أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 05 شباط 2016

روسيا تريد «دويلة للنظام»

لندن – ابراهيم حميدي

حذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند من خطة روسية لسحق المعارضة السورية وتقوية «داعش» وتقويض امكانية بقاء سورية موحدة وتأسيس «جيب للنظام» (دويلة) في شمال غربي البلاد واستخدام العملية السياسية كـ «ورقة تين» للتغطية على خططهم الحقيقة.

وقال في حديث الى «الحياة»: «لدى الروس نفوذ على النظام. بوضوح، بإمكانهم استخدامه بطريقة ايجابية في المجال السياسي إذا أرادوا. السؤال الكبير: هل هذا ما يريدون؟ هل يريدون دفع العملية السياسية الى الأمام؟ هل يريدون اجراءات بناء الثقة تؤدي الى وقف للنار؟ هل يريدون حلاً سياسياً أم يريدون تغيير التوازن على الأرض وإنجاز حل عسكري وتأسيس دولة صغيرة (جيب جغرافي) للنظام في شمال غربي سورية؟».

وأضاف: «ما هو الهدف النهائي لروسيا؟ لا نعرف. لكن ما نعرف ان ما يقومون به على الأرض، ليس مصمماً لتحقيق هدفهم المعلن وهو محاربة «داعش». معظم هجماتهم هي ضد المعارضة المعتدلة وفصائل أخرى غير «داعش». دعمهم المتواصل لنظام (الرئيس بشار) الأسد، يدفع المزيد والمزيد من السنّة المعارضين الى احضان «داعش». هم يقوون «داعش» ولا يضعفونه».

وسئل هاموند عن صحة قوله إن الروس يسعون الى «دويلة علوية» في حين ان الغالبية في مناطق النظام هي سنّية، فأوضح: «كنت اتوقع انه ربما بات النظام يرمي الى هدف محدود وهو تأسيس جيب (دويلة) في شمال غربي سورية في قلب مناطق النظام أكثر من البحث عن استعادة كامل الأراضي السورية. اذا كان هو الهدف، هذا ليس متوافقاً مع رأي اميركا وبريطانيا ودول الخليج وهو الابقاء على وحدة سورية وضرورة استعادة المناطق من داعش».

وتابع ان الرئيس فلاديمير بوتين يترك خياراته مفتوحة اي «ترك المسار السياسي قائماً من دون تقدم ملموس، تدخل عسكري مستمر لتغيير ميزان القوة على الارض لمصلحة النظام واستعادة المزيد من الاراضي، استخدام العملية السياسية كورقة التين، وتركها كخيار بديل. في حال لم تحقق العملية العسكرية اهدافها، سنرى ان الروس سيعودون الى المسار السياسي مستقبلاً»، مضيفاً انه «اذا ارادت روسيا صفقة سياسية، يمكن ان تقوم بذلك فوراً. لديها القوة لفرض الضغط على النظام ولديها القوة لفرض الضغط الأقوى على الأسد لديها القوة للتأثير على الدول الأخرى في «المجموعة الدولية لدعم سورية» للوصول الى صفقة تحافظ على نفوذ ومصالح روسيا في سورية. لكن يبدو ان روسيا تريد حالياً ان تعرف المدى الذي يمكن ان تصل اليه الحملة العسكرية التي تقوم بها ضد مناطق المعارضة والمدنيين». وحذر من ان «الروس يسعون الى سحق المعارضة وسحق الأمل بمسقبل سورية. هذا ليس ما كانوا يقولونه في بداية العملية. العالم سيراهم انهم حماة الأسد وليسوا محرري الشعب السوري».

 

دي ميستورا يطلع مجلس الأمن على أحدث المستجدات اليوم

جنيف – رويترز

قال الناطق باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي، إن المبعوث الدولي في شأن سورية ستيفان دي ميستورا، سيطلع مجلس الأمن اليوم (الجمعة)، على أحدث المستجدات عبر دائرة تلفزيونية.

ويجيء ذلك بعد يومين من تعليق دي ميستورا محادثات السلام في جنيف، قائلاً إن «القوى الكبرى في حاجة الى بذل مزيد لدعمه». وسيلتقي دي ميستورا أيضاً، المعارض السوري قدري جميل، الذي لم يكن من المشاركين في وفد المعارضة بالمحادثات.

 

ستولتنبرغ: الضربات الروسية تقوض محادثات السلام السورية

امستردام – رويترز

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم (الجمعة) إن تكثيف روسيا لضرباتها الجوية في سورية يقوض محادثات جنيف التي يساندها الحلف بشدة. وقال ستولتنبرغ للصحافيين لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في أمستردام «الضربات الجوية الروسية المكثفة التي تستهدف في الأساس جماعات المعارضة في سورية تقوض جهود التوصل لحل سياسي للصراع». وأضاف «تنامي الوجود الروسي والنشاط الجوي في سورية يسبب أيضاً زيادة التوترات وانتهاكات للمجال الجوي التركي… انتهاكات لأجواء الحلف…هذا يثير مخاطر».

 

وزارة الدفاع الروسية: الغرب رفض اقتراحاً بإنشاء مركز تنسيق في شأن سورية

موسكو – رويترز

نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن أناتولي أنتونوف، نائب وزير الدفاع، اليوم، قوله إن اقتراحات روسيا بتشكيل هيئة استشارية في العاصمة الأردنية عمان لتنسيق التحركات في شأن سورية قوبلت بالرفض من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

وقال أنتونوف: «اقترح وزيرنا إجراء محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي، لكننا أدركنا أن مثل هذه الحوار لن يكون مجدياً».

وقال الكرملين اليوم إن روسيا لا تتحاشى السبل السياسية أو الديبلوماسية لتسوية الصراع في سورية، لكنه أوضح أنها ستواصل تقديم المساعدة العسكرية للحكومة السورية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية، إن «روسيا تبذل باستمرار جهوداً في الإطار الدولي العام للتوصل إلى تسوية سلمية وسياسية للوضع في سورية». وتابع: «في الوقت ذاته تقدم روسيا المساندة للقيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية في معركتها ضد الإرهاب».

 

المعارضة السورية: ريف حلب الشمالي محاصر تماماً

بيروت – رويترز

قال قائد مجموعة من المعارضة السورية المسلحة اليوم (الجمعة)، إن «القوات الحكومية السورية والقوات الحليفة لها طوقت ريف حلب الشمالي تماماً، وإن القصف الروسي العنيف مستمر». وقال قائد لواء صقور الجبل التابع للجيش السوري الحر حسن حاج علي، والذي تلقى تدريباً عسكريا أمريكياً، إن «القصف الجوي مستمر»، مضيفاً أن «الغطاء الروسي مستمر ليل نهار، وأن المنطقة شهدت أكثر من 250 ضربة جوية في يوم واحد». وتابع أن «النظام يحاول الآن توسيط المنطقة التي بسط سيطرته عليها»، مؤكداً أن «ريف حلب الشمالي محاصر تماماً الآن، وأن الوضع الإنساني صعب جداً».

وتسبب الهجوم في شمال محافظة حلب والمدعوم بمئات الغارات الجوية الروسية، في فرار عشرات الألوف من السكان في اتجاه الحدود التركية، وكان من أسباب تعطل محادثات السلام السورية في جنيف.

واخترقت القوات الحكومية السورية والقوات الحليفة لها دفاعات المعارضة ووصلت إلى قريتين في شمال محافظة حلب الأربعاء الماضي، ما خنق خطوط إمداد المعارضة من تركيا إلى مدينة حلب.

 

عشرة بلايين دولار لدعم السوريين… في انتظار «الحل»

موسكو – رائد جبر

لندن، باريس، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – هيمن إعلان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مساء أول من أمس تعليق المفاوضات السورية غير المباشرة في جنيف على مؤتمر المانحين في لندن الذي عقد بمشاركة 70 دولة مثل أكثر من نصف على مستوى القادة وأسفر عن تعهدات مالية بأكثر من عشرة بلايين دولار أميركي لتعزيز وجود اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية عبر توفير فرص عمل وتعليم ودعم صحي.

ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات اليوم مع دي ميستورا الذي سيقدم تقريراً إلى سفراء الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن عن الظروف التي دفعت إلى تعليق مفاوضات جنيف بعد مشاركته في مؤتمر لندن وقبل توجهه إلى ميونيخ لحضور المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في 11 الشهر الجاري، على أمل توفير شروط أفضل لاستئناف المفاوضات في 25 الشهر الجاري.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أعلن في اختتام مؤتمر المانحين عن جمع أكثر من 10 بلايين دولار من أجل المساعدات الإنسانية بدلاً من تسعة بلايين كان متوقعاً جمعها. وقال كامرون في مؤتمر صحافي أن «المؤتمر شهد جمع المبلغ الأضخم في يوم واحد من أجل مواجهة أزمة إنسانية. إنجازات اليوم ليست حلاً. ما زلنا بحاجة إلى انتقال سياسي».

وأعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي العقيد أحمد عسيري امس في مقابلة مع قناة «العربية أن «السعودية على استعداد للمشاركة في أي عملية برية في سورية ضمن التحالف الدولي».

لكن المفاوضات السياسية المعلقة، كانت حاضرة في خطابات المشاركين. وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري انه اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف وطلب منه وقف الضربات الجوية الروسية ضد المعارضة في سورية. وقال كيري انه خلال حديث «صريح»، ذكّر روسيا بقرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري في سورية لإفساح المجال أمام إيصال المساعدات إلى المدن المحاصرة.

وكان كيري قال في بيان إن «الهجوم المستمر لقوات النظام، بتمكين من الضربات الجوية الروسية، على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إضافة إلى الحصار المستمر الذي يفرضه النظام والمليشيات المتحالفة معه على مئات الآلاف من المدنيين، يؤشران بوضوح إلى النية للسعي إلى حل عسكري بدلاً من تمكين حل سياسي»، فيما قال المبعوث الأميركي مايكل راتني في بيان أن الغارات الروسية «لا تتعارض مع رغبات السوريين الذي يتطلعون إلى عملية سياسية وانتقال سياسي بعيداً من (الرئيس بشار) الأسد، بل تتعارض أيضاً مع النوايا المعلنة للروس أنفسهم بالتزام عملية فيينا». وزاد: «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للنزاع السوري والجهود التي تسعى إلى حل عسكري، لا تؤدي سوى إلى جعل السلام أبعد منالاً».

وفيما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن الناس «تتوقع أنه من أجل دفع العملية السياسية قدماً… كل الأطراف عليها مسؤولية لكن المسؤولية الأكبر تُلقى على نظام الأسد» لإعلان وقف النار، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في البرلمان البريطاني: «استناداً لتفسير كل الأطراف فإن وقف النار لا يشمل منح منظمات إرهابية معروفة، فسحة لالتقاط الأنفاس. تطبيق وقف لإطلاق النار أمر مختلف عن وقف الحرب على الإرهاب». وذكر ظريف بالاسم «جبهة النصرة» و «داعش» اللتين يجب ألا يشملهما وقف النار.

وطالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس روسيا والنظام السوري بوقف الغارات وحصار المدن في سورية بهدف استئناف المفاوضات، قائلاً في لندن: «الهجوم الوحشي الذي يشنه نظام الأسد بدعم من روسيا ينسف المحادثات». واعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن «الذين يساعدون نظام الأسد مذنبون بجرائم الحرب نفسها»، في إشارة إلى روسيا التي «تقصف المدارس والمستشفيات، لا مواقع داعش». وتابع: «إنها جرائم حرب وتطهير عرقي».

من جهتها، حذرت موسكو من «تحضيرات تقوم بها تركيا لتوغل عسكري في الأراضي السورية». وأكدت أن بين أهداف توسيع نشاطها التجسسي في منطقة الشرق الأوسط، مراقبة التحركات التركية. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف أن لدى روسيا «أسساً جدية للاشتباه بتحضيرات نشطة تقوم بها أنقرة لشن عملية عسكرية في الأراضي السورية»، موضحاً أن المعطيات التي تشير إلى ذلك «باتت أكثر وأكثر».

وقال إن روسيا عززت خلال الفترة الأخيرة عمليات الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط و»إذا اعتقدت أنقرة أن تحركاتها لن تكون تحت المراقبة فهي مخطئة»، في إشارة إلى قرار أنقرة رفض السماح للطائرات الروسية بدخول مجالها الجوي وتنفيذ عمليات استطلاع لمراقبة التحركات العسكرية وفقاً لاتفاقية «السماء المفتوحة» .

وكانت أنقرة أعلنت منع تحليق كان متفقاً عليه مسبقاً في الفترة بين الأول والخامس من الشهر الجاري، وبررت موقفها بأن الطرفين لم يتفقا على خط سير الطائرات الروسية. لكن موسكو اعتبرت الخطوة «سابقة» وانتهاكاً خطراً لاتفاقية «السماء المفتوحة» التي تسمح للطائرات الروسية وطائرات حلف شمال الأطلسي بإجراء رحلات استطلاعية دورية في أجواء الطرفين. وأكد المتحدث العسكري أن موسكو «سترد بالتأكيد على التطور».

وقال منذر ماخوس الناطق باسم اللجنة العليا للمفاوضات المعارضة: «لا بد من ضغط من الأميركيين (…) على روسيا» لتجنب فشل جولة المفاوضات المقبلة. وأوضح أن «المعادلة يجب أن تتغير على الأقل بحيث يقوم توازن بين الاثنين (الحكومة والمعارضة) كي يقدم كل وفد تنازلات».

وفي طهران أعلن عن مقتل العميد محسن قاجاريان قائد لواء الإمام الرضا الـ21 المدرع، «الذي استشهد خلال مهمة استشارية في سورية».

كما نشر نبا مقتله على الموقع الإلكتروني التابع لوزارة العدل الإيرانية.

 

وزارة الدفاع الروسية تشتبه في أن تركيا تعد «لتدخل عسكري» في سورية

موسكو، لندن – أ ف ب

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الخميس)، أن لديها «أسباباً جدية» تحمل على الاعتقاد بأن تركيا تعد «لتدخل عسكري» في سورية، مشيرةً إلى منع أنقرة أمس طائرة استطلاع حربية روسية من التحليق فوق أراضيها.

وصرح الناطق باسم الوزارة، الجنرال إيغور كوناشينكوف في بيان: «لدينا أسباب جدية للاعتقاد بأن تركيا في مرحلة إعداد مكثفة لعملية عسكرية في أراضي دولة ذات سيادة هي سورية».

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قال اليوم إن «حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولون كذلك عن جرائم حرب»، في تصريحات على هامش مؤتمر الدول المانحة لسورية في لندن.

وأضاف داود أوغلو للصحافيين، أن «الذين يساعدون نظام الأسد مذنبون بجرائم الحرب نفسها»، في إشارة إلى روسيا التي تقصف المدارس والمستشفيات، متابعاً أنها «جرائم حرب وتطهير عرقي».

وفي سياق متصل، قال مسؤول كبير في مكتب داود أوغلو اليوم، إن «روسيا تحاول صرف الانتباه عن جرائمها في سورية، بزعم أن أنقرة تستعد لتوغل عسكري في هذا البلد»، مضيفاً: «الروس يحاولون التستر على جرائمهم في سورية. هم ببساطة يصرفون الانتباه عن هجماتهم على المدنيين كدولة تغزو سورية بالفعل. تركيا لها كل الحق في اتخاذ أي إجراءات تكفل حماية أمنها».

 

مصدر عسكري سوري: الجيش سيطوق حلب قريباً

بيروت – رويترز

قال مصدر في الجيش السوري، اليوم، إن الجيش سيفرض طوقاً كاملاً على المقاتلين في حلب قريباً، فيما يواصل عملياته قرب المدينة بعدما قطع معظم خطوط الإمداد المهمة عن مقاتلي المعارضة من عند الحدود التركية.

وكان المصدر يتحدث بعدما اقتحم الجيش والمقاتلون المتحالفون معه بدعم من الضربات الجوية الروسية خطوط المقاتلين أمس عند نبل والزهراء، وهما بلدتان مواليتان لدمشق، تقعان شمال غربي حلب.

وذكر المصدر أنه «إذا أكمل الجيش عملياته من اتجاه الزربة غرباً وشمالاً وأكمل عملياته من اتجاه نبل والزهراء غرباً وجنوباً، يتم قطع كل طرق الإمداد وهذا الموضوع قريباً».

 

إيرانيون اضطلعوا بدور محوري في معارك حلب وروسيا تتهم تركيا بالإعداد لتوغل بري

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

تحدثت روسيا أمس عن أدلة قوية لديها على الاشتباه في أن تركيا تعد لتوغل عسكري في سوريا، بينما أفاد مصدر في الجيش السوري أن القوات الحكومية تقترب من تطويق مدينة حلب بدعم جوي روسي، وقت طلبت تركيا،

التي تدعم المعارضة السورية المسلحة، من الولايات المتحدة اتخاذ موقف أكثر حسماً في وجه روسيا بسبب تدخلها في سوريا وقالت إنه لا جدوى من محادثات السلام في ظل استمرار القصف الروسي.

ويعقد مجلس الامن جلسة مشاورات اليوم مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا بعد يومين من ارجاء محادثات “جنيف 3” الى 25 شباط الجاري. وعاد التركيز على أزمة اللاجئين التي أفرزتها الحرب المستمرة منذ خمس سنوات مع اجتماع للمانحين في لندن حيث تعهدت دول تقديم 11 مليار الدولارات لمساعدة ضحايا الصراع الذي شرد الملايين.

وبفضل القصف الروسي المكثف طوال ثلاثة أيام هذا الأسبوع، نجح الجيش السوري النظامي والمقاتلون الموالون له في قطع خط إمداد محوري شمال غرب من حلب، في عملية نجحت في فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين للحكومة للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات ونصف سنة.

وقال المصدر العسكري السوري إن عمليات تهدف الى تطويق حلب تماماً من الغرب ستنفذ قريباً.

وكشف مصدر أمني بارز غير سوري مقرب من دمشق إن مقاتلين إيرانيين اضطلعوا بدور محوري في هذا التقدم. وقال: “قاسم سليماني موجود هناك في المنطقة نفسها” في إشارة الى قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” (الباسدران) وهو المسؤول عن العمليات في الخارج.

ووصف مسؤول سوري كبير لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ما حققته قوات النظام بأنه “انتصارات مهمة”، موضحاً ان “الاهداف المقبلة هي اقفال الحدود مع تركيا لمنع دخول المسلحين والسلاح، ثم محافظة حلب، فمحافظة إدلب” التي تسيطر عليها الفصائل تماماً منذ الصيف الماضي.

في غضون ذلك، مارست “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تسيطر على مساحات كبيرة من شمال سوريا ضغوطاً إضافية على المعارضة المسلحة وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له سيطرتها على قريتين قرب نبل والزهراء.

وأوضح المرصد أن هجوم الجيش السوري، دفع نحو 40 الف شخص الى النزوح من الريف الشمالي في اتجاه مناطق اعزاز الحدودية مع تركيا وعفرين وريف حلب الغربي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الالاف موجودون داخل بساتين في منطقة اعزاز قرب الحدود التركية، فيما يقيم اخرون في العراء أو في منازل اهالي المناطق الثلاث.

وفي لندن، صرّح رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو بأن “عشرة آلاف لاجئ جديد ينتظرون الان امام كيليس جراء القصف الجوي والهجوم على حلب”، في اشارة الى بلدة تركية على الحدود السورية.

 

المعارضة

وعلى رغم حصول المعارضة السورية على مساعدات أميركية خلال الصراع تشمل دعماً عسكرياً لفصائل معارضة منتقاة ، فإن معارضي الأسد وجهوا انتقادات حادة الى السياسة الأميركية خلال الأسابيع الاخيرة واتهموا واشنطن بالافساح في المجال لروسيا.

وأمل قياديون في المعارضة أن يقنع انهيار محادثات السلام الدول الأجنبية التي تدعمهم كالسعودية بأن الوقت حان لإرسال أسلحة أشد قوة وتطوراً بينها صواريخ مضادة للطائرات.

وتوقع قيادي معارض طلب عدم ذكر اسمه “شيئاً جديداً إن شاء الله” بعد فشل محادثات جنيف.

وأفاد آخر طلب ايضاً عدم ذكر اسمه إن القوى الداعمة للمعارضة تعد بمواصلة الدعم، مضيفاً أن المعارضة لا تعرف في أي شكل سيكون ذلك.

 

مجلس الامن

وفي نيويورك، قال ديبلوماسيون في الامم المتحدة ان دو ميستورا سيقدم تقريراً الى مندوبي الدول الـ15 في مجلس الامن عن الظروف التي أدت الى تعليق محادثات جنيف في شأن سوريا. وستعقد الجلسة التي ستكون مغلقة بناء على طلب فنزويلا التي ترأس مجلس الامن لهذا الشهر. وأشار المندوب الفنزويلي رافاييل راميريز كارينو الى انه ليس مقرراً ان يصدر المجلس أي اعلان عقب مشاوراته.

 

السعودية مستعدة للمشاركة مع الائتلاف الدولي في عمليات برية ضد “داعش” في سوريا

المصدر: (رويترز)

صرّح مستشار وزير الدفاع السعودي الناطق باسم التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن العميد أحمد عسيري في مقابلة مع قناة “العربية” الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، بأن المملكة مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية في سوريا إذا قرر الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة القيام بعمليات كهذه.

وقال: “المملكة العربية (السعودية) على استعداد للمشاركة في أي عمليات برية قد يتفق الائتلاف (ضد الدولة) على تنفيذها في سوريا”.

ولفت الى إن السعودية عضو فاعل في الائتلاف الدولي الذي يحارب “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا منذ عام 2014 ونفذت أكثر من 190 مهمة جوية.

وأضاف: إن المملكة، التي تقود عمليات عسكرية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، تعتقد أن هزيمة “داعش” تحتاج من الائتلاف الجمع بين العمليات الجوية والبرية. و”إذا ما أصبح هناك إجماع من قيادة الائتلاف، فالمملكة على استعداد للمشاركة في هذه الجهود لأننا نؤمن أن العمل الجوي لن يكون الحل الأمثل ويجب أن يكون هناك عمل مزدوج في العمليات الجوية والأرضية”.

وتعليقاً على تصريح عسيري، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن الائتلاف يؤيد عموماً أن تزيد مساهمة الشركاء في الحرب ضد “داعش”، لكنه لم يطلع على المقترح السعودي. وقال: “لن أعلق على هذا الأمر على وجه الخصوص إلى أن تتاح لي فرصة للاطلاع عليه”.

 

مؤتمر لندن: «وعود» بـ11 مليار دولار.. حتى 2020!

غاصب المختار

انتهى مؤتمر لندن الدولي «لدعم سوريا والمنطقة» الذي حضرته سبعون دولة، بالإضافة إلى منظمات اقتصادية وانسانية وهيئات من القطاع الخاص، بـ «مزاد علني»، جمع تعهدات بدفع نحو 11 مليار دولار حتى العام 2020، لمعالجة ذيول أزمة النازحين الى دول الجوار، ومنها لبنان، وبـ «وعود» بمزيد من الدعم لدول الجوار التي تعاني من ارتدادات اقتصادية خطيرة، لا سيما في لبنان والاردن، بينما حصلت تركيا على ثلاثة مليارات دولار من اوروبا لوقف تدفق النازحين الى القارة العجوز، وهي المخاوف ذاتها التي فرضت على الدول الراعية للمؤتمر (بريطانيا والمانيا والنروج) التعهد بتقديم مزيد من المليارات خلال السنوات الاربع المقبلة للبنان والاردن، لمنع هجرة النازحين من البلدين، اضافة الى تعهدات الكويت، الراعية الرابعة، والتي لا تعاني من ازمة النزوح، لكنها تمثل شرياناً حيوياً لتدفق المال، فيما وقف الراعي الاممي بان كي مون يشكو ويدعو لمزيد من الدعم.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان مبلغ الـ11 مليار دولار سيدفع منه هذه السنة نحو خمسة مليارات، والباقي مقسط على اربع سنوات، مع وعود بمزيد من المبالغ، لكن ما يهم لبنان الذي ترأس وفده الى المؤتمر الرئيس تمام سلام، لم تتضح صورته، وان كانت الوعود والرهانات هذه المرة افضل من وعود المؤتمرات السابقة التي لم يصل الى لبنان منها الا النصف أو أقل.

وذكرت مصادر الوفد اللبناني ان الرئيس سلام احتج هذه المرة على «الضبابية» التي تسود تعامل الدول المانحة مع لبنان، بحيث ان لبنان لم يعرف حصته من «المزاد العلني الدولي»، وان المبالغ الموعودة من المؤتمرات السابقة لم تصل كلها بعد، وشكا خلال المؤتمر، وفي اللقاءات المغلقة التي عقدها، من عدم ترجمة الوعود الى افعال.

ويحتاج لبنان هذا العام، بحسب مصادر الوفد، الى مليارين و400 مليون دولار، لتلبية متطلبات ورقة العمل الشاملة التي قدمها للمؤتمر، والتي تتركز على ثلاثة عناوين: تعزيز الوضع التربوي وتطويره لاستيعاب أكبر عدد ممكن من النازحين مع اللبنانيين، اقامة مشاريع انتاجية لإيجاد فرص عمل للنازحين وللبنانيين، ودعم البلديات في المجتمعات المضيفة، والبنى التحتية والخدمات، بينما يحتاج الاردن الى اكثر من هذا المبلغ بقليل (نحو ثلاثة مليارات دولار).

واشارت مصادر الوفد اللبناني الى ان المجتمع الدولي «قد اقتنع بخطورة ازمة النازحين وانعكاساتها على كل الصعد، كما اقتنع بورقة العمل التي قدمها الوفد الرسمي الوزاري والتقني، لذلك خرج الرئيس سلام هذه المرة ربما أكثر اطمئناناً الى ان أكثر الوعود ستتحقق، خاصة ان اوروبا مستعدة ان تدفع خارج اراضيها على ان تدفع اضعافاً داخل اراضيها».

واوضحت المصادر ان «هناك تغييراً بدأ يلفح عقول الاوروبيين والامم المتحدة بجدية التعامل مع ازمة النازحين، وحصل تغيير مفصلي في مقاربة المشكلة وهو ينطلق من فكرة دعم المجتمعات المضيفة دعماً تقنياً وفنياً ومالياً، وان الازمة باتت اشد من ان تعالج بمساعدات غذائية وبطانيات وخيم لا تستر من برد ولا تقي من حرّ».

ويبدو ان المشروع التربوي هو الذي حاز اهتمام الدول المانحة أكثر هذه المرة، لأنه يؤمن استيعاب نحو 300 ألف تلميذ سوري في لبنان، ولذلك اعلنت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أن بلادها خصصت 1700 منحة دراسية جامعية للسوريين هذه السنة، عدا الدعم المالي الكبير الذي تعهدت به.

وكانت مفاجأة المؤتمر حضور وزير الخارجية الاميركية جون كيري مساء أمس الاول، حيث عقد صباح امس، لقاءات مع رؤساء وزراء بريطانيا والمانيا وفرنسا للبحث في تفاصيل المؤتمر، فيما تبنى كل من رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، والنروج ايما سولبيرغ، والمستشارة الالمانية وامير الكويت صباح الأحمد الصباح، ولو بشكل غير مباشر في كلماتهم مضامين ورقة العمل اللبنانية.

 

واعلن الشيخ صباح في كلمته تعهد الكويت بتقديم ثلاثة مليارات و300 مليون دولار، وتعهدت ميركل بتقديم مليار ومئة مليون يورو، منها 750 مليوناً لبرنامج الغذاء العالمي، و200 مليون لتغطية توفير فرص عمل، ومليار للسنة الحالية والسنة المقبلة لدعم البلديات في المجتمعات المضيفة. كما اعلنت النروج تقديم مليار و16 مليون دولار للسنوات الاربع المقبلة، منها 280 مليون دولار لهذه السنة.

اما كاميرون المضيف فتعهد أن تقدم المملكة المتحدة مبلغاً إضافياً يصل إلى مليار و200 مليون جنيه استرليني (مليار و750 مليون دولار) حتى سنة 2020، لكن هذا المبلغ سوف يرتفع في السنوات المقبلة ليصل الى مليارين و300 مليون جنيه.

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أن مساهمتها في هذه السنة المالية ستبلغ 890 مليون دولار، موضحاً أن المبلغ عبارة عن حوالي 600 مليون دولار كمساعدات إنسانية ونحو 290 مليون دولار كمعونات تنمية لدول الجوار.

وأوضح كاميرون أن المانحين «تعهدوا بمبلغ ستة مليارات دولار لهذا العام وحده، وبمبلغ خمسة مليارات دولار أخرى يتم انفاقها بحلول العام 2020»، علماً أن المبلغ المخصص لهذا العام لا يلبي نداء لجمع 7,73 مليار دولار أطلقته الامم المتحدة، تضاف اليها 1,23 مليار دولار لمساعدة دول المنطقة المضيفة.

وبحسب المؤتمر، يفترض ان تجيز الهبات المعلنة انشاء حوالي 1,1 مليون وظيفة مع حلول العام 2018، يستفيد منها اللاجئون السوريون والمجتمعات التي تستضيفهم في الدول المجاورة لسوريا، بحسب البيان الختامي للمؤتمر.

وفي المحصلة، هل فشل المؤتمر الرابع لمساعدة سوريا ودول الجوار؟ وهل هو فشل أكثر من مزدوج؟ إذ بالرغم من «هالة» الـ11 مليار دولار التي أعلنها كاميرون، إلا أن هذا الرقم يبقى في خانة «الوعود» التي قد لا «تصرف»، والتي ليس واضحاً كيف ستصرف، أما مبلغ الستة مليارات الذي وعدت به الجهات المانحة للعام الحالي، فهو أقل مما تطالب به الأمم المتحدة لسد الحاجات الإنسانية لملايين النازحين واللاجئين السوريين بعد خمس سنوات من الحرب.

ولعل ما قاله كاميرون كفيلٌ بتلخيص جزء من الأزمة، التي حاول المؤتمر معالجتها على طريقة «من يدفع أكثر»، إذ قال عقب انتهاء المؤتمر «اليوم قطعنا الوعود، ولكننا في حاجة لرؤية المال». أما المنظمات الإنسانية فقد اعتبرت أن الوعود أقل بكثير مما هو مطلوب.

سياسياً، كان المؤتمر، الذي شكل فرصة أيضاً لعقد لقاءات بين المشاركين، إعلاناً رسمياً بان الأزمة السورية طويلة، وأنها ستزداد تعقيداً، وأن النجاح في تمويل الحرب لا يساويه سوى إخفاق ذريع في تلبية حاجات ضحاياها.

وإذ وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة له خلال المؤتمر أن الوضع في سوريا «هو أقرب إلى الجحيم الذي من الممكن أن نجده على الأرض»، قال كيري إنه «بعد خمس سنوات، يصعب تصديق أننا، وفيما نحن هنا، فإن الوضع على الأرض يزداد سوءاً».

وخلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء المؤتمر، قال كاميرون «إننا شهدنا اليوم جمع المبلغ الاضخم في يوم واحد من اجل مواجهة ازمة انسانية»، مستدركاً بأن «الانجازات التي توصلنا إليها ليست حلاً للازمة. لا نزال بحاجة الى انتقال سياسي».

ويسعى المؤتمر إلى كبح الهجرة السورية إلى أوروبا، وهو كان واضحاً من كلام رئيس الوزراء البريطاني الذي اعتبر قبل بدء المؤتمر إنه «مع مئات الآلاف من الاشخاص الذين يجازفون بحياتهم وهم يعبرون بحر ايجه او البلقان، حان الوقت لمعالجة جديدة للكارثة الانسانية في سوريا»، معتبراً انه «بهذه النظرة الجديدة التي تستند الى التعليم واحداث الوظائف في الدول التي تستقبل لاجئين، يمكن تحويل المنطقة وبناء نموذج جديد للمساعدة الانسانية. يمكن ان نعطي الشعور اللازم بالأمل حتى يكف هؤلاء الاشخاص عن التفكير بان لا خيار لديهم سوى المجازفة بحياتهم عبر القيام برحلات خطيرة الى اوروبا».

وقال كاميرون إن الوعود، بالإضافة إلى فتح السوق الأوروبية أمام المنتجات من لبنان والأردن وتركيا، ستخلق مليون فرصة عمل في المنطقة للسوريين والمواطنين في هذه الدول.

وتعهد الأردن بإضفاء الطابع الرسمي على الأعمال والشركات التي أنشأها السوريون في البلاد حتى الصيف المقبل، واعداً برفع العوائق أمام النشاطات الاقتصادية للسوريين في المخيمات، وذلك ضمن وثيقة قدمها للمؤتمر.

أما ملك الأردن، فقال للمجتمعين إنه «بالنظر إلى المعاناة التي يشعر بها الشعب الأردني، أقول لكم لقد بلغنا أقصى قدرة على التحمل»، مضيفاً أن « بلدنا سيواصل فعل ما بوسعه لمساعدة المحتاجين لكن ذلك لن يكون على حساب قوت شعبنا ورخائه».

واستغل رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو التطورات الميدانية في سوريا والتقدم الذي يحرزه الجيش السوري في حلب، ليقول إن «عشرات الألوف من السوريين في طريقهم إلى بلاده هربا من القصف الجوي على مدينة حلب».

وقال أوغلو إن «ما بين 60 و70 ألف شخص في مخيمات في شمال حلب يتحركون باتجاه تركيا. لا أفكر في لندن الآن بل في الوضع على حدودنا. كيف سنعيد توطين هؤلاء القادمين الجدد من سوريا؟»، مضيفاً أنه بالرغم من ذلك، ستبقى أبواب تركيا مفتوحة للسوريين».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أب، «الغارديان»، «بترا»)

 

معركة الشمال السوري: مرارة سعودية ـ تركية

كتب محرر الشؤون العربية:

تجمعت خيوط مشهد ما بعد الجولة الاولى من «جنيف 3» التي أشيع انها أسقطت بضربة قاضية في معركة تحرير الشمال السوري المتوج بفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، فيما ان تعليمات اجهاض مسار التفاوض السوري في سويسرا، من الحليفين التركي والسعودي، كانت واضحة منذ ما قبل الضربة الموجعة التي تلقتها فصائل «الجهاد التكفيري» على خطوط انتشارها بمحاذاة الحدود التركية.

ولم يكن واضحا منطق المواقف المنددة التي صدرت عن عواصم مثل واشنطن وباريس ولندن وانقرة في الساعات التي تلت التقاء القوات السورية الحليفة من طرفي الهجوم، الحكومي واللجان الشعبية، من حردتنين وماير، نحو معرسة الجب وكسر الطوق بالتالي عن نبل والزهراء، وتبديل المشهد الميداني في الشمال الحلبي، وربما ما هو أبعد من ذلك، اذ ان المعركة كما هو واضح، استهدفت في جوهرها استغلال تشتت فصائل المعارضة على مختلف جبهات حلب، لتحرير مدنيي البلدتين، تناوبت على محاصرتهم منذ اواسط العام 2012 تشكيلات متنوعة من العصابات المسلحة، بداية من تشكيلات لـ «الجيش الحر»، وصولا اخيرا الى فصائل تكفيرية من «جبهة النصرة» و «احرار الشام» معززة بـ «جهاديين» من شتى بقاع الارض.

ووجه الغرابة في موقف العواصم المنددة ان «وفد الرياض» الذي ظل يماطل حتى الساعات الاخيرة قبل مغادرته العاصمة السعودية، ثم خلال اطلالاته الصحافية خلال ايام جنيف، رفع «البند الانساني» في سلم اولوياته الدعائية في ما لو كان قدر لمفاوضات جنيف ان تنطلق رسميا، وبالتالي ليس واضحا منطق التنديد بفك الحصار عن 70 الف انسان، محاصرين بالكامل منذ نحو اربعة اعوام، وتحت وطأة الصواريخ والعربات المفخخة وعشرات العمليات الهجومية الشاملة عليهم.

اذن، ذريعة عدم التفاوض تحت النار لم تكن مقنعة لكثيرين. اذ ان الحليفين السوري والروسي اكدا مرارا ان المعركة على فصائل الارهاب، مستمرة، بغض النظر عما يجري في قاعات التفاوض السويسرية والتي لم يقدر لها ان تفتح ابوابها بالفعل. وقد كان «وفد الرياض» توجه بالفعل الى جنيف، فيما معارك الريف الحلبي مستمرة بالتوازي مع مواجهات كبرى تجري في الجنوب السوري والريف الشمالي للاذقية. ولا يمكن الاكتفاء بالقفز الى الكلمة الاخيرة التي اعلنها المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا بـ «تعليق» المفاوضات حتى 25 شباط الحالي، اذ ان كلمة السر الفعلية صدرت قبل ذلك، وتحديدا يوم الاحد الماضي عندما اعلنت كل من السعودية وتركيا صراحة بجملة مشتركة لوزيري خارجيتي البلدين عادل الجبير ومولود جاويش أوغلو ان أعضاء وفد المعارضة «يمكنهم المغادرة متى شاءوا».

ومهما يكن، فان التنديد بالهجوم السوري في الشمال الحلبي بدا كتعبير ديبلوماسي عن شعور بالمرارة من التقدم العسكري للحلفاء، السوري والروسي والايراني و «حزب الله»، اذ سرعان ما اعاد وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري التواصل هاتفيا للتأكيد على ضرورة العودة الى مسار التفاوض قريبا، ما يعني ضمنيا، استمرار الحضانة الروسية – الاميركية لخيارات التسوية السورية كما حددتها تفاهمات «اعلان فيينا» قبل اسابيع.

ولهذا، فان الخيوط الجديدة للمشهد تحاول دفع العجلة الى الوراء كما يرغب «مشغلو معارضة الرياض» على حد وصف قائد الديبلوماسية السورية في جنيف بشار الجعفري. الجبير وجاويش اوغلو قالا صراحة الاحد الماضي ما يمكن تلخيصه بالتالي:

– طلبنا من المعارضة أن تطرح شروطها.

– يمكنهم المغادرة في اي وقت إذا لم تنفذ مطالبهم.

– التطمينات التي حصلوا عليها من الأمم المتحدة بالقرار 2254 بفقرة 12 و13 بالنسبة للمساعدات الإنسانية وكذلك بالنسبة للقصف العشوائي لا يمكن التفاوض عليها.

– المفاوضات تبدأ بصيغة «جنيف 1» التي سيكون لها سلطة كاملة بعيدة عن بشار الأسد ودستور جديد وسوريا جديدة لا يكون فيها لبشار الأسد دور يلعبه.

– بعض البلدان طلبت من المعارضة أن تتوسع، واقترحوا كذلك مجموعات إرهابية أو مجموعة تساند إيران للانضمام إلى المعارضة، والمعارضة السورية رفضت ذلك ونحن دعمنا المعارضة بذلك.

– المفاوضات يجب أن تبدأ بموضوع الانتقال السلمي، وطلبنا من المعارضة الذهاب إلى جنيف ووضع شروطهم للبدء في المفاوضات.

وبكل الاحوال، فقد انتقل المحور السعودي – التركي مباشرة الى مرحلة الهجوم المضاد بعد النكسات السياسية والميدانية التي ألمت به في سوريا. فقد اعلنت الرياض امس، غداة تعليق مفاوضات جنيف، استعدادها للمشاركة في عملية برية في سوريا إذا قرر التحالف الدولي بقيادة واشنطن، هذا الأمر. صحيح ان السعوديين سبق ان عبروا عن هذا الموقف من قبل، لكن توقيت الاعلان الجديد، وفي ظل التخبط السعودي في الحرب على اليمن، يثير الكثير من التساؤلات، عما اذا كان ائتلاف الحكم السعودي، قرر المبادرة الى الهجوم للحد من خسائره في اكثر من ميدان، بالمراهنة على خيارات عسكرية جديدة في سوريا.

وبالتوازي مع ذلك، واصلت حكومة رجب طيب اردوغان اظهار نواياها العدائية، وبعد ايام على القصف التركي على الشمال السوري، اعلنت موسكو امس ان لديها «أسبابا جدية» تحمل على الاعتقاد بان تركيا تعد «لتدخل عسكري» في سوريا، مشيرة إلى منع أنقرة، أمس الأول، طائرة استطلاع حربية روسية من التحليق فوق مناطق حدودية مع سوريا.

وأعلن المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري، في مقابلة مع قناة «العربية» ووكالة «اسوشييتد برس»، أن بلاده مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية في سوريا إذا قرر التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، القيام بعمليات من هذا النوع. وقال «المملكة على استعداد للمشاركة في أي عمليات برية قد يتفق التحالف (ضد داعش) على تنفيذها في سوريا»، مشدداً على ضرورة الدمج بين الغارات الجوية والعمليات على الأرض لهزم التنظيم.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الرياض، رداً على سؤال حول سبب توقف مفاوضات جنيف، «كان السبب من وجهة نظرنا عدم جدية النظام في التجاوب مع المبعوث الأممي، وعدم تجاوب النظام مع طلب إدخال مساعدات إنسانية إلى سوريا، وفك الحصار عن المدن السورية». وأضاف أن «وفد النظام السوري الذي أتى إلى جنيف لم يكن جاداً، وكانت المسألة هي مماطلة، والمسألة مسألة تعقيد وغيرها من الأمور لعدم تحقيق أي تقدم في هذا الأمر، والعمليات العسكرية الروسية تم تكثيفها. وهناك وجهتا نظر بالنسبة لأسبابها، هناك من يقول إن تصعيد العمليات العسكرية الروسية هدفه تحسين وضع النظام قبل وقف إطلاق النار، وهناك وجهة نظر أخرى تقول إن تصعيد العمليات العسكرية الروسية هدفه استفزاز المعارضة السورية لكي تتخلى عن المباحثات، وهذا ما حدث، والذي حصل أن المبعوث الأممي وصل إلى قناعة أن النظام ليس جاداً في المباحثات وأنه من الأفضل أن تجمد المفاوضات في الوقت الحالي لبحث هذا الأمر معهم في الأيام المقبلة».

روسيا – تركيا

واتهمت موسكو أنقرة بالإعداد «لتدخل عسكري» في سوريا، بعد منع طائرة استطلاع حربية روسية من التحليق فوق أراضيها.

وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال ايغور كوناشينكوف، في بيان، «لدينا أسباب جدية للاشتباه بان تركيا في مرحلة إعداد مكثفة لعملية عسكرية في أراضي دولة ذات سيادة، هي سوريا»، موضحاً أن الجيش الروسي «يسجل عدداً متزايداً من المؤشرات إلى قيام القوات المسلحة التركية بالإعداد سراً لتنفيذ عمليات على الأراضي السورية». وتابع «إذا كان هناك في أنقرة من يعتقد أن منع تحليق طائرة استطلاع روسية سيسمح بإخفاء أي شيء، فهو يفتقد للمهنية».

وكانت السلطات التركية أكدت أنها منعت «لأسباب أمنية» رحلة استطلاع روسية، كانت مقررة من 1 إلى 5 شباط، من التحليق في أجوائها، لعدم توصل البلدين إلى التفاهم على مسارها، وذلك رغم أن الرحلة كانت تندرج في إطار معاهدة «الأجواء المفتوحة» التي يعد البلدان من الموقعين عليها.

وأوضح كوناشينكوف أن الروس كانوا يعتزمون التحليق فوق المناطق الحدودية مع سوريا وفوق المطارات التي تتركز فيها طائرات حلف شمال الأطلسي. وقال إن «وزارة الدفاع الروسية تعتبر أعمال تركيا بمثابة سابقة خطيرة، ومحاولة لإخفاء نشاطات عسكرية غير مشروعة قرب الحدود السورية». واتهم أنقرة بإرسال أسلحة إلى المجموعات المقاتلة في حلب وادلب تحت ستار «قوافل إنسانية».

وبرر المتحدث باسم «حزب العدالة والتنمية» التركي عمر تشيليك القرار بـ «دواع أمنية». وقال إن «المسار الذي طلبته (موسكو) هو على طول الحدود السورية حتى هاتاي» على الحدود مع سوريا، مضيفاً «من الواضح انه من غير الوارد في هذه المرحلة السماح بمثل هذه الرحلة لأسباب أمنية».

وفي تعبير جديد عن النوايا التركية، اعتبر إردوغان أنه لا طائل من محادثات جنيف بينما تواصل القوات السورية وروسيا هجماتهما. وقال، في جامعة في ليما عاصمة البيرو، «روسيا تواصل قتل الناس في سوريا. ما جدوى مثل هذا التجمع من أجل السلام؟ ما جدوى محادثات السلام هذه؟». وأضاف «في أوضاع يستمر فيها قتل الأطفال لن يكون لمحاولات من هذا القبيل أي دور، سوى تسهيل الأمور على الطاغية».

وأثار إردوغان الشكوك حول جدوى المفاوضات السورية ذاتها، قائلا «دائما ما يجتمعون ويلتقون، يأكلون ويشربون، ثم يغادرون. الآن حددوا موعدا في نهاية شباط. سنرى. سترون أنه بحلول 28 شباط سيأجلون (المحادثات) مرة أخرى».

اما رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو فقد دعا الولايات المتحدة لاتخاذ موقف أكثر حزماً من روسيا بشأن تدخلها في سوريا. وقال «السبب الأساسي لهذه المشكلة هو جرائم الحرب التي يرتكبها النظام السوري وجرائم الحرب التي يرتكبها داعش». وأضاف «من يساندون نظام (الرئيس بشار) الأسد يرتكبون جرائم الحرب نفسها. أنا أقول ذلك اليوم على وجه الخصوص، لأن حلب تتعرض لهجوم عنيف بطائرات روسية»، مروجا في اطار ابتزاز الاوروبيين خلال مؤتمر لندن قائلا «300 ألف شخص يعيشون في حلب متأهبون للتحرك نحو تركيا».

كيري ولافروف

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف وكيري عبرا، خلال اتصال هاتفي بينهما، عن «أسفهما» لتعليق المحادثات في جنيف، و «اتفقا على بذل الجهود اللازمة لكي تكون فترة تعليقها اقصر ما يمكن». وأضافت «أعرب لافروف عن قلقه من طرح المعارضة السورية في جنيف لشروط غير مقبولة للتفاوض مع وفد الحكومة السورية».

وأكد لافروف وكيري «خطط عقد الاجتماع الوزاري الجديد لمجموعة دعم سوريا في 11 شباط الحالي، على هامش انعقاد المؤتمر الأمني في ميونيخ»، وأشارا إلى «ضرورة بحث وتحليل كافة جوانب التسوية السورية، وفقا للقرار الأممي رقم 2254 خلال الاجتماع الوزاري».

وقال كيري، خلال مؤتمر للمانحين لسوريا في لندن، «تحدثت مع لافروف. تناقشنا، واتفق على أننا بحاجة لمناقشة كيفية تنفيذ وقف إطلاق نار وكيفية إيصال المساعدات (الإنسانية) للطرفين»، معتبراً أن «روسيا عليها مسؤولية الوفاء بتعهدها للأمم المتحدة بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووقف الهجمات على المدنيين السوريين».

وكان كيري اتهم، في بيان في وقت سابق، السلطات السورية وروسيا بالسعي إلى «حل عسكري» للنزاع في سوريا.

وأعلن لافروف، في تصريح لمجلة «ليميس» الايطالية نشر أمس، انه «لا يرى إمكانية تحقيق التقدم نحو إطلاق العملية السياسية السورية من دون تعريف الإرهابيين المطلوب إقصاؤهم من العملية السياسية، من خلال إعداد قائمة الإرهابيين المتفق عليها. كما لا يمكن تحقيق التقدم نحو بدء العملية السياسية في سوريا من دون تشكيل الوفد، الذي يمثل كافة أطياف المعارضة السورية، إلى المحادثات مع الحكومة السورية».

 

مسؤول تركي ينفي التخطيط لعمليات برية في سوريا

الكرملين: نؤيد محادثات جنيف وندعم دمشق عسكرياً

أكد الكرملين، يوم الجمعة، أن روسيا لا تتحاشى السبل السياسية أو الديبلوماسية لتسوية الصراع في سوريا، لكنه أشار إلى مواصلة تقديم المساعدة العسكرية للحكومة السورية. في حين أكد مسؤول في الحكومة التركية أن بلاده لا تنوي شن عمليات برية في سوريا. وفي الوقت ذاته، نقلت وكالة “دوغان” التركية للأنباء عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قوله إنه “يجب محاسبة روسيا على من قتلتهم” في سوريا، محملاً موسكو ودمشق مسؤولية موت 400 ألف شخص.

وأضاف إردوغان خلال مؤتمر صحافي خلال زيارة السينغال، إن روسيا ضالعة في غزو سوريا، واتهمها بمحاولة إنشاء “دويلة” لحليفها القديم الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت الوكالة عن الرئيس التركي قوله: “يجب محاسبة روسيا عمن قتلتهم داخل الحدود السورية… من خلال التعاون مع النظام وصل عدد القتلى إلى 400 ألف”.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية، إن روسيا “تبذل باستمرار جهودا في الإطار الدولي العام للتوصل لتسوية سلمية وسياسية للوضع في سوريا”.

وتابع “في الوقت نفسه تقدم روسيا المساندة للقيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية في معركتها ضد الإرهاب”.

وأكد بيسكوف أن موسكو تدرك جيداً أن عملية المفاوضات لن تكون سهلة وسريعة، وتأمل في أن تتواصل بشكل أو بآخر، مستغرباً التصريحات الغربية التي اعتبرت أن فشل المفاوضات في جنيف إنما هو بسبب الدعم الروسي للحكومة السورية وقواتها.

وفي هذا السياق، أوضح أن الجانب الروسي لم يتبن حتى الآن أي موقف بشأن إعلان الرياض استعدادها لإجراء عملية برية في سوريا، مشيرا إلى أن الكرملين لا يملك حاليا ما يؤكد وجود مثل هذه الخطة بالفعل، وموسكو تتابع باهتمام ما أعلنته السعودية.

وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي اليوم مسألة تحسين عمل مركز المعلومات الدولي لمكافحة الارهاب في بغداد، إضافة إلى عدد من القضايا الدولية.

وكانت وكالة “إنترفاكس” الروسية نقلت عن نائب وزير الدفاع أناتولي أنتونوف، قوله اليوم، إن اقتراحات روسيا بتشكيل هيئة استشارية في العاصمة الأردنية عمان، لتنسيق التحركات بشأن سوريا قوبل بالرفض من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

وقال أنتونوف: “اقترح وزيرنا إجراء محادثة هاتفية مع (وزير الدفاع الأميركي) آشتون كارتر يوم 19 كانون الثاني، لكننا أدركنا أن مثل هذه الحوار لن يكون مجدياً”.

 

من جهة ثانية، رفضت روسيا بشدة، الجمعة، في الأمم المتحدة الانتقادات الغربية لها بتخريب مفاوضات جنيف عبر دعمها العسكري الكبير للحكومة السورية في شمال البلاد.

وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، في تصريح صحافي قبل بدء اجتماع تشاوري لمجلس الأمن حول سوريا، “انها تعليقات سمجة، الوقت ليس وقت المآخذ، ولا بد لنا من تكثيف جهودنا السياسية”.

وبرر تشوركين القصف الروسي حول حلب بمساعدة الجيش السوري على إخراج مجموعات مسلحة معارضة. وقال “انه ليس تصعيداً روسيا بل تقديم دعم لجهود الحكومة السورية في محاربتها للارهابيين”.

وأعلن أن الحصار الذي كان مفروضاً على عدد من البلدات السورية “رفع خلال الأيام القليلة الماضية”.

واعرب عن “التفاؤل” ازاء استئناف المفاوضات غير المباشرة بين وفدي الحكومة والمعارضة “قبل الخامس والعشرين من شباط”.

من جهته انتقد المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة ماتيو رايكروفت القصف الجوي الروسي. وقال متكلما عن تشوركين “عليه ان ينظر الى نفسه بالمرآة ليعرف من هو المسؤول” عن تعليق محادثات جنيف. واضاف في تصريح صحافي “لو ان روسيا تقوم بما قالت انها ترغب بالقيام به في سوريا اي محاربة داعش، لكنا تعاونا معها بشكل فعال جدا”.

وردا على سؤال حول فرص نجاح محادثات جنيف قال المندوب البريطاني، ان “الكثير سيرتبط باجراءات الثقة، علينا ان نضع مجموعة من اجراءات الثقة تكون صلبة بما فيه الكفاية” لتشجيع المعارضة على العودة الى طاولة المفاوضات.

وتابع متكلماً عن ممثلي المعارضة: “لا بد من تقديم ما يقنعهم بالعودة الى المفاوضات”، مضيفاً “وهذا يعني وقف القصف الجوي العشوائي وتسهيل وصول الامدادات الانسانية”.

 

إلى ذلك، ناشد وزير خارجية لوكسمبورغ جو أسيلبورن الرئيس الروسي المساعدة في التوصل لوقف إطلاق النار في سوريا.

وقال الوزير لإذاعة “دويتشلاند فونك” الألمانية: “التوصل لوقف إطلاق النار وإعطاء الأمل في بداية جديدة في سوريا أمر في يد روسيا… ألا يكفي 260 ألف قتيل في سوريا؟”

وأقر أسيلبورن بأن التوصل لوقف إطلاق النار ما زال “أمرا بعيدا جدا جدا” بعدما  علقت الأمم المتحدة محادثات السلام حول سوريا في جنيف.

وشكك وزير خارجية لوكسمبورغ  في جدوى عرض السعودية بالمشاركة في العمليات البرية ضد “داعش”، قائلاً  “لا أعتقد أن القوات البرية يمكن أن تحدث فرقا حقيقيا”.

من جهة ثانية، أكد مسؤول في الحكومة التركية، اليوم، أن أنقرة لا تعتزم القيام بتوغل بري في سوريا، وأن كل ما يدور من حديث روسي عن أي تحرك من هذا النوع ما هو إلا دعاية.

وقال المسؤول، الذي لم يذكر اسمه لوكالة “رويترز”: “ليس لدى تركيا خطط أو أفكار عن بدء حملة عسكرية أو توغل بري في سوريا”، مضيفاً أن روسيا تكثف حملتها العسكرية في سوريا يومياً بدلاً من العمل على إيجاد حل.

وأضاف “تركيا هي جزء من تحالف وتعمل مع حلفائها وستواصل ذلك. وكما قلنا مراراً فإن تركيا لن تتصرف بشكل منفرد”.

(“روسيا اليوم”، رويترز، أ ف ب)

 

“قاضي جيش الفتح” يفضح تشتت المسلحين في سوريا

مع استمرار تقدم الجيش السوري والقوى المؤازرة في حملتهم العسكرية المدعومة جوَّاً من روسيا على أكثر من محور، واسترداد المزيد من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة خصوصاً، شمال حلب وفي ريف اللاذقية، بدأت تتعالى الأصوات المحذرة من خطورة التفكك الذي بدأ يصيب تلك المجموعات، إذ ناشد قاضي “جيش الفتح”، السلفي السعودي عبد الله المحيسني المسلحين الذين يقاتلون الجيش السوري بإعادة رص صفوفهم لقتال “الروافض”، داعياً “شباب سوريا” لوقف النزوح في اتجاه تركيا وحمل السلاح. فكل “شاب قاعد عن الجهاد هو واقع في معصية عظمى في الإسلام”.

وكتب المحيسني في سلسلة تغريدات عبر وسم #قبل_أن_تغرق_السفينة، على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” قائلاً: “‏هذه عدة صرخات أكتبها للقادة وللمجاهدين ولأهل السنّة عامة ولأهل الشام خاصة”.

وقسَّم تغريداته إلى أربعة رسائل جاء فيها: “يا قادة الجهاد الشامي والله وبالله إني لأحبكم في الله لما رأيت من غيرتكم على دين الله، ولكن أحزنني إصراركم على الفرق، ياقادة الجهاد إني أخشى أن يأتي يوم تدعوا عليكم الأجيال وتذمكم، ويقال للناس خذوا العبرة من فشل قادة الشام”.

تابع: “كل واحد منكم له عذره ولكن أمر الله صريح وواضح، تتحطم أمامه كل المصالح والاجتهادات”، مشيراً الى أن الله يأمر “المجاهدين” بالإجتماع “(صفَّاً كأنهم بنيان مرصوص)” لتلبية أمره “قبل أن تغرق السفينة فلا يبقى جهاد ولا يحكم بشرع ولا ينصر مظلوم”.

وأضاف “‏كلكم اجتمعتم على أصلين عظيمين: أولاً تحكيم الشريعة ورفض ما يضادها وثانياً نصرة المظلوم ودفع الصائل (الظالم)، فعجبي كيف تختلفون بعدما اتحدتم على هذين!”.

‏ودعا “قادة الفصائل” إلى تأمل الحال التي وصلوا إليها، قائلاً “تأملوا حال تشتت قوتنا هذا يجعل قوته هنا وذا هناك، تأملوا إحباط الناس. ‏أسأل الله أن لا يأتي يوم نبكي على ساحة جهاد كانت بأيدينا… اللهم إن أردت لعبادك فاقبضنا إليك غير مفتونين”.

وقال “قاضي جيش الفتح”: “عذراً أمتنا فالله يعلم أننا منذ سنتين ونحن ننادي بالفصائل أن تجتمع ولكن… فاشهدوا وإني أشهد الله أني بريء من فرقتكم ومعصيتكم لله ربي وربكم، ‏وسأبقى معكم أجاهد تحت رايتكم وأسعى لجمع كلمتكم وأصلح ما استطعت وأفوض أمري إلى الله والله بصير بالعباد”.

وأكد أن “لاحل لساحة الشام إلا باندماج حقيقي وتشكيل جيش قوامه 50.000 بطل مسلم لنواجه ألوف الأفغان والإيرانيين الروافض”.

ووجه المحيسني رسالة ثانية: “إلى قادتنا العسكريين أبطال النزال، بادروا بالله عليكم بإعادة الكرة وفتح الطريق إلى الريف الشمالي قبل أن يعززوا رباطاتهم (الجيش السوري وحلفائه)”.

‏كما طلب في رسالته الثالثة من أهل الشام أن يهونوا على أنفسهم “فليس الأمر كما يصوره المرجفون، فالفصائل الصادقة ستقف سداً منيعاً دونكم بإذن الله، والأمر ليس بالسوء الذي يصورون، فالفصائل متماسكة، بل وتعد لغزوات طاحنة مع الروافض بإذن الله”.

‏وتوجه برسالته الرابعة إلى “شباب سوريا”، متسائلاً “هل يعقل أن تروا غزو الروافض وأنتم نائمون، إعلموا أن كل شاب قاعد عن الجهاد فهو واقع في معصية عظمى في الإسلام، ‏أرى مئات الشباب على معبر باب السلامة (على الحدود التركية)، سبحان الله أين تفرون؟”.

وأضاف: “يقول ربي عن الفار يوم الزحف (فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم) هل تريد هذا؟”.

وختم المحيسني تغريداته بالقول: “من استطاع من الأهالي أن لا ينزح فليفعل، لمن تتركون أرضكم؟ إن كان ولا بد، انزحوا من المدن الكبيرة للقرى فهي كثيرة ومتناثرة وآمنة بإذن الله”.

(“موقع السفير”)

 

120 قتيلا من قوات النظام والفصائل المعارضة في اشتباكات داخل بلدة رتيان شمال حلب

بيروت ـ أ ف ب ـ قتل اكثر من 120 مقاتلا يتوزعون مناصفة بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة المعارضة خلال تجدد الاشتباكات بين الطرفين الجمعة داخل بلدة رتيان الواقعة في ريف حلب الشمالي، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “اكثر من 120 قتيلا يتوزعون مناصفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة قضوا الجمعة اثر تجدد الاشتباكات بين الطرفين” مؤكدا ان “مقاتلي الفصائل تمكنوا من استعادة السيطرة على اكثر من نصف مساحة البلدة بعدما كانت قوات النظام سيطرت بالكامل عليها صباح اليوم”.

واوضح عبد الرحمن ان تقدم الفصائل جاء بعد “هجوم معاكس شنته في البلدة على الرغم من القصف الروسي الكثيف” لافتا الى “اشتباكات عنيفة مستمرة بين الفصائل من جهة وقوات النظام ومقاتلين من الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني، من جهة ثانية”.

وبدات قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي هجوما واسعا الاثنين في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على بلدات عدة وقطعت طريق امداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا.

ويعد هذا التطور الابرز ميدانيا في محافظة حلب منذ العام 2012.

وتوجه موسكو ضربات جوية في سوريا منذ 30 ايلول/سبتمبر تقول انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات “ارهابية” اخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل معارضة باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في اطار “المعتدلة” اكثر من تركيزها على الجهاديين.

ومكنت الغارات الروسية قوات النظام خلال الاشهر الاخيرة من التقدم على جبهات عدة في البلاد، آخرها في محافظة حلب (شمال) وقبلها في اللاذقية (غرب) ودرعا (جنوب).

 

إجتماع مغلق لمجلس الأمن حول سوريا وفلسطين

نيويورك (الأمم المتحدة) “القدس العربي” – من عبد الحميد صيام ـ بناء على طلب من فنزويلا، الرئيس الحالي لمجلس الأمن، يعقد الآن مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة حول سوريا يتحدث فيها عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة المبعوث الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، لاطلاع أعضاء مجلس الأمن حول سير المشاورات في جنيف والأسباب التي دعته إلى تأجيلها لغاية 25 من هذا الشهر.

كما سيقدم السيد جون جينغ، مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إحاطة لأعضاء المجلس حول الوضع الانساني في سوريا والجهود المبذولة للاستمرار في الوصول إلى المناطق المحاصرة وتقديم مساعدات عاجلة لها.

وقد تعطلت المشاورات التي بدأت مع وفد الحكومة السورية يوم الجمعة 29 كانون الثاني/يناير وكان من المفروض أن تستمر ستة أشهر، إلا أن وفد المعارضة أصر على أن تقوم الحكومة السورية أولا بإنهاء الحصار وإطلاق سراح المعتقلين ووقف القصف الجوي للمدنيين.

ويبدو أن أعضاء المجلس يودون أن يستمعوا لتقييم صريح من دي ميستورا حول أسباب تعثر المحادثات والخطوات التي يمكن للمجلس اتخاذها لدعم إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر. ومن جهة أخرى يودون التشاور حول إمكانية الاستمرار في إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

ويتوقع بعض أعضاء المجلس أن يلقي دي مستورا باللائمة كلها على روسيا والولايات المتحدة لفشلهما في معالجة القضايا العالقة قبل بدء المشاورات وخاصة في الاتفاق حول وقف القصف الجوي لمنطقة حلب.  ومن المقرر أن يلتقي وزيرا خارجية روسيا والولايات المنتحدة في ميونيخ في 11 شباط/ فبراير الحالي لتقييم الأوضاع حول سير المشاورات السورية السورية إنطلاقا من الاتفاق داخل “مجموعة الدعم الدولية” والذي تجسد في القرار 2254 الذي إعتمد بالإجماع في الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول 2015.

وعلمت “القدس العربي” أن الوفد المصري في مجلس الأمن يقترح إحاطات منفصلة حول الوضعين السياسي والإنساني وأن لا يتم خلط المسارات في إحاطة واحدة.

بينما سيطالب السفير الفنزويلي ورئيس المجلس من دائرة الشؤون السياسية التابعة للأمانة العامة أن تقدم تقريرا حول عمليات هدم بيوت الفلسطينيين والتي توسعت فيها إسرائيل مؤخرا بالإضافة إلى إستمرار إسرائيل في أنشطتها الاستيطانية.

 

أردوغان يعتبر اتهام موسكو لتركيا بالإعداد لتدخل عسكري في سوريا أمرا مضحكا

انقرة- (أ ف ب): وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتهامات الروسية لأنقرة بالإعداد لتدخل عسكري في سوريا بانها “مضحكة”، متهما روسيا “باجتياح” سوريا.

وقال أردوغان “هذا التصريح الروسي يضحكني (…) في واقع الامر، ان روسيا هي التي تقوم باجتياح سوريا” في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الاناضول الحكومية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس ان لديها “اسبابا جدية” تحمل على الاعتقاد بان انقرة تعد “لتدخل عسكري” في سوريا.

وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال ايغور كوناشينكوف في بيان إن الجيش الروسي “يسجل عددا متزايدا من المؤشرات الى قيام القوات المسلحة التركية بالاعداد سرا لتنفيذ عمليات على الاراضي السورية”.

وتشن روسيا منذ 30 ايلول/ سبتمبر حملة جوية مساندة لقوات النظام في عملياتها البرية، تقول انها تستهدف تنظيم “الدولة الاسلامية” ومجموعات “ارهابية” اخرى. وتتهمها دول الغرب ومجموعات مقاتلة باستهداف فصائل مقاتلة يصنف بعضها في اطار “المعتدلة” اكثر من تركيزها على الجهاديين.

ودعا أردوغان، الذي يدعو إلى رحيل الرئيس الأسد، موسكو الجمعة إلى “القيام بإحصاء الذين قتلوا داخل حدود سوريا”.

وتدهورت العلاقات بين انقرة وموسكو بعد ان قامت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي بإسقاط طائرة حربية روسية على الحدود السورية في تشرين الثاني/ نوفمبر رغم اصرار روسيا ان الطائرة لم تدخل الاجواء التركية.

وبدأ الجيش السوري الاثنين هجوما واسعا بغطاء جوي روسي في محافظة حلب (شمال)، ما أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من منازلهم.

وبحسب أنقرة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن جزءا كبيرا منهم محتشد قرب الحدود التركية.

 

جندي سوري أسير يكشف عن وجود 700 جندي روسي في اللاذقية

اللاذقية- الأناضول: كشف جندي للنظام السوري، “ر.ي”، وقع أسيرًا بيد المعارضة في منطقة “بايربوجاق (جبل التركمان)” بريف اللاذقية شمال غربي سوريا، وجود نحو 700 جندي روسي في الجبهة الساحلية، لافتًا أنهم “يستخدمون أسلحة ثقيلة في العمليات”.

وقال الجندي السوري، الذي أُسره “لواء السلطان عبد الحميد خان” المعارض، خلال الاشتباكات في المنطقة، قبل شهرين، في حديث للأناضول، إن الجنود الروس يتمركزون بشكل أكبر في منطقة قزل داغ (برج الزاهية).

وأشار الجندي الأسير، إلى وجود قوات إيرانية وميليشيات تابعة لحزب الله اللبناني في المنطقة، إلى جانب القوات الروسية، موضحًا أن “الروس يهاجمون مناطق المعارضة بالأسلحة الثقيلة، ويستخدمون الطائرات الحربية والدبابات والصواريخ ضد المعارضة في جبل التركمان، أمّا النظام فإنه يقف كقوات مشاة في الميدان”.

ولفت إلى أن “النظام السوري يدفع بالجنود السنّة إلى الخطوط الأمامية للجبهات، فيما تقف الميليشيات الإيرانية والأخرى التابعة لحزب الله اللبناني، في الخطوط الخلفية”، مبينًا أن “هذه الميليشيات تُشكّل الأكثرية في منطقة جبل التركمان، وتقوم إيران بنقلهم إلى مطار اللاذقية عبر الطائرات”.

وأردف الجندي قائلًا: “إيران وروسيا توليان أهمية لسوريا، بسبب حقول النفط الموجودة في سواحل اللاذقية، وتقوم إيران بجلب قوات شيعية من أفغانستان والعراق، وهي لا تأتي إلى هنا لحماية ضريح السيدة زينب ورقيّة في دمشق، وإنما لإقامة الدولة الفارسية”.

وأضاف قائلا “لم أتعرض للضرب والتعذيب من قبل التركمان هنا منذ نحو شهرين، ولو وقع معارض بيد قوات النظام، لقامت بتعذيبه وقتله، فالتركمان يتعاملون معي وفقًا للأصول الإسلامية، ويوفّرون لي المأكل والمشرب، حتى أنهم سمحوا لي بإجراء اتصالين هاتفيين مع أهلي”.

 

شتاينماير: إيران والسعودية قد تشاركان بمحادثات دولية بشأن سوريا في ميونيخ

أمستردام- (د ب أ): أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أنه من المحتمل أن يشارك وزيرا خارجية إيران والسعودية في محادثات دولية بشأن سورية من المقرر عقدها في مدينة ميونيخ الألمانية الأسبوع المقبل.

وقال شتاينماير اليوم الجمعة على هامش اجتماعات مشتركة لوزراء دفاع وخارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في أمستردام إن هناك إشارات حول هذا الشأن من العاصمتين، وأضاف: “لكن لا يوجد أي إشارة للتهدئة، ربما إشارة بأن التصعيد لا يتطور على الأقل”.

يذكر أن السعودية قطعت علاقتها مؤخرا مع إيران عقب اقتحام متظاهرين للسفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد على خلفية إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي البارز نمر باقر النمر .

 

السعودية تعلن استعدادها للمشاركة بعمليات برية في سوريا

تمهيدا لتدخل عسكري مباشر مع تركيا ودول التحالف الدولي

الرياض ـ «القدس العربي» من سليمان نمر: فيما اعتبر تمهيدا لتدخل عسكري بري في سوريا لقوات من تركيا والسعودية بالتحالف مع «التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة « أعلنت المملكة العربية السعودية، أمس، عن استعدادها للمشاركة في عمليات عسكرية برية في سوريا لملاحقة تنظيم «الدولة الإسلامية».

جاء ذلك الإعلان في تصريح رسمي للمتحدث العسكري السعودي اللواء احمد عسيري أمس الذي قال «نحن مستعدون لإرسال قوات برية لمحاربة الجماعات الإرهابية وقتال تنظيم داعش في سوريا إن لزم الأمر».

وأضاف «أن الرياض جزء أساسي من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب». وأكد العسيري على أن المملكة لن تتردد في إرسال قوات على الأرض لمحاربة التنظيم المتطرف على الأراضي السورية متى ما أقر التحالف الدولي ذلك.

وذكر مراقبون عسكريون غربيون في الرياض أن تركيا والسعودية بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة ودول من التحالف الغربي استكملت استعداداتها للتدخل العسكري المباشر في سوريا، وأنها كانت تنتظر نتائج اجتماعات جنيف بشأن سوريا والتي كان مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا يرعاها ويمهد لها بلقاءات مع وفدي المعارضة السورية والنظام السوري .

وقد أعلن دي ميستورا فشل هذه المحادثات التمهيدية وتأجيلها إلى يوم 25 من الشهر الجاري.

وجاء الإعلان السعودي الممهد للتدخل العسكري في سوريا في أعقاب التطورات العسكرية الأخيرة في شمال حلب، والتي جعلت قوات النظام وحلفاءها من الميليشيات الشيعية بدعم جوي وعسكري روسي تحقق تقدما عسكريا في المناطق الواقعة شمال حلب وبالقرب من الحدود مع تركيا، الأمر الذي أدى إلى لجوء نحو 60 ألف سوري إلى الحدود مع تركيا هربا من المعارك، الأمر الذي جعل تركيا تحشد قوات ضخمة على الحدود مع سوريا .

وقد اتهمت وزارة الدفاع الروسية أمس الخميس تركيا بحشد قواتها قرب الحدود مع سورية استعدادا لغزو الأخيرة.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف في تصريحات أوردتها وكالة «ايتار تاس» أمس الخميس «لدينا اسباب قوية للشك في أن تركيا تقوم باستعدادات مكثفة لشن عملية غزو عسكري على أرض دولة ذات سيادة وهي الجمهورية العربية السورية».

وكانت «القدس العربي» قد نشرت قبل أسبوعين تقريرا عن وجود تنسيق سعودي- تركي بالتفاهم مع واشنطن لتدخل عسكري قريب في سوريا من أجل دعم ومساندة قوات المعارضة السورية التي تواجه ضغوطا عسكرية كبيرة منذ ان بدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا ينقلب لصالح النظام.

وقد حملت السعودية وعلى لسان وزير خارجيتها عادل الجبير يوم أمس النظام السوري مسؤولية فشل محادثات جنيف، كما حمل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا والنظام السوري هذه المسؤولية، ووافقهما بالرأي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي اتهم روسيا والنظام السوري بتصعيد عملياتهم العسكرية مؤخرا الأمر الذي أفشل محادثات جنيف.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن مزاعم تركيا بانتهاك الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوي يمكن ان تكون بمثابة «غطاء لتكثيف الأنشطة العسكرية بالقرب من الحدود التركية السورية».

 

قصف روسي يقتل 25 مدنيّا في حلب… والمعارضة تطالب أمريكا بالضغط على موسكو

تعهدات بمليارات الدولارات لسوريا في مؤتمر لندن للمانحين

عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ «القدس العربي»: أكد تجمع المعارضة السورية الرئيسي، أمس الخميس، أن إنجاح الجولة المقبلة من محادثات السلام بإشراف الأمم المتحدة يستدعي أن تضغط الولايات المتحدة على حلفاء نظام دمشق.

وصرح منذر ماخوس من اللجنة العليا للمفاوضات «لا بد من ضغط من الأمريكيين (…) على روسيا» لتجنب فشل جولة المحادثات المقبلة.

والأربعاء أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا عن «تعليق مؤقت» للمحادثات حتى 25 شباط/فبراير مؤكدا أنه «لا يزال هناك عمل يتعين القيام به.» وأكد ماخوس أن تعليق المحادثات كان «القرار الصحيح».

وأوضح أن «المعادلة يجب أن تتغير على الأقل بحيث يقوم توازن بين الاثنين (الحكومة والمعارضة) كي يقدم كل وفد تنازلات».

وتنفذ موسكو حملة جوية في سوريا منذ 30 أيلول/ سبتمبر تقول إنها تستهدف تنظيم «الدولة» ومجموعات «إرهابية» أخرى.

وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012 بين قوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية والفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية منها بالرغم من طلب اللجنة العليا للمفاوضات وقف القصف قبل انطلاق مفاوضات السلام.

كما طالبت بإفراج السلطات السورية عن آلاف المعتقلين الذين يشملون نساء وأطفالا ورفع الحصار القاسي عن بلدات أنهكتها المجاعة.

وأكد ماخوس بخصوص استئناف المفاوضات «طبعا لن نرجع إن لم نر أي تغييرات على الأرض» على مستوى الإجراءات الإنسانية المطلوبة.

وقُتل 25 مدنيا وأصيب 60 آخرون بجروح، أمس الخميس، جراء قصف طائرات حربية روسية، 6 أحياء في مدينة حلب شمالي سوريا.

وقال محمد يحيى، المسؤول في الدفاع المدني بالمدينة، إن مقاتلات روسية أغارت على أحياء الهلّك، والفردوس، وطريق الباب، والشعار، والكلاسة، والمشهد، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، ويقطنها مدنيون، مضيفّا أنهم نقلوا المصابين إلى المستشفيات الميدانية في المنطقة.

وأكد يحيى أنهم ما زالوا يواصلون عمليات البحث والإنقاذ عن المصابين تحت الأنقاض، موضحّا أن فرق الدفاع المدني تجد صعوبة في الوصول إلى مكان القصف جراء كثافة الغارات الروسية.

جاء ذلك فيما تعهدت الدول المانحة أمس الخميس بتقديم مساعدات بمليارات الدولارات للسوريين في اجتماع لزعماء العالم في لندن لبحث أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في حين أعلنت تركيا عن تدفق موجة جديدة من اللاجئين تضم عشرات الألوف من الفارين من القصف الجوي.

ويحاول المؤتمر توفير احتياجات نحو ستة ملايين نازح داخل سوريا وأكثر من أربعة ملايين لاجئ في دول أخرى مع استمرار الحرب الأهلية التي تدور رحاها منذ خمس سنوات بلا هوادة وتوقف محادثات السلام في جنيف.

وفي تصريحات تظهر مدى تدهور الوضع على الأرض في سوريا قال أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي في المؤتمر إن عشرات الألوف من السوريين في طريقهم إلى بلاده هربا من القصف الجوي على مدينة حلب.

وقال الملك عبد الله عاهل الأردن «بالنظر في عيون شعبي ورؤية المعاناة التي يشعرون بها يجب أن أقول لكم لقد بلغنا أقصى قدرة على التحمل.»

ونقل كثير من المتحدثين الرسالة نفسها قائلين إنه إذا كان اللاجئون يعيشون ظروفا صعبة فإن السوريين المحاصرين داخل البلاد يعانون من القصف والحصار وفي بعض المناطق يكون الوضع أسوأ حيث يواجهون خطر الموت جوعا.

وتعهدت بريطانيا بتقديم 1.2 مليار جنيه استرليني (1.76 مليار دولار) إضافية بحلول عام 2020 لتزيد مساهمتها الإجمالية إلى 2.3 مليار جنيه إسترليني. وتعهدت النرويج بتقديم 1.17 مليار دولار على مدى الأعوام الأربعة المقبلة. وقالت المانيا إنها ستقدم 2.3 مليار يورو (2.57 مليار دولار) بحلول عام 2018. وقالت الولايات المتحدة إن مساهمتها في هذه السنة المالية ستبلغ 890 مليون دولار.

وقتل نحو 250 ألف شخص في الحرب التي تسببت أيضا في تشريد الملايين منهم، ستة ملايين داخل البلاد وأكثر من أربعة ملايين غادروها إلى الأردن ولبنان وتركيا ودول أخرى.

 

المعارضة السورية تقاتل على ثلاث جبهات وفي وقت واحد… والتدخل الروسي ترك أثره عليها وعلى المجتمع الدولي

محاولات دي ميستورا جمع المعارضة والنظام مثل محاولة توحيد ألمانيا الغربية والشرقية في الحرب الباردة

إبراهيم درويش

لندن- «القدس العربي»: بعد أربعة أشهر على بدء التدخل العسكري الروسي، الذي يعتبر الأول من نوعه خارج حدود روسيا الفدرالية منذ نهاية الإتحاد السوفييتي السابق، يشعر القادة الروس بأن حملتهم الجوية، إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، بدأت تؤتي أكلها. فتحت ذريعة قتال الإرهاب الدولي، غير الرئيس فلاديمير بوتين من حظوظ قوات بشار الأسد، التي تكبدت، قبل وصول الطيران الروسي، سلسلة من الخسائر والتراجعات المهينة في إدلب وأريحا وجسر الشغور ومناطق الجنوب السوري قرب مدينة درعا وتدمر التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية».

وعادت قوات النظام الجديد للهجوم، بعدما أجبرها المقاتلون المعتدلون والمتشددون في العام الماضي على التراجع وتبني سياسة الدفاع عن المناطق الرئيسية والانسحاب من النقاط التي لم يعد الجيش قادرا على الدفاع عنها. ففي الأسبوع الماضي سيطرت القوات الحكومية على بلدة الشيخ مسكين، التي كان يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة.

ربحنا الحرب

ونقل مراسل صحيفة «واشنطن بوست»، أندرو روث، عن محللين في موسكو قولهم إن الحكومة الروسية تعتقد أنها ربحت المعركة وبميزانية دفاعية قليلة، وبخسائر قليلة من الجنود لم تؤثر على وضع التدخل العسكري بسبب الدعم الشعبي له. ويقول إيفنغي بوشنسكي، الجنرال المتقاعد ونائب مدير مركز دراسات السياسات في موسكو: «ينظر للعملية هنا بأنها ناجحة»، مضيفا أنها «قد تستمر لمدة عام، ونجاحها يعتمد على ما سيجري على الأرض».

وتعلق الصحيفة بأن مقامرة الكرملين بوضع قوات روسية على الأرض في سوريا ستظل مرهونة بما ستؤول إليه الأحداث. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد حذر العام الماضي من وقوع روسيا في «المستنقع»، في تذكير واضح بالغزو السوفييتي لأفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي.

وفي هذا السياق لم تقدم موسكو أية إشارات عن الوقت الذي ستنتهي فيه العملية العسكرية، ومتى ستعلن النصر فيها، وفيما إذا كانت لديها استراتيجية خروج أم لا.

وتضيف الصحيفة أن القوات التابعة للأسد تواصل تقدمها، في الوقت الذي أعلن فيه عن تعليق المحادثات الدبلوماسية في جنيف، يوم الأربعاء، ولهذا تشعر روسيا بأنها ليست تحت أي ضغط لسحب قواتها أو وقف غاراتها الجوية.

يلعب على الخريطة

ويرى قنسطنطين فون إيغرت، المحلل المستقل، أن «بوتين يستطيع مواصلة اللعب على خريطة الشطرنج الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لأنها لا تكلفه شيئا».

ويقول فون إيغرت إن الدخول إلى دوامة الحرب الأهلية في سوريا سمح لبوتين بمواجهة ما يعتقد أنها سياسة تغيير الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط، واستعراض عضلاته العسكرية، والتأكيد لحلفائه في المنطقة أن روسيا تقف إلى جانبهم. ومع ذلك فلا أحد من المحللين في موسكو يعرف نهاية اللعبة الروسية. ويشير فون إيغرت إلى أن أحدا لا يسأل بوتين عما يفعله في أوكرانيا لأنها واضحة، وبالنسبة للشرق الأوسط فليس كثيرا.

ولم تكن الحملة العسكرية بدون خسائر واضحة، ففي تشرين الأول/أكتوبر أسقطت طائرة ركاب روسية كانت في طريقها من شرم الشيخ المصرية إلى روسيا وقتل 224 كانوا على متنها. وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن التفجير. وفي تشرين الثاني/نوفمبر أسقطت الطائرات التركية مقاتلة روسية دخلت الأجواء التركية وقتل أحد طياريها، أما الطيار الثاني فتم إنقاذه لاحقا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأربعاء، عن مقتل مستشار عسكري أصابته قذيفة هاون وحملت تنظيم الدولة المسؤولية.

ومع ذلك فلم تؤد هذه الحوادث إلى إثارة الرأي العام ومتابعة إعلامية مستمرة، مثل النزاع في أوكرانيا الذي أنكرت روسيا أي دور رسمي فيه.

وبحسب مكسيم شفيشنكو، الصحافي الذي أيد التدخل الروسي وسافر في ليلة السنة الجديدة إلى سوريا حيث أرفق مع مقاتلين تابعين لـ»حزب الله»: «هذه حرب لا تأثير لها في الحقيقة على سوريا».

والسبب هو «عدم تدفق النعوش» ولا يمكن مقارنتها حتى بدونستك، في شرق أوكرانيا، التي قتل فيها روس ومن ضمنهم جنود.

الدبلوماسية

واستطاع المسؤولون الروس، بمن فيهم وزير الخارجية، سيرغي لافروف، تجاوز الإنتقادات لموسكو وأنها لا تركز على ضرب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، بل ركزت ضرباتها على الجماعات المعتدلة، التي يلقى بعضها دعما من دول الغرب والولايات المتحدة، وذلك لأنها تعارض نظام الأسد.

وبل غيرت موسكو من طريقة تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة السورية وسبل حلها الدبلوماسية، خاصة في ما يتعلق ببقاء أو رحيل الأسد. ففي محادثات فيينا، التي حضرتها إيران لأول مرة، تم تجاوز مسألة مصير الأسد وتأجيلها. وكانت المعارضة السورية قد ترددت في الذهاب إلى جنيف بسبب ما رأته تراجعا أمريكيا حول مصير الاسد.

ولعل التقدم الدبلوماسي، الذي حققته موسكو، كان أهم من الإنجازات العسكرية، فنظام الأسد لم يستطع خلال الأشهر الأربعة الماضية من استعادة إلا 2% من الأراضي التي خرجت عن سيطرته. ويرى ستيفن سايمون، من معهد الشرق الأوسط، أن التدخل الروسي منح النظام السوري استقرارا وتماسكا. وقال إن التدخل أثر على الجهود الدبلوماسية، حيث لم ينبه المسؤولون الأمريكيون إلا بشكل نادر لأثره على مسار الحرب، كما يقول. ففي هذه المرحلة يعتقد الأمريكيون أن خيارات وطموحات المعارضة قد بترت، على ما يقول سايمون.

ويعتقد القائم بالأعمال السابق في سفارة موسكو، بسوريا ألكسندر أكسينيونك، أن موسكو ستحول جهودها في الأشهر المقبلة للجهود الدبلوماسية، مؤكدا أن العملية العسكرية الروسية لعبت دورا وستظل تلعب، وبدونها لم تحصل النشاطات الدبلوماسية التي نشاهدها الآن.

حلب

ولم يذكر الدبلوماسي السابق أن استمرار العمليات العسكرية هي التي أحبطت أو على الأقل أعاقت التقدم في جنيف. فقد طالبت المعارضة السورية بوقف القصف الروسي على مدينة حلب والمناطق الأخرى. وكان الرد، من النظام وروسيا، حصارا ومواصلة للعمليات العسكرية.

وفي هذا السياق ذكرت لويزا لافلاك ورولاند أوليفانت، في صحيفة «ديلي تلغراف»، أن القوات السورية قطعت آخر خطوط الإمداد إلى المعارضة، في حملة على مدينة حلب يعتقد أنها ستكون نقطة تحول في الحرب التي ستدخل عامها السادس. فبعد قصف جوي وقتال شرس، استطاعت قوات النظام، المدعومة من الميليشيات الإيرانية، كسر الحصار على قريتي نبل والزهراء. وبهذه الطريقة قطع النظام خطوط الإمدادات للمقاتلين في شرق حلب. وأصبحت قوات النظام تحاصرهم من الجنوب والغرب، فيما تحيط بهم قوات تابعة لتنظيم «الدولة» من الشرق. ويعتقد المحللون والناشطون أن استعادة النظام لشرق حلب ليست محتومة، ولكنهم يرون أن فرض الحصار على المقاتلين هو بداية لمعركة حاسمة.

ونقلت الصحيفة عن أبو العز، طبيب، قوله إن الروس يقصفون كل شيء. وكان يتحدث من عيادة عالجت 100 جريح مدني أصيبوا جراء القصف.

وتقول الصحيفة إن جماعات المعارضة تأثرت بالطيران الروسي وعلى ثلاث جبهات، في الوقت الذي يحاول الغرب دفعهم للتفاوض مع النظام. في شمال- شرق محافظة اللاذقية، حيث يتركز النظام والقوى الداعمة له، أجبروا على الخروج من آخر معاقلهم هناك.

ويعانون من ضغوط شديدة في الجنوب، خاصة المناطق ما بين دمشق والحدود الأردنية. وتشير الصحيفة هنا للغضب الذي أبداه وفد المعارضة في جنيف على العملية العسكرية في حلب. ورفضت روسيا مطالب المعارضة، وأكدت أنها ستواصل غاراتها الجوية. وعبر عدد من قادة المعارضة الميدانيين عن شكوكهم في العملية السلمية.

ونقلت عن قيادي في «الجيش السوري الحر»، تحدثت إليه عبر الهاتف من شمال- شرق حلب: «يتحدثون في الفنادق ونحن نموت في المعارك»، وأضاف: «لا تمثلنا المحادثات ولا تستطيع إنقاذنا».

وترى الصحيفة أن التدخل الروسي «غيّر اللعبة» لصالح النظام. ونقلت عن أرون ليند، من موقع «سيريا إن كرايسس» بمركز كارنيجي، قوله إن «المقاتلين يعانون من إنهاك بسبب القصف والهجمات على أكثر من جبهة وفي وقت واحد».

وأضاف أن «التدخل الروسي ترك أثره على المعارضة السورية والمجتمع الدولي». وتنقل الصحيفة عن خبراء قولهم إن أهداف السياسة الروسية، وهي إقناع واشنطن بوضع مسألة تنحي الأسد عن السلطة جانبا، قد تحققت.

ويقارن الخبراء الروس بين الحملات العسكرية، التي يقوم بها الجيش السوري، بالأسلوب الذي استخدمته روسيا في شرق أوكرانيا، حيث دعمت المتمردين هناك، في حملتين عسكريتين أثناء المحادثات، من أجل دفع حكومة كييف على القبول بشروط غير محبذة لها. وبحسب فيدور لوكيانوف، محرر مجلة «غلوبال أفيرز»: «هذه تصرفات طبيعية، فالبدء في التفاوض لا يعني التوقف عن القتال، فأنت تحاول تحقيق دينامية على الأرض تزيد من الضغوط على أعدائك. ولو كنت تعتقد أن هناك إمكانية لعقد صفقة، فستحاول السيطرة على أكبر قدر ممكن قبل التوقيع».

إحباطات

ولكن الصفقة بعيدة المآل، كما ترى صحيفة «لوس أنجليس تايمز». والسبب هو حالة عدم الإحباط التي يحملها كل طرف تجاه الآخر. فالمعارضة جاءت إلى جنيف تضغط باتجاه وقف التصعيد العسكري. أما الحكومة فقالت إنها لن ترضى بمحادثات «بشروط مسبقة».

وتقول الصحيفة إن محادثات جنيف كانت تهدف لتحقيق سلام دائم كمقدمة لإصلاح الحكومة وكتابة الحكومة وعقد انتخابات برلمانية.

ولكن النظام شعر بأن المبادرة العسكرية باتت بيده، ولهذا لم يظهر أي إشارة عن استعداده لوقف حملته العسكرية. وتشير الصحيفة إلى الخلافات الأخرى ومطالب الحكومة السورية بقائمة الجماعات التي ستشارك في المحادثات ورفض كل من دمشق وموسكو لجيش الإسلام وأحرار الشام، وهما من الفصائل المهمة والمؤثرة على الساحة الميدانية.

وقللت تداعيات الأيام الماضية من توقعات المراقبين حول حل قريب للأزمة السورية. فرغم إعلان دي ميستورا عن بدء المحادثات بشكل رسمي، يوم الإثنين إلا أن تعليقها بهذه الطريقة يؤكد أن طرفي النزاع ليسا مستعدين لمواجهة بعضهما بعضا.

بعيد المنال

وتقول صحيفة «إندبندنت»، في افتتاحيتها، إن «الحقيقة المرة» حول محادثات السلام السورية في جنيف تشير إلى أنه حتى لو انتهت باتفاق شامل بين طرفي النزاع، فلن توقف الحرب الأهلية، «بل على العكس ستزيد من حدتها».

مشيرة إلى أن جيشين، من الجيوش الثلاثة المشاركة في النزاع، وهما جيش الأكراد وتنظيم «الدولة» اللذان يسيطران على ثلثي مناطق سوريا، لا يشاركان في هذه المحادثات التي ستبدأ من جديد في 25 شباط/فبراير الحالي.

وبالنسبة لتنظيم الدولة، فلن يتلقى أبدا دعوة للمشاركة وسيواصل القتال، أما الأكراد فسيواصلون محاربته. وفي الوقت نفسه سيعمل تنظيم الدولة كل ما بجهده لتخريب المحادثات.

وأشارت الصحيفة إلى العملية الإنتحارية في السيدة زينب، جنوب دمشق، يوم الأحد، والتي قتل فيها 72 شخصا. وفي يوم الثلاثاء دعا رئيس وفد النظام، بشار الجعفري المعارضة لشجب الهجوم، ولم تقم بعد حسب الصحيفة.

وترى الصحيفة أن السبب نابع من طبيعة النزاعات التي «عششت» معا في داخل الحريق السوري.

ويعتبر الملمح الأكثر خطورة فيها هو النزاع الشيعي الممثل بالحكومة السورية وحلفائها الإيرانيين، والسنة، الذي يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية جناحه الأكثر عنفا وتطرفا.

وفي الوقت نفسه يعتبر أقل عداوة للأسد من بين الأعداء المحليين. وتصف الصحيفة محاولات دي ميستورا إقناع الأطراف السورية المتحاربة للتحاور في جنيف كمن كان يريد إعادة توحيد ألمانيا الغربية والشرقية في عز الحرب الباردة. «فقد تحيي المحاولة لكنك لا تريد المراهنة ماليا على نجاحها» تقول الصحيفة. كما أن احتمال تحقيق صفقة أصبح أصعب عندما قرر النظام السوري وحلفاؤه الروس شن عملية عسكرية واسعة في شمال سوريا ومحاصرة المقاتلين في حلب وقطع الإمدادات عنهم من تركيا.

وتعلق الصحيفة بأن محاولة الجيوش الاستفادة من التوقف في القتال واتفاقيات وقف إطلاق النار لتقوية موقعها في المفاوضات أمر يدعو للأسى وعادي في الوقت نفسه. ولكن وضع القوات التابعة للنظام أحسن من وضع المعارضة.

فبحسب تقديرات الأمم المتحدة تقوم الحكومة السورية بمحاصرة 187.000 شخص في البلدات والقرى المحاصرة، أما المعارضة المسلحة فتحاصر بلدتين يسكنهما 12.000 شخص، وهذا هو مستوى التناسق بين الطرفين.

وتتحدث الصحيفة عن هدف محادثات السلام، كما أقرتها الامم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر، بأنها مفاوضات تتم بين ممثلين عن النظام السوري وجماعات المعارضة، تقود في النهاية إلى انتخابات وحكومة جديدة، ولكن «أعداء الدم المنقسمين بناء على الطائفة الديني والساخطين على بعضهم، بسبب المذابح التي تعرض لها أبناء جلدتهم والدمار لوطنهم، لا يمكن أن يجبروا على الجلوس على طاولة واحدة، فهذا عبث تمارسه الأمم المتحدة لا قيمة له». وفي النهاية ترى «إندبندنت» أن سلاما يجب التوصل إليه رغم الغضب العارم والسأم، فملايين اللاجئين، الذين يتحركون وعائلات الضحايا الذين يقدرون بربع مليون يطالبون به، فهذا النزاع الذي يعتبر من أكثر النزاعات التي تؤثر على الإستقرار يجب أن يتوقف.

وعلى الغرب مواصلة دعمه للجماعات التي دعمها بطريقة مترددة، ويجب انتهاز أية فرصة دبلوماسية والبحث عنها، وإجبار كل من روسيا وإيران كي تمارسا الضغط على الأسد لكبح جماح قواته ووقفها، بلدة بعد بلدة وحصارا بعد حصار.

و»إن كانت محادثات جنيف ستترك أثرا، فيجب أن تجعل الحياة محتملة لمن يعيشون في الميدان، وحالا».

 

حرب الخنادق والجبال تقترب من نهايتها هل بدد الجيش التركي خطر انفصال الأكراد؟

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بدأ الجيش التركي بتحقيق نجاحات كبيرة خلال الأيام الأخيرة في الحرب التي يخوضها منذ أشهر ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي البلاد التي أعلن المتمردين الأكراد «الاستقلال الذاتي» في بعض مناطقها، بعد معارك طاحنة أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين، وبددت قدرات الحزب بإعلان الإدارة الذاتية في هذه المناطق، بحسب السلطات التركية.

ولجأ المسلحين الأكراد إلى استخدام الخنادق بشكل كبير في مواجهة وحدات النخبة في الجيش التركي التي تنفذ عمليات واسعة تركزت في ولايات «ديار بكر» و»شيرناق» و»ماردين» الواقعات جنوب شرقي البلاد، بالإضافة إلى التحصن في الجبال التي تحتوي على مغارات ومواقع تدريب ومخازن الأسلحة التابعة للمسلحين الأكراد.

وتتركز المعارك بشكل خاص في مدينة سيزر ومدينة سيلوبي وحي سور في مدينة ديار بكر، حيث تفرض السلطات التركية حظر التجوال في هذه المناطق منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وكانت الحكومة التركية قد أعلنت قبل أسبوعين بالفعل انتهاء العملية العسكرية «إلى حد كبير» في سيلوبي وخففت تبعا لذلك حظر التجوال في المدينة بعض الشيء بحيث لا يسري الحظر هناك سوى ليلاً.

وتقول الحكومة إن حظر التجول المفروض في مناطق أخرى في جنوب شرق البلاد تم فرضه حتى يتسنى للشرطة إزالة المتاريس والعبوات الناسفة وردم الخنادق التي حفرها مسلحون يتبعون حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

وتقدر الجهات الرسمية التركية عدد القتلى من مسلحي الحزب في الاشتباكات والغارات التي تنفذها الطائرات الحربية على مواقعهم في شمال العراق بقرابة ثلاثة آلاف مسلح، منهم 508 في شرناق، و148 في ديار بكر، بينما أدت هجمات الحزب إلى مقتل قرابة 200 من أفراد الجيش والشرطة وإصابة المئات.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد حزم الدولة في مواجهة الدعوات الصادرة عن حزب الشعوب الديمقراطي، لإقامة إدارات ذاتية – في المناطق ذات الغالبية الكردية – جنوب شرقي البلاد، لافتا إلى أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة النزعات الانفصالية، وقال: «سنهدم الدنيا فوق رؤوس الذين يحاولون، تأسيس دويلات داخل البلاد تحت مسمى الإدارة الذاتية».

لكن الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين ديمرتاش، قال في كلمته أمام مؤتمر الحزب الذي عقد الشهر الماضي بالعاصمة أنقرة، إن «الكورد لا يحاولون الانفصال عن تركيا».

رئاسة الأركان العسكرية أوضحت، الخميس، أن «تاريخ انتهاء عملية الخندق مرهون بالقضاء الكامل على جميع إرهابيي حزب العمال الكردستاني، ولن نُنهي العملية إلا بعد إتمام أهدافنا»، حيث أطلقت «عملية الخندق العسكرية» ضد عناصر حزب العمال الكردستاني بتاريخ 17 كانون الأول/ ديسمبر 2015، وشملت ولايات «ديار بكر» و»شيرناق» و»ماردين» الواقعات جنوب شرقي البلاد.

وفي 2013 جرت مفاوضات بين عبد الله أوجلان زعيم الحزب وبين مسؤولين في الاستخبارات التركية. وفي مارس/آذار 2013 أعلن حزب العمال الكردستاني رسميا وقفا لإطلاق النار مع تركيا، وذلك في أعقاب الدعوة التي وجهها أوجلان لإنهاء النزاع المسلح الذي استمر عقودا، لكن هذه الهدنة لم تصمد طويلاً، وعقب تفجير نفذه تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في مدينة سوروج في يونيو/تموز من العام الماضي، استأنف حزب العمال الكردستاني هجماته ضد قوات الجيش والشرطة التركية بعد اتهامه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمسؤولية عن الهجوم.

وتزامن تصاعد الاشتباكات مع دخول حزب الشعوب الديمقراطي الكردي البرلمان لأول مرة كحزب سياسي، حيث اتهمت الحكومة الحزب بتقديم الغطاء للمسلحين الأكراد ودعم مساعيهم في الانفصال، واتهمت البلديات التابعة للحزب بتقديم المساعدة للمسلحين من خلال منحهم معدات الحفر والماكينات لحفر الأنفاق لمواجهة قوات الجيش والشرطة.

وزادت مخاوف الحكومة التركية من إمكانية تقسيم البلاد بالتزامن مع تصاعد الحرب في سوريا وتقديم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا دعماً عسكرياً لمسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي والتي تعتبره أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، وتقول إن هذه الأسلحة المتطورة وصلت إلى الفرع التركي من الحزب، الأمر الذي بات يشكل تهديداً كبيراً على الأمن القومي التركي.

وزير الداخلية التركي أفكان آلا، قال في تصريحات صحفية، الأربعاء: «إن العملية العسكرية التركية في مناطق جنوب شرق تركيا ضد حزب العمال الكردستاني المحظور أوشكت على الانتهاء»، متوقعاً أن تنتهي العملية بمدينة سيزر القريبة من الحدود التركية مع العراق في غضون أيام قليلة.

وتابع «ألا» أنه لم يتبقّ سوى منطقة صغير مُكونة من 80 إلى 100 مكان سكني، وقال: «سيتم تطهير تلك المنطقة الصغيرة من عناصر حزب العمال الكردستاني في أسرع وقت ممكن، ومن ثم سنستعد لتأمين المناطق والطرق والوسائل لرجوع سكان مناطق العمليات الذين رحلوا إلى مناطق أخرى».

وأوضح كتاب وصحافيين مقربون من الحكومة التركية أن العمل سيتواصل من أحل القضاء بشكل كامل على جميع عناصر حزب العمال الكردستاني الموجودة في المدن والنواحي، بالتزامن مع إعادة هيكلة النظام الحكومي في المنطقة، لضبط عملية إدارة المؤسسات الحكومية وخاصة مؤسسات البلدية التي تعاون بعضها مع عناصر حزب العمال الكردستاني بإمدادهم بآلات العمل الخاصة بالبلدية لاستعمالها في حفر الخنادق والحفر، ومن ثم الدخول في عملية سلام جديدة بشروط الحكومة.

وصرح رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، نهاية الشهر الماضي، عقب اجتماع هيئة الأمن القومي، بأن إنهاء عملية الخندق باتت قاب قوسين أو أدنى، و»ما نخطط إليه الآن هو القيام ببدء خطوات الالتقاء مع رؤساء المنظمات الاجتماعية ووجهاء النواحي في المناطق ذات الكثافة الكردية، لإرساء الدعائم الأساسية للخطة الرئيسية التي نهدف إلى تطبيقها كبديل لعملية السلام الداخلي».

 

المحاصرون في معضمية الشام يتهمون الأمم المتحدة بالتواطؤ مع النظام السوري بعد إطلاق النار عليهم أمام الوفد الأممي وتوزيع المخصصات على الحي الموالي

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: بعد أن وصل وفد الأمم المتحدة للإغاثة – الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي – إلى مدخل مدينة معضمية الشام بريف دمشق، المحاصرة من قبل قوات النظام السوري، تجمهر المئات من المحاصرين أمام معبر المدينة الوحيد المغلق من قبل قوات بشار الأسد، والذي يشرف على الحي الشرقي الموالي للنظام من أبناء الطائفة العلوية وعائلات الضباط والمتطوعين لدى قواته، وجهت عناصر الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية ومسلحو اللجان الشعبية، قنوات النظام المحلية ووكالته الرسمية لتصوير عمليات توزيع بضع سلل غذائية وصحية على عشرات العائلات، والتقاط الصور وإجراء المقابلات لمدة لا تزيد عن ثلاثين دقيقة، لينتهي بعدها التصوير، ويبدأ الرصاص ينطلق باتجاه الأهالي المتجمهرين.

وقال أبو عمر، من أبناء مدينة معضمية الشام: لدينا في المدينة المحاصرة حوالي 800 ألف عائلة، مقسمة على 45 ألف مدني، بينهم 12 ألف نازح من مدينة داريا وبعض بلدات ريف دمشق، وزع الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر، عليهم يوم أمس 400 سلة غذائية موثقين بالعدد، من أصل ألفي سلة غذائية، وألفي سلة صحية تحتوي على مواد تنظيف».

وأضاف المتحدث، الذي يشرف على هيئات ثورية في المدينة، في حديثه لـ «القدس العربي» أن عملية توزيع السلل النادرة التكرار، «تمت خلال عرض أشبه بالمسرح الهزلي، هدفه فقط التصوير والإعلام، والترويج إلى أن النظام السوري حمل وديع لا يحاصر ولا يمنع قوت الأهالي، للحصول على مكاسب سياسية، لا سيما بعد تأجيل مؤتمر جنيف». وأردف أبو عمر، متحدثا عن حقيقة ما جرى بعد استلام الأهالي 400 سلة، فقال: «أطلقت ميليشيات النظام، وعناصر اللجان الشعبية من سكان الحي الموالي، النار فوق رؤوس بضع مئات من المدنيين، الذين كانوا قد أسرعوا لاستلام ما يعين أطفالهم في ظل الحصار، ونتيجة لذلك فرّ الأهالي إلى داخل المدينة، أمام الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي، لتتحول بعد ذلك سيارات المساعدات إلى الحي الموالي، والذي لم يعان يوما من الحصار أو الجوع».

وذهب المصدر، الذي اتهم الوفد الأممي بالانصياع لأوامر النظام السوري، إلى أن الأخير أحدث حالة من الفوضى بين أهالي مدينة المعضمية من جهة، والوفد الإغاثي من جهة ثانية، بهدف نشر حالة من التوتر على المعبر، قاصدا بذلك عدم إدخال المزيد من السلل الغذائية إلى المدينة، وتحويل 1600 سلة إلى عائلات مسلحي الطائفة العلوية المؤيدين لبشار الأسد، الذين يحاصرون المدنيين في المعضمية.

من جهة ثانية، أصدر المجلس المحلي لمدينة معضمية الشام بياناً علق فيه على الحادثة جاء ضمنه: «تأكيدا على الاتهامات التي وجهت مؤخرا إلى مكاتب الأمم المتحدة في سوريا، عن غضها البصر عن محاصرة النظام ومليشيا حزب الله للمدنيين، وتجويعهم في المدن والبلدات السورية، فإننا في مدينة معضمية الشام نؤكد هذه الاتهامات، ونزيد عليها أن الأمم المتحدة ليست فقط تغض البصر، بل تساعد النظام من خلال تجاهلها مآسي المدنيين جراء الحصار، ولا تتدخل حتى تصل أحوالهم إلى الموت، بعد أن تتعرض للإحراج ووضع إنسانيتها على المحك بسبب الصور والفيديوهات الصادمة للموت والجوع والهياكل العظمية».

وتابع البيان «لذلك، فإن المجلس المحلي في المدينة يؤكد على خضوع الأمم المتحدة للنظام والسير خلفه، وعدم دخول المدينة إلا نادرا خلال عامي الهدنة المزعومة، بل كانت تدخل المساعدات إلى الحي الشرقي، الموالي للأسد الذي يسيطر عليه النظام ويقع على أطرافها، وذلك خضوعا منها لرغبة النظام بدخول المساعدات لهذا الحي وإخراج أهالي المدينة إليه وإذلالهم على أيدي موالي بشار الأسد».

وكانت الأمم المتحدة تساهم في إجبار أهالي معضمية الشام المحاصرين على الذهاب إلى الحي الشرقي الموالي، الذي يبعد 2-3 كلـم عنهم، تحت ضغط الجوع والمرض والحاجة الماسة لكل شيء كانـوا يذهبون رغم تعرضهم للإهانة والتنكيل والشتم وغيرها من الممارسات غير الأخلاقية، بالإضافة لوضع النظام قوائم بأسماء الأسر، لاستخدامها من قبل شبيحته، وسرقة الكثير من مساعدات الإغاثة، بحسب ما جاء فـي البـيان.

وتابع المجلس: «وعليه فإننا، أهالي معضمية الشام، عبر المجلس المحلي، نطالب الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بالدخول للمدينة (مقر البلدية أو مسجد الزيتونة حصرا، وليس للحي الشرقي) والوقوف على مسؤولياتهم القانونية والإنسانية تجاه المدنيين، لا سيما أن الموت غيب سبعة من أبنائها خلال الأيام الماضية، بسبب الجوع وسوء التغذية، ونقص الدواء، وعدم تمكن الأهالي من مغادرة المدينة جراء الحصار المطبق».

 

قائد عمليات «جبهة ثوار سوريا» لـ «القدس العربي»: المسار السياسي التفاوضي انطلق من مبدأ حقن الدماء والمحافظة على ما تبقى من بنى الدولة

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: يحاول «الجيش الحر» في درعا التعافي من الصدمة التي تلقاها بعد خسارته مدينة الشيخ مسكين، الواقعة وسط ريف درعا الغربي، وذلك بعد شهر تلقت فيها المدينة أكثر من 60 غارة جوية من الطيران الروسي، في حين كانت المروحيات تلقي ما يزيد على الـ 50 برميل يوميا، وهذا ما أعطى النظام تفوقا ناريا كبيرا، بحسب ما قاله النقيب أبو حمزة النعيمي، قائد عمليات «جبهة ثوار سوريا»، وكان ذلك بالتزامن مع عرقلة تعزيزات «الجيش الحر» نحو جبهة الشيخ مسكين، إثر التوتر الذي حصل بينها وبين «حركة المثنى الإسلامية»، بحسب ناشطين، الأمر الذي مكن النظام من السيطرة على المدينة.

النقيب أبو حمزة النعيمي، قائد عمليات «جبهة ثوار سوريا»، قال في حديث خاص لـ «القدس العربي»: «بالرغم من تقدم النظام في مدينة الشيخ مسكين وسيطرته عليها، لكن لا تزال لدينا قدرة على فتح معارك جديدة، (في إشارة لمعركة نصرة أطفال مضايا التي تديرها جبهة ثوار سوريا بالقنيطرة)، في الوقت الذي يسجل فيه تقدم ملحوظ على الأرض، للأسف، للعدوان الروسي الذي يكمل مسيرة الطاغية في هدم بنى الدولة».

وتابع حديثه قائلاً إن معركة «نصرة لأطفال مضايا» هي «فعل حقيقي على الأرض وليس بيانات شجب واستنكار»، مؤكدا أنها «عمل جاد نبذل فيه الدماء من أجل التقدم وفك حصار الجوع بطريقتنا الثورية، وهي التعبير الأسمى عن وحدة جسدنا السوري المعذب منذ خمس سنوات». وتهدف المعركة، بحسب النعيمي، إلى سيطرة الثوار على كل من (بلدة جبا ــ تل كروم ــ تل بزاق ـ سرية الحصان ـ الحاجز الرباعي) حتى أوتوستراد ـ السلام الواصل إلى العاصمة دمشق.

وحول ارتباط الأعمال العسكرية، التي أعلنت مؤخرا، بالمسار السياسي، يقول النعيمي: «المسار السياسي التفاوضي انطلق من مبدأ حقن الدماء، والمحافظة على ما تبقى من بنى الدولة، ولا شك أن المسارين العسكري والسياسي هما على حدود التماس في المرحلة الحالية من عمر الثورة، لكن المجازر لم تتوقف بحق شعبنا شمالا أو جنوبا، مع ملاحظة أن الفقرتين 12 و 13 من قرار مجلس الأمن الدولي 2254 تنصان صراحة على فك حصار الجوع، من خلال إدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين تعسفيا، ووقف إطلاق النار. فالعالم كله رأى بعينيه شبح الموت جوعا في مضايا ومعضمية الشام، ومدن الغوطتين المحاصرتين من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة له. مع ذلك يصر هذا العالم على أن يبقى أعمى، لذلك معركتنا تهدف إلى التحرير إلى التقدم وتحقيق أهدافها الاسـتراتيجية في جـعل دمشـق حـدودية».

وتحفظ النعيمي على مفردة خسارة الشيخ مسكين، حيث قال: «بالنظر إلى آلية وسير المعارك، فقد كانت حرب استنزاف خسرت فيها قوات النظام، والمليشيات التي تساندها، المئات من العناصر، في حين استشهد لنا 95»، وأضاف: «هم لا يستطيعون الاحتفاظ بها ونحن سنسـتعيدها».

ولم يغفل النعيمي مقدار التدخل الروسي في جبهات الجنوب فقال: «شهدت الآونة الأخيرة هناك تكثيفا واضحا للوجود الروسي من خلال الطيران الحربي، وقد ظهر ذلك بشكل جلي في معارك مدينة الشيخ مسكين، وحاليا في محيط تل كروم وبلدتي مسحرة وأم باطنه».

 

من جنيف إلى لندن… حلول عرجاء للحرب السورية

لندن ــ العربي الجديد

ألقت أجواء “تعليق” مفاوضات جنيف السوري، أمس الأوّل الأربعاء، ظلالاً ثقيلة على مؤتمر لندن لـ”دعم سورية والمنطقة”، الذي انطلق، أمس الخميس، على الرغم من طابعه الإنساني ونفي المتحدث باسم الخارجية البريطانية، إدوين سامويل، أن يكون المؤتمر بديلاً للمحادثات السياسية المتعثرة في سويسرا.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في كلمة افتتاح أعمال المؤتمر، أن “الأزمة السورية لن تنتهي إلا بمرحلة انتقال سياسي”. وحثّ كاميرون أطراف النزاع في سورية على العودة إلى طاولة الحوار، وذلك غداة تعليق مفاوضات السلام بين الجانبين في جنيف. وقال:”لن نتمكن من بلوغ حل طويل الأمد للأزمة في سورية إلا مع انتقال سياسي، وعلينا مواصلة العمل في هذا الاتجاه على الرغم من الصعوبات”.

أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فاعتبر أنّ التكثيف المفاجئ للقصف الجوي والنشاط العسكري في سورية بتقويض محادثات السلام، ودعا الأطراف إلى العودة إلى طاولة التفاوض. وأضاف في مؤتمر المانحين في لندن، أنّه “من المؤلم للغاية أن تتقوض الخطوات الأولى للمحادثات بسبب عدم وصول القدر الكافي من المساعدات الإنسانية، وبسبب تكثيف مفاجئ للقصف الجوي والأنشطة العسكرية داخل سورية”.

كما حمّلت كل من واشنطن وباريس النظام السوري وحليفته روسيا مسؤولية نسف مفاوضات جنيف، عبر السعي إلى “حل عسكري” للنزاع المستمر منذ خمس سنوات. وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، “مواصلة الهجوم الذي تشنّه قوات النظام السوري، مدعومة بالغارات الروسية، على مناطق تسيطر عليها المعارضة، أظهرت بوضوح الرغبة (لدى النظام وموسكو) بالسعي إلى حلّ عسكري بدلاً من إتاحة المجال أمام التوصل إلى حلّ سياسي”. وفي كلمة له، أمام “الداعمين”، قال وزير الخارجية الأميركي، إنّ نظيره الروسي سيرغي لافروف وافق خلال محادثة هاتفية بينهما، أمس الخميس، على ضرورة مناقشة سبل تنفيذ وقف لإطلاق النار في سورية.

وبعيداً عن منصات الخطابة وكلمات الوفود المشاركة، انشغلت جلسات العمل لمؤتمر لندن أكثر بالأوضاع السياسية في سورية. وأكدت جلسة بعنوان “داخل سورية”، على أن “تحسين الحياة اليومية يتطلب إجراءات بناء ثقة تعزز العملية السياسية”، وأنّ “الاستقرار المدني يجب أن يدعم تنفيذ الاتفاق السياسي عبر بيئة آمنة لجميع الأطراف”. ووجهت الجلسة الخاصة بـ”داخل سورية” والعملية السياسية، نداءً إلى “المجتمع الدولي للتفكير في آليات دعم العملية السياسية على أساس الاعتراف بوحدة سورية واستقلالها وهويتها غير الطائفية وفق القرار 2254”.

وبحسب تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، فرح دخل الله، لـ”العربي الجديد”، فإنّ “الجهود الدولية ستنصبّ لتحقيق الاستقرار كجزء أساسي لمساندة هيئة الحكم الانتقالي والمساعدة في تأمين الظروف المناسبة لها، لتتمكن من ممارسة شؤون الحكم بفعالية وتحقق المصالحة”.

ويلتقي قادة ومسؤولون من أكثر من 70 بلداً ومنظمة دولية، في مؤتمر لندن، لبحث توفير المزيد من التمويل الضروري لتلبية الاحتياجات الإنسانية، الناجمة عن الصراع السوري المستمر منذ خمس سنوات، والذي خلّف ملايين اللاجئين والمنكوبين وعشرات الآلاف من القتلى. ويسعى المجتمعون في مؤتمر “دعم سورية والمنطقة”، برعاية الأمم المتحدة وبريطانيا والنرويج وألمانيا والكويت، إلى جمع المساعدات المالية لتلبية الاحتياجات العاجلة في 2016، ودعم متعدد السنوات حتى عام 2020 لإعادة بناء سورية، إذ يعيش حوالى 13 مليون شخص نازحين داخل سورية و4.3 ملايين سوري مهجرين خارجها. كما يسعى “المؤتمر” الرابع من نوعه إلى مواصلة الضغط على أطراف الصراع لحماية المدنيين المتضررين، وجمع 7.73 مليارات دولار، تضاف إليها 1.23 مليار دولار لمساعدة دول المنطقة.

 

وفي السياق نفسه، قال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن بلاده ستقدم، خلال السنوات الثلاث المقبلة، 300 مليون دولار من المساعدات لسورية، فيما ذكرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن بلادها ستقدم، خلال العام الجاري، مساعدات بقيمة 1.2 مليار يورو إلى سورية، كما ستقدم ما قيمته 1.1 مليار يورو خلال عامي 2017 و2018.

أما كاميرون، فأعلن أن لندن ستقدّم مساعدات للسوريين الموجودين داخل سورية، واللاجئين في دول الجوار، بقيمة 1.2 مليار جنيه إسترليني. في المقابل، أشارت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الإماراتية، لبنى القاسمي، إلى أن بلادها تجدد التزامها بتقديم 137 مليون دولار كمساعدات إضافية لـ”الأزمة الإنسانية” في سورية. وتعهدت النرويج بتقديم 1.17 مليار دولار على مدى الأعوام الأربعة المقبلة، فيما اكتفت الولايات المتحدة بوعد تقديم 890 مليون دولار من المساعدات.

 

خوجة لـ”العربي الجديد”:الدعم الخارجي للمعارضة المسلحة متوقف منذ فيينا

جنيف ــ العربي الجديد

كشف رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، خالد خوجة، أن الدعم الذي كانت تحصل عليه فصائل المعارضة السورية المسلحة، من أطراف خارجية داعمة للثورة، توقف بالكامل بعد محادثات فيينا، وواصفاً المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالمرتهن للاتفاق الروسي الأميركي، معتبراً أن الثورة انتقلت إلى مرحلة “حرب الفدائيين” في وجه الغزو الروسي الذي يترجم تقدماً كبيراً لقوات النظام وحلفائها في الجبهات.

 

وأوضح خوجة، في حوار خاص من جنيف مع “العربي الجديد”، أن الدعم العسكري لفصائل الجيش الحر توقف بعد بدء مباحثات فيينا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في مقابل زيادة الدعم للنظام من قبل روسيا، وتقوية قوات حزب العمال الكردستاني تحت اسم قوات “سورية الديمقراطية” من ثلاث جهات، هي الولايات المتحدة وروسيا والنظام السوري بهدف سحب البساط من المعارضة “المعتدلة” ونقل الشرعية إلى “قوات سورية الديمقراطية”، والتمهيد لما يفكر به الروس من سيناريو لتفاهم بين حزب العمال الكردستاني والنظام السوري من أجل محاربة الإرهاب.

ورداً على سؤال حول الخسائر الميدانية التي منيت بها فصائل المعارضة في الفترة الأخيرة، أجاب خوجة أن هذا يعود إلى التدخل الروسي أولاً والمليشيات الإيرانية، كاشفاً أن “التكتيك الذي تتبعه الفصائل اليوم سواء في حلب أو درعا أو الساحل، يقوم على حرب الفدائيين والذي تتبعه حركات التحرير الوطنية، سواء حرب العصابات أو العمليات النوعية في مناطق النظام”. وعن هذا الموضوع، يشير خوجة إلى أن “الحرب كرٌ وفر وتأخذ أشكالاً مختلفة، والجيش الحر متوجه لتوحيد الفصائل إلى ما يشبه جيشا كاملا، ولكن هذه المرحلة تتطلب أن يتحول الجيش الحر إلى مجموعات تشن حربا فدائية أو حرب تحرير على طريقة حركة التحرير الفلسطينية وتضرب ضربات مباشرة تستهدف الروس والإيرانيين والنظام”.

وعن أوراق القوة التي لا تزال المعارضة السياسية تمتلكها في أي مفاوضات محتملة، يرى خوجة أن المعارضة تستمد قوتها وموقفها التفاوضي “من الأرض والفصائل العسكرية المقاتلة على الأرض ومن القوى الثورية ومن المحاصرين في مناطق الحصار، لا من السفراء أو الدبلوماسيين، وتم تثبيت أن المحرك للهيئة العليا للمفاوضات هو الحراك الثوري للفصائل المسلحة أو للنشطاء أو حتى للمحاصرين”.

 

وفي قراءته لأداء دي ميستورا في محادثات جنيف الفاشلة، يقول خوجة إن “مؤتمر دي ميستورا الصحافي يوم الأربعاء (الذي أعلن فيه انتهاء الجولة الأولى من محادثات سويسرا) كان جيداً وعبّر عن موقف الهيئة وعن الشعب السوري وكان صريحاً وواضحاً”، لافتاً إلى أن الذي يسيّر دي ميستورا ويبقيه مرهوناً باعتباره وسيطاً، هو الاتفاق الذي يحصل دائماً بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، جون كيري وسيرغي لافروف، لذلك حتى يوم الأربعاء ظل دي ميستورا يحمل أجندة حل سياسي إيرانية”. من هنا، يرى خوجة، ضرورة أن يكون هناك تغيير في المرحلة المقبلة لأن المقترح هو تجاهل مفهوم هيئة الحكم الانتقالية وطرح بديل “مائع ومطاط هو مفهوم الحكم أو الحوكمة، وتجاهل العملية الانتقالية وتوجه نحو وقف إطلاق النار وانتخابات في ظل وجود الديكتاتور بشار الأسد، وهذا المقترح إيراني يقوم على أن تكون كل الإصلاحات منوطة بموافقة رأس النظام، وهذا بالنسبة للشعب السوري مرفوض”.

وعن تقييمه لأداء المعارضة في جنيف، يجيب خوجة أن الوفد المعارض جاء إلى جنيف بأجندة واضحة وهي إعلان الجهوزية للحل السياسي وفق القرارات الأممية ومفهوم تأسيس هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية وعلى شكل مفاوضات مباشرة كما كان في جنيف 2.

وأوضح أن الهيئة العليا للمفاوضات قدمت طلبها للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في الجلسة الأولى التي أقيمت بينهم في الأمم المتحدة، وتم تقديم ذلك مجددا للمبعوث الدولي عند اجتماعه الأربعاء في مقر إقامة الهيئة، وتم التأكيد على أنه لا يمكن البدء بعملية تفاوضية قبل البدء بتطبيق إجراءات بناء الثقة، وهي وقف القصف ورفع الحصار وإيصال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين بدءًا بالنساء والأطفال.

 

وبيّن خوجة أن دي ميستورا أوضح للمعارضة أن هذه العملية والإشراف عليها منوط بالدول التي صاغت القرار ووقعت عليه، وعلى ذلك انتهت الجولة الأولى من دون حدوث أي مفاوضات والسبب في ذلك عدم القيام بخطوات لتحقيق الإجراءات المطلوبة لتحسين الظروف الإنسانية.

 

وحول موعد استئناف المفاوضات في 25 من الشهر الحالي، يجيب رئيس الائتلاف السوري بأن المهم ليس التاريخ، وإنما تحقيق تقدم على الأرض من الناحية الإنسانية، لافتاً إلى أن الوفد المفاوض جاهز، وأجندتنا جاهزة وتتمثل بمقررات مؤتمر الرياض والتي اتفقت عليها جميع مكونات المعارضة السورية.

 

مقربون من الأسد يتربحون من صفقات استيراد القمح

اسطنبول ـ عدنان عبد الرزاق

تسعى حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى استيراد القمح، عبر وسطاء خارجيين، بعد تورط مسؤولين سوريين مقربين من الأسد بصفقات فساد تتعلق بشراء القمح.

وتعاني سورية من قلة محصول القمح بالأسواق، إثر خروج معظم الأراضي الزراعية عن سيطرة النظام، حيث سيطرت المعارضة وتنظيم “داعش” على المدن الزراعية، في شمالي سورية.

وكشفت مصادر خاصة في دمشق أن مسؤولاً مقرباً من الرئيس السوري “استورد العام الماضي مواد غذائية منتهية الصلاحية، منها عشرات الأطنان من الأرز، وزعوها بالجملة على التجار ” .

وقالت المصادر، التي طلبت من “العربي الجديد” عدم ذكر اسمها: فضلاً عن المواد غير الصالحة للاستخدام الآدمي، فقد تم اكتشاف تلاعب بالأسعار في عقود استيراد القمح من فرنسا وروسيا، مما دفع وزارة الاقتصاد لاعتماد وسطاء من لبنان لتوريد القمح الطري اللازم لصناعة الخبز بسعر 250 دولاراً للطن الواحد”.

وأكد المصدر أن المخزون الاستراتيجي من القمح في سورية لم يعد يكفي لأيام.

وقال مدير مؤسسة الحبوب الحكومية، ماجد الحميدان، إن المؤسسة غيّرت خلال العام الماضي 4 مديري فروع في المحافظات لأسباب تتصل بفساد بعضهم، حيث تمت إحالة ملفاتهم إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش.

وأضاف المسؤول السوري، خلال تصريحات صحافية نشرت أمس الأول، أن بلاده أبرمت خمسة عقود في شهر يونيو/حزيران الماضي عبر الخط الائتماني الإيراني، لتوريد القمح الطري، وصل منها خلال العام الماضي نحو 86.2 ألف طن على أن يتم استكمال تنفيذ العقد خلال العام الجاري. وثبتت المؤسسة قبل يومين، عقداً مع شركة لبنانية لتوريد 200 ألف طن قمح طري.

وتعاني سورية من أزمات خانقة في تأمين القمح، بعد تراجع إنتاجها بسبب سيطرة المعارضة على الأراضي الزراعية وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، مما دفع كثيرين لتبوير الأراضي، في ظل تكاليف تفوق أسعار القمح، التي لم يزد سعر الكيلوغرام فيه عن 61 ليرة الموسم الماضي، (الدولار بنحو 400 ليرة).

وبلغ إنتاج محصول القمح في سورية 412 ألف طن خلال عام 2015، وفق ما أعلنت مؤسسة الحبوب التابعة لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وهو أقل بكثير عما كان عليه الإنتاج قبل الثورة، وقت تجاوز عتبة أربعة ملايين طن.

وقال أكرم برغل، مهندس زراعي سوري، لـ “العربي الجديد”، إن التأخر في صرف مستحقات القمح للفلاحين، والسعر المنخفض والتكاليف الباهظة للزراعة، فضلاً عن محدودية الأراضي الزراعية، جميعها ساهمت في انخفاض رقعة الأراضي المزروعة بالقمح.

 

حلب: الحرب على أشدها..والمعارضة تشكل مجلساً عسكرياً موحداً

خالد الخطيب

أعلنت المعارضة السورية، الخميس، عن تشكيل “مجلس عسكري موحد” في ريف حلب الشمالي، يجمع مختلف الفصائل المقاتلة في المناطق الشمالية بالقرب من الحدود السورية-التركية، في مارع وتل رفعت وإعزاز والريف المحيط. ويرأس المجلس مجموعة من قادة بارزين في المعارضة الحلبية، على رأسهم عبد المنعم قرندل، قائداً للمجلس. ويضم المجلس أبو حسن مارع، ومحمود ندوم، وأبو حسين منغ، وأبو محمود دير جمال. وتمّ تعيين قائد “لواء عاصفة الشمال” -أحد مكونات “الجبهة الشامية”- هشام دربالة، كناطق رسمي باسم المجلس.

 

الناطق الرسمي باسم “المجلس العسكري الموحد” هشام دربالة، أكد لـ”المدن”، أن الهدف من تشكيل المجلس هو حشد القدرات العسكرية في كامل المنطقة الشمالية، ووضعها تحت تصرف قيادة المجلس الجديد التي تهدف إلى مواجهة الهجمة الشرسة من النظام وحلفائه من المليشيات الشيعية، والعمل على استعادة المواقع والقرى والبلدات التي خسرتها المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية، بالإضافة للتصدي  لهجمات تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يحاول استغلال الفرصة والتمدد على حساب المعارضة. وأشار دربالة بأن المجلس العسكري المشكل سيعلن النفير العام و ينظم عمل القوى الشعبية ممن حملوا السلاح ضمن وحدات قتالية منظمة.

 

وأوضح دربالة بأن “المجلس العسكري الموحد” هو المنسق العسكري العام في مدن أعزاز ومارع وتل رفعت والقرى والبلدات؛ من ماير جنوباً وحتى الحدود التركية شمالاً. وسيعمل على تنسيق الجهود العسكرية مع باقي الفصائل التي تقاتل جنوبي الخط الفاصل في ريف حلب الشمالي في حريتان وعندان وحيان، لشن هجمات عسكرية متزامنة خلال الفترة القادمة.

 

واستأنفت قوات النظام والمليشيات المقاتلة معه، فجر الخميس، هجماتها العسكرية البرية في محيط بلدة نبل الموالية شمالي حلب. وبمساندة جوية روسية مكثفة وبعد تمهيد ناري “مدفعي وصاروخي” عنيف استهدف الخطوط الأمامية للمعارضة المسلحة إلى الشمال من الطريق الواصل إلى بلدتي نبل والزهراء، تمكنت خلالها من السيطرة الكاملة على بلدة ماير وعدد من تقاطعات الطرق التي تصل بلدات مسقان وكفرنايا وكفين، لتصبح خط المواجهة الأول بين قوات المعارضة والمليشيات.

 

وشهدت الجبهات في محيط ماير ومعرستة وحردتنين شمالاً، معارك هي الأعنف، في محاولة من المليشيات للتقدم أكثر وتوسيع مناطق سيطرتها لتأمين طريق الإمداد الذي تمكنت من شقه الأربعاء، وقتل خلال المعارك أكثر من عشرين عنصراً منها بينهم ضباط. وتمكنت المعارضة من تدمير ثلاث مدرعات ثقيلة للنظام ومليشياته في محيط بلدة نبّل، كما قطعت الطريق لساعات بعدما استهدفت بلدة حردتنين بعشرات الصواريخ التي تسببت بانفجار مستودعات ذخيرة في البلدة، قتل على إثرها أكثر من 15 عنصراً. وفي المقابل خسرت قوات المعارضة، 20 من مقاتليها على الأقل، في غارات شنتها المقاتلات الروسية على مواقعها، وعلى طرق الإمداد.

 

وبالتزامن مع العمليات العسكرية التي يشنها النظام ومقاتلون من مليشيات شيعية في ريف حلب الشمالي، شنت “وحدات حماية الشعب” الكردية المتمركزة شمال غربي نبل، انطلاقاً من معاقلها في أبين والعباسية وجلبل، هجوماً من ثلاثة محاور، استهدف بلدتي الزيارة والخربة. واشتبكت “وحدات الحماية” –الذراع العسكرية لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي- مع المعارضة المسلحة التي انسحبت من مواقعها بفعل الضربات الجوية الروسية والقصف المدفعي والصاروخي العنيف. القصف نفذته المليشيات المتمركزة في محيط نبّل، والمشرفة على سير العمليات العسكرية التي تخوضها “وحدات الحماية”. وسيطرت الوحدات بالكامل على البلدات المستهدفة وحاولت التقدم أكثر باتجاه بلدة دير جمال حيث لاقت مقاومة عنيفة أوقفت تقدمها.

 

وقتل نحو 45 مدنياً، بفعل القصف الجوي العنيف الذي نفذته المقاتلات الروسية في مناطق متفرقة من حلب وريفها الشمالي، وطال القصف بأكثر من 80 غارة جوية أحياء الشعار والكلاسة وطريق الباب وبعيدين والفردوس والمشهد وطريق الكاستيلو في مدينة حلب. بالإضافة إلى عشرات الغارات على ضواحي حلب الشمالية في حيان وعندان وحريتان ورتيان وبيانون وتل رفعت وكفين وكفرنايا ومسقان. وخلّف القصف الروسي مجازر مروعة أعنفها في حي المشهد، وتسبب بإصابة 100 مدني على الأقل، وخلّف دماراً هائلاً في المناطق السكنية المستهدفة.

 

وشهدت جبهات رتيان وبيانون وحيان، معارك عنيفة فجر الجمعة، تخللها قصف مركز من قبل قوات النظام والمليشيات على القرى والبلدات المستهدفة والقريبة من خط الاشتباك بأكثر من 1000 قذيفة صاروخية ومدفعية، فيما نفذت المقاتلات الروسية أكثر من عشرين غارة جوية على مواقع المعارضة وخطوطها الخلفية. وألقى الطيران المروحي عشرين برميلاً متفجراً على الأقل على حيان ورتيان.

 

وأوضح المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، لـ”المدن”، أن قوات النظام والمليشيات تحاول التقدم على محاور جنوب حريتان لتأمين خاصرتها الضعيفة في تل جبين ودوير الزيتون، وإبعاد خطر المعارضة عن طريق إمداده نحو نبل. وتسعى القوات المهاجمة من خلال عملياتها العسكرية التوسعية في الضواحي شمالي الكاستيلو إلى حشر قوات المعارضة في جبهاتها المتقدمة في الملاح ومحيط حندرات وتل مصيبين. وهي جبهات تسهل السيطرة عليها في حال تقدم النظام باتجاه حيان ورتيان، لأن طرق إمدادها في الغرب ستصبح في مرمى نيران العدو، وبذلك يكون الطريق نحو المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بحلب، “الكاستيلو”، شبه مقطوع ويتحقق الحصار فعلاً، عبر فصل الريف الشمالي عن المدينة، وهو الهدف الأبرز لقوات النظام والمليشيات بعد وصولهما إلى هدفهما الأول في نبل والزهراء.

 

ولا يمكن تجاهل الضرر الكبير الذي أحدثه تقدم قوات النظام والمليشيات شمالي حلب، والذي تسبب بتشتيت جهود المعارضة وفصل مناطق سيطرتها في الشمال -حيث الثقل البشري والعسكري- عن مناطقها في مدينة حلب وضواحيها الشمالية. وبرغم الضغط البري، والجوي الذي تتعرض من قبل الطيران الروسي، إلا أن المعارضة تسعى إلى لملمة نفسها من جديد وشن هجوم معاكس حالما تصبح جاهزة لذلك. لكنها إلى الآن غير قادرة على المبادرة، وهي بالكاد تلتقط أنفاسها، وهي تتصدى للهجمات هنا وهناك متعرضة لخسائر متتالية في صفوف مقاتليها. فالروس يدركون تماماً أهمية الوقت وضرورة عدم إفساح المجال أمام المعارضة للتفكير حتى بتجميع قواها، لأنهم يدركون تماماً أن أي فرصة للمعارضة لن تكون في صالح المليشيات العاملة على الأرض.

 

من جهة أخرى، لقيت الطفلة غالية زكور، مصرعها، الخميس، خلال محاولتها العبور مع عائلتها من الأراضي السورية إلى الأراضي التركية، بشكل غير شرعي، شمالي بلدة إكدة الحدودية. والطفلة كانت قد نزحت مع عائلاتها من قرية صوران الباب، الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة”، بالقرب من المناطق التي تشهد معارك عنيفة بين النظام والتنظيم.

 

ويتجمع عشرات الألاف من العائلات السورية المهجرة من ريف حلب الشمالي والشرقي، قرب معبر باب السلامة الحدودي ومحيط إعزاز، أغلبهم نساء وأطفال وكبار سن، هربوا من جحيم القصف الروسي، والعمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام والمليشيات شمالي حلب. ولا تزال الحكومة التركية تغلق معابرها الحدودية أمام الهاربين.

 

وشهد معبر باب السلامة الخميس تظاهرات حاشدة داعية إلى فتح الممرات الحدودية وتسهيل حركة دخول اللاجئين الجدد إلى الداخل التركي، والتقت الحشود بوالي ولاية كيليس التركية الذي لم يستجب لمطالب المتظاهرين ووعدهم بإقامة مخيمات مؤقتة داخل الحدود بالقرب من السلامة وبلدة سجو لإيواء الأعداد الهائلة من المهجرين.

 

موسكو: على المعارضة الترحيب بالهجوم على حلب

بعد تعليق مفاوضات جنيف الأخيرة، وتقدم قوات النظام في ريفي حلب ودرعا، اعتبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين، أنه كان على وفد المعارضة الترحيب بهجوم الحكومة السورية على حلب، بدلاً من الانسحاب من المفاوضات، مستغرباً “شكوى” المعارضة من تقدم النظام في حلب، الذي استهدف “جبهة النصرة” وغيرها من الجماعات “المتطرفة” على حد قوله. وأمل بورودافكين أن تنطلق جولة المفاوضات الجديدة في موعدها المحدد، 25 شباط/فبراير الجاري، داعياً المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ليكون “أكثر تدقيقاً” حول من تشملهم “المحادثات”.

 

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الجمعة، إن روسيا “تبذل باستمرار جهوداً في الإطار الدولي العام للتوصل لتسوية سلمية وسياسية للوضع في سوريا”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بلاده ستستمر بتقديم المساعدة العسكرية لـ”القيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية في معركتها ضد الإرهاب”.

 

إلى ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة نقاش حول محادثات السلام السورية في جنيف، بدعوة من المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وفي هذا الشأن، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي، إن دي ميستورا “سيطلع مجلس الأمن، الجمعة، على أحدث المستجدات عبر دائرة تلفزيونية”.

 

وكان أمين مجلس حزب “الإرادة الشعبية” قدري جميل، قد التقى في وقت سابق، الجمعة، مع دي ميستورا، بصفته ممثلاً عن وفدين لمعارضين تشكلا في موسكو والقاهرة. وقال جميل عقب اللقاء “نعم، لقد تلقينا دعوة رسمية للمشاركة في مفاوضات التسوية السورية بوصفنا وفدين رسميين، نحن التقينا معه (دي ميستورا) بناء على هذا الأمر”. وبحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم”، فإن جميل أكد أن دي ميستورا عبر خلال اللقاء عن الرغبة في استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن. وأضاف جميل “هو تحدث (دي ميستورا) عن 25 فبراير/شباط، لكن نأمل أن هذا الأمر سيتم في أقرب وقت ممكن”.

 

في المقابل، أعلنت وسائل إعلام إيرانية، الجمعة، مقتل القائد في الحرس الثوري الإيراني البريجادير جنرال محسن غجريان، إضافة إلى ستة آخريين من ميليشيات الباسيج الإيرانية خلال مشاركتهم في أعمال القتال إلى جانب النظام السوري في حلب. وأشارت الأنباء إلى وجود تقارير عن وفاة أكثر من 100 عنصر في الحرس الثوري الإيراني والباسيج في سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية.

 

النظام والحشد الشيعي في نبل والزهراء..ماذا بعد؟

خالد الخطيب

تمكنت قوات النظام وحشد المليشيات الشيعية، بقيادة ضباط إيرانيين وروس، من الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، مساء الأربعاء. وجاء التقدم بعد عملية عسكرية استمرت لثلاثة أيام متواصلة، أنهت حصاراً شكلياً للمعارضة المسلحة كان مفروضاً على البلدتين اللتين يقطنهما موالون للنظام من الطائفة الشيعية.

 

 

 

نبل والزهراء لم تكونا محاصرتين فعلياً، ولم تصنفا كمناطق محاصرة وفقاً للأمم المتحدة، إذ تربطهما طرق إمداد شرقاً مع “قوات سوريا الديموقراطية” في منطقة عفرين، والتي تمثل “وحدات حماية الشعب” الكردية أهم مكوناتها.

 

وتقدمت المليشيات المقاتلة مع النظام، على ثلاث مراحل. وسيطرت في المرحلتين الأولى والثانية منها، خلال 48 ساعة، على قرى وبلدات دوير الزيتون وتل جبين ومعرستة الجهاد وحردتنين. وفي المرحلة الثالثة شهدت المنطقة أعنف المعارك على الإطلاق، حيث شنت المليشيات هجوماً متزامناً على مواقع المعارضة؛ من جهة الغرب تقدمت المليشيات المتمركزة في بلدتي نبل والزهراء نحو البساتين الواقعة إلى الشرق من الطريق الدولي حلب-غازي عينتاب، بعدما دمرت دفاعات المعارضة وخطوطها الأولى. ومن الشرق تابعت القوات المقتحمة تقدمها غرباً باتجاه بلدة معرستة الخان والتقى الطرفان في البساتين غربي معرستة، والتي تمتد على مسافة ثلاثة كيلومترات.

 

وبذلت المعارضة المسلحة كل طاقاتها للحؤول دون سقوط بلدة معرستة، باعتبارها الأمل الوحيد للمعارضة لشن هجومها المعاكس لاسترجاع ما خسرته، ولمنع وصول مقاتلي المليشيات إلى البلدتين وقطع الطريق إلى ريف حلب الشمالي بشكل نهائي. ودفعت المعارضة لذلك بأرتال ضخمة من التعزيزات المدرعة، والألاف من مقاتليها، وتمكنت مرات متعددة من استعادة السيطرة على معرستة، وقتلت أكثر من خمسين عنصراً لقوات النظام والمليشيات، ودمرت أربع مدرعات بصواريخ مضادة للدروع “تاو”. لكنها في النهاية فشلت أمام تصعيد القوات المهاجمة الذي كان مضاعفاً خلال الساعات الأخيرة جواً وبراً، بحيث أصبح بقاء المعارضة في مواقعها أمراً مستحيلاً.

 

وما كانت المليشيات لتتقدم لولا الدعم الجوي الروسي. ونفذت المقاتلات الروسية، الأربعاء وحده، أكثر من 150 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على منطقة المعركة والقرى والبلدات القريبة. وطالت 50 غارة على الأقل الخطوط الأولى للمعارضة في بلدة معرستة، والبساتين المحيطة. ومعظم الغارات كان بالقنابل العنقودية التي تسببت بمقتل وجرح العشرات من مقاتلي المعارضة. كما قُصفت مواقع المعارضة في معرستة بوابل من القذائف المدفعية والصاروخية من أنواع “فيل” و”غراد” و”طوشكا” عدا عن الراجمات.

 

المتحدث باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، أكد لـ”المدن” أن قوات النظام والمليشيات لم تضطر أبداً لخوض حرب شوارع ضد قوات المعارضة في القرى والبلدات المستهدفة في ريف حلب الشمالي، طيلة أيام الحملة العسكرية. ولم يشتبك عناصر المليشيات الشيعية وجهاً لوجه مع مقاتلي المعارضة، إلا في حالات نادرة. فقد عوّلت قواتها بشكل كبير على التمهيد الناري الكثيف الذي حول المنطقة بأكملها إلى كتلة لهب مشتعلة، دمرت البشر والحجر.

 

الأحمد أشار إلى أنه لم يكن في الإمكان مواجهة هذا الكم الهائل من النيران المعادية، ما أجبر المعارضة على الانسحاب من مواقعها، مفسحة المجال للقوات المعادية أن تلتقي وتصل إلى بلدتي نبل والزهراء، عبر طريق عسكري يمر من البساتين المكشوفة. وأشار العقيد الأحمد إلى أن النظام وحلفاءه استخدموا مختلف أنواع القذائف الصاروخية والمدفعية والقنابل العنقودية، بكميات هائلة، في الوقت الذي لا تمتلك فيه المعارضة إلا عدداً محدوداً من صواريخ “التاو” مضادة للدروع والدبابات، وقواعد صواريخ “غراد” التي كانت صيداً سهلاً للمقاتلات الحربية الروسية والطائرات بدون طيار التي لم تفارق الأجواء على مدى الأيام الثلاثة السابقة.

 

وأوضح العقيد الأحمد، أن المعركة لم تنتهِ بعد، فروسيا لن تتوقف عند هذا الحد من التقدم، وستسعى إلى تأمين الطريق نحو بلدتي نبل والزهراء الذي شقته قوات النظام والمليشيات عبر الأراضي الزراعية، وذلك من خلال التوسع على الجبهات الطرفية شمالاً وجنوباً. وهذه التطورات المتوقعة تفرض على المعارضة تجهيز نفسها للحفاظ على مواقعها والتفكير بشن هجمات معاكسة تسترجع من خلالها المواقع التي خسرتها وكسب الوقت فالقوات المعادية لم تتمركز وتتمترس بشكل جدي بعد ولا يزال الأمر ممكناً.

 

وناشد العقيد الأحمد، أصدقاء المعارضة، وعلى رأسهم تركيا، التي بدت متفرجة إزاء التطورات الأخيرة في حلب بالقرب من حدودها الجنوبية، ودعا كل الفصائل المقاتلة في الشمال السوري بشكل عام أن تأخذ على عاتقها دعم المعارضة الحلبية في أزمتها معتبراً أن التقدم الأخير للنظام سيكون وبالاً يؤثر على كامل الجبهات في الشمال والوسط السوري في حمص وحماة وإدلب.

 

وأخيراً، تمكنت قوات النظام مدعومة بالمليشيات من الوصول إلى أهم معاقلهما في الشمال الحلبي، بعد ثلاث سنوات من قطع الطريق إليهما من قبل المعارضة. ولم تكن قوات النظام لتحقق هدفها، لولا دخول روسيا وإيران بشكل فعلي في العمليات القتالية، وقيادتهما المباشرة للمعارك على الأرض، بحيث أًصبح فارق القوة بين الطرفين كبيراً. المعارضة وجدت نفسها هذه المرة في مواجهة قوى كبرى لديها من الأسلحة النوعية ما يفوق قدراتها الدفاعية المتواضعة أصلاً في ظل انحسار دعمها بالذخيرة والعتاد من قبل من يدعون صداقتها.

 

وحقق النظام جملة من الأهداف بعد وصوله إلى معاقله شمالاً، ولعل أبرزها فتح خط إمداد بري إلى بلدتي نبّل والزهراء، والاستفادة من الموقعين الاستراتيجيين بالقرب من الحدود التركية وجعلهما قاعدة انطلاق جديدة لتنفيذ المزيد من الهجمات والأهداف. كما توفر له السيطرة على المنطقة، فصل ريف حلب الشمالي عن مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب، وتقطيع أوصال المعارضة. وبالتالي فصل الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب وضواحيها الشمالية، عن شريان إمدادها الآتي من ريف حلب الشمالي وتركيا.

كما سيساعد التقدم الأخير للنظام في ريف حلب الشمالي، في قطع طريق المعارضة الذي يصل بين محافظة إدلب وغربي حلب وريف حماة الشمالي، وهو يصلها من الشرق بمناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، أي خط امداد المعارضة بالمحروقات والمواد النفطية، من مناطق التنظيم الذي يسيطر على المكامن النفطية شرقي البلاد.

 

وليس لدى المعارضة أي خيار، سوى استعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها، وإعادة فتح طريق امدادها من جديد، وإلا فهي بانتظار المزيد من الضغط البري والجوي من قبل النظام والمليشيات للتمدد أكثر، وحصارها، ومن ثم ترحيلها عن مناطق سيطرتها باتفاقات وصفقات تجويع.

 

ولا يزال الوقت مبكراً للقول إن المعارضة قد حوصرت بشكل كلي في حلب، فالطريق باتجاه ريفها الغربي وشمالي إدلب مازال مفتوحاً، ويصل مناطق سيطرتها في أحياء حلب الشرقية والضواحي الشمالية بتركيا عبر طريق الكاستيلو. وربما سيكون هذا المعبر المتبقي هو الهدف القادم لروسيا وإيران. أما المناطق الشمالية التي تسيطر عليها المعارضة في مارع وإعزاز وتل رفعت فهي أصبحت أشبه بصندوق مفتوح على تركيا، ومغلق بقوى معادية من ثلاث جهات: “وحدات الحماية” الكردية في الغرب، وتنظيم “الدولة الإسلامية” شرقاً، ومن الجنوب تمركزت قوات النظام والمليشيات الشيعية. ولم يتبقَ للمعارضة في أعزاز ومارع وتل رفعت من مخرج سوى الحدود التركية، والتي لا تزال مغلقة أمام النازحين من مناطق القتال.

 

محلل سعودي: المملكة جادة في عرضها إرسال قوات برية إلى سوريا

«غارديان»: السعودية قد تنشر الآلاف من القوات الخاصة في سوريا بالتنسيق مع تركيا

قالت مصادر سعودية لصحيفة «غارديان»، اليوم الجمعة، إنه «بإمكان المملكة نشر الآلاف من القوات الخاصة في سوريا، وربما عبر التنسيق مع تركيا».

 

وأضافت المصادر للصحيفة البريطانية أنه سبق في الماضي التلميح بإمكانية إرسال قوات سعودية برية إلى سوريا، لكن الإعلان الأخير هو «إعلان رسمي وجاد».

 

وكان المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن «أحمد عسيري»، صرح في وقت سابق من يوم أمس الخميس، بأن المملكة على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ضمن التحالف الدولي في سوريا.

 

وقال في مقابلة مع فضائية «العربية» الإخبارية: «المملكة العربية السعودية على استعداد للمشاركة في أي عمليات برية قد يتفق التحالف ضد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) على تنفيذها في سوريا إذا ما أصبح هناك اجماع من قبل قادة التحالف».

 

وفي تصريحات لاحقة لفضائية «الجزيرة» القطرية، أوضح «عسيري» أن موقف السعودية من عرض المشاركة في تدخل بري في سوريا جاء بناء على تجربة التحالف العربي في اليمن والتحالف الدولي، التي أكدت أن القصف الجوي غير كاف لتحقيق نتائج على الأرض ما لم يسند ذلك عمل بري.

 

كما أشار إلى أن السعودية، وباعتبارها إحدى أكثر الدول تضررا من تنظيم «الدولة الإسلامية»، حريصة على القيام بدورها الكامل في التحالف الدولي، مشيرا إلى أن آخر غارة نفذتها القوات السعودية ضمن التحالف الدولي كانت في يناير/كانون الثاني الماضي.

 

ونفى المسؤول العسكري السعودي وجود أي خطط لتوسيع مهام أي تدخل بري محتمل خارج محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

وأشارت «غارديان» في تقريرها، اليوم، إلى أن الرياض وأنقرة «ملتزمتان بإزاحة بشار الأسد عن سدة الحكم في سوريا، ولديهما شكوك خطيرة بشأن آفاق التسوية السياسية للأزمة السورية دون ممارسة ضغوط عسكرية على دمشق».

 

ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية كانت أول دولة عربية تنضم للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك في سبتمبر/أيلول 2014، وشنت العديد من الغارات الجوية على أهداف في سوريا.

 

لكن هذه الغارات تلاشت بشكل سريع منذ مارس/آذار الماضي عندما تدخلت المملكة في الجارة اليمن؛ حيث قادت تحالفا عربيا ضد  التحركات العسكرية لجماعة «الحوثي» والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، «علي عبدالله صالح».

 

وحول العرض السعودي لإرسال قوات برية إلى سوريا، قال المحلل السعودي، «محمد آل يحيى»: «هناك إحباط من الجهود الحياة لمحاربة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)».

 

وأضاف لصحيفة «غارديان»: «يبدو بشكل متزايد أنه لا أحد من القوات المتواجدة في سوريا، وبينهما قوات المعارضة، راغب في قتال داعش»، لافتا إلى  القوات الموالية لنظام «الأسد» والتابعة لإيران وروسيا وحزب الله «منشغلة بقتال قوات المعارضة السورية والهدف واحد هو إبقاء بشار الأسد في السلطة حتى إن أدى ذلك إلى سقوط المزيد من الأبرياء».

 

وفي وقت سابق من اليوم، رحب وزير الدفاع الأمريكي، «أشتون كارتر»، بالعرض السعودي للمشاركة في العمليات العسكرية البرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

 

وقال «كارتر» في تصريحات للصحفيين خلال زيارة لقاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا، غربي الولايات المتحدة، إنه على علم بالتقارير التي أفادت بأن الحكومة السعودية عرضت إرسال قوات برية لسوريا، مضيفا أن «مثل هذه الأنباء محل ترحيب».

 

ورأى أن «زيادة نشاط الدول الأخرى سيسهل على واشنطن تعجيل قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية».

 

ولفت الوزير الأمريكي إلى أنه يتطلع لمناقشة العرض السعودي مع المسؤولين السعوديين في بروكسل الأسبوع المقبل؛ حيث يجتمع ممثلو التحالف الدولي لبحث تطوير الحرب على التنظيم.

المصدر | الخليج الجديد + ترجمة عن صحيفة «غارديان»

 

مفكرون وكتاب: التصدي السعودي التركي لإيران وروسيا «حتمي» .. والجميع سيدفع ثمن الخذلان

في الوقت الذي أُجلت فيه مباحثات السلام السورية في جنيف إلى الـ 25 من الشهر الجاري، تصعّد قوات النظام السوري معركة محاصرة حلب لتجويعها بمساعدة واسعة من الطيران الروسي، وهو ما تبعه من موجة لجوء غير مسبوقة هربا من القصف في حلب، طالب عدد من المفكرين والمثقفين المملكة العربية السعودية بتحالف سعودي خليجي تركي للتدخل في سوريا، مؤكدين وجود تواطؤ غربي مع مخطط روسيا، مشددين على أنه في حال سقوط حلب سيدفع الجميع ثمن الخذلان.

 

الكاتب الصحفي السعودي الشهير مدير عام قناة العرب الفضائية «جمال خاشقجي»، طالب المملكة بسرعة التحرك  بعدما ساءت الأوضاع في حلب وتراجع الثوار تحت قصف روسي لا يتوقف حيث سجل 200 غارة روسية أمس فقط، دون أي إمدادات للمجاهدين في حلب.

 

وقال «خاشقجي» في تغريدة له على «تويتر»: «اقتربت ساعة الحقيقة، فهل بقي شك في حتمية التحالف السعودي الخليجي التركي ؟ هل في المنطقة غيرهم يرفض طائفية إيران ومشروعها وتحالفها مع الروس؟».

 

وأكد «خاشقجي» أن «السوريون في جبهات حلب يواجهون غزوا أجنبيا بمعنى الكلمة، مليشيا شيعية أفغانية وإيرانية وعراقية وروس وقليل من سوريي النظام يعملون كمرشدين» .

 

الأمر ذاته طالب به الأكاديمي والباحث السعودي «محمد الحضيف» مشددا في تغريدة له عبر تويتر أنه «لن يثني روسيا عن جرائمها في سوريا..إلا عمل (خارج) مايسمى (التوافق) الدولي»، مؤكدا أن «هناك تواطؤ غربي مع مخطط روسيا..بتصفية الثورة، المهددون بالخطر»، مطالبا الدول العربية بالتحرك.

 

وتساءل «الحضيف»: «أيهما أخطرعلى الأمن القومي للسعودية وتركيا: ترك روسيا تنفذ مخططها في سوريا..بهزيمة الثوار،أو بإقامة دولة علوية، أو مواجهتها وإفشال المخطط؟».

 

أما المفكر الموريتاني «محمد مختار الشنقيطي» فأكد أن انتصار إيران خسارة كبيرة لدول الخليج قائلا في تغريدة له «إذا حققت إيران طموحها في كسر الثورة السورية فسترى ميليشياتها تجوس خلال الديار في دول الخليج وتشعل تركيا من الداخل»، مؤكدا «سيدفع الجميع ثمن الخذلان».

 

وفي إشارة إلى تصريحات العميد «أحمد عسيري» المتحدث باسم قوات التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية باستعداد المملكة للتدخل البري في سوريا، قال «الشنقيطي» «من لم يتدخل لوقف الإبادة التي تمارسها روسيا وإيران وحزب الله والأسد ضد الشعب السوري، فالأوْلى أن يكف عليه لسانه ويستتر».

 

من جهته، طالب المؤرخ «بشير نافع» السوريين بالثبات قائلا «أيها السوريون البواسل، اثبتوا، فوالله لا يلومنكم إلا خوار، فقد قاتلتم كما ينبغي للشعوب المزروعة في الحق والتاريخ أن تقاتل، والحرب سجال».

 

وأضاف «ما تشهده سوريا لا يمكن وصفه سوى بالخذلان، خذلان العرب والمسلمين، أنظمة وشعوبا، للشعب السوري الباسل، ولثورته وتضحياته».

 

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا»، أعلن الأربعاء، تعليق مباحثات السلام السورية في جنيف حتى 25 فبراير/شباط الجاري.

 

وقال «دي ميستورا» إن المحادثات لم تفشل لكنها تحتاج إلى مساعدة عاجلة من داعميها الدوليين خاصة الولايات المتحدة وروسيا.

 

وحملت السعودية وتركيا والولايات المتحدة النظام السوري وروسيا مسؤولية تعليق المفاوضات.

المصدر | الخليج الجديد

 

موقف الدوحة «الحذر» بين الرياض وطهران

ترجمة وتحرير فتحي التريكي – الخليج الجديد

نشرت صحيفة «المونيتور» مقالا تحليليا للكاتب «جورجيو كافييرو»، تناول خلاله معالم السياسة الخارجية القطرية في ظل التصعيد القائم بين السعودية وإيران.

 

ورصد المقال ارتفاع درجات الحرارة الطائفية في الشرق الأوسط، وتزايد التنافس الجيوسياسي السعودي الإيراني في أعقاب إعدام رجل الدين الشيعي «نمر النمر»، والذي يدفع زعماء الدول العربية الخليجية في كثير من الأحيان إلى استدعاء مفهوم الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي. ووفقا للكاتب، فإن التحليل الأعمق يكشف أن معظم الإجراءات الدبلوماسية التي اتخذتها الممالك الصغيرة في شبه الجزيرة العربية ضد طهران في يناير/كانون الثاني الماضي كانت حذرة ومحسوبة وتهدف في نهاية المطاف إلى تعزيز المصالح الوطنية لكل دولة، وليس التأكيد على التضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي.

 

وأشار الكاتب إلى أن قطر، التي استدعت سفيرها في 6 يناير/كانون ثان، ولكنها لم تقطع علاقاتها مع طهران، هي مثال على ذلك. ففي حين أشارت اللفتة الدبلوماسية التي اتخذتها الدوحة ضد طهران إلى تضامن مع المملكة العربية السعودية، فإن محدودية هذه الخطوة لا تزال تشير إلى أن الدوحة تواصل توخي الحذر في تعاملها مع التنافس الجيوسياسي بين السعودية وطهران. حيث يبدو أن القطريين يسعون إلى الالتزام بأجندتهم التقليدية للسياسة الخارجية باللعب خارج نطاق الأجندات المتعارضة للقوتين الكبيرتين بهدف الحفاظ على مصالحهم الخاصة، وفقا للصحيفة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه، في عهد الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (1995-2013)، تعمقت العلاقات القطرية الإيرانية بشكل كبير. وقد أسهمت علاقة الدوحة مع طهران بالإضافة إلى دعمها لجماعة الإخوان المسلمين والدور المؤثر الذي تقوم به قناة الجزيرة القطرية في إغضاب المملكة العربية السعودية، والتي طالما اتهمت الدوحة بمتابعة مصالحها الخاصة على حساب الأمن الجماعي لدول مجلس التعاون. ويرصد الكاتب أن المملكة العربية السعودية قد اعتادت النظر إلى قطر باعتبارها شوكة في جانبها، وعلى أنها، على الرغم من صغر حجمها، تمثل تحديا لموقف الرياض باعتبارها مرتكزا للنظام الجيوسياسي في منطقة الخليج. مشيرا إلى أنه بعد اندلاع الربيع العربي في جميع أنحاء المنطقة في عام 2011، فإن العديد من المحللين قد أشاروا إلى التنافس القطري السعودي. في ذلك الوقت، كانت الدوحة والرياض تتنافسان من أجل ملء الفراغ السياسي في دول مثل مصر وسوريا، على أساس رؤى متباينة لمستقبل العالم العربي السني.

 

ووفقا للمقال فإنه، وعلى الرغم من أن تنامي العلاقات القطرية الإيرانية قد ساهم في إذكاء التوتر بين الدوحة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، فقد كان من المنطقي بالنسبة إلى دولة قطر أن تسعى إلى تحقيق علاقة تعاونية على نحو متزايد مع طهران، بالنظر إلى المصالح الاستراتيجية للإمارات وطموحاتها. إضافة إلى أن هناك تاريخ مضطرب من العلاقات بين القطريين والسعوديين ينطوي على النزاعات الحدودية والتدخل المزعوم للرياض في سياسة القصر داخل الدوحة طوال فترة التسعينيات، ما دفع قطر إلى تشكيل أولوياتها الخاصة بعيدا عن المدار الجيوسياسي للرياض.

 

ووفقا للكاتب، فإن العلاقات العميقة مع إيران تعد وسيلة لتحقيق هذا الاستقلال. الأقلية الشيعية الصغيرة في قطر، والتي حافظت تاريخيا علاقات إيجابية مع الأغلبية السنية، لم تكن أبدا معرضة لنفوذ إيراني كبير. ونتيجة لذلك، فإن المسؤولين في الدوحة، على عكس نظرائهم في الرياض والمنامة، لم يشعروا بالتهديد من قبل ثورة شيعية محتملة مستوحاة من الثورة الإيرانية في قطر.

 

ووفقا للمقال، فإنه، على النقيض من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، فإن قطر غالبا ما ينظر إليها كجزء من الحل بالنسبة إلى معضلات الأمن الإقليمي. على سبيل المثال، في عام 2010، وقعت الدوحة اتفاقا ثنائيا مع طهران يهدف إلى مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الأمني. في وقت سابق قبل أربع سنوات، فقد كانت قطر هي العضو الوحيد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي قام بالتصويت ضد القرار 1696، الذي دعا إيران الى وقف برنامج تخصيب اليورانيوم.

 

وأشار الكاتب إلى أن العلاقات الاقتصادية مع إيران تمثل أيضا عاملا مهما في حسابات الدوحة الاستراتيجية. مع اشتراكها مع إيران في حقل جنوب بارس (أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم)، فإن القيادة القطرية كانت لديها دوافع لمعالجة المشاكل في العلاقات العربية الإيرانية عن طريق الحوار بدلا من العداء. حيث إن أي نزاع عسكري في الخليج يضم إيران يهدد جهود تطوير حقل جنوب بارس بين كل من الدوحة وطهران. وبالتالي، لم يكن من المفاجئ أنه بعد توصل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا إلى اتفاق نووي مع طهران، فقد سارع وزير خارجية قطر إلى الترحيب بالصفقة مؤكدا أنها سوف تجعل الشرق الأوسط أكثر أمانا، وفقا للكاتب.

 

وأشار المقال إلى الأزمة التي شهدتها قطر بعد أن استدعت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة سفرائها من الدوحة. جاءت هذه الأزمة بفعل التوترات المذكورة آنفا بين قطر وهذه الدول الخليجية، والتي اتهمت الدوحة بالتدخل في شؤونها الداخلية. قامت المملكة العربية السعودية بتهديد قطر بالتعرض إلى حصار بري وبحري. ويشير الكاتب إلى أنه، ومع إدراكه أن قطر قد دفعت ثمنا كبيرا للسياسة الخارجية المثيرة للجدل لوالده، فقد قام أمير قطر الشاب، الذي ورث العرش في عام 2013 بعد تنازل والده، بجهود كبيرة لإصلاح العلاقات القطرية السعودية. وبحلول نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2014، كانت دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثة قد أعادت سفراءها إلى الدوحة.

 

وقد ساهم التوافق بين قطر والمملكة العربية السعودية بخصوص الأزمات في كل من سوريا واليمن في التخفيف التوتر بين البلدين. جاء ذلك بالإضافة إلى توجه العاهل السعودي الجديد الملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى تخفيف لهجة المملكة تجاه جماعة الإخوان المسلمين، حيث بدأ ينظر إلى المجموعة الإسلامية بوصفها حليفا مفيدا إلى حد ما في حملته لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. لهذا السبب، فقد نظر «سلمان» إلى قيام قطر وتركيا بدعم جماعة الإخوان المسلمين بدرجة من القلق أقل بكثير مقارنة بسلفه الراحل.

 

وأشار المقال إلى أنه، وفي هذه المرحلة الحساسة، تبدو الدوحة عازمة على تحقيق أكبر توازن ممكن يمكن قطر من جني كل الفوائد الممكنة من وجود علاقة تعاونية على نحو متزايد مع إيران، وفي الوقت نفسه، نزع فتيل التوتر مع المملكة العربية السعودية. وقد ظهر هذا التوازن بوضوح إلى المشهد في أعقاب قيام مئات من الإيرانيين بنهب السفارة السعودية في طهران. قامت قطر باستدعاء سفيرها في إيران كبادرة للتضامن مع المملكة العربية السعودية. ولكن لم تحذ حذو البحرين والسودان بقطع العلاقات بشكل كامل. وقد كانت قطر أيضا هي الدولة الأخيرة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي التي سارعت في اتخاذ خطوات ضد طهران، كما أن قدوم الإعلان من قسم العلاقات الأسيوية في وزارة الشؤون الخارجية، وليس من العائلة المالكة، يؤكد كيف يجيد القطريون استخدام بطاقاتهم. ولم يغب في المعادلة حقيقة أن في ديسمبر/كانون أول الماضي، اتخذت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق أسرى من أعضاء العائلة المالكة في قطر، الأمر الذي دفع الدوحة إلى تجنب الإفراط في استعداء إيران.

 

ووفقا للمقال، فإنه بينما يتصاعد العداء بين الرياض وطهران، مسببا المزيد من التوترات الطائفية في منطقة الشرق الأوسط، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ الحرب بين إيران والعراق، فإن الأعضاء الأصغر سنا بين دول مجلس التعاون الخليجي مثل قطر يواصلون الشعور بحرارة هذا التصعيد. ويبقى أن نرى إلى أي مدى يمكن أن تستمر قطر في موازنة علاقاتها مع المملكة العربية السعودية إلى جانب مصالحها مع إيران من دون أن تلجأ إلى اختيار أحد الجانبين، وبخاصة في الوقت الذي تواصل فيه قطر الانضمام إلى السعوديين في شن حروب بالوكالة ضد إيران في سوريا واليمن، وفي الوقت نفسه تسعى إلى تعزيز الحوار مع إيران بعد رفع العقوبات والتعاون في قطاعات الطاقة.

المصدر | المونيتور

 

مأساة نازحي حلب مستمرة وتنذر بالأسوأ  

قال مراسل الجزيرة على الحدود التركية السورية إن عدد النازحين واللاجئين السوريين الفارين من الغارات الروسية وقصف النظام السوري ارتفع إلى نحو خمسين ألف شخص، وإن العدد مرشح للارتفاع في ظل استمرار القصف.

 

وينتظر نحو عشرين ألفا من هؤلاء النازحين أمام البوابة الحدودية في كلس على الحدود السورية التركية، بينما ينتظر نحو ثلاثين ألفا آخرين عند نقطة إكدة قرب معبر باب السلامة بانتظار قرار قد يأتي وقد لا يأتي من السلطات التركية يسمح لهم بدخول الأراضي التركية.

 

وتتواصل منذ أيام موجات نزوح جماعي لعشرات آلاف المدنيين فرارا من قصف المقاتلات الروسية العنيف، وهجمات قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها على الأرض في مناطق ريف حلب الشمالي.

 

قصف مستمر

وقال مراسل الجزيرة على الجانب التركي من الحدود عمر خشرم إن أصوات القصف الشديد بالأسلحة الثقيلة تواصلت على مدار اليوم داخل الأراضي السورية القريبة من معبر باب السلامة السوري نحو تركيا.

 

 

وأضاف أن هناك عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يعيشون أوضاعا صعبة جدا وعلى وقع خوف ورعب دائمين من غارات الطيران الروسي التي قد تفاجئهم في أي لحظة، وهجمات النظام السوري والمليشيات الموالية له والتي تقصفهم بالصواريخ والأسلحة الثقيلة.

 

وقال المراسل إن الحكومة التركية باتت في موقف لا تحسد عليه، وهي تعقد اجتماعات مستمرة لإدارة الطوارئ والأزمات التي أعلنت أنها أطلقت منذ اليوم نظاما للمراقبة تحسبا لموجات لجوء كبيرة جدا إلى الأراضي التركية، مشيرا إلى أن سلطات أنقرة اتخذت إجراءات أمنية مشددة لمواجهة الوضع وتم إلغاء الإجازات في صفوف الشرطة والجيش.

 

وتوقع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن يدخل خلال الأيام القادمة نحو سبعين ألف لاجئ سوري إلى الأراضي التركية بسبب القصف الروسي، وقد يرتفع العدد إلى أكثر من مئة ألف مع تواصل القصف.

 

قصف مقصود

وأضاف خشرم أن تركيا تتهم روسيا بأنها تقصف المدنيين السوريين والتجمعات السكانية في ريف حلب الشمالي بشكل متعمد لدفع السكان للجوء إلى الأراضي التركية بهدف تعريض تركيا للمزيد من المعاناة بسبب الأعداد الكبيرة للاجئين.

 

وكان مراسل الجزيرة منتصر أبو نبوت قد تحدث في وقت سابق من باب السلامة على الحدود السورية التركية عن الوضع الإنساني الصعب للمدنيين السوريين، وقال إن السكان يعتبرون الغارات الروسية الكثيفة ضدهم مقصودة وتهدف إلى قتلهم وطردهم من مناطقهم وجعلها خالية تماما من أهلها خدمة للنظام السوري.

 

وتأتي هذه التطورات في ظل ارتفاع أعداد القتلى المدنيين في حلب خلال الأسابيع القليلة الماضية نتيجة الحملة العسكرية الواسعة التي يشنها النظام بدعم جوي كثيف من الطيران الروسي، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن خمسمئة مدني فقط قتلوا في يناير/كانون الثاني الماضي، نصفهم نتيجة القصف الروسي.

 

ودفعت هذه المعطيات سكان ريف حلب الشمالي إلى النزوح ليس فقط هربا من القصف العنيف، ولكن أيضا خوفا من مصير مشابه لمصير سكان مناطق محاصرة في سوريا مثل مضايا التي قتل فيها عدد من المدنيين نتيجة الجوع والبرد.

 

فرنسا: نظام الأسد لم يقدم تنازلات بجنيف  

قال مندوب فرنسا بالأمم المتحدة فرانسوا دولاتر إن ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية أبلغ مجلس الأمن أن النظام السوري لم يقدم أي تنازلات في جنيف، فيما تحدث مندوب روسيا عن دراسة أفكار لطرحها خلال مفاوضات جنيف تشمل وقف إطلاق النار.

 

جاءت هذه التصريحات في مستهل جلسة مغلقة بدأها مجلس الأمن مساء اليوم للبحث في أسباب تعليق المحادثات بين النظام والمعارضة السورية في في جنيف.

 

ويستمع أعضاء مجلس الأمن -خلال جلسة اليوم- إلى تقرير من دي ميستورا عن الأسباب التي دفعته لتعليق المحادثات حتى يوم الـ25 من الشهر الجاري.

 

ويستمع المجلس أيضا لتقرير بشأن المستجدات على صعيد الوضع الإنساني في سوريا، لاسيما في المناطق المحاصرة، وتلك التي يصعب إيصال المساعدات الإنسانية إليها.

 

كما يناقش المجلس آثار التصعيد الأخير في القتال، والقصف الجوي على المدنيين، وإمكانية تقديم العون للمدنيين الذين يتعرضون للقصف.

 

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن الجلسة ستخصص للاستماع إلى تقرير دي ميستورا، ولن يصدر عنها أي بيان أو إعلان.

 

وستعقد الجلسة -التي ستكون مغلقة- بناء على طلب فنزويلا التي ترأس مجلس الأمن لهذا الشهر.

 

وأفاد السفير الفنزويلي رافايل راميريز كارينو بأن اجتماع الجمعة سيكون “جلسة اطلاع” مؤكدا للصحافة “نريد الاطلاع على ما حدث مباشرة” من دي ميستورا.

 

وأكد كارينو أنه “لا حل عسكريا في سوريا” وأن “على كل الأطراف العمل من أجل السلام”.

مسار المفاوضات

وفي سياق متصل، قال دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية الجمعة إن الأمم المتحدة ستتحقق يوم 12 فبراير/شباط بمؤتمر الأمن في ميونيخ من الرغبة في تحقيق السلام لدى الدول الرئيسية المعنية بالأزمة السورية.

 

وقال دي ميستورا إن الدول التي ستكون حاضرة في ميونيخ هي مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وبينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران، مشيرا إلى أن “وزراء هذا الدول سيبلغوننا عن الوتيرة التي ينوون فيها مواصلة مسار السلام في سوريا”.

 

وكان المبعوث الأممي أعلن الأربعاء تعليق المفاوضات السورية في جنيف حتى 25 فبراير/ شباط، وأكد الاستعداد لاستئنافها قبل ذلك الوقت.

 

لكنه حذر قائلا “أكرر مرة أخرى أن التفاوض من أجل التفاوض غير مقبول لدينا. نحن نتفاوض من أجل التوصل إلى حل”.

 

وترفض المعارضة السورية الدخول في مفاوضات قبل الاستجابة لمطالبها الإنسانية المتعلقة بوقف القصف على المدنيين، وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين.

 

وحملت الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول الغربية دمشق وحليفتها موسكو مسؤولية نسف المفاوضات بسبب التصعيد على الأرض خلال الأيام الأخيرة، لا سيما في منطقة حلب حيث أحرزت قوات النظام تقدما نوعيا.

 

الأمم المتحدة: عشرات الآلاف يفرون من حلب  

قالت الأمم المتحدة الجمعة إن هجوم قوات النظام السوري حول مدينة حلب دفع 15 ألف شخص للهروب، مشيرة إلى أن هناك أنباء عن احتشاد عشرات الآلاف عند معبر حدودي مع تركيا.

 

وأفادت متحدثة باسم الأمم المتحدة بأن المنظمة الدولية تحققت من أن 15 ألف شخص على الأقل يفرون من ريف حلب الشمالي.

 

وأضافت أن “المصادر المحلية تقول إنه رغم أن الحدود التركية لا تزال مغلقة أمام حركة المدنيين فإن من يحتاجون رعاية طبية عاجلة يمكنهم تلقي العلاج في مستشفيات محلية في تركيا”.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث قبل ذلك عن فرار نحو أربعين ألف شخص على الأقل من بلدات ريف حلب الشمالي منذ بدء قوات النظام السوري هجوما واسعا بغطاء جوي روسي الاثنين الماضي.

 

ووفق المرصد، ترافقت الاشتباكات التي يشهدها ريف حلب الشمالي مع قصف كثيف من الطائرات الروسية بالإضافة إلى مدفعية قوات النظام.

 

ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مساء اليوم مع الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي سيقدم تقريرا حول الظروف التي دفعت إلى تعليق محادثات جنيف.

 

وأعلن دي ميستورا الأربعاء “تعليقا مؤقتا” للمحادثات غير المباشرة بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين حتى 25 فبراير/ شباط، مؤكدا أنه “لا يزال هناك عمل يتعين القيام به

 

واشنطن: النظام وحلفاؤه وراء كارثة التهجير بحلب  

حملت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور النظام السوري وحلفاءه الروس والإيرانيين، بالوقوف وراء “كارثة تهجير” نحو 15 ألف شخص نزحوا باتجاه الحدود السورية التركية شمال حلب، واصفة ذلك بالمأساة الإنسانية.

 

وفي مقابلة لها مع الجزيرة في نشرة الحصاد أمس، قال باور “نعمل جاهدين منذ خمس سنوات لإنهاء الحرب ووضع حد لمأساة ملايين السوريين، لكننا أخفقنا لأن النظام هو من يسعى لهذا التجويع والتهجير مدعوما بروسيا وإيران”.

 

وفي اتصالها من مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، أضافت باور أن ما يحدث في حلب من نزوح وتهجير “أمر كارثي”، مشيرة إلى أن “السبيل الوحيد لإنهاء هذه المأساة المريعة هو العملية السياسية، وهو ما نسعى إليه في جنيف بسويسرا”.

 

وردا على سؤال الجزيرة عن أن المجتمع الدولي لا يحرك ساكنا أمام عمليات التهجير هذه والتي توصف بأنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، قالت “فعلنا كل ما في وسعنا لإنهاء المأساة عبر جميع الوسائل ما عدا العمل العسكري ضد النظام”.

 

وعن نجاح التدخل الأميركي لوقف تهجير الإيزيديين في سنجار بالعراق مقابل الفشل في وقف التهجير والنزوح شمال سوريا، قالت المسؤولة الأميركية إن الأمر مختلف لأن الحكومة العراقية هي التي طلبت حماية مواطنيها في سنجار، بينما في سوريا النظام هو المتورط في عمليات التهجير.

 

وكانت مئات العائلات تجمعت أمس الخميس عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا شمال سوريا، حيث طالب أفرادها السلطات التركية بالسماح لهم بدخول أراضيها هربا من جحيم الغارات الروسية وقصف النظام السوري.

 

موجات الهروب الجماعي من الموت بحلب  

بخطى سريعة يفرّ آلاف السوريين من بيوتهم أو ما تبقى منها في ريف حلب الشمالي، مثقلين بما استطاعوا أن يحملوه على عجل هربا من الموت المحقق.

 

وقد أجبرت الغارات الروسية المكثفة، وهجوم قوات النظام السوري والمليشيات الذي بدأ قبل أيام باتجاه بلدتي نُبل والزهراء المواليتين للنظام السوري, آلاف السوريين على الهروب الجماعي باتجاه الحدود التركية المغلقة.

 

ويتعرض أكثر من مليون سوري لتهديد هذه الغارات المكثفة، ويطاردهم شبح الجوع في محافظات الشمال.

 

النازحون -الذين أجبرهم تقدّم قوات النظام بإسناد روسي كثيف على ترك بلداتهم- يتمسكون بخيط الحياة الرفيع، ويواصلون رحلتهم الشاقة المضنية نحو الحدود التركية.

 

وتتواصل الرحلة التي يزيدها البرد والجوع صعوبة، ورغم الظروف غير الإنسانية يقتات النازحون الصبر أملا في العثور على خيمة تأويهم.

 

وبسبب هجمات قوات النظام المدعومة من الطيران الحربي الروسي, بات مليون سوري في محافظات الشمال معرضين للموت والجوع.

 

نحو 15 ألف شخص نزحوا باتجاه الحدود السورية التركية، مع استمرار القصف الروسي والتقدم البري لقوات النظام شمال حلب.

 

وفر الآلاف باتجاه معبر باب السلامة من بلدات وقرى شمال حلب إثر تقدم قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها بإسناد جوي روسي نحو بلدتي نبل والزهراء.

 

الآلاف من النازحين وبينهم أطفال ونساء تجعوا في الطريق المؤدي إلى بوابة حدودية مغلقة.

 

السلطات التركية لا تزال تغلق المعبر, كما أن الجيش التركي يطلق النار على كل من يحاول عبور الحدود.

 

مئات العائلات تجمعت عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، حيث طالب أفرادها السلطات التركية بالسماح لهم بالعبور إلى تركيا.

 

الناتو: الغارات الروسية تقوض جهود السلام بسوريا  

اعتبر الأمين العام لـ حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الجمعة أن الغارات الجوية الروسية في سوريا تقوض الجهود الرامية إلى ايجاد حل سياسي للنزاع في هذا البلد، متهما موسكو بأنها “تستهدف بصورة رئيسية مجموعات المعارضة”.

 

وقال ستولتنبرغ عند وصوله إلى اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية في دول الاتحاد الأوروبي في أمستردام إن تصعيد روسيا وجودها ونشاطها الجوي في سوريا يتسبب أيضا في توتر متزايد وانتهاكات للمجال الجوي التركي.

 

ورأى أن ذلك يولد مخاطر ويزيد من حدة التوتر ويطرح تحديا للحلف لأنه يشكل انتهاكا للمجال الجوي الأطلسي، داعيا إلى الهدوء ونزع فتيل التصعيد وإلى حل سياسي في سوريا.

 

وشدد ستولتنبرغ على أن تعزيز روسيا وجودها العسكري بشكل جوهري في سوريا وشرق المتوسط يزعزع أيضا التوازن الإستراتيجي في المنطقة.

 

انتقادات فرنسية

وفي سياق متصل، كرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انتقاداته للنظام السوري وحليفتيه روسيا وإيران.

 

وقال فابيوس عند وصوله إلى أمستردام إن الدعم الذي يلقاه الرئيس السوري بشار الأسد من روسيا وإيران، وكذلك من خلال حزب الله اللبناني، ينسف بالكامل مفاوضات جنيف، في إشارة إلى تعليق مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة السورية حتى 25 فبراير/ شباط.

 

وأكد أنه “لا يمكن إجراء حوار سياسي فيما يواصل معسكر قتل الآخر” ودعا إلى “العودة إلى الطاولة واحترام الواجبات الإنسانية ووقف مجازر السكان وقصفهم ومحاصرة المدن وفيها مئات آلاف الجياع”. ورأى أن “ذلك من مسؤولية الأسد، لكن الجميع يعلم أنه مدعوم بشكل خاص من الروس”.

 

وكانت الخارجية الأميركية قد قالت الخميس إن روسيا توجه “رسائل متضاربة” بشأن النزاع السوري، إذ تؤكد من جهة سعيها للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع وتواصل من جهة أخرى غاراتها العسكرية التي تستهدف مجموعات معارضة ومدنيين.

 

وترفض المعارضة السورية الدخول في مفاوضات قبل الاستجابة لمطالبها الإنسانية المتعلقة بوقف القصف على المدنيين، وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين.

 

وحملت الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول الغربية دمشق وحليفتها موسكو مسؤولية نسف المحادثات بسبب التصعيد على الأرض خلال الأيام الأخيرة.

 

شباب القلمون.. الحرب مع النظام أو النزوح  

وسيم عيناوي-القلمون

 

لم يترك النظام السوري عقب سيطرته على القلمون الخيار للشباب في العودة لحياتهم التي كانوا عليها قبل الثورة، فإما العمل لصالح قوات النظام والتطوع في صفوفه خوفا من الاعتقال أو المضايقات، وإما اللحاق بأهلهم النازحين في دول الجوار والعمل على خدمتهم.

 

فلم يعد يُسمَح بالذهاب إلى الجامعات أو التفرغ للعمل في الورش والمصانع، حيث يقوم النظام السوري بحملات للتجنيد الإلزامي والاحتياطي التي باتت تستهدف كل من هم دون سن 45 عاما، في محاولة لتفريغ القلمون من مؤيدي الثورة السورية لا سيما أنها كانت مركز ثقل لها عند انطلاقتها.

 

تجنيد أو تهجير

وفي هذا السياق، قال مدير تنسيقية يبرود محمد اليبرودي -للجزيرة نت- إن النظام عمد إلى تجنيد كل الشباب الذين بقوا داخل القلمون من خلال الضغط عليهم للانضمام لصفوفه، بعد تقديمه بعض الميزات المادية والمعنوية لهم ولذويهم.

 

وأضاف اليبرودي أن من لم ينضم لصفوف النظام فإنه يعرض نفسه وذويه للمضايقات الأمنية والاعتقال التعسفي، الأمر الذي جعل الشباب مجبرين بين خيارين: الانضمام لصفوف النظام أو الهجرة هربا من المضايقات، وهذا ما لا يستطيعه معظم من عاد إلى المنطقة بسبب الفقر وضعف الإمكانات.

 

وأفاد بأن عدد المتطوعين في صفوف النظام -بحسب تقديرات ناشطين- في مدينة يبرود وحدها بلغ أكثر من سبعمئة مقاتل، فضلا عن المئات ممن تم سحبهم إلى الخدمة الاحتياطية في جيش النظام بمناطق مختلفة من سوريا.

 

وأوضح أن منطقة القلمون كانت تتميز بحيويتها، حيث ترتفع فيها نسبة الشباب، كما أن أكثر من 70% من شبابها طلاب جامعيون، ولكنهم اضطروا للتوقف عن الدراسة تباعا مع تطورات الأحداث في منطقتهم.

 

وأكد اليبرودي أن سيطرة النظام على القلمون مؤخرا كانت حدثا مفصليا بالنسبة لمعظم شبابها وبالأخص الموالين منهم للثورة، فلم يعد بإمكانهم البقاء في مدنهم التي باتت تحت سيطرته، وأجبروا على النزوح إلى الجرود أو إلى قرى وبلدات لبنان الحدودية.

 

يذكر أن المعارضة السورية المسلحة سيطرت على منطقة القلمون مطلع 2012، وبقيت مركزا لها مارس/آذار 2014 حينما دخلتها قوات النظام السوري مدعومة بحزب الله اللبناني، وبعدها نقل معظم الشباب نشاطهم العسكري إلى قمم الجبال في جرود القلمون، أو انتقلوا للعمل المدني والإغاثي بتشكيل تجمعات شبابية تعنى بأحوال النازحين في مخيمات عرسال.

 

منظمات شبابية

وقال الإعلامي بالهيئة العامة في يبرود باسل أبو جواد، إنهم لم يتأخروا بعد نزوحهم من يبرود إلى عرسال اللبنانية عن القيام بتجميع عدد من الشباب الجامعيين ممن تركوا دراستهم بسبب ملاحقة النظام السوري، للبدء بأعمال تطوعية لصالح النازحين.

 

وقد قاموا بإنشاء “فريق شباب يبرود” للاستفادة من طاقات الشباب في خدمة النازحين، وبدأ الفريق عمله بمساعدة باقي الجمعيات في توزيع الحصص الإغاثية، بالإضافة لمساعدة المجالس المحلية بأعمال ترميم المخيمات المتضررة.

 

وأشار أبو جواد إلى أن الفريق لم يكتف بذلك، بل طور نفسه وأصبح يملك فريقا للدعم النفسي ينشط في المدارس، إضافة إلى إصداره مجلة شهرية فكرية، ويسعى لتنظيم دورات تعليمية ومحاضرات توعوية ومشاريع إنتاجية.

 

معارك بشمال حلب وتقدم لقوات النظام بدرعا  

قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له سيطرت على بلدة رتيان في ريف حلب الشمالي, بعد أن أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها عليها في وقت سابق, بينما واصلت قوات النظام السوري والمليشيات الحليفة التقدم في محافظة درعا تحت غطاء جوي روسي كثيف.

 

وفي محافظة حلب أيضا، قالت جبهة النصرة إنها قتلت 25 من أفراد المليشيات الموالية للنظام في معارك ببلدة رتيان شمالي حلب بعد معارك عنيفة، بينما تعرضت البلدة لقصف جوي هو الأعنف منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا.

 

وعلى الصعيد الإنساني، أعلن المجلس المحلي لـ حريتان أنها مدينة منكوبة جراء استمرار استهدافها من قبل الطيران الروسي بعشرات الغارات، مما تسبب في نزوح مئات العائلات وخروج أغلب المشافي والأفران والمدارس من الخدمة.

 

وقصفت المعارضة تجمعات لقوات النظام في معرسته الخان وحردتنين شمالي حلب، في محاولة منها لاستعادة السيطرة على القريتين.

 

وأفاد مراسل الجزيرة بأن عشرة أشخاص قتلوا في غارة روسية على حي الصاخور بمدينة حلب، كما شن سلاح الجو الروسي غارات على مواقع المعارضة السورية المسلحة في بلدات رتيان وبيانون وعندان وحيان بريف حلب الشمالي.

 

وكانت قوات النظام وحلفاؤها وسعوا عملياتهم في ريف حلب الشمالي، وأكملوا تطويقه كليا بإسناد جوي روسي، واخترقت القوات دفاعات المعارضة بعد استعادتها بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين شمال حلب أول أمس الأربعاء، مما خنق خطوط إمداد المعارضة إلى مدينة حلب.

 

ونقلت رويترز عن قائد لواء صقور الجبل التابع للجيش السوري الحر حسن حاج علي أن القصف الجوي الروسي لا يزال مستمرا، مضيفا أن المنطقة شهدت أكثر من 250 ضربة جوية في يوم واحد.

 

تقدم النظام

وقال مراسل الجزيرة في محافظة درعا (جنوبي سوريا) محمد نور إن طائرات روسية شنت غارات مكثفة على مواقع تسيطر عليها المعارضة المسلحة في بلدات الغارية الشرقية والغربية والصور وعلما وغيرها بريف درعا، موضحا أن هذه الغارات تزامنت مع هجوم بري تشنه قوات النظام.

 

وأكد المراسل أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على بلدة عتمان الإستراتيجية في الريف الشمالي للمحافظة، وأفاد بأن هذه القوات مدعومة بغطاء جوي روسي ومليشيات أجنبية اقتحمت البلدة بعد اشتباكات مع مقاتلي المعارضة المسلحة.

 

وتعتبر عتمان البوابة الشمالية لمدينة درعا، وبسيطرة قوات النظام عليها تكون قد تمكنت من تعزيز رقعة خطوطها الدفاعية حول مناطق سيطرتها في مركز المدينة، وأحكمت سيطرتها على معظم البلدات الواقعة على طريق دمشق درعا القديم، ولم يتبق للمعارضة سوى بلدتي داعل وإبطع.

 

من جانب آخر، قالت شبكة “سوريا مباشر” إن أربعة قتلى وعددا من الجرحى سقطوا في غارات روسية على مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، كما قتلت امرأة وطفلها في غارات مماثلة على مدينة التمانعة بريف إدلب.

 

وتسبب الهجوم المدعوم بمئات الغارات الروسية في فرار عشرات الآلاف من السكان باتجاه الحدود التركية، كما كان من أبرز أسباب تأجيل محادثات السلام السورية في جنيف.

 

قتلى للحرس الثوري والباسيج بمعارك في سوريا  

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ثلاثة ضباط في الحرس الثوري، وخمسة من قوات التعبئة المعروفة باسم الباسيج، قتلوا في معارك قرب بلدتي نبّل والزهراء شمالي سوريا.

 

وأوضحت المصادر أن النقيب محمد حسين سراجي والملازم أول إبراهيم توفيقيان من الحرس الثوري، فضلا عن الضابط المتقاعد في الحرس مرتضى ترابي، قتلوا خلال معارك ضد من أسمتهم الإرهابيين في سوريا.

وبهذا يرتفع عدد القتلى من العسكريين الإيرانيين في سوريا إلى 153 عسكريا، منذ إعلان الحرس الثوري زيادة أعداد مستشاريه العسكريين هناك تزامنا مع بدء روسيا ضرباتها الجوية.

 

وكان جنرال في الحرس الثوري الإيراني قد لقي مصرعه في سوريا، بينما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ضابطين، أحدهما جنرال في الحرس الثوري، قتلا في المعارك الدائرة في سوريا.

 

وقالت وكالة أنباء فارس الخميس إن قائد القوة البرية التابعة للحرس الثوري العميد محمد باكبور نعى قائد “لواء الإمام الرضا الـ21 المدرع” العميد محسن قاجاريان.

 

وقال باكبور إن قاجاريان قتل خلال ما سماها “مهمة استشارية في سوريا لدعم الجيش السوري وقوات المقاومة الشعبية في مواجهة داعش والإرهابيين التكفيريين”.

 

روسيا: أميركا رفضت مركزا لتنسيق الهجمات بسوريا  

كشفت موسكو عن رفض واشنطن وحلفائها الغربيين اقتراحا روسيا بإنشاء مركز استشاري مشترك في الأردن لتنسيق التحرك بشأن سوريا، في وقت اعتبر فيه حلف الناتو الضربات الجوية الروسية في سوريا تقويضا لجهود التوصل إلى حل.

 

وقال أناتولي أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسي لوكالة إنترفاكس الروسية، إن “الوزير (سيرغي شويغو) أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي آشتون كارتر يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكننا أدركنا أن مثل هذا الحوار لن يكون مجديا”.

وأوضح أنتونوف “اقترحنا على الأميركيين في المقام الأول ودول غربية أخرى، إقامة مركز مشترك للتشاور لتسوية قضايا التعاون.. اقترحنا أن يكون المكان المحتمل العاصمة الأردنية عمان”، لكن المقترح رفض.

 

وزاد أن موسكو دعت مرارا واشنطن إلى “تعاون واسع النطاق”، بما في ذلك تبادل المعلومات بشأن أهداف في سوريا وإقامة قنوات اتصال واتخاذ خطوات مشتركة بشأن إنقاذ الطيارين في حالة وقوع حوادث.

 

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي أعلن في سبتمبر/أيلول الماضي تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين روسيا والعراق وإيران وسوريا لتبادل المعلومات الاستخباراتية بهدف ملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية والحد من نشاطاته.

اتهامات الناتو

من ناحية أخرى قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الجمعة إن تكثيف روسيا ضرباتها الجوية في سوريا، يقوض مفوضات جنيف التي يساندها الحلف بشدة.

 

وقال ستولتنبرغ للصحفيين لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في العاصمة الهولندية أمستردام، إن “الضربات الجوية الروسية المكثفة التي تستهدف في الأساس جماعات المعارضة بسوريا تقوض جهود التوصل إلى حل سياسي للصراع”.

 

وأردف أن “تنامي الوجود الروسي والنشاط الجوي في سوريا يسبب أيضا زيادة التوترات وانتهاكات للمجال الجوي التركي، وانتهاكات لأجواء الحلف، وهذا يثير مخاطر”.

 

وكانت واشنطن وباريس قد حملتا دمشق وحليفتها موسكو مسؤولية نسف المفاوضات بسبب التصعيد على الأرض خلال الأيام الأخيرة، لا سيما في شمال حلب حيث استطاعت قوات النظام فك حصار بلدتي نبّل والزهراء، وعزل المعارضة في المنطقة عن باقي الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في الشمال السوري، وغدت الحدود مع تركيا هي المنفذ البري الوحيد.

 

أوباما يرحب بإعلان السعودية المشاركة برياً ضد “داعش

واشنطن – رويترز

قال البيت الأبيض، الجمعة، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يرحب بإعلان السعودية تعزيز مشاركتها في القتال ضد تنظيم “داعش”.

وكان المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، أعلن الخميس أن السعودية على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سوريا، وذلك خلال مقابلة خاصة مع قناة “العربية”.

وقال جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الإعلان السعودي الذي صدر أمس الخميس جاء استجابة لطلب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للشركاء في التحالف لزيادة مساهماتهم في قتال التنظيم الإرهابي.

وأضاف إيرنست للصحافيين: “لذا فإننا نرحب بالتأكيد بإعلان شركائنا في السعودية عن استعدادهم لتعزيز مشاركتهم عسكرياً في هذا الجهد”.

وكان وزير الدفاع الأميركي قال إنه سيتم بحث ذلك الأمر مع المسؤولين السعوديين خلال اجتماع للتحالف الدولي في بروكسل يعقد الأسبوع المقبل.

 

أردوغان: يجب محاسبة روسيا والأسد عن مقتل 400 ألف سوري

الرئيس التركي اتهم موسكو بالسعي لإقامة دويلة لحليفها بشار الأسد

العربية.نت، وكالات

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه من الضروري محاسبة روسيا على من قتلتهم في سوريا، مضيفا أن روسيا تغزو سوريا “لإقامة دويلة للأسد”، كما أنها شريكة مع النظام بقتل 400 ألف سوري.

ووصف أردوغان، الاتهامات الروسية لأنقرة بالإعداد لتدخل عسكري في سوريا بأنها “مضحكة”، متهما روسيا “باجتياح” سوريا.

وأضاف أردوغان “هذا التصريح الروسي يضحكني، في واقع الأمر إن روسيا هي التي تقوم باجتياح سوريا”.

تصريحات أردوغان جاءت خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السنغالي خلال زيارة يقوم بها الرئيس التركي لهذا البلد الأفريقي.

ومن المرجح أن تتسبب تصريحاته في إذكاء غضب موسكو. وبلغت العلاقات بين تركيا – العضو في حلف الأطلسي – ورسيا أسوأ مراحلها في العصر الحديث في نوفمبر بعدما أسقطت تركيا مقاتلة روسية قالت أنقرة إنها انتهكت مجالها الجوي قادمة من سوريا.

ويتبنى البلدان موقفين متضادين من الحرب السورية الدائرة منذ 5 سنوات والتي رجح فيها التدخل الروسي بضربات جوية لمساعدة نظام الأسد كفة دمشق وقضى على مكاسب المعارضة المسلحة التي حققتها العام الماضي.

واتهمت روسيا تركيا بالإعداد لتوغل عسكري في شمال سوريا. ونفت أنقرة ذلك بوصفة دعاية هدفها إخفاء “جرائم” روسيا.

وتريد تركيا التي استقبلت أكثر من 2.5 مليون لاجئ فروا من الحرب السورية رحيل الأسد وتقول إن الإطاحة به هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام طويل الأمد.

 

مصرع 24 إيرانياً شمال حلب بينهم قائد لواء

صالح حميد – العربية.نت

وصل عدد قتلى الحرس الثوري الإيراني في عملية اقتحام بلدتي “نبل” و”الزهراء” المواليتين للنظام السوري شمال حلب، إلى 24 عنصراً، بينهم اللواء محسن قاجاريان، قائد لواء 21 مدرع لقوات الحرس الثوري بمدينة نيشابور.

ونعى قائد القوة البرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد محمد باكبور، في بيان رسمي، قاجاريان، والذي قال إنه قضى أثناء “مهمة استشارية في سوريا لدعم جيش (النظام) السوري وقوات المقاومة ومواجهة الإرهابيين”، على حد تعبيره.

وأعلنت وكالة “فارس” أن من بين القتلى الجدد ضابطين من الحرس الثوري محمد حسين سراجي وسجاد روشنائي، من منتسبي الفرقة 17 بمدينة قم، لقيا مصرعهما أثناء المعارك.

 

العقيد محمد حسين سراجي

كما قتل 7 عناصر آخرين وهم كل من رضا عادلي وعلي حسین کاهكش وعلي رضا حاجی وند وفیروز حمیدی‌ زاده ومحمد إبراهیم توفیقیان ومرتضی ترابي وجواد محمدي.

وأفادت وكالات إيرانية أن هؤلاء القتلى في صفوف الحرس ينتمي أغلبهم لوحدة “فاتحين” التابعة لقوات التعبئة الشعبية (الباسيج)، وقد تلقوا تدريبات عسكرية عديدة ومكثفة قبل إرسالهم إلى سوريا.

يذكر أن الحرس الثوري والميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية استطاعوا دخول بلدتي نبّل والزهراء بريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة مع كتائب الثوار، بالتزامن مع غارات مكثفة من الطائرات الروسية، وبذلك قطعت تلك الميليشيات طريق الإمداد الرئيسي إلى المناطق المحررة في مدينة حلب.

ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية صوراً ومقاطع فيديو تظهر عناصر الحرس الثوري والميليشيات من جنسيات أفغانية وعراقية وباكستانية داخل بلدتي نبّل والزهراء.

وتواصلت المعارك حتى صباح الجمعة على أطراف البلدتين، حيث تمكن الثوار خلال الساعات السابقة، بحسب لجان التنسيق المحلية، من تدمير حافلة تقل عناصر من قوات النظام في محيط قرية “نبّل”، بعد استهدافها بصاروخ “تاو” مضاد للدروع.

 

120 قتيلاً من النظام والمعارضة في اشتباكات حلب

العربية.نت

قتل أكثر من 120 شخصاً يتوزعون مناصفة بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة المعارضة خلال تجدد الاشتباكات بين الطرفين، الجمعة، داخل بلدة رتيان الواقعة في ريف حلب الشمالي، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “أكثر من 120 قتيلا يتوزعون مناصفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة قضوا الجمعة إثر تجدد الاشتباكات بين الطرفين”، مؤكدا أن “مقاتلي الفصائل تمكنوا من استعادة السيطرة على أكثر من نصف مساحة البلدة بعدما كانت قوات النظام سيطرت بالكامل عليها صباح اليوم”.

وأوضح عبد الرحمن أن تقدم الفصائل جاء بعد “هجوم معاكس شنته في البلدة على الرغم من القصف الروسي الكثيف”، لافتا إلى “اشتباكات عنيفة مستمرة بين الفصائل من جهة وقوات النظام ومقاتلين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، من جهة ثانية”.

وبدأت قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي هجوما واسعا الاثنين في ريف حلب الشمالي، وتمكنت من السيطرة على بلدات عدة وقطعت طريق إمداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا.

ويعد هذا التطور الأبرز ميدانيا في محافظة حلب منذ العام 2012.

 

مجلس الأمن يستمع لتقرير دي ميستورا حول مفاوضات سوريا

باريس تدين استمرار دعم روسيا للأسد.. وموسكو تنتقد وفد المعارضة السورية

دبي – قناة العربية

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة استمع فيها مندوبو الدول الأعضاء إلى إفادة عبر الفيديو كونفرانس إلى ممثل الأمين العام إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وقدم المبعوث الأممي تقريراً عن مسار مباحثات “جنيف 3” التي قرر تعليقها حتى 25 من الشهر الجاري.

عقب الاجتماع اتهم المندوب الفرنسي لدى مجلس الأمن فرانسوا ديلاتر موسكو والأسد بعرقلة المفاوضات من خلال تصعيدهما للعمليات العسكرية بما في ذلك قصف وحصار حلب، مؤكداً على ضرورة التزام الأسد بقرار مجلس الأمن.

من جهته انتقد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين وفد المعارضة السورية، معتبراً أنه لم يكن يمثل كل أطراف المعارضة. كما أكد تشوركين نية بلاده الاستمرار بعملياتها العسكرية في سوريا.

 

حلب.. القصف الروسي يتسبب بكارثة نزوح

13 ضربة جوية استهدفت منشآت طبية بالمدينة وريفها في يناير

جنيف – رويترز

قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن الهجوم العسكري لقوات النظام السوري والقصف الروسي حول مدينة حلب دفع 20 ألف شخص للهروب، بينما وردت تقارير عن 13 ضربة جوية استهدفت منشآت طبية في يناير.

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة في تصريح بالبريد الإلكتروني “تحققت الأمم المتحدة من أن 20 ألف شخص على الأقل يفرون من ريف حلب الشمالي، وهناك أنباء عن احتشاد عشرات الآلاف عند معبر حدودي مع تركيا”.

وتابعت “المصادر المحلية تقول إنه رغم أن الحدود التركية مغلقة أمام حركة المدنيين فإن من يحتاجون رعاية طبية عاجلة يمكنهم تلقي العلاج في مستشفيات محلية في تركيا”.

وفي الوقت الذي تشن فيه الطائرات الروسية غارات عنيفة على حلب وريفها، قال الكرملين، الجمعة، إن روسيا لا تتحاشى السبل السياسية أو الدبلوماسية لتسوية الصراع في سوريا، لكنه أوضح أنها ستواصل تقديم المساعدة العسكرية للنظام السوري.

وصرّح ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية، بأن روسيا “تبذل باستمرار جهوداً في الإطار الدولي العام للتوصل لتسوية سلمية وسياسية للوضع في سوريا”.

وتابع “في الوقت نفسه تقدم روسيا المساندة” لنظام بشار الأسد، ضد ما وصفته بـ”الإرهاب”.

 

نعسان آغا: من يريد التفاوض عليه إعطاء رسائل إيجابية

دبي – قناة العربية

أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، رياض نعسان آغا، اليوم الجمعة، في حديث مع قناة “العربية”، ضرورة أن يناقش مجلس الأمن إفشال روسيا لمحادثات جنيف من خلال تصعيدها للقصف الجوي على حلب.

واعتبر نعسان آغا أن الذي يريد أن يذهب إلى جنيف للتفاوض عليه أن يعطي رسائل مبشرة، وعليه ألا يذهب وهو يصعد القصف الجوي على المدنيين.

وأضاف أن قصف روسيا ونظام الأسد على حلب يثبت عدم جدوى المفاوضات، مشدداً على أن “النظام يذهب إلى التفاوض ويصعد قصفه المدنيين”.

 

روسيا: المعارضة سلمت الأسد في جنيف قائمة بالمعتقلين

العربية.نت

قال السفير الروسي في سويسرا، أليكسي بورو-دافكين، الذي حضر محادثات السلام في جنيف التي تـتوسط فيها الأمم المتحدة، إن حكومة الأسد تسلمت قائمة بأسماء محتجزين تريد المعارضة إطلاقَ سراحهم.

وعبر السفير الروسي عن خيبة أمله من انسحاب المعارضة السورية من المحادثات، والتي كان ينبغي عليها بحسب بورو-دافكين الترحيب بهجوم قوات الأسد على مدينة حلب للقضاء على المتطرفين.

وندد السفير بقرار الوسيط الأممي ستيفان دي ميستورا لتعليق المحادثات في جنيف، كما عبّر عن أمله في أن تبدأ الجولة المقبلة قبل الموعد الذي حدده دي ميستورا في 25 فبراير.

 

دي ميستورا: نريد التحقق من الرغبة في السلام بسوريا

روما – فرانس برس

قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، الجمعة، إن الأمم المتحدة “ستتحقق” في 12 فبراير في ميونيخ من الرغبة في تحقيق السلام لدى الدول الرئيسية المعنية بالأزمة السورية.

وقال دي ميستورا “سنذهب إلى ميونيخ (ألمانيا) إلى مؤتمر الأمن في 12 فبراير من أجل التحقق. سيكون الوزراء الذين كانوا في فيينا حاضرين، وسيجعلوننا نفهم بأي وتيرة ينوون مواصلة هذا المسار”.

وأوضح دي ميستورا أن الدول التي ستكون حاضرة هي مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وبينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران.

وكان المبعوث الأممي أعلن، الأربعاء، تعليق المفاوضات السورية في جنيف، نظريا حتى 25 فبراير.

وأكد “نحن مستعدون لاستئنافها (المفاوضات) قبل ذلك الوقت”.

لكنه حذر قائلا “أكرر مرة أخرى، أن التفاوض من أجل التفاوض غير مقبول لدينا. نحن نتفاوض من أجل التوصل إلى حل”.

 

لا دعوات جديدة للجولة المقبلة من “جنيف 3

جنيف – رويترز

قال مسؤول في الأمم المتحدة يشارك في ترتيب محادثات السلام السورية لوكالة “رويترز”، اليوم الجمعة، إن المنظمة الدولية لا تعتزم إدخال تعديل على دعوات الجولة المقبلة من المحادثات التي تأمل أن تبدأ بحلول 25 فبراير.

وقال رمزي عز الدين رمزي، نائب مبعوث الأمم المتحدة لسوريا: “لن تكون هناك دعوات أخرى. ولن تصدر دعوات جديدة في قالب مختلف”.

جاءت تصريحات رمزي بعد اجتماعه مع عدد من الشخصيات السورية المعارضة التي وجِّهت إليها الدعوة لحضور المحادثات كأفراد وليس كجماعة.

 

إعادة 14 مصرياً كانوا عالقين في سوريا

ضمن المرحلين 10 أشخاص نجحت البعثة في إخراجهم من بلدة “مضايا” المحاصرة

القاهرة – أشرف عبد الحميد

نجحت السلطات المصرية في إعادة 14 مصريا عالقين بسوريا.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إن البعثة المصرية في دمشق قامت وبالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة، بإنهاء الإجراءات الخاصة بإعادة 14 مواطناً مصرياً.

وقد أوضح القائم بأعمال البعثة في دمشق، محمد ثروت سليم، أن هؤلاء المواطنين مقيمون في سوريا منذ فترات طويلة، وقد طلبوا مساعدة البعثة لإعادتهم إلى القاهرة نظراً لظروف الحرب الصعبة التي تمر بها سوريا حالياً.

وأضاف القائم بالأعمال أن ضمن المرحلين 10 أشخاص نجحت البعثة في إخراجهم من بلدة “مضايا” المحاصرة التي تعاني ظروفاً غاية في الصعوبة في المرحلة الحالية.

وتابع القائم بالأعمال أن البعثة في دمشق كانت قد قامت بإعادة 38 مواطناً مصرياً مع عائلاتهم السورية بمجموع 89 شخصاً خلال عام 2015، وذلك بناءً على رغبتهم بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، وتواجد بعضهم في مناطق الاشتباك.

وقال إن البعثة في دمشق تواصل اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتسهيل سفر المصريين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، بما في ذلك تسوية وضع جوازات السفر المنتهية، واستخراج وثائق سفر جديدة مؤقتة.

 

واشنطن ترحب بإعلان السعودية بشأن داعش سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

رحبت الإدارة الأميركية، الجمعة، بإعلان السعودية تعزيز مساهمتها في القتال ضد داعش، وذلك غداة حديث المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي عن استعداد الرياض للمشاركة في عملية عسكرية في سوريا ضد التنظيم.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، إن الإعلان السعودي جاء استجابة لطلب وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، للشركاء في التحالف لزيادة مساهماتهم في قتال داعش، قبل أن يعلن ترحيب واشنطن بهذه الخطوة.

 

إلا أن إيرنست أشار إلى أنه من غير الواضح إن كان العرض السعودي يشمل إرسال عدد كبير من القوات البرية أو نشر قوات خاصة في إطار التحالف الدولي الذي يشن غارات على داعش بسوريا والعراق منذ أكثر من عام ونصف.

 

وكان المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري، قد قال لفرانس برس، مساء الخميس، إن الرياض مستعدة للمشاركة في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا.

 

حلب تحت القصف.. وروسيا تستغرب استهجان المعارضة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعرب مسؤول روسي عن استغراب موسكو من رفض وفد المعارضة إلى “جنيف 3” لحملة القوات الحكومية السورية في محافظة حلب، التي أسفرت عن مئات القتلى والجرحى ودفعت الآلاف إلى الفرار باتجاه الحدود التركية.

وقال مندوب روسيا بالأمم المتحدة، السفير أليكسي بورودافكين، الجمعة، “لماذا اشتكت المعارضة التي رحلت عن جنيف من الهجوم على حلب”، الذي “استهدف” وفق رأيه، “جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة”.

 

وتسبب الهجوم المستمر منذ الاثنين على مناطق بمدينة حلب وريفها تحت غطاء الغارات الروسية، في فرار الآلاف من المدنيين في اتجاه الحدود التركية، كما كان من أسباب تعطل محادثات السلام السورية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.

 

وأكدت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن 15 ألف شخص على الأقل فروا من ريف حلب بسبب الحملة والقصف الجوي الذي أصاب منشآت طبية عدة، في حين تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن فرار 40 ألف شخص.

 

وفي حين كشف المرصد أن الحملة أدت إلى مقتل عشرات المدنيين، ذكر قائد لواء صقور الجبل التابع للجيش السوري الحر، حسن الحاج علي، الجمعة أن القوات الحكومية السورية والقوات الحليفة لها تحاصر ريف حلب الشمالي بالكامل.

 

ورغم التقارير عن النزوح الجماعي ومقتل مدنيين وتأكيد فصائل من المعارضة التي توصف بالمعتدلة أن الحملة تستهدفها، قال بورودافكين “ينبغي أن تسعد المعارضة بأن الإرهابيين يهزمون لكنهم على النقيض شعروا بخيبة أمل وتركوا المفاوضات”.

 

وعبر أيضا عن أسفه لإقدام وسيط الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، على تعليق المحادثات، بعد أن تمسك وفد المعارضة بتطبيق البنود الإنسانية الواردة في قرار مجلس الأمن والمتعلقة بوقف قصف المدنيين وإطلاق المعتقلين وانهاء الحصار.

 

أردوغان يجب محاسبة روسيا على “من قتلتهم” في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يجب محاسبة روسيا على من قتلتهم في سوريا، وقال إن موسكو ودمشق مسؤولتان معا عن موت 400 ألف شخص، وفق ما نقلت رويترز عن وكالة دوغان للأنباء.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره السنغالي خلال زيارة يقوم بها الرئيس التركي لهذا البلد الإفريقي قال أردوغان أيضا إن روسيا ضالعة في غزو سوريا واتهمها بمحاولة إنشاء “دويلة” لحليفها القديم الرئيس السوري بشار الأسد.

 

ونقلت الوكالة عن الرئيس التركي قوله “يجب محاسبة روسيا عمن قتلتهم داخل الحدود السورية.. من خلال التعاون مع النظام وصل عدد القتلى إلى 400 ألف”.

 

بعد تقدم قوات النظام السوري بحلب.. المحلل العسكري بـCNN: ملامح الأوضاع على الأرض غير واضحة.. والنتائج تعتمد على عاملين

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال سيدريك ليتون، المحلل العسكري بشبكة CNN إن معالم الأوضاع في حلب بعد الهجمات التي نفذتها قوات النظام السوري بمساندة من الطيران الروسي غير واضحة في الوقت الحالي.

 

وتابع ليتون: “نتائج الأوضاع في حلب ستعتمد على عاملين، الأول هو هل ستستمر روسيا بحملتها الجوية، والأمر الثاني هو هل ما زالت الحكومة السورية الموالية لبشار الأسد تملك قوة عسكرية للسيطرة على مساحات إضافية وتدخل حلب وتطرد الثوار منها؟”

 

وأضاف المحلل العسكري: “تقول روسيا أنها تلاحق الإرهابيين في سوريا، ولكن رؤيتها للإرهابيين تتضمن قوات ندعمها نحن ولم يقوموا بالكثير في سبيل محاربة داعش، بل إن ما قاموا به ضد الجماعات المعارضة التي تدعما دول بالخليج وأمريكا أكثر مما قاموا به ضد داعش.”

 

دي مستورا لـCNN: لا نحتاج لحديث حول حديث.. لا ألقي باللوم على أي دولة.. ولننتظر نتائج اجتماع ميونخ

جنيف (CNN)—قال ستيفان دي مستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، إنه لا توجد حاجة للحديث حول حديث فقط دون وجود حقائق على الأرض، وذلك في تصريح على تعليق محادثات جنيف لبحث الأزمة السورية لنهاية فبراير/ شباط الجاري.

 

جاء ذلك في مقابلة مع الزميلة هالة غوراني لـCNN، حيث قال: “الذي نحتاج إليه هو الحقائق، الشعب السوري تعب من السماع عن الاجتماعات وتعب من سماعنا نتحدث عن العمليات ويريدون الحقائق، والحقائق تعني رفع الحصارات ووقف القصف وفتح معابر لإيصال الطعام، ورؤيتنا نتحدث مع السوريين عن مستقبلهم الفعلي أي دستورا جديدا وعملية انتقالية نحو حكومة جديدة والانتخابات.”

 

وتابع قائلا: “إذا لم يروا أيا من هذا ونحن لا نرى أيا منه حاليا، فنحن لا نحتاج إلى حديث حول حديث.. لن أقوم بإلقاء اللوم على أي دولة، وما ندينه هو أن هذا حدث لا يمكن تفويته، وبعبارة أخرى من يقوم بتسريع العمليات العسكرية عليه أن يعلم بأن هذا الأمر خطأ كبير، فعندما نتحدث عن مفاوضات سلام، وما نريده في الوقت الحالي هو إشارات من كلا الطرفين على أننا جادون وأننا نرغب برؤية مفاوضات جدية،” لافتا إلى أنه وفي نهاية اليوم، “كل طرف منخرط فيما يجري بسوريا يجب أن يكون طرفا في مستقبل البلاد.. سيكون هناك وقت يكون فيه الجميع ممثلا..”

 

وردا على سؤال حول عدم إعلان فشل هذه المحادثات، قال ديمستورا: “يمكننا أن نجري محادثات بين أشخاص لا يريدون التحدث مع بعضهم عندها نتحدث نحن إليهم ونوصل الرسالة ونحاول الخروج بنوع من الأرضية المشتركة وهذا ما نصفه بالابتكار، لا يتوجب الجلوس على الطاولة ذاتها، بالإمكان الجلوس في غرفة والتحدث مع طرف، وبعدها الجلوس مع الطرف الآخر في غرفة أخرى.”

 

وحول إن كان هناك أي تأكيدات على أن طرفا الصراع في سوريا سيأتون للحوار نهاية فبراير، قال دي مستورا: “لننتظر اجتماع ميونخ، لنرى ما ستقوم به الدول المؤثرة في الموضوع مثل أمريكا وروسيا والسعودية وإيران وتركيا وقطر حيث لهم تأثير على الأرض، ليواجهوا الحقيقة بأن سوريا بحاجة إلى عرض جدي وقوي بأن هذه المحادثات يمكن أن تكون جدية.”

 

دي ميستورا يلتقي ممثلي منظمات سورية لحقوق الإنسان وتوثيق الانتهاكات

روما (5 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

يلتقي المبعوث الأممي، ستافان دي ميستورا في وقت متأخر من مساء اليوم الجمعة، بمقر الأمم المتحدة بجنيف، وفدا يمثل منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المختصة بشؤون توثيق الانتهاكات والمساءلة والعدالة الانتقالية. ووفق مسؤولين في هذه المنظمات، فإن اللقاء سيركز على قضايا إطلاق سراح المعتقلين وإغاثة المحاصرين وضرورة تطبيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب.

 

ويُسلّم ممثلون لـ 18 منظمة سورية عاملة في مجال التوثيق وحقوق الإنسان رسالة للمبعوث الأممي وفريقه والدول الراعية للعملية التفاوضية، تحدد فيها مطالب الحد الأدنى الموضوعية المرتبطة بالمرحلة الانتقالية في سورية، ومن أهمها: ضرورة السماح الفوري لمراقبين مستقلين بالوصول غير المشروط إلى جميع مراكز الاعتقال والسجون في سورية، بما فيها التي تديرها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وتلك التي تديرها فصائل المعارضة المسلحة، ووضع خطة واضحة للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين أو المعتقلين تعسفياً خلال الأشهر الستة الأولى من بدء مفاوضات السلام كخطوة أولى لحل ملف المعتقلين.

 

وكذلك ضرورة التزام هيئة الحكم الانتقالية الناتجة عن المفاوضات بإنشاء لجنة تقصي حقائق وطنية مستقلّة تُسند إليها مهمة البحث في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي وقعت في جميع مناطق سورية ومن جميع الأطراف المقاتلة، وإنشاء آلية وطنية لفتح المقابر الجماعية لتقديم تقرير للشعب السوري وللأمم المتحدة خلال السنة الأولى من توقيع اتفاق السلام في سورية.

 

وأيضاً ضرورة إجراء تغييرات أساسية وعاجلة في قيادات الأجهزة الأمنية السورية تطال كل رؤوسها خلال الأشهر الستة الأولى من توقيع اتفاق السلام، وضمن مشروع متكامل للإصلاح القضائي والأمني.

 

وكذلك ضرورة تأسيس آلية واضحة لتسهيل عودة اللاجئين والنازحين والإشراف على آلية واضحة لاستعادة الممتلكات من قبل المتضررين، والتركيز على إنشاء برنامج وطني للتعويضات وجبر ضرر فردي وجماعي لجميع المتضررين المدنيين.

 

ومن المنظمات التي سيلتقي المبعوث الأممي ممثلين عنها، تجمع المحاميين السوريين الأحرار، الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مجلس القضاء السوري الحر، المركز السوري للإحصاء والبحوث، المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية، المركز السوري للعدالة والمساءلة، مركز توثيق الانتهاكات، المعهد السوري للعدالة، منظمة الكواكبي لحقوق الإنسان ومنظمة حقوق الإنسان في سوريا (ماف) وغيرها.

 

المجلس الوطني الكردي: تعنت الأسد وفشل روسيا باختراق وفد المعارضة أدى لتعليق جنيف3

روما (5 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى المجلس الوطني الكردي، المنضوي تحت راية الإئتلاف الوطني السوري المعارض، أن “السبب الرئيسي في تعليق مباحثات جنيف هو تعنت نظام الأسد، وعدم التزامه بما اتفق عليه مع القوى الدولية، وتحديداً تطبيق البنود 12 و 13 من قرار مجلس الأمن 2254، المتعلق بالمساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين وخاصة النساء والأطفال، وإيقاف الهجمات ضد المدنيين ورفع الحصار عنهم”.

 

ونقل المكتب الاعلامي للإئتلاف بيانا للمجلس الوطني الكردي، تضمن الاشارة إلى أن “عدم نجاح روسيا بإدخال بعض القوى والشخصيات المحسوبة عليها في وفد المعارضة أو حتى تشكيل وفد ثالث أدى إلى زيادة تعنت النظام في التهرب من هذه المفاوضات، وبدلاً من تطبيق البنود 12 و13 بوقف قتل المدنيين، اشتد قصفها للمناطق المدنية؛ ما أدى إلى استشهاد المئات منهم بصورة لم تحصل مسبقاً”.

 

واعتبر المجلس “إنه وعلى الرغم من تشكيك البعض بعدم وجود تمثيل للكرد في هذه المباحثات، إلا أن المجلس الوطني الكردي في سورية كان حاضراً منذ البداية كجزء من الائتلاف الوطني السوري من خلال ممثليه في هذا الائتلاف، رغم ملاحظاتنا بأن هذا التمثيل لم يكن منصفاً، وسوف يتم تداركه من خلال المشاركة الفعالة في اللجان الاستشارية المتعددة”.

 

وطالب المجلس “القوى الدولية بالتحضير بشكل أفضل لجولة المفاوضات القادمة لإنجاحها حتى تنتهي مأساة الشعب السوري، ووضع حد لما يتم من تدمير وقتل وتهجير ممنهج يقوم به نظام لا يفهم سوى لغة القتل”، مؤكدا أن “الشعب السوري لن يقبل بإعادة تأهيل نظام الأسد تحت أي ظرف كان، بل يجب تطبيق بيان جنيف1 والقرار الدولي 2118 لعام 2012، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات والذي يعتبر المدخل الأساسي لأي حل سياسي في سورية”.

 

اللجنة العليا للمفاوضات : يحتاج السوريون للحماية أكثر من المساعدة

جنيف – بروكسل (5 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبرت اللجنة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، أن الشعب السوري يحتاج إلى الحماية قبل حاجته للمساعدة.

 

جاء ذلك في بيان صدر عن اللجنة اليوم، وتسلمت (آكي) الإيطالية للأنباء نسخة منه، حذرت خلاله من أن “الوضع في حلب يعتبر كارثة حقيقية، يتعين على المجتمع الدولي إتخاذ خطوات جادة من أجل التصدي لها”.

 

وتتحدث اللجنة العليا للمفاوضات هنا عن المنطقة شمالي سورية، إثر قيام النظام والطيران الروسي بتكثيف القصف والهجمات لقطع كل طرق الوصول إلى حلب، وهو الأمر الذي إضطر عشرات الآلاف من الناس للفرار باتجاه الحدود التركية.

 

ويؤكد البيان الذي يحمل توقيع سالم السلط، المتحدث باسم اللجنة، أن “هذا التصعيد الخطير من قبل روسيا ونظام دمشق يظهر بوضوح عدم الرغبة في الالتزام بالقرار الأممي 2254، وهذا ما بدا واضحاً خلال محادثات جنيف الأخيرة”، وفق تعبيره.

 

وأشار المسلط إلى أن “على المجتمع الدولي أن يعمل، إذا كان جاداً في مساعدة الشعب السوري وإنهاء الصراع، أن يعمل على إتخاذ خطوات جدية لدفع موسكو ودمشق لوقف القصف وتأمين وصول المساعدات للناس بدون أي عوائق”.

 

وقد كانت كبرى دول العالم، التي إجتمعت أمس في لندن قد تعهدت بعشرة مليار يورو لمساعدة السوريين في الداخل وفي الدول المجاورة.

 

فرار آلاف السوريين أمام هجوم تدعمه روسيا يهدد بحصار حلب

من جون ديفيسون

بيروت (رويترز) – فر عشرات الألوف من السوريين من قصف روسي مكثف في محيط حلب يوم الجمعة وقال عمال إغاثة إنهم يخشون من أن تحاصر القوات الحكومية المدينة بالكامل والتي كان يعيش بها مليونا نسمة ذات يوم.

 

وأعلنت إيران مقتل أحد جنرالاتها على جبهة القتال أثناء مساعدته للقوات الحكومية وهو تأكيد مباشر للدور الذي تلعبه طهران إلى جانب موسكو في أحد أكثر الهجمات طموحا على ما يبدو في الحرب الأهلية الدائرة منذ خمس سنوات.

 

وتسبب هجوم القوات الحكومية في محيط حلب والتقدم الذي تحققه في جنوب البلاد في نسف محادثات السلام التي جرت في جنيف هذا الأسبوع. وتسعى القوات السورية وحلفاؤها للقيام بمحاولة جديدة لتحقيق انتصار ميداني بعد أن أنهى التدخل الروسي شهورا من مكاسب المعارضة العام الماضي.

 

وخلال اليومين الماضيين نجحت القوات الحكومية ومقاتلو حزب الله اللبناني والمقاتلون الإيرانيون المتحالفون معها في تطويق منطقة الريف الى الشمال من حلب وقطع خط إمداد رئيسي يربط المدينة التي كانت كبرى مدن سوريا قبل الحرب بتركيا. وقالت أنقرة إنها تشتبه أن الهدف هو تجويع السكان لدفعهم للاستسلام.

 

وستكون حلب أكبر مكسب خلال سنوات الحرب بالنسبة للقوات الحكومية في صراع أودى بحياة ربع مليون شخص على الأقل وشرد 11 مليونا.

 

وأظهرت مقاطع فيديو آلاف الأشخاص غالبيهم من النساء والأطفال والمسنين يتدفقون على معبر باب السلام الحدودي. وحمل الرجال أمتعتهم فوق الرؤوس ونُقل المسنون وغير القادرين على السير على مقاعد متحركة. وجلست بعض النساء على جانب الطريق يحملن أطفالا رضع في انتظار السماح لهم بدخول تركيا.

 

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن 15 ألف شخص فارين من حلب وصلوا للحدود التركية.

 

وطالبت منظمة العفو الدولية تركيا بالسماح بدخول الفارين من أحدث موجات العنف.

 

وقال ديفيد إيفانز مدير برنامج الشرق الأوسط في منظمة الإغاثة الأمريكية ميرسي كور التي قالت إن أكثر طرق الإمدادات الانسانية مباشرة إلى حلب قد قُطع “أشعر أن حصارا لحلب على وشك أن يبدأ.”

 

ووصف متحدث باسم المعارضة لا يزال في جنيف بعد تعليق محادثات السلام الوضع في حلب بأنه كارثة إنسانية. وأضاف أن على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات عاجلة وحاسمة للتعامل معه.

 

* غارات جوية روسية لا تتوقف

 

قال حسن الحاج علي قائد لواء صقور الجبل التابع للجيش السوري الحر “الغطاء الروسي مستمر ليلا نهارا وهناك أكثر من 250 غارة باليوم الواحد على هذه المنطقة.”

 

وأضاف “النظام يحاول الآن توسيع المساحة التي سيطر عليها. ريف حلب الشمالي محاصر بالكامل والحالة الإنسانية صعبة جدا.”

 

وذكر التلفزيون الحكومي السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش وحلفاءه سيطروا على مدينة رتيان شمالي حلب ليستفيدوا من المكاسب التي تحققت في وقت سابق هذا الأسبوع. وقال الحاج علي إن المدينة لم تسقط حتى الآن وأضاف أن “المعارك قوية جدا.”

 

وقال المرصد السوري إن نحو 120 مقاتلا من جميع الأطراف قتلوا في القتال الدائر عند رتيان.

 

وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله والتلفزيون السوري في وقت لاحق يوم إن القوات سيطرت على بلدة ماير القريبة.

 

ويوم الأربعاء الماضي فك الجيش السوري وحلفاؤه حصار المعارضة الذي استمر لثلاث سنوات لبلدتين شيعيتين في محافظة حلب وقطعوا خط إمداد رئيسيا من تركيا إلى حلب.

 

وعلى مدار السنوات الماضية قسمت حلب التي كانت العاصمة التجارية لسوريا إلى قسم تسيطر عليه القوات الحكومية ومناطق في قبضة المعارضة. ودمرت أجزاء كبيرة من حلب بما في ذلك المدينة القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

 

وقال الحاج علي إن غالبية المقاتلين في جانب القوات الحكومية “إيرانيون ومن حزب الله وأفغان.”

 

وقال مصدر أمني بارز غير سوري مقرب من دمشق متحدثا لرويترز الخميس إن قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وهو المسؤول عن العمليات بالخارج موجود في منطقة حلب.

 

وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن البريجادير جنرال محسن غجريان القائد بالحرس الثوري الإيراني قتل في محافظة حلب ومعه ستة مقاتلين إيرانيين متطوعين.

 

ومنذ 2014 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية قيام دولة خلافة من جانب واحد في شرق سوريا والعراق ويتعرض الآن لغارات جوية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وبدأت روسيا حملة جوية منفصلة قبل أربعة أشهر دعما للأسد لتقلب موازين القوى لصالحه.

 

لكن مساحات كبيرة من أراضي البلاد لا تزال في قبضة المعارضة المسلحة وبينها الدولة الإسلامية في الشرق ووحدات كردية في الشمال ومجموعة متنوعة من الفصائل في الغرب يستهدفها الكثير من الغارات الجوية الروسية.

 

وقال الكولونيل باتريك رايدر المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي حين سئل إن كانت هناك أي خطط لمساعدة المعارضة المدعومة أمريكيا في حلب أو إسقاط مساعدات إنسانية عن طريق الجو “معركتنا الآن ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. سنواصل التركيز على هذه العملية.”

 

* مكاسب للجيش في درعا

 

حققت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها المزيد من المكاسب في محافظة درعا بالجنوب لتستعيد السيطرة على بلدة خارج مدينة درعا مباشرة.

 

وقال متحدث باسم المعارضة في المنطقة إن الجيش السوري مدعوم ببعض من أكثر الضربات الجوية الروسية كثافة حتى الآن منذ بدأ القصف في سبتمبر أيلول الماضي.

 

وكانت محادثات السلام التي عقدت في جنيف هذا الأسبوع أول محاولة دبلوماسية منذ عامين لإنهاء الحرب لكنها انهارت بعد رفض المعارضة التفاوض مع استمرار القصف الروسي وتقدم القوات الحكومية.

 

وقال حلف شمال الأطلسي إن القصف الروسي المكثف يقوض مساعي السلام وحذر روسيا من إثارة توتر بانتهاك المجال الجوي لتركيا العضو في الحلف والتي أسقطت طائرة حربية روسية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

 

واتهمت روسيا تركيا بالتحضير لتوغل عسكري في شمال سوريا. ورفضت أنقرة هذا الاتهام وقالت إنه ليس سوى دعاية تريد بها موسكو التستر على “جرائمها.”

 

وتقول موسكو إن أهدافها في سوريا مقصورة على الدولة الإسلامية وذراع تنظيم القاعدة في سوريا وهو جبهة النصرة وهما فصيلان استبعدا من محادثات السلام ويقابلان بالرفض من قبل دول تدعم المعارضة.

 

وقال السفير أليكسي بورودافكين مندوب روسيا بالأمم المتحدة في جنيف “لماذا اشتكت المعارضة التي رحلت عن جنيف من الهجوم على حلب الذي استهدف في حقيقة الأمر جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة؟”

 

وأضاف “ينبغي أن تسعد المعارضة بأن الإرهابيين يهزمون لكنهم على النقيض شعروا بخيبة أمل وتركوا المفاوضات.”

 

وترفض دول غربية وعربية هذا الموقف وتقول إن غالبية الغارات الروسية استهدفت معارضين آخرين للأسد وليس هذين الفصيلين.

 

وقالت جبهة النصرة في بيان يوم الجمعة إنها قتلت 25 إيرانيا ومقاتلا شيعيا خلال القتال الدائر في حلب.

 

وقال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الغارات الروسية المكثفة خاصة التي تستهدف فصائل المعارضة في سوريا تقوض الجهود للتوصل لحل سياسي للصراع.”

 

وأضاف “تنامي الوجود الروسي والنشاط الجوي في سوريا يسبب أيضا زيادة التوترات وانتهاكات للمجال الجوي التركي… انتهاكات لأجواء الحلف… هذا يثير مخاطر.”

 

في الوقت نفسه قالت السعودية إنها مستعدة للمشاركة في عمليات برية منفصلة بقيادة الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية. ورحبت واشنطن بالعرض السعودي وإن كانت حتى الآن ملتزمة بعمليات على نطاق محدود تنفذها وحدات من قواتها الخاصة على الأرض في سوريا.

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- شارك في التغطية سليمان الخالدي من عمان – تحرير أحمد حسن)

 

بوتين يترقب سقوط حلب السورية لتحقيق انتصار شخصي

من أندرو أوزبورن

 

موسكو (رويترز) – يعتقد الرئيس فلاديمير بوتين أن غارات سلاح الجو الروسي في سوريا ساهمت في تغيير دفة الحرب هناك لكن مصادر تقول إن بطء تقدم الجيش السوري أصابه بالإحباط.

 

وإذا سقطت حلب فقد يحقق بوتين مكسبا عسكريا ورمزيا يتوق إليه.

 

أربعة أشهر من القصف الجوي الروسي دعمت موقف الرئيس السوري بشار الأسد وهو أقرب حلفاء الكرملين في الشرق الأوسط وساعدت قواته على تحسين وضعها الميداني.

 

لكن أسماء المدن والقرى التي استعادتها القوات الحكومية وأهميتها الإستراتيجية لم تفلح في إثارة حماس الجماهير الروسية التي يساورها قلق أكبر بشأن تراجع مستويات المعيشة. ولم يحقق الجيش السوري المدعوم بالقوة الجوية الروسية أي انتصار كبير حتى الآن يمكن لموسكو تسويقه على مستوى العالم كدليل على بأسها العسكري ونفوذها المتعاظم في الشرق الأوسط.

 

وقال مصدر قريب من الجيش الروسي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز “كان هناك بعض الإحباط من أداء الجيش السوري. خاصة وأنه في البداية كان يحرز تقدما بطيئا.”

 

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن استعادة السيطرة الكاملة على حلب التي كانت كبرى مدن سوريا قبل سنوات الحرب الخمس ستغير سير الأحداث وتقرب بوتين أكثر من النهاية التي يفضلها وتتصور حكومة سورية صديقة لروسيا تتيح لموسكو الإبقاء على قاعدتها البحرية والجوية هناك.

 

وقال دميتري ترينين الكولونيل السابق بالجيش الروسي ومدير مركز كارنيجي في موسكو لرويترز “حتى الآن سمعنا عن تقارير تفيد بمكاسب للقوات الحكومية هنا وهناك وتحقق القليل من النجاحات الملحوظة.”

 

وأضاف “لكن كل هذه النجاحات كانت تكتيكية وليست باهرة. إذا أصبحت تحت السيطرة الكاملة لدمشق فسيعطي هذا دفعة نفسية كبيرة للأسد وسيكون مصدرا للرضا بالنسبة للكرملين.”

 

وعلى مدار سنوات الحرب قُسمت حلب إلى جزء تسيطر عليه القوات الحكومية ومناطق في قبضة المعارضة.

 

ونزح عشرات الألوف من السوريين فرارا من القصف الروسي المكثف في محيط حلب يوم الجمعة ويقول عمال إغاثة إنهم يخشون من محاصرة القوات الحكومية للمدينة بالكامل التي كانت يعيش بها ذات يوم مليونا شخص.

 

وشهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية تطويق القوات الحكومية ومقاتلي حزب الله اللبناني والمقاتلين الإيرانيين لمنطقة ريف حلب الشمالي وقطع خط إمداد رئيسي يربط المدينة التي كانت كبرى مدن سوريا قبل الحرب مع تركيا. وقالت أنقرة إنها تشتبه أن الهدف هو تجويع السكان لدفعهم للاستسلام.

 

ومع نفاد صبر الكرملين المتطلع لإنجاز في سوريا لجأ لتعزيز قواته هناك. وفي الفترة الأخيرة ذكرت وسائل إعلام محلية أن موسكو أرسلت أكثر طائراتها العسكرية تقدما وهي سوخوي-35إس لتنضم لقوة من سلاح الجو هناك قوامها نحو 40 طائرة سريعة.

 

* “إلهاء مفيد”

 

وقد يسهم تحقيق انتصار في حلب في رفع الروح المعنوية في الداخل الروسي حيث أضعفت الأزمة الاقتصادية مستويات المعيشة وتراجع الدخل الحقيقي لأول مرة منذ صعد بوتين إلى السلطة في روسيا قبل 15 عاما.

 

ويحظى بوتين بدعم وتأييد من وسائل إعلام حكومية موالية ونظام سياسي يُحكم قبضته عليه ومعارضة محدودة الحكم والتأثير. وتشير استطلاعات للرأي إلى أن نسبة التأييد الشعبي له لاتزال أكثر من 80 بالمئة.

 

لكن مع بوادر غير مؤكدة على سخط اجتماعي متصاعد احتج خلال الأشهر الماضية حائزو الرهون العقارية بالعملة الصعبة وسائقو الشاحنات والمتقاعدون ومن شأن الترويج لانتصار بمساعدة روسيا في سوريا أن يحسن الروح المعنوية للناخبين المحبطين.

 

وقال ستيبان جونتشاروف من مركز ليفادا المستقل لاستطلاعات الرأي “سيكون إلهاء مفيدا واستعراضا أمام الشعب” مضيفا أن وسائل الإعلام الحكومية استغلت الأزمة السورية في السابق لإذكاء مشاعر العداء للغرب وتعزيز فكرة عودة روسيا كقوة عظمى.

 

وأضاف “حيلتهم تتمثل في التخلص من الأفكار التي تثير القلق الاجتماعي واستبدالها بأفكار تساعد على الوحدة. سيكون أي انتصار عسكري (في حلب) لحظة رائعة لإظهار القوة ورمزا للبأس العسكري وسيستغل لزيادة التأييد للسلطات.”

 

وقال أيضا إن آخر مرة استطلع فيها مركز ليفادا الآراء وكانت في أكتوبر تشرين الأول الماضي تبين أن 72 بالمئة من الروس لديهم رأي إيجابي عن الغارات التي ينفذها سلاح الجو في سوريا لكن هذه القضية تراجعت بعد ذلك لتحل محلها موضوعات عن الاقتصاد وما يقوم به الكرملين لتخطي الأزمة الاقتصادية.

 

وأضاف أن هناك علامات على تراجع التأييد للسلطة بعض الشيء بسبب تردي الوضع الاقتصادي.

 

وقال ترينين من مركز كارنيجي إن الروس رغم الحملة الإعلامية للكرملين لم يظهروا اهتماما بالصراع السوري ويرغبون أن تحد بلادهم من تدخلها هناك بينما تلاحقهم ذكريات هزيمة السوفيت في أفغانستان.

 

وقال ترينين “بالنسبة لأغلب الناس.. هذه حرب في بلد بعيد” مضيفا أن الناخبين يشعرون بالتوتر من أي إشارة لاحتمال إرسال قوات برية إلى سوريا. وتشير الأرقام الرسمية للجيش الروسي إلى سقوط أربعة قتلى من أفراده لقي ثلاثة منهم حتفهم في القتال.

 

لكن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن إسقاط طائرة ركاب روسية في مصر في أكتوبر تشرين الثاني الماضي مما أسفر عن مقتل 224 هم كل من كانوا على متنها. وقال التنظيم حينها إنه فعل هذا ثأرا من الحملة الروسية بسوريا.

 

ويقول ترينين إن بوتين يعتبر سوريا مسألة مهمة لكنها جزء من لعبة أوسع نطاقا.

 

وأضاف “الهدف النهائي للسيد بوتين هو استعادة روسيا لوضعها كقوة عظمى. سوريا جزء من ذلك. لكن الأمر يتعلق أيضا بالسياسة الخارجية الروسية الأوسع وبتركة بوتين. سوريا هي المكان الذي سيحسم فيه كل هذا.”

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

كيري: مباحثات حول سبل وقف إطلاق النار في سوريا والأمر سيتضح خلال أيام

واشنطن (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إن مباحثات تجرى حاليا من أجل التوصل لوقف إطلاق نار وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين في الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف عن إمكانية التوصل لذلك.

 

وقال كيري للصحفيين “هناك مناقشات حاليا بشأن تفاصيل وقف إطلاق النار وقد طرح الروس بعض الأفكار البناءة بشأن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار.

 

“لكنها إذا كانت مباحثات من أجل المباحثات بغرض مواصلة القصف فإن أحدا لن يقبل بهذا.. سنعرف هذا خلال الأيام المقبلة.”

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى