أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 03 تموز 2015

القلق من انهيار الجيش فجأة يحرّك الحل السوري

إبراهيم حميدي: الحياة

توقُّع «انهيار مفاجئ للجيش» النظامي السوري والقلق من «ملء الإسلاميين الفراغ»، كانا محرّك الاتصالات الدولية والإقليمية في اتجاهين: الأول، ضغط من إدارة الرئيس باراك أوباما، على دول إقليمية رئيسية لوقف الدعم العسكري للفصائل الإسلامية التي حققت انتصارات في الفترة الأخيرة، خصوصاً في إدلب شمال غربي البلاد. الثاني، تواصل واشنطن وغيرها مع موسكو للبحث في سيناريوات التغيير السياسي وتشكيل «حكومة شرعية» في سورية.

 

محرّك الاتصالات ليس تسريع إسقاط النظام، بل القلق من سقوطه المفاجئ وانــهيار الجيش. هذا القلق ليس «كلام جـــرائد» مبالغاً فيه على خلفية رفض تكرار النموذج العراقي. بل إنه قناعة أجهزة ومــؤسسات استخباراتية في دول غربية كبــرى. عقدت اجتماعات بين أجهزة أمنية وتنــفيذية لتقويم المعلومات المتوافرة لديها من أن «الانهيار وارد في أي لحظة بناء على المعطيات المتوافرة»، خصوصاً أن بعض هذه المعلومات مبنيّ على «تنصّت على اتصالات هاتفية بين مسؤولين في النظام».

 

أعرب بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين في اجتماعات، عن التشكيك في صدقية هذا التقدير. يعتقد هؤلاء أن النظام وحلفاءه يسرّبون هذه المعطيات للتخفيف من الضغط عليه والتلويح بأن البديل سيكون «داعش»، سواء بإمكانية سيطرته على دمشق بعد تدمير «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، أو اقتحامه حمص وسط البلاد وعزل شمال سورية عن جنوبها، وتقطيع أوصال «قوس النظام» من دمشق الى الساحل غرباً.

 

لكن التعاطي الإجمالي مع إمكان سقوط النظام، بات أمراً ثابتاً في السياسات الكبرى لبحث سيناريوات التغيير المحتمل في سورية. معادلة التغيير هي المزاوجة بين محاربة الإرهاب وتشكيل حكومة شرعية في سورية.

 

بدايةً، أوفد أوباما مسؤولاً أمنياً رفيع المستوى الى عواصم إقليمية، لإقناعها بضرورة التخفيف من الدعم العسكري والمالي للفصائل الإسلامية. كما أنه أوفد مسؤولاً عسكرياً الى أنقرة، للانقلاب على اتفاق أولي أُنجز بين تركيا ومسؤول عسكري آخر إزاء برنامج دعم المعارضة. خطوط حمر: ممنوع دخول المعارضة الى دمشق. «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش خط الدفاع الأول عن العاصمة. خط أحمر الذهاب الى الساحل السوري. خط احمر الدخول الى مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية.

 

في موازاة ذلك، يحصل تفاوض سياسي. اختبار الإمكانات. تفاوض شفوي لم ينتقل الى إنجاز مبادئ أو عقد صفقة. الأسلوب الجديد في التفاوض، هو المقاربة الافتراضية. مقاربة «ماذا لو» هي التي تدور بين موسكو وكلّ من واشنطن ولندن ودول أوروبية وعربية وإقليمية.

 

زار العاصمة الروسية، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومبعوثه السابق لشـــؤون سورية دانيـــال روبنستين. كما جرى اتـــصال هاتفي بين الرئيسين فلاديمير بوتيـــن وباراك أوباما، وبين بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. كما عُقــد اجتماع في لندن بين مستشاري الأمن القـــومي الروسي والبريطاني قبل أيام. نقطة الانطلاق هي: «ماذا لو سقط النظام الآن؟

 

الانطباع الأولي الذي يخرج منه محاورو الروس، أن الرئيس بوتين الذي انخرط شخصياً في الملف السوري عندما التقى وزير الخارجية وليد المعلم، «ليس مرتاحاً» لأسلوب تعاطي النظام مع أفكاره. لم يكن مرتاحاً لعدم استجابة الرئيس بشار الأسد للقيام بـ «إجراءات بناء ثقة» قبل «منتدى موسكو-١»، ولا لكيفية تعاطي الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري. وبوتين مدرك أيضاً، السياسة الممنهجة التي تقوم بها إيران في «تفكيك» الجيش وإنشاء «جيوش صغيرة» تابعة لها. وهو أيضاً، بات مدركاً لأهمية الحل السياسي في محاربة الإرهاب. الكرملين سمع كلام مسؤولين أميركيين حول «أن النظام انتهى، والموضوع يتعلّق بالوقت»، لكن في الوقت نفسه، لم تظهر الى الآن رغبة في «تغيير النظام من الخارج»، ولا في التخلّي عن دعم الجيش النظامي بالسلاح والعتاد.

 

إذاً، على ماذا يتفاوض الروس والمسؤولون الغربيون؟

 

لا تزال الأمور في طور «التفاوض الشفوي» في مقاربة «ماذا لو». للمرة الأولى، بات المسؤولون الروس ينخرطون في هذه الأسئلة الافتراضية: «ماذا عن المحاسبة؟ محاسبة المسؤولين السوريين؟ ماذا عن أرصدتهم المالية؟ ماذا عن مكان إقامتهم بعد التغيير؟ ماذا عن دور العلويين في الحكم؟ ماذا عن مؤسستي الأمن والجيش؟ ما هي مدة المرحلة الانتقالية؟

 

في المقابل، يسأل مسؤولون غربيون الجانب الروسي: «في حال قبلنا ببقاء الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، هل يمكن تشكيل حكومة انتقالية؟ في حال وافقنا على تشكيل حلف ضد الإرهاب، هل يمكن تشكيل حكومة شرعية تشرف على الجيش وإعادة هيكلته وتكون الاتصالات الدولية والإقليمية معها؟ عندما نقول إن الأسد جزء من الحل، هل يعني أنه موجود خلال التفاوض على المرحلة الانتقالية أم خلال المرحلة الانتقالية بأكملها؟ ايضاً، عندما نقول إنه يمكن القبول بشخصية علوية عسكرية، هل يعني ذلك التخلّي عن آخرين؟ من هي الشخصيات العلوية المقبولة؟»، ويُطرح في هذا السياق عدد من الأسماء، بعضها من «الحرس القديم» أو أقاربهم. وقدّمت بعض الدول الغربية برامج تنفيذية، تتضمّن الاستعداد لإرسال خبراء عسكريين الى سورية، لتدريب «الجيش الوطني» بعد تشكيل «حكومة شرعية». كما أنها قدمت مشاريع لإعادة الإعمار و «حزمة من المشاريع». هنا، اختلف تحليل الدول إزاء «مدة بقاء النظام». بعضها يرى أن «النظام لا يمكن أن يستمر من دون انهيار لأكثر من ستة أشهر أو سنة»، فيما رأى زعيم عربي أن النظام يمكن أن يستمرّ لسنتين. لكن الخوف مشترك من «انهيار مفاجئ».

 

وتأتي أهمية التقرير الذي سيرفعه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قريباً، من الرهان على أن يطرح الأخير التقرير على مجلس الأمن، ويحصل على الدعم السياسي الدولي لـ «خريطة الطريق» التي سيقدّمها دي ميستورا، لتشكيل الحكومة الانتقالية وتفسيره لـ «بيان جنيف -١».

 

لكن الأهم، أن يكون قبل ذلك أنجز التفاهم بين الدول الكبرى بعد اتصالات بوتين وأوباما، وبعد لقاء بوتين وكاميرون في أيلول (سبتمبر) المقبل، بحيث يكون اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول، مناسبة لإعادة إطلاق زخم العملية السياسية. الرهان أن يؤدي هذا الى استئناف المفاوضات في «جنيف – ٣».

 

مبعث الرهان، أن يجمع القلق من تصاعد أخطار «داعش» وقرب موعد توسيع غارات التحالف قبل نهاية العام، الفرقاء الإقليميين المتخاصمين. وأن يفتح الاتفاق النووي النهائي صفحة في إمكانية عقد تفاهم سياسي. الى الآن، هناك فصل كامل في عقل أوباما بين ملفات المنطقة: الملف النووي، محاربة «داعش»، الملف السوري، ملف اليمن. والرهان، أن يتغير الأمر بعد الاتفاق النووي.

 

هناك قلق أردني متزايد من نفوذ «داعش»، واقترابه من حدود الأردن والخليج. هذا قلق إسرائيلي أيضاً. الجانب الأردني يريد الضغط دعماً لمشروعه إقامة منطقة آمنة جنوب سورية، بعمق عشرين كيلومتراً يحميها مقاتلو المعارضة، و «إنذار» ينقل الى النظام بعدم الاقتراب من المنطقة. وهناك قلق تركي من تصاعد نفوذ «الاتحاد الديموقراطي الكردي»، حليف «حزب العمال الكردستاني»، شمال سورية على طول الحدود التركية. لذلك، فإن القيادة التركية وضعت سيناريوات لمنطقة آمنة بعمق ٣٣ كيلومتراً في بعض المناطق. ودخلت في مفاوضات تتعلّق بالاستعداد لوقف دعم الفصائل الإسلامية، مقابل تقديم دعم جوي من التحالف للفصائل المعتدلة في حربها ضد «داعش».

 

ينطبق الأمر أيضاً، على إيران التي باتت تدافع عن إقليمها في سورية بين دمشق وطرطوس. وأمام قناعة النظام باستحالة الانتصار الكامل، فإنه بات أكثر استعداداً لصفقات صغيرة تتعلّق بالبقاء في مناطقه، وإعطاء صلاحيات أكبر للقادة المحليين.

 

داود أوغلو: لا توجد خطط فورية لتدخل عسكري في سورية

اسطنبول (تركيا) – رويترز

قالت مصادر أمنية إن تركيا نشرت قوات إضافية وعتاداً على امتداد جزء من حدودها مع سورية بعد اشتداد حدة القتال شمالي مدينة حلب، لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال إنه لا توجد خطط فورية لأي تدخل عسكري.

وذكرت مصادر أمنية ومسؤولون في أنقرة أن الجيش التركي كثف اجراءات الأمن من خلال إرسال عتاد اضافي وجنود، بما في ذلك قوات خاصة، في الأيام القليلة الماضية، وذلك بسبب القتال العنيف في المنطقة الريفية شمالي حلب. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ومعارضون سوريون إن مسلحين سوريين بقيادة جماعات متطرفة بدأوا هجوماً كبيراً أمس (الخميس) للسيطرة على مدينة حلب المقسمة في شمال البلاد. وسيكون سقوط حلب، المركز التجاري السوري، ضربة كبيرة للرئيس بشار الأسد. وقال داود أوغلو أمس: “صحيح أننا اتخذنا اجراءات لحماية حدودنا، وهناك أوامر بالتحرك اذا استجدت أي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي”، مضيفاً:  “(لكن) يجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سورية غداً أو في المستقبل القريب”. وكانت بعض وسائل الاعلام ذكرت ان التخطيط جار لعملية وشيكة عبر الحدود. وقال رئيس الوزراء التركي أنه “اذا حدث أي شيء من شأنه تهديد الأمن التركي، فسوف نتحرك على الفور ولن ننتظر حتى الغد. ولكن من الخطأ التوقع بأن تركيا ستقوم بمثل هذا التدخل الأحادي الجانب في الوقت القريب، ما لم تكن هناك مخاطر”.

وأضاف أن الأسد الذي تسيطر قواته والميليشيات المتحالفة معها على الاحياء الغربية من حلب، يتعاون مع متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في مهاجمة المعارضة المعتدلة. وقال إن السوريين في حلب لن يحصلوا على الامدادات الأساسية، مثل الطعام والدواء اذا أدى القتال إلى تقسيم المدينة، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى تدفق جماعي جديد للاجئين إلى تركيا التي تستضيف بالفعل اكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري.

 

سورية تعتبر استخدام البراميل المتفجرة مسألة «فنية»

جنيف (سويسرا) – رويترز

رفضت سورية أمس (الخميس)، قراراً لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يستنكر سجلها في تكتيكات القصف الجوي، موضحةً إن استخدام البراميل المتفجرة مسألة «فنية» لا شأن للمجلس بها.

وكانت الولايات المتحدة وعشر دول أوروبية وعربية ساندت القرار الذي يستنكر استخدام الأسلحة الكيماوية مثل غاز الكلور، واستخدام السلطات السورية الذخائر العنقودية والصواريخ «البالستية» والبراميل المتفجرة.

وقال السفير السوري حسام الدين آلا إن منتقدي دمشق «منافقون يساندون الإرهابيين على الأرض السورية»، مضيفاً إن القرار «انتقائي ومتحيز».

وقال إن محاولة هؤلاء المنتقدين إقحام مجلس حقوق الإنسان في أجنداتهم السياسية «باستخدام ذرائع ملفقة مثل الوضع الإنساني، وما يسمى استخدام البراميل المتفجرة، هو سلوك ينتقص من مصداقية المجلس وجديته ويدفعه إلى التدخل في مسائل فنية».

وقال السفير البريطاني جوليان بريثويت الذي قدم مشروع القرار، ان النص كان محل مشاروات موسعة، وحض الأطراف المتحاربة كلها على مراعاة حقوق الإنسان وإنهاء العنف والالتزام بالقانون الدولي.

وصدر القرار بموافقة 29 صوتاً واعتراض ستة أصوات وامتناع 12 عضواً عن التصويت.

وكان بين الذين صوتوا برفض القرار روسيا التي قال ممثلها المدير العام للشؤون الانسانية وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية أناتولي فيكتوروف انه «مبادرة أخرى مناهضة لسورية في المجلس».

وقال إن المتشددين من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة» هم أكبر مشكلات سورية، مضيفاً أن القرار يجب أن يعكس ذلك ويدعو الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة الى «مكافحة الإرهابيين».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ساندت روسيا بياناً صدر بالإجماع عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يستنكر الاستخدام العشوائي لغارات القصف الجوي والبراميل المتفجرة في مهاجمة المدنيين.

 

عمالة الأطفال السوريين تصل إلى مستويات خطيرة

عمان – أ ف ب

حذرت “منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (يونيسف) ومنظمة “سيف ذي تشيلدرن “غير الحكومية في تقرير اليوم (الخميس)، من تفاقم عمالة الأطفال السوريين التي بلغت مستويات خطيرة نتيجة النزاع في سورية والأزمة الإنسانية الناجمة عنه.

وقالت المنظمتان في تقرير بعنوان “يد صغيرة وعبء ثقيل”، أن “النزاع والأزمة الإنسانية في سورية يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل”.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة “سيف ذي تشيلدرن” روجر هيرن، أن “الأزمة السورية دفعت الملايين إلى الفقر ما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل لمستويات خطيرة”، مضيفاً “في الوقت الذي تصبح فيه العائلات أكثر يأساً فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي من أجل البقاء على قيد الحياة، ويصبح هؤلاء لاعبين اقتصاديين أساسيين في سورية أو دول الجوار”.

ووجد التقرير الذي نشر في عمان أن أربعة من كل خمسة أطفال سوريين يعانون الفقر بينما يقبع  2.7مليون طفل سوري خارج المدارس، وهو رقم فاقمه عدد الأطفال المجبرين على الانخراط في سوق العمل.

ويساهمون الأطفال السوريين في دخل عائلاتهم بأكثر من ثلاثة أرباع العائلات التي شملتها المسوحات، وفي الأردن يعتبر نصف أطفال اللاجئين السوريين المعيل الرئيسي في العائلة.

أما في لبنان فوجد التقرير أطفالاً بعمر ست سنوات فقط يعملون في بعض المناطق، فيما يعمل ثلاثة أرباع الأطفال السوريين في العراق لتأمين قوت عائلاتهم.

وبحسب التقرير، أكثر الأطفال عرضة للمخاطر هم أولئك الذين ينخرطون في النزاع المسلح والاستغلال الجنسي والأعمال غير المشروعة، مثل التسول المنظم والاتجار بالأطفال.

وأفاد التقرير أن 75 في المئة من الأطفال العاملين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين يعانون من مشاكل صحية، فيما تعرض 22 في المئة من الأطفال العاملين في الزراعة بالأردن إلى إصابات عمل.

ويحقق هؤلاء دخلاً يومياً يتراوح ما بين أربعة إلى سبعة دولارت، مقابل العمل لما يزيد عن ثماني ساعات خلال ستة أيام في الأسبوع.

وبحسب التقرير، فإن الأطفال الذين يتم تجنيدهم من قبل مجموعات مسلحة يحققون دخلاً شهرياَ يقارب 400 دولار. وحضت المنظمتان المجتمع الدولي في إعطاء الألوية للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال، وتمويل المبادرات المساعدة على توفير الدخل للسوريين، وتوفير التعليم الجيد والآمن.

وحذرتا من أن أطفال سورية يعيشون في ظروف إنسانية صعبة ويدفعون ثمناً باهظاً، بسبب فشل العالم في إنهاء النزاع.

 

مقتل قيادي من «داعش» في غارة جوية للتحالف

واشنطن – أ ف ب

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس (الخميس)، مقتل طارق الحرزي الذي قالت إنه مسؤول كبير في تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) المتطرف، في غارة جوية للتحالف في سورية.

وقال الناطق باسم الوزارة جيف ديفيس ان الحرزي قتل “في غارة للتحالف يوم 16 حزيران (يونيو) في الشدادي” بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية.

واكد ديفيس ان الحرزي كان مكلفاً “جمع تمويلات” و”تجنيد” مسلحين للقتال مع التنظيم المتطرف. وأضاف انه شارك في “شراء أسلحة ونقلها من ليبيا الى سورية”.

وأوضح الناطق أن “مقتله سيقلص من قدرة تنظيم الدولة الاسلامية على إدماج مقاتلين أجانب في المعارك بالعراق وسورية، وعلى نقل مسلحين وأسلحة بين البلدين”.

وقال مسؤول اميركي كبير في مجال الدفاع ان طارق الحرزي تونسي الجنسية وكان حكم عليه غيابياً في تونس بالسجن 24 عاماً بتهمة الضلوع في الارهاب.

وأضاف المصدر ذاته ان الحرزي كان أحد قادة “داعش” في المنطقة الحدودية بين تركيا وسورية. وكان مكلفاً خصوصاً استقبال “المجندين الأجانب الجدد” و”تدريبهم على استخدام الأسلحة الخفيفة”، واهتم في هذا الإطار بمقاتلين أجانب قدموا “من بريطانيا وألبانيا والدنمارك” وأيضاً من دول شمال أفريقيا، بحسب المسؤول.

وأضاف المسؤول ان الحرزي مكّن في ايلول (سبتمبر) 2013 “داعش” من تلقي “نحو مليوني دولار” دعماً مادياً من قطر.

وكانت الخارجية أعلنت عن مكافاة بقيمة ثلاثة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الحرزي.

وطارق الحرزي شقيق علي الحرزي، وهو مسؤول تجنيد للتنظيم أعلنت وزارة الدفاع الأميركية مقتله في 22 حزيران (يونيو) في غارة على الموصل شمال العراق. وكان ملاحقاً لدوره في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في ايلول (سبتمبر) 2012 الذي قتل فيه السفير كريستوفر ستيفنس وثلاثة اميركيين آخرين.

 

النظام السوري يُطلق حملة إعلانية لحضّ الشباب على الالتحاق بالجيش

المصدر: (و ص ف)

انتشرت في شوارع دمشق لوحات اعلانية تحض المواطنين على الالتحاق بالجيش، وقت تتحدث تقارير عن تخلف عدد كبير من الشبان عن الخدمة العسكرية الالزامية، وعن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الذي يقاتل على جبهات عدة.

 

وتعمل السلطات السورية منذ فترة على تكثيف التحفيزات من اجل تشجيع الشباب على الانضمام الى القوات المسلحة. وحملت اللوحات التي علقت خلال الاسبوعين الاخيرين عبارات “التحقوا بالقوات المسلحة” و”الجيش كلنا” و”بجيشنا نكسب بلدنا”.

ويبدو في احدى اللوحات شاب يرتدي لباساً عسكرياً ويحمل على كتفه بندقية والى جانبه طفلة مبتسمة ترفع يدها اليسرى باشارة النصر، كما ظهرت في الصورة امرأة من الخلف تضع حجاباً أبيض وترفع كذلك اشارة النصر.

وتظهر في لوحة أخرى شابة بالزي العسكري وهي تسدد الى هدف ببندقيتها، فيما يقف في خلفية الصورة جندي يؤدي التحية.

وحملت اللوحات توقيع “مجموعة سيدات سوريا الخير”. وتقدم هذه المجموعة نفسها في صفحتها بموقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي بانها مؤلفة من “أمهات واخوات وبنات حماة الديار”، مشيرة الى ان هدفها المساعدة في تقديم “حصص غذائية وأدوية والبسة وبطانيات وحليب اطفال، بالاضافة الى الدعم المعنوي”.

وتحمل الصفحة صورة للرئيس بشار الاسد، وصورة اخرى له وهو يصافح احد الجنود. كما تنشر شعارات وصوراً دعائية للجيش السوري.

ويقول “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان هناك “أكثر من 70 ألف حال تخلف عن الالتحاق بالخدمة الالزامية” في سوريا، منذ بدء النزاع منتصف اذار 2011.

وتسمح السلطات للشبان الذين ينبغي التحاقهم بالخدمة الالزامية عند سن الثامنة عشرة بالتأجيل لاسباب دراسية أي لدى تسجيلهم في الجامعة أو المعاهد الى حين تخرجهم. ويفيد من الاعفاء الابن الوحيد في العائلة، أو معيل العائلة، ومن يعاني مرضاً أو اعاقة تمنعه من الخدمة. وتبلغ مدة الخدمة العسكرية الالزامية سنتين.

فيما يضطر الشبان الذين لم يتمكنوا من اتمام تحصيلهم العلمي لدى بلوغهم السن القانونية أو الذين انتهوا من الخدمة والمهددين بالالتحاق في صفوف الجيش كاحتياطيين (42 سنة حداً أقصى) الى السفر الى خارج البلاد سواء بالطرق الشرعية أو غير الشرعية.

ودفع تراجع عدد الملتحقين بالخدمة القيادة الى الاحتفاظ بالمجندين وعدم تسريحهم على رغم انقضاء مدة خدمتهم الالزامية.

 

الأردن في حال سؤال استراتيجي: لماذا قرر بشار الأسد تسليم تنظيم «الدولة الإسلامية» مخازن السلاح في تدمر؟

بسام البدارين

عمان ـ «القدس العربي»: وقف مسؤول سياسي رفيع المستوى في الأردن أمام طاولة اجتماع لمؤسسات سيادية ونظر إلى خريطة موضوعة على سطح الطاولة مشيرا للخط العرضي الذي يخطط له تنظيم «الدولة الاسلامية » برأيه الشخصي لتوسيع نفوذه الجغرافي.

وجهة نظر الرجل كانت ترتكز على ان «تنظيم الدولة» لا يملك الجرأة ولا القدرة على تحدي النظام الأمني الحدودي الأردني مع العراق وسوريا وفي الوقت نفسه «دولة الخلافة»، «العدو» للأردنيين وبصورة علنية أسقطت الاعتبارات التي تتحدث عن توسيع نفوذها أفقيا وعموديا على أساس «باقية وتتمدد».

بهذا المعنى وفي ذلك الاجتماع اقترح المسؤول إياه بأن الخطوة اللاحقة لـ «الدولة الإسلامية» على صعيد خارطة المنطقة وفيما يتعلق بالمواجهة المفتوحة مع الأردن تحديدا ستختار مناطق ضعيفة جدا في الشمال الشرقي من الأردن بعيدا عن «التحصينات الاستراتيجية» التي تقام على حدود الأردن مع سوريا والعراق.

وفقا لفرضيات الحزام الأمني الأردني قد يجد «الدولة الإسلامية» إذا ما هاجم السويداء في سوريا بعد تدمر فرصة للتواصل مع رقعة أراض نائية في البادية الشمالية الأردنية وتحديدات من الجانب الشرقي وبصورة قريبة من دولة مثل السعودية.

الهدف في هذه اللعبة الجغرافية سيكون الإيحاء بأن «الدولة الإسلامية» وبحركة واحدة بالقرب من السويداء يمكنه ان يقول بأنه توسع في ثلاث دول دفعة واحدة هي السعودية والأردن وسوريا على أساس ان الحديث هنا عن منطقة صحراوية نائية «رخوة» جدا في المستوى الأمني ولا يوجد فيها العديد من تجمعات السكان أو القوات العسكرية.

وفقا لهذا السيناريو المدروس بعناية داخل مؤسسات القرار الأردني قد يتمكن «الدولة الإسلامية» من الاختراق في الشمال الشرقي، فيما ينتطره الجميع على الحدود مع العراق وسوريا شمال وشرق المملكة الأردنية الهاشمية، علما بأن القوات المسلحة الأردنية في منتهى التأهب والجاهزية، عندما يتعلق الأمر بالأمن الحدودي، كما يؤكد ذلك مباشرة لـ»القدس العربي» الناطق الرسمي بإسم الحكومة الدكتور محمد مومني.

لكن «الوصلة « التي تفصل تدمر عن السويداء هي التي بقيت تشغل الأردنيين في اللحظة التي قرر فيها الرئيس بشار الأسد تسليم «الدولة الإسلامية» صحراء تدمر عمليا وتسليمها مخازن السلاح والذخيرة العملاقة في تدمر لهدف غامض.

وجهة نظر عمان الرسمية ان نظام بشار الأسد يفعل ذلك لأسباب تآمرية وانتقامية في الوقت نفسه، وبصورة تثبت بأنه يتبع «خيارات شمشون» ويسعى لإنتاج معركة بين الأردن وخلافة «الدولة الإسلامية» بسبب مشروع تسليح العشائر السنية الذي تتبناه عمان في العراق وسوريا.

العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كان قد تحدث علنا عن غموض أسباب وخلفيات عدم خوض النظام السوري معركة حقيقية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وفي غرفة القرار الأمريكية والإسرائيلية يعتقد وعلى نطاق واسع بأن نظام الأسد فتح مخازن تدمر للسلاح أمام «الدولة الإسلامية» لـ «تهديد الأردن» خصوصا وأن صحراء تدمر قريبة بما لا يزيد عن 25 كيلومترا عن صحراء الأزرق الأردنية.

حتى إن لم يكن يقصد نظام بشار ذلك تماما، فالطرف الأول المتضرر من تقدم قوات «الدولة الإسلامية» في تدمر هو الأردن الذي يؤسس استراتيجيات في كل مكان وموقع على أساس التناقض مع مشاريع واتجاهات «الدولة الإسلامية».

محور تدمر- السويداء، بهذا المعنى يشكل نقطة الجذب الأساسية التي أحالت المواجهة مع «الدولة الإسلامية» إلى مواجهة جغرافية تماما، وهي النقطة نفسها التي أقلقت الأردنيين الذين تربطهم بالسويداء تحديدا وبسلسلة قرى الدروز شمال شرقي سوريا نقطة تواصل جغرافية وتماس مباشرة بالقرب من إسرائيل أيضا.

لاحقا وعلى هذا الأساس حضر وليد جنبلاط إلى عمان وأصبحت الورقة الدرزية جزءا مستحدثا ومستجدا في ترتيبات المواجهة الإقليمية المفتوحة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» ودل مستشارون دروز لأول مرة غرفة عمليات التحالف الدولي المقامة في العاصمة الأردنية عمان على تقديراتهم.

الأردن وطوال الفترة كان معنيا بإقامة عوازل جغرافية قدر الإمكان عن نفوذ «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، في الجانب العراقي، وتحديدا في الأنبار يفترض ان يتولى المهمة مشروع تسليح العشائر وفي الجانب السوري العمل تكثف على عقد تفاهمات مع فصائل «الجيش السوري الحر» وعدم الأعتراض على «جبهة النصرة» وتواجدها في درعا باعتبار خصومتها مع «الدولة الإسلامية» عاملا مشـتركا عملـيا مـع الأردن.

 

تركيا تنشر قوات اضافية وعتادا على حدودها مع سوريا

اسطنبول- (رويترز): قالت مصادر أمنية إن تركيا نشرت قوات إضافية وعتادا على امتداد جزء من حدودها مع سوريا مع اشتداد حدة القتال شمالي مدينة حلب لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال إنه لا توجد خطط فورية لأي تدخل عسكري.

 

وذكرت مصادر أمنية ومسؤولون في أنقرة أن الجيش التركي كثف اجراءات الأمن من خلال إرسال عتاد اضافي وجنود بما في ذلك قوات خاصة في الأيام القليلة الماضية وذلك بسبب القتال العنيف في المنطقة الريفية شمالي حلب.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومعارضون سوريون إن مسلحين سوريين بقيادة جماعات اسلامية بدأوا هجوما كبيرا امس الخميس للسيطرة على مدينة حلب المقسمة في شمال البلاد.

 

وسيكون سقوط حلب المركز التجاري السوري ضربة كبيرة للرئيس بشار الأسد.

 

وقال داود أوغلو للقناة السابعة التركية امس الخميس “صحيح اننا اتخذنا اجراءات لحماية حدودنا. هناك أوامر بالتحرك اذا استجدت اي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي.”

 

وأضاف “(لكن) يجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سوريا غدا أو في المستقبل القريب.”

 

وكانت بعض وسائل الاعلام ذكرت ان التخطيط جار لعملية وشيكة عبر الحدود.

 

وقال داود أوغلو “اذا حدث اي شيء من شأنه تهديد الأمن التركي فسوف نتحرك على الفور ولن ننتظر حتى الغد. ولكن من الخطأ التوقع بأن تركيا ستقوم بمثل هذا التدخل الأحادي الجانب في الوقت القريب ما لم تكن هناك مخاطر.”

 

وأضاف داود أوغلو أن الأسد -الذي تسيطر قواته والميليشيات المتحالفة معها على الاحياء الغربية من حلب- يتعاون مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في مهاجمة المعارضة المعتدلة.

 

وقال إن السوريين في حلب لن يحصلوا على الامدادات الأساسية مثل الطعام والدواء اذا أدى القتال إلى تقسيم المدينة. وتابع أن ذلك سيؤدي إلى تدفق جماعي جديد للاجئين إلى تركيا التي تستضيف بالفعل اكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري.

 

المعارضة السورية تسيطر على نقاط استراتيجية في حلب

حلب- الأناضول: ذكر مصطفى سلطان المسؤول الإعلامي في الجبهة الشامية- إحدى الفصائل المنضوية في غرفة عمليات فتح حلب-، أن قوات المعارضة السورية سيطرت على عدة نقاط “استراتيجية” في حي جمعية الزهراء غربي مدينة حلب.

 

وأشار سلطان إلى أن النقاط الاستراتيجية التي سيطرت عليها قوات المعارضة، الخميس، شملت خزانات المياه، مؤكداً وقوع اشتباكات عنيفة بين تلك قوات، وعناصر النظام تمكنت خلالها الأولى من تدمير دبابة وعددٍ من الآليات العسكرية.

 

وأوضح سلطان أنَّ قوات المعارضة المنضوية تحت اسم “غرفة عمليات فتح حلب”، قصفت مواقع النظام بقذائف الهاون ومدفع جهنم محلي الصنع.

 

وكانت عدة فصائل من المعارضة العسكرية في حلب وريفها، قد أعلنت في وقت سابق تشكيل “غرفة عمليات فتح حلب”، “بهدف توحيد الجهود لتحرير مدينة حلب”، وذلك بحسب بيان صادر عن الفصائل المشاركة في الغرفة.

 

وتضم الغرفة العسكرية: الجبهة الشامية، وفيلق الشام، وأحرار الشام، وجيش الإسلام، وتجمع “فاستقم كما أمرت”، حيث يأتي تشكيلها بعد التقدم الكبير الذي أحرزته في محافظة إدلب.

 

الحسكة تجمع ميليشيات الحرب الأهلية في العراق وسوريا

جهاديون سنّة وحشد شيعي ومقاتلون كرد ومسيحيون وضباط علويون ودروز:

اسطنبول ـ «القدس العربي» من وائل عصام: يقول احمد الجبوري الذي يعيش في الموصل إن اثنين من أبناء أعمامه ذهبا للقتال في الحسكة ضمن مجموعة من نحو مائة مقاتل انطلقت لمؤازرة مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية»، قبيل هجومه الكبير الذي سيطر فيه على الأحياء الجنوبية في المدينة.

ويقول الجبوري معلقا على إرسال مجموعة دعم من الموصل لمنطقة يملك فيها التنظيم أعدادا كبيرة من المقاتلين في الرقة ودير الزور «مقاتلو الموصل لم يذهبوا على ما يبدو إلا بغرض رفع الروح المعنوية للتنظيم بعد الانتكاسة الأخيرة في تل أبيض».

وتعني الحسكة بالنسبة لتنظيم الدولة عقدة استراتيجية هامة، فهي تقع على الطريق بين مركزي الدولة الإسلامية الموصل والرقة وتشكل خط دفاع اولي عن الموصل من ناحية الغرب، حيث سنجار وتلعفر ومعبر ربيعة الذي يسيطر عليه الأكراد مع ميليشيات عشائرية صغيرة، كما تمثل موقعا مركزيا يفصل مناطق الأكثرية العربية جنوبها ومناطق الجيب الكردي في القامشلي وكوباني.

وبفضل موقعها الاستراتيجي المؤثر في الحرب الأهلية الدائرة في العراق وسوريا، فإنها باتت محط اهتمام كل الأطراف، فالنظام السوري أرسل اثنين من أبرز ضباطه وهما العميد العلوي محمد خضور، والعميد الدرزي عماد زهر الدين، ودعمهم بميليشيات عشيرة الشعيطات التي سبق ان طردها التنظيم من دير الزور، وكذلك اعترف النظام السوري بجلب قوات لـ»الحشد الشعبي» الشيعي العراقي للقتال في الحسكة، إضافة إلى قوات الميليشيات الكردية التي تسيطر على الأحياء الكردية شمال المدينة، والتي سبق وأن اشتبكت مع قوات النظام في الحسكة وطالبت بإبعاد العميد خضور عن قيادة عمليات الجيش النظامي، وهو ما تحقق لها إلى أن اقتحم التنظيم الحسكة مرة أخرى وعاد العميد خضور. كما توجد أعداد قليلة من ميليشيات مسيحية آشورية شكلت مؤخرا للدفاع عمن تبقى من المسيحيين الآشوريين في وسط الحسكة وبعض القرى في ريفها.

وتعود التركيبة السكانية لتلعب دورها مجددا في دعم وجود تنظيم الدولة في جزء من الحسكة ، فالأحياء العربية في النصف الجنوبي للمدينة التي يقطعها نهر الخابور، كانت تعاني من تململ واضح من سطوة القوات الكردية وقوات النظام عليها، ورغم وجود مؤيدين للنظام من أبناء العرب في الحسكة (معظم سكان الحسكة من العرب حتى في الأحياء الشمالية يوجد سكان عرب لكن تركيزهم أقل من الأكراد) إلا أن القبائل العربية التي تسكن الحسكة كالبقارة وجحيش وطي ظلت أكثر ميلا إلى الفصائل المعارضة، وانضم الكثير من أبنائها للفصائل الإسلامية كالأحرار و»النصرة» ثم «الدولة الإسلامية»، كما أن أحياء يغلب عليها سكان من أصول ديرية (من دير الزور) كانت معاقل قديمة لتنظيم الدولة الإسلامية منذ نشأته في سوريا قبل أعوام، هذا عدا عن المناطق التي تشكل ريف الحسكة الجنوبي كالشدادي ومركدة، والتي تشكل خزانا بشريا للمقاتلين.

 

تنظيم «الدولة» يحصن وجوده في الرمادي… سيطر على المساجد وأصلح الطرق…والبصرة غاضبة من تجاهل بغداد وشوارعها القذرة وفقر سكانها تدفعهم للمطالبة بـ «بصرستان»

لندن تتجه لضرب الجهاديين في سوريا… وواشنطن منعت حلفاءها العرب من تسليح أكراد العراق مباشرة

إبراهيم درويش

لندن ـ القدس العربي»: عبرت الحكومة البريطانية عن أقوى التوجهات نحو توسيع الحرب ضد تنظيم «الدولة» الإسلامية لتشمل الساحة السورية.

جاء هذا في أعقاب الهجوم الذي نفذه مسلح تونسي ضد سياح كانوا يستمتعون بالبحر والشمس على شاطئ القطناوي في مدينة سوسة يوم الجمعة الماضية. وكان الضحايا البريطانيون هم الأكثر عددا من بين 38 سائحا.

وعبر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن هذا التوجه في تصريحاته الشديدة وما كتبه عن عزم لمواجهة التنظيم الذي وصفه «بالسام الذي يقدس الموت». ولكن تصريحات وزير دفاعه مايكل فالون كانت واضحة يوم الأربعاء حيث قال إنه من «غير المنطقي» أن تضرب المقاتلات البريطانية مواقع التنظيم في العراق ولا تضربها في الجانب الآخر من الحدود.

وجاء تدخل فالون لجس نبض النواب ومقدار دعمهم لحملة عسكرية في سوريا، خاصة أن كاميرون خسر التصويت لضرب النظام السوري في نهاية آب/أغسطس 2013 بعد استخدام الغاز الكيميائي ضد سكان الغوطة الشرقية.

وفي العام الماضي عندما عرض كاميرون المشاركة البريطانية في العراق ضد «تنظيم الدولة» على النواب أكد لهم أنها جاءت بناء على طلب من الحكومة العراقية. وأشار أن توسيع الحملة إلى سوريا سيجر بريطانيا في الحرب الأهلية القاتلة الجارية هناك.

وفي قراءة لردود الفعل على موضوع التدخل أشارت صحيفة «الغارديان» إلى تصريحات لورد دانات، قائد الجيش السابق الذي دعم الفكرة فيما تشكك كريسبن بلنت، النائب المحافظ ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم والذي قال إن توسيع الغارات لن يؤثر على الواقع ويجب التركيز على ما يجب تحقيقه.

 

شكوى عربية

 

ويأتي التدخل البريطاني، إن حصل، وسط غضب من حلفاء الولايات المتحدة في الخليج من باراك أوباما الذي منعهم كما يقولون من تقديم السلاح مباشرة لمقاتلي البيشمركة التابعين لحكومة إقليم كردستان شمال العراق، وهم المقاتلون الذي يواجهون التنظيم في الشمال ودائما ما يشتكون من عدم قدرة ترسانتهم العسكرية التي تعود للعهد السوفييتي مواجهة السلاح الأمريكي الذي يستخدمه التنظيم.

وهو السلاح الذي خلفه الجيش العراقي الهارب وغنمه مقاتلو التنظيم. ففي تقرير كتبه كون كوغلين المعلق في صحيفة «دايلي تلغراف» قال فيه إن الولايات المتحدة وقفت أمام حلفائها العرب ومنعتهم من نقل أسلحة ثقيلة لأكراد العراق لتمكينهم من قتال تنظيم «الدولة» الإسلامية. وقال الكاتب إن حلفاء أمريكا العرب اتهموا الرئيس باراك أوباما وبقية القوى الغربية بمن فيهم ديفيد كاميرون بالفشل بإظهار القيادة الاستراتيجية أمام أخطر أزمة أمنية يشهدها العالم منذ عقود.

ولهذا السبب عبروا عن استعدادهم «لتحمل المسؤولية وحدهم» وتقديم الأسلحة الثقيلة للأكراد حتى لو عنى هذا تحدي السلطات العراقية والأمريكيين الذين يلتزمون بمرور الأسلحة أولا عبر بغداد قبل نقلها للأكراد في شمال العراق.

ونقل كوغلين عن مسؤولين كبار في الخليج قولهم إن كل محاولاتهم إقناع الرئيس أوباما بضرورة تسليح الأكراد مباشرة قد فشلت.

ولهذا بدأ المسؤولون في الخليج بالبحث عن طرق أخرى لنقل الحرب ضد «تنظيم الدولة» الإسلامية مرحلة جديدة بدون موافقة أمريكية. وبحسب مسؤول عربي بارز «لو لم يستعد الأمريكيون والأوروبيون لفعل شيء جدي بشأن هزيمة تنظيم «الدولة» فعلينا حينها البحث عن طرق جديدة للتعامل مع التهديدات».

وأضاف «مع تقدم تنظيم «الدولة» كل الوقت فلا يمكننا انتظار استيقاظ الولايات المتحدة وفهم ضخامة التهديد الذي نواجهه».

وفي الوقت الذي قامت فيه عدة دول أوروبية بشراء أسلحة تقدر بالملايين لتسليح الأكراد إلا أن القادة الأمريكيين الذي يشرفون على كل العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة» يمنعون نقلها مباشرة لهم. ويرى كوغلين أن هناك دولة عربية مستعدة لتسليح الأكراد رغم الاعتراض الأمريكي.

وانتقدت الدول العربية مثل السعودية والأردن ودول الخليج الأخرى واشنطن وكيفية إدارتها للغارات الجوية. وتقول دول إنها حددت أهدافا واضحة لتنظيم «الدولة» ولكن الامريكيين منعوها من شن غارات عليها.

ويقول المسؤول الخليجي البارز «لا يوجد هناك هدف استراتيجي واحد» و»هناك غياب في التنسيق فيما يتعلق باختيار الأهداف ولا توجد خطة شاملة لهزيمة تنظيم «الدولة».

ويشير كوغلين إلى ما قاله مسؤولون غربيون حول الحرب ضد «تنظيم الدولة» التي اعترفوا أنها لم تبدأ بشكل جيد من اللحظة التي وصف فيها أوباما التنظيم بأنه لا يتعدى فريق كرة سلة من الهواة مقارنة مع القاعدة. وفي ذلك الوقت كان تنظيم «الدولة» قد سيطر على الفلوجة التي سيطرت عليها القوات الأمريكية في معركة شرسة عام 2004. ثم تقدم الجهاديون للسيطرة على معظم غرب العراق ومناطق في سوريا.

وفي أيار/مايو سيطروا على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار. ويبدو التنظيم أنه يقوم بتأسيس جذوره في المدينة حيث كتبت إيرن كاننيغهام في صحيفة «واشنطن بوست» عن الجهود التي يقوم بها في المدينة.

 

تعزيز الوجود

 

فبعد ستة أسابيع من هزيمته للجيش العراقي يقوم مقاتلو الدولة بتحصين أنفسهم فيها من خلال إصلاح البنى التحتية الرئيسية وإدارة مؤسسات الحكم المحلي وبناء دفاعات لمواجهة أي هجوم.

وترى كاننيغهام أن جهود المقاتلين ستعيق جهود الحكومة العراقية استعادة المدينة من جديد. ويقول سكان محليون إن تأخر الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية بالتحرك وشن هجوم مضاد سمح للجهاديين بتعزيز دورهم كأسياد على المدينة.

ويقومون والحالة هذه بالإشراف على كل شيء من المساجد وإصلاح الشوارع وتوزيع الوقود.

ويقدم التنظيم المعروف بوحشيته وعنفه نفسه كجماعة قادرة على الحكم ويمكنه تقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون الواقعون تحت سيطرته.

فمن الرقة ودير الزور إلى الموصل والرمادي الآن يرى التنظيم أنه يملك مشروعية الحكم بسبب ما يقدمه من خدمات للمواطنين رغم ما تتسم به ممارساته من تخويف وإجراءات عقابية تقوم بتهميش المواطنين، خاصة الإعدامات في الساحات العامة.

وتنقل الصحافية عن هشام الهاشمي الخبير في «تنظيم الدولة» قوله إنه عندما دخل مقاتلو التنظيم الرمادي جمعوا كل السلاح وقتلوا كلم مناوئيهم «ولكن الحياة اليومية عادت كما كانت حيث توفر الطعام في الأسواق والكهرباء».

ويرى أن تأخير الحكومة العراقية حملة الهجوم على الرمادي ستسهم بتأمين الجهاديين مواقعهم في المدينة. وكانت الرمادي قبل هروب الجيش العراقي منها مسرحا لمواجهات استمرت لسنة تقريبا في الوقت الذي كان يوسع تنظيم «الدولة» وجوده في سوريا. وأقام الجهاديون خلايا نائمة في المدينة التي فعلوها في المعركة الأخيرة وقاموا بمهاجمة مراكز الجيش ومعسكراته واستخدموا شاحنات وعربات مفخخة.

وبعد الانسحاب الفوضوي للقوات العراقية أعلن رئيس الوزراء العراقي عن خطط لاستعادة المدينة في أيام كما قال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وبعد حشد القوات العراقية والميليشيات الشيعية في أطراف الرمادي تم وقف العملية حيث قال الضباط إنهم بحاجة لوقت.

وبحسب المتحدث باسم الحشد الشعبي، كريم النوري «لو دخلنا سريعا لسقط الكثير من الضحايا». ويقول النوري إن الرمادي أصبحت محاصرة من ثلاث جهات. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فقد هرب نصف سكان المدينة أي 250.000 من أصل 500.000 نسمة.

 

قوانين جديدة

 

وفي الوقت نفسه عزز الجهاديون من مواقعهم في المدينة حيث قتلوا مؤيدي الحكومة وأطلقوا سراح عناصر التنظيم من السجن.

وسيطروا على البيوت الفارغة حيث فجروا بعضها وحولوا البعض الآخر إلى مساكن للمقاتلين.

ومن ثم بدأ أعضاء التنظيم المعروفين بلباسهم الأسود بالتجول في شوارع المدينة والتحقيق مع السكان وفرض النقاب على النساء ونصبوا شاشة ضخمة في ساحة من ساحات الرمادي لبث انتصارات التنظيم. وفي محيط المدينة يتمركز قناصة على سطوح البيوت.

ويشكو أهالي المدينة من كثرة أسئلة الجهاديين لهم ومحاولتهم التحكم بحياتهم وفرض الصلاة في المسجد على الجميع.

ويرى أيمن التميمي من منبر الشرق الأوسط في فيلادلفيا أن إشراف التنظيم على المساجد هو إشارة واضحة عن تحصنه في المدينة. ففي الرابع من حزيران/يونيو شكل الجهاديون لجنة دينية في الرمادي وأصدروا بلاغا طلبوا من كل العاملين في المساجد إطلاق لحاهم ومنع البيان حصص تدريس القرآن غير الرسمية خارج المساجد الواقعة تحت سيطرة التنظيم.

وبحسب التميمي فالتنظيم يؤكد على أهمية تنظيم ما يسمح به ويمنع في المساجد. ولا يختلف عمل التنظيم في الرمادي عما قام به بمدن سيطر عليها. فمن بين المشاريع التي قام بها تزويد الأحياء بمولدات كهربائية لإعادة الطاقة الكهربائية التي قطعت أثناء القتال.

وقام داعمو تنظيم «الدولة» بإصلاح الحفر في الشوارع وإزالة الجدارن الإسمنتية التي كانت تحمي المؤسسات الحكومية.

وفي اليوم نفسه الذي سقطت فيه الرمادي دعا الجهاديون الموظفين في مستشفيات المدينة والالتزام ببرنامج العمل اليومي. ووزع بيانات تدعو موظفي محطة غاز إلى الحضور للمنشأة في الساعة التاسعة صباحا.

وأدت هذه الجهود إلى عودة الخدمات والعمال لأعمالهم وعملت على كسب ولاء الناس الذين لم يكونوا واثقين بالتنظيم. ويقول بعض المواطنين إن أحياء قدمت بيعة الولاء للتنظيم لعدة أسباب: خوفا أو تعاطفا مع الأيديولوجية وإما خوفا من توقف الراتب.

وبحسب مواطن علق على جهود الجهاديين بأنهم يتصرفون وكأنهم حكومة دائمة. وتأتي جهودهم في الرمادي على خلاف تكريت التي هجرها سكانها بالكامل بعد دخولهم إليها ولهذا لم يكونوا بحاجة لإدارة خدمات.

ولأن الرمادي هي أول مركز حضري يسيطرون عليه فهم بالتأكيد يريدون إدارته، كما يقول التميمي. مما يعني أنه كلما تمترس الجهاديون في الرمادي كلما ابتعدت عن مجال سيطرة الحكومة العراقية مثل الموصل. وكذلك البصرة التي تريد وتحاول التحرر من أسر بغداد.

 

دعوات للفيدرالية

 

ففي تقرير أعده بيتر شوارزستين لصالح مجلة «فورين بوليسي» تحت عنوان «أهلا ببصرستان».

ويتحدث بالبداية فيه عن حال البصرة الميناء النفطي الذي لا يحب نظرا لشمسه الحارقة وقنواته المليئة بالنفايات التي تنبعث منها رائحة العفن.

ويقول إن بيوتها القديمة التي تعود للقرن التاسع عشر تراجعت أمام العمارات السكنية التي أقيمت قرب شط العرب الذي أعطى المدينة ثروتها.

ولكن الميناء نفسه يمتلئ بالسفن التي دمرت في الحروب التي خاضها العراق وتعيق حركة السفن. أمام صيادوها فقد رموا شباكهم واستبدلوها بتهريب النفط والبضائع غير الشرعية من إيران.

ويرى أن سقوط البصرة التي تعد ثاني كبرى المدن العراقية من المجد بعدما كانت منتجعا سياحيا نابع من الدور الذي تلعبه في اقتصاد البلاد. فنسبة 97% من عائدات الحكومة تأتي من النفط و 90% يستخرج من البصرة. ومع زيادة التصدير الذي وصل إلى 3.145 مليون برميل في اليوم يشعر سكان البصرة أنهم لم يستفيدوا من ثروة المدينة.

وينقل عن علي عباسي صاحب محل أدوات كمبيوتر «الاقتصاد العراقي يقوم على نفط البصرة». ويتساءل «هل من المعقول أن يأخذوه كله ولا يقدمون لنا الكهرباء. ويستخدمون ميناءنا فلماذا لا يعبدون الشوارع».

 

الانفصال

 

ويرى كاتب التقرير أن البصراويين الذي تخلصوا من حكم صدام حسين وسئموا من عجز الحكومة في بغداد يتطلعون للانفصال. وينقل عن رجل أعمال اسمه رمضان البدران «أسهل طريقة للخروج من هذا النزاع اللانهائي هو المناطقية» أو الفيدرالية.

وهو واحد من ثلاثة أشخاص يقودون حملة من أجل الفدرالية حيث يقول إن بغداد أظهرت عجزها على إدارة السلطة وعليها والحالة هذه منحها للشعب.

والبصرة ليست الوحيدة التي تريد إعادة ترتيب علاقتها مع بغداد، فهناك الأكراد في الشمال وكذا بعض القادة السنيين الذين يريدون استقلالا عن بغداد.

وهناك الميليشيات الشيعية التي ليس من المتوقع تخليها عن سلطتها الجديدة. وفي المقابل قلبت واشنطن فكرة عراق أقل مركزية يسمح لها بتسليح السنة والأكراد دون استشارة بغداد. وأشار وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أن «عراقا متعدد العرقيات ثبت أنه غير ممكن». وأدى صعود «تنظيم الدولة» لتعزيز فكرة الفيدرالية حيث يرى بدران أن العراق الموحد لم يعد موجودا «العراق انتهى فإما نواصل التدهور أو التقدم نحو النموذج الفيدرالي».

ويقدم داعمو الجهوية- المناطقية عددا من الآراء حول منافعه ويريدون البصرة أن تكون مثل كردستان التي يقرر سكانها ما يريدون والحياة جيدة فيها.

ويرغب آخرون في تحسن للأوضاع في منطقتهم ولكنهم توصلوا لنتيجة أنه بعد 12 عاما أصبحت الحكومة متعفنة لدرجة لا تستطيع فيها الوفاء بوعودها.

ويرى بعض السكان أن تراجع أسعار النفط جعلت حياتهم صعبة أكثر. فانقطاع الكهرباء يستمر لـ18 ساعة في اليوم.

ولهذا يأمل بعض البصراويين أن تؤدي الفيدرالية لتحسين ظروف العمل وإلغاء القيود على الإستثمار وفتح المجال أمام العاطلين عن العمل. فالقانون العراقي يحبذ الآن الأعمال والشركات المملوكة من الحكومة مما يحرم شركات البصرة الخاصة من طرح عطاءات للحصول على العقود المربحة.

ولا تستطيع شركات المدينة الصغيرة الحصول على قروض من مصارف المدينة لأنها تطلب 14% فائدة. ويقول صبيح الهاشمي، رئيس فرع البصرة لاتحاد رجال الأعمال العراقيين» «مع وجود الرشوة وغياب الأعمال فأحلم بالعودة 50 سنة للوراء» لأن الحياة كانت أحسن.

 

دولة فاشلة

 

ويشير الكاتب هنا إلى شعور أهل البصرة بدور مدينتهم التاريخي ومطالبهم للانفصال بعد سقوط المدينة بيد البريطانيين عام 1914 حيث هدفوا لخلق جمهورية تجارية كوزموبوليتية بعيدة عن الشمال كما يقول ريدر فيزر مؤلف كتاب «البصرة: دولة الخليج الفاشلة». ولكن الوطنيين في بغداد ربحوا الجولة وظلت البصرة ضمن العراق. ومع اكتشاف النفط فيها ظلت الحكومة المركزية تتجاهل «تميز البصرة» وهو ما أثار حنق سكانها.

ويقول النائب محمد الطائي أحد الدعاة للفيدرالية «نحن في البصرة يجب أن نكون أغنى مدينة في الشرق الأوسط. وننظر إلى دبي ونبكي».

وعوضا عن هذا يشرب سكانها الماء المالح ويعانون من الديون. ويواجه الفيدراليون معوقات أكثر من أسلافهم في بداية القرن الماضي، من الدستور وحكومة بغداد والقادة الشيعة. فبحسب الدستور يمكن أن تتقدم محافظة بعريضة إلى لجنة الإنتخابات العليا كي توافق على استفتاء حالة حصلت على 2% من الناخبين أو موافقة ثلث أعضاء مجلس المحافظة المحلي المكون من 27 عضوا. ولأن القادة السياسيين في المدينة مرتبطون ببغداد، قرر الداعون للفيدرالية الاعتماد على ناشطين لجمع توقيعات 30.000 من بين 1.8 مليون نسمة يحق لهم الانتخاب.

وبالإضافة للمعوقات فقد حصل تصدع في التحالف الداعي للفدرالية حيث انشق الطائي وقرر عدم الانتظار والتقدم بطلب مخالفا الاجماع مما أدى لاندلاع جولة من التهم والتهم المضادة بين الداعين للفيدرالية.

وأكثر من الخلاف أو الاتفاق فيجب الأخذ بعين الاعتبار دور سلطات رجال الدين الشيعة الذين يتمتعون بتأثير واسع. فنظرا لمعارضة آية الله علي السيستاني المرجعية الأولى في العراق، ولأن القادة الشيعة يطيعون أوامره فقد كانوا أول من انتقد دعاة الفيدرالية واتهموهم بالغرور والسعي وراء مصالحهم الخاصة.

وبحسب أبو سمير المياحي الذي يقود عمليات منظمة بدر في البصرة «من هم هؤلاء الذين يريدون بناء إقليم».

وقال إن «رجال الأعمال هم يتحدثون عن مستقبل جيد لكنهم يسعون للحصول على فرص لأنفسهم».

ويرى الكاتب أن الدعوة للفيدرالية تحظى بدعم في البصرة لكن فرص نجاحها قليلة نظرا لتمترس الساسة في بغداد وسيرفضون والحالة هذه دعم أي مبادرة تضعف سيطرة بغداد على البلد، كما يقول زياد علي الخبير في الدساتير العربية في المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية.

ويعتقد علي أن الدعوات للفيدرالية على المدى البعيد ستزداد في حالة لم ترتب الحكومة المركزية أوراقها.

وقال إن «دعم الوطنية والولاء لبغداد أضعف من عام 2003 وسيظل يتراجع حتى تقوم بغداد بتنظيف شوارع البصرة وتخلق جوا يمكن فيه للبصراويين الازدهار».

وبالتأكيد فنسبة من يعرفون أنفسهم كعراقيين أولا في الفترة ما بين 2008-2014 تراجعت من 80% إلى 40% حسب استطلاع.

ومن هنا فدعوات الفيدرالية تسير رغم كل المعوقات وحصلت كربلاء مثلا على دعم خمسة من أعضاء المجلس المحلي.

 

أقارب من أعدمهم «جيش الإسلام» بتهمة مناصرة تنظيم «الدولة» يتهمونه بفبركة التهم ويؤكدون أن أخطاءه تشمل حتى الأسماء

سلامي محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: توسعت نيران الحرب بين تنظيم «الدولة» و»جيش الإسلام» في سوريا، لتدخل حيز الإصدارات المرئية والإصدارات المضادة، وتنوعت معها أساليب القتل ما بين الذبح واستخدام بنادق خردق، فيما تبقى رحى الردة والخوارج تطحن مقاتلي الفئتين المتحاربين، وتطحن معها أناسا أبرياء لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

عقب أسبوعين فقط من إصدار تنظيم الدولة شريطا مصورا أعدم من خلاله التنظيم عبدالله أنيس المسؤول عن مستودعات «جيش الإسلام» في القلمون بريف دمشق، وأعقبها التنظيم بإصدار مرئي لعملية ذبح 12 عنصرا في المنطقة ذاتها غالبيتهم العظمى يتبع لـ «جيش الإسلام»، ليردّ الأخير في مطلع شهر تموز/ يوليو الحالي، بإصدار مرئي أطلق عليه اسم «قصاص المجاهدين من الخوارج المارقين»، أظهر من خلاله «جيش الإسلام» تنفيذ حكم الاعدام بحق 18 عنصرا اتهمهم بموالاة ومبايعة تنظيم الدولة، وقد ألبسهم «جيش الإسلام» لباساً أسود، فيما ارتدى العناصر المنفذون لحكم الإعدام ببنادق الخردق اللباس البرتقالي الذي يظهر به عادة الأسرى لدى التنظيم، في إشارة إلى أن انعكاس الآية، كما وضعت السلاسل في أرجل وأيدي من نُفذت بحقهم الأحكام، إضافة إلى ربط أوزان حديدية إلى أرجلهم.

ولكن في اليوم التالي من تنفيذ «جيش الإسلام» لأحكام الإعدام تكشفت عدة حقائق، حول هوياتهم والتهم الموجهة لبعض من تم اعدامهم، حيث أكد بسام خبية- أبو بلال ابن عمّ أحد الذين نفذ حكم الإعدام بحقهم لـ»لقدس العربي» خلال حديث خاص معه، وقوع «جيش الإسلام» في عدة أخطاء فادحة وصفها بـ»جرائم حرب ينفذها زهران علوش في الغوطة الشرقية بشكل عام، حول ابن عمه بشكل خاص قائلاً: «جيش الإسلام» أعلن انه أعدم ابن عمي عمر خالد عبدالرزاق خبية بحجة مبايعته لتنظيم الدولة، ولكنهم بداية أخطأوا باسمه، فهو اسمه محمد خالد عبد الرزاق خبية وليس كما عرفه «جيش الإسلام»، متسائلاً كيف لهم أن يعدموا شخصاً بحجة مبايعة تنظيم الدولة، وهم لا يعرفوا اسمه أصلاً، رغم احتجازه لديهم لأشهر!.

وتابع قائلاً: «جيش الإسلام» وعلى رأسه قائده زهران علوش ارتكبوا جريمة حرب بفعلتهم، حيث قاموا بفبركة التهمة الموجهة لابن عمي محمد، وألصقوا فيه صفة قاتل مأجور ومبايع لــ»داعش»، ولكن الحقيقة مخالفة لهذا تماماً، حيث أن محمد، هو أحد المرافقين الشخصيين لأبو صبحي طه، قائد جيش الأمة المعتقل لدى «جيش الإسلام» منذُ أشهر بتهمة الفساد، وهو ليس مبايعا لتنظيم الدولة كما اتهمه «جيش الإسلام»، وأنه كان المرافق الشخصي لقائد جيش الأمة منذ عام 2012، واستمر بمنصبه إلى ما قبل حلّ جيش الأ مة في الغوطة الشرقية بقرابة الشهرين، وانتقل إلى العمل ببيع المازوت على أحد في شوارع دوما، عقب اشتداد الحصار والجوع».

وأردف أبو بلال، بأن «جيش الإسلام» أمر باعتقاله من مكان تواجده في مدينة دوما بالغوطة الشرقية أثناء حملة الحرب على المفسدين، وذلك في مطلع الشهر الأول/ كانون الثاني – من العام الحالي، ليمكث في سجن القضاء الموحد قرابة أربعة أشهر، خضع خلالها للتحقيق من قبل عدة قضاة وهم القاضي خالد طفور، القاضي زين العابدين، القاضي سعيد جبيل، والقاضي سمير طعمة، والقاضي أبو ياسر بزينة، وأشار المصدر، أن أحد هؤلاء القضاة «رفض الكشف عن اسمه»، أبلغه آنذاك بأن محمد» بريء من كافة التهم التي وجهها «جيش الإسلام» إليه.

وأضاف المصدر: «وعقب ذلك تم تحويله إلى سجن التوبة التابع لـ»جيش الإسلام» في المدينة، حيث تمت عملية تعذيبه وإهانته بشتى الطرق، حتى اعترف بما يريده «جيش الإسلام» من تهم».

أكد بسام خبية- أبو بلال لـ «القدس العربي» ، أن حكم الإعدام بحق ابن عمه ومن معه، كان قد نُفذ قبيل خروج قائد «جيش الإسلام» زهران علوش من الغوطة الشرقية، أي أن عملية الإعدام نفذت قبل شهر ونصف تقريباً، وأشار إلى انه كان يعلم بذلك منذ حينها، مؤكداً، عقب عملية التصفية التي هي جريمة حرب- بحسب وصفه – نفذها زهران علوش بحق القتيل، تم نقل كافة القتلى إلى النقطة 200 في منطقة المساكن، وهي نقطة لتغسيل وتكفين الموتى، حيث شهدت انتشار أمني واسع لـ»جيش الإسلام» حولها، إلى حين نقلهم ودفنهم في منطقة مجهولة.

في حين أشار محمد إقبال المقاتل السابق في المعارضة السورية المسلحة، وهو أحد الرفاق المقربين من القتيل بلال الدبيك، إلى نفيه القطعي للتهم التي وجهها «جيش الإسلام» من خلال المجلس القضائي الموحد في الغوطة الشرقية لبلال الدبيك بأنه مخترق لصالح تنظيم الدولة في الغوطة، مؤكداً أن الدبيك هو أحد العناصر الأمنيين في المكتب الأمني التابع للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وهو منتسب لأجناد الشام منذ قرابة عام وثلاثة أشهر، وهو ينحدر من بلدة زبدين في الغوطة، واعتقله الاتحاد الإسلامي من مدينة حرستا قبيل ثلاثة أشهر من إعدامه، بذريعة أنه مبايع لتنظيم الدولة.

وأضاف إقبال: «ولكن اعتقال الدبيك جاء لأنه كان يريد الخروج خارج الغوطة الشرقية، ومن المعلوم أن الخروج خارجها أمر ممنوع بشكل قطعي من قبل قيادة جيش الإسلام، كما أن القتيل بلال كان يريد الخروج من أجل العمل، لسد حاجته وحاجة أهله الفقراء جداً»، مؤكداً على وجود اثنين من رفاقه أيضاً اعتقلوا مع الدبيك وما يزال مصيرهم مجهولاً إلى يومنا هذا.

وأضاف المصدر: بعد فترة من اعتقاله لدى الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، قاموا بتسليمه إلى «جيش الإسلام»، بحجة أنه أمني مخترق ومبايع لتنظيم الدولة، وأشار قائلاً: «عن أي دولة يتكلم زهران علوش، إذ ان تنظيم الدولة قد انتهى بشكل شبه كامل من الغوطة منذُ عام، بعد أحداث بلدة مسرابا، وأن زهران علوش وجيشه ارتكبا جرائم حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بسبب قتلهم لأناس أبرياء بحجة التنظيم، ولكن الحقيقة ما هي الا لإظهار علوش على أنه محارب للتنظيم، وانه البطل والفارس الشجاع بهدف إرضاء الشرق والغرب على حساب دماء السوريين».

ومن جانبه، نفى مصدر اعلامي في الغوطة الشرقية- رفض الكشف عن اسمه، ما تم تداوله حول محمد خبية على أنه كان عنصراً سابقاً في جيش الأمة، مشيراً إلى أن من يتحدث بهذه المنطقية ما هو إلا شخص «حاقد» على «جيش الإسلام»، وأنه يتحدث بـ «شهادة مجروحة»، على حد وصفه.

على ما يبدو لن تكون هذه الجولة من معارك الإصدارات بين «جيش الإسلام» وتنظيم الدولة هي الأخيرة، منذرة بخطورة الموقف، وخاصة مع إزهاق أرواح أناس أبرياء فيه تحت سهام الشك والتسلط والاستبداد.

 

«شهداء اليرموك» و«جيش اليرموك» في درعا السورية تشابه في الأسماء فقط

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: يعتقد كل متابع غير مطلع على الوضع الميداني بالريف الغربي لدرعا، أن جميع مقاتلي «لواء شهداء اليرموك»، مبايعون لـ»تنظيم الدولة الإسلامية»، وهو اعتقاد عززه تداول أخبار الاقتتال الحاصل بينهم وبين «جبهة النصرة»، وإشارات رأى البعض فيها انها اثبات على ارتباط «شهداء اليرموك» بـتنظيم «الدولة»، كمقطع مصور انتشر عن إنشاد أحد الأطفال لأنشودة «سلامي على الدولة»، أمام قائد اللواء الخال، وتبديل اللواء رايته من لا إله إلا الله ذو العلم الأبيض، إلى الراية السوداء التي يستخدمها نفسها الآن تنظيم «الدولة»، بينما يرى آخرون أن هذه الإشارات لا تعتبر أدلة قطعية لإثبات صلة بين «شهداء اليرموك» بـتنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي نفى مبايعته لـتنظيم «الدولة» في عدة مناسبات عبر تسجيلات مصورة لقياديين في اللواء نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان اللواء قد شارك في بدايات تشكيله في معارك كبرى ضد النظام أبرزها تل الجموع، والسيطرة على قرى جملة والريف الغربي.

في الوقت الذي يلتبس اسم «اليرموك» والذي يحمله تشكيل عسكري آخر، اسمه «جيش اليرموك «التابع لـ «الجبهة الجنوبية»، والذي نشأ في الريف الشرقي في درعا، ولا فرق كبير في الاسم بين التشكيلين العسكريين، فالأول «لواء شهداء اليرموك»، والثاني «جيش اليرموك» بعد توسعه وانضمام تشكيلات عديدة إليه.

ويقول الناشط أحمد الحوراني في لـ «القدس العربي»: الفرق بين شهداء اليرموك وجيش اليرموك ليس كبيراً جداً كما هو حال اسميهما المتشابهين، وأضاف أن «البنية العشائرية تعد ركيزة أساسية في كلا التشكيلين إلى جانب الركيزة الشرعية التي زادت بشكل واضح بـ»شهداء اليرموك» في الفترة الأخيرة، وينتمي غالبية عناصر «شهداء اليرموك» لعشيرة البريدي التي يعود أصل قائد اللواء إليها، بينما «جيش اليرموك»، تعود النسبة الأكبر من مقاتليه لعشيرة الزعبي، والمقداد، والشريف».

وأوضح الحوراني أن «أهداف «جيش اليرموك» واضحة تبعاً لـ»الجبهة الجنوبية» التي وقع اللواء على ميثاقها، وهي إسقاط النظام ومحاربة تنظيم «الدولة»، وقيام دولة مدنية، تحترم فيها حقوق الإنسان والأقليات، بينما «لواء شهداء اليرموك» أكثر تعقيداً فلا رؤية واضحة يتبعها اللواء، ولا سياسة إعلامية كذلك تعكس أهدافه التي تقتصر على شعارات يرددها قياديوه تحرير سوريا وتحكيم شرع الله».

وذكر ان مصادر التمويل مختلفة وقد زود التشكيلين، في بداية الحراك المسلح، بالمال وبعض السلاح في أيام المجلس العسكري بقيادة أحمد النعمة آنذاك، موضحا أن «جيش اليرموك» كانت له حصة أكبر من «شهداء اليرموك» الذي لم يتلق إلا دعماً قليلاً وبعد فترة وجيزة أوقف عنه تماماً.

وينشتر « لواء شهداء اليرموك» في قرى الريف الغربي في درعا، في مثلث درعا الجولان المحتل، والأردن، وفي قرى جملة والشجرة، وعابدين، ونافعة، بينما ينتشر «جيش اليرموك» في بلدات الريف الشرقي في بصرى الشام، معربة، غصم، الطيبة، ام المياذن، ونصيب ودرعا البلد.

ويقول ناشطون إنه لا يظهر ذاك الالتزام الديني في مقاتلي» لواء شهداء اليرموك»، والذي من الممكن أن يصل لحد التطرف كما يتهمهم خصومهم، فالمعروف لعناصر تنظيم «الدولة» التزمت والتعصب، وهذا ليس حال عناصر شهداء اليرموك الذين من الممكن أن تجد مدخنا بينهم.

عدم الالتزام الديني، لا يعني بحسب مراقبين، عدم الولاء للشعارات الدينية التي يرفعها اللواء، كتحكيم شرع الله في الأرض والذي يتبناه في سوريا عشرات الفصائل العسـكرية الإسـلامية منـها وغـير الإسـلامية.

 

صورة تجمع وفدا من حزب الرئيس صالح مع مسؤولين سوريين تثير ضجة إعلامية

لندن ـ «القدس العربي»: تناقلت وسائل إعلام وناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة جمعت كلاً من ياسر العواضي وعارف الزوكا القياديين في حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع عدد من كبار المسؤولين السوريين منهم وزير الخارجية وليد المعلم ومستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان، وفيصل المقداد نائب وزير خارجية النظام السوري.

ويظهر الخمسة واقفين على متن طائرة غير معروف وجهتها، لأخذ صورة تذكارية.

وكانت تقارير إخبارية قد تحدثت عن توجه وفد من حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى موسكو عقب انتهاء مؤتمر جنيف لإحلال السلام في اليمن، والذي انتهى دون أن يلتقي الوفدان الحكومي والحوثي لقاء مباشراً، ودون أن يفضي إلى أية نتيجة.

وقال مسؤول يمني رسمي معلقاً على الصورة في تصريح لـ»القدس العربي» «يحاول الانقلابيون عكس صورة إعلامية مغايرة للواقع، ويريدون الإيحاء بأنهم غير محاصرين سياسيا وإعلامياً»، وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: «اعتقد أن الصورة كانت أثناء زيارة وفد (الرئيس السابق) صالح لموسكو».

غير أن الناشط الإعلامي المقرب من جماعة الحوثي علي البخيتي قال في تغريدة له على تويتر إنها جبهة صمود جديدة تمتد من دمشق إلى صنعاء.

وذكر البخيتي في تغريدته «جبهة الصمود من دمشق إلى صنعاء: ياسر العواضي ، فيصل المقدار، عارف الزوكا، بثينة شعبان، وليد المعلم»، في إشارة إلى أن الاجتماع كان في العاصمة السورية دمشق.

ويقول مراقبون إن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عاد إليه الأمل في العودة إلى السلطة بشكل او بآخر، بعد صمود النظام السوري كل هذه السنوات، وأن ذلك دفعه أكثر للتقرب من المعسكر الإيراني الذي يضم في الداخل الحوثيين، وفي الخارج حزب الله ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

سورية: النظام يسترضي القوات الكردية في الحسكة

عدنان علي

تتواصل المعارك بين قوات النظام السوري والمجموعات المسلّحة في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في مدينة الحسكة، وتمكنت قوات النظام من استعادة حي غويران من يد التنظيم، الذي لم تتوقف محاولاته للتقدم باتجاه المدينة من جهة البانوراما.

وأفاد الناشط محمد الصالح، لـ”العربي الجديد”، بأن “الاشتباكات تتركّز عند المدخل الجنوبي للمدينة، وفي حي النشوة، حيث شنّ عناصر التنظيم فجر أمس، الخميس، هجوماً من ثلاثة محاور: النشوة ودولاب عويص والليلية، ودارت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمجموعات التي تساندها”. وأضاف الصالح أن “طيران النظام نشط في قصف مواقع تنظيم الدولة في القسم الجنوبي من مدينة الحسكة”، مبيّناً أن “القصف جاء بالتزامن مع قصف مدفعي على حي النشوة”.

 

وفي منطقة البانوراما أكدت مصادر محلية وقوع خسائر في صفوف الجانبين، في حين نشرت صفحات موالية للنظام على موقع “فيسبوك” صوراً للعميد، عصام زهر الدين، أحد أبرز قادة النظام العسكريين وهو يتفقد منطقة البانوراما.

وكان لافتاً وسط هذه المعارك حديث القائد العسكري لقوات النظام في الحسكة، اللواء محمد خضور، لقناة تلفزيونية موالية، واعترافه بمشاركة عناصر من مليشيات “الحشد الشعبي” العراقي إلى جانب قوّات النظام، في القتال ضد “داعش” في الحسكة.

 

وفي معرض شكره للقوات التي تقاتل التنظيم، قال خضور في حديثه لقناة “سما” الموالية، إن “إحباط الهجوم تمّ بفضل عناصر الجيش والمغاوير والدفاع الوطني”، ثم وجه شكره “الخالص” إلى مليشيا “الحشد الشعبي”، التي انضمّت إلى المعارك لمؤازرة النظام في حي غويران.

ويُعدّ الهجوم الرابع من نوعه للتنظيم على الحسكة منذ نهاية شهر مايو/أيار الماضي، وتمكن في الهجوم الثالث من السيطرة على سجن الأحداث وشركة الكهرباء وقرية الداوودية ومناطق أخرى في جنوب المدينة، قبل أن تجبره قوات النظام والمسلحون الموالون لها على التراجع.

 

وأسفرت هذه الهجمات بحسب إحصائيات “المركز السوري لحقوق الإنسان” عن مقتل 71 عنصراً على الأقلّ من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم قائد “كتائب البعث” في الحسكة، بالإضافة إلى مقتل 48 عنصراً من “داعش”. كما قُتل 43 شخصاً من التنظيم وعائلاتهم، جراء قصف للطيران الحربي استهدف مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي في نهاية شهر مايو/أيار.

 

من جهتها، عمدت “وحدات حماية الشعب” الكردية التي دخلت القتال إلى جانب النظام في بعض المناطق، إلى منع دخول المواطنين العرب إلى حيي العزيزية والطلائع، بدعوى “الحرص على سلامتهم”. وأفاد ناشطون بأن “وحدات حماية الشعب” فرضت أيضاً حظر تجوّل ليلاً ونهاراً. وتقوم باعتقال كل شخص في الشارع واقتياده إلى مراكز تابعة لها، وذلك خلافاً لبقية الأحياء التي شهدت عودة جزئية للأهالي.

 

واتهم ناشطون الوحدات بممارسة “سياسة التهجير القسري” ضد القرى العربية في الحسكة، بعد قصفها قريتي الخربطة والمثاليث بقذائف الهاون، داعية أهلها إلى مغادرتها خلال ثلاث ساعات فقط. مع العلم بأن القريتين خاليتان من أي وجود لـ”داعش” أو أي فصيل مسلّح، وفقاً للأهالي.

 

وبعد الاشتباكات الأخيرة، شهدت محافظة الحسكة نزوحاً واسعاً للمدنيين نحو مركز المدينة والقامشلي والمناطق الريفية الآمنة. وقال ناشطون إن “الأهالي في النشوة والنشوة فيلات وغويران والمباني السكنيّة القريبة من جسر النشوة حتّى شارع القضاة والمحطّة، نزحوا عن مناطقهم”.

 

وتتزامن هذه التطورات مع بعض التحركات في العلاقات الملتبسة بين قوات النظام ومليشيا “وحدات الحماية” التي كانت قد وضعت شروطاً على النظام، لدخول المعارك بقوة إلى جانبه ضد “داعش”، مثل استلام جبل كوكب وأسلحة الفوج (123) الثقيلة الموجودة فيه، وأن تبقى الدوائر الحكومية فقط تحت سيطرة النظام في المدينة، فيما تكون قوات الحماية الكردية هي صاحبة القيادة العسكرية الوحيدة بالمنطقة، بالإضافة إلى مصادرة الأسلحة الثقيلة من المليشيات التابعة للنظام، مثل جيش الصناديد والدفاع الوطني التابعة لمحمد فارس.

 

وبالفعل، أكد ناشطون إعلاميون من الحسكة لـ”العربي الجديد” أن “النظام قام بحلّ الدفاع الوطني، استجابة لأحد شروط وحدات الحماية، كي تقبل بمساندة النظام في معاركه مع داعش”. وأكد الناشط الإعلامي سامر الحسكاوي لـ”العربي الجديد” صدور أمر الحل من الحاكم العسكري، اللواء محمد خضور، بحجة أن “بعض عناصر الدفاع الوطني خونة وسهّلوا دخول (داعش) إلى المدينة، وأبقى على من له ثقة بهم من عناصر وقيادات، وضمّهم إلى ما يُسمّى قوات المغاوير”.

ورجّح الحسكاوي أن “الحلّ جاء تلبية لطلب المليشيات الكردية، لأن عناصر الدفاع الوطني هم من العشائر العربية التي تناصب الوحدات الكردية العداء، ولا يمكنهما القتال معاً على الجبهات”. لكن النظام استبق حلّ “الدفاع الوطني”، بتأسيس “لواء درع الجزيرة السورية”، في محافظة الحسكة. ودعا شيوخ القبائل العربية إلى تجهيز خطة ميدانية شاملة لمواجهة “داعش” و”سياسة التطهير العرقي” التي يقوم بها الأكراد في المدينة.

ويتكوّن “درع الجزيرة” من عناصر في الدفاع الوطني وشبيحة النظام وحزب البعث ومستشارين إيرانيين، دخلوا على الخط بعد زيارة رئيس الحكومة السورية، وائل الحلقي، ورئيس الاستخبارات السورية السابق، اللواء علي المملوك، إلى القامشلي، قبل أكثر من أسبوعين.

 

وجاء قرار الحل بعد يوم واحد من زيارة وزير الدفاع في نظام الأسد، العماد فهد جاسم الفريج، لمدينة الحسكة، والتقى بعدها قيادات في حزب “الاتحاد الديمقراطي” في مدينة القامشلي. وقال ناشط محلي في المدينة لوكالة “الأناضول”، إن “الفريج وصل إلى الحسكة على رأس وفد ضم عناصر من الاستخبارات السورية والتقى وفد الحزب الكردي في القامشلي”. وأضاف الناشط أن “الاتحاد الديمقراطي طلب من الفريج تسليم جميع أسلحة قوات النظام الموجودة في الفوج 123 بالحسكة”، ولم يُعرف بعد رد النظام على الطلب.

 

وفي إطار هذه الاحتكاكات بين الجانبين، سيطرت المليشيا الكردية الخميس على مستشفى “الكلمة” بالقرب من دوار “كازية مرشو” وسط مدينة الحسكة، وذلك بعد أن طردت عناصر النظام وصادرت أسلحتهم. وتتقاسم قوات النظام و”وحدات حماية الشعب” الكردية السيطرة على مدينة الحسكة، فيما يسيطر “داعش” على مناطق واسعة في ريفها. وتتمركز “وحدات الحماية” في الأحياء الشمالية والغربية من المدينة ومحيطها.

 

محاولة انقلاب على البغدادي تنتهي بتصفية 13 قيادياً لـ”داعش

الموصل، الرقة ــ العربي الجديد

كشفت مصادر عراقية وسورية متطابقة لـ”العربي الجديد” عن أول عملية انقلاب حقيقية داخل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) للإطاحة بزعيمه إبراهيم عواد البدري، المعروف باسم أبو بكر البغدادي، انتهت بالفشل وإعدام 13 قيادياً وعنصراً بارزاً بالتنظيم من بينهم خمسة قادة معروفين ويشغلون مناصب في المجلس العسكري العام للتنظيم.

وبحسب المصادر نفسها، ينتمي غالبية من أُعدموا إلى جنسيات عربية من المغرب العربي وسورية واليمن والكويت، إضافة إلى كردي وشيشاني. وجاءت محاولة الانقلاب إثر خلافات حادة حول مسار عمليات التنظيم العسكرية وتوسعها لتشمل الفصائل “الجهادية” المعارضة للتنظيم، خصوصاً في سورية وليبيا وأفغانستان، وحول التفجيرات التي وقعت في السعودية الشهر الماضي.

وقالت مصادر مطلعة في مدينة الموصل العراقية، فضلت عدم نشر اسمها، لـ”العربي الجديد”، إن “عملية الانقلاب التي أُجهضت قبل ولادتها بفترة قصيرة، كانت تقضي باستهداف موكب البغدادي بعبوات ناسفة على طريق زراعي جنوب مدينة الرقة السورية للقضاء عليه، بعد تفرّده بالقرارات داخل التنظيم وتحويل الهيئة الشرعية فيها إلى صورية بلا قرارات على خلاف مبدأ الشورى الذي استمر التنظيم في العمل به طيلة السنوات الثلاث الماضية”.

وأضافت المصادر نفسها، أنّ العملية التي وقعت ما بين العاشر والثالث عشر من الشهر الماضي “شكّلت هزّة قوية هي الأعنف داخل التنظيم”.

وقال المصدر المقرّب من تنظيم الدولة إن “خيانة من بين المخططين للعملية أدت إلى كشفها قبل يومين من التنفيذ، ما أدى إلى اعتقال البغدادي لجميع المخططين وإعدامهم نحراً وإبقاء رؤوسهم معلقة في معسكر رئيس لتنظيم الدولة حتى أول أيام رمضان الجاري”.

وفي الإطار نفسه، قال تاجر وقود سوري يتعامل مع تنظيم “داعش” لـ”العربي الجديد” إن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى أن “البغدادي لم يعد محل إجماع من قبل قيادات التنظيم، وهناك تذمر واضح من قادة الحرب والرأي أيضاً”.

وبيّن التاجر الذي فضل عدم نشر اسمه أن “مقرّبين من البغدادي أعلنوا أن سبب نحر القادة الثلاثة عشر هو عمالتهم للاستخبارات الأميركية والسعودية، إلا أن الحقيقة أنها كانت عملية اغتيال أعدت بعناية ونجا منها البغدادي”. ولفت إلى أن “تقريب البغدادي قيادات عراقية وإزاحة القيادات من جنسيات أخرى يفسر مدى الخلاف”.

وحول الخلاف نفسه، قال التاجر الذي يُعدّ من ضمن عشرات التجار المحليين الذين يتعامل معهم “داعش” في تجارة المازوت والبنزين الذي يجلبونه من مناطق حدودية مع تركيا للرقة ويبيعونه للتنظيم، إن “أبرز الخلافات ترتبط بهدر دماء الفصائل السنية بسورية والعراق، وأخرى حول إصرار البغدادي على قتال الأكراد في وقت يتخذون فيه موقفا دفاعيا لا هجوميا من التنظيم، وخلاف حول تركيز الجهود على قتال مليشيات الحشد الشعبي والجيش العراقي، فضلاً عن التفجيرين الأخيرين بالسعودية”.

وتوقع المصدر نفسه أن يكون تفجير الكويت رسالة إلى التنظيم نفسه، أكد فيها البغدادي على نهجه، خصوصاً أنه “جاء بعد قتل مساعديه الانقلابيين”.

وفي السياق، أشار مصدر قبلي في محافظة الأنبار غرب العراق في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد” إلى ما وصفه بـ”آمال ببدء مرحلة تفكك أو تآكل التنظيم بوقت مبكر أكثر مما توقع له”.

وقال الشيخ خليل العلواني لـ”العربي الجديد” إن “سلسلة الإعدامات والتصفيات والتناحر الداخلي بدأت في التنظيم؛ فهناك جناح لا يرى  البغدادي مؤهلاً للقيادة، وآخرون يرون أن السوريين أحق بالخلافة من العراقيين، وقسم آخر يعتبر مغالاة البغدادي بقتل المخالفين من الفصائل الجهادية الأخرى في عدة دول، وليس في سورية والعراق فحسب، بل في ليبيا وأفغانستان واليمن أيضاً، وتوسعه بالهجمات وعدم أخذ المشورة في القرارات المهمة، ومقاطعة الهيئة الشرعية في الجوانب الشرعية القتالية، أمورا لم تساعد البغدادي على البقاء في صورة الخليفة الذي لا يخطئ، إذ لم تنل تلك العمليات الإجماع داخل التنظيم”.

بدوره، قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة العراقية العميد المتقاعد محمد الخالدي لـ”العربي الجديد”، إن “وجود خلافات وانقلابات وحتى انشقاقات داخل التنظيم بات أمراً طبيعياً؛ وقد تضخم بشكل سريع وكبير وامتد على مساحات واسعة، ما يرجح وقوع المزيد من الانفجارات داخل الصف الأول للتنظيم”، بدون أن يستبعد فرضية الاستخبارات الدولية واختراقها للتنظيم، على حدّ تعبيره.

 

دي ميستورا يلتقي مسلّحي المعارضة السورية اليوم

عبسي سميسم

علمت “العربي الجديد”، أن “المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، يُحضّر للقاء مع ممثلين عن كافة الفصائل السورية المسلّحة في اجتماع سري ومغلق في مدينة اسطنبول التركية، اليوم الجمعة، على أن يعود، غداً السبت، إلى مدينة جنيف السويسرية لتقديم تقريره النهائي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يوم الاثنين المقبل”.

وكان المبعوث الدولي التقى، يوم أمس الخميس، وفد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، في جنيف، استكمالاً للمشاورات الثنائية التي يُجريها المبعوث الدولي مع أطراف المعارضة السورية. ويكون دي ميستورا قد أنهى بذلك مشاوراته مع كافة الأطراف المحلية والإقليمية. وبيّنت المصادر أن “دي ميستورا اجتمع مع كافة أطراف المعارضة السورية التي قدمت رؤيتها حول كيفية تطبيق جوهر بيان جنيف ومستقبل سورية، ومن هم الأشخاص الذين يرضون بهم والمتوافق عليهم من النظام، للمشاركة في هيئة الحكم الانتقالية”.

 

وقال مصدر من “الائتلاف”، لـ”العربي الجديد”، إن “زيارة وفد الائتلاف لجنيف تأتي استجابة للدعوة المقدمة من دي ميستورا، الذي بحث معه آفاق الحلّ السياسي على ضوء التطورات الأخيرة وآليات تطبيق بيان جنيف، والجولة التي قام بها للمنطقة أخيراً”.

وكشف المصدر، الذي كان حاضراً في لقاء جنيف، أن “الائتلاف جدّد تمسكه بالحلّ السياسي المستند إلى بيان جنيف للعبور إلى مرحلة انتقالية، من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي متوافَق عليها، لا يكون فيها لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد ولا لرموز نظامه أو من تورّط بجرائم بحق السوريين، مكان فيها”. وأضاف أن “هيئة الحكم الانتقالية مؤهلة لقيادة السوريين لاستئصال آفة الإرهاب، الذي ساهم نظام الأسد في وجوده وانتشاره ودعمه”.

وأوضح المصدر أن “دي ميستورا أبدى امتعاضه خلال لقاءاته مع المعارضة السورية، من النظام السوري، الذي خيّب أمله بوقف القصف على مدينة حلب خلال مبادرته الأولى لتجميد القتال فيها، وهذا ما سيحمله تقريره”. وكان دي ميستورا قد دان أخيراً قصف حلب من قبل مروحيات النظام السوري بالبراميل المتفجرة، والذي اعتبر أنه “سلاح عشوائي لا يفرّق بين مدني ومسلّح”، كما دان قصف قوات المعارضة لمدينة حلب بأسطوانات الغاز التي تحمل مواد متفجرة.

 

وقال مصدر مطلع من داخل المعارضة السورية، لـ”العربي الجديد”، إن “هناك حديث عن إمكانية عقد جنيف 3، من أجل إيجاد حل سياسي في سورية”. وأضاف أن “ما يقلق المعارضة السورية، هو التراجع الدولي والعربي عن دعم الثورة السورية في الفترة الأخيرة، وهذا ما يمكن أن ينعكس على مجريات مؤتمر جنيف 3 في حال انعقاده”.

 

وتمثّل التراجع العربي الدولي عن دعم الثورة السورية، في كل من تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتصريحات الأميركية حول عدم وجود ضرورة لإقامة منطقة آمنة في شمال وجنوب سورية، على الرغم من استمرار القصف بالبراميل المتفجرة من قبل الطيران الحربي للنظام السوري.

 

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ووفد سياسي من الخارجية الروسية، بحث مع عدد من أعضاء “الائتلاف” إمكانية عقد مؤتمر جنيف 3، خلال لقاء جرى بين الطرفين في السفارة الروسية في العاصمة التركية أنقرة خلال بضعة أيام.

 

وطالب أعضاء “الائتلاف” بتوضيح أجندة الاجتماع في حال حدوثه قبل البدء بمفاوضات جديدة في جنيف، وأن يكون على رأس أجندة الاجتماع تطبيق بيان جنيف بشكل كامل والقاضي بإقامة هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، وهذا من أجل عدم السماح للنظام السوري بالتلاعب وإضاعة الوقت لعدم الوصول إلى حل سياسي في سورية. كما طالبوا بـ”عدم مشاركة إيران ضمن أي مفاوضات جديدة في جنيف، من دون اعترافها ببيان جنيف، القاضي بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية”. وترأس وفد “الائتلاف” رئيسه، خالد خوجة، ونائبي الرئيس هشام مروة ومصطفى أوسو، ومن أعضاء الهيئة السياسية أحمد رمضان، وحسان الهاشمي، بالإضافة إلى الأمين العام الأسبق بدر جاموس، والرئيس السابق هادي البحرة.

 

التدخل التركي في سوريا.. في الصحف فقط

جو حمورة

هذه ليست المرة الأولى التي يعمد الجانب التركي إلى “التهويل” بأنه سيرسل جيشه إلى جنوب الحدود، وربما لن تكون الأخيرة. فمنذ بداية الثورة السورية إلى اليوم، عمدت القيادة التركية أكثر من مرّة إلى التهديد بالدخول إلى التراب السوري، مرّة بحجة إنقاذ المدنيين، ومرّة لحماية ضريح سليمان شاه، ومرات أخرى لمحاربة الإرهاب. إلا أن ما يُبث خلال هذه الفترة في الإعلام التركي ينذر بجدية تركية فائضة، توحي بها وسائل الاعلام.

ويعمد الإعلام التركي، عبر متابعته للتطورات ونقلها، إلى تحضير الرأي العام لأي تحرك تركي محتمل. فبداية، كانت صحيفة “يني شفق” المقرّبة من الحزب الحاكم سبّاقة في نشر معلومات عن تحضير الحكومة التركية لإصدار قرار مباشر للجيش للدخول إلى شمال سوريا. لم تثر معلومات “يني شفق” أي تكذيب ونفي رسمي، أو حتى تصريحات سياسية كثيرة تشكك في مصداقيتها، خصوصاً أن صحيفة “سوزجو” المعارِضة للحكم التركي دخلت على خط تأكيد الأنباء الواردة من الاجتماعات الأمنية والعسكرية. كما لم تنسَ الصحيفتان التذكير بموقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثابت في أن تركيا “لن تسمح بإنشاء دولة كردية شمال سوريا مهما كلف الثمن”.

 

وبحسب الإعلام التركي دائماً، تبدو العملية العسكرية إن تمّت، طويلة الأمد، وتتطلب بقاءً تركياً على الأرض السورية، وموجهة ضد القوات الكردية التي باتت تسيطر على مساحات واسعة من الحدود التركية – السورية. كما تعتبر السلطة التركية بشكل دائم وثابت، إن إمكانية قيام الأكراد بإنشاء كيان لهم في شمال سوريا يعرّض الأمن القومي التركي للخطر، ويفتح شهية كل الأقليات الأخرى على إنشاء كياناتها الخاصة.

 

غير أن الإعلام المشارك في بروباغندا التحضير للحرب، يشوبه بعض “النشاز” عند قرع طبولها. فالصحيفة الموالية للحزب العلماني المعارض “حرييت” أوردت أخباراً “موثوقة” عن تردد قيادة الجيش التركي في المشاركة في أي عملية في سوريا، ما أجبر هذا الأخير على إصدار بيان رسمي نفى فيه هذا الخبر، وأكد أن الجيش التركي يعمل وفق توجيهات وأوامر السلطة السياسية الشرعية.

 

وفي إطار بروباغندا مضادة لتلك المقربة من الحكومة، عمد بعض الصحف التركية المعارِضة إلى نشر أخبار وتصاريح مخفِفة من العزيمة التركية. ومنها إفراد حيز مهم لتصريح رئيس الهيئة العامة لأركان الجيش التركي الأسبق الجنرال إلكر باشبوغ، الذي دعا الحكومة “إلى الدخول في تعاون مع الحكومة السورية لمواجهة أي خيار لتأسيس دولة كردية”. فيما تناقلت صحف أخرى تهديدات قيادات كردية وصفتها بالخطيرة والجدية والقائلة إن الحرب على أكراد سوريا سترقى إلى هجوم على الشعب الكردي ككل ما سيؤدي إلى جرّ الداخل التركي إلى حرب أهلية.

 

تتعدد حملات البروباغندا التركية وتتنوع بين المتحمس للدخول البري إلى سوريا وبين المعارض له، فيما الأكيد أن أمراً ما يتم التحضير له خلف جدران الغرف السياسية المغلقة في أنقرة. كما يبدو أن الإعلام التركي يعمل بجدية أكبر في تحضير الرأي العام التركي لاحتمال التدخل في سوريا إن قورنت هذه الحملات بسابقاتها.

 

وفيما يبقى الرد التركي غامضاً إلى الآن، ويتأرجح بين تدخل بري طويل الأمد إلى رد حدودي محدود، ومروراً باحتمال فرض منطقة آمنة شمال سوريا (لم تبدِ واشنطن حماسة لها)، يبقى الأكيد أن التقدم العسكري للأكراد بات مزعجاً (علانية) لتركيا، ما سيجعلهم في مواجهة مع إعلامها، وربما عسكرها في الأيام القليلة المقبلة.

 

“حزب الله”.. تعويض الخسارة السورية

منير الربيع

إضطرب الهدوء النسبي الذي ينعم به لبنان منذ أربع سنوات وسط اشتعال المنطقة من حوله. استفاد البلد الصغير من المظلّة الدولية والقرار الإقليمي الكبير بالحفاظ على الإستقرار فيه، لكن هذا الهدوء تعرّض لنكسة قد لا تكون مرحلية أو موضعية.

 

قد يكون ما جرى في السعديات “بروفا” تحضيرية لاختبار شيء ما، وقد تتكرر عند تطور أي حدث من شأنه أن يفرض التغيير، حادثة الإشتباك بين شبان من تيار “المستقبل” و”سرايا المقاومة” التابعة لـ”حزب الله” في منطقة السعديات تأتي وفق بعض المصادر في خانة محاولة جس النبض، لأي تطور دراماتيكي على الساحة.

 

يفرض الإيقاع السوري نمط المجريات اللبنانية. طوال أربع سنوات حاول اللبنانيون السير في ظل الجدار الدولي المحيّد لهم، لكن ثمة عوامل في المنطقة تتغيّر. كل الأحداث تشير إلى أن لا غطاء مضمون، فبعد العراق، سوريا، واليمن، تسلك مصر الطريق نفسه، وفي إيران حراك معارض مسلّح أيضاً، وتركيا تحشد على حدودها لمنع أي تغيير ديمغرافي من قبل الأكراد، وأي تحرك قد يؤدي بها إلى الدخول بالنفق أيضاً داخلياً أم خارجياً، وقبلها دخلت منطقة الخليج في الأزمة من البوابة اليمنية وبوابة التفجيرات الإرهابية، وأمام كل هذا المشهد فإن السياق المنطقي يقول إن لبنان لن يبقى محيّداً، ولا شيء يمنع الحدث الأمني من أن يحطّ في رحابه.

 

حاولت القوى السياسة لملمة ما جرى في السعديات، لكن ماذا بعد؟ في الكواليس العسكرية والسياسية كلام كثير عن إمكانية حصول تطورات دراماتيكية، لكن ذلك يبقى مرهوناً بالتطورات السورية، خصوصاً في ضوء تلاقي وجهات نظر عديدة تفيد بأن معركة دمشق ستكون قريبة، وسترخي بظلال تداعياتها على الواقع اللبناني، بمعنى آخر أن “حزب الله” لن يسكت، وسيعوّض في لبنان.

 

هناك تطورات جديدة في سوريا، سلطة النظام تتآكل وكذلك مشروع “حزب الله” وإيران، فقد انتقلا من سحق الحراك وإعادة تثبيت النظام في كل سوريا، إلى خطة بديلة تهدف إلى الحفاظ على مناطق النفوذ، هذا المعطى الجديد يبدأ من كثرة الترجيحات بأن النظام السوري أصبح في حكم السقوط، ولذا لا بد للحزب أن يحافظ عسكرياً على مناطق نفوذه في سوريا، وفي لبنان، وحماية خطوط إمداده، وتقول مصادر واسعة الإطلاع لـ”المدن” إنه كما لإيران خطة رديفة في سوريا، وقد بدأت بتنفيذها لحماية مناطق النفوذ، فـ”حزب الله” لديه خطة بديلة في لبنان، والإنتقال إليها يعني تخطّي حالة التوازن السياسي الموجودة على الساحة اللبنانية اليوم.

 

من هنا تقرأ المصادر ما جرى في السعديات، خطوة أولى، قد تكون تمهيدية لأي عمل آخر في مناطق أخرى، ويهدف “حزب الله” من خلال ذلك إلى إشعار الجميع بأن أي خطوة قد يلجأ إليها أي طرف للإستقواء عليه ربطاً بالتطورات السورية، سيدفع ثمن ذلك، أي أن “حزب الله” يريد إثبات نفسه وقوته، إن بذاتيته أو بمشروع سرايا المقاومة الذي يعتبر جزءاً من المنظومة التي يرعاها “حزب الله” وسيوظفها داخل الطائفة السنية لتحقيق ما يريد.

 

لا تستبعد المصادر أن يكون “حزب الله” يعد لسيناريو إنقلابي في البلاد، فإن لم يستطع ذلك في السياسة فسيفعله بالأمن، لأن إيران لن ترضى بأي هزيمة، وفي حال منيت بها في مكان يجب تعويضها في آخر، بالإضافة إلى هدف الحزب الإستراتيجي بحماية خطوط إمداده والحفاظ على ترابط مناطقه. وعليه تقول المصادر إن “هناك مناطق تعتبر مصدر خطر على الحزب ويريد تطويقها وإزالة مفاعيلها، كالأوتستراد الذي يربط بيروت بالجنوب، وبعض المخيمات، وبالتالي فإن الحزب سيولي إهتماماً كبيراً بهذه المناطق، كي يقوم بهذه الخطوة الإستباقية لمنع أي فريق من الإستثمار بالقوة السورية.

 

سوريا: 665 طفلاً سقطوا بـ19205 غارات جوية في حزيران

توقفت أربعة مستشفيات عن العمل في بلدات بمحافظة درعا جراء الغارات الجوية التي يشنّها النظام على مستشفيات ميدانية راح ضحيتها أطباء وممرضين. وآخر تلك الغارات استهدفت حاجزاً لـ”جيش اليرموك” قرب مستشفى ميداني في بلدة صيدا، الليلة الماضية، ما أدى إلى مقتل كادر من المستشفى وثلاثة مقاتلين من “جيش اليرموك” التابع للجبهة الجنوبية.

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن “القصف تسبب بتعطيل مستشفى صيدا الميداني، وهو المستشفى الرابع الذي يتوقف عن العمل في غضون اسبوع في محافظة درعا، جراء الغارات الجوية المكثفة التي يشنها الطيران الحربي التابع لقوات النظام”.

 

وقبيل استهداف مستشفى صيدا، أعلن مستشفىً خيري في بلدة الغارية الشرقية، الخميس، توقفه عن العمل بعد الاستهداف المتكرر له من قبل النظام، وذلك “حفاظاً على سلامة” الأطباء والممرضين، بحسب إعلان المستشفى، فيما سبق ذلك تعرض مستشفى بلدة النعيمة قرب مدينة درعا إلى تدمير في بعض أجزائه نتيجة غارة جوية استهدفته الثلاثاء الماضي.

 

وكان طيران الأسد قد أغار على مناطق عديدة في درعا الليلة الماضية، وأسفرت تلك الغارات عن مقتل 18 مديناً على الأقل في بلدات صيدا، وطفس، والطيبة. وقال المرصد “استشهد خمسة مواطنين على الأقل وسقط عدد من الجرحى جراء قصف الطيران المروحي بعدة حاويات متفجرة مناطق في بلدة طفس”. وأضاف “القصف الجوي على بلدة صيدا ادى الى استشهاد ما لا يقل عن 13 شخصاً، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى”.

 

في السياق، نشر المرصد السوري إحصائية لعدد القتلى في سوريا، وقال إنها ثاني أعلى إحصائية يوثّقها خلال العام الحالي، إذ بلغ عدد القتلى خلال الشهر الماضي 5247 شخصاً. ومن بين القتلى 1502 مدنياً بينهم 288 طفلاً و222 سيدة، بلغ عدد القتلى منهم نتيجة غارات التحالف الدولي 22 مدنياً، بينهم 9 أطفال و4 سيدات، فيما بلغ عدد قتلى الفصائل الإسلامية والقوات الكردية 573، وعدد القتلى في صفوف الفصائل الإسلامية من جنسيات غير سورية 1585 قتيلاً. وبلغت حصّة النظام 781 قتيلاً، من بينهم 644 من ميليشيات موالية مثل “الدفاع الوطني” و”اللجان الشعبية”، و33 من حزب الله، و107 من جنسيات غير سورية معظمهم من الطائفة الشيعية، في حين بلغ عدد القتلى ممن لم يتم التعرف إلى هوياتهم 14 قتيلاً.

 

من جهة ثانية، أشار المرصد، في إحصائية نشرها الخميس، إلى أن النظام نفذ 19205 غارة جوية بالطيران المروحي والحربي منذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي. الطائرات المروحية ألقت 10423 برميلاً متفجراً، في حين نفّذت الطائرات الحربية ما لا يقل عن 8782 غارة، بحسب المرصد.

 

القصف الجوي أدى إلى مقتل 2916 مدنياً، من بينهم 665 طفلاً تحت سن الثامنة عشر، و456 سيدة، و1795 رجلاً، إضافة إلى 18 ألف مصاباً، وعشرات الآلاف من المشردين، بسبب تدمير معظم ممتلكاتهم. أما المقاتلين المعارضين، فقال المرصد إنه وثّق مقتل 1213 منهم في تلك الغارات، وإصابة الآلاف.

 

ملامح حكومة تركية متشددة.. وتحرك عسكري

عبد القادر عبد اللي

بدأ هذا الشهر بتطورات متلاحقة بلورت كثيراً من ملامح مستقبل الحكومة التركية، بعد تكهنات وتحليلات متعددة. فانتهت انتخابات رئاسة البرلمان التركي بفوز مرشح حزب “العدالة والتنمية” عصمت يلماظ، بأكثرية الأصوات في الجولة الرابعة من الانتخابات. حظي يلماظ بـ259 صوتاً، أي بزيادة صوت عن مجموع أعضاء حزبه، فمن الذي منحه هذا الصوت؟ بينما حظي مرشح حزب “الشعب الجمهوري” دنيز بايقال ب 182 صوتاً من المتوقع أنها مجموع أصوات حزبه مع دعم من غالبية أعضاء حزب “الشعوب الديمقراطية”. ذلك يدخل في إطار التوقعات لأن الانتخاب سري. وقد صبّ عدم تصويت أعضاء حزب “الحركة القومية” لأي من المرشحين، أو التصويت بأوراق باطلة، لصالح مرشح “العدالة والتنمية” ليحظى بالأكثرية الكافية في الجولة الرابعة، ويفوز برئاسة البرلمان.

 

حزب “الشعب الجمهوري” كان قد عرض على رئيس حزب “الحركة القومية” رئاسة الحكومة، وضمان دعم حزب “الشعوب الديموقراطية” لتشكيل حكومة خارج “العدالة والتنمية”. حكومة راهنت عليها، قبل الانتخابات وبعدها، كثير من القوى الدولية والإقليمية. ولكن رئيس “الحركة القومية” دولت بهتشلي، رفض دعم “الشعوب الديموقراطية” الذي يعتبره عدواً، لا بل أن “الحركة القومية” تريد إيقاف مشروع حل القضية الكردية سياسياً، الذي بدأه حزب “العدالة والتنمية”.

 

انتخاب رئيس البرلمان أعطى مؤشراً على تبدد آمال بعض القوى الدولية والإقليمية؛ الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران ومصر، بتشكيل حكومة خارج حزب “العدالة والتنمية”. فعدم تصويت أعضاء حزب “الحركة القومية” هو إظهار حسن نية، ومواربة لباب تشكيل حكومة مع حزب “العدالة والتنمية”.

 

التقاليد السياسية تقتضي تكليف رئيس أكبر كتلة برلمانية، وهو أحمد داوود أوغلو، بتشكيل الحكومة، ووجوب اتصاله بأكبر الأحزاب حسب تسلسل عدد مقاعدها. أي ما يفرض على أوغلو بدء المفاوضات مع حزب “الشعب الجمهوري”، لكن ذلك اللقاء يمكن أن يكون بروتوكولياً لأن الطبخة على ما يبدو قد باتت جاهزة، بانتظار اتخاذ الخطوات المعمول بها. فالاجتماعات الهامة ستكون بين هيئتي “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية”.

 

يبدو أن حزب “الشعوب الديموقراطية” شعر بأنه أضاع فرصة التحالف مع “العدالة والتنمية”، فصرّح صلاح الدين دميرطاش، بأنه لابد من إجراء انتخابات مبكرة، وأن الحكومة الائتلافية لن تستمر فيما لو تشكلت. هل هناك حزب يستطيع تشكيل حكومة وحده دون ائتلاف مع أحزاب أخرى؟ أي حزب سيكون هذا؟ هذا التصريح يدل على إضاعة فرصة ذهبية سنحت للحركة الكردية، وقد ضيعتها.

 

الحكومة التي بدأت تتبلور ملامحها، ستكون أكثر تشدداً من حكومة “العدالة والتنمية”، فحزب “الحركة القومية” كان ينتقد الحكومة التركية لعدم القيام بما يلزم لحماية التركمان شمالي سوريا والعراق. ولعل تحالف “الحركة القومية” مع “العدالة والتنمية” سيسهل تمرير ضربة عسكرية لتنظيم “الدولة الإسلامية” و”وحدات الحماية” الكردية لإبعادهما عن الحدود، وعن القرى التركمانية وحتى عن بعض القرى العربية.

 

بالتزامن مع إجراء الانتخابات، تم نقل عشرين طائرة “إف 16” إلى قاعدة ديار بكر العسكرية، وإلغاء الإجازات للعسكريين في المنطقة الجنوبية. وهذه مؤشرات على التأهب للدرجة القصوى على الجانب التركي، وإن لم يُعلن هذا التأهب بعد. أما على الطرف السوري، فقد تأهبت “داعش”، وزرعت ألغاماً على طول الحدود مع تركيا.

 

صحيح أن حزب “العمال الكردستاني” هدّد بالعودة إلى حمل السلاح والقتال من جديد في تركيا، في حال ضرب “وحدات حماية الشعب” الكردية، ولكن تصريح رئيس حزب “الإتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، كان  أخف حدّة؛ فقد رفض التدخل التركي الأحادي الجانب من دون غطاء من “الناتو”. و”الإتحاد الديموقراطي” هو جناح “العمال الكردستاني” في سوريا. كما جاءت تصريحات الولايات المتحدة، لتقول إنه لا ضرورة لإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري حالياً، ولكنها تراعي المصالح القومية التركية، فهل هذا يعني أن تركيا إذا دخلت، وأبعدت “وحدات الحماية” الكردية و”داعش” دون إعلان منطقة آمنة، فستكون العملية مقبولة؟

 

كانت الولايات المتحدة تعوّل على تشكيل حكومة تركية ضعيفة تستطيع استخدامها في محاربة “داعش” فقط، ولكن الحكومة التي بدأت تظهر ملامحها ستكون أكثر تشدداً، فهل هذا ما سيدفع الولايات المتحدة للتعامل مع الأمر الواقع، والقبول ببعض الطلبات التركية؟ ومن هذه الطلبات عدم فرض أمر واقع شمالي سوريا دون أن يكون لتركيا دور في بلورة هذا الواقع؟

 

كلام دميرطاش حول ضرورة الانتخابات المبكرة يمكن أن يكون صحيحاً، ولكن لابد لـ”العدالة والتنمية” أن يتخذ بعض الإجراءات التي تعيد له النقاط التي خسرها قبل الإقدام على انتخابات مبكرة، أي أن الانتخابات المبكرة في حال تشكيل حكومة ائتلافية، لن تكون خلال الأشهر المقبلة. فإبعاد “داعش” و”وحدات حماية الشعب” الكردية عن القرى الحدودية، وتأمين حماية جوية لها يمكن أن يعيد أكثر من نصف مليون لاجئ سوري إلى تلك المناطق، وهذا ما سيريح حزب “العدالة والتنمية” في أي انتخابات عامة مبكرة، ويجعله يتلافى النقط التي خسرها.

 

أحمد الجربا يزور موسكو سرًا

مبادرة جديدة حول سوريا تُطبخ على نار هادئة!

بهية مارديني

فيما يزور أحمد الجربا سرًا موسكو لإجراء مباحثات مع الروس، علمت “إيلاف” من مصادر مطلعة أنّ العرب وتركيا وروسيا والولايات المتحدة يتجهون نحو مقاربة مختلفة للملفّ السوري الشائك.

 

بهية مارديني: بعد الرسالة السرية التي نقلها ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والزيارة المفصلية للأمير محمد بن سلمان إلى موسكو ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصل وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري في زيارة خاطفة للقاء سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، وخرج بكلام مقتضب محاولاً ألا يدل على تغيير ما في السياسة الروسية، رغم أن هناك أفقًا جديدة ومقاربة مختلفة حول الملف السوري.

 

وبعد هذا المخاض الماراتوني، جاءت الدعوة الروسية لأحمد الجربا الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض الذي وصل من القاهرة إلى موسكو، لعقد اجتماع طويل مع بوغدانوف وفريق الملف السوري في الخارجية الروسية.

 

وانتهى الاجتماع بتكتم الطرفين على تفاصيل مجرياته، الأمر الذي ترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات.

 

إلا أن مصادر متابعة أكدت لـ”إيلاف” أن مناخًا جديدًا في العلاقات العربية الروسية كان وراء إطلاق مبادرة كبرى بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا ومصر، وليست تركيا بعيدة عنها، وقد بدأت ترتسم ملامح هذه المبادرة وبعض تفاصيلها في الغرف المغلقة.

 

وقالت المصادر “إن الأمر الأكيد في المبادرة أنها الأكثر جدية والأوفر حظًا ودعمًا للتحقق في المدى المنظور”.

 

وأعلنت الخارجية الروسية عقب لقاء أحمد الجربا، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني وميخائيل بوغدانوف، أن مواجهة جماعة “الدولة الإسلامية- داعش” تتطلب توحيد جهود الحكومة والمعارضة السوريتين واللاعبين الإقليميين.

 

وقالت الخارجية الروسية في بيان إن الجانبين أوليا “اهتمامًا خاصًا لمناقشة الوضع في سوريا ومن حولها”.

 

وشدد الجانب الروسي على أن التهديد الصادر عن داعش لم يعد يمس سوريا والعراق فقط، بل ويمس أمن واستقرار دول أوروبا وأفريقيا وآسيا أيضا.

 

وأكدت الخارجية الروسية أن “هذا التحدي غير المسبوق يتطلب توحيد جهود الحكومة السورية وقوى المعارضة السلمية، واللاعبين الإقليميين الرئيسيين، المنخرطين في النزاع السوري، لمصلحة تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف الدوليين”.

 

وجرى بين الطرفين، بحسب البيان، “تبادل مفصل لوجهات النظر حول السبل الممكنة لتنشيط الجهود الهادفة إلى تسوية الأزمة الداخلية في سوريا، والعملية السياسية على اساس فقرات بيان جنيف الصادر بتاريخ 30 يونيو/ حزيران 2012، دون تدخل خارجي”.

 

وكان لافتًا أن تنادي الخارجية الروسية بضرورة عقد مشاورات ومفاوضات بين النظام والمعارضة، وتوسيع الحرب على الإرهاب من خلال حلف سعودي تركي روسي، لاسيما بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى روسيا، وبعد تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأنه جرى بحث الحل السياسي في سوريا من دون بشار الأسد، حيث يعمل الروس على إيجاد حل لنقطة الخلاف الرئيسية هذه بين النظام والمعارضة بهدف الوصول بالطرفين إلى جنيف 3، خاصة بعد عقد جولات مثيرة للجدل من اجتماع موسكو 2.

 

وكانت أنباء قد ترددت  من داخل موسكو، تفيد أن المحادثات بين الجربا وبوغدانوف جرت بحضور فيتالي نعومكين المشرف على الحوار السوري-السوري، الذي جرت جولتان منه في موسكو في يناير وأبريل الماضيين.

 

وأن محور الزيارة حول احتمال تنظيم روسيا لجولة ثالثة من الحوار السوري-السوري في موسكو، وحول مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة بشأن تشكيل تحالف إقليمي مكون من الحكومة السورية والمملكة العربية السعودية وتركيا والأردن ودول أخرى في المنطقة لمواجهة تنظيم “داعش ” الإرهابي.

 

كما تحدثت الأنباء عن تركيز المحادثات على سبل تسوية الأزمة السورية، وفق بيان “جنيف 1” الصادر في 30 يونيو 2012.

 

معارضون سوريون: قرار منعنا من دخول أميركا مجحف

بهية مارديني

وصفت المعارضة السورية قرار السلطات الأميركية وضع أعضاء الائتلاف الوطني السوري ومعارضين سوريين آخرين على قائمة الممنوعين من دخول أميركا إلا باذن خاص، بالقرار المجحف، فيما اضطرت الإدارة الأميركية للرد على خبر “إيلاف” الخاص.

 

بهية مارديني: تأكد الخبر الذي ساقته “إيلاف” سابقا والمتعلق بوضع الولايات المتحدة كافة أعضاء الائتلاف الوطني السوري وعائلاتهم وبعض المعارضين السوريين وعائلاتهم، ضمن قائمة الممنوعين من دخول أراضيها “بسبب اشتراكهم في أعمال إرهابية”.

 

وقال عضو في الائتلاف الوطني السوري المعارض رفض الكشف عن هويته في حديث مع “إيلاف” إنّ الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة الاميركية بوضع معارضين سوريين ضمن قائمة ممنوعة من دخول الاراضي الأميركية على أسس مشاركتهم بنشاطات إرهابية، إلا باستثناء خاص، هو “اجراء مجحف للغاية، ويتوجب العمل مع الإدارة الأميركية لازالته في اقرب وقت”.

 

وأضاف القيادي بالائتلاف: “بصراحة أنا لم اقتنع حتى الآن لماذا كان يتوجب على الولايات المتحدة اتخاذ مثل ذلك الإجراء”.

 

وأشار الى أنه من حق الادارة الاميركية أن تقرر ما تريد والدليل انهم يمنحون المعارضين استثناءات منها موقتة ومنها دائمة”.

 

كلام عضو الائتلاف، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، جاء بعد توضيح عباب خليل المسؤول في مكتب واشنطن في الائتلاف الذي جاء استنادًا الى الرأي القانوني أن أعضاء الائتلاف ومعارضين سوريين يندرجون تحت “القسم 212 (أ) (3) (ب) من القانون الاتحادي للهجرة والتجنيس، وهو بمثابة أحد أحكام القانون الأميركي، الذي ينص على أن أي شخص سبق وأن شارك في “نشاطات إرهابية” محظور من دخول الولايات المتحدة.

 

وتتضمن عبارة “نشاطات إرهابية” أي محاولة لإسقاط حكومة أجنبية بالقوة (بغض النظر عن الاعتراف بتلك الحكومة من قبل الولايات المتحدة) أو (دعم) لتلك المحاولة (وتعرف كلمة “دعم” هنا على نطاق واسع وشامل بشكل كبير).

 

وكان ميشيل كيلو عضو الائتلاف الوطني انتقد، في بريد الكتروني داخلي موجه لأعضاء الائتلاف، السياسة الأميركية وكيفية التعامل في المطارات مع المعارضين السوريين، وقال “هذا تصرف جديد”، كما كتب مقالاً في وقت لاحق عن خلاف مع واشنطن حول طريقة التعاطي مع الجيش الحر.

 

وقال مكتب واشنطن إنه “بحكم عملنا اطلعنا على المتطلبات الإضافية للحصول على التأشيرة المطلوبة لبعض أعضاء الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة، ولبعض المعارضين السوريين الآخرين الراغبين في السفر إلى الولايات المتحدة، وسبق أن واجهنا مثل هذا الموقف من قبل، وقمنا بالتشاور مع محامينا، وعملنا بشكل وثيق مع السلطات الحكومية المعنية في الولايات المتحدة لاستيعاب طلبات عدد من أعضاء الائتلاف كانوا ضمن وفود رسمية في زيارة للولايات المتحدة، بالإضافة إلى غيرهم من الناشطين السوريين”.

 

وأضاف التوضيح: “نحن نعمل مع حكومة الولايات المتحدة وأعضاء من الكونغرس للتوصل إلى حل دائم لحل هذه القضية”.

 

وفي الوقت نفسه، اعتبر أن “هذا التحدي القانوني لم يحدّ من قدرتنا على تخطيط وتنظيم العديد من الزيارات غير الرسمية، أو ذات الطابع الرسمي الرفيع لبعض القادة السوريين والنشطاء إلى الولايات المتحدة وكذلك للأمم المتحدة على نحو فعال”.

 

الجدير بالذكر أن “إيلاف” لم تذكر في الخبر الذي كشفت فيه النقاب عن هذه القضية بأن واشنطن وضعت الائتلاف كمنظمة ارهابية، كما زعمت بعض الردود، لأن الائتلاف معترف به في الولايات المتحدة وله مكاتب فيها، بل أكدت “إيلاف” أن واشنطن وضعت اعضاء الائتلاف ومعارضين سوريين وعائلاتهم على لائحة تمنع دخولهم الا باستثناء خاص على أساس احتمال مشاركتهم في نشاطات ارهابية، وهو ما اكدته المذكرة القانونية.

 

وضمن ردود الفعل على الخبر الذي ساقته “إيلاف”،قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية لجريدة “الشرق الاوسط” ان هذا الخبر “عار عن الصحة”، ورفضت دينا بدوي المتحدثة باسم الخارجية بمكتب شؤون الشرق الأوسط بشدة هذه الاتهامات التي وصفتها بـ” الكاذبة والتي تتهمنا بأن لدينا سياسة تمنع أعضاء الائتلاف السوري المعارض من زيارة الولايات المتحدة.

 

وقالت بدوي: “جميع تأشيرات السفر يتم الفصل فيها على أساس كل حالة على حدة، ووفقاً لمعايير ومتطلبات قانون الهجرة والجنسية والقوانين الأخرى المعمول بها”.

 

وشددت المتحدثة بمكتب شؤون الشرق الأوسط بالخارجية، على أن الولايات المتحدة اعترفت بالائتلاف السوري المعارض كممثل شرعي للشعب السوري في ديسمبر (كانون الأول) 2012، ونوهت بترحيب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أبريل (نيسان) الماضي برئيس الائتلاف السوري خالد خوجة في زيارته الأخيرة لواشنطن، التي سبقتها زيارات رسمية كثيرة بين مسؤولين أميركيين وأعضاء من الائتلاف السوري على مدى السنوات الماضية. وقالت بدوي: “نحن على اتصال دائم مع الائتلاف”.

 

وكان مكتب واشنطن أرفق تحليلاً موجزًا من مكتب محاماة أميركي حول وضع أعضاء الائتلاف قانونياً بالنسبة لحكومة الولايات المتحدة الامريكية تورده “إيلاف” في ما يلي:

 

مذكرة تلخيصية

 

24 حزيران/يونيو 2015

المعارضة السورية “البند 3″

 

دليل الهجرة في الولايات المتحدة

 

نُشرت مؤخراً عدة تقارير في وسائل الإعلام العربية، تتحدث عن اعتبار هيئة الائتلاف منظمة إرهابية وأن أعضاءها غير مؤهلين للسفر إلى الولايات المتحدة.

وتهدف هذه المذكرة التلخيصية إلى تلخيص وتوضيح هذه القضايا.

 

لنكن واضحين، فإن هيئة الائتلاف لم تدرج باعتبارها منظمة إرهابية داخل الولايات المتحدة.

 

ومع ذلك، يتم تطبيق فقرة من قانون الهجرة على أعضاء الائتلاف، وعلى المعارضين السوريين، وغيرهم من السوريين، والتي في معظم الحالات تتطلب حصولهم على موافقة إضافية قبل أن يتم إصدار التأشيرة المطلوبة لسفرهم إلى الولايات المتحدة.

 

ونحن نعتقد بأن هذه الحالة باتت قيد التنفيذ منذ ما يقارب السنتين.

 

وعلى الرغم من أنه عادةً ما تستغرق وقتاً أكثر مما تستغرقه بالظروف العادية، فقد سبق وأن تم منح تأشيرات لأعضاء الائتلاف للسفر للولايات المتحدة بالتنسيق مع وفود رسمية للائتلاف.

 

يعد القسم 212 (أ) (3) (ب) من القانون الاتحادي للهجرة والتجنيس بمثابة أحد أحكام القانون الأميركي، الذي ينص على أن أي شخص سبق وأن شارك في “نشاطات إرهابية” محظور من دخول الولايات المتحدة.

 

وتتضمن عبارة “نشاطات إرهابية” أي محاولة لإسقاط حكومة أجنبية بالقوة (بغض النظر عن الاعتراف بتلك الحكومة من قبل الولايات المتحدة) أو (دعم) لتلك المحاولة (وتعرف كلمة “دعم” هنا على نطاق واسع وشامل بشكل كبير).

 

أما الفقرة الفرعية (أ) (3) (ب) (6) (3) فمن شأنها تطبيق تلك القوانين على مجموعة لا تصنف رسمياً على أنها منظمة إرهابية (غالباً ما يشار إليها باسم حالة “البند 3).

 

ورغم هذا يتم توفير استثناء ما قد يسمح لأشخاص أجانب الدخول إلى الولايات المتحدة، حتى وإن سبق وقاموا بأفعال من شأنها أن تدعم ذلك النشاط.

 

ويسمح القسم 212 (د) (3) (أ) لوزارة العدل الأميركية أن تمنح موافقة تسمى “استثناء هجرة”، يسمح لأشخاص أجانب لدخول الولايات المتحدة بشكل موقت، حتى ولو كانوا مصنفين تحت المادة 212 (أ) (3) (ب).

 

وتعتبر وزارة الأمن الداخلي، والتي تتضمن ثلاث وكالات ذات صلة، وهي: إدارة الهجرة والجمارك، ومكتب خدمات المواطنة والهجرة، ومصلحة الجمارك وحماية الحدود، هي الوكالة المفوضة بسنّ الأحكام بالمساهمة من وزارة الداخلية، حول مما إذا كان ينبغي منح تلك الاستثناءات.

 

نحن نعتقد بأن وزارة الأمن الداخلي سبق وأن خلصت إلى أن المعارضة السورية، شاركت أو اتخذت مواقف داعمة على نحو ما في محاولات لإسقاط الحكومة السورية.

 

تدعم الولايات المتحدة المعارضة السورية المعتدلة ضمن سياستها الخارجية، وتعتبر الولايات المتحدة أن المكاتب الأميركية للائتلاف بمثابة “بعثات أجنبية” بموجب القانون الفيدرالي، ومع ذلك، يتم تطبيق “البند 3″ كإجراء قانوني بغض النظر عن سياسة الولايات المتحدة تجاه الاعتراف بالحكومة السورية.

 

هذا، فإن من المرجح أن يُطلب من المعارضة السورية ومن أعضاء الائتلاف تطبيق “البند 3″، الذي يسري على حالتهم للحصول على استثناء للدخول إلى الولايات المتحدة إن لم يكونوا مواطنين أميركيين.

 

وهذا يتطلب إعداداً وتخطيطاً وافيين عند تقدمهم للحصول على تأشيرة للدخول للولايات المتحدة، ولهذا ينصح التنسيق مع وزارة الأمن الداخلي، ووزارة الخارجية، ومكتب البعثة الأجنبية للائتلاف في واشنطن كلما تطلب الأمر ذلك.

 

المعارضة السورية تقبل مشاركة «تكنوقراط» من النظام في حكومة انتقالية

بيروت: كارولين عاكوم

قال مسؤول في المعارضة العسكرية السورية، إن وفدًا يضم بين 4 أو 5 شخصيات ممثلة لعدد من الفصائل معظمها من حلب، سيلتقي المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اليوم، في إسطنبول التي وصلها مساء أمس خصوصًا لهذا اللقاء.

 

وأكد رامي الدالاتي، رئيس المكتب السياسي في «جيش التوحيد»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الفصائل العسكرية ستشدد على موقفها الأساسي المتمثل برفض وجود (الرئيس بشار) الأسد أو أي شخص من منظومته السياسية والأمنية في أي حل بشأن مستقبل سوريا، لكنها ستعلن للمبعوث الدولي، أنها تقبل في الوقت عينه بأن تشارك في المرحلة الانتقالية، شخصيات (تكنوقراط) لم يكن لها دور في قتل الشعب السوري، على غرار بعض الوزراء الموجودين في الحكومة السورية اليوم».

 

وكان وفد من الائتلاف الوطني السوري يترأسه خالد خوجة، رئيس الائتلاف، اجتمع في جنيف أمس، مع دي ميستورا، للاطلاع على التقرير النهائي الذي سيقدمه للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاثنين المقبل، بعد انتهاء «مشاورات جنيف» التي استغرقت عدة أسابيع التقى خلالها شخصيات سورية مستقلة وممثلين عن أحزاب سورية وقيادات سياسية وعسكرية وناشطين مدنيين وحقوقيين. وأكد الائتلاف في لقائه مع دي ميستورا، أن هيئة حكم انتقالية هي المؤهلة لقيادة السوريين نحو استئصال الإرهاب الذي ساهم نظام الأسد في وجوده وانتشاره ودعمه.

 

ويسود شعور من التفاؤل بين المعارضة السياسية والعسكرية باتجاه حل سياسي. وقال هشام مروة نائب رئيس الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك قناعة بأن النظام سيخضع للمستجدات العسكرية على الأرض في ضوء التقدم الذي تحرزه الفصائل المعارضة»، بينما يشير دالاتي إلى معطيات إيجابية، منها المواقف الروسية الأخيرة، وما أعلنه ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من أن مبادئ مؤتمر «جنيف – 1»، التي تم تبنيها في يونيو (حزيران) 2012، هي الأساس لأي حل للأزمة في سوريا.

 

وأكد الائتلاف في بيانه، أمس، بعد لقائه المبعوث الدولي، تمسكه بالحل السياسي المستند إلى بيان جنيف للعبور إلى مرحلة انتقالية من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي متوافق عليها لا يكون للأسد ولا رموز نظامه أو من تورط بجرائم بحق السوريين، مكان فيها.

 

يعتزم المبعوث الخاص إلى سوريا، السفر إلى نيويورك ليقدم تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن النتائج التي توصل إليها من خلال المرحلة الأولى من المشاورات في جنيف. وسوف يجري المزيد من الاجتماعات في نيويورك والعواصم الإقليمية والدولية، بهدف التحضير لاجتماع مجلس الأمن المزمع عقده في نهاية يوليو (تموز) الحالي.

 

تنظيم الدولة يسيطر على مداخل الحسكة  

أيمن الحسن-الحسكة

 

سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على حي الزهور ومساكن الضباط ودوار البانوراما الإستراتيجي في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، وذلك بعد انسحاب عناصر قوات النظام ومليشياته من تلك المناطق نحو مركز المدينة.

 

وقال الناشط علي الحريث إن عناصر التنظيم تسللوا إلى حاجز البانوراما -أهم حواجز النظام بمدينة الحسكة من الجهة الجنوبية- وسيطروا عليه الخميس بهدف محاصرة البوابة الجنوبية وسجن الأحداث القديم وشركة الكهرباء التي تتمركز فيها قوات النظام، وربط خط دعم وإمداد مباشر من أهم معاقل التنظيم في الشدادي جنوبا نحو مدينة الحسكة في حي غويران ومنه إلى حي النشوة.

 

وأضاف الحريث، في تصريح للجزيرة نت، أن قوات النظام والمليشيات المساندة لها أحرزت تقدما في كل من حي غويران الشرقي والنشوة الشرقية وحي العزيزية، مشيرا إلى أن السيطرة على هذه الأحياء جاءت بعد قصف عنيف من قبل الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة والقصف براجمات الصواريخ التي يستخدمها النظام في المدينة للمرة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات.

 

وأكد أن الأحياء التي سيطر عليها التنظيم خلال المعارك المندلعة منذ أسبوع تعتبر مداخل للمدينة، حيث أن حي النشوة الغربية هو مدخل المدينة من الجهة الغربية، وحي العزيزية هو مدخلها من الجهة الشرقية، وحي النشوة فيلات يعتبر بوابة المدينة من الجهة الجنوبية الغربية، أما الفيلات الحر فيعتبر البوابة من الجهة الجنوبية الشرقية، مشيرا إلى أن حي النشوة الشرقية هو الطريق نحو عمق المدينة.

 

وتابع الناشط السوري “لم يعد يفصل التنظيم عن مركز المدينة سوى جسر النشوة الشرقية للدخول والاقتراب على مسافات قريبة من فرع أمن الدولة وفرع حزب البعث وفرع الأمن السياسي وقيادة الشرطة ومبنى قصر الضيافة”.

 

وفي سياق متصل، تحدثت “وكالة أعماق” التابعة لتنظيم الدولة عن مساندة طيران التحالف الدولي لقوات النظام السوري في معارك الحسكة، الأمر الذي لم ينفه الحريث ولم يؤكده، وقال “لا توجد تأكيدات رسمية من التحالف، لكن هناك طائرات قصفت مواقع التنظيم يعتقد أنها للتحالف لأنها ليست طائرات النظام”.

 

بدوره، أفاد الصحفي مجد العبيدي بمقتل العميد الركن سهيل عمران نائب قائد مطار دير الزور العسكري في معارك الخميس بأحياء الحسكة.

 

وأشار إلى أن خارطة السيطرة بالمدينة تتغير من ساعة لأخرى جراء اعتماد التنظيم على عمليات الكر والفر، والانغماس بين قوات النظام عند استعادتهم لأي من النقاط بالمدينة.

 

المعارضة السورية تتقدم بعدة جبهات بحلب  

أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة تقدمها في عدة جبهات غربي مدينة حلب (شمالي سوريا)، بعد أن أطلقت “معركة تحرير حلب”، وبث ناشطون صورا تظهر قصف المعارضة مقار قوات النظام.

 

وأظهرت الصور قصف مقار للنظام في حي جمعية الزهراء، وكتيبة المدفعية (غربي حلب)، وهروب عشرات من عناصر النظام من تلك المواقع.

وأعلنت “غرفة عمليات فتح حلب” سيطرتها على كتلة بيوت مهنا وكتلة المياه المطلتين على مدفعية حي الزهراء.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم الذي يستهدف سبعة أحياء غربي مدينة حلب كلها خاضعة لسيطرة النظام، أوقع أربعة قتلى بين المدنيين وأدى إلى إصابة أكثر من سبعين آخرين، كما أدى إلى مقتل خمسة مسلحين من قوات المعارضة.

 

اقتحام

وكانت غرفة عمليات أنصار الشريعة وغرفة فتح حلب التابعتان للمعارضة، قد أعلنتا عن بدء “معركة تحرير حلب” الخميس، وقالت غرفة عمليات أنصار الشريعة إنها اقتحمت حي جمعية الزهراء غربي المدينة.

 

وجاء في بيان نشرته غرفة عمليات أنصار الشريعة أنها بدأت “معركة تحرير حلب وريفها”، وأنها ستسعى مع الفصائل المعارضة الأخرى لوضع ميثاق مشترك لإدارة حلب بعد السيطرة عليها.

 

ووقع على البيان 13 فصيلا مسلحا، منهم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وكتائب أبو عمارة وكتيبة التوحيد والجهاد.

 

وقال مراسل الجزيرة نت إن غرفة عمليات أنصار الشريعة أعلنت أيضا اقتحام حي جمعية الزهراء غربي حلب، مضيفا أن صوت انفجار سمع في محيط مبنى المخابرات الجوية بالحي، وأن عدة قذائف سقطت وأسفرت عن مقتل شخص.

 

وتحدث ناشطون عن شن طيران النظام غارات على محيط ‏ مبنى المخابرات الجوية، وأنه أسقط ستة براميل متفجرة على المنطقة.

 

وقال اتحاد التنسيقيات إن طيران النظام استهدف بالصواريخ الفراغية حي جمعية الزهراء ودوار الليرمون، كما تحدث ناشطون عن سقوط قتيل وجرحى في حي الأشرفية جراء سقوط قذائف هاون، تزامنا مع اندلاع اشتباكات عنيفة في جبهات الأشرفية والشيحان، بحسب مراسل الجزيرة نت.

 

داعش يضبط تماثيل مهربة من تدمر.. ويدمرها

العربية نت

أعلنت “ولاية حلب” المنطقة التابعة لتنظيم داعش عن من ضبط شخص معه مجموعة من التماثيل المهربة من مدينة تدمر ، و التي تم على اثرها الحكم على المهرب بالجلد و تحطيم الأثار.

 

ووفقاً للصور و التقرير المقتضب الصادر عن المكتب الإعلامي لـ”ولاية حلب” فإن حواجز داعش المنتشرة في “الولاية ” تمكنت من القبض على  شخص ومعه مجموعة من التماثيل المهربة من مدينة تدمر ، ثم تم نقله إلى “المحكمة الإسلامية” في مدينة منبج حيث أصدرت حكماً يقضي بتعزير المهرب وتحطيم التماثيل.

 

العربية نت” في #غوطة دمشق المحاصرة.. رمضان مرّ من هنا

دمشق- هنادي الخطيب، تصوير: محمد أبو كمال

يمر رمضان على الغوطة الشرقية في دمشق بطريقة تختلف تماماً عنه في بقية المدن والبلاد، والغوطة التي تعيش حصاراً دامياً منذ أكثر من عامين، لا زالت تتلقى براميل الأسد وتفتش عن المياه والطعام ولا تجد المكان ولا الوقت لدفن موتاها لكثرتهم.

ويبدو رمضان هناك وكأنه فسحة جديدة من أمل، يحاول أهلها أن يلتقطوا هذه الفسحة، متمسكين بالهالة التي يضفيها رمضان على الجو العام، والعربية نت دخلت بكاميرتها إلى الغوطة الشرقية، وتحديداً إلى “حمورية” و”جوبر” المحاصرتين والمكملتين لبعضهما البعض، فالأولى ملجأ للنازحين والثانية مصدّرة لهم.

العادات الدمشقية لم تغب عن الغوطة، أتت هذا العام مختصرة، ولكنها استطاعت الظهور ولو بنسبة أقل مما اعتاده السوريون عامة والدمشقيون خاصة.

و”حمورية”، التي يظهر بها أشخاص باسمون ضاحكون، في بداية الفيديو، تقع وسط الغوطة الشرقية، وتفصلها عن أقرب جبهة لها 4 كم على وجه التقريب، يقطن فيها 40 ألف نسمة جلهم من النازحين من مناطق الاشتباكات في جوبر و المليحة وزبدين وعربين.

وأما حي جوبر، فهو كان ولا يزال من أقوى جبهات ريف دمشق، وهو امتداد لساحة العباسيين حتى المتحلق الجنوبي باتجاه الغوطة، ودمر النظام السوري معظم الحي وأصبح غير صالح للسكن، ولا يزال يقطن فيه أقل من 50 عائلة.

 

 

بدأ الحصار المطلق على بلدات الغوطة منذ ما يقارب العامين تقريباً، و تتلخص حياة الناس هناك بثلاث كلمات، “براميل الأسد، الحصار الخانق، الموت الدائم”.

وكما كل المناطق المحاصرة في سوريا، فإن النظام اعتمد سياسة التجويع وسلاح الحصار بعد عجزه عن اقتحام الغوطة، ولم تتوقف مجازره في مدن الغوطة على مدى الأعوام الماضية.

يذكر أن الغوطة تمتد من المتحلق الجنوبي لطريق المطار، وتشمل بلدات تشكل مداخل لمدينة دمشق، وتبقى دوما وضواحيها وحرستا وضواحيها الأهم والأكبر، وتقسم الغوطة إلى ثلاثة أقسام، قطاع دوما وضواحيها: الشيفونية والنشابية وحوش الضواهرة وحوش الفارة. وقطاع أوسط: حرستا وعربين وزملكا ومسرابا ومديرة وحمورية. وقطاع منطقة المرج وأهم بلدة فيه العتيبة التي تعد أكبر منفذ من الغوطة إلى القلمون والأردن، ومن أهم منافذ توريد السلاح.

 

تركيا تحشد المزيد من قواتها على حدود سوريا

اسطنبول – رويترز

قالت مصادر أمنية إن تركيا نشرت قوات إضافية وعتاداً على امتداد جزء من حدودها مع سوريا، مع اشتداد حدة القتال شمال مدينة حلب. لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو نفى وجود خطط فورية لأي تدخل عسكري.

وذكرت مصادر أمنية ومسؤولون في أنقرة أن الجيش التركي كثف إجراءات الأمن من خلال إرسال عتاد إضافي وجنود، بما في ذلك قوات خاصة في الأيام القليلة الماضية، وذلك بسبب القتال العنيف في المنطقة الريفية شمالي حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومعارضون سوريون إن مسلحين سوريين بقيادة جماعات متطرفة بدأوا هجوماً كبيراً، الخميس، للسيطرة على مدينة حلب المقسمة في شمال البلاد.

وسيكون سقوط حلب، المركز التجاري السوري، ضربة كبيرة للنظام السوري.

وقال داود أوغلو للقناة السابعة التركية، الخميس، “صحيح أننا اتخذنا إجراءات لحماية حدودنا. هناك أوامر بالتحرك إذا استجدت أي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي”.

وأضاف “(لكن) يجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سوريا غداً أو في المستقبل القريب”.

وكانت بعض وسائل الإعلام ذكرت أن التخطيط جار لعملية وشيكة عبر الحدود.

وقال داود أوغلو “إذا حدث أي شيء من شأنه تهديد الأمن التركي فسوف نتحرك على الفور، ولن ننتظر حتى الغد. ولكن من الخطأ التوقع أن تركيا ستقوم بمثل هذا التدخل الأحادي الجانب في الوقت القريب ما لم تكن هناك مخاطر”.

وأضاف داود أوغلو أن الأسد – الذي تسيطر قواته والميليشيات المتحالفة معها على الأحياء الغربية من حلب – يتعاون مع داعش في مهاجمة المعارضة المعتدلة.

وقال إن السوريين في حلب لن يحصلوا على الإمدادات الأساسية مثل الطعام والدواء إذا أدى القتال إلى تقسيم المدينة. وتابع أن ذلك سيؤدي إلى تدفق جماعي جديد للاجئين إلى تركيا التي تستضيف بالفعل أكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري.

 

حلب.. الجيش يصد هجوما ويقصف المسلحين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شنت قوات الحكومة السورية غارات جوية كثيفة الجمعة مستهدفة مواقع مسلحي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وحولها، إثر هجوم واسع شنته الفصائل السورية المعارضة على المدينة بهدف الاستيلاء عليها.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب مجريات الصراع، إن القتال بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة استمر حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، مضيفاً أن الغارات الجوية للجيش السوري على مواقع مسلحي المعارضة لا تزال مستمرة.

 

ويعد الهجوم الفصائل السورية هو الأعنف منذ أن سيطرت قوات المعارضة المسلحة على معظم المناطق الشرقية من حلب قبل 3 سنوات.

 

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن قوات المعارضة انتزعت السيطرة على بعض المباني من قوات الحكومة عند مشارف المدينة الواقعة في شمال الغرب البلاد لكن هذا التقدم ليس له أهمية استراتيجية.

 

وأضاف أن بلدة أعزاز في ريف حلب إلى الشمال من المدينة تعرضت أيضاً لغارات جوية.

 

وذكر مصدر في الجيش السوري أنه تم صد الهجوم وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف المسلحين، مشيراً إلى أنه تمت الاستعانة بالقوات الجوية والمدفعية لاستهداف المسلحين الذين استخدموا الأسلحة الثقيلة في هجومهم.

 

وكان المرصد أشار في خبر سابق إلى أن تجمعاً من مسلحي المعارضة، يضم جبهة النصرة (القاعدة في سوريا) وأحرار الشام (أنصار الشريعة)، بدأ هجومه بإطلاق مئات من قذائف الهاون على مواقع بالمناطق الغربية من المدينة يسيطر عليها الجيش السوري وفصائل مسلحة حليفة.

 

وأسفر الهجوم، الذي بدأ من حي جمعية الزهراء الذي يضم فرع المخابرات الجوية في حلب، عن مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة عشرات بجروح.

 

داعش يدمر تمثال الأسد الأثري في تدمر

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

دمر تنظيم الدولة المتطرف تمثال الأسد الأثري الضخم والذي كان موجودا في حديقة متحف مدينة تدمر في وسط سوريا، بحسب مدير الآثار والمتاحف السورية.

 

وقال مسؤول الآثار السورية مأمون عبد الكريم لفرانس برس في اتصال هاتفي “دمر تنظيم الدولة السبت تمثال أسد اللات، وهو قطعة فريدة بارتفاع اكثر من ثلاثة أمتار وتزن 15 طنا”.

 

والتمثال من الحجر الكلسي الطري، عثر عليه العام 1977، وتم ترميمه وعرضه في المتحف. ويعود إلى القرن الأول قبل الميلاد.

 

يذكر أن التنظيم دمر آثار الموصل العريقة ومدينتي نمرود والحضر في العراق، بالإضافة إلى عدد من المواقع والتماثيل في سوريا.

 

داعش يبيع 100 من “السبايا” السوريات بسوق “النخاسة” في الفلوجة وينظم مسابقة للقرآن جائزتها “سبية

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– قالت وزارة حقوق الإنسان العراقية إن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” قام ببيع 100 مختطفة سورية في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار العراقية التي أنشأ فيها التنظيم سوقا للنخاسة بحسب الوزارة.

 

وأكدت الوزارة في تقرير نشرته الخميس أنشاء “عصابات داعش الإرهابية سوقاً للنخاسة والاسترقاق الجنسي حيث استقدمت نحو مئة من النساء اللآئي يحملن الجنسية السورية كسبايا في سوق مجاور لجامع الفلوجة الكبير الذي يفتتح يومياً بعد الافطار وتتم عملية البيع باسعار تتراوح ما بين 500 الى 2000 دولار.”

 

وأوضحت الوزارة في تقريرها أن عملية البيع تجري “بحجة بدعة جهاد النكاح، وفي تحريف واضح للقران وسنن الشريعة الإسلامية السمحاء” مشيرة إلى أن “عصابات داعش الإرهابية” ابتدعت مسابقة لمن يحفظ القران ويفوز بالمراتب الثلاث الاولى “حددت جوائز لهم تمثلت بإهدائهم سبية كمنهج تظليلي للمواطنين”.

 

وقالت وزارة حقوق الإنسان إن هذه المسابقة نشرت كإعلام صادر من ولاية البركة في سوريا، وإن المئات من المواطنات العراقيات من المكون الأيزيدي اتجهت بهن “عصابات داعش” كسبايا نحو محافظة الرقة السورية.

 

الائتلاف ودي ميستورا يبحثان تطبيق بيان جنيف1

روما (2 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن الائتلاف الوطني السوري أن وفده تباحث، اليوم الخميس في مدينة جنيف السويسرية، مع المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا، “حول عملية تطبيق بيان جنيف” الاول، حيث “قدم الائتلاف وجهة نظره فيما يخص تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات صلاحيات كاملة”.

 

ويأتي اجتماع اليوم قبل أن يقدم دي ميستورا تقريره حول سورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الاثنين المقبل.

 

وحسب المكتب الاعلامي للإئتلاف، فإن اللقاء بحث أيضا “آفاق الحل السياسي على ضوء التطورات الأخيرة وآليات تطبيق بيان جنيف، والجولة التي قام بها دي ميستورا مؤخراً للمنطقة”. وترأس الوفد رئيس الائتلاف خالد خوجة، ويضم نائبي الرئيس هشام مروة ومصطفى أوسو وكلاً من أعضاء الهيئة السياسية أحمد رمضان، حسان الهاشمي، الأمين العام الأسبق بدر جاموس، والرئيس السابق هادي البحرة.

 

وجدد الائتلاف “التأكيد على تمسكه بالحل السياسي المستند إلى بيان جنيف للعبور إلى مرحلة انتقالية من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي متوافق عليها لا يكون فيها للأسد ولا رموز نظامه أو من تورط بجرائم بحق السوريين مكان فيها”. كما وصف هيئة الحكم الانتقالية بأنها “المؤهلة لقيادة السوريين لاستئصال شأفة الإرهاب الذي ساهم في وجوده وانتشاره ودعمه نظام الأسد”، على حد وصفه

 

تكليف مبعوث أمريكي جديد لسورية الشهر الجاري

روما (2 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مصدر في المعارضة السورية إن مسؤولين أمريكيين أعلموا بعض المعارضين أن إدارة واشنطن لن تؤجل تعيين بديل عن مبعوثها الأمريكي دانييل روبنشتاين لسورية، وأن موسم العطلة الصيفية لن يؤثر، ورجّحت أن يتم تسمية البديل خلال الشهر الجاري.

 

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “المعلومات الأولية تشير إلى أن البديل له خبرات جيدة في العالم العربي وهو دبلوماسي لكنه مقرّب من المؤسسة العسكرية”، دون أن يكشف المزيد من التفاصيل.

 

وكانت وزير الخارجية عيّنت في آذار/مارس 2014 الدبلوماسي الأمريكي دانييل روبنشتاين مبعوثاً خاصاً لسورية خلفاً للسفير السابق روبرت فورد، وعمل خلال سنة تقريباً على بناء علاقة مع المعارضة، لكنّ الملف السوري لم يشهد أي تغييرات جدّية خلال تولّيه مهامه.

 

المرصد السوري: الجيش يقصف مقاتلين في حلب

بيروت (رويترز) – شنت قوات الحكومة السورية غارات جوية كثيفة يوم الجمعة على مواقع مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وحولها.

 

وحلب محور هجوم يشنه مقاتلو المعارضة لانتزاع السيطرة على المناطق التي تهيمن عليها قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب مجريات الصراع إن القتال بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة استمر حتى الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة وأضاف أن الغارات الجوية للجيش السوري على مواقع المقاتلين لا تزال مستمرة.

 

والهجوم الذي تقوده جماعات اسلامية هو الأعنف منذ ان سيطرت قوات المعارضة المسلحة على معظم المناطق الشرقية من حلب قبل ثلاث سنوات.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن قوات المعارضة انتزعت السيطرة على بعض المباني من قوات الحكومة عند مشارف المدينة الواقعة في شمال الغرب البلاد لكن هذا التقدم ليس له أهمية استراتيجية.

 

وأضاف ان بلدة أعزاز في ريف حلب إلى الشمال من المدينة تعرضت ايضا لغارات جوية.

 

وذكر مصدر في الجيش السوري أنه تم صد الهجوم والحاق خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين مضيفا أنه تمت الاستعانة بالقوات الجوية والمدفعية لاستهداف المقاتلين الذين استخدموا الأسلحة الثقيلة في هجومهم.

 

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

تركيا تنشر قوات اضافية وعتادا على حدودها مع سوريا

اسطنبول (رويترز) – قالت مصادر أمنية إن تركيا نشرت قوات إضافية وعتادا على امتداد جزء من حدودها مع سوريا مع اشتداد حدة القتال شمالي مدينة حلب لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال إنه لا توجد خطط فورية لأي تدخل عسكري.

 

وذكرت مصادر أمنية ومسؤولون في أنقرة أن الجيش التركي كثف اجراءات الأمن وأرسل عتادا اضافيا وجنودا بما في ذلك قوات خاصة في الأيام القليلة الماضية مع احتدام القتال.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومعارضون سوريون يوم الخميس إن مسلحين سوريين بقيادة جماعات اسلامية بدأوا هجوما كبيرا للسيطرة الكاملة على مدينة حلب المقسمة في شمال البلاد.

 

وسيكون سقوط حلب المركز التجاري السوري ضربة كبيرة للرئيس بشار الأسد.

 

وقال داود أوغلو للقناة السابعة التركية يوم الخميس “صحيح اننا اتخذنا اجراءات احترازية لحماية حدودنا. هناك أوامر بالتحرك اذا استجدت أي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي.”

 

وأضاف “(لكن) يجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سوريا غدا أو في المستقبل القريب.”

 

وكانت بعض وسائل الاعلام ذكرت أن التخطيط جار لعملية وشيكة عبر الحدود.

 

وقال داود أوغلو “اذا حدث أي شيء من شأنه تهديد الأمن التركي فسوف نتحرك على الفور ولن ننتظر الى الغد. ولكن من الخطأ توقع أن تركيا ستقوم بمثل هذا التدخل من جانب واحد في الوقت القريب ما لم تكن هناك مخاطر.”

 

وسئل السفير الأمريكي في أنقرة جون باس عن امكانية اقامة تركيا منطقة آمنة داخل سوريا فقال ان الولايات المتحدة وتركيا تتشاركان القلق من وجود متشددي الدولة الاسلامية في شمال سوريا.

 

وقال خلال حفل استقبال في أنقرة “نحن مستمرون في العمل معا للتعامل مع الخطر القائم بالنسبة لبلدينا ولدول أخرى وذلك في اطار الجهود المشتركة.”

 

وقال شهود إن قتالا عنيفا وانفجارات سمعت من بلدة كيليس الحدودة التركية ليل الخميس على بعد 50 كيلومترا من مدينة أعزاز السورية الصغيرة.

 

وذكرت قوات الامن أن القتال في أعزاز يجري بين مقاتلي الدولة الاسلامية من جانب وتحالف يضم جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا وجماعات معارضة يدعمها الغرب من جانب آخر.

 

وأضاف داود أوغلو أن الأسد -الذي تسيطر قواته والميليشيات المتحالفة معها على الاحياء الغربية من حلب- يتعاون مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في مهاجمة المعارضة المعتدلة.

 

وقال إن السوريين في حلب لن يحصلوا على الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والدواء إذا أدى القتال إلى عزل المدينة. وتابع أن ذلك سيؤدي إلى تدفق جماعي جديد للاجئين إلى تركيا التي تستضيف بالفعل اكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري.

 

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية- تحرير سها جادو)

 

مسلحون اسلاميون في سوريا يشنون هجوما للاستيلاء على حلب

عمان (رويترز) – قال مراقب ومعارضون يوم الخميس ان مسلحين سوريين بقيادة جماعات اسلامية بدأوا هجوما كبيرا للسيطرة على مدينة حلب المقسمة في شمال البلاد.

 

وسيكون سقوط حلب المركز التجاري السوري ضربة كبيرة للرئيس بشار الاسد الذي تقتصر سيطرته على حزام اراضي يمتد شمالا من دمشق الى ساحل البحر المتوسط.

 

وسيعمق هذا الانقسام الفعلي في سوريا بين الغرب الذي يسيطر عليه الاسد ومناطق يسيطر عليها خليط من الجماعات المسلحة.

 

وجاء في بيان للجماعات ان هدفها هو “تحرير مدينة حلب” وضمان تطبيق مباديء الشريعة عندما تسقط في أيديهم.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان تحالف جماعات يضم جبهة النصرة وأحرار الشام أطلق مئات من قذائف المورتر على مواقع بالمناطق الغربية من المدينة يسيطر عليها الجيش السوري وفصائل مسلحة حليفة.

 

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد الذي يراقب الحرب ان معظم القتال تركز على خط جبهة جمعية الزهراء حيث قصف المسلحون الجزء الذي يتمتع بدفاعات قوية ويسيطر عليها الجيش.

 

وأضاف أن هذا أكبر هجوم للمسلحين يحدث بالتزامن عبر معظم الخطوط الأمامية منذ سيطرة المعارضة المسلحة على معظم الجزء الشرقي من المدينة في صيف 2012.

 

وقال عبد الرحمن إن ثمانية مدنيين قتلوا واصيب ما لا يقل عن 70 بجروح كما سقط عشرات القتلى والجرحى من الجيش والفصائل المتحالفة معه.

 

وصد الجيش السوري في الشهر الماضي هجوما لتحالف معارضين بينهم مسلحون يتلقون مساعدات غربية ويقاتلون تحت راية الجيش السوري الحر على منطقة الراشدين في حلب.

 

وهذا أول تقدم يحققه معارضون في قلب المنطقة السكنية في حلب التي تسيطر عليها الحكومة خلال أكثر من عامين.

 

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير أشرف صديق)

 

هل منعت واشنطن دولا عربية من دعم الأكراد بقتال “داعش”؟

كون كوغلين: ديلي تلغراف

تطرق المعلق العسكري في صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية كون كوغلين في تقرير له اليوم، للتطورات في سوريا، وتحديدا الحرب الدائرة بين وحدات الحماية الكردية وتنظيم الدولة.

 

وكشف كوغلين عن معلومة مهمة مفادها أن الولايات المتحدة منعت حلفاءها العرب من نقل أسلحة ثقيلة إلى أكراد العراق لتمكينهم من قتال تنظيم الدولة، بينما اتهم حلفاء أمريكا العرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بعدم إظهار القيادة المطلوبة لمواجهة تنظيم الدولة.

 

ويقول الكاتب إن بعض حلفاء أمريكا المقربين يقولون اليوم إن أوباما وبقية القوى الغربية، وبينهم كاميرون، فشلوا في إظهار القيادة الاستراتيجية أمام أخطر أزمة أمنية يشهدها العالم منذ عقود. ويقولون إنهم مستعدون “لتحمل المسؤولية وحدهم”، من خلال تزويد الأكراد بالأسلحة الثقيلة، حتى لو عنى الأمر تحدي السلطات العراقية وداعميها الأمريكيين، الذين يلتزمون بمرور الأسلحة أولا إلى بغداد، قبل نقلها إلى الأكراد في شمال العراق.

 

وينقل التقرير عن مسؤولين كبار في الخليج قولهم إن كل محاولاتهم في إقناع أوباما بضرورة تسليح الأكراد مباشرة، كجزء من خطة قوية لمواجهة تنظيم الدولة في العراق والشام، قد فشلت. وصوت الكونغرس في الشهر الماضي ضد أي محاولات لدعم القضية الكردية.

 

وتورد الصحيفة أن المسؤولين في الخليج يقولون إنهم يبحثون عن طرق أخرى من أجل نقل الحرب ضد تنظيم الدولة إلى مرحلة جديدة دون موافقة أمريكية. وقال مسؤول عربي بارز: “لو لم يستعد الأمريكيون والأوروبيون لفعل شيء جدي بشأن هزيمة تنظيم الدولة، فإن علينا حينها البحث عن طرق جديدة للتعامل مع التهديدات”. وأضاف: “مع تقدم تنظيم الدولة، فإنه لا يمكننا انتظار استيقاظ الولايات المتحدة وفهم ضخامة التهديد الذي نواجهه”.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن قوات البيشمركة قاتلت الجهاديين من تنظيم الدولة، وأبعدتهم عن أبواب مدينة أربيل، وتقوم بدعم من أكراد سوريا بالسيطرة على أجزاء من شمال غرب العراق. مستدركا بأنهم يقومون بعمل هذا من خلال ترسانة مؤقتة.

 

وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي قامت فيه عدة دول أوروبية بشراء أسلحة تقدر بالملايين لتسليح الأكراد، فإن القادة الأمريكيين، الذين يشرفون على العمليات العسكرية كلها ضد تنظيم الدولة، يمنعون نقلها مباشرة لهم.

 

ويذكر كوغلين أن واحدة من الشكاوى التي يتحدث عنها الأكراد، هي أن الجيش العراقي ترك وراءه كميات ضخمة من الأسلحة عندما هاجمه المقاتلون من تنظيم الدولة. وفي حين أن الأسلحة التي غنمها التنظيم هي أمريكية الصنع، فإن البيشمركة يقاتلونه بأسلحة قديمة تعود إلى العهد السوفييتي.

 

ويكشف التقرير عن أن هناك دولة عربية تفكر بتسليح البيشمركة مباشرة، رغم الاعتراض الأمريكي. لافتا إلى أن الولايات المتحدة قد أغضبت حلفاءها، خاصة السعودية والاردن ودول الخليج، التي ترى أن واشنطن تفتقد الرؤية الواضحة حول كيفية إدارة الغارات الجوية. وتقول دول أخرى إنها حددت أهدافا واضحة لتنظيم الدولة، ولكن الامريكيين منعوها من شن غارات عليها.

 

ويقول المسؤول الخليجي البارز للصحيفة: “لا يوجد هناك هدف استراتيجي واحد، وهناك غياب في التنسيق فيما يتعلق باختيار الأهداف، ولا توجد خطة شاملة لهزيمة تنظيم الدولة”.

 

ويفيد التقرير بأن المسؤولين الغربيين يعترفون بأن الحرب ضد تنظيم الدولة لم تبدأ بشكل جيد، منذ اللحظة التي وصف فيها أوباما التنظيم بأنه لا يتعدى فريق كرة سلة من الهواة مقارنة بتنظيم القاعدة. وفي ذلك الوقت كان تنظيم الدولة قد سيطر على الفلوجة، التي سيطرت عليها القوات الأمريكية في معركة شرسة عام 2004. ثم تقدم الجهاديون للسيطرة على معظم غرب العراق ومناطق في سوريا. وفي أيار/ مايو سيطروا على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.

 

وتختم “ديلي تلغراف” تقريرها بالإشارة إلى أن البريطانيين يتحركون من أجل توسيع دورهم في الحرب، مشيرة إلى أن الحكومة قد قدمت الأربعاء الماضي أقوى الإشارات بقيام النواب بالتصويت من جديد على حملة جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إنه من “غير المنطقي” قيام المقاتلات البريطانية بشن هجمات ضد الجهاديين في العراق، وعدم قيامها بالمهمة ذاتها في سوريا.

 

ترجمة: عربي 21

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى