أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 04 أذار 2016

 

 

 

مشاورات روسية – أوروبية اليوم للبحث في مستقبل سورية

الرياض – عبدالهادي حبتور ؛ موسكو، لندن، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

يشهد تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية «تقدماً واضحاً»، وفق ما أعلن موفد الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أمس، تزامناً مع انخفاض ملحوظ في حصيلة القتلى المدنيين منذ سريان الهدنة قبل ستة أيام. وقال دي ميستورا للصحافيين في جنيف في ختام لقاء لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية المخصصة لسورية: «الوضع الميداني يمكن تلخيصه بأنه هش، إن نجاح (وقف الأعمال العدائية) ليس مضموناً إنما هناك تقدم واضح… اسألوا السوريين».

وأكد دي ميستورا أن «مستوى العنف في البلاد انخفض بشكل كبير. وبشكل عام، فإن وقف (الأعمال العدائية) صامد». واعترف في الوقت ذاته باستمرار وجود «نقاط عدة حيث تتواصل المعارك، بما في ذلك في حماة وحمص (وسط) واللاذقية (غرب) ودمشق»، لكنه قال إن هذه المعارك تبقى «محصورة».

وصدر موقف موفد الأمم المتحدة إلى سورية عشية مشاورات هاتفية مشتركة ستجرى اليوم بين زعماء روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا للبحث الوضع في سورية ومستقبلها. واستبقت لندن وباريس اتصالات اليوم بموقف متشدد للرئيس فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء دايفيد كامرون، اللذين طالبا الرئيس فلاديمير بوتين والحكومة السورية بالتوقف عن استهداف المعارضة «المعتدلة» ووقف «المسيرة نحو حلب»، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته القوات النظامية وميليشيات موالية على هذه المحافظة.

في المقابل، حذّر المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب من انهيار قريب للهدنة في حال لم يحدث تدخل دولي مسؤول للحد من العنف «الذي لم يتوقف منذ الساعات الأولى» لإعلان الهدنة، وفق تعبيره. وأكد حجاب أن الأخبار التي يتم تداولها حول التزام روسيا وإيران والنظام والميليشيات الحليفة بالهدنة «غير صحيحة على الإطلاق»، مشككاً في جدية النظام وحلفائه في توفير البيئة الملائمة للمفاوضات واستعدادهم للدخول في عملية انتقال سياسي، في ضوء إعلان دي ميستورا عقد جولة جديدة من المفاوضات في جنيف يوم 9 آذار (مارس) الجاري.

وأضاف حجاب في بيان صدر عن المعارضة أمس: «ميدانياً، نحن لا نتكلم عن خروق للهدنة، وإنما نتكلم عن استمرار للعمليات القتالية وجرائم الحرب التي لم يتوقف النظام وحلفاؤه عن ارتكابها حتى اليوم، مع أن قرار الهدنة نص على التزام الأطراف كافة وقف الهجمات بأي نوع من الأسلحة، بما في ذلك القصف الجوي الروسي والسوري ضد مواقع المعارضة، والتوقف عن كسب الأراضي أو السعي لكسبها من الأطراف الأخرى المشاركة في وقف إطلاق النار».

وتابع حجاب: «لكن الواقع هو قيام النظام وحلفائه بخرق الهدنة وشن عمليات لكسب أراض جديدة، وتحقق لهم ذلك بالفعل، مشيراً إلى «توثيق أكثر من 100 خرق للهدنة في خمسة أيام، واستشهاد أكثر من 40 شخصاً وجرح 92، بينهم نساء وأطفال». وأكد: «تعرض نحو 13 فصيلاً من فصائل المعارضة للاعتداء على رغم إعلانها الدخول في الهدنة خلال الأيام الأربعة الماضية».

وأردف: «في الوقت الذي يُعدّ فيه دي ميستورا لجولة جديدة من المفاوضات بعد ستة أيام؛ تُعدّ روسيا وإيران والميليشيات التابعة لها لجولة جديدة من العنف، نحن نراقب قيام حلفاء النظام بحشد المزيد من القوات الأجنبية، ونرصد تدفق الأسلحة الثقيلة والقذائف والدبابات إلى مختلف الجبهات، وسننشر معلومات خطرة حول التشكيلات الطائفية من المرتزقة الذين يتم حشدهم من أفغانستان وإيران والعراق ولبنان لشن عمليات عدائية واسعة النطاق في الأيام القليلة المقبلة».

وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان الخميس، إنها سجلت 14 انتهاكاً لوقف إطلاق النار في سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأضافت الوزارة أن الانتهاكات تتعلق بقصف مناطق سكنية وقوات حكومية في محافظات دمشق واللاذقية وحماة ودرعا.

ميدانياً، تواصلت المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية في ريف اللاذقية الشمالي (غرب)، واتجهت الأنظار أمس إلى الأوضاع في مدينة حلب (شمال) حيث يهدد تقدم الوحدات الكردية في منطقة حي الشيخ مقصود بقطع طريق الكاستيلو، المنفذ الأخير بين الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب وبين خطوط الإمداد خارجها. وإذا ما أغلق الأكراد هذه الطريق، فإن المعارضة قد تكون باتت محاصرة في شكل كامل داخل الأحياء الشرقية للمدينة بينما يسيطر النظام على أحيائها الغربية ويطوّقها على أطرافها الجنوبية والشرقية والشمالية.

 

«جيش الإسلام»: الحكومة السورية تحشد قواتها للسيطرة على مزيد من المناطق

بيروت – رويترز

قالت جماعة “جيش الإسلام” السورية المعارضة اليوم (الجمعة) إن القوات الحكومية تحتشد في محاولة للسيطرة على مزيد من الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة، بعدما استعادت بالفعل مناطق منذ دخل اتفاق وقف العمليات القتالية حيز التنفيذ السبت الماضي.

وقال رئيس المكتب السياسي لـ “جيش الإسلام” محمد علوش إن “هناك خروقات كبيرة من جهة النظام واحتلال لمناطق جديدة واستخدام أنواع السلاح كافة، ولا سيما الطيران والبراميل المتفجرة في بعض المناطق وحشود لاحتلال مناطق استراتيجية مهمة جداً”.

وأضاف أن “المساعدات التي تم إدخالها في الأيام الأخيرة للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وتحاصرها الحكومة، لا تكفي عشرة في المئة من الحاجات المطلوبة وأكثر المناطق لم يدخلها شيء”.

وعلوش عضو في الهيئة العليا للتفاوض وهي تكتل المعارضة الرئيس الذي يضم معارضين مسلحين وسياسيين للرئيس السوري بشار الأسد.

وكانت جماعة “جيش الإسلام” اتهمت في بيان ليل الخميس – الجمعة حكومة دمشق بمواصلة انتهاك اتفاق وقف الأعمال القتالية، قائلة إن “الحرب لم تتوقف”.

وقالت الجماعة، في بيان  صدر خلال الليل، إنه “لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في سورية ما دامت الميليشيات والدول تقتل شعبنا وتشرده وتحتل أرضنا”.

وأضافت: “نحن حملنا السلاح لندافع عن هذا الشعب، في ظل هذه المعطيات وقف إطلاق النار يعني استسلاماً، الأمر الذي لا نرتضيه بعد كل هذه الدماء التي بُذلت”.

 

ألبانيا والمعايير المزدوجة… نعم لـ«مجاهدين خلق» لا للسوريين

محمد م. الأرناؤوط

بعدما أحكمت السلطات المقدونية إغلاق حدودها أمام اللاجئين في الأيام الأخيرة انحشر هؤلاء في اليونان المجاورة، التي تعتبر المحطة الأولى لهم بعد عبورهم بحر ايجة، وأخذوا يبحثون عن ثغرات في الجوار لكي يكملوا طريقهم إلى «أرض الأحلام» (ألمانيا وغيرها). لم يعد أمام اللاجئين سوى ألبانيا المجاورة التي يمكن أن تكون جسراً نحو مقدونيا من جهة الجنوب أو أن يخترقوا ألبانيا باتجاه الشمال ليصلوا جمهورية الجبل الأسود ومنها إلى صربيا ليكملوا الطريق المعروف عبر كرواتيا والنمسا إلى ألمانيا. ولكن موقف الحكومة الاشتراكية برئاسة إدي راما يتخبط بين الاتفاقات السرية والتصريحات العلنية حول اللاجئين السوريين خصوصاً.

 

زيارة كيري بين السرّ والعلن

في 14 شباط (فبراير) الفائت حرص وزير الخارجية الأميركي جون كيري على عدم تفويت المناسبة (ربع قرن على إقامة العلاقات الديبلوماسية) فقام بزيارة تيرانا لعدة ساعات فقط كانت كافية للتصريحات القوية والتفاهمات السرية بين الحكومتين الأميركية والألبانية. لعبت الولايات المتحدة، وزيارة وزير الخارجية آنذاك جيمس بيكر إلى تيرانا في 1991، دوراً كبيراً في دفع الحراك الشعبي المطالب بالديموقراطية في «آخر قلعة للستالينية في أوروبا» (ألبانيا)، وتحول العداء الألباني للإمبريالية إلى «تحالف» بعد سقوط الحكم الشيوعي في 1992. ومن هنا فقد حقّ لكيري أن يصرّح خلال زيارته القصيرة أن «ألبانيا يمكن أن تعتمد على صداقة وتأييد الشعب والحكومة الأميركيين».

ولكن الغرض الأساسي للزيارة كان وضع اللمسات الأخيرة للاتفاق السري بين الطرفين حول توطين الآلاف من مقاتلي منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة لنظام ولاية الفقيه في إيران، والموجودين حالياً في «معسكر الحرية» ببغداد. وكانت هذه المنظمة المعارضة للنظام الإيراني تحظى بدعم أميركي، ولما اضطر أعضاؤها إلى مغادرة إيران واللجوء إلى العراق رتبت لهم السلطات الأميركية «معسكر الحرية» في المنطقة الخضراء، ولكن بعد انسحاب الأميركيين من العراق وتعاظم النفوذ الإيراني في بغداد أخذت واشنطن تبحث لهم عن ملاذ آمن خارج العراق. وفي هذا السياق لم يكن يهم من يحكم في ألبانيا، الحزب الديموقراطي اليميني برئاسة صالح بريشا أم الحزب الاشتراكي اليساري برئاسة إدي راما. ففي 2012 تمّ التوصل إلى اتفاق مبدئي مع رئيس الحكومة صالح بريشا، وبناء عليه فقد جاء إلى ألبانيا حوالي 200 من أعضاء «مجاهدي خلق»، بينما استمر الاتفاق مع وصول الحزب الاشتراكي إلى الحكم في صيف 2013 وتتابع وصول المئات منهم خلال 2014-2015.

وفي الزيارة الأخيرة لكيري إلى تيرانا اتفِق على توطين ألفين آخرين من «مجاهدي خلق»، على أن تقوم الحكومة الأميركية بتقديم حوالى خمسين مليون دولار إلى ألبانيا من خلال المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة. وطُلب من كيري أن لا يعلن عن هذا الاتفاق في المؤتمر الصحافي أو في تصريحاته اللاحقة وذلك لكي لا تستغل المعارضة الألبانية ذلك في الصراع اليومي بين المولاة والمعارضة. ومع أن رئيس الحكومة الألبانية إدي راما نفى وجود مثل هذا الاتفاق حين سئل عن ذلك في المؤتمر الصحافي إلا أن «صوت أميركا» أحرج رئيس الوزراء الألباني حين كشف في برامجه مساء ذلك اليوم (14/2/2016)، عن وصول ألف «مجاهد» من الإيرانيين خلال السنتين الماضيتين بينما تمّ الآن الاتفاق على استقبال وتوطين ألفين آخرين، وأن كيري «شكر ألبانيا على إيواء المجاهدين».

 

لا للسوريين الآن

مع تعاظم ضغط اللاجئين السوريين على الحدود الجنوبية الشرقية لأوروبا كان الاتحاد الأوروبي قد اتفق على خطة عمل للتعاون مع دول البلقان لكي تمتصّ جزءاً من سيل اللاجئين. ومع قيام مقدونيا بإغلاق حدودها مؤخراً توجهت أنظار اللاجئين السوريين المحتشدين في اليونان نحو ألبانيا باعتبارها جسر عبور مناسب سواء إلى مقدونيا أو إلى الجبل الأسود. وأثار التفاؤل تصريح وزيرة الاندماج الألبانية كلايدا جوشا من أن ألبانيا «لن تبني جسوراً لكي تمنع اللاجئين السوريين من عبور ألبانيا» وأن «السلطات الألبانية واعية للعدد الكبير من اللاجئين السوريين الذين قد يدخلون الأراضي الألبانية» (كوها يون 25/2/2016). ومع هذا التصريح نقلت الصحافة اليونانية المعنية بالموضوع أن السلطات الألبانية تحضّر لبناء مخيمين كبيرين في الجنوب، الأول في كورتشا والثاني في جيروكاسترا، أي في طريق عبور اللاجئين السوريين سواء إلى مقدونيا أو إلى الجبل الأسود.

ولكن هذا «التصريح الإنساني» الذي صدر عن الوزيرة جوشا في 25 شباط 2016 بمدينة كورتشا بجنوب ألبانيا القريبة من اليونان ومقدونيا نُسف في اليوم التالي (الجمعة 26/2/2016) على لسان رئيس الحكومة الاشتراكية إدي راما. فقد قال راما في هذا التصريح المفاجئ: «لا يوجد لدينا ما يبرر اللجوء إلى خيار آخر غير ما هو موجود في دول العبور. لن نفتح الحدود، ولا يوجد مبرر للقيام بذلك. ليست لدينا القوة لإنقاذ العالم في الوقت الذي تقوم الدول المجاورة بإقفال حدودها».

تجدر الإشارة إلى أن هذا الموقف المتشدد من السوريين يشمل حتى أولئك الذين هم من أصول ألبانية. ففي صيف 2015 ثارت فضيحة حين رفضت السلطات الألبانية منح تأشيرة دخول نظامية لحفيدة وزير الخارجية الألبانية الأسبق محمد كونيتسا (توفي عام 1944)، الذي كانت زوجته وابنتاه لجأن إلى دمشق وأصبحت حفيدته تحمل الجنسية السورية. ولكن السلطات تراجعت عن رفضها بعد انتشار الخبر في وسائل الإعلام وسمحت لها بدخول ألبانيا.

 

دو ميستورا لاحظ “تقدّماً واضحاً” في تطبيق وقف النار بسوريا

المصدر: (و ص ف)

أكد المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دو ميستورا ان تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا يشهد “تقدماً واضحاً”، تزامناً مع انخفاض ملحوظ في حصيلة القتلى من المدنيين منذ تطبيقه قبل ستة أيام.

وقال في مؤتمر صحافي في جنيف في ختام لقاء لمجموعة العمل حول المساعدات الانسانية المخصصة لسوريا: “الوضع الميداني يمكن تلخيصه بأنه هش. ان نجاح (وقف الاعمال العدائية) ليس مضموناً انما هناك تقدم واضح. اسألوا السوريين”.

وعقدت مجموعة العمل حول وقف الاعمال العدائية في سوريا اجتماعاً بعد ظهر الخميس لتقويم مسار وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ السبت بموجب اتفاق روسي- اميركي تدعمه الامم المتحدة، من غير ان تصدر أي بيان رسمي.

وأفاد دو ميستورا قبل انعقاد الاجتماع أن “مستوى العنف في البلاد انخفض الى حد كبير. وبشكل عام، إن وقف (الأعمال العدائية) صامد”. واعترف في الوقت عينه باستمرار وجود “نقاط كثيرة حيث تتواصل المعارك، بما في ذلك في حماه وحمص واللاذقية ودمشق”، لكنه أوضح ان هذه المعارك تبقى “محصورة”.

ورأى ان “المساعدة الانسانية ووقف الأعمال العدائية كانا مهمين جداً”، لكنهما “ليسا شرطين مسبقين” في العملية السياسية.

ودخل اتفاق وقف الاعمال العدائية حيز التنفيذ في مناطق سورية عدة منتصف ليل الجمعة – السبت.

ومن المفترض أن تعاود محادثات السلام السورية في جنيف في التاسع من آذار.

وسجلت وزارة الدفاع الروسية أمس 14 انتهاكاً لوقف النار خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، في حلب ودمشق واللاذقية ودرعا وحماه.

الى ذلك، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بأن الساعات الـ 24 الأخيرة لم تشهد أي انتهاكات كبيرة للهدنة في سوريا. وقال لدى سؤاله في إفادة صحافية عن بيان روسي يتعلق بعشرات الانتهاكات في تلك الفترة: “رأينا مزاعم عن انتهاكات… طوال الساعات الـ 24 الأخيرة لم يكن هناك أي أعداد جديدة كبيرة من الانتهاكات”.

في المقابل، تحدث المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية رياض حجاب، عن “توثيق أكثر من مئة خرق للهدنة في خمسة أيام”، محذراً من ان “الهدنة على وشك الانهيار إذا لم تكن هناك تدخلات دولية مسؤولة للحد من العنف الذي لم يتوقف”. وشكك في “جدية النظام وحلفائه في توفير البيئة الملائمة للمفاوضات واستعدادهم للدخول في عملية انتقال سياسي”، مشيراً الى ان المساعدات الانسانية على سبيل المثال “لم تدخل إلا مناطق محدودة”.

ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “روسيا والنظام السوري الى وضع حد فوراً للهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة”.

ويبحث كاميرون وهولاند والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل في وقف النار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر عبر الهاتف اليوم.

واتهمت “منظمة العفو الدولية” في تقرير روسيا وقوات النظام بأنها “استهدفت بشكل متعمد ومنهجي مستشفيات ومرافق طبية خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة”، لافتة الى انها وثقت “ستة هجمات متعمدة على الاقل على مستشفيات وعيادات ومراكز طبية في ريف حلب الشمالي” في تلك الفترة. وقالت: “فيما كان اتفاق وقف النار الهش قيد الاعداد، كثفت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها هجماتهم على المرافق الطبية”.

 

تراجع أعداد القتلى

وعلى رغم الخروقات المحدودة، ينعكس وقف النار هدوءاً على المناطق السورية المشمولة بالاتفاق وكذلك على حصيلة القتلى اليومية.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن 73 مدنياً قتلوا في الايام الخمسة الاخيرة في انحاء سوريا، 24 منهم في المناطق المشمولة بوقف النار. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى “انخفاض ملحوظ” في حصيلة القتلى المدنيين مقارنة بمقتل 63 مدنياً الجمعة الماضي عشية سريان الهدنة.

وتحدث مراسلو “وكالة الصحافة الفرنسية” في المدن الرئيسية عن هدوء استمر لليوم السادس، مع تسجيل اقبال على الأسواق وحركة طبيعية في الشوارع وخصوصاً في مدينة حلب.

وفي مدينة داريا التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة جنوب غرب دمشق، قال الناشط شادي مطر إن الطلاب نعموا بيوم دراسي عادي، موضحاً انه “قبل بدء الهدنة كان الطلاب يبدأون يومهم الدراسي عند السادسة صباحا قبل بدء سقوط البراميل المتفجرة ولم يكن يومهم الدراسي يستمر أكثر من ساعتين، أما اليوم فهم يمضون خمس ساعات كاملة في المدرسة”.

وفي مؤشر لتداعي البنى التحتية جراء النزاع المستمر منذ خمس سنوات، شهدت كل المحافظات السورية انقطاعاً عاماً للكهرباء استمر أكثر من ثلاث ساعات من دون تحديد أسبابه، تزامن مع اعطال جزئية طرأت على خدمات الانترنت العامة والخاصة.

 

توسك أجرى محادثات في أثينا وأنقرة أعداد المهاجرين من تركيا “مرتفعة جداً

المصدر: (و ص ف)

صرح رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الذي اجرى محادثات في أنقرة واثينا أمس، بأن أعداد المهاجرين الذين يعبرون بحر ايجه من تركيا في اتجاه اوروبا “مرتفعة جداً”.

وقال عقب محادثات مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: “نحن متفقون على ان تدفق المهاجرين لا يزال مرتفعاً جداً وعلى ضرورة القيام بمزيد من التحرك”، مشيداً في الوقت عينه بتركيا لتعاونها المتزايد باتخاذها خطوات منها زيادة دوريات حرس الحدود وتشديد نظام التأشيرات. واشار الى “ان تركيا هي التي تقرر ما هي أفضل الطرق لخفض أعداد المهاجرين”.

وطرح فكرة اجراء عملية واسعة لاعادة المهاجرين الذين لا يحق لهم البقاء في الاتحاد الأوروبي، الى تركيا، و”القضاء على مهربي البشر”، قائلاً: “بالنسبة إلى الكثيرين في أوروبا، يبدو ان أفضل الطرق هي وضع آلية سريعة وواسعة لاعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا الى اليونان”.

وقال داود اوغلو: “لا تركيا ولا اوروبا مسؤولتان عن أزمة اللاجئين، لكنهما تدفعان الثمن”.

وسبقت زيارة توسك لليونان وتركيا القمة التي ستعقد الاثنين بين الاتحاد الاوروبي وتركيا التي ينطلق منها المهاجرون الى أوروبا.

 

اليونان

وفي أثينا، أعلن مساعد وزير الدفاع ديمتريس فيتساس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير اليوناني المكلف شؤون الهجرة يانيس موزالاس، أن عدد المهاجرين واللاجئين في اليونان ارتفع الى نحو 32 الفاً بينهم “6857 في الجزر” و”24985 في القسم القاري” من البلد.

وقال موزالاس إنه في الأيام العشرة الأخيرة، عبر “ما يقارب 1200 شخص” الحدود من معبر ايدوميني اليوناني نحو مقدونيا.

ومن المفترض أن يكشف رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس اليوم “الخطة” المفصلة للبلاد لإدارة أزمة المهاجرين، عقب اجتماع مرتقب مع مسؤولي جميع الأحزاب السياسية اليونانية.

وأوضح فيتساس أنه “سينشأ جهاز بقيادة وزارتي الدفاع وحماية المواطن لتنسيق تحركات جميع الوزارات المعنية بهذه الأزمة”.

وأمل موزالاس أن “تحل الأزمة”، وقال: “لقد تمكنا من بناء عشرة آلاف مسكن في مراكز إيواء خلال عشرة أيام، ونحن نطعم آلاف الأشخاص يومياً”.

 

الكرملين: الهدنة السورية بدأت تؤتي نتائجها

أكد الكرملين، يوم الجمعة، أن رؤساء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وروسيا، أجمعوا على أن اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا بدأ يحقق نتائج إيجابية، تمهد الطريق لتسوية سياسية. في حين تعرضت أطراف مدينة دوما لقصف جوي للمرة الاولى منذ بدء سريان اتفاق الهدنة.

وأوضح بيان الكرملين أنه جرى التشديد خلال المحادثة الهاتفية المغلقة التي تمت بين الرؤساء، “على أهمية استمرار القتال بلا هوادة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات الإرهابية.”

وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن المحادثات الخماسية كانت مفيدة، موضحاً أن زعماء الدول الخمس اتفقوا أيضا على مواصلة الاتصالات الهاتفية حول سوريا مستقبلا.

وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة بذل جهود قصوى لإيصال المساعدات لسكان سوريا.

وأوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الرؤساء الأوروبيين دعوا بوتين خلال المكالمة الهاتفية إلى ممارسة الضغوط على السلطات السورية من أجل تسوية النزاع، مضيفة أن جميع الرؤساء اتفقوا على ضرورة إطلاق عملية سياسية في سوريا في أقرب وقت.

في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، اليوم، الى “تقدم فعلي” ميدانياً في سوريا، لكنه طالب بتحقيق “شرطين” لاستئناف مفاوضات السلام في جنيف.

وقال ايرولت، اثر لقاء مع نظرائه البريطاني فيليب هاموند والالماني فرانك فالتر شتاينماير: “نأمل باستئناف سريع للمفاوضات في جنيف لكن لابد من تحقيق شرطين، هما ضمان وصول المساعدات الانسانية الى كل السوريين والاحترام التام للهدنة”.

وتابع “تم تحقيق تقدم فعلي لكن لا تزال هناك امور غير مقبولة”.

وشدد شتاينماير على ان الدول الغربية تسعى الى “تعزيز وقف اطلاق النار وتثبيته”، مضيفاً “نعلم جميعا ان هناك انتهاكات لوقف اطلاق النار ولابد من الشفافية في مسالة المسؤوليات”.

واشار الى ان ايصال المساعدات الغذائية لا يزال “غير كاف”.

اما وزير هاموند فأعلن ان “وقف الاعمال القتالية ليس كاملا لكنه حد من مستوى اعمال العنف، وشكل فرصة من اجل ايصال المساعدات الغذائية”.

واضاف “شجعنا (منسق المعارضة السورية رياض) حجاب، مهما كانت تحفظاته، على الاستعداد للعودة الى طاولة المفاوضات في جنيف”.

ميدانياً، تعرضت أطراف مدينة دوما، أبرز معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، اليوم، لقصف جوي للمرة الاولى منذ سريان اتفاق وقف الاعمال القتالية.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن: “نفذت طائرات حربية لم تعرف هويتها غارتين على اطراف مدينة دوما، ما ادى الى مقتل شخص لم يعرف اذا كان مدنيا ام مقاتلا”.

وأضاف أن هذه الغارات هي “الاولى على الغوطة الشرقية منذ سريان الهدنة” بموجب اتفاق لوقف الاعمال القتالية في مناطق سورية عدة.

وتحدثت “تنسيقية مدينة دوما” على صفحتها في موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، عن “ثلاث غارات حربية عنيفة يعتقد أنها روسية استهدفت أطراف المدينة”.

وذكرت “التنسيقية” أن الغارات تزامنت “مع قصف مدفعي عنيف استهدف المدينة في خرق واضح وصريح للهدنة المزعومة”.

إلى ذلك، أوضحت “وحدات حماية الشعب” الكردية السورية أن الجماعات المسلحة في منطقة حلب لا تحترم اتفاق وقف الأعمال القتالية، واتهمتها بمهاجمة منطقة الشيخ مقصود ذات الأغلبية الكردية ومناطق أخرى قرب حلب.

وجاء في تقرير لـ”الوحدات” أن المسلحين لم يلتزموا بوقف إطلاق النار ووقف العمليات القتالية، مضيفاً أنهم “على النقيض استأنفوا الهجمات العنيفة والقصف العشوائي خاصة لمنطقة الشيخ مقصود”.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس وزراء الدنمارك لارس لوكي راسموسن، حصوله على تأييد لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان لإرسال 400 عنصر من القوات الخاصة وطائرات حربية الى سوريا والعراق لمقاتلة تنظيم “داعش”.

وقال راسموسن في بيان إن “الحكومة ترغب في تكثيف القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف”، مضيفاً أن “ارسال رجال ونساء دنماركيين هو قرار كبير (…) لهذا يمكنني ان اؤكد ان خطة الحكومة حظيت بتأييد واسع من الاحزاب الممثلة في البرلمان”.

وأوضحت وزارة الخارجية الدنماركية في بيان ان القوة الجديدة تنشر اعتباراً من منتصف العام 2016، إلا أن وزير الخارجية كريستيان ينسن قال لوكالة الانباء “ريتساو”، إن “هذا لا يعني ان الجنود الدنماركيين يخوضون معارك مباشرة، لكنهم قد يتعرضون لهجمات لذلك يكون لديهم تفويض واسع”.

(روسيا اليوم، أ ف ب، رويترز)

 

موسكو تتسلّم من واشنطن إحداثيات لفصائل انتهكت الهدنة

سوريا في هدوء نسبي.. وتشاور روسي ـ أوروبي

أعاد اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي بدأ السبت الماضي، بعضاً من الحياة إلى السوريين، حيث خرج الناس للتنزه وسجلت نسبة إقبال على الأسواق وعاد التلامذة إلى مدارسهم من دون خوف، وانخفض عدد الضحايا المدنيين كثيراً، وهو أمر أشاد به المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي أعلن أن «المساعدة الإنسانية ووقف الأعمال العدائية كانت مهمة جداً، لكنها ليست شروطا مسبقة» في العملية السياسية، في رفض واضح لشروط معارضة الرياض للمشاركة في مفاوضات «جنيف 3» التي قد تتأخر عن موعدها في 9 آذار الحالي بسبب تعقيدات لوجستية.

وفي الوقت الذي كانت تدور فيه اشتباكات ضارية بين تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» في مخيم اليرموك في ريف دمشق، كشفت موسكو عن انضمام «جيش الإسلام» في الرحيبة إلى وقف الأعمال العدائية، في حين تسلم الروس من الاميركيين احداثيات لمواقع فصائل مسلحة انتهكت الهدنة بقصف مناطق مدنية او مواقع للجيش السوري، ما يعني احتمال تعرضها لضربات جوية روسية.

وعلى رغم الخروقات المحدودة، تنعكس الهدنة هدوءا على المناطق السورية المشمولة بالاتفاق وكذلك على حصيلة القتلى اليومية. ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «مقتل 73 مدنياً في الأيام الخمسة الأخيرة في كافة أنحاء سوريا، 24 منهم في المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار». وأشار مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إلى «انخفاض ملحوظ» في حصيلة القتلى المدنيين، مقارنة مع مقتل 63 مدنياً قبل يوم من سريان الهدنة. وبحسب المرصد، فان المعدل الوسطي للقتلى المدنيين خلال شهر شباط بلغ 38 مدنيا يوميا.

واستمر الهدوء في المدن الرئيسية لليوم السادس على التوالي، مع تسجيل إقبال على الأسواق وحركة طبيعية في الشوارع، لا سيما في مدينة حلب، حيث كان الأطفال يلهون خارج منازلهم.

وقال محمود أشرفي، من منطقة يسيطر عليها المسلحون في حلب لوكالة «رويترز»، «أنظر إلى الأسواق. أين كان كل هؤلاء الناس يختبئون».

وقال عبد الله أصلان «المتنزه كان يشبه خلية النحل بالأمس. كان يعج بالأطفال والأسر. السكان يشعرون بأمان أكثر للخروج مع أسرهم».

وعلى الجانب الآخر من المدينة الخاضع لسيطرة الحكومة لاحظ السكان كذلك تراجعاً في قصف المسلحين، لكنهم، مثل المقيمين في المناطق الخاضعة للمسلحين، يتوخون الحذر ويساورهم القلق من إمكانية عودة القصف والمعارك.

وفي مدينة داريا في ريف دمشق، التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة، قال المعارض شادي مطر إن الطلاب نعموا بيوم دراسي عادي. كما بدأ سكان في مناطق خاضعة للمسلحين بإصلاح المنازل والعناية بالحدائق.

وقال دي ميستورا، في ختام لقاء لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية المخصصة لسوريا قبيل اجتماع آخر لمجموعة وقف الأعمال العدائية في جنيف، إن «الوضع الميداني يمكن تلخيصه بأنه هش. إن النجاح ليس مضموناً، إنما هناك تقدم واضح. اسألوا السوريين»، موضحاً أن «مستوى العنف في البلاد انخفض بشكل كبير. وبشكل عام، فإن وقف (الأعمال العدائية) صامد».

واعترف دي ميستورا بوجود «نقاط عديدة حيث تتواصل المعارك، بما في ذلك في حماه وحمص واللاذقية ودمشق»، لكنه أوضح أنها «محصورة». وأعلن أن مكتبه يعمل بشكل وثيق مع روسيا والولايات المتحدة للتحقيق في أي قتال، و «التدخل سريعاً لضمان أن الأطراف على الأرض ستهدئ الموقف».

وأوضح دي ميستورا أن «المساعدة الإنسانية ووقف الأعمال العدائية كانت مهمة جدا، لكنها ليست شروطا مسبقة» في العملية السياسية، في رد مباشر على المنسق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع الرياض رياض حجاب الذي اعتبر أن «الهدنة على وشك الانهيار إذا لم تكن هناك تدخلات دولية مسؤولة للحد من العنف الذي لم يتوقف».

ومن المفترض أن تُستأنف المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة في جنيف في التاسع من آذار الحالي، لكن دي ميستورا أشار إلى إمكانية تأجيلها بضعة أيام بسبب مشكلات لوجستية، تتعلق بعدم قدرة الوفود على حجز غرف في الفنادق بسبب معرض للسيارات، موضحاً أن بعض الوفود قد تصل جنيف في 14 الشهر الحالي.

وقبل ساعات من اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، دعا هولاند وكاميرون، بعد قمة في مدينة أميان الفرنسية، «روسيا والنظام السوري إلى وضع حد فوراً للهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة، ووقف الزحف على حلب الذي يقوض فرص السلام ويهدد بتعميق أزمة اللاجئين ويخدم تنظيم داعش». وأكدا «دعمهما المعارضة السورية، وارتياحهما لتمسكها بتسوية سياسية من خلال مفاوضات حقيقية».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قادة «جيش الإسلام»، الذين يسيطرون على بلدة الرحيبة بريف دمشق، انضموا إلى عملية وقف الأعمال العدائية. وذكرت، في بيان، «يوم أمس (الأول) اتخذ قادة مجموعة جيش الإسلام، الذين يسيطرون على الرحيبة قراراً بالانضمام إلى عملية وقف العمليات القتالية». وأضافت أن «مفاوضات تجري مع 5 قادة للجماعات المسلحة بشأن وقف القتال في سوريا، في محافظات دمشق ودرعا وحمص».

وتابعت «تم استلام استمارات الطلب على وقف الأعمال العدائية من 18 قائداً لجماعات المعارضة المعتدلة التي تعمل في محافظة درعا، ونتيجة لذلك تم توسيع نظام الهدنة على 9 مناطق»، موضحة أن «عدد الاتفاقيات الموقعة لوقف الأعمال العدائية في سوريا بلغ 44».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن «مركز تنسيق الهدنة الروسي بسوريا سجل خلال الـ24 ساعة الماضية 14 حالة قصف على المنازل السكنية ومواقع القوات الحكومية في دمشق والقنيطرة ودرعا واللاذقية وحماه وحلب».

وأضافت إن «المركز تسلم من الولايات المتحدة إحداثيات المسلحين الذين قاموا في الأيام الأخيرة بقصف المناطق السكنية والقوات الحكومية».

(«سبوتنيك»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

سوريون يستغلون سريان الهدنة للخروج مجددا في تظاهرات معارضة للنظام

حلب- (أ ف ب): استغل المئات من السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والمشمولة باتفاق وقف الاعمال القتالية الهدنة للخروج في تظاهرات في محافظات عدة، بعد توقف استمر نحو ثلاث سنوات، متخذين عنوان “الثورة مستمرة” شعارا لتحركاتهم.

وقال الخطاط ابو نديم اثر الانتهاء من اعداد لافتة كبيرة حملها متظاهرون في الاحياء الشرقية في مدينة حلب، لوكالة فرانس برس “غابت التظاهرات السلمية لفترة ومع الهدنة التي حدثت، باتت لدينا فرصة للتعبير عن السبب الذي خرجنا من اجله وهو اسقاط النظام، ولنظهر للعالم اننا لسنا عصابات مسلحة، بل نحن شعب يطالب بالحرية واسقاط النظام”.

وبدأ تطبيق اتفاق وقف الاعمال القتالية في مناطق سورية عدة قبل اسبوع. ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، لتقتصر المناطق المعنية بالهدنة عمليا على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي، واللاذقية (غرب).

وعند اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري في منتصف آذار/ مارس 2011، اعتاد السوريون الخروج في تظاهرات اسبوعية كل يوم جمعة، تحت شعار موحد، مطالبين باسقاط النظام.

لكن هذه التظاهرات التي سار فيها عشرات الالاف تراجعت وتيرتها في العام 2013، تحت وطأة القصف والغارات والبراميل المتفجرة التي اوقعت الاف القتلى.

وتحت شعار “الثورة مستمرة”، خرج المئات اليوم في حلب، كما في مدن تلبيسة في محافظة حمص (وسط) ودرعا (جنوب) ودوما في ريف دمشق، وحملوا اعلام الثورة السورية مرددين هتافات مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد.

وحمل المتظاهرون في حلب لافتة كبيرة كتب عليها “عاشت سوريا ويسقط الاسد”، مرددين شعارات عدة ابرزها “الحرية صارت عالباب”.

وقال مراسل لفرانس برس ان المتظاهرين وخلال مرورهم في حي محاذ لاحياء تحت سيطرة قوات النظام تعرضوا لاطلاق نار من احد القناصة التابعين لقوات النظام من دون تسجيل أي خسائر.

وفي تلبيسة، تجمع العشرات من الرجال والاطفال، ورفع احدهم لافتة كتب عليها “خلص الكلام الشعب يريد اسقاط النظام”.

وقال الناشط في تلبيسة حسان ابو نوح لفرانس برس عبر الهاتف “يمكن القول اننا عدنا الى البداية”، موضحا ان “التظاهرة الاخيرة في المدينة خرجت منتصف العام 2012، تاريخ بدء القصف الجوي والمدفعي الذي منع الناس من التجمع في الشوارع″.

واضاف ابو نوح بتأثر واضح “هاك فرحة كبيرة جدا ولكن هناك غصة ايضا. الناس يبكون. العديد من الشبان الذين تظاهروا معنا استشهدوا”. وتابع “منذ ثلاث سنوات لم نخرج الى الشارع (…) ولشدة فرحنا بدانا نرقص”.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة عن خروج المئات من المتظاهرين في مدن اعزاز والأتارب في محافظة حلب ودرعا ونوى في الجنوب، وبلدة دير العصافير ومدينة دوما في ريف دمشق، بالاضافة الى بلدات جرجناز وسراقب ومدينة معرة النعمان في ريف إدلب (شمال غرب).

 

هولاند يعتبر تنظيم انتخابات في سوريا في نيسان/ابريل فكرة استفزازية وغير واقعية

باريس – (أ ف ب) – وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة تنظيم انتخابات في سوريا في نيسان/ابريل المقبل كما اعلنت دمشق، بانه “فكرة استفزازية” و”غير واقعية اطلاقا”.

وقال هولاند خلال استقباله المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في باريس ان “فكرة اجراء انتخابات” قريبا “في سوريا ليست فكرة استفزازية فحسب بل ستكون غير واقعية اطلاقا”.

 

ميركل: بوتين أكد الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا

باريس – (رويترز) – قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجمعة إن الرئيس فلاديمير بوتين أكد التزام روسيا بوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في سوريا يوم السبت خلال اتصال هاتفي مع أربعة من زعماء الاتحاد الأوروبي.

وأضافت ميركل خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند “أود أن أؤكد مرة أخرى أن الرئيس الروسي أكد رسالة رئيسية مفادها الالتزام بوقف إطلاق النار وأن الهجمات ستقتصر على داعش وجبهة النصرة.”

وكانت تشير إلى خطط مدعومة من روسيا “لوقف الأعمال القتالية” في سوريا تستثني جماعات مثل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

 

لافروف: الهدنة الحالية في سورية خطوة أولى لوقف إطلاق النار في البلاد بالكامل

القاهرة – (د ب أ)- أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الهدنة في سورية تحمل طابعا دائما ولا يوجد أي جدول زمني أو شروط مسبقة لها.

ونقلت قناة “روسيا اليوم” على موقعها الإلكتروني الجمعة عن لافروف قوله “إن وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وتحريك العملية السياسية الشاملة لجميع الأطراف السورية يجب أن تجري بالتوازي”.

وأكد أن الهدنة الحالية في سورية هي “الخطوة الأولى لوقف إطلاق النار في البلاد بالكامل”.

ولم يستبعد الوزير الروسي إجراء مباحثات مباشرة بين دمشق والمعارضة السورية أثناء الجولة الجديدة من المباحثات السورية، موضحا أن المبعوث الأممي الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا سيعقد في التاسع من آذار/مارس الجاري اجتماعا لجهات سورية سيمهد الطريق للمفاوضات السورية.

وأوضح :”في البداية، ستكون هناك اتصالات بين الأمميين ومختلف ممثلي المعارضة والحكومة بشكل منفصل، وآمل في أنهم سيجتمعون بعد ذلك في غرفة واحدة”.

 

قافلة مساعدات انسانية تستعد للدخول الى بلدة محاصرة قرب دمشق

دمشق – (أ ف ب) – تستعد الامم المتحدة الجمعة لادخال قافلة مساعدات الى بلدة كفربطنا المحاصرة من قوات النظام في الغوطة الشرقية لدمشق، في عملية هي الثانية منذ سريان اتفاق لوقف الاعمال القتالية قبل نحو اسبوع.

وقال مصدر مسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان “قافلة مساعدات ستتجه اليوم الى كفربطنا لتسليم مساعدات لعشرين الف شخص”.

وتتضمن قافلة المساعدات التي لم تنطلق بعد الى داخل البلدة وفق المصدر “موادا غذائية ولوازم طبية”.

وتحاصر قوات النظام منذ العام 2013 منطقة الغوطة الشرقية التي تعد ابرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق. وهذه المرة الثانية التي يتم فيها ادخال مساعدات من الامم المتحدة الى منطقة محاصرة منذ بدء تطبيق اتفاق اميركي روسي مدعوم من الامم المتحدة لوقف الاعمال القتالية يشمل مناطق سورية عدة بينها الغوطة الشرقية.

وتم ايصال مساعدات غير غذائية الاثنين الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق. وقال منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في سوريا يعقوب الحلو الأحد ان الامم المتحدة تعتزم “في الايام الخمسة المقبلة ادخال مساعدات الى حوالى 154 الف شخص في مدن محاصرة”.

وتنتقد المعارضة السورية التأخر في ادخال مساعدات الى المناطق المحاصرة. وقال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية الخميس ان المساعدات “لم تدخل إلا الى مناطق محدودة”.

وتزامنت انتقادات حجاب مع اعلان موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس في ختام لقاء لمجموعة العمل حول المساعدات الانسانية المخصصة لسوريا أن “المساعدة الإنسانية ووقف الأعمال العدائية كانت مهمة جدا” لكنها “ليست شروطا مسبقة” في العملية السياسية.

وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الاطراف المتنازعة، اذ يعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486 الف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري او الفصائل المقاتلة او تنظيم الدولة الاسلامية، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق “يصعب الوصول” اليها 4,6 ملايين نسمة.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف الاثنين ان “التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب”، محذرا من ان “الجوع قد يودي بحياة الآلاف” في سوريا.

ويدخل النزاع السوري منتصف الشهر الحالي عامه السادس، متسببا بمقتل اكثر من 270 ألف شخص وتهجير وتشريد اكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

 

المرصد السوري: طائرات حربية تضرب مشارف دوما للمرة الأولى منذ الهدنة

بيروت- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية نفذت ضربتين الجمعة على مشارف دوما شمال شرقي دمشق للمرة الأولى منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية.

وذكر المرصد أن شخصا على الأقل قتل.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إنه لم تُعرف على الفور جنسية الطائرات.

كما قال المرصد إن ثلاث قذائف أطلقتها قوات الحكومة سقطت في المنطقة ذاتها وأسفرت عن إصابة عدد من الأشخاص بينهم أفراد من الدفاع المدني.

 

البرلمان الأمريكي يطالب أوباما بمحاكمة الأسد على «جرائم حرب»

سوريا تغرق في الظلام وأولاند وكاميرون يدعوان موسكو لوقف الهجمات على المعارضة «فورا»

عواصم ـ من تمام البرازي ووكالات: حضّ الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس روسيا والنظام السوري على وقف «الهجمات فورا» على المعارضة في سوريا، وفق إعلان صدر إثر قمة فرنسية بريطانية عقدت في اميان بفرنسا.

وجاء في البيان أن فرنسا وبريطانيا «تطلبان من روسيا ومن النظام السوري وضع حد فورا للهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة» ووقف الانتهاكات التي «تقوّض آفاق السلام» و«تهدد بتعميق أزمة اللاجئين إلى حد بعيد».

إلى ذلك وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي (إحدى غرفتي الكونغرس) على قرار يطالب الرئيس باراك أوباما بحث الأمم المتحدة على تشكيل محكمة دولية مختصة بـ»جرائم الحرب» في سوريا لمحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال رئيس اللجنة إد رويس، وهو من الحزب الجمهوري، أن إدانة تنظيم «الدولة الإسلامية» على ارتكابه جرائم حرب فظيعة أمر مهم ولكن يجب عدم إدانته فقط بل يجب إدانة بشار الأسد أيضا.

وفي بيان أدانت اللجنة «الخروقات الفظيعة للقانون الدولي، وجرائم الحرب، والحرب ضد الإنسانية، التي ارتكبتها الحكومة السورية وحلفاؤها، والأطراف الأخرى المشاركة في الصراع الدائر في البلاد».

ودعت اللجنة أوباما لتوجيه ممثلة بلاده لدى الأمم المتحدة (سامانثا باورز) «لاستخدام صوت الولايات المتحدة، لدعم تشكيل محكمة جرائم الحرب السورية، وهي محكمة إقليمية أو دولية، لمحاكمة منفذي الجرائم الكبرى المرتكبة من قبل الحكومة السورية، وحلفائها والأطراف الأخرى».

جاء ذلك فيما شهدت المحافظات السورية كافة انقطاعا عاما للتيار الكهربائي بدأ عند الساعة الواحدة من ظهر لأمس الخميس (11,00 تغ) من دون أن تعرف أسبابه، وفق ما أفاد التلفزيون السوري الرسمي وسكان.

ونقل التلفزيون عن مصدر في وزارة الكهرباء «انقطاع عام للتيار الكهربائي في جميع المحافظات، وورش الإصلاح بدأت بتحديد أسباب هذا الانقطاع المفاجئ لتتم معالجته على الفور وإعادة التيار الكهربائي خلال الساعات القادمة».

وأفاد سكان محليون بانقطاع التيار الكهربائي بدءا من الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت دمشق، وتزامن مع انقطاع في خدمة الإنترنت (الجيل الثالث) التي توفرها شركات تزويد خاصة.

وأعلنت الشركة السورية للاتصالات في خبر عاجل نقله التلفزيون السوري في وقت لاحق «توقف خدمة الانترنت بشكل جزئي نتيجة حدوث عطل طارئ على أحد محاور الشركة»، مضيفة «أن ورش الصيانة توجهت إلى مكان العطل لإصلاحه».

إلى ذلك قتل 24 مدنيا سوريا في المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار خلال الأيام الخمسة الأولى على سريان اتفاق وقف الإعمال العدائية، ما يعكس انخفاضا ملحوظا مقارنة مع حصيلة الأشهر السابقة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 24 مدنيا، بينهم ستة أطفال وخمس نساء، في المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار منذ بدء تطبيق اتفاق الهدنة السبت حتى الأربعاء».

وأشار إلى «انخفاض كبير في حصيلة القتلى في صفوف المدنيين منذ سريان الهدنة مقارنة مع الخسائر البشرية المسجلة قبل تطبيقها»، موضحا أن «حصيلة القتلى المدنيين بلغت يوم الجمعة، أي عشية بدء تطبيق الهدنة، 63 مدنيا بينهم 11 طفلا».

وبحسب المرصد، فإن المعدّل الوسطي للقتلى المدنيين خلال شهر شباط/ فبراير بلغ 38 مدنيا يوميا.

وقال عبد الرحمن إن 42 مقاتلا من الفصائل المعارضة قتلوا منذ بدء تطبيق الاتفاق، معظمهم في محافظات اللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وفي الغوطة الشرقية، أبرز معاقلهم قرب دمشق.

في المقابل، قتل 25 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وفق عبد الرحمن منذ السبت، على أطراف دمشق وفي ريفي اللاذقية وحلب، قضى بعضهم خلال اشتباكات مع مقاتلي «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية مقاتلة خسرت 11 من مقاتليها في معارك اللاذقية.

 

معاذ الخطيب ينفي لـ«القدس العربي» عقد أي لقاء مع النظام السوري

اسطنبول ـ «القدس العربي» ـ من مصطفى محمد: نفى الشيخ أحمد معاذ الخطيب ما تردد عن اتصالات أجراها مع النظام السوري مؤخراً بشأن الترتيب لحكومة وحدة وطنية، قائلاً «في حال حصل مثل هذه الاتصالات، فلن تكون قراراً فردياً اتخذه، بل ستكون هناك مشاورات واسعة من أجل تحقيق الاتفاقات الدولية التي تحدثت عن حكم انتقالي، وليس صيغة يعيد النظام من خلالها إنتاج نفسه من جديد».

ورأى الخطيب أول رئيس للائتلاف السوري المعارض، خلال حديثه لـ»القدس العربي»، في استخدام كلمة «الوحدة الوطنية» من قبل من يروج لها، «نوعاً من التحايل السياسي، لدفن ملفات يستحيل تحقيق الاستقرار من دون البت الواضح فيها»، بدون أن يوضح أكثر.

ورد معقباً على اللغط الذي أثاره التسجيل المصور الذي نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي دعا فيه الخطيب إلى وجوب دعم من وصفهم بـ»العقلاء» داخل النظام والمعارضة للوصول إلى حل بالقول «لا أتحدث عن حوار، بل عن صيغ تفاوضية للخروج من النفق المظلم». وأردف «أعتقد بالإمكان تحقيق ذلك، لأن للسوريين طبيعة لا أعتقد أن أحداً غيرهم يفهمها، وهذا بالتأكيد يحتاج إلى إرادة».

 

معاذ الخطيب ينفي لـ «القدس العربي» عقد أي لقاء مع النظام… ويؤكد: رسم الحدود بالدم سيكلف دماً أكثر

أول رئيس للائتلاف السوري عبّر عن خشيته من تسبب بعض القوى في دفع دول إقليمية إلى تصادمات

مصطفى محمد

اسطنبول ـ «القدس العربي»: نفى الشيخ أحمد معاذ الخطيب ما تردد عن اتصالات أجراها مع النظام السوري مؤخراً بشأن الترتيب لحكومة وحدة وطنية، قائلاً «في حال سيحصل مثل هذه الاتصالات، فلن تكون قراراً فردياً اتخذه، بل ستكون هناك مشاورات واسعة من أجل تحقيق الاتفاقات الدولية التي تحدثت عن حكم انتقالي، وليس صيغة يعيد النظام من خلالها إنتاج نفسه من جديد».

ورأى الخطيب أول رئيس للائتلاف السوري المعارض، خلال حديثه لـ «القدس العربي»، في استخدام كلمة «الوحدة الوطنية» من قبل من يروج لها، «نوعاً من التحايل السياسي، لدفن ملفات يستحيل تحقيق الاستقرار من دون البت الواضح فيها»، بدون أن يوضح أكثر.

ورد معقباً على اللغط الذي أثاره التسجيل المصور الذي نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي دعا فيه الخطيب إلى وجوب دعم ما وصفهم بـ»العقلاء» داخل النظام والمعارضة للوصول إلى حل بالقول «لا أتحدث عن حوار، بل عن صيغ تفاوضية للخروج من النفق المظلم»، وأردف «أعتقد بالإمكان تحقيق ذلك، لأن للسوريين طبيعة لا أعتقد أن أحداً غيرهم يفهمها، وهذا بالتأكيد يحتاج إلى إرادة».

وقال «ما يزال المستقبل غامضاً مليئاً بالعثرات وفيه أحمال ثقيلة جداً، ورغم ذلك فما رأيناه من عزيمة شعبنا وإصراره تجعلنا نقول إن شعبنا يستطيع – رغم كل جراحه، أن يشق مساراً وطنياً، وهو قادر على أن يعيد ترميم بلاده، وبالتأكيد سيأخذ هذا وقتاً ليس بالقصير».

وأضاف الخطيب خطيب جامع بني أمية الكبير سابقاً، مخاطباً السوريين «إن إصرارنا على إنقاذ بلدنا فريضة بعنقنا جميعاً، وما نواجهه يمكننا تطويعه لصالحنا، عندما يكون هناك هم أساسي يتمثل بإنقاذ بلدنا من التقسيم والفناء».

وتابع معاذ الخطيب محذراً «أعتقد أن الحدود إذا رسمت بالدم فستكلف دماً أكثر، وبعد الاستقرار كل شيء يمكن أن يجري وفق حل وطني سلمي مناسب».

وقلل من شأن الحديث عن سوريا فدرالية، بالقول «لا يوجد ضمن الجسم السياسي السوري أي حزب أو طرف يطالب بهذا»، معتبراً أن «دفع الأمور بهذا الاتجاه، قد يؤسس لنزاعات طويلة»، وأوضح « أقصى ما يطالب به أي أحد حتى الآن، هو نوع من الإدارة الذاتية والحقوق الثقافية والقومية، والتي لا شك أنها صودرت للكثيرين خلال 50 عاماً».

وفي الشأن الميداني عزا الخطيب تراجع قوات المعارضة لحساب قوات النظام على أكثر من جبهة، إلى دينامية المواجهات العسكرية التي تشهد تبدلاً في موازين القوى، وإلى القصف غير المسبوق الذي مهد الأرض لبعض التراجعات النسبية، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى التكلفة المرتفعة في حال المضي في خيار الحسم العسكري، الذي قد تعجز روسيا أو غيرها عن تحمل تبعاتها، مضيفاً « لذلك فإن حلاً سياسياً هو الأفضل على كل الأبعاد».

وبعد أن وصف فكرة الهدنة بـ «الجيدة» في حال وظفت لصالح السوريين، لا لصالح الأطراف الخارجية، عاد ليتحدث عن ضرورة تثبيتها، وقال إن «وجود الإرادة الدولية بتلك الهدنة أمر ايجابي، ويبقى وجود إرادة وطنية من قبل النظام والمعارضة وبمستوى عال لاستثمارها هو الأمر الملح، ومن ثم يجب تجنب الفخاخ التي قد تكون داخلها، وهذا قد يكون بصيص الأمل لمسيرة إنهاء المأساة التي يعيشها شعبنا السوري».

وحول تقييمه للمفاوضات المرتقبة، والمزمع عقدها في مدينة جنيف في التاسع من الشهر الجاري، بين المعارضة والنظام قال «أعتقد أنها فرصة قد لا تتكرر، ويجب اغتنامها، لسببين : البحث عن مخرج، ثم شق طريق لمسار سوري سوري، قبل أن تخرج القضية نهائياً من يدنا كسوريين».

وفي شأن مواز، عبّر الخطيب عن خشيته من تسبب بعض القوى، في دفع دول إقليمية إلى تصادمات، قد تزيد المشهد السوري تعقيداً، موضحاً «ربما ينظر البعض إلى ما يجري الحديث عنه اليوم من الناحية السياسية، كأمر له إيجابيات وسلبيات، وأنا كسوري أتمنى أن تتناقص حدة الصراع، لأن شعبنا هو من يدفع الثمن».

وفي إشارة منه إلى تدخل عسكري سعودي تركي وشيك ضد تنظيم «الدولة»، في الداخل السوري، قال» كبعد وطني لا أحد يرغب في التدخل في بلاده، وإن كان توحش النظام جعل كثيرين من الناس يبحثون عن أي حل لرفع معاناتهم، وقد جر الإيرانيون ثم الروس بتدخلاتهم أكبر المصائب إلى بلدنا»، وأضاف الخطيب إن «التدخلات الإيرانية والروسية عقدت الأمور جداً، والتدخل البري الآتي من السعودية وتركيا في حال تم التوافق عليه، سيكون محدوداً، وبعده الأساسي هو محاربة تنظيم الدولة».

وحمّل الخطيب «الدول الكبرى» المسؤولية المباشرة عن سفك الدماء السورية، لأنها لم تساعد الشعب السوري بطريقة تنجيه من يد الجلادين الذين يسفكون دمه لخمس سنوات»، كما قال. واختتم حديثه بالرد على سؤال «القدس العربي» حول تقييمه الشخصي لدور ما يسمى بـ»أصدقاء الشعب السوري» في دعم مسار الثورة بالقول، «كل تلك الدول كانت صادقة في دعم الشعب السوري ضمن رؤاها ومن وجهة نظرها، ولكن ما كان مفيداً للسوريين كان مسألة أخرى».

 

صراع سلطة بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك المحاصر في دمشق

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: نشبت اشتباكات ومواجهات عنيفة بين «جبهة النصرة» ـ ذراع «القاعدة» في سوريا ـ وتنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك المحاصر للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق الجنوبي، وأدت تلك المواجهات إلى مقتل «أبو خضر» أحد أبرز قياديي تنظيم «الدولة» في المخيم، والمبايع لها بعد فصله مع مجموعة من العناصر عن تنظيم «جبهة النصرة»، فضلاًً عن إصابة بعض المدنيين بينهم أطفال.

ووصف مصدر عسكري من مخيم اليرموك فضل عدم كشف هويته، بأن ما يشهده المخيم من اقتتال دام بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة»، بعد اتفاق ووفاق خالف وضعهم المتوتر على امتداد الأراضي السورية، بصراع السلطة، مؤكداً أن وفاقهم السابق في مخيم اليرموك، ما كان إلا مصلحة مشتركة للطرفين، للإطاحة بفصائل «الجيش الحر» من أبناء المخيم، وإنهاء وجودهم.

وأضاف المتحدث لـ «القدس العربي»، «بعد أن وصل الطرفان إلى أهدافهما في بسط نفوذهما على مخيم اليرموك، حيث تسيطر «جبهة النصرة» بنسبة 60% من مساحته، فيما يسيطر تنظيم «الدولة» على 40% فقط، والتي تتمثل بقطاعي الشهداء والورشة، أصبح شغل كل تنظيم منهما الإطاحة بالطرف الآخر وإنهاء وجوده، طمعاً بالسلطة والسيطرة على مخيم اليرموك».

وأضاف «على إثر خلافات جوهرية بين الطرفين، نشبت اشتباكات في شارع العروبة، وتم رفع السواتر الترابية في أحياء مخيم اليرموك من كلا الطرفين، وعمليات وقنص وقتل متبادلة، ثم تلتها عمليات دهم واعتقالات لعدد من أهالي المخيم المشكوك بأمرهم من قبل تنظيم الدولة».

وقال الناشط الإعلامي ابو ياسر الفلسطيني في حديث معه «عقب المواجهات العنيفة بين الدولة والجبهة، تم التوصل إلى تهدئة سبقها مفاوضات دامت حتى ساعات متأخرة من الليل، انتهت بتوقيع جبهة النصرة اتفاقاً مع تنظيم الدولة يقضي بسحب العناصر من الطرقات وإزالة مظاهر الاحتقان بين الطرفين، وبعد الاتفاق قام «أبو خضر» وهو المسؤول العسكري والقائد لجماعة الأنصار المبايعة لتنظيم الدولة، بالهجوم على أحد مقرات الجبهة، ناقضاً بذلك الاتفاق المبرم حديثاً، مما أدى إلى سقوطه قتيلاً خلال الاشتباكات، مع عدد من عناصره، ثم تطور الوضع لتتوسع نقاط الاشتباكات بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة ويسقط عدد من القتلى في صفوف الدولة، وقتيل على الأقل من جبهة النصرة، حيث تم إجلاء قتلى الدولة وجرحاها إلى معقل التنظيم في الحجر الأسود في ريف دمشق الجنوبي، فيما استمر الوضع المتوتر مع تراجع وتيرة المواجهات».

ويقود تنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك مجموعة من القيادات العسكرية والسياسية، بعد خروج أبو سالم العراقي قبل نحو 15 يوماً من مخيم اليرموك إلى مدينة الرقة معقل تنظيم «الدولة» لتلقي العلاج هناك، فيما يقود تنظيم جبهة النصرة داخل المخيم القيادي «أبو براهيم» الفلسطيني السوري.

 

«جيش تحرير الشام» يرفض اتفاق الهدنة ويعلن إصراره على قتال النظام السوري

عبدالله العمري

اسطنبول ـ «القدس العربي»: نفى مصدر مقرب من «جيش تحرير الشام» صحة الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام محلية عن دخول الجيش إلى جانب فصائل عدة بهدنة مع قوات النظام السوري في منطقة الضمير التابعة لمحافظة ريف دمشق.

ووصف المصدر تلك الانباء في حديث خاص بـ «القدس العربي»، بـ «أنباء لا صحة لها، وأننا لسنا معنيين بما تنشره وسائل الاعلام إنما مواقفنا ما تعلنه بياناتنا الرسمية التي تؤكد على رفض أي شكل من اشكال الهدنة أو المصالحة مع النظام».

وأكد على وقوف ما سماها بـ «أطراف معينة في الضمير» وراء تلك «الدعايات والبيانات المزورة التي تحمل توقيع جيش تحرير الشام»، وأضاف، أن «تلك الأطراف معروفة بقتالها جيش تحرير الشام لرفضه الهدنة التي وقعها مع النظام قبل عدة أشهر»، حسب قوله. وأضاف «أن جيش تحرير الشام بيّن سابقاً أنه لا هدنة أو مصالحة مع النظام، وأن لغة الحوار الوحيدة مع من قتل شعبنا هي القتال حتى سقوط هذا النظام ومن يحالفه، واستعادة دمشق وسوريا من قبضته».

من جانب آخر، أوضح المصدر، أن «جيش تحرير الشام» ظل يخوض معارك مع قوات النظام «ويقطع طريق إمداداته إلى مطار ضمير الأمر الذي اوقعنا تحت ضغوط كبيرة من قبل جيش الإسلام للقبول بالهدنة التي وقعها مع قوات النظام قبل أشهر عدة «.

وذكر، أن «جيش تحرير الشام» أصدر في أيلول/سبتمبر من العام الماضي بياناً رسمياً أعلن «رفضه لأي هدنة أو مصالحة مع النظام، وتضمن البيان قراراً بعزل قائد كتيبة الرحيبة الذي وقع هدنة مع النظام بدون استشارة قيادة الجيش».

من جانبه، قال القيادي في «جيش الإسلام»، معاذ ياسر، مسؤول إحدى المفارز على طريق حمص الدولي، أن «جيش الإسلام ليس الفصيل الوحيد الذي وافق أو وقع على الهدنة مع النظام»، وأكد على ان النظام وروسيا والميليشيات الشيعية «لم يلتزموا بالهدنة حتى الآن بدون أن يتخذ المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق الهدنة المؤقتة أي إجراء رادع ضد قوات النظام».

وقال، ربما تكون الهدنة في «منطقة ما فيها مصلحة لأبناء شعبنا أفضل من القتال والمعارك، خاصة منطقة الضمير الخاضعة لقيادة أكثر من فصيل».

وأضاف أن قاطع الضمير التابع لجيش الإسلام، ملتزم بأوامر «القيادة المركزية للجيش وتحترم الاتفاقيات التي توقعها ولن نسمح بأي تصرفات من شأنها تعريض أهلنا لعنجهية وقصف النظام»، حسب تعبيره.

وطالب الذين لم يوقعوا الهدنة مع النظام بـ «التزام مواقعهم والتصدي لهجمات النظام بدلاً من اثارة المشاكل مع النظام على جبهات ملتزمة بالهدنة وملتزمة بتوجيهات وسياسات قادة الثورة السورية وممثليها في الخارج».

وكشف، أن جيش الإسلام أوقف أيضاً «قتاله لجماعات تتبع أو تنسق مع تنظيم الدولة في المنطقة تزامناً مع الهدنة الموقعة مع النظام وفي حال نشوب أي خلافات فسنلجأ إلى المجالس المدنية في المناطق المحررة لحلها»، حسب قوله، مؤكداً على ان «قيادة جيش الإسلام قادرة على الخروج بأفضل ما يمكن لخدمة الشعب السوري وثورته».

 

تجارة «الدولة الإسلامية» بالأسلحة مع الجميع وبالنفط مع «مافيات المنطقة» مكّنته من فائض ماليّ ضخم

يتهم «النصرة» بالتحالف مع «العلمانيين» وصراعه معها خلّف 4000 قتيل

عمان ـ «القدس العربي» ـ من طارق الفايد: لا يوجد الآن أي شخص يستطيع التوسط أو التدخل للصلح بين تنظيم «الدولة الإسلامية» و»جبهة النصرة»، رغم الأيديولوجية والمنهج الواحد، وهو المنهج الجهادي، الذي يقاتلان من أجله في سوريا والعراق.

مصدر»أردني» مقرب من الجماعتين المتناحرتين في سوريا أبلغ «القدس العربي» أن تنظيم «الدولة» يتهم «جبهة النصرة» بأنها تتعامل مع المسلحين العلمانيين، ولذلك يكفرها ويعتبر جميع المقاتلين فيها من المرتدين ما يتوجب قتلهم، فيما تتهم «جبهة النصرة» أعضاء تنظيم «الدولة» بأنهم من الخوارجـ وأن «دولة الخلافة» التي تم الإعلان عنها غير شرعية.

تلك الاتهامات التي تتخذ طابعاً شرعياً منعت شخصيات من التيار السلفي الجهادي الأردني طوال الوقت من إجراء «مصالحة» في الميدان بين الجانبين.

وعن العلاقة السلبية التي تزداد توتراً يوماً بعد يوم بين التنظيم و»الجبهة»، كشف المصدر لـ»القدس العربي» أن حصيلة الاقتتال الداخلي في سوريا بين الطرفين وصلت إلى أربعة آلاف مقاتل، مبيناً أن أغلب الاقتتال بينهما كان يدور في مدينة دير الزور، فيما صنف المسؤول الشرعي السابق لـ»جبهة النصرة» والرجل الثاني فيها «أبو مارية القحطاني» بأنه الرجل المتخصص في قتل أعضاء جماعة «الدولة».

وحول ما يتعرض له تنظيم «الدولة» من هجوم جوي من قبل التحالف الدولي والغارات الروسية بالتعاون مع النظام السوري، أكد المصدر أن التنظيم لا يتأثر بشكل كبير بهذه الهجمات، مبيناً أنه لا يزال قويّا وأن الأيام المقبلة «حبلى» بالتطورات الجديدة التي ستحدث في المنطقة.

كما يعتمد التنظيم في هذه المرحلة التي يواجه فيها ضغوطات كبيرة وهجوماً دولياً ضده، على سياسة المحافظة على ما تبقى لديه من المناطق والأراضي التي يسيطر عليها، ولكن هذا الهدوء لن يدوم طويلاً، حسب ما قاله المصدر المقرب منهم، فالآتي سيكون أعظم.

واعتبر أن التنظيم يستمد قوته من الأموال الطائلة التي بحوزته وهو بذلك يستطيع شراء أو فعل أي شيء يريده، معتمداً على آبار النفط التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، بالإضافة إلى تجارة السلاح.

وعن استفادة التنظيم من آبار النفط التي بحوزته، أشار المصدر وفي معلومات تنشر لأول مرة إلى أنه يتم تصدير النفط يومياً إلى تركيا والعراق وداخل سوريا عن طريق «مافيات» مختصة بذلك، كما يعتمد التنظيم على تجارة السلاح «بيعا وشراء» من جميع الحدود المحيطة به بدون استثناء من سوريا والعراق، وما دام المال موجوداً فكل شيء موجود.

 

لبنان لم يعد أولوية للرياض وتخليها عنه يضعه في يد حزب الله وإيران

العلاقات السعودية ـ الإيرانية تديرها الشخصيات الأمنية… والتصعيد لا يخدم مصالح طهران

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: كتب إيان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «الغارديان» البريطانية عن التوتر في العلاقات السعودية – الإيرانية والتي انتقل ميدانها من العاصمة طهران إلى لبنان. فبعد قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على خلفية حرق السفارة الإيرانية بداية كانون الثاني/يناير احتجاجاً على إعدام رجل دين الشيعي السعودي نمر النمر لم تتوقف الحرب الكلامية بين البلدين.

وتحدث بلاك وهو يصف الحي الدبلوماسي الذي يقع في ظل جبال البرز المكتسية قممها بالجليد. فالحي الذي تتنشر فيه الطرقات والقصور الجميلة التي أنشئت قبل الثورة هو المكان الذي تقع فيه السفارة السعودية التي تحرسها الشرطة اليوم وتبدو فارغة ومحطمة.

ووضع خارج السفارة يافطة لامعة وجديدة زرقاء اللون مكتوب عليها «شارع نمر النمر» الرجل الذي أدى إعدامه لموجة التظاهرات والتوتر الحالي بين البلدين.

ويعلق بلاك أن طهران لديها تقاليد بتسمية شوارعها بأسماء تعبر عن مزاجها السياسي، فقد غير اسم شارع وينستون تشرشل قرب السفارة البريطانية لاسم الناشط من الجيش الآيرلندي الحر بوبي ساندز، الذي مات في السجن مضرباً عن الطعام. وأطلق اسم عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله على شارع فيلياسر.

واحتفلت طهران بخالد الإسلامبولي الذي قتل الرئيس المصري أنور السادات على منصة الإستعراض العسكري في عام 1981.

ويقول بلاك إن الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مدينة مشهد كان على ما يبدو من تنظيم الباسيج- قوات التعبئة الشعبية- التابعة للحرس الثوري الإيراني وجاء بعد تحذيرات من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي والذي توعد «بعقاب إلهي» إن أعدمت السعودية النمر.

ويضيف الكاتب إنه عندما ردت السعودية بقطع العلاقات مع إيران بدا الإيرانيون وكأنهم ضربوا هدفاً في مرماهم حيث حرفت التظاهرات والهجوم على سفارة الرياض الإنتباه عن سلسلة الإعدامات التي نفذتها المملكة بحق 47 شخصاً وفي يوم واحد. وأكدت السعودية على أن النمر كان شخصاً إرهابياً فيما اعتبره أتباعه في المملكة «شهيداً» وداعية تغيير بالأساليب السلمية.

وعبر السعوديون عن غضبهم من تدخل طهران في شؤونهم الداخلية ولم يقتنعوا بسلسلة الاعتقالات التي قامت بها سلطات الأمن ضد بعض المشاركين في الهجوم على السفارة.

ولم يرض السعوديون شجب كل من الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف الإعتداء على السفارة السعودية. وكان التوقيت كارثياً وجاء قبل «يوم تطبيق الإتفاق النووي» الذي وقع في صيف العام الماضي والذي رفعت فيه العقوبات المفروضة على إيران.

وينقل بلاك عن دبلوماسي مقيم في طهران «كان أسوأ شيء حدث»، واعترف خامنئي لاحقاً أن الاعتداء أضر بإيران والإسلام. وكان بمثابة الشعرة الأخيرة في العلاقات الصعبة بين البلدين منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

تأثرت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة بما يجري في البحرين ولبنان واليمن والعراق إضافة للتحولات في المواقف الأمريكية لإدارة الرئيس باراك أوباما الذي بدأ يرجح كفة العلاقات لصالح إيران في سعيه لتوقيع اتفاق معها حول نشاطاتها النووية. ومن هنا يعتقد بلاك أن إيران عززت من موقفها وثقتها بالنفس على حساب الرياض.

وبحسب مسؤول إيراني بارز «يشعر السعوديون بأن إيران تكسب وهم يخسرون». وأضاف «إيران في صعود والعالم العربي في عالم النسيان، ويقوم السعوديون بلعب لعبة غاضبة وعنيفة».

ولا يخفى أن هذه التصريحات هي جزء من الحرب الكلامية. ففي الوقت الذي هاجمت السعودية إيران لدعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد رد إيران باتهام الرياض بدعم الجماعات الجهادية وتصدير الآيديولوجية الوهابية أو ما تسميها «التكفيرية».

وعليه فالتنافس الإقليمي مشبع بلغة طائفية تستغل الخلافات السنية – الشيعية والعربية- الفارسية.

وضمن هذه الرؤية ينظر الإيرانيون لأنفسهم على أنهم أحفاد حضارة فارسية قديمة أما عرب الجزيرة فهم مجموعة من الملوك والأمراء غير المنتخبين لا يملكون إلا دفاتر الشيكات.

ويقول فؤاد أزادي، المحاضر في جامعة طهران «ليس مهماً أن يكون لديك دفتر شيكات» وأضاف «من يرتبطون بأمريكا لا رغبة لهم في القتال».

ويعلق بلاك أن لغة كهذه وغيرها من الخطابات الناقدة والشديدة ضد السعودية زادت عندما قررت السعودية شن حملة جوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن وبعد حادث تدافع الحجاج العام الماضي حيث قتل 460 إيرانياً.

ويقول بلاك إن الإيرانيين يستخدمون لغة مهينة على مواقع التواصل الإجتماعي، ويقوم بعضهم بمقارنة الملك سلمان بأبو بكر البغدادي «الخليفة» وفي حالات أخرى يصورون السعوديين وهم يقودون جيشاً من الأغنام وفي الوقت نفسه يتبجحون بالنصر.

ويبدو الإيرانيون في مواقع التواصل الإجتماعي السعودية كرافضة ومجوس. وعندما كشف عن احتواء كمية من البطيخ المستورد من إيران على آثار مبيدات حشرية، أطلق السعوديون عليه «بطيخ صفوي».

حاجة للتخفيف

ويشير بلاك لكتاب جديد يدرس العلاقة المتشابكة بين البلدين من تأليف الباحثة الإيرانية بنفشه كينوش حيث لاحظت الدور الذي تلعبه الشخصيات الأمنية في تشكيل العلاقات بين البلدين.

ووجود هؤلاء يعقد تطور العلاقات رغم وجود النوايا الحسنة من قادة البلدين. وتعلق «أكد لي الإيرانيون على المستويات البارزة وبقلق أنهم لا يريدون تقويض العلاقة مع السعودية بشكل لا رجعة فيه. وهم يعون أن عملاً كهذا سيؤدي لتغذية التطرف».

وفي الأسبوع الماضي أعلنت السعودية عن اعتقال 32 شخصاً في المنطقة الشرقية قالت إنهم يتجسسون لصالح إيران. وبحسب دبلوماسي «لا يزالون يرمون الوحل على بعضهم البعض» و «لكن عليهم البحث عن طرق للتخفيف».

ويعلق أزادي أن إيران لديها الكثير من الأعداء «ولدى السعوديين الكثير من الأموال ومواجهتهم لا يخدم في الحقيقة مصالح الأمن القومي الإيراني».

ويعتقد الكاتب أن عمان التي لعبت دوراً مهماً في القنوات السرية التي قادت للإتفاق النووي يمكنها لعب دور الوسيط في مصالحة مع بين البلدين. فهي الدولة الخليجية الأقرب إلى إيران ويمكن لقطر أيضاً أن تلعب هذا الدور.

ويعلق الكاتب أن الإنتخابات البرلمانية الإيرانية والتي فاز التيار الإصلاحي بحصة جيدة فيها قد تعزز من المصالحة. فقد تحدث كل من روحاني وظريف في لقاءاتهم الخاصة عن الحاجة لتصحيح العلاقة مع الجيران العرب.

ويمكن للأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع والمسؤول عن الملف الإقتصادي الإعلان عن مفاجآت.

وهناك حاجة للإتفاق على حصص لإنتاج النفط في وقت تنخفض فيه أسعاره. كما أن الصين وروسيا قلقتان من توتر العلاقات بين البلدين وراغبتان بتضييق شقة الخلاف بين طهران والرياض من أجل استمرار الهدنة في سوريا.

ورغم هذا فلا يتوقع الكاتب نزع اليافطة الجديدة لشارع نمر النمر التي علقت أمام السفارة السعودية في وقت قريب. خاصة أن ساحة التصعيد الجديدة انتقلت من اليمن والعراق وسوريا إلى لبنان.

الساحة اللبنانية

فبعد إلغاء المساعدة السعودية للجيش اللبناني ودعوة الرياض رعاياها مغادرة لبنان، جاء قرار وزراء داخلية الدول العربية في اجتماع لهم بتونس بتضنيف حزب الله كـ»منظمة إرهابية» وهو قرار تحفظ عليه لبنان ولم يوافق العراق عليه.

وردت عليه إيران بشدة حيث قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين عبد اللهيان إن من «يصف حزب الله بالإرهاب يستهدف وحدة لبنان وأمنه بقصد أو بدون قصد»، لافتاً إلى أن «تصنيف حزب الله في خانة الإرهاب وهو الذي يعتبر من أهم تيارات المقاومة، وتجاهل جرائم الكيان الصهيوني، يمثل خطأ جديداً لا يخدم الاستقرار والأمن في المنطقة».

وفي هذا السياق علقت صحيفة «نيويورك تايمز» على المعركة الحالية في لبنان بالقول إن كلا من إيران والسعودية دعمتا الأطراف المتضادة في الحرب الأهلية السورية الدموية والمرة واستطاعتا في الوقت نفسه إبعاد التوتر عن لبنان الذي كان ساحة صراع بينهما ومنذ عقود.

وتكتب آن برنارد «يبدو الآن وفجأة أن السعودية تخرج تاركة لبنان وربما بقوة في قبضة حزب الله وراعيته إيران».

وتعلق الكاتبة أن السعودية تخلت عن طريقتها السابقة في إدارة الدبلوماسية وهي التنافس مع إيران من خلف الستار وتبنت بدلاً من ذلك استراتيجية عقابية للبنان الذي وقف إلى جانب إيران وسوريا ضدها.

وتمضي قائلة «فجأة، دفع بهذا البلد الصغير، الذي أحبه السعوديون لحياته الليلية وشواطئه وجباله إلى وسط معركة السيادة الإقليمية بين إيران الشيعية والسعودية السنية.

وستكون النتائج ضخمة على بلد نجا بالكاد من حربه الأهلية وحرب حدودية مع إسرائيل واستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري ويعتمد على اتفاقيات محاصصة هشة بين الطوائف للحفاظ على استقراره».

وتعلق الصحيفة أن إيران لم تغير من أساليبها في لبنان ولكن السعودية هي التي غيرت من طريقة إدارة سياستها، فيما يراه نقادها ميلاً لسياسة خارجية حازمة تقوم على رد الفعل.

وتشير الكاتبة إلى الطريقة التي تعاملت فيها السعودية مع كل حالة من اليمن وسوريا حيث رأت واجباً عليها مواجهة التأثير الإيراني فيها.

ففي اليمن شنت حملة ضد المتمردين الحوثيين. وفي سوريا دعمت المعارضة السورية التي تعمل على الإطاحة بنظام الأسد.

ولكن المثير للدهشة أن تتراجع الرياض خطوة للوراء في لبنان. وهو ما تراه الصحيفة تطوراً خطيراً قد يزيد من تأثير إيران في هذا البلد ويؤثر على حلفائها السنة فيه. وتقول الصحيفة إن السياسة التي تنتهجها السعودية في لبنان لن تنجح بالضغط على حزب الله.

وتنقل عن علي رزق، وهو محلل سياسي قريب من حزب الله قوله إن التصرفات السعودية نابعة من غضب على الاتفاق النووي.

ومع ذلك فتحرك الرياض ضد لبنان لا يهدد فقط بإعادة تشكيل الخريطة السياسية بالمنطقة ولكنه سيقوض اقتصاد هذا البلد المتشنج والتوازن السياسي الحساس.

تداعيات

وبدت آثار التوتر واضحة وإن بشكل صغير خاصة بعد الفيلم الكوميدي الساخر للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله على قناة تلفزيونية سعودية حيث هاجم مؤيدوه في بيروت جماعات مناوئة لهم وحرقوا إطارات سيارات وأغلقوا الشوارع.

ورد حسن نصر الله في خطاب يوم الثلاثاء متهماً السعودية بارتكاب جرائم في اليمن ودعاها لتصفية حساباتها مع الحزب وليس مع الشعب اللبناني. وتشير الصحيفة إلى أن المحللين تساءلوا عن الإجراءات العقابية ضد حزب الله وربما ضد حلفائهم.

ويعتقد ساسة في المعسكر المؤيد للسعودية أن التحركات تركتهم في وضع مستحيل في ظل قوة حزب الله وهيمنته السياسية والعسكرية، فهو يتصرف بشكل مستقل ويخوض عملياته العسكرية في سوريا التي ساعدت نظام الأسد.

ورأت رموز سياسية أن مطالب السعودية من لبنان شجب إيران وحزب الله لم تكن واقعية. ونقلت قناة «أورينت» السورية المعارضة عن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قوله «لو فكر البعض أن حزب الله سينسحب من سوريا نتيجة لبعض المواقف العربية»، «فلن ينسحب». ولم تستطع حتى كتلة المستقبل التي يقودها سعد الحريري، نجل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري أن تصم حزب الله بالإرهاب بل قالت إنه منخرط في «نشاطات إرهابية». وتشير الصحيفة إلى جذور التوتر الحالي التي تعود لموقف جبران باسيل، وزير الخارجية الذي رفض التوقيع على بيان لوزراء الخارجية العرب يشجب حرق السفارة السعودية في طهران. فردت المملكة بالإجراءت التي نعرفها الآن.

ولا يزال بيدها ورقة ضغط أخرى وهي ترحيل العمال اللبنانيين لديها. وتشير الصحيفة إلى أن الموقف السعودي الجديد مرتبط بتغير أولوياتها التي تركز على اليمن وسوريا و»لم يعد لبنان أولوية» كما يقول دبلوماسي. ولهذا السبب تقول الصحيفة إن السعودية قللت من دعم حلفائها ومن بينهم العاملون في مؤسسة إعلامية ممولة سعودياً.

رحلة بين طهران والرياض

ويتفق روبرت فيسك مع هذا الرأي حيث كتب في صحيفة «إندبندنت» قائلاً «بعد ضخ المليارات إلى لبنان ولعقود طويلة وإعادة إعمار البلد بعد الغزوات الإسرائيلية والغارات الجوية المتعاقبة- وجد السعوديون أنهم غير قادرين منع الشيعة والذين تضم الحكومة اللبنانية عدداً من ممثلي حزب الله من التعبير عن غضبهم ضد الرياض، خاصة بعد إعدام المملكة لرجل دين شعبي ومتعلم وهو نمر النمر».

ويرى فيسك أن السعودية ستندم على العقوبات التي مارستها ضد لبنان لأن سحب الدعم المالي سيفتح البلد «للأصدقاء» الآخرين وليس أقلهم إيران والتي تعهدت حسب بعض التقارير الصحافية في بيروت عن دعم الجيش اللبناني بسبعة مليارات دولار أمريكي. ويضيف أن الأمريكيين والبريطانيين الذين يريدون تقوية الجيش اللبناني العلماني كي يكون قادراً على حماية البلاد من تنظيم «الدولة» ناشدوا السعودية وطالبوها بالعدول عن قرارها.

ويرى أن إيران ستكون سعيدة بأخذ مكان السعودية التي تواجه تحديات على حدودها من اليمن وأخرى نابعة من انهيار أسعار النفط.

وفي المقابل ستجد إيران الخارجة من نظام العقوبات الفرصة للعب دور شرطي الشرق الأوسط الجديد مكان الولايات المتحدة.

وعندها لن ترى غير إيران في لبنان. ففي بداية تقريره قال فيسك «إذا سافرت من صيدا السنية إلى الجنوب الشيعي فكأنما سافرت من السعودية إلى إيران في رحلة لا تستغرق عشر دقائق» فصيدا مثل مدينة طرابلس نالت من الهبات السعوية.

وفي الجنوب حيث يتمركز مقاتلو حزب الله الذين تمولهم إيران تمتلئ الجدران بصور «الشهداء» وتعتبر هذه المنطقة «الرئة» التي تتنفس منها إيران في لبنان.

وفي النهاية لن تعرف آثار الخطوات التي اتخذتها السعودية وحلفاؤها من دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان. ولكن ما هو واضح كما ناقش المحلل الأمريكي بروس ريدل بموقع «المونيتر» أن خطوات السعودية رمزية فهي لن تؤدي للحد من تأثير حزب الله في لبنان ولن تهزمه كما أثبتت تجارب إسرائيل السابقة معه.

مشيراً إلى أن قطع المساعدة عن الجيش اللبناني لن تضره أكثر مما ستضر بقطاع صناعة الأسلحة الفرنسية. فالجيش اللبناني لم يعد قادراً على استيعاب السلاح الفرنسي.

ويعتقد ريدل أن من حق السعودية جعل إيران وحلفائها يدفعون ثمن أفعالهم الإرهابية وعدم حمايتهم للسفارات والدبلوماسيين.

وعلى إيران إثبات أنها تحترم الحصانة الدبلوماسية التي تشكل عصب النظام العالمي. وعلى الرياض أن تكون واقعية في أهدافها، فالشرق الأوسط اليوم ليس بحاجة لدولة «فاشلة» أخرى.

 

باريس تحذر لندن: سنسمح لآلاف المهاجرين بالتدفق إلى بريطانيا

باريس ـ «القدس العربي» حذرت باريس من أنها ستنهي ضوابط حدودية، وستسمح لآلاف المهاجرين بالتدفق على بريطانيا إذا أيّد ناخبو الدولة الأخيرة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في استفتاء مقرر في 23 حزيران / يونيو المقبل.

وأعلنت أنها ستفتح ذراعيها للبنوك التي سترحل من بريطانيا إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي. وكرر وزير الاقتصاد الفرنسي إيمانويل ماكرون تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بأن مخيماً للمهاجرين يعرف باسم «الغابة» في بلدة كاليه الساحلية في شمال فرنسا يمكن أن ينتقل إلى جنوب بريطانيا إذا خرجت لندن من الاتحاد.

وقال قبل قمة بريطانية ـ فرنسية في مدينة أميان: «سيُدمر خروج بريطانيا اتفاقاً حدودياً يوقف تحرك المهاجرين في فرنسا، كما أن باريس سيسرها استقبال المصارف الهاربة من لندن».

وتابع ماكرون مردداً صدى دعوة وجهها كامرون لشركات فرنسية بالانتقال عبر القنال حين زادت باريس الضرائب في العام 2012: «إذا كان هناك سبب لفرد الأبسطة الحمراء أقول إننا قد نشهد نزوحاً من حي المال في لندن، والطاقة الجماعية للاتحاد الأوروبي ستبذل لفصم العلاقات القائمة وليس لإنشاء علاقات جديدة».

إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من ثلاثة أرباع الشركات والعاملين في قطاع السيارات في بريطانيا يعتقدون بأن البقاء في الاتحاد الأوروبي أفضل لحركة التجارة، نظراً إلى احتمال فرض قيود تجارية وتراجع عدد العمالة الماهرة.

 

زعماء أوروبا لبوتين: لدعم الهدنة والحل السياسي بدون الأسد

وكالات

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الجمعة، إن الرئيس فلاديمير بوتين، أكد التزام روسيا بوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في سورية يوم السبت، خلال اتصال هاتفي مع أربعة من زعماء الاتحاد الأوروبي.

كذلك، أشارت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى أن زعماء أوروبا أبلغوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه ينبغي “استغلال الهدنة الهشة في سورية في السعي للتوصل إلى اتفاق سلام دائم، من دون الرئيس السوري بشار الأسد”.

وقالت المتحدثة للصحافيين “النقطة الأساسية التي طرحها زعماء أوروبا خلال المكالمة مع بوتين، هي أننا نرحب بحقيقة أن هذه الهدنة الهشة صامدة فيما يبدو”.

وأضافت “ينبغي أن نستغل هذا الآن باعتباره حراكاً إيجابياً لإعطاء المحادثات بعض الزخم، كي يتسنى لنا أن ننتقل من هدنة إلى سلام دائم، يشهد انتقالاً سياسياً بمعزل عن الأسد”.

وأوضحت ميركل خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “أود أن أؤكد مرة أخرى، أن الرئيس الروسي أكد رسالة رئيسية مفادها الالتزام بوقف إطلاق النار، وأن الهجمات ستقتصر على “داعش” و”جبهة النصرة”.

وفي محادثة هاتفية بين كاميرون، أنجيلا ميركل، فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، وبوتين، اتفق الزعماء على “ضرورة صمود اتفاق وقف الأعمال القتالية”.

وعن الحل السياسي وإعلان النظام السوري عن تنظيم انتخابات، اعتبر هولاند أن “تنظيم انتخابات سورية في نيسان/إبريل فكرة استفزازية وغير واقعية”.

 

من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصاله بقادة الدول الأوروبية المذكورة، إن قرار سورية تنظيم انتخابات “لا يتعارض مع عملية السلام”.

بدوره، أعلن الكرملين أن “الجانب الروسي لاحظ أن قرار السلطات السورية تنظيم انتخابات برلمانية في نيسان/إبريل 2016، ينسجم مع الدستور السوري، ولا يؤثر على الخطوات (الجارية) لبناء عملية سلمية”.

 

وفي سياق التطورات الميدانية لاتفاق وقف إطلاق النار، تعرضت أطراف مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، لقصف جوي اليوم الجمعة، للمرة الأولى منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية، ما تسبب بمقتل شخص، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

الهدنة تعيد السوريين لساحات التظاهر: تجديد المطالبة بإسقاط النظام

رامي سويد

خرج آلاف السوريين، اليوم الجمعة، في مناطق سيطرة المعارضة السورية في محافظات حلب وإدلب وحماة وحمص ودرعا وريف دمشق، في تظاهرات غير مسبوقة منذ أكثر من عام، وذلك في اليوم السابع لبدء تنفيذ الهدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.

وشهدت مدن وبلدات إعزاز والأتارب وعنجارة في ريف حلب، وحي باب الحديد بمدينة حلب، تظاهرات كبيرة. وردد المتظاهرون شعارات الثورة السورية السلمية التي انطلقت عام 2011.

كما شهدت مدينة معرة النعمان وبلدة معرة حرمة بريف إدلب مظاهرة كبيرة، فضلاً عن مظاهرات خرجت في مدن وبلدات جرجناز وسراقب وتفتناز ومعرة حرمة في ريف إدلب.

كذلك، خرجت تظاهرة كبيرة في حي الوعر الواقع غرب حمص، وأيضاً، في مدينتي الرستن والتلبيسة بريف حمص الشمالي.

وفي ريف دمشق، تركزت التظاهرات في مدن وبلدات دوما وسقبا ويلدا ودير العصافير وعين ترما. أما في ريف درعا، فقد شهدت مدن وبلدات الحراك واليادودة وبصرى الشام ونوى تظاهر العشرات الذين طالبوا بإسقاط النظام.

وكان نشطاء سوريون معارضون للنظام قد دعوا أمس السوريين إلى العودة للتظاهر تحت شعار “الثورة مستمرة”؛ لاستثمار وجود هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، الأمر الذي سيضمن إلى حد بعيد امتناع طيران النظام عن استهداف تجمعات المتظاهرين.

وأعاد المتظاهرون إحياء هتافات الثورة السورية الأولى، وجددوا مطالبهم برحيل النظام السوري. وكان لافتاً مشاركة قياديين في الجيش السوري الحر ومختلف فصائل المعارضة في التظاهرات.

 

تركيا: حكم بالسجن على سوريين بغرق الطفل “أيلان

إسطنبول ـ رويترز

أصدرت محكمة تركية اليوم الجمعة حكماً بالسجن أربعة أعوام على سوريين اثنين، فيما يتصل بغرق خمسة أشخاص من بينهم الطفل أيلان الكردي.

وقضى أيلان أثناء محاولة الهرب إلى أوروبا، في سبتمبر/ أيلول الماضي مع أمه وشقيقه ضمن مجموعة كانت تحاول الوصول إلى اليونان بزورق، وأثارت صورة جثته التي جرفتها الأمواج إلى الساحل تعاطف العالم مع المهاجرين.

 

وقالت وكالة أنباء دوغان إنه حُكم على المتهمين بالسجن أربعة أعوام وشهرين بتهمة تهريب البشر، وبرأت ساحتهما من تهمة إهمال متعمد أفضى إلى الموت.

ومنذ موت أيلان واجه الاتحاد الأوروبي أزمة متفاقمة بشأن كيفية التعامل مع مئات الآلاف من المهاجرين من سورية ومناطق أخرى وهي أزمة تهدد بتفكيك التكتل المؤلف من 28 دولة.

ويزور رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك تركيا اليوم الجمعة للضغط من أجل تعاون أوثق في التعامل مع المهاجرين قبل قمة للاتحاد الأوروبي تعقد يوم الإثنين.

ولقيت تركيا المرشحة لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي إشادة لاستقبالها نحو 2.5 مليون لاجئ سوري فروا نتيجة الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات، لكنها تتعرض لضغوط لمنع المهاجرين من القيام برحلات بحرية خطرة انطلاقاً من شواطئها سعياً للوصول إلى أوروبا.

 

مواد تنظيف للجياع في معضمية الشام

دمشق – ريان محمد

انتظر نحو 50 ألف مدني جائع في معضمية الشام في ريف دمشق الغربي، ساعات طويلة هذا الأسبوع مساعدات الأمم المتحدة. بالفعل، دخلت 52 سيارة تابعة لمنظمة “الهلال الأحمر السوري” تحمل المساعدات. تبيّن أنّها لا تحمل مساعدات غذائية بل مواد تنظيف وأواني طبخ وحرامات وفرشاً إسفنجية.

 

يقول الناشط في المدينة أبو كنان الدمشقي لـ”العربي الجديد”: “مساء الإثنين الماضي، دخلت سيارات المساعدات بعد انتظار دام ساعات على حاجز القوات النظامية التي تحاصر المدينة منذ سنوات. تفاجأنا إذ لم تكن من بين المساعدات مواد غذائية وطبية”.

 

يلفت إلى أنّ “الوضع الإنساني في المعضمية سيئ للغاية، نتيجة الحصار والعمليات العسكرية المتواصلة، وهناك شح شديد في المواد الغذائية والطبية”. يضيف: “وإن وجدت أي مواد غذائية فهي بأسعار مرتفعة جداً بالنسبة للأهالي الذين يعانون من البطالة والفقر الشديد”.

 

وعن قافلة المساعدات الغذائية، التي أدخلت إلى المعضمية منتصف الشهر الماضي، يقول أبو كنان: “كمية المواد الغذائية التي أدخلت يومها كانت محدودة جداً، وهو ما اضطر العائلات إلى تقاسم السلل الغذائية، وهي لا تكفي العائلة الواحدة التي تتعامل مع المواد باقتصاد شديد أكثر من 10 أيام كحدّ أقصى”.

 

يتابع: “كثير من البالغين اليوم قد يمضي عليهم يوم واثنان من دون تناول الطعام. يعيشون فقط على الماء. كما تتكون الوجبة الغذائية للعائلة إن تمكنت من تأمينها من القليل، بعض الأرزّ أو البرغل. مع العلم أنّ سعر الكيلوغرام الواحد منها يبلغ 5500 ليرة سورية (نحو 14 دولاراً أميركياً)، والسكّر 8000 ليرة (نحو 21 دولاراً)، وليتر الزيت الواحد 6000 ليرة (16 دولاراً)”.

 

يضيف أبو كنان: “ما تقدمه الجمعيات والمؤسسات الإنسانية المحلية محدود جداً، بسبب قلة إمكانياتها. كما توقفت الجمعيات التي تقدم الوجبات الساخنة بسبب عدم توفر المواد الغذائية وارتفاع أسعار ما يدخل منها، في ظل وجود أعداد كبيرة من المدنيين. وهناك جمعية واحدة توزع بين فترة وأخرى مبالغ مالية صغيرة كمساعدة للمواطنين المحاصرين”.

 

تبقى الإشارة إلى أنّ معضمية الشام سبق لها تسجيل وفاة عدد من الأطفال بسبب مضاعفات الجوع وأهمها سوء التغذية والنحافة الشديدة. كذلك، أطلق الأهالي والناشطون العديد من المناشدات لفك الحصار وتحييد المدنيين عن العمليات العسكرية والسماح بخروج الحالات الإنسانية، لكنها لم تجد صدى لدى كل من المنظمات الدولية والنظام السوري.

 

“جنيف-٣”على مراحل: الأكراد يلتحقون مع بدء مناقشة الدستور

دينا أبي صعب

اجتماعات المجموعة الدولية في جنيف، بحثت بطلبات جهات دولية مختلفة ادخال مساعدات الى مدينة داريا (أ ف ب)

وضع انخفاض العنف وعدد الضحايا في سوريا، مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، والمشاركين في اجتماع غرفتي عمل جنيف، ذات المهام الموزعة بين ايصال المساعدات الانسانية، ومراقبة الخروق المتبادلة للهدنة، في حال من التفاؤل بتثبيت “وقف إطلاق النار”.

 

وأشارت مصادر في الأمم المتحدة، في جنيف، إلى أن المجموعة الدولية لدعم سوريا تعمل على مراقبة الخروق “ليل نهار، وتحيل المعلومات الواردة حولها الى التحقق”، لكن يبدو أن لا نية للرد العنيف على مصادر الخروق، لأن دور التهدئة تلعبه دول المجموعة الدولية “بالضغط من قبل الولايات المتحدة الاميركية وروسيا أولاً على حلفائهما، ودور هؤلاء ضبط الوضع على الارض من خلال التواصل مع المجموعات المسلحة الحليفة لكلا الجانبين”.

 

وعلى الرغم من ذلك، يتمسّك دي ميستورا بالنظر الى الجانب الإيجابي من الهدنة. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع منسق الشؤون الانسانية في سوريا يان ايغلاند، قال إنه “علينا الاعتراف بأن وقف الاعمال الحربية لا يطبق بشكل كامل، لا تزال هناك خروق في عدد من المناطق، المهمة ليست سهلة والنجاح ليس مضموناً لكن هناك تقدماً واضحاً لمسه السوريون بأنفسهم، ونقوم بالضغط لوقف الاعمال العدائية وايصال المساعدات لأننا نريد ايصال رسالة واضحة  للسوريين بأننا نعمل على أن يكون الحوار انعكاساً للتهدئة على الارض”. وبالفعل، فتحت الهدنة الطريق أمام شاحنات الهيئات الدولية لتتمكن من ايصال المساعدات مؤخراً لأكثر من ١١٥ الف سوري، توزعوا على مناطق مختلفة من بينها مدينة معضمية الشام وبلدة كفربطنا. وقال ايغلاند إن التقدم في الاعمال الانسانية ملحوظ وواقعي. وأوضح “في السابق، كان الناس مضطرين إلى عبور مراحل عديدة لإيصال شحنة واحدة من الاغذية، وكانت العملية تتطلب  شهوراً عديدة أحياناً، او تفشل أحياناً أخرى. الآن لدينا يعقوب الحلو (منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا) و فريق تعاون على الارض، وهذا يسهل العملية، وسيؤدي بأقل من اسبوعين لتغطية كل المناطق”.

 

لكن مهلة الاسبوعين تبدو مستحيلة، بسبب وقوع مساحات شاسعة من الاراضي تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”جبهة النصرة”، اللتين لا تشملهما الهدنة ولا العملية السياسية، إضافة “لاستيلاء المجموعات التابعة للحكومة، أو للمعارضة، على بعض شحنات المعونات، بشكل يمنع وصولها إلى محتاجيها”، بحسب مصدر متابع في جنيف. ورغم ذلك، يُنظر الى التقدم في ملف المساعدات، بالمقارنة مع ما حقق العام الماضي على أنه “انجاز”.

 

وبحسب ما ذكر مصدر لـ”المدن”، فإن اجتماعات الليلة الماضية للمجموعة الدولية في جنيف، بحثت بطلبات جهات دولية مختلفة ادخال مساعدات الى مدينة داريا، المطوّقة منذ أواخر العام 2012.

 

المصدر قال إن الاجتماع تضمن أيضاً “بيانات ووثائق مفصلة عرضتها روسيا، اتهمت فيها الجانب التركي بخرق الهدنة، واستهداف صحافيي كنسبا (في ريف اللاذقية على الحدود مع تركيا)”، وتلك الوثائق “أثارت حنق الاتراك، وتحفظ الاميركيون عن التعليق”.

 

وعلمت “المدن” من مصادر متابعة أن الجولة المقبلة لـ”جنيف-٣”، ستبدأ “على مراحل، بحيث تصل الوفود تباعاً الى جنيف، وتشارك في الحوار بشكل ثنائي مع دي ميستورا”، الذي “سيحاول التوصل الى مساحات مشتركة في الحوار يمكن البناء عليها في المرحلة الأولى من النقاشات، قبل الانتقال الى الخوض في الشق المتعلق بمناقشة الدستور، في النصف الثاني من جولة المفاوضات، حيث اقترحت الامم المتحدة حضور رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم، ممثلاً للأكراد للمشاركة في هذه المرحلة”. وأضاف المصدر أن “المشاركة في المفاوضات ستبقى على حالها، وفد للحكومة وآخر للمعارضة، اضافة الى المعارضين الاضافيين الذين حضروا الجولة الاولى (المجموعة الديموقراطية العلمانية)، وسيكون تمثيلهم مماثلاً لتمثيل وفد الهيئة العليا للمفاوضات”.

 

استبعاد حزب “الاتحاد الديموقراطي” منذ بداية المحادثات هو نتيجة للضغط التركي المستمر، ويبدو أن الولايات المتحدة وروسيا، الداعمين لتمدد مقاتلي الحزب في الميدان السوري، يريدان لهذه المحادثات أن تحقق قفزة نوعية، وعليه فقد تماشوا مع الرغبة التركية في البداية، لكن حدود الموقفين الأميركي والروسي تنتهي عند بدء النقاش الفعلي للدستور السوري المستقبلي، ووضع المناطق التي يقطنها الاكراد في الخريطة الجغرافية والسياسية لسوريا.

 

#صرخة_حصار: كي لا تصبح الرستن مضايا ثانية

أطلق ناشطون سوريون حملة “صرخة حصار” للفت الانتباه إلى الظروف الحياتية الصعبة التي يعيشها المدنيون في مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، جراء الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام على المدينة.

 

ونقلت وسائل إعلام سورية معارضة عن الناشط الإعلامي من داخل الرستن يعرب الدالي أن “الحملة انطلقت يوم الاثنين الماضي عقب إطلاق المجلس المحلي في المدينة نداء استغاثة، وتسعى الحملة لنقل الواقع المعيشي في الرستن للأمم المتحدة عن طريق مختلف المحطات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي”.

 

ويخشى الناشطون من تحول الرستن إلى مضايا ثانية، في إشارة إلى الكارثة الإنسانية في مدينة مضايا الجبلية بريف دمشق التي عاشت حصاراً طويلاً قبل أن تخرج منها صور هزت العالم للجوع والموت، وهو ما لا يريد أحد أن يتكرر في الرستن وأي مدينة سورية أخرى، علماً أن المدينة تعتبر من المناطق المحاصرة حسب قوائم الأمم المتحدة، التي وجه إليها الناشطون عريضة إلكترونية يتم جمع التواقيع لها حالياً عبر موقع “آفاز” العالمي.

 

تنشط الحملة في السوشيال ميديا عبر الهاشتاغ الرئيس ‫#‏صرخة_حصار وهاشتاغ ‫#‏انقذوا_الرستن، ويطالب فيها الناشطون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بـ”إلقاء المساعدات بالطيران على غرار مدينة دير الزور”. ويتناقل الناشطون مقطع فيديو من داخل المدينة يعبر عن الواقع المعيشي السيئ هناك”، وتحديداً النقص في الخبز والصراع عليه من قبل المدنيين، مع فقدان مادة الطحين في المدينة بشكل كامل، إضافة لصور فوتوغرافية مؤثرة تبرز الدمار ومظاهر المجاعة التي بدأت ملامحها تشتد.

 

ويقطن في الرستن أكثر من 100 ألف مدني كأكبر تجمع للسكان في ريف حمص الشمالي، وبدأت تعيش حالة من الحصار إثر بدء العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام شد فصائل المعارضة في ريف حماة الجنوبي المتاخم للمدينة الاستراتيجية، ما أدى إلى توقف حركة العبور من المدينة وإليها وجعل الموارد الغذائية فيها مهددة بالنفاذ.

 

عودٌ على بدء.. التظاهرات تعمّ سوريا

شهدت مدن وقرى في سوريا تظاهرات واسعة، الجمعة، في مشهد هو الأول من نوعه منذ أشهر طويلة، حيث طالب المتظاهرون بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ورفعوا علم الاستقلال السوري، بعدما غاب لفترة طويلة نتيجة اشتداد المعارك التي حيّدت الحراك السلمي عن المشهد.

التظاهرات في بلدات ومدن إدلب وسراقب ومعرة النعمان، وجرجناز وكفرنبل ودركوس، وجسر الشغور وأريحا وجبل الزاوية، حمّلت النظام مسؤولية ما يجري في البلاد وطالبت الفصائل العسكرية بالتوحد لمواجهة الأخطار التي تواجه الثورة السورية. وخرجت تظاهرات مماثلة في بلدة الأتارب في ريف حلب، فضلاً عن تظاهرات في أحياء داخل مدينة حلب خاضعة لسيطرة المعارضة، ندد المتظاهرون خلالها بسلوك المجتمع الدولي، واتهموه في لافتات رفعوها بأنه يتآمر على الشعب السوري.

 

وعلى الرغم من قيام الطيران الروسي بقصف مناطق في الغوطة الشرقية في محيط مدينة دوما، خرجت تظاهرات في دوما وحي جوبر ودير العصافير، سرعان ما انفضت نتيجة اشتداد الغارات على منطقة الشيفونية قرب دوما، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة عدد آخر، بحسب ما ذكرت شبكة “شام” الإخبارية.

 

التظاهرات عمّت حمص أيضاً، حيث شهدت ساحات تلبيسة والرستن في ريف حمص، وحي الوعر داخل المدينة، تظاهرات طالبت بإسقاط النظام وتوحيد الفصائل العسكرية ضد روسيا والنظام. كما خرجت تظاهرات أخرى في عدد من البلدات في درعا وريفها.

 

بوتين: الانتخابات النيابية السورية لا تتعارض مع جهود السلام

رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تكون دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لإجراء الانتخابات البرلمانية في سوريا منتصف الشهر المقبل، عرقلة لجهود عملية السلام في البلاد. هذا الموقف جاء بعد مكالمة هاتفية مشتركة أجراها بوتين، الجمعة، لبحث التطوّرات السورية، مع كلّ من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي.

 

وقال بيان صدر عن الكرملين عقب المحادثات “أشار الزعماء بارتياح إلى الالتزام بنظام وقف إطلاق النار بشكل عام وإلى أنه بات يأتي بأولى النتائج الإيجابية. وخلق مقدمات لإطلاق عملية سياسية في سوريا عبر إقامة حوار سوري-سوري برعاية الأمم المتحدة”. وأضاف البيان أن الزعماء الخمسة أيدوا خريطة الطريق للتسوية التي أقرها مجلس الأمن الدولي في القرار رقم 2254، بحسب ما أفادت قناة “روسيا اليوم”.

 

وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إن هولاند وميركل ورينتسي، أبلغوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه ينبغي استغلال الهدنة الهشة في سوريا في السعي للتوصل إلى اتفاق سلام دائم، من دون الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت “النقطة الأساسية التي طرحها زعماء أوروبا خلال المكالمة مع بوتين هي أننا نرحب بحقيقة أن هذه الهدنة الهشة صامدة في ما يبدو.. ينبغي أن نستغل هذا الآن باعتباره حراكاً إيجابياً لإعطاء المحادثات بعض الزخم… كي يتسنى لنا أن ننتقل من هدنة إلى سلام دائم يشهد انتقالاً سياسياً بمعزل عن الأسد”.

 

وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قد ألمح خلال إفادة صحافية قبيل المكالمة، الجمعة، إلى إمكان انضمام “شخصية إضافية” للمحادثات الهاتفية، من دون أن يدلي بأي معلومات إضافية حول هويتها. واستبعد بيسكوف مشاركة الرئيس الأميركي باراك أوباما في المكالمة، قائلاً إنه سبق لشركاء روسيا الأوروبيين أن أجروا مكالمة مع أوباما.

 

في السياق، أعلنت فرنسا أن وزير خارجيتها جان مارك إيرولت، ونظراءه البريطاني فيليب هاموند، والإلماني فرانك شتانماير، سيجتمعون في باريس، الجمعة، لبحث الهدنة السورية والوضع الإنساني في المدن والقرى المتضررة. كما سيجري إيرولت محادثات مع نائب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكر، حول الأزمة السورية والتعاون بين باريس وواشنطن في “محاربة الإرهاب”.

 

من جهة ثانية، قال “جيش الإسلام” إن قوات النظام السوري تحشد عناصرها استعداداً للسيطرة على مزيد من الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وقال رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام”، كبير المفاوضين في الهيئة العليا للمفاوضات محمد علوش، إن قوات النظام نفذت خروقاً كبيرةً لاتفاق وقف إطلاق النار، واحتلت مناطق جديدة وهي تحشد “لاحتلال مناطق استراتيجية مهمة جداً”.

 

وأضاف علوش في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، إن المساعدات التي أدخلت مؤخراً إلى المناطق المحاصَرة من قِبَل جيش النظام “لا تكفي عشرة في المئة من الحاجات المطلوبة وأكثر المناطق لم يدخلها شيء”.

 

ونقلت الوكالة عن “جيش الإسلام”، قوله في بيان، إنه “لا يمكن أن يكون هناك وقف إطلاق نار في سوريا ما دامت المليشيات والدول تقتل شعبنا وتشرده وتحتل أرضنا”، مضيفاً أنه “في ظل هذه المعطيات وقف إطلاق النار يعني استسلاماً، الأمر الذي لا نرتضيه بعد كل هذه الدماء التي بُذلت”.

 

إلى ذلك، أعلنت حركة “أحرار الشام الإسلامية” إستهدافها مواقع لجيش النظام في جبل الحص، جنوبي حلب، حيث فجّرت 3 حافلات تقلّ جنوداً كانت تحاول التقدم نحو مواقعها في المنطقة.

 

وبثّت “جبهة النصرة”، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلا مصوراً يظهر استهداف سيارة تابعة لعناصر في جيش النظام، بعبوة ناسفة تم زرعها على طريق أثريا-خناصر في ريف حماة الشرقي. وقالت “النصرة” إن 3 جنود قتلوا في هذا الهجوم.

 

وكانت الخارجية الأميركية قد ذكرت، في وقت متأخر من ليل الخميس، إن الساعات الأربع والعشرين الأخيرة “لم تشهد أي انتهاكات كبيرة” للهدنة في سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، إنه بالرغم من “مزاعم بوقوع انتهاكات.. على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية لم يكن هناك أي أعداد كبيرة من الانتهاكات”، وذلك في ردٍ على بيان عسكري روسي، صدر عن مركز التنسيق في قاعدة حميميم (مطار باسل الأسد) في اللاذقية، يؤكد وقوع 14 حالة قصف على الأحياء السكنية ومواقع لجيش النظام في دمشق والقنيطرة واللاذقية وحماة ودرعا.

 

«الدولة الإسلامية» يتولى حماية الحقل وتأمين وصول الخام لمصافي النظام

«لوموند»: اتفاق ثلاثي بين «الأسد» وروسيا و«الدولة الإسلامية» لتقاسم عوائد «حقل توينان»

خالد المطيري

نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريرا كشفت من خلاله النقاب عن صفقة السرية بين نظام «بشار الأسد» وروسيا وتنظيم «الدولة الإسلامية» لاستغلال «حقل توينان للغاز»، الذي يعتبر من أكبر حقول الغاز في العالم.

 

وفي تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، واطلع عليه «الخليج الجديد»، كتبت الصحيفة تقول: «على بعد نحو 75 كم من جنوب غربي محافظة الرقة، شمالي وسط سوريا، التي صارت بحكم الأمر الواقع عاصمة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في البلاد، لا تزال شعلة من اللهب تخترق بنورها ظلام الليل الدامس في منطقة صحراوية نائية»، في إشارة إلى استمرار عمليات الانتاج في «حقل توينان»، ومنشأة صناعية ملحقة به.

 

وأضافت الصحيفة أن «حقل توينان» ظل «مستثنى من القصف والقتال الضاري في البلاد، باستثناء غارة نفذها التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، في بداية شهر ديسمبر/كانون الأول 2015؛ ما أدى إلى توقف عملية الإنتاج لفترة قصيرة قبل أن يستعيد الحقل نشاطه».

 

وتابع التقرير: «منذ ذلك الحين استفاد هذا المورد النفطي من كرم الأطراف المتحاربة؛ حيث كان محورا لاتفاق يشمل مسلحي تنظيم (الدولة الإسلامية) والنظام السوري».

 

ولفتت «لوموند» إلى أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2014، أدان ناشطون من حملة «الرقة تذبح في صمت» عقد اتفاق بين النظام السوري وتنظيم «الدولة الإسلامية» لتقاسم عملية الانتاج في الحقل.

 

لكن تقريرا حديثا لمجلة «فورين بوليسي» كشف معطيات أخرى تظهر أن الصفقة شملت أيضا طرفا ثالثا يلعب دورا رئيسيا في عملية الإنتاج، وهو روسيا التي تمثلها شركة «ستروي ترانس غاز».

 

وذكرت «لوموند» أن صفقة «حقل توينان» تعود إلى فترة ما قبل الثورة السورية، وتحديدا في عام 2007 عندما عهد النظام السوري لشركة «ستروي ترانس غاز» ببناء منشأة استخراج الغاز من الحقل خلال 20 شهرا، مقابل عقد قيمته 160 مليون يورو.

 

وشمل الاتفاق المبدئي في حينها شركتي «ستروي ترانس غاز»، التي يملكها رجل الأعمال والملياردير الروسي «غينادي تيمشينكو»، وهو مقرب من «فلاديمير بوتين»، وشركة «هيسكو» السورية، التي يملكها «جورج حصواني»، رجل الأعمال المقرب من «بشار الأسد».

 

وأضافت الصحيفة أن العمل في بناء «حقل توينان» تأثر بمعطيات الحرب السورية والمعارك التي دارت حول محافظة الرقة؛ حيث توقف في مناسبة أولى بعد سيطرة «جبهة النصرة» على المحافظة في شهر يناير/كانون الثاني 2013، ثم في مناسبة ثانية بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» عليها في يناير/كانون الثاني 2014.

 

وأفادت «لوموند» بأن صحيفة «تشرين»، التابعة للنظام السوري، نشرت في شهر يناير/كانون الثاني 2014، تقريرا تحدثت فيه عن اقتراب موعد تسليم «مجمع توينان» للنظام السوري، بعد أن بلغت الأشغال مرحلة متقدمة بنسبة 80 في المائة.

 

وأثنت «تشرين» في هذا التقرير على شركة «ستوري ترانس غاز» الروسية، واعتبرت أن «الشركات النفطية الروسية أثبتت قدرتها على التأقلم مع جميع الظروف، وهي تسعى إلى الحفاظ على مكانتها الاقتصادية في سوريا بشكل خاص».

 

لكن سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على موقع بناء منشأة حقل توينان بعد أشهر من انتهاء أشغال بناءه أربكت النظام السوري، الذي أصبح في حاجة للتعامل مع شريك جديد، وتقاسم عائدات الغاز معه.

 

وذكرت الصحيفة أن النظام السوري لم يتردد في الدخول في مفاوضات مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، بهدف الوصول على اتفاق يرضي كل الأطراف؛ حيث أنه يسعى لإرضاء شركائه الروس، وتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يبحث عن تمويلات لعملياته في سوريا.

 

وأضافت الصحيفة أن الاتفاق بين الطرفين ينص على تولي عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» حماية مجمع توينان، وتأمين وصول المواد الخام لمصافي النظام، بينما يتكفل النظام السوري بالاستعانة بمهندسين روس للقيام بأعمال الإدارة والصيانة، وفي المقابل يتم تقاسم الأرباح بينهما.

 

ويحصل تنظيم «الدولة الإسلامية» مقابل خدماته التي يقدمها للنظام السوري على مبلغ 72 ألف يورو شهريا، ويقوم بفرض ضرائب أو «جزية» على العمال الأجانب في حقل الغاز تسددها الشركة السورية المشرفة على الحقل؛ «هيسكو».

المصدر | الخليج الجديد + ترجمة عن صحيفة «لوموند»

 

وقف إطلاق النار بسوريا أفضل أمل للمدنيين  

وصفت افتتاحية تايمز وقف إطلاق النار في سوريا بالهش، لكنها اعتبرت أن أفضل أمل لضحايا الحرب المدنيين هو السلام في الوطن وليس المصير المجهول كلاجئين.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن وقف النار، خلافا للتوقعات، أدى إلى تحسينات سريعة على أرض الواقع حيث قل المتوسط اليومي لسقوط الضحايا المدنيين بالرغم من تسجيل عشرات الانتهاكات من جانب النظام السوري والقوات الروسية.

كما أن المساعدات بدأت تصل إلى المدن والقرى التي كان يموت فيها المدنيون جوعا ببطء، وللمرة الأولى منذ عام 2011 هناك تقارير عن لاجئين يفكرون في العودة لديارهم.

 

وترى الصحيفة أن استمرار وقف النار يعتمد في الأساس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنه هو الذي حرص على بقاء بشار الأسد في السلطة، وأنه هو فقط الذي لديه النفوذ الآن لإبقاء قوات الأسد فضلا عن قواته في ثكناتها.

 

وأضافت أن أول الأعمال في أجندة بوتين هو شق طريق العودة لطاولة التفاوض الدبلوماسية، والفوز بتخفيف العقوبات المفروضة عليه بعد غزوه شرق أوكرانيا، وقالت إنه حقق هدفه الأول لكنه لم يفز بالثاني.

 

وختمت الصحيفة بأنه يجب على أوروبا أن تقف بحزم مع العقوبات على أسس أخلاقية وإستراتيجية، وأنه ليس هناك طريق آخر أمام الغرب لتأمين تعاون روسيا في حل أزمة اللاجئين، وبدون هذا التعاون لن تحل الأزمة.

 

روسيا تعلن اتفاق وقف النار مع جيش الإسلام..والأخير ينفي

العربية.نت

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اتفاقا لوقف إطلاق النار مع فصيل جيش الإسلام، وهو فصيل من المعارضة السورية لطالما وصفته موسكو بمنظمة إرهابية في سوريا.

فيما نفى جيش الإسلام عبر بيان له التوصل للاتفاق الذي أعلنته روسيا.

كما نقلت وكالات إعلام روسية عن وزارة الدفاع اليوم الجمعة قولها إن تركيا قصفت وحدات كردية تقاتل ضد جبهة النصرة في سوريا، بينما تعبر طوابير من الشاحنات الحدود من تركيا إلى سوريا يوميا لنقل شحنات وأسلحة للمعارضة المسلحة.

وقالت الوزارة إنها سجلت 41 خرقا لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا خلال اليومين الماضيين.

على خط موازٍ، اتهمت المعارضة السورية الميدانية قوات النظام بمواصلة انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، واعتبر “جيش الإسلام” أن الحرب لم تتوقف في سوريا.

وقال “جيش الإسلام” في بيان صدر ليل الخميس- الجمعة: “مواجهاتنا مع عصابات الأسد لم تتوقف، سواء في الغوطة أو في حمص أو حلب، وبالنسبة لنا لم تتوقف الحرب عملياً على الأرض في ظل هذه الانتهاكات، أما في حال تمت الهدنة فهي فرصة لإعادة بناء المجتمع والإنسان، حيث حاولت آلة الحرب تدميرهما”.

وصرّح ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، الخميس، أن وقف العمليات القتالية صامد بشكل عام لكنه ما زال هشاً بعد ستة أيام على بدء سريانه، وإن محافظات حمص وحماة واللاذقية ودمشق شهدت وقائع تم احتواؤها.

 

وزير الدفاع الأمريكي الأسبق لـCNN: أوباما أخطأ بأمرين فيما يتعلق بالملف السوري

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال ويليام كوهين، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، إن الرئيس باراك أوباما أخطأ في أمرين بالملف السوري، لافتا إلى أن القلق حول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يتمثل بطموحاته التوسعية.

 

جاء ذلك في مقابلة لكوهين مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN حيث قال: “لا اعتقد أن السيد ترامب فكر مليا بما يجري حاليا، إذا كنا قلقين من قوة الرئيس بوتين وقدرته على التحكم بالسياسات في أوروبا من خلال فتح أو إغلاق عمليات تزويدهم بالطاقة، ما يعنيه هذا للرئيس بوتين بأن قيادته لمنطقة الخليج الفارسي ستتيح له إمكانية التحكم بمعدلات وكميات الطاقة التي تخرج من المنطقة.”

 

وتابع قائلا: “لا يعني ذلك أنه استبدل الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن في المنطقة ولكن لديه موطن قدم وقوات برية في سوريا يقاتلون هؤلاء الذين يريدون الإطاحة بالأسد.”

 

وأضاف: “أعتقد أن الرئيس أوباما أخطأ بأمرين، الأول هو رسم خط أحمر في سوريا (لاستخدام الأسلحة الكيماوية) والأمر الثاني هو عدم تطبيق وفرض هذا الخط الأحمر.. من وجهة نظري أعتقد أن هناك خطان أحمران، الأول أقل حمرة وكان ينص على أن بشار الأسد الذهاب، والخط الثاني هو عدم تطبيقنا لما توعدناه، وهو الأمر الذي أغضب عددا من حلفائنا في المنطقة وخصوصا السعودية والإمارات عداك عن إسرائيل.”

 

وحول احتمال فوز الملياردير الأمريكي، دونالد ترامب بسباق الرئاسة، قال كوهين: “بصراحة أنا قلق من بعض التصريحات التي أدلى بها وخصوصا فيما يتعلق ببناء جدار على الحدود مع المكسيك، وبناء جدار تجاري لإبعاد الصين، وغيرها من السياسات التي قد ينتهجها، من وجهة نظري فإن على أمريكا الاستمرار بقيادة العالم الحر، وعندما ننفصل عن هذا العالم عندها سنسهم في تحلل النظام العالمي ونحن نرى مثل هذه التداعيات في أوروبا حاليا.”

 

ناشطون: أقل حصيلة قتلى في سورية منذ عام

روما (4 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أمس (الخميس) كان الأقل حصيلة يومية من القتلى منذ 13 شهرا، مشيراً إلى سقوط 12 قتيلاً، بينهم 3 مقاتلون و8 مدنيون، منهم من قُتل في انفجارات وتحت التعذيب وسقوط قذائف، بالإضافة لرجل أعدمه تنظيم الدولة.

 

ووفق المرصد، فإنه حتى منتصف ظهر اليوم الجمعة، مازالت الحصيلة لم تتجاوز 11 قتيلاً، بينهم ثلاثة مقاتلون والبقية مدنيين، منهم ثلاثة أطفال لقوا حتفهم إثر انفجار قذيفة لم تكن قد انفجرت من قبل في محافظة الحسكة، واثنان قُتلا متأثرين بجراح أصيبا بها في وقت سابق جراء انفجار لغم في جنوب الحسكة، وآخر تحت التعذيب في معتقلات أجهزة الأمن السورية.

 

وأشار المرصد إلى أن قوات النظام هي المتسبب بالقتل، وبعضهم قضى بقذائف صاروخية ومدفعية أطلقتها قوات النظام، وبعضهم قنصته تلك القوات.

 

إلى ذلك اتّهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قوات النظام السوري وروسيا بـ”خرق الهدنة أكثر من 46 مرة”، وأشارت إلى أن “كل الخروقات موثّقة لديها بالتفصيل”، وحمّلت النظام وروسيا المسؤولية عن التسبب “بمقتل المزيد من المدنيين” في سورية.

 

ويشدد مسؤولون أمريكيون وروس على ضرورة احترام الهدنة ووقف (الأعمال العدائية)، لكن المعارضة السورية تؤكد على أن موسكو هي نفسها، التي “تخرق الهدنة بحجّة محاربة تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وتقصف مناطق مدنية ليس فيها مقاتلين من المعارضة” السورية من أي نوع.

 

المعارضة السورية المسلّحة تتخلى عن أسلحتها مؤقتاً للمشاركة في تظاهرات سلمية

روما (4 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تخلّى قادة عسكريون ومقاتلون سوريون معارضون من الجيش الحر في مناطق عدة من سورية عن أسلحتهم مؤقتاً، ليشاركوا في تظاهرات شعبية سلمية تطالب بإسقاط النظام، ورحّب المدنيون بمشاركة مقاتلي المعارضة بهذه التظاهرات وشددوا على أن ثورتهم “بدأت سلمية وستستمر”.

 

وفي مناطق عدة من محافظات حلب وريف دمشق وإدلب ودرعا شارك قادة من مقاتلي المعارضة المسلحة بشكل رمزي في التظاهرات التي شهدتها مدن في كل محافظة وأحياناً شارك مقاتلون من كتائب ثورية مسلّحة، متخلين عن أسلحتهم ومنخرطين بالتظاهر السلمي المطالب بإسقاط النظام بكامل رموزه والمشدد على سلمية الثورة وديمومتها حتى تحقق مطالبها.

 

والمظاهرات التي شهدتها عشرات المناطق السورية لم تكن متوقعة بهذا الزخم، خاصة وأن غالبية المدن والبلدات التي تشهد هذه التظاهرات هي مناطق منكوبة، شهدت مستوى عالي من التدمير والقتل.

 

وكانت الانتفاضة قد بدأت سلمية في آذار/مارس 2011، حيث عمّت التظاهرات كل أنحاء سورية، وبلغ عدد المشاركين في أحد الأيام نحو أربعة ملايين متظاهر في مختلف أنحاء سورية، قبل أن تتحول الانتفاضة تدريجياً إلى ثورة مسلّحة نتيجة عنف النظام والحل العسكري والحربي الذي انتهجه للرد على المطالبين بإسقاطه.

 

دبابات تركية تقصف مواقع لوحدات كردية بشمال سوريا

بيروت (رويترز) – قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية يوم الجمعة إن دبابات تركية أطلقت عشرات القذائف على مواقعها في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا.

 

وأضافت الوحدات الكردية في بيان إن دبابتين بدأتا قصف قرية خاضعة لسيطرتها الساعة الثالثة بعد ظهر الجمعة (1300 بتوقيت جرينتش).

 

(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

جيش الإسلام ينفي التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا

بيروت (رويترز) – نفت جماعة جيش الإسلام المعارضة في سوريا يوم الجمعة ما ذكرته تقارير إعلامية روسية بأن بعض أعضائها وقعوا اتفاقات لوقف إطلاق النار.

 

وأضافت الجماعة في بيان “جيش الإسلام يكذب الأخبار التي أوردها مجلس تنسيق (قاعدة) حميميم (العسكرية) والتي تحدثت عن انضمام قواتنا العاملة في بلدة الرحيبة الواقعة في القلمون الشرقي لاتفاق وقف إطلاق النار.”

 

وتستخدم الطائرات الحربية الروسية قاعدة حميميم لشن غارات جوية في سوريا.

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

جبهة النصرة تحترم الهدنة رغم رفضها لها

من مريم قرعوني

بيروت (رويترز) – رغم أن جبهة النصرة -جناح تنظيم القاعدة في سوريا- رفضت المسعى الدولي لوقف الصراع المستمر منذ ما يقرب من خمسة أعوام.. يلتزم مقاتلوها الهدوء حرصا على عدم إفساد الاتفاق الهش الذي حد من الحرب وإن لم يوقفها بالكامل.

 

وجبهة النصرة -مثلها مثل تنظيم الدولة الإسلامية- مستبعدة من اتفاق وقف العمليات القتالية الأمريكي الروسي الذي قبلته حكومة الرئيس بشار الأسد ومعظم الجماعات المعارضة له.

 

وفي اليوم السابق على سريان الاتفاق قال أبو محمد الجولاني زعيم النصرة في تسجيل صوتي إنه يجب تكثيف الهجمات معبرا عن اعتقاده بأن السبيل الوحيد للخلاص من النظام هو القتال لا الهدنة.

 

إلا أن مقاتلي النصرة يلتزمون الهدوء منذ سريان الهدنة وتخلوا عن بعض محاكمهم الإسلامية وقللوا من وجودهم عند نقاط التفتيش.

 

وقال فادي أحمد المتحدث باسم جماعة معارضة تنشط بمنطقة في اللاذقية تعمل فيها النصرة وفصائل أخرى “ما عم نشوفهم. تحركاتهم قليلة حتى إن بعضهم انسحبوا إلى ريف إدلب.”

 

وأرجع ذلك إلى احتمال الرغبة في قدر من الهدوء مشيرا إلى أن جماعته ليست على اتصال بالنصرة.

 

وقال مقاتلون في النصرة اتصلت بهم رويترز وتحدثوا شريطة عدم توضيح هويتهم إن رفض الجولاني للهدنة كان مقصودا به إسداء النصح لمقاتلي المعارضة الآخرين وليس أوامر لأتباعه بشن هجمات على الفور.

 

وقالوا إن مقاتلي النصرة ما زالوا على يقين من أن الهدنة ستنهار لكنهم يلتزمون الهدوء حتى لا يحملهم السوريون العاديون مسؤولية تجدد إطلاق النار.

 

وقال مقاتل من النصرة في بلدة بشمال سوريا لجبهته وجود فيها مع فصائل مقاتلة أخرى “لم نقم بأي عمليات أو أي هجوم لأننا نحترم قرار الأخوة في الفصائل الثانية الالتزام بالاتفاق مع أننا متأكدون أن النظام لن يلتزم بها وهو لم يلتزم بها أصلا ولكن نحن بانتظار إعلان انتهائها رسميا.”

 

وتوقع مقاتل آخر في النصرة أن تتعاون الجبهة بشكل أوثق مع فصائل أخرى فور انتهاء الهدنة التي قال إنها ستنهار حتما.

 

وقال “لا نريد أن يتم إلقاء اللوم علينا بأننا من قمنا بخرقها. إننا متأكدون أن النظام سيقوم بذلك.”

 

وقال مصدر آخر قريب من النصرة إن من ضمن الأسباب الأخرى التي دفعت الجبهة للحد من نشاطها هو الانتكاسات العسكرية التي منيت بها المعارضة وجعلت من الصعب تنفيذ هجمات. وأرغمت هجمات الجيش السوري مدعومة بالضربات الجوية الروسية كثيرا من مقاتلي المعارضة على اتخاذ مواقع دفاعية.

 

وعلى النقيض من تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على معظم أراضي شرق سوريا في مناطق بعيدة عن تلك التي يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية.. ينتشر مقاتلو النصرة عبر غرب سوريا إلى جانب فصائل معارضة أخرى قبلت الاتفاق.

 

وتقول جماعات معارضة أخرى كثيرة إنها تخشى أن تستخدم دمشق أو حلفاؤها الروس أي دليل على وجود جبهة النصرة ذريعة لاستئناف القتال.

 

وكانت جبهة النصرة يوما ما أقوى جماعة إسلامية تقاتل الأسد. إلا أن نفوذها تقلص بعض الشيء بعد أن اختلفت مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن الخلافة واعتبر أن تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن لم يعد متشددا بشكل كاف.

 

وأضعف الخلاف مع الدولة الإسلامية جبهة النصرة ودفع الكثير من قادتها للعمل السري. غير أن مقاتليها لا يزالون قوة يعتد بها في غرب سوريا حيث يشتبكون من آن لآخر مع مقاتلي فصائل أخرى وحيث سحقوا جماعات كانت مدعومة من الغرب.

 

وتقول جماعات تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب إن التزام النصرة بالجهاد العالمي يتعارض مع مصلحة سوريا الوطنية. وبات رفض القاعدة على الملأ ضروريا لأي جماعة تأمل في تلقي دعم دولي.

 

وباءت مساعي تشجيع جبهة النصرة على قطع صلاتها بالقاعدة بالفشل حتى الآن. وتقول مصادر في المعارضة السورية المسلحة إنه في حين أن الجماعة تضم عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب فإنها تحاول أن تبدو فصيلا سوريا أكثر من ذي قبل.

 

وقال قائد مجموعة إسلامية منافسة طلب عدم ذكر اسمه “إننا نعمل على أن ينفصلوا (عن القاعدة) ونأمل أن ينفصلوا. وفي حال قام السوريون في جبهة النصرة بالانفصال عن القاعدة فإنهم بذلك يقومون بأكبر خدمة للثورة ولبلدهم.”

 

وقال إن هدوء القتال أعطى المقاتلين فرصة “لترتيب البيت من الداخل”.

 

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

المبعوث الدولي لسوريا: السوريون هم من سيقرر مستقبل الأسد

بيروت (رويترز) – قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا يوم الجمعة إن مستقبل الرئيس بشار الأسد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم ولا يجب أن يقرر سلفا.

 

وأضاف دي ميستورا في مقابلة مع محطة تلفزيون فرنسا 24 “قلنا إنه سيكون حلا بقيادة السوريين.. (حلا) ملك السوريين.”

 

وقال “ألا يمكننا ترك السوريين حتى يقرروا ما يريدون بهذا الشأن؟ لماذا يتعين أن نقول سلفا ما يجب على السوريين أن يقولوه إذا كانوا يملكون الحرية والفرصة كي يقولوا ذلك؟”

 

(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى