أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة والسبت, 27-28 أيار 2011

بشار الاسد ليس مجنونا ولا ديكتاتورا

صحف عبرية

أطلب من القراء التسامي والتحرر، وان لساعة قليلة من الكراهية والتشهير المتبادل، اللذين يسيطران بيننا وبين سورية منذ استقلال الدولتين قبل 60 ـ 70 سنة. الكراهية، وان كانت مبررة، تجعل الفهم صعبا. ومن المهم أن نفهم ماذا يحصل لدى الجار.

المثقفون السوريون، الذين يتركزون في معظمهم في حلب وبعضهم في دمشق، يحبون بشار الاسد. كلهم تقريبا. في نظرهم ( واشدد: في نظرهم) بشار لا يسعى الى الابهة، ليس رجل حرب وليس نزّاعا غير مكبوح الجماح نحو الاستمتاع. ويشهد على ذلك طريقه الى القمة. فقد اختار ان يكون طبيب عيون. اختيار قيمي.

لم يذهب الى الجيش، الذي يمكن ان يرفعه الى رتبة جنرال، مثل معظم ابناء طائفته العلوية. جاء الى الحكم خلافا لارادته، كنتيجة لحادث طريق قتل فيه اخوه الكبير. ليست لديه عقلية عسكرية، تتميز بها قيادة الطائفة العلوية. الجيش والحكم لم يكونا من أماني ابن الحاكم كلي القدرة. وقد برز في عناده لان يكون طبيب عيون.

أنا شخصيا عندي موقف خاص من أطباء العيون، ولكن هذا ليس موضوعنا. المثقفون السوريون، الذين يتشكلون من السنة والعلويين والدروز يتذكرون له كل هذا ويقدرون حكمته وتواضعه النسبي. يحبون زوجته الحسناء والذكية (ومن مثلنا يعرف بان هذا ايضا مهم) ناهيك عن انهم ممتنون من كون التعليم الاكاديمي هو على حساب الدولة، منذ عهد الاب. لهذا السبب فان طبقة المثقفين السوريين واسعة جدا بالنسبة لعدد السكان مما في كل الدول العربية. في نظرهم (!) بشار الاسد ليس مجنونا على الموضة مثل القذافي، ليس مفعما بالكراهية مثل أحمدي نجاد، ليس طماعا مثل رئيسي تونس واليمن ولا يتزلف للامريكيين (وللصهاينة) مثل مبارك، ليس دكتاتورا عدوانيا مثل صدام حسين. باتريك سيل، كاتب سيرة عائلة الاسد، يحرص على أن يسمي حكمه بالحكم المطلق.

في نظر طبقة المثقفين، فان العلمانية المؤكدة لدى بشار هي ضمانة ضد الاسلام الاصولي، الذي مكانه في البلدان المحيطة بسورية وفي وسط سورية أيضا في مدينتي حماة وحمص حيث يسيطر التزمت الاسلامي.

ويجدر بالذكر ان في حماة وحمص يعيش نحو مئة الف من أنسال الاخوان المسلمين الذين ذبحهم حافظ الاسد الاب. هناك تثور الجماهير هذه الايام. وهم يتجرأون على رفع الرأس في أعقاب الحورانيين الذين يكرهون كل مثقف حلبي أو دمشقي.

حلب هي ‘تل ابيب’ سورية. حماة وحمص هما بني باراك ومئة شعاريم. الحورانيون في درعا ومحيطها متدنون وفقراء أكثر من العمال الاجانب في جنوب تل أبيب.

مليونا علوي وصلوا الى القمة، عبر الجيش والمخابرات ولن يتخلوا عن مكانتهم السلطوية.

سقوطهم هو سقوط الى الهوة، سقوط من مرتبة الحكام المحترمين والاغنياء الى مرتبة الكفار هو أمر لا يمكن احتماله. هذا أدى الى المذبحة الجماهيرية التي نفذها في حينه الاسد الاب، وهذا يدفع اليوم ابنه الى استخدام الجيش بيد من حديد، وليس بيد طبيب عيون. الجينات فعلت فعلها.

كما أن الجماعات التي خلفها الاب لابنه فعلت فعلها. الدبابات تسحق، الجيش يطلق النار على المتظاهرين. للاسد يوجد أخ وابناء عم كثيرون، عقليتهم العسكرية سيئة السمعة. تأثيرهم عليه مسنود باعجابه لابيه. وهم لن يسمحوا له بالسقوط. حاليا.

الثورة العربية في بدايتها فقط. لا يوجد حاكم او حكم محصن منها. ولكن طالما يتدفق الاف الطلاب والمحاضرين في الجامعة الفاخرة في حلب نحو البوابات والمختبرات، طالما قيادة الجيش بيد الضباط العلويين ولا توجد جموع للجنود تفر منه، وطالما الاضطرابات يديرها الحورانيون والاخوان المسلمون فان بشار الاسد سيواصل ‘الحكم المطلق’ الذي بدأه أبوه.

ويجدر بالذكر أن الاسد الاب كان أول من ثبت حكماً مستقراً في سورية بعد سنوات طويلة من الانقلابات مرة كل سنة أو نصف سنة. فهل سورية تختلف عن جيرانها؟ هل الاسد جيد، ذكي وقوي أكثر من باقي الحكام العرب؟ الايام ستروي.

لسنا نحن وحدنا من ندهش ونقلق. اوباما صاحب الرؤيا الهاذية عن الديمقراطية في كل الدول العربية يتلعثم حين يصل الى سورية. وهو يفرض عقوبات وهمية ويطالب باصلاحات يبدو أن الاسد سيتبناها وينقذ نفسه بواسطتها من مصير جيرانه. ربما.

للاسد توجد بالطبع معارضة وحوله توجد اضطرابات، ولكن ليس بالحجم المادي أو الروحي في ميدان التحرير.

يديعوت 26/5/2011

داود أوغلو: سورية تحتاج «علاج بالصدمات» لكسب قلب الشعب ونخشى «دائرة جهنمية من العنف»

لندن، أنقرة – «الحياة»

في تصريحات تعكس حجم القلق التركي من الأزمة السياسية في سورية ومخاطر تفاقمها مع مرور الوقت دون حل سياسي، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن على الرئيس السوري بشار الأسد ان يقدم إصلاحات تكون بمثابة «علاج بالصدمة» لبلاده إذا كان لديه أي أمل في إنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ تسعة أسابيع. وتُعَدّ تصريحاتُ أحمد داود اوغلو الاخيرةَ في سلسلة نداءات وجَّهتها تركيا الى دمشق للشروع في اصلاحات ديموقراطية لمنع تدهور الاوضاع أكثر في سورية، التي تُعَدّ حليفاً إستراتيجياً لأنقرة و «نقطة ارتكاز» في إستراتيجيتها الطموحة لدمج أجزاء من الشرق الأوسط مع اقتصادها المزدهر.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» انهم مثلهم مثل العديد من مسؤولي العالم، لا يعرف المسؤولون الأتراك ما إذا كان الأسد راغباً أو قادراً على القيام بالإصلاحات اللازمة، والتي تحمل في طياتها تهديداً لسيطرة الحزب الواحد على الحياة السياسية السورية.

كما أنه بعد الحديث عدة مرات مع الاسد، لا يعرف المسؤولون الاتراك ما إذا كان الرئيس السوري يدرك فعلاً حجم التحدي الذي يواجه حكمه المستمر منذ 11 عاماً. وأوضح داود أوغلو، في حديثه عن الأسد في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام التركية أول من أمس: «ما يحتاجه الآن هو علاج بالصدمة، لكسب قلب شعبه في أسرع وقت ممكن». وسئل اوغلو، في مقابلة معه في مسقط رأسه مدينة قونيا، حيث يخوض غمار الانتخابات التشريعية لنيل مقعد في البرلمان التركي المقبل، عن ماذا سيحدث لو لم ينجح الاسد في تنفيذ اصلاحات ديموقراطية، فردَّ قائلاً: «لا نعرف، ولهذا نتحدث عن علاج بالصدمة». ويعرف الاتراك، قبل غيرهم، أن خياراتهم محدودة في سورية، وأن هناك مدى للضغوط التي يمكن ان يمارسوها على النظام هناك. وفي هذا السياق، قال الأكاديمي التركي في «جامعة إسطنبول» سولى اوزيل، لصحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية: «تركيا، مثل الآخرين، معدومة الحيلة في ما يتعلق بدفع بشار الاسد للتحرك، حتى لو أراد هو ان يفعل شيئاً».

وبالرغم من ان تركيا كانت حريصة على تصعيد مواقفها المعبِّرة عن عدم الرضا من تفاقم العنف ضد المدنيين السوريين في عدة مناسبات، كان أحدها في لقاء عقد بين أوغلو والأسد في دمشق في نيسان (ابريل) الماضي استمر 3 ساعات، إلا ان أنقرة حرصت ايضاً على إبقاء «قنوات الاتصال» مفتوحة مع القيادة السورية. ويعتقد داود اوغلو، أن الأسد مازال بمقدوره الإقدام على خطوات اصلاحية، لكنه يوضح أنه «علينا الانتظار لنرى ما سيقدمه…». ووفق مسؤولين، اقترح الأتراك على الحكومة السورية إجراء حوار وطني يشمل إخوان سورية، وحتى ربما إشراك الجماعة في حكومة وفاق وطني، بضم وزيرين من إخوان سورية، كما اقترحوا القيام بحملة ضد الفساد، ومحاسبةِ قوى الامن على تجاوزاتها، إلا ان أيّاً من هذه الخطوات الاصلاحية لم يُتخذ، باستثناء إقدام الحكومة على اجراء حوار مع عدد من زعماء المعارضة في دمشق.

وحذَّر اوغلو من ان الحكومة السورية قد تواجِه «دائرة جهنمية من العنف»، مضيفاً: «للأسف، نحن نرى كل اسبوع وكل جمعة المزيدَ من القتلى».

وبخلاف الضغوط على الحكومة التركية، جراء القبضة الحديدية التي تعتمدها دمشق، هناك قوى داخل حكومة العدالة والتنمية تميل الى إخوان سورية أيديولوجياً، ولا تريد ان تراهم يدفعون ثمن الاضطرابات في ذلك البلد، وهذا بدوره يشكل ضغطاً مضاعفاً على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي لا يريد ان يواجه مشاكل داخل حزبه قبل ايام قليلة من الانتخابات التشريعية في البلاد.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» انه مع استمرار التوترات في سورية، باتت الاوضاع هناك على رأس انشغالات السياسة الخارجية التركية، التي استثمرت الكثير خلال السنوات القليلة الماضية لتعزيز علاقاتها مع دمشق ومع دول وقوى اخرى قريبة من سورية، بعد ان كان البلدان على وشك الدخول في حرب عام 1998 بسبب الدعم السوري للزعيم الكردي عبد الله أوج ألان.

وبعد سنوات من التقارب التدريجي، والمساعدة في تسليم أوج ألان للأتراك، تحسنت العلاقات بين البلدين، وبات هذا التحسن يشكل واحداً من «نجاحات» السياسة الخارجية التركية. وقبل شهر واحد تقريباً، كانت أغلب تعليقات أوغلو والمسؤولين الأتراك تركز على دفء العلاقات مع دمشق، التي تربطها مع تركيا 550 ميلاً من الحدود المشتركة.

لكن بعد الاضطرابات الحالية، وتحدُّث مسؤولين سوريين عن ضيقهم من التصريحات التركية العلنية التي دانت الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين، يخشى المسؤلون الاتراك من ان يسعى بعض المسؤولين داخل سورية الى «تصدير مشاكل» إلى انقرة، عبر تشجيع أكراد تركيا على الوقوف في وجه السلطات والمطالبة بالمزيد من الحقوق السياسية.

ومن هذا المنطلق، تُعَدّ الأحداث في سورية «ضربةً محتملة» لسياسة تركيا القائمة على «تصفير المشاكل»، بعدما ظهرت في السنوات القليلة الماضية أكثرَ الدول دينامكيةً في المنطقة، بخطاب سياسي ومصالح اقتصادية مختلفة عن سياسات الحكومات التركية السابقة، التي كان تشكِّلها احزابٌ صارمة في علمانيتها.

ومع تكريس نفوذ سياسي لم يكن موجوداً منذ سنوات قليلة، تشعر تركيا أنها من الدول التي قد تدفع «ثمناً» لربيع الحرية في العالم العربي، بالرغم من أنها اتخذت مواقف واضحة ضد استخدام العنف في ليبيا وسورية ومصر وتونس، ما عرَّض استثماراتها في هذه الدول الى مخاطر.

وكان أردوغان أولَ مسؤول دولي يدعو الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الى التنحي، متقدماً بكثير على المواقف الاميركية والاوروبية، ما جعله احد ابطال ميدان التحرير في القاهرة. اما في ليبيا، فبعد ان فشل اردوغان في دفع الثوار وقوات العقيد الليبي معمر القذافي الى وقف اطلاق النار، اتخذ موقفاً حادّاً إزاء القذافي، وأقام علاقات مع الثوار، وباتت تركيا محطة لاستقبال المناقشات الدولية حول الاوضاع في ليبيا، التي يعمل فيها نحو 25 ألف تركي وتحتضن استثمارات تركية تقدر بـ 15 مليار دولار.

وفي مقابلة هذا الأسبوع، قال أردوغان بصراحة، إن سورية اصبحت «قضية صعبة»، موضحاً: «الوضع في سورية يماثل التطورات الداخلية في تركيا»، باعتبار ان الازمة السورية يمكن ان تنعكس على تركيا في ما يتعلق بتدفق اللاجئين او توتر الحدود او صعود التوترات بين السلطات التركية والأكراد الأتراك، موضحاً ان أنقرة «قلقة ومتضايقة» مما يحدث في سورية.

لكن الاهتمام التركي البالغ بسورية، لا يعكس فقط مصالح سياسية وإستراتيجية واقتصادية، بل أيضاً بعضاً من العلاقات الشخصية التي بنيت على مدار الأعوام القليلة الماضية بين المسؤولين الأتراك والسوريين. وكان داود اوغلو قد أعلن قبل فترة وجيزة، أنه زار سورية أكثر من 60 مرة خلال السنوات الثماني الماضية، ما عدا الاتصالات الهاتفية، بينما زار مسقط رأسه مدينة قونيا 20 مرة فقط خلال تلك الفترة.

أما اردوغان والاسد، فتربطهما علاقة وطيدة، وكذلك أسرتاهما. ومن المعروف أيضاً أن مدير المخابرات التركية يملك معرفة وثيقة بشؤون سورية بحسب «نيويورك تايمز».

اما الرابط الآخر الوثيق بين البلدين، فهو اشتراكهما في رؤية تركيا بخصوص: «تصفير المشاكل» في الشرق الاوسط، وتعزيز علاقات دول المنطقة، ورفض تدخل القوى الكبرى في شؤونها، ومنع تدخلها بهدف زيادة عدم الاستقرار او توتير العلاقات بين دول المنطقة. وفي ضوء هذا التلاقي، أجرى البلدان تدريبات عسكرية مشتركة وعززا علاقتهما السياسية، كما ازيلت التأشيرات بينهما عام 2009، وبنيت جسور وطرق تربطهما، ما ادى الى مضاعفة التجارة ثلاث مرات خلال ثلاث سنوات. ومثلها مثل شمال العراق، زودت تركيا سورية بمحطات لتوليد الكهرباء. وقالت «نيويورك تايمز» أنه من الواضح في ضوء العلاقات المتعددة الرافد بين البلدين، فإن أنقرة تريد استقرار الحكم في سورية، لكن المعضلة أنها لن تريد هذا في اطار «حل أمني»، لأن من شأن هذا ان يهدد صورتها كدولة ديموقراطية تساند الديموقراطيات الناشئة في المنطقة وتحترم حقوق الانسان، ونموذج للحكم الديموقراطي والنمو الاقتصادي في المنطقة، وحلقة وصل بين العالم العربي والغرب، حيث تسعى انقرة الى الانضمام الى الاتحاد الأوروبي.

مساع أوروبية إلى قرار دولي «تحذيري» لدمشق: إدانة العنف ضد المتظاهرين وطلب تحقيق محايد

نيويورك – راغدة درغام

دمشق، عمان، «الحياة»، أ ف ب، رويترز – دخل الملف السوري مجلس الأمن من بوابتين هذا الأسبوع. إحداهما من نيويورك بطرح مشروع قرار أوروبي يدين السلطات السورية لتعاملها مع المحتجين والأخرى من فيينا عبر تقرير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، صدر الثلثاء، قال فيه إن سورية لم تبلغ عما يشتبه بانه مفاعل نووي في دير الزور، ما اعتبر إعداداً لتحويل ملف «عدم الامتثال» و»عدم التبليغ» الى مجلس الأمن الشهر المقبل في أعقاب اجتماع مجلس حكماء الوكالة من 6 الى 9 حزيران (يونيو) المقبل.

يأتي ذلك فيما حض منظمو الاحتجاجات في سورية الجيش إلى الانضمام إلى ثورة الشعب «السلمية» اليوم الجمعة التي اطلقوا عليها اسم «جمعة حماة الديار». وطلب المعارضون على صفحة «الثورة السورية» من المتظاهرين بث رسالة يدعون فيها إلى انضمام الجيش «يداً بيد لنضم حماة الديار إلى ثورتنا السلمية المباركة». و»حماة الديار» هما اول كلمتين في النشيد الوطني السوري.

وعن المساعي الغربية لتعزيز الضغوط على دمشق، طرحت الدول الأوروبية في مجلس الأمن مشروع قرار يدين سورية لقمعها المتظاهرين ويدين «انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك القتل، والاعتقال الاعتباطي والاخفاء وتعذيب المتظاهرين المسالمين وناشطي حقوق الإنسان والصحافيين على أيدي السلطات السورية». ويؤكد مشروع القرار «ان الهجمات الممنهجة المرتكبة من جانب السلطات السورية ضد الشعب قد ترقى الى جرائم ضد الانسانية».

وسيطرح مشروع القرار على التصويت الإسبوع المقبل.

وقالت المصادر إن الدول الأوروبية تتوقع أن يصوت لبنان، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، ضد القرار «نظراً الى ظروفه الخاصة»، علماً أن لبنان لعب دوراً رائداً في اصدار القرار 1970 في شأن ليبيا.

وقالت المصادر الأوروبية: «سنرى إن كانت روسيا جاهزة لاستخدام الفيتو ضد قرار يدين قمع المتظاهرين، فلقد حان لروسيا أن تتحمل مسؤولياتها في صدد الملف السوري». وأضافت المصادر أن «ليونة» لغة المشروع لا تنفي أنه ينطوي على «رسالة قوية الى السطات السورية مفادها بان ما تقومون به مرفوض والأسرة الدولية تراقبكم».

وقالت المصادر إن عدم انطواء مشروع القرار على إجراءات ملموسة الآن لا يعني أن هذه نهاية المطاف إذ أن في حال استمرار القمع ستعود الدول الأوروبية الى المجلس ثانية.

وتدعم الولايات المتحدة مشروع القرار الأوروبي الذي ضمن دعم «الأصوات التسعة الضرورية لتبنيه ما لم يلق الفيتو الروسي».

ويطالب مجلس الأمن بموجب مشروع القرار كل الدول بأن «تمتنع عن بيع الأسلحة ونقل الإمدادات العسكرية المباشرة أو غير المباشرة بجميع أنواعها الى السلطات السورية». ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يعود الى مجلس الأمن بعد 14 يوماً من تبني مشروع القرار ليقدم تقريراً حول تنفيذه، «ويبقي المسألة على جدول أعمال المجلس».

ويطالب مشروع القرار بإجراء «تحقيق محايد وذي صدقية» حول المسؤولين عن الهجمات ضد المتظاهرين «بما في ذلك من هم تحت سيطرة الحكومة السورية»، وبرفع الحصار فوراً عن درعا وغيرها من المدن و»إطلاق المعتقلين واتخاذ إجراءات ملموسة للتجاوب مع مطالب المتظاهرين».

ويدعم مشروع القرار «قرار مجلس حقوق الإنسان تشكيل بعثة تحقيق في كل الخروقات المزعومة لحقوق الإنسان مع التأكيد على تجنب الحصانة واتخاذ المحاسبة الكاملة». ويؤكد «أن الهجمات المنهجية المرتكبة من جانب السلطات السورية ضد الشعب قد ترقى الى جرائم ضد الانسانية». ويعبر «عن القلق من التقارير من اكتشاف مقبرة جماعية في درعا»، ويجدد تأكيد مسؤولية السلطات السورية عن حماية شعبها وأن تسمح بالوصول الدائم للمساعدات الإنسانية والمنظمات الإنسانية الى سورية.

كما يشدد مشروع القرار على الحاجة الى احترام حريات التجمع السلمي والتعبير وحرية الإعلام ووصول الإعلام العالمي. وإذ يشير الى إعلان الحكومة السورية عزمها اتخاذ خطوات إصلاحية، إلا أنه «يعبر عن الأسف لأن الحكومة لم تستجب الى التطلعات المشروعة للشعب السوري».

ويدعو مشروع القرار السلطات السورية الى اتخاذ خطوات ملموسة لتلبية المطالب الشعبية المشروعة، بما فيها تبني إصلاحات تسمح بالمشاركة السياسية والحوار الشامل وممارسة الحريات الأساسية وتنفيذ إلغاء محكمة أمن الدولة العليا ورفع الإجراءات التي تعيق ممارسة الحريات الأساسية.

الى ذلك دعا تحالف 220 منظمة غير حكومية من 18 دولة عربية مجلس الأمن الدولي الى «إنهاء الصمت حيال الوضع سورية». ووجه التحالف رسائل الى رؤساء الدول الأعضاء في مجلس الأمن وسفرائها دعت الى تبني قرار يطلب وقفاً فورياً لاستخدام القوة ضد المتظاهرين في سورية. واعتبرت أن صمت مجلس الأمن «يعطي رسالة خاطئة ويفشل في منع المزيد من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان من السلطات السورية».

الى ذلك، قالت منظمة العفو الدولية، من مقرها في لندن، انها «حصلت على شريط فيديو يشير الى سياسة: اطلق النار للقتل التي تنتهجها قوات الامن السورية لاخماد الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح».

واوضحت ان التسجيل تم في اواخر آذار (مارس) ونيسان(ابريل) داخل وحول بلدة درعا (جنوب) التي انطلقت منها الاحتجاجات.

وذكرت ان التسجيل الذي تم تهريبه من سورية يظهر «متظاهرين يتعرضون لاطلاق النار والضرب على ايدي قوات الامن، وجنودا يداهمون المسجد العمري في درعا ليلا، بالاضافة الى جنازة جماعية في بلدة ازرع».

وقال فيليب لوثر نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة: «امام هذا الدليل وغيره من الادلة الدامغة عن الانتهاكات الشائعة، على الرئيس بشار الاسد ان يمنع قوات الامن السورية من اطلاق النار على المتظاهرين العزل وضمان محاسبة الجناة عن معاملتهم لمواطنيهم السوريين».

واضافت المنظمة ان في حوزتها اسماء اكثر من 720 شخصا قتلوا على ما يبدو على ايدي قوات الامن السورية خلال الشهرين الماضيين من الاحتجاجات الشعبية.

واعتبر لوثر ان هذا التسجيل يضاف الى «جملة الاسباب المدينة التي تبرر لم على مجلس الامن الدولي ان يتخذ اجراء حاسما باحالة سورية امام المحكمة الجنائية الدولية بسبب قمعها» للمتظاهرين.

مشروع أوروبي في مجلس الأمن يتهم النظام السوري بـ”جرائم ضد الانسانية

رجحت مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة أمس أن يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة في مطلع الأسبوع المقبل لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، غداة مبادرة أربع دول أعضاء، هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، تدعمها الولايات المتحدة، الى تقديم مشروع قرار يندد بـ”الإنتهاكات المنهجية” التي تنفذها السلطات السورية في حق المتظاهرين المسالمين، واصفاً اياها بأنها “ترقى ربما الى جرائم ضد الإنسانية”.

وقال مسؤول أميركي لـ”النهار”: “نحن نجري مناقشات مع شركائنا في مجلس الأمن في شأن المقاربة الأكثر ملاءمة كي نندد بالعنف المتواصل والتعذيب والإعتقالات ونعبر للحكومة السورية عن قلق المجتمع الدولي”. وأضاف أن الولايات المتحدة “تدعم السعي الى قرار من مجلس الأمن عن الأوضاع الجارية”، معرباً عن اعتقاده أن “قراراً كهذا سيؤدي الى ضغط إضافي على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد والى دفع جهود المجتمع الدولي لإنهاء القمع الوحشي للشعب السوري”.

ولاحظ أنه “فيما لم يظهر العنف أي إشارات تراجع منذ أكثر من ثمانية أسابيع، من المهم أن يقوم مجلس الأمن بعمل سريع حيال سوريا وأن يضع القادة السوريين أمام المحاسبة على العنف غير المبرر والمدان الذي يثابرون على استخدامه ضد المتظاهرين المسالمين، فضلاً عن الإعتقالات الواسعة النطاق للناشطين وذويهم”.

وعقد المنسقون السياسيون للدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن اجتماعات صباح أمس ناقشوا فيها مشروع القرار المؤلف من ست فقرات والذي يدعو الى “اجراء تحقيق مستقل في أعمال القتل خلال التظاهرات الأخيرة” في سوريا، ويرى أن “الهجمات المنهجية والواسعة النطاق التي تحصل حالياً في سوريا من السلطات على شعبها يمكن أن ترقى الى جرائم ضد الإنسانية”.

ويندد مشروع القرار “بالإنتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، بما في ذلك أعمال القتل والتوقيفات الإعتباطية والإختفاءات والتعذيب للمتظاهرين المسالمين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين من السلطات السورية”. ويطالب السلطات السورية بـ”السماح بالوصول الفوري وغير المعوق لمراقبين دوليين لحقوق الانسان  والهيئات الإنسانية والعاملين الإنسانيين” الى البلاد. ويدعو الى “محاسبة أولئك المسؤولين عن الهجمات على المتظاهرين المسالمين، بما في ذلك القوات الخاضعة  لسيطرة الحكومة السورية”. ويطلب من كل الدول “ممارسة اليقظة ومنع التزويد المباشر أو غير المباشر، أو البيع، أو النقل للسلطات السورية للأسلحة والمواد المتعلقة بها من كل الأنواع”.

وفهم من مصادر ديبلوماسية أن المضي في عرض مشروع القرار على التصويت في مجلس الأمن ينتظر المشاورات التي سيجريها أعضاء مجموعة الدول الثماني  الصناعية الكبرى، وخصوصاً مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الذي كانت بلاده أعلنت أكثر من مرة اعتراضها على اصدار قرار في مجلس الأمن في شأن الأوضاع في سوريا. ويأمل ديبلوماسيون في اقناع موسكو بعدم استخدام حق النقض في حال عرض مشروع القرار على التصويت في مجلس الأمن.

وأبلغ المندوب البرتغالي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خوسيه فيليبي مورايس كابرال الصحافيين أن “الوضع (في سوريا) يسوغ التصرف عبر مجلس الأمن”، معبراً عن ثقته بوجود الأصوات التسعة اللازمة لاصدار القرار، في حال تجاوز الإعتراض الروسي.

وأوجز ديبلوماسيون روس وصينيون (رويترز) تحفظاتهم عن مشروع القرار خلال اجتماع مغلق لمسؤولين من الدول الـ15 الاعضاء في المجلس لمناقشة النص. وقال ديبلوماسي: “كان هناك قلق مستمر من الشكوك المعتادة”.

وكانت روسيا والصين الاكثر اعتراضا، بينما أثارت الهند والبرازيل وجنوب افريقيا بعض القلق من النص خلال اجتماع الخميس.

وأفاد ديبلوماسيون ان لبنان سيمتنع عن التصويت أو يصوت ضد القرار.

نيويورك – علي بردى

قمة الثماني: الإصلاحات ستسمح لسوريا بأداء دور إيجابي في المنطقة

انضمّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بقيادة عملية تحوّل ديموقراطي لبلاده أو التنحّي. وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل «هل يمكن أن أقول ذلك؟ نعم. وأوباما أصاب بقولها».

وكان الرئيس الأميركي قد أكد في 19 أيار/ مايو أن «الرئيس الأسد الآن أمام خيارين: قيادة مرحلة انتقالية أو التنحّي».

وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الأسد عن السلطة، حيث كانت السلطات الفرنسية تكتفي حتى الآن بالمطالبة بوقف القمع في سوريا وإجراء إصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري.

وأوضح ساركوزي أن «لفرنسا بعض الصدقية» في طرح الخيار المعروض الآن على الرئيس السوري. وقال «لقد فعلنا كل شيء لإعادة سوريا إلى منظومة الأمم الدولية، كل شيء. لقد تباحثنا مع (السوريين) وحاولنا مساعدتهم وتفهّمهم». وأضاف الرئيس الفرنسي «أشعر بالأسف لأن أقول إن القادة السوريين يقومون بخطوة مدهشة إلى الوراء. وفرنسا في هذه الظروف تسحب ثقتها وتندّد بما يجب التنديد به». وخلص إلى أن «الرئيس بشار الأسد يعلم تماماً أن فرنسا لم تفعل ذلك إلا بعد هذا التراجع الديموقراطي الذي لا يمكن قبوله».

وكان زعماء مجموعة الثماني أعلنوا أنهم «رُوّعوا من قتل السلطات السورية للمتظاهرين المسالمين» وطالبوا بوقف فوري لاستخدام القوة في سوريا، في وقت ذكر فيه المرصد السوري لحقوق الانسان أن 3 متظاهرين على الأقل قتلوا قبيل فجر الجمعة في داعل في ريف درعا.

وقال زعماء مجموعة الثماني في مسودة بيانهم الختامي «روعنا لمقتل الكثير من المحتجين السلميين نتيجة الاستخدام الواسع النطاق للعنف في سوريا، إلى جانب الانتهاكات المتكررة والجسيمة لحقوق الإنسان»، داعين القيادة السورية إلى «الوقف الفوري لاستخدام القوة والترويع ضد الشعب السوري والاستجابة لمطالبه المشروعة في حرية التعبير وحقوقه وتطلعاته العالمية». كما دعوا إلى «إطلاق سراح كل السجناء السياسيين في سوريا». وحذر المجتمعون من أنه «إذا لم تلبّ السلطات السورية هذه الدعوة، فإننا سنفكر في اتخاذ المزيد من الإجراءات»، معربين عن اعتقادهم بأن «تنفيذ إصلاحات ذات معنى هو وحده الذي سيمكن سوريا الديموقراطية من أداء دور إيجابي في المنطقة».

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة «فرانس برس» بأن «رجال الأمن أطلقوا النار على متظاهرين في قرية داعل قبيل فجر الجمعة لتفريقهم»، بعدما اعتلوا أسطح الأبنية لإعلاء صوت التكبير.

وأشار المرصد الى أن «أصوات التكبير علت عند منتصف ليل الخميس الجمعة في بانياس الساحلية (غرب) وحمص (وسط) وحماه (وسط) ودوما (ريف دمشق) واللاذقية الساحلية (غرب) ومدن سورية أخرى» عشية النداء الى المشاركة في التظاهرات في يوم «جمعة حماة الديار».

من جهةٍ ثانية، قال الناطق الرسمي باسم إعلان دمشق المعارض، نواف البشير، إن عدة دول عربية، وبخاصة الخليجية منها، رفضت احتضان المؤتمر الذي دعت إليه المعارضة السورية، فيما عبّرت تركيا عن استعدادها الكامل لاحتضانه. وأوضح البشير في تصريح لصحيفة «الشروق اليومي» الجزائرية، أن المؤتمر حدد تاريخ انعقاده الأحد المقبل، وستحضره العشرات من الشخصيات السورية المعارضة، بينهم سياسيون وحقوقيون ورجال علم وثقافة وأدب، موضحاً أن المؤتمر سيدوم ثلاثة أيام بمدينة أنطاليا التركية وسط حضور إعلامي ضخم.

وعن أهداف المؤتمر والنتائج المنتظرة منه، قال البشير «إن أهم هدف منتظر منه هو الرد على الرئيس السوري بشار الأسد عندما نفى وجود معارضة سورية، إضافةً إلى تقديم بعض الحقائق عن الثورة السورية، وإحصائيات وشهادات لوسائل الإعلام الدولية، وكذلك بعث رسالة إلى العالم مفادها أن المعارضة لها برامج سياسية واقتصادية، وهي موجودة وهناك بديل قوي للنظام يستجيب لمتطلبات الشعب السوري».

ورأى البشير أن تركيا «تحوز ثقة المعارضة السورية لأنها بلد منفتح ولها خصوصية تاريخية وقريبة من سوريا»، إضافة إلى موقف رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، أخيراً، الذي قال «إن تركيا مع إرادة الشعب السوري»، وأدان الجرائم التي ترتكب بحق السوريين.

(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)

تضرر تجارة النفط السورية

تضررت شحنات النفط السورية بشدة مع تقييد التسهيلات الائتمانية المصرفية والعقوبات الدولية وأعمال العنف التي تشهدها البلاد، وهو ما من شأنه أن يعوق التجارة مع أصحاب السفن القلقين من تنامي المخاطر على سفنهم، حسبما أفادت مصادر تجارية وملاحية.

وسوريا رغم أنها مصدر صغير نسبيا للنفط فإن إيراداتها من بيع النفط مهمة، حيث يعتقد أن إيراداتها النفطية تشكل ما يزيد عن ربع إجمالي الدخل في البلاد.

وأنتجت سوريا 380 ألف برميل من النفط يوميا في العام الماضي انخفاضا من 600 ألف برميل يوميا عام 1996، وصدرت من ست إلى ثماني شحنات شهريا في ناقلات ومعظم الشحنات من خام السويداء العالي الكبريت.

وتشير تقديرات المعهد الدولي للتمويل إلى أن الاقتصاد السوري سينكمش 3% هذا العام مقارنة مع مستوى نمو بلغ 4% في عام 2010 بعد الاضطرابات.

وسوريا تشهد احتجاجات شعبية في مختلف المناطق منذ أكثر من شهرين مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد وأدت إلى سقوط أكثر من ألف قتيل وآلاف الجرحى والمعتقلين.

وألحقت الاضطرابات أضرارا بالاقتصاد السوري وعطلت تنفيذ مشاريع استثمارية كبرى وأضرت بجهود جذب رؤوس الأموال لدعم الاقتصاد بعد عقود من الاقتصاد الموجه.

أنباء عن احراق ‘شبيحة’ لمنزلها في طرطوس… وبيان لعائلتها يتبرأ منها.. وهي متمسكة بالعمل في القناة

حملة على ‘فيسبوك’ تؤيد مذيعة ‘الجزيرة’ رولا ابراهيم ردا على مواقع تدعو لسحب الجنسية منها

لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من احمد المصري: تتعرض مذيعة قناة ‘الجزيرة’ رولا ابراهيم الى حملة من قبل مناصري النظام السوري على موقع ‘فيسبوك’، وتم انشاء عدة صفحات على الموقع الالكتروني لمهاجمة المذيعة، فيما ترددت انباء امس الخميس عن ان ما يعرف بـ ‘الشبيحة’ او ‘البلطجية’ قاموا باحراق منزل المذيعة رولا لأنها رفضت الاستقالة من قناة ‘الجزيرة’.

جاء ذلك فيما تنتشر صفحات مؤيدة لرولا إبراهيم على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ تعلن تأييدها ومحبتها للإعلامية السورية، وتطالب بمساندتها، منها صفحة حملت عنوان ‘رولا إبراهيم: صوت يرفض الصمت’، تقابلها صفحات تناهضها وتطالبها بالاستقالة من قناة ‘الجزيرة’، فيما وصل البعض إلى حد إنشاء صفحة تطالب بسحب الجنسية السورية منها.

وانطلقت مسيرة رولا الإعلامية بإذاعة دمشق والتلفزيون السوري، ثم انتقلت إلى ‘روسيا اليوم’ لمدة قصيرة وبعد ذلك التحقت بقناة ‘الرأي’ الكويتية لتستقر أخيرا في قناة ‘الجزيرة’ القطرية. وكانت عائلة رولا اصدرت بيانا، اطلعت ‘القدس العربي’ على نسخة منه، تبرأت فيه من ابنتها، واعلنت العائلة انها ‘لا تمثل إلا نفسها وأنهم خلف قيادة الدكتور بشار الأسد’.

وجاء في البيان ‘آل ابراهيم في طرطوس يستنكرون كل ما صدر من الفضائيات المغرضة ومن الأشخاص الذين يعملون فيها، الذين مارسوا التحريض على الفتنة والاحتجاجات ضد النظام في سورية، خاصة (رولا ابراهيم) ونعلن أنها لا تمثل إلا نفسها وأننا بريئون من أي شخص يستهدف وحدة الوطن وقائد الوطن الرئيس بشار الأسد.. رحم الله شهداءنا وحمى الله سورية وقائدها… آل ابراهيم في طرطوس’.

من جانبها وصفت المذيعة السورية البيان الذي تبرأت فيه عائلتها منها، بأنه جاء نتيجة ضغوط شديدة مورست على عائلتها من قِبَل من يوصفون بـ’الشبيحة’، مضيفةً في الوقت نفسه أن لا معلومات مؤكدة لديها حول التقارير التي تحدثت عن إحراق ‘شبيحة’ منزلها في مدينة ‘طرطوس’ السورية.

وقالت رولا لموقع ‘ام بي سي. نت’، إنها قرأت هذه التقارير عن تبرؤ عائلتها منها عبر الإعلام وصفحات ‘فيسبوك’. ولفتت إلى أن صفحات ‘فيسبوك’ الموجهة ضدها، ذكرت أنه لم يُحرق منزلها، لكن لم يتأكد لها الأمر، بسبب انقطاع اتصالاتها بأسرتها تبعا للوضع القائم في سورية حاليا، وخصوصا بعد بيان التبرؤ.

وأوضحت أن بعض ‘الشبيحة’، حسب وصفها، هددوا عائلتها بحرق المنزل ومقاطعـــتهم اقتصاديا، إذا لم يتبرأوا منها، وذلك قبل نحو أسبوع، ثم عادوا في اليوم التالي لتنفيذ تهديدهم، الأمر الذي دفع العائلة، تحت الضغط والتهديد، إلى التبرؤ منها في بيان.

وأكدت رولا تمسكها بالعمل في ‘الجزيرة’ رغم الضغوط الشديدة ورسائل التهديد التي تلقتها عبر ‘فيسبوك’، معتبرة أن القناة لم تصنع الأحداث في بلادها، ولم تختلق الصور ولا ‘الفيديوهات’ التي بثتها.

وأضافت المذيعة السورية ‘هذه الصور حينما رأيتها لأول مرة عرفت أنها تحدث في بلادي، فأنا أعرف أغلب مدن سورية؛ لأنني عشت فيها زمنا ليس قصيرا، وأعرف جيدا شوارعها’. وتوقعت رولا أن تتراجع الضغوط عليها، مستبعدة أن يستهدف ‘الشبيحة’ حياتها بشكل مباشر. وكان عدد من المذيعين والمذيعات السوريين استقالوا من عدة قنوات فضائية مثل قناتي ‘اورينت’ و’العربية’ بعد ان اجبروا على ذلك نتيجة ضغوط رسمية وكان من ابرز هؤلاء زينة اليازيجي من قناة العربية كما تعرض فيصل القاسم لضغوط كثيرة للاستقالة من قناة ‘الجزيرة’ وظهرت مطالبات على مواقع الفيسبوك تطالب بسحب جنسيته.

دمشق تطلب تضامناً عربيّاً

تسير محاولات الحكم في سوريا لحشد تأييد ما بقي من «أصدقاء»، بموازاة العقوبات الدولية التي ترتفع وتيرتها يومياً، فيما تستعد المدن السورية اليوم لجولة جديدة من التظاهرات

تترقب سوريا والعالم الخارجي، الحجم الذي ستتخذه «جمعة حماة الديار» التي تداعى معارضون إلى إحيائها في كل أنحاء البلاد اليوم، لناحية ما إذا كانت ستكون دموية كأيام الجمعة الماضية أو لا. وبانتظار الاستحقاق الأسبوعي، سعى النظام في سوريا إلى حشد أكبر عدد ممكن من الحلفاء، فيما ظهرت ملامح مزيد من العقوبات الدولية، حيث بدا أن المرحلة الجديدة من الضغط ستتخذ عنوانين اثنين: تجاوزات حقوق الإنسان، و«الملف النووي» السوري. حملة توزعت عواصمها من أوتاوا إلى واشنطن وبروكسل ففيينا ونيويورك ودوفيل الفرنسية.

وقد دعا منظّمو الاحتجاجات في سوريا، الجيش السوري إلى الانضمام لـ«ثورة الشعب السلمية» اليوم الجمعة، تحت شعار «جمعة حماة الديار». وطلب المعارضون على صفحة «الثورة السورية» في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» من المتظاهرين بث رسالة يدعون فيها إلى انضمام الجيش «يداً بيد لنضم حماة الديار إلى ثورتنا السلمية المباركة». ونشر المنظمون على صفحتهم صورة البطل القومي يوسف العظمة كتب عليها «جمعة حماة الديار 27 أيار يوسف العظمة يناديكم». كذلك نشرت الصفحة صورة لقبضة تربط كلمتي الجيش والشعب كتب تحتها «الجيش والشعب يداً واحدة… يداً بيد نصنع الغد… كرامة وانتصار».

في المقابل، عاتب وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الدول العربية، وناشدها مساعدة سوريا أمام الضغط الدولي الذي تواجهه. وقال المعلم إن بلاده قيادةً وشعباً، «لديها عشم بأشقائها العرب ألا ينفردوا بها قطراً بعد قطر»، وعاتبهم لأنهم «لم يظهروا تضامنهم مع دمشق في وجه العقوبات» التي تُفرَض على مسؤولين سوريين. وتساءل، خلال لقائه السفراء العرب المعتمدين في دمشق في دار السفير القطري زايد بن سعيد الخيارين أول من أمس، «أين الأشقاء؟»، مضيفاً أن «سوريا لم تتأخر إطلاقاً في مساندة أي قطر عربي في قضاياه». وتابع «بكل صراحة أقول إننا عاتبون على أشقائنا العرب من باب المحبة والأخوة على الأقل، أن يظهروا تضامنهم مع سوريا في مواجهة العقوبات بنحو يظهر أننا أصدقاء خصوصاً في أوقات الضيق».

بدوره، أعرب السفير القطري، الذي جمع نحو 20 من ممثلي الدول العربية في منزله، عن تمنياته «العميقة» في أن «تعدّي الأزمة في سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد»، مكرراً التذكير بـ«العلاقة الخاصة التي تجمع قيادتي البلدين كما الشعبين» السوري والقطري، بدليل استجابة الوزير المعلم لهذه الدعوة، بحسب ما نقلته عنه صحيفة «الوطن» السورية. كلام إيجابي قابله المعلم بالمثل عندما وصف الاجتماع بأنه «يعكس الحرص على العلاقات الثنائية (بين البلدين) والتضامن العربي المتمثل من خلالكم (السفراء) عبر العمل العربي المشترك».

وأشار في الاجتماع نفسه، إلى أن «توقيت المبادرة (اللقاء) مهمّ لأن الكثير من وسائل الإعلام والأوساط الأخرى تشكك في متانة هذا التضامن العربي»، مؤكداً أن «المصير والمستقبل مشتركان بين الدول العربية». ولفت إلى أن «الأحداث التي تجري على الأرض لها دائماً وجهتا نظر، لكنني أقول بثقة إن هذه الأزمة رغم شرورها حملت أيضاً في طياتها دروساً وعبراً». وعن عقوبات الاتحاد الأوروبي، قال المعلم «للأسف، كنا نعتقد أن الاتحاد الأوروبي شريك يعتمد عليه. ووجدنا أنه في نهاية المطاف يريد تأكيد مصالحه على حساب مصالحنا»، مذكراً بأن دمشق هي التي جمدت اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي «لا العكس لأنه بعد استشارة دول عربية خاضت تجربة مماثلة، وجدنا أنها مجحفة بحق سوريا».

وبينما كان المعلم يحشد الدعم العربي، كان نائبه فيصل المقداد يمثل بلاده أمام المؤتمر الوزاري 16 لحركة عدم الانحياز في إندونيسيا، حيث رأى أن سوريا «تتعرض لأخطر حلقة في سلسلة المؤامرات التي حيكت ضدها بهدف ضرب صمودها والقضاء على دورها المحوري في المنطقة»، لافتاً إلى أن «مجموعات متطرفة وعناصر ارهابية قامت بالتلاعب بمطالب الشعب المحقة، وحرفها بعيداً عن هدفها الأصلي فرفعت شعارات ظاهرها الإصلاح، بينما كانت تقوم عمليا بممارسة العنف المسلح ضد مؤسسات الدولة والاملاك الخاصة وعناصر حفظ النظام». وكشف المقداد عن أن سوريا لم تفاجأ «بمدى نفاق دولة كبرى وحلفائها الغربيين في الحرص على دماء السوريين، متجاهلين ما أظهرته سوريا حول ضبط كميات كبيرة من الأسلحة المهربة إلى عصابات مسلحة مرتبطة بالخارج تقوم بتنفيذ عشرات العمليات الارهابية المسلحة ضد الأبرياء».

ووضع المقداد عمل «هذه المجموعات» في خانة الجهود «لإثارة الشغب بهدف إيجاد معارك جانبية تستنزف سوريا، وتحرف الشعب عن المضي في طريق الإصلاح والتنمية».

في هذا الوقت، جدد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، دعوة بلاده الرئيس بشار الأسد إلى إجراء «إصلاحات تكون بمثابة علاج بالصدمة»، إذا كان يأمل إنهاء الأزمة التي تشهدها سوريا. وقال داوود أوغلو، لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن «ما يحتاج له الأسد الآن هو علاج بالصدمة لكسب قلوب شعبه، بأسرع وقت ممكن». ورداً على سؤال عما سيحصل إذا لم يُجر الرئيس السوري إصلاحاً دراماتيكياً، أجاب «لا ندري، ولهذا السبب نقول علاجاً بالصدمة». وفي السياق، أعرب رئيس الدبلوماسية التركية عن ثقته بأن الأسد «لا يزال قادراً على إجراء إصلاحات، لكن سنرى ما يمكن أن يقدم»، لافتاً إلى أنه «في كل أسبوع، وفي كل يوم جمعة، لا نزال نرى المزيد من الأشخاص الذين يقتلون».

على صعيد آخر، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ونظيرها الفرنسي آلان جوبيه، إثر اجتماعهما أول من أمس، ضرورة أن «يتحرك المجتمع الدولي إزاء القمع الذي تمارسه السلطات السورية»، وهو ما يتوقع أن يصار إلى صياغته في البيان الختامي لـ«مجموعة الثماني» التي تنهي أعمالها في مدينة دوفيل الفرنسية، اليوم. غير أنّ موسكو عارضت أن تبحث قمة مجموعة الثماني في اتخاذ إجراءات ضد أنظمة عربية، وهو ما صاغته الرئاسة الروسية في بيان جاء فيه أن «مجموعة الثماني يجب ألا تتحول إلى هيئة تقترح اجراءات ضغط وعقوبات». وكان رئيس المجلس الأوروبي، هرمان فون رومبوي، قد حثّ الأسد، في افتتاح قمة الثماني، على تغيير سياساته، داعياً إلى توقف السلطات عن استخدام العنف ضد المدنيين. وقال «نتطلع إلى تغيير في سياسته، يتعين على السلطات السورية أن تتوقف عن العنف الوحشي ضد المدنيين من دون تأخير وإجراء حوار سياسي حقيقي».

وفي إطار العقوبات الدولية ضد سوريا، كشف دبلوماسيون أن من المتوقع أن تسعى دول غربية إلى إحالة ملف سوريا إلى مجلس الأمن الدولي في الاجتماع المقبل لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر انعقاده في الخامس من شهر حزيران المقبل، على خلفية التقرير الأخير للوكالة الذي رجّح أن تكون سوريا قد حاولت بناء مفاعل نووي سري في منطقة دير الزور الذي تعرض لغارة إسرائيلية في عام 2007. وجزم الدبلوماسيون أن سعيهم إلى نقل الملف النووي السوري إلى مجلس الأمن، غير مرتبط بتنديد الغرب بتعامل النظام السوري مع المحتجّين، مؤكدين أن دمشق «ماطلت في تحقيق الوكالة الدولية لنحو ثلاث سنوات، لذلك آن الأوان للتحرك».

غير أن بعض الأعضاء غير الغربيين في وكالة الطاقة الذرية أعربوا عن شكوكهم بشأن اتخاذ اجراء قوي ضد سوريا، على قاعدة أن «مهما حدث في دير الزور، فقد أصبح من التاريخ». كذلك أشاروا إلى أنه لا يزال من غير الواضح إن كانت روسيا والصين ستصوتان لصالح إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن.

وبدأ ضغط دولي آخر يتمثل بمشروع قرار أوروبي قدم إلى مجلس الأمن، أول من أمس، طالب سوريا بإيجاد نهاية فورية للعنف ضد المحتجين، والتعاون مع تحقيق للأمم المتحدة في انتهاكات حقوقية. وبحسب وكالة «رويترز»، فإن المشروع الذي تقدمت به بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، يدين «الانتهاك المنظم لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل والاعتقالات التعسفية وعمليات اختفاء وتعذيب المتظاهرين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين بواسطة السلطات السورية»، ويطالب بالموافقة على وصول المنظمات الانسانية إلى المدن السورية. ورأى بعض الدبلوماسيين أن الضغوط التي تتزايد على مجلس الأمن قد تدفع بالصين وروسيا إلى الموافقة على القرار الجديد.

وأعلنت منظمة العفو الدولية حصولها على شريط فيديو عن سياسة «أطلق النار للقتل»، التي قالت إن قوات الأمن السورية تنتهجها لإخماد الاحتجاجات الشعبية. وأكّدت المنظمة أن شريط الفيديو «هُرّب إلى خارج سوريا عن طريق من تتواصل معهم المنظمة، ويُظهر المتظاهرين وهم يتعرضون لإطلاق النار والضرب على أيدي قوات أمن، وجنوداً يدهمون ليلاً المسجد العمري في درعا، ويظهر جنازةً جماعيةً في بلدة إزرع».

وانضمّت كندا إلى قافلة الدول التي سبق أن فرضت عقوبات اقتصادية وسياسية على سوريا، من بينها منع زيارة مسؤولين سوريين لأراضيها بسبب «القمع العنيف» للمتظاهرين، بحسب وزير الخارجية الكندي الجديد جون بايرد، الذي أعلن أن حكومته صنفت عدداً من الشخصيات في النظام السوري يبلغ عددهم 25 شخصاً، من بينهم الرئيس بشار الأسد، على أنهم «أشخاص غير مرغوب فيهم» في كندا.

وفي العاصمة الأردنية، عمّان، نقلت فضائية «الجزيرة» أن المئات من أبناء الجالية السورية نظّموا وقفة احتجاجية أمام فندق شهد حفل عشاء دعا إليه السفير السوري في الأردن بهجت سليمان، وقاطعه صحافيون وسياسيون. وهتف المحتجون ضد حفل العشاء بإسقاط النظام السوري، ورأوا أن العشاء يُقام «على أجساد ودماء المئات ممن سقطوا برصاص قوات الأمن السورية». وكان السفير السوري قد وجّه الدعوة إلى عشرات الصحافيين والناشطين النقابيين والسياسيين لحضور حفل عشاء مساء الأربعاء على شرف سفراء دول عربية وأجنبية للحديث عن الأحداث التي تشهدها سوريا. وأعلن عدد من الصحافيين والسياسيين مقاطعتهم للعشاء وسط دعوات عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» في الأيام القليلة الماضية إلى مقاطعته. وكان عشرات الصحافيين الأردنيين قد أصدروا بياناً طالب المدعوين إلى حفل العشاء بمقاطعته في ظل استمرار ما سمّوها «آلة القتل ضد الشعب السوري». وجاء في البيان «إذا كان بعض زملائنا لا يزالون يعتقدون أن نظام الأسد إحدى واجهات المقاومة والممانعة في المنطقة، فإن تصريحات ابن خاله رامي مخلوف وأحد أركان نظامه لصحيفة نيويورك تايمز قبل أسابيع أزاحت أغطية كثيرة عن نيات النظام، وحقيقة تبنّيه لمثل هذه المواقف». وقال البيان إن «الممانعة والمقاومة لا تعني ولا تبرر حرمان الناس من الحرية وإسالة دمائهم في شوارع درعا وحمص وبانياس ودمشق وغيرها من المدن السورية الحرة».

ميدانياً، أعلنت السلطات السورية مقتل ثلاثة من قوات الأمن السورية يوم الأربعاء في كمين مسلح قرب مدينة حمص. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن «دورية تابعة لقوات الأمن السورية تعرضت لكمين مسلح قرب قرية الغجر في محافظة حمص وقتل ثلاثة من عناصر الدورية».

ومن ناحية إجراءات السلطة السورية، أصدر الأسد مرسوماً يقضي بإجراء مجموعة من التعديلات على اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات بنحو يتيح مساعدة للطلاب للنجاح في سنواتهم الدراسية، إذ يقدم علامتين على الأكثر في مقرر واحد أو موزعتين على مقررين «إذا كانت هذه المساعدة تؤدي إلى تبديل وضعهم، ومساعدة الطالب بست علامات على الأكثر في مقرر واحد أو موزعة على مقررين إذا كانت هذه المساعدة تؤدي إلى عدم استنفادته في أي سنة من سنوات الدراسة».

وفي سياق ربطه بعض المراقبين بتطورات الأزمة السورية، استحوذت مجموعة من المستثمرين الكويتيين على شركة «راماك»، التي تعود ملكيتها إلى «شركة سوريا للأسواق الحرة محدودة المسؤولية»، التابعة لرجل الأعمال السوري، وقريب الرئيس بشار الأسد، رامي مخلوف. ونقل موقع «سيريانيوز» أنه «من المتوقع كشف تفاصيل الصفقة والمشاركين فيها في الأيام القليلة المقبلة». وقالت مصادر مقربة من مخلوف لوكالة «يو بي آي» إن مخلوف «سحب كل أمواله الموجودة خارج سوريا ووضعها تحت تصرف الحكومة السورية لرفع قيمة الليرة السورية بعد ارتفاع الدولار في الأسواق السورية»، بينما نفت مصادر عربية في دمشق «وجود صفقة كهذه على الاطلاق». تجدر الاشارة إلى أن «الأسواق الحرة» تضمّ صالات في مطار دمشق ومطار حلب والمناطق الحرة الحدودية في درعا وجديدة يابوس وباب الهوى.

(الأخبار، سانا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

سورية: المحتجون يحضون الجيش على الانضمام إلى «ثورتهم»… و25 طفلاً قتلوا في الاحتجاجات

دمشق، لندن، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب

تحت شعار «الجيش والشعب يداً واحدة»، أحد أهم شعارات الثورة المصرية، دعا منظمو الاحتجاجات في سورية الجيش السوري إلى الانضمام إلى ثورة الشعب «السلمية». وفيما حضت منظمة العفو الدولية، فرع كندا، الحكومة الكندية على الضغط على مجلس الأمن الدولي من اجل إحالة التطورات في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، أعلنت اللجنة التنسيقية في سورية، التي تساعد في تنظيم التظاهرات، إن نحو 25 طفلاً قتلوا منذ بدأت الاحتجاجات، وأن بعضهم قتل «بعد تعذيب عنيف» بحسب مصادرها.

وقالت «اللجنة التنسيقية» إنها على دراية بملابسات وظروف مقتل هؤلاء الأطفال، موضحة أن الأطفال ضحايا العنف تراوحت أعمارهم بين 5 و17 سنة، الكثير منهم قتلوا خلال تبادل إطلاق النار على المحتجين مثل محمد القدري، 12 سنة، الذي قتلته 4 طلقات عندما نزل من بيته لشراء خبز لعائلته في ريف دوما بدمشق وفق بيان المنظمة الذي نقلته وكالة «اسوشيتدبرس».

وذكرت «التنسيقية» أن جثة احمد رضوان، 15 سنة، عثر عليها في بساتين في مدينة بانياس الساحلية، موضحة انه اطلق عليه النار مرتين، مرة في الصدر والأخرى في المعدة. أما مجد إبراهيم الرفاعي، 7 سنوات، فقد قتلت بطلق ناري في البطن في محافظة درعا. ووفقاً للبيان فإن الطفل صالح احمد الخطيب، 13 سنة، اختطف من قبل قوى الأمن في 29 نيسان (أبريل)، وعثر على جثته صباح اليوم التالي «بينما ظهرت عليه آثار تعذيب شديد» وفق بيان «التنسيقية».

إلى ذلك، حض منظمو الاحتجاجات الجيش السوري إلى الانضمام إلى ثورة الشعب «السلمية» اليوم الجمعة التي اطلقوا عليها اسم «جمعة حماة الديار».

وطلب المعارضون على صفحة «الثورة السورية» في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» من المتظاهرين بث رسالة يدعون فيها إلى انضمام الجيش «يداً بيد لنضم حماة الديار إلى ثورتنا السلمية المباركة». ونشر المنظمون على صفحتهم صورة البطل القومي يوسف العظمة كتب عليها «جمعة حماة الديار 27 أيار (مايو) يوسف العظمة يناديكم». و»حماة الديار» هما اول كلمتين في النشيد الوطني السوري.

أما يوسف العظمة فهو وزير الحربية السوري الذي توفي في معركة اليرموك عام 1920 أثناء مواجهته الجيش الفرنسي بقيادة غوابيه غورو الذي جاء لاحتلال سورية.

كما نشرت الصفحة صورة لقبضة تربط كلمتي الجيش والشعب كتب تحتها «الجيش والشعب يداً واحدة .. يداً بيد نصنع الغد…كرامة وانتصار».

في موازاة ذلك قال الناشط السوري رامي نخلة إن المتظاهرين السوريين، وهرباً من اعتقالات قوى الأمن، باتوا يلجأون إلى «تكتيك جديد» وهو تنظيم تجمعات محدودة العدد، لكن منتشرة في مناطق عدة، بحيث يمكن أن يتفرقوا بسهولة عندما تقترب منهم قوى الأمن.

وأوضح نخلة لوكالة «اسوشيتبرس»: «يتجمعون في تجمعات صغيرة، لكن في مناطق عديدة بشكل عفوي. في الوقت الذي تصل فيه قوى الأمن إلى احد أماكن التجمع، يغادر المحتجون بسرعة إلى مكان آخر». وأشار نخلة إلى أن الكثير من الاحتجاجات باتت تحدث في الليل هرباً من القناصة. وكانت لقطات من «يوتيوب» قد أظهرت متظاهرات يتظاهرن في دمشق ليلة اول من امس وهن يحملن لافتات مؤيدة للاحتجاجات. كما أظهرت لقطات صورت في حلب شباباً يحملون شموعاً ولافتات وهم يهتفون «ما في خوف … الله معنا». كما أن مدن حماة وحمص شهدت أيضاً تظاهرات ليلية خلال اليومين الماضيين.

وفي ظل الضغوط التي يتعرض لها النظام السوري من المجتمع الدولي، لام وزير الخارجية وليد المعلم الدول العربية لعدم إظهار تضامنها مع سورية فيما أظهرته دول أجنبية أخرى. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة عن المعلم الذي تحدث في منزل السفير القطري «بكل صراحة أقول إننا عاتبون على أشقائنا العرب من باب المحبة والأخوة على الأقل، أن يظهروا تضامنهم مع سورية في مواجهة هذه العقوبات بشكل يظهر أننا أصدقاء خصوصاً في أوقات الضيق».

إلى ذلك، قالت منظمة العفو الدولية، فرع كندا، رداً على قرار كندا فرض عقوبات على 25 مسؤولاً سورياً بينهم الأسد، أن الخطوة على أهميتها لا تكفي للضغط على النظام السوري للتوقف عن استخدام العنف، مشيرة إلى الحاجة إلى تشديد الإجراءت ضد دمشق. وفي خطاب إلى وزير الخارجية الكندي الذي تسلم منصبه حديثاً، دعت «العفو الدولية» الحكومة الكندية للسعي لدى مجلس الأمن الدولي لإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.

شعارات القنوات التي تنقل أخبار سوريا تحت أقدام زوار جامعة البعث

انتقاداً لأدائها الواجب الإعلامي

دبي – العربية.نت

على بوابة جامعة البعث بمدينة حمص السورية، تفترش الأرض لافتة كبيرة تمثل علم إسرائيل، وإلى جانبها مجموعة من القنوات التي تؤدي واجبها الإعلامي بنقل صورة ما يحدث في سوريا إلى العالم.

وحملت اللافتة أسماء مجموعة من القنوات العربية التي تغطي الأزمة السورية، وعلى أطرافها وصف للقنوات بأنها “أدوات للسياسة الإسرائيلية الجديدة”.

وعلّق ناشر الصورة على صفحة “شبكة شام” في موقع “فيسبوك” أن اللافتة وضعت بتوجيهات من الأمن السوري، حتى يمر منسوبو الجامعة عليها يقومون بوضع لافتة تجمع ما بين قنوات الإعلام الحرة التي تنقل “جزءاً يسيراً وعلى استحياء” من أخبار الثورة، وعلم إسرائيل، أمام مدخل جامعة البعث بمدينة حمص.

وجاءت تعليقات المتابعين على الموضوع بأن السلطات لن تستطيع إيقاف صوت الإعلام العالمي، خاصة مع التجاوزات التي يقوم بها النظام ضد مواطنيه.

وقال المعلق محمد محمد “مهما عملوا ومهما سبوا وقذفوا الصحافة العالمية لن ينفعهم هذا في شيء.. الا أنهم على العكس سوف يكسبون كرهاً متزايداً من المستقلين والاحرار حول العالم”.

واعتبر خالد السوري وضع شعارات القنوات بهذه الطريقة “سخافة لا مثيل لها ويحسدهم عليها الأغبياء مثلهم”، أما فادي الديري فعلق بأن السوريين سيغيرون اسم الجامعة التي وضعت اللافتة أمام بوابتها، مقترحاً أن يكون الاسم “جامعة الحرية” بدلاً من جامعة البعث.

أما صفحة “اضحك مع الإخبارية السورية” فقد عدّل مدير الصفحة الصورة ووضع فيها أسماء القنوات السورية التابعة للنظام والمؤيدة له، وكتب في أطرافها “يسقط بشار الأسد”، في محاولة منه للدفاع عن القنوات التي تنقل أخبار سوريا إلى العالم.

ساركوزي يعلن مطالبة الاسد بتطبيق الديموقراطية او الرحيل و مجموعة الثماني تشجع الربيع العربي

دوفيل- فبريس راندو وارفيه رواش -انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الاسد، الذي يواجه حركة احتجاج قوية، بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده او التنحي. فيما دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة نظيره السوري بشار الاسد الى “الانتقال من الاقوال من الافعال”، وذلك بعدما كان الاسد ابدى استعداده لاجراء اصلاحات في سوريا التي تشهد احتجاجات مناهضة للنظام. و اعلنت مجموعة الثماني المجتمعة الجمعة في دوفيل (شمال غرب فرنسا) تشجيعها لثورتي تونس ومصر وكذلك لثلاث دول افريقية تعتبرها نموذجية، تمهيدا لان يتجسد ذلك التشجيع في شكل مساعدة اقتصادية مهمة.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل (شمال غرب) “هل يمكن ان اقول ذلك؟ نعم. واوباما اصاب بقولها”. وكان الرئيس الاميركي اكد في 19 ايار/مايو ان “الرئيس الاسد الان امام خيارين. قيادة مرحلة انتقالية او التنحي”.

وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الاسد من السلطة. حيث كانت السلطات الفرنسية تكتفي حتى الان بالمطالبة بوقف القمع في سوريا واجراء اصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري. واوضح ساركوزي ان “لفرنسا بعض المصداقية” في طرح الخيار المعروض الان على الرئيس السوري. وقال “لقد فعلنا كل شيء لاعادة سوريا الى منظومة الامم الدولية. كل شيء. لقد تباحثنا مع (السوريين) وحاولنا مساعدتهم وتفهمهم”.

واضاف الرئيس الفرنسي “اشعر بالاسف لان اقول ان القادة السوريين يقومون بخطوة مدهشة الى الوراء. وفرنسا في هذه الظروف تسحب ثقتها وتندد بما يجب التنديد به”. وخلص الى ان “الرئيس بشار الاسد يعلم تماما ان فرنسا لم تفعل ذلك الا بعد هذا التراجع الديمقراطي الذي لا يمكن قبوله”.

وقد دعت فرنسا، التي باتت في مقدمة المدافعين عن التطلعات الديمقراطية في العالم العربي، الى قمة الثماني رئيسي وزراء تونس الباجي قائد السبسي ومصر عصام شرف، وعقدت جلسة عمل صباح الجمعة.

فيما دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة نظيره السوري بشار الاسد الى “الانتقال من الاقوال من الافعال”، وذلك بعد ان ابدى الاسد استعداده لاجراء اصلاحات في سوريا التي تشهد احتجاجات مناهضة لنظامه.

وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل، شمال غرب فرنسا، “على الرئيس الاسد الانتقال من الاقوال الى الافعال”.

وكانت روسيا رفضت في وقت سابق ان يبحث مجلس الامن الدولي مشروع قرار اوروبي يحذر النظام السوري من ملاحقته بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الانسانية” في قمعه التظاهرات.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف “اطلعنا على مشروع القرار. لن ندرسه حتى في هذه المرحلة وسننحيه جانبا. انه غير ملائم ويتسبب بضرر”. واضاف المسؤول الروسي ان “الوضع السوري يختلف جذريا عن الوضع في ليبيا”.

كما شددت مجموعة الثماني لهجتها ازاء العقيد معمر القذافي الذي قالت انه “فقد شرعيته ويجب ان يتنحى” كما جاء في مسودة البيان الختامي للمجموعة الذي يجب ان يصادق عليه قادة الدول المشاركة في القمة مما يعني انضمام روسيا الى الموقف الغربي.

وسعيا الى ابقاء الضغط على القذافي اعلن الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي عقب جلسة عمل ثنائية “عزمهما على انجاز العمل” في ليبيا. وقد اعلن البلدان مع بريطانيا الحرب على ليبيا في 19 اذار/مارس.

وعلى غرار سوريا التي دعتها مجموعة الثماني الى الكف عن العنف وهددتها ب”تحرك في مجلس الامن”، تعتبر مجموعة الثماني ليبيا عقبة امام الاندفاع التاريخي نحو الحريات في العالم العربي.

ولم تقتصر مجموعة الثماني على دعم الديمقراطية في الدول العربية بل ايضا في القارة الافريقية وشجعت خصوصا الحسن وتارا (ساحل العاج) والفا كوندي (غينيا) ومحمد يوسف (النيجر) الذين اعتلوا السلطة بعد مسيرات ديمقراطية تعتبرها فرنسا نموذجية وقد دعاهم ايضا الرئيس الفرنسي الى دوفيل.

وفضلا عن الاعتراف بانجازاتها تامل تلك الدول في مساعدة مالية ملموسة من اغنى دول العالم (الولايات المتحدة واليابان والمانيا وفرنسا وبرطانيا وايطاليا وكندا وروسيا).

واعلن الرئيس العاجي الحسن وتارا الجمعة قبل لقائه قادة مجموعة الثماني ان “ساحل العاج في حاجة لما بين 15 الى عشرين مليار يورو خلال السنوات الخمس القادمة”. وشهدت بلاده اعمال عنف اعقبت الانتخابات واستمرت خمسة اشهر وهي في حاجة ماسة الى النهوض باقتصادها للمساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية.

وقبله قيمت مصر وتونس حاجاتها فقالت القاهرة انها تحتاج الى ما بين 10 الى 12 مليار دولار قبل منتصف 2012 بعد ان سبق ودعت صندوق النقد الدولي الى مساعدتها بينما قدرت تونس حاجاتها بنحو 25 مليار دولار خلال خمس سنوات. ويعاني البلدان خصوصا من تراجع عدد السياح.

وفي مسودة البيان الختامي للقمة، التي حصلت عليها فرانس برس، اعربت مجموعة الثماني عن رغبتها في انشاء علاقة دائمة مع دول الربيع العربي من خلال “شراكة دوفيل”.

وتعول دول مجموعة الثماني التي ترزح اصلا تحت وطاة الديون، على المنظمات المتعددة الاطراف لتوفير الاموال الضرورية، وفي مذكرة عرضت على قمة دوفيل قال صندوق النقد الدولي ان لديه 35 مليون دولار لمساعدة الدول العربية.

كذلك ستطلب المجموعة مساهمة البنك الدولي وايضا البنك الاوروبي للاستثمار تلك المؤسسة ذات الاستثمارات على المدى الطويل، والبنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية (بيرد)، الذي سيحول نشاطاته الى جنوب المتوسط بعد ان ساعد الدول الشيوعية سابقا في الانتقال الى اقتصاد السوق بعد انهيار جدار برلين.

وفي مصر وتونس فقط تقدر مساهمة هذه المصارف التنموية بنحو عشرين مليار دولار للفترة ما بين 2011 الى 2013.

واعلن رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو ان “مقاربتنا مخصصة اكثر الى الذين يقومون باصلاحات ديمقراطية، لتوفير مزيد من الاموال والوصول الى الاسواق ومزيد من التحرك”.

الجمعة 27 ماي 2011

فبريس راندو وارفيه رواش – ا ف ب

 

تعذيب حتى الموت في سوريا

تتكشف يوميا صور جديدة من سوريا لضحايا التعذيب من أطفال ورجال على يد أجهزة الأمن منذ انطلاق المظاهرات المنادية بالحرية وإسقاط النظام. وأظهرت آخر الصور آثار تعذيب على جثتي فتى ومدرس في صيدا قرب درعا، في حين روى مراسل رويترز المطرود من دمشق مشاهد “لامتهان كرامة الإنسان” على يد الأمن السوري.

وقد أظهرت صور آثار التعذيب على جثمان الفتى حمزة علي الخطيب بعد اعتقاله في منطقة المساكن في صيدا بالقرب من درعا إثر مشاركته في مظاهرات جمعة الغضب يوم 29 أبريل/نيسان الماضي.

قال ناشطون سوريون إن الفتى (13 عاما) لم يكن مصابا لحظة اعتقاله، وتظهر الصور آثار طلقات نارية عدة في منطقة الصدر واليدين، كما تبين تعرضه للتعذيب وكسر عنقه وقطع عضوه التناسلي. وتحتوي الصور على مشاهد صعبة لكن الجزيرة تمتنع عن بثها كاملة لبشاعتها.

وقد شيع أهالي بلدة الجيزة بمحافظة درعا السورية الطفل حمزة الخطيب الذي كان قتل برصاص قوات الأمن السورية بعد تعرضه للتعذيب. وبث ناشطون على الإنترنت مشاهد قالوا إنها التقطت اليوم الجمعة للجنازة حيث ردد المشيعون هتافات تطالب بإسقاط النظام وبحرية سوريا.

وفي السياق أظهرت صور أخرى مدرسا سوريا اُعتقل في صيدا غربي درعا يوم 29 أبريل/نيسان الماضي. وتظهر الصور جثة أسامة حسين الزعبي (28 عاما) وعليها آثار تعذيب.

وقد سلمت السلطات جثته فيما بعد إلى ذويه في قرية المسيفرة بالقرب من درعا. وتبين صور الجثة تعرّض الزعبي لتعذيب شمل سلخ جلده في عدة أجزاء من جسمه من بينها إحدى قدميه, ويُعتقد أن الزعبي توفي أثناء التعذيب.

شريط منظمة العفو

ويأتي ذلك بعد نشر منظمة العفو الدولية تسجيل فيديو يظهر عناصر من قوات الأمن السورية وهم يطلقون النار بهدف القتل في محاولة لقمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد.

وأضافت المنظمة أن التسجيل -الذي تم أواخر مارس/آذار وأوائل أبريل/نيسان الماضيين داخل وحول مدينة درعا (جنوب) وتم تهريبه من سوريا- يُظهر مشاهد للجيش السوري وهو يداهم المسجد العمري في درعا، ومشاهد لجنود ورجال مسلحين بلباس مدني داخل المسجد يصورون جثثاً على الأرض ويحتفلون.

ويبين الشريط أيضا مجموعات كبيرة من الأطفال ينضمون إلى احتجاجات جنازات جماعية ومشهدين لعناصر من قوات الأمن بلباس موحد يضربون بالهري رجلين جريحين على الطريق، وشهادة عامل سيارة إسعاف عن منع الجيش عمليات إسعاف الجرحى.

شهادة صحفي

في غضون ذلك نشرت وكالة رويترز رواية مراسلها المطرود من دمشق الأردني سليمان الخالدي عن مشاهد التعذيب التي رآها خلال احتجازه أربعة أيام وكيف عاملته أجهزة المخابرات السورية.

وبدأ الخالدي قصته عن شاب معلق من قدميه ومتدليا رأسا على عقب وتسيل رغاوي بيضاء من فمه يسمع أنينه “غير البشري” واصفا هذا المشهد بأنه واحد من مشاهد كثيرة “للامتهان الإنساني” التي رآها خلال “استضافته بالإكراه في المخابرات السورية” بعد اعتقاله لقيامه بتغطية احتجاجات درعا في مارس/آذار الماضي.

كما روى أشكالا من الإهانات اللفظية تعرض لها وكيف صاح محقق به قائلا “إذن أنت عميل أميركي حقير جئت لتبث أخبارا عن الدمار والفوضى، يا حيوان جئت لتهين سوريا يا كلب”. كما قال محقق آخر ظل يصرخ قائلا “اعترف يا كذاب اخرس يا حقير، أنت وأشكالك غربان بدكم تشوفوا سوريا تتحول إلى ليبيا”.

ويوضح الخالدي كيف هدده أحد المحققين حين ضُرب للمرة الثالثة على وجهه “سنجعلك تنسى من أنت”. كما جلد على كتفه مرتين مما خلف كدمات ظل يحملها لأسبوع، كما روى كيف كان ما لا يقل عن 12 من رجال الأمن عندما يقف وظهره للحائط رافعا ذراعيه إلى أعلى يمرون عليه ويدفعونه ويسمعونه الإهانات.

وعلى الرغم من أوامر المحققين بأن يظل خافضا رأسه حتى لا يستطيع رؤيتهم، تسنى للخالدي أن يرى رجلا وضعوا رأسه في كيس يصرخ من الألم أمامه، مشيرا إلى أن الأمن طلب من ذلك الشخص وهو من إدلب بشمال سوريا أن ينزع سرواله فرأى أعضاءه التناسلية المتورمة مربوطة بسلك بلاستيكي.

وأشار مراسل رويترز إلى أنه أصيب بالفزع حين انتزع رجل ملثم زوجا من الأسلاك من قابس كهربائي وصعقه في رأس ذلك الرجل من إدلب، مشيرا إلى أنه كان يسمع خارج الغرفة قعقعة السلاسل وصراخا هستيريا ما زال يدوي في رأسه حتى هذا اليوم.

وتأتي شهادة مراسل رويترز بعد يوم من نشر نفس الوكالة شهادات ثلاثة سوريين اعتقلوا بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الأخيرة، تفاصيل جلسات التعذيب التي خضعوا لها.

مظاهرات بجمعة “حماة الديار” بسوريا

خرجت مظاهرات اليوم بمدن سورية عدة استجابة لدعوة النشطاء للتظاهر في ما أطلقوا عليها “جمعة حماة الديار”، تكريما للجيش السوري ودعوة له للانضمام إلى الاحتجاجات المنادية بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وواجهت قوات الأمن العديد من تلك المظاهرات بالرصاص الحي.

ففي حمص وسط سوريا نقلت رويترز عن شهود عيان قولهم إن دوي إطلاق النار سمع بينما تجمهر آلاف المحتجين المطالبين برحيل النظام، وذلك رغم كثافة الوجود الأمني. كما خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة الرستن بمحافظة حمص منادية بإسقاط النظام.

وأفادت وكالة رويترز نقلا عن شهود بأن القوات السورية استخدمت الذخيرة الحية لتفريق محتجين يطالبون بإسقاط النظام في مدينة دير الزور شرقي البلاد.

وفي بلدة الزبداني قرب الحدود اللبنانية أفاد شهود بأن قوات الأمن السورية أصابت خمسة محتجين بالرصاص الحي.

إحراق صور

وفي مدينة البوكمال شرقي سوريا على الحدود مع العراق أحرق المتظاهرون صورا لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي كان قد كال المديح في خطاب له قبل يومين للرئيس الأسد، ودعا السوريين إلى التمسك به.

كما خرجت مظاهرات في قرية خربة غزالة بمحافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، ومدينة القامشلي شمالي شرق البلاد. وردد المتظاهرون في درعا هتافات انتقدت شخصيات سياسية وإعلامية مؤيدة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وفي وقت سابق اليوم قال شهود عيان لرويترز ووكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة متظاهرين في بلدة داعل بالقرب من مدينة درعا خلال احتجاجات اندلعت في عدة بلدات بجنوب سوريا الليلة الماضية.

وكان النشطاء قد دعوا على صفحة “الثورة السورية” في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لانضمام الجيش إلى ثورة الشعب في “جمعة حماة الديار”.

ونشر المنظمون على صفحتهم صورة البطل القومي السوري يوسف العظمة وكتب عليها “جمعة حماة الديار، 27 أيار (مايو).. يوسف العظمة يناديكم”.

وكلمتا “حماة الديار” هما أول كلمتين في النشيد الوطني السوري، أما يوسف العظمة فهو وزير الحربية السوري الذي استشهد في معركة ميسلون عام 1920 أثناء مواجهته جيش الاحتلال الفرنسي.

مقتل 8 محتجين في سوريا خلال تظاهرات في “جمعة حماة الديار”

قتل ثمانية متظاهرين على الاقل قبيل فجر الجمعة بنيران رجال الامن فيما شهدت مدن سورية اخرى تظاهرات احتجاج فرقت قوات الامن بعضها بالقوة غداة توزيع مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين “القمع الدموي” في سوريا.

دمشق: ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس الجمعة إن حصيلة قتلى “جمعة حماة الديار” ارتفعت الى ثمانية أشخاص في مدن سورية عدة.

وذكر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن ان “ثلاثة اشخاص قتلوا الجمعة عندما قام رجال الأمن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا شارك فيها المئات”. وأورد عبد الرحمن أسماء القتلى.

وكانت حصيلة سابقة أوردها عبد الرحمن تحدثت عن مقتل شخصين في قطنا القريبة من دمشق.

كما أشار رئيس المرصد “ان ثلاثة متظاهرين على الاقل قتلوا قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا) جنوب البلاد برصاص رجال الامن الذين اطلقوا النار عليهم عندما صعدوا الى اسطح الابنية لإعلاء صوت التكبير”.

وأفاد شاهد عيان لوكالة فرانس برس ان “آلاف الاشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل وهم يهتفون بشعارات تحيي الجيش” مشيرا الى ان “عناصر الجيش المتواجدة لم تتدخل”.

واضاف “وبعد قليل، جاءت قوات الأمن وفتحت النار عشوائيا ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 15 اخرين”.

كما توفي شخص في منطقة الزبداني (ريف دمشق) اثناء تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي شخص آخر في مدينة جبلة (غرب) عندما أصابه طلق ناري بينما كان على سطح أحد الابنية وهو يعلي التكبير” بحسب رئيس المرصد.

وطالب رئيس المرصد السلطات السورية “بالسماح للمرصد والمنظمات الحقوقية السورية بتشكيل لجنة تحقيق والذهاب الى المناطق التي شهدت سقوط القتلى للتحقق من القوائم من اجل التوصل الى محاكمة الجناة وتقديمهم الى محاكمة علنية”.

ولفت عبد الرحمن الى “وجود عشرات المفقودين في درعا (جنوب) ومدن اخرى يجرى تسليم جثامينهم الى ذويهم”.

واشار عبد الرحمن “الى قيام السلطات الامنية بحملة اعتقالات استهدفت العشرات في غالبية المدن التي شهدت تظاهرات اليوم”.

وتهز سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة مستمرة منذ منتصف اذار/مارس وقد اسفرت عن مقتل نحو 1062 شخصا واعتقال اكثر من عشرة الاف شخص بحسب منظمات حقوقية، ما دفع بأوروبا وكندا والولايات المتحدة الى فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد.

كما اعلن رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس الجمعة “وردت لنا انباء ان قوات الامن السورية اطلقت النار في الهواء لتفريق نحو 5 الاف متظاهر التقوا في وسط المدينة بعد ان خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية”.

واضاف ان “قوات الامن استخدمت القوة لتفرق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين وضربتهم بالهروات”.

وتابع ان “قوات الامن قامت ايضا باستخدام القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)” التي بقيت لغاية الان بمنأى عن موجة الاحتجاجات.

كما اشار الناشط الى “تظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها نحو 400 طفل وهم يحملون العلم السوري بطول 25 مترا مرددين النشيد الوطني السوري”، لافتا الى خروج تظاهرة في مدينة القامشلي (شمال شرق) شارك فيها الالاف.

وخرجت تظاهرة مناهضة للنظام في عامودا (شمال شرق) شارك فيها نحو 2500 شخص، بحسب ريحاوي.

ويشكل الاكراد غالبية سكان هذه المدن الثلاث.

من جهته، اورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل نقلا عن مراسليه في المحافظات السورية ان عشرات الاشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام امام جامع الحسن في حي الميدان، وسط دمشق، بأدوات حادة.

كما افاد عن قيام “عناصر مسلحة بإطلاق النار على القوى الامنية واصابة احد العناصر بجروح”.

ولفت التلفزيون الى عدة “تجمعات” ضمت 150 شخصا في القامشلي و300 شخص في حماة وفي البوكمال والميادين والقورية (شرق) والعشرات في طرطوس الساحلية (غرب) و150 شخصا في عامودا و100 شخص في الدرباسية والعشرات في راس العين (شمال شرق).

واوضح التلفزيون ان هذه التجمعات انفضت من تلقاء نفسها دون “احتكاكات”.

وكان منظمو الاحتجاجات في سوريا حثوا الجيش السوري على الانضمام إلى ثورة الشعب “السلمية” اليوم الجمعة التي اطلقوا عليها اسم “جمعة حماة الديار”.

ونشر المنظمون على صفحتهم الالكترونية صورة البطل القومي يوسف العظمة كتب عليها “جمعة حماة الديار 27 ايار/مايو يوسف العظمة يناديكم” وهو وزير الحربية السوري الذي توفي في معركة اليرموك العام 1920 اثناء مواجهته الجيش الفرنسي.

كما نشرت الصفحة صورة لقبضة تربط كلمتي الجيش والشعب كتب تحتها “الجيش والشعب يد واحدة .. يدا بيد نصنع الغد…كرامة وانتصار”.

يأتي ذلك فيما تهدد مجموعة الثماني سوريا ب”تحرك في مجلس الامن” الدولي ان لم توقف دمشق قمع التظاهرات، بحسب مسودة البيان الختامي لقمة الدول الكبرى الغنية في دوفيل شمال غرب فرنسا الجمعة.

وبدأ مجلس الامن الدولي الخميس دراسة مشروع قرار يحذر سوريا من “جرائم ضد الانسانية” قد تكون ارتكبت، لكنه امتنع عن تهديدها بفرض عقوبات.

ويندد مشروع القرار الذي وضعته فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال وتم توزيعه الاربعاء بالعنف الذي يمارسه النظام السوري برئاسة بشار الاسد ويطالب بالسماح لفرق المساعدات الانسانية بالدخول الى المدن السورية.

وتشهد مجموعة الثماني تناقضا في المواقف بين الغربيين الذين فرضوا عقوبات على النظام السوري والروس الذين يعارضون تبني اي نص في الامم المتحدة يدين قمع التظاهرات في سوريا.

ويأتي ذلك فيما حصلت منظمة العفو الدولية الخميس على تسجيل فيديو يظهر عناصر من قوات الامن السورية وهم يطلقون النار بهدف القتل في محاولة لقمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد.

وقال فيليب لوثر نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة “هذه الصور غير العادية التقطها سوريون جازفوا بحياتهم لتوثيق المحاولات القاسية التي تقوم بها السلطات لإرهاب الحركة المؤيدة للاصلاح وثنيها عن الخروج الى الشوارع”.

وتهز سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن مقتل نحو 1062 شخصا واعتقال أكثر من عشرة الاف شخص بحسب منظمات حقوقية، ما دفع بأوروبا وكندا والولايات المتحدة الى فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد.

وتتهم سوريا “مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية” بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين.

واعلن مصدر عسكري لوكالة فرانس برس الخميس ان “حصيلة الضحايا لدى القوى الامنية والعسكريين بلغت 112 شهيدا و1238 جريحا”، بينما قالت وزارة الداخلية ان الاحداث اسفرت عن “31 شهيدا وجرح 619 من عناصر قوى الامن الداخلي (الشرطة)”.

ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الجمعة ان سبعة عناصر من رجال الامن والشرطة جرحوا اثر اعتداء متظاهرين عليهم في مدينة دير الزور (شرق).

وقالت الوكالة “اصيب سبعة من عناصر الشرطة والامن اليوم باعتداءات قام بها عدد من المتجمعين في دير الزور”.

ونقلت الوكالة تصريحا لمحافظ دير الزور حسين عرنوس قال فيه إن “الاصابات نجمت عن استخدام المتجمعين للحجارة والادوات الحادة والسكاكين ضد عناصر الشرطة والامن الذين تواجدوا للحفاظ على الامن”.

من جهته اشار التلفزيون السوري في شريط عاجل الى “مسلحين في جديدة عرطوز (ريف دمشق) يطلقون النار على قوات حفظ النظام” دون الاشارة الى وقوع اصابات.

ساركوزي واوباما: على الاسد قيادة تحول ديمقراطي او الرحيل

انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الاسد، الذي يواجه حركة احتجاج قوية، بقيادة عملية تحول ديمقراطي لبلاده او التنحي.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل (شمال غرب) “هل يمكن ان اقول ذلك؟ نعم. واوباما اصاب بقولها”.

وكان الرئيس الاميركي اكد في 19 ايار/مايو ان “الرئيس الاسد الان امام خيارين. قيادة مرحلة انتقالية او التنحي”.

وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الاسد من السلطة. حيث كانت السلطات الفرنسية تكتفي حتى الان بالمطالبة بوقف القمع في سوريا وإجراء إصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري.

واوضح ساركوزي ان “لفرنسا بعض المصداقية” في طرح الخيار المعروض الان على الرئيس السوري. وقال “لقد فعلنا كل شيء لاعادة سوريا الى منظومة الامم الدولية. كل شيء. لقد تباحثنا مع (السوريين) وحاولنا مساعدتهم وتفهمهم”.

واضاف الرئيس الفرنسي “اشعر بالاسف لان اقول ان القادة السوريين يقومون بخطوة مدهشة الى الوراء. وفرنسا في هذه الظروف تسحب ثقتها وتندد بما يجب التنديد به”.

وخلص الى ان “الرئيس بشار الاسد يعلم تماما ان فرنسا لم تفعل ذلك الا بعد هذا التراجع الديمقراطي الذي لا يمكن قبوله”.

اردوغان حريص على “العلاقة الاستراتيجية” مع سوريا

قالت وكالة الانباء السورية الرسمية ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عبر الجمعة عن حرص بلاده على “العلاقة الاستراتيجية” التي تربطها مع سوريا.

وقالت الوكالة “تلقى الرئيس السوري بشار الاسد اتصالا هاتفيا من اردوغان عبر فيه عن حرص بلاده على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل”.

واكد اردوغان “وقوف تركيا الى جانب سوريا وحرصها على امنها واستقرارها ووحدتها” بحسب الوكالة.

واضافت ان الاسد واردوغان جددا “عزمهما على الاستمرار بهذه العلاقة الحارة والشفافة والارتقاء بها لما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها”.

وتوترت العلاقات بين البلدين الجارين اثر موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تهز سوريا منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن مقتل نحو 1062 شخصا واعتقال اكثر من عشرة الاف شخص بحسب منظمات حقوقية، ما دفع بأوروبا وكندا والولايات المتحدة الى فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد.

وتخشى تركيا ان تؤثر هذه الاضطرابات في العلاقات بين البلدين وان يكون لها تداعيات على الامن الداخلي التركي.

ولم تستسغ السلطات السورية تعليقا ادلى به رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي شبه عمليات القمع الجارية في سوريا حيث قتل مئات المعارضين، بقتل الاف الاكراد بالغاز في مدينة حلبجة في 1988، من قبل نظام صدام حسين.

وفي مقابلة مع القناة 7 في التلفزيون التركي في التاسع من ايار/مايو، قال اردوغان إنه يأمل في الا تتكرر مجازر حماة حيث قمع حافظ الاسد، والد الرئيس بشار الاسد، تمردا اسلاميا، او مجازر حلبجة في العراق.

كما اخذت سوريا على تركيا ايضا استقبالها اجتماعا لمعارضين سوريين في نيسان/ابريل، منهم “المراقب العام للاخوان المسلمين رياض الشقفة”.

وبعد فترة من العلاقات السيئة بسبب دعم دمشق للمتمردين الانفصاليين الاكراد نسج البلدان منذ سنوات علاقات دبلوماسية واقتصادية وثيقة.

وألغى البلدان تأشيرات السفر بينهما فيما ارتفع حجم التبادلات الثنائي الى ثلاثة اضعافه في عشر سنوات فبلغت قيمته 2,5 مليار دولار عام 2010.

أحزاب سورية تطالب بعدم رفع شعار “إسقاط النظام”

دعت أحزاب سورية المحتجين الى عدم رفع شعار اسقاط النظام وطالبت بتحريم استخدام السلاح وعودة الجيش إلى مواقع انتشاره الطبيعي.

وقالت هذه الاحزاب في بيان صحافي استلمت “إيلاف” نسخة منه الجمعة إنها “آخذة في الاعتبار المخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية بسبب استمرار إصطفاف اللون الواحد وعدم قبول الآخر ولقطع الطريق على كل من يريد تهديد وحدة البلاد وإضعاف دورها التاريخي في الصراع ( العربي – الإسرائيلي)” .. فهي “تدعو الجميع إلى أعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحساسة والتمسك بالوحدة الوطنية، للوصول إلى الحد الأدنى من الاستقرار الداخلي المطلوب لتكوين الأرضية المناسبة للتوافق على الاصلاحات المطلوبة وإطلاق عملية الحوار الوطني حولها”.

ووقّع على البيان كل من : حزب الاصلاح الديمقراطي الوحدوي في سورية واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين .والحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة علي حيدر .والتجمع الديمقراطي الكردي في سورية ( البارتي) .. والتجمع الديمقراطي الأثوري السوري اضافة الى الحزب الديمقراطي السوري ( مصطفى قلعه جي).

وقالت الاحزاب انها “تدعو وبشكل متواز وفوري إلى : إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الأحداث الحالية وقف كل أشكال استخدام العنف والتأكيد على سلمية التظاهرات وتحريم استخدام السلاح وعودة الجيش إلى مواقع انتشاره الطبيعي وعدم طرح شعار إسقاط النظام في التظاهرات السلمية لأنه يؤدي إلى تعقيد الوضع ويمنع الحوار المنشود .. اضافة الى رفض وإدانة كل الدعوات المطالبة بأية تدخلات خارجية عربية كانت أم أجنبية وتحت أي مسمى صدرت.

واشارت الاحزاب الى ان “تحقيق هذه الشروط في هذه اللحظة سيمتّن الجبهة الداخلية ويخلق أرضية ملائمة للبدء بالحوار الوطني ويشكل سداً منيعاً في مواجهة أي تدخل أجنبي في شؤون البلاد”.

مشروع قرار في مجلس الأمن يدين “القمع الدموي”

مقتل 8 أشخاص برصاص قوات الأمن السورية في جمعة “حماة الديار

دبي – العربية

قتل ثمانية أشخاص الجمعة 27-5-2011 بنيران قوات الأمن في سوريا التي شهد عدد من مدنها تظاهرات احتجاج في يوم “جمعة حماة الديار”، غداة توزيع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين “القمع الدموي” في سوريا.

يأتي ذلك فيما انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد، بقيادة عملية تحول ديمقراطي لبلاده أو التنحي.

كما عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن حرص بلاده على “العلاقة الاستراتيجية” التي تربطها بسوريا.

وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة أن حصيلة قتلى “جمعة حماة الديار” ارتفعت إلى ثمانية أشخاص في مدن سورية عدة.

وأفاد رئيس المرصد رامي عبدالرحمن أن “ثلاثة أشخاص قتلوا الجمعة عندما قام رجال الأمن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا شارك فيها المئات”. وأورد عبدالرحمن أسماء القتلى.

كما أشار رئيس المرصد إلى “أن ثلاثة متظاهرين على الأقل قتلوا قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا) جنوب البلاد برصاص رجال الأمن الذين أطلقوا النار عليهم عندما صعدوا إلى أسطح الأبنية لإعلاء صوت التكبير”.

وقال شاهد عيان إن “آلاف الأشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل وهم يهتفون بشعارات تحيي الجيش”، مشيراً إلى أن “عناصر الجيش المتواجدة لم تتدخل”.

وأضاف “وبعد قليل جاءت قوات الأمن وفتحت النار عشوائياً ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 15 آخرين”.

كما توفي شخص في منطقة الزبداني (ريف دمشق) أثناء تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي شخص آخر في مدينة جبلة (غرب) عندما أصابه طلق ناري بينما كان على سطح أحد الأبنية وهو يعلي التكبير”، بحسب رئيس المرصد.

وطالب رئيس المرصد السلطات السورية بـ”السماح للمرصد والمنظمات الحقوقية السورية بتشكيل لجنة تحقيق والذهاب إلى المناطق التي شهدت سقوط القتلى للتحقق من القوائم من أجل التوصل إلى محاكمة الجناة وتقديمهم إلى محاكمة علنية”.

مواجهات مع الأمن

وقال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي “وردت لنا أنباء أن قوات الأمن السورية أطلقت النار في الهواء لتفريق نحو خمسة آلاف متظاهر التقوا في وسط مدينة دير الزور (شرق) بعد أن خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية”.

وأضاف أن “قوات الأمن استخدمت القوة لتفرق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين في دمشق وضربتهم بالهروات”.

وتابع أن “قوات الأمن قامت أيضاً باستخدام القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)” التي كانت بقيت حتى الآن نسبياً بعيدة عن موجة الاحتجاجات.

كما أشار الناشط إلى “تظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها نحو 400 طفل وهم يحملون العلم السوري بطول 25 متراً مرددين النشيد الوطني السوري”، لافتاً إلى خروج تظاهرة أيضاً في مدينة القامشلي (شمال شرق) “شارك فيها الآلاف”.

كما خرجت تظاهرة مناهضة للنظام في عامودا (شمال شرق) شارك فيها نحو 2500 شخص، بحسب ريحاوي. ويشكل الأكراد غالبية سكان هذه المدن الثلاث.

وفي حمص (وسط) أكد شهود عيان أن “عدة تظاهرات جرت في المدينة كان أهمها في حي باب السباع تهتف بشعارات مناهضة للنظام”.

وأشار الشهود إلى أن “قوات الأمن فرقت إحدى التظاهرات في حي جورة الشياح، في وسط مدينة حمص، عندما ضربت المشاركين بالهراوات”.

وأضاف الشهود أن المتظاهرين كانوا يهتفون “يا ضباط الجيش الثوري روحوا عالقصر الجمهوري” و”يا ضباط ويا شرفاء انهجوا نهج الشهداء”.

وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى إصابة “سبعة من عناصر الشرطة والأمن باعتداءات قام بها عدد من المتجمعين بدير الزور”.

ونقلت الوكالة تصريحاً لمحافظ دير الزور حسين عرنوس قال فيه إن “الإصابات نجمت عن استخدام المتجمعين للحجارة والأدوات الحادة والسكاكين ضد عناصر الشرطة والأمن الذين تواجدوا للحفاظ على الأمن”.

من جهته أشار التلفزيون السوري في شريط عاجل إلى “مسلحين في جديدة عرطوز (ريف دمشق) يطلقون النار على قوات حفظ النظام” دون الإشارة إلى وقوع إصابات.

كما نقل عن مراسليه في المحافظات السورية أن عشرات الأشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام أمام جامع الحسن في حي الميدان، وسط دمشق، بأدوات حادة.

ولفت التلفزيون إلى عدة “تجمعات” ضمت 150 شخصاً في القامشلي و300 شخص في حماة وفي البوكمال والميادين والقورية (شرق) والعشرات في طرطوس الساحلية (غرب) و150 شخصاً في عامودا و100 شخص في الدرباسية والعشرات في رأس العين (شمال شرق).

تحرك ضد سوريا في مجلس الأمن

وعلى الصعيد الدولي, هددت مجموعة الثماني سوريا بـ”تحرك في مجلس الأمن الدولي” إن لم توقف دمشق قمع التظاهرات، بحسب مسودة البيان الختامي لقمة كبرى الدول الغنية المنعقدة في دوفيل شمال غرب فرنسا.

وأعرب قادة الدول الثماني الكبرى في الوثيقة عن صدمتهم لمقتل العديد من المتظاهرين نتيجة الاستخدام المكثف للعنف من جانب السلطات السورية وللانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الإنسان.

وحذروا من أن “طريق الحوار والإصلاحات الجوهرية وحده يمكن أن يقود إلى الديمقراطية، وانطلاقاً من ذلك إلى أمن وازدهار دائمين في سوريا”.

الكشف عن دور إيراني بسوريا

بالأسلحة وأجهزة مراقبة الانترنت

ذكرت مصادر صحفية نقلا عن مسؤولين أميركيين أن إيران ترسل مدربين ومستشارين، بينهم عناصر من قوة النخبة (القدس)، إلى سوريا للمساعدة في قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والتي تهدد بالإطاحة بأهم حليف لطهران في المنطقة.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤولين الأميركيين قولهم إن التدفق الإيراني إلى سوريا يضاف إلى سلسلة المساعدات التي تتلقاها دمشق من طهران، منها الأسلحة والعتاد لمكافحة الشغب، فضلا عن أجهزة مراقبة لتعقب المعارضين عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.

وقالت إن تأكيدات المسؤولين الأميركيين ودبلوماسي من دولة حليفة -طلبوا جميعا عدم الكشف عن هوياتهم- تهدف إلى الإشارة إلى عمق تدخل الجهاز العسكري الإيراني في عمليات “القمع السوري العنيف ضد المحتجين المناهضين” للرئيس السوري بشار الأسد.

وأفاد المسؤولان الأميركيان بأن مدربي الجيش الإيراني حضروا إلى سوريا لتعليم السوريين تقنيات استخدمتها حكومة طهران ضد احتجاجات “الحركة الخضراء” على نتائج انتخابات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عام 2009.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن قوة “القدس” هي وحدة من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وهي مسؤولة عن العمليات خارج البلاد.

قلق إيراني

واعتبرت أن تزايد ما وصفته بتدخل إيران في سوريا يعكس قلق طهران مما ينتظره الأسد الذي “فشل” في قمع الاحتجاجات على الرغم من زيادة اللجوء إلى أعمال العنف التي خلفت –حسب منظمات حقوق الإنسان- ما يزيد عن ثمانمائة قتيل ونحو عشرة آلاف معتقل.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأتراك استولوا يوم 23 مارس/آذار الماضي على البنادق الخفيفة وقاذفات القنابل على متن طائرة شحن إيرانية كانت متجهة إلى سوريا التي تلقت أيضا شحنات أخرى تتضمن أجهزة متطورة لمراقبة الإنترنت.

من جانبه قال الصحفي أندرو تابلر الذي كان يتخذ من سوريا مقرا له، إن رفع الأسد للحظر على استخدام فيسبوك ساعد النظام على تعقب الناشطين واعتقالهم من منازلهم.

ونقلت عن منى يعقوبيان -وهي خبيرة سابقة في شؤون الشرق الأوسط لدى قسم المعلومات التابع لوزارة الخارجية الأميركية- قولها إن سوريا تعد أهم بوابة للعالم العربي بالنسبة لإيران، وخط مواجهة مع إسرائيل.

وأضافت أنه إذا ما خسر الإيرانيون النظام السوري، فإن “ذلك سيشكل نكسة كبيرة لطهران”.

يذكر أن سوريا تشهد منذ مارس/آذار الماضي مظاهرات تطالب بالإصلاح جوبهت بقمع شديد وإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن، في حين تتهم السلطات مجموعة مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.

وقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على النظام السوري تشمل حظرا على تصدير الأسلحة وسفر بعض المسؤولين المشتبه في تورطهم في أعمال العنف، وعلى رأسهم الأسد وشقيقه ماهر، ثم فرضت أميركا عقوبات على النظام استثنت منها الأسد.

هاشمي رفسنجاني: ما يجري في سوريا حركة شعب مقاوم

قال إن الوعي الشعبي منتشر بالمنطقة ولن يرحم الحكام

دبي – العربية.نت

دعا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران أكبر هاشمي رفسنجاني الى إعادة ثقة الشعب بالنظام، مكرراً بعض اقتراحاته لحل أزمة الانتخابات الرئاسية المستمرة منذ يونيو/حزيران ٢٠٠٩، ووصف ما يحدث في سوريا بأنه حركة شعب مقاوم وأن الوعي الشعبي في المنطقة لن يرحم حكامها.

وقال رفسنجاني في لقاء مع أطباء شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت في سبتمبر/أيلول ١٩٨٠ وتوقفت في أغسطس ١٩٨٨: “ما عاد الكذب والخداع المؤقت وشراء الأصوات بالمال والاستيلاء على بيت المال وأموال الشعب وغيرها من الأساليب مؤثراً في الشعب لأنه فهم اللعبة ولن تنطلي عليه”.

وأشار على موقعه الرسمي ونقلته الصحف الإيرانية السبت 28 مايو/أيار الى ما وصفه بكذب الحكومة والرئيس محمود أحمدي نجاد والإحصاءات التي يوردها باستمرار عن إنجازاته ووصفها بأرقام كاذبة، وقال “الكذب والإعلان عن إحصاءات خيالية لخداع الشعب كذب لن ينطلي على الجمهور”.

وأضاف “حتى إذا استلم البعض أموالاً وباع صوته فهو يلعن هؤلاء المكرة الكذابين”.

وانتقد رفسنجاني تفكّك المجتمع الإيراني بعد الانتخابات الرئاسية ودعا الى عزل الرئيس أحمدي نجاد بقوله: “عزل أبوالحسن بني صدر (أول رئيس للجمهورية الاسلامية) وحّد الشعب وجعله يشارك في الحرب بأيدٍ خالية”.

وأشار الى أن الوعي الشعبي منتشر في المنطقة وهو لن يرحم الحكام، مؤكداً أن “العالم تغيّر ويجب أن ننظر الى المنطقة، فالشعب أصبح يقظاً واعياً ومجاهداً ومناضلاً”.

وختم حديثه قائلاً إن “الشعب في اليمن ينزل الى الشارع منذ شهور ويستشهد، وفي ليبيا الشعب يحارب ويُقتل. وفي سوريا الشعب أيضاً يقاوم”.

من جانب آخر، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيين – لم تحددهم – أن إيران ترسل حالياً مدربين ومستشارين الى سوريا لمساعدة السلطات على قمع التظاهرات المناوئة للحكومة التي تهدد أكبر حليفة لها في المنطقة.

وأكدت الصحيفة أن إرسال المدربين والمستشارين الايرانيين يُضاف الى المساعدة النظامية التي تقدمها طهران الى دمشق ولا تقتصر على معدات مكافحة الشغب، بل أجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الأسد بملاحقة مستخدمي شبكتي “فيسبوك وتويتر”.

وأضافت أن مراقبة أجهزة الكمبيوتر بفضل المساعدة الايرانية سمحت – على ما يبدو – بتوقيف مئات المعارضين في منازلهم في الأسابيع الأخيرة.

وقال دبلوماسي ومسؤولون أمريكيون آخرون إن المدربين العسكريين الايرانيين أرسلوا الى دمشق لتدريب السوريين على التقنيات التي تستخدمها حكومة طهران ضد “الحركة الخضراء” التي ولدت غداة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في إيران في 2009.

وذكرت “واشنطن بوست” أن ضباطاً من وحدات القدس القوات الخاصة التابعة لحراس الثورة الايرانية، لعبوا دوراً اساسياً في القمع في سوريا منذ منتصف ابريل/نيسان الماضي.واشنطن بوست

صحافي من رويترز.. شاهد على الانسانية المهدورة على ايدي جهاز الأمن السوري

عمان ـ رويترز: القت قوات الأمن السورية القبض على مراسل رويترز سليمان الخالدي وهو أردني الجنسية حين كان يغطي أحداث الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. في التقرير التالي يروي كيف عاملته أجهزة المخابرات السورية ومشاهد التعذيب التي رآها من حوله خلال احتجازه لأربعة أيام.

وكحال باقي المراسلين الأجانب طرد الخالدي من سورية في نهاية المطاف. وهو يواصل تغطية الاضطرابات المتواصلة من العاصمة الأردنية عمان.

كان الشاب معلقا من قدميه ومتدليا رأسا على عقب وتسيل رغاوي بيضاء من فمه وكان أنينه غير بشري.

هذا مشهد من مشاهد كثيرة للامتهان الانساني التي رأيتها خلال استضافتي بالإكراه في المخابرات السورية حين اعتقلت في دمشق بعد أن قمت بتغطية أنباء الاحتجاجات في مدينة درعا بجنوب سورية.

في غضون دقائق من اعتقالي وجدت نفسي داخل مبنى جهاز المخابرات. كنت في قلب دمشق لكن نقلت الى عالم مواز مروع من الظلام والضرب والترويع.

لمحت رجلا معلقا من قدميه اثناء مرافقة أحد السجانين لي الى غرفة التحقيق لاستجوابي، واضاف ‘انظر الى أسفل’ هكذا صاح في السجان حين رأيت ما رأيت.

داخل غرفة الاستجواب أجبروني على الركوع على ركبتي وقيدوا ساعدي.

يبدو أن تغطيتي للأحداث في درعا حيث اندلعت الاحتجاجات في آذار (مارس) ضد الرئيس بشار الأسد لم تعجب مضيفي الذين اتهموني بأنني جاسوس.

والسبب الرئيسي لاعتقالي الذي قدمته السلطات لرويترز هو أنني لا أحمل تراخيص العمل اللازمة.

لم يكن عملي كصحافي لحساب رويترز أؤدي عملي المهني حجة كافية لمن يكسبون قوتهم من امتهان كرامة الانسان.

وصاح محقق ‘اذن أنت عميل أمريكي حقير… جئت لتبث اخبارا عن الدمار والفوضى.. يا حيوان جئت لتهين سورية يا كلب’.

استطعت أن أسمع خارج الغرفة قعقعة السلاسل وصراخا هستيريا ما زال يدوي في رأسي حتى يومنا هذا. مارس المحققون عملهم باحتراف وبلا كلل ليضعوني في حالة من التوتر في كل خطوة من عملية الاستجواب على مدى عدة ايام.

وقال محقق آخر ظل يصرخ قائلا ‘اعترف يا كذاب… اخرس يا حقير … أنت واشكالك غربان بدكم تشوفوا سورية تتحول الى ليبيا’.

في 18 آذار (مارس) مع بداية الاحتجاجات في درعا كنت قد عبرت الحدود قادما من الأردن حيث عملت لحساب رويترز لنحو عقدين. قضيت معظم الأيام العشرة التالية وأنا أغطي الأخبار من المدينة. واستلهمت الاحتجاجات سقوط رئيسي مصر وتونس فتصاعدت بسرعة الى تحد هائل لحكم عائلة الأسد الممتد من 40 عاما.

اعتقلت في 29 آذار (مارس) في دمشق حين كنت ذاهبا لأقابل شخصا بالحي القديم بالعاصمة السورية. اقترب مني رجلا أمن في ملابس مدنية وطلبا مني الا أقاوم وأمسكا بي من ذراعي واصطحباني الى محل حلاق الى أن جاءت سيارة بيضاء اللون لتنقلني الى المخابرات.

أظهر المحققون اهتماما خاصا بأمرين في تغطيتي وهي أنني كتبت أنني شاهدت محتجين يحرقون صورا للرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي وسمعت هتافات تهاجم ماهر الأسد شقيق بشار وقائد الحرس الجمهوري.

وتنتشر تماثيل الأسد الاب وصور الرئيس الحالي في الطرقات والمكاتب بمباني جهاز أمن الدولة.

شعرت أن مضيفي يريدون أن يقدموا لي بصفتي صحافيا أجنبيا عرضا توضيحيا للأساليب التي يستخدمونها مع السوريين. وكي أعد نفسي لما قد يحدث تاليا وأنقذها من الانهيار التام حاولت تركيز ذهني على ذكريات الطفولة.

ساعدتني هذه الألعاب الذهنية على تجنب التفكير في طفلي التوأم الصغيرين وزوجتي في الديار بعمان والتي لم تكن لديها اي وسيلة لتعرف اين انا او حتى ما اذا كنت حيا ام ميتا.

استمر الاستجواب ثماني ساعات حتى منتصف الليل في اليوم الاول من اعتقالي. كنت معصوب العينين في معظم الأحيان لكن العصابة أزيلت لبضع دقائق.

وعلى الرغم من أوامر المحققين بأن أظل خافضا رأسي حتى لا أستطيع رؤيتهم تسنى لي أن أرى رجلا وقد وضعوا رأسه في كيس يصرخ من الألم امامي.

حين طلبوا منه أن ينزع سرواله رأيت أعضاءه التناسلية المتورمة مربوطة بسلك بلاستيكي.

وقال الرجل الذي قال إنه من محافظة ادلب بشمال غرب سورية ‘ليس لدي ما أقول لكنني لست خائنا ولا ناشطا. انا مجرد تاجر’.

وأصبت بالفزع حين انتزع رجل ملثم زوجا من الإسلاك من قابس كهربائي وصعقه في رأسه.

في لحظات أخرى كان المحققون معي رائعين لكنهم ينتقلون سريعا الى الأجواء التي لا تعرف الرحمة والتي بدت كمحاولة منظمة لإنهاكي.

وهددني أحدهم حين ضربت للمرة الثالثة على وجهي ‘حانخليك تنسى من انت’.

لم أستطع رؤية ما الذي ضربت به. بدت مثل قبضة يد. جلدت على كتفي مرتين خلال احتجازي مما خلف كدمات ظللت أحملها لأسبوع.

في بعض الفترات بالطرقة حين كنت أقف وظهري للحائط رافعا ذراعي الى أعلى كان يمر علي ما لا يقل عن 12 من رجال الأمن الذين كانوا يدفعونني ويهيلون علي الإهانات. لكن الانسانية كانت تظهر في أسوأ اللحظات.

في احدى المراحل كان المحقق يصرخ ويسبني قائلا ‘يا كلب’ وجاءه اتصال هاتفي على هاتفه الجوال. تحولت نبرته على الفور الى نبرة دافئة وعاطفية وقال ‘بالطبع يا حبيبي سأحضر لك ما تريد’ ليتحول من اختصاصي تعذيب محترف الى اب حنون.

تمددت لفترات طويلة على خشبة في زنزانة بلا نوافذ مضاءة ببعض الأنوار النيون مليئة بالصراصير التي تابعتها جيئة وذهابا.

تذكرني الصرخات التي أسمعها من وقت لآخر أين انا وما قد يحدث. وضعوني في الحبس الانفرادي وكان السجانون يعطونني قطعة من الخبز الجاف او حبة من البطاطا (البطاطس) وأخرى من البندورة (الطماطم) مرتين يوميا.

حين كنت أريد الذهاب الى المرحاض كنت أدق على باب زنزانتي. يظهر سجان حينذاك لكن الاستجابة لمطلبي قد تستغرق اكثر من ساعة. فكرت في آلاف المحبوسين في السجون السورية وكيف يتحملون الحبس الانفرادي والإهانة المستمرة وكثير منهم على هذا الحال منذ عقود. فكرت فيمن قرأت عنهم من الروس الذين يعيشون بالمنفى في سيبيريا وعن معنى الحرية بالنسبة للسوريين وغيرهم من العرب الذين يعيشون في ظل حكم استبدادي في شتى أنحاء المنطقة.

بالطبع لست أول النزلاء في هذه الزنزانة. أحد أسلافي غير المعروفين حفر عبارة على الحائط بأظافر يديه فيما يبدو تقول ‘ربنا على الظالم’.

استرجعت الأحداث في درعا وآلاف الشبان الذين كانوا يهتفون ‘حرية’ والتعبيرات التي كست وجوه النساء والأطفال والشيوخ الذين خرجوا للشوارع للمشاهدة في مزيج من الدهشة والسعادة وروح التحدي المثيرة.

رأيت عقودا من الخوف الذي زرع في قلوب وعقول الناس تتداعى حين تحدى مئات الشبان بصدورهم العارية الأعيرة النارية التي أطلقها رجال الأمن والقناصة من على أسطح المباني. لن أنسى ابدا جثث الرجال الذين قتلوا بالرصاص في الرأس او الصدر والذين كانوا يحملون في شوارع درعا الملطخة بالدماء وعشرات الأحذية المتناثرة في الشوارع لشبان يفرون من نيران الأسلحة.

في اليوم الرابع لاحتجازي جاء من يستضيفونني لنقلي فوضعوني في سيارة أخذتني الى ما تبين أنه مقر جهاز المخابرات على بعد بضع بنايات في دمشق.

كان مجمعا ضخما به المئات من رجال الأمن في ملابس مدنية بالفناء وهم جميعا متجهمون.

وقال رجل فيما جرني اثنان آخران نحو القبو ‘فتشوا حتى أظافره’.

قضيت ساعتين في زنزانة فكرت خلالهما كيف سأتعايش مع السجن في الأشهر القادمة.

ثم نقلت الى حجرة قريبة. اندهشت حين قال لي رجل يبدو أن له سلطة ‘سنعيدك الى الأردن’.

أدركت لاحقا عند مطالعة الصور في وسائل الإعلام أن هذا كان اللواء علي مملوك رئيس جهاز أمن الدولة السوري بنفسه وهو المسؤول الذي يحتجز رجاله آلاف السوريين في سجون مماثلة في أنحاء البلاد.

وقال إن تغطيتي للأحداث في درعا كانت غير دقيقة وأضرت بصورة سورية.

في غضون ساعات عبرت الحدود وعدت الى دياري حيث علمت أن الأسرة الحاكمة الأردنية بذلت جهودا لإطلاق سراحي وجنبتني مصيرا بائسا. كما طرد صحافيون آخرون من رويترز وبعضهم تم طرده ايضا بعد احتجازه والآن أصبحت سورية محظورة على معظم وسائل الإعلام الأجنبية.

وبعد شهرين تقريبا وبمرور الوقت استطعت أن استوعب أثر هذه الأيام الأربعة بدرجة تسمح لي أن أسجل تجربتي بالكتابة. لكنه مازال يلاحقني هذا الثمن الانساني للانتفاضات العربية التي قامت بها شعوب تطلب بعض الحريات التي يعتبرها آخرون في أجزاء أخرى من العالم أمرا مسلما به.

زعماء الثماني روّعهم “سفك الدماء” في سوريا

وموسكو أحبطت سعيهم إلى تحرّك في مجلس الأمن

طالب زعماء مجموعة الثماني الذين “روعوا” من سفك الدماء في سوريا، نظام الرئيس بشار الاسد بالكف عن اللجوء الى القوة ضد شعبه، والاستجابة لمطالبه المشروعة، لكنهم تراجعوا عن اقتراح للسعي الى تحرك ضد دمشق في مجلس الأمن، وسط معارضة من روسيا التي قالت إن لا أسباب للنظر في خطوة كهذه.

وبدا أن تخفيف لهجة البيان الختامي لقمة دوفيل إلى تهديد مبهم لدمشق “بمزيد من الإجراءات” كان نتيجة اعتراض روسيا التي تتخذ موقفاً أقل حدة من الدول الغربية من الزعماء العرب.

وأبلغ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الصحافيين في دوفيل أن “لا أسباب للبحث في هذه المسألة في مجلس الامن”، وأن مشروع قرار وزعته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال على اعضاء المجلس الاربعاء في “غير وقته وضار… لن نقرأ حتى النص”.

وأفاد ديبلوماسيون أوروبيون أن العلاقات القديمة لروسيا مع سوريا وما وصفوه باتصالات وثيقة بها جعلت البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني “أقل حدة” مما كان أول الأمر.

ومع أن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف حض الرئيس السوري على إجراء الإصلاحات التي وعد بها، وطالبه بتحويل “الاقوال الى افعال”، تحدث علناً ضد التدخل الأجنبي، قائلاً إن بلاده لن تؤيد قراراً لمجلس الأمن في شأن سوريا.

ساركوزي

وشدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لهجته حيال الاسد، وقال: “يؤسفني أن أقول ان القادة السوريين قد اتخذوا خطوة غير عادية إلى الوراء، وفي ظل هذه الظروف لم تعد سوريا موضع ثقتنا وتدين فرنسا ما يجب ادانته”.

وأوضح ديبلوماسيون ان جزءا من ممانعة روسيا في دعم قرار سوريا ينبع من حقيقة انها تنظر إلى القرار المتعلق بليبيا على انه فسر على نطاق أوسع مما ينبغي، الامر الذي أتاح للقوى الغربية التحرك سريعاً جداً إلى الضربات الجوية، بينما تحدث القرار في الاساس عن حماية المدنيين.

ونسبت “رويترز” الى مصدر في مجموعة الثماني مطلع على المحادثات في شأن سوريا في الأمم المتحدة أن دول المجموعة لم تفاجأ بإلغاء الإشارة الى استصدار قرار من مجلس الأمن. وقال إن مؤيدي القرار جمعوا تسعة من الاصوات الضرورية في المجلس، لكن روسيا أو الصين قد تستخدم حق النقض “الفيتو”. وأضاف: “نبحث في ما إذا كان في إمكاننا التفاوض على النص كي يمكننا تحقيق شيء. وإذا استمرتا في الرفض، سنحاول أن ندفعه بالاستعانة بالأصوات التسعة ونأمل في أن تتحملا مسؤوليتهما”.

شركة

على صعيد آخر، أطلقت القمة شركة مع شمال افريقيا والشرق الأوسط تربط المساعدات وائتمانات التنمية بالتقدم على صعيد الإصلاحات السياسية والاقتصادية في المنطقة.

والتقى زعماء مجموعة الثماني رئيسي الوزراء المصري عصام شرف والتونسي الباجي قائد السبسي والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وبحثوا معهم في تطور الانتفاضتين المصرية والتونسية. (راجع العرب والعالم)

موسكو تكبح محاولة «الثماني» التهديد بمجلس الأمن

أردوغان للأسد: حريصون على العلاقة الاستراتيجية مع سوريا

شدد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس السوري بشار الأسد أمس، على حرص أنقرة على العلاقات الإستراتيجية مع دمشق، فيما نجحت الضغوط الروسية في تخفيف حدة البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني في دوفيل الفرنسية، حيث تم شطب تهديد دمشق بتحويل ملفها إلى مجلس الأمن الدولي، بالرغم من أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن توافقه مع نظيره الأميركي باراك أوباما على دعوة الأسد إلى قيادة مرحلة انتقالية أو التنحي.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «الأسد تلقى اتصالاً هاتفياً من أردوغان عبر فيه عن حرص تركيا على العلاقة الإستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين، والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل».

وأضافت «ناقش الأسد وأردوغان خلال الاتصال الوضع في المنطقة وسوريا، حيث أكد أردوغان وقوف تركيا إلى جانب سوريا، وحرصها على أمنها واستقرارها ووحدتها». وجدد الأسد وأردوغان «عزمهما على الاستمرار بهذه العلاقة الحارة والشفافة، والارتقاء بها لما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها».

ويأتي اتصال أردوغان بالأسد مع إشارة وكالة «الأناضول» التركية إلى بدء وصول المعارضين السوريين لعقد مؤتمر الثلاثاء المقبل في مدينة أنتاليا الساحلية القريبة من سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في مقابلة مع قناة تركية، إنه يعتقد أنه من الممكن لسوريا أن تنهي الاضطرابات ولكن «العلاج» يجب أن يكون «علاجا بالصدمة» يتضمن إصلاحات في مجالات الاقتصاد والأمن والسياسة والقضاء. وأضاف «إذا تم البدء بالإصلاحات الآن، فإن هذا الأمر سيفتح الباب أمام التغيير والسلام». وقال داود اوغلو «عندما تقول سأقوم بإصلاحات ولكن الموعد غير معروف، فإن هذا الأمر يترك الناس تشكك بما إذا كان هذا اليوم سيصل». وأعرب عن اعتقاده بأن الأسد يريد الإصلاحات لكن «هناك عناصر معينة داخل النظام» تعيق هذا الأمر.

قمة الثماني

وفي دوفيل، عوض ساركوزي عن الإخفاق بدفع الثمانية الكبار إلى تبني مشروع أوروبي في مجلس الأمن الدولي يدين سوريا، بالسير على خطى أوباما موقفاً وكلاماً. وقال «إذا كان السؤال هو هل أوافق على ما قاله أوباما للرئيس الأسد، أن أنجز الإصلاحات المطلوبة أو ارحل، فإني أقول الكلام نفسه، بل إني آسف أن أقول إن القادة السوريين عادوا إلى الخلف كثيرا، وقد سحبت فرنسا ثقتها في هذه الحال، وهي تدين ما يجب أن تدينه، والرئيس بشار الأسد على علم أن فرنسا كانت ستفعل ذلك مع انتكاسة الديموقراطية». وفي المقابل، أظهر ساركوزي «تسامحا» مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي دعاه البيان الختامي «إلى احترام تعهداته وتلبية مطالب شعبه». ولم يأت البيان على أي ذكر للبحرين. (تفاصيل صفحة 13)

واعترض الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف سبيل نص أولي للثمانية يقترح تهديد النظام السوري بعقوبات في مجلس الأمن، إذا لم ينصع لطلبات أوروبية بوقف استخدام العنف ضد المتظاهرين.

ورسا النص النهائي بعد الاعتراض الروسي على تهديد مبهم «بإجراءات إضافية أخرى» لم تحدد في حال لم تستجب سوريا لطلبات الثمانية كما جاءت في البيان الختامي «بدعوة القادة السوريين إلى الوقف الفوري

للعنف والتخويف ضد شعبهم، وتلبية تطلعاته المشروعة في حرية التعبير والحقوق الإنسانية، وإطلاق جميع المعتقلين السياسيين».

وكان جاء في مسودة بيان للقادة «نشعر بالهول لمقتل العديد من المتظاهرين نتيجة الاستخدام الكثيف للعنف من جانب السلطات السورية وللانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الإنسان». وحذر من أن «طريق الحوار والإصلاحات الجوهرية وحده يمكن ان يقود الى الديموقراطية، وانطلاقا من ذلك الى أمن وازدهار دائمين في سوريا. وإن لم تستمع السلطات السورية الى هذا النداء، سوف ندرس تحركا في مجلس الامن».

ودعا ميدفيديف نظيره السوري إلى «الانتقال من الأقوال من الأفعال»، وذلك بعد أن أبدى الأسد استعداده لإجراء إصلاحات. وقال «إذا تحدثنا بجدية، فلم يقترح أحد بشكل مكثف الانتقال إلى عقوبات في إطار مجلس الأمن. ولكنني عبرت عن موقفي فعلا… لسنا من مؤيدي العقوبات».

 

وكانت موسكو رفضت أن يبحث مجلس الأمن مشروع قرار أوروبيا يحذر النظام السوري من ملاحقته بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» في قمعه التظاهرات. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، على هامش القمة، «اطلعنا على مشروع القرار. لن ندرسه حتى في هذه المرحلة وسننحيه جانبا. انه غير ملائم ويتسبب بضرر». وأضاف «لا توجد أسباب للنظر في هذه المسألة (سوريا) في مجلس الأمن الدولي. لن نقرأ حتى النص»، موضحا أن «الوضع السوري يختلف جذريا عن الوضع في ليبيا، ونرى أن القيادة السورية تسعى إلى إصلاحات».

وأشار إلى أن مطالبة السلطة السورية وحدها بتغيير سياستها، والحالة هذه، أمر غير جائز. وأضاف أنه لا يرى مبررا لإحالة هذه المسألة إلى مجلس الأمن الدولي، «فهذا ليس خطرا على الأمن ولكنه شأن داخلي نعتقد أن الحكومة السورية قادرة على حله».

وقال مصدر في مجموعة الثماني، مطلع على المحادثات حول سوريا في الأمم المتحدة، إن دول المجموعة لم تفاجأ بإلغاء الإشارة إلى استصدار قرار من مجلس الأمن. وأضاف «ما يمكن أن نقوله هو أن لدينا تسعة أصوات على الأقل لاستصدار قرار لكن يبدو في هذه المرحلة أن إحدى الدولتين (روسيا والصين) ستستخدم حق النقض». وقال «نبحث ما إذا كان بإمكاننا التفاوض بشأن النص حتى يمكننا تحقيق شيء. وإذا استمرتا في الرفض فسنحاول أن ندفعه بالاستعانة بالأصوات التسعة ونأمل أن تتحملا مسؤوليتهما».

وتبلغ مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام بالتصويت ضد أي قرار يستهدف فرض عقوبات على سويا.

ودعت أحزاب سياسية سورية غير مرخصة في بيان القيادة السورية وقوى المعارضة وأعضاء المجتمع المدني الى «ضبط النفس والتمسك بالوحدة الوطنية» من اجل التوصل الى الاستقرار الداخلي اللازم للتوافق على الاصلاحات المطلوبة وإطلاق عملية الحوار الوطني حولها.

وأدان الموقعون «كل الدعوات المطالبة بأية تدخلات خارجية عربية كانت أم أجنبية وتحت أي مسمى صدرت». واعتبر البيان ان «تحقيق هذه الشروط في هذه اللحظة سيمتن الجبهة الداخلية ويخلق أرضية ملائمة للبدء بالحوار الوطني ويشكل سدا منيعا في مواجهة أي تدخل أجنبي في شؤون البلاد». ووقع على البيان حزب الاصلاح الديموقراطي الوحدوي، واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والتجمع الديموقراطي الكردي في سوريا، والتجمع الديموقراطي الأشوري السوري، والحزب الديموقراطي السوري.

ميدانيا، ذكرت «سانا» إن «تسعة من المدنيين وقوات الشرطة استشهدوا، وأصيب 32 من عناصر الشرطة والأمن، برصاص مجموعات مسلحة استغلت عددا من التجمعات للمواطنين في بعض المحافظات، كما أصيب عدد من عناصر الشرطة بطلقات نارية وطعنات بالسكاكين من قبل المجموعات المسلحة والمخربين».

وأعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن حصيلة قتلى «جمعة حماة الديار» بلغت ثمانية أشخاص، مشيرا الى ان «ثلاثة اشخاص قتلوا عندما قام رجال الامن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا، وثلاثة في داعل (ريف درعا). كما توفي شخص في منطقة الزبداني، وآخر في مدينة جبلة».

وأشار الى خروج تظاهرات في دير الزور وحي ركن الدين في دمشق ومنطقة صلاح الدين في حلب والقامشلي وعامودا. وأشار شهود الى خروج تظاهرات في حمص وبرزة والقابون بدمشق وضواحي سقبا والحجر الأسود وفي اللاذقية.

ونقلت «رويترز» عن نشطاء قولهم إن احتجاجات خرجت في مدينة البوكمال شرق البلاد وأحرق المتظاهرون صور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وقال التلفزيون الحكومي إن خمسة من أفراد قوات الأمن أصيبوا في الزبداني. وأشارت (سانا) إلى إصابة «سبعة من عناصر الشرطة والأمن باعتداءات قام بها عدد من المتجمعين بدير الزور». وقال المحافظ حسين عرنوس إن «الاصابات نجمت عن استخدام المتجمعين للحجارة والادوات الحادة والسكاكين ضد عناصر الشرطة والامن الذين تواجدوا للحفاظ على الامن».

ولفت التلفزيون الى عدة «تجمعات» ضمت 150 شخصا في القامشلي و300 شخص في حماه وفي البوكمال والميادين والقورية والعشرات في طرطوس و150 شخصا في عامودا و100 شخص في الدرباسية والعشرات في راس العين (شمال شرق). وأوضح التلفزيون ان هذه التجمعات انفضت من تلقاء نفسها من دون «احتكاكات».

من جهة أخرى، نقلت «سانا» عن رئيس ضابطة جمارك الرقة العقيد كمال عيسى قوله إنه «تم ضبط 36 بندقية آلية حديثة ضمن سيارة شحن مخصصة لنقل الإسمنت في بوابة تل أبيض الحدودية مع تركيا».

ونقلت «سانا» عن خطيب ومدرس الجامع العمري في درعا الشيخ أحمد الصياصنة قوله للتلفزيون السوري، بعد أن سلم نفسه للسلطات المختصة مستفيدا من المهلة التي حددتها وزارة الداخلية، إنه «أدرك متأخرا أن هناك مؤامرة ودعوات لسفك الدماء في سوريا، وما أدلى به من تصريحات لقنوات خارجية جاء قبل علمه بوجود السلاح والمسلحين، وعندما تحرى الأمر تغير الموقف وهو أخطأ، كما أنه يشجب دعوات التحريض على الفتنة وترويع الآمنين. والذين استمروا بالتظاهر مخربون وهدفهم إيصال البلاد إلى المجهول وهم مرتبطون بأجندة خارجية تعمل وتخطط لتخريب البلاد».

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز)

8 قتلى في “جمعة حماة الديار”

تحدى آلاف في سوريا التدابير الامنية المشددة وشاركوا أمس في تظاهرات احتجاج في عدد من المدن في يوم “جمعة حماة الديار”. وتعرض المتظاهرون لرصاص قوى الأمن مما أدى الى سقوط ثمانية قتلى ثلاثة منهم في قطنا وثلاثة في داعل وواحد في الزبداني وآخر في جبلة. (راجع العرب والعالم)

ودعت المعارضة السورية، قبيل انطلاق أعمال مؤتمر تعقده في مدينة أنطاليا التركية من الثلثاء المقبل الى الخميس، إلى إجراء تغيير وطني شامل ينقل سوريا من دولة الاستبداد إلى دولة الحرية، ومن نظام الحزب الواحد إلى دولة المؤسسات والنظام السياسي الديموقراطي.

وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عبر في اتصال هاتفي اجراه مع الرئيس السوري “عن حرص بلاده على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل”. واضافت ان اردوغان اكد “وقوف تركيا الى جانب سوريا وحرصها على امنها واستقرارها ووحدتها”.

وجدّد الاسد واردوغان “عزمهما على الاستمرار بهذه العلاقة الحارة والشفافة والارتقاء بها لما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها”.

في تطور خطير يرتبط بالاحداث الجارية في سورية، اختفى أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي شبلي العيسمي (سوري 90 سنة) من أمام منزله في مدينة عاليه، من دون أن تتوضح أسباب الاختفاء.

وفي المعلومات أن العيسمي يقيم في لبنان منذ عام 2003 بعد وصوله من بغداد، واعتاد على التنقل بين بيروت وعواصم غربية، حيث أولاده، وقد اختفى من أمام منزله في عاليه في ظروف غامضة. والعيسمي سوري من الطائفة الدرزية من منطقة السويداء كريمته متزوجة من درزي لبناني، وقد تولى العيسمي عام 64 حقيبة وزارية في عهد صلاح البيطار، ثم عين نائباً للأمين العام لحزب البعث ميشال عفلق، وكان من مؤسسيه وبقي في هذا المنصب الى حين تعيين الرئيس السابق صدام حسين نائباً للأمين العام. اضافة الى انه كان عضواً لفترة نصف قرن في القيادة القومية لحزب البعث وهو أعلى سلطة في الحزب.

وفور انتشار خبر اختفاء العيسمي أجرى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والوزير أكرم شهيب والنائب السابق عبد المجيد الرافعي اتصالات مع كبار المسؤولين وتابعوا القضية بحثاً عن العيسمي في محاولة لاستعادته.

ويُخشى أن يثير اختفاء العيسمي تحرك ابناء الطائفة الدرزية في السويداء ضد النظام السوري.

(و ص ف، رويترز، أ ش أ، ي ب أ)

قتلى في تظاهرات «حماة الديار» والفيتو الروسي يُحبط تدويل الأزمة

بدا أمس أن الفيتو الروسي أحبط نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، وسط عودة خطوط الاتصال بين أنقرة ودمشق، وتجدد سقوط القتلى في الشوارع السورية

صحيح أنّ حصيلة الدماء التي سالت في المدن السورية، أمس، كانت أقل ممّا سُجّل في أيام الجمعة خلال الأسابيع الماضية، إلا أنّ اللافت كان انضمام مدن وأحياء جديدة إلى التظاهرات الشعبية، وسط التوقف عند اتصال هاتفي أجراه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بالرئيس السوري بشار الأسد، مع تواصل الضغوط الدولية، أكان الأميركية والفرنسية منها، أم تلك التي جاء بها البيان الختامي لمجموعة الثماني.

وقد خرجت تظاهرات يوم أمس في عدة مدن سورية استجابةً لدعوة «جمعة حماة الديار»، التي اتخذت من أولى كلمات النشيد الوطني السوري شعاراً لها، في دعوة مباشرة إلى الجيش السوري إلى الانضمام للمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام أو الإصلاح. وبحسب شهود عيان ووكالات أنباء عالمية، واجهت قوات الأمن العديد من تلك التظاهرات بالرصاص الحي، مع إعلان رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن حصيلة قتلى يوم أمس بلغت 8 أشخاص، فيما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مقتل 7 مدنيين ورجلَي شرطة وإصابة 32 رجل أمن بجروح «برصاص مجموعات مسلّحة»، موردة اسمي الشرطيين القتيلين والجرحى.

وكان يوم «حماة الديار» قد بدأ باكراً فجر أمس. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل ثلاثة متظاهرين على الأقل قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا) بنيران رجال الأمن. وأفاد المرصد أنّ «الأمن أطلق النار على بعض المتظاهرين الذين اعتلوا سطوح الأبنية لإعلاء صوت التكبير، ما أدّى إلى وفاة ثلاثة أشخاص على الأقل»، كما أعلن رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أنّ أنباءً «وردت لنا تفيد بأن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق نحو 5 آلاف متظاهر التقوا في وسط المدينة، بعدما خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية». وتابع أن «قوات الأمن استخدمت القوة لتفرّق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين وضربتهم بالهراوات». ولفت إلى أن «قوات الأمن استخدمت أيضاً القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب»، كما أشار ريحاوي إلى «تظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها نحو 400 طفل وهم يحملون العلم السوري بطول 25 متراً، مردّدين النشيد الوطني السوري»، موضحاً أن تظاهرة أخرى خرجت في مدينة القامشلي (شمال شرق) شارك فيها الآلاف. الأمر نفسه حصل في عامودا (شمال شرق) حيث نزل إلى الشارع نحو 2500 شخص. وعلى حد تعبير وكالات الأنباء العالمية، فإنّ الرستن شهدت نزول نحو 30 ألف سوري في التظاهرة الأكبر التي تشهدها حتى الآن. من جهته، أورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري عاجل، نقلاً عن مراسليه في المحافظات السورية، أن عشرات الأشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام أمام جامع الحسن في حي الميدان، وسط دمشق، بأدوات حادة، كما أكد التلفزيون أنّ «عناصر مسلحين أطلقوا النار على القوى الأمنية وأصابوا 7 من العناصر بجروح». وتحدث التلفزيون عن عدة «تجمعات» ضمت 150 شخصاً في القامشلي، و300 شخص في حماة وفي البوكمال والميادين والقورية (شرق) والعشرات في طرطوس الساحلية (غرب) و150 شخصاً في عامودا و100 شخص في الدرباسية والعشرات في راس العين (شمال شرق). وطمأن إلى أن هذه التجمعات انفضّت من تلقاء نفسها من دون «احتكاكات».

وفي حمص، ذكرت وكالة «رويترز» أنّ دويّ إطلاق النار سمع بينما تجمهر آلاف المحتجين المطالبين برحيل النظام، وذلك رغم كثافة الوجود الأمني. في بلدة الزبداني قرب الحدود اللبنانية، أفادت تقارير إعلامية أن قوات الأمن السورية أصابت خمسة محتجين بالرصاص الحي، كما خرجت تظاهرات في محافظات درعا والسويداء ومدينة القامشلي، فيما ذكرت وكالة «رويترز» أن متظاهرين في البوكمال، الواقعة على الحدود العراقية السورية، أحرقوا صوراً للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

سياسياً، سُجِّل أمس أول اتصال هاتفي يجري منذ فترة ليست بقليلة بين أردوغان والأسد. ونقلت وكالة الأنباء السورية أن أردوغان أعرب عن حرص بلاده على «العلاقة الاستراتيجية» التي تربطها مع سوريا. وجاء في الوكالة: «تلقّى الرئيس السوري اتصالاً هاتفياً من أردوغان عبّر فيه عن حرص بلاده على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين، وعلى الحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل»، كما نقلت الوكالة عن أردوغان «وقوف تركيا إلى جانب سوريا وحرصها على أمنها واستقرارها ووحدتها». وأضافت إن الأسد وأردوغان جددا «عزمهما على الاستمرار في هذه العلاقة الحارة والشفافة، وعلى الارتقاء بها إلى ما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها».

أما وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية، فقد اكتفت بالتأكيد أن أردوغان تباحث هاتفياً مع الأسد «بشأن المواقف من التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا». ورغم الأجواء الإيجابية التي أشاعها نبأ الاتصال، فإنّ مسؤولاً سورياً كشف عن «ضبط كمية من الأسلحة على متن شاحنة آتية من تركيا إلى سوريا». وقال مدير البوابة الحدودية في تل أبيض في محافظة الرقة، وليس العلي، لوكالة «يو بي آي» إنه «لدى دخول شاحنة تركية محمّلة بالإسمنت إلى الأراضي السورية صباح اليوم (الجمعة)، عثر فيها على 36 بندقية من نوع بومب أكشن».

أما في مدينة دوفيل الفرنسية، التي استضافت في اليومين الماضيين قمة مجموعة الثماني، فقد انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى نظيره الأميركي باراك أوباما في مطالبة الأسد «بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده أو الرحيل» عن الحكم. ورأى ساركوزي أن «لفرنسا بعض الصدقية في طرح الخيار المعروض الآن على الرئيس السوري»، مشيراً إلى أن فرنسا «فعلت كل شيء لإعادة سوريا إلى منظومة الأمم الدولية. كل شيء. لقد تباحثنا مع (السوريين) وحاولنا مساعدتهم وتفهمهم». واستدرك «لكنني أشعر بالأسف لأن أقول إن القادة السوريين يقومون بخطوة مدهشة إلى الوراء. وفرنسا في هذه الظروف تسحب ثقتها وتندد بما يجب التنديد به». وخلص إلى أن الأسد «يعلم تماماً أن فرنسا لم تفعل ذلك، إلا بعد هذا التراجع الديموقراطي الذي لا يمكن قبوله».

وفي السياق، نصّت مسودة البيان الختامي لقمة الثماني على أن زعماء الدول المجتمعين «رُوِّعوا من قتل السلطات السورية للمتظاهرين المسالمين»، وطالبوا بوقف فوري لاستخدام القوة في سوريا، علماً أن مسودة البيان لا تتضمن اقتراحاً واضحاً كان موجوداً في مسودات سابقة للوثيقة يحضّ على التحرك ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي.

وفسّر دبوماسيون هذا التراجع بالخشية من فيتو محتمل قد تلجأ إليه كل من روسيا والصين، رغم التصريح اللافت الذي أطلقه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، الذي قال فيه إنه حان الوقت لانتقال الأسد «من الأقوال إلى الأفعال». وجاء في بيان الثماني «سيقود طريق الحوار والإصلاحات الجذرية وحده إلى الديموقراطية، ومن ثم الأمن والرخاء على المدى البعيد في سوريا».

في هذا الوقت، دعت ستة أحزاب وتجمعات سورية إلى عدم طرح شعار إسقاط النظام خلال التظاهرات التي تجري في البلاد، ورفضت أي تدخل خارجي في شؤون بلادها، داعية إلى «أعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحساسة، والتمسك بالوحدة الوطنية للوصول إلى الحد الأدنى من الاستقرار الداخلي المطلوب لتكوين الأرضية المناسبة للتوافق على الإصلاحات المطلوبة وإطلاق عملية الحوار الوطني بشأنها». والقوى الموقعة على البيان هي «حزب الإصلاح الديموقراطي الوحدوي في سوريا»، و«اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريّين»، والحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة علي حيدر، و«التجمع الديموقراطي الكردي في سوريا» (البارتي)، و«التجمع الديموقراطي الأشوري السوري»، و«الحزب الديموقراطي السوري».

أما من ناحية الضغوط العربية على النظام السوري، فقد أعرب كتّاب وحقوقيون ونشطاء من دول خليجية عن تضامنهم مع الشعب السوري، ومع مطالبته بحريته وخياره المدني المستقل، ورفضهم «المجازر الوحشية والتعديات التي يرتكبها النظام»، مطالبين بطرد سفراء سوريا من دولهم.

(الأخبار، سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

شباب المؤتمر السوري في أنطاليا: الزعيم الليبي يبدو حملاً وديعاً أمام الأسد

“لم نتخيل أنّ لدينا قذافي آخر.. وبإسقاط الخوف يسقط الديكتاتور”

بهية مارديني

رأى مشاركون في المؤتمر السوري في أنطاليا أنهم لم يتخيلوا قط أن يكون لديهم قذافي آخر يكاد يبدو الأول رجلاً مسالماً أمام ما قد يفعله للحفاظ على الحكم الذي يستمد قوّته من خوف المواطنين. ونفى الشباب أن تكون ثورتهم مهددة، وهي ليست لإسقاط النظام أو لرفع حالة الطوارئ بقدر ما هي لإسقاط الخوف الجماعي.

جانب من أحداث درعا

أنطاليا: وصل الى المؤتمر السوري للتغيير في أنطاليا بعض شباب تنسيقيات الثورة السورية في الداخل ليشاركوا في فعالياته وأنشطته  .

وقال محمد (24 عاما ) لـ”ايلاف”  أنا متفائل جدا بالوضع في الداخل رغم الدماء والاعتقالات ورغم التعذيب ولكن مرحلة العقود الاربعة ستزول عمّا قريب .

وأضاف “إن الشعب السوري أرهق جداً. ولكن تتزايد أحلام الشباب، بوطن حر ديمقراطي لا يكون فيه سائدا سوى القانون الذي يسري على كل المواطنين دون تفرقة ودون وجود مواطن درجة ثانية.

وتابع: “اعتبر أن حجم الارهاب الذي رأيناه منذ الثورة هو مرهق نفسيا، وأصابنا بنوع من الصدمة باعتبار أننا كنا نرى القذافي واعتقدنا ان القذافي بسبب كاريزمته المضحكة وشخصيته الجدلية وجنونه اتخذ هكذا مواقف وسلك طريق الاجرام وقتل شعبه، الا أننا لم نتخيل للحظة أنه من الممكن أن يكون لدينا في سوريا قذافي آخر ولا أكاد أبالغ إن قلت إن بشار الأسد مستعد لأن يجعل من القذافي رجلا مسالما وحملا وديعا أمام ما فعله وأمام ما يمكن أن يفعله لضمان حكمه الجائر وغير الشرعي.”

ورأى محمد أنّ” الجميل في الموضوع أنّ معظم الشباب السوري لديه أفكار تحريرية، وبغض النظر عن الانتماءات السياسية والتوجهات الفكرية هناك ارتباط وتجمع حول هدف واحد، وهو الوصول الى سوريا الحرية والديمقراطية بمعنى أننا كنا نجتمع في مجموعات لبحث شؤون التظاهرات وتنسيق جهودنا وهذه المجموعات من أقصى اليمين الى أقصى الشمال وكلنا كقلب رجل واحد” .

وحسب ما يتردد بأن الثورة مهددة قال “حسب خبرتي الشخصية على الارض منذ بدء الثورة هناك شعب في سوريا تعرض للتهديد بأكمله وتعرّض للقسوة ولأبشع انتهاك الكرامة البشرية لذلك حدثت حالة من الصهر لجميع شرائح المجتمع بطبقاته الاقتصادية والفكرية وهذه الحالة من الصهر ولّدت روابط قوية جدا بين الشباب أي أنا في دمشق وأعمل على الأرض في دمشق في التظاهرات، وأنا على ثقة ان ذهبت الى حمص أو بانياس أو دير الزور أو درعا …سأكون واحدا من الكل، وأتكلم بلسانهم كما هم يتكلمون بلساني رغم كل الفوارق السياسية لأن هدفنا واحد ومعاناتنا واحدة” .

وقال ” في رأيي الشخصي إنّ ثورتنا ليست لإسقاط النظام وليست لرفع حالة الطوارئ انما نحن خرجنا في 15 آذار لاسقاط حالة الخوف التي تعتري نفوسنا، وبعد إسقاط هذه الحالة من الخوف الجماعي فمطالبنا سواء من رفع حالة الطوارئ الى  اسقاط النظام هي تحصيل حاصل” .

وأشار الى “أنّ هذا النظام سبب استقراره هو ليس القتل والعنف والديكتاتورية فقط انما يستمد استقراره من خوف المواطن السوري وعدم جرأته على المطالبة بحقوقه، وبانعدام حالة الخوف يزول جميع أسباب سلب الحقوق والحريات ويسقط الديكتاتور”.

وحول تشابه الثورات من عدمه أفاد” الحقيقة أنّ الثورة في تونس ومصر لاتحمل أجندات سياسية بمعنى لنأخذ مصر مثالا فقد حاول النظام السوري والاعلام السوري القول إنّ الشعب المصري انتفض على نظامه بسبب اتفاقية كامب ديفيد، وهو أراد من خلال ذلك أن ينفي الحاجة الى ثورة في سوريا باعتبارها لم تعقد سلاما حتى الآن، وحاول القول إنّ الشعب المصري صنع ثورته ليلتحق بركب النظام السوري المقاوم،وأقول بغض النظر إنّ الشعب السوري هو منبع المقاومة والوطنية مثل الشعب المصري، ولا يختلف اثنان على معاداة اسرائيل التي اغتصبت فلسطين الحبيبة الا أن الثورة في مصر لم تقم أبدا بهدف الاطاحة بكامب ديفيد كما الشعب السوري يقوم الآن لاسترداد حقوقه المدنية المهدورة وليقول لا للتوريث الذي حدث بالفعل للأسف في سوريا”.

وأضاف “لذلك فإن الثورة التونسية والليبية واليمنية وانتهاء بالسورية هي ثورة واحدة قامت للأسباب والأهداف ذاتها، وهو ما شكل الربيع العربي الذي سنفخر به، وسيكون العام 2011 نقطة مضيئة في التاريخ العربي بعد أن تنتقل هذه البلدان الى بر الديمقراطية والحريات وننتهي من عهد الظلام والاستبداد” .

تشابه الثورات العربية مصيريّ

من جانبه وحول الوضع في الداخل السوري قال شاب سوري آخر  ( 26 عاما ) لـ”ايلاف”  “بدأت التظاهرات مقتصرة على يوم الجمعة وكانت أول تظاهرة عملية أمام وزارة الداخلية ثم انتقلت في ريف دمشق الى أيام الجمعة والآن أصبحت التظاهرات يومية مسائية وصباحية طبعا القمع قمع شديد يعني أنّ السلطات الأمنية لاتوفر الصبايا من الضرب في الشوارع والسحل، كما أنّ القتل في ريف دمشق بالجملة أذكر في ضيعة العبّادة سقط 8 شهداء في يوم واحد وقد سمعت هذا الكلام من اصدقاء لي عندما دخلنا السجن”.

وأضاف (وقد وضعنا اسما حركيّا له لسبب أمني) ” أنّ الملفت أن الشباب تتداعى من مختلف التيارات والأطياف للتظاهر”

وحول عودة المتظاهرين الى منازلهم أفاد “بقناعتي الشخصية لايمكن للقرار الذي اتخذه الشعب السوري بالتراجع عنه صحيح أن الشعب السوري كان يعيش في حالة قمع الا أنه يوما بعد يوم يتكشف له مدى القمع ومدى الظلم من قبل العصابة التي تحكمه لذلك لا يمكن للثورة أن تقف قبل تحقيق جميع أهدافها وهذا ما أثبتته سوريا بمختلف محافظاتها من حمص وبانياس ودرعا وريف دمشق ودوما وبعد حصار واعتقالات مازالت تخرج تظاهرات بالمئات” .

وحول لماذا ثار الشعب السوري أجاب” أتت الثورة السورية في سياق الثورات العربية التي أوصلت الشعب العربي الى قناعة بأنه قادر على التغيير “، وقال إنها ثورة الشعب السوري ضد القمع وضد القهر وضد احتكار السلطة وهدر الكرامة، عمليّا الشعب السوري يشعر بأنه ليس مواطنا او صاحب بلد بل هو عبارة عن شيء في هذا البلد ووظيفة النظام هي قمع هذا الشعب دون اعطائه أية حقوق أو أن يكفل له أبسط مقومات الحياة”.

واعتبر “أن سوريا دمرت على يد هذا النظام كما لم يستطع أن يدمرها أي عدو بجامعاتها بمدارسها ومستشفياتها والاهم ما ُدمر فيها هو الانسان “.

وعن التنسيق بين لجان الثورة وشبابها أكد أنه كان هناك تنسيق مع بداية التظاهرات كنا نتداول الامكانية وكيف ومتى ؟، لكن ان كنا نريد أن نكون واقعيين فعلا نقول لقد كان هناك شفرات تتداولها عقول الشباب السوري بأننا سننزل الى الشوارع وذلك دون كلام، والدليل على هذا أنه بمجرد ما حدث أول تحرك كان ناقوس بدء العد العكسي للنظام بثورة شعبية على امتداد مساحة الوطن”.

وحول التشابه في الثورات العربية قال “هناك تشابه مصيري بين الثورات العربية هي القناعة بأنه نحن قادرون على التغيير وبأنه لايمكن العودة على ما بدأه الشعب الا أن التفاصيل تختلف نتيجة اختلاف دموية الانظمة وتركيبتها، كما أن هناك اختلافا في الضريبة التي يدفعها كل شعب من ضرائب، ولكن مهما كان ما سوف يدفعه الشعب ضريبة من دم فهي ترخص أمام الحرية والكرامة.

وحول جوهر المبادرة التي سيتقدم بها الشباب للمؤتمر قال أتيت الى هنا لانه هناك حاجة حقيقية ومتطلبات آنية أهمها مادية تحتاجها الثورة على سبيل المثال انا عندما اعتقلت دفعت كفالات في المرة الاولى 7000 ثم 10 آلاف في المرة الثانية، ولكني لست وأمثالي المشكلة بل المشكلة فيمن لا يعرف أهلهم طريقهم لدفع الكفالة كما تبدو الحاجة المادية ملّحة بالنسبة للذين يهربون ويتخفون عن أعين النظام من المتظاهرين المطلوبين.

وحول التعذيب في السجون أجاب “تعرضت للتعذيب في الاعتقال الأول وهناك تمييز في التعذيب فمن ليس له “ظهر”يربو الناس به ويعذبوه بشدة، ويبدأ التعذيب بالكهرباء والكابلات والشبح (يعلقونه مربوطا على رؤوس اصابعه لأيام) وخلال هذا الوقت يرشون عليه الماء البارد كل فترة بعد أن يخلعوا له ملابسه .

وأضاف “هناك شخص عمره 70 عاما دخل السجن وعيونه مورمة من “البوكسات” ورجله من الفلقة متضخمة ومتورمة لقد أثّر بي هذا المشهد كثيرا.وكان يمارس التعذيب عليه وهو مغلق العينين  والتعذيب حوالى كل ثلاث ساعات، ومرة أخرجوه من الزنزانة وادخلوه الى زنزانة اخرى ولأول مرة يخلعون “الطمشات” عن عينيه ليرى ابنه يتعذب في الزنزانة .

وقال الجناح الأول في سجن عدرا فرزوه للمتظاهرين والغرفة التي كنا فيها القدرة الاستيعابية القصوى لها 60 شخصا  ولكن كان متواجدا فيها 110 ينام بعضهم في الحمام او المطبخ .

ايلاف

الضغط الغربي يزداد على الأسد ودول إسلامية تهاجم مشروع القرار الأوروبي

«خارطة طريق» تركية ـ أميركية لرعاية الوضع السوري

إيلاف

ارتفعت وتيرة تحركات الدول الغربية مع خروج العديد من الصور والشهادات التي تبيّن حجم التعذيب والإهانة التي يتعرّض لها المتظاهرون في سوريا، في وقت طالبت منظمة المؤتمر الإسلامي بحذف جزء من نص مشروع قرار إدانة نظام الرئيس بشار الأسد في مجلس الأمن.

شكت منظمة المؤتمر الإسلامي من مسودة قرار أوروبي يطلب من مجلس الأمن الدولي إدانة سوريا، وطالبت بحذف جزء من النص.

وصرح دبلوماسيون غربيون بأن شكوى المنظمة سلّطت الضوء على المعركة الصعبة، التي تواجهها الدول الغربية، في الوقت الذي تناضل فيه لتوحيد مجلس الأمن الدولي المنقسم على نفسه من أجل انتقاد دمشق.

واعلن ناشط حقوقي السبت ان 12 شخصا قتلوا بنيران قوات الامن اثناء مشاركتهم في مظاهرات “جمعة حماة الديار” مشيرا الى انتهاج السلطات “العنف المفرط” للمواجهة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 15 اذار/مارس.

وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس ان “مواجهة السلطات السورية للمتظاهرين باطلاق النار اسفر عن سقوط 12 شهيدا امس في عدة مدن سورية”.

واورد رئيس المنظمة لائحة باسماء القتلى تبين وفاة اربعة اشخاص في داعل (ريف درعا، جنوب) وثلاثة اشخاص في قطنا (ريف دمشق) وشخصين في ادلب (غرب) وشخص في الزبداني (ريف دمشق) وشخص في حمص (وسط).

وكانت حصيلة سابقة اوردها امس المرصد السوري لحقوق الانسان اشارت الى مقتل ثمانية اشخاص بينهم شخصان في قطنا وثلاثة في داعل (ريف درعا) وواحد في الزبداني وشخص آخر في جبلة (غرب).

واشار قربي الى ان السلطات السورية “ما زالت تمارس بمنهجية أسلوب العنف المفرط واستعمال الذخيرة الحية لمواجهة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات السورية”.

وأكدت مصادر غربية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى «خارطة طريق» مشتركة للتعامل مع الأزمة السورية، وأن أنقرة سوف تلعب دورًا بارزًا في هذه الخارطة.

ونقلت مصادر عن مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأميركية قولها، خلال اجتماع خُصص للبحث في السياسة الأميركية حيال سوريا: إن الموقف الأميركي «متابع بدقة وملتزم بتطور الموقف التركي بشأن سوريا، باعتبارها الدولة الأقرب، وعندها معرفة دقيقة بالوضع الداخلي السوري».

وقتل ثمانية اشخاص الجمعة بنيران قوات الامن في سوريا، التي شهد عدد من مدنها تظاهرات احتجاج في يوم “جمعة حماة الديار”، غداة توزيع مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين “القمع الدموي” في سوريا.

يأتي ذلك فيما انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد، بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده أو التنحّي.

كما عبّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن حرص بلاده على “العلاقة الاستراتيجية” التي تربطها بسوريا.

وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس الجمعة أن حصيلة قتلى “جمعة حماة الديار” ارتفعت إلى ثمانية أشخاص في مدن سورية عدة.

وذكر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن ان “ثلاثة اشخاص قتلوا الجمعة عندما قام رجال الامن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا، شارك فيها المئات”. واورد عبد الرحمن اسماء القتلى.

كما أشار رئيس المرصد “ان ثلاثة متظاهرين على الاقل قتلوا قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا) في جنوب البلاد برصاص رجال الامن، الذين اطلقوا النار عليهم، عندما صعدوا الى اسطح الابنية لإعلاء صوت التكبير”.

وافاد شاهد عيان لوكالة فرانس برس ان “آلاف الاشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل، وهم يهتفون بشعارات تحيي الجيش”، مشيرًا إلى أن “عناصر الجيش الموجودة لم تتدخل”.

واضاف “وبعد قليل جاءت قوات الامن وفتحت النار عشوائيًا، ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص، وجرح 15 آخرين”.

كما توفي شخص في منطقة الزبداني (ريف دمشق) اثناء تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي شخص آخر في مدينة جبلة (غرب) عندما أصابه طلق ناري، بينما كان على سطح احد الابنية، وهو يعلّي التكبير”، بحسب رئيس المرصد.

وطالب رئيس المرصد السلطات السورية بـ”السماح للمرصد والمنظمات الحقوقية السورية بتشكيل لجنة تحقيق، والذهاب الى المناطق التي شهدت سقوط القتلى للتحقق من القوائم، من اجل التوصل الى محاكمة الجناة، وتقديمهم الى محاكمة علنية”.

ولفت عبد الرحمن الى “وجود عشرات المفقودين في درعا (جنوب)، ومدن اخرى، يجرى تسليم جثامينهم الى ذويهم”.

واشار عبد الرحمن “الى قيام السلطات الامنية بحملة اعتقالات، استهدفت العشرات في غالبية المدن التي شهدت تظاهرات اليوم”.

كما اعلن رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس الجمعة “وردت لنا انباء تفيد يأن قوات الامن السورية اطلقت النار في الهواء لتفريق نحو خمسة الاف متظاهر التقوا في وسط مدينة دير الزور (شرق) بعدما خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية”.

واضاف ان “قوات الامن استخدمت القوة لتفرق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين في دمشق وضربتهم بالهروات”.

وتابع ان “قوات الامن قامت ايضًا باستخدام القوة لتفريق مئات المتظاهرين، الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)” التي كانت بقيت حتى الآن نسبيًا بعيدة عن موجة الاحتجاجات.

كما اشار الناشط الى “تظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها نحو 400 طفل وهم يحملون العلم السوري بطول 25 مترًا، مرددين النشيد الوطني السوري”، لافتًا الى خروج تظاهرة ايضا في مدينة القامشلي (شمال شرق) “شارك فيها الآلاف”.

كما خرجت تظاهرة مناهضة للنظام في عامودا (شمال شرق)، شارك فيها نحو 2500 شخص، بحسب ريحاوي. ويشكل الأكراد غالبية سكان هذه المدن الثلاث.

وفي حمص (وسط)، افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس ان “تظاهرات عدة جرت في المدينة، كان اهمها في حي باب السباع، تهتف بشعارات مناهضة للنظام”.

واشار الشهود الى ان “قوات الامن فرّقت احدى التظاهرات في حي جورة الشياح، في وسط مدينة حمص، عندما ضربت المشاركين بالهراوات”. واضاف الشهود ان المتظاهرين كانوا يهتفون “يا ضباط الجيش الثوري روحوا عالقصر الجمهوري” و”يا ضباط ويا شرفاء انهجوا نهج الشهداء”.

وكان منظمو الاحتجاجات في سوريا حثوا الجيش السوري على الانضمام الى ثورة الشعب “السلمية” الجمعة التي اطلقوا عليها اسم “جمعة حماة الديار”.

ونشر المنظمون على صفحتهم الالكترونية صورة البطل القومي يوسف العظمة، كتب عليها “جمعة حماة الديار 27 ايار/مايو يوسف العظمة يناديكم”، وهو وزير الحربية السوري، الذي توفي في معركة ميسلون العام 1920 أثناء مواجهته الجيش الفرنسي.

كما نشرت الصفحة صورة لقبضة تربط كلمتي الجيش والشعب كتب تحتها “الجيش والشعب يد واحدة .. يدًا بيد نصنع الغد…كرامة وانتصار”.

واشارت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الى اصابة “سبعة من عناصر الشرطة والامن اليوم (الجمعة) باعتداءات قام بها عدد من المتجمعين في دير الزور”.

ونقلت الوكالة تصريحًا لمحافظ دير الزور حسين عرنوس، قال فيه ان “الاصابات نجمت من استخدام المتجمعين للحجارة والادوات الحادة والسكاكين ضد عناصر الشرطة والامن الذين وجدوا للحفاظ على الامن”.

من جهته اشار التلفزيون السوري في شريط عاجل الى أن “مسلحين في جديدة عرطوز (ريف دمشق) يطلقون النار على قوات حفظ النظام” من دون الاشارة الى وقوع اصابات.

كما نقل عن مراسليه في المحافظات السورية ان عشرات الاشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام امام جامع الحسن في حي الميدان، في وسط دمشق، بأدوات حادة.

ولفت التلفزيون الى “تجمعات” عدة ضمت 150 شخصًا في القامشلي، و300 شخص في حماه، وفي البوكمال والميادين والقورية (شرق) والعشرات في طرطوس الساحلية (غرب)، و150 شخصًا في عامودا، و100 شخص في الدرباسية، والعشرات في رأس العين (شمال شرق).

واوضح التلفزيون ان هذه التجمعات انفضت من تلقاء نفسها من دون “احتكاكات”. ياتي ذلك فيما انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الاسد، الذي يواجه حركة احتجاج قوية، بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده او التنحي.

وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل (شمال غرب) “هل يمكن ان اقول ذلك؟ نعم. واوباما اصاب في قولها”.

وكان الرئيس الاميركي اكد في 19 ايار/مايو ان “الرئيس الاسد الان امام خيارين. قيادة مرحلة انتقالية او التنحي”.

وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الاسد من السلطة. حيث كانت السلطات الفرنسية تكتفي حتى الان بالمطالبة بوقف القمع في سوريا واجراء اصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري.

وتهدد مجموعة الثماني سوريا بـ”تحرك في مجلس الامن” الدولي إن لم توقف دمشق قمع التظاهرات، بحسب مسودة البيان الختامي لقمة كبرى الدول الغنية في دوفيل في شمال غرب فرنسا الجمعة.

وتشهد مجموعة الثماني تناقضًا في المواقف بين الغربيين، الذين فرضوا عقوبات على النظام السوري والروس الذين يعارضون تبني أي نص في الامم المتحدة يدين قمع التظاهرات في سوريا.

ومن تركيا، عبّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة في اتصال هاتفي اجراه الجمعة مع الاسد “عن حرص بلاده على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل”، حسب ما افادت وكالة الانياء الرسمية السورية (سانا).

واضافت الوكالة ان اردوغان اكد “وقوف تركيا الى جانب سوريا وحرصها على امنها واستقرارها ووحدتها”.

وجدد الاسد واردوغان “عزمهما على الاستمرار بهذه العلاقة الحارة والشفافة والارتقاء بها لما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها”.

ياتي تطور هذه الاحداث غداة بدء مجلس الامن الدولي دراسة مشروع قرار يحذر سوريا من “جرائم ضد الانسانية”، قد تكون ارتكبت، لكنه امتنع عن تهديدها بفرض عقوبات.

ويندد مشروع القرار، الذي وضعته فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال، وتم توزيعه الاربعاء، بالعنف الذي يمارسه النظام السوري برئاسة بشار الاسد، ويطالب بالسماح لفرق المساعدات الانسانية بالدخول الى المدن السورية.

كما حصلت منظمة العفو الدولية الخميس على تسجيل فيديو، يظهر عناصر من قوات الامن السورية وهم يطلقون النار بهدف القتل في محاولة لقمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد.

وقال فيليب لوثر نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة “هذه الصور غير العادية التقطها سوريون جازفوا بحياتهم لتوثيق المحاولات القاسية التي تقوم بها السلطات لارهاب الحركة المؤيدة للاصلاح، وثنيها عن الخروج الى الشوارع”.

وتهزّ سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس، اسفرت عن مقتل نحو 1062 شخصًا، واعتقال اكثر من عشرة الاف شخص، بحسب منظمات حقوقية، ما دفع باوروبا وكندا والولايات المتحدة الى فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد.

وتتهم سوريا “مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية” بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين. واعلن مصدر عسكري لوكالة فرانس برس الخميس ان “حصيلة الضحايا لدى القوى الامنية والعسكريين بلغت 112 شهيدًا و1238 جريحا”، بينما قالت وزارة الداخلية ان الاحداث اسفرت عن “31 شهيدا وجرح 619 من عناصر قوى الامن الداخلي (الشرطة)”.

مظاهرة حمصية ‘سلفية’ بلباس البحر ومغسل ومشحم ‘دولي’ للدبابات:

السوريون يلجأون للنكتة لتخفيف وطأة الازمة.. حواجز درعا تفتش عن الفيسبوك

لندن ـ ‘القدس العربي’ من حسام الدين محمد: رغم ‘النكبة’ التي تعيش فيها سورية حاليا نتيجة البطش الهائل بالمتظاهرين فان السوريين – وخصوصا منهم الحمصيون المشهورون بخفة دمهم وبالنكات التي تروى عنهم – لم يكفوا في الظرف الحالك الذي يعيشون عن ابتداع النكات التي استنبطوها من مفارقات احوالهم المأساوية، ويؤكد رواة النكات هذه التي تناثرت بين مواقع الفيسبوك وتويتر للمحتجين السوريين ان الكثير منها حصل حقا، ومن ذلك النكتة التي تروى عن عناصر امنية قامت بايقاف سيارة وجدت مع صاحبها كومبيوتر محمول وبطاقة ذاكرة فسأل احدهم راكب السيارة: ‘شوهاد؟’ فقال السائق: لابتوب وفلاش ميموري. بادر عنصر الأمن سائلا مجددا: معك فيس بوك؟ فرد الشاب: لا… فسمح له بالمرور. واشتغلت النكات على السيناريوهات التي اعتمدتها اجهزة الامن والاعلام السوري ففضحت دور الاعلام، وكانت الكثير من الوقائع، ودون اضافة اية بهارات عليها، تثير الكثير من التعليقات الساخرة عليها، من قبيل ذلك انكار وسائل الاعلام وجود مقبرة جماعية في درعا لتفاجأ بعد ذلك باستنكار الرئيس السوري لما سمته وسائل الاعلام نفسها ‘الجريمة البشعة’ ومقابلته افرادا من عائلة ابازيد الحورانية العريقة التي فقدت الكثير من افرادها فيها.

وتكشف النكات السورية قدرة هائلة على تحويل الألم والتراجيديا الكبيرة التي يعيشها الشعب السوري وناشطوه الى جرعة كبيرة من المزاح على مثال النصيحة التي قدمها احد الناشطين لصديق له يريد ان يشتري بيتا قائلا: ‘اخي ما بنصحك ببيت بالمحطة (في درعا) خود بالبيضا (القرية التي اشتهرت بفيديو عناصر الأمن الذين يدوسون على الناس) عالبحر وربي يسّر’.

وحين ذكر احد الناشطين الشتائم البذيئة التي تعرض لها ورفاقه ورفيقاته خلال تظاهرة قال آخر: ‘شلون لا سمح الله تعملك شي زيارة (كناية عن الاعتقال) الله لا يدوقكم ياها. كل ضربة عالكلية بتساوي مئتين كيلو واط كهربا’. وتذكر نكتة اخرى حول كذب القنوات ان ولدا سأل اباه: صحيح بابا اللي بيكذب بيروح عالنار فقال له ابوه: لا بابا بيروح اول على قناة الدنيا.

كما تذكر احدى النكات ان الأمير وليام وعروسه كيت قرّرا قضاء شهر العسل في سورية لأن وكالات الأنباء والمصورين ممنوعون من دخولها.

وتوجهت بعض النكات بالنقد للمنافحين عن النظام من شيوخ الدين وعلى رأسهم الدكتور محمد رمضان البوطي الذي ذكرت احدى القصص الطريفة انه كان في مكة وطلب الاجتماع بالعلماء السوريين في المملكة، حيث حاول إقناعهم بتأييد النظام واعطائه ‘فرصة للاصلاحات’، ودعوتهم للافتاء بحرمة التظاهرات فسأله أحد العلماء: ولم تدافع عن بشار وماهر الاسد فأجابه: لأنني أحبهم، فقال العالم: إذن نسأل الله أن يحشر كلاً منا مع من أحب يوم القيامة’.

لم تخلُ النكات من يافطات المظاهرات وكان من اطرفها واحدة يرفعها اطفال وتقول: ‘سانا: يلزمنا كومبارس لتصوير مشهد مجموعة ارهابية’ وسانا هي وكالة الانباء السورية الرسمية.

ويافطة اخرى تحمل سخرية سوداء حيث تقول: ‘يرجى من الجيش السوري استخدام الرصاص المطاطي مثل الجيش الاسرائيلي!’.

كما رفعت يافطة تقول: ‘حررتم الانترنت واعتقلتم الناس!’ كما قالت واحدة اخرى تذكر اسم قتيل مسيحي في الانتفاضة: ‘هل الشهيد حاتم حنا سلفي مسيحي؟’.

غير ان أبدع النكات هي التي تعبر عن خفة دم اهل حمص وهي المدينة المحببة للسوريين والتي قدمت الكثير من الزعماء والرؤساء وقد اثارت واحدة منها اثارها دخول الدبابات الى المدن السورية عشرات النكات بدأت بالنكتة التالية: ‘مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات: بسبب تكاثر الدبابات في شوارع سورية بشكل عام وحمص بشكل خاص افتتحنا بعون الله المركز المدني الاول في العالم لصيانة الدبابات. يقوم المركز بكافة اشكال الصيانة من الغسل والتشحيم الى غيار الزيت. خدمتكم تسرّنا!’، وقد انتشرت بعدها على الفيسبوك عشرات النكات المتعلقة بالدبابات، منها ما ذكر عن نداء صدر عن احد الحماصنة يقول: ‘اللي صافف دبابته في نصف الشارع يجي يشيلها بدنا نمرّ’، وحين قال احدهم انه يريد سرقتها وسئل: ‘معك شهادة عمومي؟’ قال ‘سواقة الدبابة ما بدها اي شهادة’.

وبسبب انحدار عائلة اسماء الأخرس، زوجة الرئيس السوري من حمص، فقد نالها من احتجاجات الحماصنة نصيب فقد ردد المتظاهرون هناك هذا الهتاف الطريف: ‘الف باء تاء ثاء… ضبّي جوزك يا اسماء!’.

وللرد على ما تزعمه وسائل اعلام السلطة من ان قوات الأمن والجيش تقتحم المدن السورية للقضاء على امارات سلفية فقد طرح الحمصيون فكرة ان يخرجوا بلباس البحر بالمظاهرات لاثبات انهم غير سلفيين!

“العفو” تطالب بإحالة ملف سوريا “للجنائية”

شهادات مروعة لتعذيب الأمن السوري

حصلت منظمة العفو الدولية الخميس على فيديو يظهر عناصر من قوات الأمن السورية وهم يطلقون النار بهدف القتل في محاولة لقمع الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد، في حين تحدث معتقلون سابقون عن فصول مروعة من التعذيب الذي يمارسه الأمن ضد معتقلي الاحتجاجات.

وأعلنت المنظمة أنها حصلت على شريط فيديو يشير إلى سياسة “أطلق النار للقتل” التي تنتهجها قوات الأمن السورية لإخماد الاحتجاجات.

وأضافت المنظمة أن التسجيل الذي تم أواخر مارس/آذار وأوائل أبريل/نيسان الماضيين داخل وحول مدينة درعا (جنوب) وتم تهريبه من سوريا، يُظهر مشاهد للجيش السوري وهو يداهم المسجد العمري في درعا، ومشاهد لجنود ورجال مسلحين بلباس مدني داخل المسجد يصورون جثثاً على الأرض ويحتفلون.

ويبين الشريط أيضا مجموعات كبيرة من الأطفال ينضمون إلى احتجاجات جنازات جماعية ومشهدين لعناصر من قوات الأمن بلباس موحد يضربون بالهراوة رجلين جريحين ملقين على الطريق، وشهادة عامل سيارة إسعاف عن منع الجيش لعمليات إسعاف الجرحى.

وأكدت المنظمة امتلاكها أسماء أكثر من 270 شخصا قتلوا -فيما يبدو- على أيدي قوات الأمن السورية خلال الشهرين الماضيين من الاحتجاجات.

وقال فيليب لوثر نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة إن التسجيل يشكل إضافةً إلى جملة الأسبابِ المُدينة التي تفسّر الأسباب التي تملي على مجلس الأمن أن يتخذ إجراء حاسماً ويحيل سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب “قمعها الوحشي” للمحتجين.

دعس على الظهر واستخدام الكهرباء

والضرب على الأماكن الحساسة

حفلة استقبال

في سياق متصل نقلت وكالة رويترز للأنباء عن ثلاثة سوريين اعتقلوا بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الأخيرة، تفاصيل جلسات التعذيب التي خضعوا لها.

وقال أحد المعتقلين السابقين -لا يتجاوز أعمارهم 23 عاما- إن اعتقال الأمن لأي محتج يعني أن “رحلة العذاب والتعذيب” قد بدأت، “والرحلة” تتضمن الضرب والإهانة بجميع أنواعها اللفظية والجسدية.

ويضيف الشاب الذي اعتقل أكثر من ثلاثة أسابيع أن البداية تكون “بحفلة استقبال” قبل الاستجواب، وهذه الحفلة عبارة عن دعس عناصر الأمن (خمسة أو ستة عناصر) على الظهر والقفز مرارا وكل بدوره، ثم تستكمل “الحفلة” باستخدام الكهرباء على أماكن حساسة في الجسم والركبتين والكاحلين.

ويشير المعتقل السابق إلى أنه خلال الأيام الستة الأولى لم ينقل الى زنزانة بل بقي ملقا على ظهره في الممر معصوب العينين، مقيد اليدين، دون السماح له بالنوم، وكان يحق له شرب الماء مرة كل يومين فقط، والدخول إلى الحمام لمدة لا تتجاوز 30 ثانية، وفي حالة تجاوزها سيعذب “بالتعليق على الدولاب (الإطار)”.

وهذا التعذيب أفقد المعتقل إحساسه بركبتيه وساقيه، وعندما طلب الطبيب للكشف عليه قام بضربه عليها “وسأله هل أصبحت أفضل؟”، موضحا أن الضرب يتواصل طيلة الليلة الأولى للاعتقال وعلى أماكن حساسة أيضا.

بدوره قال المعتقل الذي ألقي القبض عليه في مظاهرة تنادي بفك الحصار عن درعا، إن قوات الأمن أجبروهم على الوقوف عراة في أحيان عدة، وكانوا 27 معتقلا في غرفة لا تتجاوز مساحتها مترين في ثلاثة أمتار، ويضيف أنه شعر بوجود أوامر بعدم قتل المعتقلين، لكن في حال وفاة أحد “فليس هناك من مشكلة”.

تعذيب نفسي

ويشير معتقل آخر من دمشق إلى تعذيب نفسي يمارسه الأمن السوري ضد المعتقلين، ومن هذه الأساليب أن الأمن يطلب من المعتقل الوقوف ويوهمه بأنه أفرج عنه، لكن سرعان ما يتبين له أن الأمر ليس إلا مجرد خدعة، أو أن يتم إطلاق النار على باب الزنزانة والمعتقلون نائمون لإرهابهم وتخويفهم.

وبعد فصول التعذيب هذه يبدأ الاستجواب، وهنا يقول أحد المعتقلين إن الأسئلة تتركز حول التأكد من انتماء المعتقل أو حتى دعمه لجماعة الإخوان المسلمين من قبيل “هل أنت مسلم؟”، “هل تمارس الشعائر الدينية؟”، لافتا إلى أنه إذا كان جواب المعتقل أنه يصلي ويصوم فهذه ستشكل نقطة ضدك.

ورغم كل هذه الروايات “المؤلمة” فإن المعتقلين المفرج عنهم أكدوا -بحسب وكالة رويترز- عدم تراجعهم عن مواصلة الاحتجاج حتى إسقاط النظام لأنهم كسروا حاجز الخوف، وبعد الذي تعرضوا له فإنهم لن يهابوا شيئا حسب قولهم.

سوريون يدعون لتظاهرة جديدة السبت تكريماً لروح الطفل حمزة الخطيب

بعد مقتل 8 في “جمعة حماة الديار”

دبي – العربية

دعا نشطاءُ سوريون عبر مواقع إلكترونية إلى تظاهرات، السبت 28-5-2011، في مختلف المدن السورية تنديداً بالقمع الدموي للتظاهرات، وأطلقوا عليها “ثورة سبت الشهيد حمزة الخطيب”، وهو الطفل البالغ من العمر 13 عاماً، وتوفي الأربعاء الماضي تحت التعذيب ومثّل بجثته، حسب قول النشطاء.

وكان رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن حصيلة قتلى جمعة حُماة الديار ارتفعت الى ثمانية أشخاص في مدن سورية عدة.

وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق متظاهرين في مدينة دير الزور، كما فرّقت بالقوة مئات المتظاهرين في حي ركن الدين (شمال دمشق). وأضاف الحقوقيون أن قوات الامن فرّقت كذلك مئات المتظاهرين في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب.

ومن جانبها، ذكرت وكالة (سانا) السورية نقلاً عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية أن اثنين من عناصر الشرطة قتلا أمس وجرح نحو 30 آخرين على أيدي ما وصفته الوكالة بمجموعات مسلحة استغلت تجمعات للمواطنين في عدد من المحافظات.

وقد بث نشطاءُ حقوقيون على الانترنت صوراً لتظاهرات قالوا إنها خرجت ليلاً في ركن الدين والقدم في العاصمة السورية دمشق.

وتطالب تلك التظاهرات الرئيس بشار الأسد بالتنحي، وتندد بالقمع الدموي للتظاهرات السلمية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى