ملمح آخر.

ويعتمد النظام على تنفيذ هذه الاستراتيجية وبشكل غير رسمي على رجال اعمال سوريين. ويحاول النظام بيع هذه المخاوف الى الغرب عبر حملة من التصريحات الاعلامية لقادته من الرئيس نفسه، مرورا بوائل الحلقي، رئيس الحكومة، ونائب وزير الخارجية، فيصل مقداد الذي تحدث الاسبوع الماضي مع ايان بلاك في ‘الغارديان’ ومع جيرمي بوين، مراسل ‘بي بي سي’ في دمشق ليلة الاربعاء، وكذا عمران الزعبي، وزير الاعلام الذي وصف الحرب بأنها ‘حرب من اجل الحضارة والهوية والثقافة. سورية، وان ارادت القول فسورية هي آخر دولة علمانية في العالم العربي’.

وتقول مراسلة صحيفة ‘نيويورك تايمز′ آن برنارد التي كتبت من دمشق وكانت ضمن وفد صحافي قضى في سورية اسبوعين، انه على الرغم من آمال دمشق بنجاح استراتيجيتها الجديدة، الا ان الرئيس اوباما لم يتراجع عن مطالبه بتنحي الاسد، كما وزادت الادارة من الضغوط الاقتصادية على حكومة الاسد، وزادت من دعمها للمعارضة وتقديم الاجهزة غير القتالية للمقاتلين والادوية والطعام. وفي الوقت نفسه عبرت الادارة عن عدم ارتياح من تصاعد الدور الجهادي في الساحات القتالية ولا تزال متمسكة بتسليح المقاتلين، ومترددة ايضا في قبول التأكيدات الاسرائيلية الاخيرة حول استخدام نظام الاسد الاسلحة الكيماوية ضد المدنيين. ومع انه من الصعب رؤية الصورة الحقيقية وراء ‘البروبوغندا’ من الجانبين حيث يعتمد الطرفان على المعلومات للحصول على دعم المواطنين الذين يعانون والدول الاجنبية، لكن استراتيجية النظام كانت واضحة اثناء زيارة، حيث تم استعراض مجموعة من السجناء الذين قالت الحكومة انهم من اشرس المتطرفين الذين جاءوا من كل انحاء العالم وتبين لاحقا انهم سوريون، بينهم فلسطيني وعراقي، وتحدثوا عن اهدافهم من قتال الحكومة والتي تتراوح بين اقامة الدولة الاسلامية او اقامة حكومة ديمقراطية.

ثقة بالنصر

وعما ستنتج عنه المعركة الحالية في سورية قالت الصحيفة ان مؤيدي النظام والمسؤولين فيه قدموا اراء في عدد من القضايا التي تتراوح بين قدرتهم على ربح الحرب وترشيح الاسد نفسه وفوزه بالانتخابات في العام المقبل، ولا يرون اي سبب لتخفيف حدة القمع العسكري التي يمارسها الجيش الآن. وفي حديثهم عن الانتخابات لا تهمهم طريقة تنظيمها في بلد نصف سكانه اجبروا على الرحيل. وتضيف الصحيفة ان بعض المسؤولين واعضاء النخبة في النظام يقولون انهم قادرون على اقناع الغرب بالتعاون مع الاسد كممثل لمطالب السوريين ومصالحهم، مع ان هذا امل بعيد المنال في الوقت الحالي.

ندافع عن سورية التنوع

واكثر من هذا اعطت الحرب بعض مؤيدي الاسد سببا جديدا للوقوف الى جانب الحكومة، حيث يقولون انهم الآن يقاتلون من اجل الحفاظ على سورية وتنوعها الديني والثقافي. وترى هذه النخبة بتعليمها الغربي وانفتاحها على العالم انها المرشح الحقيقي للتحاور مع الغرب.

وقالت ان هذا هو موقف رجل الاعمال خالد محجوب الذي التقته في فندق ‘فور سيزونز′ الخالي من الرواد، حيث طلب خمرة لبنانية وكان يدخن سيجارا، فيما كانت موسيقى باخ الهادئة تعزف في خلفية الجلسة، حيث كانت تمتزج بأصوات قنابل الهاون والقصف. واتهم رجل الاعمال الذي يقوم ببناء بيوت تباع بأسعار معقولة من اسماهم ‘بدو البترودولار’ وحملهم مسؤولية انتشار التطرف. وبهر كلامه باقتطافات من كتاب ‘العادات السبع للاشخاص المؤثرين جدا’ وهو الكتاب الذي صدر عام 1989 لمؤلفه ستيفن، ار كوفي، وترجم لاكثر من 38 لغة وبيعت من 25 مليون نسخة. ويقول ان الاسد يقاتل عدوا تدفعه ايديولوجية القاعدة وهي نفس الجماعة التي نفذت هجمات ايلول (سبتمبر).

ويرى محجوب الذي درس في نفس المدرسة مع شقيق بشار، باسل ان الرئيس والنظام الذي ورثه من والده حافظ الاسد يتحملان بعض المسؤولية عن الاضطرابات، فالجمود الاقتصادي دفع بالكثير من السوريين للسفر والعمل في السعودية حيث تشربوا الافكار المتطرفة فيها. كما ان الاجهزة الامنية ارتكبت بعض الاخطاء وكل هذا لا يبرر حرق المزارع كما يقول.

ضد الاسلام الظلامي

ومن الاشياء الاخرى التي قالها مسؤولون في الحكومة ان امريكا والغرب هم الذين دبروا الانتفاضة لمعاقبة سورية لوقوفها امام اسرائيل، فيما قال رئيس الوزراء ان سورية تدافع عن الاسلام المعتدل ضد’الاسلام الظلامي’. كما قال المسؤولون انه في حالة سقوط الاسد فاوروبا ستواجه قوسا من الدول التي يقودها الاسلاميون من تركيا الى ليبيا، ودعوا الولايات المتحدة للتحقيق فيما ان كانت تركيا تدعم النشاطات الجهادية في سورية، وهو ما يرونه انتهاكا لقرار مجلس الامن رقم 1373.

وعن السجناء قالت الصحيفة انه احضروا من السجون الى مباني المخابرات، وهم معتقلون منذ وقت طويل بدون اتهامات او محاكمات، وتتوزع مطالبهم ما بين حكم اسلامي عالمي الى حكم ديمقراطي محلي، فيما اندفع آخرون للقتال من اجل المال. وتقول الصحيفة ان مسؤول الامن وعد زواره بان السجناء سيعترفون امامهم من يقاتلون. ومع ان قلة تناقش في ان الجهاديين الاجانب يرغبون بدولة اسلامية عالمية، الا ان العدد الاكبر من السجناء ينضمون للقتال لدوافع ايديولوجية او مصلحية، كما ان الجهاديين الاجانب لا يمثلون الا نسبة قليلة من المقاتلين.

وشاهد الزاور الامريكيين تحقيقا مع فلسطيني سوري اسمه بهاء محمد الباش، الذي قال انه درب الانتحاريين في العراق، وقال انه ‘سيقاتل الامريكيين حتى اخر نفس من حياته’. وقال ثلاثة اخرون ان شيخا غسل ادمغتهم واعطاهم المال كي يتظاهروا اولا ومن ثم الاختطاف والاغتصاب والقتل. وقال اثنان انهما نفذا اوامر لاغتصاب قريبة لموظف حكومي.

وبعد كل هذا يتساءل الزعبي ان كانت امريكا ‘تعتقد حقيقة’ ان المقاتلين هم ‘ثوريون’ وليسوا ‘ارهابيون’، واضاف ان كان الامريكيون يعتقدون انهم ثوريون ‘فهذه كارثة’ وان ‘لم يكونوا يعتقدون انهم ثوريين ويدعمون بشكل واع القاعدة فهذه كارثة اكبر’.

اوروبيون جهاديون

ولم تخل لهجة المسؤولين الاوروبيين من تحذير من وجود الجهاديين الاجانب في سورية فقد حذر مسؤول مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي من ان الاوروبيين المسلمين الذين يسافرون الى سورية للقتال يشكلون عند عودتهم خطرا على امن البلاد. وقال غايلز دي كيرتشوف لمحطة ‘ بي بي سي’ البريطانية انهم غالبيتهم ليست متطرفة عندما تسافر لسورية، لكنهم يتعرضون لتأثير المتطرفين’، وعندما يعودون فانهم يشكلون تهديدا حيث قدر عدد الجهاديين من الدول الاوروبية بحوالي 500 مقاتل، وهو رقم اقل مما توصلت اليه دراسة في كلية كينغز كوليج البريطانية التي وضعت الرقم بحوالي 600، وتقول السلطات الامنية البريطانية ان هناك حوالي 100 مسلم بريطاني يقاتلون في سورية.

ننتظر الادلة

ولا يزال موضوع استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد مدنيين في دمشق وحمص وحلب يتفاعل، في وقت تتنظر فيه الولايات المتحدة نتائج تحقيقات وكالاتها الاستخباراتية، ففي الوقت الذي دعا فيه وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل الى الحذر، الا انه اكد ان واشنطن تنتظر معلومات امنية دقيقة. وجاء الحديث بعد تصريحات لجنرال اسرائيلي اكد فيها الاستخدام بناء على دراسة لصور وشهادات. واكد المسؤول ان ما درسه هو بمثابة ادلة قاطعة على استخدام السلاح الكيماوي، لكن هيغل قال انه كان في اسرائيل واجتمع مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء ووزير الدفاع موشيه يعلون وناقشوا خطر الترسانة السورية بشكل مفصل. ويرى هيغل ان عدم اطلاع الاسرائيليين على نتائج تحقيقهم ربما لانه لم يكن كاملا.

وفي اطار آخر يرى الفرنسيون والبريطانيون ان الادلة على استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي لا شك فيها، وان في حيز ضيق. ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن مسؤول حكومي بريطاني قوله ‘مما لا جدال فيه ان غاز السارين قد تم استخدامه ولكننا لا نتحدث عن حلبجة’، مضيفا ‘نتحدث هنا عن منطقة ضيقة وضد مجموعة صغيرة’. ويؤكد البريطانيون على ان مصدر السارين كان من الحكومة، وان الحديث عن اصابة الجنود السوريين في خان العسل، في 19 اذار (مارس) كان نتيجة خطأ، اي ان الجيش ضرب نفسه.

ونقلت عن مسؤول فرنسي قوله انهم سيدعمون تحقيق الامم المتحدة من اجل ‘التوصل الى دليل يسمح لنا بتأكيد ان الاسلحة الكيماوية قد استخدمت’.

وكان هيغل، قد تعرض لسيل من الاسئلة اثناء زيارته للقاهرة، حيث قال ان ‘الشكوك شيء والادلة امر آخر، وهذا لا يعني التقليل من مخابرات الدول الاخرى، ولكن الولايات المتحدة تعتمد على معلوماتها الاستخباراتية، وحتى اقف على هذه المعلومات فليس لدي شيء اقوله’.

ومن المقرر ان تجتمع مجموعة من وزارء خارجية الدول العربية يوم الاثنين مع جون كيري في واشنطن، وان هذا الاجتماع سيكون مهما في تحديدا خطوة واشنطن القادمة. وتقول الصحيفة ان الفرق بين فرنسا وبريطانيا من جهة وامريكا من جهة اخرى هو سياسي، حيث يرغب اوباما بتجنب اي خلاف حول المعلومات الامنية كما حدث اثناء غزو العراق. ومع ان الرئيس اكد ان استخدام السلاح الكيماوي خط احمر، الا ان ما عناه حسب مسؤول نقلت عنه ‘نيويورك تايمز′ هو الاستخدام بكميات كبيرة كما حدث مع الاكراد. فالادارة ترغب بالتفريق بين الاسلحة الكيماوية الفتاكة وتلك التي تترك اثر مؤقتا.

ويقول انتوني كوردسمان من المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية ان تردد البيت الابيض من التدخل مفهوم ‘ فمن السهل الحديث عن رد على احتمال استخدام الحكومة السورية للاسلحة الكيماوية وهذا اسهل من القيام بعمل له معنى. فيجب اولا الحصول على دليل قوي، فالولايات المتحدة لا يمكنها اعلان حرب بناء على مزاعم او ‘دليل’ تثار حوله الشكوك او مدفوع بدوافع سياسية ، وتحديدا بعد غزو العراق والبحث عن اسلحة دمار شامل لم تكن موجودة اصلا’، وحذر كوردسمان من ان هجوما على سورية سيمثل تصعيدا خطيرا ‘فتأمين وتدمير ترسانة الاسلحة السورية يحتاج الى عملية ارضية ضخمة، هذا ان لم تكن قد وزعت على اماكن مختلفة مما يجعلها مهمة مستحيلة، مما يعني قتالا طويلا من اجل تدميرها وقتالا اخر اطول للخروج’.

وبنفس السياق يحذر خبراء من ان الغرب حتى لو اثبت استخدام الاسلحة فانه ليس من الواضح ما سيقوم بعمله، فتدمير مخازن السلاح يعني قد يؤدي الى اطلاق الغازات في الجو مخلفة نتائج كارثية، وفي اطار آخر فان قوات خاصة تقوم بتأمين الاسلحة ومواقعها قد تتحول الى اهداف سهلة من الاسلاميين.

بعد فوات الاوان

ونقلت ‘الغارديان’ عن دينا اسفنداري من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن قولها ‘ردي الفوري هو الدعوة للحذر، فان كانت هذه المزاعم قائمة على صور وعينات تراب اخذت منذ فترة طويلة بعد الهجوم، لا اعرف كيف يمكننا التأكد من صحتها، وبدون دليل قوي كيف يمكنك التأكد من ان النظام وليس الطرف الاخر هو الذي قام بالهجوم’. ويقول اندرو تابلر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ومؤلف ‘في عرين الاسد’ انه كلما اخرت ادارة اوباما فرض خطوطها الحمراء كلما ساء الوضع ‘واعتقد اننا سنجر في النهاية للنزاع وسيكون اكثر كلفة عشرة اضعاف منه الان، وكل شيء سيكون سيئا’. وقال ان ‘مطالب الادارة بادلة اكثر كي ترد يؤشر الى تردد ادارة اوباما بفرض خطوطها الحمر’، مضيفا ان ‘نظام الاسد يدفع ويمتحن الولايات المتحدة، ولا ترد عليه الا بالكلام’. وتكهن الباحث بتفكك سورية الى ثلاثة كيانات ينشط فيها وبشكل محتمل الارهابيون.

نظام العصابة

ومن هنا دعت صحيفة ‘الفايننشال تايمز′ في افتتاحيتها ليوم امس الغرب كي يري الاسد اين هي الخطوط الحمراء ودعت فيها الغرب للتدخل من اجل وقف ما اسمته ‘كارثة السلاح الكيماوي’، واضافت ان الادلة تتكاثر حول استخدام الاسد ولو بصورة محدودة السلاح الكيماوي ضد المقاتلين المعارضين لنظامه.

وقالت الصحيفة انه لا توجد ادلة حقيقية عن قيام الموالين للنظام باطلاق قذائف تحتوي على غازات اعصاب على القوات التابعة للمعارضة والتي تتقدم يوميا- كما تزعم بريطانيا وفرنسا والان اسرائيل- ليس فقط بسبب عدم السماح لفريق الامم المتحدة بالدخول لسورية ولكن ان كان الامر كما يعتقد المراقب للشأن السوري، فان الوسيلة الوحيدة لمنع حدوثه هو عمل قوي حتى لا يتكرر درس حلبجة في عام 1988. واضاقت الصحيفة ان الاسد ولعقود مضت يفلت من جرائمه، وان فلت هذه المرة باستخدامه غاز الاعصاب فان هذا سيجعله وعائلته التجرؤ على استخدام هذه الاسلحة الفظيعة. وقالت من اجل ان لا تظهر كلمات اوباما التي يرددها حول ‘الخطوط الحمر’ و’تغيير معالم اللعبة’ ان استخدم الاسد الاسلحة الكيماوية، فعليه ان يتحرك قبل ان يستخدمها الاسد ضده.

وذكرت الصحيفة ان الغرب كان متساهلا مع صدام عندما زوده بعناصر كيماوية وضعها على رؤوس الصواريخ التي اطلقها على الايرانيين، وهذا ما خفض السقف له كي يرتكب جرائم الابادة التي قام بها. وفي الوقت الحالي فما يقوم الاسد بعمله هو اختبار ليس صبر الولايات المتحدة بل و’المجتمع الدولي’. وان استمروا يتصرفون بهذه الطريقة فكل الوسائل ستستخدم ضدهم.

وتقول الصحيفة ان مجلس الامن ظل عاجزا امام سورية، حيث واصلت روسيا دعم النظام الديكتاتوري الذي استخدم كل ما بحوزته من اسلحة باليستية وعنقودية ليضرب شعبه. ولكن الوضع سيتغير، فلا مجال للمواربة حالة قفز الاسد واستخدم السلاح الكيماوي لان اثره على سورية والشرق الاوسط والعالم سيكون مدمرا. ودعت والحالة هذه العالم لوقف النظام حيث قالت ‘هذا نظام عصابة مستعد لان يدمر سورية ان لم يكن قادرا للسيطرة عليها، ونثر الحطام الى الدول الاقليمية’.

بريطانيا: الأدلة المتزايدة على الكيميائي السوري خطيرة للغاية

أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم، أن «الأدلة المتزايدة» على استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية تصعيد «خطير»، وينبغي أن تحث المجتمع الدولي على «فعل المزيد». كذلك أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أن على الولايات المتحدة التحرك عسكرياً من أجل «استعادة السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية».

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقناة «بي سي سي» إنها «أدلة محدودة، لكن كان لدينا نحن أيضاً أدلة متزايدة على استخدام أسلحة كيميائية على الأرجح من قبل نظام بشار الأسد. إنه أمر بالغ الخطورة، إنها جريمة حرب».

وأضاف كاميرون «أعتقد أن ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما صحيح تماماً، ومثل هذا الأمر يجب أن يشكل خطاً أحمر يحثنا على بذل المزيد في حال تم تجاوزه»، إلا إنه أعرب في الوقت نفسه عن معارضته لإرسال قوات بريطانية إلى سوريا.

وقال كاميرون «لا أريد ذلك ولا أعتقد أن هناك فرصاً بحلول ذلك. لكنني أعتقد أن بوسعنا بذل المزيد من الضغوط على النظام والعمل مع شركائنا والمعارضة من أجل التوصل إلى الحل المناسب»، مضيفاً «لطالما رغبت في بذل المزيد. والسؤال هو كيفية زيادة الضغوط. وبرأيي إن ما يجب القيام به هو تدريب هذه المعارضة والعمل مع أعضائها وإمدادهم بالنصح والمساعدات لممارسة ضغوط على النظام».

وكانت الولايات المتحدة قد أقرّت للمرة الأولى، أمس، بأن من المرجح أن يكون النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية، مشددة في الوقت نفسه على أن أجهزتها الاستخبارية ليست متأكدة تماماً من أن دمشق تجاوزت «الخط الأحمر» الذي حددته واشنطن.

وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زائيف الكين، في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن «من الواضح أنه إن كان هناك إرادة من جانب الولايات المتحدة والأسرة الدولية، ففي وسعهم السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، ما سيضع حداً لجميع المخاوف».

وقال الكين المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «حين تفهم الأسرة الدولية أنه تم تخطّي خطوط حمر فعلياً واستخدام أسلحة كيميائية، سوف تدرك أن لا خيار أمامها سوى التحرك بهذه الطريقة من خلال عمل عسكري بدل أن تبقي على الغموض».

وتعليقاً على إشارة الأميركيين إلى هذه «الخطوط الحمر» قال الكين إن «الإيرانيين يراقبون، والعالم بأسره يراقب أيضاً وينتظر ليرى ما سيجري. ويتبادر سؤال: حين يتم رسم خط أحمر، هل نلتزم به؟».

(أ ف ب)

شاهد على الهجوم الكيمياوي على “الشيخ مقصود” في حلب: لم يبق لي شيء!

عبدالاله مجيد

خسر ياسر يونس الذي يقطن حيّ الشيخ مقصود في حلب زوجته وولديه في هجوم استهدف منزلهم بمواد سامّة مجهولة وبعدما تأخرت سيارات الإسعاف في الوصول إليهم، وتحوّل الحيّ المذكور ذو الغالبية الكردية ساحة حرب بعد انضمام الأكراد لصفوف المعارضة.

كان الهجوم الكيمياوي الذي قضى على عائلة ياسر يونس حدثًا صغيرًا، يكاد أن يكون شأنًا عائليًا خاصًا. ولو لم يتمكن ياسر (27 عامًا)، الذي يعمل مصلح سيارات، من مغادرة عتبة بيته في حلب إلى الشارع في ظلام الليل، ضامًّا ابنه الرضيع إلى صدره، لما عرف أحد ما الذي أباد عائلته.

 مات أفراد العائلة مرتعشين، مهلوسين، ومختنقين بالزبد الأبيض، الذي تدفق من أنوفهم وأفواههم. ويعتقد الأطباء السوريون، الذين فحصوا جثثهم، أنهم قُتلوا بغاز الأعصاب.

جس نبض

يبدو أن النظام السوري يفضّل استخدام الغاز ضد المناوئين له بهذه الطريقة المحدودة، مختبرًا مرونة “الخط الأحمر” الذي رسمه الرئيس الأميركي باراك أوباما في آب/أغسطس لتحذير بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيمياوية. فبهذه الطريقة يتجنّب النظام المجازر الكبيرة، ويمنح الغرب مجالًا كافيًا للمماطلة والتسويف بشأن التدخل، كما يرى مراقبون.

لكن الأدلة التي توافرت لدى الولايات المتحدة على أن قذيفة كيمياوية أصابت منزل ياسر يونس في 13 نيسان/إبريل كانت واحدة على الأقل من أسباب التصريح الذي أدلى به وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل في أبو ظبي، حين قال إن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن النظام السوري “على الأرجح” استخدم أسلحة كيمياوية، وخاصة غاز السارين، على نطاق ضيق.

وكانت استخبارات غربية، بينها الاستخبارات البريطانية، توصلت إلى نتيجة مماثلة في وقت سابق. وتأكد البريطانيون من أن قوات الأسد أطلقت قذائف مدفعية تحوي غاز الأعصاب على مواقع محصنة لقوات المعارضة.

 ويشير تحقيق، أجرته صحيفة التايمز داخل سوريا بما في ذلك مقابلات مع ناجين وأطباء عالجوا المصابين مع دراسة أشرطة فيديو سُجلت بعد الهجوم مباشرة، إلى استخدام غاز الأعصاب في الحرب السورية.

في البداية لم يكن هناك الكثير مما يثير الاستغراب في دوي الانفجار الذي هزّ منزل ياسر في ساعة الفجر قبل أسبوعين. وإذ استيقظ ياسر جالسًا في فراشه، فإنه ظن أن عائلته كانت محظوظة بالإفلات من إحدى قذائف النظام، التي تسقط بانتظام على حي الشيخ مقصود في حلب، حيث كان يعيش مع زوجته وابنيه.

روائح وهواء ملوث

وعندما مشى ياسر في الرواق، لاحظ أن الهواء مشبع بالغبار، وافترض أن قذيفة انفجرت في ركن السلَّم المؤدي إلى سطح بيته ذي الطبقة الواحدة. ثم لاحظ وجود رائحة “لاذعة” غريبة في الهواء، وحشرجة كانت في الحقيقة صوت زوجته وطفليه وهم يلهثون محاولين التنفس في غرفة النوم خلفه.

ونقلت صحيفة التايمز عن ياسر قوله أمام منزله المهجور الآن “استدرتُ وركضتُ عائدًا إلى الغرفة. وكانت زوجتي وأطفالي يلاقون صعوبة في التنفس، والزبد يتدفق من أفواههم. كانت في الهواء لسعة غريبة، وبدأت حنجرتي تنقبض ودقات قلبي تتسارع”.

وتابع ياسر “بدأتُ أفقد نظري، فخطفتُ ولدي صادق، وركضتُ إلى الشارع، ثم سقطت. ولا أتذكر شيئًا بعد ذلك”.

لم ير ياسر زوجته غدير نداف (25 عامًا) وولديه صادق (18 شهرًا) ويحيى (4 أشهر) أحياء بعد ذلك. وعندما استعاد وعيه بعد أربع ساعات على سرير المستشفى في بلدة عفرين، كان أفراد عائلته ماتوا جميعًا.

سموم مجهولة

وأُصيب ثلاثة عشر آخرين، بينهم منقذون ومسعفون عالجوا الضحايا، بأعراض، بينها زبد في الفم وهلوسة وارتعاشات في الأطراف. وخلص تقرير المستشفى إلى أن إصاباتهم سببها “مواد سامة مجهولة”.

 وفي فوضى الحرب الأهلية المستعرة في سوريا لم تتوافر في أي مستشفى من المستشفيات العاملة في مناطق المعارضة مختبرات لفحص الغاز المستخدم. لكن مصادر طبية في شمال سوريا قالت لصحيفة التايمز إن فريقًا من “مؤسسة طبية أميركية” وصل إلى مستشفى عفرين بعد الهجوم مباشرة. وأخذ أعضاء الفريق عينات من شَعَر الضحايا لفحصها في “مختبر أميركي”.

كانت هذه العيّنات على الأرجح أحد الأدلة التي أشار إليها وزير الدفاع الأميركي. لم يكن في منزل ياسر يونس ما يسترعي اهتمام النظام. فهو بيت رجل فقير، لا شيء يميّزه عن البيوت الأخرى في زقاق حي الشيخ مسعود المطرّز بالحفر. وكانت العائلة تعيش في غرفتين. وكان سلَّم عليه باب يؤدي إلى السطح من الخارج.

ساحة حرب مع انضمام الأكراد

لكن حي الشيخ مقصود، مثله مثل مواقع أخرى، التي تحدثت التقارير عن ضربها بأسلحة كيمياوية، يتسم بأهمية استراتيجية في معركة حلب. وأصبح الحي ذو الغالبية الكردية ساحة حرب بعدما أعلنت ميليشيا كردية انضمامها إلى المعارضة، وطردت قوات النظام من المنطقة متحالفة مع الجيش السوري الحر.

استشاط النظام غضبًا على الكرد قاصفًا الحي مرات متكررة منذ ذلك اليوم، فيما فتح الجيش السوري الحر طريق إمدادات لوجسيتية كبيرة عبر المنطقة. وكانت غالبية العائلات الكردية تتهيأ أصلًا للنزوح عندما انتشر نبأ الهجوم الكيمياوي.

وأوضحت أنجيزك المقاتلة الكردية في حي الشيخ مقصود “أن الهجوم الكيمياوي شديد الأثر مهما كان حجمه، وأن الكرد هنا كانوا يعرفون ما فعله صدام حسين بكرد حلبجة قبل سنوات. وهم يعرفون أن لدى بشار الأسد خزينًا من الغازات المماثلة لغازات صدام.  وكانوا خائفين أصلًا بطبيعة الحال، وعندما سمعوا بالهجوم الكيمياوي هنا، رحل كثيرون على الفور”.

ورغم الرعب الذي بثه الهجوم بين سكان المنطقة، فإن نطاقه الضيق لم يلفت انتباه المجتمع الدولي. وقال هيمش دي بريتون غوردن مدير التشغيل في شركة سكيور بايو لمتد المتخصصة بدراسة الأسلحة الكيمياوية إن النظام السوري “مستعد للسير على الخط الأحمر من أجل اختبار حدوده”.

وتساءل “ما هو عُرض الخط الأحمر؟، فالجميع مهووس بالأسلحة الكيمياوية في سوريا، بينما قُتل 70 ألفًا بأسلحة تقليدية. وما دمنا منشغلين كلنا بالأسلحة الكيمياوية فإن بمقدور النظام أن يستمر في القتل بطرق أخرى”.

وما زالت سلسلة الأدلة التي تحدِّد الجهة المسؤولة في نهاية المطاف عن هجوم حي الشيخ مقصود أدلة ضبابية، رغم أن القذيفة المستخدمة سقطت من السماء، كما هو واضح، مخترقة الستارة البلاستيكية في منزل ياسر قبل الانفجار على السلَّم. وعندما هرع جيران ياسر وأخوته إلى الشارع لمساعدة العائلة المنكوبة، قام الناشط الكردي روجهات آزاد بتصوير ما خلفته القذيفة من أنقاض قبل أن ينهار تحت تأثير الغاز.

وقال آزاد عارضًا شريط الفيديو بعد مغادرته المستشفى في عفرين، حيث أمضى ستة أيام “من الواضح أن للقذيفة جزئين”، مشيرًا إلى الأسطوانة المعدنية الممزقة في الشريط الذي يظهر فيه سلَّم البيت وأسطوانة رمادية أصغر لم تتضرر كانت في أسفل السلَّم.

وقدم شريط فيديو آخر سجله العاملون في مستشفى عفرين على بعد ساعة بالسيارة عن حلب، أدلة أقوى. ويظهر في هذا الشريط الذي عرضه على صحيفة التايمز جرّاح العظام الدكتور كاوة حسن، الذي استقبل أول المصابين في حوالى الساعة الرابعة صباحًا، ضحايا، بينهم ياسر وزوجته المحتضرة، في حالة أقرب إلى الغيبوبة، والزبد يسيل من الفم والأنف. كما يظهر أحد أفراد فرق الإنقاذ ممدًا ويده تنتفض كأنه مصاب بنوبة صرع، كما هو معهود في أعراض التسمم بالغاز.

وقال الدكتور حسن إن المستشفى استقبل في البداية خمسة مصابين، بينهم من كان الزبد يسيل من أفواههم وتوسعت حدقاتهم. ثم بدأت هذه الأعراض تظهر على بعض العاملين في المستشفى أيضًا. وأضاف الدكتور حسن أنه أعطاهم كلهم أتروبين، الذي كان له تأثير إيجابي في غالبية المصابين.

لكن الإسعاف وصل متأخرًا إلى زوجة ياسر يونس وولديه. وفارق ولداه الحياة قبل أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إلى المستشفى، فيما توفيت زوجته بعد نصف ساعة على إدخالها.

تساءل ياسر هائمًا أمام منزله المهجور “ماذا أعمل؟، لم يبق لي شيء. لا أستطيع العودة إلى منزلي، ولا أعرف كيف أنظفه من المواد الكيمياوية. انتظر هطول المطر كي ينظفه لي”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/808179.html

متطوّعون عراقيون إلى سوريا عبر لبنان دفاعًا عن المراقد الشيعية

وسيم باسم

يتزايد عدد المتطوعين العراقيين، الذين يسافرون إلى سوريا عبر لبنان للقتال، دفاعًا عن المراقد الشيعية فيها من هجمات التكفيريين، ومعظمهم ينتمي إلى حزب الله العراقي أو إلى جيش المهدي السابق.

وسيم باسم من بغداد: يؤكّد شباب عراقيون أن الدعوات إلى التطوّع للقتال دفاعًا عن مراقد شيعية، كضريح السيدة زينب في ضواحي دمشق، قائمة على قدم وساق في المدن الشيعية العراقية، وتقف وراءها منظمات شيعية، بينها حزب الله ومقاتلون سابقون في جيش المهدي.

ومن دون الإشارة إلى الجهة السياسية أو المجموعة التي دعته إلى الذهاب إلى الجهاد هناك، يشير حسن الساعدي من المحاويل إلى أنه سجّل اسمه في قائمة تطوّع، تضم العشرات من المقاتلين المتهيئين للانضمام إلى كتيبة “أبو الفضل العباس” في سوريا.

ورغم أن الساعدي يؤكّد أن العملية، كما أخبره أبو حيدر، المسؤول عن التطوّع، عملية تطوّعية، لا تمثل أي حزب أو مجموعة سياسية أو دينية، فإن هنا من يعتقد أن وراء دعوات القتال في سوريا عملًا تنظيميًا يعمل في السرّ.

شهداء المرقد

يقول علي حسين من الديوانية إن عراقيين من مناطق مختلفة يقاتلون الآن في سوريا، “وسقط منهم شهداء دفاعًا عن مرقد السيدة زينب في ريف دمشق”. ويشير عصام الياسري إلى أن مجالس عزاء أقيمت في بابل والنجف والديوانية لعراقيين سقطوا دفاعًا عن مراقد شيعية في سوريا.

يلفت حسين الشامي من مدينة الصدر إلى أن شقيقًا له يقاتل الآن في سوريا، أرسل إليه صورة وهو في ساحة القتال هناك. وبحسب الشامي، فإن أخاه، الذي كان ينتمي إلى جيش المهدي في العام 2005، انصرف إلى الأعمال الحرة بعد انحسار تنظيم الجيش، وقد سافر إلى سوريا مع خمسة أشخاص عبر منفذ حدودي، إذ قرر التطوّع للقتال هناك بعد ورود أخبار عن سعي جماعات تكفيرية إلى هدم مرقد السيدة زينب.

ويؤكد الشامي أنه مستعد أيضًا للذهاب إلى هناك، حتى لا تتكرر مأساة تفجير مراقد الشيعة، كالتي حدثت في سامراء قبل سنوات.

وعن الطريق إلى سوريا، يؤكد أن أفضل الطرق هو السفر إلى لبنان، والالتحاق من هناك بالمجموعات المسلحة في سوريا.

أضحّي بروحي

يؤكد رعد عودة الخزاعي، الباحث في العلوم السياسية، أن عمليات التطوّع موجودة، ولا يمكن إنكارها، لكنها ما زالت محدودة، ويشرف عليها متطوّعون يحرصون على القول إنهم لا يمثلون أية جهة سياسية.

وفي مدينة الشعب، ملأ عباس الحسيني استمارة تطوّع، تتضمن العبارة الآتية (أرغب في الدفاع عن مرقد السيدة زينب في سوريا، وأضحّي بروحي من أجل هذا الواجب المقدس).

يوضح الحسيني أن قائمة التطوّع تضم إلى وقت حديثنا معه نحو 500 متطوع، ويؤكد أنه لا ينتمي إلى أية جهة سياسية، لكنه كان مقاتلًا سابقًا في جيش المهدي، وانقطعت صلته به منذ سنوات.

ويقول الحسيني إن الشباب المتطوّعين كانوا يسافرون بالسيارات إلى وقت قريب مباشرة إلى سوريا أو عبر الأردن، لكن في الوقت الحاضر الطريق الآمن هو الذهاب إلى جنوب لبنان، ومنه إلى سوريا.

معجزات

في جانب مدينة الصدر في بغداد، عُلّقت على واجهات المتاجر وبعض الساحات صور لمرقد السيدة زينب، بدا فيها متضررًا من آثار القصف، وكُتبت تحتها عبارة (لبيك يا زينب كلنا فداؤك). ويشير الحسيني إلى أن هذه الصور تؤجّج المشاعر، وتلهب حماسة الشباب للذهاب إلى سوريا دفاعًا عن المرقد.

وفي مدينة الشعب في بغداد، تفيد لوحة نعْي لشاب عراقي أنه استشهد في شباط (فبراير) دفاعًا عن مرقد السيدة، وتضم صورة الشاب، وخلفه رسم مرقد السيدة زينب، يحيط به مقاتلون.

لا يخفي بعض الشباب رغبتهم في الذهاب إلى سوريا من دون أن يعرفوا بالضبط ماهية القتال في سوريا والأسباب التي أدت إلى اندلاعه. فالشاب علوان التميمي من بابل  يقول إن جماعات تكفيرية قدمت إلى سوريا لتفجّر مرقد السيدة زينب مثلما فجّرت الحسينيات ومراقد الأئمة في العراق، وإننا يجب أن نقاتل دفاعًا عن المراقد المقدسة.

وأكد التميمي أنه التقى أشخاصًا متطوّعين قاتلوا هناك، أكدوا حصول معجزات كثيرة لدى محاولات تفجير المرقد من قبل جهات تكفيرية، وإحداها سقوط صواريخ على المرقد، لكنها لم تنفجر.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/808188.html

استقالة معاذ الخطيب تفجّر سجالًا حول تشتت الائتلاف والتغريد وحيدًا

بهية مارديني

فجّرت استقالة أحمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف السوري المعارض أمام مؤتمر أصدقاء سوريا سجالًا سوريًا داخليًا بين مكونات الائتلاف، ما أظهر التشتت الكبير الذي تعاني منه المعارضة السورية، خصوصًا في مسألة تقديم هذه المكونات أجنداتها الخاصة.

لندن: في انقلاب غير مفاجىء من أعضاء الائتلاف الوطني، تتابعت خطوات استقالة الشيخ أحمد معاذ الخطيب في الأروقة الاعلامية من دون انتظار اجتماع الهيئة العامة للائتلاف، وتم تعيين جورج صبرا رئيسًا، فمارس نشاطاته سريعًا في مؤتمر صحافي ثم في اتصالات مع قادة لبنانيين لبحث تدخل حزب الله في سوريا.

واعتبر مراقبون أن رئيس المجلس الوطني سابقًا والائتلاف المعارض حاليًا، عضو امانة اعلان دمشق، حليف للاخوان المسلمين، لذلك جاء قبول استقالة الخطيب طبيعيًا، نتيجة تحالف الاخوان مع رياض الترك، القيادي التاريخي في حزب الشعب الديمقراطي، وعضو قيادة إعلان دمشق.

بينما رأى معارضون أن الموضوع لا علاقة له بهذا التحالف، ولكنه نتيجة طبيعية لتغريد الخطيب خارج السرب في موضوع الحوار مع النظام. ومن المعروف أن حزب الشعب الديمقراطي السوري حزب يساري، عرف سابقًا بالحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي حتى العام 2005.

استقالة طبيعية

اعتبر كمال اللبواني، عضو الائتلاف الوطني المستقيل، أن لا علاقة لتحالف الاخوان المسلمين مع اعلان دمشق أو حزب الشعب باستقالة الخطيب. وقال لـ”إيلاف” إن الخلاف اساسًا هو بين الخطيب وبين الدول التي صنعت الائتلاف وجاءت به رئيسًا، ولا خلافات جذرية بين الاخوان والخطيب، وهذا الائتلاف تشكل أساسًا لمفاوضة النظام ووضع على رأسه من يقبل بالحوار.

أضاف: “مبادرة الخطيب لم تكن بريئة، أساسها أن تقنع روسيا النظام بالحوار، وأن تقنع الولايات المتحدة المعارضة بالحوار نفسه”.

واتهم اللبواني الخطيب بتنفيذ مخطط أميركي، وعندما شعر أن مبادرته للحوار فشلت قدم استقالته إلى الدول التي عينته، ولم يقدمها إلى الهيئة العامة للائتلاف، مشيرًا إلى أن الحجج التي ساقها الخطيب للاستقالة كانت انتهازية، وجاءت لاكتساب شعبية على حساب الدم السوري.

قال: “الجميع يعلم أن هذا النظام قاتل وكاذب ويلعب على الوقت ولن يقبل بالحوار، والهدف من المبادرة ديماغوجي للعب على المشاعر ومحاولة من الخطيب لتصوير نفسه ضحية”.

ائتلاف مرتهن

وكشف اللبواني أنه خلال عمله في الائتلاف، كان يخشى أن يجد الخطيب على طاولة واحدة مع النظام، ولفت إلى دعوة هيئة التنسيق الوطنية الخطيب لتشكيل كيان جديد. وأضاف: “المطلوب أن تكون سوريا دولة فاشلة، وجوهر المشكلة هو أن الحوار ليس على أساس وطني بل أن الحوار على اساس تقسيم سوريا كانتونات طائفية ومربعات أمنية، لأن من سيقود الحوار لن يتفق مع النظام”.

وعبّرت ريم تركماني، العضو القيادي في تيار بناء الدولة السورية، عن اعتقادها بأن الخطيب اصطدم بعدة عراقيل في محاولته لايجاد حل وطني للأزمة السورية. وأكدت لـ”ايلاف” أن احدى هذه العراقيل هي ارتهان الائتلاف لقوى اقليمية ودولية، الأمر الذي عززه وجود تكتل في الائتلاف يدعم هذا الارتهان.

تكتل آخر

قال ديلاور السباهي، عضو تيار التغيير الوطني، لـ”ايلاف”، إن الخطيب لا يريد أن يحط من شأنه، فهو يعمل للثورة، لكنّ هناك ضغوطًا عليه من أجندات خارجية ليحيد عن مسار الثورة، فرأى من الافضل أن يستقيل.

ورأى السباهي أن الخطيب لم يخطىء في الاستقالة من الائتلاف، “ورغم أننا يجب ألا نخوّن، ولكن أرجو ألا يكون استقال بغية زيادة شعبيته”، متمنيًا ألا يتم انشاء تكتل آخر يرأسه الخطيب لتنفيذ أجندة مختلفة، وتكريس وتسويق هذه الشعبية، وفضّل التريث لما بعد الائتلاف والمجلس الوطني، ورؤية ما دور الخطيب فيه.

 إلى ذلك، اعتبر بسام الملك، عضو المكتب التنفيذي المستقيل من هيئة التنسيق الوطنية، تعيين صبرا موضوعًا مفهومًا، وخروجًا عن اطار الاسلاميين، وقال إن هذا تعيين موقت.

وأضاف لـ”ايلاف”: “لا يمكننا أن نطعن في قرار استقالة الخطيب لأنه قرار نابع من دوافع وطنية، ولكن الخطيب لا يتمتع بالخبرة السياسية، وأيقن أن العالم كله متآمر على الشعب السوري، وأنا نصحته ليستعين بخبراء سياسيين وألا يكثر من التصريحات”.

وقال الملك إن تحالف الاخوان المسلمين ورياض الترك لن ينجح اليوم، ولكن نتيجته ستكون لصالح الكتلة المعتدلة في سوريا.

يغرد منفردًا

قال غزوان الاكتع، نائب رئيس التحالف الوطني الديمقراطي، لـ”ايلاف: “قد تكون للخطيب أخطاء، الا أنه عمل لسوريا، ورفض أن يكون غطاءً لأحد، وسجل موقفًا لافتًا في عدم تمسكه برئاسة الائتلاف”.

أما منذر أقبيق، الناطق الاعلامي باسم التحالف الوطني الديمقراطي، فأشار في تصريح لـ”ايلاف” إلى الرأي القانوني للائتلاف. قال: “كان من الافضل انتظار اجتماع الهيئة العامة لانتخاب من ينوب عن الخطيب”.

واعتبر أقبيق أن الائتلاف ملتزم بوثيقة تأسيسية وليس من المعقول أن يكون لرئيس الائتلاف رأي مختلف عن بقية الاعضاء. ورأى أن واجب الرئيس وأي عضو في الائتلاف ألا يغرد منفردًا، بل من المفروض أن التصويت الديمقراطي هو الفيصل، مع التأكيد على أن تمثيل الاطراف السياسية منقوص، وهناك غلبة لتيار معين، ولا بد من توسيع الائتلاف على الاقل 25 مقعدًا.

وشدد على أن الخطيب لا يستطيع أن يجبر احداً من الاعضاء على مبادرة الحوار، والامور يجب ألا تؤخذ بشكل عشوائي، وكان عليه العودة إلى الائتلاف.

أخطأ أمام أصدقاء سوريا

أما برهان غليون، عضو الائتلاف الوطني، فتحدث في مقالة له عن الضغوط المتقاطعة التي يتعرض لها من يتسلم موقع المسؤولية في القضية السورية، من خارج الإئتلاف ومن داخله على السواء، “بسبب الشللية التي تحكم عمل المعارضين السوريين، والتي تدفع كل فريق إلى شد البساط نحوه، غير عابىء بأية مصلحة عامة، ويفتقر لروح المسؤولية، بل لأي مفهوم للعمل العام”.

وعتب غليون على الخطيب بسبب طريقة تقديم استقالته في مؤتمر اصدقاء سوريا، “فأن ترمي باستقالتك أمام الدول الأجنبية، حتى لو سمت نفسها أصدقاء سوريا، يعني أنك تتصرف كما لو كنت موظفًا في شركة تابعة لهم، ولا تريد أن تستمر”.

وأضاف: “وبالمثل، أن تقدم استقالتك لأنهم لم يقوموا بما تطلبه منهم كما لو أنك تفترض أن القضية قضيتهم، وأن تقصيرهم بحقك يمنعك من الاستمرار”.

واعتبر غليون أن استقالة الخطيب بهذه الطريقة أضعفت الثورة والمعارضة، “فالثائر لا يستقيل، لأن خصمه أو حليفه لم يعترف به، أو لم يتعامل معه كما كان ينبغي، والثائر يظل يطرق الباب حتى تحقيق الهدف، ويطرقه بقوة أكثر لكن لا ينسحب ولا يضعف ولا يقرف من سلوك خصومه، أو حتى حلفائه المفترضين”.

قطع ووصل

في سياق متصل، قالت مصادر لموقع زمان الوصل إن الخطيب اعتبر القرار الذي اتخذته الهيئة الرئاسية بتعيين صبرا رئيسًا موقتًا باطلًا، وصلاحيات الرئيس ليست من حق أحد حتى الانتخابات القادمة للهيئة.

ولم توضح المصادر أين قال الخطيب ذلك ومتى، لكنها نوّهت بأن الخطيب عندما أعلن استقالته على هامش مؤتمر أصدقاء سوريا كان في غاية العصبية وربما راجع نفسه بعدها.

ونقل المصدر عن الخطيب قوله: ” لست مهتمًا بأن يقطعوا عليّ الطريق، وبارك الله لهم في القطع والوصل، هناك استحقاقات مخيفة كنت أُحذر منها وأطالب بمبادرة سياسية قبل الدمار، لكن لم يستجب أحد، حتى الرؤية السياسية لم تناقشها الهيئة العامة”.

وحذر الخطيب قائلًا: “ستتحملون المسؤولية، فالبلد في خطر عظيم، والدولة ستنهار خلال أشهر قليلة، ويبقى النظام كعصابات لفترة لا يعلمها إلا الله، وستتوسع دائرة الحرب لتدخل فيها دولة مجاورة، يمكن أن نخرج بحد أدنى من الخسائر لو اتفقنا.”

ذبحوني

ونقل المصدر نفسه عن الخطيب قوله أيضًا: “المستعجلون وجدوها فرصة وارتكبوا مخالفة قانونية غير مسبوقة، إن كان هناك أحد من أبطال الشاشات، يتمتع بالشجاعة، ممن ذبحوني عندما قمت بالمبادرة التي أفشلها إخواننا المحترمون، وكان يمكن أن تكون جسرًا لانقاذ البلد، ليخرج على الشاشات ويتحدث عن الخطأ القانوني في تعيين صبرا”.

أما المكتب القانوني للائتلاف، فقال إن الهيئة العامة قد انتخبت الخطيب بالإجماع رئيسًا للائتلاف، كما انتخبت نوابه والأمين العام، وهي بالتالي الجهة الوحيدة التي لها قبول الاستقالة. وحتى انعقاد هذه الهيئة، فإن الرئيس مستمر في عمله حتى تتم مناقشة استقالته أمامها في ما إذا أصر على ذلك، وإن الشبكة العنكبوتية لا تعتبر مرجعية للاستقالة ولا لقبولها.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/808130.html

أعضاء الكونغرس يطالبون أوباما بالتحرك بعد تخطي سوريا «الخط الأحمر»

البيت الأبيض يقر باستخدام «الكيماوي» في سوريا

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»

أقرت الولايات المتحدة، أمس، بشكل رسمي، ولأول مرة، بأن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد قوات المعارضة الساعية لإسقاطه. وجاء الإقرار في رسالة موجهة من البيت الأبيض إلى زعماء مجلسي «النواب» و«الشيوخ»، إذ قالت الرسالة إن «أجهزة الاستخبارات لديها ثقة، لكن بدرجات متفاوتة، بأن نظام الأسد استخدم الكيماوي على نطاق صغير في سوريا، وتحديدا غاز السارين». كما أن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، كيتلين هايدن، أكدت ما جاء بالرسالة بالقول إن «أجهزتنا الاستخباراتية تشير، بدرجات متفاوتة من الثقة، إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية على نطاق ضيق في سوريا، وبالتحديد عنصر السارين».

ورغم أن الرسالة لم تحدد إن كانت الولايات المتحدة قد وصلت لعتبة التدخل في سوريا، فإن السيناتور الجمهوري عن أريزونا جون ماكين، ونظيره الديمقراطي عن ميتشغان كارل ليفين، أكدا في تصريحات صحافية أن هذا «الإقرار» يعني عبور نظام الأسد «الخط الأحمر» الذي حذر منه الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت سابق.

وأضاف ماكين للصحافيين، بعد جلسة مغلقة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول سوريا وكوريا الشمالية، أن قواعد اللعبة لا بد أن تتغير في ظل المعطيات الجديدة، في إشارة إلى الرسالة التي تلقاها من البيت الأبيض، مضيفا أن «الوضع الآن تدهور بشكل دراماتيكي، وتصريحات أجهزة الاستخبارات الأميركية والفرنسية والبريطانية والإسرائيلية اتفقت جميعها على أنه تم استخدام الأسلحة الكيماوية، والآن على الرئيس أوباما أن يتصرف، لأنه قال إن استخدام الأسلحة الكيماوية خط أحمر، وقد قامت سوريا بتخطي هذا الخط، ولدينا دلائل على أن الأسلحة الكيماوية استخدمت مرتين على الأقل».

وكانت بريطانيا وفرنسا قد أكدتا في وقت سابق أن لديهما «أدلة دامغة» حول استخدام دمشق للكيماوي، ومن ثم أكدت هذه المزاعم إسرائيل، التي قالت في وقت سابق من هذا الأسبوع، على لسان الجنرال إيتاي برون، رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، إن «الأسد استخدم أسلحة كيماوية قاتلة ضد الثوار السوريين». لكن هذه التصريحات أثارت غضب واشنطن، التي شعرت بالحرج من «غضها النظر» عن هذه المعطيات، مما استلزم تراجعا من جانب إسرائيل عن تصريحاتها السابقة.

واستبق وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، رسالة البيت الأبيض بإعلانه من أبوظبي أن المخابرات الأميركية تعتقد أن نظام الأسد استخدم غاز السارين على نطاق محدود ضد مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بنظام الأسد.

وبعيد عرض الرسالة على وسائل الإعلام، قال كيري من مبنى مجلس الشيوخ إن «الكيماوي تم استخدامه في سوريا مرتين في السابق»، مضيفا أنه «لم يكن ممكنا في ذلك الوقت معرفة مدى وكمية المادة المستخدمة، أو متى أو من كان المتضرر».

والسارين، الذي ترجح معظم الروايات استخدامه من قبل نظام الأسد، غاز أعصاب عديم الرائحة، يمكن استخدامه في الحالة السائلة أو الغازية، ويسبب دخوله الجسد، سواء عن طريق استنشاقه أو امتصاصه من خلال الجلد أو العينين، حالة من التهيج العصبي والتقلص العضلي قد يؤديان إلى الشلل أو الموت، إن كانت نسبته في الجسد كبيرة، فإن كانت النسبة قليلة فيؤدي إلى الارتباك، والترويل، والتعرق، والغثيان والقيء.

إلى ذلك، قال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، أمس، إن بلاده وحلفاءها «مستعدون تماما» للتعامل مع «تحديات» الأسلحة الكيماوية السورية، إن قرر نظام الأسد استخدامها. وقال بيرت، خلال مؤتمر صحافي في عمان: «ندرك تماما خطر الأسلحة الكيماوية السورية، بريطانيا وشركاؤها يدرسون، بكثير من التأني، كيفية التعامل مع أي حادثة». وأضاف: «نواصل التأكيد للنظام السوري أن هذا الخط يجب ألا يتجاوزه، العواقب خطيرة للغاية، لكن بريطانيا وشركاءها مستعدون تماما لمواجهة التحديات».

وردا على دعوات ماكين لاتخاذ خطوات عملية لـ«تجاوز نظام دمشق الخط الأحمر الأميركي»، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، كيتلين هايدن، إن «الرئيس أوباما يأخذ هذه المسألة على محمل الجد، ولدينا التزام إجراء التحقيقات بشكل كامل وجمع الأدلة على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا». وأضافت: «الولايات المتحدة تضغط حاليا من أجل القيام بتحقيقات شاملة تقودها الأمم المتحدة لإعطاء تقييم ذي مصداقية، وتوفير أدلة حول ما جرى هناك، ونحن نعمل مع أصدقائنا وحلفائنا والمعارضة السورية للحصول على المعلومات الإضافية المرتبطة بالتقارير التي تتحدث عن استخدام الأسلحة الكيماوية، حتى نتمكن من إثبات هذه الوقائع».

وجاء هذا التطور بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش السوري سيطرته على بلدة العتيبة، القريبة من مطار دمشق الدولي، التي قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها «ستفتح بوابة للنظام على الغوطة الشرقية»، حيث يتجمع مقاتلو الجيش الحر بأعداد كبيرة. وبث التلفزيون السوري صورا لقتلى في الخنادق قال إنها تعود لـ«إرهابيين» قتلتهم قوات الجيش النظامي. وتتهم المعارضة قوات النظام باستخدام الكيماوي في هذه المنطقة إلا أنه لم يتم التحقق من ذلك من مصادر أخرى.

وبالتوازي مع ذلك، شهدت محافظة حماه، وسط البلاد، اشتباكات عنيفة بعد شهور من الهدوء الحذر، وقال ناشطون إن مقاتلي المعارضة نجحوا بفتح جبهات جديدة في حماه بغرض تخفيف الضغط عن حمص وريفها.

كما جاء الإعلان الأميركي في وقت يقوم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بمشاورات مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الأميركي اليوم. وأكد العاهل الأردني خلال لقائه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، أن خطورة الأزمة السورية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، محذرا من تداعياتها الكارثية، في حال استمرارها، على مستقبل المنطقة وشعوبها، وفقا لوكالة الأنباء الأردنية «بترا».

واللافت في التعاطي الأميركي الأخير مع ملف استخدام الكيماوي في سوريا، أنه جاء متطابقا من ثلاث جهات؛ هي: البيت الأبيض من خلال رسالته إلى الكونغرس، ومن خلال تصريحات صاحبي أعلى منصبين في الحكومة الأميركية، «الدفاع» و«الخارجية»، وهو ما يفتح باب التكهنات حول الخطوة المقبلة التي ستقوم بها الولايات المتحدة.

وتبدو خيارات الولايات المتحدة منحصرة في 4 اختيارات؛ هي: أولا، تسليم الملف للأمم المتحدة كي يحقق في المزاعم، وثانيا، رفع مستوى الدعم العسكري للقوات الساعية لإسقاط نظام الأسد، وثالثا، إعلان حظر جوي على الشمال السوري أو الجنوب دون موافقة من مجلس الأمن، أو أخيرا، توجيه ضربات «انتقائية» لبعض المواقع الحساسة في سوريا تشل القدرة العسكرية لنظام الأسد، أو تشكيل تحالف يسعى لإسقاط نظام الأسد.

وبناء على تصريحات هايدن، تسير واشنطن على خطى تسليم الملف للأمم المتحدة، إذ قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن بلادها «تضغط حاليا من أجل القيام بتحقيقات شاملة تقودها الأمم المتحدة لإعطاء تقييم ذي مصداقية، وتوفير أدلة حول ما جرى هناك، ونحن نعمل مع أصدقائنا وحلفائنا والمعارضة السورية للحصول على المعلومات الإضافية المرتبطة بالتقارير التي تتحدث عن استخدام الأسلحة الكيماوية، حتى نتمكن من إثبات هذه الوقائع».

والأمم المتحدة مهتمة بالفعل بدراسة هذا الموضوع، إذ سبق لها أن شكلت، بناء على طلب سوري تلاه مطلب فرنسي – بريطاني مشترك، لجنة من خبراء، برئاسة السويدي آكي سيلستروم، لمعاينة 3 مناطق يعتقد أن الكيماوي استخدم فيها.

لكن هذا المسعى، وإن كان مفضلا لدى الإدارة الأميركية في الوقت الحالي، قد يصطدم برغبة المشرعين الأميركيين في مجلسي «النواب» و«الشيوخ» في إنهاء الأزمة السورية وتصريحات أوباما حول «الخط الأحمر»، مما قد يدفع الإدارة الأميركية إلى زيادة مساعدتها للمعارضة السورية ونقلها من طور الأسلحة غير الفتاكة إلى الأسلحة المتطورة. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في 20 أبريل (نيسان) الحالي زيادة مساعداتها «غير الفتاكة» إلى المعارضة السورية لتصل إلى نحو 130 مليون دولار أميركي، تتضمن سترات واقية من الرصاص وآليات مصفحة ومناظير ليلية وأجهزة اتصالات متطورة.

وهنا، تبرز إشكالية وصول الأسلحة المتطورة إلى «الأيادي الخطأ» التي تخشى واشنطن وحلفاؤها وصول السلاح لها، إذ لا ترغب واشنطن في تكرار تجربة «مجاهدي أفغانستان» في ثمانينات القرن الماضي عندما دعمتهم لمقاتلة الاتحاد السوفياتي، لكنهم انقلبوا عليها فيما بعد.

ويبقى الحل الأخير بالنسبة لواشنطن، إن كان لما حدث بالأمس من تأثير، توجيه ضربات انتقائية لبعض المواقع الحساسة في سوريا بهدف شل القدرة العسكرية لنظام الأسد، أو حتى تشكيل تحالف يسعى لإسقاط نظام الأسد دون العودة إلى مجلس الأمن المعطل بالفيتو الروسي.

 شهود زور على بحور الدماء السورية

                                            لقد بات واضحاً اليوم أن “حزب الله” يقاتل في سوريا، ليس في محافظة حمص وحسب، وإنما في دمشق وريفها وعلى مساحة الجغرافيا السورية. المواطن البسيط في لبنان يعرف هذه الحقيقة. المسؤولون كافة يعلمون أيضاً. اللاجئون السوريون يروون قصصاً كثيرة حول الأمر، والنعوش الآتية من سوريا، والمشاهد المنشورة في وسائل الإعلام تصدق ذلك كله.

في 11/10/2012 أقر الأمين العام لـ “حزب الله” بشطر من هذه الحقيقة ـ بصيغة مخففة ـ بقوله: “هؤلاء ـ الذين في ريف القصير ـ لبنانيون منذ أكثر من 150 سنة… وبينهم متفرغون في الحزب… وقد قرروا الدفاع عن أنفسهم وعن أرواحهم وعن أعراضهم وعن أملاكهم”.

والواقع أن نصر الله لم يكن قادراً على مزيد من التجاهل أو النفي بعد مقتل وتشييع أحد مسؤولي الحزب في البقاع حسين ناصيف المعروف بأبي العباس (30/9/2012)، فأقر بشيء من الحقيقة، مع أن في ذلك إحراجاً له ولقيادات كثيرة في الحزب؛ ظلت تنفي أي مشاركة قتالية في سوريا؛ أياماً قليلة قبل التاريخ المذكور.

اليوم، ومع اعتراف “حزب الله” علناً بالمشاركة في القتال في سوريا في منطقتين على الأقل: ريف القصير “دفاعاً عن اللبنانيين الشيعة في مواجهة التكفيريين”، ودمشق وريفها “دفاعاً عن المقامات الشيعية هناك”؛ يبدو أن كل نفي صدر قبل ذلك عن مشاركة الحزب القتالية لم يكن إلا شهادة زور حول بحر الدماء السورية.

والحقيقة أن تورط الحزب في الدم السوري كان واقعاً ملموساً منذ الأيام الأولى للثورة؛ وعلى أقل تقدير منذ أن تحولت الثورة عن طابعها السلمي الذي حافظت عليه أشهراً قبل أن يبدأ حمل السلاح. منذ ذلك الحين وحتى الأمس القريب صدرت مواقف لا تحصى؛ تنفي كلها هذه الحقيقة.

نصر الله ينفي طويلاً قبل أن يُقرّ

قبل الإقرار الأول من قبل نصر الله بالتورط بالدم السوري (11/10/2012)، وقبل التبني اللاحق للمقاتلين الأحياء والأموات، عبر القول: “من حق هؤلاء أن يدافعوا عن أنفسهم وعن ممتلكاتهم وعن وجودهم، وهذا عليه إجماع العقلاء، ومن قُتل في هذا السبيل فهو شهيد”، فقد كانت مواقف نصر الله ترسم سقفاً من الإنكار التزمت به قيادات الحزب كلها (27/2/2013).

وللتذكير فقد استهزأ نصر الله في 7/2/2012 بالاتهامات الموجهة لحزبه بالتورط بالدم السوري، قائلاً: “فليدلنا أحد على هذه الجثث (التي سقطت في المعارك)” وذلك في الخطاب نفسه الذي قال فيه: “بعد التدقيق تبين أن لا شيء في حمص” في الوقت الذي كانت فيه دماء أهلها لم تجف بعد من المجزرة المريعة التي ارتكبت فيها (ليل 4/2/2013) وذهب ضحيتها 217 سورياً غالبيتهم الساحقة من حي الخالدية.

في 16/2/2012 نقل نصر الله الاتهامات الموجهة إلى حزبه نحو خصومه فقال: “لماذا لا تقفون على الحياد؟ هذه المشاركة الميدانية ألن تترك أثرها على العلاقات بين البلدين؟!”. أما في 3/1/2013 فعاد إلى سياسة الإنكار بقوله: “هناك منهجان حيال الأزمة السورية؛ الأول تجنب التدخل والآخر نقل المعركة إلى لبنان. النظام ليس بحاجة لا إلينا ولا إلى أحد أن يقاتل إلى جانبه، وذلك ليس من مصلحته، ونحن لم نأخذ بعد هكذا قرار وهذا غير موجود حتى هذه اللحظة… من اليوم الأول هناك أطراف في المعارضة السورية يتحدثون عن إرسالنا مقاتلين الى سوريا وهذا كذب ولا يزال كذبا”!.

الشيخ قاسم: تأصيل لتزوير الحقائق

وإذا كانت مراجعة مواقف رأس الهرم في “حزب الله” تظهر شيئاً من الاضطراب، وكثيراً من فقدان المصداقية، فإن متابعة أقوال نائبه الشيخ نعيم قاسم تظهر إمعاناً كبيراً في تزوير الحقائق.

في 15/4/2012 لفت قاسم إلى “وجود محاولات اليوم في لبنان لإثارة قضايا هامشية كوجود مقاتلين للحزب في سوريا”، مؤكداً أن “سوريا لا تحتاج إلى عناصر أو قوات من حزب الله فلديها شعب وإدارة قويان، وكل ما يقولونه ليس صحيحاً”!.

وفي 6/10/2012 قال قاسم: “إن حزب الله حريص على عدم زجّ لبنان في الأزمة، فهو يحتاج لأن يكون بعيداً، من أن يكون منصة ضد سوريا”، آسفاً لسياسة “تيّار المستقبل” التي تقوم على “إيواء المسلحين في لبنان، وتسهيل تهريب السلاح من لبنان إلى سوريا، ودفع الأموال للمسلحين هناك”! لكن قاسم عاد ليقول في 12/3/2013: “إن حزب الله لا يخفي وقوفه إلى جانب الرئيس السوري، لكنه لا يتدخل في سوريا”!.

في 10/3/2013 قدّم قاسم مطالعة عجيبة (حوار مع صحيفة الأنباء الكويتية)، قال فيها: “إن ما رأيناه في سوريا أن الاعتراض على أخطاء نظام وعلى منعه لبعض الحقوق للناس، تحوّل بشكل سريع جداً وخلال الأيام الأولى إلى عمل عسكري في مواجهة النظام مدعوم بهذه المنظومة الدولية”، شاطباً بذلك وقائع لا تُحصى عن سلمية الثورة السورية، وخذلانها من العالم أشهراً طويلة قبل أن تتحول إلى ثورة مسلحة.

أضاف قاسم: “موقف حزب الله منطلق من مساندة النظام السوري كجزء من الموقع المقاوم… وقد رأينا عودة للسوريين في الأيام الأخيرة بسبب اطمئنانهم إلى أن أماكن سكنهم مأمونة”!، ورغم أن ذلك كله لا يشبه الحقيقة، فإن التزوير الكامل تمثل بقوله: “هؤلاء تعرضوا في منطقة القصير ومحيطها لهجمات وضغوط غير عادية… عندها وجدنا من واجبنا كحزب الله أن نساعد هؤلاء لكي يحموا قراهم وبلداتهم، كي يبقوا فيها من ناحية، وكي لا يهجروا إلى لبنان من ناحية أخرى. هذا استلزم أن نساعدهم بالتدريب والتسليح والمساعدة، وهذا ما فعلناه وأعلناه أمام الرأي العام، ونحن لا نعتبر أن هذا الأمر تدخل في الشأن السوري”، وفي ذلك تحريف في موضوعين على الأقل؛ قلب الأدوار بين الضحية والجلاد في القصير، والتخفي وراء عائلات لبنانية يقول إنها تقاتل هناك، مع أن مواكب التشييع تجري في لبنان.

“حزب الله لم ولن يقاتل في سوريا”!!

ما يسري على نصر الله وقاسم يسري أيضاً على قادة آخرين في الحزب. وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ نائب رئيس المجلس التنفيذي للحزب الشيخ نبيل قاووق، الذي أعلن بحزم ووضوح في 28/5/2012 أن “حزب الله لم ولن يقاتل في سوريا”، وهو نفسه عاد ليقول في 15/10/2012 “إن التورط في هذا الأمر خطير، وأخطر ما فيه أن الفرقاء في 14 آذار تورطوا بدماء الشعب السوري”!، لكن قاووق- وخلافاً لمواقفه السابقة كلها- قال في 22/4/2013، في ذكرى مرور أسبوع على مقتل أحد عناصر الحزب في سوريا (عباس ريحان): ” إن شهداء حزب الله (في سوريا) هم شهداء كل الوطن لأنهم كانوا يدافعون عن أهلهم اللبنانيين… كل لبناني يستشهد في الدفاع عن أهله اللبنانيين هو شهيد كل لبنان وشهيد كل الوطن… يجب الكف عن الإساءة لهؤلاء الشهداء الذين هم شهداء كل الوطن”!.

ما يثير العجب أيضاً موقف أصدره النائب عن “حزب الله” علي فياض في 18/4/2012 دعا فيه الدولة للتحرك ضد سياسيين وصحافيين دعوا إلى تسليح الداخل السوري، معتبراً أن “عدم تحرّك الحكومة يطيح بأهم مرتكزات اتفاق الطائف”. بذلك اعتبر فياض الدعوة للتسليح أو التسليح الفعلي للثوار- إن صح- إطاحة باتفاق الطائف، ما يعني أن القتال الفعلي الذي يقوم به “حزب الله” راهناً- هو نسف من باب أوْلى- لاتفاق الطائف.

على النهج ذاته سار نواب آخرون عن الحزب. محمد فنيش على سبيل المثال- لم يخجل في القول “إن حزب الله لا يتدخل بأي شأن داخلي سوري مهما قيل من اتهامات وافتراءات” (6/10/2012)، وذلك بعد أسبوع واحد فقط على تشييع الحزب للقائد حسين ناصيف في بعلبك. كما لم يخجل من قبله مسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي من مهاجمة “بعض القوى المحلية التي تصر على زجّ لبنان في قلب الأزمة، من خلال إيواء المقاتلين، وتوريد المال والسلاح إلى داخل سوريا، وهذا من شأنه أن ينعكس على الاستقرار، وأن يشكل تهديداً جدياً للأمن في لبنان”!.

الطريف وسط هذا المشهد المكرب؛ إصرار وزير خارجية لبنان على نفي التهم عن “حزب الله”، رغم إقرار الحزب نفسه، وتشييعه العشرات من قتلاه في لبنان. عدنان منصور بهدوء عجيب قال في 27-2-2013: “لا صحة لما يتم تداوله عن وجود مقاتلين لحزب الله داخل سوريا. هناك قرى لبنانية وسكانها لبنانيون موجودون داخل الأراضي السورية، وما حصل هو دفاع عن النفس من قبل هؤلاء”!.

بعض من في “حزب الله” وحلفائه يحاول استغباء الناس إلى اليوم؛ بزعم أن الحزب بريء مما يتهمونه به وأنه “يصبر على الأذى” وأنه “لا يقاتل في سوريا”، فيما مسيرات التشييع تمر في شوارع، وأزقة، ومن بيوت اللبنانيين! أليس هؤلاء هم شهود الزور على المجزرة السورية الكبرى أمام محكمة الرأي العام؟!.

فادي شامية

الائتلاف الوطني” يدعو مجلس الأمن الى التحرك “بصورة عاجلة وحاسمة”

بعدما ماطلت الولايات المتحدة طيلة الفترة الماضية بالاعتراف باستخدام نظام بشار الأسد السلاح الكيميائي وبعد تأكيد رئيس شعبة البحوث في جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ايتي برون استخدام السلاح الكيميائي ضد المعارضة، أبدى البيت الأبيض أمس “ثقة” باستخدام غاز السارين من دون أن يلوح في الأفق إمكانية تحرك قريب، لمعاقبة نظام دمشق على تخطي “الخطوط الحمر” التي كانت واشنطن تحدثت عنها.

وأمام الاعتراف الأميركي هذا، طالب “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سوريا” في بيان ليل أمس، مجلس الأمن الدولي بالتحرك “بصورة عاجلة وحاسمة” قبل أن يقدم النظام على استخدام السلاح الكيميائي على نطاق واسع.

فقد قال البيت الأبيض امس إن الولايات المتحدة تعتقد بدرجة ما من الثقة أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق محدود. لكنه أضاف أن الرئيس باراك أوباما يحتاج إلى حقائق “مؤكدة وجديرة بالثقة” قبل التصرف بناء على تلك التقويمات.

وأشار مسؤول في البيت الأبيض الى إن الولايات المتحدة ستتشاور مع حلفائها بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها إذا تأكدت من أن الحكومة السورية تجاوزت “الخط الأحمر” الخاص باستخدام الأسلحة الكيميائية. وأضاف المسؤول في مؤتمر صحافي عبر الهاتف أن البيت الأبيض يعتقد أن الأسلحة الكيميائية ما زالت بحوزة حكومة بشار الأسد وأن أي استخدام لها سيكون على الأرجح من جانب الحكومة.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تسعى لجمع مزيد من الأدلة لتعزيز نتائج خلصت إليها المخابرات بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

ويقرب الإفصاح الذي قدمه كل من البيت الأبيض في رسالة إلى الكونغرس ووزير الدفاع تشاك هيغل في تصريحات للصحافيين الولايات المتحدة من إعلان أن دمشق تجاوزت “الخط الأحمر” الذي حدده أوباما بشأن التدخل بدرجة ما أعمق في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.

ولم يحدد البيت الأبيض الإجراء الذي قد يتخذه أوباما إذا تأكد من أن سوريا تجاوزت الخط الأحمر باستخدامها أسلحة كيميائية. لكن البيت الأبيض أشار في رسالته للمشرعين إلى أنه جاهز للرد. وقال مدير مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض ميغيل رودريغيز في رسالة إلى المشرعين “الإدارة مستعدة لكل الحالات الطارئة حتى نتمكن من الرد بشكل ملائم على أي استخدام مؤكد للأسلحة الكيماوية بما يتفق مع مصلحتنا الوطنية”.

وقال البيت الأبيض إن التقويمات التي تقول إن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية وتحديدا غاز السارين استندت في جانب منها إلى عينات فسيولوجية.

وقال هيغيل للصحافيين في أبوظبي “تجري المخابرات تقويماً للمعلومات حول هذا الموضوع منذ فترة والقرار بالتوصل إلى هذه النتيجة اتخذ في الساعات الأربع والعشرين الماضية”.

واعتبر البيت الأبيض أن معلومات المخابرات وحدها لا تكفي نظرا للمخاطر التي ينطوي عليها الأمر. وأضاف “الحقائق التي تمنحنا قدرا من اليقين ستوجهنا في صنع القرار”.

وقال هيغل إن الولايات المتحدة لا يمكنها التأكد من مصدر الأسلحة الكيميائية لكنها تعتقد أن من المرجح بشدة أن يكون أي استخدام لها مصدره نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال مسؤول بارز في الادارة الاميركية ان “كافة الخيارات” مطروحة على الطاولة في الملف السوري بعد اعتراف البيت الابيض هذا للمرة الاولى.

واعتبر العديد من النواب الاميركيين امس ان “الخط الاحمر” تم تجاوزه فعليا. وقال السناتور الجمهوري جون ماكين للصحافيين ان “رئيس الولايات المتحدة قال انه اذا استخدم بشار الاسد اسلحة كيميائية فهذا الامر سيغير كل شيء وسيشكل تجاوزا للخط الاحمر”. واضاف “اعتقد ان المؤكد انه تم تجاوز الخط الاحمر”. وتابع ان “هذا المخزون من الأسلحة الكيميائية وبعضها موجود في مناطق قتال ينبغي تأمينه وعلينا ان نعطي المعارضة القدرة على مقاتلة بشار الاسد لمرة واحدة واخيرة”.

وقالت الرئيسة الديموقراطية للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايان فاينستاين “انا قلقة جدا بانه مع هذا الاقرار العلني يعتبر الرئيس الاسد ان لا شيء لديه ليخسره”. واضافت “من الواضح ان هناك خطوطا حمرا تم تجاوزها وانه ينبغي القيام بعمل لمنع استخدامها على نطاق اوسع”، داعية مجلس الامن الدولي “بما فيه روسيا” الى التحرك.

وفي لندن افادت وزارة الخارجية البريطانية أمس بأن “لدينا ادلة محدودة ولكن مقنعة من مصادر مختلفة تظهر استخدام اسلحة كيميائية في سوريا بما فيها السارين”. واضاف ناطق باسم الوزارة أن “هذه مسألة تثير القلق البالغ. استخدام الأسلحة الكيميائية هي جريمة حرب”. واضاف “لقد اطلعنا حلفاءنا وشركاءنا والامم المتحدة على هذه المعلومات ونعمل بشكل نشط للحصول على معلومات اكثر وافضل”.

ومن المقرر أن يتوجه رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، الذي يقوم حاليا بجولة في شرق أسيا إلى تركيا في الأيام المقبلة لإجراء مشاورات مع المسؤولين الأتراك تتعلق بالأزمة داخل سوريا.

لكن مسؤولا في وزارة الدفاع الاميركية قال ان بلاده ليست على وشك التدخل عسكريا في سوريا رغم المعلومات عن استخدام اسلحة كيميائية.

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع لصحافيين في ابو ظبي رافضا كشف هويته ان “عملنا هو تقديم خيارات الى الرئيس بناء على طلبه”. واضاف ان “تحليل اجهزة الاستخبارات لا تؤدي تلقائيا الى قرارات سياسية. من المهم ملاحظة هذا الامر”.

“الائتلاف الوطني السوري” طالب في بيان صحافي نشره في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، مساء أمس، مجلس الأمن بالتحرك قبل استخدام السلاح الكيميائي على نطاق واسع. وجاء في البيان:

“أكدت الإدارة الأميركية اليوم أن لديها أدلة، بأن النظام السوري استخدم، أكثر من مرة، الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري. وبتأكيد هذه المعلومات التي رآها السوريون وعاشوها وكانو ضحاياها منذ أسابيع عديدة في حلب وحمص وغوطة دمشق، يصبح لزاماً على الامم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أن تتحرك بصورة عاجلة وحاسمة لافهام النظام باللغة التي يفهمها بأن ما قيل عن اعتبار استخدام السلاح الكيماوي خطاً أحمر يترتب على تجاوزه نتائج جدية، لم تكن مجرد أقوال بل تحذيرات على مستوى استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد مدنيين عزل.

لقد تباطئ المجتمع الدولي طويلا في حماية الشعب السوري، وتلكأت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في القيام بواجبهما في حمايته، وإن أي رد دون مستوى خطورة الحدث، سيفهمه النظام على أنه قبول دولي باستخدام السلاح الكيماوي على مستوى أوسع.

نطلب من الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها تجاه صرخات الشعب السوري، ونطالب روسيا بأن تتوقف عن منع الأمم المتحدة عن القيام بواجبها الأول وهو حفظ السلم والأمن الدوليين.

ستتحمل روسيا، وستتحمل الدول التي ما زالت تدافع عن النظام وتقدم له الغطاء الدولي، مسؤولية المشاركة في جريمة إبادة واسعة النطاق في سوريا يعد لها النظام الأسدي إذا استمرت بدعمها لنظام لا يتوانى عن استخدام أبشع الوسائل لقمع شعبه.

إن التعامل مع خطر جسيم مثل استخدام أسلحة الدمار الشامل لابادة المدنيين، لا يكون بعد استخدامها، وإنما عند ثبوت توفر السلاح وتوفر الارادة لاستخدامه، وهما أمران باتا ثابتين على وجه اليقين”.

التطورات هذه يبحثها اليوم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لدى لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكانت مصادر الوفد المرافق للعاهل الاردني كشفت أن “الملك يسعى لإقناع الإدارة الأميركية، بقيادة محور إقليمي ودولي للضغط على النظام السوري، للقبول بعملية انتقالية سلمية للحكم، وإظهار إرادة دولية قوية، لا يكون للرئيس السوري أمامها من خيار سوى قبول الحل”، وأنه “في حالة رفض الأسد الانصياع، يبدأ العمل مع المعارضة السورية، لتمكينها من حسم المواجهة مع النظام السوري، بدعم وإسناد في مجالات التدريب، والتسليح، وتوفير غطاء جوي إذا ما لزم الأمر”.

والى ذلك اكد وزير الدفاع الأميركي أن الأردن هو “أحد أهم شركاء الولايات المتحدة في المنطقة”، وأن البلدين يتشاركان “المخاوف” بشأن الأزمة في سورية، ويواصلان التشاور بشكل وثيق حول قضايا مثل “الأسلحة الكيماوية والمتطلبات التي يفرضها تدفق اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف” الى المملكة.

وأشار بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية، بعد انتهاء زيارة هيغل للأردن اول من امس، أن الوزير أكد خلال اجتماعه مع نائب الملك الأمير فيصل بن الحسين، بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد مشعل الزبن، “العلاقة الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين”.

وأشار البيان إلى أن هيغل “عاد وأكد التزام وزارة الدفاع للعمل مع القوات المسلحة الأردنية لمواجهة التحديات المشتركة”، وأنه ناقش مع الأمير فيصل والزبن، القرار الأخير بـ”الإبقاء على أفراد من الجيش الأميركي في الأردن لتعزيز التخطيط، وتحسين الاستعداد المشترك، والإعداد لمجموعة من السيناريوات”.

ميدانيا، قتل عشرة اشخاص في غارات للطيران الحربي السوري امس على مدينة القصير في ريف حمص، فيما تكثفت غارات الطيران على ريف دمشق وريف ادلب (شمال غرب) والرقة وحلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب)، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في مدينة حماة (وسط) حيث تمكن مسلحو المعارضة من الاستيلاء على مركز كانت تتجمع فيه القوات النظامية.

وفي غضون ذلك، استنكر بطريرك االروم الارثوذكس يوحنا يوحنا العاشر، وبطريرك السريان الارثودكس إغناطيوس زكا الأول عيواص امس عدم الإفراج عن المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، رغم الجهود التي تبذل من أجل ذلك .

وقال بيان مشترك للبطريركين انهما يجددان دعوتهما للافراج عنهما ويدعوان المجتمع الدولي الى بذل كل الجهود في سبيل ذلك، وإيقاف العنف بكل أشكاله في سوريا وإحلال السلام عبر الحوار والحل السياسي.

ودانت بطريركية القدس على لسان البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر اعمال فلسطين والأردن، اختطاف المطران بولس (يازجي)، مطران حلب والاسكندرون للروم الأرثوذكس، والمطران يوحنا (ابراهيم) مطران حلب للسريان الارثوذكس على ايدي مجهولين في مدينة حلب السورية.

هجوم للمعارضة في وسط حماة وقتلى في غارات النظام على أنحاء عدة في سوريا

                                            ذكر ناشطون ان اشتباكات عنيفة دارت للمرة الاولى منذ شهور في مدينة حماة بوسط سوريا امس بينما حاول مقاتلو المعارضة تخفيف الضغط عن رفاقهم الذين تهاجمهم قوات نظام بشار الأسد في أماكن أخرى، في حين قتل عشرة اشخاص في غارات للطيران الحربي السوري على مدينة القصير في ريف حمص (وسط)، بعد ايام من استيلاء القوات النظامية على عدد من قرى ريف القصير متقدمة نحو المدينة التي تعتبر معقلا لمقاتلي المعارضة.

وقال الناشطون ان ما لا يقل عن سبعة اشخاص قتلوا وأصيب العشرات حين اندلعت اشتباكات نحو الساعة الرابعة صباحا في حماة، مؤكدين ان معظم القتلى والجرحى من المدنيين.

وأظهر تسجيل فيديو بثه ناشطون على الانترنت نيران اسلحة آلية ثقيلة وصواريخ وسط تكبير مقاتلي المعارضة في حماة. وقال ناشطون إن هذه هي المرة الأولى منذ ستة اشهر التي يخوض فيها مقاتلو المعارضة اشتباكات بهذه الضراوة ضد الجيش.

وذكر ناشط قال ان اسمه صفي الحموي لرويترز في اتصال عبر سكايب ان “العملية محاولة لتخفيف بعض الضغط عن المقاتلين في ريف حماة وكذلك في المحافظات المجاورة”. لكنه شكك في جدوى المحاولة معبرا عن مخاوف من أن نطاقها ربما لا يكون واسعا بدرجة مفيدة.

وحققت قوات الأسد مكاسب على الحدود بين سوريا ولبنان وعلى مشارف دمشق في الآونة الأخيرة وكذلك في أجزاء من الشمال حيث يسيطر مقاتلو المعارضة على مساحات من الأراضي.

وكانت حماة واحدة من مدن قليلة سادها هدوء نسبي وهي قريبة من حمص قرب الحدود اللبنانية. والمحافظة حلقة وصل مهمة بين العاصمة دمشق والمعاقل العلوية الموالية للأسد على ساحل البحر المتوسط.

وأظهرت تسجيلات فيديو بثها ناشطو مقاتلي المعارضة وهم يرفعون علما اسود يحمل شعارا اسلاميا على مدرسة محترقة وتحمل آثار أعيرة نارية اقتحموها امس. وأضافوا أن قوات الاسد وميليشيات الشبيحة الموالية له كانت تستخدمها كقاعدة عسكرية ومركز اعتقال.

وقال ناشط يستخدم اسم ابو عدنان متحدثا من حماة “كان هذا واحدا من أسوأ مواقع النظام في المدينة. الجنود كانوا يعاملون السكان بقسوة وطائفية”.

وعلى غرار سوريا، يغلب على سكان حماة السنة، لكن معظم أعضاء الميليشيات الموالية للحكومة وضباط الجيش من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

واوضح الحموي ان أضرارا لحقت بخمسة مبان سكنية على الاقل في الاشتباكات. اضاف ان “السكان يختبئون في منازلهم. لا أحد يفر. القتال لا يزال مستمرا وهو عنيف جدا وبالتالي يخشى الناس أن يتحركوا”. وقال سكان عن طريق سكايب إن معظم متاجر المدينة أغلقت. وانقطعت خطوط الهاتف الارضي والنقال فيما بعد.

وذكر ناشطون معارضون ان الجيش حشد تعزيزات ولم يتضح ما اذا كان مقاتلو المعارضة سيتمكنون من الاحتفاظ بالمدرسة التي استولوا عليها لفترة طويلة.

وقتل عشرة اشخاص في غارات للطيران الحربي السوري امس على مدينة القصير في ريف حمص (وسط)، بعد ايام من استيلاء القوات النظامية على عدد من قرى ريف القصير متقدمة نحو المدينة التي تعتبر معقلا لمقاتلي المعارضة. وتكثفت غارات الطيران على ريف دمشق وريف ادلب (شمال غرب) والرقة وحلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب).

وقال المرصد في بريد الكتروني “ارتفع الى عشرة عدد الشهداء الرجال الذين قضوا جراء القصف بالطيران الحربي على مدينة القصير”.

وكان الطيران شن غارات منذ الصباح على مناطق في ريف دمشق ترافقت مع اشتباكات عنيفة على محاور مدينة داريا (جنوب غرب العاصمة) واطراف بلدة العبادة في الغوطة الشرقية (شرق)، مع “انباء عن تقدم للقوات النظامية داخل اجزاء من البلدة”.

وتمكنت القوات النظامية السورية الاربعاء من السيطرة على بلدة العتيبة في ريف دمشق التي قال المرصد انها “تفتح بوابة للنظام على الغوطة الشرقية” حيث يتجمع المقاتلون المعارضون باعداد كبيرة.

وتقع منطقة الغوطة التي تضم قرى وبلدات عدة شرق دمشق، ويتخذ منها المقاتلون المعارضون، بالاضافة الى مناطق واقعة جنوب غرب العاصمة وشمالها، قواعد خلفية لهجماتهم تجاه دمشق.

كما وقعت اشتباكات عنيفة على اطراف حي برزة في شمال دمشق.

ونفذ الطيران الحربي والمروحي السوري امس ايضا غارات على مناطق في مدينة معرة النعمان في ادلب وقرى محيطة بها، وعلى قرى في ريف درعا وريف الحسكة وريف حلب.

في محافظة الرقة، نفذت الطائرات الحربية غارة جوية على محيط معمل السكر في الريف، فيما دارت “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط الفرقة 17” القريبة من مدينة الرقة.

ويحاصر مقاتلو المعارضة مقر هذه الفرقة منذ استيلائهم على مدينة الرقة في آذار.

وفي مدينة حماة، افاد المرصد عن “ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في حي طريق حلب، والتي تسببت بمقتل خمسة مقاتلين معارضين وخمسة عناصر من القوات النظامية”.

وفي وقت لاحق، تمكنت المجموعات المقاتلة المعارضة من السيطرة على “مدرسة ناصح علواني في حي طريق حلب التي تعد مركزا لتجمع القوات النظامية اثر اشتباكات عنيفة استمرت ساعات”، بحسب ما ذكر المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية للحصول على معلوماته.

وفي ما يتعلق بخطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم، طالبت الولايات المتحدة بالإفراج عنهما، داعية كل الأطراف السورية إلى احترام حقوق المدنيين ومن بينهم الشخصيات الدينية.

وعلق نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل على مسألة اختطاف المطرانين اليازجي وإبراهيم في حلب، موضحاً انه خلافاً للمعلومات التي وردتهم عن الإفراج عن المطرانين فهما ما زالا مختطفين. أضاف “نحن ما زلنا نسعى وراء تفاصيل أكثر عن وضعهما، وائتلاف المعارضة السورية يدين، حسب ما نعلم، اختطافهما ويحث على إطلاقهما”.

وشدد فنتريل على ان واشنطن تكرر الدعوة لإطلاقهما ونتوقع من كل الأطراف السورية أن تحمي وتحترم حقوق المدنيين بما في ذلك الشخصيات الدينية.

وسئل اذا كان الخاطفون من الشيشان، أو إن كانوا مرتبطين بتفجيري بوسطن، فأجاب “ليست لدي أية معلومات عن طريقة الخطف أو هوية الخاطفين”.

بدورها، دعت وزارة الخارجية الفرنسية امس الى الافراج “الفوري” عن المطرانين. وقال المتحدث باسم الخارجية فيليب لاليو في مؤتمر صحافي ان “فرنسا تدين بشدة خطف مطرانين قرب حلب والذي يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الانسان. وهي تدعو الى الافراج الفوري عنهما وتعرب عن تضامنها مع المجموعات المسيحية الذي ينبغي ان تعيش بسلام في سوريا وتحترم كل مكوناتها”.

ودانت الخارجية الفرنسية “بقوة” ايضا القصف الذي احدث اضرارا في المسجد الاموي في حلب. وانهارت مئذنة المسجد الاربعاء وتبادل النظام السوري ومعارضوه الاتهامات بتدميرها.

واضاف المتحدث باسم الخارجية “ندين بقوة استمرار القصف من دون تمييز من جانب النظام، في حلب كما في باقي انحاء البلاد. ينبغي ان يحاسب النظام على المعاناة التي تسبب بها للشعب السوري وعلى الخسائر في الارواح وكذلك على تدمير هذه الثروات التاريخية والثقافية”.

واستنكر بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر، وبطريرك السريان الارثوذكس إغناطيوس زكا الأول عيواص امس كذلك عدم الإفراج عن المطرانين رغم الجهود التي تبذل من أجل ذلك.

وقال بيان مشترك للبطريركين انهما “يجددان دعوتهما للافراج عنهما ويدعوان المجتمع الدولي الى بذل كل الجهود في سبيل ذلك، وإيقاف العنف بكل أشكاله في سوريا وإحلال السلام عبر الحوار والحل السياسي”.

كما اكدا على رموز العيش المشترك والتسامح والوحدة الوطنية. وقد اتفقا على اتخاذ الخطوات المناسبة في حال عدم الإفراج عن المطرانين المخطوفين خلال الساعات المقبلة، آملين أن يكون المطرانان المخطوفان في أبرشيتيهما يوم الشعانين، فنفرح وشعبنا بهما.

الى ذلك، ذكرت منظمة العفو الدولية، امس أن أكثر من 1,3 مليون لاجئ سوري بحاجة ماسة لمساعدات دولية، ودعت المجتمع الدولي إلى بذل المزيد لمساعدة العدد المتزايد من اللاجئين السوريين.

وقالت المنظمة إن اللاجئين السوريين الهاربين من إراقة الدماء والعنف المستمر في بلادهم يتدفقون على الأردن، ولبنان، وتركيا، والعراق، بحثاً عن السلامة، ويعيش الكثير منهم في ظروف صعبة للغاية.

واضافت أن هذه الدول اشتكت من أن استضافة اللاجئين السوريين على المدى الطويل يشكل ضغطاً على مواردها، مع تزايد اعداد السوريين وغيرهم الساعين الى الوصول إلى الأمان النسبي بمخيمات اللاجئين وأماكن أخرى على أراضيها.

وقالت شارلوت فيليبس، باحثة شؤون اللاجئين في منظمة العفو الدولية، إن مسؤولية حماية ومساعدة اللاجئين السوريين يجب أن يتحملها المجتمع الدولي ودول الجوار، ويتعين على الأول التحرك الآن لتقديم المساعدة المالية والتقنية المطلوبة لدعم الجهود التي تبذلها الدول المجاورة لسوريا في مواجهة هذه الأزمة المتصاعدة.

واشارت المنظمة إلى أن تركيا منعت الكثير من اللاجئين السوريين من دخول أراضيها وتركتهم عالقين داخل بلادهم وتقطعت بهم السبل في ظروف مروعة على الرغم من اعلان تمسكها بسياسة الباب المفتوح، وأوردت تقارير موثوق بها بأنها اجبرت لاجئين آخرين على العودة إلى سوريا.

واضافت فيليبس أنه يتعين على الدول المجاورة لسوريا ابقاء حدودها مفتوحة أمام جميع اللاجئين الفارين منها ومن دون تمييز وعدم اعادتهم قسراً إلى بلادهم تحت أي ظرف من الظروف، جراء استمرار العنف وسفك الدماء وانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع فيها.

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن تركيا تستضيف 291.995 لاجئاً سورياً حتى الفترة المنتهية في 17 نيسان الجاري، والأردن 437.205 لاجئين حتى الفترة المنتهية في 21 من الشهر نفسه، ولبنان 429.649 لاجئاً سوريا، والعراق 133.840 لاجئاً سورياً حتى الفترة المنتهية في 20 نيسان الحالي.

وحذّر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، من أن عدداً كبيراً من مواطني بلاده يُقاتلون مع الجماعات المتطرفة في سوريا ويمكن أن يعودوا لشن هجمات إرهابية ضد المملكة المتحدة أو الحلفاء الغربيين.

ونقلت صحيفة “ديلي تلغراف” أمس عن هيغ قوله في رسالة وجهها إلى اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية رداً على طلبها تبرير موقفه المؤيد لتخفيف أو إلغاء الحظر الذي يفرضه الإتحاد الأوروبي على الأسلحة إلى سوريا، ان المتطرفين الإسلاميين المؤيدين للعنف يتمتعون بمساحة كافية في سوريا لا يُنازعهم أحد عليها لتوفير التدريب المكثّف للمجندين الأجانب.

واعتبر هيغ أن هذا الجانب يُثير القلق جراء تقييمنا بأن بعض الأفراد الذين يجري تدريبهم في سوريا سيسعون لتنفيذ هجمات ضد المصالح الغربية في المنطقة أو في الدول الغربية الآن أو في المستقبل.

معارك بدمشق وريفها وتقدم للحر

                                            تشهد الأحياء الشمالية والجنوبية في دمشق منذ صباح الجمعة اشتباكات وصفت بأنها “الأعنف في العاصمة” بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي، وأكد ناشطون أن الثوار أحرزوا تقدما بمواقع في حمص ودرعا، في حين تقدمت قوات النظام مع عناصر حزب الله اللبناني باتجاه القصير في حمص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معارك دمشق هي الأعنف منذ بدء الثورة قبل أكثر من سنتين، حيث بدأت الاشتباكات في حي برزة الخميس، ولم تتوقف حتى اليوم، كما تواصل القتال بقوة في حي جوبر ومحيطه.

ونفذت الطائرات الحربية غارات عدة الجمعة على حيي جوبر والقابون (شمال) وبمناطق متاخمة في ريف دمشق، وقال أحد السكان إن 18 دبابة تجمعت في ساحة العباسيين بدمشق لتفصل وسط العاصمة عن جوبر والقابون.

وقال ناشطون إن آلاف الأشخاص محتجزون بمدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق قرب داريا حيث تتواصل المعارك دون انقطاع منذ أشهر.

ويحاول النظام استعادة السيطرة على مشارف العاصمة من الثوار، حيث قطع طريق الإمداد عن بلدة العتيبة الأربعاء، وكثف قصفه بقوة على المدخل الشرقي لدمشق، تزامنا مع تجدد القصف اليومي على بلدات عدة، منها عين ترما والذيابية وزملكا وحرستا.

كر وفر

من جهة أخرى، قالت لجان التنسيق إن الجيش الحر سيطر على أجزاء رئيسية من الطريق بين حمص (وسط) وطرطوس الساحلية بما يسمح بقطع الإمدادات الخاصة بالجيش النظامي بين المدينتين.

ويواصل هذا الجيش قصفه بالمدفعية والهاون على قرى بحمص منها الدار الكبيرة والغنطو وبساتين مدينة تدمر، لكن الصراع يشتد منذ أسابيع في الجهة الغربية المتاخمة للحدود مع لبنان لتأمين الطريق بين العاصمة والمناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية، وقد أحرزت قوات النظام مدعومة بعناصر حزب الله بعض التقدم  مضيقة الخناق على مدينة القصير.

ووثقت رويترز تشييع أحد قتلى حزب الله في بعلبك بلبنان، ونقلت الوكالة عن مسؤول بالحزب أن هناك خمسة أو ستة قتلى من حزب الله يوميا، رغم إنكار الحزب الرسمي مشاركته في القتال ضد الثوار السوريين.

وفي حلب، قصف النظام حي الحيدرية وبلدات رسم عسان ورسم بكرو، وسط اشتباكات في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري وحول قرية رسم عسان، وقد فجر الثوار عددا من العبوات الناسفة على الطريق الواصل بين مدينة السفيرة (شرق) وبلدة أم عامود.

وأفاد ناشطون بأن اشتباكات وقعت اليوم في حي الشيخ مقصود شمال حلب بين مقاتلين عرب وآخرين من وحدات حماية الشعب الكردي في المنطقة ذات الغالبية الكردية، مما تسبب بقتلى وجرحى.

أما إدلب (شمال) فشهدت قصفا على مدينة سراقب وبلدات خربة عامود ومرعيان ودركوش ومعرة مصرين وحاس، كما وقعت معارك حول مطار أبو الظهور العسكري.

معارك وقصف

وإلى الجنوب، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن الجيش الحر اقتحم السرية 62 بمحافظة درعا قرب معبر نصّيب الدولي على الحدود مع الأردن، كما تحدث مركز سوريا الإعلامي عن انشقاق 60 عنصرا من قوات النظام بمنطقة اللجاة.

ووثقت شبكة شام قصفا على حي طريق السد ووادي الزيدي وأحياء درعا البلد، كما قال ناشطون إن القصف الجوي استهدف المستشفى الوطني في درعا، مما أدى إلى دمار واسع وسقوط عدد من القتلى والجرحى، وأكدوا أن هذه ليست المرة الأولى أن يقصف الجيش النظامي المستشفيات الميدانية بالمحافظة.

وذكرت شبكة شام أيضا تعرض معظم أحياء دير الزور (شرق) لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وأضافت أن القصف الجوي تجدد على محيط الفرقة 17 شمال مدينة الرقة، وعلى المنطقة المحيطة بسد الفرات.

وعلى الجبهة الغربية، يواصل الثوار معاركهم في محيط قمة النبي يوسف وقرية عين سامور، بينما يقصف جيش النظام بلدات سلمى وقروجا والناجية وناحية ربيعة.

دمشق تقترح تحقيقا روسيا بشأن الكيمياوي

                                            اقترحت الحكومة السورية أن يقوم خبراء روس بالتحقيق في مزاعم بشأن استخدام السلاح الكيمياوي في البلاد، وفي حين توالت التصريحات بشأن الحصول على دلائل باستخدام تلك الأسلحة، قال الاتحاد الأوروبي إنه لا دليل دامغا على توظيف تلك الأسلحة لغاية الآن.

وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن دمشق تقترح أن يقوم الخبراء الروس بإجراء التحقيقات في إمكانية استخدام السلاح الكيمياوي في البلاد، نافيا أن تكون حكومة بلاده قد قامت باستعمال تلك الأسلحة ضد مسلحي المعارضة.

وأوضح الزعبي -فى تصريح لقناة “روسيا اليوم” بث اليوم الجمعة- أن “الحكومة السورية حتى في حال امتلاكها للسلاح الكيمياوي فلا يمكن أن تلجأ إليه وتستعمله، ولم ولن تستخدمه على الإطلاق”، وأوضح أن هذا القرار “ليس مجرد قرار سياسي، بل هو قرار أخلاقي وشرعي وإسلامي ومسيحي”.

من جانبه رفض فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الاتهامات الموجهة لبلاده بأنها لا تريد مجيء اللجنة الخاصة المكلفة بالتحقيق في استخدام محتمل للأسلحة الكيمياوية في خان العسل بـحلب، خلال شهر مارس/آذار الماضي.

وقال المقداد لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) إن سوريا تريد لهذه اللجنة أن تأتي “اليوم قبل الغد”، متهما الأمم المتحدة بأنها لا تريد إرسال هذه اللجنة إلى سوريا بضغوط غربية.

وبشأن عينات التربة التي قدمتها المعارضة للأمم المتحدة لإثبات أن النظام استخدم هذا النوع من السلاح في ريف دمشق، قال المقداد إن هناك انتهاكا مباشرا من قبل الدول الغربية لسيادة سوريا، متسائلا “كيف دخلوا إلى سوريا؟ وكيف حصلوا على ذلك؟” واستطرد بالقول “يمكن لكائن من كان أن يدعي ذلك، هذه العينات قد تكون من بلد آخر أو قد تكون مفتعلة أو أن جهة إرهابية معينة قامت بفبركة هذه المعلومات بدعم فرنسي وبريطاني”.

وحذر المقداد الولايات المتحدة من مغبة إعادة السيناريو العراقي في سوريا بنفس حجة السلاح الكيمياوي، معربا عن أمله في أن تعمل واشنطن باتجاه حل سلمي للأزمة من خلال “المبادرة والبرنامج السياسي” اللذين طرحهما الرئيس بشار الأسد بداية يناير/كانون الثاني الماضي.

أدلة أميركية

وجاءت المواقف السورية في ظل توالي التصريحات بشأن الحصول على أدلة على استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، فقد قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس الخميس إن أجهزة الاستخبارات الأميركية “خلصت بدرجات متفاوتة من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيمياوية على نطاق ضيق في سوريا وعلى الأخص غاز السارين”.

وتلى هذا الإقرار الأميركي موجة من التحذيرات، فقد طالب زائيف ألكين -نائب وزير الخارجية الإسرائيلي- الولايات المتحدة للتحرك عسكريا من أجل “استعادة السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية”.

وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم، قال ألكين المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “حين تفهم الأسرة الدولية أنه تم تخطي خطوط حمر فعليا واستخدام أسلحة كيمياوية، سوف تدرك أن لا خيار أمامها سوى التحرك بهذه الطريقة (من خلال عمل عسكري) بدل أن تبقي على الغموض”.

بدوره اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اليوم أن “الأدلة المتزايدة على استخدام النظام السوري لأسلحة كيمياوية تصعيد خطير وجريمة حرب”.

أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فجدد أمس الخميس “نداءه العاجل” إلى الحكومة السورية لكي تسمح لفريق تابع للأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في النزاع.

وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي في بيان إن “بعثة التحقيق جاهزة للانتشار في غضون 24 إلى 48 ساعة” حالما تحصل على الضوء الأخضر من دمشق.

موقف الائتلاف

من جانبها دعت المعارضة السورية إلى تحرك “عاجل وحاسم” للأمم المتحدة، وقال مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الجمعة، “إنها مسألة مهمة جدا، وشلل مجلس الأمن حول الملف السوري لا يجب أن يبرر عدم تحرك الأمم المتحدة”.

ورأى أن على الأمم المتحدة أن تبدأ تحقيقا فوريا في هذا الموضوع، وإذا عثرت على أدلة على مثل هذا الاستخدام “عليها التحرك سريعا عبر فرض منطقة حظر جوي على الأقل على الطيران السوري”، وأضاف “إذا لم يكن مجلس الأمن قادرا على تخطي عجزه، فلم لا يتدخل طرف آخر، كحلف شمال الأطلسي مثلا؟”.

من جانب آخر قال مايكل مان -المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون- إن الاتحاد الأوروبي ينتظر مزيدا من الأدلة الدامغة على ما إذا كان النظام السوري استخدم أسلحة كيمياوية.

وأوضح أن الاتحاد يراقب الموقف عن كثب مع شركائه الدوليين لمعرفة ما حدث بالفعل، واعتبر أن أي استخدام  للأسلحة الكيمياوية في أي ظرف مرفوض رفضا تاما، ودعا إلى السماح للأمم المتحدة بالتحقيق في هذا الأمر داخل سوريا.

قيادي بالجيش الحر: عناصر حزب الله وصلت إدلب وحلب

نائب رئيس الأركان أكد أنه لا يرفض دعوة الشيخ الأسير إلى القتال في سوريا

دبي – قناة العربية –

أكد نائب رئيس أركان الجيش الحر وقائد جبهة حمص، العقيد فاتح حسون، الجمعة، في مقابلة مع “العربية” من اسطنبول في تركيا، أن عناصر حزب الله وصلت إدلب وحلب.

وتحدث عن تكتيك قتالي يحدث في سوريا من خلال قيام قوات النظام بقصف مناطق بالصواريخ والمدفعية، تمهيداً لعمليات تسلل من جانب مقاتلي حزب الله، مثلما حدث في “القصير” بريف حمص.

وقال حسون إن الجيش الحر لا يرفض دعوة الشيخ الأسير إلى القتال في سوريا.

وكان الشيخ الأسير، أحد أكثر رجال الدين السنة، قد حث أنصاره صراحة على قتال حزب الله داخل سوريا لمساعدة عناصر المعارضة السورية.

وفي تطور سابق، الخميس، أفادت سانا الثورة أن قوات النظام أطلقت 6 صواريخ سكود خلال نصف ساعة من اللواء 155 بالقلمون في ريف دمشق باتجاه الشمال السوري، فيما سقطت 6 صواريخ أرض – أرض على منطقة برزة بدمشق بحسب المركز الإعلامي السوري بالتزامن مع تواصل القصف العنيف على الحي.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة أن 127 شخصاً قتلوا بنيران قوات النظام الخميس، معظمهم في دمشق وريفها وفي إدلب وحمص.

في غضون ذلك شهدت حماة وريفها تصعيداً عسكرياً بارزاً، حيث قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة بين جيش النظام والجيش الحر تفجرت للمرة الأولى منذ شهور في المدينة في محاولة لتخفيف الضغط عن الثوار الذين تهاجمهم قوات النظام في أماكن أخرى.

وبحسب شبكة سوريا مباشر، سيطر الجيش الحر على حاجز مدرسة ناصح علواني في حي طريق حلب في حماة.

وفي هذا السياق أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن قرية طيبة الاسم في ريف حماة الشرقي تعرضت لقصف مدفعي وسط اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام الذي حاول اقتحامها.

أما القصير في ريف حمص فكانت على موعد مع مجزرة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى جراء الغارات الجوية عليها، حسب ما قالت الهيئة العامة للثورة.

بينما شهدت بلدات ريف حمص وأحياء حمص المحاصرة قصفاً مدفعيا واشتباكات بين الثوار وقوات النظام التي حاولت اقتحامها.

وشرقاً إلى دير الزور، حقق الجيش الحر تقدما في حي الصناعة وسط اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. أما في الرقة فأعلنت لجان التنسيق أن الطيران الحربي شن غارات جوية على محيط الفرقة السابعة عشرة.

وفي حلب شمالا، أسقط الجيش الحر طائرة مروحية جانب فرع المخابرات الجوية في المدينة.

فيديو جديد يؤكد استخدام الأسد غاز “السارين” ضد المدنيين

صحيفة “تايمز” البريطانية تبث لقطات تُظهر ضحايا قضوا اختناقاً جراء الأسلحة الكيماوية

لندن – محمد عايش –

ظهر دليل جديد، وهو مقطع فيديو حصري، يؤكد أن قوات النظام السوري استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، وتحديداً غاز “السارين”، الذي ظهرت أعراضه لأول مرة على ضحايا تعرضوا لقصف الطائرات السورية. وانفردت صحيفة “تايمز” البريطانية ببثّ اللقطات على موقعها الإلكتروني.

وقالت الصحيفة إن الضحايا الذين ظهروا في الفيديو هم عائلة ياسر يونس، البالغ من العمر 27 عاماً، والذي يعمل ميكانيكي سيارات، ويسكن في مدينة حلب، حيث توفيت العائلة متأثرة بأعراض لا تظهر إلا على الذين استنشقوا غاز السارين السام والقاتل، بينما نجا هو من الموت.

ويظهر في الفيديو نساء وأطفال وقد قضوا اختناقاً بعد استنشاقهم الغاز السام، ومن ثم ظهرت “رغوة” على أفواههم وأنوفهم، وهي أعراض تدل على أنهم توفوا متأثرين بالغاز اختناقاً، فيما لا يبدو على أجساد أي منهم أية آثار للرصاص، كما لا تبدو أية معالم عسكرية على الشاب ولا على عائلته.

وبحسب الصحيفة التي بثت الفيديو، واطلعت عليه “العربية.نت” بشكل كامل، فإن الأعراض التي ظهرت على الضحايا هي الشعور بوخزات في كافة أنحاء الجسم، ثم الهلوسة، ثم الاختناق، ومن ثم انتهى بهم الأمر إلى الوفاة.

وذكرت الصحيفة أن النظام السوري استخدم هذا النوع من الأسلحة الكيماوية على نطاق ضيق حتى الآن وذلك من أجل اختبار “الخطوط الحمراء” التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما العام الماضي، ومن أجل اختبار ردود الفعل الدولية المفترضة على ذلك.

وبحسب “تايمز”، فإن الفيديو الذي حصلت عليه يعود تاريخه إلى 13 أبريل/نيسان الحالي، حيث تم قصف إحدى مناطق مدينة حلب.

وكانت بريطانيا وإسرائيل أعلنتا في وقت مبكر من الأسبوع الحالي أن نظام الأسد استخدم بالفعل أسلحة كيماوية أدت إلى مقتل العديد من المدنيين.

وقال طبيب عربي يقيم في لندن لـ”العربية.نت” إن الأعراض التي يجري الحديث عنها تؤكد أن الأسلحة التي يتم استخدامها ليست سوى غازات سامة تؤدي إلى الوفاة المباشرة بمجرد استنشاقها.

وأوضح الطبيب الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الأعراض التي يجري الحديث عنها والتي ظهرت في أكثر من تسجيل فيديو لا يمكن تفسيرها إلا على أنها غاز يؤدي إلى الاختناق، ونفى بصورة قاطعة في رده على سؤال لـ”العربية.نت” إمكانية أن تكون هذه غازات مسيلة للدموع كما ساد الاعتقاد في السابق، مشيراً الى أن الغازات المسيلة للدموع تكون ذات أثر مختلف حتى لو أدت الى اختناق، كما أنها عادة ما تكون مدروسة بصورة جيدة لتكون غير قاتلة.

ورجح الطبيب العربي فرضية استخدام غاز السارين، مؤكداً أن هذه الأعراض تظهر بالفعل على الضحايا الذين تعرضوا لاستنشاق هذا النوع من الغاز السام، وهو غاز لا علاقة له بالغاز المسيل للدموع.

الأمم المتحدة: 1.4 مليون سوري لجأوا لدول مجاورة

معالجة بعض المرضى مكلفة جداً فضلاً عن وجود مسنين يعانون أمراضاً مزمنة

جنيف – فرانس برس –

أعلنت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، الجمعة، أن أكثر من 1.4 مليون سوري لجأوا إلى دول مجاورة، موضحة أنها غير قادرة على تلبية الحاجات الطبية لهؤلاء.

وقالت المفوضية التابعة للأمم المتحدة: إن هذا الرقم أعلى بنسبة 30% مما كانت تتوقعه في كانون الأول/ديسمبر لنهاية حزيران/يونيو 2013، والبالغ 1.1 مليون. وتم بلوغ سقف مليون لاجئ سوريا في بداية أذار/مارس الماضي.

وقال المسؤول في مفوضية اللاجئين، بول شبيغل، في مؤتمر صحافي: “لا يمكننا أن نهتم بكل الحالات ونغطي التكلفة”.

وفيما يستمر عدد اللاجئين السوريين الذين يقيمون خارج المخيمات في الازدياد، تواجه المفوضية مزيداً من الصعوبات في تلبية حاجاتهم.

وأكدت المفوضية أن معالجة بعض المرضى مكلفة للغاية، فضلاً عن وجود مسنين يعانون “أمراضاً مزمنة” منها سرطانات وأمراض قلب.

وقال المتحدث باسم المفوضية، ادريان إدواردز، إن هذه الأزمة “تشكل اختباراً قاسياً للخدمات الصحية للدول المجاورة”.

مصدر في الائتلاف الوطني: هيتو ينتهي من تشكيل حكومته

تقارير تحدثت عن عراقيل تعترض تشكيل الحكومة التي تتألف من 11 حقيبة

دبي – قناة العربية –

انتهى غسان هيتو، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، من تشكيل حكومته التي تتألف من إحدى عشرة وزارة وفق مصدر في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وكانت تقارير إعلامية تحدثت خلال اليومين الماضيين عن عراقيل تعترض تشكيل حكومة هيتو وأن جماعة الإخوان المسلمين سحبت تأييدها له.

وانتخب الائتلاف المعارض في مارس/آذار الماضي هيتو رئيساً لحكومة انتقالية للمعارضة مهمتها إدارة “المناطق المحررة” لا سيما في شمال سوريا وشرقها، لكنها لم تبصر النور بعد.

وشكل انتخاب هيتو لرئاسة الحكومة، مدفوعاً من جماعة الإخوان المسلمين النافذة في الائتلاف باتجاهها، أحد الأسباب الرئيسية التي حدت برئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب إلى إعلان استقالته في 24 مارس/آذار.

واشنطن: الخيار العسكري وارد في سوريا

محمد الأحمد- واشنطن – سكاي نيوز عربية/وكالات

أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن خيارات التعامل مع استخدام سوريا لأسلحة كيماوية تشمل القوة العسكرية ولا تقتصر عليها، مشددا في المقابل على أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بحاجة إلى دليل قاطع قبل أن يتحرك.

وقال المتحدث باسم البيت البيض، جاي كارني، في مؤتمر صحفي إن واشنطن تواصل العمل مع حلفائها ومع المعارضة السورية من أجل جمع الأدلة والحقائق حول استعمال النظام السوري لهذه الأسلحة من أجل البناء عليها لتحديد رد الفعل الأميركي.

وبعد أن كشف كارني أن البيت الأبيض لايزال يدرس أدلة وصفها بأنها ليست قاطعة على استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية، رفض وضع جدول زمني لتأكيد هذه التقارير.

كما قال إن أوباما يريد “تقييما حاسما” قبل اتخاذ قرار في هذا الصدد، موضحا “نعمل على التحقق من وقائع ذات صدقية.. الرئيس يريد الوقائع”.

ويأتي هذا بعد أن أثار إعلان البيت الأبيض نفسه، الخميس، عن احتمال استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية على نطاق محدود، غضب عدد من الدول التي اعتبرته تصعيد خطيرا في الحرب السورية، في حين رفضت الحكومة السورية تلك الاتهامات.

واتهم وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، من موسكو تنظيم القاعدة بـ”استخدام أسلحة كيماوية ضد سوريا”، مشيرا إلى أن التنظيم نفذ تهديده قرب حلب ما أسفر عن سقوط ضحايا.

في المقابل، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، زئيف إلكين، أن على الولايات المتحدة التحرك عسكريا من أجل “استعادة السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية”.

بدورها، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن على “النظام السوري” أن يلبي مطالب المجتمع الدولي لجهة انتشار بعثة للأمم المتحدة تحقق في استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية، من دون اي مجال “للتهرب”.

كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن “الأدلة المتزايدة” على استخدام الحكومة السورية لأسلحة كيمياوية تصعيد “خطير وجريمة حرب”، معربا في الوقت نفسه عن معارضته لإرسال قوات بريطانية إلى سوريا.

أما تركيا، فقد أكدت أن استخدام الأسلحة الكيماوية “سينقل الأزمة إلى مستوى آخر”، لكنها ظلت على حذرها من أي تدخل عسكري أجنبي في الصراع على حدودها، حسب ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية ليفنت جومروكجو.

يشار إلى أن أوباما حذر أكثر من مرة الحكومة السورية من مغبة اللجوء إلى مخزونها من الأسلحة الكيمياوية، مؤكدا خصوصا في 20 مارس الماضي في إسرائيل أنه سيكون “خطأ خطيرا ومفجعا”، يؤدي إلى “تغيير قواعد اللعبة”.

وأثارت التطورات الأخيرة رد فعل عنيفا في الكونغرس الأميركي، حيث يحض بعض النواب الجمهوريين منذ وقت طويل أوباما على اتباع موقف أكثر تشددا حيال الحكومة السورية، بعد أكثر من عامين على اندلاع حركة الاحتجاج الدامية في سوريا.

وقال السناتور الجمهوري، جون ماكين، إن “رئيس الولايات المتحدة قال إنه إذا استخدم بشار الأسد أسلحة كيمياوية، فإن ذلك سيغير كل شيء ويتجاوز خطا أحمر”، وأضاف “أعتقد أن من الواضح أن خطا أحمر قد تم تجاوزه”.

وجدد الـمين العام للـمم المتحدة/ بان كي مون، الخميس الماضي، “نداءه العاجل” هلى الحكومة السورية لكي تسمح لفريق تابع للأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام أسلحة كيمياوية في النزاع.

وكانت دمشق رفضت استقبال فريق التحقيق الذي شكل في مارس الماضي، بعد أن طلبت الأمم المتحدة بأن يسمح له بالتنقل على كل الأراضي السورية، بينما تريد سوريا أن يحقق فقط في عملية سقوط صاروخ يحمل سلاحا كيمياويا في بلدة خان العسل في ريف حلب.

واشنطن: دمشق استخدمت “الكيماوي” مرتين

جوزيف خولي ووكالات- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد البيت الأبيض ووزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان، الخميس، استخدام نظام دمشق للأسلحة الكيماوية بشكل محدود ضد مقاتلي المعارضة المسلحة في الصراع الدائر بسوريا، في حين جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مطالبته الحكومة السورية بالسماح للبعثة الدولية في التحقيق باستخدام الكيماوي.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض لرويترز إن الولايات المتحدة ستتشاور مع حلفائها بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها إذا تأكدت من أن الحكومة السورية تجاوزت “الخط الأحمر” الذي حدده الرئيس باراك أوباما بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال إن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي مرتين ضد مسلحي المعارضة، وذلك عقب تصريحات لوزير الدفاع الأميركي تشاك هغل قال فيها إن المخابرات الأميركية “تؤكد بدرجة ما من الثقة” أن سوريا استخدمت الأسلحة الكيماوية على نطاق محدود.

وتحدث هغل إلى الصحفيين في أبوظبي، قائلا إن البيت الأبيض أبلغ أعضاء في الكونغرس، الأربعاء، أن الاستخبارات الأميركية توصلت “بدرجة معينة من الثقة” إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدم الأسلحة الكيماوية وخاصة غاز السارين.

لكن البيت الأبيض عقب على تصريحات الوزير على الفور في بيان، قائلا إن تقييمات المخابرات الأميركية بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا غير كافية والأمر يتطلب حقائق جديرة بالثقة ومنسقة.

وأضاف أن واشنطن مستعدة “لكل الطوارئ” بشأن سوريا للرد في حالة تأكد استخدام أسلحة كيماوية.

الخارجية البريطانية

من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن لديها معلومات تظهر أن أسلحة كيماوية استخدمت في سوريا ودعت الرئيس السوري بشار الأسد للتعاون مع الجهات الدولية لإثبات أنه لم يأمر باستخدامها.

وقال متحدث باسم الوزارة في بيان “لدينا معلومات محدودة لكن مقنعة من مصادر متعددة تظهر استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، ومنها غاز السارين. هذا أمر مقلق للغاية. استخدام الأسلحةالكيماوية جريمة حرب”.

تصريحات ماكين

ونقل مراسلنا في واشنطن تحذيرات السيناتور الأميركي البارز جون ماكين مما اعتبر أنه “تغيير قواعد اللعبة في سوريا إذا ثبت استخدامها نظامها الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وأضاف ماكين أن ثمة قلق من الوضع الحالي، إذ يبدو أن استخبارات الدول الحليفة مثل فرنسا وبريطانيا تعتبر أيضا أن النظام السوري قد استخدم أسلحة كيماوية.

وأكد أنه يجب الضغط أكثر على روسيا كي توقف دعمها لنظام الأسد.

بان يطلب الضوء الأخضر من دمشق للتحقيق بالكيماوي

من جهته، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “نداءه العاجل” إلى الحكومة السورية لكي تسمح لفريق تابع للأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام أسلحة كيماوية في النزاع الدائر في سوريا، كما نقل عنه المتحدث باسمه الخميس.

وقال مارتن نيسيركي في بيان إن “بعثة التحقيق جاهزة للانتشار في غضون24  إلى 48  ساعة” حالما تحصل على الضوء الأخضر من دمشق.

وأضاف أن الأمين العام “يأخذ على محمل الجد التقييم” الذي أجراه البيت الأبيض بهذا الشأن وأرسله إلى الكونغرس، مؤكدا في الوقت نفسه أن “الأمم المتحدة لا يمكنها التعليق على عمليات تقييم تستند إلى معلومات مصدرها أجهزة استخبارات وطنية”.

قذائف على مسقط رأس الأسد

وميدانيا، أكد أحد سكان مدينة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، لموقع سكاي نيوز عربية أن 3 قذائف سقطت الأربعاء على المدينة أصاب أحدها منزلا دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع أي إصابات.

وأضاف المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أنها هذه هي المرة الأولى التي يطال فيها أي سلاح مدينة القرداحة، شمالي شرقي محافظة اللاذقية، حيث سقطت قذفتان في الشارع بينما أصابت الثالثة منزلا في المدينة.

وكان ناشطون بثوا تسجيل فيديو لإطلاق عدة صواريخ من منطقة جبلية خضراء باتجاه ما قالوا إنه مدينة القرداحة، دون أن يتسنى لنا التأكد من صحة التسجيل.

وصرحت مصادر للمعارضة أن 58 شخصا قتلوا اليوم باشتباكات وأعمال عنف تسود البلاد.

للمرة الأولى منذ أشهر.. اشتباكات في قلب حماة

واندلعت للمرة الأولى منذ 6 أشهر، الخميس، اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة في قلب مدينة حماة وسط سوريا.

وقال ناشطون إن ذلك “محاولة لتخفيف الضغط عن رفاقهم الذين تهاجمهم قوات الرئيس بشار الأسد في أماكن أخرى”.

وقتل 7 أشخاص وأصيب العشرات في الاشتباكات التي اندلعت نحو الساعة الرابعة صباحا في المدينة، وقال الناشطون إن معظم القتلى والجرحى من المدنيين.

وحققت القوات الحكومية تقدما ملحوظا على الحدود بين سوريا ولبنان وعلى مشارف العاصمة دمشق في الآونة الأخيرة، وكذلك في

غارات جوية على مدن سورية

في غضون ذلك تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش السوري والحر، الخميس، في بلدة البحارية شمالي مدينة العتيبة الاستراتيجية في العاصمة دمشق والتي سيطرت عليها القوات الحكومية أمس لتقطع بذلك طريق إمدادات السلاح عن المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، حسب مصادر خاصة لسكاي نيوز عربية.

وتعرضت أحياء العاصمة الجنوبية لقصف من سلاج الجو الحكومي، كما شهد مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية من اللاجئين الفلسطينيين قصفا مدفعيا صباح اليوم.

وشن الجيش السوري هجوماً واسعا لاستعادة أجزاء من حي الجبيلة في مدينة ديرالزور شمالي شرقي البلاد، والذي سيطر عليها الجيش النظامي منذ عدة أشهر.

وتستمر القوات الحكومية بحملتها العسكرية على مدينة داريا, حيث شهدت المدينة في الأيام الأخيرة تعزيزات كبيرة على الجبهتين الجنوبية والغربية ومحاولات مستمرة للاقتحام من عدة محاور، إضافة إلى التعزيزات العسكرية التي تتوجه في كل يوم من مطار المزة العسكري عبر مدخل المدينة الشرقي.

أرمن وآشوريو سوريا يحيون ذكرى المذبحة ويطالبون تركيا بتعويضات

روما (26 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أحيا أرمن وآشوريو (سريان وكلدان) سوريا ذكرى المذبحة التي حدثت في تركيا عام 1915 ضد المسيحيين الواقعين تحت حكمها خلال الحرب العالمية الأولى، وأقاموا الصلوات والقداديس في الكنائس على أرواح شهداء المذبحة، وجابت مسيرات شموع ليلية في مدينة القامشلي، كبرى مدن محافظة الحسكة (شمال شرق)، شاركت فيها مختلف الأحزاب والمنظمات والفعاليات السياسية والاجتماعية والمدنية الأرمنية والآشورية السريانية

ورُفعت في الشوارع والساحات الرئيسة لمدينة القامشلي يافطات تُطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة التركية لإرغامها على الاعتراف بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية عن المذبحة والقيام بما يترتب عليها من واجبات ومسؤوليات تجاه الشعبين الأرمني والآشوري من تعويضات مادية ومعنوية كخطوة ضرورية لطي صفحة الماضي السلبي معها

كذلك أقيمت العديد من الندوات والجلسات الحوارية وعرضت أفلام وثائقية حول المذبحة وظروف وقوعها، والجديد هذا العام في هذه المناسبة مبادرة بعض الجمعيات الكردية مثل جمعية روني للمرأة الكردية إلى إقامة ندوات حول المذابح، وقد دعا المتحدثون إلى ضرورة أن يستفاد الجميع من أخطاء الماضي وعدم تكرار مآسيه، وفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقة بين شعوب المنطقة، وذلك من خلال نشر قيم ومفاهيم العيش المشترك وتعزيز أسس ومقومات السلم الأهلي بين في مجتمعنا ومجتمعات المنطقة، كما تناول المتحدثون في كلماتهم الأزمة السورية بمفاعليها السياسية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية الخطيرة على الشعب السوري عامة وعلى الأقلية الأرمنية والآشورية خاصة، حيث تسببت هذه الأزمة حتى الآن بهجرة آلاف العائلات الآشورية الأرمنية من سورية، وندد المتحدثون بالمذابح البشعة التي تُرتكب بحق السوريين من قبل جيش النظام وكذلك من قبل مجموعات مسلحة منها ما هو محسوب على المعارضة ومنها ما هو محسوب على السلطة، التي دخلت على خط الأزمة السورية تحت شعارات وعناوين مختلفة، لتشوه صورة الحراك الشعبي المدني الساعي لإسقاط النظام والانتقال بسورية إلى دولة مدنية ديمقراطية

وأوضح الناشط السياسي والباحث المهتم بقضايا الأقليات سليمان يوسف، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “لذكرى المذبحة المعروفة عند الآشوريين السريان بـ(سيفو) وقع خاص في مدينة القامشلي، المتاخمة للحدود التركية كونها تحتضن آلاف من العائلات الآشورية (سريانية والكلداني) والأرمنية التي نزحت من مناطقها التاريخية في تركيا هرباً من المذابح”، وأضاف “لقد قُتل في تلك المذابح المروعة وجرائم الإبادة الجماعية، التي امتدت لأشهر ونفذتها جيوش السلطنة والفرق الحميدية الكردية، أكثر من مليون ونصف المليون أرمني وأكثر من نصف مليون من الآشوريين سرياناً وكلداناً وعشرات الآلاف من اليونان، وتهجير من تبقى منهم حياً إلى خارج الحدود حتى خلت تماماً المناطق التاريخية للأرمن والآشوريين من سكانها الأصليين” حسب قوله

وحول اختطاف المطرانين يوحنا إبراهيم رئيس أبرشية السريان الأرثوذكس وبولص اليازجي رئيس أبرشية الروم الأرثوذكس في حلب قبل أيام، ومصيرهما، قال يوسف “ما يزال مصيرهما مجهولاً، وبدأت المخاوف تزداد على حياتهما، بعد أن أخفقت جميع مساعي الخير التي قامت بها مرجعيات دينية مسيحية وإسلامية عليا وكذلك جهات إقليمية ودولية في إقناع الخاطفين بالإفراج عنهما، ويعزز المخاوف على حياة المطرانين أن الخاطفين إلى تاريخه لم يعطوا دليلاً حسياً واحداً على أنهما على قيد الحياة، وقد بدأت الآثار السلبية والخطيرة لعملية خطف المطرانين تأخذ مفعولها على المجتمع المسيحي وهذه الآثار لا أظن أنها ستنتهي وتتلاشى حتى لو تم الإفراج عنهما” حسب رأيه

وتابع “كناشط سياسي وباحث بقضايا الأقليات، ورغم تحفظي على المواقف السياسية للمطرانين يوحنا واليازجي المنحازة إلى جانب النظام، أدين وبشدة خطفهما وأستنكر هذا العمل الجبان والذي يضر ويسيء لثورة الشعب السوري ولا يخدم سوى النظام، وأطالب بالإفراج السريع عنهما إذ لا يمكن تبرير خطف أي إنسان تحت أي شعار أو عنوان وأياً تكون مواقفه السياسية وعقيدته الدينية، وأرى أن خطف المطرانين يندرج في إطار خطط إقليمية ودولية لتهجير المسيحيين من سوريا ومن المنطقة عموماً، فقد شهدت البلاد في الأشهر الأخيرة عمليات خطف وقتل العشرات من المسيحيين الآمنين بينهم ثلاث كهنة أثنان مازالا مخطوفان منذ أكثر من شهرين والثالث قتل (كاهن مدينة قطنا الأب فادي حداد)، وما يعزز وجود مخططات إقليمية ودولية لتهجير المسيحيين من سوريا ورود معلومات عن تحرك بعض المنظمات الأوربية بالتعاون والتنسيق مع بعض المنظمات المسيحية في تركيا لأجل ترحيل آشوريي ومسيحيي سوريا إلى تركيا ومن ثم نقلهم إلى دول أوربية، مستغلين الظروف والأوضاع الأمنية والإنسانية الصعبة التي تمر بها سوريا، ويبدو أن الحكومة التركية تريد استكمال المذبحة المسيحية الكبرى التي نفذها أسلافهم العثمانيين بتهجير من نجى من تلك المذبحة ولجأ إلى سورية ودول الجوار التركي وطردهم من المنطقة تحت شعارات إنسانية” حسب قوله

وختم يوسف “قطعاً ما يريده الآشوريون والأرمن ليس مخيمات في تركيا أو في غيرها من الدول، ولا يريدون أن يكونوا لاجئين ومشردين في المنافي، وإنما يطالبون الدولة التركية بأن تساهم في وقف دوامة العنف والعنف المضاد في سوريا، وأن تغلق حدودها في وجه المجموعات والمنظمات الإسلامية المسلحة المتطرفة التي تعبث بوحدة نسيج المجتمع السوري وتثير الفتن الطائفية والمذهبية وتعتدي على المسيحيين السوريين الآمنين، لزرع الرعب والخوف في نفوس المسيحيين ودفعهم إلى الهجرة وترك وطنهم الأم سوريا” وفق قوله

البيت الأبيض: الأدلة على استخدام سوريا أسلحة كيماوية غير قاطعة

واشنطن (رويترز) – قال البيت الأبيض يوم الجمعة إنه لا يزال يدرس أدلة على استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية ولن يحدد جدولا زمنيا لتأكيد التقارير.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت البيض في بيان صحفي “لن أحدد جدولا زمنيا لأنه ينبغي أن تكون الحقائق هي ما يقود هذا التحقيق.

“ما زلنا نسعى للبناء على تقييمات أجهزة المخابرات بأن درجات الثقة متفاوتة.. هذه ليست أدلة قاطعة.”

وقال كارني ردا على سؤال إن الرئيس باراك اوباما سيدرس خيارات بينها القوة العسكرية – لكنها لا تقتصر عليها فقط – إذا تأكد أن سوريا استخدمت اسلحة كيماوية.

وأضاف “يحتفظ بكل الخيارات للرد على ذلك .. كل الخيارات.”

وتابع قوله “في أي نقاش عندما يقول الناس إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة يتحدث الجميع فقط عن القوة العسكرية. من المهم التذكير بأن هناك خيارات متاحة أمام القائد الأعلى في وضع كهذا تشمل ذلك الخيار ولا تقتصر عليه.”

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

أدلة” استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لا تلبي معايير الأمم المتحدة

امستردام (رويترز) – تأكيدات المسؤولين الغربيين والإسرائيليين بشأن استخدام اسلحة كيماوية في سوريا والتي تستند إلى صور وقصف متقطع وآثار مواد سامة لا تلبي معايير الأدلة التي يحتاجها فريق خبراء من الأمم المتحدة ينتظر لجمع أدلة ميدانية.

ولن يحدد مفتشو الأسلحة ما إذا كان قد تم استخدام أسلحة كيماوية محظورة في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين إلا إذا تمكنوا من الوصول إلى المواقع المعنية وأخذ عينات من التربة أو الدم أو البول أو الأنسجة وفحصها في معامل معترف بها.

ولم تقدم الحكومات وأجهزة المخابرات التي تتهم سوريا باستخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضة مثل هذه الأدلة.

وقال مايكل لوهان المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي مقرها لاهاي “هذا هو الأساس الوحيد الذي ستقدم المنظمة بناء عليه تقييما رسميا بشأن استخدام أسلحة كيماوية.”

ومن المستبعد وصول الفريق الدولي قريبا إلى تلك المواقع نظرا لمنع سوريا دخوله.

وقال البيت الأبيض ودبلوماسيون غربيون في الأمم المتحدة إنهم يعتقدون أن سوريا استخدمت ذخيرة كيماوية “على الأرجح” لكنهم لم يحددوا نوع المواد المستخدمة.

ولمح الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع إلى أن قوات سورية استخدمت غاز السارين وعرض على الصحفيين صورا لجثة بدت عليها أعراض تشير إلى أن غاز الأعصاب هو سبب الوفاة.

وقال رالف تراب وهو مستشار مستقل بشأن السيطرة على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية “هناك حد لما يمكن استخلاصه من أدلة فوتوغرافية فقط. ما يحتاجه المرء حقا هو الحصول على معلومات من على الأرض .. جمع أدلة مادية والحديث مع شهود عيان وأطقم طبية عالجت ضحايا.”

ووصف البيت الأبيض استخدام أسلحة كيماوية في سوريا بأنه “خط أحمر”. وقال أمس إن التقييمات تستند جزئيا إلى عينات “فسيولوجية” لكن مسؤولا في البيت الأبيض طلب عدم الكشف عن اسمه رفض الادلاء بتفاصيل. ولم يتضح من قدم تلك الأدلة.

وحتى إذا زود أصحاب تلك التأكيدات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بالعينات فلا يمكنها استخدامها.

وقال لوهان “لن تشارك المنظمة أبدا في فحص عينات لم يجمعها مفتشونا من الميدان.. لأننا نريد الحفاظ على اتصال سلسلة حيازة العينات من الميدان إلى المعمل لضمان سلامتها.”

وشكل فريق من 15 خبيرا بعد طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون للتحقيق في مزاعم استخدام اسلحة كيماوية في سوريا ويقف في حالة استعداد في قبرص منذ نحو ثلاثة اسابيع.

ويرأس الفريق العالم السويدي اكي سلستروم ويضم خبراء كيميائيين وخبراء من منظمة الصحة العالمية متخصصين في الآثار الطبية للتعرض للسموم.

من انتوني ديوتش

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

الغرب يدرب المسلحين السوريين في الأردن

يقول غابرييل غيتهاوس مراسل بي بي سي إن هناك المزيد من الأدلة على أن مسلحي المعارضة السورية يتلقون تدريبا من جهات غربية في الاردن المجاورة.

وتشعر الحكومات الغربية وحلفائها في الشرق الاوسط بالقلق من التفوق المتزايد للجماعات الاسلامية في الصراع في سوريا.

وتعهدت الولايات المحدة يوم الاحد ان تزيد ما تسميه بـ “المساعدات غير القاتلة” للجيش السوري الحر ذي التوجه العلماني.

ولكن كانت هناك أيضا تقارير – تم نفيها رسميا – عن أن مسؤولين عسكريين أمريكيين يقومون بتدريب جماعات مختارة من الجيش السوري الحر في الأردن.

وفي أحد المباني السكنية في بلدة أردنية، التقت بي بي سي بأحد قادة الجيش السوري الحر، ووافق على الحديث شريطة عدم الكشف عن هويته.

وقال “تركز التدري على الاسلحة الصغيرة والمتوسطة ومدافع الهاون والـ ار بي جيه”.

ولم يحضر القائد الذي التقت به بي بي سي ذاته التدريب ولكن بعض جنوده تلقوه وطلب منه إعداد قائمة باسماء المزيد من الجنود الذين سيحضرون التدريب مستقبلا.

وقال إن التدريب تم في منشأة عسكرية خارج العاصمة الأردنية. وتم التأكد من الأمر من مصادر أخرى في الجيش السوري الحر قالوا لبي بي سي إن المقاتلين يتم تدريبهم في جماعات صغيرة نسبيا في دورات تستمر أسبوعين.

ونفت الحكومة الأردنية أن مقاتلي الجيش السوري الحر يتلقون تدريبا على أراضيها. ولم تعلق واشنطن بصورة رسمية على الأمر، وأكدت على أن مساعدتها للجيش السوري الحر تقتصر على الأمور “غير الفتاكة”.

ولكن مسؤولين من الدولتين نقل عنهم قولهم بصورة غير رسمية وجود معسكرات للتدريب في الأردن ووجود مدربين أمريكيين.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري قالت واشنطن بوست إن هناك خطط للاسراع في وتيرة التدريب في ضوء المكاسب الأخيرة للمعارضة السورية المسلحة في جنوب سوريا.

وتشير مصادر استخباراتية غربية إلى أن الجهة التي تدرب جنود الجيش السوري الحر قد تكون شركات أمنية خاصة مقرها الولايات المتحدة.

وعندما سئل القائد بالجيش السوري الحر عن كيفية تعرف جنود الجيش السوري الحر على جنسية مدربيهم، أجاب “معظم المقاتلين حصلوا على قدر من التعليم وليس من الصعب عليهم التعرف على لكنة المدربين الأمريكية. وتحدث المدرب للجنود عبر مترجم ولكن طريقة حديثه اوضحت أنه امريكي”.

ولكنه أضاف أن رجاله غير راضين عن مستوى ونوعية التدريب.

وقال ” معظم المقاتلين كانوا غير راضين لأن التدربيب كان على مستوى بسيط . عندما انضموا للثورة كانوا يجيدون بالفعل استخدام الاسلحة المتوسطة والصغيرة. وقالوا إن التدريب لم يقدم شيئا لزيادة قدرة الجيش السوري الحر على الأرض”.

ولكن هناك جماعات أخرى الى جانب الجيش السوري الحر تستخدم الأردن كقاعدة تزيد من خلالها قدرتها وأهدافها في سوريا. وأهداف بعض هذه الجماعات لا تتسق مع اهداف الامريكيين.

“شرع الله على الأرض”

يرى أبو سياف أن سقوط نظام الاسد ستتبعه معارك أخرى

توجد بلدة معان في الصحراء الاردنية على بعد ساعتين بالسيارة من العاصمة عمان. وفي مجمع على مشارف البلدة أحد كبار السلفيين في الاردن، والذي يلقب بأبي سياف.

واسمه الحقيقي هو احمد الشلبي، وفي عام 2004 ادين بالضلوع في مؤامرة متصلة بالقاعدة للهجوم على قاعدة عسكرية أردنية يوجد بها جنود امريكيون.

وحكم على الشلبي بالاعدام ولكن تم تخفيف الحكم، وهو الآن مطلق السراح ويساعد في تجنيد أردنيين للعبور إلى سوريا ويقاتل مع المسلحين الاسلاميين التابعين لجبهة النصرة.

وقال ابو سياف “يوجد 500 من رجالنا (من الأردنيين السلفيين) يقاتلون في سوريا”. وأضاف أن اكثر من ثلاثين قتلوا.

وقال “أخاطب الشباب قائلا إنه من واجب المسلمين في شتى أنحاء العالم مساعدة المستضعفين في سوريا”.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري أعلنت جبهة النصرة التحالف مع القاعدة. وقال الشلبي إن حركته السلفية تشترك معهما في بعض الأهداف.

وقال “هدفنا هو حكومة اسلامية تطبق الشريعة الاسلامية. أي نظام لا يقوم بذلك نظام كافر ويجب ابعاده”.

وفي الوقت الحالي تشترك جبهة النصرة والجيش السوري الحر في هدف واحد هو ابعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. ولكن بونا ايديولوجيا شاسعا يفصل بينهما. ويخشى البعض أن يؤدي ذلك إلى مد أمد الصراع في سوريا.

وقال الشلبي “نأمل أن يؤدي سقوط النظام إلى نهاية الصراع في سوريا”.

وأضاف “ولكن قناعتي الشخصية أنه بعد سقوط النظام ستكون هناك معارك أخرى. سيستمر القتال حتى يتم تطبيق شرع الله على الأرض”.

سألته “على الأرض؟” فصحح قائلا “في سوريا”.

وتعاني البنية التحتية في الاردن لتتحمل نصف مليون لاجئ فروا عبر الحدود الجنوبية منذ بدء الصراع في سوريا وحتى الآن.

ولكن احتمال سيطرة الاسلاميين على بعض المناطق الحدودية مع سوريا بمساعدة السلفيين الاردنيين يسبب القلق لعمان.

تنامي نفوذ الإسلاميين في سوريا يقلق الغرب

وقال محمود ارديسات مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في اكاديمية الملك عبد الله الثاني للدراسات الدفاعية في عمان “هذا آخر ما نريد أن نراه. وجود جماعات متطرفة في سوريا سيؤدي إلى مشاكل كثيرة في المستقبل القريب”.

ولكن المحاولات الاخيرة للحيلولة دون بزوغ جبهة النصرة قد تكون جاءت متأخرة. وقال لنا القائد في الجيش السوري الحر الذي التقينا به إن الجيش الحر يفقد أعدادا من مقاتليه الذين ينضمون للاسلاميين الاكثر تمويلا والأفضل إعدادا.

وقال “قلة تمويلنا دفع الكثيرين للانضمام لجبهة النصرة. لم يكن هناك سوى 10 او 15 من مقاتلي النصرة في منطقتنا. كنت اعرف اسماءهم جميعا. والآن يوجد الآلاف”.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى