أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 20 أذار 2015

 

أميركا تحذّر الأسد بعد «هجوم الكلور»

واشنطن، لندن – «الحياة»

صعّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس حملته على نظام الرئيس بشار الأسد، بعد أيام من اللغط الذي أثاره كلامه عن الاضطرار «في نهاية المطاف» إلى «التفاوض» مع الرئيس السوري، إذ قال الوزير في بيان وُزِّع في واشنطن أن الولايات المتحدة «منزعجة جداً» من تقارير للمعارضة السورية عن استخدام النظام غاز الكلور السام، في هجوم استهدف قبل أيام بلدة سرمين بريف إدلب. وأضاف: «نمعن النظر في هذه المسألة وندرس الخطوات التالية… وإذا صح (الهجوم بالكلور) سيكون ذلك أحدث مثال مأسوي لفظائع نظام الأسد ضد الشعب السوري التي يجب أن يدينها المجتمع الدولي بالكامل»

وصدر موقف كيري في وقت اهتم مراقبون أمس بإشارة جنرال أميركي بارز إلى إمكان دخول جنود من دول مؤيدة لمعارضي الأسد، إلى الأراضي السورية للمساعدة في حماية الفصائل «المعتدلة» التي يخطط الأميركيون لتدريبها وتجهيزها في عدد من دول المنطقة، خصوصاً أن ذلك سيمثّل التدخل الأول من نوعه لدولة من الدول المعارضة للنظام. وعلى رغم أن الهدف الأول للمعارضة المعتدلة سيكون، كما يبدو، استعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، إلا أن تعرضها لضربات محتملة من طائرات النظام، ربما يفتح الباب أمام مواجهة أوسع.

 

في غضون ذلك، أكدت الحكومة السورية وناشطون استعادة جيش النظام وحلفائه مناطق خسروها قبل 10 أيام في شمال مدينة حلب، ما يؤشر إلى وجود إصرار على تكرار محاولة فرض طوق على كبرى مدن شمال سورية، بعدما مني آخر هجوم للنظام في المنطقة بفشل ذريع قبل أسابيع.

 

ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال راي أوديرنو قوله أن بعض حلفاء الولايات المتحدة في القتال ضد متشددي «داعش» في سورية، ربما يكونون مستعدين لإرسال جنود لمرافقة ودعم قوة من مقاتلي المعارضة الذين وُضعت خطط لتدريبهم وإعادتهم إلى سورية. وأبلغ أوديرنو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في وقت متقدم ليل الأربعاء أن الجيش على علم بأن قوة المعارضة السورية ستحتاج إلى مساعدة ودعم لدى إعادتها إلى سورية، وأنه يدرس أفضل السبل لتقديم تلك المساعدة. وسُئِل هل القوات الموالية للأسد ستحاول على الفور القضاء على قوة المعارضة التي سيدربها التحالف، فأجاب أن الحلفاء سيكونون حذرين في شأن الأماكن التي سيُرسل إليها مقاتلو المعارضة، والعمليات التي سيضطلعون بها في البداية. لكنه أردف: «ونحن ندرس استخدام تلك القوات حال تدريبها، علينا أن نكون حذرين جداً في شأن كيف سنفعل ذلك… سيكون هناك بعض عناصر الدعم الضرورية لمساعدتهم». ولم يحدد أوديرنو نوع هذه العناصر، وغالباً ما تُستخدم الكلمة للإشارة إلى جنود يتولّون مهمات المخابرات والاستطلاع والإجلاء الطبي والاتصالات ومهمات أخرى تدعم العمليات القتالية.

 

وقال أوديرنو أنه بالنظر إلى أن الغرض من إنشاء قوة مقاتلي المعارضة، هو التصدي لمتشددي تنظيم «داعش» فإن الحلفاء سيقومون بمسعى في بادئ الأمر لوضعها في مكان من غير المرجح أن تتعرض فيه لهجوم من جيش الأسد.

 

إيران تتمسك بـ «خطوط حمر» وأوروبا تتهمها بتراجع بعد تقدم

فيينا – محمد صالح صدقيان < لوزان (سويسرا)، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب

أعلنت طهران أمس، أن محادثاتها مع واشنطن لتسوية الملف النووي الإيراني باتت في «مراحلها الأخيرة». وأكدت الولايات المتحدة تحقيق «تقدّم»، لكنها طالبت إيران بـ «تنازلات جوهرية»، فيما رجّح الاتحاد الأوروبي ألاّ يبرم الجانبان اتفاقاً بحلول نهاية الشهر، لافتاً إلى أن «الإيرانيين يتقدمون ويتراجعون».

 

ونفى البيت الأبيض مساء أمس وجود «مسوّدة وثيقة» في شأن اتفاق مع إيران، مشيراً إلى أن المفاوضات مستمرة. وكانت وكالة «أسوشييتد برس» أفادت بأن طهران وواشنطن تناقشان مسودة اتفاق تنص على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي الإيرانية إلى 6 آلاف، في إطار تسوية مدتها 15- 20 سنة. لكن مسؤولاً بارزاً في الخارجية الأميركية قال: «نحن بعيدون جداً. هناك قضايا كثيرة ما زالت تحتاج إلى حلّ، وعلى الإيرانيين تقديم تنازلات جوهرية».

 

وتعرقل قضية البحوث التي تجريها طهران وتطويرُها أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، التوصلَ إلى اتفاق، فيما أبلغت مصادر في فيينا «الحياة» أن الغرب يرفض اشتراط إيران إلغاء كل قرارات العقوبات التي فرضها مجلس الأمن عليها منذ عشر سنين، بقرار جديد يصدر تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.

 

وفي اليوم الرابع من المحادثات في مدينة لوزان السويسرية، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، كما اجتمع وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز برئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي.

 

وقال كيري: «نناقش قضايا صعبة، لكننا حققنا تقدماً». أما ظريف، فأشار إلى أن المحادثات دخلت «مرحلة حساسة في شأن قضايا معقدة جداً»، وزاد: «نتقدّم في شكل جيد جداً، لكن هناك مسائل تحتاج حلولاً. نحن في المراحل النهائية ونجري محادثات مكثفة، وهذا يعني أننا نتوصل إلى شيء ما، لكن هناك مسافة وجيزة تفصلنا عن القول إننا توصلنا إلى تفاهم مشترك».

 

لكن ديبلوماسياً أوروبياً أشار إلى أن إيران والدول الست المعنية بملفها النووي «بعيدة من اتفاق»، لافتاً إلى أن «الإيرانيين يتقدمون ويتراجعون، الأمر يتغيّر يومياً». وأضاف أن «البحث والتطوير (للبرنامج النووي الإيراني) بات المسألة الأكثر أهمية وصعوبة، ولن يكون هناك اتفاق إذا لم يتراجع الإيرانيون».

 

في المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني بارز قوله: «المشكلة تتمحور حول عدد أجهزة الطرد المركزي التي تريد إيران أن تحتفظ بها من أجل البحث والتطوير، وهذه واحدة من خطوطنا الحمر».

 

في واشنطن، قال آدم زوبين، القائم بأعمال رئيس مكتب شؤون الإرهاب وتعقب الأموال المشبوهة في وزارة الخزانة، إن إدارة الرئيس باراك أوباما ستعمل مع الكونغرس لتشديد العقوبات على إيران «إذا أبدت عدم استعداد للتعامل مع مصادر قلق المجتمع الدولي، وفي هذه الحال فإن مزيداً من المفاوضات سيكون أمراً لا طائل منه». وأضاف أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن طهران على مراحل في إطار أي اتفاق، لافتاً إلى أن ذلك سيكون مرتبطاً بخطوات إيرانية «يمكن التحقق منها».

 

سورية تستعيد 120 قطعة أثرية نهبت من تدمر

دمشق – رويترز

 

قال مدير شؤون المتاحف في المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية أحمد ديب ان المديرية استردت نحو 120 قطعة أثرية نُهبت من مواقع تاريخية في مدينة تدمر بعد أعوام من الدمار والسلب.

وقال ديب إن اللصوص نهبوا مقابر وخربوا معابد رومانية في تدمر، والتي كانت ذات يوم نقطة توقف حيوية للقوافل العابرة لصحراء سورية حاملة التوابل والحرير والعطور.

وكانت الاشتباكات في سورية بين الجيش والمعارضة المسلحة ألحقت أضراراً بمواقع أثرية ومبان في أنحاء البلاد خلال الصراع الممتد منذ أكثر من أربع سنوات وأدى إلى مقتل 200 ألف شخص.

 

وأضاف ديب “الجهات المختصة في تدمر استرجعت نحو 120 قطعة أثرية عامة، أغلبها شواهد جنائزية من بعض المدافن التي تم التنقيب عنها بشكل سري”. لكنه عبر عن أسفه لأن بعض القطع الاثرية المنهوبة نقلت إلى خارج سورية.

وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن سورية غنية بالكنوز الأثرية وبها ستة مواقع مسجلة في لائحة مواقع التراث الإنساني العالمي.

وأضافت ان أربعة من تلك المواقع بينها تدمر و”قلعة الحصن” استخدمت لأغراض عسكرية.

وقال معهد التدريب والأبحاث التابع للأمم المتحدة (يونيتار) في كانون الأول (ديسمبر) إن صورا بالأقمار الصناعية تبين أن 290 من مواقع التراث الثقافي في سورية بعضها يرجع إلى فجر الحضارة الإنسانية، تعرضت لأضرار خلال الحرب الأهلية.

 

وقال ديب إنه تم افراغ جميع المتاحف السورية قبل عامين ووضعت القطع الاثرية في مخازن من أجل حفظ تاريخ البلاد. وأضاف أن القطع المهربة من المواقع الاثرية وثقت في “قائمة حمراء” أرسلت إلى “الانتربول”.

 

يذكر أن مجلس الأمن حظر الشهر الماضي الإتجار في القطع الاثرية القادمة من البلد الذي تمزقه الحرب.

 

كيري “منزعج بشدّة” من التقارير عن استخدام الكلور جنرال أميركي: حلفاؤنا قد يرسلون جنوداً إلى سوريا

المصدر: (رويترز)

أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن انزعاج الولايات المتحدة بشدة من التقارير القائلة إن سوريا هاجمت بلدة سرمين باستخدام غاز الكلور في 16 آذار، بينما أفاد رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال راي أوديرنو ان بعض الدول المشاركة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا قد يكونون مستعدين لارسال جنود لمرافقة قوة من مقاتلي المعارضة السورية يخطط الائتلاف لتدريبهم واعادتهم الي سوريا.

 

وجاء في بيان لكيري: “نحن ننعم النظر في هذه المسألة وندرس الخطوات التالية… على رغم أنه لا يمكننا تأكيد التفاصيل بعد فسوف يكون ذلك، اذا صح، أحدث مثال مأسوي على فظائع نظام الأسد ضد الشعب السوري التي يجب أن يدينها المجتمع الدولي كله”.

 

تدريب المعارضة

أما اوديرنو، فأبلغ لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي الاربعاء ان الجيش على علم بان قوة المعارضة السورية ستحتاج الى مساعدة ودعم في حال إعادتها الي سوريا، وانه يدرس أفضل السبل لتقديم تلك المساعدة.

وسئل هل تحاول القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد فوراً القضاء على قوة المعارضة التي سيدربها الائتلاف، فأجاب ان الحلفاء سيكونون حذرين من حيث الاماكن التي سيرسل اليها مقاتلو المعارضة، والعمليات التي سيضطلعون بها في بادئ الأمر، “ونحن ندرس استخدام تلك القوات حال تدريبها اعتقد ان علينا ان نكون حذرين للغاية في ذلك… اعتقد انه سيكون هناك بعض عناصر الدعم التي ستكون ضرورية لمساعدتهم”. ولم يحدد نوع عناصر الدعم الذي قد يكون ضرورياً، مع العلم أن هذه العبارة تستخدم غالباً للاشارة الى جنود يقومون بمهمات الاستخبارات والاستطلاع والاخلاء الطبي والاتصالات ومهمات اخرى تدعم العمليات القتالية. وقال اوديرنو انه نظراً الى ان الغرض من انشاء قوة مقاتلي المعارضة هو التصدي لمتشددي تنظيم “الدولة الاسلامية”، فان الحلفاء سيقومون بمسعى في بادئ الأمر لنشرها في مكان لا تتعرض فيه لهجوم من جيش الاسد.

وبدأ الجيش الاميركي في شباط الماضي عملية لانتقاء اعضاء المعارضة السورية الذين سينضمون الى تدريب عسكري في معسكرات تنشأ في اربع دول في المنطقة.

وصرحت ناطقة باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” بان الحلفاء حددوا حتى الان نحو 2000 مرشح من المعارضة السورية للتدريب.

ويأمل شركاء الائتلاف في تدريب ما بين 5000 و5500 من المعارضين السوريين سنوياً، وان تكون البداية بقوة صغيرة قوامها 200 الى 300 متدرب لكل مجموعة.

 

احتمالات نجاة رستم غزالة تتراجع

بشار الأسد يقيل رئيس المخابرات العسكرية الذي اعتدى عليه

بيروت – «القدس العربي» من سعد الياس: تابع اللبنانيون ما أعلن عن سلسلة تدابير اتخذها رئيس النظام السوري بشار الأسد ذات صلة بتداعيات ما تعرض له اللواء رستم غزالة من عنف جسدي أدى إلى دخوله المستشفى. وأبرز تلك التدابير تسريح اللواء رفيق شحادة، رئيس المخابرات العسكرية، «تأديباً» له على ما ألحق برستم غزالة من أضرار جسدية ومعنوية كبيرة، أدت الى وضعه الصحي الدقيق جداً.

ويأتي «تسريح» اللواء شحادة «عقاباً» كبيراً، إذ كان يمكن إقالته من موقعه على رأس المخابرات العسكرية، فيبقى لواءً في الجيش ولو من دون إيكال أي مهمة إليه، إلا ان تسريحه يعني طرده من الجيش نهائياً.

وبحسب ما أورد بعض المواقع الالكترونية فإن مثل هذا التدبير يعرف العسكريون أنه بالغ المعنى، خصوصاً في ضوء الخلاف بين ضابط كبير وضابط كبير آخر. والتدبير التالي للتسريح كان المسارعة إلى ملء «الشغور» في رئاسة المخابرات العسكرية، فاختار بشار الأسد اللواء محمد محلاّ لهذا المنصب. ووعد بشار عشيرة غزالة بأنه سيرفّع رستم الى موقع قيادي بارز ما ان يتعافى، ولكن الأنباء الواردة من سوريا تقول إن احتمالات نجاة غزالة ضعيفة وإن حالته الصحية بالغة الخطورة.

وفيما تحدثت صحف عن تعيين نزيه حسون في مكان غزالة، نُقل عن مسؤولين لبنانيين مقربين من النظام أن غزالة ما زال في منصبه.

 

واشنطن تحقق في هجوم كيميائي محتمل لنظام الأسد على بلدة في شمال غرب سوريا

واشنطن, 20-3-2015 (أ ف ب) – أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس ان الولايات المتحدة فتحت تحقيقا في مزاعم بشأن شن النظام السوري هجوما كيميائيا بغاز الكلور في بلدة سرمين في شمال غرب البلاد مطلع الاسبوع.

 

وقال كيري في بيان “على الرغم من اننا غير قادرين على تقديم تفاصيل في الوقت الراهن الا انه اذا صح هذا الامر فهو لن يكون سوى احدث مثال مأسوي على الفظائع التي يرتكبها نظام الاسد بحق الشعب السوري”.

 

وبحسب منظمة حقوقية وناشطين معارضين للاسد فقد قتل ستة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال في هجوم بغاز الكلور في بلدة سرمين في محافظة ادلب هذا الاسبوع.

 

وأكد الوزير الاميركي الذي قاد مفاوضات انتهت بارغام النظام السوري على التخلي عن ترسانته الكيميائية “نحن نتابع من كثب هذا الملف وندرس الاجراءات التي سنتخذها”.

 

وبموجب اتفاق روسي-اميركي سلم النظام السوري ترسانته من الاسلحة الكيميائية الى فرق دولية متخصصة قامت بتلف هذه الاسلحة والذخائر.

 

وأكد كيري ان “الامر الواضح هو ان نظام الاسد يواصل احتقار كل القيم والمعايير الدولية، بما فيها، في حال صحت هذه المزاعم، تلك المتعلقة بمعاهدة الاسلحة الكيميائية”.

 

وأضاف ان “المجتمع الدولي لا يمكنه ان يبقى مغمض العينين امام هذا القدر من الهمجية”، متهما نظام الاسد بترويع “الشعب السوري بغارات جوية والقاء براميل متفجرة واعتقالات تعسفية وتعذيب واعمال عنف جنسي وقتل ومجاعة”.

 

واكد كيري ان “نظام الاسد يجب ان يحاسب على هذه الفظائع

 

أمريكا: «حلفاء» قد يرسلون جنودا إلى سوريا لدعم المعارضة

اشتباكات عنيفة للسيطرة على قرية حندرات الاستراتيجية

عواصم ـ وكالات: قال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال راي اوديرنو إن بعض حلفاء الولايات المتحدة في القتال ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ربما يكونون على استعداد لإرسال جنود لمرافقة ودعم قوة من مقاتلي المعارضة السورية يخطط الائتلاف لتدريبهم وإعادتهم الى سوريا.

وأبلغ اوديرنو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الاربعاء أن الجيش على علم بأن قوة المعارضة السورية ستحتاج إلى مساعدة ودعم حال إعادتها الى سوريا وأنه يدرس أفضل السبل لتقديم تلك المساعدة.

وسئل اوديرنو هل القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد ربما تحاول على الفور القضاء على قوة المعارضة التي سيدربها الائتلاف؟ فقال إن الحلفاء سيكونون حذرين بشأن الأماكن التي سيرسل اليها مقاتلو المعارضة، وما هي العمليات التي سيضطلعون بها في بادئ الأمر.

وأضاف قائلا «ونحن ندرس استخدام تلك القوات حال تدريبها… أعتقد أن علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن كيف سنفعل ذلك… أعتقد أنه سيكون هناك بعض عناصر الدعم التي ستكون ضرورية لمساعدتهم.»

ولم يحدد اوديرنو نوع عناصر الدعم الذي ربما يكون ضروريا. وغالبا ما تستخدم الكلمة للإشارة الى جنود يقومون بمهام المخابرات والاستطلاع والإخلاء الطبي والاتصالات ومهام أخرى تدعم العمليات القتالية.

وقال اوديرنو إنه بالنظر الى أن الغرض من إنشاء قوة مقاتلي المعارضة هو التصدي لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية فإن الحلفاء سيقومون بمسعى في بادئ الأمر لوضعها في مكان من غير المرجح أن تتعرض فيه لهجوم من جانب جيش الأسد.

جاء ذلك فيما تدور اشتباكات عنيفة في هذه اللحظات بين فصائل المعارضة السورية، وقوات النظام على جبهة قرية حندرات الاستراتيجية شمال حلب، وسط تقدم للنظام الذي تمكن من السيطرة على أجزاء من القرية، بعد استهدافها بقصف كثيف بالطيران و المدفعية.

وأفاد القائد العسكري في الجبهة الشامية «أبو إبراهيم» ، في تصريحات لمراسل الأناضول، أن «قوات النظام والميليشيات الشيعية المساندة له سيطرت على أجزاء من قرية حندرات نتيجة القصف العنيف»، مشيراً إلى أن «مؤازرات من الريف الشمالي لحلب وصلت لقوات المعارضة لاستعادة تلك الأجزاء».

وكانت فصائل المعارضة تتقدمها الجبهة الشامية سيطرت على قرية حندرات بشكل كامل قبل نحو أسبوع، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.

تجدر الإشارة إلى أن النظام يحاول منذ أشهر حصار حلب عبر التقدم من جبهة حندرات دون أن يفلح في ذلك حتى الآن.

 

شادي حلوة… إعلامي مؤيد للنظام السوري بصلاحيات وزير

مصطفى محمد

حلب ـ «القدس العربي» يحرص الإعلامي المقرب من النظام السوري شادي حلوة على وضع صورة تجمعه مع رئيس النظام السوري وزوجته، على كل الصفحات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، والتي تسجل أعداداً كبيرة من المعجبين.

اقترن ظهور هذا الإعلامي الموالي مع بداية الثورة السورية بين الأوساط المؤيدة التي تصفه بأنه «وحش الإعلام السوري»، ليصبح بعد مضي أكثر من أربعة أعوام من عمر الثورة المتحدث الرسمي باسم حلب، أو «إعلامي بمرتبة وزير». عند دخولك لأحد صفحاته ستصاب بالذهول، من كم الشكاوى التي تصل له، ناهيك عن تلميعه الدائم، وتزييف حلوة لانتصارات وهمية للجيش السوري المتبوعة بكلمات تعبر عن شجاعة هذا الجيش، ليس هذا فحسب بل يطلُّ هذا الإعلامي مساء كل سبت على جمهوره الحلبي، وعبر الفضائية السورية، في برنامج حواري مع أحد المسؤولين في المدينة، أسماه «هنا حلب».

وفي خضم ماتعانيه المدينة فقد تحول هذا البرنامج إلى ملاذ للكثير من سكان أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، لما تعانيه هذه الأحياء من غياب للخدمات، وارتفاع في الأسعار، يبدأ حلوة برنامجه الأسبوعي بمقدمة قد تشعر وأنت تسمعها بأن هذا الإعلامي قد تخطى كل القيود الإعلامية التي يفرضها تلفزيون حكومي على العاملين فيه، لدرجة يشعرك فيها بفداحة أخطاء من ثار على هذا النظام، فالحريات مصانة، وصوت من يتحدث باسم المواطن مرتفع ليقول عن الحكومة «ماحدا لحدا ياحبيبي»، الأمر الذي يجعل من الضيف المسؤول في ورطة لا يحسد عليها.

ولا يتوانى هذا الإعلامي عن انتقاد المؤسسات المحلية، ومن ثم يبدأ بإطلاق الأوصاف، واصفاً على سبيل المثال جهاز حماية المُستهلِك، بحماية المستهلَك (بفتح اللام)، وتكاد تجزم حين النظر إلى جوانب العلاقة بين هذه الشخصية المثيرة للجدل وبين النظام السوري، أن هذا الأخير قد أطلق العنان لهذا الإعلامي، ليمارس كل الصلاحيات التي قد لا يسمح لمسؤولي النظام نفسه بممارستها.

وبصعوبة بالغة استطاعت «القدس العربي»، الوصول إلى مصدر مقرب من حلوة ليكشف هذا الأخير، عن معلومات تتخطى العمل الإعلامي، والتي تفيد بأن حلوة يدير شبكة من العملاء السريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي تتولى بدورها نقل كل تحركات المعارضة إليه، ليقوم هو بدوره بنقلها إلى أجهزة النظام السوري، ووفق نفس المصدر فإن اسم حلوة يقترن بالخوف أينما حل، وخصوصاً بين القادة العسكريين لدى النظام.

ويبدو أن الحادثة التي عرضته لصفعة قوية مع بداية الثورة، حين تلقى ضربة بالحذاء وهو يقوم بجولة في شوارع حلب، على الهواء مباشرة في عام 2012، نشب على إثر هذه الحادثة خلاف بينه وبين مراسلة إحدى القنوات المؤيدة للنظام في حلب «كنانة علوش»، حيث قامت مرافقة «حلوة» بضرب «كنانة»، في شوارع المدينة.

وفي غمرة الحديث عن هذا الإعلامي، تستوقفنا صورة تجمعه بالعقيد سهيل الحسن «النمر» الضابط الأكثر فتكاً، وهما يتصافحان بحرارة، ورغم ذلك اعتذر «النمر» عن استقباله، عندما قام «حلوة» بجولة في الريف الحمصي، برفقة «البواسل» كما يحلو له وصفهم، وهذا حسب ما كتب على صفحته الشخصية. وللوقوف عند خفايا هذا الرجل، التقت «القدس العربي» مع حارث عبدالحق مراسل قناة «الجزيرة مباشر» ليروي ماجرى بينه وبين الإعلامي «حلوة» فقال لنا: «في أحد الأيام وردني اتصال هاتفي وكانت المتصلة امرأة، وعرفت بنفسها بأنها من الفريق العامل مع شادي حلوة، وأنها تجري هذا الاتصال بتكليف من حلوة، وطلبت مني التعاون والتنسيق ضد الدولة الاسلامية، وضد الإرهابيين الذين توافدوا من خارج البلد» حسب وصفها. ويضيف، كانت تقول نحن أبناء وطن واحد، وأنهم مستعدون لتأمين كل ما أريد من تجهيزات، وطلبوا مني أن أحدد الراتب الذي أريده للتفاوض عليه، إلا أن جوابي كان «أن الإرهابي الأول هو بشار الأسد، و لست من يخون أهله». وبحسب عبدالحق فإن «حلوة لا يعمل بمفرده، بل يعمل بفريق عمل متكامل، ويقوده بديكتاتورية لاتقل عن ديكتاتورية النظام السوري»، إلا أن «عبدالحق يؤكد في الوقت نفسه على أن حلوة متابع لكل تحركات الإعلاميين والنشطاء، ويرى «عبد الحق» أن هذا الإعلامي أي حلوة قد قدّم خدمات جلية للنظام، معتبراً أن الصلاحيات التي يتمتع بها قد لا يتمتع بها محافظ المدينة.

 

هجوم لـ “داعش” على قوات النظام السوري في السخنة

حمص – أنس الكردي

استبق تنظيم “الدولة الإسلامية “(داعش) محاولات جيش النظام السوري، المدعوم بقوات من “جيش الدفاع الوطني، “وجيش العشائر”، فتح طريق إمداد باتجاه منطقة السخنة، شرقي مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، لكسر الحصار عن مدينة دير الزور، وذلك عبر هجوم التنظيم على عددٍ من حواجز المنطقة، مساء أمس الخميس ما اسفر عن قتل وجرح العشرات من قوات النظام.

 

وأفاد الناشط الإعلامي خالد الحصني لـ “العربي الجديد”، بأنّ ” تنظيم الدولة” اقتحم عدداً من الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام، بعد تدمير حاجز ثنية الطيبة، ما أدى إلى مقتل خمسة وعشرين، من جيش النظام، وجرح عدد آخر، وتدمير عدد من الآليات والمصفحات”.

 

بدوره، ذكر الناشط الإعلامي علي باز لـ “العربي الجديد”، أن “أكثر من 80 عنصراً من قوات النظام قتلوا في معارك منطقة السخنة وحواجزها، نتيجة هجوم التنظيم، من بين القتلى أربعة ضباط، منهم العقيد “مالك رزق” وهو المسؤول عن حواجز السخنة، وتم تدمير14 سيارة لقوات النظام، وقد شوهدت هذه السيارات محروقة بالكامل”.

 

كما لفت إلى “مقتل أكثر من 15عنصراً من قوات النظام؛ نتيجة استهداف رتل مؤازرة كان قادماً من المحطة الثالثة بالألغام الأرضية، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح، وقتل عدد آخر، أثناء محاولة قوات النظام التقدم، لاستعادة الحواجز التي سيطر عليها التنظيم”.

 

إلى ذلك، نقل المسؤول الإعلامي، عن شهودٍ عيان في مدينة السخنة، أنّ “عدد عناصر التنظيم الذين قاموا بالاقتحام تجاوز 60 عنصراً، قتل عدد منهم أثناء الانسحاب من الحواجز، نتيجة نيران الطيران والمدفعية الثقيلة المستخدمة من قبل النظام”.

 

وكانت قوات النظام قد شنّت قبل يومين هجوماً ضد التنظيم، على محور قرية الشولا، غرب دير الزور، سعت من خلاله إلى فتح طرق إمداد برية، إثر الحصار الشديد الذي يفرضه “داعش” على مناطق سيطرتها، في مدينة دير الزور منذ أكثر من شهرين.

 

اقرأ أيضاً: مجازر النظام السوري تتواصل.. وتفجير سيارة مفخخة بحمص

ومنذ فرض تنظيم “الدولة” حصاره على مدينة دير الزور، وقطع كافة الطرق غير الجوية عن النظام، يحاول الأخير فتح طرق برية جديدة للإمداد عبر معارك يخوضها على محورين، الأول: طريق دير الزور- دمشق غرب دير الزور، حيث يتمركز عناصر التنظيم في قريتي الشولا وكباجب، إلا أن هذا الطريق مقطوع، ويحاول النظام فتحه للوصول إلى أول نقطة إمداد، وهي مدينة السخنة قبل تدمر.

 

ويبدو أنّ التنظيم مدرك تماماً، لخطط النظام السوري في تلك المنطقة، وسعى من خلال الهجوم على الحواجز العسكرية للنظام في مدينة السخنة، إلى قلب المعطيات ضده، والتمسك بحصار مدينة دير الزور.

 

معركة إدلب تنطلق… والنظام ينتقم من الريف

عبسي سميسم، رامي سويد

بدأت المعارضة السورية، أمس الخميس، معركة السيطرة على مدينة إدلب، إذ قصفت المربع الأمني لقوات النظام السوري داخل المدينة، والحواجز المنتشرة على أطرافها، ما أدى إلى مقتل عدد من قوات النظام. وأفاد الناشط الإعلامي معاذ العباس، من داخل المدينة لـ”العربي الجديد”، بأنّ مقاتلين من عدّة فصائل معارضة، أبرزها “فيلق الشام”، و”جبهة النصرة”، و”حركة أحرار الشام” المنتمية لـ”الجبهة الإسلامية”، دكّوا صباحاً بصواريخ “جهنم” محلية الصنع، وقذائف الهاون، المربع الأمني داخل مدينة إدلب، وحواجز قوات النظام غربها، في حين أعلنت “الجبهة الإسلامية”، عبر صفحتها الرسمية على “تويتر” أنّ “ضرباتها على مقرات النظام في إدلب أوقعت عدداً من القتلى في صفوفه”. ووفق العباس، فإنّ “قصف المعارضة لمقرات النظام في إدلب اليوم (أمس)، ما هو إلّا مؤشر لبداية معركة تحرير إدلب، والتي كثر الحديث عنها أخيراً، إلا أنه لم يعلن عنها حتى الآن رسمياً، ولربما تكون هذه الضربات تمهيدية وقد تستمر لعدّة أيام”.

 

في المقابل، شنّ طيران النظام الحربي أكثر من عشر غارات على مناطق مختلفة في ريف إدلب، منها سرمين، تفتناز، أبو الظهور، وبليون. في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينتي خان شيخون والتمانعة في الريف الجنوبي. كذلك طال قصف بالمدفعية الثقيلة بلدة النيرب، “مما خلّف أضراراً مادية، من دون ورود أنباء عن وقوع إصابات”، كما قال الناشط الإعلامي أبو محمد الإدلبي، لـ”العربي الجديد”.

إلا أن مدير إدارة عمليات الجيش الحر السابق، العميد أركان هاني الجاعور، رأى أنه من الخطأ في هذا التوقيت خوض معارك بهدف الدخول إلى المدن، لأنها ستؤدي إلى تدميرها من قِبل قوات النظام، وتهجير سكانها الذين لا تستطيع المعارضة تحمل عبء تأمين خدمات لهم، إضافة إلى أن مدينة إدلب لا تضم الثقل العسكري للنظام، معتبراً أن المعارك يجب أن تتركز على خطوط الإمداد خارج المدن.

 

ويستعد سكان مدينة إدلب، التي تسيطر عليها قوات النظام، للنزوح منها مع بدء تدهور الأوضاع المعيشية فيها في الفترة الأخيرة. ويقيم في المدينة نحو مليون نسمة، هم سكان المدينة الأصليون والنازحون الذين أقاموا فيها خلال السنوات الثلاث الماضية، بعد أن اضطروا إلى النزوح من مناطق ريف حماة الشمالي وجبل الزاوية في ريف إدلب ومدينة حلب، بسبب المعارك المستمرة في مناطقهم، وعمليات القصف العشوائي التي شنتها قوات النظام السوري على أحيائهم وبلداتهم. وتحدثت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد” عن قيام عدد كبير من أصحاب رؤوس الأموال في المدينة بنقل مدخراتهم المالية من مختلف المصارف العاملة في المدينة إلى المصرف المركزي الحكومي الذي يملك فروعاً في مختلف المحافظات السورية، ليتمكنوا، في حال اضطروا إلى النزوح من المدينة، من سحب مدخراتهم من المكان الذي سيتوجهون إليه. وأوضح الصحافي إبراهيم الإدلبي لـ”العربي الجديد”، أن الأوضاع المعيشية في المدينة تدهورت بشكل كبير منذ فرض “الهيئة الإسلامية” التابعة لقوات المعارضة، التي تسيطر على معظم ريف إدلب، حصاراً جزئياً على مدينة إدلب، حيث بدأت الهيئة بالضغط على قوات النظام، من خلال عملية قطع الكهرباء والمياه بشكل متقطع عن المدينة.

 

من جهة أخرى، أوضح الإدلبي أن الهيئة ضغطت على قوات النظام في المدينة، من خلال عملية تقليل ضخ المياه إلى المدينة من محطات مياه “اللج” في ريف إدلب، ما أدى إلى نشوء أزمة مياه في المدينة في الفترة الأخيرة. وأدى كل ذلك إلى عجز الإدارات الحكومية التابعة للنظام السوري في مدينة إدلب عن تأمين الخدمات في المدينة، ما أدى إلى استياء السكان، الأمر الذي دفع قوات النظام إلى التفاوض بشكل سري، بحسب الإدلبي، مع “الهيئة الإسلامية” لدفع مبالغ مالية للهيئة للتخفيف من حصارها الجزئي على المدينة.

 

في سياق متصل، عقد ممثلو برنامج الغذاء العالمي في مدينة غازي عنتاب التركية، اجتماعاً للمنظمات الإغاثية السورية العاملة في الشمال السوري، للتباحث بشأن تحضير الإمكانات اللازمة، للتصدي لأزمة النزوح الكبيرة المتوقعة، بعد بدء معركة سيطرة قوات المعارضة على مدينة إدلب.

 

“داعش” يفجّر أكبر خط غاز في سورية

إسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق

 

قالت مصادر خاصة في مدينة حمص السورية، اليوم الخميس، إن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” فجر، مساء أمس الأربعاء، خط الغاز الواصل بين مدينتي حمص وتدمر وسط البلاد، مشيرة إلى أن الأنبوب، الذي يتبع شركة إيبلا، يعتبر الأكبر في البلاد، إذ يبلغ قطره 21 إنشاً، وقد تعرض للتفجير من قبل مرتين.

 

وكانت خطوط الغاز في منطقة الزارة في ريف حمص وخط الغاز في البيطرية، الذي يغذي محطة تشرين الحرارية في ريف دمشق، وخط غاز المنطقة الجنوبية، تعرضت خلال الثورة لحرائق واستهدافات عدة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، وانقطاع إمدادات الغاز عن محطات توليد الكهرباء، خصوصاً في ريف دمشق.

وبحسب المصادر، فإن استهداف خطوط الغاز قلل من إنتاج الكهرباء، وزاد ساعات التقنين التي تصل إلى نحو 20 ساعة يوميا في معظم المدن السورية.

وقال وزير النفط والثروة المعدنية في سورية، سليمان عباس، إن إنتاج بلاده من النفط انخفض من 385 ألف برميل في اليوم إلى نحو 15 ألف برميل، في حين انخفض إنتاج الغاز من 29 مليون متر مكعب إلى أقل من النصف.

 

وأكد العباس أن معاناة هذا القطاع زادت منذ مطلع الشهر الجاري، بعد توقف ضخ النفط بشكل كامل، واستيلاء المعارضة المسلحة على بعض المناطق، وعلى الخط الواصل بين محطة تل عدس، وصولا إلى مصفاة حمص، ومن ثم مصب طرطوس، ومنه إلى مصفاة بانياس.

 

وذكر أنه، وأمام هذه الظروف، فقد عملت الحكومة على تأمين المشتقات النفطية، من خلال شراء شحنات النفط عبر الخط الائتماني مع إيران خلال عامي 2013 و2014، إذ استطاعت عبره تأمين الحدود الدنيا من احتياجات سورية من المشتقات النفطية.

 

ويقوم تنظيم “داعش” بالسيطرة على حقول الغاز في سورية، بعد أن سيطر على معظم حقول النفط في مناطق دير الزور والرقة والحسكة، شمال شرق البلاد، حيث هاجم الشهر الماضي قرية حجار شرقي حمص وسط البلاد، وشركة ليد وشركة مهر لضخ الغاز، وسيطر على منطقة جبل شاعر والحقل، قبل أن تستعيدها قوات الأسد.

 

يذكر أن احتياطات سورية من الغاز الطبيعي عربياً وعالمياً تبلغ نحو 285 مليار متر مكعب، وأن إنتاج سورية من النفط والبالغ نحو 385 ألف برميل قبل الثورة تراجع إلى أقل من 15 ألف برميل، وأن إجمالي خسائر سورية في قطاعي النفط بلغ 27 مليار دولار، بحسب وزير النفط السوري، خلال المؤتمر السنوي لنقابة عمال النفط أخيراً.

 

حلب: المعارضة تخسر مواقع في حندرات.. والمعركة مستمرة

خالد الخطيب

شنت قوات النظام مدعومة بمليشيات “حزب الله” اللبناني و”لواء القدس” الفلسطيني، عملية عسكرية عنيفة ضد بلدة حندرات شمالي حلب، فجر الأربعاء. المعارضة كانت قد سيطرت على البلدة منذ ما يقارب الأسبوع. وتزامنت عماية قوات النظام مع اشتباكات متقطعة على محوري باشكوي ودوير الزيتون، القريبتين من حندرات.

 

أكثر من 25 غارة جوية شنها طيران النظام بنوعيه، الحربي والمروحي، على مواقع المعارضة في حندرات والملاح، كما استهدفت المنطقة بعشرات القذائف الصاروخية وصواريخ “الفيل” والمدفعية الثقيلة، من قواعد قوات النظام في كتيبة الدفاع الجوي والمدينة الصناعية شرقاً.

 

واعتبر قائد “غرفة عمليات تحرير حلب” الرائد ياسر عبد الرحيم، أن هجوم النظام سبقه أعنف حملات التمهيد النيراني، على المنطقة. وأكد عبد الرحيم أن المليشيات المهاجمة سيطرت على مواقع متقدمة في البلدة، وأن المعارك ما زالت مستمرة، وهناك إصرار من قبل المعارضة على استعادتها برغم القصف المكثف.

 

وجاءت العملية العسكرية الأخيرة، بعد أن استقدمت قوات النظام والمليشيات، تعزيزات ضخمة على مدى الأيام القليلة الماضية. ولم تكن المعارك الأخيرة تقليدية متكافئة بين الطرفين، حيث اتبعت القوات المُهاجمة سياسة الأرض المحروقة، ما أجبر المعارضة على التراجع إلى الخطوط الخلفية، مع استمرار المعارك في قلب البلدة، التي سيطرت قوات النظام على جزء كبير منها.

 

وسائل الإعلام الموالية للنظام، قالت إنه تمت السيطرة على بلدة حندرات، منذ الساعات الأولى لإعلان المعركة، لكن “الجبهة الشامية” نفت خسارة كامل البلدة، مؤكدة أن المعارك مستمرة داخلها وعلى أكثر من محور. وقال مصدر عسكري في الشامية أكبر فصائل المعارضة المسلحة في حلب، لـ”المدن”، إن المعارضة أرسلت تعزيزات كبيرة إلى جبهتي حندرات وباشكوي، وأكد أنه تم أسر عدد من عناصر النظام ولواء القدس التابع لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة”.

 

وعلى الرغم من خسارة المعارضة لجزء كبير من البلدة، إلا أن العمليات الأخيرة للنظام تعتبر معارك استنزاف، حشد لها كل إمكاناته العسكرية في حلب. ويضيف القائد في الفوج الأول المقدم أحمد العيسى، لـ”المدن”: “تعتبر معارك حندرات مقبرة جماعية بمعنى الكلمة لعناصر النظام، نظراً للأعداد الضخمة التي يخسرها في كل هجوم يشنه، في حين تقتصر خسائر المعارضة على العشرات من عناصرها. وتتسم عملياتها بالكر والفر، أي قد تسترجع مواقعها التي مهد النظام للسيطرة عليها، بعشرات الطلعات الجوية ومئات الجنود، من خلال عملية خاطفة، تستخدم فيها سيارة مفخخة أو ما شابه”.

 

من جهة أخرى، أكد القائد في “الجبهة الشامية” العقيد أبو فراس، أن الإعلان عن معركة إدلب، كان له أثر بالغ على جبهة حندرات، حيث التحقت كتائب عديدة بمعركة إدلب، وتركت جبهاتها في حلب. وأضاف أبو فراس لـ”المدن” بأنه كان للهدوء النسبي في جبهة حندرات من قبل المعارضة في الفترة الأخيرة، دور كبير، في إتاحة الفرصة لقوات النظام لتعزيز خطوطها براحة تامة، ومن ثم الهجوم على المواقع التي خسرتها. ولاسيما في ظل حاجة النظام الماسة لإعادة الروح المعنوية لجنوده والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه، بعد سلسلة الهزائم المتتالية التي منيت بها في حلب، على مدار الشهر الماضي.

 

الساعات القادمة مليئة بالاسئلة:هل تستطيع المعارضة امتصاص هجوم قوات النظام، مستعيدة مواقعها التي خسرتها، بالتزامن مع فتحها معركة جديدة في إدلب، والتي قد تثقل كاهلها؟ وهل ستترك الترتيبات الأخيرة أثرها على جبهات حلب، بعد الاتفاق بين الجبهة الشامية والفوج الأول، لإعادة انتشار الأخير في معظم الجبهات التي يتوزع عليها مقاتلوه، في حلب وريفها؟ علماً بأن الفوج الأول المشكل حديثاً، يتمتع بقوة معقولة وبآلية دعم، تميزه عن باقي فصائل حلب العسكرية، حيث من الممكن تسخيرها لانتشال المدينة من رقادها الطويل في مستنقع الخطر، وهاجس الحصار.

 

في السياق، قصفت المعارضة معاقل قوات النظام في بلدتي نبل والزهراء، بصواريخ غراد، الخميس، كما استهدفت مواقع أمنية داخل الأحياء الغربية التي تخضع لسيطرة النظام بحلب بعدد من قذائف الهاون. في حين تشهد جبهات حلب القديمة، في كرم الجبل، اشتباكات متقطعة بالأسلحة المتوسطة، كما تتعرض أحياء سيطرة المعارضة بالمدينة إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، من مواقع قوات النظام في قلعة حلب، وكتيبة المدفعية في جمعية الزهراء.

 

النظام يعود إلى المواجهة في الحسكة

سعيد قاسم

انتشرت في شوارع مدينة القامشلي بريف الحسكة، في الأيام الماضية، ظاهرة الكتابة على الجدران وتوزيع مناشير مجهولة المصدر، تُعيد إلى الأذهان أجواء الثورة السورية في بداياتها، وإنما بصورة معكوسة هذه المرة.

 

الممارسات بدأت قبل أسبوعين بتوزيع بيان لتنظيم جديد يُدعى “الجزيرة عربية سورية”، ثمّ ظهرت بعد ذلك شعارات “بعثية” على جدران المدينة، مثل: “كتائب البعث قادمون”. نشاطات حزب “البعث العربي الإشتراكي” في المنطقة الكردية، لم تقتصر على ذلك فحسب، بل أن منظمة “شبيبة الثورة” التابعة للحزب، طالبت حكومة النظام السوري، الأربعاء، بفتح قناة تلفزيونية خاصة بها في المحافظة. وذلك بعد قيام الشبيبة بنشاطات في شوارع مدينتي القامشلي والحسكة، واجرائها لانتخابات، تزامناً مع الانتخابات البلدية التي أجرتها القوى الكردية الرئيسية المسيطرة على إقليم الجزيرة السوري، في 13 آذار/مارس.

 

وتمتاز مدينة القامشلي بتنوعها الديني والعرقي، وتسيطر عليها “الحكومات الثلاث” بحسب تعبير أهل المدينة. وهذه القوى هي: النظام في المربع الأمني والقسم الغربي، في حين أن “حارة طي” في الجنوب هي بيد قوات “الدفاع الوطني” التابعة لشيخ عشيرة الطي محمد فارس، في حين أن قوات الأمن التابعة لحزب “الإتحاد الديموقراطي” والمعروفة باسم “الأسايش” تسيطر على القسم الشرقي من المدينة.

 

الأوساط السياسية والثقافية الكردية اتهمت النظام السوري وأجهزته الأمنية وحلفاءه، بالعمل على ضرب النسيج الاجتماعي والعيش المشترك. وأشار عضو الأمانة العامة لـ”المجلس الوطني الكردي” فؤاد إبراهيم، إلى أن هذه الممارسات وما سبقها من اشتباكات بين “وحدات حماية الشعب” و”الدفاع الوطني” كانت مقدمات لخلق فتنة بين العرب والأكراد. وتبع تلك المقدمات هجمات لتنظيم الدولة الإسلامية على القرى الآشورية، والشائعات التي سعى النظام لبثها في المنطقة، حول احتضان القرى العربية لتنظيم الدولة. وأضاف إبراهيم بأن ما تشهده مدينة القامشلي مؤخراً هو بهدف خلق حالة دائمة من الاحتقان وعدم الثقة بين المواطنين، رغم تأكيده بأنه ما من مستقبل لحزب البعث في منطقة الجزيرة.

 

وأوضح المسؤول في “مركز المجتمع المدني والديمقراطية في القامشلي” عباس موسى، بأن سياسة نظام البعث في منطقة الجزيرة تقوم على مفهوم التخويف من الآخر، المختلف، والنظام يوظف كل أدواته في سبيل شحن المواطنين بثقافة التناحر. وأكد موسى أن لعبة النظام ليست بجديدة، بل ابتدأت إبان الانتفاضة الكردية في آذار/مارس 2004، حين قامت عناصر الأجهزة الأمنية بنهب المحال التجارية العائدة للأكراد في الحسكة والقامشلي، واتهامها المكون العربي بالضلوع بالسرقات. وأشار موسى إلى أن هذه الحالة تكررت في الاشتباكات المؤخرة في مدينة الحسكة.

 

من جهته أوضح المحامي ونائب هيئة العدل في “الإدارة الذاتية” خالد إبراهيم، بأن الأكراد لا يستطيعون النأي بأنفسهم عن المشاريع الطائفية في المنطقة، وحمّل إيران وتركيا والنظام السوري مسؤولية ذلك. إبراهيم قال بإن حكومات تلك الدول تسعى لخلق الفتن في المناطق الكردية، وبوجه خاص بعد الاستعداد الذي أبداه حزب “العمال الكردستاني” للسير في مشروع السلام إلى النهاية، والاستقرار الذي استطاعت “وحدات حماية الشعب” تحقيقه في المناطق الكردية. وأشار إبراهيم إلى أن إيران أصبحت اللاعب الأساسي في المنطقة، ولها اليد الطولى في كافة تحركات النظام، وبوجه خاص بعد حمايتها لأنظمة دمشق وبغداد وأربيل.

 

وكان النظام السوري قد أكد، أكثر من مرة، على لسان رئيسه ومسؤولين في حكومته، دعم “وحدات الحماية الكردية”. كما أن الاتفاق بين النظام و”الاتحاد الديموقراطي” على إدارة المناطق الكردية ذاتياً، بات معروفاً لدى الوسط الكردي، بأنه لعب على وتر التناقضات. وأكدت مصادر في مدينة القامشلي، بأن النظام أسس معسكر “طرطب” في محيط مطار القامشلي، وشكّل قوة عسكرية مؤلفة من 25 ألف جندي من العشائر العربية، في المنطقة ذاتها. ثمّ عقد اجتماعاً أمنياً مع العشائر بهدف توسيع المعسكر والسيطرة على جنوب القامشلي ووضع حد للنفوذ الكردي، وذلك بعد سيطرة القوات الكردية على جنوب القامشلي، في تل حميس.

 

وأشار بعض السياسيين العرب في المنطقة، إلى أن النظام يضرب مكونات الجزيرة العربية ببعضها، حيث أكد الكاتب والسياسي مهند الكاطع، أن البيان المشبوه حول تشكيل منظمة “الجزيرة عربية سورية” يأتي في إطار اللعبة التي يحضّر لها النظام، بغرض إشعال فتيل صراع أهلي مستقبلاً، وجعله “تحت الطلب”. الكاطع أوضح بأنه وبعد اقتراب زوال خطر تنظيم الدولة، فإن النظام سيسعى إلى زرع الفتن من خلال حزب “الاتحاد الديمقراطي” و”الجيش الوطني” و”المغاوير”. و أشار الكاطع إلى أن النظام، بوصفه اللاعب الأقوى في المنطقة، يتعمد البقاء بعيداً عن التدخل المباشر في صراعات القوى الأخرى التي يستخدمها ثم يرمي بها في صراعات بينها.

 

ترددت أنباء أمس عن وفاة رئيس جهاز الأمن السياسي في سوريا رستم غزالي، تزامنا مع معلومات أخرى أفادت بأن الرئيس بشار الأسد اتخذ قرارا بإقالة رستم من منصبه مع رئيس شعبة الأمن العسكري رفيق شحادة، بعد خلافات شخصية بينهما أدّت إلى دخول الأول إلى المستشفى في حالة حرجة قبل نحو أسبوعين.

 

ونقل مصدر سوري معارض لـ«الشرق الأوسط»، أن مصادر طبية وأمنية في دمشق، أكدت خبر وفاة غزالي بسبب «قصور حاد في عمل الوظائف الحيوية». وكان رستم يوصف بكونه «رجل الأسد في لبنان» سابقا.

 

وقالت المصادر نقلا عن سكان محليين إن جثة غزالي نقلت من مستشفى الشامي في موكب أمني، وإن «أوتوستراد» منطقة المزة قطع لبعض الوقت أمس لتأمين مرور موكب ضم سيارات إسعاف.

 

وقال مدير مركز «مسارات» السوري المعارض لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة بُلِّغت بمعلومات مفادها أن بعض الضباط الإيرانيين كانوا ممتعضين في الفترة الأخيرة من غزالي، وشكوا من أنه كان يحاول بشكل دائم مراقبة تحركاتهم. ووصل التوتر إلى مرحلة اعتقالات متبادلة بين ميليشيات غزالي في درعا والميليشيات الإيرانية هناك.

 

وأفادت معلومات بأن الخلافات التي نشبت بين شحادة وغزالي تعود إلى رفض الأخير المستمر لوجود عناصر من قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في منطقة قرفا (قريته وحيث يوجد قصره) في ريف درعا، إضافة إلى خلاف شخصي بدأ عند إعطاء غزالي أمرا لرئيس بلدية طرطوس بهدم 7 شاليهات مخالفة في منطقة الرمال الذهبية، تبين لاحقا أنّ شحادة يملك أحدها. وبسبب ذلك اتصل شحادة بغزالي مهددا، وعندما حاول الأخير زيارته للتباحث حول ما حصل، كان حراس شحادة له بالمرصاد ونزلوا عليه ضربا استدعى نقله إلى المستشفى.

 

الأسد «يقيل» رئيسي الأمن السياسي والعسكري بعد صراعات بينهما.. ومصادر تؤكد وفاة غزالي

حديث عن مواجهات بين غزالي والحرس الثوري الإيراني في سوريا

بيروت: كارولين عاكوم

بعد المعلومات المتضاربة التي تم تداولها في الأسابيع القليلة الماضية حول صحة رئيس جهاز الأمن السياسي في سوريا رستم غزالي، ترددت أمس معلومات عن اتخاذ الرئيس السوري بشار الأسد قرارا بإقالته من منصبه مع رئيس شعبة الأمن العسكري رفيق شحادة، بعد خلافات شخصية بينهما أدت إلى دخول غزالي إلى المستشفى في حالة حرجة قبل نحو أسبوعين، وفق ما نقلته مصادر معارضة عدة.

وبينما لم يعلن رسميا عن قرار الإقالة، تحدثت المعلومات عن تعيين الأسد اللواء محمد محلا، ابن مدينة جبلة على رأس الأمن العسكري بدلا من شحادة، واللواء نزيه حسون بدلا عن غزالي على رأس الأمن السياسي.

ونقل مصدر سوري معارض لـ«الشرق الأوسط» أن مصادر طبية وأمنية متعاونة مع المعارضة السورية في دمشق، أكدت خبر وفاته بسبب «قصور حاد في عمل الوظائف الحيوية». وأشارت المصادر إلى أن المعلومات متفاوتة عن سبب الوفاة، بين تعرضه للضرب المبرح، أو لمادة سامة لم تنفع معها العلاجات.

وقالت المصادر إن جثة غزالي نقلت من المستشفى في موكب أمني، ونقلت عن سكان محليين أن أوتوستراد المزة قطع لبعض الوقت أمس لتأمين مرور موكب يضم سيارات إسعاف.

وقال مدير مركز «مسارات» السوري المعارض لؤي المقداد إنه «في حال صدقت هذه الرواية، فترجح احتمالية قتل رستم غزالي لأنه بات معروفا أنه وبعد مغادرته شعبة الأمن العسكري بعد مشكلته مع رفيق شحادة وعودته لمقر عمله، أجرى عدة اتصالات هاتفية، منها اتصالات بشخصيات لبنانية. وأوضح المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن عدة مصادر أكدت لنا أنه عاد إلى مقر عمله ونزل إلى زنزانات معتقلين بالأمن السياسي وقام بإعدام نحو 15 معتقلا بالرصاص. ورأى المقداد أنه «كان لافتا بعد تصريح الوزير السابق عاصم قانصو لـ(الشرق الأوسط) قبل أيام عن إصابة غزالي، اجتماع القيادة القومية في اليوم التالي وإقالتها قيادة حزب البعث الحالية في لبنان وجمدت العمل بقراراتها السابقة». وتابع بقوله: «وهو ما أعتقده رسالة واضحة أن النظام ينهي سياسيا حلفاءه الذين يدينون بالولاء لغير رأس الهرم (الأسد)».

وأكد المقداد أن معلومات موثوقة تحدثت عن إقالة رفيق شحادة. وقال: «تناهت لنا معلومات عما يشبه الامتعاض الإيراني من رستم، وتردد أيضا أن الضباط الإيرانيين شكوا من أن غزالي كان يحاول بشكل دائم مراقبة تحركاتهم، ووصل التوتر إلى مرحلة اعتقالات متبادلة بين ميليشيات غزالي في درعا والميليشيات الإيرانية هناك، ودخل على هذا الخط قبل أسبوع رفيق شحادة».

وكانت معلومات قد أشارت في وقت سابق إلى أن سبب الخلافات التي نشأت بين شحادة وغزالي، يعود إلى رفض الأخير المستمر لوجود عناصر من قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في منطقة قرفا في ريف درعا. وهو ما أكده ضابط في الجيش الحر، كان قد سجن 90 يوما في فرع التحقيق العسكري المعروف بـ«فرع الكارلتون» في دمشق والذي كان يخضع آنذاك لإمرة شحادة، قبل أن يخرج نتيجة مقايضة بين النظام والجيش الحر عام 2012. قال الضابط لـ«الشرق الأوسط»: «(المواجهة) بين شحادة وغزالي بدأت عند إعطاء الأخير أمرا لرئيس بلدية طرطوس بهدم 7 شاليهات مخالفة في منطقة الرمال الذهبية، تبين لاحقا أن شحادة يملك أحدها، فعمل شحادة إلى الاتصال بغزالي مهددا، وعندما حاول الأخير زيارته للتباحث في ما حصل، كان حراس شحادة له بالمرصاد وعمدوا إلى ضربه ضربا مبرحا نقل على أثره إلى المستشفى، وقد جرت محاولات لنقله إلى روسيا، لكن لم تنجح لدقة حالته، مما استدعى نقل أطباء لبنانيين إلى دمشق لمعالجته». وأشار المصدر إلى أن الأسد أصدر حينها قرارا بوضع شحادة في الإقامة الجبرية لمدة 15 يوما، إلى أن صدر قرار بإقالته مع غزالي.

ويصف المصدر شحادة بـ«الشخصية الدموية» الذي لم يكن يتوانى عن قتل أي معتقل لديه بسلاحه الخاص، وهو معروف بعلاقته الوطيدة مع الإيرانيين التي كانت أحد الأسباب الخلافية أيضا بين غزالي وشحادة. وكان اسم غزالي قد ظهر في الفترة الأخيرة ضمن جلسات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، لجهة دوره في لبنان خلال مرحلة الوجود السوري وتقاضيه أموالا من الحريري خلال فترة وجوده على رأس المخابرات السورية في لبنان. علما بأنه كان قد استجوب في سبتمبر (أيلول) 2005، في القضية من قبل لجنة التحقيق الدولية.

وغزالي الذي يتحدر من قرية قرفا في درعا حيث المعارك محتدمة بين قوات المعارضة من جهة، وقوات حزب الله والنظام السوري وقوات إيرانية من جهة أخرى، ولد عام 1953، وهو خريج الكلية الحربية في حمص. تقلد عدة مناصب أمنية وعسكرية في دمشق وحلب وبيروت أثناء وجود الجيش السوري في لبنان، وكان آخر هذه المناصب تعيينه رئيسا لفرع الأمن العسكري في ريف دمشق، ومن ثم رئيس إدارة الأمن السياسي في سوريا.

وكان غزالي يعتبر من أكثر المقربين من النظام السوري، لعب دورا مهما في العلاقة بين سوريا ولبنان، وبعد اندلاع الأحداث في سوريا في عام 2011، كلفه الأسد مع بدء خروج مظاهرات درعا بالتفاوض مع الأهالي هناك.

أما في ما يتعلق بالضابطين اللذين عينا في موقع شحادة وغزالي، فقال مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن اللواء محمد محلا الذي عين مدير شعبة الأمن العسكري، من أهم العائلات العلوية في سوريا المقربة من عائلة الأسد، كما أن له علاقات شخصية مع الرئيس السوري، ولم يكن اسمه بين الأشخاص الذين كانت لهم أدوار لافتة منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011. مع العلم بأن محلا كان قد عين نائبا لرئيس شعبة المخابرات العسكرية قبل نحو شهر فقط.

في المقابل، فان اللواء نزيه حسون الذي عين قائدا لجهاز الأمن السياسي، ليس من المغضوب عليهم من قبل المعارضة لناحية أسلوب تعامله مع المظاهرات وغيرها من الحركات الاحتجاجية، حتى إنه كان شخصية مسالمة إلى حد ما، وفق المصدر، مضيفا: «عين حسون، وهو درزي من السويداء، رئيس اللجنة الأمنية في حمص عام 2012 إثر اشتداد الصراع السني – العلوي، وقرر حينها الأسد تعيين شخصية لا تنتمي إلى أحد الطرفين. ولم ينجح حسون حينها في مهمته، فعين نائب رئيس شعبة المخابرات العامة بدمشق، وتولى المهمة آنذاك اللواء رفيق شحادة الذين عرف بوقوفه وراء اقتحام بابا عمرو وحصار حمص ومقتل المئات من المواطنين.

 

جبهة النصرة تقتل عناصر لحزب الله والنظام بريف دمشق  

أعلنت جبهة النصرة أنها شنت هجوما قتلت فيه 12 من جنود حزب الله اللبناني والنظام السوري في محيط بلدة “فليطة” بريف دمشق، وسيطرت خلاله على أربع نقاط عسكرية، في حين شن الثوار هجمات في حلب ودرعا وإدلب ضد قوات النظام، مع مواصلة الأخير قصف المدن والقرى بالبراميل المتفجرة.

 

وأوضحت جبهة النصرة أمس الخميس عبر شبكة الإنترنت أنها شنت هجوما واسعا على نقاط تابعة لحزب الله والنظام السوري في محيط بلدة “فليطة” بالقلمون الغربي شمالي دمشق، وقتلت خلاله 12 من مقاتلي الحزب والنظام، ودمرت دبابة وسيطرت على أربع نقاط عسكرية في محيط منطقة “المش”.

 

وأكد ناشطون أن الجبهة تمكنت من قطع خطوط الإمداد لقوات النظام في المنطقة، وأن المواجهات لا تزال مستمرة بين الجانبين في مناطق المسروب وجب اليابس والحمرا وشيار.

 

وفي المحافظة نفسها جرت اشتباكات أمس الخميس حول مركز المخابرات الجوية بمدينة عربين، بينما قتل شخصان وجرح آخرون جراء قصف استهدف مدينة معضمية الشام، كما أغارت طائرات النظام على مدن وبلدات الزبداني وعربين وخان الشيح ودوما.

 

أما العاصمة دمشق فشهدت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في حي جوبر وسط قصف بالطائرات والدبابات من قبل النظام، بينما لقيت شابة حتفها برصاص قناص في منطقة توزيع المساعدات الغذائية بمخيم اليرموك، بحسب شبكة شام.

 

مناطق متفرقة

وفي حلب، يتمركز الثوار في قرية حندرات بعد سيطرتهم عليها، بينما يخوضون معارك في منطقتي العامرية وحي صلاح الدين، مع تواصل القصف على القرى المحيطة بجبل الحص.

 

وقالت شبكة شام إن النظام شن غارات جوية على ناحية عقيربات وقرية حمادي عمر بمحافظة حماة، وإن النظام قصف جوا وبرا عدة مدن وقرى في حمص مثل الحولة وديرفول وعسيلة وأبو همامة، مما أسفر عن سقوط ضحايا.

 

وبعد أيام من استخدام النظام غاز الكلور بمدينة سرمين في إدلب بحسب ناشطين، تجددت الغارات على المدينة وعلى المناطق المجاورة لها، بينما استهدف الثوار مناطق عسكرية في المحافظة وأسقطوا عدة ضحايا.

 

وفي جنوب البلاد، تمكن الثوار من تفجير أحد مقرات قوات النظام في بلدة عتمان بمحافظة درعا، في حين ألقى الطيران المروحي براميله المتفجرة على قرى عدة في درعا والقنيطرة.

 

وجرت اشتباكات متقطعة بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام في محيط مطار دير الزور العسكري وفي منطقة حويجة صكر، بينما أعلن الجيش الأميركي أمس أن قوات التحالف شنت سبع غارات في سوريا ضد مقاتلي التنظيم.

 

“حركة الوحدة الوطنية” هل توحد المعارضة السورية؟  

نزار محمد-ريف حلب

توحيد التكتلات السياسية والعسكرية والمدنية المختلفة كان أحد الأهداف التي أدت لتأسيس “حركة الوحدة الوطنية لتحرير سوريا” حسب مبادئها التي أعلنت عنها بداية عام 2015، حيث أخذت على عاتقها واجب توحيد صفوف المعارضة في أنحاء سوريا وتصحيح مسار الثورة.

 

وعقد المنظمون لحركة الوحدة الوطنية لتحرير سوريا اجتماعين تأسيسيين، الأول جرى في حلب والثاني في درعا منتصف الشهر الأول من العام الحالي.

 

وجاء تشكيل الحركة لتوحيد قوى المعارضة باختلاف مكوناتها، بحسب المنسقة في الحركة عن مدينة حلب كيندا الحلبي، التي تضيف أن “الحركة لا تقتصر فقط على حلب ودرعا ولكن كانتا نقطة انطلاق، وسنعمل على تعميم نشاط الحركة في كل بقاع سوريا مستقبلا”.

 

وتتابع -في حديثها للجزيرة نت- “يسعى القائمون على الحركة أن تكون بيتا يجمع خبرات السوريين بكل اختصاصاتهم من أجل النهوض بالبلد وإعادة بنائه، فهي بالأساس منظّمةٌ كل جهدها توحيد صفوف المعارضة وليست حزبا سياسيا”.

 

أهداف عدة

وعن أهداف الحركة في دعوة أصحاب الكفاءات العلمية، تقول كندا “انضم إلينا مهندسون وقدموا مشاريعهم، وسياسيون وضعوا رؤية مناسبة للظرف الراهن، وأيضا قادة عسكريون يخوضون هذه الأيام أشرس المعارك شمالا وجنوبا”.

 

وشاركت شخصية سياسية معارضة في تأسيس الحركة أبرزها نوفل دواليبي، وعبد الله العلوة، وعبد العيد، ومحمد خطاب.

 

ويعتبر العمل التطوعي ضمن الحركة أساسا وشرطا لكل من يود الانضمام لها، وأكد أعضاء أن الحركة ليست تابعة لأي جهة خارجية، وكل مهمتها توحيد قوى المعارضة وتصحيح مسار الثورة.

 

أما في الشق العسكري للحركة، فيؤكد المنسق العسكري للحركة في الجنوب أبو محمد الشمري انضمام عدد من الفصائل للحركة منها فرقة تحرير الشام، ولواء جسر حوران، ولواء يوسف العظمة، وأهل السنة، وكتيبة شهداء الفاروق.

 

ويضيف للجزيرة نت “سنقوم بتشكيل غرفة عمليات مشتركة ونعمل على إعادة جميع الضباط المنشقين للداخل من أجل القيام بواجبهم ونعطي العسكريين ذوي الخبرة أهمية ونسلمهم المهام الميدانية، وفوق كل ذلك أهم واجباتنا حماية المدنيين وتحرير سوريا”.

 

أجندة وطنية

أما نور عقيل -أحد المنتسبين للحركة- فيؤكد أن الحركة لا تتبع لأجندات خارجية، وأنها انطلقت من داخل سوريا من رحم الثورة، منوها إلى أن “الأشخاص المنتسبين والمؤسسين لها تاريخهم نظيف ثوريا”.

 

أما زكريا عروّق -وهو عضو آخر في الحركة- فيعتبر أن الحركة شعبية بامتياز، مؤكداً أنها تضم كوادرا من المثقفين وعامة الشعب.

 

ويتابع أن هدف القائمين على الحركة هو هدف الثورة الذي يرمي لإسقاط النظام، لكن ذلك لا يتحقق إن لم تتوحد المعارضة، فالوحدة ستكون نواة إيجابية لمشروع الدولة المستقبلية التي ستحتضن أطياف المجتمع السوري.

 

وبارك تأسيس الحركة بعض التجمعات والشخصيات الثورية عبر بيانات أصدروها مشيدين بهذا النشاط، حيث أصدر مجلس القبائل والعشائر السورية بيانا أيّد فيه تأسيس الحركة وأهدافها، معتبرا إياها “حاضنة وطنية نقية للمعارضة السورية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى