أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 29 تموز 2011

 أنباء عن آلاف المعتقلين والمفقودين وحملة دهم مستمرة في ريف دمشق

لندن، دمشق، واشنطن، نيقوسيا، بروكسيل – «الحياة»، أ ف ب – أ ب – عززت السلطات السورية من نطاق حملتها الامنية في مدن ريف دمشق قبل «جمعة صمتكم يقتلنا» اليوم. وتحدث ناشطون وحقوقيون عن مداهمات واعتقالات جديدة اليوم وليل اول من امس الذي شهد تظاهرات حاشدة تضامنا مع مدينة كناكر في ريف دمشق. وتحدثت معلومات مساء عن اطلاق نار كثيف في دير الزور وسقوط ضحايا. وتوازى مع ذلك إعلان منظمة دولية ان ثلاثة آلاف شخص مفقودون في سورية، وان مصير الكثير منهم غير معروف، موضحة ان اجمالي من اعتقلوا على فترات مختلفة منذ بدء حركة الاحتجاجات وصل إلى 26 الفاً. في موازاة ذلك، اتفقت دول الاتحاد الاوروبي من حيث المبدأ على «توسيع» العقوبات ضد مسؤولي النظام السوري بحيث تشمل أسماء خمسة مسؤولين جدد يضافوا إلى قوائم الممنوعين من السفر والمستهدفين بتجميد الارصدة. ورفض مسؤول اوروبي مطلع الافصاح عن هوية المسؤولين السوريين الذين سيضافون إلى قوائم العقوبات، غير انه اوضح لـ»رويترز» ان العقوبات الموسعة ستدخل حيز النفاذ مطلع الاسبوع المقبل.

وأكد مصدر ديبلوماسي في بروكسيل أن الاتحاد أقر حزمة جديدة من العقوبات ضد مسؤولين وكيانات سورية. وأوضح لـ»الحياة» أن «العقوبات الجديدة ستنفذ بين الجمعة والاثنين». وتتضمن العقوبات حظر تأشيرات دخول وتجميد أصول.

وتعد الحزمة الجديدة الرابعة اذ كان الاتحاد أصدر عقوبات في ايار (مايو) وحزيران (يونيو) الماضيين في حق 30 شخصية بينهم الرئيس الأسد وأربعة كيانات اقتصادية.

وفي واشنطن (ا ف ب)، اصدر الرئيس باراك اوباما قرارا جدد بموجبه التجميد المفروض منذ 2007 على ارصدة اشخاص يشكلون تهديدا لاستقرار لبنان ويستهدف بشكل رئيسي سورية.

وجاء في قرار رئاسي ارسله اوباما الى الكونغرسان «بعض الانشطة الجارية، وبينها استمرار نقل اسلحة الى حزب الله تضم منظومات اسلحة متطورة، تقوض سيادة لبنان وتساهم في زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي للمنطقة وتستمر في تشكيل تهديد غير اعتيادي وهائل على الامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة».

ميدانيا، قال ناشطون إن تظاهرات ليلية واسعة قام بها الآلاف من أهالي ريف دمشق تضامناً مع مدينة كناكر التي تعرضت لحملة أمنية واسعة أول من أمس، تحولت إلى أعمال عنف ومداهمات وان الامن اعتقل ما لا يقل عن 100 شخص امس.

وتحدث هؤلاء عن حملة مداهمات واعتقالات في الجوبر وقطنا وبرزة في ريف دمشق. وهي الحملة التي قالت السلطات أنها جاءت في إطار تعقب لـ «مجموعات إرهابية مسلحة».

من جانبها، ذكرت منظمة «افاز» الانسانية غير الحكومية ان ثلاثة آلاف شخص مفقودون في سورية، وان مصير الكثير منهم غير معروف. واضافت «افاز» ان مصير 2918 شخصاً اعتقلتهم قوات الامن منذ 15 اذار (مارس) غير معروف، معلنة اطلاق حملة للافراج عنهم. واوضحت المنظمة انها أعدت لائحة بالاشخاص المفقودين، وذكرت ان اكثر من الف شخص اعتقلوا في الاسبوع الماضي وحده، «اذ كثّف النظام جهوده لقمع الاحتجاجات قبل بداية رمضان» الاسبوع المقبل.

واضافة الى المفقودين، اوضحت المنظمة ان احصاءاتها تفيد ان 1634 شخصا قتلوا منذ بداية حركة الاحتجاج، وان 26 الفاً اعتقلوا في فترات مختلفة وان 12617 ما زالوا موقوفين. وذكرت المنظمة انها عملت مع منظمتين للدفاع عن حقوق الانسان لإعداد هذا الاحصاء والحصول على صور المفقودين ومعلومات شخصية وتواريخ اعتقالهم.

وفي واشنطن، رسمت الادارة الأميركية منعطفاً جديداً في موقفها حيال سورية بتأكيدها على لسان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن «التغيير آت» إلى سورية. وأشار فيلتمان خلال جلسة استماع أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في مجلس النواب، بمشاركة مساعد الوزيرة لشؤون الديموقراطية مايكل بوزنر، أن نظام الرئيس السوري «من الماضي».

وأكد بوزنر أنه «لو كانت نية الادارة المراهنة على الأسد، لما كانت وصفت نظامه بالوحشي، أو أرسلت فورد الى حماة».

سورية: الأمن «يحاصر» تظاهرات تضامن مع كناكر قبل جمعة «صمتكم يقتلنا»

دمشق، نيقوسيا، عمان -»الحياة»، أ ف ب ، أ ب

قال ناشطون إن تظاهرات ليلية واسعة قام بها الآلاف من أهالي ريف دمشق تضامناً مع مدينة كناكر التي تعرضت لحملة أمنية عنيفة أول من أمس، تحولت إلى أعمال عنف ومداهمات من قبل السلطات التي حاصرت المناطق التي شهدت تظاهرات واعتقلت ما لا يقل عن 100 شخص.كما واصلت الاعتقالات صباح أمس بتوقيف العشرات في منطقة الجوبر في ريف دمشق. وبينما اعتبرت السلطات أن الحملة الأمنية في كناكر وغيرها من مناطق ريف دمشق جاءت في إطار تعقب لـ «مجموعات إرهابية مسلحة»، دعا ناشطون على موقع «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى جعل يوم أمس «خميس توزيع المناشير»، حاضين السوريين على طبع مناشير ونشرها في المدن المختلفة لتوضيح حجم الانتهاكات التي ترتكبها قوى الأمن، وذلك قبل جمعة «صمتكم يقتلنا» اليوم.

وأفاد ناشط حقوقي أن عدة تظاهرات ليلة جرت ليل أول من أمس في بعض أحياء دمشق وفي قطنا في ريف دمشق العاصمة تزامنت مع حملات مداهمة واعتقالات جديدة طاولت أكثر من مئة شخص.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان: «تظاهر أحرار قطنا يوم أمس بعد صلاة العشاء للخروج نصرة لكناكر التي ناصرتهم أيام حصارهم لكن سرعان ما قمعها رجال الأمن والشبيحة الموجودين بكثافة في المدينة».

وأوضح المرصد: «انهم قاموا بمحاصرة التظاهرة بسيارتي بيك آب مزودتين برشاش خلفي وعدة سيارات مليئة برجال الأمن المدججين بالسلاح وقاموا باعتقال شاب».

وكانت قوات الأمن نفذت فجر الأربعاء عمليات مداهمة قتل خلالها 11 شخصاً بينهم طفل في السابعة من العمر برصاص رجال الأمن في مدينة كناكر (50 كلم جنوب غربي دمشق)، بينما اعتقل أكثر من 250 شخصاً. وقام الآلاف من أهالي كناكر أمس بتشييع عدد من قتلى المدينة وسط هتافات مناهضة للنظام.

وأشار المرصد إلى أن «قوات الأمن كانت قد نفذت مداهمات للمنازل واعتقال للشباب بعد صلاة المغرب»، لافتاً الى أن مدينة قطنا ما زالت تشهد وجوداً أمنيا كثيفاً».

وأكد المرصد «وجود حاجز أمني على مدخل قطنا ودبابتين على مدخل البلد بالإضافة لحاجز أمني آخر على طريق كفرقوق عند سكة القطار مع انتشار واضح للعناصر الأمنية والشبيحة في شوارع قطنا».

وفي دمشق، خرجت تظاهرة في شارع خالد بن الوليد «شارك فيها مجموعة من الشبان والشابات وأغلقوا الشارع لفترة وجيزة كما خرج مئات الشبان من حي المزة الشيخ سعد وهتفوا بإسقاط النظام» بحسب المرصد.

وأضاف: «تجمع عدد من شبان حي برزة في دمشق للتظاهر بعد صلاة العشاء قرب جامع السلام فهاجمتهم سيارة كيا لونها أزرق فيها 4 شبيحة مسلحين ثم تلاها وصول 3 باصات لقمع التظاهرة»، مشيراً الى أن «التظاهرة ما لبثت أن انفضت».

وأشار المرصد الى أن «قبل صلاة المغرب بدأت قوات الجيش بالخروج تدريجياً مع بقاء وجود أمني قليل في هذا الحي الذي نفذت فيه قوات الأمن السورية فجر أمس (الأربعاء) عملية أمنية كبيرة حيث انتشرت قوات كبيرة من الأمن والجيش وبدأت عملية مداهمة للبيوت واعتقال أكثر من 100 شخص بناء على قوائم كانت معهم». وأضاف: «كما خرجت تظاهرة نسائية مسائية في منطقة الحجر الأسود (ريف دمشق)».

في موازاة ذلك، أفاد الإعلام الرسمي السوري أن «قوات حفظ النظام تعقبت أمس مجموعات إرهابية مسلحة قامت بترويع المواطنين الآمنين في منطقة كناكر بريف دمشق». وأكدت أن «المواجهة أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر تلك المجموعات المسلحة وجرح اثنين آخرين واصفة العملية التي نفذتها قوات حفظ النظام «بالنوعية والناجحة».

إلى ذلك، تصدى أهالي منطقة دير الزور لقوات الأمن التي أستأنفت أمس حملاتها في عدة أحياء من مدينة دير الزور في شرق سورية بإقامة حواجز، كما ذكر ناشط حقوقي.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات الأمن السورية قامت بعمليات مداهمة في أحياء عدة من مدينة دير الزور منها الجورة والحميدية والحويقة والجبلية والعمال تصدى لها الأهالي بإقامة حواجز». وأشار الى أن «هذه الحملات لم تثمر إلا عن اعتقال شخصين»، لافتاً الى أن «اعتقالهما تم مباغتة».

وأوضح رامي عبد الرحمن أن «قوات الأمن عادت بعد غياب لتسيير دورية أمنية جالت في المدينة بسيارات بيك أب عليها رشاشات من العيار المتوسط». ولفت الى أن «النشطاء اعتبروا ذلك استعراضاً للمحافظ الجديد» الذي تم تعيينه بعد أن شهدت هذه المدينة الجمعة تظاهرة ضخمة. يذكر أن مدينة دير الزور شهدت يوم الجمعة تظاهرة ضخمة شارك فيها أكثر من 550 ألف شخص بحسب ناشطين حقوقيين. لكن التلفزيون السوري الحكومي نفى أن تكون التعبئة بلغت هذا الحد، مؤكداً أن ألفي شخص فقط شاركوا في تظاهرة دير الزور.

وأشار عبد الرحمن الى أن المدينة «تشهد يومياً اعتصامات مسائية في ساحة الباسل التي أطلق عليها المحتجون اسم ساحة التحرير».

الاتحاد الأوروبي يوسّع العقوبات على سوريا

وعمليات أمنية في دير الزور والزبداني

اتفقت امس حكومات الاتحاد الاوروبي من حيث المبدأ على توسيع العقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد لتطاول خمسة مسؤولين آخرين، في ظل استمرار عمليات قوى الامن لقمع المحتجين. ص11

وساد مساء امس احياء عدة في مدينة دير الزور في شرق البلاد توتر شديد بعد عمليات قامت بها قوى الامن في بعض الاحياء للقبض على عدد من المطلوبين، مما ادى الى اصابات عدة.

وافاد شهود “ان اصوات اطلاق نار ودوي قنابل غاز مسيل للدموع تسمع في احياء لحويقة والعمال والرشدية والعرضي وشواخ، مما اوقع قتيلا وعددا من الجرحى”.

واضافوا “ان غالبية ابناء الاحياء نزلوا الى الشوارع ووضعوا حواجز عند مداخل احيائهم”.

وتحدث شهود عن بدء قوى الامن عملية بعد الظهر في بلدة مضايا قرب دمشق، وعن اطلاق نار كثيف في السهل بمنطقة الزبداني.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة فلاحين اصيبوا بالرصاص في الزبداني وان قوى الامن اطلقت النار “على كل شيء متحرك”. واشار الى انباء عن تعزيزات امنية آتية الى المنطقة من دمشق، وان “المنطقة مغلقة تماما، وقد سمع دوي انفجارات قوية فيها”.

الى ذلك، اعلنت مصادر حقوقية سورية ان السلطات الامنية اعتقلت عضو مجلس نقابة المحامين في محافظة القنيطرة المحامي احمد ذياب، الى محامين في فروع النقابة بحلب وحمص والسويداء وريف دمشق ودمشق، وتعرض احد المحامين للضرب في مدينة حلب”.

واشارت الى ان السلطات القضائية اقفلت قاعة المحامين في “القصر العدلي في دمشق وحلب بعد الاشكالات التي حدثت بين المحامين او بين مؤيدين ومعارضين”.

ي ب أ، و ص ف، أ ش أ

5 قتلى … وأوروبا تعاقب شخصيات سورية جديدة

«البعث»: رهان على الانتخابات .. لتـأكـيــد «المصـداقــيــة»

وصف الأمين القطري المساعد لحزب البعث في سوريا محمد سعيد بخيتان، أمس، الانتخابات التشريعية التي ستجري قبل نهاية العام الحالي بأنها ستكون مفصلية لجهة تعويل الحزب على «صناديق الاقتراع لتأكيد مصداقيته»، فيما اعلن معارضون «مقتل 5 اشخاص بنيران قوات الامن في دير الزور ومضايا» عشية الدعوة الى تظاهرات جديدة اليوم اطلق عليها «صمتكم يقتلنا» في اشارة الى الحكومات العربية، في الوقت الذي اعلن فيه الاتحاد الاوروبي اضافة اسماء 5 شخصيات سورية الى لائحة عقوباته ضد النظام السوري.

ونقل موقع «الوطن اونلاين» عن بخيتان إعلانه، في لقاء حزبي في دمشق، «الإعداد لعقد مؤتمر قطري للحزب قبل نهاية العام الحالي على أبعد تقدير لبحث إستراتيجية الحزب ورؤاه حيال متطلبات المرحلة الحالية».

وأضاف إن «المؤتمر سيكون تاريخياً في حياة الحزب، كونه سيسبق الانتخابات التشريعية التي نرى أنها لحظة مفصلية في حياة سوريا، وسيخوضها الحزب لتأكيد دوره النضالي ومتابعة عمله في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات للشعب»، لافتاً إلى أن «العديد من الملفات التي سيناقشها المؤتمر أصبحت جاهزة».

وأشار بخيتان إلى أن «مجلس الشعب سيكون مدعواً للانعقاد خلال أيام، وبحكم

القانون، لمناقشة جملة من القرارات والقوانين التي تدعم مسيرة الإصلاح، ومن بينها خصوصاً قانون الانتخابات العامة، ومن ثم يصدر الرئيس بشار الأسد مرسوماً جمهورياً بحل المجلس والدعوة لانتخابات تشريعية قبل نهاية العام».

وتابع «إن إقرار قانون جديد للأحزاب، ورغبة الكثيرين ممن يودون تأسيس أحزاب في فسح المجال أمامهم للمشاركة في الانتخابات المقبلة، هما من الأسباب التي دعت لانعقاد مجلس الشعب مجددا، وإرجاء الانتخابات إلى موعد لاحق سيكون قبل نهاية العام، وهذا دليل إضافي على رؤية الحزب لأهمية مشاركة الجميع في البناء الوطني ومتطلبات المرحلة المقبلة». ووصف الانتخابات التشريعية المقبلة بأنها ستكون «مهمة ومفصلية لجهة تعويل الحزب على صناديق الاقتراع لتأكيد مصداقيته التي نالها من ثقة الجماهير به ودفاعه المستميت عن مبادئها وقضاياها الوطنية والقومية».

ونشر «الوطن اونلاين» مسودة مشروع قانون الإعلام، التي سيتم رفعها إلى مجلس الوزراء للمناقشة الأسبوع المقبل. وذكر «تحدث القانون عن العقوبات التي اشتملت على الغرامات المالية أو إغلاق الوسيلة، وهي عقوبات تراوحت في حجمها وفقا للفعل المرتكب ولكنها في الوقت ذاته خلت من حكم السجن للصحافيين». وتابع «قدم القانون للصحافيين بعض الضمانات، حيث لا يجوز تفتيش الإعلامي أو مكتبه أو حجزه أو استجوابه، إلا بعد إبلاغ رئيس فرع اتحاد الصحافيين أو المجلس (الإعلام) لتكليف من يراه مناسبا للحضور مع الإعلامي، كما لا يجوز في غير حالة الجرم المشهود تحريك الدعوى العامة بحق الإعلامي قبل إبلاغ رئيس فرع اتحاد الصحافيين أو المجلس ليكون على علم واطلاع بكافة الإجراءات المتخذة ضده».

وأعلن «المؤتمر السوري للتغيير»، في بيان، «رفضه القاطع» لمشروعي قانون الانتخابات العامة والأحزاب»، معتبرا أن «هذه الخطوات التي يقوم بها النظام، لا تخرج عن نطاق محاولاته اليائسة لتجميل المشهد الاجتماعي والسياسي الذي وصل إلى أبشع صورة له من خلال فرض الحل الأمني الوحشي على أهلنا في ثورتهم الشعبية السلمية العارمة».

وفي بروكسل، قال دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن حكومات الاتحاد اتفقت من حيث المبدأ على توسعة العقوبات ضد الحكومة السورية . وكان الاتحاد فرض عقوبات ضد الأسد وأكثر من 20 مسؤولا، بالإضافة إلى شركات تتهمها بأن لها صلات عسكرية في سوريا.

وبموجب الاتفاق سيتم استهداف خمسة شخصيات جديدة بقيود مثل تجميد الأصول وحظر السفر. وقال دبلوماسي في الاتحاد «هناك اتفاق من حيث المبدأ على إضافة خمسة أسماء إلى قائمة الأشخاص المفروضة عليهم عقوبات»، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل الأفراد المستهدفين. وستصبح العقوبات سارية أوائل الأسبوع المقبل بمجرد إقرار مبعوثي الاتحاد لها رسميا.

ميدانيا، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، من مقره في لندن، « قتل مدنيان، وأصيب ستة بينهم امرأة وطفل في دير الزور برصاص قوات الأمن خلال حملة أمنية نفذتها في أحياء عدة من المدينة» الواقعة شرق البلاد. وأضاف «على الأثر نزل حوالى ثلاثة آلاف شخص إلى الشوارع، وتجمعوا أمام منزل المحافظ الجديد سمير عثمان الشيخ حيث تظاهروا احتجاجا على سقوط القتيل». وحذر المحافظ الجديد من أن «دير الزور ليست سجن عدرا المركزي في دمشق الذي كان المحافظ الجديد مديرا له قبل تعيينه محافظا».

ونقلت «رويترز» عن سكان في دير الزور إشارتهم الى «سقوط 3 قتلى»، فيما نقلت عن سكان في منطقة مضايا قرب دمشق قولهم ان «القوات السورية قتلت شخصين».

وقال المرصد ان «دبابات ومدرعات ومصفحات شنت هجوما على منطقة سهل الزبداني» شمال غرب دمشق، مؤكدا ان «قوات الامن تطلق النار على كل شيء متحرك، وقد اصيب خمسة فلاحين». وأشار المرصد الى تظاهرات جرت أول من امس في عدد من أحياء دمشق وريفها.

ودعا المعارضون للتظاهر اليوم تحت عنوان «صمتكم يقتلنا». وقالوا، في بيان، «إننا ندين ونشجب الصمت العربي الكامل، حيال ما يجرى في سوريا». يأتي ذلك فيما ذكرت منظمة «أفاز» غير الحكومية، في بيان من نيقوسيا، ان «2918 شخصا مفقودون في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاج في 15 آذار»، معلنة عن اطلاق حملة للافراج عنهم. وأوضحت ان «احصاءاتها تفيد ان 1634 شخصا قد قتلوا منذ بداية حركة الاحتجاج، وأن 26 الفا اعتقلوا في فترات مختلفة، وأن 12617 ما زالوا موقوفين».

من ناحية ثانية، ذكر المرصد في بيان «إن جهاز أمن الدولة بدمشق اعتقل في 27 تموز المعارضين البارزين عدنان وهبة ونزار الصمادي عضوي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا»، مشيرا إلى أن «مصيرهما لا يزال مجهولا».

وذكر موقع «محطة أخبار سوريا» على الانترنت أن «محكمة الجزاء البدائية في دمشق أجلت النظر بمحاكمة الفنانين والمثقفين الذين نظموا تظاهرة في حي الميدان في دمشق إلى 17 آب بسبب عدم حضور جميع المطلوبين للمحاكمة». وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) المحامي مهند الحسني «لم تشرع المحكمة باستجوابهم لعدم اكتمال الخصومة وحضور جميع المطلوبين، وعددهم 28»، مشيرا إلى حضور 11 شخصا فقط.

إلى ذلك، أكدت وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية فاطمة شاهين، خلال زيارتها لمخيمات النازحين السوريين على الحدود، أن بلادها «تحتفظ بعلاقات صداقة وتعاون مع جيرانها». وقالت للسوريين إن الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لتلبية احتياجاتهم وتوفير المأوى لهم ما داموا بحاجة إليه.

وأكد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق، خلال زيارة تضامنية إلى الاتحاد العام لنقابات العمال في سوريا، أن «المؤامرة التي تتعرض لها سوريا تستهدف دورها النضالي المحوري في المنطقة وثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية». وقال إن «الاتحاد الدولي يقف إلى جانب سوريا وطبقتها العاملة في وجه ما تتعرض له من مؤامرات تستهدف أمنها واستقرارها»، منوها بالخطوات الإصلاحية التي أعلنت عنها القيادة السورية. وأشار الى أن «سوريا ستخرج من الازمة أقوى وأكثر صلابة بفضل ايمان السوريين وتمسكهم بالوحدة الوطنية».

وذكرت «سانا» ان «النشاطات التي تقوم بها الفعاليات الشعبية والأهلية والنقابية من مسيرات وحملات تبرع وغيرها من الأنشطة تبعث رسالة واضحة لكل العالم بأن السوريين مصرون على المضي في مسيرة الإصلاح الشامل والتمسك باللحمة الوطنية ورفض التدخل الخارجي بشؤون سوريا الداخلية». وأضافت «في دمشق انطلق أكبر علم بشري شكله 2500 سوري على امتداد 400 متر من أمام صالة الجلاء بالمزة باتجاه ساحة الأمويين تأييدا لبرنامج الإصلاح الشامل بقيادة الأسد». وأشارت الى تظاهرات واحتفالات شعبية في طرطوس وإدلب واللاذقية وحلب ودير الزور والحسكة.

(«السفير»، سانا، أ ف ب،

أ ب، رويترز، أ ش أ)

سانا: مجموعات تخريبية تفجر انبوبا للنفط بالقرب من حمص وسط سوريا

دمشق- (ا ف ب): ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الجمعة أن “مجموعات تخريبية” فجرت انبوبا لنقل النفط فجرا بعبوة ناسفة بالقرب من مدينة حمص (وسط).

وقالت الوكالة “استهدفت مجموعات تخريبية فجر اليوم بعبوة ناسفة خطا لنقل النفط يمر بمنطقة تلكلخ (وسط) قرب سد تل حوش ما أدى إلى احداث حفرة بقطر حوالي 15 مترا وتسرب النفط من الخط”.

وقال محافظ حمص غسان عبد العال في تصريح بثته الوكالة انه “عند الساعة الرابعة فجر اليوم ( 1,00 ت غ) سمع بعض المواطنين صوت انفجار في النقطة القريبة من خط نقل النفط الخام المؤدي الى بانياس (غرب)”.

واشار المحافظ إلى “ان العمل الارهابي عمل تخريبي من الدرجة الاولى حيث اختار المخربون (…) مكانا قريبا من سد تل حوش الذي يروي مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية متعمدين احداث اضرار وخسائر كبيرة”.

واضاف “ان الاجراءات تتخذ الان من اجل منع انتشار بقعة النفط في مياه سد تل حوش الذي يروي مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية في المنطقة بين طرطوس (غرب) وحمص”.

وهذه الحادثة هي الثانية التي تصيب انبوبا للنفط في سوريا هذا الشهر حيث سبق ان وقع انفجار مساء 13 تموز/ يوليو في انبوب للغار في محافظة دير الزور (شرق سوريا) الغنية بحقول النفط والغاز، بحسب ما اعلن ناشط.

لكن على عكس الناشط الذي تحدث انذاك عن انبوب غاز، قالت قناة الاخبارية السورية الرسمية إن “انفجارا وقع في انبوب نفط شرق سوريا”.

واضافت القناة “وقع انفجار في انبوب نفطي ليلا في شرق سوريا. وسبب الانفجار اضرارا محدودة، ولم يؤد الى اصابات بشرية”.

وصرح مسؤول في وزارة النفط لوكالة سانا الرسمية حينها “اندلع حريق في خط نقل النفط الواصل بين حقل العمر ومحطة التيم التابعتين لشركة الفرات للنفط في محافظة دير الزور في موقع مكشوف من الخط خاضع للصيانة” قبيل منتصف الليل.

ويبلغ انتاج النفط في سوريا حوالى 380 الف برميل في اليوم بحسب ارقام رسمية.

وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف اذار/ مارس اسفرت عن مقتل حوالى 1500 مدني واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان.

وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريب واعمال عنف اخرى.

ثلاثة قتلى في دير الزور برصاص قوات الأمن السورية والالاف ينددون

نيقوسيا- (ا ف ب): قتل ثلاثة مدنيين واصيب ستة آخرون بينهم امرأة وطفل مساء الخميس في دير الزور برصاص قوات الامن خلال حملة امنية نفذتها في احياء عدة من هذه المدينة الواقعة شرق البلاد والتي شهدت على الاثر تظاهرة كبرى تنديدا باطلاق النار، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا “سقط ثلاثة شهداء مدنيين في دير الزور برصاص قوات الامن في حي الحويقة والستة الا ربع”، اضافة الى ستة جرحى بينهم فتى في ال13 من العمر وامرأة.

واضاف إن أحد القتلى قضى على الفور فيما توفي الاخران بعد ساعات متأثرين بجروحهما.

وأوضح أن قوات الأمن عمدت خلال قيامها بحملات أمنية في احياء عدة من البلدة مساء الخميس إلى اطلاق النار بغزارة في حيي (الحويقة) و(الستة الا ربع) حيث “تصدى لها الاهالي باقامة متاريس وحواجز لمنعها من التقدم”.

واضاف ان “اطلاق النار استمر إلى حين سقوط الضحايا قرابة الساعة 17,30 ت غ”.

وتابع من مقره في لندن انه “على الاثر نزل حوالى ثلاثة الاف شخص من ابناء المدينة الى الشوارع وتجمعوا امام منزل المحافظ الجديد سمير عثمان الشيخ حيث تظاهروا احتجاجا على سقوط القتيل”.

واضاف “انتشرت مساء الخميس ثلاث دبابات في ساحة الحدادة وهناك حالة غضب شديد تعم احياء المدينة”. وتابع انه ليل الخميس الجمعة قصفت دبابات الجيش السوري حيي الحويقة والجورة في دير الزور.

واكد عبد الرحمن أن المرصد السوري لحقوق الانسان “يستنكر ويدين مقتل المتظاهرين”، محذرا المحافظ الجديد من ان “دير الزور ليست سجن عدرا المركزي في دمشق الذي كان المحافظ الجديد مديرا له قبل تعيينه محافظا”.

وكان مدير المرصد اعلن لوكالة فرانس برس في وقت سابق الخميس ان “قوات الامن السورية قامت بعمليات مداهمة في عدة احياء من مدينة دير الزور منها الجورة والحميدية والحويقة والجبلية والعمال، وتصدى لها الاهالي باقامة حواجز”، مشيرا الى ان “هذه الحملات لم تثمر الا عن اعتقال شخصين”.

واضاف إن “النشطاء اعتبروا ذلك استعراضا للمحافظ الجديد” الذي تم تعيينه بعد ان شهدت هذه المدينة الجمعة مظاهرة ضخمة شارك فيها اكثر من 550 الف شخص بحسب ناشطين حقوقيين.

وبحسب عبد الرحمن، فان دير الزور “تشهد يوميا اعتصامات مسائية في ساحة الباسل التي اطلق عليها المحتجون اسم ساحة التحرير”.

ذومن جهة اخرى، اعلن المرصد اصابة خمسة مدنيين برصاص قوات الامن في ريف دمشق.

وقال المرصد في بيان إن دبابات ومدرعات ومصفحات شنت الخميس هجوما على منطقة سهل الزبداني (50 كلم شمال غرب دمشق)، مؤكدا ان “قوات الامن تطلق النار على كل شيء متحرك، وقد اصيب خمسة فلاحين برصاص الامن اصابة احدهم خطرة”.

واضاف “جرت حملة مداهمات لمزارع الفلاحين مع ورود أنباء عن تعزيزات أمنية قادمة للمنطقة من دمشق، والمنطقة مغلقة بشكل كامل، وقد سمع دوي انفجارات قوية فيها”، من دون ان يوضح طبيعتها.

وعلى الساحل السوري افاد ناشط في اتصال هاتفي مع فرانس برس في نيقوسيا ان اطلاق نار كثيفا سمع ليل الخميس الجمعة في سائر ارجاء اللاذقية تخلله اطلاق قنابل صوتية.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/ مارس حركة احتجاج غير مسبوقة على نظام الرئيس بشار الاسد تمت مواجهتها بقمع دام ادى الى مقتل اكثر من 1400 شخص واعتقال اكثر من 12 الفا اخرين، وفق منظمات حقوقية.

نشطاء سورية يدعون لمسيرات احتجاجية تستنكر الصمت العربي

القاهرة- دمشق- (د ب أ): دعا نشطاء سوريون لمسيرات احتجاجية حاشدة الجمعة لاستنكار ما وصفوه بالصمت العربي إزاء الحملات الوحشية التي تشنها قوات نظام الرئيس بشار الأسد ضد المظاهرات المنادية بالديمقراطية.

ودعا النشطاء عبر صفحات المواقع الإلكترونية لمسيرات أطلقوا عليها (صمتكم يقتلنا) هى الأخيرة في سلسلة تظاهرات تنادي بإسقاط الأسد بعد 11 عاما أمسك فيها بزمام السلطة في البلاد.

واحتشد عشرات السوريين الأربعاء أمام مقر الجامعة العربية وسط القاهرة، مطالبين المنظمة العربية بتبنى موقف واضح حيال الاضطرابات التي تشهدها بلدهم.

وقال المتظاهرون في بيان لهم، “إن النظام السوري يقوم بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحبس المدنيين بالشعب السوري، مما أدى إلى سقوط عدة آلاف بين قتيل وجريح”.

وقال المتظاهرون في بيان: “إننا ندين ونشجب الصمت العربي الكامل، حيال ما يجرى في سوريا”.

وفي الوقت نفسه قالت لحان التنسيق المحلية السورية عبر موقعها الإلكتروني إن قوات الجيش والأمن السورية، واصلت تعزيز انتشارها في مدينة اللاذقية غربي البلاد، وأن تعزيزات أمنية وصلت إلى منطقة الرمل الجنوبي.

وأضاف الموقع إن دوي انفجارات قوية سمع في بعض أحياء المدينة، غير أنه لم يتسن التأكد من هذه الأنباء من مصدر مستقل.

ويقول نشطاء حقوقيون محليون إن أكثر من 1400 شخص لقوا حتفهم منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للحكومة منتصف آذار/مارس الماضي. غير أنه يصعب التحقق من هذه الإحصاءات حيث تحظر السلطات السورية دخول معظم وسائل الإعلام الأجنبية ومنظمات حقوق الانسان الدولية إلى أراضيها.

حزب الله ينفي اتهامات بقمع الاحتجاجات

جنبلاط كلّف نفسه سفيرا عن سورية من اجل الاصلاح

بيروت ـ ‘القدس العربي’ من سعد الياس: نفى ‘حزب الله’ في بيان امس ‘نفياً قاطعاً الاتهامات التي ساقها بعض المعارضين السوريين ضده حول مشاركته في قمع الاحتجاجات في سورية’، وأكد ‘أن هذه الإدعاءات عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً ‘. ورأى الحزب في ‘تكرار ترويج هذه الأخبار الكاذبة، بالرغم من نفيه المتكرر لها، محاولة لإذكاء الفتنة خدمة لمآرب سياسية تأتمر بسياسات دول الاستكبار’. واعتبر ‘أن ترداد هذه الأكاذيب محاولة لتبرير واستدراج التدخل الغربي في الشأن الداخلي السوري’، مؤكداً أنه ‘يرفض مثل هذه التدخلات بشكل مطلق ويؤيد الإصلاح والاستقرار بما يحقق تقدم ورفاه الشعب السوري الشقيق’.

تزامناً، أوضح رئيس ‘جبهة النضال الوطني’ النائب وليد جنبلاط سرّ موقفه الحقيقي مما يجري في سورية بعد حثّه نظام الرئيس بشار الاسد على تطبيق الاصلاحات وانتقاده أنظمة الممانعة. وقد رفض جنبلاط الدخول في سجالات مع اصحاب نظريات الانعطاف والالتفاف خاصة وانه كما قال ‘حسم خياره وأنه ثابت في الموقع الذي اختاره’. واضاف جنبلاط ‘أنا خائف على سورية ومقتنع بأن سورية تحمى بالاصلاحات السريعة.

وانا لا اقول شيئاً جديداً. أليس ما اطالب به هو تلك الوعود التي وعد بها الرئيس بشار الاسد، في خطابيه الثاني والثالث، انا لم آت بجديد من عندي، ما اقوله ينطــــلق من حرصي على سورية ومن قناعتي ان الاصلح لسورية اليوم قبل الغد هو اجراء الاصلاحات والتعجـــيل فيها، ولقناعتي ايضاً ان الاصلاح كما ينقـــذ سورية، ينقذ لبنان نظراً للترابط العضوي بينهما في السياسة كما في الامن، وتلك المعادلة التاريخية كرّسناها في الطائف’.

وتابع الزعيم الدرزي ‘انا قمت ومن دون تكليف من احد، بل كلفت نفسي بنفسي بأن اكون سفيراً عن سورية من اجل الاصلاح، زرت فرنسا وقال لي آلان جوبيه(وزير الخارجية الفرنسي) فليتوقف القمع في سورية، كما زرت روسيا للغاية ذاتها، وانا اعرف حرص روسيا على سورية وعلى الاستقرار في سورية ولكن لا بد من الإصلاح وكل القريبين من سورية يريدون ذلك ‘.

ماذا ستفعل واشنطن اذا سقط الاسد؟

صحف عبرية

انتقدت مقالتان نشرتا الاسبوع الماضي في صحيفة ‘واشنطن بوست’ التي تؤيد على نحو عام ادارة اوباما، انتقدتا بشدة عدم اتساق الرئيس الامريكي في شأن سورية وعدم الحزم مع ايران المستمرة على انطلاقها قدما نحو احراز سلاح ذري.

كُتب الكثير في أعمال الولايات المتحدة أو اخفاقاتها في الشرق الاوسط في السنين الاخيرة، ومن المحقق أن مؤرخين ومحللين سيتحدثون ويبحثون بعد لكن يمكن أن نلحظ الان استنتاجين: الاول ان التهاوي النسبي للولايات المتحدة من جهة القوة العالمية جعل كثيرا من أعمالها ومبادراتها في منطقتنا غير فعال. والاستنتاج الثاني انه اذا لم يحدث تغير اتجاه فان امريكا قد تخسر أيضا جزءا كبيرا من بقايا التأثير الذي ما يزال لها في الشرق الاوسط، وهو أمر لن يضر بمصالحها نفسها فقط بل بمصالح حليفاتها القديمات في العالم العربي والاسلامي.

بخلاف تام بمقاصد اوباما التي عبرت عنها خطبته في القاهرة لن يكون لمن يعرفون على نحو تعميمي غير دقيق بانهم أنبياء الربيع العربي أي اهتمام بعد ذلك في السير في المسار السياسي والعقائدي للولايات المتحدة. ان دعائمها السياسية القديمة في المنطقة ستنظر اليها باعتبارها خائنة. وان واشنطن تولي الصراع الاسرائيلي الفلسطيني اهمية مركزية وغير تناسبية سواء باعتباره ايجابا دون مقاصدها نحو العالم العربي الاسلامي أم باب تنفذ منه الطريق الى حل جميع مشكلاتها مع هذا العالم

ان سوريا وما يحدث فيها اليوم هي بقدر كبير فقاعة ونتيجة لكثير من تصورات واشنطن المخطوءة (وتركيا ايضا، بالمناسبة) عن المنطقة. فان فرض ان الانفتاح السياسي والاقتصادي يمكن ان يغيرا النظام في دمشق أو صورته تغييرا اساسيا وفصله عن حلفه الانتهازي مع ايران، قد تبين أنه داحض من اساسه. والنظرية التي تقول ان نظام الاسد علماني غير اسلامي، ولهذا فلن تقترب سوريا من الغرب سياسيا فقط بل ستقر نهج حياة غربيا وديمقراطيا، تبين أنها وهم ايضا. ومن شديد المفارقة ان الاسلاميين خاصة هم الذين سيستولون على القيادة السورية مع وقف سفك الدماء.

كان عدم اتساق اوباما ايضا بشأن محاربة الارهاب من العلامات الفارقة للتوجه الامريكي. ومفهوم انه قد زيد على كل ذلك دعاوى أنه يمكن ويجب احراز سلام بين سوريا واسرائيل ‘يعلم الجميع ما ثمنه’، أي تسليم الجولان.

مع ذلك سيكون من الخطأ اتهام ادارة اوباما وحدها بالاخطاء. فقد سجلت تلك التي سبقتها فصولا جليلة في جمع الاكاذيب وخيبات الامل السورية. أيد جارجيان سفير بوش الاب في دمشق، (والسفير في اسرائيل ايضا بوقت قصير) أيد توجها زعم أنه يمكن ادخال دمشق باعتبارها عضوا في خيمة المصالح الامريكية والدليل على ذلك ان سوريا انضمت الى تحالف ضد صدام حسين (وهو شيء لم يعقها بالمناسبة عن أن تخدم سرا صالح النظام في بغداد)؛ ولم يكن وزير خارجية الرئيس كلينتون، وورن كريستوفر قادرا على ان يعد مرات هبوط طائرته في دمشق، اما وزير الخارجية جورج دبليو بوش، كولين باول فحرص في زيارته الاولى لسوريا على تبديد مخاوف حكامها من عملية امريكية صارمة عليهم.

بشأن ما يحدث الان في سوريا: كانت الردود الامريكية الرسمية في البدء ‘نباتية’ جدا برغم ان متحدثي واشنطن بدأوا في الاسابيع الاخيرة يعبرون عن تغييرات في نظام الحكم (‘تغييرات’، أي اصلاحات لا التنحية بالضرورة).

مهما يكن الامر وفي ضوء سجل الادارة الامريكية الاشكالي يصعب ان نتنبأ هل سيكون لموقف الادارة في واشنطن تأثير حقيقي في التطورات أو في صورة نظام الحكم الذي سينشأ في سوريا في المستقبل اذا سقط الاسد.

اسرائيل اليوم 28/7/2011

البعث الحاكم سيعقد مؤتمره القطري بين العيدين ليقرر مستقبله السياسي

كامل صقر:

دمشق ـ االقدس العربيب رجحت مصادر بعثية سورية متابعة أن يعقد حزب البعث الحاكم مؤتمره القطرة المنتظر بين عيدي الفطر والأضحى، وقالت المصادر لـ االقدس العربيب ان قيادة قطرية جديدة ستولد من هذا المؤتمر الذي سيحدد مستقبل حزب البعث وبرنامجه ورؤيته للمرحلة المقبلة

التي أفرزت الكثير من المستجدات التي تجعل من المستحيل بقاء البعث بذات الآلية والمنهجية التي كان يسير وفقها وأبرزها أنه لن يكون الحزب القائد للدولة والمجتمع بعد تعديل المادة الثامنة من الدستور السوري.

ونقلت صحيفة االبعثب الناطقة باسم الحزب الحاكم عن الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان إعلانه الإعداد لعقد مؤتمر قطري للحزب قبل نهاية العام على أبعد تقدير للبحث في إستراتيجية الحزب ورؤاه حيال متطلبات المرحلة الحالية.

ونقلت االبعثب عن بخيتان قوله ان االمؤتمر سيكون تاريخياً في حياة الحزب كونه سيسبق الانتخابات التشريعية التي نرى أنها لحظة مفصلية قادمة في حياة سورية، وسيخوضها الحزب لتأكيد دوره النضالي ومتابعة عمله في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات للشعبب لافتاً إلى أن العديد من الملفات التي سيناقشها المؤتمر أصبحت جاهزة، وقال أيضاً: أن امجلس الشعب سيكون مدعواً للانعقاد خلال الأيام المقبلة، وبحكم القانون لمناقشة جملة من القرارات والقوانين التي تدعم مسيرة الإصلاح، ومن بينها خصوصاً قانون الانتخابات العامة، ومن ثم يصدر الرئيس بشار الأسد مرسوماً جمهورياً بحل المجلس والدعوة لانتخابات تشريعية قبل نهاية العامب.

وفي سياق آخر يتصل بالأزمة الحادة التي تعيشها سورية، نفى الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أن يكون قد أفتى بجواز السجود لصورة الرئيس السوري بشار الأسد وذكر موقع داماس بوست الإخباري في متابعته للقضية أن البوطي سُـئل من أحد الأشخاص: هل يجوز السجود لصورة الرئيس؟ فكان جوابه: اعتبر صورة بشار الموضوعة على الأرض بمثابة بساط، اقف عليه ثم اسجد فوقه لله عز وجل، يكتب الله لك أجر السجود له بدلاً من الكفر’، وأضاف موقع داماس بوست أن وسائل الإعلام أخذت جزءاً من جواب البوطي فقط وهو: اعتبر صورة بشار الأسد بساطاً.. ثم اسجد فوقه.

وكان متظاهرون من محافظة دير الزور السورية قاموا بإحراق كتب الشيخ البوطي احتجاجاً على فتاويه التي اعتبروها مؤيدة للنظام لا سيما وأنه أجاز السجود على صور الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي حكم السجود على صور الرئيس قال البوطي أيضاً: رأينا ولعلكم رأيتم صورة كبيرة للسيد الرئيس بسطت على الأرض ودعي شباب من الأطراف فسجدوا فوق هذه الصورة، هذا منكر ولا شكّ أن الذين فعلوا هذا تلبسوا بالكفر البواح المؤكد.

قانون الإعلام الجديد: العبرة بالتطبيق

على غرار مختلف مشاريع القوانين التي أعدتها الحكومة السورية بهدف المضي قدماً في عملية الاصلاح، شكلت مسودة قانون الإعلام الجديدة مادة للنقاش بين أهل الاعلام وسط انتقادات لبعض العبارات التي تتضمنها بعض المواد، والتي تؤدي إلى تفريغ ما تتضمنه المسودة من خطوات ايجابية

محمد الشلبي

دمشق | استجابةً لجملة الاصلاحات التي أعلنها الرئيس السوري بشار الأسد، سرّعت الحكومة السورية إصدار قانون الأحزاب، وبعد أيام قليلة صدر قانون الانتخابات، أما قانون الإعلام فقد انتهت اللجنة المكلفة بصياغته من عملها، وأصبح القانون جاهزاً بانتظار إقراره من رئاسة مجلس الوزراء السوري. ومن أهم المواد التي تضمنها القانون الجديد المادة 91 التي تسمح بانتقاد سياسات رئيس الجمهورية لا شخصه «لأن السياسات والممارسات هي موضوع للتداول، أما في ما يتعلق بالمساس بشخص الرئيس فهو من المحظورات».

وفي ما يتعلق بقضايا النشر ومساحة الحرية التي أقرها القانون الجديد، فقد حظر نشر الجلسات السرية والجلسات المتعلقة بحالات اجتماعية خاصة.

أما محاكمة الإعلامي على جناية شخصية، أو مخالفته قواعد العمل، فقد أصبحت تتم على مرحلتين بدلاً من ثلاث كما كان يعمل به سابقاً، ولا يحق للإعلامي الحصول أو الاطلاع على محاضر التحقيق القضائية، أو ما تمنع المحكمة نشره. هذه المادة من قانون الإعلام التي ستصبح سارية المفعول بعد صدور القانون رسمياً، سبق أن اعترض عليها عدد كبير من الإعلاميين أثناء انعقاد اللقاء التشاوري الممهد للحوار الوطني. في ما يتعلق بشروط منح تراخيص رسمية لجميع الوسائل الإعلامية المختلفة ـــــ المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية ـــــ لم يطرأ عليها تعديل يذكر، ومن أهم ما أقره قانون الإعلام الجديد، إلغاء عقوبة السجن بحق الصحافي، واستبدالها بغرامات مالية، حسب الخطأ أو المخالفة التي يرتكبها.

وبعدما تداولت مواقع الكترونية عديدة مسودة مشروع قانون الإعلام المتوقع صدوره خلال الأيام القليلة المقبلة، تعددت الآراء ووجهات النظر لدى مختلف الإعلاميين والشاغلين في مجال الصحافة والنشر والمحطات الإذاعية والتلفزيونية، حول فقراته ومواده المختلفة.

الصحافي المستقل، راشد عيسى الذي يعمل في العديد من الوسائل الإعلامية، قال لـ«الأخبار»، «يعجبني من قانون الإعلام الجديد، تلك الفقرة التي تقول ـــــ إن أي إهانة أو اعتداء على الإعلامي بسبب قيامه بمهامه، يعد بمثابة اعتداء على موظف رسمي حسب القوانين النافذة». ويتساءل عن جدية تنفيذ هذه القوانين على أرض الواقع في يومنا هذا، محاولاً الربط بين الحرية التي يمنحها قانون الإعلام الجديد، وأحداث الانتفاضة السورية التي تعيشها البلاد، قائلاً «هل بإمكاني اليوم أن أتحرك بحرية في أماكن الحدث، في كناكر وحمص ودوما ودرعا وسواها، من دون أن أتعرض لمضايقة أشد، وبالذات لأنني صحافي؟ هل يعني ذلك أنه سيكون مسموحاً للصحافي أن يتجول بكاميرا ويساهم في كشف الحقيقة كما ينبغي له؟». ويتطرق عيسى أيضاً لمسألة قانون الإعلام الإلكتروني التي لم تولها اللجنة المعدة قانون الإعلام الجديد الأهمية التي تستحقها، مشيراً إلى أنه مع اتساع رقعة الإعلام الإلكتروني في سوريا «يمكن أن نجادل مثلاً في قانون الإعلام الالكتروني، وهذا جزء مضاف وجديد كلياً على قانون الإعلام، ومن شأنه اليوم أن يجعل مساحة القول أضيق، إذ شكلت وسائط الميديا الحديثة اليوم بديلاً حقيقياً وضرورياً، استطاع أن يكشف ويوصل الصوت فالتاً من أسلاك الرقابات الشائكة».

ويؤكد عيسى أن المشكلة لا تنحصر في سلبيات القانون الجديد، بل في السلطة القضائية المخولة تطبيقه «لكننا في النهاية لن نجادل في هذا القانون، فالأمر لا يقع هنا، بل في صدقية تطبيق هذه القوانين، وفي الإمكانيات الواسعة للتفسير، الأمر الذي يحتاج إلى قضاء مستقل ومحايد». ويضيف «المسألة إذاً ليست قانون إعلام، حتى لو كان سويسرياً، المسألة في حزمة متكاملة من إعلام وقضاء وانتخابات وسواها. المسألة في صدقية من سيقف على تطبيق كل ذلك».

من جهته، انتقد الصحافي والكاتب السوري زيد قطريب في مداخلته عبارات تضمنتها بعض مواد القانون الجديد، قائلاً «المشكلة في هذا النوع من القوانين، تكمن في الفقرات التي تعوّل على «النية» أو التي تكون فضفاضة وقابلة للتأويل في الوقت نفسه، ففي البند الأول من المادة الثالثة، كان من الأفضل لو اقتصر البند على ـــــ احترام حرية التعبير ـــــ من دون التتمة التي تقول: «على أن تمارس هذه الحرية بوعي ومسؤولية». فالجملة هنا تأويلية واحتمالية، تكاد تعتمد على تحليل النوايا، وهو ما يترك المادة الصحافية وحرية الصحافي تحت الضغط بشكل ما».

وبرر قطريب انتقاده لمثل هذه العبارات، لما تسبب فيه قانون المطبوعات التابع بشكل أو بآخر لقانون الإعلام القديم، من سجن ومحاكمات تعسفية بحق عدد من الصحافيين والإعلاميين، مشيراً إلى أن «هذه المواربة في التعبير اللفظي، حفل بها قانون المطبوعات الحالي، والذي ترك المجال واسعاً لرفع قضايا القدح والذم ضد الصحافي في محاكم بداية الجزاء، وهو نوع من تقييد الحريات». ويضيف «الأمر نفسه يظهر في البند الحادي عشر من المادة الثالثة في الفصل الثاني من مسودة قانون الإعلام الجديد، فضرورة الالتزام بجميع الاتفاقيات التي التزمت بها سوريا كما يقول البند، ستعني حكماً عدم التعرض لنقدها أو إبداء الرأي بها كأضعف الإيمان!».

ويتابع قطريب قائلاً: «موضوع العبارات الاحتمالية التي لا مبرر لها، يتكرر في الفصل الثالث المتعلق بالحقوق والواجبات، ففي البند الأول من المادة الرابعة تعاد المشكلة نفسها عندما يقول القانون: تحظر الرقابة المسبقة على المحتوى الإعلامي، وهذا لا يعفي من المسؤولية القانونية المترتبة عليه». ويتساءل «لا أدري لماذا استحضار الجزء الثاني من البند المتعلق بالمسؤولية القانونية والتي تعني في ما تعنيه ممارسة الحرية «بوعي ومسؤولية» كما يقول القانون في البند الأول من المادة الثالثة، فمن سيحدد إن كان الاعلامي قد مارس حريته بوعي ومسؤولية أم لا؟. فالواضح أن الحرية حرية دون أية إضافات أو ملحقات!».

كذلك ينتقد قطريب أيضاً التناقضات التي تضمنتها العديد من مواد القانون الجديد «دائماً كانت المشكلة في الجزء الثاني من كل مادة، والذي كان بمثابة تفريغ للجزء الأول المهم للإعلامي، فالبند السادس من الفصل ذاته يعطي للإعلامي الحق في توجيه النقد للشخصيات العامة، «على أن يستهدف المصلحة العامة»، وهنا أيضاً عودة إلى قراءة النيات المفترضة عند الصحافي وبالتالي بقاء الباب مفتوحاً من أجل محاسبته بشكل ما».

على الجانب الآخر، وفي باب الحقوق والواجبات، تبدو المدة الزمنية التي أعطاها البند الثالث من المادة الرابعة في الفصل الثالث، طويلة بالنسبة إلى العمل الإعلامي والتي حددها القانون بسبعة أيام دوام من أجل الحصول على المعلومة. كذلك ظل المجال مفتوحاً أمام المؤسسات الرسمية والخدمية كي لا تجيب على المعلومة، وذلك عبر كتاب خطي معلل بالسبب، وهو أمر سهل جداً بالنسبة إليها».

أما مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مازن درويش، فتحدث لـ«الأخبار» عن بعض فقرات دراسة يعمل عليها، حول قانون الإعلام المنتظر، وأولى ملاحظاته على مسودة القانون «تتعلق بطبيعة المجلس الأعلى للإعلام وطريقة تشكيله»، قائلاً «ما أخشاه في هذا الخصوص، أن يتم تشكيل المجلس من السلطة التنفيذية، وبالتالي يتحول إلى جهة تنفيذية بديلة لوزارة الاعلام ومجلس الوزراء، لكن بنفس الأدوات والعقلية والأهداف».

ويتطرق درويش في دراسته إلى آلية إعطاء الترخيص للوسيلة الإعلامية «تم الإبقاء على آلية الترخيص بديلاً عن الاخطار، وكذلك لم يرد في القانون أي ذكر لتحرير الإعلام من سيطرة الحكومة، التي لا تزال تسيطر على التوزيع والاعلانات، وهي مفاصل أساسية في العملية الإعلامية، وكذلك الابقاء على تحديد من هو الإعلامي من خلال اتحاد الصحافيين الذي يتبع كلياً الى السلطة السياسية، والذي لا يقبل الصحافي الخاص في صفوفه الا بصفة مشارك على سبيل المثال».

وتطرق درويش أيضاً إلى عدم منح قانون الاعلام الجديد الإعلامي أو الصحافي أي شكل من أشكال الحصانة «القانون منع الحبس الاحتياطي عن الصحافيين، لكنه ابقى على إمكانية سجن الصحافيين وفقاً لقوانين اخرى، مثل قانون العقوبات، حتى في القضايا التي تتعلق بالنشر، بالإضافة الى الغرامات المالية الباهظة جداً».

«السوري للتغيير» ينتقد القوانين الجديدة

أعلن «المؤتمر السوري للتغيير» المعارض الذي اجتمع في أنطاليا بتركيا في أيار الماضي رفضه «القاطع» للصيغة النهائية لمشروع قانون الانتخابات العامة، و«مشروع قانون الأحزاب» في سوريا. ووفقاً لـ«اليونايتد برس انترناشونال» قال المؤتمر في بيان أصدره إن هذه المشاريع صدرت «أساساً عن نظام فاقد للشرعية الوطنية، منذ وصوله إلى السلطة». وأضاف «إن محاولات النظام لاستعادة ما أمكن له من رضى عالمي، وتخفيف الضغط الدولي عليه، من خلال طرح هذين المشروعين وغيرهما، لن تجدي نفعاً، ولن تعيد الزمن إلى الوراء». واشار إلى أن «قراءة لقانوني الانتخابات والأحزاب، تكشف مدى ضحالة الطرح الإصلاحي، وتُسقِط عن وجه النظام قناعه الإصلاحي، الذي يحاول تثبيته بصورة يائسة خوفاً من الثورة الشعبية العارمة».

(يو بي آي)

«البعث» نحو استراتيجيّة جديدة… وأوروبا تستعدّ لتوسيع العقوبات

يتجه حزب البعث، الحاكم في سوريا، إلى عقد مؤتمر قطري قبل نهاية العام لبحث استراتيجية الحزب ورؤيته حيال متطلبات المرحلة الحالية. ونقلت صحيفة «البعث» عن الأمين القطري المساعد للحزب، محمد سعيد بخيتان، أن «المؤتمر سيكون تاريخياً في حياة الحزب لكونه سيسبق الانتخابات التشريعية، التي نرى أنها لحظة مفصلية قادمة في حياة سوريا». وأكد أن الحزب «سيخوضها لتأكيد دوره النضالي ومتابعة عمله في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات للشعب»، لافتاً إلى أن «العديد من الملفات التي سيناقشها المؤتمر أصبحت جاهزة».

ووصف الانتخابات التشريعية المقبلة بأنها ستكون «مهمة ومفصلية لجهة تعويل الحزب على صناديق الاقتراع لتأكيد صدقيته».

في غضون ذلك، تصدى أهالي منطقة دير الزور لقوات الأمن التي استأنفت أمس حملاتها في عدة أحياء من المدينة، فيما يستعد المحتجون اليوم لإحياء جمعة «صمتكم يقتلنا». وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن أن «قوات الأمن السورية قامت بعمليات مداهمة في عدة أحياء من مدينة دير الزور، منها الجورة والحميدية والحويقة والجبلية والعمال، تصدى لها الأهالي بإقامة حواجز». وأشار عبد الرحمن الى أن «هذه الحملات لم تثمر إلا عن اعتقال شخصين».

وذكر شهود عيان «أن إطلاق نار سمع في أحياء لحويقة والعمال والرشدية والعرضي وشواخ، ما أوقع قتيلين وعدداً من الجرحى»، كما ألقيت قنابل مسيّلة للدموع.

وقال المرصد السوري المعارض إن دبابات ومدرعات تقدمت الى منطقة سهل الزبداني في ريف دمشق، وإن 5 فلاحين أصيبوا برصاص قوى الأمن.

كذلك ذكر المرصد السوري أن عدة تظاهرات ليلية جرت أول من أمس في بعض أحياء دمشق وفي قطنا والحجر الأسود (ريف دمشق) تزامنت مع حملات مداهمة واعتقالات طاولت أكثر من مئة شخص.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن قوات حفظ النظام تعقبت أول من أمس «مجموعات إرهابية مسلحة روّعت المواطنين الآمنين في منطقة كناكر في ريف دمشق، وأدّت المواجهة إلى مقتل أربعة من عناصر تلك المجموعات المسلحة وجرح اثنين آخرين».

في هذه الأثناء، أفاد المرصد السوري بأن جهاز أمن الدولة في دمشق اعتقل أول من أمس المعارضَين البارزَين عدنان وهبة ونزار الصمادي عضوَي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا، التي تشكلت في حزيران الماضي.

وفي السياق، أعلنت منظمة «أفاز» غير الحكومية أن مصير 2918 شخصاً اعتقلتهم قوات الأمن السورية منذ 15 آذار مجهول، فيما تحدثت عن مقتل 1634 شخصاً منذ بداية حركة الاحتجاج، فضلاً عن وجود أكثر من 12 ألف موقوف.

في غضون ذلك، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على توسعة العقوبات ضد الحكومة السورية بهدف زيادة الضغط على السلطات لوقف الحملة الأمنية على المتظاهرين. وقال دبلوماسي في الاتحاد «هناك اتفاق من حيث المبدأ على إضافة خمسة أسماء إلى قائمة الأشخاص المفروضة عليهم عقوبات» سابقاً، محجماً عن الكشف عن تفاصيل الأفراد المستهدفين.

من جهته، رأى وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ أن الرئيس السوري بشار الأسد «يجب ألا يتوقع بقاءه في السلطة في غضون ستة أشهر، بعدما أظهرت الأحداث أنه لا أحد يستطيع أن يفترض أنه قادر على الاستمرار في السلطة».

في المقابل، أكد السفير الصيني في سوريا، لي هوا شين، أن ما يحصل هو شأن داخلي سوري، داعياً إلى احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، فيما قال نائب رئيس لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي، غينادي غودكوف، إنه «لا يمكن تبرير الأعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات المسلحة في سوريا المدعومة من جهات خارجية».

(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)

أعلنت مصادر حقوقية سوريّة أن السلطات الأمنية اعتقلت عضو مجلس نقابة المحامين في محافظة القنيطرة المحامي أحمد دياب، إضافةً إلى اعتقال محامين في عدد من المحافظات. وأوضحت المصادر لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» أن «المحامي دياب اعتقل من منزله في حي الحجر الأسود بريف دمشق فجر الخميس». ولفتت إلى أن «محامين من محافظات عدة اعتُقلوا خلال الحملات الأمنية التي تنفذها السلطة، حيث اعتُقل محامون في فرع نقابة حلب وحمص والسويداء وريف دمشق، ودمشق، وتعرض أحد المحامين للضرب في مدينة حلب».

(يو بي آي)

ثلاثة قتلى في دير الزور برصاص قوات الأمن والآلاف ينددون

“صمتكم يقتلنا” عنوان تظاهرات الجمعة والحملة الأمنيّة مستمرة

وكالات

دعا الناشطون السوريون للخروج في تظاهرات اليوم الجمعة تحت مسمى “صمتكم يقتلنا” في إشارة إلى الموقف العربي من أحداث سوريا، فيما استمرت الحملة الأمنية السورية في التوسع رغم خروج المعارضة في مظاهرات ليلية يومية.

دمشق: فيما استمرت الحملة الأمنية السورية في التوسع وارتفاع حدة المواجهات في دير الزور مساء أمس، يستعد الناشطون للخروج في تظاهرات جديدة اليوم كما كل جمعة تحت عنوان “صمتكم يقتلنا” في إشارة إلى الموقف العربي من الأحداث.

من جهة أخرى، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركي للشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، إن الرئيس السوري بشار الأسد “لن ينتصر” على المظاهرات العارمة التي تشهدها سوريا. وأضاف أن “الأسد يمكنه تأخير أو عرقلة (ذلك)، ولكن لا يمكنه إيقافه”.

هذا وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة ان قتيلين وخمسة جرحى سقطوا امس في سهل الزبداني (50 كلم شمال غرب دمشق) لقوات الامن والجيش السوري التي تواصل حملة المداهمات والاعتقالات في عدد من احياء العاصمة.

وقال المرصد لوكالة الأنباء الفرنسية ان “مواطنين اثنين قتلا وجرح خمسة آخرون مساء امس الخميس اثر العمليات الامنية والعسكرية التي نفذتها القوات السورية في سهل الزبداني”.

واضاف ان “قوات الامن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات امس في حي جوبر (شمال شرق دمشق)” حيث اوقفت “امام مسجد تخرج منه التظاهرات كل يوم جمعة و15 شخصا آخرين تمكن المرصد من الحصول على اسماء سبعة منهم”.

من جهة اخرى، ذكر المرصد ان “الاتصالات وخدمة الانترنت قطعت عن حي القدم (جنوب دمشق) فجر اليوم  وسمع اطلاق نار كثيف بعد توجه قوات الامن الى الحي الذي شهد مساء امس تظاهرة مطالبة باسقاط النظام”. كما “نفذت الاجهزة الامنية حملة مداهمات في حي ركن الدين” حيث اقامت حاجزين على المداخل الاساسية للحي، حسب المرصد.

من جهة اخرى، قال المرصد ان “التظاهرات المطالبة باسقاط النظام تواصلت في مدينة حرستا حيث خرجت تظاهرة مسائية بعد صلاة العشاء وجابت بعض شوارع المدينة”. واضاف ان التظاهرة توجهت بعد ذلك الى “خيمة عزاء الشهيد محمود طه قاسم الذي قتل برصاص حاجز امني يوم الثلاثاء الماضي”.

وقتل ثلاثة مدنيين واصيب ستة آخرون بينهم امرأة وطفل مساء الخميس في دير الزور برصاص قوات الامن خلال حملة امنية نفذتها في احياء عدة من هذه المدينة الواقعة شرق البلاد والتي شهدت على الاثر تظاهرة كبرى تنديدا باطلاق النار، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية “سقط ثلاثة قتلى مدنيين في دير الزور برصاص قوات الامن في حي الحويقة والستة الا ربع”، اضافة الى ستة جرحى بينهم فتى في الـ13 من العمر وامرأة.

واضاف ان احد القتلى قضى على الفور فيما توفي الاخران بعد ساعات متأثرين بجروحهما. واوضح ان قوات الامن عمدت خلال قيامها بحملات امنية في احياء عدة من البلدة مساء الخميس الى اطلاق النار بغزارة في حيي “الحويقة” و”الستة الا ربع” حيث “تصدى لها الاهالي باقامة متاريس وحواجز لمنعها من التقدم”.

واضاف ان “اطلاق النار استمر الى حين سقوط الضحايا قرابة الساعة 17:30 ت غ”. وتابع من مقره في لندن انه “على الاثر نزل حوالى ثلاثة الاف شخص من ابناء المدينة الى الشوارع وتجمعوا امام منزل المحافظ الجديد سمير عثمان الشيخ حيث تظاهروا احتجاجا على سقوط القتيل”.

واضاف “انتشرت مساء اليوم ثلاث دبابات في ساحة الحدادة وهناك حالة غضب شديد تعم احياء المدينة”. وتابع انه ليل الخميس الجمعة قصفت دبابات الجيش السوري حيي الحويقة والجورة في دير الزور.

واكد عبد الرحمن ان المرصد السوري لحقوق الانسان “يستنكر ويدين مقتل المتظاهرين”، محذرا المحافظ الجديد من ان “دير الزور ليست سجن عدرا المركزي في دمشق الذي كان المحافظ الجديد مديرا له قبل تعيينه محافظا”.

وكان مدير المرصد اعلن لوكالة فرانس برس في وقت سابق الخميس ان “قوات الامن السورية قامت بعمليات مداهمة في عدة احياء من مدينة دير الزور منها الجورة والحميدية والحويقة والجبلية والعمال، وتصدى لها الاهالي باقامة حواجز”، مشيرا الى ان “هذه الحملات لم تثمر الا عن اعتقال شخصين”.

واضاف ان “النشطاء اعتبروا ذلك استعراضا للمحافظ الجديد” الذي تم تعيينه بعد ان شهدت هذه المدينة الجمعة مظاهرة ضخمة شارك فيها اكثر من 550 الف شخص بحسب ناشطين حقوقيين. وبحسب عبد الرحمن، فان دير الزور “تشهد يوميا اعتصامات مسائية في ساحة الباسل التي اطلق عليها المحتجون اسم ساحة التحرير”.

من جهة اخرى، اعلن المرصد اصابة خمسة مدنيين برصاص قوات الامن في ريف دمشق. وقال المرصد في بيان ان دبابات ومدرعات ومصفحات شنت الخميس هجوما على منطقة سهل الزبداني (50 كلم شمال غرب دمشق)، مؤكدا ان “قوات الامن تطلق النار على كل شيء متحرك، وقد اصيب خمسة فلاحين برصاص الامن اصابة احدهم خطرة”.

واضاف “جرت حملة مداهمات لمزارع الفلاحين مع ورود أنباء عن تعزيزات أمنية قادمة للمنطقة من دمشق، والمنطقة مغلقة بشكل كامل، وقد سمع دوي انفجارات قوية فيها”، من دون ان يوضح طبيعتها. وعلى الساحل السوري افاد ناشط في اتصال هاتفي مع فرانس برس في نيقوسيا ان اطلاق نار كثيفا سمع ليل الخميس الجمعة في سائر ارجاء اللاذقية تخلله اطلاق قنابل صوتية.

إلى ذلك، اتهمت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وجاء ذلك في وقت ذكرت فيه منظمة “أفاز” غير الحكومية أمس، أن نحو 3 آلاف شخص مفقود في سوريا وأن 1634 قتلوا، وأن 26 ألفا اعتقلوا منذ بدء الاحتجاجات.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاج غير مسبوقة على نظام الرئيس بشار الاسد تمت مواجهتها بقمع دام ادى الى مقتل اكثر من 1400 شخص واعتقال اكثر من 12 الفا اخرين، وفق منظمات حقوقية.

أنباء عن مقتل المحافظ الجديد بدير الزور والكتيبة السابعة “تنشق

إيلاف

أكدت مصادر خاصة لـ”إيلاف” انشقاق الكتيبة السابعة  من اللواء 137 مدرعات واشتباكها حاليا مع قوات الأمن العسكري إضافة إلى ما يوصفون بـ”شبيحة النظام” في شوارع دير الزور المدينة، في ظل أنباء غير مؤكدة لم يتسنى لـ”ايلاف” التأكد من صحتها حول مقتل “المحافظ” على أيدي عناصر الكتيبة، فيما تتجه حاليا في محاولة لمحاصرة منزل رئيس فرع الأمن العسكري.

كشفت مصادر خاصة لـ”إيلاف” عن أنباء حول انشقاق الكتيبة السابعة  من اللواء 137 مدرعات واشتباكها حاليا مع قوات الأمن العسكري إضافة إلى ما يوصفون بـ”شبيحة النظام” في شوارع دير الزور المدينة، في ظل أنباء غير مؤكدة لم يتسنى لـ”ايلاف” التأكد من صحتها حول مقتل “المحافظ” سمير الشيخ على أيدي عناصر الكتيبة، وتتجه العناصر “الكتيبة السابعة” المنشقة في محاولة منها لمحاصرة منزل رئيس فرع الأمن العسكري “جامع جامع” وفق أنباء عن مقتله أيضا.

في المقابل، أكدت المصادر تمكن المتظاهرين من اعتقال اثنين ممن “الشبيحة” بعتادهم الكامل، في حين لا تزال المآذن في أنحاء المدينة ترفع أصوات “التكبير”.

وحذرت تنسيقية “شباب الثورة” في دير الزور على صفحتها في فايسبوك من شبيحة يركبون الدراجات النارية ويطلقون النار على الأهالي.

في حين، توقفت أصوات اطلاق النار في منطقة “الحويقة” لتدور حاليا ما وصفته الصفحة بـ”حرب حقيقية” في منطقة الجورة وغسان عبود في دير الزور.

وتجول الآن في دير الزور وفق المصادر سيارات من نوع “بيك آب” معلق عليها الرشاشات “الثقيلة” تطلق رصاصها على المنازل في أنحاء متفرقة في ظل أجواء يخيم عليها التوتر في “المنطقة العشائرية” المسلحة.

وقالت المصادر لـ”ايلاف” إن سكان قرية الخريطة، قطعوا طريق حلب – دير الزور في محاولة منهم لمنع وصول الأمن إلى المدينة.

يأتي هذا في الوقت الذي هدد فيه المحافظ الجديد الذي استلم مهامه منذ يومين فقط سكان المحافظة من إنزال الجيش إلى الشارع إذا لم يوفقوا مظاهراتهم المناوئة للنظام.

وظهرت على موقع “اليوتيوب” مقتطفات عن مظاهرات مسائية من سكان المحافظة يطالبون فيها بإسقاط المحافظ الجديد ويطلقون شعارات أخرى مناوئة للنظام والرئيس السوري.

وكان ثلاث قتلى على الأقل لقوا حتفهم في المدينة في حين جرح مالا يقل عن “14” شخص في ظل نقص شديد في زمر الدم مع مطالبة المشافي الأهالي بالتبرع.

البوكمال المدينة التي عرفت باسم “الله أكبر” حديثا قامت هي الأخرى في مظاهرات حاليا تجوب شوارعها في محاولة لتخفيف الضغط عن مدينة دير الزور التي تبعد عن العاصمة دمشق نحو (450 كم).

سوريا: القتل مستمر.. وفيلتمان: الأسد لن ينتصر

المظاهرات الليلية تعم سوريا ونقاط تفتيش تحيط بدمشق > منظمات حقوقية: 1643 قتيلا و3 آلاف مفقود و26 ألف معتقل * الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان تتهم الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

ارتفعت حدة المواجهات في منطقة دير الزور في سوريا أمس، عشية استعداد السوريين للخروج في مظاهرات يوم جمعة «صمتكم يقتلنا»، واستمرت الحملة الأمنية السورية في التوسع رغم ثبات عدم نجاحها في ثني السوريين عن الخروج في مظاهرات ليلية يومية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء أمس، إنه يسمع إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن السورية على المنازل في حي الحويقة وشارع ستة الأربع في دير الزور. ووردت أنباء غير مؤكدة عن سقوط 9 قتلى برصاص قوات الأمن. وتحدث عن حملة اعتقالات واسعة في المنطقة.

واستمرت المظاهرات الليلية في الخروج أول من أمس في عدة مدن سورية، كما وضعت حواجز تفتيش عسكرية على كافة مداخل مدينة دمشق. من جهة أخرى، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركي للشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، إن الرئيس السوري بشار الأسد «لن ينتصر» على المظاهرات العارمة التي تشهدها سوريا. وأضاف أن «الأسد يمكنه تأخير أو عرقلة (ذلك)، ولكن لا يمكنه إيقافه».

إلى ذلك، اتهمت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وجاء ذلك في وقت ذكرت فيه منظمة «أفاز» غير الحكومية أمس، أن نحو 3 آلاف شخص مفقود في سوريا وأن 1634 قتلوا، وأن 26 ألفا اعتقلوا منذ بدء الاحتجاجات.

فيلتمان: الأسد لن ينتصر.. يمكنه أن يؤخر أو يعرقل التغيير ولكن لا يمكنه إيقافه

نواب في الكونغرس دعوا إدارة أوباما لاتخاذ مواقف أكثر تشددا من النظام السوري

واشنطن: محمد علي صالح

قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركي للشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، إن الرئيس السوري بشار الأسد «لن ينتصر» في المظاهرات العارمة التي تشهدها سوريا منذ أكثر من خمسة شهور، في وقت دعا فيه عدد من أعضاء الكونغرس إلى المزيد من التشدد مع الأسد.

وأضاف فيلتمان، خلال استجواب في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس النواب، أول من أمس، أن «انتقالا سلميا وديمقراطيا للسلطة سيكون خطوة إيجابية لسوريا والمنطقة والعالم». وأضاف أنه «يعود إلى السوريين تقرير الفصل المقبل، بينما تتقلب الصفحات نحو مستقبل جديد لهذا البلد». وتابع يقول: «الأسد يمكنه تأخير أو عرقلة (ذلك)، ولكن لا يمكنه إيقافه».

وذهب عضو الكونغرس، غاري أكرمان (ديمقراطي من نيويورك)، إلى أبعد من ذلك، ودعا إدارة أوباما «لتخطو خطوات أبعد من ذلك». وقال أكرمان إن أوباما ينبغي أن يدعو الأسد ليرحل. ووصف أكرمان الأسد بأنه «ديكتاتور غارق في الدماء». وأوضحت إجابة فيلتمان عن هذه الملاحظة أنه يتفق معها. وأضاف فيلتمان أن «الأسد ليس مصلحا، لكنه شخص يحكم اعتمادا على الإرهاب، والسرقة، والتعذيب»، وأضاف فيلتمان: «التغيير قادم إلى سوريا».

وقال مراقبون في واشنطن إن تصريحات فيلتمان عن سوريا مهمة بصورة خاصة، لأنه كان سفيرا لدى لبنان وقت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، في سنة 2005، ولأنه عاصر سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات في لبنان. وإنه منذ بداية المظاهرات في سوريا، كان فيلتمان أكثر حماسا من آخرين في وزارة الخارجية، ومن البيت الأبيض، لمزيد من الضغط على الأسد. ولم يكن متحمسا عندما أصرت الإدارة على محاولة الدخول في حوار مع نظام يعرف فيلتمان من تجربة مباشرة أنه لا يمكن إصلاحه.

وأضاف المراقبون أنه إذا تشدد الرئيس أوباما أكثر، سيتبع خطى فيلتمان المتشددة.

وأمس، على الرغم من تشدد فيلتمان النسبي تجاه النظام السوري، بالمقارنة مع البيت الأبيض، أوضح استجواب الكونغرس أن أعضاء الكونغرس هم الأكثر تشددا. وقال هؤلاء إنهم قلقون من أن الولايات المتحدة، في نهاية المطاف، ستبدو ضعيفة، إذا تمكن الأسد من الصمود في مواجهة الضغط الشعبي. وخلال الاستجواب، اشتكى تحالف غير عادي من الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين من أن الجهد المبذول من جانب الإدارة نحو سوريا لم يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن أميركا تقف مع المتظاهرين الإصلاحيين ضد نظام قمعي.

وخلال الاستجواب، سأل النائب ستيف شابوت (جمهوري من ولاية أوهايو): «كم سوري يجب أن يموت قبل أن نتحلى بالشجاعة ونقف ونقول إن الأسد غير شرعي، ويجب أن يذهب؟». وأشار إلى أن عدد الوفيات في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية، كان أكثر من 1600 شخص من المتظاهرين. واتهم النائب غاري أكرمان إدارة أوباما بأنها تريد الاحتفاظ بتشددها، حتى يتأكد لها أن الأسد سيسقط فعلا.

وقال: «نحن نستعمل أنواعا من الرهانات اعتمادا على فرصة غريبة بأن الأسد سوف يكون قادرا على الصمود».

وقال مراقبون في واشنطن إن إدارة أوباما صارت تبدو حرجة وهي تشاهد تشددا أكثر من الكونغرس. وأمس، بعد الجلسة، قالت الإدارة إنها تعمل على صياغة «رسالة متسقة» مع الكونغرس. وأصر مسؤولون في الإدارة على أنهم لم يتركوا أي شك في أن الولايات المتحدة مستاءة من «التكتيكات الوحشية للأسد». وبناء على ذلك، يتوقع أن يصدر البيت الأبيض بيانا أكثر تشددا.

وأمس، بعد جلسة الكونغرس، قال مايكل بوسنر، مساعد وزير الخارجية للديمقراطية وحقوق الإنسان، إن حكومة الولايات المتحدة «فقدت تماما أي ثقة» في الحكومة السورية. وأضاف: «لا أعتقد أنه من الإنصاف القول إننا نقف ساكنين، ونعتمد على أنواع من الرهانات».

الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان تصف الأسد بـ«المجرم ضد الإنسانية»

منظمة «أفاز» تطلق حملة للكشف عن مصير 3 آلاف سوري اختفوا منذ بدء الانتفاضة

لندن: «الشرق الأوسط»

اتهمت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقالت المنظمتان في تقرير حول أعمال العنف في سوريا نشرته إن «الأسد مجرم ضد الإنسانية». وجاء ذلك في وقت ذكرت فيه منظمة «أفاز» غير الحكومية أمس، أن نحو ثلاثة آلاف شخص مفقودون في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد.

وجاء في التقرير الذي أعدته الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان وائتلاف من 7 منظمات سورية لحقوق الإنسان، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه «في ضوء إساءة استخدام القوة والقمع المكثف اللذان تقوم بهما السلطات السورية منذ 15 مارس (آذار)»، فإن المنظمات المذكورة، «تعتبر أن هناك جرائم ضد الإنسانية ارتكبت من قبل السلطات السورية». وأضاف التقرير أن «هذه الجرائم تندرج تحت الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية».

وأدانت المنظمات الإنسانية «بشدة القمع الجاري وتزايد مستوى العنف على النطاق الوطني وتدهور الأزمة الإنسانية في بعض المناطق المستهدفة، والتعتيم على انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات السورية». وأشارت إلى أن «السلطات السورية لا تزال ترفض وصول المنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان الإقليمية المستقلة والصحافيين الأجانب وهيئات الأمم المتحدة مثل لجنة تقصي الحقائق للنظر في الوضع في سوريا بتكليف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة».

ودعت المنظمات المجتمع الدولي للتحرك لوضع حد للعنف، وأعلنت عن صياغة التوصيات للمجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، داعية إلى «اتخاذ إجراءات فورية لحث السلطات السورية لوضع حد على الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين، إلى جانب بذل كل الجهود للتحقيق ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم».

وذكر التقرير أنه منذ بداية الانتفاضة في سوريا، تلقى مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، وبشكل شبه يومي، معلومات موثوقا بها على العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت ضد المدنيين في سوريا. ويتضمن التقرير الذي وضع نظرة شاملة عن جميع انتهاكات حقوق الإنسان، كما يبحث التقرير عن التوجهات وراء الجرائم الكبرى وواسعة النطاق وانتهاكات حقوق الإنسان التي أعلن عنها في سوريا بين 15 مارس و15 يوليو (تموز).

وجاء في التقرير تعداد لوقوع «قتل خارج نطاق القضاء، ومنهجي على نحو متزايد، واستخدام العنف من جانب القوات الحكومية والاعتقالات الجماعية والاختطاف والاختفاء القسري والاعتقال للمدنيين وأعمال التعذيب والممارسات اللاإنسانية أو المهينة وقمع حرية التجمع وانتهاكات لحرية المعلومات ووسائل الإعلام خاصة التي تستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان والعمليات العسكرية والإجراءات المتعهدة بمحاصرة المدن، وممارسات تصل إلى العقوبات الجماعية والحرمان من الإمدادات الغذائية والمياه والمعدات الطبية، فضلا عن التقييد والحرمان من الوصول إلى المستشفيات». وذكر التقرير أن 1665 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية الاضطرابات الجارية التي عرضت للخطر حياة آلاف آخرين من القمع. وتعتبر الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان من أقدم المنظمات الإنسانية غير الحكومية، تم تأسيسها عام 1922، وتضم 164 منظمة إنسانية من 100 بلد في أنحاء العالم.

من جهتها، قالت منظمة «أفاز» إن مصير 2918 شخصا اعتقلتهم قوات الأمن منذ 15 مارس «غير معروف»، معلنة عن إطلاق حملة للإفراج عنهم. وأوضحت «أفاز»، وهي منظمة دولية تعنى بحقوق الإنسان، أنها أعدت لائحة بالأشخاص المفقودين، وذكرت أن أكثر من ألف شخص قد اعتقلوا في الأسبوع المنصرم وحده، «إذ كثف النظام جهوده لقمع الاحتجاجات قبل بداية رمضان» الأسبوع المقبل.

وستنشئ المنظمة موقعا على شبكة الإنترنت تنشر فيه صور المفقودين ونبذات عنهم، على أن تتجدد معلوماته باستمرار. وبالإضافة إلى المفقودين، أوضحت المنظمة غير الحكومية أن إحصاءاتها تفيد بأن 1634 شخصا قد قتلوا منذ بداية حركة الاحتجاج، وأن 26 ألفا اعتقلوا في فترات مختلفة وأن 12.617 ما زالوا موقوفين. وذكرت المنظمة غير الحكومية أنها عملت مع منظمتين للدفاع عن حقوق الإنسان لإعداد هذا الإحصاء والحصول على صور المفقودين ومعلومات شخصية وتواريخ اعتقالهم.

بخيتان: البعث سيعول على صناديق الاقتراع

الأمين القطري المساعد: الأسد سيدعو لانتخابات تشريعية

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

أكد الأمين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا محمد سعيد بخيتان، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيدعو لإجراء انتخابات تشريعية في البلاد قبل نهاية العام. وقال بخيتان، إن مجلس الشعب السوري سيكون مدعوا للانعقاد خلال الأيام المقبلة، وبحكم القانون، لمناقشة جملة من القرارات والقوانين التي تدعم مسيرة الإصلاح، ومن بينها خصوصا قانون الانتخابات العامة. وأشار إلى أن الأسد سيصدر بعدها مرسوما جمهوريا بحل المجلس والدعوة لانتخابات تشريعية قبل نهاية العام.

وقال بخيتان في لقاء حزبي عقد أول من أمس، إن الانتخابات التشريعية المقبلة ستكون «مهمة ومفصلية لجهة تعويل الحزب على صناديق الاقتراع لتأكيد مصداقيته». وقال بخيتان الذي يلعب دورا أساسيا في إدارة الأزمة في سوريا منذ أكثر من أربعة أشهر، إن «إقرار قانون جديد للأحزاب ورغبة الكثيرين ممن يودون تأسيس أحزاب في فسح المجال أمامهم للمشاركة في الانتخابات المقبلة، هما من الأسباب التي دعت لانعقاد مجلس الشعب مجددا». واعتبر أن إرجاء الانتخابات إلى موعد لاحق سيكون قبل نهاية العام «دليلا إضافيا على رؤية الحزب لأهمية مشاركة الجميع في البناء الوطني ومتطلبات المرحلة القادمة».

كما أعلن محمد سعيد بخيتان عن التحضير لعقد مؤتمر قطري للحزب قبل نهاية العام على أبعد تقدير «لبحث استراتيجية الحزب ورؤاه حيال متطلبات المرحلة الحالية». وقال إن «المؤتمر سيكون تاريخيا في حياة الحزب كونه سيسبق الانتخابات التشريعية التي نرى أنها لحظة مفصلية قادمة في حياة سوريا»، وإن الحزب «سيخوضها لتأكيد دوره النضالي ومتابعة عمله في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات للشعب»، لافتا إلى أن «الكثير من الملفات التي سيناقشها المؤتمر أصبحت جاهزة».

ويعد بخيتان من الحزبيين المتشددين وفي مقدمة الذين يعارضون إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تنص على قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع. ويتوقع مراقبون في دمشق أن يأتي المؤتمر القطري للحزب، والذي تأخر انعقاده، لتعزيز دور حزب البعث ووجوده، بعد تعرضه للتهميش من قبل المعارضين المطالبين بإلغاء المادة الثامنة منذ أكثر من عشر سنوات، الأمر الذي كان مرفوضا بالمطلق من قبل النظام.

ولكن اندلاع الاحتجاجات جعل هذا الموضوع في مقدمة المواضيع المطروحة للنقاش والدراسة، فهناك من يقول بتعديل الدستور وآخرون يقبلون بتغييره، أما المتشددون من الحزبيين فما زالوا يرفضون هذا الطرح. ووسط تكهنات بتغيير قيادته القديمة واستبدالها بأخرى شابة، قد تكون أكثر تشددا، مثل رئيس اتحاد الطلبة عمار ساعاتي، الشخصية التي برزت في الأسابيع الأخيرة لتعارض الطروحات الهادفة للحد من سلطات حزب البعث من خلال تعديل الدستور. وتوقعت مصادر حزبية في دمشق أن «يتجه الحزب نحو مزيد من التشدد للدفاع عن نفسه ومكتسباته، والتي يعتبرها (مكتسبات شعبية)، والدفاع عن دور الحزب والتأكيد على ضرورة إنجاز الإصلاحات التي طرحها المؤتمر العاشر، والتي على رأسها قانون للأحزاب وآخر للإعلام وللانتخابات، وكذلك تشكيل لجان لبحث سبل مكافحة الفساد، وغيرها من التوصيات التي طرحت في المؤتمر السابق قبل نحو ست سنوات ولم تنفذ».

يشار إلى أنه بعد أن خرج الشارع عن صمته وطالب بإسقاط النظام ورحيل حزب البعث، بعد نحو خمسة عقود من الفشل، تسارع تنفيذ توصيات المؤتمر القطري العاشر. وخلال أربعة أشهر تم إنجاز عدد من القوانين، ولكنها جاءت على «مقاس النظام»، بحسب رأي المعارضين، ولم ترتق لمطالب الشارع الغاضب. ويحذر المراقبون في دمشق من أن يؤدي «تشدد (البعث) في مواجهة (تشدد الشارع) إلى طريق مسدود».

ويعتبر المؤتمر في حال انعقاده، الثالث الذي يترأسه الرئيس بشار الأسد، حيث عقد مؤتمر عام 2000 وانتخب بالإجماع الأسد أمينا عاما للحزب بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، ثم عقد مؤتمر ثان عام 2005، تم فيه توجيه الحزب نحو اقتصاد السوق في مخالفة لأحد أهم أهدافه، والذي هو الاشتراكية، ومع أن النظام الاقتصادي تغير وقاد البلاد نحو أزمة غير مسبوقة، إلا أن شيئا لم يتغير أو يطرأ على حزب البعث وأهدافه.

القمع الأمني يفشل في منع خروج مظاهرات ليلية.. والأمن ينفذ عمليات مداهمة في دير الزور

ناشط سوري: نتظاهر في مناطق وأحياء يتم تأمينها بوضع حواجز تمنع دخول عناصر الأمن

جريدة الشرق الاوسط

لم ينجح التشديد الأمني وحملات المداهمات والاعتقالات الواسعة التي تشنها السلطات السورية لتعقب المتظاهرين والناشطين السوريين، في منع السوريين من الخروج في المظاهرات الليلية اليومية في كافة أنحاء البلاد، بل جاءت موجة الحر التي تجتاح البلاد خلال هذه الأيام من الصيف لتزيد من خروج المتظاهرين إلى الشوارع ليلا والتظاهر حتى ساعة متأخرة من الليل.

ويقول أحمد، أحد النشطاء في ريف دمشق، إن أغلب المتظاهرين من «الكسّيبة»، أي أصحاب المهن الحرة، وهؤلاء «يعودون إلى منازلهم مساء وريثما يرتاحون تكون الساعة قد شارفت على العاشرة مساء، ليكون موعد التظاهر في العاشرة والنصف، وقبلا كان الموعد عقب صلاة العشاء ولكن الآن ومع اشتداد حرارة الطقس تأخر الخروج إلى منتصف الليل».

وعن التشديد الأمني، يقول أحمد إن «التظاهر لا يكون في المناطق ذات الوجود الأمني، وإنما في مناطق وأحياء يتم تأمينها بوضع حواجز تمنع دخول عناصر الأمن، لكن هذا لا يمنع حصول مداهمات في وقت لاحق واعتقال الناشطين وفق لوائح يزودهم بها (العوانينة) من المخبرين وأزلام النظام».

من جهتهم، تصدى أهالي منطقة دير الزور لقوات الأمن التي استأنفت أمس حملاتها في عدة أحياء من مدينة دير الزور (شرق سوريا) بإقامة حواجز، حسبما ذكر ناشط حقوقي. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «قوات الأمن السورية قامت بعمليات مداهمة في عدة أحياء من مدينة دير الزور منها الجورة والحميدية والحويقة والجبلية والعمال تصدى لها الأهالي بإقامة حواجز». وأشار إلى أن «هذه الحملات لم تسفر إلا عن اعتقال شخصين»، لافتا إلى أن «اعتقالهما تم مباغتة».

واستعدادا لليوم (الجمعة) الذي أطلق عليه الناشطون اسم «صمتكم يقتلنا» في إشارة إلى الصمت العربي، وفي تحد للعملية الأمنية الواسعة التي تقوم بها السلطات قبل شهر رمضان، شهدت بعض أحياء دمشق مظاهرات ليلية استمرت بالمطالبة بإسقاط النظام. ومثلها في ريف دمشق واللاذقية وحمص وغيرها من المناطق السورية. وفي المقابل لوحظ وجود عناصر الأمن والجيش بكثافة غير مسبوقة في منطقة برزة في دمشق، كما وضعت حواجز تفتيش عسكرية على كافة مداخل مدينة دمشق، وأهمها الحاجز على مدخل دمشق من جهة طريق حمص حيث كانت تخضع الحافلات العامة والسيارات الخاصة القادمة من محافظة حمص لتفتيش دقيق، مع إبراز للبطاقات الشخصية للداخلين إلى دمشق.

وبحسب مصادر حقوقية في دمشق، فإن مئات الأشخاص تم اعتقالهم في حيي ركن الدين والحجر الأسود في دمشق. وشملت العمليات الأمنية أيضا منطقة الزبداني بريف دمشق التي نصبت فيها حواجز عسكرية كثيرة. إلا أن الحملات الأشد تلك التي شهدتها بلدة كناكر في ريف دمشق التي شهدت أول من أمس مقتل 13 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال خلال عملية أمنية وعسكرية واسعة.

وفي حمص، دعا ناشطون للتظاهر كل يوم في شهر رمضان، وجاء في بيان صدر عن «اتحاد أحياء مدينة حمص»، ونشر على صفحة «أوغاريت» على موقع «فيس بوك»، بأنه «تقرر انطلاق جميع المظاهرات في مدينة حمص عقب صلاة التراويح في شهر رمضان، انطلاقا من المساجد، واستمرارها حتى صلاة الفجر من كل يوم».

من جهته، قال مصدر عسكري سوري في بيان رسمي إن «قوات حفظ النظام تعقبت أول من أمس في منطقة كناكر بريف دمشق مجموعات إرهابية مسلحة قامت بترويع المواطنين الآمنين، وأسفرت المواجهة عن مقتل أربعة من عناصر تلك المجموعات المسلحة وجرح اثنين آخرين». ووصف المصدر العملية التي نفذتها قوات حفظ النظام بأنها «نوعية وناجحة».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، حصول مظاهرة في قطنا (ريف دمشق)، يوم أول من أمس بعد صلاة العشاء، نصرة لكناكر «التي ناصرتهم أيام حصارهم، لكن سرعان ما قمعها رجال الأمن والشبيحة الموجودين بكثافة في المدينة». وأوضح المرصد «أنهم قاموا بمحاصرة المظاهرة بسيارتي (بيك آب) مزودتين برشاش خلفي وعدة سيارات مليئة برجال الأمن المدججين بالسلاح وقاموا باعتقال شاب». وأشار المرصد إلى أن «قوات الأمن كانت قد نفذت مداهمات للمنازل واعتقالا للشباب بعد صلاة المغرب»، لافتا إلى أن مدينة قطنا «ما زالت تشهد وجودا أمنيا كثيفا». وأكد المرصد «وجود حاجز أمني على مدخل قطنا ودبابتين على مدخل البلد بالإضافة لحاجز أمني آخر على طريق كفرقوق عند سكة القطار مع انتشار واضح للعناصر الأمنية والشبيحة في شوارع قطنا».

وفي دمشق، «خرجت مظاهرة مساء أول من أمس في شارع خالد بن الوليد شارك فيها مجموعة من الشبان والشابات وأغلقوا الشارع لفترة وجيزة كما خرج مئات الشبان من حي المزة الشيخ سعد وهتفوا بإسقاط النظام»، بحسب المرصد. وأضاف «تجمع عدد من شبان حي برزة في دمشق للتظاهر بعد صلاة العشاء قرب جامع السلام فهاجمتهم سيارة (كيا) لونها أزرق فيها 4 من الشبيحة مسلحون ثم تلاها وصول 3 باصات لقمع المظاهرة»، مشيرا إلى أن «المظاهرة ما لبثت أن انفضت».

وقال المرصد «قبل صلاة المغرب بدأت قوات الجيش بالخروج تدريجيا مع بقاء وجود أمني قليل في هذا الحي الذي نفذت فيه قوات الأمن السورية (الأربعاء) عملية أمنية كبيرة حيث انتشرت قوات كبيرة من الأمن والجيش وبدأت عملية مداهمة للبيوت واعتقال أكثر من 100 شخص بناء على قوائم كانت معهم». وأضاف «كما خرجت مظاهرة نسائية مسائية في منطقة الحجر الأسود (ريف دمشق)».

من ناحية ثانية، ذكر المرصد في بيان «أن جهاز أمن الدولة بدمشق اعتقل في 27 يوليو (تموز) المعارضين البارزين عدنان وهبة ونزار الصمادي عضوي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا»، مشيرا إلى أن «مصيرهما لا يزال مجهولا». وأدان المرصد في بيانه «بشدة استمرار الأجهزة الأمنية السورية بممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئ».

ريف دمشق سوار يطوق عنق النظام

اشتهرت بتحولها إلى مصيف جذب إليها أبناء الطبقة الثرية واختلطوا مع فقرائها وأبناء الطبقة الوسطى النازحين إليها

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

عادة توصف غوطة دمشق وهي المناطق الخضراء من بساتين وجنائن بأنها تحيط بمدينة دمشق كما يحيط السوار بالمعصم. غوطة دمشق الأمس هي محافظة ريف دمشق اليوم، إذ تحيط مناطقها ومدنها وبلداتها بدمشق بشكل دائري ومن كافة الجهات، وبعض بلداتها تتصل بالمدينة بفضل التوسع السكني السريع، الذي جعل منها امتدادا لبعض أحيائها، مثل منطقة الدويلعة الشعبية التي تصل بين مدينة جرمانة (جنوب دمشق) وحي باب شرقي في المدينة القديمة، وبلدة جوبر الملاصقة لمنطقة العباسيين.

مع مطلع السبعينات تم اعتماد تسمية ريف دمشق بمحافظة مستقلة إداريا عن المدينة، وتتضمن 9 مناطق، 27 ناحية، 28 مدينة، 190 قرية، 82 مزرعة، وتعد مدينة دوما أكبر مدنها، ولها حدود مباشرة من الشرق مع العراق والأردن، ومع لبنان من الغرب والشمال الغربي، فيما تحدها شرقا محافظة حمص، وجنوبا درعا والسويداء، وكانت في السابق تضم المناطق الريفية المحيطة بالعاصمة قبل أن تصبح مع الوقت من أهم المحافظات السورية، بمساحة 18.018 ألف كم مربع، يعيش فيها نحو مليونين ونصف المليون نسمة.

ولعل أهم ما يميز هذه المنطقة، التي تعتبر رئة دمشق السياحية والصناعية والزراعية، هو تنوع طبيعتها بين السهول والسهوب والجبال العالية والوديان وانتشار المصايف، والمتنزهات، لا سيما في الزبداني ومضايا والديماس والصبورة وغيرها من التي يقصدها السياح صيفا من أنحاء مختلفة لا سيما دول الخليج العربي، لطقسها اللطيف ولغناها بالفاكهة والخضار التي اشتهرت بها الشام. وأهميتها التاريخية والدينية من حيث وجود المساجد والمزارات والكنائس والأديرة القديمة.

في العقدين الأخيرين ومع تنامي الهجرة الداخلية إلى العاصمة، تحولت محافظة ريف دمشق إلى حاضنة للوافدين من أبناء الريف، من طلبة وعسكريين وموظفين. وشهدت معظم مدنها ومناطقها توسعا في السكن العشوائي الشعبي، الذي بات حزاما من الفقر يطبق على عنق العاصمة، مثل الدويلعة وحرستا والقدم والقابون والسبينة والست… وزاد في تردي الحال توافد اللاجئين العراقيين الذين تركز فقراؤهم في منطقتين؛ جرمانة والست زينب.

من جانب آخر وخلف حزام الفقر كانت هناك هجرة معاكسة من أبناء الطبقة الوسطى الدمشقية الذين لم تعد المدينة تتسع لهم، بسبب تردي الوضع الاقتصادي، وراحت معظم العائلات الكبيرة تبيع بيوتها وسط المدينة لتشتري بثمنها عدة بيوت لحل مشكلة سكن أبنائها في قدسيا ودمر وحرستا. وفي المقابل، كان هناك نزوح من نوع آخر لأبناء الأثرياء الجدد ولمسؤولين نحو مناطق المصايف مثل الصبورة والديماس، حيث انتشرت بشكل كبير الفيلات ومشاريع التجمعات السكنية الفاخرة التي قامت بتنفيذها شركات عربية، وقد جاء هذا التطور بعد تنفيذ مشاريع سكنية واسعة قامت للنقابات المهنية في دمر والديماس في الثمانينات، لتكون بذلك محافظة ريف دمشق حاضنا للفقراء في مساكن عشوائية تفتقر للخدمات، وملاذا لأبناء الطبقة الوسطى، وأيضا واحة للأثرياء الجدد ممن صارت لهم مناطق منظمة ومخدمة مثل ضاحية الأسد التي يقطنها معظم المسؤولين، ولتصل أسعار العقارات فيها إلى حدود خيالية.

هذه التحولات فرضت واقعا شديد التناقض، حيث حمل أبناء الأرياف معهم الانفتاح إلى محافظة ريف دمشق المعروف بتشدده الاجتماعي والديني رغم تنوعه – إسلامي، مسيحي – لتكون المدن والبلدات القديمة نواة محافظة وتقليدية وسط محيط منفتح شديد الغنى والتنوع والتناقض، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن تركز المسؤولين والأغنياء في مناطق حديثة مخدمة أظهر حالة التفاوت الطبقي التي راحت تتفاقم عاما بعد آخر، مع التقدم نحو نهاية العقد الأول من حكم الرئيس بشار الأسد. ففي هذا العقد فتح الباب على مصراعيه أمام اقتصاد السوق حتى كاد يقضي على الطبقة الوسطى، نتيجة لتأثر قطاعي الزراعة والصناعات الصغيرة، ولعل هذا في مقدمة الأسباب التي جعلت محافظة ريف دمشق في مقدمة المناطق المتأثرة سلبيا بالسياسات الاقتصادية الجديدة. إذ تتركز في هذه المحافظة المصانع الصغيرة والمزارع التي تعد المغذي الرئيسي للعاصمة بأغلب المنتوجات الصناعية والزراعية المحلية، ويقدر عدد المنشآت الصناعية على مختلف أنواعها في المحافظة بنحو 19 ألف مصنع ومعمل ومنشأة لمختلف الصناعات: الصناعات المعدنية والثقيلة والتحويلية والإلكترونية والكهربائية والغذائية والهندسية والسيارات والأثاث والكابلات والسجاد والكيماويات والمنظفات والمواد العازلة والزيوت والنسيج والملابس الجاهزة والورق والكرتون والبلاستيك والألبان.

ومن نافل القول أن ريف دمشق من أهم المحافظات السورية من الناحية الصناعية بسبب قربها من العاصمة. ومن مراكز الإنتاج والتصدير على حد سواء. حيث ترتبط مدن وبلدات ومصايف المحافظة بشبكة من الطرق الحديثة والدولية التي تخترق المحافظة من الجنوب (أوتوستراد درعا) ومن الغرب (أوتوستراد دمشق بيروت) ومن الشمال (أوتوستراد حلب) وخطوط طرقية متقاطعة في جميع الاتجاهات وكذلك خط سكك حديدية كقطار المصايف العريق والخط الحديدي الحجازي وقطار درعا وبصري وخطوط القطارات السورية التي تنطلق نحو محافظات ومدن شمال سوريا.

وعند النظر في الآثار السلبية للسياسات الاقتصادية التي اعتمدتها الحكومة السورية في خطتها الخمسية العاشرة والتي انتهت العام الماضي، يمكن تفسير أسباب خروج أبناء ريف دمشق في مظاهرات تطالب بإسقاط النظام، حيث كانت مدينة دوما، التي تعد مركز المحافظة من أوائل المدن التي خرجت فيها مظاهرات بعد مدينة درعا، لتليها المعضمية وحرستا وسقبا وحمورية وجوبر وداريا والقدم والحجر الأسود… وفتح السوق المحلية لاستيراد السلع الصينية والتركية الرخيصة، وأدى ذلك إلى توقف غالبية المنشآت عن العمل وزيادة عدد العاطلين عن العمل. الأمر الذي لم تلحظه عناية الحكومة فلم تضع ضوابط لحماية الصناعات الصغيرة، وتركتها لأهواء رياح السوق، بالتآزر مع فساد فتك بالزراعة وبالأراضي وأطاح بالملكيات الخاصة، من خلال قرارات استملاك جائرة لصالح مشاريع عقارية، أفقرت سكان المنطقة الأصليين، وزادت في ثراء الوافدين من رجال المال والأعمال من المتحالفين مع النظام. وعندما بلغ الأمر حدا لا يطاق، كان انتفاض ريف دمشق والبدء من دوما والمعضمية. وخرجت مظاهرات قام النظام بقمعها بعنف شديد كان كافيا لإبقاء جذوة الاحتجاج في تلك المناطق مشتعلة بل وتزداد اتساعا يوما بعد آخر… ليكون سوار دمشق وحدائقها طوقا يحيط بعنق النظام.

الشرق الأوسط» تدخل مخيم بونيون في جنوب تركيا: الخوف سيد الموقف.. وهاجس الكاميرات يؤرق «ضيوف تركيا»

لاجئ احتفظ بـ49 ألف دولار في خيمته فلم يغادرها.. و102 حالة حمل

أنطاكية (الحدود السورية): ثائر عباس

تحت حرارة الشمس القاسية التي تتجاوز الـ40 درجة مئوية، تلعب مجموعة من الأطفال في باحة مخيم «بونيون» الذي أقامته السلطات التركية لـ«ضيوفها» من السوريين، كما يسميهم المسؤولون الأتراك الذين يتجنبون استعمال كلمة «لاجئين»، وعلى مقربة منهم، فتح رجال من سكان المخيم ثغرة في الستار الذي يغلف سياج المخيم الشائك، ليعبر منها بعض الهواء يساعدهم في تحمل حرارة «تموز (يوليو) الذي يجعل المياه تغلي في الكوز» كما يقول المثل الشامي. «الضيوف» عبارة تستفزك لكثرة ما يرددها المسؤولون الأتراك لوصف مجموعة من الناس أتى معظمهم من دون أي متاع هربا من الخطر الذي يتهددهم في بلادهم.

الظروف المناخية القاسية التي جارت على سكان مخيم بونيون أكثر من غيرهم من سكان المخيمات الأخرى المحظوظين بوجود سقوف تظللها، كسقف مصنع التبغ القديم في القرية القريبة والذي يحتوي بضع مئات من اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى المنطقة القريبة من حدودهم بعد أحداث منطقة «جسر الشغور».

ومنذ انتهاء الأحداث، وتمركز القوات السورية على طول خط الحدود المفتوحة مع تركيا، بدأ عدد اللاجئين السوريين يتناقص، متأثرا بالظروف القاسية التي يعيشها اللاجئون، وبالهدوء الذي يلف مناطقهم ولو على مضض. ومن لا يزالون في المخيمات التركية أصبح أكثر من 8 آلاف لاجئ بقليل، بعد أن كان العدد تجاوز في يونيو الـ15 ألفا.

«الشرق الأوسط» دخلت مخيم بونيون بإذن خاص، ومواكبة خاصة من وزارة الخارجية التركية، فاستطلعت أحوال ساكنيه، كما حاورت نائب حاكم ولاية هاتاي، وهو الكلام الرسمي الأول الذي يصدر عن الولاية التي تضم ما يعرف بالعربية «لواء إسكندرونة» ومنطقة أنطاكية التي تضم غالبية من الأتراك العرب.

يقع مخيم بونيون في منطقة مكشوفة تمتد على مسافة ينتشر فيها 580 شادرا تؤوي نحو 1900 لاجئ. هذا المخيم بني على عجل، ففي 9 يونيو كانت المنطقة عبارة عن سهل كبير، وفي ستة أيام فقط حولتها ولاية هاتاي إلى مخيم لاستقبال اللاجئين، فتم حفر الآبار الارتوازية لتأمين مياه الخدمة، كما تم تجهيز الحمامات ومجاري الصرف الصحي، بالإضافة إلى مد شبكة مياه الشرب إلى المخيم. فلكل 20 شخصا تم بناء مرحاض وحمام.

الإجراءات الأمنية في المخيم مشددة للغاية، الجيش التركي يحيط بالمخيم من كل الجهات، وقد أحيط المخيم بسور أمني، تراقبه 4 كاميرات على مدار الساعة لمنع دخول غير المرغوب فيهم، بالإضافة إلى منع خروج اللاجئين بغير تنظيم. فمعظم هؤلاء، هم من الذين عبروا الحدود من دون أوراق ثبوتية، فما كان على السلطات التركية إلا أن تصدق ما أبلغوها إياه من أسماء وتسجلها على أنها أسماؤهم ويبرر نائب حاكم ولاية هاتاي علي إرسلان طاش هذه الإجراءات بأنه «لو كان هؤلاء يحملون جوازات السفر لاستطاعوا أن يدخلوا إلى تركيا ويقيموا فيها أينما شاءوا لمدة 4 أشهر من دون تأشيرة وفقا للنظام المتبع بين البلدين منذ إلغاء التأشيرة بينهما قبل نحو عامين»، في عز «شهر العسل» الذي جمعهما سياسيا واقتصاديا وتجاريا. في بداية عملية اللجوء كانت العائلات متفرقة، غير أنه مع الوقت تم جمع شملها في المخيمات، بحيث خصصت كل عائلة بخيمة خاصة بها.

ويوضح المسؤول التركي أن من أسباب التضييق على الداخلين إلى المخيمات عامل الخوف الكبير لدى السكان، فهؤلاء يخافون من الملاحقة في حال عودتهم إلى بلادهم، وكلما رأوا كاميرا يهربون منها، مشيرا إلى أن هؤلاء يخافون أيضا على أقاربهم في سوريا من الملاحقة إذا ما تحدثوا أمام الإعلام، ولذلك – واحتراما لهم – نمنع عنهم اللقاءات.

السلطات التركية تحيط ضيوفها بالكثير من الإجراءات الأمنية بعد كلام عن محاولات اختراق أمنية ووجود جواسيس في المخيمات، وهو كلام يتردد بكثرة في أوساط اللاجئين، رغم أن إرسلان طاش ينفيه. الزيارة غير مسموحة إلا في أضيق الحدود وللأقارب فقط، رغم أن السلطات تغض الطرف أحيانا عن بعض من يدعي القرابة طالما أن من في الداخل يرغب بلقاء الزائر أيا يكن فهؤلاء «ليسوا أسرى بل ضيوفا، واجبنا حمايتهم وفي الوقت نفسه تأمين راحتهم» يضيف المسؤول التركي. مشيرا إلى أن هؤلاء «يمكنهم البقاء إلى ما شاءوا ولن يتم إجبارهم على القيام بأي شيء لا يرغبون فيه، وبالتأكيد لن يجبروا على الرحيل لأي سبب كان».. أما من يريد المغادرة إلى بلاده فالسلطات التركية تؤمن له المغادرة كما أتى، وذلك بنقلهم إلى المعابر غير الشرعية التي أتوا منها، ومن هناك يدخلون إلى سوريا على مسؤوليتهم الخاصة. ويشير إرسلان طاش إلى أن السلطات لا تسأل أحدا عن سبب رحيله «فكما لم نسألهم عندما أتوا لا نسألهم عندما يرحلون».

وهذا كله لا يعني عدم إمكانية مغادرة المخيم، بل إن السلطات تسمح للسكان بالخروج إلى مجمع تجاري كبير في أنطاكيا للتبضع، ثم تعيدهم إلى المخيم بواسطة سيارات خاصة، لكن هذا التبضع على حسابهم الخاص لأن السلطات التركية لم تقدم أي مساعدات نقدية. فالعديد من القادمين حملوا معهم بعض الأموال السورية، والدولارات التي بلغت كميتها مع أحدهم 49 ألف دولار أميركي، مما جعله يمتنع عن مغادرة خيمته خوفا عليها من السرقة، فكان أن لجأت السلطات إلى أخذها منه وإيداعها البنك باسمه.

حاولت السلطات التركية تزويد سكان المخيمات بوسائل الترفيه ووسائل متابعة الأخبار، فجهزت 3 صالونات كبيرة لمشاهدة التلفزيون على مدار الساعة، وزودتها بمشروبات باردة وساخنة مجانية. ويوضح إرسلان طاش أن نحو 150 شخصا يتحدثون العربية من موظفي الدولة التركية يقومون بخدمة «الضيوف» بينهم عدد لا بأس به من النساء، وبين هؤلاء حلاق للرجال وأخرى للسيدات. كما زود المخيم بمستشفى ميداني متكامل فيه 50 سريرا، وتداوم فيه مختصة بالولادة وطبيب أطفال وطبيب عائلة نهارا، وطبيب مناوب ليلا، فيما تتمركز سيارة إسعاف في المخيم على مدار الساعة تحسبا لأي طارئ لا يستطيع المستشفى الميداني التعامل معه. وقد أخضع جميع «الضيوف» إلى فحص طبي شامل. أما الأطفال من بينهم والذين تتجاوز نسبتهم الـ60 في المائة من سكان المخيم، فقد تم استكمال تطعيمهم بعد أن تم الاتصال بالسلطات السورية لأخذ برامج التطعيم المعتمدة في سوريا. أما فيما خص التعليم، فالأمر مختلف، إذ إنه من غير المتاح لهؤلاء الحصول على البرامج الدراسية السورية، بل المنهاج التركي في روضة الأطفال. وتوزع سلطات المخيم 3 مرات يوميا على اللاجئين حفاضات وحليب أطفال وطعاما خاصا لهم.

وقد وزعت السلطات التركية على اللاجئين الذين قدموا إلى تركيا بالإضافة إلى الثياب، والملابس الداخلية، أغطية وفرشا وحصائر للأرضية. ويشير إرسلان طاش متفاخرا بما قدمته تركيا إلى أن عائلة سوريا غادرت قبل 20 يوما إلى بلادها، تركت المخيم بواسطة 3 باصات كبيرة تم تأمينها من قبل السلطات، بعد أن كانت وصلته بباص صغير! «الإنتاج» لم يتوقف في المخيمات، فقد حصلت 32 حالة ولادة حتى اليوم، وهناك 102 أخريات من الحوامل ينتظرن دورهن. ويقول إرسلان طاش إن «الولاية» تجهد لتأمين متطلبات «الوحام» للاجئات، وأكثر هذه الطلبات هو «الحصرم الحامض» (العنب غير الناضج) بالإضافة إلى البطيخ. ويوضح ردا على سؤال ضاحكا أن العديد من حالات الحمل حصلت داخل المخيمات، فيما أتاها البعض الآخر وهو على هذه الحال.

ومن الطرائف، أن زوجين وصلا إلى المخيم فرا قبل يوم واحد على حفل زفافهما، فكان أن نظم الأتراك لهم زفافا في المخيم، وبعثوا بالعروسين إلى أحد فنادق أنطاكيا لقضاء «أسبوع العسل».

لائحة التقديمات التي يوردها أرسلان طاش تكاد لا تنتهي، خزان مياه خاص بالمخيم، مسجدان للرجال والنساء ونظام صوتي للأذان ورش المخيم ومحيطه بالمبيدات لمنع دخول الحشرات، كراسي مدولبة للعاجزين وكبار السن. الكثير من الخدمات تم تعديلها بناء على طلب السكان، فالنسوة السوريات رفضن الغسالات الأوتوماتيكية التي وضعت لهن، فكان أن تم تأمين أوعية خاصة للغسيل يستعملنها.

نظام الطعام بدأ جماعيا، من خلال 3 وجبات ساخنة تقدم يوميا، لكن اللاجئين ضغطوا لتأمين تناول الطعام في الخيم الخاصة بهم، وهذا ما حصل، كما تم رصف الطرق في المخيم بالإسفلت بعد أن تسببت أمطار يونيو في تحويلها إلى برك من الوحل. وتم تزويد المخيم بثلاجات للأدوية وحليب الأطفال، بالإضافة إلى ملعب لكرة القدم للرجال وتنظيم دورات تدريب مهني للنساء ودورات لتعليم الرسم على الماء.

التنسيق مع السلطات السورية معدوم فيما يتعلق باللاجئين، ورغم أن رئيس الهلال الأحمر السوري زار المنطقة وطلب دخول المخيم، فإن طلبه رفض «لأننا لا نستطيع تأمين حمايته في المخيم».

نجيب غضبان لـ «الشرق الأوسط»: نسعى لإعداد الشباب السوري لقيادة مرحلة ما بعد سقوط النظام

قال إن الشباب السوري وقيادات المعارضة التقليدية بحاجة إلى بعضهم لإنجاح الانتفاضة

بيروت: بولا أسطيح

قال الأكاديمي والناشط السياسي السوري الدكتور نجيب غضبان، المحاضر في الملتقى التنسيقي الأول لنشطاء ومجموعات عمل الثورة في سوريا، الذي ينعقد في إسطنبول، إننا «دخلنا مرحلة جديدة من العمل في إطار إعداد الشباب السوري لقيادة مرحلة ما بعد سقوط النظام».

ولفت غضبان إلى أن «المؤتمرات السابقة التي عقدت في تركيا كان هدفها فقط جمع النشطاء في الخارج لإيجاد سبل دعم للثورة وإيصال صوت الداخل السوري للرأي العام الدولي». وأضاف: «أما الملتقى الذي يعقد حاليا في إسطنبول، فالهدف منه جمع مجموعة كبيرة من الشباب السوري من الداخل والخارج وإخضاعهم لدورات مكثفة في عدة مجالات منها ما هو حقوقي، وإغاثة، وعلاقات دولية، وأداء إعلامي، وتعريف بمفهوم المواطنة وبحقوق الأقليات وغيرها».

واعتبر غضبان أن «الشباب السوري الناشط بحاجة لهذه المهارات كونه من وظائف الأنظمة القمعية قتل عنصر الاهتمام لدى الشباب بالشأنين العام والسياسي»، وقال: «اكتساب المهارات الأساسية ضروري، خاصة أن قسما كبيرا من هؤلاء الشبان سيكونون قياديين في المرحلة المقبلة وبالتالي من واجبنا إعداد قيادات شابة قادرة على أن تدير الأمور على المستويات كافة».

وأشار غضبان إلى أن «الشباب الذين خضعوا لهذه الدورات سيعملون على مشاركة زملائهم بالخبرات التي اكتسبوها، خاصة أن هناك قصورا فيما يتعلق بالوعي السياسي لدى الشباب السوري عامة على الرغم من أنه تعلم الكثير في إطار إدارة المظاهرات ولكن المرحلة المقبلة حرجة جدا ويجب أن نكون على مستوى تحدياتها».

وعن تعارض وجهات النظر بين الشباب السوري وقيادات المعارضة التقليدية، قال غضبان: «لا شك أن النخب السورية أو ما يعرف بقيادات المعارضة التقليدية لم تستطع أن تقود حركة الشارع السوري لكن الطرفين اكتشفا مؤخرا أنّهما بحاجة لبعضهما البعض فالشباب بحاجة للخبرات والنخب للاندفاعة الشبابية»، لافتا إلى أن «الملتقى المنعقد في إسطنبول جاء بطلب من مجموعات شبابية تسعى لتطوير نفسها».

وعن خطة عمل المعارضة للمرحلة المقبلة، قال: «كفاية مؤتمرات، حان الوقت لنحدد الكفاءات المنتشرة في الخارج والقادرة على التحرك باسم شباب سوريا بالداخل. سنعمد إلى تقسيم المناطق تقسيما جغرافيا بإطار مؤسساتي محدد لتكون صوت الثورة في الخارج».

وشدد غضبان على أن «المعارضة تسعى للتأكيد لقادة العالم أن هناك بديلا عن نظام الأسد قادرا على ملء الفراغ في المرحلة المقبلة». وأضاف: «أما فيما يخص ما يحكى عن سعي لتشكيل هيئة إنقاذ وطني أو حكومة انتقالية، فلا شك أننا نؤيدها حين تنضج وحين تأتي المرحلة المناسبة»، متحدثا عن «ضرورة تأمين الصفة التمثيلية لهذه الحكومة أو الهيئة لأن الأفكار في هذا الصدد موجودة ومتداولة».

وكان قد انطلق في إسطنبول أول من أمس الملتقى التنسيقي الأول لنشطاء ومجموعات عمل الثورة في سوريا، الذي يعقد على مدار أربعة أيام بهدف تطوير التنسيق بين نشطاء ومجموعات عمل الثورة السورية في الداخل والخارج، بالإضافة إلى زيادة التعارف والتعاون بين النشطاء، كما يحتوي على دورات تدريبية في 5 مجالات مختلفة تتبعها ورش عمل متخصصة.

ناشطون سوريون يعلنون يوم غد «اليوم العالمي السوري»

دعوا شعوب العالم لإضاءة الشموع والتجمهر في الساحات العامة

بيروت: بولا أسطيح

أعلن الناشطون السوريون يوم غد السبت «اليوم العالمي السوري»، ودعوا شعوب العالم «لإضاءة الشموع من أجل أطفال سوريا الأبرياء الذين لم تستثنهم آلة القتل الوحشية ولم تشفع لهم طفولتهم من الاعتقال والتعذيب والإبادة». ودعا منظمو التحرك عبر صفحتي «تويتر» و«فيس بوك» المتضامنين لتسجيل الحضور في صفحة الدعوة الخاصة بكل بلد، مشددين على أن مشروع الحراك سلمي محض.

وفي اليوم عينه، تعقد الندوات في 27 مدينة في جميع أنحاء العالم تحت عنوان «احفظوا أطفالنا»، باللغات المحلية. وقد تهافت المئات لتسجيل أسمائهم للمشاركة في التحرك المعارض، فيما سعى المتضامنون مع الانتفاضة السورية في جميع أنحاء العالم للاستفسار عن مكان وزمان تنظيم الندوات في بلدان انتشارهم.

ولهذه الغاية، أنشأ المنظمون صفحات خاصة لكل بلد على «فيس بوك» حيث تم تحديد توقيت وزمان الندوات وبرنامجها.

وعلى الصفحة الخاصة بفرنسا، وفي إطار تعداد أهداف التحرك قال الناشطون «هدفنا الأول من هذا التحرك العالمي، إسقاط النظام السوري أخلاقيا وإنسانيا عند الشعوب، وذلك من خلال توعية وتعريف المجتمع الغربي بالجرائم المرتكبة في سوريا ضد الشعب السوري وخاصة الأطفال، كما سنسعى لجمع أكبر عدد من التواقيع على عريضة تقدم إلى وزارة الخارجية باسم منظمات حقوق الإنسان أو أحزاب سياسية تطالب بطرد السفراء السوريين واتخاذ موقف سياسي جاد من الأحداث في سوريا». ووضع المعنيون بتنظيم الحدث فرنسيا، التحرك في إطار «تقديم الدعم المعنوي والإعلامي لشباب الثورة في الداخل السوري».

وعبر صفحات «تويتر»، دعا الناشطون شعوب العالم يوم غد السبت للخروج إلى الساحات العامة في بلدانهم للتضامن مع الشعب السوري وأطفال سوريا. يذكر أنه وعبر شبكات التواصل الاجتماعي تم إنشاء أكثر من صفحة تعنى بتنظيم عمل الناشطين في الانتفاضة السورية عبر العالم، لتحديد الأهداف المشتركة، وتوحيد الجهود وتعميم الدعوات. وقد نشطت صفحات «شباب سوريا في الخارج»، و«مظاهرات الجاليات السورية لدعم الثورة»، و«اتحاد الجاليات السورية في العالم» وغيرها.

تأجيل محاكمة فنانين ومثقفين

“المرصد السوري” يعلن اعتقال معارضين بارزين

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن جهاز أمن الدولة بدمشق اعتقل أول أمس، المعارضين البارزين عدنان وهبة ونزار الصمادي عضوي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا .

وقال المرصد ومقره بريطانيا في بيان “إن وهبة قيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي والصمادي من الشخصيات الإسلامية البارزة في مدينة دوما، ولا يزال مصيرهما مجهولاً” . وأضاف أن الأجهزة الأمنية “اعتقلت عشرات الآلاف من السوريين في إطار حملتها لإنهاء التظاهرات التي انطلقت منتصف مارس/آذار الماضي ولا يزال الآلاف منهم قيد الاعتقال” .

ودان “استمرار السلطات السورية بممارسة سياسة الاعتقال التعسفي رغم رفع حالة الطوارئ” .

إلى ذلك، أجلت محكمة سورية النظر بمحاكمة فنانين ومثقفين كانوا نظموا مظاهرة بحي الميدان وسط دمشق نظراً لعدم حضور جميع المطلوبين، وحددت الجلسة المقبلة في 17 أغسطس/آب .

وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) مهند الحسني “لم تشرع المحكمة باستجوابهم لعدم اكتمال الخصومة وحضور جميع المطلوبين وعددهم 28 ومن تم تبليغهم وحضروا عددهم 11” . وانتقد “تدخل فرع الأمن الجنائي بدمشق بالمحاكمة وتواصلهم مع المحكمة حفاظاً على استقلالية القضاء، من خلال تقديمهم اعترافات منسوبة إلى مواقع التواصل الاجتماعي لعدم قبولها كأدلة في الأعراف والقوانين الدولية” .

وكان فنانون ومثقفون سوريون نظموا مظاهرة أمام جامع الحسن بحي الميدان منتصف الشهر الحالي لدعم الثورة السورية، وقد اعتقلت السلطات 28 منهم من بينهم الأخوين ملص، ريما فليحان، مي سكاف، ريم مشهدي، فادي زيدان، نضال حسن، وغيرهم . (يو .بي .آي)

 المؤتمر السوري” يرفض قانوني الانتخاب والأحزاب

أعلن “ المؤتمر السوري للتغيير” المعارض أمس، رفضه “القاطع” للصيغة النهائية لقانوني الانتخابات العامة، والأحزاب، اللذين أقرتهما الحكومة السورية خلال الأيام الماضية .

وقال المؤتمر في بيان إن هذه المشاريع صدرت “أساساً عن نظام فاقد للشرعية الوطنية، منذ وصوله إلى السلطة” . وأضاف “إن محاولات النظام لاستعادة ما أمكن له من رضا عالمي، وتخفيف الضغط الدولي عليه، من خلال طرح هذين المشروعين وغيرهما لن تجدي نفعاً، ولن تعيد الزمن إلى الوراء” . وتابع إن “الحلول للمعضلات تُستحضر فقط عن طريق وجود حياة سياسية حرة في بيئة مدنية تعددية حاضنة للحريات العامة، وهذا لن يتوافر طالما ظل هذا النظام” .

وأشار إلى أن “قراءة لقانوني الانتخابات والأحزاب، تكشف مدى ضحالة الطرح الإصلاحي، وتُسقِط عن وجه النظام قناعه الإصلاحي، الذي يحاول تثبيته بصورة يائسة خوفاً من الثورة الشعبية العارمة” .    (يو .بي .آي)

جمعة سوريا تدين “الصمت القاتل

رفع المتظاهرون السوريون المناوئون لحكم الرئيس بشار الأسد شعار “صمتكم يقتلنا”عنوانا لتحركات اليوم الجمعة، تعبيرا عن رفضهم لما اعتبروه تواطؤا محليا واقليميا ودوليا مع أعمال القتل في سوريا. يأتي ذلك بينما يكثف الجيش وقوات الأمن حملتهما الأمنية بعد أن شهدت البلاد أمس مقتل مدنيين وانشقاق جنود في المظاهرات المناهضة لنظام الأسد.

ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان في مدينة دير الزور في شرق سوريا أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين سكان في المدينة وعناصر من الأمن مساء أمس، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم بعد مقتل ثلاثة مدنيين برصاص الجيش.

وفي حين تحدثت مواقع للمعارضة عن انشقاقات في صفوف الجيش في دير الزور التي شهدت حملات دهم في عدة أحياء وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، دعا ناشطون إلى التظاهر اليوم في إطار ما سموه جمعة “صمتكم يقتلنا ” تعبيرا عن رفضهم لما اعتبروه تواطؤا محليا وإقليميا ودوليا مع أعمال القتل في سوريا التي تشهد مظاهرات منذ أشهر.

وطبقا لاتحاد تنسيقيات الثورة، اقتحمت قوات الأمن والجيش حي الحويقة في دير الزور، وأطلقت الرصاص عشوائيا على المدنيين، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح العشرات العديد منهم بحالة خطيرة، حيث دعي عبر مكبرات الصوت بالمساجد للتبرع بالدم.

الجيش كثف حملته الأمنية

وتصاعدت الأحداث -وفق المصادر نفسها- عندما بدأت الدبابات بالقصف العشوائي بالقذائف على حي الحويقة، أتبعه حدوث انشقاق كبير بالجيش، كما يتحدث الناشطون بالمدينة، ومواجهات بينه وبين الأمن العسكري بعد منتصف الليلة الماضية. ويشير الناشطون إلى انشقاق الكتيبة السابعة من اللواء 137 مدرعات.

مقتل المحافظ

وأكد شهود عيان وناشطون أن مساجد المدينة والأهالي في الشوارع يرددون خبر مقتل محافظ المدينة المعين حديثا سمير الشيخ ورئيس الأمن العسكري جامع جامع، بلا أي تأكيدات دقيقة سوى أن الغموض لا يزال يلف مصيرهما حتى الآن.

وجاءت التطورات في دير الزور بينما تشهد المدينة، وفق صور بثها ناشطون على الإنترنت، مظاهرات نهارية وأخرى ليلية تنادي بإسقاط النظام.

وفي سياق متصل بانشقاقات الجيش، نشر ناشطون على الإنترنت صورا لضباط وعناصر بالجيش أعلنت انشقاقها في بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب، إضافة إلى حديث الناشطين عن وقوع انشقاقات أخرى في كل من بلدة مضايا والزبداني بريف دمشق.

وفي إطار الحملات الأمنية أيضا، نقلت وكالة رويترز -عن سكان- مقتل مدنييْن اثنين في بلدة مضايا قرب العاصمة دمشق في اجتياح أمني للبلدة التي شهدت مظاهرات تنادي بإسقاط النظام. كما سمع دوي إطلاق نار كثيف في سهل الزبداني بريف دمشق.

واستعدادا لجمعة “صمتكم يقتلنا” شهدت عدة مدن وبلدات مظاهرات ليلية وفجر اليوم، ردد فيها المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة وتلك التي تشهد عمليات أمنية مثل دير الزور وحمص وبلدات بريف دمشق.

تواصل المظاهرات

يأتي ذلك في حين تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام بمختلف أنحاء سوريا, وجرت بمدن حماة ودير الزور والبوكمال واللاذقية ومنطقة داريا في ريف دمشق, كما وصلت دبابات الجيش إلى مدينة اللاذقية شمالي غربي البلاد، وسمع دوي انفجارات في بعض أحياء هذه المدينة الساحلية.

وأفاد ناشطون بأن قوات الأمن أطلقت النار على مظاهرة مسائية في بلدة تلكلخ بمحافظة حمص المحاذية للحدود مع لبنان مما أدى إلى وقوع إصابات.

كما شهدت ساحة العاصي بمدينة حماة مظاهرة حاشدة فجر اليوم، إضافة إلى مظاهرات مسائية شهدتها أحياء بمدينة حمص وأخرى في البوكمال بمحافظة دير الزور. وشهدت أحياء بالعاصمة مظاهرات مساء أمس جرت في حي الأقصاب (السادات وسط المدينة) والميدان والقدم وجوبر الذي شهد مداهمات شملت اعتقال العشرات، وفق ناشطي اتحاد تنسيقيات الثورة.

كما خرجت مظاهرة ليلية في حرستا بريف دمشق، وبثت على شبكة الإنترنت لقطات تظهر خروج مظاهرة ليلية في مدينة حلب تنادي بإسقاط النظام. وفي غضون ذلك نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات ودهم واسعة بمدينة قطنة التي ما زالت تحاصرها بعد الأربعاء الدامي بكناكر.

وفي تطورات اليوم، قال التلفزيون السوري إن مجموعة وصفها بأنها تخريبية استهدفت خطا للنفط باستخدام عبوة ناسفة في منطقة تلكلخ بين حمص وطرطوس، وإن حفرة عمقها عشرة أمتار نجمت عن هذا التفجير.

يُذكر أن مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي قالت إن دول الاتحاد اتفقت الخميس من حيث المبدأ على توسيع العقوبات ضد نظام الأسد, وستصبح سارية مطلع الأسبوع القادم بعد إقرار رسمي من مبعوثي الاتحاد.

انشقاق بالجيش وقتلى بدير الزور وريف دمشق

تصعيد أمني قبل مسيرات الجمعة بسوريا

كثف الجيش السوري وقوات الأمن حملتهما في مدن وبلدات سورية قبل ساعات من مظاهرات اليوم أطلق عليها نشطاء على الإنترنت اسم جمعة “صمتكم يقتلنا”. وقد قتل عدد من الأشخاص بينهم طفل في مداهمات بمدينة دير الزور شرقا ومضايا بريف دمشق. وتحدث ناشطون عن قصف دبابات لأحياء بدير الزور وانشقاق عناصر في الجيش بالمدينة ومناطق أخرى.

وطبقا لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية اقتحمت قوات الأمن والجيش حي الحويقة في دير الزور، وأطلقت الرصاص عشوائيا على المدنيين، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح العشرات العديد منهم بحالة خطيرة، حيث دعي عبر مكبرات الصوت بالمساجد للتبرع بالدم.

وتصاعدت الأحداث -وفق المصادر نفسها- عندما بدأت الدبابات بالقصف العشوائي بالقذائف على حي الحويقة، أتبعه حدوث انشقاق كبير بالجيش، كما يتحدث الناشطون بالمدينة، ومواجهات بينه وبين الأمن العسكري بعد منتصف الليلة الماضية. ويشير الناشطون إلى انشقاق الكتيبة السابعة من اللواء 137 مدرعات.

ولا زالت الأحداث مستمرة حتى الآن، حيث يؤكد شهود العيان والناشطون أن مساجد المدينة والأهالي في الشوارع يرددون خبر مقتل محافظ المدينة المعين حديثا سمير الشيخ ورئيس الأمن العسكري جامع جامع، بلا أي تأكيدات دقيقة سوى أن الغموض لا يزال يلف مصيرهما حتى الآن.

وجاءت التطورات في دير الزور فيما تشهد المدينة وفق صور بثها ناشطون على الإنترنت مظاهرات نهارية وأخرى ليلية تنادي بإسقاط النظام.

وفي سياق متصل بانشقاقات الجيش نشر ناشطون على الإنترنت صورا لضباط وعناصر بالجيش أعلنت انشقاقها في بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب، إضافة إلى حديث الناشطين عن وقوع انشقاقات أخرى في كل من بلدة مضايا والزبداني بريف دمشق.

وفي إطار الحملات الأمنية التي تشنها السلطات السورية بعدة مناطق سورية لقمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام نقلت وكالة رويترز عن سكان مقتل مدنيين اثنين في بلدة مضايا قرب دمشق في اجتياح أمني للبلدة التي شهدت مظاهرات تنادي بإسقاط النظام. كما سمع دوي إطلاق نار كثيف في سهل الزبداني بريف دمشق.

استمرار المظاهرات

واستعدادا لما أسماها الناشطون جمعة “صمتكم يقتلنا” شهدت مدن وبلدات سورية تظاهرات ليلية وفجر اليوم، ردد فيها المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام ونصرة للمدن المحاصرة وتلك التي تشهد عمليات أمنية مثل دير الزور وحمص وبلدات بريف دمشق.

وأفاد ناشطون بأن الأمن السوري أطلق النار على تظاهرة مسائية في بلدة تلكلخ بمحافظة حمص المحاذية للحدود مع لبنان ما أدى إلى وقوع إصابات.

كما شهدت ساحة العاصي بمدينة حماة مظاهرة حاشدة فجر اليوم، إضافة إلى مظاهرات مسائية شهدتها أحياء بمدينة حمص وأخرى في البوكمال بمحافظة دير الزور. وشهدت أحياء بالعاصمة دمشق مظاهرات مساء أمس جرت في حي الأقصاب (السادات وسط المدينة) والميدان والقدم وجوبر الذي شهد مداهمات شملت اعتقال العشرات، وفق ناشطي اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.

كما خرجت مظاهرة ليلية في حرستا بريف دمشق، وبثت على شبكة الإنترنت لقطات تظهر خروج مظاهرة ليلية في مدينة حلب تنادي بإسقاط النظام.

في غضون ذلك نفذت قوات الأمن السورية حملة اعتقالات ودهم واسعة بمدينة قطنة التي ما زالت تحاصرها بعد الأربعاء الدامي بكناكر.

فقد أعلن ناشطون سياسيون سوريون أن القوات السورية اقتحمت بآلياتها مدينة قطنة، 25 كيلومترا جنوب العاصمة دمشق، ونفذت حملة دهم واعتقالات بعد المظاهرات الليلية لسكان المدينة الذين تضامنوا مع سكان مدينة كناكر التي سقط فيها الأربعاء 13 قتيلا برصاص الأمن.

وقام الجيش السوري -الذي انتشر بسرعة داخل المدينة بعد أحداث كناكر- بنصب حواجز عسكرية بمدخل المدينة وعلى الخط الحديدي الذي يربط المدينة بكفر قوق لإحكام الطوق على قطنة.

يأتي ذلك فيما تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام بمختلف أنحاء سوريا, وجرت بمدن حماة ودير الزور والبوكمال واللاذقية ومنطقة داريا في ريف دمشق, كما وصلت دبابات الجيش السوري إلى مدينة اللاذقية شمالي غربي البلاد، وسمع دوي انفجارات في بعض أحياء هذه المدينة الساحلية.

تشديد أوروبي

في الأثناء قالت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي إن دول الاتحاد اتفقت الخميس من حيث المبدأ على توسيع العقوبات ضد نظام الرئيس السوري  بشار الأسد, وستصبح سارية مطلع الأسبوع القادم بعد إقرار رسمي من مبعوثي الاتحاد.

 ويسعى الاتحاد الأوروبي من خلال هذه الخطوة إلى زيادة الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد لوقف الحملة الأمنية التي تشنها قواته على المتظاهرين بعدة مناطق سورية.

وفي السياق قال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستير بيرت إنه يصعب تقييم فرص استمرار نظام الأسد ما لم يغير أسلوبه في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، واعتبر “قتل المدنيين خطأ تماما”، وأنه “ما لم يتوقف القتل الآن فإن فرصهم تتقلص يوما بعد يوم”.

وأضاف أن “الرغبة في الإصلاح يجب أن تدعمها الحكومة وليس أن تقابلها بالقمع أو العنف، نعتقد إما أن يدعم الرئيس هذه العملية الإصلاحية أو يتنحى عن الطريق”.

تظاهرات سورية في جمعة “صمتكم يقتلنا”.. وانشقاق عسكري في دير الزور

تقارير عن مقتل محافظ المدينة

دبي – العربية

يحتشد المتظاهرون في سوريا اليوم الجمعة تحت مسمى “صمتكم يقتلنا”، وشهدت قنوات الشبكة العنكبوتية محاولات لتعبئة أكبر عدد من المحتجين في كافة أنحاء البلاد استغلالاً لقرب شهر رمضان، الذي يقول محللون إنه سوف يشهد منافسة شرسة بين المعارضة التي تريد الاستفادة من فرص التجمع الديني، والحكومة التي تريد أن تُبقي الأمور على حالها.

وقال شهود الجمعة إن مصادمات اندلعت خلال الليل بين أفراد المخابرات الحربية وسكان في دير الزور بشرق سوريا عقب مقتل 5 محتجين على الأقل.

إلى ذلك، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن مجموعات تخريبية استهدفت خط أنابيب نفط بالقرب من مدينة حمص بوسط البلاد اليوم الجمعة دون أن تكشف عن طبيعة الهجوم، نقلاً عن رويترز.

وتضم حمص واحدة من مصفاتي نفط في سوريا، وشهدت المدينة احتجاجات حاشدة تطالب بإطاحة الرئيس بشار الأسد الذي نشرت قواته الدبابات هناك في محاولة لردع المحتجين.

تعزيزات أمنية لحصار التظاهرات

ومن جانبها، نشرت السلطات الأمنية تعزيزات عسكرية في مختلف المدن والبلدات، وقامت باعتقال عدد كبير من النشطاء في إجراءات احترازية لكبح جماح التظاهرات المزمعة.

وفي الإطار نفسه، تواصل الآليات العسكرية حصار العديد من المناطق خاصة أحياء حمص، وتطلق النيران على المواطنين والمنازل ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

ولم يثن الرصاص المتظاهرين والمحتجين عن الخروج، وتواصلت التظاهرات وتنوعت وسائل الاعتراض في اللاذقية والبوكمال وسقبا والقدم والميدان وإدلب وحماة وبنش وداعل وداريا والمعضمية، وقام معارضون هناك بكتابة الحرية على الجدران بالدم .

انشقاق بالجيش

وتضاربت الأنباء الواردة من دير الزور حول وقوع انشقاقات في صفوف القوات المسلحة المرابطة في المدينة، حيث أكد ناشطون حقوقيون المعلومات عن انشقاق الكتيبة السابعة من اللواء 137 مدرع.

كما نقلت بعض المواقع الإلكترونية عن ناشطين سياسيين معلومات عن مقتل محافظ المدينة الجديد سمير الشيخ، وإصابة رئيس فرع الأمن العسكري “جامع جامع” في المدينة، هذا ولم تتمكن “العربية” من التأكد من صحة هذه المعلومات الواردة.

وكانت قوات الجيش مدعومة بعناصر أمن، وما يطلق عليهم اسم الشبيحة، شنوا حملة عسكرية واسعة على المدينة التي شهدت أكبر احتجاجات في البلاد منذ بدء الأزمة قبل خمسة أشهر.

جدير بالذكر أن عدد المحتجين في دير الزور يوم الجمعة الماضية التي أطلق عليها “جمعة أحفاد خالد بن الوليد” تجاوز 600 ألف متظاهر.

شابة سورية في المهجر تتابع مقتل والدها عبر فيديو على الإنترنت

قتل ضمن متظاهرين وهم يهتفون “سلمية والله سلمية”

واشنطن – منى الشقاقي

تفاجأت مصممة ديكور أمريكية سورية بمقتل والدها عبر فيديو على الإنترنت، أثناء متابعتها للقطات سجلها المتظاهرون في سوريا.

واستيقظت هالة عبدالعزيز التي تبلغ من العمر 29 عاماً أحد الأيام في أبريل/نيسان الماضي في شقتها بمدينة إليكساندريا في ولاية فرجينيا، وكعادتها زارت الصفحات الإلكترونية لمتابعة أخبار سوريا.

وأثناء مشاهدتها فيديو مظاهرة حدثت بمنطقة أزرع في اليوم الماضي، ظهر فيها متظاهرون يتساقطون واحداً تلو الآخر، بينما يهتفون “سلمية والله سلمية”، ويصرخون استغاثة مطالبين بالعناية الطبية، وإذ بوالدها ينزف في الصورة المسجلة، حيث يقوم أحد الشباب بحمله من يديه، والآخر من قدميه.

وتقول هالة إن الصدمة سيطرت عليها في اللحظة الأولى، و”صرت أضرب أخماساً بأسداس عندما شاهدت الفيديو”، متسائلة “هل هو ميت ولا شو؟”، حتى رأت اسمه في قائمة الشهداء.

وما زاد ألم هالة أنها لم تستطع الاتصال بأهلها نتيجة قطع السلطات السورية لخطوط الاتصال لأكثر من شهر. غضبها وحزنها دفعاها إلى استغلال القوانين الأمريكية، وقررت أن ترفع دعوى ضد نظام الأسد.

ويسمح القانون الأمريكي لعائلات ضحايا القتل والتعذيب الأمريكيين برفع دعاوى ضد دول قامت بهدر حقوق ذويهم من غير الأمريكيين، وانضم للدعوى سوريون أمريكيون آخرون تعرضوا لظروف مشابهة.

ومن هنا بدأت التهديدات والاتصالات ومحاولات التخويف، ليس من قبل السلطات الأمريكية، ولكن من قبل موظفين في السفارة السورية، كما اتضح لمكتب التحقيقات الفيدرالية لاحقاً.

وأكدت هالة أنها تعرضت لتهديدات من بعض العاملين في السفارة السورية، وقالت: “هددوني، وقالوا بالحرف الواحد: رح نقتلك ونشرد بنتك”.

ابنتها والتي تبلغ الخامسة من العمر وتعيش مع والدة هالة في سوريا، تم احتجازها من قبل السلطات لمدة خمس ساعات، كما تم تعذيب أخويها.

ويبدو أن هالة ليست الوحيدة كما يقول محمد عبدالله، وهو ناشط سوري قضى وقتاً في السجن هناك قبل أن يلجأ للولايات المتحدة، حيث إن بعض موظفي السفارة السورية كانوا يصورون المتظاهرين السوريين الأمريكيين ويرسلون بأسمائهم للمخابرات السورية ليتم الضغط على أهلهم الذين يقطنون هناك.

وأضاف: “تلقى نشطاء تهديدات وحملوها لأجهزة الأمن الأمريكية التي أخذتها على محمل الجد، واتضح من تحقيقهم أن مصدرها السفارة، وقد أبلغتنا الأف بي آي بذلك. إذن ، السفارة تقوم بالتجسس على مواطنين أمريكيين”.

وتم منع أمهات أحد النشطاء بالسفر خارج سوريا، وتم اعتقال آخرين، الأمر الذي أدى إلى ارتداء بعض النشطاء أقنعة الوجه أثناء التظاهر، فيما وصل الأمر إلى درجة دفعت وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير السوري لاجتماع لمناقشة الفضية، والتعليق علنياً عليها.

مساعد وزيرة الخارجية للشرق الأوسط جيفري فيلتمان قال في جلسة استماع في الكونغرس الأربعاء إن الأف بي آي مازالت مستمرة في تحقيقاتها.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولند “إن الحكومة الأمريكية تأخذ على محمل الجد محاولات تخويف وترهيب أشخاص في الولايات المتحدة لمحاولتهم ممارسة حقهم الشرعي بالتظاهر، وإننا نقوم بالتحقيق في قضية معاقبة الحكومة السورية لمواطنيها نتيجة ممارسات أبنائهم في الولايات المتحدة.”

السفارة السورية لم ترد على طلبات “العربية” المتكررة للتعليق على القضية، ومكتب التحقيق الفيدرالي قال إنه لا يعلق على التحقيقات الجارية.

وكل هذا لم يؤثر على عزيمة هالة التي تقول إنها تحت المراقبة دائماً من قبل سوري أمريكي تبعها إلى منزلها مؤخراً، لكنها تؤكد أن القضية لا تتعلق بأبيها فقط، بل بالمئات والآلاف من السوريين المضطهدين، قائلة “لن أتراجع عن الدعوى أبداً لغاية أن يتم الحكم على بشار الأسد”.

سوريا تضرب الرقم القياسي: كل ساعة يختفي أحدهم وآخر يسقط قتيلاً كل ساعتين

لا حس ولا خبر عن 3000 مفقود

لندن – العربية.نت

لن يستغرب أحد فيما لو دخلت سوريا موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية هذا العام بعدد من سقطوا قتلى أو اختفوا من مواطنيها في 135 يوماً، فالمعلومات تؤكد أنهم 2918 مفقوداً منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام في 15 مارس/آذار الماضي، أي منذ 3240 ساعة، وخلالها سقط أيضاً 1634 قتيلاً، أي تقريباً واحد كل ساعتين، وهو رقم قياسي لبلد ليس في حالة حرب أهلية ولا عسكرية معلنة مع أحد.

هذا الحساب الدموي هو من عمليات ضرب وجمع بسيطة يمكن القيام بها بعد الاطلاع على تقرير بثته اليوم الخميس منظمة العمل السياسي الدولية المعروفة باسم Avaaz اختصاراً، وفيه عدد القتلى والمفقودين في 4 أشهر وأسبوعين، وخلالها أيضاً بلغ عدد المعتقلين 12 ألفاً و617 مطالباً بإسقاط النظام، أي واحد كل ربع ساعة، وهو رقم قياسي آخر يستحق “غينيس” بامتياز.

واعتمدت المنظمة، وهي غير حكومية وستنشر قريباً أسماء وصور جميع القتلى والمفقودين والمعتقلين في موقع “أفاز دوت أورغ” الخاص بها على الانترنت، على وسائل عدة للتوصل الى أرقامها المستوحاة أيضاً من مصادر متنوعة، منها نظيرة لها تدافع عن حقوق الإنسان وزودتها حتى بتاريخ مقتل أو اعتقال معظم من فقدوا حياتهم أو مازالوا الى الآن موقوفين.

واعتمدت “أفاز” أيضاً على شبكة من الباحثين والناشطين قاموا بتجميع نطاق الاعتقالات فى سوريا وقدموا إليها المعلومات، وبدورها قامت هي بجمع الصور للقتلى والمعتقلين، فيما ذكر ريكين باتل، وهو المدير التنفيذى للمنظمة، أن قوات الأمن السورية “تعتقل عدداً من المتظاهرين السلميين من وسط الحشود، ثم لا يعود هؤلاء للظهور مجدداً أبداً”، بحسب تعبيره.

وقال باتل إن محاولة الرئيس السوري، بشار الأسد، إرهاب السوريين لم تنجح، ودعا الى حملة مكثفة لمطالبة المجتمع الدولي بإطلاق سراح المفقودين والانتقال بسوريا الى الديمقراطية.

سورية: دعوات لمظاهرات والإعلان عن انفجار خط انابيب قرب حمص

 المظاهرات الشعبية لم تتوقف منذ شهور للمطالبة برحيل نظام الأسد

قال التلفزيون الحكومي السوري إن من وصفها بمجموعة تخريبية فجرت خط أنابيب لنقل النفط بالقرب من حمص باستخدام عبوة ناسفة.

ونقل التلفزيون عن مصادر رسمية سورية قولها إن عبوة ناسفة استهدفت خط النفط بين مدينة حمص وسط سورية ومدينة طرطوس الساحلية في منطقة تلكلخ قرب سد تل حوش.

واضافت المصادر السورية ان استهداف الخط النفطي في هذا الموقع كان لتسريب االنفط الى مياه السد وتخريب المحاصيل الزراعية في المنطقة

وكانت مدينة تلكلخ التابعة لمحافظة حمص قد شهدت منذ شهرين احتجاجات ومظاهرات تطالب باسقاط النظام.

كما شهدت سقوط قتلى وجرحى نتيجة الصدامات بين القوى العسكرية والأمنية مما ادى الى دخول الجيش اليها ونزوح اعداد كبيرة من سكانها الى لبنان كونها تقع على الحدود مع لبنان.

وكان خط للنفط قد تعرض للتخريب قرب دير الزور شرق سورية منتصف الشهر الجاري.

دعوات لمظاهرات

من جهة اخرى دعت المعارضة السوريين الى المشاركة مظاهرات في البلاد تحت اسم “جمعة صمتكم يقتلنا”.

وذكرت مصادر حقوقية أن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا في مدينة دير الزور شرقي البلاد.

وذكرت هذه المصادر لوكالة رويترز أن مصادمات اندلعت الليل الماضية بين افراد المخابرات الحربية وسكان في دير الزور.

وذكرت مصادر حقوقية أن دير الزور شهدت إطلاق نار كثيف على خلفية اعتقالات واسعة في منطقة الجبينية التابعة يوم امس الخميس.

ودفع ذلك بالأهالي إلى التجمع امام منزل المحافظ احتجاجا كما قطعت الاتصالات عن المدينة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن : إنه إثر ذلك: ” نزل حوالى ثلاثة الاف شخص من ابناء المدينة الى الشوارع وتجمعوا امام منزل المحافظ الجديد سمير عثمان الشيخ حيث تظاهروا احتجاجا على سقوط القتيل”.

وقال المرصد في بيان منفصل إن 8 دبابات نشرت في حي الحويقة قرب منزل المحافظ وسط سماع اطلاق رصاص كثيف كما دخلت الدبابات حي الشيخ ياسين وانتشرت دبابات قرب مقهى عثمان بيك بجوار الجسر.

وأضاف أن 6 ناقلات جنود مدرعة دخلت حي الجورة وسمعت اصوات اطلاق رصاص كثيف في حي العرضي واحياء اخرى في المدينة .

وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد اصدر الاحد الماضي مرسوماً عيّن بموجبه العميد المتقاعد سمير عثمان الشيخ محافظاً لمحافظة دير الزور.

وكانت محافظة دير الزور قد شهدت خلال الأشهر الأخيرة مظاهرات احتجاجية ضخمة.

كما شهدت مدينة البوكمال المجاورة لدير الزور مظاهرات حاشدة واضطرابات أدت إلى انسحاب الأمن منها وتطويقها من قبل وحدات الجيش قبل التوصل إلى اتفاق مع وجهاء المدينة بتسليم المتظاهرين الذي اقتحموا مراكز حكومية واستولوا على أسلحة منها.

يأتي هذا فيما تؤكد المنظمات الحقوقية استمرار الحملات الامنية الواسعة المعززة بدبابات وقوات الجيش في مختلف المدن في مسعى من السلطات لقمع الاحتجاجات العارمة المطالبة باسقاط النظام منذ خمسة اشهر وقبل حلول شهر رمضان.

وتعهدت المعارضة بتصعيد الانتفاضة الشعبية خلال هذا الشهر.

وفي مدينة مضايا ، قرب العاصمة دمشق، أبلغ بعض السكان وكالة رويترز بأن اثنين من المدنيين قتلا في حملة شنتها قوات الأمن.

وكانت المدينة قد شهدت مظاهرات شعبية حاشدة تطالب بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وجاءت هذه المظاهرات رغم تمركز الدبابات وعربات الجنود المدرعة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى